Reviewer, 10

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫املجلد الثالث‪ -‬العدد الثاني‬

‫مارس ‪2017‬‬
‫‪ISSN: 2518- 5780‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية في النظمة العربية في إطار‬
‫االتفاقيات الدولية "دراسة مقارنة"‬

‫زبيدة عبد الهادي‬


‫جامعة األمير سلطان األهلية‪ -‬الرياض‪ -‬اململكة العربية السعودية‬

‫امللخص‪ :‬تهدف الدراسة إلى التعرف على القواعد املوضوعية والجرائية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية في األنظمة العربية‬
‫ُ‬
‫استعرضت االتفاقيات الدولية املتعلقة باملوضوع‪ .‬اعتمدت الدراسة على‬ ‫واالتفاقيات العربية في إطار االتفاقيات الدولية‪ ،‬وفي هذا السياق‬
‫املنهج التحليلي الوصفي املقارن‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى نتائج أهمها عدم خضوع العقود التجارية الدولية لقانون القاض ي في األنظمة العربية‪،‬‬
‫ً‬
‫حيث درج املتعاقدون بوضع شرط التحكيم مسبقا في العقود التجارية الدولية للطبيعة الدولية للعقد الدولي التي تظهر عند حدوث التنازع‪،‬‬
‫ً‬
‫أوصت به ضرورة االهتمام الكافي في التشريعات العربية باالتفاقيات الدولية لتصبح جزءا من القانون الوطني وإعادة تحديث‬ ‫وأهم ما ِ‬
‫األنظمة حتى تواكب التطور االقتصادي التجاري الدولي‪ .‬وتقع الدراسة في ثالثة فصول كاالتي ‪ :‬الفصل التمهيدي‪ :‬تحديد العقد التجاري‬
‫الدولي‪ ،‬الفصل األول‪ :‬القواعد املوضوعية الواجبة التطبيق على منازعات عقود املعامالت التجارية الدولية‪ ،‬الفصل الثاني‪ :‬القواعد‬
‫الجرائية ملنازعات عقود التجارة الدولية ‪.‬خالصة الدراسة ‪ :‬يتم اسناد منازعات العقد التجاري الدولي في األنظمة العربية إلى قواعد مادية‪،‬‬
‫ً‬
‫أشارت إليها القوانين الداخلية صراحة‪ ،‬تطبييقا ملبدأ سلطان الرادة التعاقدية‪ ،‬وحرية املتعاقد في اختيار القواعد التي تحكم العقد التجاري‬
‫الدولي‪ .‬مع عدم وجود اختالف ذي إثر بين األنظمة العربية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬قانون التجارة الدولية‪ ،‬قواعد التنازع املادية‪ ،‬االتفاقات الدولية‪ ،‬األنظمة العربية‪.‬‬

‫‪Abstract: The current study aims at identifying the substantive and procedural rules of the international commercial‬‬
‫‪contracts disputes in the Arabic regimes and agreements under the international conventions. In this context, the study‬‬
‫‪considered the related international conventions. The study relied on the analytical descriptive comparative approach. This‬‬
‫‪study reached results about the non- submission of the international commercial contracts to the “law of the Judge”. The‬‬
‫‪contractors put in advance the arbitration clause in the international commercial contracts to the global nature of the‬‬
‫‪international contract arising at the occurrence of conflict. Finally, among the most important findings was the focus of the‬‬
‫‪Arabic legislations on the international agreements to be an integral part of the national law, and updating the systems to‬‬
‫‪keep up with the international economic and commercial development. The current study consists of three chapters:-‬‬
‫‪Introductory Chapter: Identification of the international trade contract. Chapter (I): The substantive rules that should be‬‬
‫‪applied to the disputes of the International Trading Transactions Contracts. Chapter (II): The procedural rules of the conflicts‬‬
‫‪relating to the International Trade Contracts.‬‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫تؤثر ثالثة عوامل في تطور عقود التجارة الدولية؛ هي التطور التكنولوجي والسياسات االقتصادية التحريرية‬
‫الجديدة والتطور الصناعي‪ ،‬وللعقود التجارية الدولية قوة كبيرة في خلق روابط دولية بين تلك العوامل لقدرتها على خلق‬
‫التواصل السريع بين الدول والشركات واألفراد فيما بينها‪ ،‬وهنالك عدد من الباحثين الذين بحثوا في عقود التجارة‬
‫الدولية ومنازعاتها‪ ،‬إال أن هذا البحث يتميز عن تلك الدراسات باهتمامه بالقواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة‬

‫رقم البحث‪Z071116 :‬‬ ‫‪www.ajsrp.com‬‬ ‫متاح عرب اإلنرتنت‪:‬‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫الدولية في التشريعات العربية ومقارنتها باالتفاقيات الدولية‪ ،‬في هذا الصدد سنعمل على استكشاف مدى مواكبة‬
‫التشريعات العربية واالتفاقيات العربية للتطورات التجارية الدولية في حسم املنازعات التجارية الدولية‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫تكمن مشكلة البحث في التعرف على القواعد املادية ملنازعات عقود التجارة الدولية في التشريعات العربية‬
‫واالتفاقيات العربية واالتفاقيات الدولية‪ ،‬وهل هناك اختالف بحسب القانون الواجب التطبيق؟‬
‫أسئلة لبحث‪:‬‬
‫يمكن تحديد مشكلة البحث بالسؤال الرئيس ي التالي‪ :‬ماهي القواعد املادية لعقود التجارة الدولية في التشريعات‬
‫العربية باملقارنة مع االتفاقيات الدولية؟ وعلى هامش هذا السؤال يمكن التوسع في معرفة ما مصادر القواعد املوضوعية‬
‫والجرائية لعقود التجارة الدولية؟‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يهدف هذا البحث إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التعرف على القواعد املوضوعية والقواعد الجرائية للعقود التجارية الدولية في التشريعات العربية ومقارنتها‬
‫باالتفاقيات الدولية‪ ،‬وكذلك ما إذا كان هناك اختالف بين تلك التشريعات واالتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫‪ -2‬التوسع في فهم مدى وجود اختالف في القواعد املوضوعية والجرائية بين األنظمة العربية من ناحية واالتفاقيات‬
‫الدولية من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ -3‬إثراء املعرفة العلمية‪.‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تأتي أهمية البحث من حيث تزامنه مع التطورات التجارية واالقتصادية والتكنلوجية الكبيرة الحاصلة بسبب‬
‫ً‬ ‫ولعل أبرز تلك التأثيرات ما َّ‬
‫ثورة االتصاالت والعوملة‪ .‬التي أثرت في املعامالت التجارية َّ‬
‫تم دوليا في العقد التجاري الدولي‬
‫باستحداث عقود تجارية دولية تحكم تلك املتغيرات‪ ،‬واتجاه املشرعين في بعض الدول لتحديث األنظمة العربية‪ ،‬ملواجهة‬
‫تلك التطورات القانونية في العقود التجارية ال سيما فيما يتعلق بقواعد القانون الواجب التطبيق والقواعد الجرائية‬
‫ملنازعات العقد التجاري الدولي‪ ،‬وهذا يتطلب ضرورة القيام بأبحاث دورية لتلك التحديثات في التشريعات العربية ملعرفة‬
‫مدى مواكبتها لالتفاقيات الدولية التي تحكم العقود التجارية الدولية‪.‬‬
‫منهجية البحث‪:‬‬
‫يصف موضوع القواعد املادية ملنازعات عقود‬ ‫اتبع البحث املنهج الوصفي التحليلي املقارن‪ ،‬فهو وصفي ألنه ِ‬
‫ً‬
‫قانون التجارة الدولية في األنظمة العربية في إطار االتفاقيات الدولية اعتمادا على جمع الحقائق والقوانين واالتفاقيات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وتصنيفها وتحليلها تحليال دقيقا الستخالص داللتها والوصول إلى نتائج حول موضوع البحث‪ ،‬وهو منهج تحليلي ألنه يقوم‬
‫على تفسير القواعد املادية للمنازعات في القوانين العربية واالتفاقيات الدولية وشرح نصوصها‪ ،‬وهو منهج مقارن ألنه‬
‫يقارن بين األنظمة العربية واالتفاقيات الدولية‪.‬‬

‫مصطلحات البحث‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ .1‬قانون التجارة الدولية‪ :‬هو مجموعة القواعد القانونية التي توحد وتنظم مجموعة العقود التجارية الدولية‬
‫كالبيع الدولي للبضائع وعقد النقل الجوي وعقد النقل البحري والوكالة وعقود نقل التكنولوجيا والتجارة‬
‫االلكترونية وغيرها من العقود التجارية التي تجري بين أطراف متعاقدة أجنبية(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬د‪ .‬ثروت حبيب‪ :‬قانون التجارة الدولية – مطبوعات جامعة القاهرة بالخرطوم – القاهرة‪1975 -‬م – ص‪15‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾151‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫العقد التجاري الدولي‪ :‬هو الذي ُيستمد صفته من طبيعة العالقة التي يحكمها ويتخذ شكل شروط عامة أو‬ ‫‪.2‬‬
‫عقد نموذجي(‪.)2‬‬
‫القواعد املادية ملنازعات عقود التجارة الدولية‪ :‬هي مجموعة القواعد املوضوعية والجرائية التي تراعى عند‬ ‫‪.3‬‬
‫نظر النزاع من جانب القاض ي أو هيئة التحكيم‪.‬‬
‫القواعد املوضوعية للعقد التجاري الدولي‪ :‬هي مجموعة القواعد املستمدة من العادات التجارية الدولية‬ ‫‪.4‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫واملعاهدات الدولية ومبادئ قانون التجارة الدولية وتعرف ايضا بأنها‪" :‬مجموعة القواعد ذات املضمون الدولي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫املوجودة أصال أو املعدة لتعطي حال مباشرا لنزاع في عالقة خاصة ذات طابع دولي(‪.)3‬‬
‫القواعد الجرائية ملنازعات عقود التجارة الدولية‪ :‬هي مجموعة القواعد التي تحدد املحكمة املختصة بالنزاع‬ ‫‪.5‬‬
‫ً‬
‫مكانيا فيما يعرف باالختصاص القضائي الدولي ويدخل من ضمنها التحكيم‪.‬‬
‫الونسترال‪ :‬هي هيئة قانونية تتبع ملنظمة األمم املتحدة‪ُ ،‬ويطلق عليها لجنة قانون التجارة الدولية‪ ،‬ومهمتها‬ ‫‪.6‬‬
‫توحيد وتنظيم قواعد قانون التجارة الدولية وتم إنشائها في عام ‪.1966‬‬
‫املعاهدات واالتفاقيات الدولية‪ :‬يقصد باملعاهدات الدولية توافق إرادة شخصين أو أكثر من أشخاص‬ ‫‪.7‬‬
‫ً‬
‫القانون الدولي على إحداث آثار قانونية معينة طبقا لقواعد القانون الدولي (‪ ،)3‬وعرفتها املادة (‪ )1/2‬من اتفاقية‬
‫قانون املعاهدات فينا لسنة ‪ 1980‬بأنها‪ :‬االتفاق الدولي املعقود بين الدول في صيغة مكتوبة والذي ينظمه‬
‫سواء تضمنته وثيقة واحدة أو وثيقتان أو أكثر مهما كانت تسميته الخاصة‪.‬‬ ‫القانون الدولي ً‬

‫‪ -2‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫هناك بعض األبحاث والدراسات العربية التي تطرقت إلى موضوع العقود التجارية الدولية وأحكامها بشكل عام‪،‬‬
‫مع قلة األبحاث على وجه الخصوص املتعلقة بالقواعد املادية ملنازعات العقود التجارية الدولية في األنظمة العربية‬
‫واالتفاقيات العربية ومقارنتها باالتفاقيات الدولية‪ ،‬وهنا نورد بعض الدراسات التي تناولت موضوع العقود التجارية‬
‫الدولية من جوانب مختلفة ومنها ما يلي‪:‬‬
‫دراسة (عبد هللا يسري‪ )2009 ،‬بعنوان‪(( :‬العقود التجارية الدولية‪ -‬مفاوضاتها وإبرامها وتنفيذها دراسة‬
‫تحليلية لنظرية العقد في التشريع السالمي)) تقدم بها الباحث إلى كلية القانون بجامعة النيلين في السودان لنيل درجة‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬استهدفت عقود التجارة الدولية في مراحلها الثالث" مرحلة التفاوض‪ ،‬ومرحلة إبرام‬
‫العقد‪ ،‬ومرحلة تنفيذه‪ .‬كدراسة جامعة‪ ،‬وقد خلصت الدراسة إلى ضرورة االهتمام بصياغة عقود التجارة الدولية‪.‬‬
‫وفي دراسة لـ(عسيري‪)2010 ،‬؛ هدفت إلى التعرف على االختصاص الدولي في النظام السعودي ملنازعات‬
‫العقود التجارية املتمثلة في عقود السمسرة والوكالة والرهن والنقل والتجارة اللكترونية‪ ،‬وقد خرجت الدراسة بأن نظام‬
‫املرافعات السعودي يتوافق مع قانون املرافعات املدنية والتجارية الكويتي في الضوابط املتعلقة باالختصاص الدولي‪ ،‬وأن‬
‫هناك ضرورة لتطوير قواعد االختصاص الدولي ملنازعات العقود التجارية في السعودية‪.‬‬
‫أما دراسة (أبو مغلي‪ ،‬مهند ‪ )2005‬بعنوان‪((:‬القانون الواجب التطبيق على العقد الدولي)) عبارة عن بحث‬
‫مقدم لنيل درجة الدكتوراه بكلية الحقوق بجامعة عين شمس في مصر‪ ،‬هدفت الدراسة إلى التعرف على العقد الدولي‬

‫(‪)2‬د‪ .‬محمود سمير الشرقاوي‪ :‬العقود التجارية الدولية – دار النهضة العربية – القاهرة ‪1992‬م –ص‪55‬‬
‫(‪)3‬د‪ .‬هشام خالد‪ :‬العقود الدولية وخضوعها للقواعد الموضوعية – دار الفكر الجامعي – اإلسكندرية – ‪2001‬م – ص‪.11‬‬
‫(‪)3‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾152‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫اللكتروني ودور التحكيم في فض منازعات العقود التجارية اللكترونية‪ ،‬وقد أظهرت نتائجه خضوع العقد التجاري‬
‫اللكتروني للتحكيم‪.‬‬
‫وفي دراسة لـ (العوفي ‪ )1998‬بعنوان‪((:‬املبادئ القانونية في صياغة عقود التجارة الدولية))‪ :‬سعى الباحث في‬
‫الدراسة إلى التعرف على أسس وضوابط الصياغة القانونية الصحيحة للعقود التجارية الدولية وقد خلصت الدراسة إلى‬
‫أن العقد التجاري الدولي يماثل العقد الداخلي في كثير من عناصره على الرغم من وجود اختالف بينهما‪.‬‬
‫وهدف بحث لـ (الزحيلي‪ ،‬محمد‪ )2011‬بعنوان‪((:‬التحكيم الشرعي والقانوني في العصر الحاضر)) حيث‬
‫ً‬
‫استعرض الباحث التحكيم في الفقه السالمي وفي العصر الحاضر‪ ،‬متناوال أحكامه وأهميته وآثاره وخلص البحث إلى أن‬
‫التحكيم مؤسسة شبه قضائية وهو قديم وأقره الشرع الحنيف‪ ،‬وله بعض السلبيات واليجابيات‪.‬‬
‫ومن خالل استعراض الدراسات السابقة نجد أن أغلب تلك الدراسات استهدفت العقود التجارية الدولية‪ ،‬أما‬
‫بتحديد دولية العقد أو إبرامه أو صياغته أو منازعات العقد التجاري اللكتروني أو االختصاص الدولي ملنازعات العقود‬
‫التجارية في دولة عربية منفردة أو التحكيم أو تنازع القوانين بصفة العموم‪ ،‬ونجد أن هذه الدراسة مكملة لتلك‬
‫الدراسات السابقة‪ ،‬بجانب أنها أكثر شمولية لتناولها القواعد املادية‪ .‬املوضوعية والجرائية‪ .‬ملنازعات العقود التجارية‬
‫الدولية في التشريعات العربية واالتفاقيات العربية ومقارنتها باالتفاقيات الدولية‪.‬‬

‫‪ .3‬الطارالنظري للبحث‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد دولية العقد التجاري‪:‬‬
‫ال ُيوجد اجماع في الفقه االنجلو سكسوني على تحديد دولية العقد‪ ،‬أما الفقه الالتيني الذي تأثرت به أغلب‬
‫األنظمة التجارية العربية‪ ،‬فهناك معياران لتحديد دولية العقد التجاري هما‪ :‬املعيار القانوني واملعيار االقتصادي‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أوال‪ :‬املعيار القانوني‪ :‬يقوم هذا املعيار على فكرة أن العقد يعد دوليا‪ ،‬فيما لو اتصلت روابطه القانونية بأكثر‬
‫من نظام قانوني واحد‪ ،‬بمعنى أن أطرافه مقيمين في دول متعددة(‪.)4‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬املعيار االقتصادي‪ :‬يعتبر العقد دوليا إذا كان متعلقا بعنصر أجنبي‪ ،‬وتنصرف عبارة عنصر أجنبي إلى‬
‫ً‬
‫األطراف أو املحل أو مكان التنفيذ أو موضوع العقد نفسه "أيا كان جنسية املتعاقدين وطنيين أو أجانب‬
‫فالعبرة بدولية العقد‪ ،‬بدخول عنصر أجنبي فيه‪ ،‬لذلك دمج الفقه الحديث املعيار القانوني واملعيار‬
‫االقتصادي في تحديد دولية العقد التجاري‪ ،‬فال يكتفي فقط بوجود عنصر أجنبي في الرابطة العقدية‪ ،‬وإنما‬
‫يحرص على التأكد من تعلق األمر باملصالح التجارية الدولية(‪.)1‬‬
‫ً‬
‫أن ارتباط العقد محل النزاع بعدد كبير من الدول‪ ،‬قد يجعله دوليا كالعقد الذي يبرم بين شركة لبنانية وإحدى‬
‫الشركات املصرية القائمة في الخارج‪ ،‬الختالف جنسية املتعاقدين‪ ،‬أما إذا كان بين إحدى الشركات الوطنية أو إحدى‬
‫فروعها القائمة في الخارج‪ ،‬وكان الفرع غير مستقل عن الشركة األم‪ ،‬فال يكون هناك عقد دولي؛ لعدم اختالف جنسية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املتعاقدين‪ .‬وفي هذا الحال تقوم املحاكم باعتماد معيار مصالح التجارة الدولية‪ ،‬ألن العقد هنا يتضمن مدا وجزرا للقيم‬
‫االقتصادية املختلفة عبر الحدود الدولية‪ ،‬سواء تعلق األمر بدخول وخروج نقود أو بضائع‪ ،‬شريطة أن تكون الدولة‬
‫ً‬
‫طرفا في العملية املعنية(‪)2‬‬

‫(‪ )4‬د‪ .‬هشام علي صادق‪ :‬القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة الدولية‪ -‬دار الفكر العربي‪ 2001 -‬م‪ -‬ص‪– 72‬‬
‫(‪ )1‬د‪ .‬محمد ياقوت –حرية المتعاقدين في اختيار القانون الواجب التطبيق – بين النظرية والتطبيق – منشاة المعارف اإلسكندرية – ص‪43‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬هشام خالد‪ :‬مرجع سابق – ص ‪112‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾153‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫وتفاوتت األنظمة القانونية العربية في األخذ باملعيارين القانوني واالقتصادي‪ ،‬حيث أخذت مصر والكويت‬
‫والسودان واململكة العربية السعودية والمارات وقطر باملعيار القانوني‪ ،‬أما القانون األردني والسوري فقد أخذا باملعيار‬
‫ُ‬
‫االقتصادي وقاض ي املوضوع هو الذي يحدد دولية العقد في كل قضية تعرض عليه (‪.)3‬‬
‫وقد أخذت اتفاقية األمم املتحدة للبيع الدولي للبضائع‪ -‬فينا عام ‪1988‬م باملعيار القانوني‪ ،‬حيث إنها استبعدت‬
‫املعيار االقتصادي من نطاق تحديد دولية عقد البيع الداخل في نطاقها‪ .‬فأحكام االتفاقية تنطبق إذا توفرت الشروط‬
‫الواردة في املادة األولى منها؛ دون اعتبار ملا إذا كان العقد يراعى أو يأخذ في االعتبار مصالح التجارة الدولية‪ ،‬ودون اعتبار‬
‫ملا إذا كان سيترتب على العقد تغيرات في قيمة البضائع عبر تحركها عبر الحدود الدولية‪ ،‬فكلما اختلفت أماكن أطراف‬
‫ً‬
‫عقد البيع الدولي صار دوليا حتى ولو لم تنتقل البضاعة من دولة إلى أخرى (‪ ،)4‬وسارت على هذا اتفاقية بروكسل‬
‫الخاصة بسندات الشحن وكذلك اتفاقية وارسو للنقل الجوي وهامبورج ‪.1978‬‬
‫ً‬
‫وتأكيدا على ذلك جاء في اتفاقية مونتريال ‪1999‬؛ الخاصة بتوحيد بعض أحكام النقل الجوي حيث عرفت عقد‬
‫ً‬
‫النقل الدولي بأنه‪ " :‬أي نقل تكون فيه نقطتا املغادرة واملقصد النهائي‪ ،‬وفقا للعقد املبرم بين األطراف واقعتين؛ أما في‬
‫إقليم دولتين طرفين أو في إقليم دولة واحدة طرف سواء كان أو لم يكن هناك انقطاع للنقل أو كان هناك نقل من طائرة‬
‫إلى أخرى‪ ،‬وذلك إذا كانت هناك نقطة توقف متفق عليها في إقليم دولة أخرى‪ ،‬حتى وإن لم تكن تلك الدولة طرفا‪ ،‬وال‬
‫ً ً‬
‫يعتبر نقال دوليا ألغراض هذه االتفاقية النقل بين نقطتين داخل إقليم دولة واحدة طرف؛ بدون نقطة توقف متفق عليها‬
‫داخل إقليم دولة أخرى‪.‬‬
‫واتبعت اتفاقية األمم املتحدة للبيع الدولي للبضائع‪ -‬فينا ‪1988‬م واتفاقية مونتريال ‪1999‬م املعيار القانوني‬
‫حيث إنها استبعدت املعيار االقتصادي‪ ،‬فأحكام االتفاقية تنطبق إذا توافرت الشروط الواردة في املادة (‪ )1/1‬منها دون‬
‫اعتبار ملا إذا كان العقد يراعي أو يأخذ في االعتبار مصالح التجارة الدولية‪ ،‬فطاملا اختلفت أماكن منشآت أطراف البيع‬
‫ً‬
‫صار البيع دوليا‪ ،‬حتى وإن لم تنتقل البضاعة من دولة إلى أخرى (‪ )1‬وسارت على هذا النحو اتفاقية بروكسل الخاصة‬
‫ً‬
‫‪1924‬م بسندات الشحن واتفاقية وارسو للنقل الجوي وهامبورج ‪1978‬م‪ ،‬حيث يعتبر العقد دوليا إذا كان هناك ُعنصر‬
‫أجنبي‪.‬‬

‫‪ ‬القواعد املوضوعية الواجبة التطبيق على منازعات العقود التجارية الدولية في النظمة‬
‫العربية‪:‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫ً‬
‫مشكلة القواعد املوضوعية الواجبة التطبيق على العقد ال تثار أصال في مجال عقود التجارة الداخلية والتي‬
‫ً‬
‫تخضع للقانون الداخلي‪ ،‬لعلم املتعاقدين مسبقا بذلك‪ ،‬أما عقود التجارة الدولية التي تتصل بأكثر من نظام قانوني‬
‫واحد فهي تتطلب تحديد القانون الواجب التطبيق على العقد التجاري الدولي‪.‬‬
‫خضوع العقد لقانون الرادة‪:‬‬
‫األصل في عقود التجارة الدولية هي خضوعها لقانون الرادة أي للقانون الذي تشير اليه إرادة املتعاقدين‬
‫وينطبق قانون الرادة في شأن كل ما يتعلق بتكوين العقد وشروط انعقاده املوضوعية كالتراض ي واملحل والسبب كما‬

‫(‪ )3‬قانون التحكيم السوري ‪2008‬م – قانون التحكيم األردني ‪2001‬م – قانون التحكيم المصري ‪1994‬م‪ -‬قانون التحكيم السعودي ‪2012‬م –‬
‫قانون التحكيم السوداني ‪2005‬م‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬سالمة فارس‪ .‬وسائل معالجات اختالل توازن العالقات التعاقدية في قانون التجارة الدولية‪ -‬جامعة اإلسكندرية‪1998 -‬م‪ -‬ص‪23‬‬
‫(‪ )1‬د‪ .‬محمود محمد ياقوت – حرية المتعاقدين في اختيار قانون العقد الدولي – بين النظرية والتطبيق – منشاة المعارف اإلسكندرية ‪2004‬م –‬
‫ص‪100‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾154‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫ينطبق هذا القانون على آثار العقد؛ سواء تعلقت هذه اآلثار باألشخاص أو باملوضوع‪ ،‬وعلى كل ما يرتبه العقد من‬
‫التزامات متبادلة بين أطرافه (‪ ،)2‬من تطبيقات قانون الرادة في األنظمة العربية ما جاء في املادة(‪ )1/147‬من القانون املدني‬
‫املصري‪ ،‬التي تقابل املادة(‪ )13‬من قانون املعامالت املدنية السوداني لسنة ‪ 1984‬التي نصت على‪" :‬العقد شريعة‬
‫املتعاقدين فال يجوز نقضه وال تعديله إال باتفاق الطرفين أو لألسباب التي يقررها القانون" ومبدأ سلطان الرادة مبدأ‬
‫ثابت في القانون املقارن‪ ،‬حيث تعترف به كل األنظمة القانونية(‪.)3‬‬
‫مفهوم قانون الرادة‪:‬‬
‫هو مصدر للحقوق الشخصية بوصفها األداة الخاصة للقانون‪ ،‬وتمثلها عدة مبادئ في األنظمة القانونية‬
‫العربية منها مبدأ حرية التعاقد واحترام إرادة املتعاقدين في تفسير وتنفيذ العقد‪ ،‬فهو القانون الذي تشير به إرادة‬
‫املتعاقدين‪.‬‬
‫ومبدأ حرية الرادة في اختيار القانون الذي يحكم العقد التجاري الدولي أقرته عدة اتفاقيات دولية‪ ،‬فأشارت‬
‫إليه املادة (‪ )1/3‬من اتفاقية روما للعام (‪ )1980‬املتعلقة بالقانون الواجب التطبيق على االلتزامات التعاقدية‪ ،‬حيث‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أقرت بسريان القانون الذي اختاره األطراف على العقد‪ ،‬ويجب أن يكون هذا االختيار صريحا أو مستمدا بطريقة مؤكدة‬
‫من نصوص العقد أو من ظروف التعاقد‪ ،‬كما نصت على ذلك املادة (‪ )7‬من اتفاقية جنيف للتحكيم التجاري الدولي‬
‫لسنة (‪" )1961‬األطراف أحرار في تحديد القانون الذي يتعين على املحكمين تطبيقه على النزاع" وكذلك املادة (‪ )7‬من‬
‫اتفاقية الهاي املتعلقة بالقانون الواجب التطبيق على عقود البيع الدولي للبضائع لعام (‪)1986‬؛ التي قضت على أن‬
‫"يحكم البيع القانون املختار من األطراف‪ ،‬اتفاق األطراف فيما يتعلق باختيار القانون الواجب التطبيق على عقدهم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يجب أن يكون صريحا أو يمكن استنتاجه بوضوح من نصوص العقد أو من سلوك األطراف أو بالنظر إليهما معا"‪.‬‬
‫ً‬
‫إن إرادة املتعاقدين في تحديد قانون الرادة قد يكون صراحة‪ ،‬بتحديد املتعاقدين قانونا بعينه يحكم عقدهم‬
‫بالنص صراحة بذلك في العقد‪ ،‬وقد تكون ضمنية بحيث يمكن استخالصه من وقائع وظروف التعاقد‪ ،‬وينسحب تعبير‬
‫ً‬
‫القانون املختار من قبل األطراف إلى القانون الداخلي الصادر من دولة معينة تتمتع بهذا الوصف طبقا ألحكام القانون‬
‫الدولي واألعراف التجارية التي نشأت بين الجماعات العاملة في مجال التجارة الدولية بجانب القانون الداخلي لدولة‬
‫معينة(‪.)1‬‬
‫سكوت املتعاقدين عن االختيارالصريح أو الضمني لقانون العقد‪:‬‬
‫في حالة سكوت املتعاقدين عن تحديد قانون معين يحكم العقد فعلى القاض ي أن يستخلص إرادتهم الضمنية‪،‬‬
‫مع اتجاه رأي آخر؛ إلى تطبيق القانون السائد للمكان الذي يشكل مركز الثقل في الرابطة العقدية والذي تم بناء على‬
‫ً‬
‫ضوابط محددة سلفا‪ ،‬كقانون البرام أو قانون دولة التنفيذ أو محل القامة املعتاد أو دولة البائع(‪.)2‬‬
‫هذا ما أخذت به اتفاقية روما ‪1980‬م واتفاقية الهاي ‪1986‬م التي قضت في (‪ )1/3‬منها " في حالة عدم اختيار‬
‫ً‬
‫األطراف للقانون الذي سيحكم العقد فإن البيع يكون محكوما بالقانون الداخلي للدولة التي يوجد بها محل القامة‬
‫ً‬
‫املعتاد وقت تسليم الطلب‪ ،‬ومع ذلك إذا كان تسليم الطلب بواسطة منشأة البائع فإنه يكون محكوما بالقانون الداخلي‬
‫للدولة التي يوجد بها مقر تلك املنشأة "‪ ،‬وقضت املادة (‪ )4‬من اتفاقية روما لعام ‪1980‬م الخاصة بالقانون الواجب‬
‫التطبيق على االلتزامات التعاقدية على أنه؛ "عند سكوت املتعاقدين عن اختيار القانون الواجب التطبيق على العقد‪،‬‬

‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬

‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬د‪ .‬محمد محمود ياقوت‪ :‬مرجع سابق ذكره – ص‪82‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾155‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫ً‬
‫تسري على هذا األخير قانون الدولة التي بها أكثر الروابط وثوقا وتعتبر تلك الروابط موجودة في الدولة التي يوجد بها محل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫القامة املعتادة للطرف امللتزم بتقديم األداء املميز وقت إبرام العقد‪ ،‬أما إذا كان الطرف شخصا معنويا وكان قد أبرم‬
‫العقد أثناء ممارسة نشاطه املنهي فقانون الدولة التي بها املنشأة الرئيسة لهذا الشخص هو الواجب التطبيق على العقد‪،‬‬
‫أما إذا كان األداء املميز للعقد سيتم عن طريق شركة أخرى بخالف الشركة الرئيسية فإن قانون الدولة التي يتواجد فيه‬
‫مقر تلك الشركة الرئيس ي هو الذي يحكم العقد‪ ،‬ويعرف ضابط السناد هنا بضابط األداء املميز‪ ،‬حيث ُيعد من أهم‬
‫املبادئ الرئيسة لقانون التجارة الدولية‪ ،‬ولقد تبنته العديد من األنظمة القانونية في تحديد القانون الواجب التطبيق‬
‫على العقود التجارية الدولية؛ ملرونته ومالء مته لكل أنواع العقود ألنه يعتد بأهمية االلتزام األساس ي في العقد(‪.)3‬‬

‫وقد أخذت األنظمة القانونية العربية بقانون الدولة التي يوجد بها املوطن املشترك للمتعاقدين في حالة سكوت‬
‫املتعاقدين عن تحديد القانون الواجب التطبيق‪ ،‬هذا ما ورد في املادة (‪ )19‬من قانون املعامالت الماراتي لسنة ‪1985‬‬
‫املقابلة للمادة(‪)1/91‬من القانون املدني املصري واملقابلة للمادة (‪)1/113‬من قانون املعامالت السوداني لسنة ‪1984‬؛‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حيث تنص صراحة ‪ ":‬يسري على االلتزامات التعاقدية شكال وموضوعا قانون الدولة التي يوجد فيها املوطن املشترك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫للمتعاقدين‪ -‬أن اتحدا موطنا‪ -‬فإن اختلفا موطنا يسري قانون الدولة التي تم فيها العقد ما لم يتفق املتعاقدان أو يبين‬
‫ً ً‬
‫من الظروف أن قانونا آخرا هو املراد تطبيقه على أن قانون موقع العقار هو الذي يسري على العقود التي أبرمت بشأنه"‪.‬‬
‫ً‬
‫فضابط األداء املميز نجده مطبقا في أنظمة التحكيم التجارية العربية‪ ،‬نص عليه املشرع السوداني في املادة‬
‫(‪)30‬من قانون التحكيم لسنة ‪ 2005‬التي تقابل املادة(‪)39‬من قانون التحكيم الدولي املصري لسنة‪" : 1994‬إذا لم يتفق‬
‫الطرفان على القواعد القانونية الواجبة التطبيق على موضوع النزاع طبقت هيئة التحكيم القواعد املوضوعية في‬
‫ً‬
‫القانون الذي ترى أنه األكثر ارتباطا بموضوع النزاع"‪.‬ونصت عليه املادة(‪)19‬من قانون التحكيم الفلسطيني لسنة ‪" 2000‬‬
‫يجوز لألطراف في التحكيم الدولي االتفاق على القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع فإن لم يتفقوا تطبق هيئة‬
‫ً‬
‫التحكيم القانون الفلسطيني‪ ،‬وإذا كان التحكيم دوليا ويجري في فلسطين ولم تتفق األطراف على القانون الواجب‬
‫التطبيق فتطبق القواعد املوضوعية التي تشير إليها قواعد تنازع القوانين الفلسطيني‪....‬وفي جميع األحوال تراعي هيئة‬
‫التحكيم األعراف املطبقة بين أطراف النزاع "‬

‫خضوع العقود التجارية لحكام اتفاقيات لجنة الونسترال‪:‬‬


‫يخضع عقد البيع التجاري الدولي التفاقية فينا‪1980‬؛ وعقد التجارة اللكترونية للقانون النموذجي للتجارة‬
‫اللكترونية ‪ ،1996‬والنقل البحري التفاقية هامبورج‪ 1978 .‬هذا إذا كانت الدولة محل العقد من الدول املتعاقدة‪ ،‬وبما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أن هذه االتفاقيات تنظم تنظيما مباشرا بعض العقود التجارية الدولية مع توحيدها للقواعد املوضوعية في القوانين‬
‫الداخلية للدول املتعاقدة‪ ،‬فهي تهدف إلى وجود حلول لظاهرة تنازع قوانين الدول املتعاقدة في شأن املسألة محل‬
‫ً‬
‫التوحيد‪ ،‬حيث نجد أن القواعد التي وضعتها املعاهدة في هذه الحالة‪ ،‬قد أصبحت جزءا من القانون الداخلي في الدول‬
‫املتعاقدة‪ ،‬وهي ال تحتاج إلى أعمال منهج التنازع ويشترط لتطبيق أحكام اتفاقيات األونسترال‪ ،‬دولية العقد فإذا انتفت‬
‫الصفة الدولية للعقد انعدم حق أطرافه في تطبيقها‪ .‬وتسمو نصوص هذه االتفاقيات على القوانين الوطنية لألطراف‬
‫املتعاقدة‪ ،‬وفق ما هو متعارف عليه في القانون الدولي(‪. )1‬‬

‫ونخلص‪ -‬مما سبق‪ -‬أن إرادة األطراف في اختيار القانون الواجب التطبيق على العقد الدولي هي قاعدة السناد‬
‫الخاصة بتنازع القوانين في العقود الدولية‪ .‬وفي حالة سكوت الرادة سيتم البحث عن الرادة الضمنية لألطراف املتعاقدة‬

‫(‪ )3‬د‪ .‬لزهر بن سعيد‪ :‬مرجع سابق ذكره – ص‪188‬‬


‫(‪)1‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾156‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫من وقائع وظروف التعاقد ومالبساته‪ ،‬فهل الرادة حرة في اختيار القانون الواجب التطبيق أم هي مقيدة ؟ مع انقسام‬
‫الفقه إلى مذهبين ‪:‬‬
‫‪ /1‬املذهب الشخص ي‪ /2 -‬املذهب املوضوعي‪:‬‬
‫وال‪ :‬املذهب الشخص ي‪ :‬يذهب أنصار هذا املذهب إلى حرية الرادة املطلقة بحيث يرتفع بها فوق القانون‬ ‫ً‬
‫أ‬
‫فيستمد قوته امللزمة من اتفاق األطراف‪ ،‬ويندمج القانون في العقد لتصبح أحكامه مجرد شروط عقدية‬
‫يستطيع املتعاقدون أن يخالفوا أحكامها حتى لو كانت ذات طابع آمر(‪.)1‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬املذهب املوضوعي‪ :‬استقر على ضرورة خضوع العقد للقانون الداخلي لدولة معينة عمال بقواعد تنازع‬
‫القوانين في دولة القاض ي‪ ،‬مما يعني أن النظرية الشخصية أفقدت قواعد القانون الصفة اآلمرة‪ ،‬أما في النظرية‬
‫املوضوعية فإن الرادة مقيدة بالقواعد اآلمرة للقانون املختار(‪.)2‬‬

‫خضوع العقد التجاري الدولي للعرف والعادات التجارية‪:‬‬


‫يعتبر العرف التجاري املصدر األول لقواعد عقود التجارة الدولية‪ ،‬وبالتالي مصدر للقاض ي واملحكمين عند‬
‫البحث في القانون الواجب التطبيق‪ ،‬واألعراف التجارية التي تكتسب تلك الصفة كاآلتي‪:‬‬
‫العقود النموذجية التي تكونت عن طريق املمارسة‪ ،‬وشاع استخدامها عند التجار في إبرام صفقات‬
‫معامالتهم الدولية دون الرجوع إلى القانون الوطني املعني‪.‬‬
‫القواعد التي تهيمن على نشاط تجاري معين كالحرير وهي معتمدة من اتحادات تضم دول مختلفة(‪.)3‬‬
‫ً‬
‫ولذا؛ فمجموعة العادات واملمارسات التي تم توحيدها بواسطة غرفة التجارة الدولية‪ ،‬وتعارف عليها دوليا‬
‫كقواعد النكترومز‪ ،‬وهي ذات نشأة تلقائية عرفية‪ ،‬وعادة ما يلجأ قضاة التحكيم إليها في فصل املنازعات التجارية‪ ،‬وال‬
‫يجوز أن تخالف القواعد اآلمرة في التشريع الوطني‪ ،‬وإن حدث تعارض يقدم التشريع الوطني وتتميز قواعد النكترومز‬
‫بأنها عادات رضائية تحيل املتعاقدين إلى أعراف البلد الوطني وتحدد التزامات املتعاقدين في عقود التجارة الدولية(‪.)4‬‬
‫واختلف الفقه املقارن في الصفة القانونية لهذه العادات‪ ،‬ويرى جانب من الشراح أن مثل هذه العادات‬
‫ُ‬
‫التجارية واملهنية التي يطبقها املحكمون في املنازعات الدولية؛ ال تعد عادات اتفاقية ذات أصل تعاقدي فهي ال تلزم‬
‫ً‬
‫املتعاقدين إال بوصفها شروطا تعاقدية مضمنة في العقد‪ ،‬وبالتالي تنتفي عنها صفة العموم والتجريد الذي تتمتع به‬
‫قواعد القانون‪ ،‬ويرى البعض أن تكرار األخذ بها ال يؤدي إلى منحها صفة العموم كالقواعد العرفية‪ ،‬وذلك لألسباب‬
‫اآلتية(‪:)5‬‬
‫أن العادات التجارية تتسم في الغالب بطابع فني متخصص أكثر من اتسامها بالطابع القانوني‪.‬‬
‫أنها غير ملزمة فيما لو لم يتفق املتعاقدان على اتباعها ومن ثم ال يترتب على مخالفتها أي جزاء محدد‪.‬‬
‫ً‬
‫أنها تكونت في مجتمع املعامالت الدولية للتجار ورجال األعمال بعيدا عن سلطان الدولة‪ ،‬فهي ال تعترف بوسائل‬
‫القهر العام الذي تباشره الدول على مواطنيها ألنها تشكلت خارج إطار املجتمع الداخلي لدولة معينة‪.‬‬
‫ويرى مؤيدو الصفة القانونية للعادات التجارية‪ .‬أن هذه العادات التي جرى املتعاملون على اتباعها في تعاقداتهم‬
‫ذات الطابع الدولي لم تعد مجرد عادات اتفاقية‪ ،‬فهي تحولت مع مرور الزمن إلى أعراف ملزمة ذات مضمون عام ومجرد‪،‬‬

‫(‪)1‬‬

‫(‪ )2‬د‪ .‬هشام صادق‪ :‬عقود التجارة الدولية – دار المطبوعات الجامعية‪ -‬اإلسكندرية – ‪ 2007‬م – ص‪347‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬ثروت حبيب‪ :‬مرجع سابق ذكره – ص‪364‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬أحمد السعيد الزقرد‪ :‬مرجع سابق ذكره‪ -‬ص ‪64‬‬
‫(‪ )5‬د‪ .‬هشام خالد‪ :‬مرجع سابق ذكره – ص‪201‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾157‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫ضمنت العادات في كثير من‬ ‫مركزا وسط ًا؛ بين قواعد القانون العام من ناحية والقواعد العقدية‪ ،‬ولقد ُ‬ ‫ً‬
‫وهي تمثل‬
‫االتفاقيات الدولية مثل(‪:)1‬‬
‫‪ .1‬اتفاقية توحيد القواعد املوضوعية كاتفاقية جنيف لتوحيد قانون الصرف‪.‬‬
‫‪ .2‬اتفاقية التحكيم التجاري الدولي‪.‬‬
‫‪ .3‬اتفاقية نيويورك الخاصة بالتحكيم ‪.1958‬‬
‫‪ .4‬اتفاقية’ الهاي الخاصة بالقانون املوحد للبيع الدولي للمنقوالت املادية ‪.1964‬‬
‫‪ .5‬اتفاقيات مسؤولية الناقل البحري والجوي(‪.)2‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وتعد هذه االتفاقيات بالنسبة للقاض ي الوطني في الدول العربية املصدقة عليها مصدرا رسميا‪ .‬أما الدول غير‬
‫ً‬
‫املنضمة إليها تعتبر من قبيل املصادر االحتياطية‪ ،‬التي يستطيع القاض ي وفقا لألصول القانونية العامة أن يلجأ إليها‬
‫ً‬
‫مستأنسا بالحل املقرر بها ملالءمتها للنزاع املطروح أمامه‪ ،‬وهذا ما أكدته املادة(‪)1/17‬من اتفاقية التحكيم التجاري‬
‫األوربي لسنة ‪1961‬؛ واملادة(‪)5/13‬؛ من نظام تحكيم غرفة التجارة في باريس "على املحكم أن يراعي شروط العقد‬
‫وعادات التجارة ونصت املادة(‪ )9‬من اتفاقية لجنة قانون التجارة الدولية (األونسترال) الخاصة بالبيع الدولي للبضائع‬
‫‪" 1980‬يلتزم الطرفان باألعراف التي اتفقا عليها وبالعادات التي استقر عليها التعامل بينهما "‪.‬‬
‫ومن جهته؛ فقد اهتم معهد القانون الدولي الخاص (اليونيدروا) بالعادات كمصدر لاللتزام في توصيته التي‬
‫أصدرها لسنة ‪1979‬؛ "على األطراف بصفة خاصة أن يختاروا القانون الواجب التطبيق‪ ....‬أو املبادئ التي تطبق في‬
‫العالقات االقتصادية الدولية أو القانون الدولي "‪ ،‬وأعطى معهد روما العادات التجارية الطابع امللزم‪ ،‬إذا توافرت فيها‬
‫شروط معينة ووفق املادة (‪ )9/1‬من قانون مبادئ التجارة الدولية ‪ " 2004‬يلتزم األطراف بما يتفقون عليه من عادات‪،‬‬
‫وكذلك أية ممارسات استقرت فيما بينهم‪ ،‬مع التزام األطراف بأي عادة في مجال التجارة الدولية‪ ،‬ما دامت شائعة ومتبعة‬
‫في مجال املعامالت املعنية ما لم يكن من غير املعقول تطبيقها " (‪.)3‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وتطبيق املحكمون للعادات واألعراف الخاصة بالتجارة الدولية يكون مفروضا دائما‪ ،‬بمعنى أن اختيار‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املحكمون للعادات واألعراف التجارية الدولية يكون مفترضا دائما في كل عقد دولي يتضمن شرط التحكيم للمعاملة‬
‫التجارية في حالة النزاع وهذا ما جاء في املادة (‪ )7‬من االتفاقية األوربية للتحكيم التجاري الدولي لسنة ‪1961‬؛ التي توجب‬
‫على املحكمين أن يراعوا اشتراطات العقد وعادات التجارة عند نظر التنازع في العقد التجاري الدولي‪ ،‬وهذا ما ذهبت إليه‬
‫أنظمة التحكيم العربية كاملادة(‪)1/31‬من قانون التحكيم السوداني لسنة ‪2005‬م التي توجب مراعاة هيئات التحكيم‬
‫عند الفصل في النزاع شروط العقد محل النزاع واألعراف الجارية في نوع املعاملة وهي تقابل املادة(‪)3/39‬من قانون‬
‫ً‬
‫التحكيم املصري لسنة ‪1994‬م‪ ،‬التطبيق القضائي الدولي يؤكد أن العادات التجارية تعد قيدا على حرية العاملين في‬
‫مجال التجارة الدولية حتى لو لم يتفق األطراف صراحة على ذلك (‪.)1‬‬
‫وقد تركت األنظمة العربية الوطنية تنظيم بعض أحكام العقود التجارية الدولية لألعراف الدولية التي يحددها‬
‫املتعاقدون في الشروط العامة للعقود التجارية الدولية كما هو الشأن بالنسبة لقواعد النكترومز ‪ Inctromes‬وذلك في‬
‫مجال البيوع الدولية وهي شروط تطبق باسم سلطان الرادة‪ ،‬مع تردد التشريعات الوطنية في تطبيق قواعد النكترومز‬
‫عند سكوت األطراف عنها‪ ،‬بالرغم من أن هذه القواعد تطبق العادات واألعراف املذكورة‪ ،‬فاألعراف والعادات التجارية‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫املهنية تشكل نظاما قانونيا مستقال عن سلطات القوانين الوطنية‪ ،‬وهي مصدر للعقد التجاري الدولي وملزمة لألطراف‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬محسن شفيق‪ :‬مرجع سابق ذكره – ص‪35‬‬


‫(‪ )2‬د‪ .‬ثروت حبيب‪ :‬مرجع سابق ذكره – ص ‪366‬‬
‫(‪ )3‬مبادئ اليونيدروا المتعلقة بالعقود التجارية الدولية‪ :‬المعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص‪ -‬روما‪ -‬الطبعة الثانية – ‪ 2008‬م‪-‬‬
‫(‪)1‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾158‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫ً‬
‫بوصفها شروطا ضمنية تسري على العقد كله أو على التصرفات الصادرة من أحد األطراف وهو ما يعرف بمبدأ سمو‬
‫العادة على املبادئ(‪.)2‬‬
‫خضوع العقد التجاري للمعاهدات واالتفاقيات الدولية‪:‬‬
‫املعاهدات نوعان زوجية أو ثنائية ومعاهدة جماعية‪ ،‬األولى تتم بين دولتين‪ ،‬بينما الثانية تتم بين ثالثة دول‬
‫فأكثر‪ ،‬فهناك اتفاقات جماعية يطلق عليها اتحاد تتفق الدول املشتركة فيها على اتباع اتجاه معين في موضوع معين‬
‫كحماية امللكية األدبية أو الفنية أو الصناعية أو التجارية‪ ،‬وال شك أن كافة أنواع املعاهدات يمكن أن تكون أداة اتفاق في‬
‫ً‬
‫احدى مجاالت قانون التجارة الدولية‪ .‬وهي بذلك تعتبر قانونا في حالتين هما (‪: )4‬‬
‫‪ .1‬الحالة الولى‪ :‬االتفاق على تشريع واحد في موضوع معين من موضوعات القانون التجاري الدولي يسري في داخل كل‬
‫ً‬
‫دولة من الدول املوقعة على االتفاق ويحل محل التشريع الداخلي‪ .‬وهي دائما تهدف إلى توحيد القوانين الداخلية في‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املوضوع املحدد مثل معاهدات جنيف التي وضعت قانونا موحدا لألوراق التجارية‪ ،‬واتفاقية األونسترال الخاصة‬
‫بقانون التحكيم التجاري‪ ،‬واتفاقية األونسترال الخاصة بالتجارة اللكترونية‪ ،‬واتفاقية األمم املتحدة الخاصة بالبيع‬
‫الدولي للبضائع فينا ‪1980‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬الحالة الثانية‪ :‬االتفاق على قواعد تنازع القوانين عن طريق بيان القانون الواجب التطبيق الذي يطبق على املسألة‬
‫كاتفاقية روما لسنة ‪1980‬م املتعلقة بالقانون الواجب التطبيق على االلتزامات التعاقدية‪.‬‬
‫طبيعة املعاهدة كقانون واجب التطبيق على منازعات عقود التجارة الدولية‪:‬‬
‫املعاهدة اتفاق تراض ي بين الدول املتعاقدة لتوحيد قواعد عقد تجاري دولي معين‪ ،‬بشرط أال تصل إلى حد‬
‫االتفاق على ما يخالف القانون الدولي أو النظام العام‪ ،‬وإن كان االتفاق ذاته يخضع لهذا القانون من حيث كفالة‬
‫احترامه‪ ،‬ولتحديد طبيعة املعاهدات كقانون واجب التطبيق على منازعات العقد التجاري الدولي ومدى صلتها بالقانون‬
‫الدولي التجاري والقانون الداخلي‪ ،‬اتجه الفقه القانوني في هذه املسالة إلى اتجاهين‪:‬‬
‫ً ً‬
‫‪ -1‬وحدة القانون الدولي والقانون الداخلي‪ .‬وفي ظل هذا االتجاه ال تعتبر املعاهدة مصدرا دوليا للقانون الدولي وال تنشأ‬
‫ً‬
‫وفقا ألحكام القانون الدولي العام(‪. )1‬‬ ‫وال تثبت لها قوتها امللزمة‬
‫‪ -2‬أما االتجاه الثاني فذهب بازدواج القانون وهو يقوم على مبدأ الفصل بين القانون الدولي التجاري والقانون‬
‫الداخلي‪ ،‬بحيث يستقل كل منهما بمجال تطبيقه‪ ،‬فتثبت للمعاهدة قوتها امللزمة بمقتض ى أحكام القانون الدولي‪،‬‬
‫أما االتفاقيات التي تتم بين شركات خاصة أو أفراد أجنبية ينتمون إلى عدد من الدول املختلفة ‪ ،‬فيصدق عليها‬
‫مقولة العقد شريعة املتعاقدين ويجب أن تراعي القواعد اآلمرة في القانون الوطني‪ ،‬وأن ال تخالف النظام العام‬
‫واآلداب(‪)2‬‬

‫جهة تفسيراملعاهدات‪:‬‬
‫ً‬
‫تملك الدول املوقعة على املعاهدة حق تفسيرها؛ ويتم غالبا عن طريق تبادل خطابات بين بعضها البعض‪،‬‬
‫كذلك تملك املحاكم الدولية تفسير املعاهدة إذا ما دفع إليها النزاع‪ ،‬ويسمى في الحالتين بأنه تفسير دولي للمعاهدة‪ ،‬أما‬
‫أي البعض أنه يجب التفرقة ما بين تطبيق املعاهدة وتفسيرها‪،‬‬ ‫بالنسبة لسلطات القاض ي فقد اختلف في شأنها‪ ،‬فر ُّ‬
‫فالقاض ي الوطني يطبق أحكام املعاهدة‪ ،‬ولكنه ال يملك تفسيرها إذا اقتض ى الحال ذلك بل عليه أن يوقف الفصل في‬

‫(‪)2‬‬

‫(‪)4‬‬

‫‪43‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬أغسطس ‪2010‬م‬ ‫(‪)2‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾159‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫الدعوى اال حين يستقي التفسير من حكومته‪ ،‬وخطر هذا الرأي أنه يعطل الخصومة مما يضر بمصالح األطراف‬
‫الدولية‪ ،‬أما الرأي اآلخر فإنه يخول القاض ي الوطني تفسير املعاهدة شأنه في ذلك شأن تفسيره للتشريع الداخلي فيما‬
‫يتعلق باملسائل الخاصة به (‪. )3‬‬

‫ولقد وضح املشرع السوداني ذلك التفسير بوضوح حيث تنص املادة(‪ )2/11‬في قانون املعامالت املدنية ‪1984‬م‬
‫على‪( :‬يسري على النظام القانوني لألشخاص االعتبارية األجنبية من شركات‪ .........‬قانون الدولة التي اتخذت فيها هذه‬
‫االشخاص مركز إدارتها الرئيس ي الفعلي فإذا باشرت نشاطها الرئيس ي في السودان فإن القانون السوداني هو الذي يسري‬
‫لكن مع ذلك تنص املادة(‪ )12‬من نفس القانون‪( :‬ال تسري أحكام املادة(‪ )11‬إذا وجد نص‪ ......‬في معاهدة دولية نافذة في‬
‫السودان يتعارض معها)‪.‬‬
‫أما أهم املعاهدات التي أصبحت تضمن في القوانين الوطنية؛ فهي اتفاقية وارسو ‪1929‬؛ حيث أخذت بعض‬
‫األنظمة العربية بها وضمنت أحكامها في قوانينها الداخلية حيث جاء في املادة (‪ )123‬من القانون املصري للطيران املدني‬
‫رقم ‪ 28‬لسنة ‪1981‬؛ على تطبيق أحكام اتفاقية توحيد قواعد النقل الجوي الدولي املوقعة في وارسو في ‪ 12‬أكتوبر‬
‫‪ ،1929‬واالتفاقيات املعدلة واملكملة لها واملنضمة إليها الجمهورية املصرية على النقل الجوي الدولي والداخلي‪.‬‬
‫خضوع العقد التجاري الدولي للمبادئ العامة التجارية الدولية‪:‬‬
‫تعرف املبادئ العامة للتجارة الدولية بأنها األصول أو القواعد الجوهرية التي تبنى عليها قواعد ثانوية في التطبيق‬
‫والصياغة‪ ،‬وعرفت بأنها املبادئ الشاملة املتصلة بقواعد مشتركة لدى معظم التشريعات الداخلية للدول والتي تعلو‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫فوق كل خالف (‪ ،)1‬وتعرف ايضا بأنها مجموعة املبادئ العامة التي أصبحت أكثر شيوعا بين املتعاملين في التجارة الدولية‬
‫(‪.)2‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫وتعد املبادئ العامة مصدرا احتياطيا للقاعدة القانونية يلتزم القاض ي بالرجوع إليها إذا لم يجد نصا تشريعيا أو‬
‫ً‬
‫عرفا في القانون الوطني‪ ،‬أما في القانون الدولي فهي من املصادر األصلية لقواعد هذا القانون‪.‬باعتبارها حلول لقواعد‬
‫واجبة التطبيق لضرورتها ولزومها وهي مستقلة عن العرف وعن مفهوم فكرة العدالة (‪ُ ،)3‬يستدل على ذلك من‬
‫املادة(‪)17‬قانون األمم املتحدة للبيع الدولي للبضائع‪ -‬فينا ‪( 1980‬األونسترال) التي نصت ‪( :‬بشأن املسائل املتعلقة‬
‫ً‬
‫بموضوعات يشملها القانون الحالي والتي لم يرد لها نص صريح يكون الحكم فيها وفقا للمبادئ العامة التي يقوم عليها هذا‬
‫القانون)‪.‬‬
‫ويتضح من التعريفات السابقة اختالف الفقه في ماهية املبادئ‪ ،‬حيث يرى جانب من الفقهاء‪ :‬بأنها يقصد بها‬
‫املبادئ السارية في النظم القانونية الوطنية(‪ ،)4‬وحسب هذا الرأي تكون املبادئ العامة الواردة في قانون املعامالت املدنية‬
‫السوداني ‪ ،1984‬أما في قانون املعامالت الماراتي فهي الشريعة العامة للمعامالت التجارية في حالة غياب قانون أو نص‬
‫خاص يحكم مسألة النزاع‪ ،‬ومن أهم هذه املبادئ‪ :‬الضرر يرفع بقدر المكان‪ -‬الضرر ال يزال بمثله‪ -‬العادة محكمة عامة‬
‫كانت أو خاصة‪ -‬تعتبر العادة إذا اضطربت أو غلبت‪ -‬املشقة تجلب التيسير‪ -‬الرجل خيار‪ -‬العزم بالغنم‪ -‬ال اجتهاد مع‬
‫النص (‪.)5‬‬

‫(‪ )3‬د‪ .‬عز الدين‪:‬مرجع سابق ذكره – ص‪52‬‬


‫‪390‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪ )2‬د‪ .‬عبد الحكيم مصطفى‪ :‬الوسيط في قانون المعامالت الدولية الخاصة – دار النهضة العربية – القاهرة – ط‪1991 – 1‬م – ص‪26‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬محسن شفيق‪ :‬مرجع سابق ذكره – ص ‪390‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬محمد يوسف علوان‪ :‬القانون الدولي العام المقدمة المصادر – دار النهضة العربية – القاهرة‪2000 -‬م – ص ‪338‬‬
‫(‪ )5‬العالمة عبد الرحمن بن ناصر بن عبد هللا ابن ناصر السعدي‪ :‬منظومة القواعد الفقهية – دار الميمان للطباعة والنشر‪ -‬السعودية – ‪ 2010‬م‪-‬‬
‫صص ‪10 -9‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾160‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫أما الرأي الثاني؛ فيرى أن املقصود بها املبادئ املشتركة في النظم القانونية الداخلية واملبادئ العامة املستمدة‬
‫ً‬
‫من النظام التجاري الدولي معا‪ ،‬ويذهب رأي آخر إلى حد إنكار انشقاق املبادئ العامة للقانون من القوانين الداخلية‪،‬‬
‫وقصرها على املبادئ التي تحكم العالقات الدولية التي تنشأ وتتطور بالطرق االتفاقية والعرفية‪ .‬والرأي الذي يجانب‬
‫الصواب هو الراي الثاني باعتبارها مبادئ مشتركة بين القانون الوطني ألنها معروفة للقاض ي الوطني‪ ،‬والقانون التجاري‬
‫الدولي ألنها مستوحاة من األعراف والعادات التجارية الدولية‪.‬‬
‫وقد تأثرت تلك املبادئ العامة باتفاقية األمم املتحدة بشأن عقود البيع الدولي للبضائع (األونسترال)‪ ،‬واتبعت‬
‫الحلول الت ي أخذت بها في كثير من املسائل مع إدخال التعديالت املالئمة التي تعكس الطبيعة الخاصة لهذه املبادئ‪ ،‬غير‬
‫أن مبادئ العقود التجارية لم تأخذ شكل اتفاقية دولية‪ ،‬ملزمة للدول التي تصدق عليها‪ ،‬بتطبيقها كجزء من قانونها‬
‫الوطني‪ ،‬بل هي تطبق عندما يتفق األطراف عليها في العقد‪ ،‬كما يجوز االستعانة بها عندما يفشل القانون الواجب‬
‫التطبيق على العقد في حل النزاع التجاري‪ ،‬ويمكن االستعانة باملبادئ في تفسير أو تكملة القوانين واالتفاقيات الدولية‪،‬‬
‫والعقود التجارية الدولية املتعلقة بقانون التجارة الدولية(‪.)1‬‬
‫وأهم املبادئ التجارية الدولية التي يجب أن تراعى في منازعات العقود التجارية الدولية‪ :‬مبدأ احترام إرادة‬
‫املتعاقدين‪ ،‬ومبدأ اتخاذ الرجل سواء الدراك كضابط الدراك والسلوك أو ضابط املعقولية‪ ،‬وواجب الخطار عند‬
‫اللزوم ومبدأ إلزام املدين بأن يدفع ما عليه من دين نقدي في مكان عمل الدائن‪ ،‬ومبدأ تعاون الطرفين في تنفيذ العقد‪،‬‬
‫ومبدأ االبتعاد عن الغش‪ ،‬مبدأ املسئولية عند عدم التنفيذ والتعويض عنه‪ ،‬مبدأ عدم جواز الثراء على حساب الغير بال‬
‫سبب‪ ،‬مبدأاحترام الحقوق‪ ،‬ومبدأعدم التعسف في استعمال الحق الخلف يتمتع بحقوق السلف(‪.)2‬‬
‫وهي مبادئ مأخوذة من أصول النظرية العامة لاللتزامات وهي تتفرع من حسن النية‪ ،‬ولقد رأى املشرع الدولي‬
‫ً‬
‫وجوب رجوع القاض ي أو املحكم إلى هذه املبادئ في املنازعات التجارية ذات الطابع الدولي‪ ،‬بدال من الرجوع إلى املصدر‬
‫االحتياطي‪ ،‬وتتميز املبادئ بالدقة والوضوح مما يجعلها أفضل من مبادئ القانون الطبيعي بسبب تخصصها في ناحية‬
‫معينة من نواحي القانون‪.‬‬
‫ويمكن أن تكون واجبة التطبيق في الدول العربية إذا اتفق عليها أطراف العقد التجاري الدولي بشرط عدم‬
‫مخالفتها للشريعة السالمية أو النظام العام للدولة العربية‪ ،‬حيث نصت املادة (‪ )5‬من قانون التحكيم السعودي‬
‫لسنة‪ 2012‬م إذا اتفق طرفا التحكيم على إخضاع العالقة بينهما ألحكام أي وثيقة (عقد نموذجي‪ ،‬أو اتفاقية دولية أو‬
‫غيرهما)‪ ،‬وجب العمل بأحكام هذه الوثيقة بما تشمله من أحكام خاصة بالتحكيم‪ ،‬وذلك بما ال يخالف أحكام الشريعة‬
‫السالمية‪ ،‬ويلجأ املحكم أو القاض ي إلى املبادئ األساسية لسد النقص في أحكام العقد التجاري الدولي إذا وجدت حالة في‬
‫العقد ليس لها حكم‪ .‬أو لتفسير أحكام العقد‪.‬‬
‫ً‬
‫خضوع العقد للقانون الوطني الواجب التطبيق وفقا لقواعد القانون الدولي الخاص‪:‬‬
‫ال يلجأ املحكم أو القاض ي إلى قواعد القانون الوطني إال بعد أن يستنفذ املبادئ العامة والقواعد العرفية‬
‫واملعاهدات ولقد نصت املادة(‪)10‬من قانون املعامالت املدنية السودانية لسنة ‪1984‬م والتي تقابل املادة (‪ )10‬من‬
‫املصري املدني وتقابل املادة (‪ )31‬من القانون الكويتي لسنة ‪1961‬م وتقابل املادة ‪ 10‬من القانون املدني القطري لسنة‬
‫‪2004‬م" يكون هذا القانون هو املرجع في تكييف العالقات املدنية عندما يتطلب تحديد هذه العالقات في قضية تنازع‬
‫ً‬
‫فيها القوانين ملعرفة القانون الواجب التطبيق من بينها " ووفقا للمادة(‪)27‬من القانون املدني القطري يسري على العقد‬
‫من حيث الشروط املوضوعية النعقاده ومن حيث اآلثار التي تترتب عليه‪ ،‬قانون الدولة التي يوجد فيها املوطن املشترك‬

‫‪5‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪ )2‬د‪ .‬محسن شفيق‪ :‬مرجع سابق ذكره – ص‪15‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾161‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫ً‬
‫للمتعاقدين‪ ،‬فإن اختلفا موطنا يسري قانون الدولة التي تم فيها العقد‪ ،‬هذا ما لم يتفق املتعاقدان أو يتبين من الظروف‬
‫ً ً‬
‫أن قانونا آخرا هو الذي يراد تطبيقه‪ .‬على أن قانون موقع العقار هو الذي يسري على العقود التي أبرمت في شأن هذا‬
‫ً‬
‫العقار‪ .‬فيخضع العقد إلى قانون الدولة الذي أبرم فيها‪ ،‬ويجوز أيضا أن يخضع لقانون الدولة التي يتم تنفيذ العقد فيها‪،‬‬
‫كما يجوز أن يخضع لقانون موطن املتعاقدين أو قانونهما الوطني املشترك إال إذا لم يتفق املتعاقدان‪.‬‬

‫‪ ‬القواعد الجرائية بنظرمنازعات عقود التجارة الدولية‪:‬‬


‫املبحث الول‪ :‬قواعد االختصاص القضائي الدولي بنظرمنازعات العقود التجارية الدولية‬
‫اللجوء للقضاء هو األسلوب املعتاد لحل أي نزاع‪ ،‬ويراد باالختصاص القضائي بيان الحدود التي تباشر فيها‬
‫الدولة سلطاتها القضائية‪ ،‬اهتمت كل األنظمة القانونية العربية بتنظيم االختصاص القضائي الدولي كقانون الجراءات‬
‫املدنية السوداني لسنة‪ 1983‬وقانون املرافعات املصري وقانون املرافعات الشرعية السعودي لسنة‪1435‬هـ‪ ،‬و قانون‬
‫الجراءات املدنية الماراتي ‪ .1992‬أوضحت حاالت ينعقد فيها االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الوطنية وهي‪:‬‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬اختصاص محكمة املوطن أو محل إقامة املدعى عليه‪:‬‬
‫نصت املادة(‪ )7‬من قانون الجراءات املدنية السوداني لسنة ‪1983‬؛ والتي تقابل املادة (‪ )29‬من قانون املرافعات‬
‫املصري لسنة ‪ ،1968‬واملقابلة للمادة (‪ )24‬من نظام املرافعات الشرعية السعودي ‪1435‬ه؛ التي أجازت بموافقة‬
‫املحكمة إقامة الدعوى على الوطني أمام املحاكم الوطنية وإن لم يكن له موطن أو محل إقامة في الدولة ماعدا الدعاوى‬
‫العقارية املتعلقة بعقار خارج الدولة‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬الدعاوى التي ترفع على الجنبي الذي له موطن أو محل إقامة‪:‬‬
‫ما نصت عليه املادة(‪ )8‬من قانون الجراءات املدنية لسنة ‪ 1983‬املقابلة للمادة (‪ )29‬من قانون املرافعات‬
‫املصري التي تقابل املادة (‪ )21‬من قانون الجراءات املدنية الماراتي لسنة ‪ :" 1990‬تختص املحاكم الوطنية بنظر‬
‫الدعاوى التي ترفع على األجنبي الذي له موطن أو إقامة في الدولة‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬تختص املحاكم الوطنية بنظر النزاع الذي يرفع على الجنبي الذي ليس له موطن أو محل إقامة فيها في األحوال‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫ً‬
‫أ ـ إذا كان موضوع النزاع متعلقا بمنقول‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب ـ إذا كانت الدعاوى متعلقة بالتزام نفذ أو واجب التنفيذ في السودان أو أشهر أو عن أفعال وقعت في‬
‫السودان‪.‬‬
‫وبالنسبة لعقود التجارة اللكترونية فإنه يتعين الرجوع إلى املكان تالقي القبول واليجاب لتحديد مكان‬
‫االختصاص القضائي في الحاالت التي يتحدد فيها هذا االختصاص باملكان الذي نشأ فيه االلتزام(‪ ،)1‬ويذهب‬
‫اتجاه إلى إمكانية اللجوء إلى املحاكم الوطنية لحل منازعات عقود التجارة اللكترونية‪ ،‬إال أن هذا الرأي تعرض‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫النتقادات‪ ،‬منها االستحالة في تحديد موطن أو محل إقامة املدعى عليه(‪ ،)2‬ألن املدعى عليه غالبا يكون موقعا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫افتراضيا ُمنشأ على شبكة النترنت ومع ذلك يمكن أن يقع االختصاص للمحاكم الوطنية إذا تمكن من تحديد‬
‫هوية عنوان املوقع اللكتروني أو الطرف املتعاقد‪ ،‬واتجهت االتفاقيات الدولية بإمكانية اتفاق األطراف على‬

‫‪32‬‬ ‫(‪))1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫‪201‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾162‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫تحديد املحكمة املختصة في العقد التجاري الدولي عند حدوث التنازع‪ .‬كاتفاقية بروكسل لعام ‪1961‬م ويشترط‬
‫لصحة ذلك االتفاق اآلتي‪ /1 :‬أال يكون هناك غش‪.‬‬
‫‪ /2‬وجود مصلحة مشروعة‪ /3 .‬وجود رابط بين النزاع واملحكمة التي اتفق على تقرير االختصاص لها‪.‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫اعتمدت لجنة األمم املتحدة للقانون التجاري الدولي‪ ،‬القانون النموذجي للتحكيم التجاري الدولي في ‪21‬يونيو‬
‫‪1985‬م حيث أوصت الجمعية العامة‪( :‬بأن تعطي جميع الدول االعتبار الواجب للقانون النموذجي للتحكيم التجاري‬
‫ً‬
‫الدولي في ضوء االستحسان بأن يكون قانون إجراءات التحكيم موحدا في ضوء االحتياجات املحددة ملمارسات التحكيم‬
‫التجاري الدولي) تبنت االتفاقية العربية املوحدة الستثمار رؤوس األموال العربية في الدول العربية التحكيم كآلية لتسوية‬
‫منازعات االستثمار في أي من الدول العربية املصدقة على االتفاقية‪ ،‬بجانب اهتمام الدول العربية بإصدار قوانين خاصة‬
‫بالتحكيم وقواعده وإجراءاته‪.‬‬
‫ويعتبر التحكيم من وسائل فض منازعات عقود التجارة الدولية الناجحة واملعاصرة‪ .‬ويتم اللجوء إلى التحكيم‬
‫ً‬
‫بأحدى طريقين‪ :‬أما بموجب بند مدرج في العقد األصلي الذي حدث بشأنه النزاع أو وفقا ملشارطة مستقلة عن هذا العقد‬
‫تتضمن أوجه الخالف بين الطرفين‪ ،‬ويحكمه القانون النموذجي لتحكيم التجاري الدولي الصادر من لجنة األونسترال‪،‬‬
‫بالضافة إلى اتفاقية نيويورك لسنة ‪1958‬م بشأن االعتراف وتنفيذ أحكام التحكيم األجنبية‪ .‬حيث نصت املادة (‪ )3‬من‬
‫قانون التحكيم في السودان لسنة ‪2005‬م مع مراعاة أحكـام االتفاقيات الدولية بشـأن التحكـيم والتي يكون السودان‬
‫ً‬
‫طرفا فيها تسري أحكام هذا القانون على كل تحكيم يجري في السودان أو في الخارج‪ ،‬إذا اتفق أطرافه على إخضاعه‬
‫ألحكام هذا القانون متى كانت العالقة القانونية ذات طبيعة مدنية سواء كانت تعاقدية أو غير تعاقدية‪ ،‬ويكون التحكيم‬
‫ً ً‬
‫دوليا وفقا للمادة (‪ )7‬من قانون التحكيم السوداني لسنة‪2005‬م في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫(أ) إذا كان املركز الرئيس ي ألعمال أطراف التحكيم في دولتين مختلفتين‪.‬‬
‫(ب) إذا كان موضوع النزاع الذي يشمله اتفاق التحكيم يرتبط بأكثر من دولة‪.‬‬
‫وجاء في املادة األولى من قانون التحكيم املصري لسنة ‪1994‬م "مع عدم الخالل بأحكام االتفاقيات الدولية‬
‫املعمول بها في جمهورية مصر العربية تسري أحكام هذا القانون على كل تحكيم بين أطراف من أشخاص القانون العام‬
‫ً‬
‫أو القانون الخاص أيا كانت طبيعة العالقة القانونية التي يدور حولها النزاع إذا كان هذا التحكيم يجري في مصر أو كان‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫تحكيما تجاريا دوليا يجري في الخارج واتفق أطرافه على إخضاعه ألحكام هذا القانون(‪.)1‬‬
‫أما قانون التحكيم األردني لسنة‪2001‬م في املادة الثالثة نص على " تسري أحكام هذا القانون على كل تحكيم‬
‫ً‬
‫اتفاقي يجري في اململكة األردنية ويتعلق بنزاع مدني أو تجاري بين أطراف أشخاص القانون العام أو القانون الخاص أيا‬
‫كانت طبيعة العالقة القانونية التي يدور حولها النزاع‪ ،‬عقدية كانت أو غير عقدية(‪.)2‬‬
‫كما نصت املادة األولى من قانون التحكيم العماني لسنة ‪1997‬م مع عدم الخالل بأحكام االتفاقيات الدولية‬
‫املعمول بها في السلطنة تسري أحكام هذا القانون على كل تحكيم بين أطراف من أشخاص القانون العام أو القانون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الخاص أيا كانت طبيعة العالقة القانونية التي يدور حولها النزاع إذا كان هذا التحكيم يجري في السلطنة أو كان تحكيما‬
‫ً ً‬
‫تجاريا دوليا يجري في الخارج اتفق أطرافه على إخضاعه ألحكام هذا القانون(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬قانون التحكيم رقم ‪ 27‬لسنة ‪1994‬م‬


‫(‪ )2‬قانون التحكيم رقم ‪ 31‬لسنة‪2001‬م‬
‫(‪ )3‬مرسوم سلطاني رقم ‪ 97 / 47‬بإصدار قانون التحكيم في المنازعات التجارية والمدنية‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾163‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫ويعرف التحكيم في املادة الرابعة من قانون التحكيم السوداني لسنة ‪2005‬م بأنه "يقصد به اتفاق األطراف في‬
‫املنازعات ذات الطبيعة املدنية على إحالة ما ينشأ بينهم من نزاع بخصوص تنفيذ عقد معين أو على إحالة أي نزاع قائم‬
‫بينهم ليحل عن طريق هيئات أو أفراد يتم اختيارهم بإرادتهم واتفاقهم وعرفت املادة نفسها اتفاق التحكيم بأنه كل اتفاق‬
‫يتعهد فيه األطراف بعرض منازعاتهم للفصل فيها عن طريق التحكيم أو كل اتفاق الحق لحالة النزاع القائم للتحكيم‪.‬‬
‫أماالنظام السعودي للتحكيم الصادر باملرسوم امللكي رقم ‪/ 46‬تاريخ ‪ 1403 /7 /12‬فقد عرف اتفاق التحكيم‬
‫في املادة (‪/1‬أ) بأنه " اتفاق بين طرفين أو أكثر على أن يحيال إلى التحكيم جميع أو بعض املنازعات املحددة التي نشأت أو‬
‫سواء كان اتفاق التحكيم في صورة شرط‬ ‫ً‬ ‫قد تنشأ بينهما في شأن عالقة نظامية محددة تعاقدية كانت أم غير تعاقدية‬
‫تحكيم في عقد أم في صورة مشارطة تحكيم مستقلة"‪.‬‬
‫و ُع ّرف اتفاق التحكيم في املادة (‪ )10‬من قانون التحكيم العماني بأنه هو االتفاق الذي يقرر فيه طرفاه االلتجاء‬
‫إلى التحكيم لتسوية كل أو بعض املنازعات التي نشأت أو يمكن أن تنشأ بينهما بمناسبة عالقة قانونية معينة عقدية‬
‫كانت أو غير عقدية‪ ،‬و ُعرف التحكيم في املادة الرابعة من قانون التحكيم املصري في املواد املدنية والتجارية لسنة ‪1994‬م‬
‫بانه "يقصد به اتفاق األطراف في املنازعات ذات الطبيعة املدنية على إحالة ما ينشأ بينهم من نزاع بخصوص تنفيذ عقد‬
‫معين أو على إحالة أي نزاع قائم بينهم ليحل عن طريق هيئات أو أفراد يتم اختيارهم بإرادتهم أو باتفاقهم"‪.‬‬
‫فيما لم يعرف قانون األونسترال النموذجي التحكيم التجاري الدولي وإنما عرف اتفاق التحكيم في املادة (‪ )7‬منه‬
‫" بأنه "اتفاق بين الطرفين على أن يحيال إلى التحكيم جميع أو بعض املنازعات املحددة التي نشأت أو قد تنشأ بينهما‬
‫عالقة قانونية محددة تعاقدية كانت أو غير تعاقدية‪ ،‬ويجوز أن يكون اتفاق التحكيم في صورة شرط تحكيم وارد في عقد‬
‫أو في صورة اتفاق منفصل)‪ .‬يتضح بانه اتفاق يتم باختيار األطراف وبإرادتهم على إحالة النزاعات التي تنشأ بينهم إلى‬
‫طرف ثالث ليحل النزاع واصداره حكم ملزم لهم‪ ،‬يالحظ أن األنظمة العربية في تعريفها التفاق التحكيم اعتمدت على‬
‫تعريف قانون االونسترال النموذجي‪.‬‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬حرية الطراف في اختيار املحكمين والجراءات واللغة‪ :‬قضت املادة (‪ )9‬من قانون األونسترال النموذجي للتحكيم‬
‫التجاري على حرية الطرفين بتحديد عدد املحكمين ولقد أكدته املادة(‪ )14‬من قانون التحكيم األردني ‪2001‬م املقابلة‬
‫للمادة (‪ )17‬من قانون التحكيم املصري ذلك بنصها على‪ " :‬تشكل هيئة التحكيم باتفاق الطرفين من محكم واحد أو‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أكثر‪ ،‬فإذا لم يتفقا على عدد املحكمين كان العدد ثالثا‪ ،‬إذا تعدد املحكمون وجب أن يكون عددهم وترا‪ ،‬وإال كان‬
‫ً‬
‫التحكيم باطال‪.‬‬
‫وقضت املادة (‪ )19‬من قانون األونسترال النموذجي للتحكيم التجاري "‪ ...‬يكون للطرفين حرية االتفاق على‬
‫الجراءات التي يتعين على هيئة التحكيم اتباعها لدى السير في التحكيم"‪ .‬وهذا ما ذهبت إليه األنظمة العربية للتحكيم‬
‫حيث يجوز لهيئة التحكيم اتباع الجراءات التي يتفق عليها األطراف وفي حالة عدم وجود هذا االتفاق على هيئة التحكيم‬
‫أن تتبع الجراءات التي تراها مناسبة بشرط معاملة األطراف على قدم املساواة في جميع مراحل إجراءات نظر الدعوى‪،‬‬
‫وهذا ماجاء في املادة(‪ )5‬من قانون التحكيم العماني التي نصت على انه في في األحوال التي يجيز فيها هذا القانون لطرفي‬
‫التحكيم اختيار الجراء الواجب االتباع في مسألة معينة يكون لكل منهما الترخيص للغير في اختيار هذا الجراء ويعتبر من‬
‫ً‬
‫الغير في هذا الشأن كل منظمة أو مركز للتحكيم في سلطنة عمان أو خارجها‪ ،‬وأيضا نصت عليه املادة (‪ )25‬من قانون‬
‫التحكيم املصري " لطرفي التحكيم االتفاق على الجراءات التي تتبعها هيئة التحكيم بما في ذلك حقهما في إخضاع هذه‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾164‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫الجراءات للقواعد النافذة في أي منظمة أو مركز تحكيم في جمهورية مصر العربية أو خارجها فإذا لم يوجد مثل هذا‬
‫االتفاق كان لهيئة التحكيم‪ ،‬مع مراعاة أحكام هذا القانون‪ ،‬أن تختار إجراءات التحكيم التي تراها مناسبة"‬
‫وقضت املادة (‪ )10‬من قانون األونسترال "للطرفين حرية االتفاق على مكان التحكيم‪ ،‬وأكدت األنظمة العربية‬
‫ً‬
‫أيضا تلك الحرية‪ -‬حيث اكدته املادة (‪ )27‬من قانون التحكيم األردني لطرفي التحكيم االتفاق على مكان التحكيم في‬
‫اململكة أو خارجها‪ ،‬فإذا لم يوجد اتفاق عينت هيئة التحكيم مكان التحكيم مع مراعاة ظروف الدعوى ومالءمة املكان‬
‫ً‬
‫ألطرافها‪ ،‬وال يحول ذلك دون أن تجتمع هيئة التحكيم‪ -‬في أي مكان تراه مناسبا‪ -‬للقيام بأي إجراء من إجراءات التحكيم‬
‫كسماع أطراف النزاع أو الشهود أو الخبراء أو االطالع على مستندات أو معاينة بضاعة أو أموال أو إجراء مداولة بين‬
‫ً‬
‫أعضائها أو غير ذلك‪ ،‬ولألطراف الحرية في اختيار املحكمة املختصة هذا ما قررته ايضا املادة (‪ )8‬من نظام التحكيم‬
‫السعودي لسنة ‪2012‬م " يكون االختصاص بنظر دعوى بطالن حكم التحكيم واملسائل التي يحيلها هذا النظام للمحكمة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املختصة معقودا ملحكمة االستئناف املختصة أصال بنظر النزاع‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أما إذا كان التحكيم تجاريا دوليا‪ -‬سواء جرى باململكة أم خارجها‪ -‬فيكون االختصاص ملحكمة االستئناف‬
‫ً‬
‫املختصة أصال بنظر النزاع في مدينة الرياض ما لم يتفق طرفا التحكيم على محكمة استئناف أخرى في اململكة‪ ،‬وما نصت‬
‫عليه املادة (‪ )5‬من قانون التحكيم السوداني ‪2004‬م " مع مراعاة األحكام التي وردت في الفصل الثاني من الباب األول من‬
‫ً‬
‫قانون الجراءات املدنية لسنة ‪ 1983‬يكون االختصاص بنظر مسائل التحكيم وفقا ألحكام هذا القانون للمحكمة‬
‫املختصة أما إذا كان التحكيم خارج السودان يكون االختصاص للمحكمة العامة بالخرطوم ما لم يتفق األطراف على‬
‫ً‬
‫انعقاد االختصاص ملحكمة أخرى‪ ،‬وجاء ايضا في املادة (‪ )9‬من قانون التحكيم املصري ‪1994‬م " يكون االختصاص بنظر‬
‫ً‬
‫مسائل التحكيم التي يحيلها هذا القانون إلى القضاء املصري للمحكمة املختصة أصال بنظر النزاع‪ ،‬أما إذا كان التحكيم‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫سواء جرى في مصر أو في الخارج‪ ،‬فيكون االختصاص ملحكمة استئناف القاهرة‪ ،‬مالم يتفق الطرفان على‬ ‫تجاريا دوليا‪،‬‬
‫اختصاص محكمة استئناف أخرى في مصر "‬
‫وقضت املادة (‪ )22‬من القانون النموذجي لألونسترال؛ " للطرفين حرية االتفاق على اللغة أو اللغات التي‬
‫تستخدم في إجراءات التحكيم"‪ .‬وأكدت األنظمة العربية حرية األطراف في اختيار لغة التحكيم‪ ،‬حيث تنص املادة (‪)24‬‬
‫من القانون السوداني للتحكيم ‪2004‬م التي تقابل املادة (‪ )29‬من قانون التحكيم املصري ‪1994‬م واملقابلة للمادة(‪)28‬‬
‫من القانون األردني للتحكيم ‪2001‬م" اللغة العربية هي لغة التحكيم ما لم يتفق األطراف على لغة أخرى مع إمكان وجود‬
‫ترجمة للغات األخرى التي يطلبها األطراف‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ املساواة في املعاملة‪:‬‬
‫ً‬
‫ويقصد بها؛ املساواة في املعاملة عند النظر في النزاع املعروض امام التحكيم‪ ،‬وفقا للمادة (‪ )18‬من القانون‬
‫األونسترال النموذجي لسنة ‪1994‬م "يجب أن يعامل الطرفان على قدم املساواة وأن تتهيأ لكل منهما الفرص الكاملة‬
‫لعرض قضيته"‪ ،‬هذا املبدأ أخذت به املادة (‪ )21‬من قانون التحكيم السوداني لسنة ‪2005‬م املقابلة للمادة (‪ )25‬من‬
‫القانون األردني للتحكيم ‪2001‬م التي ألزمت هيئة التحكيم بمعاملة األطراف على قدم املساواة في جميع مراحل إجراءات‬
‫نظر التحكيم‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬شكل التحكيم‪:‬‬
‫اشترط قانون األونسترال النموذجي للتحكيم التجاري الدولي لسنة ‪1994‬م في املادة (‪ )2/7‬منه "يجب أن يكون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اتفاق التحكيم مكتوبا‪ ،‬ولم يتشدد قانون األونسترال في الشكل الكتابي ويعتبر االتفاق مكتوبا إذا ورد في وثيقة موقعة من‬
‫الطرفين أو في تبادل رسائل أو املراسالت أو برقيات أوغيرها من وسائل االتصال الالسلكي تكون بمثابة سجل لالتفاق أو‬
‫في تبادل البيانات "‪.‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾165‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫االعتراف وتنفيذ حكم التحكيم‪:‬‬


‫في هذا الصدد أوردت اتفاقية نيويورك املوقعة سنة ‪1958‬م قاعدة تنازع غير مباشرة في املادة (‪ )5/1/15‬وهي‪:‬‬
‫بناء على طلب الخصم الذي يحتج عليه بالحكم إال إذا قدم هذا الخصم‬ ‫"أنه ال يجوز رفض االعتراف وتنفيذ الحكم ً‬
‫للسلطة املختصة في بلد املطلوب إليها االعتراف والتنفيذ‪:‬أن تشكيل هيئة التحكيم يخالف ما اتفق عليه األطراف أو‬
‫تخالف قانون البلد الذي تم فيه التحكيم‪ ،‬ولحكم التحكيم قوته اللزامية داخل أي دولة متعاقدة ً‬
‫بناء على اتفاقية‬
‫األونسترال للتحكيم التجاري الدولي‪ ،‬بصرف النظر عن البلد الذي صدر فيه وال يجوز رفض االعتراف أو التنفيذ بموجب‬
‫املادة (‪ )36‬من تلك االتفاقية إال في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫بناء على طلب الطرف املطلوب تنفيذ القرار ضده‪ ،‬إذا قدم هذا الطرف إلى املحكمة املختصة التي قدم إليها طلب‬ ‫(أ) ً‬
‫ً‬
‫االعتراف أو التنفيذ دليال يثبت اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن أحد األطراف في اتفاق التحكيم مصاب بأحد عوارض األهلية‪ ،‬أو أن االتفاق املذكور غير صحيح بموجب‬
‫القانون الذى أخضع الطرفان االتفاق له‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -2‬أن الطرف املطلوب تنفيذ القرار ضده لم يتم إعالنه إعالنا صحيحا بتعيين املحكمين‪ ،‬أو لم يتم إعالمه‬
‫بإجراءات التحكيم‪ ،‬أو أنه لم يستطيع لسبب آخر أن يعرض قضيته‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -3‬أن قرار التحكيم يتناول نزاعا ال عالقة له بموضوع النزاع التجاري أو أن قرار التحكيم تضمن نزاع ال يشمله‬
‫اتفاق التحكيم‪ ،‬أو أنه يشتمل على قرارات تتعلق بمسائل خارجة عن اتفاق التحكيم‪.‬‬
‫(ب)‪ :‬ويجوز رفض االعتراف بحكم التحكيم أو تنفيذه بقرار من املحكمة لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن موضوع النزاع ال يقبل التسوية بالتحكيم وفقا لقانون هذة الدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن االعتراف بقرار التحكيم أو تنفيذة يتعارض مع السياسة العامة لهذة الدولة‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا قدم طلب بإلغاء قرار التحكيم أو بايقافة إلى املحكمة من صاحب مصلحة مشروعة‪.‬‬
‫ومع ذلك يجوز االعتراف بحكم التحكيم أو تنفيذه وفق اتفاقية األونسترال للتحكيم التجاري الدولي‪ ،‬إذا كان‬
‫من املمكن فصل القرارات املتعلقة باملسائل التي تدخل نطاق التحكيم عن القرارات املتعلقة باملسائل التي ال تدخل في‬
‫نطاق التحكيم‪ ،‬فيجوز عندئذ االعتراف بالجزء الذي يشتمل على القرارات املتعلقة باملسائل التي تدخل في نطاق‬
‫التحكيم وتنفيذه‪ .‬ولقد تبنت اتفاقية نيويورك االعتراف بقرارات التحكيم وتنفيذها ‪1958‬م بشروط معينة‪ ،‬وكذلك‬
‫اتفاقية الرياض للتحكيم التجاري‪ ،‬واتفقت األنظمة الوطنية العربية كالقانون األردني للتحكيم ‪2001‬م في املادة ‪ 49‬منه‬
‫والقانون املصري لسنة ‪1994‬م في املادة (‪ )53‬منه على عدم قبول دعوى بطالن حكم التحكيم إال في األحوال اآلتية‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -1‬إذا لم يوجد اتفاق تحكيم أو أن هذا االتفاق باطال أو قابال لإلبطال أو سقط بانتهاء مدته‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬إذا كان أحد طرفي اتفاق التحكيم وقت إبرامه فاقد األهلية أو ناقصها وفقا للقانون الذي يحكم أهليته‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -3‬إذا تعذر على أحد طرفي التحكيم تقديم دفاعه بسبب عدم إعالنه إعالنا صحيحا‪ ،‬بتعيين محكم أو بإجراءات‬
‫التحكيم أو ألي سبب آخر خارج عن إرادته‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا تم تشكيل هيئة التحكيم أو تعيين املحكمين على وجه مخالف للقانون أو التفاق الطرفين‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا فصل حكم التحكيم في مسائل ال يشملها اتفاق التحكيم أو جاوز حدود هذا االتفاق ومع ذلك إذا أمكن فصل‬
‫أجزاء الحكم الخاصة باملسائل الخاضعة للتحكيم عن أجزائه الخاصة باملسائل غير الخاضعة له‪ ،‬فال يقع‬
‫البطالن إال على األجزاء األخيرة وحدها‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -6‬إذا وقع بطالن في حكم التحكيم أو كانت إجراءات التحكيم باطلة بطالنا أثر في الحكم‪.‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾166‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫القانون الواجب التطبيق على التحكيم التجاري الدولي‪:‬‬


‫يلجأ قضاء التحكيم التجاري الدولي في نظر منازعات العقود التجارية الدولية إلى القانون الذي اختاره طرفا‬
‫العقد أو ألنظمة القانون الدولي الخاص بصفة عامة أو للمبادئ التي استقر عليها العمل في التحكيم الدولي املستسقاة‬
‫ً‬
‫عن العقود النموذجية‪ ،‬بالضافة إلى املبادئ العامة والتي يمكن أن تعد في مجموعها جزءا من القانون التجاري الدولي‬
‫املعاصر تقوم إلى جانب ما يتضمنه هذا القانون من أحكام موضوعية لتنظيم روابط التجارة الدولية‪ ،)1( .‬نصت املادة‬
‫ً‬
‫(‪ )28‬من القانون النموذجي للتحكيم الدولي األونسترال صراحة على ذلك بحيث‪ " :‬تفصل هيئة التحكيم في النزاع وفقا‬
‫لقواعد القانون الذي يختاره الطرفان‪ ،‬بوصفها واجبة التطبيق على موضوع النزاع‪ ،‬وإضافت املادة أن أي اختيار لقانون‬
‫دولة ما أو نظامها القانوني يجب أن يؤخذ على أنه إشارة مباشرة إلى القانون املوضوعي لتلك الدولة وليس إلى قواعدها‬
‫ً‬
‫الخاصة بتنازع القوانين ما لم يتفق الطرفان صراحة على خالف ذلك‪ ،‬أيضا اتجهت إليه صراحة االتفاقية األوربية‬
‫للتحكيم التجاري الدولي جنيف ‪1961‬م في املادة (‪ " )1/7‬يكون األطراف أحرار في تحديد القانون الذي يجب أن يطبقه‬
‫املحكمون على موضوع النزاع‪ .‬وفي الحالتين يأخذ املحكمون في الحسبان اشتراطات العقد وعادات التجارة " وأكدته املادة‬
‫(‪ )42‬من اتفاقية تسوية منازعات االستثمار بين الدولة ومواطني الدول األخرى املبرمة في واشنطن ‪.1965‬‬
‫القانون الواجب التطبيق على منازعات التحكيم في أنظمة الدول العربية واالتفاقيات العربية‪:‬‬
‫ً‬
‫أكدت اتفاقية عمان العربية للتحكيم لسنة ‪1987‬م في املادة (‪" )1/21‬تفصل هيئة التحكيم في النزاع وفقا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫للعقد املبرم بين الطرفين وأحكام القانون الذي اتفق عليه الطرفان صراحة أو ضمنا أن وجد‪ ،‬وإال وفق أحكام القانون‬
‫ً‬
‫األكثر ارتباطا بموضوع النزاع على أن تراعى قواعد األعراف التجارية الدولية‪ ،‬واتجهت إليه التشريعات العربية كاملادة‬
‫(‪ )36‬من القانون األردني للتحكيم ‪2001‬م التي قضت " بتطبق هيئة التحكيم على موضوع النزاع‪ ،‬القواعد القانونية التي‬
‫يتفق عليها الطرفان وإذا اتفقا على تطبيق قانون دولة معينة‪ ،‬اتبعت القواعد املوضوعية فيه دون القواعد الخاصة‬
‫بتنازع القوانين أما إذا لم يتفق الطرفان على القواعد القانونية واجبة التطبيق على موضوع النزاع طبقت هيئة التحكيم‬
‫ً‬
‫القواعد املوضوعية في القانون الذي ترى أنه األكثر اتصاال بالنزاع وفي جميع األحوال يجب أن تراعي هيئة التحكيم عند‬
‫الفصل في موضوع النزاع شروط العقد موضوع النزاع وتأخذ في االعتبار األعراف الجارية في نوع املعاملة والعادات املتبعة‬
‫وما جرى عليه التعامل بين الطرفين‪.‬‬
‫أما إذا لم يحدد الطرفان أي قواعد قانونية وجب على هيئة التحكيم أن تطبق على النزاع القانون الذي تقرره‬
‫قواعد تنازع القوانين التي ترى هيئة التحكيم أنها واجبة التطبيق" هذا ما اتجهت إليه أغلب األنظمة العربية الوطنية‬
‫حيث يجب على هيئة التحكيم أن تطبق القواعد التي اتفق عليها الطرفان وإذا لم يتفقا طبقت القواعد املوضوعية في‬
‫ً‬
‫القانون األكثر ارتباطـا بموضوع النزاع‪ ،‬فالطراف التحكيم الحرية في تحديد القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع‬
‫واختيار الجراءات املتبعة عليه‪.‬‬
‫ً‬
‫فيما سكتت اتفاقية الرياض العربية للتعاون القضائي‪ .‬عن تحديد القانون الواجب التطبيق تاركة ضمنا‬
‫للقاض ي الذي ينظر في تنفيذ حكم التحكيم أن يحدد القانون الواجب التطبيق على اتفاق التحكيم‪.‬‬

‫‪ .5‬الخاتمة‪:‬‬
‫تسعى الهيئات الدولية في ظل تطور التجارة الدولية إلى توحيد قواعد منازعات العقود التجارية الدولية‬
‫وباملقابل تسعى أغلب األنظمة العربية في تحديث أنظمتها الوطنية لتواكب ذلك التطور التجاري الضخم‪ ،‬تناولت هذه‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬محمد ياقوت‪ :‬مفهوم حديث لقانون عقود التجارة الدولية – دارالفكرالجا معي – اإلسكندرية ‪2012‬م – ص‪102‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾167‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫الدراسة القواعد املادية ملنازعات العقود التجارية الدولية في األنظمة العربية ومقارنتها باالتفاقيات الدولية‪ ،‬وأهم ما‬
‫توصلت إليه الدراسة من استنتاجات تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود قواعد موضوعية تحكم منازعات عقود التجارة الدولية في األنظمة العربية حيث أشارت إليها القوانين‬
‫ً‬
‫الداخلية‪ .‬وهي ال تقف حائال ضد مبدأ سلطان الرادة التعاقدية‪ ،‬وحرية املتعاقدين في اختيار القواعد التي تحكم‬
‫العقد التجاري الدولي‪ ،‬بشرط عدم املخالفة للنظام العام للدولة املعنية أو الشريعة السالمية‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك قواعد إجرائية ملنازعات العقود التجارية الدولية في األنظمة العربية متمثلة في قواعد االختصاص القضائي‬
‫الدولي بأنظمة املرافعات وقوعد التحكيم في قوانين خاصة‪ ،‬كوسيلة بديلة ملنازعات عقود التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ -3‬يوجد اختالف بين بعض التشريعات العربية في تحديد دولية العقد التجاري الدولي واالتفاقيات الدولية‪ ،‬مع وجود‬
‫اتفاق بين االتفاقيات الدولية في تحديد دولية العقد التجاري‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يوجد اختالف في القواعد‪ -‬املوضوعية والقواعد الجرائية‪ -‬ملنازعات عقود التجارة الدولية في األنظمة العربية‬
‫‪ -5‬ال يوجد اختالف ذو أثر بين االتفاقيات الدولية والقوانين النموذجية والتشريعات العربية‪ ،‬بل تسعى هذه األخيرة‬
‫ً‬
‫حثيثا ملواكبة تلك االتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫‪ -6‬هناك اتفاقيات عربية للقواعد الجرائية ملنازعات العقود التجارية الدولية‪ :‬اتفاقية عمان العربية للتحكيم التجاري‬
‫واالتفاقية العربية املوحدة الستثمار رؤوس األموال العربية في الدول العربية وهي متوافقة مع االتفاقيات الدولية‬
‫املتعلقة بالتحكيم وتنفيذ أحكام املحكمين‪.‬‬
‫‪ -7‬وجود اتفاقيات دولية لتوحيد القواعد املادية ملنازعات عقود التجارة الدولية‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -8‬هناك أنظمة عربية جعلت االتفاقيات وقوانين األونسترال جزءا من أنظمتها الداخلية‪ .‬كقانون التحكيم النموذجي‬
‫لألونسترال واستوحت منه أنظمتها العربية‪.‬‬

‫‪ .6‬التوصيات‪:‬‬
‫في ضوء االستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة الحالية قدمت التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬العمل على تحديث األنظمة التجارية العربية ذات الصلة بقانون التجارة الدولية لتواكب التطور االقتصادي‬
‫التجاري الدولي‪.‬‬
‫‪ -2‬ضرورة إزالة كافة العقبات القانونية والجرائية في األنظمة العربية التي تمنع من االنضمام إلى االتفاقيات‬
‫الدولية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -3‬السعي بتنشيط دور جامعة الدول العربية لتلعب دورا كبيرا في توحيد قواعد التجارة الدولية بين الدول‬
‫العربية‪.‬‬
‫‪ -4‬حث األجهزة التشريعية في البلدان العربية على نشر قرارات هيئات التحكيم عن طريق شبكة املعلومات‪.‬‬
‫‪ -5‬ضرورة تبني األنظمة العربية صراحة القوانين النموذجية لألونسترال في قوانينها الداخلية‪.‬‬
‫‪ -6‬العمل على إقرار اتفاقية دولية تنظم القواعد املوضوعية والجرائية للعقد التجاري الدولي‪.‬‬

‫قائمة املراجع واملصادر‪:‬‬


‫‪ .1‬ابن سعيد‪ .‬لزهر‪ .‬النظام القانوني لعقود التجارة اللكترونية – دار الفكر العربي‪ -‬السكندرية – ‪2009‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬توفيق‪ .‬توفيق حسن‪ :‬معامالت التجارة اللكترونية في القانون السوداني – مركز أبو سليم – الخرطوم‪- -‬‬
‫‪.2008‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾168‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫‪ .3‬حبيب‪ .‬ثروت‪ :‬قانون التجارة الدولية – مطبوعات جامعة القاهرة بالخرطوم‪ -‬القاهرة – ‪1975‬م‬
‫‪ .4‬حسن‪ .‬طالب‪ :‬قانون التجارة الدولية – عمان – األردن – (د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .5‬حسني‪ .‬أحمد‪ -‬التعليق على نصوص اتفاقية هامبورج الخاصة بنقل البضائع بحرا ‪1978‬م – منشأة املعارف –‬
‫السكندرية‪.‬‬
‫‪ .6‬خالد‪ .‬هشام –العقود الدولية وخضوعها للقواعد املوضوعية– دار الفكر الجامعي – السكندرية – ‪2001‬م‬
‫‪ .7‬الخولي‪ .‬أكثم‪ -‬املوجز في القانون التجاري – مطبعة مدني – القاهرة – ‪1970‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬دريج‪.‬إبراهيم‪ -‬التجارة الدولية – شركة مطابع السودان للعملة املحدودة‪2012 -‬م‪ -‬ط‪ -2‬ص‪80‬‬
‫‪ .9‬رضوان‪ .‬أبو زيد‪ -‬عبد الظاهر‪ .‬فوزي‪ :‬القانون التجاري – عين شمس – القاهرة‪1997 -‬م‬
‫‪ .10‬الزقرد‪ .‬أحمد السعيد‪ -‬أصول قانون التجارة الدولية‪ -‬املكتبة املصرية‪ -‬املنصورة‪2007 -‬م‬
‫‪ .11‬السعدي‪ .‬عبد الرحمن بن ناصر بن عبد هللا ابن ناصر‪ :‬منظومة القواعد الفقهية – دار امليمان للطباعة‬
‫والنشر‪ -‬السعودية – ‪ 2010‬م‬
‫‪ .12‬سالمة‪ .‬أحمد عبد الكريم‪ :‬قانون العقد الدولي– دار النهضة العربية – القاهرة – ‪2001‬م‬
‫‪ .13‬شفيق‪ .‬محسن‪ -‬اتفاقية األمم املتحدة بشأن البيع الدولي للبضائع– دار النهضة العربية – القاهرة (د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .14‬صادق‪ .‬هشام علي –القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة الدولية– دار الفكر الجامعي –السكندرية –‬
‫‪2001‬م‬
‫‪ .15‬عبد العزيز‪ .‬سميرة حامد‪ -‬التعاقد عبر النترنت – دار النهضة العربية – ‪2009‬م‬
‫‪ .16‬عثمان‪ .‬عثمان خلف هللا –القانون الدولي الخاص– جامعة النيلين – الخرطوم – ‪1999‬م‬
‫‪ .17‬علوان‪ .‬محمد يوسف‪ :‬القانون الدولي العام املقدمة املصادر – دار النهضة العربية – القاهرة‪2000 -‬م‬
‫‪ .18‬العوفي‪ .‬صالح بن عبد هللا بن عطاف – املبادئ القانونية في صياغة عقود التجارة الدولية – معهد الدارة‬
‫العامة – مركز البحوث والدراسات النسانية –الرياض ‪1998‬م‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .19‬الغفاري‪ .‬أبو ذر‪ -‬العقد تشريعا وفقها وقضاء – الخرطوم ط‪2007 -1‬م‬
‫‪ .20‬مصطفى‪ .‬عبد الحكيم‪ -‬الوسيط في قانون املعامالت الدولية الخاصة‪ -‬دار النهضة العربية‪ -‬القاهرة ط‪-1991 -1‬‬
‫ص‪.26‬‬
‫‪ .21‬الهداوي‪ .‬حسن‪ :‬القانون الدولي الخاص – دراسة مقارنة – عمان ط‪1997 -2‬م‬
‫‪ .22‬ياقوت‪ .‬محمود محمد – حرية املتعاقدين في اختيار قانون العقد الدولي – بين النظرية والتطبيق – منشأة‬
‫املعارف السكندرية – ‪2004‬م – ص‪.100‬‬
‫‪ .23‬ياقوت‪ .‬محمود محمد –مفهوم حديث لقانون عقود التجارة الدولية_ دراسة تحليلية مقارنة‪ -‬دار الفكر‬
‫الجامعي – السكندرية‪2012 -‬م‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬البحاث‪:‬‬
‫‪ .1‬الزحيلي‪ .‬محمد‪ .‬التحكيم الشرعي والقانوني في العصر الحاضر‪ -‬دمشق مجلة جامعة دمشق للعلوم‬
‫االقتصادية والقانونية – م ‪ 27‬ع‪2011 -‬‬
‫‪ .2‬الزويني‪ .‬ابتسام‪ .‬كلية التربية األساسية – شبكة اللكترونية لجامعة بابل‪ -‬العراق لسنة ‪2004‬‬
‫‪ .3‬عبد هللا‪ .‬يسري عوض هللا‪ -‬العقود التجارية الدولية " مفاوضاتها وإبرامها وتنفيذها " دراسة تحليلية على ضوء‬
‫نظرية العقد في التشريع السالمي–الخرطوم –جامعة النيلين – رسالة دكتوراه‪ -‬غير منشورة ‪.2009‬‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾169‬‬ ‫عبداهلادي‬


‫اجمللة العربية للعلوم ونشر األحباث‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬العدد الثاين‪ -‬مارس ‪2017‬‬

‫‪ .4‬عبد املجيد‪ .‬ممدوح–بحث بعنوان العالقات الدولية– جامعة التكوين – العراق – منشور على النترنت على‬
‫موقع جامعة التكوين املتواصل بتاريخ ‪2010/8/10‬م‬
‫‪ .5‬عسيري‪ .‬عارف بن محمد بن يحيى – االختصاص القضائي الدولي ملنازعات العقود التجارية‪ -‬بحث مقدم‬
‫الستكمال املاجستير في العدالة الجنائية – جامعة نايف للعلوم العربية األمنية – الرياض – ‪2010‬م‬
‫‪ .6‬العوفي‪ .‬صالح بن عبد هللا بن عطاف) املبادئ القانونية في صياغة عقود التجارة الدولية – مركز البحوث‬
‫والدراسات الدارية – الرياض – ‪1998‬م‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬االتفاقيات الدولية‪:‬‬
‫‪ .1‬اتفاقية الرياض للتعاون القضائي ‪1983‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬اتفاقية جنيف للتحكيم التجاري الدولي ‪1961‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬اتفاقية روما املتعلقة بالقانون الواجب التطبيق على االلتزامات التعاقدية ‪1980‬م‬
‫‪ .4‬اتفاقية نيويورك الخاصة بتنفيذ األحكام األجنبية ‪1958‬م‬
‫‪ .5‬اتفاقية نيويورك الخاصة بتنفيذ حكم التحكيم ‪1958‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬التحكيم التجاري األوربي لسنة ‪1961‬م‬
‫‪ .7‬قانون األونسترال النموذجي للتحكيم التجاري الدولي ‪1994‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬مبادئ الجراءات املدنية عبر الحدود ‪2004‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬مبادئ عقود التجارة الدولية (اليونيدرا) ‪2004‬م‪.‬‬
‫‪ .10‬املصطلحات التجارية الدولية(النكترومز) ‪2000‬م‪.‬‬

‫ً‬
‫رابعا‪ :‬النظمة العربية‪:‬‬
‫‪ .1‬قانون التحكيم األردني ‪2001‬م‬
‫‪ .2‬قانون التحكيم السعودي ‪2012‬م‬
‫‪ .3‬قانون التحكيم السوداني ‪2005‬م‬
‫‪ .4‬قانون التحكيم السوري ‪2008‬م‬
‫‪ .5‬قانون التحكيم الفلسطيني لسنة ‪2000‬م‬
‫‪ .6‬قانون التحكيم املصري ‪1994‬م‬
‫‪ .7‬القانون الكويتي لسنة ‪1961‬م‬
‫‪ .8‬القانون املدني القطري ‪2004‬م‬
‫‪ .9‬القانون املدني املصري ‪1948‬م‬
‫‪ .10‬قانون املعامالت الماراتي لسنة ‪1985‬م‬
‫‪ .11‬قانون املعامالت السوداني لسنة ‪1984‬م‬

‫القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية‬ ‫﴿‪﴾170‬‬ ‫عبداهلادي‬

You might also like