Professional Documents
Culture Documents
الشذرة العرفانية عند النفري
الشذرة العرفانية عند النفري
الشذرة العرفانية عند النفري
1
املؤلف :جميل حمداوي
الكتاب :الشذرة العرفانية عنــد النف ــري
الطبعة الثالثة2222:
2
اإله ــداء
3
بسم هللا الرحمن الرحيم
- 1النفري :ضاقت العبارة ،تقديم وتحقيق:قاسم محمد عباس ،مؤسسة املدى ،دمشق،
سورية ،الطبعة األولى سنة 2222م( ،موقف ما تصنع باملسئلة) ،ص.821:
4
الفهرس
اإلهداء
الفهرس5..................................................................................................
مقدمة6....................................................................................................
أوال ،آلي ــات الكتابة الشذرية9............................................................................
ثانيا ،مميزات الكتابة الشذريــة 65.....................................................................
خاتمة61...................................................................................................
ثبت املصادرواملراجع22..........................................................................
5
مقدمة
يتناول هذا الكتاب آليات الكتابة الشذرية عند النفري في كتاباته الصوفية
والعرفانية ،كما يبدو ذلك جليا في كتاب (املخاطبات) ،وكتاب (املو اقف)،
وأشعاره الروحانية .وبعد ذلك ،استجلينا مختلف اآلليات الشذرية التي
اعتمد عليها النفري في بناء نسقه الصوفي برصد املبادئ األساسية واملميزات
العامة لكتابته الشذرية على مستوى التدليل وبناء الخطاب معا.
ويعني هذا أن املتصوفة قد سبقوا منذ فترة بعيدة شعراء ما بعد الحداثة
والفالسفة الشاذريين الغربيين إلى توظيف املقاطع الشذرية بمختلف أنواعها.
بيد أن الشعرية العربية والغربية على حد سواء قد أهملت هذه الكتابة
املقطعية التي أنتجها املتصوفة العرب ،والسيما النفري صاحب الشذرات
العميقة واملوغلة في الرمزية ،والتجريد ،والتلميح ،والتعريض.
وبناء على ما سبق ،يبدو أن الشذرية سمة حاضرة في مختلف اإلبداعات
واألجناس األدبية األخرى .ومن ثم ،فهي خاصية أسلوبية من جهة ،وجنس
أدبي مستقل بنفسه من جهة أخرى.
والجديد في هذا الكتاب أنه يطرح ،ألول مرة في الساحة الثقافية العربية
املعاصرة ،مقاربة منهجية جديدة لتحليل اإلبداع الشذري أو النص الشذري
تسمى باملقاربة الشذرية إن داللة ،وإن صياغة ،وإن مقصدية ،بتوفير العدة
املفاهيمية اإلجرائية والتطبيقية التي حصرناها في مجموعة من اآلليات
واملبادئ التي تسعف الباحث أو الدارس في تفكيك النصوص وتشريحها
وتركيبها.
ومازالت الكتابة الشذرية في الوطن العربي في حاجة ماسة إلى كتابات نظرية
ونقدية وتوجيهية متميزة من حيث القراءة ،والتحليل ،والتقويم ،والتوجيه.
6
ونتمن ــى م ــن ى أن يلقـ ـ ه ــذا الكت ــاب املتواض ــع رض ــا القـ ـراء األفاض ــل ،ويع ــود
علــيهم بــالنفع والفائــدة ،مــع الــدعوة لنفسـ ي بــاملغفرة والتوبــة مــن أي تقصــير ،أو
ادعاء ،أو نسيان ،أو خطإ ،أو سهو.
7
توطئة:
كل من يرغب في الحديث عن الكتابة الشذرية في ثقافتنا العربية اإلسالمية،
فالبد من التوقف عند املتصوفة املسلمين الذين استعملوها بكثافة في
كتاباتهم النظرية وممارساتهم الذوقية .ومن ثم ،لم تقتصر كتابتهم على
الشذرات فحسب ،بل استخدموا أنواعا أخرى من الكتابة للتعبير عن
تجاربهم السلوكية واملعرفية إن تنظيرا ،وإن ممارسة .ومن بين ما اعتمدوا
عليه الشعر ،والحكاية ،والسرد ،واملناجاة ،والكرامة ،والخاطرة ،والدعاء،
والشطح ،واملنقبة ،والكتابة النظرية ،والعرض املنظم ،والحوار ،والرسالة،
واملقالة...
ويعد محمد بن عبد الجبار النفري(ت453هـ) 2من أهم الصوفية الذين
توسلوا بالكتابة الشذرية في كتابيه (املو اقف) و(املخاطبات) 3للتعبير عن
تجاربه العرفانية ومواقفه ومخاطباته الصوفية .ومن ثم ،ترد الشذرة عند
النفري في شكل موقف ،أو مخاطبة ،أو مناجاة ،أو دعاء ،أو إشارة ،أو
لطيفة ،أو حكمة ،أو حوار ،أو مبدإ عرفاني أو صوفي...
- 2ولد محمد بن عبد الجبار بن الحسن البصري امللقب بالنفري (بكسر النون ،وتشديد الفاء
املفتوحة ،بعدها ياء النسبة) ببلدة نفر بالعراق في القرن الثالث ،وتوفي سنة 453هـ و 468هــ ،وقد
عايش فترة العصر العباس ي ،وكان من كبار الصوفية ،وقد تنقل في رحالته بين العراق ومصر.
وقيل :إنه تشيع .والدليل على ذلك أنه ذكر املهدي املنتظر في كتاباته الصوفية .وقد ترك لنا
مجموعة من الشذرات والديوان واملناجيات واملواقف واملخاطبات.
انظر:قاسم محمد عباس( :املخطوطات املتعلقة بآثار النفري ومادة الكتاب) ،النفري :ضاقت
العبارة ،تحقيق وتقديم قاسم محمد عباس ،دار املدى للثقافة والنشر ،دمشق ،سورة ،الطبعة
األولى سنة2222م ،صص.82-9:
- 3النفري :املو اقف واملخاطبات ،تحقيق آرتر آريري ،تقديم وتعليق عبد القادر محمود ،الهيئة
املصرية العامة للكتاب ،القاهرة ،مصر ،طبعة 8915م.
8
ً
إذا ،ما تجليات الكتابة الشذرية عند النفري؟ وما آلياتها الداللية والفنية
واملقصدية؟ وما مميزات الكتابة الشذرية عند النفري ؟ هذا ما سوف نتوقف
عنده في كتابنا هذا.
أوال ،آلي ــات الكتابة الشذرية في املخيال العرفاني عند النفري:
لقد توسل النفري ،في كتابته الشذرية العرفانية ،بمجموعة من املبادئ
العرفانية واآلليات الذهنية والجمالية والتداولية والبصرية التي يمكن
حصرها في ما يلي:
/1آلي ــة الت ــدوين:
من املعلوم أن النفري لم يكتب كتابا أو مؤلفات خاصة به ،يضمنها شذراته
ومواقفه ومخاطباته ومناجاته وأدعيته وأشعاره؛ بل كان كثير الترحال
والسفر من بلد إلى آخر .لذا ،كان يكتب أقواله وشذراته في جزازات أو
جذاذات ،فجمعها حفيده ؛ حيث رتبها بالطريقة التي يرتضيها شخصيا .ومن
ثم ،فال دخل للنفري في هذه الكتابات وال في ترتيبها .وفي هذا الصدد ،يقول
عفيف الدين التلمساني في شرحه للمواقف:
" إن الذي ألفه ولد ولد الشيخ ،رحمه ى ،وليس هو الشيخ نفسه ،إذ كان
الشيخ لم يؤلف كتابا ،إنما كان يكتب هذه التنزالت في جزازات أوراق نقلت
بعده ،فإنه كان مولها ال يقيم بأرض ،وال يتعرف إلى أحد ،وذكر أنه توفي بأرض
مصر في بعض قراها ،وى أعلم بجلية أمره4".
ومن ثم ،تتميز كتابة النفري بالتقطيع ،والتشذير ،والتجزيء بسبب أنه لم
يؤلف كتابا متكامال ذي وحدة نصية منسجمة؛ بل دون أقواله في أوراق
متفرقة ومشتتة .ثم ،جمعت في شكل شذرات ومواقف ومخاطبات بترتيب
- 4عفيف الدين التلمساني :شرح مو اقف النفري،دراسة وتحقيق جمال املرزوقي ،تصدير
عاطف العراقي ،مركز املحروسة ،القاهرة ،مصر ،الطبعة األولى سنة 8929م ،ص.259:
9
الحفيد واختياره الشخص ي .والدليل على ما قلناه ما ذهب إليه التلمساني
عندما توقف عند الشذرة التالية:
" وقال لي :اذكرني كما يذكرك الطفل ،وادعوني كما تدعوني املرأة".5
وقد علق عليها التلمساني قائال:
" هذا التنزل ال يليق أن يكون إلى جانب هذه التنزالت ،ألن مقامه مغاير
ملقامات هذه التنزالت ،وإنما أوجب هذا ،ما نقل من أن الذي رتب هذه
املواقف وألف ترتيبها هو ابن بنت الشيخ ،ولم يكن الشيخ هو الذي رتبها ،ولو
رتبها الشيخ لكانت على أحسن من هذا النظام ،بحيث ال يكون ش يء إال مع ما
يناسبه".6
ويكرر ذلك في سياق آخر:
" وهذا يدل على أن الذي ألف هذه املواقف لم يكن هو النفري ،بل هو بعض
أحبابه ،وقيل هو ابن بنته .فال جرم لم يأت مرتبا ترتيب املقامات في نفس
األمر."7
ويتبين لنا ،من هذا كله ،أن سياق تدوين هذه الشذرات املتقطعة هو أن
النفري كان هائما في أرض ى ،كثير السفر والترحال ،يكتب أقواله وتأمالته
ومواجيده في أوراق وجذاذات محدودة الحجم بعناوين وأرقام ومواضيع
مختلفة .وبعد ذلك ،جمعها حفيده بين دفتي كتاب ،فاختار الترتيب الذي
يناسب أوراقه ،وربما يكون قد استشار فيه جده أو لم يستشره .بيد أن ابن
عربي لم يشك إطالقا في ترتيب كتب النفري كما فعل الشارح عفيف الدين
التلمساني8.
11
وقال لي إن لم أشهدك عزي فيما أشهد أقررتك على الذل فيه ،وقال لي طائفة
أهل السموات وأهل األرض في ذل الحصر ،ولي عبيد ال تسعهم طبقات
السماء وال تقل أفئدتهم جوانب األرض.
أشهدت مناظر قلوبهم أنوار عزتي فما أتت على ش يء إال أحرقته ،فال لها منظر
في السماء فتثبته ،وال مرجع إلى األرض فتقر فيه.
وقال لي خذ حاجتك التي تجمعك علي وإال رددتك إليها وفرقتك عني.
وقال لي مع معرفتي ال تحتاج ،وما أتت معرفتي فخذ حاجتك.
وقال لي تعرفي الذي أبديته ال يحتمل تعرفي الذي لم أبده.
وقال لي ال أنا التعرف وال أنا العلم ،وال أنا كالتعرف وال أنا كالعلم".9
ويتفرع موقف (القرب) إلى مجموعة من الشذرات الحوارية التي يتحدث فيها
ى مع عبده ،وإن كانت تلك الحوارات في الحقيقة ذاتية ومنولوجية:
" أوقفني في القرب وقال لي ما مني ش يء أبعد من ش يء وال مني ش يء أقرب من
ش يء إال حكم إثباتي له في القرب والبعد.
وقال لي البعد تعرفه بالقرب ،والقرب تعرفه في بالوجود.
وأنا الذي ال يرومه القرب ،وال ينتهي إليه الوجود.
وقال لي أدن علوم القرب أن ترى أثار نظري في كل ش يء فيكون أغلب عليك
من معرفتك به.
وقال لي القرب الذي تعرفه في القرب الذي أعرفه كمعرفتك في معرفتي.
وقال لي ال بعدي عرفت وال قربي عرفت وال وصفي كما وصفي عرفت.
وقال لي أنا القريب ال كقرب الش يء وأنا البعيد ال كبعد الش يء من الش يء.
ً
وقال لي قربك ال هو بعدك وبعدك ال هو قربك ،وأنا القريب البعيد قربا هو
البعد وبعدا هو القرب.
- 10نفسه ،ص.26:
13
يا عبد إن لم أسقك برأفتي عليك أكواب تعرفي إليك أظمأك مشرب كل علم
وأحالتك برقه كل خاطر.
يا عبد أنا الناطق وما نطقي النطق ،وأنا الحي وما حيوتي الحيوة ،أحلت
العقول عني فوقفت في مبالغها ،وأذهلت األفكار عني فرجعت إلى متقلبها.
يا عبد أنا الحاكم الذي ال يحكم عليه ،وأنا العالم الذي ال يطلع عليه.
يا عبد لوال صمودي ما صمدت ولوال دوامي ما دمت.
حدك. من تخرج همك من اخرج عبد يا
يا عبد لو لم أكتبك في العارفين قبل خلقك ما عرفتني في مشهود وجدك
لنفسك.
يا عبد إن لم تعرف من أنت مني لم تستقر في معرفتي.
يا عبد إن لم تستقر في معرفتي لم تدر كيف تعمل لي.
يا عبد إن عرفت من أنت مني كنت من أهل املراتب.
يا عبد أتدري ما املراتب ،مراتب العزة يوم قيامي ومراتب التحقيق في يوم
مقامي أولئك يلوني وأولئك أوليائي.
يا عبد اعرف من أنت يكن لقدمك ويكن أسكن لقلبك.
يا عبد إذا عرفت من أنت حملت الصبر فلم تعي به.
يا عبد إذا عرفت من أنت أشهدتك محل العلم بي من كل عالم ومقر الوجد
بي من كل واجد ،فإذا أشهدتك ذلك كنت من شهودي على العاملين وإذا كنت
من شهودي على العاملين فأبشر بمرافقة النبيين.
يا عبد أنا أولى بك إن عقلت وأنت أولى بي إن حملت.
يا عبد ال أزال أتعرف إليك بما بيني وبينك حتى تعلم من أنت مني ،فإذا عرفت
من أنت مني تعرفت بما بيني وبين كل ش يء.
يا عبد أنا القريب منك ولوال قربي منك ما عرفتني ،وأنا املتعرف إليك لوال
تعرفي إليك ما أطعتني.
14
يا عبد الجأ إلي في كل حال أكن لك في كل حال.
يا عبد اقصدني وتحقق بي فإن األمر بيني وبينك ،إذا أشهدتك أن ذكرى ال
يمنع مني وأن أسمى ال يحجب عني وأنني أمنع بذكرى من أشاء ممن أشاء
وأحجب باسمي من أشاء عمن أشاء فأنت من خاصتي.
يا عبد أنا أولى بك من علمك وأنا أولى بك من علمك وأنا أولى بك من رؤيتك،
فإذا علمت فصر وما علمت إلي فاستمع مني فيه واحمل إلي رؤيتك ووقفتك
وقف بين يدي وحدك ال بعلم فإن العلم ال يواريك عني وال بعمل فإن العمل ال
يعصمك مني وال برؤية فإن الرؤية ال تغني مني وال بوقفة فإن الوقفة ال تملك
بها مني.
يا عبد قف بين يدي في الدنيا وحدك أسكنك في قبرك وحدك وأخرجك منه
إلي وحدك وتقف بين يدي في القيامة وحدك ،وإذا كنت وحدك لم تر إال
وجهي وإذا لم تر إال وجهي فال حساب وال كتاب وإذا ال حساب وال كتاب فال
روع وإذا ال روع فأنت من الشفعاء.
يا عبد الوجد بما دوني سترة عن الوجد بي وبحسب السترة عن الوجد بي
فتأخذ منك الباديات كنت من أهلها أم لم تكن من أهلها11".
- 11نفسه ،ص.222-289:
15
إلهي :تقاصرت العلوم إلى حجبها عن درك علمك،وعكفت اإلدراكات على مبالغ
حدودها من دون معرفتك ،فأين تبلغ العلوم إال إلى مبالغها من أمرك؟ وأن
حكمك؟ من مبالغها إلى إال املعارف تبلغ
إلهي :حارت الهمم في إدراكك،فال ذكرى لها إال بمدائد أنوارك،وتاهت العقول
عن درك صفاتك،فال مسلك لها إال بدليل إخبارك.
إلهي :يئست األرواح من التوجه إليك بجواهرها ،وعميت الجواهر عنك ،فال
إدراك لها في مناظرها.
إلهي:أرني بينتك في كل موعظة ،وأهدني لنورك في كل قيومية،حتى أرى حولك
ً
قائما بإظهارك ،وقوتك مستولية بأسباب مشيئتك،فال أضل عن قصدك،وال
أحتجب بالدعوى عن إصابة سبلك.
إلهي:أنت امللك،فال ملك ألحد من دونك ،وأنت القادر ،فال مشترك ألحد في
ً
قدرتك ،بدأت بعلمك وكالمك ،وتعيد بعلمك وكالمك ،أسألك ثبتا بهديك
ُ ُ ً
وتأييدا ببسط حنانك إلهي أعوذ بك أن أخترم من دوني معرفتك ،وأن أحاد
عن السراط الهادي إليك ،أسألك بإذنك فأجرني ،إنما املجار في
ظلك،وحطني ،إنما الحياط في التسليم ألمرك.
إلهي:أنت خلقتني من الضعف،وأنت يارب ربيتني بألطف اللطف ،وأنت
ّ ً
سويتني رجال بقدرتك ،وأنت رزقتني ،ووق ّت أجلي بحكمتك ،وأنت الذي
مبادىء أمري عن إرادتك ومراجع أمري إلى مشيئتك ،فأما مقلبك ،إن أحسنت
فبفضلك ،وإن أسأت فعلى نفس ي ،إال أن يجيرني عفوك.
إلهي:أفسح لقلبي في أنوار معارفك ،وزكه باألخبات لقدسك ،وتوله في كل ما
قلبته بجميل واليتك ،واكنفه أين ما توجهت همومه بابتغاء مرضاك".12
- 12نفسه ،ص.63-64:
16
ً
إذا ،فاملناجيات هي شذرات مقطعة يناجي فيها العارف ربه .وبالتالي ،تندرج
هذه املناجيات في باب األلوهية .وعلى الرغم من استقاللها بالزمة (إلهي) ،فهي
مترابطة بنيويا ،ودالليا ،ومقصديا.
ويبدو أن ديوان النفري هو كذلك شذرات ومقطعات من أبحر عروضية
مختلفة ،تتفاوت من حيث الحجم و عدد األبيات ،فهناك البيت اليتيم ،
والدوبيت ،والنتفة ،والقطعة ،والقصيدة .بمعنى أن الكتابة الشذرية هي التي
تهيمن على جذاذات النفري بصفة عامة.13
/3آلي ــة التشذير:
يعد النفري من أهم املتصوفة الذين استخدموا الكتابة الشذرية أو آلية
التشذير للتعبير عن رؤيته الصوفية ومواقفه العرفانية .وبذلك ،فقد اكتسب
بها الحداثة ،قبل أن يحققها كتاب الغرب في فترة ما بعد الحداثة حينما
التجأوا إلى الكتابة الشذرية للتعبير عن تجاربهم الحياتية وفلسفاتهم
النسقية.
ومن ثم ،تحولت الشذرات ،بسبب تكثيفها ،إلى مناجيات وأدعية ومقطعات
ووقفات ومخاطبات مركزة ومقتضبة .وفي هذا السياق ،يقول خالد بلقاسم:
النصية َّ
للنفري بالبداية التالية" :أوقفني في ... " َّاتسمت الوقفة في املمارسة ّ
ِّ
َ َ ُ ً ّ
وتمثل هذه البداية الزمة تفتتح بها كل وقفة .كما تتكون الوقفة من وقال لي"ِّ .
مكثفة يتم االنتقال فيها بعبارة "وقال لي" .وتظل الثيمة التي تدور َّ
شذرات
حولها الوقفة هي الوصل بين هذه الشذرات املكثفة14".
- 13راجع ديوانه الشعري في آخر كتاب ضاقت العبارة للنفري من تحقيق قاسم محمد عباس،
صص.293-224:
- 14خالد بلقاسم ،الكتابة والتصوف عند ابن عربي ،دار توبقال للنشر ،الطبعة األولى سنة
،2223ص.223:
17
وعليه ،ارتض ى النفري ،على مستوى الكتابة ،أن يتمثل الشذرة للتعبير عن
الصمت واالنفالت والخيبة واالغتراب الذاتي واملكاني .ومن ثم ،فثمة شذرات
صغرى مكثفة مستقلة على مستوى الفضاء البصري كهذه الشذرة:
" العلم يشهد على العمل ،واملعرفة تشهد على العلم ،والوقفة تشهد على
املعرفة ،وإرادة الحق تشهد على الوقفة".
وقد أدرجها النفري ضمن باب الشذرات .ومن جهة أخرى ،هناك شذرات
كبرى تنقسم إلى شذرات صغرى ،كما يتضح ذلك بينا في املناجيات واملواقف
واملخاطبات كما في موقف(الكبرياء) مثال:
" أوقفني في كبريائه وقال لي أنا الظاهر الذي ال يكشفه ظهوره ،وأنا الباطن
الذي ال تراجع البواطن بدرك من علمه.
وقال لي بدأت فخلقت الفرق فال ش يء مني وال أنا منه ،وعدت فخلقت الجمع
فيه اجتمعت املتفرقات وتألفت املتباينات.
وقال لي ما كل عبد يعرف لغتي فتخاطبه ،وال كل عبد يفهم ترجمتي فتحادثه.
وقال لي لو جمعت قدرة كل ش يء لش يء ،وحزت معرفة كل ش يء لش يء ،وأثبت
قوة كل ش يء لش يء.
ما حمل تعرفي بمجوه ،وال صبر على مداومتي بفقد وجده لنفسه.
وقال لي األنوار من نور ظهوري بادية والى نور ظهوري آفلة ،والظلم من فوت
مرامي بادية والى فوت مرامي آثبة.
وقال لي الكبرياء هو العز والعز هو القرب والقرب فوت عن علم العاملين.
وقال لي أرواح العارفين ال كاألرواح وأجسامهم ال كاألجسام.
وقال لي أوليائي الواقفون بين يدي ثالثة فواقف بعبادة أتعرف إليه بالكرم،
واقف بعلم أتعرف إليه بالعزة ،وواقف بمعرفة إليه بالغلبة.
وقال لي نطق الكرم بالوعد الجميل ،ونطقت العزة بإثبات القدرة ،ونطقت
الغلبة بلسان القرب.
18
وقال لي الواقفون بي واقفون في كل موقف خارجون عن كل موقف15".
ً
إذا ،هناك نوعان من الشذرات في كتابات النفري :شذرات صغرى مستقلة
بنفسها ،وشذرات كبرى تتولد عنها شذرات صغرى متتابعة ومتراكبة.
/4آلي ــة التقطي ــع:
تستند مواقف النفري ومخاطباته العرفانية إلى تقطيع النصوص إلى شذرات،
ومقطعات ،ومواقف ،ومخاطبات ،ومناجيات ،وحوارات .والدليل على ذلك
مبدأ التقطيع ،ومبدأ التعدد ،ومبدأ كثرة الفقرات واملتواليات املتتابعة .ومن
األمثلة الدالة على مبدإ التقطيع وجود عناوين الشذرات التي تعني استقاللية
كل شذرة بنفسها شكال ،وتركيبا ،وداللة ،على الرغم من تكرار بعض
العناوين ،واختالف مقاطعها.
وإذا أخذنا -مثال -كتاب (ضاقت العبارة) للنفري ،بتحقيق قاسم محمد
عباس ،ففي قسم الشذرات نجد إحدى وأربعين شذرة معنونة بالطريقة
التالية :البكاء -فصل -مسألة -الحد -فصل -وقال رحمه ى تعالى -العلم
واملعرفة -زيادة -زيادة -الخوف -فصل -زيادة -فصل -مسألة -في السفر في
جمادى اآلخرة من سنة ثمان وخمسين وثالثمائة -املخاوف -حكمة في الصبر
ومطاياه -من كالمه رض ي ى عند وأرضاه -مسألة -ومن كالمه -الطريق-
البرهان -نطق املعارف املعارف -وجود البلغة -بسم ى الرحمن الرحيم -وقال
رحمه ى -من من ى الكريم وفضله -قال قدس ى روحه -الحمد -العمود-
الخلوة -استواء األضداد في الوجد -الوحدانية في األشياء -املصاحبة -املقارنة-
إسفار اليقين -حكمة -من من ى الكريم وفضله -بسم ى الرحمن الرحيم-
بسم ى الرحمن الرحيم -بسم ى الرحمن الرحيم.
كما تنقسم املخاطبات إلى ست وخمسين ( )56مخاطبة ،وتنقسم املواقف إلى
سبعة وسبعين ( )22موقفا بوجود مخاطبات ومواقف جديدة.
ويعد املقطع ،أو الشذرة ،أو آلية التقطيع بصفة عامة ،معيارا سيميولوجيا
للتعامل مع النصوص النفرية.أي :يتخذ املقطع أساسا للقراءة والتحليل
والتأويل ،سواء على مستوى املواقف ،أم املخاطبات ،أم الشذرات ،أم
املناجيات واألدعية؛ ألن املقطع يسهل عملية القراءة والتأويل معا.
ومن جهة أخرى ،نعلم أن بنية التقطع بنية دالة ،فهل يعني هذا أن كل كتابة
مقطعة هي كتابة شذرية بالضرورة؟ الجواب ال .فالشذرة هي خالصة تجربة
في الحياة ،وتتخذ طابع الحكمة والفلسفة والقول املأثور ،وتطبعها شاعرية
متميزة .وبالتالي ،تتسم بالتكثيف واالختزال الشديد .وكم من أشعار وقصائد
هي مقطعات ،وليست شذرات؛ ألن دالالتها تختلف عن دالالت الشذرة.
21
توسلوا بالتشذير في البناء ال يحكمهم رهان موحد ،إذ تظل داللة التشذير
مقترنة بالتصور املوجه ملن يعتمد هذا البناء ،ومقترنة بتجربته في الكتابة17".
ومن هنا ،ال تتميز الكتابة الشذرية بمقومات شكلية فقط ،أو بمقومات
داللية فقط كما يقول خالد بلقاسم؛ بل البد من إضافة البعد الثالث الذي
يكمن في البعد التداولي أو النية أو املقصدية التي تتمثل في نية كتابة الشذرة.
ومن ثم ،فالشذرة هي تأمالت فلسفية وصوفية ،وحكم تعليمية ،وتأمالت
عميقة في الزمان واملكان واإلنسان والوجود ،تصاغ في عبارات مكثفة ومختزلة
وموجزة ،تتخللها فراغات دالة على استقاللية الشذرة أو املقطع.
/5آلي ــة التفض ــيء:
تتسم الشذرات ،على مستوى الفضاء البصري ،بانكتابها على جذاذات
مقطعة إما مرقمة ،وإما معنونة .وغالبا ،ما تنتهي تلك الشذرات أو
املخاطبات أو املواقف بفراغات أو عالمات التوقف واالنتهاء .ومن هنا ،يعتمد
التفض يء البصري على مجموعة من املكونات الدالة على التشذير ،مثل:
الفراغ الدال على االنتهاء أو الوقفة أو االنتقال أو التخلص .بمعنى أن الفراغ
يدل على انتهاء الشذرة ،واالنتقال إلى شذرة أخرى .ومن ثم ،نجد انتقاالت عدة
من وقفة إلى أخرى ،ومن مخاطبة إلى أخرى ،ومن مناجاة إلى أخرى ،ومن دعاء
إلى آخر ،ومن شذرة إلى أخرى .ومن ثم ،تقوم عالمات الترقيم ،والسيما
النقطة منها ،بدور سيميائي في التأشير على نهاية الشذرة ،وبداية الشذرة
األخرى .كما تقوم بعض املؤشرات اللغوية بتحديد بداية الشذرة وانتهائها ،
مثل :يا عبد....أوقفني وقال لي ...إلهي ...ويا عبد...
وال ننس ى كذلك أن التقطع ،أو التقطيع ،معيار بصري وسيميائي يدل على
استقاللية الشذرة وتكاملها الشكلي والداللي واملقصدي ،إلى جانب ثنائية
البياض والسواد .ومن ثم ،يؤشر البياض على الفراغ ،واالنتهاء ،والكمال .في
23
أفزع كان أنصت وكلما كان أقرب كان أفزع وكلما كان أدأب كان أقرب وكلما
كان أدب كان أدأب وكلما كان أنصب كان آدب وكلما كان أيقن كان أنصب
وكلما كان أثبت كان أيقن وكلما كان أشهد كان أثبت وكلما كان أحضر كان
أشهد وكلما كان أحضر كان أحضر وكلما كان أكشف كان أحضر"18.
وعليه ،تتميز كتابة النفري بالتقطيع الشذري الذي يعبر عن االنفالت،
والخيبة ،والتفكك .ناهيك عن التصدع الذاتي ،والكينوني ،واالجتماعي،
والوجودي ،والسياس ي.
/6آليـ ــة التفري ــع:
ترتكز الكتابة الشذرية عند النفري على تنويع املقام أو املوقف أو الحالة
الوجدانية كما في شذرة (املخاوف) التي يفرعها إلى مجموعة من املخاوف
الفرعية:
" خوف املعاص ي ،خوف التقصير ،خوف الشرك الخفي ،خوف الرد ،خوف
املقت ،خوف املحاسبة ،خوف االدعاء ،خوف النسبة ،خوف التحقق ،خوف
النطق ،خوف الصمت ،خوف األخذ ،خوف الترك ،خوف الوعد ،خوف
الرقبة ،خوف البعد ،خوف القرب ،خوف املحادثة ،خوف البسط ،خوف
الذكر ،خوف الفترة ،خوف الداللة ،خوف الريق ،خوف الورود ،خوف عام،
خوف شهر ،خوف يوم ،خوف ليلة ،خوف ساعة ،خوف نفس ،خوف العمر
،خوف التالوة ،خوف الفهم ،خوف االستيثار ،خوف اإليجاب ،خوف الكل،
خوف الجنس ،خوف التقرير ،خوف ال يعلم ،خوف معرفة ،خوف علم،
خوف وقفة ،خوف دنيا ،خوف آخرة ،خوف سكون ،خوف حركة ،خوف
صبر ،خوف عجز ،خوف هم ،خوف خاطر ،خوف تبشير19".
تتميز هذه الشذرة باختصار بصري وداللي .فهناك أربع جمل متساوية من
حيث الفواصل ،وتتمثل داللة الشذرة في أن الوصول إلى الحق لتحقيق
الوصال واالستمتاع بالكشف والجالء لن يتحقق إال بالعلم ،واملعرفة،
والعمل ،واإلرادة ،والوقفة .وتتميز هذه الدالالت بطابعها السيميائي اإلشاري،
- 20نفسه ،ص.36:
25
ويتخط كل مصطلح دالالته السطحية والظاهرة إلى دالالت ثاوية وجدانية
عميقة.
ويبلغ التكثيف درجته القصوى في شذرة النفري املشهورة " :كلما اتسعت
الرؤيا ضاقت العبارة" ،فهي شذرة موجزة ومختصرة ،وعلى الرغم من قصرها
الشديد ،فهي تطرح أسئلة كثيرة وكبيرة .كما تعبر هذه الشذرة عن عجز اللغة
أمام التوسع الداللي ورحابة الفكر والرؤية .
ويهيمن التكثيف كثيرا على شذرات املواقف كما في موقف(قلوب العارفين):
" أوقفني في قلوب العارفين وقال لي للعارفين إن رجعتم تسألوني عن معرفتي
فما عرفتموني ،وإن رضيتم القرار على ما عرفتم فما أنتم مني.
وقال لي أول ما ترث وتأخذ معرفتي من العارف كالمه.
وقال لي آية معرفتي إن ال تسألني عني وال عن معرفتي.
وقال لي إذا ألفت معرفتي بينك وبين علم أو اسم أو حرف أو معرفة فجريت
بها وأنت بها واجد وأنت بها ساكن فإنما معك علم معرفة ال معرفة.
وقال لي صاحب املعرفة هو املقيم فيها ال يخبر وصاحب املعرفة هو الذي إن
تكلم تكلم فيها بكالم تعرفي وبما أخبرت به من نفس ي.
وقال لي أنت من أهل ما ال تتكلم فيه وإن تكلمت خرجت من املقام وإذا
خرجت من مقام فلست من أهله وإنما أنت به من العاملين وإنما أنت له من
الزائرين.
وقال لي األمر أمران أمر يثبت له عقلك وأمر ال يثبت له عقلك ،وفي األمر
الذي يثبت له ظاهر وباطن وفي األمر الذي ال يثبت له ظاهر وباطن.
وقال لي لن تدوم في عمل حتى ترتبه وتقض ي ما يفوت منه وإن لم تفعل لم
تعمل ولم تدم.
وقال لي كيف ال تحزن قلوب العارفين وهي تراني أنظر إلى العمل فأقول لسيئه
كن صورة تلقي بها عاملك وأقول لحسنه كن صورة تلقي بها عاملك.
26
وقال لي قلوب العارفين تخرج إلى العلوم بسطوات اإلدراك وذلك كبرها وهو
الذي أنهاها عنه.
وقال لي يتعلق العارف باملعرفة ويدعي أنه تعلق بي ولو تعلق بي هرب من النار
كما يهرب من النكرة.
وقال لي قل لقلوب العارفين أنصتوا له ال لتعرفوا ،واصمتوا له لتعرفوا ،فإنه
يتعرف إليكم كيف تقيمون عنده.
وقال لي قل لقلوب العارفين رأيت معرفتي أعلى من معرفة فوقفت في األعلى
ووقفت في حجابي ،فأظهرت الوصول إلى عند عبادي فأنت في حجابي تدعيني
وهم في حجابي ال يدعوني.
وقال لي قلوب العارفين أعرفي حالك منه فإن أمرك بتعريف العبيد فعرفيهم
وأنت في تلك الحال أدرك لقلوبهم وال نجاة لك إال به.
وقال لي لقلوب العارفين ال تخرجي عن حالك وإن هديت إلي من ضل ،أتضلين
عني وتريدين أن تهدي إلي.وقال لي وزن معرفتك كوزن ندمك.
وقال لي قلوب العارفين ترى األبد وعيونهم ترى املواقيت.وقال لي أصحابي
ً
عطل مما بدا ،وأحبابي من وراء اليوم وغدا.
وقال لي لكل ش يء أقمت الساعة فهي له منتظرة وعلى كل ش يء تأتي الساعة
فهو منها وجل.
وقال لي قل للعارفين كونوا من وراء األقدار فإن لم يستطيعوا فمن وراء
األفكار.
وقال لي قل للعارفين وقل لقلوب العارفين قفوا لي ال للمعرفة ،أتعرف إليكم
بما أشاء من املعرفة وأثبت فيكم ما أشاء من املعرفة فإن وقفتم لي حملتم
معرفة كل ش يء وإن لم تقفوا لي غلبتك معرفة كل ش يء فلم تحملوا لش يء
معرفة.
27
وقال لي قل لقلوب العارفين ال تستقيموا على خلة فتقلبكم الخلة إلى الخلة.
وقال لي األكل والنوم يحسبان على الحال التي يكونان فيها ،إن كانا في العلم
ً
حسبا فيه إن كانا في املعرفة حسبا فيها.
وقال لي قل لقلوب العارفين من أكل في املعرفة ونام في املعرفة ثبت فيما عرف.
وقال لي قل لقلوب العارفين من خرج من املعرفة حين أكله لم يعد منها إلى
مقامه.
وقال لي أنت طلبتي والحكمة طلبتك.
ً ً ً ً
وقال لي الحكمة طلبتك وإذا كنت عبدا عبدا فإذا صيرتك عبدا وليا كنت أنا
طلبتك.
وقال لي التقط الحكمة من أفواه الغافلين عنها كما تلتقطها من أفواه
العامدين لها ،إنك تراني وحدي في حكمة الغافلين ال في حكمة العامدين.
وقال لي اكتب حكمة الجاهل كما تكتب حكمة العالم.
وقال لي أنا مجرى الحكمة فمن أشاء أشهده أنني أجريت فذلك حكيمها ،ومن
أشاء ال أشهده فذلك جاهلها فأكتب أنت يا من شهدها.
وقال لي القلوب ال تهجم علي وال على من عندي.
وقال لي إذا هجمت على قلبك ولم يهجم عليك قلبك فأنت من العارفين.
وقال لي ما قدر املسئلة أن يناجي بها كرمي فبهذا فادعوني وقل يا رب أسألك
بك ما قدر مسئلة أن يناجي بها كرمك.
وقال لي الشك حبس من محابس ي أحبس في قلوب من لم يتحقق بمعارفي21".
ويهيمن التكثيف أيضا على املخاطبات كما في هذه املخاطبة الثانية واألربعين:
" يا عبد ليس األمين على العلم من عمل به إنما األمين من رده إلى عامله كما
أبداه له.
يا عبد العلم كله علم واألعالم كلها موقفه.
- 21نفسه ،ص.832-841:
28
يا عبد ما بقي بينك وبيني ش يء فأنت عبده ما بقي.
يا عبد إذا استندت إلى ش يء فقد اعتصمت به دوني.
يا عبد من لم ينقله األدب عن غيره فأين النسب.
يا عبد ابسط قلبك بالحياء ووجهك بالتضرع.
يا عبد قل موالي وجنهي بوجهك لوجهك ،موالي إذا واريتني عنك فوار بنظري
إلى معصيتي لك ،موالي أنا منظرك فإن جعلت معصيتي بيني وبينك أحرقتها
بنظرك ،موالي حطني بحياطة قربك وقدني بأزمة حبك.
ً
يا عبد اجعلني بينك وبين األشياء فإن أعطيتك فتحت لك بالعطاء بابا من
ً
العلم وإن منعتك فتحت لك باملنع بابا من العلم.
يا عبد أعطيتك بالعطاء واملنع ومنعتك بالعطاء واملنع فذممتني على العطاء
باملنع وشكرتني على املنع بالعطاء فال وحرمة ما أبرزته لك وسترتك عنه
ً
وأقبلت بك إليه وأدبرت بك عنه من رؤيتي ما أعطيتني وفاء بالنعمة فال شكرا
على املسألة.
ً
يا عبد لي العطاء فلو لم أجب مناجاتك لم أجعلها له رائدا.
ً
يا عبد لو جعلت العطاء مني مكان الطلب منك ما دعوتني أبدا وال سميتني
ً
محسنا.
يا عبد ما بتسميتك تسميت وال بدعائك أعطيت وإنما أسررت فيك عنك
ً
متعلقا بي أظهر له ويراني فأنا أكشفه تار ًة وتار ًة22".
- 22نفسه ،ص.255-253:
29
تتميز الشذرات الصوفية عند النفري بالعدول أو االنزياح العام إن مجاورة،
وإن استبداال .بمعنى أن هذه الشذرات تتمرد عن السائد اللغوي ،وتنتهك
املعايير العادية في التركيب ،واالستعمال ،واإلنجاز .كما تخرق اللغة الطبيعية
الواضحة واملنطقية املباشرة.أي :تنزاح شذرات النفري داللة ،وتركيبا،
وتداوال ،وإيقاعا .والدليل على ذلك أن لغته سامية وراقية ورمزية وموحية ،
اليمكن فهمها بالطريقة التي نفهم بها اللغة التواصلية العادية .فهي لغة
وجدانية غيبية وكشفية تتجاوز الحس ي والعقلي نحو املجهول ،واملمكن،
واملحتمل ،والغامض.وبالتالي ،يستوجب هذا االنزياح قارئا ضمنيا متخصصا
أو عارفا أو صامتا قادرا على التأويل الهيرمينوطيقي وشرح الغامض.
ومن ثم ،يعد التقطع من مظاهر االنزياح واالنحراف عن االنتظام،
والتسلسل ،والوضوح .وبالتالي ،يرتبط التقطع بالصمت .في حين ،يرتبط
التسلسل بالنطق .وفي هذا ،يقول خالد بلقاسم:
" الصمت رجة لتركيب اللغة العادي ،بما يسمح بإنتاج تركيب مخالف،
متحرر من التتالي والخطية ،تركيب شاهد على الغياب الساري فيه ،وعلى
املنفلت الذي يتملص منه وفيه .فمالمسة اللغة ألقاصيها واختبارها لقول ما
ال ينقال يتجلى في تخليها عن انتظامها ،وعن امتالئها ووضوحها ،وعن كل
خطية مطمئنة للتسلسل والتتابع .الصمت الباني لكتابة النفري هو ما
يسعفها في قول ما ال يتسنى قوله بنفس كتابي طويل ال تقطع فيه .ومن ثم
يحصن التقطع الكتابة من زيف التتابع ،الذي تكون الكتابة ،حسب إميل
سيوران ،ضحيته كلما أفرطت في التماسك ،الذي يمنعها من أن تكون
حقيقية"23.
ويحقق االنزياح إبداعية اللغة الصوفية عند النفري .وعليه ،تتسم اللغة
النفرية باإلبداعية .وفي هذا الصدد ،يقول منصف عبد الحق:
- 24منصف عبد الحق :أبعاد التجربة الصوفية ،أفريقيا الشرق ،الدار البيضاء ،املغرب،
الطبعة األولى سنة 2226م ،ص.222:
31
" وقال لي لو أبديت لغة العز لخطفت األفهام خطف املناجل ،ودرست
املعارف درس الرمال عصفت عليها الرياح العواصف ...وقال لي ال أنا التعرف
وال أنا العلم ،وال أنا كالتعرف وال أنا كالعلم25".
- 26نفسه ،ص.29:
33
بيوت الخراب وتتزين بالزينة الحق ،وترى فسطي كيف ينف ما سواه ،وأجمع
الناس على اليسر فال يفترقون وال يذلون ،فأستخرج كنزي وتحقق ما أحققتك
به من خبري وعدتي وقرب طلوعي ،فأني سوف أطلع وتجتمع حولي النجوم،
وأجمع بين الشمس والقمر ،وأدخل في كل بيت ويسلمون علي وأسلم عليهم،
بذلك بأن لي املشيئة وبأذني تقوم الساعة ،وأنا العزيز الرحيم27".
ومن هنا ،يتبين لنا أن الصوفية قد أعطوا أهمية كبرى للتخييل والخيال
واملتخيل .وفي هذا الصدد ،يقول جابر عصفور:
" والحق أن املتصوفة هم الذين منحوا الخيال أسمى ما يمكن أن يناله من
قداسة وتقدير طوال عصور الفكر العربي ،إن الخيال عندهم يساعد في
الكشف عن نوع مهم من املعرفة ،وينير الطريق إلدراك طائفة من الحقائق
املتعالية التي اليصل إليها العقل الصارم للفيلسوف ،وال يقترب منها ذهن
الرجل العادي املنصرف إلى الظواهر واألعراض الزائلة والطارئة ،والذي
يتعامل مع األشياء من زوايا املنفعة ،دون أن ينفذ إلى دالالتها الرامزة إلى
املعاني الروحية العميقة .إن الصوفي يعتمد كل االعتماد على البصيرة
والحدس ،ويثق بالنشوة الروحية الغامرة ،وبالخيال املحلق الذي يسمو حتى
يدنو من الحقيقة اإللهية أو يحوم حول حماها".28
ومن ثم ،يتميز هذا التخييل بطابعه الصوفي املاورائي الذي يطبعه الجانب
الديني واألخروي.
بيد أن ما يالحظ على مواقف النفري أن الخيال عنده ليس خياال فنيا
وجماليا عاديا ،بل هو خيال ذوقي وصوفي يقوم على الكشف ،والتجلي،
والوصال ،والحدس اللدني .وكما قال منصف عبد الحق عن ابن عربي يمكن
قوله ،بشكل من األشكال ،عن النفري:
- 27نفسه ،ص.21:
-28انظر :جابر عصفور :الصورة الفنية في التراث النقدي والبالغي عند العرب ،الطبعة
الثالثة ،املركز الثقافي العربي ،بيروت.8992 ،
34
" إن الخيال [عند النفري] ليس عاملا تخييليا كما هو الشأن عند الشعراء
والفنانين ،وإنما هو خيال وجودي .إنه حقيقة ،والصوفي يحاول أن يرقى إلى
مستوى هذه الحقيقة عن طريق الكشف الذي يحاول أن يجمع مظاهرها على
الرغم من تعارضها29".
" اليقين والتقوى قرينان ،إن غاب أحدهما غاب اآلخر .والصبر والرضا
قرينان ،إن غاب أحدهما غاب اآلخر .والخلوة والعبادة قرينان ،إن غاب
أحدهما غاب اآلخر"30.
وتعج املواقف واملخاطبات والشذرات النفرية بخاصية املقارنة بين ذات علوية
وذات سفلية ،بين ذات خالقة وذات مخلوقة ،وذات عاشقة وذات معشوقة
كما في موقف(العز):
" أوقفني في العز وقال لي ال يستقل به من دوني ش يء ،وال يصلح من دوني
لش يء ،وأنا العزيز الذي ال يستطاع مجاورته ،وال ترام مداومته ،أظهرت
- 29منصف عبد الحق :الكتابة والتجربة الصوفية (نموذج محيي الدين بن عربي) ،منشورات
عكاظ ،الرباط ،املغرب ،الطبعة الثانية 2288م ،ص.239:
- 30النفري :نفسه ،ص.31:
35
الظاهر وأنا أظهر منه فما يدركني قربه وال يهتدي إلي وجوده ،وأخفيت الباطن
وأنا أخفي منه فما يقوم علي دليله وال يصح إلي سبيله.
وقال لي أنا أقرب إلى كل ش يء من معرفته بنفسه فما تجاوزه إلي معرفته ،وال
يعرفني أين تعرفت إليه نفسه.
وقال لي لوالي ما أبصرت العيون مناظرها ،وال رجعت األسماع بمسامعها.
وقال لي لو أبديت لغة العز لخطفت األفهام خطف املناجل ،ودرست املعارف
درس الرمال عصفت عليها الرياح العواصف.
وقال لي لو نطق ناطق العز لصمتت نواطق كل وصف ،ورجعت إلى العدم
مبالغ كل حرف.
وقال لي أين من أعد معارفه للقائي لو أبديت له لسان الجبروت ألنكر ما
ً
عرف ،وملار مور السماء يوم تمور مورا.
وقال لي إن لم أشهدك عزي فيما أشهد أقررتك على الذل فيه ،وقال لي طائفة
أهل السموات وأهل األرض في ذل الحصر ،ولي عبيد ال تسعهم طبقات
السماء وال تقل أفئدتهم جوانب األرض.
أشهدت مناظر قلوبهم أنوار عزتي فما أتت على ش يء إال أحرقته ،فال لها منظر
في السماء فتثبته ،وال مرجع إلى األرض فتقر فيه.
وقال لي خذ حاجتك التي تجمعك علي وإال رددتك إليها وفرقتك عني.
وقال لي مع معرفتي ال تحتاج ،وما أتت معرفتي فخذ حاجتك.
وقال لي تعرفي الذي أبديته ال يحتمل تعرفي الذي لم أبده.
وقال لي ال أنا التعرف وال أنا العلم ،وال أنا كالتعرف وال أنا كالعلم31".وهكذا،
يتبين لنا أن الشذرات الصوفية العرفانية مليئة باملقارنات املباشرة وغير
املباشرة بين ذات ربانية نورانية متعالية ،وذوات مخلوقة أرضية وراجية.
- 31نفسه ،ص.26-25:
36
/12آلي ـ ــة الت ــدرج:
يستعمل النفري -من حيث يدري أو ال يدري -آلية التدرج في بناء الشذرة
العرفانية في عالقتها بآلية التقابل والتناقض .ويحيل مبدأ التدرج على مبدإ
القوة والكم والعدد ارتفاعا أو انخفاضا ضمن ما يسمى بسيميائية التوتر ،في
عالقة جدلية باملدى واملسافة .وهكذا ،يفضل النفري الرجاء والعلم على
الخوف واملعرفة من حيث القوة ،والشدة ،والسمو ،والعلو ،واالرتفاع،
بتوظيف قرائن كمية ،مثل :كل وبعض .بمعنى أن الرجاء والعلم يوجدان في
محور القوة أو االرتفاع .في حين ،يوجد الخوف واملعرفة في محور االنخفاض:
" الرجاء يصحب كل عمل ،والخوف يصحب بعض العمل ،والعلم طريق كل
العمل ،واملعرفة طريق بعض العمل32".
وتكون الرؤية ضعيفة اإلدراك حينما يكون املدى ضيقا على مستوى املسافة.
ومن ثم ،فالترابط بين املحورين ترابط غير مباشر.أي :إنه ترابط مخالف أو
معاكس ومشروط .لذا ،يترتب على هذا ما يسمى بسيميوزيس التوتر الناتج
عن مفارقتين أو قيمتين متعاكستين :سعة الرؤية مع ضيق العبارة.
38
وقال لي البعد تعرفه بالقرب ،والقرب تعرفه في بالوجود.
وأنا الذي ال يرومه القرب ،وال ينتهي إليه الوجود.
وقال لي أدن علوم القرب أن ترى أثار نظري في كل ش يء فيكون أغلب عليك
من معرفتك به.
وقال لي القرب الذي تعرفه في القرب الذي أعرفه كمعرفتك في معرفتي.
وقال لي ال بعدي عرفت وال قربي عرفت وال وصفي كما وصفي عرفت.
وقال لي أنا القريب ال كقرب الش يء وأنا البعيد ال كبعد الش يء من الش يء.
ً
وقال لي قربك ال هو بعدك وبعدك ال هو قربك ،وأنا القريب البعيد قربا هو
البعد وبعدا هو القرب.
وقال لي القرب الذي تعرفه مسافة ،والبعد الذي تعرفه مسافة ،وأنا القريب
البعيد بال مسافة.
وقال لي أنا أقرب اللسان من نطقة إذا نطق ،فمن شهدني لم يذكر ومن
ذكرني لم يشهد.
وقال لي الشاهد الذاكر إن لم يكن حقيقة ما شهده حجبه ما ذكر.
وقال لي ما كل ذاكر شاهد وكل شاهد ذاكر.
وقال لي تعرفت إليك وما عرفتني ذلك هو البعد ،رآني قلبك وما رآني ذلك هو
البعد.
وقال لي لن تجدني وال تجدني ذلك هو البعد ،تصفني وال تدركني ذلك هو
البعد ،تسمع خطابي لك من قلبك وهو مني ذلك هو البعد ،تراك وأنا أقرب
إليك من رؤيتك ذلك هو البعد"33.
وتأسيسا على ما سبق ،تتميز الكتابة الشذرية عند النفري بخاصية املفارقة
التي ال تدل على التناقض والتنافر والتباعد واالختالل كما يبدو من الظاهر،
- 33نفسه ،ص.26:
39
بقدر ما تدل على الوحدة الجامعة للمتناقضات على املستوى الوجودي
والذوقي.
/14آلي ــة التجدي ــد:
لقد جدد النفري طريقة الكتابة الصوفية العرفانية بتشذير املواقف
واملخاطبات واملناجيات واألدعية إلى نصوص مقطعة مستقلة شكال ،وداللة،
ومقصدية .وقد سبق النفري بهذه الكتابة املتميزة كتاب زمانه ومترسلي
عصره ،فلم تنتبه الشعرية العربية القديمة إلى أهمية هذه الكتابة؛ بل لم
تنتبه إلى قيمة الكتابة الصوفية بشكل عام ،فتشير إلى حداثتها الخاصة ؛ بل
أهملتها تهميشا ،وإقصاء ،ونسيانا .ومن ثم " ،فالحديث عن الشعرية
الصوفية هو حديث عن تيار نوعي متميز ،مسه ما مسه من اإلقصاء ،و
التهميش ،واإللغاء ،من طرف النقد العربي القديم .وهذا ما جعله تجربة
نصية ونظرية ،تعيش على هامش الخارطة النقدية العربية ،وال يعني هذا
اإلقصاء أن التجربة الشعرية الصوفية لم تكن ذات قيمة تذكر ،بل إنها ـ
على العكس من ذلك ـ تجربة تسجل حضورها املتميز والفريد على الساحة
اإلبداعية للشعر العربي القديم ،الش يء الذي جعلها موضوعا لسجل نقدي
ومعرفي متواصل ،يفجر مكبوت الشعرية العربية القديمة برمتها ،ويضع
محصالتها ونتائجها موضع شك وتساؤل34".
ولم نجد لهذه الكتابة الحداثية مكانة إال في كتابات الرمزيين والسرياليين
وكتاب ما بعد الحداثة ،أمثال :فاليري ( ،)Valéryوجورج باطاي( Georges
،)Batailleوسيوران ( ،)Cioranوجوليان جراك( ،)Julien Gracqوموريس
بالنشو( ،)Maurice Blanchotوروالن بارت( ،)Roland Barthesوعبد الكبير
الخطيبي( ،)Abdelkebir Khatibiوفرناندو بيسووا ( ،)Fernando Pessoa
- 34نور الدين أعراب الطريس ي :االستعارة في الخطاب الشعري الصوفي املعاصر باملغرب،
مطبعة عين برينت ،وجدة ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2282م ،ص.28:
40
وجان بودريار( ،)Jean Baudrillardوميشيل هويلبيك ( Michel
،)Houellebecqوأدونيس ،ومحمد بنيس ،وعبد الكريم الطبال ،وغيرهم من
الشعراء العرب املعاصرين...
وتبعا لذلك ،فالكتابة الشذرية العرفانية والحدسية عند النفري هي عالمة
التحول والتغير والتجدد والتميز واإلبداع ،وثورة على الثبات والتقليد
واملوروث والسائد العادي .وفي هذا السياق ،يقول أحمد الطريس ي أعراب:
"والخطاب الوحيد الذي استطاع أن ينجح في الخروج عن قواعد هذا املنطق،
وشروط العقل ،يتمثل في الكتابات الصوفية التي يتحول فيها مركز إنتاج
املعرفة من العقل إلى القلب ،ومن البصر إلى البصيرة ،ولكن هذه الكتابات لم
يكن لها تأثيرها الفعال في الوسط الثقافي العربي ،بل إن هذا الوسيط كان
يحاصرها ،ويضيق الخناق عليها ،وينظر إليها بعين االزدراء".35
وعليه ،فالكتابة الشذرية عند النفري عالمة للتحول الفكري واإلبداعي والفني
والجمالي في الثقافة العربية قديما وحديثا .وبالتالي ،ميسم واضح للتجديد،
والتغيير ،والتثوير ،واالنزياح الشامل.
/15آلية التجريـ ــد:
تتسم الكتابة الشذرية عند النفري بطابع التجريد ،واالبتعاد عن العقلي
واملنطقي واملحسوس والواضح ،وتثوير اللغة العادية املألوفة باستعمال
اإلشارات ،والرموز ،واإليحاء ،والتلويح ،واإلحالة .بمعنى أن لغة الكتابة
الشذرية تجريدية ورمزية ،وليست أيقونية بصرية ،وال واقعية مشخصة .ومن
ثم ،يتحول الواقع إلى لغة مجردة غير مرئية ،ترتبط بالغيب والفراغ واملاوراء ،
كما يبدو ذلك جليا في هذه املخاطبة :
- 35أحمد الطريس ي أعراب :النص الشعري بين الرؤية البيانية والرؤيا اإلشارية ،دار عالم
الكتب للطباعة والنشر والتوزيع ،الرياض ،اململكة العربية السعودية 8324هـ ،ص59 :
41
" يا عبد إن لم أنشر عليك مرحمة الرحمانية لطوتك يد الحدثان عن املعرفة.
يا عبد إن لم تنر أنوار جبروتي لخطفتك خواطف الذلة وطمستك طامسات
الغيار.
يا عبد إن لم أسقك برأفتي عليك أكواب تعرفي إليك أظمأك مشرب كل علم
وأحالتك برقه كل خاطر.
يا عبد أنا الناطق وما نطقي النطق ،وأنا الحي وما حيوتي الحيوة ،أحلت
العقول عني فوقفت في مبالغها ،وأذهلت األفكار عني فرجعت إلى متقلبها.
يا عبد أنا الحاكم الذي ال يحكم عليه ،وأنا العالم الذي ال يطلع عليه.
يا عبد لوال صمودي ما صمدت ولوال دوامي ما دمت.
يا عبد اخرج من همك تخرج من حدك.
يا عبد لو لم أكتبك في العارفين قبل خلقك ما عرفتني في مشهود وجدك
لنفسك.
يا عبد إن لم تعرف من أنت مني لم تستقر في معرفتي.
يا عبد إن لم تستقر في معرفتي لم تدر كيف تعمل لي.
يا عبد إن عرفت من أنت مني كنت من أهل املراتب.
يا عبد أتدري ما املراتب ،مراتب العزة يوم قيامي ومراتب التحقيق في يوم
مقامي أولئك يلوني وأولئك أوليائي.
يا عبد اعرف من أنت يكن لقدمك ويكن أسكن لقلبك.
يا عبد إذا عرفت من أنت حملت الصبر فلم تعي به.
يا عبد إذا عرفت من أنت أشهدتك محل العلم بي من كل عالم ومقر الوجد
بي من كل واجد ،فإذا أشهدتك ذلك كنت من شهودي على العاملين وإذا كنت
من شهودي على العاملين فأبشر بمرافقة النبيين.
يا عبد أنا أولى بك إن عقلت وأنت أولى بي إن حملت.
42
يا عبد ال أزال أتعرف إليك بما بيني وبينك حتى تعلم من أنت مني ،فإذا عرفت
من أنت مني تعرفت بما بيني وبين كل ش يء.
يا عبد أنا القريب منك ولوال قربي منك ما عرفتني ،وأنا املتعرف إليك لوال
تعرفي إليك ما أطعتني.
يا عبد الجأ إلي في كل حال أكن لك في كل حال.
يا عبد اقصدني وتحقق بي فإن األمر بيني وبينك ،إذا أشهدتك أن ذكرى ال
يمنع مني وأن أسمى ال يحجب عني وأنني أمنع بذكرى من أشاء ممن أشاء
وأحجب باسمي من أشاء عمن أشاء فأنت من خاصتي.
يا عبد أنا أولى بك من علمك وأنا أولى بك من علمك وأنا أولى بك من رؤيتك،
فإذا علمت فصر وما علمت إلي فاستمع مني فيه واحمل إلي رؤيتك ووقفتك
وقف بين يدي وحدك ال بعلم فإن العلم ال يواريك عني وال بعمل فإن العمل ال
يعصمك مني وال برؤية فإن الرؤية ال تغني مني وال بوقفة فإن الوقفة ال تملك
بها مني.
يا عبد قف بين يدي في الدنيا وحدك أسكنك في قبرك وحدك وأخرجك منه
إلي وحدك وتقف بين يدي في القيامة وحدك ،وإذا كنت وحدك لم تر إال
وجهي وإذا لم تر إال وجهي فال حساب وال كتاب وإذا ال حساب وال كتاب فال
روع وإذا ال روع فأنت من الشفعاء.
يا عبد الوجد بما دوني سترة عن الوجد بي وبحسب السترة عن الوجد بي
فتأخذ منك الباديات كنت من أه لها أم لم تكن من أهلها36".
وهكذاُ ،يخرج الخيال هذه الشذرات من طابعها الحس ي واملادي نحو الخيال
املجرد؛ حيث العوالم الذوقية ،والعرفانية ،والدينية ،والغيبية ،واملاورائية.
/16آلي ــة الترم ــيز:
- 36النفري :نفسه،ص.289:
43
تتحول الشذرات عند النفري إلى رموز ،ولطائف ،ورقائق ،وإشارات،
وتلويحات .بمعنى أن دالالت هذه الشذرات تتجاوز الظاهر نحو الباطن،
فتصبح عالمات سيميائية وقرائن دالة ولطائف موحية من الصعب معرفة
مدلوالتها إال باستكشاف السياق املعرفي ،والتشبث بمبدإ التأويل املحلي.
وإذا أخذنا على سبيل املثال هذه الشذرة:
" أقص ى همم القلب يت علق باملعيشة ،فمن أصلحها صلح ،ومن أفسدها
فسد ،وليس إلى عدم الفكر فيها سبيل بحال؛ ألنها أصل البالء الذي ركب
عليه تركيب البشرية".37
هنا ،يبدو أن املعيشة كناية عن الدنيا الدنية ،وإحالة عن شواغل العيش.
فالصوفي الحقيقي هو من ابتعد عن الدنيا ،وتشبث بتالبيب اآلخرة ،واختار
الخلوة والعبادة مسلكين للنجاة .ومن ينشغل بالدنيا ،فقد وقع في البالء،
وخسر اليقين ،وضاع لذة الوصال والكشف .ومن ثم ،فاملعيشة رمز للدنيا
الواهمة ،ورمز للجسد الزائل الذي يتعارض مع القلب الواصل .ومن ثم،
فتجربة النفري " تجربة رموز وإشارات وتلويحات .النص هنا يقول أكثر مما
يقول ظاهر كلماته ،وتتقاطع فيه أبعاد ودالالت تجسدها لغة تفرض
التواصل معها ذوقيا ،أو حدسيا .فهذا النص لغة ال تحمل أسرار املتخيل
وحده ،وإنما تحمل كذلك أسرار الذات."38.
ومعنى ذلك عند أدونيس أنه «يتعذر الدخول إلى عالم التجربة الصوفية عن
طريق عباراتها ،فاإلشارة ،ال العبارة ،هي املدخل الرئيس».39
- 37نفسه ،ص.32:
- 38أدونيس :التصوف والسوريالية ،دار الساقي ،بيروت ،لبنان ،الطبعة الرابعة 2282م،
ص.815:
- 39أدونيس :نفسه ،ص.24:
44
ويتخذ موقف البحر عند النفري دالالت صوفية رمزية بامتياز ،توحي
باملغامرة الذوقية للوصول إلى الحق ،واإلشارة إلى صعوبة الطرق واملسالك
التي تؤدي إلى البصيرة النوارنية:
" أوقفني في البحر فرأيت املراكب تغرق واأللواح تسلم ،ثم غرقت األلواح،
وقال لي ال يسلم من ركب.
وقال لي خاطر من ألق نفسه ولم يركب.
وقال لي هلك من ركب وما خاطر.
وقال لي في املخاطرة جزء من النجاة ،وجاء املوج ورفع ما تحته وساح على
الساحل.
وقال لي ظاهر البحر ضوء ال يبلغ ،وقعرة ظلمه ال تمكن ،وبينهما حيتان ال
تستأمن.
وقال لي ال تركب البحر فأحجبك باآللة ،وال تلق نفسك فيه فأحجبك به.
وقال لي في البحر حدود أيها يقلك.
وقال لي إذا وهبت نفسك للبحر فغرقت فيه كنت كدابة من دوابه.
وقال لي غششتك إن دللتك على سواي.
وقال لي إن هلكت في سواي كنت ملا هلكت فيه.
وقال لي الدنيا ملن صرفته عنها وصرفتها عنه ،واآلخرة ملن أقبلت بها إليه
وأقبلت به علي40".
ونجد هذه اآللية بوضوح في شذرة ( العمود) حينما يجمع بين نقيضين هما
العلم والجهل في وحدة تامة :
" العلم عمود الدين ،واملعرفة عمود العلم ،واإلخالص عمود املعرفة ،والرضا
عمود اإلخالص ،واإلشهاد عمود الرضا ،والتمكين عمود اإلشهاد ،والطمأنينة
عمود التمكين ،والجهل عمود الطمأنينة ،فمن لم يجهل لم يطمئن ،ومن لم
يطمئن لم يتمكن ،ومن لم يتمكن لم يشهد ،ومن لم يشهد لم يرض ،ومن لم
يرض لم يخلص ،ومن لم يخلص لم يعرف ،ومن لم يعرف لم يعلم ،ومن لم
يعلم ذهب به الضالل42".
وهكذا ،يتبين لنا أن الشذرة الصوفية عند النفري قائمة على "التناقض .وهو
يعني أن الش يء ال يفصح عن ذاته إال في نقيضه ،املوت في الحياة والحياة في
املوت ،النهار في الليل والليل في النهار ،هكذا تتالقى األطراف في وحدة تامة:
الحركة والسكون ،الحقيقة والخيال ،الغريب واألليف ،الوضوح والغموض،
الداخل والخارج.
وإذ يوحد املتصوف بين الداخل والخارج ،بين الذات واملوضوع ،بين الواقع
الخبيء والواقع املض يء ،فلكي يبلغ حالة من الوعي السامي ال يتجلى عند فرد
بعينه ،بل عند كل فرد.
-41النفري :ضاقت العبارة ،تحقيق وتقديم قاسم محمد عباس ،دار املدى للثقافة والنشر،
دمشق ،سورة ،الطبعة األولى سنة2222م ،ص.49:
- 42النفري :نفسه ،ص.32:
46
هذه الوحدة بين العالم املرئي والعالم غير املرئي ،هي وحدة النقيضين -وهي
من األسس الجمالية في الكتابة الصوفية.43".
وعليه ،تتميز الكتابة الشذرية عند النفري بالجمع بين املتضادات
واملتناقضات واملفارقات واملقابالت في وحدة صوفية عرفانية جامعة في إطار
مبدإ الربانية أو وحدة الوجود.
/18آلي ــة الغم ــوض:
تتميز الكتابة الصوفية بصفة عامة ،وكتابة النفري بصفة خاصة ،بخاصية
الغموض؛ ألنها كتابة عصية على الفهم والتفسير والتأويل ،تتجاوز الدالالت
التعيينية إلى الدالالت التضمينية ،أو تتعدى حجاب الظاهر إلى المرئي
الباطن والغيب واملجهول ،كما يبدو ذلك جليا في هذه الشذرة:
" أيتها البنية! غصن في مصدر املياه عنه ،وذكرى عند تكامل الري له عن أي
ذكر انتقل؟ وبأي ذكر اذكر؟ وهل تذكرني أوراقه في الينبوع؟ أم هل تذكرني في
شاهد اإليراق؟ فإن ذكرني الورق ،أفعن الغصن يستمد ذكره؟ أو ذكرني
الغصن في إيراقه ،أعن ذكره في حين صدر املاء عنه؟
فلتجيبيني أيتها املعنية! فإنما هو نظري يصوغك للجواب ،وإنما هي محبتي
تعديك ذكر الكل44".
ومن جهة أخرى ،يسهم التشذير والتقطيع في توسيع مساحة الغموض؛ ألن
التقطع يتنافى مع الخطاب املوصول املنسجم واملتسلسل واملتابع في أفكاره
ودالالته .وفي هذا السياق ،يقول خالد بلقاسم:
" مع النفري ،تتعلم الكتابة أن تدمج الخيبة في مسارها وأن تالمس استحالة
املعنى واستحالة تلخيص الكتاب .فالتقطع يتعارض مع هاجس التلخيص،
ويمنح املعنى قوة ال تنفصل عن الغموض الذي يبني هذا املعنى ،مؤمنا سريان
الصمت فيه ،كتابة املنفلت تطالب بقراءة مهيأة ملساءلة ذاتها؛ قراءة خليقة
بمصاحبة صراع الكتابة مع املنفلت فيها ومنها .إن لهذا املنفلت أثره على
القراءة أيضا ،إذ تتخلى عن وهم االنتهاء إلى معنى قار .بهذا التخلي يصبح
التقطع بانيا لها ،أي إنه يتسلل من الكتابة إلى القراءة التي تنمو من داخل
بياضات تحتفظ لها بنقصها وخيبتها46".
- 49خالد بلقاسم( :مدخل إلى العالقة بين الشعر والتصوف) ،مجلة البيت ،املغرب ،العدد
األول ،خريف 2222م ،ص.25 :
50
محمودها ومذمومها ،وتحل مكان الوجد بها من القلوب والعقول ،فتختفي
أحكام النفوس حتى تبدو املعارف على حكم غلبة املعارف عليه ودوام مكثها،
فالعلم كله أمر ونهي ،واملعرفة كلها تنبيه وتبصير ،والتنبيه كله تثبيت وتأييد،
والتبصير كله رسوخ وتمكين ،فالصمت شاهد التثبت والتأييد ،والنطق شاهد
الرسوخ والتمكين ،فمن نطق في التثبيت والتأييد لم يفصح عن حقيقة ،ولم
يوضح عن مبلغ ،وصاحب الرسوخ والتمكين إن نطق فبحقيقة ،وإن صمت
فلحقيقة50".
يقارن النفري في هذه الشذرة بين علماء الظاهر و عارفي الباطن .ومن ثم ،يميز
بين العلم واملعرفة ،فالعلم ظاهر ،واملعرفة باطن .ومن ثم ،تنبني املعرفة على
الوجد ،والقلب ،والذوق .كما يرتبط العلم باألحكام الفقهية التكليفية من أمر
ونهي .في حين ،ترتبط املعرفة الوجدانية بالبصيرة واملحبة الوجدانية .كما
يختلف الصمت عن النطق .فالصمت لغة الصوفي ،والنطق لغة أهل الظاهر.
وال تدرك الحقيقة إال باملعرفة ،والبصيرة ،والذوق الوجداني ،والصمت
الراسخ .ومن هنا ،فهذه املقارنة هي تقويض لخطاب أهل الظاهر الذي يستند
إلى العلم والنطق والحكم على النفوس من خالل الفقه ،أو منطق الحالل
والحرام.
ويرى أدونيس أن نص النفري" يمثل قطيعة كتابية ،يمثل قطيعة ثقافية.إنه
نوع من إعادة النظر جذريا في الثقافة العربية ،وبخاصة في جوانبها الدينية-
الفقهية ومتضمنات هذه الجوانب.إنه يؤسس لعالقات مع املجهول ،سماء
وأرضا ،تغاير العالقات التي يرسيها التقليد الديني-الفقهي .وتبعا لذلك،
يؤسس للغة أخرى من أجل التواصل مع هذا املجهول ،غير اللغة الدينية-
الفقهية.وطبيعي ،إذن ،أن يبدو هذا النص عنصر خلخلة للنظام الفكري –
ويعني هذا أن الكتابة الشذرية عند النفري هي تقويض لسلطة الظاهر ،وثورة
على عالم املرئي الحس ي ،واستكشاف لعالم الغيب واملجهول والالمرئي.
ومن ثم ،ليست الحقيقة واحدة ،بل هي حقائق متعددة نصل إليها بطرائق
مختلفة .ومن ثم ،فالحقيقة املطلقة عند النفري هي حقيقة القلب،
والصمت ،والبصيرة ،واتساع الرؤية .وفي هذا اإلطار ،يقول أدونيس أيضا:
" نشأت التجربة الصوفية في مناخ ثقافي ينهض على اإليمان بأن هناك حقيقة
واحدة ،وحيدة ،نهائية ،وكل ما عداها باطل .وهي إلى ذلك ،مجسدة في
شريعة ،يستند إليها ويحرسها نظام سياس ي .وكل قول آخر ،إما أنه يتطابق
معها وحينئذ يكون ناقال ،وإما أنه يتناقض معها ،وحينئد يجب رفضه و نبذه .
وقد رفضت التجربة الصوفية هذا التبسيط ،ذاهبة إلى القول :إن هذه
الحقيقة الشرعية الظاهرة ال تمثل الحقيقة كلها -فهناك ما لم يقله الشرع،
وهو الغيب ،املجهول ،أو ما تسميه بالباطن الخفي .وهذا العالم الباطن ال
يتم الوصول إليه بالوسائل التي نعرف بها الظاهر ،سواء تمثلت في الشريعة أو
العقل ،وإنما يتم الوصول إليه بوسائط أخرى :القلب ،الحدس ،اإلشراق،
الرؤيا...ومن هنا ارتبطت معرفة الحقيقة في التجربة الصوفية بالذات
العارفة ،في تجربتها الخاصة ،خارج العقل والنقل .وبما أن لكل ذات تجربتها
املغايرة ،فإن الحقيقة تتجلى لكل ذات ،بشكل مغاير .لكن هذا التغاير ليس
تناقضا ،وإنما هو على العكس ،تكامل – أو هو ،في األصح ،تعدد ضمن
الوحدة -وحدة الحقيقة52".
53
وقال لي إن هلكت في سواي كنت ملا هلكت فيه.
وقال لي الدنيا ملن صرفته عنها وصرفتها عنه ،واآلخرة ملن أقبلت بها إليه
وأقبلت به علي53".
يشير النفري إلى نوعين من الحجاج :حجاج العلم وحجاج املعرفة ،فاألول
مرتبط بالظاهر ،والثاني مقترن بالتصوف والتجربة الذوقية .ويعني هذا أن
العلم الظاهر اليهمه من الحجاج سوى تثبيت الحجة ،والتيقن منها عقليا .في
حين ،يكون االستدالل على صدق الحجة والتيقن من صحتها بالبرهان ،وال
- 55نفسه ،ص.254:
55
حجاج الشرط (يا عبد من استغنى بش يء سواي افتقر بما استغنى به)،
وحجاج اإلثبات (يا عبد أنا القيوم بكل ما علم وجهل على ما افترقت به أعيانه
واختلفت به أوصافه) ،وحجاج النفي (يا عبد سواي ال يدوم فكيف يدوم به
غنى) ،وحجاج اإلقناع والتوجيه (يا عبد استعن بي تر فقر كل ش يء) ،وحجاج
املخالفة (يا عبد رضاي يحمل رضاي سكن لقلوب العارفين ،سواي يحمل
رضاي فتنة لعقول اآلخذين) ،وحجاج البرهنة واالستدالل االفتراض ي(يا عبد
رضاي وصفي وسواي ال وصفي فكيف يحمل وصفي ال وصفي)...
/23آلي ــة التأوي ــل:
بما أن الشذرات الصوفية عند النفري غامضة ومعقدة ،فهي تتطلب قارئا أو
متلقيا عارفا بخصوصيات التجربة الصوفية ،أو تتطلب متخصصا يفهم
جيدا آليات املمارسة الذوقية .ومن ثم ،التقدم " الكتابة الصوفية ذاتها ألي
قارئ كان ،بل تستوجب قارئا خاصا هو الذي يجعل من القارئ تجربة حية
ومؤثرة مثل تجربة الكتابة :أن نقرأها ،يعني أن نجدد تساؤلها األصلي حول
اللغة والتأويل وحول اإليديولوجيا االجتماعية من جهة ،وأن نجعل القراءة
فعال للحب واالفتتان بالجمال ،وفعال لتعميق الوعي باالغتراب والنزوع نحو
اكتشاف العمق البدائي الذي ينتزعه من الرتابة والتكرار اليومي.أي :حركة
للبحث عن املجهول ،عن الغريب ،عن الالمعرف.56"..
وإذا أخذنا ،على سبيل املثال ،شذرة (الوحدانية في األشياء) ،فهي تستلزم
قارئا متخصصا ومتمكنا في علم التصوف ،وتستوجب عارفا سالكا متيقنا له
من التجارب العرفانية الكثير فالكثير لكي يفهم دالالت املقامات واألحوال
والتجارب الذوقية واملسلكية من أجل شرحها وتأويلها واستيعاب دالالتها
اللدنية:
- 56منصف عبد الحق :الكتابة والتجربة الصوفية ،منشورات عكاظ ،الرباط ،املغرب ،الطبعة
الثانية 2282م ،ص.88 :
56
" نسب األشياء كلها واحد ،وهو االختراع ،ووصفها كلها واحد ،وهو التقليب
واإلبادة.
وهيأتها كلها واحدة ،وهي الحد ،وداللتها كلها واحدة ،وهي القدرة،
ومعناها كلها واحد ،وهو االختيار ،ومعارفها كلها واحدة ،وهي اإلقرار،
وإقرارها كلها واحد ،وهو الجهل ،وائتالفها كلها واحد ،وهو الرفق ،واختالفها
كلها واحد ،وهو الفرق ،ووزنها كلها واحد وهو الحصر ،وأعيانها كلها واحدة ،
ً
وهي الوجود ،فال يزال وجود يحطم وجودا حتى ال يبق وجود ،وتراجمها كلها
واحدة ،وهي اإلبانة ،وسكونها كلها واحد ،وهو الترتيب ،وحركتها كلها واحدة ،
وهي التركيب ،وأحكامها كلها واحدة ،وهي املشيئة ،وأفعالها كلها واحدة ،وهي
املراد ،ومبلغها كلها واحد ،وهو العجز ،ومحلها كلها واحد ،وهو املكان ،
وقوتها كلها واحدة ،وهي التسخير ،وضعفها كلها واحد ،وهو الحدث ،ولبستها
كلها واحدة ،وهي الضعف ،ونطقها كلها واحد ،وهو الحرف ،وصمتها كلها
واحد ،وهو اإللزام ".57
وعليه ،يبدو أن شذرات النفري العرفانية والحدسية عبارة عن نصوص
مفتوحة حبلى بالدالالت والتأويالت املتعددة التي تختلف من قارئ إلى آخر،
ومن سالك إلى آخر ،حسب طبيعة املعرفة الخلفية لدى كل واحد .ومن ثم،
يتطلب تقطع النصوص وتحولها إلى شذرات مؤوال عارفا بالتجربة الذوقية
ليعيد بناء انسجامها الداللي من جديد.
وهكذا " ،التغدو مصاحبة خطاب النفري ممكنة إال بالتأويل وفيه ،من غير
ادعاء بناء تماسك ما .فاإلقرار بهذا التماسك يخون املقروء وينس ى احتفاءه
بالتقطع ،إال إذا تمت إعادة بناء مفهوم التماسك في ضوء التقطع الذي يهب
الخيبة داللة من خارج السائد .ثمة ،في خطاب النفري ،غموض يجدد نفسه
ويعلم القراءة اإلقامة فيه ،ال بغاية استجالئه وإنما بغاية مساءلة القراءة
وعليه ،تتميز الكتابة الشذرية عند النفري بخاصية الغموض التي تستلزم
قارئا ضمنيا عارفا أو مؤوال متخصصا يقارب التجربة من داخلها فناء،
ومشاهدة ،وكشفا ،وحبا ،وعشقا.
/24آلي ــة التولي ــد:
تعتمد بعض الشذرات عند النفري على آلية التوليد اللغوي .بمعنى أن املبتدأ
يتولد عنه الخبر ،ويتحول الخبر إلى مبتدإ ،وهكذا ،دواليك ،وهذا إن دل على
ش يء ،فإنما يدل على صيرورة التجربة وتناسلها التوليدي ،وتغير األحوال
واملقامات الوجدانية من موقف إلى آخر كما في شذرة (زيادة):
" الناس أشتات ،والدهر ميقات ،وامليقات عادات ،والعادات زالت ،والزالت
حجب ،والحجب حدود ،ولكل حد باب ،ولكل باب طريق ،ولكل طريق نفاذ،
ولكل نفاذ وصول ،ولكل وصول علم ،من انتهى إليه لم يجهل"59.
تشير هذه الشذرة إلى طرائق الوصول إلى الحق ،وتبين مجمل الكيفيات التي
تكتسب بها املعرفة التي التتحقق إال بإزالة الحجب ،وتجاوز العادات ،والبحث
عن مسلك العلم اللدني الحقيقي.
وتعد هذه الظاهرة التوليدية القائمة على تحصيل السؤال من الجواب ،أو
إتباع اللفظة باللفظة ،أو توظيف مقياس االشتقاق والتشاكل والجناس
والتكرار ،دليال قاطعا على ضيق اللغة واتساع الرؤية .وفي هذا الصدد ،يقول
عبد السالم الغرميني:
" يدعي املتصوفة مند القديم بأن التجربة الروحية التي يحيونها ال تتسع لها
األلفاظ اللغوية املتواضع عليها للداللة على حقائق مادية قبل كل ش يء .ومن
وهكذا ،يتبين لنا أن الكتابة الشذرية تتميز عند النفري بخاصية التوليد قلبا،
ومعاكسة ،واشتقاقا ،و تكرارا ،و تجنيسا ،و إتباعا...
/25آلي ــة التدل ــيل:
لقد تناول النفري في شذراته مجموعة من التيمات واملواضيع التي كانت تؤرق
املتصوفة بصفة عامة ،والنفري بصفة خاصة ،مثل :املناجيات ،والدعوات،
والخواطر ،واملواقف ،واملخاطبات ،واإللهيات ،والحقيقة ،والظاهر والباطن،
والعلم واملعرفة ،واملقامات واألحوال ،والعبادة والخلوة ،والتجربة والتأويل،
والحب اإللهي ،والصمت والنطق ،والقول والكتابة ،والقرب والبعد ،والرؤية
والعبارة ،والكثرة والوحدة ،والوالية ،والعبودية ،والكشف ،والوقفة ...كما
يبدو ذلك جليا في هذه الشذرة التي عنوانها(من من ى الكريم وفضله):
" املحادثة لسان من ألسن املعرفة ،واملعرفة نور من أنوار اإلشهاد ،واإلشهاد
علم من أعالم التثبيت ،والتثبيت مقام من مقامات الوالية ،والوالية مقام من
مقامات االصطفاء ،والكشف مقام من مقامات االئتمان ،واالئتمان مقام من
مقامات الكشف ،والكشف مقام من مقامات الخلة ،والخلة مقام من
مقامات املحبة.
- 60عبد السالم الغرميني :الصوفي واآلخر ،شركة النشر والتوزيع -املدارس ،الدار البيضاء،
املغرب ،الطبعة األولى سنة 2222من ص.34-32:
59
واملحبة مقام المن مقام ،وهو مقام سيدنا -صلعم ، -وملقام املحبة مواقف،
أولها املطلع ،وللمطلع مواقف ،وأولها القطع ،وللقطع مواقف ،أولها
السكون"61.
تلخص لنا هذه الشذرة مجموعة من املواضيع التي ركز عليها النفري ،مثل:
العلم واملعرفة ،والنطق والصمت ،والوالية ،والحقيقة الربانية النورانية،
واملقامات واألحوال ،والحقيقة املحمدية ،والكشف ،واإلشهاد ،والتثبيت،
واالصطفاء ،والخلوة ،والعبادة ،واألمان ،واملحبة ،واملواقف ،والقطع...
ومن جهة أخرى ،نجد شذرات مستقلة بموضوع خاص ،وشذرات ذات
مواضيع أو عناوين داللية موحدة .ثم ،تنقسم ،بدورها ،إلى مواضيع فرعية
صغرى ،كما يتبين ذلك واضحا في املخاطبات واملواقف خصوصا.
/26آلي ــة التضميــن:
تحمل شذرات النفري ،في طياتها ،إحاالت معرفية خلفية تندرج ضمن ما
يسمى باالقتباس ،أو التضمين ،أو االستشهاد ،أو التناص .وال يقتصر
التضمين على املصطلحات الصوفية املتكررة لدى املتصوفة بعامة ،وإن
اختلفت دالالتها الرمزية من صوفي إلى آخر حسب السياق؛ بل ثمة تضمينات
معرفية ،ودينية ،وتاريخية ،كما يظهر ذلك جليا في هذه الشذرة التي تحيل
على السامري الذي زين العجل في عهد موس ى عليه السالم ،وحاله بالزينة
ليجعله وثنا ألوهيا للعبادة والتبرك والوصال:
"العادة سامري املعتاد .فالعجل من أي حاله؟ ربع الجدار من أي أوصاف
الجدار؟ ولم تنقلب عادات الضيف إذا أضيف؟ وإذا صحب السائر وحد
املقيم فعلى م يدليه؟".62
61
يا عبد وار جسمك أوار قلبك ،وار قلبك أوار همك ،وار همك تراني.
ً
يا عبد هذا ما عهد ربك إلى الضعيف أتخذ عهدا بالخلوة أنصرك وإال فال.
يا عبد ما لم ترني فالبالء يسير أو كاد أن ال بالء إنما هي أعواض تقلبك على
ً
أعواض ،فإن رأيتني طالبتك بأن ال تغيب عني فلم تجد عني عوضا وال علي
ً
صبرا وكانت الغيبة حديثك وقلت لك عهدت إليك في رؤيتي أن ال أقبلك في
غيبتي ولو جئت برؤيتي"63.
ويتضح لنا ،من هذا كله ،أن الكتابة الشذرية عند النفري غنية باملعرفة
الخلفية القائمة على التناص ،والتضمين ،واالقتباس ،واالستشهاد .
/27آلي ـ ــة التأجي ــل:
بما أن الشذرة النفرية قائمة على التقطع واالنفالت ،فمن الصعب أن يكتمل
املعنى وينتهي عند مقطع محدد أو شذرة معينة .دائما هناك تأجيل للمعنى
النهائي .هناك دائما تراكم للمعاني وتراكب لها .بمعنى أن املعنى ال يتوقف عند
شذرة معينة ،بل ينفلت عبر الشذرات املتقطعة لينصهر في الكل ،أو قد ال
ينصهر إطالقا .ومن ثم ،ينبغي " لنا أن نستنتج أن خطاب النفري ينتسب،
تجربة وشكال ،إلى كتابة املنفلت .كتابة تخلت لديه عن التتابع والتنامي
والتسلسل ،ألن هويتها التنفصل عن التقطع بوصفه خيبة ،وبوصفه أيضا
ممكن املعنى .املعنى ،في التقطع وبه ،اليكتمل .يظل دوما مؤجال ،استجابة ملا
يمليه املنفلت .ذلك أن املعنى يحتفظ ،في التقطع ،للمنفلت بانفالته ويؤمن
للخيبة حصتها في بناء هوية الفعل الكتابي .ال تماسك في الكتابة إال بالتقطع.
ما يهدد الكتابة املتواصلة في تماسكها هو عين ما يبنى تماسك كتابة النفري.
تماسك من داخل ال تقطع وبالتقطع.وهو ما يقلب مفهوم التماسك نفسه،
ويمنع من حصر تحققه في احتمال واحد ،ليتسنى أن ينبني من خارج التتابع
- 63نفسه،ص.226-225:
62
والتنامي والتسلسل .فالحقيقة التي تبتغيها كتابة النفري تتمنع على هذه
اآلليات ،ألن التتابع اليستجيب ،بتسلسله وتناميه ،لالنفالت64".
وإذا أولنا هذا التقطع ،فإنه يعبر -سوسيولوجيا -عن تفكك الدولة العباسية
التي عاش في ظلها النفري في القرنين الثالث والرابع الهجريين ،فقد تفككت إلى
إمارات ودويالت وممالك صغيرة متعددة ،تتصارع فيما بينها حول السلطة
والنفوذ والجاه؛ مما جعلها عرضة للخوف الشديد ،وغزو األعداء ،وعدم
االستقرار .ومن ثم ،ال يستطيع النفري أن يعبر عن غرابة الواقع بخطاب
جامع متسلسل واضح .وبذلك ،يكون قد مهد لخطاب غير معقول وسريالي
وثوري ،يخرق فيه مبادئ العقل واملنطق ،ويتمرد عن الواقع املنهار.
ً
ويعني التقطع -إذا -سالحا قاطعا وصارما وحادا في نصله ،يتخذه النفري
ملواجهة الواقع املوبوء واملنحط تعبيرا عن موقفه الذي يستنكر فيه غرابة
واليمكن فهم لغة هذه الشذرة إال في سياق عرفاني صوفي وحدس ي .ومن ثم،
التحمل كلمات الشذرة الرمزية دالالت ظاهرة ،بل لها دالالت عرفانية
وعليه ،تتميز الكتابة الشذرية عند النفري بخاصية التفجير اللغوي خرقا،
وانزياحا ،وتفكيكا ،وتوسيعا ،و توليدا ...
ثانيا ،مميزات الكتابة الشذريــة عند النف ــري:
تتميز كتابة النفري ،على مستوى التجربة الصوفية العرفانية والحدسية،
بطابعها الشذري الذي ينبني على التقطيع والتجزيء والتفض يء البصري
الصامت .ومن ثم ،فاملناجيات واملواقف واملخاطبات والشذرات هي وحدات
تركيبية وداللية وتداولية مستقلة بنفسها ،يعقبها الفراغ والصمت والتوقف
على السواء .ومن هنا ،فالشذرة هي ضد الخطاب املوصول املتسلسل
واملتتابع ،وتعبير عن التفكك والتصدع والخيبة والتالش ي .ومن هنا ،فقد
67
خاتمة
وخالصة القول ،يتبين لنا -مما سلف ذكره -أن الكتابة الشذرية العرفانية هي
التي تقوم على الفوض ى ،والتفكك ،وعدم االنتظام واالكتمال واالنتهاء .ومن
ثم ،فهي تخلو من التتابع والتسلسل والترابط واالنسجام املنطقي .ومن ثم،
فالكتابة الشذرية عادة قديمة تعود إلى الفترة اليونانية ،وقد ازدهرت مع
الطبيب أبقراط ،واملؤرخ تاسيت ،وفالسفة الطبيعة.
ونجد لها أيضا جذورا في ثقافتنا العربية اإلسالمية مع املتصوفة املسلمين ،
مثل :ابن العربي ،والحالج ،والنفري ،والبسطامي...إال أن الشعرية العربية
القديمة لم تهتم بهذه الكتابة إال تهميشا ،وإقصاء ،ونفيا .باإلضافة إلى موقف
الفقهاء من التصوف بصفة عامة ،والتصوف الفلسفي بصفة خاصة.
وعليه ،وظف النفري كتابة شذرية في مناجياته وأدعيته ومواقفه ومخاطباته،
معتمدا في ذلك على مجموعة من اآلليات ،مثل :آلية التدوين ،وآلية
التجنيس ،وآلية التقطيع ،وآلية التشذير ،وآلية التكثيف ،وآلية التأجيل،
وآلية التجديد ،وآلية التفجير ،وآلية التجريد ،وآلية االنزياح ،وآلية املقابلة،
وآلية الحجاج ،وآلية املقارنة ،وآلية التصوير ،وآلية التخييل ،وآلية التوسيع،
وآلية املفارقة ،وغيرها من اآلليات اإلجرائية التي تسعف القارئ الضمني في
مقاربة التجربة الصوفية عند النفري قراءة ،وفهما ،وتفسيرا ،وتأويال،
وعشقا...
وعليه ،تمتاز الكتابة الشذرية العرفانية عند النفري بمجموعة من السمات
والخصائص املميزة كالتأرجح بين السرد والحوار واملنولوج واملناجاة ،والتراوح
بين الظاهر والباطن ،أو بين الحس ي واملجرد ،أو بين البياض والسواد ،أو بين
النطق والصمت ،أو بين االتصال واالنفصال ،أو بين االبتداء واالنتهاء ،أو بين
االمتالء والفراغ ،أو بين الجزء والكل ،أو بين الوحدة والتنوع ،أو بين الغموض
68
والتأويل ،أو بين اإلضاءة والعتمة ،أو بين التسلسل والتقطع ،أو بين التالحم
والتجاور ،أو بين املوصول واملقطوع ،أو بين املحدد واملنفلت...
69
ثبت املصادرواملراجع
املصادراإلبداعية:
-8النفري :املو اقف واملخاطبات ،تحقيق آرتر آريري ،تقديم وتعليق عبد
القادر محمود ،الهيئة املصرية العامة للكتاب ،القاهرة ،مصر ،طبعة
8915م.
-2النفري :كتاب النطق والصمت ،نصوص صوفية ،الشذرات ،املناجيات،
الديوان ،تحقيق:قاسم عباس ،دار أزمنة ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى سنة
2222م.
-4النفري :ضاقت العبارة ،تحقيق وتقديم قاسم محمد عباس ،دار املدى
للثقافة والنشر ،دمشق ،سورة ،الطبعة األولى سنة2222م.
70
-2جابر عصفور :الصورة الفنية في التراث النقدي والبالغي عند العرب،
الطبعة الثالثة ،املركز الثقافي العربي ،بيروت.8992 ،
-1خالد بلقاسم ،الكتابة والتصوف عند ابن عربي ،دار توبقال للنشر،
الطبعة األولى سنة .2223
-9خالد بلقاسم :الصوفية والفراغ /الكتابة عند النفري ،املركز الثقافي
العربي ،الدار البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2282م.
-82عبد السالم الغرميني :الصوفي واآلخر ،شركة النشر والتوزيع -املدارس،
الدار البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2222م.
-88عفيف الدين التلمساني :شرح مو اقف النفري،دراسة وتحقيق جمال
املرزوقي ،تصدير عاطف العراقي ،مركز الحروسة ،القاهرة ،مصر ،الطبعة
األولى سنة 8929م.
-82منصف عبد الحق :أبعاد التجربة الصوفية ،أفريقيا الشرق ،الدار
البيضاء ،املغرب ،الطبعة األولى سنة 2226م.
-84منصف عبد الحق :الكتابة والتجربة الصوفية ،منشورات عكاظ،
الرباط ،املغرب ،الطبعة الثانية 2282م.
-83نور الدين الطريس ي أعراب :االستعارة في الخطاب الشعري الصوفي
املعاصر باملغرب ،مطبعة عين برينت ،وجدة ،املغرب ،الطبعة األولى سنة
2282م.
املقاالت:
-85خالد بلقاسم( :مدخل إلى العالقة بين الشعر والتصوف) ،مجلة البيت،
املغرب ،العدد األول ،خريف 2222م.
71
السي ــرة العل ــمية:
-جميل حمداوي من مواليد مدينة الناظور باململكة املغربية سنة 8964م .
-حاصل على دبلوم الدراسات العليا سنة 8996م في موضوع (العنوان في
الشعرالعربي الحديث واملعاصرنحو مقاربة سيميائية) بميزة حسن جدا.
-حاصل على دكتوراه الدولة سنة 2228م في الرواية ،وكان موضوع األطروحة
( مقاربة النص املوازي في روايات بنسالم حميش) بميزة حسن جدا.
-حاصل على إجازتين :األولى في األدب العربي ،والثانية في الشريعة والقانون.
كما تابع دراساته الجامعية في الفلسفة وعلم النفس وعلم االجتماع بكليتي
اآلداب بفاس وتطوان.
-دكتور بروفيسور في األدب العربي الحديث واملعاصر.
-أستاذ التعليم العالي باملركز الجهوي ملهن التربية والتكوين بالناظور.
-أستاذ التربية الخاصة والعامة ،وأستاذ علم التدريس في اللغة العربية ،
وعلوم التربية باملركز الجهوي ملهن التربية والتكوين بالجهة الشرقية
(وجدة/املغرب).
72
-كان سابقا أستاذ األدب الرقمي ومناهج النقد األدبي بماستر الكتابة
النسائية بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان.
-كان سابقا أستاذ الرواية ومناهج مابعد الحداثة وعلم التحقيق بماستر النثر
العربي القديم بكلية اآلداب تطوان.
-كان سابقا أستاذ الصحافة بماستر الترجمة والتواصل والصحافة بمدرسة
فهد العليا بطنجة (املغرب).
-كان سابقا أستاذ مادة حضارات البحر األبيض املتوسط بالكلية املتعددة
التخصصات بالناظور.
-أستاذ األدب العربي ،والصحافة ،ومناهج البحث التربوي ،واإلحصاء
التربوي ،وعلوم التربية ،والتربية الفنية ،والحضارة األمازيغية ،وعلم التدريس
في التعليم األولي...
-يدرس -اآلن -علم النفس التربوي ،وعلوم التربية ،ومناهج البحث التربوي،
وطرائق التدريس ،واإلحصاء التربوي ،ومناهج البحث التربوي.
ّ
-شاعر ،وناقد ،وباحث ،وسيناريستُ ،ومحكم ،وكاتب مسرحي ،وخبير
تربوي ،ومؤطر ومحاضر ثقافي وفني ،ومكون تربوي ،ومستشار في كثير من
املجالت العربية والدولية املحكمة وغير املحكمة.
-مخرج مسرحي.
-باحث فني وناقد سينمائي وتشكيلي وموسيقي.
-يعد من املنظرين العرب األوائل للقصة القصيرة جدا ،والكتابة الشذرية،
والبالغة الرحبة ،والصورة السردية... ،
-ممثل الخبراء في مجال التربية والتعليم.
-صاحب مقاربات نقدية جديدة عربيا :املقاربة امليكروسردية في دراسة
القصة القصيرة جدا ،واملقاربة الشذرية في دراسة الشذرات ،واملقاربة
امليديولوجية في دراسة األدب الرقمي ،واملقاربة الكوسمولوجية في دراسة
73
العوالم املمكنة ،واملقاربة الهايكية في دراسة شعر الهايكو ،واملقاربة
املقاصدية في دراسة مقاصد األدب ،واملقاربة الفيزيائية في دراسة حركة
الشعر ،والبيداغوجيا اإلبداعية في مجال التربية والتعليم ،ومقاربة البالغة
الرحبة في دراسة الصور السردية ،واملقاربة الطوبيقية في دراسة املواضع
الحجاجية ،والتربية الناقدة ،واملقاربة املهارية في التربية والتعليم...
-كتب حوالي 8282كتاب ورقي وإلكتروني.وبهذا ،يكون أكثر إنتاجا في الثقافة
العربية اإلسالمية.
-نشر أكثر من 8422مقال علمي محكم وغير محكم في الصحف األجنبية
والعربية واملغربية ،دون أن ننس ى ما نشرناه من مقاالت في مواقع إلكترونية،
فهي كثيرة جدا.
-نشر أكثر من 52كتابا في املجال السياس ي والقانوني ككتاب علم االجتماع
السياس ي ،ومغاربة العالم واملشاركة السياسية ،والت ــرب ـيــة والديمقراط ـي ــة،
والشباب املغربي واملشاركة السياسية ،والشباب العربي واملشاركة السياسية،
وكتاب األحزاب السياسية باملغرب ،والعنف بين الرفض واملشروعية (مقاربة
فلسفية) ،والتسامح الصوفي والطرقي باملغرب ،ومبادىء علم االجتماع
االقتصادي ،وعلم التدبير ،ومن اإلدارة البيروقراطية إلى اإلدارة البديلة،
ومفهوم اإلدارة التربوية ،والعــدوان الكيـماوي عـلى منطقة الـريـف ،واملفاهيم
السوسيولوجية عند بيير بورديو ،واملقاربة الثقافية أساس التنمية البشرية،
والنظرية النقدية أو مدرسة فرانكفورت ،وعلم اجتماع البيئة و التنمية،
وسوسيولوجيا التطرف ،والجماعات اإلسالمية وسالح التكفير ،والسياسات
العمومية باملغرب ،والفضاء الـعــام في ضوء علم االجتماع السياس ي ،واملغرب
وصدمة الحداثة(مقاربة سوسيولوجية) ،ومناهج العلوم االجتماعية
والقانونية ،وسيميولوجيا الهجرة املغربية ،وحجاج الخطاب السياس ي،
والحرب العادلة أو الحرب األخالقية املشروعة في منظور العالقات الدولية،
74
وهل من مستقبل للحزاب السياسية في الوطن العربي؟ واملقاربة الثقافية
أساس التنمية والحكامة الجيدة ،وعلم االجتماع اإلداري ،وأثر التقلبات
السياسية العربية الراهنة في السلوك االجتماعي ،ومقاربة سوسيو-سياسية،
وجهود ماكس فيبر في مجال السوسيولوجيا ،وسوسيولوجيا النخب(النخبة
املغربية أنموذجا) ،وسوسيولوجيا الثقافة ،و هل هناك حرب عادلة؟ ،إلخ...
-له موقع إلكتروني مجاني يضم كتبا عديدة موجهة للباحثين والطلبة
للتحميل بعنوان( موقع الثقافة للجميع)
Hamdaoui.ma
-كتب أكثر من 822كتاب في التربية والتعليم.
-رئيس مركز جسور للبحث في الثقافة والفنون بالناظور/املغرب.
-عضو في االتحاد الدولي للغة العربية رقم العضوية .5994/22
-أديب ومبدع وناقد وباحث ،يشتغل ضمن رؤية أكاديمية موسوعية.
-حصل على جائزة مؤسسة املثقف العربي (سيدني/أستراليا) لعام 2288م في
النقد والدراسات األدبية.
-حصل على جائزة ناجي النعمان األدبية سنة2283م.
-رئيس الرابطة العربية للقصة القصيرة جدا.
-رئيس املهرجان العربي للقصة القصيرة جدا.
-رئيس الهيئة العربية لنقاد القصة القصيرة جدا.
-رئيس الهيئة العربية لنقاد الكتابة الشذرية ومبدعيها.
-رئيس جمعية الجسور للبحث في الثقافة والفنون.
-رئيس مختبر املسرح األمازيغي.
-عضو الجمعية العربية لنقاد املسرح.
-عضو رابطة األدب اإلسالمي العاملية.
-عضو اتحاد كتاب العرب.
75
-عضو اتحاد كتاب اإلنترنت العرب.
-عضو اتحاد كتاب املغرب.
-عضو في الجامعة الدولية لإلبداع والعلوم اإلنسانية والسالم بين الشعوب.
-خبير في التربية والثقافة األمازيغية.
-ترجمت مقاالته ودراساته إلى اللغة الفرنسية ،واللغة الفارسية ،واللغة
الكردية ،والبنغالية ،واألندونيسية...
-شارك في مهرجانات عربية عدة في كل من :الجزائر ،وتونس ،وليبيا ،ومصر،
واألردن ،والسعودية ،والبحرين ،والعراق ،واإلمارات العربية املتحدة،
وسلطنة عمان...
-مستشار في مجموعة من الصحف واملجالت والجرائد والدوريات الوطنية
والعربية.
-ألف ( )8282كتاب ورقي وإلكتروني في تخصصات متعددة.وبهذا ،يكون أكثر
إنتاجا في الثقافة العربية اإلسالمية .
ُ -منح جميل حمداوي لقب شخصية العام من أفضل مائة شخصية مؤثرة في
العالم لعام 2228م من قبل الجامعة الدولية لإلبداع والعلوم اإلنسانية
والسالم بين الشعوب.
-نشر الباحث مقاالته في املجالت املغربية ( مجلة ضفاف -مجلة املجرة-
مجلة فضاءات مغربية -مجلة فكر -مجلة املقاومة وجيش التحرير املغربي-
مجلة فكر ونقد -مجلة علوم التربية -مجلة آفاق -مجلة إيقاظ -مجلة الحياة
املدرسية -مجلة الفرقان -مجلة رهانات -مجلة التذكرة -مجلة نغم -مجلة
كتابات -مجلة الحياة الفنية-مجلة أدليس-مجلة نوافذ -مجلة األزمنة
الحديثة-مجلة التاريخ العربي-مجلة امللتق -مجلة طنجة األدبية -مجلة
شؤون إستراتيجية -مجلة لكل النساء -مجلة اهتمامات تربوية – مجلة دعوة
76
الحق -مجلة أمل -مجلة رهانات -مجلة مدارات التربية والتكوين -مجلة اإلدارة
التربوية -مجلة الذاكرة الوطنية -ومجلة الغنية ،ومجلة الثقافة املغربية.)...
-نشر في املجالت العربية والخليجية ،مثل :مجلة الكويت (الكويت) ،ومجلة
عالم الفكر(الكويت) ،ومجلة الراوي(السعودية) ،ومجلة الفيصل
(السعودية) ،ومجلة الشؤون التربوية (الكويت) ،ومجلة األدب اإلسالمي (
السعودية) ،ومجلة جريدة الفنون( الكويت) ،ومجلة عشتروت (سوريا)،
ومجلة الكرمل( فلسطين) ،ومجلة املجلة العربية (السعودية) ،ومجلة العربي
(الكويت) ،ومجلة نزوى (عمان)،ومجلة البيان (الكويت) ،ومجلة الجوبة
(السعودية) ،ومجلة التسامح (سلطنة عمان) ،ومجلة الغدير(لبنان) ،ومجلة
الفرقان (األردن) ،ومجلة اآلطام (السعودية) ،ومجلة شانؤ (كوردستان)،
ومجلة (هةنار) كوردستان ،ومجلة الدوحة (قطر) ،ومجلة حوليات التراث
(الجزائر) ،ومجلة أبعاد (السعودية) ،ومجلة اإلشراق (العراق) ،ومجلة املنهاج
(لبنان) ،ومجلة املسرح العربي (اإلمارات العربية املتحدة) ،ومجلة إبداع
(مصر) ،ومجلة املعرفة(السعودية) ،ومجلة الرافد (اإلمارات العربية
املتحدة) ،ومجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية(الكويت)،ومجلة الحياة
املسرحية(سوريا) ،ومجلة الفيصل األدبية (السعودية) ،ومجلة جرش
الثقافية (األردن) ،ومجلة سيميائيات (الجزائر) ،ومجلة قضايا إستراتيجية
(تونس) ،ومجلة املسرح (الشارقة) ،ومجلة العربية والترجمة (لبنان) ،ومجلة
الجسرة (قطر) ،ومجلة كتابات معاصرة (لبنان) ،ومجلة العربية والترجمة
(لبنان) ،ومجلة عتبات الثقافية (مصر) ،ومجلة الصورة واالتصال(الجزائر)،
ومجلة الكلمة (لبنان)،ومجلة لسان العرب (ليبيا) .،وسردم
العربي(كردستان) ،ومجلة قصص(تونس) ،ومجلة املستقبل العربي (لبنان)،
ومجلة اإلمارات الثقافية (اإلمارات) ،والحياة الثقافية (تونس)،ومجلة
اإلصالح اإللكترونية (تونس) ،ومجلة الرقيم(العراق) ،ومجلة أيقونات
77
(الجزائر) ،ومجلة رؤية سينمائية (اإلمارات العربية املتحدة) ،ومجلة (املوقف
ومجلة (قصص) تونس ،ومجلة الحرس األدبي) السورية،
الوطني(السعودية) ،ومجلة العالم (السعودية) ،ومجلة فصول (مصر)،
ومجلة سمات(البحرين) ،ومجلة املنافذ الثقافية (لبنان) ،)...ومجلة الفكر
العربي املعاصر(لبنان)،ومجلة جيل العلوم اإلنسانية واالجتماعية (الجزائر)،
ومجلة (األقالم) العراق،ومجلة شؤون عربية (مصر) ،ومجلة جرش الثقافية
(األردن) ،ومجلة أدب ونقد (مصر) ،ومجلة االجتهاد املعاصر (لبنان) ،ومجلة
أقالم عربية(اليمن) ،ومجلة أبحاث ودراسات تربوية(لبنان) ،ومجلة فرقد
اإلبداعية (السعودية) ،ومجلة دراسات معاصرة(الجزائر)( ،مجلة الطفولة
العربية) الكويت ،ومجلة االستغراب(لبنان) ،ومجلة شؤون األوسط (لبنان)،
وصحيفة فنون الخليج (السعودية) ،ومجلة الفيصل (السعودية) ،ومجلة
جيل الدراسات السياسية والعالقات الدولية (لبنان) ،ومجلة (املوقف
األدبي) سورية ،ومجلة دراسات استشراقية (لبنان) ،ومجلة (شرفات)
(العراق) ،ومجلة (أقالم عربية) (اليمن) ،ومجلة (ضفاف عربية) العراق،
ومجلة (أبحاث ودراسات تربوية) لبنان ،ومجلة (جيل) لبنان...
-نشر أيضا مقاالته في املجالت العاملية ( مجلة العرب األسبوعي ( لندن)،
ومجلة الكلمة ( لندن) ،صوت العروبة(الواليات املتحدة األمريكية) ،ومجلة
القلم األدبي (لندن) ،ومجلة صدى املهجر(الواليات املتحدة األمريكية)،
ومجلة عالم الغد (ڤيينا بالنمسا) ،وصحيفة العاملية (كاليفورنيا بالواليات
املتحدة األمريكية) ،)...،ومجلة جامعة ابن رشد (هولندا) ،ومجلة الزمان
(لندن)...
-نشر دراساته في الجرائد العربية واإلسالمية والدولية (جريدة املواطن
العراقية ،والكلمة الحرة العراقية ،وصحيفة العدالة العراقية ،وجريدة
الجريدة العراقية ،وجريدة املنارة العراقية ،وجريدة امليثاق البحرينية،
78
وجريدة األيام البحرينية ،وجريدة العراق اليوم ،وجريدة السيادة العراقية،
وجريدة الوفاق اإليرانية ،وجريدة بغداد العراقية ،وجريدة صوت العروبة
الصادرة بالواليات املتحدة األمريكية ،والصحيفة البحرينية ،وجريدة الثورة
العراقية ،وجريدة العدالة العراقية ،وجريدة املؤتمر العراقية ،وصحيفة
الوقت البحرينية ،وجريدة الثورة العراقية ،وجريدة الزمان العراقية اللندنية،
وجريدة الدعوة العراقية ،وجريدة البينة العراقية ،وجريدة االتحاد العراقية،
وجريدة مسرحنا املصرية ،وجريدة منبر الرأي( األردن) ،واملدينة (السعودية)،
وجريدة املستشار(العراق) ،وجريدة الثقافية(تونس) ،وجريدة أقالم الغد
(املغرب) ،الرأي (األردن) ،وجريدة املشرق (العراق) ،وجريدة بدر (العراق)،
وكالة النهار األخبارية (العراق) ،والحياة الطيبة (لبنان) ،وجريدة بدر
(العراق) ،وجريدة االتحاد (كردستان) ،وصحيفة عكاظ (السعودية) ،وجريدة
الوركاء،وصحيفة وار( كردستان) ،وجريدة التآخي (العراق) ،وصحيفة منارة
الشرق للثقافة واإلعالم(العراق)،وجريدة الخليج (اإلمارات العربية
املتحدة))....،
-نشر مقاالته في الجرائد املغربية الوطنية ( االتحاد االشتراكي -العلم -طنجة
األدبية -روافد ثقافية -املنعطف الثقافي-الشمال -رسالة األمة-أنغميس-
العالم األمازيغي -املنعطف -أگراو -يومية الناس -جريدة مالمح ثقافية -جريدة
الرأي املغربية -جريدة التجديد-الجريدة التربوية -مرايا مغربية -جريدة الرأي
الحر -بيان اليوم-العدالة والتنمية -النهار املغربية -املنتدى األمازيغي -عين
على الفن -الشروق املغربية -األيام -الفسحة-القصة املغربية -الخبر-املساء-
أقالم املغرب -اقالم الغد -جريدة العاصمة -األخبار.)......
-نشر مقاالته في الصحف املحلية (البديل ،وصوت الريف ،والصدى،
والساعة ،وأنوال اليوم ،والريفي ،والعبور الصحفي ،وصوت الشمال،
وأمنوس ،وبين السطور ،وتيفراس ،وأصداء الريف ،وأنباء الريف،
79
واألسبوعية الجهوية ،وجريدة الريف املغربية ،والصحيفة الشرقية،
ونوميديا ،وأصوات الريف ،واملساء.)....
-نشر مقاالت عدة في كثير من املواقع اإللكتورنية ،مثل :دروب ،واملثقف،
والوطن ،والحوار املتمدن،والندوة العربية ،واملثقف ،وملتق شعراء العرب،
واملجلة العربية ،والفوانيس ،ومنبر دنيا الوطن ،وصوت العروبة ،والصحيفة،
وديوان العرب ،وأقالم الثقافية ،وأفق الثقافي ،وفراديس ،وفضاءات ،وجدار،
ومنتدى مسرحيون ،ومسرح الطائف ،والتجديد العربي ،والقصة العربية،
والقصة العراقية ،ورجال األدب ،وعراق الكلمة ،وشعراء العراق ،وبوابة
املغرب ،واتحاد كتاب اإلنترنت العرب ،والفوانيس ،واملناهل .....
-صاحب مقاربات نقدية جديدة وأصيلة هي :املقاربة الشذرية ،واملقاربة
الوسائطية أو امليديولوجية ،واملقاربة القالبية ،واملقاربة املقاصدية ،واملقاربة
امليكروسردية ،واملقاربة الطوبيقية ،واملقاربة الفيزيائية في دراسة الحركة في
األدب والفن ،و املقاربة الهايكية ،و املقاربة البنيوية الدياكرونية،
وسيميوطيقا التوتر ،والبيداغوجيا اإلبداعية ،والتربية الناقدة ،وتربية
امللكات ،والبالغة الرحبة ،والبالغة الرقمية...
-ومن أهم كتبه :الجديد في الدرس البالغي ،واالستغراب ،واالستعراب
اإلسباني في خدمة األدب العربي ،واالستشراق ،وسوسيولوجيا األسلوب،
ونحو املقاربة الكوسمولوجية ،ومن هم البربر؟ ،والحكاية الشعبية األمازيغية،
والسرد األمازيغي بمنطقة الريف ،ومدخل إلى اللسانيات األمازيغية ،ولسانيات
النص ،واألدب الرقمي ،والجهة في اللغة العربية ،واملقاربة امليديولوجية ،و
سيميوطيقا التوتر ،وفقه النوازل ،ومفهوم الحقيقة في الفكر اإلسالمي،
ومحطات العمل الديدكتيكي ،وتدبير الحياة املدرسية ،وبيداغوجيا األخطاء،
ونحو تقويم تربوي جديد ،والشذرات بين النظرية والتطبيق ،والقصة
القصيرة جدا بين التنظير والتطبيق ،والرواية التاريخية ،تصورات تربوية
80
جديدة ،واإلسالم بين الحداثة وما بعد الحداثة ،ومجزءات التكوين ،ومن
سيميوطيقا الذات إلى سيميوطيقا التوتر ،والتربية الفنية ،ومدخل إلى األدب
السعودي ،واإلحصاء التربوي ،ونظريات النقد األدبي في مرحلة مابعد
الحداثة ،ومقومات القصة القصيرة جدا عند جمال الدين الخضيري ،وأنواع
املمثل في التيارات املسرحية الغربية والعربية ،وفي نظرية الرواية :مقاربات
جديدة ،وأنطولوجيا القصة القصيرة جدا باملغرب ،والقصيدة الكونكريتية،
ومن أجل تقنية جديدة لنقد القصة القصيرة جدا ،والسيميولوجيا بين
النظرية والتطبيق ،واإلخراج املسرحي ،ومدخل إلى السينوغرافيا املسرحية،
واملسرح األمازيغي ،ومسرح الشباب باملغرب ،واملدخل إلى اإلخراج املسرحي،
ومسرح الطفل بين التأليف واإلخراج ،ومسرح األطفال باملغرب ،ونصوص
مسرحية ،ومدخل إلى السينما املغربية ،ومناهج النقد العربي ،والجديد في
التربية والتعليم ،وببليوغرافيا أدب األطفال باملغرب ،ومدخل إلى الشعر
اإلسالمي ،واملدارس العتيقة باملغرب ،وأدب األطفال باملغرب ،والقصة
القصيرة جدا باملغرب،والقصة القصيرة جدا عند السعودي علي حسن
البطران ،وأعالم الثقافة األمازيغية...
-من أعضاء الهيئة االستشارية العلمية في كثير من املجالت العربية والدولية
،مثل :مجلة جرش التابعة لجامعة األردن ابتداء من العدد 26لسنة 2222م،
ومجلة ابن رشد بهولندة ،ومجلة أطلنتيس ،مجلة (عتبات) الثقافية املصرية،
و (مجلة كتابات معاصرة) الصادرة بلبنان ابتداء من العدد 826سنة
2281م ،ومجلة (العلوم القانونية) املغربية التي يشرف عليها نبيل بوحميدي
وميمون خراط ،و (مجلةاآلداب واللغات والعلوم اإلنسانية) الصادرة عن
كلية اآلداب واللغات بجامعة الشاذلي بن جديد ،الطارف ،الجزائر ،و مجلة
ابن رشد بهولندة ،ومجلة الصورة واالتصال بالجزائر ،ومجلة القلم األدبي
81
بلندن ،ومجلة أجراس الثقافية باملغرب ،ومجلة فضاءات مغربية ،ومجلة
أدب الطفل بالجزائر...
-مدير سابق ملوقع الريف الثقافي www.rifculture.net
-مدير سابق ملوقع (الثقافة للجميع).www.jamilhamdaoui.net
-مدير سابق ملوقع (األكاديمية املغربية للثقافة األمازيغية) الرقمية
.www.jamilrifi.net
-مسؤول سابق عن موقع (الريف الثقافي)
www.rifculture.net
-مدير املوقع الشخص ي للدكتور جميل حمداوي ()Hamdaoui.ma
-رئيس موقع الثقافة للجميع ()Hamdaoui.ma
-رئيس مركز جسور للبحث في الثقافة والفنون بالناظور.
-رئيس مختبر املسرح األمازيغي بالناظور.
-رئيس مختبر القصة القصيرة جدا بالناظور.
-رئيس مختبر الثقافة األمازيغية بمنطقة الريف.
-رئيس مختبر ابن خلدون للتربية والتعليم باملركز الجهوي ملهن التربية
والتكوين بالجهة الشرقية ،فرع الناظور.
-رئيس مختبر مسرح الشباب.
-رئيس مختبر الكتابة الشذرية بالناظور.
-نائب رئيس مختبر املونودراما بالناظور.
-رئيس مختبر أدب األطفال في الناظور.
-رئيس مختبر أدب الشباب في مدينة الناظور.
-رئيس مختبر الرواية في منطقة الريف.
-مستشار مختبر الظواهر األدبية بالجهة الشرقية.
-عضو فريق بيبليوغرافيا األدب املغربي الحديث.
82
-عنوان الباحث :جميل حمداوي ،صندوق البريد ،8299الناظور،62222
املغرب.
-الهاتف النقال2622453441:
-الهاتف املنزلي2546444311:
-الواتساب2622453441:
-اإليميلHamdaouidocteur@gmail.com:
Jamilhamdaoui@yahoo.fr
83
يتناول هذا الكتاب آليات الكتابة الشذرية عند النفري في
كتاباته الصوفية والعرفانية ،كما يبدو ذلك جليا في
(املخاطبات) ،و(املو اقف) ،وأشعاره الروحانية .وقد
استجلينا مختلف اآلليات الشذرية التي اعتمد عليها النفري
في بناء نسقه الصوفي الحدس ي برصد املميزات العامة
لكتابته الشذرية على مستوى التدليل وبناء الخطاب معا.
84