Professional Documents
Culture Documents
الفرق بين الاتــــــــــجاه البنـــــــــــــيوى الاتــــــــــــــــــجاه الوظـــــــــــيفي
الفرق بين الاتــــــــــجاه البنـــــــــــــيوى الاتــــــــــــــــــجاه الوظـــــــــــيفي
الفرق بين الاتــــــــــجاه البنـــــــــــــيوى الاتــــــــــــــــــجاه الوظـــــــــــيفي
لعل هذا املنحى يتناقض تناقضاً جوهرياً مع نظرة االجتاه البنيوي للشخصية الروائية ,فهذه النظرة
البنيوية جتردها من أمهيتها اجلوهرية يف الرواية على العكس متاماً مما رأينا لدى أصحاب االجتاه
االجتماعي ,فالشخصية هي العنصر الرئيسي يف الرواية الذي أولته البنيوية أقل اهتمام ,كما يقول
"جوناثان كوللر" ,ورمبا كانت كذلك أقل املباحث البنيوية حظاً من التوفيق ,وقد تعامل البنيوين
مع الشخصية باعتبارها عنصراً أيديولوجياً ال يستحق االهتمام أكثر منه كحقيقة أدبية ,وأسباب
ذلك ميكن اكتشافها لو استعدنا املنطلقة النظري الذي تقوم عليه البنيوية ,فهو يسري يف اجتاه خمالف
متاماً ملفهوم الشخصية باعتبارها كلية مستقلة تتميز بعواملها الداخلية واخلارجية ,وبدالً من ذلك
تركز البنيوية على األنساق اليت تتجاوز الفرد وجتعل منه جمرد عنصر ميكن إدراجه ضمن مجلة
)1الوقائع والقوى أكثر منه جوهراً فرداً ,فيما يقول كوللر
لذلك مل يكتب البنيويون الكثري عن النماذج املعروفة للشخصية الروائية ,بل انشغلوا بتهذيب
وتطوير نظرية فالدميري بروب عن "األدوار" أو الوظائف اليت ميكن أن تضطلع هبا الشخصيات,
وذلك بوصفها "مشاركاً" أكثر من "كائناً" .ويذكر تودوروف أن توماشيفسكي قد أنكر على
يقول Motifs,الشخصية أية أمهية سردية ,باعتبار أن القصة ليست إال نظاماً من الوظائف
توماشيفسكيم" :إن البطل غري ضروري للقصة ,إن القصة باعتبارها نظاماً من الوظائف ,بإمكاهنا
أن تستغىن متاماً عن البطل وعن قسماته اخلاصة" .وغري أن تودوروف يرى أن هذا القطع ينطبق
أكثر على قصص عصر النهضة الغرائبية ,أكثر مما ينطبق على األدب احلديث ,حيث ميارس البطل,
.حسب رأيه ,دوراً أساسياً ,إذ تنتظم عناصر الرواية كلها انطالقاً منه
1
جورج لوكاتش،دراسات ىف الواقعية،مرجع سابق،ص 25
بيد أنه عندما حلل رواية "عالقات خطرة" ألالن روب جرييه( ,وهي رواية نفسية) فإنه مل ينطلق
من الشخصيات ,لكن من ثالث عالقات كربى ميكن للشخصيات أن تكون فاعلة فيها ,وقد مسى
تلك هي Les predicates de pase, :هذه العالقات بـ"املستندات" أو األخبار السياسية
الرغبة ,والتبادل ,واملشاركة .ويقر بأنه اختار هذا املدخل ألن هذه املستندات تسمح بالتحليل
2.التصنيفي .الذي أتصوره الشغل الشاغل ملنظري البنيوية
ومن الواضح أن حتليل تودوروف هذا يربز بوضوح التعامل مع الشخصية باعتبارها عنصراً
"مشاركاً" أكثر منها باعتبارها "كائناً" .بل أكثر من ذلك فإن البنيويني (وتودوروف من أمههم)
ينكرون استخدام مفهوم "الشخصية" ذاته ,فريى األستاذ الدكتور /صالح فضل يف كتابه "النظرية
البنائية يف النقد األديب" أن مصطلحات النقد األديب اليت كانت تعتمد على معيار املضمون من
الوجهة النفسية ,كانت تسمى العنصر الفاعل يف القصة بأمساء تطابق هذه الرؤية مثل الشخصية
والنموذج .ومن مث فهو يرى – تبعاً لنقاد ومنظري البنيوية – أن فكرة الشخصية هبذا املعىن ,فكرة
خطرية جنمت عن نوع من الكسل العقلي الذي يتسم به القراء والنقاد معاً ,وأصبحت طريقة
).لإلشارة حتجب من وراءها "امليكانيزم" احلقيقي للعمليات القصصية
وهلذا فإن البنيوية جترد هذا العنصر من طابعة ذاك وتطلق عليه تسميات جديدة ,اعتماداً على
وظيفته البنائية ومدى اشرتاكه يف العمل ,وهو ما فعلته املدرسة الشكلية حني أخذت يف وصف
الفاعلني حسب األفعال اليت تعزي إليهم يف العمل األديب ,وجاءت البنائية لتنص على أن هذا
املستوى الوصفي ضروري ,انطالقاً من أنه ال توجد حكاية دون "ذوات" تقوم بالفعل أو جيري
عليها احلدث ,لكن هذه الذوات ال ينبغي تقدميها على أهنا أشخاص ,حيث تتفادى البنيوية وصف
الشخصيات باملفهوم النفسي والتارخيي ,كما تقدم ,وتبحث عن وسائل أخرى للرصد واحلديث
عن مشرتكني أو فاعلني ,وقد تلجأ إىل استخدام مقوالت سيمولوجية مثل املرسل واملرسل إليه,
واملساعد واملعارض ,واملنتفع والعائق..اخل ,وحتلل مراتبهم وأدوارهم يف بنية القصة وتقيس حجمها
وأمهيتها وعالقتها بغريها .وهلذا فقد حول بروب الشخصيات إىل مناذج ال تتأسس على علم
).3النفس ,أو علم االجتماع ,ولكن على وحدة األفعال اليت هتبها القصة للشخصيات
إن الشخصية تشكل بذلك عنصراً ضرورياً للوصف ,من حيث إن األفعال املروية ال ميكن إدراكها
2
د .صالح فضل ,نظرية البنائية ,مرجع سابق ,ص 426
3
ابرت ,مدخل إىل التحليل البنيوي ,سابق ,ص 74 – 72
بدون إسنادها إىل شخصية ,غري أنه يف الوقت الذي يؤكد فيه بارت أنه ال توجد قصة واحدة يف
العامل بدون شخصيات ,أو على األقل ما يسميه "فواعل" ,فإنه يرى أن هذه الفواعل يف تعددها ال
ميكن وصفها أو تصنيفها مبصطلحات الشخصيات ,تلك اليت مت النظر إليها من زاوية تارخيية,
وذلك من االتساع يف الطرح املصطلحي ,حبيث يشكل كل القصص سواء احلكايات الشعبية أو
الروايات املعاصرة .ومن مث فهو يطرح – كاآلخرين – جانباً مفهوم "الشخصية" ليستخدم بدالً
منه مفهوم "الفاعل" ,وذلك ترتيباً على أن التحليل البنيوي "قد عرف الشخصية بوصفها مشاركاً"
)".أكثر من كوهنا "كائناً
على اعتبار أنه أكثر جتريدية من مفهوم Actantوقد سبق جرمياس يف استخدام مفهوم الفاعل
الشخصية لدى بروب .فالفاعل عند جرمياس ميكن ان يكون فرداً أو مجاعة أو قوى طبيعية ,أو ذاتاً
إنسانية أو شيئاً يتم تعريفه يف ضوء الوظيفة اليت يؤديها يف مقطع سردي معني .)76( .ومن هنا
فإن جرمياس يصف ويصنف شخصيات القصة ,ليس حبسب ما هم عليه ,لكن حبسب ما يفعلون
(ومن هنا جاءت تسميتهم كفواعل) .وذلك ألهنم يشاركون يف ثالثة حماور داللية كربى هي
عنده (حسب ترمجة منذر العياشي)" ..االتصال ,والرغبة أو التطلع ,واالمتحان" .ومبا أن هذه
املشاركة تندرج على هيئة ثنائيات ,فإن العامل الالمتناهي للشخصيات (الفواعل) خيضع بدوره لبنية
ثنائية مماثلة (املسند /املسند إليه ,املعطي /املتلقي ,املساعد /املعارض) حيث يتم إسقاطها على طول
.القصة)77( .
ولقد قدم بروب بتحديد سبعة أدوار ميكن أن تقوم هبا الشخصيات يف احلكاية الشعبية (الوغد,
املساعد ,واهب األدوات السحرية ,الفتاة اليت يتم البحث عنها وأبوها ,املرسل أو الباعث الذي
حيث البطل على الفعل ,البطل ,البطل الزائف) .وال يفرتض بروب أية عمومية هلذه األدوار ,غري
أن جرمياس نظر إليها بوصفها "شاهداً على أن عدداً صغرياً من مصطلحات الفاعلية يكفي لتربير
نظام عامل أكرب" .ويقوم جرمياس – الذي تصدى بتقدمي جمموعة من الفواعل – بعمل تصور
استقرائي حول بنية اجلملة لكي ينتج منوذجاً للفاعل يشكل ,كما يتصور أساس أي مشهد داليل,
سواء كان مجلة أم قصة ,حيث يدعي أنه ال شيء ميكن أن يكون كال داال ,إال إذا أمكن استيعابه
)كبيئة للفاعل
ويتألف منوذج جرمياس من مقوالت ست مت وضعها يف عالقة تركيبية موضوعاتية بالنسبة لبعضها
:كالشكل التايل
مرسل ـ ـ ـ موضوع ـ ـ ـ مرسل إليه
مساعد ـ ـ ـ ذات ـ ـ ـ معارض
ويركز هذا النموذج على املوضوع املرغوب فيه من قبل الذات والذي يقع بني املرسل واملرسل إليه
.وتسقط الذات رغبتها على املساعد واملعارض
:وعندما تصب أدوار بروب يف هذا الشكل وحنصل على النموذج التايل
املرسل ـ ـ ـ الشخص موضوع البحث ـ ـ البطل
الوهاب البطل الوغد
ويف إطار التعامل مع هذا النموذج ,يؤكد كل من تودوروف وبارت أن املشكالت اليت تطرحها
دراسة البطل والشخصية الروائية يف جمال التنظري البنيوي لو حتل بعد .بل أكثر من ذلك فإن بارت
يرى أن منوذج جرمياس السالف إمنا هو منوذج قاصر وال ينطبق على عدد كبري من القصص ,كما
أن قيمته يف هذا الشكل أقل مما هي عليه يف باقي العناصر اليت يستجيب هلا .كما أنه يعطي,
).حسب بارت – "بيانات سيئاً عن تعددية املشاركات عندما يتصدى للتصنيف
ويتفق يف هذا الرأي حول منوذج جرمياس جوناثان كوللر الذي يطرح اعرتاضاته بشيء من
التفصيل ,من حيث إن العالقة بني املرسل واملرسل إليه ,باعتبارمها ميتلكان طبيعة جوهرية واحدة,
حسب جرمياس ,حتتاج إىل تفسري وتربير ,وهو ما مل يقم به جرمياس .كما أن جرمياس يعجز عند
هذه النقطة بالذات عن استخالص سند جترييب من بروب الذي اعتمد عليه بصورة رئيسية يف
طرح منوذجه ,وال تتجاوب أي من وظائف بروب الذي اعتمد عليه بصورة رئيسية يف طرح
منوذجه ,وال تتجاوب أي من وظائف بروب السبع مع وظيفة املرسل إليه ,مما يضطر جرمياس إىل
القول إن احلكاية الشعبية هلا خصوصيتها .حيث يكون البطل ذاتا ومرسالً إليه يف الوقت نفسه ,إال
أن ذلك يتناقض مع فهم أن املرسل هو الباعث (احملرض) فال يقوم املرسل عموماً بإعطاء البطل أي
شيء ,إن هذا هو دور املساعد أو والد الشخص الذي يتم السعي إليه والذي ميكن أن مينح البطل
.موضوع حبثه يف النهاية
ومثلما نقد تودوروف جرمياس كذلك مل يسلم هو نفسه من النقد وجهة إليه كل من روالن
الذي أشرنا إليه قبل( بارت وجونا ثان كوللر ,فريي بارت أن االختصار الذي طرحه تودوروف
قليل 9رغم أنه يتجنب املشكالت اليت يثريها منوذج جرمياس ,إال أنه ال ينطبق إال على رواية
احدة( .وهي رواية عالقات خطرة اليت درسها تودوروف) ,وكالعادة يقدم كوللر نقداً أكثر
تفصيالً ,فريى أنه إذا كان تودوروف قد حاول يف هذه الرواية أن يستخدم منوذج جرمياس (الرغبة
– االتصال – املشاركة) كمحاور ثالثة لنموذج الفواعل ,وباعتذارها العالقات األساسية بني
الشخصيات ,ومضى يف صياغة قواعد معينة للفعل حتكم هذه العالقات األساسية بني الشخصيات,
ومضى يف صياغة قواعد معينة للفعل حتكم هذه العالقات يف الرواية ,فإنه من ناحية أخرى يرفض
تصنيف جرمياس " Grammaire du decameron,صراحة يف كتابه "حنو الديكامريون
اخلاص بالفواعل .وحياول أن يتخذ من اجلملة منوذجاً له لكي يثبت أن "الفاعل النحوي خيلو دائماً
من خواص داخلية ميكن هلا أن تنتج فقط ارتباطها املؤقت مبحمول" .ويقرتح ,من مث ,معاملة
الشخصيات باعتبارها أمساء أعالم تلحق هبا صفات معينة أثناء املسار السدي ,وليست
الشخصيات أبطاالً أو أوغاداً أو مساعدين ,أهنا ببساطة فواعل جملموعة من احملموالت اليت يقوم
).القارئ بإضافتها أثناء القراءة .وهنا ال يقدم تودوروف دليالً يعزز به هذا الرأي على أية صورة
هكذا نصل إىل اخلالصة اليت وصل إليها بارت من أن "القضايا اليت أثارها تصنيف شخصيات
القصة مل حتل بع" .وهو يقصد طبعاً ما يتعلق باجلهود النظرية البنيوية ,وهي نفس النتيجة اليت
وصل إليها تودوروف كذلك قائالً" :إن دراسة البطل تطرح عدة إشكاليات مل يتم حلها إىل اآلن"
وذلك يف تصوري ناتج عن أن هذه الدراسة ال تتم ف سياق ربط العمل بالعامل الذي أنتجه ,ومن
مث التعامل مع الشخصية الروائية باعتبارها شخصية إنسانية ,بل يتم التعامل معها يف إطار وجودها
.الشكلي اجملرد اخلالص
المقدمات الوظيفية
قام األستاذ "حميي خليل عمر" بتلخيص أفكار بعض الكتاب الوظيفيني من أمثال حول املقدمات
االجتماعية للوظائف االجتماعية يف النقاط التالية:
• أن يكون األفراد داخل اجملتمع جتمعهم تفاعالت و عالقات اجتماعية و يف نفس الوقت هلم
عالقات مع احمليط االجتماعي.
• جيب أن يكون هناك عدد كايف من األفراد داخل اجملتمع و ذا نوعية اجتماعية فعالة.
• جيب أن يتفاعل هذا اجملتمع مع اجملتمعات األخرى بشكل اجيايب لكي تساعده على بقائه يف
الوضع االجتماعي.
• جيب أن تكون عملية اإلخصاب حيوية و ذات إنتاج بشري مستمر و متناسب مع موارد اجملتمع
االقتصادية و اإلنتاجية.
• جيب أن يكون هناك نوعان من األدوار االجتماعية متميزة الواحدة عن األخرى األوىل اكتسابية
و الثانية منسبة.
• وسائل االتصال بني األفراد إذ لكل جمتمع رموز ثقافية يستخدمها للداللة على األفعال و األفكار
االجتماعية و وظيفة هذه الرموز تساعد الفرد على التفاعل مع اآلخرين و احمليطني به.
• املعرفة العامة و املشرتكة بني األفراد أي جيب أن تكون هناك مفاهيم عامة بني مجيع أفراد اجملتمع
منبثقة من تارخيهم و ثقافتهم االجتماعية متفاعلة مع ثقافتهم احلالية و الثقافات األخرى.
• قواعد و قيم اجتماعية متعلقة بنظم السلوك االجتماعي.
..
االفرتاض األول :هو أن اجملتمع يشكل بناء اجتماعيا و حيدد هذا البناء على انه عبارة عن أمناط
ثابتة نسبيا من السلوك االجتماعي و داخل البناء الكلي هناك أبنية جزئية مهمة يف التحليل الوظيفي
مثل األسرة و الدين و السياسة و االقتصاد.
االفرتاض الثاين :إن كل عنصر من عناصر البناء االجتماعي يفهم من خالل وظيفته االجتماعية و
تعين الوظيفة نتائج عمل اجملتمع ككل و من مثة إن كل جزء من اجملتمع له وظيفة واحدة أو أكثر
هامة و هي شرط يف استمرار اجملتمع و احد اخلصائص اجلوهرية للنسق هي التوازن من خالل
العالقات املتبادلة و يسمى هذا النوع بالتوازن االستاتيكي.
• احلاجة االجتماعية :و هي احد متطلبات النظام اليت يبحث عن إشباعها هبدف البقاء يف اجملتمع
بشكل فعال و املثال على ذلك أن النظام الرتبوي يعمل على إشباع حاجة اجملتمع التعليمية و
النظام االقتصادي يشبع حاجة اجملتمع الغذائية.
• األهداف االجتماعية :و اليت تشري إىل غايات بعيدة أو متوسطة أو قريبة املدى يضعها النظام أو
احد فروعه لنفسه هبدف تنظيم العمل و ترتيبه و جعل السلوك فعال هادفا و هي تربر و جود
النظام و سعيه و بقائه يف اجملتمع.
• البناء االجتماعي :و الذي يشري إىل ذلك الكل املؤلف من جمموعة األنظمة املرتابطة مع بعضها
البعض و متكاملة وظيفيا فيما بينها.
• القيم و األعراف :و اليت تشري إىل جمموعة من أمناط السلوك املتوارثة داخل اجملتمع تعكس تفكري
األفراد و طريقة عيشهم و توقعاهتم ،و تربر أفعاهلم اجتاه بعضهم البعض و هي أدوات لتوجيه
سلوك و تفكري األفراد.
• الوظيفة االجتماعية :و اليت تتحدد يف ذلك النشاط االجتماعي الذي يقوم به النظام أو احد
فروعه هبدف إشباع احلاجات أو االجتماعية لألنظمة أو األنساق أو األمناط األخرى بغرض
احملافظة على بقائه و استمراره و قد حددها "روبرت مريتون" يف نوعني من الوظائف الظاهرة و
الوظائف الكامنة.
• النظام االجتماعي :يتكون النظام االجتماعي من جمموعة من األنساق االجتماعية املرتابطة و
املتكونة من جمموعة من األمناط املنظمة جملموعة من العادات و القيم االجتماعية و اخلربات
الشخصية و لكل نظام أعضاؤه و أفكاره و تقاليده العلمية و اإليديولوجية.
• النسق االجتماعي :و الذي يشري إىل جمموعة من األمناط االجتماعية املرتابطة بشكل متكامل
بنائيا و املتكافلة وظيفيا.
• الوظيفة االجتماعية الظاهرة :و اليت تشري إىل األهداف و الغايات الظاهرة اليت هتدف النظام إىل
حتقيقها و تكون نتائجها واضحة و ظاهرة و يسهل التعرف عليها من قبل أي شخص يف النظام.
• الوظيفة الكامنة :و اليت تشري إىل تلك النشاطات و األعمال غري املميزة للنظام و يصعب التعرف
على نتائجها و آثارها أو هي اآلثار و الوظائف التابعة و املرتتبة عن نشاط النظام غري املقصودة.
• االعتالل الوظيفي :يشري هذا املفهوم إىل معطيات العمل االجتماعي و تبعاته القابلة للمالحظة
املباشرة و لكن ال تساعد األفراد على تكيفهم مع أهداف النظام االجتماعي.
• التوازن االجتماعي:
• التكامل االجتماعي:
• العقالنية:و اليت تشري إىل استخدام اخليارات احلكيمة املبنية على أساس اختيار العقل و ليس على
أساس ردود األفعال العاطفية أو الوجدانية أو القيمة يف تفسري و حتليل السلوك اإلنساين.
• السلوك االجتماعي :أي األثر املرتتب عن إرادة الفرد للقيام بفعل شيء معني ،مبعىن كل تصرف
يصدر عن الفرد الذي خيضع ملؤثرات البيئة االجتماعية املؤلفة من العراف و القيم و القوانني
االجتماعية و الثقافية.
النظريةـ الوظيفية:
وجه الكثري من الباحثون يف علم االجتماع الكثري من االنتقادات هلذه النظرية و اليت من بينها
االنتقادات اليت قدمها األستاذ"مغى خليل عمر" 1991و اليت ميكن رصدها يف النقاط التالية:
-/1هتتم النظرية الوظيفية بدراسة الظاهرة االجتماعية يف وضعها الراهن من اجل الوصول إىل
سبب وجودها ،فهي تبدأ بدراسة الظاهرة من هنايتها للوصول إىل بدايتها.
-/ 2تعتمد الوظيفية يف حتليل الظاهرة االجتماعية على املقارنة بني أوجه التشابه و االختالف دون
تفسري و حتليل الظواهر االجتماعية.
-/ 3مل تعط الوظيفية تفسريا كافيا للعالقات داخل الظواهر االجتماعية كعالقات مؤثرة و مرتبطة
ارتباطا حقيقيا.
-/4يرى "جورج هومرت"إن الوظيفة ال تقدم حتليال كافيا و واضحا لألسباب الظواهر االجتماعية
و بالتايل نتائج البحث غري علمية و غري قابلة لالختيار و التحقق العلمي.
-/5تتحيز النظرة الوظيفية عند دراسة الوحدة االجتماعية ،فالنظرية تدرس التكامل االجتماعي
بني األنظمة االجتماعية داخل البناء االجتماعي الواحد الذي يؤدي بدوره إىل التوازن
االجتماعي.و بالتايل يصل إىل السعادة التامة للفرد و اجملتمع معا يف حني انه ال توجد هناك سعادة
تامة و ال يوجد هناك توازن كامل.
-/6نقطة الضعف يف التحليل الوظيفي هي التطرق يف االلتزام بالتحليل التكاملي و التكافلي و
التوازن االجتماعي لألنظمة االجتماعية يف حني جند اجملتمعات البشرية تتعرض النقسامات عميقة
و هزات اجتماعية و سياسية و حضارية أدت إىل اهنيار العديد من األنظمة و املؤسسات
االجتماعية.
-/7مل تول النظرية الوظيفية أمهية علمية و جهدا حبثيا لظاهرة الصراع الطبقي بتجاهلها هلذه
الظاهرة بل مضمون حتليلها للمجتمع ينفي وجود أي مالمح لظاهرة الصراع.
خاتمة
اجلدير بالقول إن االجتاه الوظيفي "ميكن إن يساعدنا على إلقاء الضوء على الوظيفة االجتماعية
لظاهرة تبادل اهلدايا يف حتقيق املزيد من التماسك االجتماعي و فيما تتمتع به من خاصية
اإللزام.فأي عادة اجتماعية ميارسها الناس بصورة مجاعية البد أن يكون هلا وظيفة تقوم هبا و إال ملا
وجدت هذه الظاهرة" فالعادات االجتماعية و لتكن تقدمي اهلدايا يف عيد األم أو للزوجة يف
املناسبات األسرية أو إلفراد األسرة يف حاالت الزواج له آثار يف اجملتمع و تتمثل هذه اآلثار يف
تعزيز الرتابط بني أفراد اجملتمع و تقوية التماسك االجتماعي.فاألثر الذي متارسه هذه العادات
االجتماعية ناشئ عن وجود هذه الصور من أشكال السلوك االجتماعي و هذا األثر هو الوظيفة
اليت يؤديها السلوك االجتماعي يف اجملتمع.
قائمة المراجع
-)1نيكوال تيماشيف :نظرية علم االجتماع ،ترمجة ،حممود عودة و آخرون ،اإلسكندرية ،دار
املعرفة اجلامعية ،1997ص .338 ،320
-)2السيد علي شنا :نظرية علم االجتماع ،اإلسكندرية ،مؤسسة شباب اجلامعة ،1993 ،ص
.288
-) 3مغى خليل عمر :نقد الفكر االجتماعي املعاصر ،دراسة حتليلية و نقدية ،دار اآلفاق اجلديدة،
،1991ص .138 ،135
-)4علي عبد الرزاق جبلي و عبد العاطي السيد و سامية حممد جابر ،علم االجتماع ،دار املعرفة
اجلامعية ،1998 ،ص .76