الفرق بين الاتــــــــــجاه البنـــــــــــــيوى الاتــــــــــــــــــجاه الوظـــــــــــيفي

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 14

‫المح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاضرة السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادسة‬

‫د‪.‬بن سعيد كريم السن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـةـ أولى‬


‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتر‬
‫الفرق بين االتـ ـ ـ ـ ــجاه البن ـ ـ ـ ـ ـ ــيوى االتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجاه الوظ ـ ـ ـ ـ ــيفي‬

‫االتـ ـ ـ ـ ــجاه البن ـ ـ ـ ـ ـ ــيوى‬

‫لعل هذا املنحى يتناقض تناقضاً جوهرياً مع نظرة االجتاه البنيوي للشخصية الروائية‪ ,‬فهذه النظرة‬
‫البنيوية جتردها من أمهيتها اجلوهرية يف الرواية على العكس متاماً مما رأينا لدى أصحاب االجتاه‬
‫االجتماعي‪ ,‬فالشخصية هي العنصر الرئيسي يف الرواية الذي أولته البنيوية أقل اهتمام‪ ,‬كما يقول‬
‫"جوناثان كوللر"‪ ,‬ورمبا كانت كذلك أقل املباحث البنيوية حظاً من التوفيق‪ ,‬وقد تعامل البنيوين‬
‫مع الشخصية باعتبارها عنصراً أيديولوجياً ال يستحق االهتمام أكثر منه كحقيقة أدبية‪ ,‬وأسباب‬
‫ذلك ميكن اكتشافها لو استعدنا املنطلقة النظري الذي تقوم عليه البنيوية‪ ,‬فهو يسري يف اجتاه خمالف‬
‫متاماً ملفهوم الشخصية باعتبارها كلية مستقلة تتميز بعواملها الداخلية واخلارجية‪ ,‬وبدالً من ذلك‬
‫تركز البنيوية على األنساق اليت تتجاوز الفرد وجتعل منه جمرد عنصر ميكن إدراجه ضمن مجلة‬
‫)‪1‬الوقائع والقوى أكثر منه جوهراً فرداً‪ ,‬فيما يقول كوللر‬
‫لذلك مل يكتب البنيويون الكثري عن النماذج املعروفة للشخصية الروائية‪ ,‬بل انشغلوا بتهذيب‬
‫وتطوير نظرية فالدميري بروب عن "األدوار" أو الوظائف اليت ميكن أن تضطلع هبا الشخصيات‪,‬‬
‫وذلك بوصفها "مشاركاً" أكثر من "كائناً"‪ .‬ويذكر تودوروف أن توماشيفسكي قد أنكر على‬
‫يقول ‪ Motifs,‬الشخصية أية أمهية سردية‪ ,‬باعتبار أن القصة ليست إال نظاماً من الوظائف‬
‫توماشيفسكيم‪" :‬إن البطل غري ضروري للقصة‪ ,‬إن القصة باعتبارها نظاماً من الوظائف‪ ,‬بإمكاهنا‬
‫أن تستغىن متاماً عن البطل وعن قسماته اخلاصة"‪ .‬وغري أن تودوروف يرى أن هذا القطع ينطبق‬
‫أكثر على قصص عصر النهضة الغرائبية‪ ,‬أكثر مما ينطبق على األدب احلديث‪ ,‬حيث ميارس البطل‪,‬‬
‫‪.‬حسب رأيه‪ ,‬دوراً أساسياً‪ ,‬إذ تنتظم عناصر الرواية كلها انطالقاً منه‬
‫‪1‬‬
‫جورج لوكاتش‪،‬دراسات ىف الواقعية‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪ 25‬‬
‫بيد أنه عندما حلل رواية "عالقات خطرة" ألالن روب جرييه‪( ,‬وهي رواية نفسية) فإنه مل ينطلق‬
‫من الشخصيات‪ ,‬لكن من ثالث عالقات كربى ميكن للشخصيات أن تكون فاعلة فيها‪ ,‬وقد مسى‬
‫تلك هي‪ Les predicates de pase, :‬هذه العالقات بـ"املستندات" أو األخبار السياسية‬
‫الرغبة‪ ,‬والتبادل‪ ,‬واملشاركة‪ .‬ويقر بأنه اختار هذا املدخل ألن هذه املستندات تسمح بالتحليل‬
‫‪2.‬التصنيفي‪ .‬الذي أتصوره الشغل الشاغل ملنظري البنيوية‬
‫ومن الواضح أن حتليل تودوروف هذا يربز بوضوح التعامل مع الشخصية باعتبارها عنصراً‬
‫"مشاركاً" أكثر منها باعتبارها "كائناً"‪ .‬بل أكثر من ذلك فإن البنيويني (وتودوروف من أمههم)‬
‫ينكرون استخدام مفهوم "الشخصية" ذاته‪ ,‬فريى األستاذ الدكتور‪ /‬صالح فضل يف كتابه "النظرية‬
‫البنائية يف النقد األديب" أن مصطلحات النقد األديب اليت كانت تعتمد على معيار املضمون من‬
‫الوجهة النفسية‪ ,‬كانت تسمى العنصر الفاعل يف القصة بأمساء تطابق هذه الرؤية مثل الشخصية‬
‫والنموذج‪ .‬ومن مث فهو يرى – تبعاً لنقاد ومنظري البنيوية – أن فكرة الشخصية هبذا املعىن‪ ,‬فكرة‬
‫خطرية جنمت عن نوع من الكسل العقلي الذي يتسم به القراء والنقاد معاً‪ ,‬وأصبحت طريقة‬
‫)‪.‬لإلشارة حتجب من وراءها "امليكانيزم" احلقيقي للعمليات القصصية‬
‫وهلذا فإن البنيوية جترد هذا العنصر من طابعة ذاك وتطلق عليه تسميات جديدة‪ ,‬اعتماداً على‬
‫وظيفته البنائية ومدى اشرتاكه يف العمل‪ ,‬وهو ما فعلته املدرسة الشكلية حني أخذت يف وصف‬
‫الفاعلني حسب األفعال اليت تعزي إليهم يف العمل األديب‪ ,‬وجاءت البنائية لتنص على أن هذا‬
‫املستوى الوصفي ضروري‪ ,‬انطالقاً من أنه ال توجد حكاية دون "ذوات" تقوم بالفعل أو جيري‬
‫عليها احلدث‪ ,‬لكن هذه الذوات ال ينبغي تقدميها على أهنا أشخاص‪ ,‬حيث تتفادى البنيوية وصف‬
‫الشخصيات باملفهوم النفسي والتارخيي‪ ,‬كما تقدم‪ ,‬وتبحث عن وسائل أخرى للرصد واحلديث‬
‫عن مشرتكني أو فاعلني‪ ,‬وقد تلجأ إىل استخدام مقوالت سيمولوجية مثل املرسل واملرسل إليه‪,‬‬
‫واملساعد واملعارض‪ ,‬واملنتفع والعائق‪..‬اخل‪ ,‬وحتلل مراتبهم وأدوارهم يف بنية القصة وتقيس حجمها‬
‫وأمهيتها وعالقتها بغريها‪ .‬وهلذا فقد حول بروب الشخصيات إىل مناذج ال تتأسس على علم‬
‫)‪.3‬النفس‪ ,‬أو علم االجتماع‪ ,‬ولكن على وحدة األفعال اليت هتبها القصة للشخصيات‬
‫إن الشخصية تشكل بذلك عنصراً ضرورياً للوصف‪ ,‬من حيث إن األفعال املروية ال ميكن إدراكها‬
‫‪2‬‬
‫د‪ .‬صالح فضل‪ ,‬نظرية البنائية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪426‬‬
‫‪3‬‬
‫ابرت‪ ,‬مدخل إىل التحليل البنيوي‪ ,‬سابق‪ ,‬ص ‪74 – 72‬‬
‫بدون إسنادها إىل شخصية‪ ,‬غري أنه يف الوقت الذي يؤكد فيه بارت أنه ال توجد قصة واحدة يف‬
‫العامل بدون شخصيات‪ ,‬أو على األقل ما يسميه "فواعل"‪ ,‬فإنه يرى أن هذه الفواعل يف تعددها ال‬
‫ميكن وصفها أو تصنيفها مبصطلحات الشخصيات‪ ,‬تلك اليت مت النظر إليها من زاوية تارخيية‪,‬‬
‫وذلك من االتساع يف الطرح املصطلحي‪ ,‬حبيث يشكل كل القصص سواء احلكايات الشعبية أو‬
‫الروايات املعاصرة‪ .‬ومن مث فهو يطرح – كاآلخرين – جانباً مفهوم "الشخصية" ليستخدم بدالً‬
‫منه مفهوم "الفاعل"‪ ,‬وذلك ترتيباً على أن التحليل البنيوي "قد عرف الشخصية بوصفها مشاركاً"‬
‫)‪".‬أكثر من كوهنا "كائناً‬
‫على اعتبار أنه أكثر جتريدية من مفهوم ‪ Actant‬وقد سبق جرمياس يف استخدام مفهوم الفاعل‬
‫الشخصية لدى بروب‪ .‬فالفاعل عند جرمياس ميكن ان يكون فرداً أو مجاعة أو قوى طبيعية‪ ,‬أو ذاتاً‬
‫إنسانية أو شيئاً يتم تعريفه يف ضوء الوظيفة اليت يؤديها يف مقطع سردي معني‪ .)76( .‬ومن هنا‬
‫فإن جرمياس يصف ويصنف شخصيات القصة‪ ,‬ليس حبسب ما هم عليه‪ ,‬لكن حبسب ما يفعلون‬
‫(ومن هنا جاءت تسميتهم كفواعل)‪ .‬وذلك ألهنم يشاركون يف ثالثة حماور داللية كربى هي‬
‫عنده (حسب ترمجة منذر العياشي)‪" ..‬االتصال‪ ,‬والرغبة أو التطلع‪ ,‬واالمتحان"‪ .‬ومبا أن هذه‬
‫املشاركة تندرج على هيئة ثنائيات‪ ,‬فإن العامل الالمتناهي للشخصيات (الفواعل) خيضع بدوره لبنية‬
‫ثنائية مماثلة (املسند‪ /‬املسند إليه‪ ,‬املعطي‪ /‬املتلقي‪ ,‬املساعد‪ /‬املعارض) حيث يتم إسقاطها على طول‬
‫‪.‬القصة‪)77( .‬‬
‫ولقد قدم بروب بتحديد سبعة أدوار ميكن أن تقوم هبا الشخصيات يف احلكاية الشعبية (الوغد‪,‬‬
‫املساعد‪ ,‬واهب األدوات السحرية‪ ,‬الفتاة اليت يتم البحث عنها وأبوها‪ ,‬املرسل أو الباعث الذي‬
‫حيث البطل على الفعل‪ ,‬البطل‪ ,‬البطل الزائف)‪ .‬وال يفرتض بروب أية عمومية هلذه األدوار‪ ,‬غري‬
‫أن جرمياس نظر إليها بوصفها "شاهداً على أن عدداً صغرياً من مصطلحات الفاعلية يكفي لتربير‬
‫نظام عامل أكرب"‪ .‬ويقوم جرمياس – الذي تصدى بتقدمي جمموعة من الفواعل – بعمل تصور‬
‫استقرائي حول بنية اجلملة لكي ينتج منوذجاً للفاعل يشكل‪ ,‬كما يتصور أساس أي مشهد داليل‪,‬‬
‫سواء كان مجلة أم قصة‪ ,‬حيث يدعي أنه ال شيء ميكن أن يكون كال داال‪ ,‬إال إذا أمكن استيعابه‬
‫)كبيئة للفاعل‬
‫ويتألف منوذج جرمياس من مقوالت ست مت وضعها يف عالقة تركيبية موضوعاتية بالنسبة لبعضها‬
‫‪:‬كالشكل التايل‬
‫مرسل ـ ـ ـ موضوع ـ ـ ـ مرسل إليه‬
‫مساعد ـ ـ ـ ذات ـ ـ ـ معارض‬
‫ويركز هذا النموذج على املوضوع املرغوب فيه من قبل الذات والذي يقع بني املرسل واملرسل إليه‬
‫‪.‬وتسقط الذات رغبتها على املساعد واملعارض‬
‫‪:‬وعندما تصب أدوار بروب يف هذا الشكل وحنصل على النموذج التايل‬
‫املرسل ـ ـ ـ الشخص موضوع البحث ـ ـ البطل‬
‫الوهاب البطل الوغد‬
‫ويف إطار التعامل مع هذا النموذج‪ ,‬يؤكد كل من تودوروف وبارت أن املشكالت اليت تطرحها‬
‫دراسة البطل والشخصية الروائية يف جمال التنظري البنيوي لو حتل بعد‪ .‬بل أكثر من ذلك فإن بارت‬
‫يرى أن منوذج جرمياس السالف إمنا هو منوذج قاصر وال ينطبق على عدد كبري من القصص‪ ,‬كما‬
‫أن قيمته يف هذا الشكل أقل مما هي عليه يف باقي العناصر اليت يستجيب هلا‪ .‬كما أنه يعطي‪,‬‬
‫)‪.‬حسب بارت – "بيانات سيئاً عن تعددية املشاركات عندما يتصدى للتصنيف‬
‫ويتفق يف هذا الرأي حول منوذج جرمياس جوناثان كوللر الذي يطرح اعرتاضاته بشيء من‬
‫التفصيل‪ ,‬من حيث إن العالقة بني املرسل واملرسل إليه‪ ,‬باعتبارمها ميتلكان طبيعة جوهرية واحدة‪,‬‬
‫حسب جرمياس‪ ,‬حتتاج إىل تفسري وتربير‪ ,‬وهو ما مل يقم به جرمياس‪ .‬كما أن جرمياس يعجز عند‬
‫هذه النقطة بالذات عن استخالص سند جترييب من بروب الذي اعتمد عليه بصورة رئيسية يف‬
‫طرح منوذجه‪ ,‬وال تتجاوب أي من وظائف بروب الذي اعتمد عليه بصورة رئيسية يف طرح‬
‫منوذجه‪ ,‬وال تتجاوب أي من وظائف بروب السبع مع وظيفة املرسل إليه‪ ,‬مما يضطر جرمياس إىل‬
‫القول إن احلكاية الشعبية هلا خصوصيتها‪ .‬حيث يكون البطل ذاتا ومرسالً إليه يف الوقت نفسه‪ ,‬إال‬
‫أن ذلك يتناقض مع فهم أن املرسل هو الباعث (احملرض) فال يقوم املرسل عموماً بإعطاء البطل أي‬
‫شيء‪ ,‬إن هذا هو دور املساعد أو والد الشخص الذي يتم السعي إليه والذي ميكن أن مينح البطل‬
‫‪.‬موضوع حبثه يف النهاية‬
‫ومثلما نقد تودوروف جرمياس كذلك مل يسلم هو نفسه من النقد وجهة إليه كل من روالن‬
‫الذي أشرنا إليه قبل( بارت وجونا ثان كوللر‪ ,‬فريي بارت أن االختصار الذي طرحه تودوروف‬
‫قليل‪ 9‬رغم أنه يتجنب املشكالت اليت يثريها منوذج جرمياس‪ ,‬إال أنه ال ينطبق إال على رواية‬
‫احدة‪( .‬وهي رواية عالقات خطرة اليت درسها تودوروف)‪ ,‬وكالعادة يقدم كوللر نقداً أكثر‬
‫تفصيالً‪ ,‬فريى أنه إذا كان تودوروف قد حاول يف هذه الرواية أن يستخدم منوذج جرمياس (الرغبة‬
‫– االتصال – املشاركة) كمحاور ثالثة لنموذج الفواعل‪ ,‬وباعتذارها العالقات األساسية بني‬
‫الشخصيات‪ ,‬ومضى يف صياغة قواعد معينة للفعل حتكم هذه العالقات األساسية بني الشخصيات‪,‬‬
‫ومضى يف صياغة قواعد معينة للفعل حتكم هذه العالقات يف الرواية‪ ,‬فإنه من ناحية أخرى يرفض‬
‫تصنيف جرمياس ‪" Grammaire du decameron,‬صراحة يف كتابه "حنو الديكامريون‬
‫اخلاص بالفواعل‪ .‬وحياول أن يتخذ من اجلملة منوذجاً له لكي يثبت أن "الفاعل النحوي خيلو دائماً‬
‫من خواص داخلية ميكن هلا أن تنتج فقط ارتباطها املؤقت مبحمول"‪ .‬ويقرتح‪ ,‬من مث‪ ,‬معاملة‬
‫الشخصيات باعتبارها أمساء أعالم تلحق هبا صفات معينة أثناء املسار السدي‪ ,‬وليست‬
‫الشخصيات أبطاالً أو أوغاداً أو مساعدين‪ ,‬أهنا ببساطة فواعل جملموعة من احملموالت اليت يقوم‬
‫)‪.‬القارئ بإضافتها أثناء القراءة‪ .‬وهنا ال يقدم تودوروف دليالً يعزز به هذا الرأي على أية صورة‬
‫هكذا نصل إىل اخلالصة اليت وصل إليها بارت من أن "القضايا اليت أثارها تصنيف شخصيات‬
‫القصة مل حتل بع"‪ .‬وهو يقصد طبعاً ما يتعلق باجلهود النظرية البنيوية‪ ,‬وهي نفس النتيجة اليت‬
‫وصل إليها تودوروف كذلك قائالً‪" :‬إن دراسة البطل تطرح عدة إشكاليات مل يتم حلها إىل اآلن"‬
‫وذلك يف تصوري ناتج عن أن هذه الدراسة ال تتم ف سياق ربط العمل بالعامل الذي أنتجه‪ ,‬ومن‬
‫مث التعامل مع الشخصية الروائية باعتبارها شخصية إنسانية‪ ,‬بل يتم التعامل معها يف إطار وجودها‬
‫‪.‬الشكلي اجملرد اخلالص‬

‫االتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجاه الوظ ـ ـ ـ ـ ــيفي‬


‫ماهيةـ النظرية الوظيفية‬

‫تعريفـ النظريةـ الوظيفية‬


‫يرى "هوراس كالن" إن املعاين احملدد للوظيفية هي االنتقال و األمناط الديناميكية و العمليات و‬
‫النمو و االمتداد‪.‬و هناك من حيدد معاين الوظيفية يف أهنا اثر حتدثه الظاهرة حىت ال يكون األثر‬
‫مقصود بالضرورة ممن هلم عالقة و على سبيل املثال قد يفسر امتالك الزرافة رقبة طويلة متكنها من‬
‫التغذية على أوراق األشجار و من مثة فالرقبة تؤدي وظيفة مهمة لبقاء الكائن احلي‪.‬كانت الوظيفية‬
‫يف علم االجتماع يف األصل تعين التزاما قويا بالتفسري االجتماعي يف الشكل الوظيفي و يف‬
‫السنوات األربعني األخرية أصبح املصطلح يعين على حنو أكثر حرية أي هنج يبحث عن املؤسسات‬
‫و املمارسات من حيث نتائجها على النظام االجتماعي سواء استعمل أم ال تستعمل تلك النتائج‬
‫لتفسري مؤسسة أو ممارسة‪.‬إن الوظائف اليت يعرتف هبا أعضاء النظام يف األقل توصف أحيانا بأهنا‬
‫وظائف واضحة و توصف الوظائف غري املميزة أو غري املقصودة بأهنا كامنة و توصف الوظائف‬
‫اليت تساعد املثابرة أو التكيف بأهنا وظيفية‪ .‬و هناك من يعرفها بأهنا طرقة حتليلية حيث البين اليت‬
‫يتكون منها النظام و الوظائف اليت تؤديها تلك البين‪.‬فالنظرية الوظيفية هي مفهوم يشري إىل نظرية‬
‫كربى يف علم االجتماع مث طبقت على علوم أخرى كعلم السياسة و علوم اإلعالم و االتصال و‬
‫علم النفس و اإلدارة و غريها‪ .‬و هي تدرس الظواهر االجتماعية من خالل حتليل وظائفها و‬
‫تدرس اجملتمع من خالل حتليل وظائف أنظمته النفسية‪.‬‬
‫رواد النظرية الوظيفية‪.‬‬
‫‪ -)1‬روبرت مري تون‪ :‬و هو احد منظري النظرية الوظيفية طرح من الناحية املنهجية ثالثة‬
‫افرتاضات أساسية هي مبثابة الصعوبات املنهجية يف التحليل الوظيفي للظواهر االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -/1‬افرتاض الوحدي للوظيفية يف اجملتمع‪ :‬يتضمن هذا االفرتاض أن املعتقدات املعنية أو األساليب‬
‫املوحدة تعترب وظيفة بالنسبة للنسق الثقايف ككل لكن املشكلة اليت تعرتض هذا االفرتاض هي عدم‬
‫عموميته على اجملتمعات األكثر تعقيدا باإلضافة إىل انه ميكن أن ال تكون بعض العناصر وظيفية‬
‫للنسق االجتماعي ككل و إمنا تكون وظيفتها جزئية يف اجملتمعات الصناعية و بالتايل أي حكم‬
‫يطقه عامل االجتماع بان عنصرا معينا يقوم بدور و وظيفة ضمن النسق االجتماعي البد من أن‬
‫حيدد بدقة اجلزء الذي يؤدي حنوه هذا العنصر تلك الوظيفة‪.‬‬
‫‪ -/ 2‬افرتاض الوظيفية الشاملة‪ :‬يعين هذا أن كل عنصر يؤدي وظيفة اجابية داخل النسق لكن ما‬
‫يعرتض هذا االفرتاض هو انه ليس كل العناصر داخل النسق الكلي تؤدي وظيفة اجيابية بل رمبا‬
‫يكون بعضها معوقا وظيفي فهي تولد نتائج غري وظيفية و تعمل يف اجتاه معاكس للوظائف‬
‫االجيابية للنسق الكلي‪.‬‬
‫‪ -/3‬افرتاض الضرورة الوظيفية‪ :‬يتضمن هذا االفرتاض فكرة املستلزمات الوظيفية و اليت تعين أن‬
‫هناك وظائف أساسية جيب حتقيقها من اجل استمرار النسق كما يتضمن فكرة األشكال‬
‫االجتماعية و النظم األساسية و األساليب اليت يتم عربها إجناز الوظائف‪.‬‬
‫‪ -)2‬دون فان بارج‪:‬هو احد املؤسسني للفكر الوظيفي و قد بلور أفكاره الوظيفية يف التحليل‬
‫االجتماعي من خالل الكتب اليت ينشرها و اليت من بينها اجلدلية و الوظيفية و الذي نشر عام‬
‫‪ 1960‬و قد مجع يف هذا الكتاب أفكاره حول التحليل الوظيفي للظواهر االجتماعية يف النقاط‬
‫التالية‪:‬‬
‫• اعتبار اجملتمع نسقا كليا مؤلفا من جمموعة من األجزاء املتكاملة فيما بينها و املرتابطة وظيفيا حىت‬
‫حيقق النسق أهدافه‪.‬‬
‫• تساند العملية االجتماعية لتعدد عواملها و تبادل التأثري فيما بينها و بني تلك العوامل‪.‬‬
‫• ختضع األنساق االجتماعية حلالة من التوازن الديناميكي و الذ‪1‬ي يشري إىل قيام حالة انسجامية‬
‫و تالؤمية للتغيري اخلارجي و اليت تعوزها آليات التالؤم و الضبط االجتماعي‪.‬‬
‫• إن التوترات و االحنرافات و القصور الوظيفي ميكن أن تقوم داخل النسق غري أهنا حتل نفسها‬
‫بنفسها وصوال للتكامل و التوازن‪.‬‬
‫• يأيت التغيري من مصادر ثالثة رئيسية هي ‪ :‬تالؤم النسق و تكييفه مع التغريات اخلارجية و النمو‬
‫الناتج عن االختالف الوظيفي و الثقايف و التجديد و اإلبداع من جانب أفراد اجملتمع و مجاعاته‪.‬‬
‫• إن العامل األساسي يف خلق التكامل االجتماعي يتمثل يف االتفاق العام على القيم مبعىن التكامل‬
‫و هو تكامل القيم الذي ينعكس على التكامل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -) 3‬ارنيست نيكل‪ :‬يرى أن اجملتمع يتألف من أنظمة فرعية متخصصة تقوم بتحقيق وظائف‬
‫اجتماعية تستهدف إجناز األهداف التالية‪:‬حتقيق الغايات‪.‬تكافل مكونات النظام ‪.‬احملافظة عن النظام‬
‫العام‪.‬التحكم يف االضطرابات و االختالفات اليت حتصل بني أقسام النظام الواحد و عالقة األنظمة‬
‫مع بعضها البعض‪.‬‬
‫من ناحية أخرى حيدد ‪ 3‬أنواع من الوظائف اليت متارسها األنظمة االجتماعية حنو بعضها البعض‪.‬‬
‫• االعتالل الوظيفي الذي يعين معطيات العمل االجتماعي و تبعاته اليت ال تساعد األفراد على‬
‫تكييفهم مع أهداف النظام و انتساهبم هلا‪.‬‬
‫• الوظيفة الظاهرة و اليت تعين معطيات عمل النظام و ثباته االجيابية لألفراد و اليت تساعدهم على‬
‫تكييفهم مع أهداف النظام‪.‬‬
‫• الوظيفة املستمرة اليت تشري إىل أعمال النظام غري املميزة‪.‬‬
‫‪ -)4‬ار راد كليف براون‪ )1858-1881( :‬حاول بناء حتليل الوظيفي انطالقا من دراسة النظام‬
‫االجتماعي لسكان جزيرة أندمان فهو يرى أن العادات االحتفالية لسكاهنا تشكل نظاما مرتابطا‬
‫على حنو وثيق و أننا ال نستطيع فهم معناها إذا نظرنا لكل منها على حدى و لكننا جيب أن ندرس‬
‫النظام بأسره لكي يصل إىل تفسريه فيخلص من ذلك إىل احلاجة إىل منهج جديد ميكن عن طريقه‬
‫دراسة كل املؤسسات يف جمتمع ما أو منط اجتماعي و دراستها معا حىت نكشف عن عالقتها‬
‫الوثيقة كأجزاء يف نظام عصري و يرى من ناحية أخرى انه من اجل أن يبقى أي نظام اجتماعي‬
‫يضمن استمراره جيب أن يتطابق مع شروط معينة إذا استطعنا حتديد تلك الشروط العاملية حتديدا‬
‫دقيقا مبعىن الشروط اليت جيب أن تتطابق مع كل اجملتمعات البشرية يكون لدينا قانون سوسيولوجي‬
‫و يف مقالة النتائج األبوي و األموي حاول صياغة قانون سوسيولوجي و ذلك من خالل اعتباره‬
‫احلياة االجتماعية البشرية تتطلب هيكلة العالقات االجتماعية بشكل تتحدد فيه حقوق و واجبات‬
‫معينة و بطريقة ميكن من خالهلا حل الصراعات حول احلقوق دون تدمري البنية نفسها‪.‬‬
‫أما بالنسبة مفهوم وظيفة النظام فهو يرى أهنا تكمن يف الدور الذي تقوم به اجلزء من اجل النسق‬
‫االجتماعي الكلي‪.‬‬

‫النظريةـ الوظيفية و دراسات علم االجتماع و نقدها‪.‬ـ‬

‫المقدمات الوظيفية‬

‫قام األستاذ "حميي خليل عمر" بتلخيص أفكار بعض الكتاب الوظيفيني من أمثال حول املقدمات‬
‫االجتماعية للوظائف االجتماعية يف النقاط التالية‪:‬‬
‫• أن يكون األفراد داخل اجملتمع جتمعهم تفاعالت و عالقات اجتماعية و يف نفس الوقت هلم‬
‫عالقات مع احمليط االجتماعي‪.‬‬
‫• جيب أن يكون هناك عدد كايف من األفراد داخل اجملتمع و ذا نوعية اجتماعية فعالة‪.‬‬
‫• جيب أن يتفاعل هذا اجملتمع مع اجملتمعات األخرى بشكل اجيايب لكي تساعده على بقائه يف‬
‫الوضع االجتماعي‪.‬‬
‫• جيب أن تكون عملية اإلخصاب حيوية و ذات إنتاج بشري مستمر و متناسب مع موارد اجملتمع‬
‫االقتصادية و اإلنتاجية‪.‬‬
‫• جيب أن يكون هناك نوعان من األدوار االجتماعية متميزة الواحدة عن األخرى األوىل اكتسابية‬
‫و الثانية منسبة‪.‬‬
‫• وسائل االتصال بني األفراد إذ لكل جمتمع رموز ثقافية يستخدمها للداللة على األفعال و األفكار‬
‫االجتماعية و وظيفة هذه الرموز تساعد الفرد على التفاعل مع اآلخرين و احمليطني به‪.‬‬
‫• املعرفة العامة و املشرتكة بني األفراد أي جيب أن تكون هناك مفاهيم عامة بني مجيع أفراد اجملتمع‬
‫منبثقة من تارخيهم و ثقافتهم االجتماعية متفاعلة مع ثقافتهم احلالية و الثقافات األخرى‪.‬‬
‫• قواعد و قيم اجتماعية متعلقة بنظم السلوك االجتماعي‪.‬‬
‫‪..‬‬

‫أهم االفتراضاتـ العامةـ للوظيفية‬

‫االفرتاض األول‪ :‬هو أن اجملتمع يشكل بناء اجتماعيا و حيدد هذا البناء على انه عبارة عن أمناط‬
‫ثابتة نسبيا من السلوك االجتماعي و داخل البناء الكلي هناك أبنية جزئية مهمة يف التحليل الوظيفي‬
‫مثل األسرة و الدين و السياسة و االقتصاد‪.‬‬
‫االفرتاض الثاين‪ :‬إن كل عنصر من عناصر البناء االجتماعي يفهم من خالل وظيفته االجتماعية و‬
‫تعين الوظيفة نتائج عمل اجملتمع ككل و من مثة إن كل جزء من اجملتمع له وظيفة واحدة أو أكثر‬
‫هامة و هي شرط يف استمرار اجملتمع و احد اخلصائص اجلوهرية للنسق هي التوازن من خالل‬
‫العالقات املتبادلة و يسمى هذا النوع بالتوازن االستاتيكي‪.‬‬

‫وحداتـ التحليل للنظرية الوظيفية‪.‬‬

‫• احلاجة االجتماعية‪ :‬و هي احد متطلبات النظام اليت يبحث عن إشباعها هبدف البقاء يف اجملتمع‬
‫بشكل فعال و املثال على ذلك أن النظام الرتبوي يعمل على إشباع حاجة اجملتمع التعليمية و‬
‫النظام االقتصادي يشبع حاجة اجملتمع الغذائية‪.‬‬
‫• األهداف االجتماعية‪ :‬و اليت تشري إىل غايات بعيدة أو متوسطة أو قريبة املدى يضعها النظام أو‬
‫احد فروعه لنفسه هبدف تنظيم العمل و ترتيبه و جعل السلوك فعال هادفا و هي تربر و جود‬
‫النظام و سعيه و بقائه يف اجملتمع‪.‬‬
‫• البناء االجتماعي‪ :‬و الذي يشري إىل ذلك الكل املؤلف من جمموعة األنظمة املرتابطة مع بعضها‬
‫البعض و متكاملة وظيفيا فيما بينها‪.‬‬
‫• القيم و األعراف‪ :‬و اليت تشري إىل جمموعة من أمناط السلوك املتوارثة داخل اجملتمع تعكس تفكري‬
‫األفراد و طريقة عيشهم و توقعاهتم‪ ،‬و تربر أفعاهلم اجتاه بعضهم البعض و هي أدوات لتوجيه‬
‫سلوك و تفكري األفراد‪.‬‬
‫• الوظيفة االجتماعية‪ :‬و اليت تتحدد يف ذلك النشاط االجتماعي الذي يقوم به النظام أو احد‬
‫فروعه هبدف إشباع احلاجات أو االجتماعية لألنظمة أو األنساق أو األمناط األخرى بغرض‬
‫احملافظة على بقائه و استمراره و قد حددها "روبرت مريتون" يف نوعني من الوظائف الظاهرة و‬
‫الوظائف الكامنة‪.‬‬
‫• النظام االجتماعي‪ :‬يتكون النظام االجتماعي من جمموعة من األنساق االجتماعية املرتابطة و‬
‫املتكونة من جمموعة من األمناط املنظمة جملموعة من العادات و القيم االجتماعية و اخلربات‬
‫الشخصية و لكل نظام أعضاؤه و أفكاره و تقاليده العلمية و اإليديولوجية‪.‬‬
‫• النسق االجتماعي‪ :‬و الذي يشري إىل جمموعة من األمناط االجتماعية املرتابطة بشكل متكامل‬
‫بنائيا و املتكافلة وظيفيا‪.‬‬
‫• الوظيفة االجتماعية الظاهرة‪ :‬و اليت تشري إىل األهداف و الغايات الظاهرة اليت هتدف النظام إىل‬
‫حتقيقها و تكون نتائجها واضحة و ظاهرة و يسهل التعرف عليها من قبل أي شخص يف النظام‪.‬‬
‫• الوظيفة الكامنة‪ :‬و اليت تشري إىل تلك النشاطات و األعمال غري املميزة للنظام و يصعب التعرف‬
‫على نتائجها و آثارها أو هي اآلثار و الوظائف التابعة و املرتتبة عن نشاط النظام غري املقصودة‪.‬‬
‫• االعتالل الوظيفي‪ :‬يشري هذا املفهوم إىل معطيات العمل االجتماعي و تبعاته القابلة للمالحظة‬
‫املباشرة و لكن ال تساعد األفراد على تكيفهم مع أهداف النظام االجتماعي‪.‬‬
‫• التوازن االجتماعي‪:‬‬
‫• التكامل االجتماعي‪:‬‬
‫• العقالنية‪:‬و اليت تشري إىل استخدام اخليارات احلكيمة املبنية على أساس اختيار العقل و ليس على‬
‫أساس ردود األفعال العاطفية أو الوجدانية أو القيمة يف تفسري و حتليل السلوك اإلنساين‪.‬‬
‫• السلوك االجتماعي‪ :‬أي األثر املرتتب عن إرادة الفرد للقيام بفعل شيء معني‪ ،‬مبعىن كل تصرف‬
‫يصدر عن الفرد الذي خيضع ملؤثرات البيئة االجتماعية املؤلفة من العراف و القيم و القوانني‬
‫االجتماعية و الثقافية‪.‬‬

‫النظريةـ الوظيفية‪:‬‬

‫وجه الكثري من الباحثون يف علم االجتماع الكثري من االنتقادات هلذه النظرية و اليت من بينها‬
‫االنتقادات اليت قدمها األستاذ"مغى خليل عمر"‪ 1991‬و اليت ميكن رصدها يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -/1‬هتتم النظرية الوظيفية بدراسة الظاهرة االجتماعية يف وضعها الراهن من اجل الوصول إىل‬
‫سبب وجودها‪ ،‬فهي تبدأ بدراسة الظاهرة من هنايتها للوصول إىل بدايتها‪.‬‬
‫‪ -/ 2‬تعتمد الوظيفية يف حتليل الظاهرة االجتماعية على املقارنة بني أوجه التشابه و االختالف دون‬
‫تفسري و حتليل الظواهر االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -/ 3‬مل تعط الوظيفية تفسريا كافيا للعالقات داخل الظواهر االجتماعية كعالقات مؤثرة و مرتبطة‬
‫ارتباطا حقيقيا‪.‬‬
‫‪ -/4‬يرى "جورج هومرت"إن الوظيفة ال تقدم حتليال كافيا و واضحا لألسباب الظواهر االجتماعية‬
‫و بالتايل نتائج البحث غري علمية و غري قابلة لالختيار و التحقق العلمي‪.‬‬
‫‪ -/5‬تتحيز النظرة الوظيفية عند دراسة الوحدة االجتماعية‪ ،‬فالنظرية تدرس التكامل االجتماعي‬
‫بني األنظمة االجتماعية داخل البناء االجتماعي الواحد الذي يؤدي بدوره إىل التوازن‬
‫االجتماعي‪.‬و بالتايل يصل إىل السعادة التامة للفرد و اجملتمع معا يف حني انه ال توجد هناك سعادة‬
‫تامة و ال يوجد هناك توازن كامل‪.‬‬
‫‪ -/6‬نقطة الضعف يف التحليل الوظيفي هي التطرق يف االلتزام بالتحليل التكاملي و التكافلي و‬
‫التوازن االجتماعي لألنظمة االجتماعية يف حني جند اجملتمعات البشرية تتعرض النقسامات عميقة‬
‫و هزات اجتماعية و سياسية و حضارية أدت إىل اهنيار العديد من األنظمة و املؤسسات‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -/7‬مل تول النظرية الوظيفية أمهية علمية و جهدا حبثيا لظاهرة الصراع الطبقي بتجاهلها هلذه‬
‫الظاهرة بل مضمون حتليلها للمجتمع ينفي وجود أي مالمح لظاهرة الصراع‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫اجلدير بالقول إن االجتاه الوظيفي "ميكن إن يساعدنا على إلقاء الضوء على الوظيفة االجتماعية‬
‫لظاهرة تبادل اهلدايا يف حتقيق املزيد من التماسك االجتماعي و فيما تتمتع به من خاصية‬
‫اإللزام‪.‬فأي عادة اجتماعية ميارسها الناس بصورة مجاعية البد أن يكون هلا وظيفة تقوم هبا و إال ملا‬
‫وجدت هذه الظاهرة" فالعادات االجتماعية و لتكن تقدمي اهلدايا يف عيد األم أو للزوجة يف‬
‫املناسبات األسرية أو إلفراد األسرة يف حاالت الزواج له آثار يف اجملتمع و تتمثل هذه اآلثار يف‬
‫تعزيز الرتابط بني أفراد اجملتمع و تقوية التماسك االجتماعي‪.‬فاألثر الذي متارسه هذه العادات‬
‫االجتماعية ناشئ عن وجود هذه الصور من أشكال السلوك االجتماعي و هذا األثر هو الوظيفة‬
‫اليت يؤديها السلوك االجتماعي يف اجملتمع‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪ -)1‬نيكوال تيماشيف‪ :‬نظرية علم االجتماع‪ ،‬ترمجة‪ ،‬حممود عودة و آخرون‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار‬
‫املعرفة اجلامعية ‪ ،1997‬ص ‪.338 ،320‬‬

‫‪ -)2‬السيد علي شنا‪ :‬نظرية علم االجتماع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،1993 ،‬ص‬
‫‪.288‬‬
‫‪ -) 3‬مغى خليل عمر‪ :‬نقد الفكر االجتماعي املعاصر‪ ،‬دراسة حتليلية و نقدية‪ ،‬دار اآلفاق اجلديدة‪،‬‬
‫‪ ،1991‬ص ‪.138 ،135‬‬

‫‪ -)4‬علي عبد الرزاق جبلي و عبد العاطي السيد و سامية حممد جابر‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬دار املعرفة‬
‫اجلامعية‪ ،1998 ،‬ص ‪.76‬‬

You might also like