Professional Documents
Culture Documents
Reviewer, 10
Reviewer, 10
Reviewer, 10
مارس 2017
ISSN: 2518- 5780
القواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية في النظمة العربية في إطار
االتفاقيات الدولية "دراسة مقارنة"
امللخص :تهدف الدراسة إلى التعرف على القواعد املوضوعية والجرائية ملنازعات عقود قانون التجارة الدولية في األنظمة العربية
ُ
استعرضت االتفاقيات الدولية املتعلقة باملوضوع .اعتمدت الدراسة على واالتفاقيات العربية في إطار االتفاقيات الدولية ،وفي هذا السياق
املنهج التحليلي الوصفي املقارن ،وتوصلت الدراسة إلى نتائج أهمها عدم خضوع العقود التجارية الدولية لقانون القاض ي في األنظمة العربية،
ً
حيث درج املتعاقدون بوضع شرط التحكيم مسبقا في العقود التجارية الدولية للطبيعة الدولية للعقد الدولي التي تظهر عند حدوث التنازع،
ً
أوصت به ضرورة االهتمام الكافي في التشريعات العربية باالتفاقيات الدولية لتصبح جزءا من القانون الوطني وإعادة تحديث وأهم ما ِ
األنظمة حتى تواكب التطور االقتصادي التجاري الدولي .وتقع الدراسة في ثالثة فصول كاالتي :الفصل التمهيدي :تحديد العقد التجاري
الدولي ،الفصل األول :القواعد املوضوعية الواجبة التطبيق على منازعات عقود املعامالت التجارية الدولية ،الفصل الثاني :القواعد
الجرائية ملنازعات عقود التجارة الدولية .خالصة الدراسة :يتم اسناد منازعات العقد التجاري الدولي في األنظمة العربية إلى قواعد مادية،
ً
أشارت إليها القوانين الداخلية صراحة ،تطبييقا ملبدأ سلطان الرادة التعاقدية ،وحرية املتعاقد في اختيار القواعد التي تحكم العقد التجاري
الدولي .مع عدم وجود اختالف ذي إثر بين األنظمة العربية.
الكلمات املفتاحية :قانون التجارة الدولية ،قواعد التنازع املادية ،االتفاقات الدولية ،األنظمة العربية.
Abstract: The current study aims at identifying the substantive and procedural rules of the international commercial
contracts disputes in the Arabic regimes and agreements under the international conventions. In this context, the study
considered the related international conventions. The study relied on the analytical descriptive comparative approach. This
study reached results about the non- submission of the international commercial contracts to the “law of the Judge”. The
contractors put in advance the arbitration clause in the international commercial contracts to the global nature of the
international contract arising at the occurrence of conflict. Finally, among the most important findings was the focus of the
Arabic legislations on the international agreements to be an integral part of the national law, and updating the systems to
keep up with the international economic and commercial development. The current study consists of three chapters:-
Introductory Chapter: Identification of the international trade contract. Chapter (I): The substantive rules that should be
applied to the disputes of the International Trading Transactions Contracts. Chapter (II): The procedural rules of the conflicts
relating to the International Trade Contracts.
.1مقدمة:
تؤثر ثالثة عوامل في تطور عقود التجارة الدولية؛ هي التطور التكنولوجي والسياسات االقتصادية التحريرية
الجديدة والتطور الصناعي ،وللعقود التجارية الدولية قوة كبيرة في خلق روابط دولية بين تلك العوامل لقدرتها على خلق
التواصل السريع بين الدول والشركات واألفراد فيما بينها ،وهنالك عدد من الباحثين الذين بحثوا في عقود التجارة
الدولية ومنازعاتها ،إال أن هذا البحث يتميز عن تلك الدراسات باهتمامه بالقواعد املادية ملنازعات عقود قانون التجارة
الدولية في التشريعات العربية ومقارنتها باالتفاقيات الدولية ،في هذا الصدد سنعمل على استكشاف مدى مواكبة
التشريعات العربية واالتفاقيات العربية للتطورات التجارية الدولية في حسم املنازعات التجارية الدولية.
مشكلة البحث:
تكمن مشكلة البحث في التعرف على القواعد املادية ملنازعات عقود التجارة الدولية في التشريعات العربية
واالتفاقيات العربية واالتفاقيات الدولية ،وهل هناك اختالف بحسب القانون الواجب التطبيق؟
أسئلة لبحث:
يمكن تحديد مشكلة البحث بالسؤال الرئيس ي التالي :ماهي القواعد املادية لعقود التجارة الدولية في التشريعات
العربية باملقارنة مع االتفاقيات الدولية؟ وعلى هامش هذا السؤال يمكن التوسع في معرفة ما مصادر القواعد املوضوعية
والجرائية لعقود التجارة الدولية؟
أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى ما يلي:
-1التعرف على القواعد املوضوعية والقواعد الجرائية للعقود التجارية الدولية في التشريعات العربية ومقارنتها
باالتفاقيات الدولية ،وكذلك ما إذا كان هناك اختالف بين تلك التشريعات واالتفاقيات الدولية.
-2التوسع في فهم مدى وجود اختالف في القواعد املوضوعية والجرائية بين األنظمة العربية من ناحية واالتفاقيات
الدولية من ناحية أخرى.
-3إثراء املعرفة العلمية.
أهمية البحث:
تأتي أهمية البحث من حيث تزامنه مع التطورات التجارية واالقتصادية والتكنلوجية الكبيرة الحاصلة بسبب
ً ولعل أبرز تلك التأثيرات ما َّ
ثورة االتصاالت والعوملة .التي أثرت في املعامالت التجارية َّ
تم دوليا في العقد التجاري الدولي
باستحداث عقود تجارية دولية تحكم تلك املتغيرات ،واتجاه املشرعين في بعض الدول لتحديث األنظمة العربية ،ملواجهة
تلك التطورات القانونية في العقود التجارية ال سيما فيما يتعلق بقواعد القانون الواجب التطبيق والقواعد الجرائية
ملنازعات العقد التجاري الدولي ،وهذا يتطلب ضرورة القيام بأبحاث دورية لتلك التحديثات في التشريعات العربية ملعرفة
مدى مواكبتها لالتفاقيات الدولية التي تحكم العقود التجارية الدولية.
منهجية البحث:
يصف موضوع القواعد املادية ملنازعات عقود اتبع البحث املنهج الوصفي التحليلي املقارن ،فهو وصفي ألنه ِ
ً
قانون التجارة الدولية في األنظمة العربية في إطار االتفاقيات الدولية اعتمادا على جمع الحقائق والقوانين واالتفاقيات
ً ً
وتصنيفها وتحليلها تحليال دقيقا الستخالص داللتها والوصول إلى نتائج حول موضوع البحث ،وهو منهج تحليلي ألنه يقوم
على تفسير القواعد املادية للمنازعات في القوانين العربية واالتفاقيات الدولية وشرح نصوصها ،وهو منهج مقارن ألنه
يقارن بين األنظمة العربية واالتفاقيات الدولية.
مصطلحات البحث:
ُ ُ
.1قانون التجارة الدولية :هو مجموعة القواعد القانونية التي توحد وتنظم مجموعة العقود التجارية الدولية
كالبيع الدولي للبضائع وعقد النقل الجوي وعقد النقل البحري والوكالة وعقود نقل التكنولوجيا والتجارة
االلكترونية وغيرها من العقود التجارية التي تجري بين أطراف متعاقدة أجنبية(.)1
()1د .ثروت حبيب :قانون التجارة الدولية – مطبوعات جامعة القاهرة بالخرطوم – القاهرة1975 -م – ص15
العقد التجاري الدولي :هو الذي ُيستمد صفته من طبيعة العالقة التي يحكمها ويتخذ شكل شروط عامة أو .2
عقد نموذجي(.)2
القواعد املادية ملنازعات عقود التجارة الدولية :هي مجموعة القواعد املوضوعية والجرائية التي تراعى عند .3
نظر النزاع من جانب القاض ي أو هيئة التحكيم.
القواعد املوضوعية للعقد التجاري الدولي :هي مجموعة القواعد املستمدة من العادات التجارية الدولية .4
ً ُ
واملعاهدات الدولية ومبادئ قانون التجارة الدولية وتعرف ايضا بأنها" :مجموعة القواعد ذات املضمون الدولي
ً ً ً
املوجودة أصال أو املعدة لتعطي حال مباشرا لنزاع في عالقة خاصة ذات طابع دولي(.)3
القواعد الجرائية ملنازعات عقود التجارة الدولية :هي مجموعة القواعد التي تحدد املحكمة املختصة بالنزاع .5
ً
مكانيا فيما يعرف باالختصاص القضائي الدولي ويدخل من ضمنها التحكيم.
الونسترال :هي هيئة قانونية تتبع ملنظمة األمم املتحدةُ ،ويطلق عليها لجنة قانون التجارة الدولية ،ومهمتها .6
توحيد وتنظيم قواعد قانون التجارة الدولية وتم إنشائها في عام .1966
املعاهدات واالتفاقيات الدولية :يقصد باملعاهدات الدولية توافق إرادة شخصين أو أكثر من أشخاص .7
ً
القانون الدولي على إحداث آثار قانونية معينة طبقا لقواعد القانون الدولي ( ،)3وعرفتها املادة ( )1/2من اتفاقية
قانون املعاهدات فينا لسنة 1980بأنها :االتفاق الدولي املعقود بين الدول في صيغة مكتوبة والذي ينظمه
سواء تضمنته وثيقة واحدة أو وثيقتان أو أكثر مهما كانت تسميته الخاصة. القانون الدولي ً
-2الدراسات السابقة:
هناك بعض األبحاث والدراسات العربية التي تطرقت إلى موضوع العقود التجارية الدولية وأحكامها بشكل عام،
مع قلة األبحاث على وجه الخصوص املتعلقة بالقواعد املادية ملنازعات العقود التجارية الدولية في األنظمة العربية
واالتفاقيات العربية ومقارنتها باالتفاقيات الدولية ،وهنا نورد بعض الدراسات التي تناولت موضوع العقود التجارية
الدولية من جوانب مختلفة ومنها ما يلي:
دراسة (عبد هللا يسري )2009 ،بعنوان(( :العقود التجارية الدولية -مفاوضاتها وإبرامها وتنفيذها دراسة
تحليلية لنظرية العقد في التشريع السالمي)) تقدم بها الباحث إلى كلية القانون بجامعة النيلين في السودان لنيل درجة
الدكتوراه في القانون الخاص ،استهدفت عقود التجارة الدولية في مراحلها الثالث" مرحلة التفاوض ،ومرحلة إبرام
العقد ،ومرحلة تنفيذه .كدراسة جامعة ،وقد خلصت الدراسة إلى ضرورة االهتمام بصياغة عقود التجارة الدولية.
وفي دراسة لـ(عسيري)2010 ،؛ هدفت إلى التعرف على االختصاص الدولي في النظام السعودي ملنازعات
العقود التجارية املتمثلة في عقود السمسرة والوكالة والرهن والنقل والتجارة اللكترونية ،وقد خرجت الدراسة بأن نظام
املرافعات السعودي يتوافق مع قانون املرافعات املدنية والتجارية الكويتي في الضوابط املتعلقة باالختصاص الدولي ،وأن
هناك ضرورة لتطوير قواعد االختصاص الدولي ملنازعات العقود التجارية في السعودية.
أما دراسة (أبو مغلي ،مهند )2005بعنوان((:القانون الواجب التطبيق على العقد الدولي)) عبارة عن بحث
مقدم لنيل درجة الدكتوراه بكلية الحقوق بجامعة عين شمس في مصر ،هدفت الدراسة إلى التعرف على العقد الدولي
()2د .محمود سمير الشرقاوي :العقود التجارية الدولية – دار النهضة العربية – القاهرة 1992م –ص55
()3د .هشام خالد :العقود الدولية وخضوعها للقواعد الموضوعية – دار الفكر الجامعي – اإلسكندرية – 2001م – ص.11
()3
اللكتروني ودور التحكيم في فض منازعات العقود التجارية اللكترونية ،وقد أظهرت نتائجه خضوع العقد التجاري
اللكتروني للتحكيم.
وفي دراسة لـ (العوفي )1998بعنوان((:املبادئ القانونية في صياغة عقود التجارة الدولية)) :سعى الباحث في
الدراسة إلى التعرف على أسس وضوابط الصياغة القانونية الصحيحة للعقود التجارية الدولية وقد خلصت الدراسة إلى
أن العقد التجاري الدولي يماثل العقد الداخلي في كثير من عناصره على الرغم من وجود اختالف بينهما.
وهدف بحث لـ (الزحيلي ،محمد )2011بعنوان((:التحكيم الشرعي والقانوني في العصر الحاضر)) حيث
ً
استعرض الباحث التحكيم في الفقه السالمي وفي العصر الحاضر ،متناوال أحكامه وأهميته وآثاره وخلص البحث إلى أن
التحكيم مؤسسة شبه قضائية وهو قديم وأقره الشرع الحنيف ،وله بعض السلبيات واليجابيات.
ومن خالل استعراض الدراسات السابقة نجد أن أغلب تلك الدراسات استهدفت العقود التجارية الدولية ،أما
بتحديد دولية العقد أو إبرامه أو صياغته أو منازعات العقد التجاري اللكتروني أو االختصاص الدولي ملنازعات العقود
التجارية في دولة عربية منفردة أو التحكيم أو تنازع القوانين بصفة العموم ،ونجد أن هذه الدراسة مكملة لتلك
الدراسات السابقة ،بجانب أنها أكثر شمولية لتناولها القواعد املادية .املوضوعية والجرائية .ملنازعات العقود التجارية
الدولية في التشريعات العربية واالتفاقيات العربية ومقارنتها باالتفاقيات الدولية.
.3الطارالنظري للبحث:
تحديد دولية العقد التجاري:
ال ُيوجد اجماع في الفقه االنجلو سكسوني على تحديد دولية العقد ،أما الفقه الالتيني الذي تأثرت به أغلب
األنظمة التجارية العربية ،فهناك معياران لتحديد دولية العقد التجاري هما :املعيار القانوني واملعيار االقتصادي.
ً ً
أوال :املعيار القانوني :يقوم هذا املعيار على فكرة أن العقد يعد دوليا ،فيما لو اتصلت روابطه القانونية بأكثر
من نظام قانوني واحد ،بمعنى أن أطرافه مقيمين في دول متعددة(.)4
ً ً ً
ثانيا :املعيار االقتصادي :يعتبر العقد دوليا إذا كان متعلقا بعنصر أجنبي ،وتنصرف عبارة عنصر أجنبي إلى
ً
األطراف أو املحل أو مكان التنفيذ أو موضوع العقد نفسه "أيا كان جنسية املتعاقدين وطنيين أو أجانب
فالعبرة بدولية العقد ،بدخول عنصر أجنبي فيه ،لذلك دمج الفقه الحديث املعيار القانوني واملعيار
االقتصادي في تحديد دولية العقد التجاري ،فال يكتفي فقط بوجود عنصر أجنبي في الرابطة العقدية ،وإنما
يحرص على التأكد من تعلق األمر باملصالح التجارية الدولية(.)1
ً
أن ارتباط العقد محل النزاع بعدد كبير من الدول ،قد يجعله دوليا كالعقد الذي يبرم بين شركة لبنانية وإحدى
الشركات املصرية القائمة في الخارج ،الختالف جنسية املتعاقدين ،أما إذا كان بين إحدى الشركات الوطنية أو إحدى
فروعها القائمة في الخارج ،وكان الفرع غير مستقل عن الشركة األم ،فال يكون هناك عقد دولي؛ لعدم اختالف جنسية
ً ً
املتعاقدين .وفي هذا الحال تقوم املحاكم باعتماد معيار مصالح التجارة الدولية ،ألن العقد هنا يتضمن مدا وجزرا للقيم
االقتصادية املختلفة عبر الحدود الدولية ،سواء تعلق األمر بدخول وخروج نقود أو بضائع ،شريطة أن تكون الدولة
ً
طرفا في العملية املعنية()2
( )4د .هشام علي صادق :القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة الدولية -دار الفكر العربي 2001 -م -ص– 72
( )1د .محمد ياقوت –حرية المتعاقدين في اختيار القانون الواجب التطبيق – بين النظرية والتطبيق – منشاة المعارف اإلسكندرية – ص43
( )2د .هشام خالد :مرجع سابق – ص 112
وتفاوتت األنظمة القانونية العربية في األخذ باملعيارين القانوني واالقتصادي ،حيث أخذت مصر والكويت
والسودان واململكة العربية السعودية والمارات وقطر باملعيار القانوني ،أما القانون األردني والسوري فقد أخذا باملعيار
ُ
االقتصادي وقاض ي املوضوع هو الذي يحدد دولية العقد في كل قضية تعرض عليه (.)3
وقد أخذت اتفاقية األمم املتحدة للبيع الدولي للبضائع -فينا عام 1988م باملعيار القانوني ،حيث إنها استبعدت
املعيار االقتصادي من نطاق تحديد دولية عقد البيع الداخل في نطاقها .فأحكام االتفاقية تنطبق إذا توفرت الشروط
الواردة في املادة األولى منها؛ دون اعتبار ملا إذا كان العقد يراعى أو يأخذ في االعتبار مصالح التجارة الدولية ،ودون اعتبار
ملا إذا كان سيترتب على العقد تغيرات في قيمة البضائع عبر تحركها عبر الحدود الدولية ،فكلما اختلفت أماكن أطراف
ً
عقد البيع الدولي صار دوليا حتى ولو لم تنتقل البضاعة من دولة إلى أخرى ( ،)4وسارت على هذا اتفاقية بروكسل
الخاصة بسندات الشحن وكذلك اتفاقية وارسو للنقل الجوي وهامبورج .1978
ً
وتأكيدا على ذلك جاء في اتفاقية مونتريال 1999؛ الخاصة بتوحيد بعض أحكام النقل الجوي حيث عرفت عقد
ً
النقل الدولي بأنه " :أي نقل تكون فيه نقطتا املغادرة واملقصد النهائي ،وفقا للعقد املبرم بين األطراف واقعتين؛ أما في
إقليم دولتين طرفين أو في إقليم دولة واحدة طرف سواء كان أو لم يكن هناك انقطاع للنقل أو كان هناك نقل من طائرة
إلى أخرى ،وذلك إذا كانت هناك نقطة توقف متفق عليها في إقليم دولة أخرى ،حتى وإن لم تكن تلك الدولة طرفا ،وال
ً ً
يعتبر نقال دوليا ألغراض هذه االتفاقية النقل بين نقطتين داخل إقليم دولة واحدة طرف؛ بدون نقطة توقف متفق عليها
داخل إقليم دولة أخرى.
واتبعت اتفاقية األمم املتحدة للبيع الدولي للبضائع -فينا 1988م واتفاقية مونتريال 1999م املعيار القانوني
حيث إنها استبعدت املعيار االقتصادي ،فأحكام االتفاقية تنطبق إذا توافرت الشروط الواردة في املادة ( )1/1منها دون
اعتبار ملا إذا كان العقد يراعي أو يأخذ في االعتبار مصالح التجارة الدولية ،فطاملا اختلفت أماكن منشآت أطراف البيع
ً
صار البيع دوليا ،حتى وإن لم تنتقل البضاعة من دولة إلى أخرى ( )1وسارت على هذا النحو اتفاقية بروكسل الخاصة
ً
1924م بسندات الشحن واتفاقية وارسو للنقل الجوي وهامبورج 1978م ،حيث يعتبر العقد دوليا إذا كان هناك ُعنصر
أجنبي.
القواعد املوضوعية الواجبة التطبيق على منازعات العقود التجارية الدولية في النظمة
العربية:
تمهيد:
ً
مشكلة القواعد املوضوعية الواجبة التطبيق على العقد ال تثار أصال في مجال عقود التجارة الداخلية والتي
ً
تخضع للقانون الداخلي ،لعلم املتعاقدين مسبقا بذلك ،أما عقود التجارة الدولية التي تتصل بأكثر من نظام قانوني
واحد فهي تتطلب تحديد القانون الواجب التطبيق على العقد التجاري الدولي.
خضوع العقد لقانون الرادة:
األصل في عقود التجارة الدولية هي خضوعها لقانون الرادة أي للقانون الذي تشير اليه إرادة املتعاقدين
وينطبق قانون الرادة في شأن كل ما يتعلق بتكوين العقد وشروط انعقاده املوضوعية كالتراض ي واملحل والسبب كما
( )3قانون التحكيم السوري 2008م – قانون التحكيم األردني 2001م – قانون التحكيم المصري 1994م -قانون التحكيم السعودي 2012م –
قانون التحكيم السوداني 2005م
( )4د .سالمة فارس .وسائل معالجات اختالل توازن العالقات التعاقدية في قانون التجارة الدولية -جامعة اإلسكندرية1998 -م -ص23
( )1د .محمود محمد ياقوت – حرية المتعاقدين في اختيار قانون العقد الدولي – بين النظرية والتطبيق – منشاة المعارف اإلسكندرية 2004م –
ص100
ينطبق هذا القانون على آثار العقد؛ سواء تعلقت هذه اآلثار باألشخاص أو باملوضوع ،وعلى كل ما يرتبه العقد من
التزامات متبادلة بين أطرافه ( ،)2من تطبيقات قانون الرادة في األنظمة العربية ما جاء في املادة( )1/147من القانون املدني
املصري ،التي تقابل املادة( )13من قانون املعامالت املدنية السوداني لسنة 1984التي نصت على" :العقد شريعة
املتعاقدين فال يجوز نقضه وال تعديله إال باتفاق الطرفين أو لألسباب التي يقررها القانون" ومبدأ سلطان الرادة مبدأ
ثابت في القانون املقارن ،حيث تعترف به كل األنظمة القانونية(.)3
مفهوم قانون الرادة:
هو مصدر للحقوق الشخصية بوصفها األداة الخاصة للقانون ،وتمثلها عدة مبادئ في األنظمة القانونية
العربية منها مبدأ حرية التعاقد واحترام إرادة املتعاقدين في تفسير وتنفيذ العقد ،فهو القانون الذي تشير به إرادة
املتعاقدين.
ومبدأ حرية الرادة في اختيار القانون الذي يحكم العقد التجاري الدولي أقرته عدة اتفاقيات دولية ،فأشارت
إليه املادة ( )1/3من اتفاقية روما للعام ( )1980املتعلقة بالقانون الواجب التطبيق على االلتزامات التعاقدية ،حيث
ً ً
أقرت بسريان القانون الذي اختاره األطراف على العقد ،ويجب أن يكون هذا االختيار صريحا أو مستمدا بطريقة مؤكدة
من نصوص العقد أو من ظروف التعاقد ،كما نصت على ذلك املادة ( )7من اتفاقية جنيف للتحكيم التجاري الدولي
لسنة (" )1961األطراف أحرار في تحديد القانون الذي يتعين على املحكمين تطبيقه على النزاع" وكذلك املادة ( )7من
اتفاقية الهاي املتعلقة بالقانون الواجب التطبيق على عقود البيع الدولي للبضائع لعام ()1986؛ التي قضت على أن
"يحكم البيع القانون املختار من األطراف ،اتفاق األطراف فيما يتعلق باختيار القانون الواجب التطبيق على عقدهم
ً ً
يجب أن يكون صريحا أو يمكن استنتاجه بوضوح من نصوص العقد أو من سلوك األطراف أو بالنظر إليهما معا".
ً
إن إرادة املتعاقدين في تحديد قانون الرادة قد يكون صراحة ،بتحديد املتعاقدين قانونا بعينه يحكم عقدهم
بالنص صراحة بذلك في العقد ،وقد تكون ضمنية بحيث يمكن استخالصه من وقائع وظروف التعاقد ،وينسحب تعبير
ً
القانون املختار من قبل األطراف إلى القانون الداخلي الصادر من دولة معينة تتمتع بهذا الوصف طبقا ألحكام القانون
الدولي واألعراف التجارية التي نشأت بين الجماعات العاملة في مجال التجارة الدولية بجانب القانون الداخلي لدولة
معينة(.)1
سكوت املتعاقدين عن االختيارالصريح أو الضمني لقانون العقد:
في حالة سكوت املتعاقدين عن تحديد قانون معين يحكم العقد فعلى القاض ي أن يستخلص إرادتهم الضمنية،
مع اتجاه رأي آخر؛ إلى تطبيق القانون السائد للمكان الذي يشكل مركز الثقل في الرابطة العقدية والذي تم بناء على
ً
ضوابط محددة سلفا ،كقانون البرام أو قانون دولة التنفيذ أو محل القامة املعتاد أو دولة البائع(.)2
هذا ما أخذت به اتفاقية روما 1980م واتفاقية الهاي 1986م التي قضت في ( )1/3منها " في حالة عدم اختيار
ً
األطراف للقانون الذي سيحكم العقد فإن البيع يكون محكوما بالقانون الداخلي للدولة التي يوجد بها محل القامة
ً
املعتاد وقت تسليم الطلب ،ومع ذلك إذا كان تسليم الطلب بواسطة منشأة البائع فإنه يكون محكوما بالقانون الداخلي
للدولة التي يوجد بها مقر تلك املنشأة " ،وقضت املادة ( )4من اتفاقية روما لعام 1980م الخاصة بالقانون الواجب
التطبيق على االلتزامات التعاقدية على أنه؛ "عند سكوت املتعاقدين عن اختيار القانون الواجب التطبيق على العقد،
()2
()3
()1
ً
تسري على هذا األخير قانون الدولة التي بها أكثر الروابط وثوقا وتعتبر تلك الروابط موجودة في الدولة التي يوجد بها محل
ً ً
القامة املعتادة للطرف امللتزم بتقديم األداء املميز وقت إبرام العقد ،أما إذا كان الطرف شخصا معنويا وكان قد أبرم
العقد أثناء ممارسة نشاطه املنهي فقانون الدولة التي بها املنشأة الرئيسة لهذا الشخص هو الواجب التطبيق على العقد،
أما إذا كان األداء املميز للعقد سيتم عن طريق شركة أخرى بخالف الشركة الرئيسية فإن قانون الدولة التي يتواجد فيه
مقر تلك الشركة الرئيس ي هو الذي يحكم العقد ،ويعرف ضابط السناد هنا بضابط األداء املميز ،حيث ُيعد من أهم
املبادئ الرئيسة لقانون التجارة الدولية ،ولقد تبنته العديد من األنظمة القانونية في تحديد القانون الواجب التطبيق
على العقود التجارية الدولية؛ ملرونته ومالء مته لكل أنواع العقود ألنه يعتد بأهمية االلتزام األساس ي في العقد(.)3
وقد أخذت األنظمة القانونية العربية بقانون الدولة التي يوجد بها املوطن املشترك للمتعاقدين في حالة سكوت
املتعاقدين عن تحديد القانون الواجب التطبيق ،هذا ما ورد في املادة ( )19من قانون املعامالت الماراتي لسنة 1985
املقابلة للمادة()1/91من القانون املدني املصري واملقابلة للمادة ()1/113من قانون املعامالت السوداني لسنة 1984؛
ً ً
حيث تنص صراحة ":يسري على االلتزامات التعاقدية شكال وموضوعا قانون الدولة التي يوجد فيها املوطن املشترك
ً ً
للمتعاقدين -أن اتحدا موطنا -فإن اختلفا موطنا يسري قانون الدولة التي تم فيها العقد ما لم يتفق املتعاقدان أو يبين
ً ً
من الظروف أن قانونا آخرا هو املراد تطبيقه على أن قانون موقع العقار هو الذي يسري على العقود التي أبرمت بشأنه".
ً
فضابط األداء املميز نجده مطبقا في أنظمة التحكيم التجارية العربية ،نص عليه املشرع السوداني في املادة
()30من قانون التحكيم لسنة 2005التي تقابل املادة()39من قانون التحكيم الدولي املصري لسنة" : 1994إذا لم يتفق
الطرفان على القواعد القانونية الواجبة التطبيق على موضوع النزاع طبقت هيئة التحكيم القواعد املوضوعية في
ً
القانون الذي ترى أنه األكثر ارتباطا بموضوع النزاع".ونصت عليه املادة()19من قانون التحكيم الفلسطيني لسنة " 2000
يجوز لألطراف في التحكيم الدولي االتفاق على القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع فإن لم يتفقوا تطبق هيئة
ً
التحكيم القانون الفلسطيني ،وإذا كان التحكيم دوليا ويجري في فلسطين ولم تتفق األطراف على القانون الواجب
التطبيق فتطبق القواعد املوضوعية التي تشير إليها قواعد تنازع القوانين الفلسطيني....وفي جميع األحوال تراعي هيئة
التحكيم األعراف املطبقة بين أطراف النزاع "
ونخلص -مما سبق -أن إرادة األطراف في اختيار القانون الواجب التطبيق على العقد الدولي هي قاعدة السناد
الخاصة بتنازع القوانين في العقود الدولية .وفي حالة سكوت الرادة سيتم البحث عن الرادة الضمنية لألطراف املتعاقدة
من وقائع وظروف التعاقد ومالبساته ،فهل الرادة حرة في اختيار القانون الواجب التطبيق أم هي مقيدة ؟ مع انقسام
الفقه إلى مذهبين :
/1املذهب الشخص ي /2 -املذهب املوضوعي:
وال :املذهب الشخص ي :يذهب أنصار هذا املذهب إلى حرية الرادة املطلقة بحيث يرتفع بها فوق القانون ً
أ
فيستمد قوته امللزمة من اتفاق األطراف ،ويندمج القانون في العقد لتصبح أحكامه مجرد شروط عقدية
يستطيع املتعاقدون أن يخالفوا أحكامها حتى لو كانت ذات طابع آمر(.)1
ً ً
ثانيا :املذهب املوضوعي :استقر على ضرورة خضوع العقد للقانون الداخلي لدولة معينة عمال بقواعد تنازع
القوانين في دولة القاض ي ،مما يعني أن النظرية الشخصية أفقدت قواعد القانون الصفة اآلمرة ،أما في النظرية
املوضوعية فإن الرادة مقيدة بالقواعد اآلمرة للقانون املختار(.)2
()1
( )2د .هشام صادق :عقود التجارة الدولية – دار المطبوعات الجامعية -اإلسكندرية – 2007م – ص347
( )3د .ثروت حبيب :مرجع سابق ذكره – ص364
( )4د .أحمد السعيد الزقرد :مرجع سابق ذكره -ص 64
( )5د .هشام خالد :مرجع سابق ذكره – ص201
ضمنت العادات في كثير من مركزا وسط ًا؛ بين قواعد القانون العام من ناحية والقواعد العقدية ،ولقد ُ ً
وهي تمثل
االتفاقيات الدولية مثل(:)1
.1اتفاقية توحيد القواعد املوضوعية كاتفاقية جنيف لتوحيد قانون الصرف.
.2اتفاقية التحكيم التجاري الدولي.
.3اتفاقية نيويورك الخاصة بالتحكيم .1958
.4اتفاقية’ الهاي الخاصة بالقانون املوحد للبيع الدولي للمنقوالت املادية .1964
.5اتفاقيات مسؤولية الناقل البحري والجوي(.)2
ً ً
وتعد هذه االتفاقيات بالنسبة للقاض ي الوطني في الدول العربية املصدقة عليها مصدرا رسميا .أما الدول غير
ً
املنضمة إليها تعتبر من قبيل املصادر االحتياطية ،التي يستطيع القاض ي وفقا لألصول القانونية العامة أن يلجأ إليها
ً
مستأنسا بالحل املقرر بها ملالءمتها للنزاع املطروح أمامه ،وهذا ما أكدته املادة()1/17من اتفاقية التحكيم التجاري
األوربي لسنة 1961؛ واملادة()5/13؛ من نظام تحكيم غرفة التجارة في باريس "على املحكم أن يراعي شروط العقد
وعادات التجارة ونصت املادة( )9من اتفاقية لجنة قانون التجارة الدولية (األونسترال) الخاصة بالبيع الدولي للبضائع
" 1980يلتزم الطرفان باألعراف التي اتفقا عليها وبالعادات التي استقر عليها التعامل بينهما ".
ومن جهته؛ فقد اهتم معهد القانون الدولي الخاص (اليونيدروا) بالعادات كمصدر لاللتزام في توصيته التي
أصدرها لسنة 1979؛ "على األطراف بصفة خاصة أن يختاروا القانون الواجب التطبيق ....أو املبادئ التي تطبق في
العالقات االقتصادية الدولية أو القانون الدولي " ،وأعطى معهد روما العادات التجارية الطابع امللزم ،إذا توافرت فيها
شروط معينة ووفق املادة ( )9/1من قانون مبادئ التجارة الدولية " 2004يلتزم األطراف بما يتفقون عليه من عادات،
وكذلك أية ممارسات استقرت فيما بينهم ،مع التزام األطراف بأي عادة في مجال التجارة الدولية ،ما دامت شائعة ومتبعة
في مجال املعامالت املعنية ما لم يكن من غير املعقول تطبيقها " (.)3
ً ً
وتطبيق املحكمون للعادات واألعراف الخاصة بالتجارة الدولية يكون مفروضا دائما ،بمعنى أن اختيار
ً ً
املحكمون للعادات واألعراف التجارية الدولية يكون مفترضا دائما في كل عقد دولي يتضمن شرط التحكيم للمعاملة
التجارية في حالة النزاع وهذا ما جاء في املادة ( )7من االتفاقية األوربية للتحكيم التجاري الدولي لسنة 1961؛ التي توجب
على املحكمين أن يراعوا اشتراطات العقد وعادات التجارة عند نظر التنازع في العقد التجاري الدولي ،وهذا ما ذهبت إليه
أنظمة التحكيم العربية كاملادة()1/31من قانون التحكيم السوداني لسنة 2005م التي توجب مراعاة هيئات التحكيم
عند الفصل في النزاع شروط العقد محل النزاع واألعراف الجارية في نوع املعاملة وهي تقابل املادة()3/39من قانون
ً
التحكيم املصري لسنة 1994م ،التطبيق القضائي الدولي يؤكد أن العادات التجارية تعد قيدا على حرية العاملين في
مجال التجارة الدولية حتى لو لم يتفق األطراف صراحة على ذلك (.)1
وقد تركت األنظمة العربية الوطنية تنظيم بعض أحكام العقود التجارية الدولية لألعراف الدولية التي يحددها
املتعاقدون في الشروط العامة للعقود التجارية الدولية كما هو الشأن بالنسبة لقواعد النكترومز Inctromesوذلك في
مجال البيوع الدولية وهي شروط تطبق باسم سلطان الرادة ،مع تردد التشريعات الوطنية في تطبيق قواعد النكترومز
عند سكوت األطراف عنها ،بالرغم من أن هذه القواعد تطبق العادات واألعراف املذكورة ،فاألعراف والعادات التجارية
ً ً ً
املهنية تشكل نظاما قانونيا مستقال عن سلطات القوانين الوطنية ،وهي مصدر للعقد التجاري الدولي وملزمة لألطراف
ً
بوصفها شروطا ضمنية تسري على العقد كله أو على التصرفات الصادرة من أحد األطراف وهو ما يعرف بمبدأ سمو
العادة على املبادئ(.)2
خضوع العقد التجاري للمعاهدات واالتفاقيات الدولية:
املعاهدات نوعان زوجية أو ثنائية ومعاهدة جماعية ،األولى تتم بين دولتين ،بينما الثانية تتم بين ثالثة دول
فأكثر ،فهناك اتفاقات جماعية يطلق عليها اتحاد تتفق الدول املشتركة فيها على اتباع اتجاه معين في موضوع معين
كحماية امللكية األدبية أو الفنية أو الصناعية أو التجارية ،وال شك أن كافة أنواع املعاهدات يمكن أن تكون أداة اتفاق في
ً
احدى مجاالت قانون التجارة الدولية .وهي بذلك تعتبر قانونا في حالتين هما (: )4
.1الحالة الولى :االتفاق على تشريع واحد في موضوع معين من موضوعات القانون التجاري الدولي يسري في داخل كل
ً
دولة من الدول املوقعة على االتفاق ويحل محل التشريع الداخلي .وهي دائما تهدف إلى توحيد القوانين الداخلية في
ً ً
املوضوع املحدد مثل معاهدات جنيف التي وضعت قانونا موحدا لألوراق التجارية ،واتفاقية األونسترال الخاصة
بقانون التحكيم التجاري ،واتفاقية األونسترال الخاصة بالتجارة اللكترونية ،واتفاقية األمم املتحدة الخاصة بالبيع
الدولي للبضائع فينا 1980م.
.2الحالة الثانية :االتفاق على قواعد تنازع القوانين عن طريق بيان القانون الواجب التطبيق الذي يطبق على املسألة
كاتفاقية روما لسنة 1980م املتعلقة بالقانون الواجب التطبيق على االلتزامات التعاقدية.
طبيعة املعاهدة كقانون واجب التطبيق على منازعات عقود التجارة الدولية:
املعاهدة اتفاق تراض ي بين الدول املتعاقدة لتوحيد قواعد عقد تجاري دولي معين ،بشرط أال تصل إلى حد
االتفاق على ما يخالف القانون الدولي أو النظام العام ،وإن كان االتفاق ذاته يخضع لهذا القانون من حيث كفالة
احترامه ،ولتحديد طبيعة املعاهدات كقانون واجب التطبيق على منازعات العقد التجاري الدولي ومدى صلتها بالقانون
الدولي التجاري والقانون الداخلي ،اتجه الفقه القانوني في هذه املسالة إلى اتجاهين:
ً ً
-1وحدة القانون الدولي والقانون الداخلي .وفي ظل هذا االتجاه ال تعتبر املعاهدة مصدرا دوليا للقانون الدولي وال تنشأ
ً
وفقا ألحكام القانون الدولي العام(. )1 وال تثبت لها قوتها امللزمة
-2أما االتجاه الثاني فذهب بازدواج القانون وهو يقوم على مبدأ الفصل بين القانون الدولي التجاري والقانون
الداخلي ،بحيث يستقل كل منهما بمجال تطبيقه ،فتثبت للمعاهدة قوتها امللزمة بمقتض ى أحكام القانون الدولي،
أما االتفاقيات التي تتم بين شركات خاصة أو أفراد أجنبية ينتمون إلى عدد من الدول املختلفة ،فيصدق عليها
مقولة العقد شريعة املتعاقدين ويجب أن تراعي القواعد اآلمرة في القانون الوطني ،وأن ال تخالف النظام العام
واآلداب()2
جهة تفسيراملعاهدات:
ً
تملك الدول املوقعة على املعاهدة حق تفسيرها؛ ويتم غالبا عن طريق تبادل خطابات بين بعضها البعض،
كذلك تملك املحاكم الدولية تفسير املعاهدة إذا ما دفع إليها النزاع ،ويسمى في الحالتين بأنه تفسير دولي للمعاهدة ،أما
أي البعض أنه يجب التفرقة ما بين تطبيق املعاهدة وتفسيرها، بالنسبة لسلطات القاض ي فقد اختلف في شأنها ،فر ُّ
فالقاض ي الوطني يطبق أحكام املعاهدة ،ولكنه ال يملك تفسيرها إذا اقتض ى الحال ذلك بل عليه أن يوقف الفصل في
()2
()4
43 ()1
الدعوى اال حين يستقي التفسير من حكومته ،وخطر هذا الرأي أنه يعطل الخصومة مما يضر بمصالح األطراف
الدولية ،أما الرأي اآلخر فإنه يخول القاض ي الوطني تفسير املعاهدة شأنه في ذلك شأن تفسيره للتشريع الداخلي فيما
يتعلق باملسائل الخاصة به (. )3
ولقد وضح املشرع السوداني ذلك التفسير بوضوح حيث تنص املادة( )2/11في قانون املعامالت املدنية 1984م
على( :يسري على النظام القانوني لألشخاص االعتبارية األجنبية من شركات .........قانون الدولة التي اتخذت فيها هذه
االشخاص مركز إدارتها الرئيس ي الفعلي فإذا باشرت نشاطها الرئيس ي في السودان فإن القانون السوداني هو الذي يسري
لكن مع ذلك تنص املادة( )12من نفس القانون( :ال تسري أحكام املادة( )11إذا وجد نص ......في معاهدة دولية نافذة في
السودان يتعارض معها).
أما أهم املعاهدات التي أصبحت تضمن في القوانين الوطنية؛ فهي اتفاقية وارسو 1929؛ حيث أخذت بعض
األنظمة العربية بها وضمنت أحكامها في قوانينها الداخلية حيث جاء في املادة ( )123من القانون املصري للطيران املدني
رقم 28لسنة 1981؛ على تطبيق أحكام اتفاقية توحيد قواعد النقل الجوي الدولي املوقعة في وارسو في 12أكتوبر
،1929واالتفاقيات املعدلة واملكملة لها واملنضمة إليها الجمهورية املصرية على النقل الجوي الدولي والداخلي.
خضوع العقد التجاري الدولي للمبادئ العامة التجارية الدولية:
تعرف املبادئ العامة للتجارة الدولية بأنها األصول أو القواعد الجوهرية التي تبنى عليها قواعد ثانوية في التطبيق
والصياغة ،وعرفت بأنها املبادئ الشاملة املتصلة بقواعد مشتركة لدى معظم التشريعات الداخلية للدول والتي تعلو
ً ً ُ
فوق كل خالف ( ،)1وتعرف ايضا بأنها مجموعة املبادئ العامة التي أصبحت أكثر شيوعا بين املتعاملين في التجارة الدولية
(.)2
ً ً ً ً ّ
وتعد املبادئ العامة مصدرا احتياطيا للقاعدة القانونية يلتزم القاض ي بالرجوع إليها إذا لم يجد نصا تشريعيا أو
ً
عرفا في القانون الوطني ،أما في القانون الدولي فهي من املصادر األصلية لقواعد هذا القانون.باعتبارها حلول لقواعد
واجبة التطبيق لضرورتها ولزومها وهي مستقلة عن العرف وعن مفهوم فكرة العدالة (ُ ،)3يستدل على ذلك من
املادة()17قانون األمم املتحدة للبيع الدولي للبضائع -فينا ( 1980األونسترال) التي نصت ( :بشأن املسائل املتعلقة
ً
بموضوعات يشملها القانون الحالي والتي لم يرد لها نص صريح يكون الحكم فيها وفقا للمبادئ العامة التي يقوم عليها هذا
القانون).
ويتضح من التعريفات السابقة اختالف الفقه في ماهية املبادئ ،حيث يرى جانب من الفقهاء :بأنها يقصد بها
املبادئ السارية في النظم القانونية الوطنية( ،)4وحسب هذا الرأي تكون املبادئ العامة الواردة في قانون املعامالت املدنية
السوداني ،1984أما في قانون املعامالت الماراتي فهي الشريعة العامة للمعامالت التجارية في حالة غياب قانون أو نص
خاص يحكم مسألة النزاع ،ومن أهم هذه املبادئ :الضرر يرفع بقدر المكان -الضرر ال يزال بمثله -العادة محكمة عامة
كانت أو خاصة -تعتبر العادة إذا اضطربت أو غلبت -املشقة تجلب التيسير -الرجل خيار -العزم بالغنم -ال اجتهاد مع
النص (.)5
( )2د .عبد الحكيم مصطفى :الوسيط في قانون المعامالت الدولية الخاصة – دار النهضة العربية – القاهرة – ط1991 – 1م – ص26
( )3د .محسن شفيق :مرجع سابق ذكره – ص 390
( )4د .محمد يوسف علوان :القانون الدولي العام المقدمة المصادر – دار النهضة العربية – القاهرة2000 -م – ص 338
( )5العالمة عبد الرحمن بن ناصر بن عبد هللا ابن ناصر السعدي :منظومة القواعد الفقهية – دار الميمان للطباعة والنشر -السعودية – 2010م-
صص 10 -9
أما الرأي الثاني؛ فيرى أن املقصود بها املبادئ املشتركة في النظم القانونية الداخلية واملبادئ العامة املستمدة
ً
من النظام التجاري الدولي معا ،ويذهب رأي آخر إلى حد إنكار انشقاق املبادئ العامة للقانون من القوانين الداخلية،
وقصرها على املبادئ التي تحكم العالقات الدولية التي تنشأ وتتطور بالطرق االتفاقية والعرفية .والرأي الذي يجانب
الصواب هو الراي الثاني باعتبارها مبادئ مشتركة بين القانون الوطني ألنها معروفة للقاض ي الوطني ،والقانون التجاري
الدولي ألنها مستوحاة من األعراف والعادات التجارية الدولية.
وقد تأثرت تلك املبادئ العامة باتفاقية األمم املتحدة بشأن عقود البيع الدولي للبضائع (األونسترال) ،واتبعت
الحلول الت ي أخذت بها في كثير من املسائل مع إدخال التعديالت املالئمة التي تعكس الطبيعة الخاصة لهذه املبادئ ،غير
أن مبادئ العقود التجارية لم تأخذ شكل اتفاقية دولية ،ملزمة للدول التي تصدق عليها ،بتطبيقها كجزء من قانونها
الوطني ،بل هي تطبق عندما يتفق األطراف عليها في العقد ،كما يجوز االستعانة بها عندما يفشل القانون الواجب
التطبيق على العقد في حل النزاع التجاري ،ويمكن االستعانة باملبادئ في تفسير أو تكملة القوانين واالتفاقيات الدولية،
والعقود التجارية الدولية املتعلقة بقانون التجارة الدولية(.)1
وأهم املبادئ التجارية الدولية التي يجب أن تراعى في منازعات العقود التجارية الدولية :مبدأ احترام إرادة
املتعاقدين ،ومبدأ اتخاذ الرجل سواء الدراك كضابط الدراك والسلوك أو ضابط املعقولية ،وواجب الخطار عند
اللزوم ومبدأ إلزام املدين بأن يدفع ما عليه من دين نقدي في مكان عمل الدائن ،ومبدأ تعاون الطرفين في تنفيذ العقد،
ومبدأ االبتعاد عن الغش ،مبدأ املسئولية عند عدم التنفيذ والتعويض عنه ،مبدأ عدم جواز الثراء على حساب الغير بال
سبب ،مبدأاحترام الحقوق ،ومبدأعدم التعسف في استعمال الحق الخلف يتمتع بحقوق السلف(.)2
وهي مبادئ مأخوذة من أصول النظرية العامة لاللتزامات وهي تتفرع من حسن النية ،ولقد رأى املشرع الدولي
ً
وجوب رجوع القاض ي أو املحكم إلى هذه املبادئ في املنازعات التجارية ذات الطابع الدولي ،بدال من الرجوع إلى املصدر
االحتياطي ،وتتميز املبادئ بالدقة والوضوح مما يجعلها أفضل من مبادئ القانون الطبيعي بسبب تخصصها في ناحية
معينة من نواحي القانون.
ويمكن أن تكون واجبة التطبيق في الدول العربية إذا اتفق عليها أطراف العقد التجاري الدولي بشرط عدم
مخالفتها للشريعة السالمية أو النظام العام للدولة العربية ،حيث نصت املادة ( )5من قانون التحكيم السعودي
لسنة 2012م إذا اتفق طرفا التحكيم على إخضاع العالقة بينهما ألحكام أي وثيقة (عقد نموذجي ،أو اتفاقية دولية أو
غيرهما) ،وجب العمل بأحكام هذه الوثيقة بما تشمله من أحكام خاصة بالتحكيم ،وذلك بما ال يخالف أحكام الشريعة
السالمية ،ويلجأ املحكم أو القاض ي إلى املبادئ األساسية لسد النقص في أحكام العقد التجاري الدولي إذا وجدت حالة في
العقد ليس لها حكم .أو لتفسير أحكام العقد.
ً
خضوع العقد للقانون الوطني الواجب التطبيق وفقا لقواعد القانون الدولي الخاص:
ال يلجأ املحكم أو القاض ي إلى قواعد القانون الوطني إال بعد أن يستنفذ املبادئ العامة والقواعد العرفية
واملعاهدات ولقد نصت املادة()10من قانون املعامالت املدنية السودانية لسنة 1984م والتي تقابل املادة ( )10من
املصري املدني وتقابل املادة ( )31من القانون الكويتي لسنة 1961م وتقابل املادة 10من القانون املدني القطري لسنة
2004م" يكون هذا القانون هو املرجع في تكييف العالقات املدنية عندما يتطلب تحديد هذه العالقات في قضية تنازع
ً
فيها القوانين ملعرفة القانون الواجب التطبيق من بينها " ووفقا للمادة()27من القانون املدني القطري يسري على العقد
من حيث الشروط املوضوعية النعقاده ومن حيث اآلثار التي تترتب عليه ،قانون الدولة التي يوجد فيها املوطن املشترك
5 ()1
ً
للمتعاقدين ،فإن اختلفا موطنا يسري قانون الدولة التي تم فيها العقد ،هذا ما لم يتفق املتعاقدان أو يتبين من الظروف
ً ً
أن قانونا آخرا هو الذي يراد تطبيقه .على أن قانون موقع العقار هو الذي يسري على العقود التي أبرمت في شأن هذا
ً
العقار .فيخضع العقد إلى قانون الدولة الذي أبرم فيها ،ويجوز أيضا أن يخضع لقانون الدولة التي يتم تنفيذ العقد فيها،
كما يجوز أن يخضع لقانون موطن املتعاقدين أو قانونهما الوطني املشترك إال إذا لم يتفق املتعاقدان.
ً
أوال :اختصاص محكمة املوطن أو محل إقامة املدعى عليه:
نصت املادة( )7من قانون الجراءات املدنية السوداني لسنة 1983؛ والتي تقابل املادة ( )29من قانون املرافعات
املصري لسنة ،1968واملقابلة للمادة ( )24من نظام املرافعات الشرعية السعودي 1435ه؛ التي أجازت بموافقة
املحكمة إقامة الدعوى على الوطني أمام املحاكم الوطنية وإن لم يكن له موطن أو محل إقامة في الدولة ماعدا الدعاوى
العقارية املتعلقة بعقار خارج الدولة.
ً
ثانيا :الدعاوى التي ترفع على الجنبي الذي له موطن أو محل إقامة:
ما نصت عليه املادة( )8من قانون الجراءات املدنية لسنة 1983املقابلة للمادة ( )29من قانون املرافعات
املصري التي تقابل املادة ( )21من قانون الجراءات املدنية الماراتي لسنة :" 1990تختص املحاكم الوطنية بنظر
الدعاوى التي ترفع على األجنبي الذي له موطن أو إقامة في الدولة.
ً
ثالثا :تختص املحاكم الوطنية بنظر النزاع الذي يرفع على الجنبي الذي ليس له موطن أو محل إقامة فيها في األحوال
اآلتية:
ً
أ ـ إذا كان موضوع النزاع متعلقا بمنقول.
ُ ُ
ب ـ إذا كانت الدعاوى متعلقة بالتزام نفذ أو واجب التنفيذ في السودان أو أشهر أو عن أفعال وقعت في
السودان.
وبالنسبة لعقود التجارة اللكترونية فإنه يتعين الرجوع إلى املكان تالقي القبول واليجاب لتحديد مكان
االختصاص القضائي في الحاالت التي يتحدد فيها هذا االختصاص باملكان الذي نشأ فيه االلتزام( ،)1ويذهب
اتجاه إلى إمكانية اللجوء إلى املحاكم الوطنية لحل منازعات عقود التجارة اللكترونية ،إال أن هذا الرأي تعرض
ً ً
النتقادات ،منها االستحالة في تحديد موطن أو محل إقامة املدعى عليه( ،)2ألن املدعى عليه غالبا يكون موقعا
ً ً
افتراضيا ُمنشأ على شبكة النترنت ومع ذلك يمكن أن يقع االختصاص للمحاكم الوطنية إذا تمكن من تحديد
هوية عنوان املوقع اللكتروني أو الطرف املتعاقد ،واتجهت االتفاقيات الدولية بإمكانية اتفاق األطراف على
32 ())1
()2
201
تحديد املحكمة املختصة في العقد التجاري الدولي عند حدوث التنازع .كاتفاقية بروكسل لعام 1961م ويشترط
لصحة ذلك االتفاق اآلتي /1 :أال يكون هناك غش.
/2وجود مصلحة مشروعة /3 .وجود رابط بين النزاع واملحكمة التي اتفق على تقرير االختصاص لها.
تمهيد:
اعتمدت لجنة األمم املتحدة للقانون التجاري الدولي ،القانون النموذجي للتحكيم التجاري الدولي في 21يونيو
1985م حيث أوصت الجمعية العامة( :بأن تعطي جميع الدول االعتبار الواجب للقانون النموذجي للتحكيم التجاري
ً
الدولي في ضوء االستحسان بأن يكون قانون إجراءات التحكيم موحدا في ضوء االحتياجات املحددة ملمارسات التحكيم
التجاري الدولي) تبنت االتفاقية العربية املوحدة الستثمار رؤوس األموال العربية في الدول العربية التحكيم كآلية لتسوية
منازعات االستثمار في أي من الدول العربية املصدقة على االتفاقية ،بجانب اهتمام الدول العربية بإصدار قوانين خاصة
بالتحكيم وقواعده وإجراءاته.
ويعتبر التحكيم من وسائل فض منازعات عقود التجارة الدولية الناجحة واملعاصرة .ويتم اللجوء إلى التحكيم
ً
بأحدى طريقين :أما بموجب بند مدرج في العقد األصلي الذي حدث بشأنه النزاع أو وفقا ملشارطة مستقلة عن هذا العقد
تتضمن أوجه الخالف بين الطرفين ،ويحكمه القانون النموذجي لتحكيم التجاري الدولي الصادر من لجنة األونسترال،
بالضافة إلى اتفاقية نيويورك لسنة 1958م بشأن االعتراف وتنفيذ أحكام التحكيم األجنبية .حيث نصت املادة ( )3من
قانون التحكيم في السودان لسنة 2005م مع مراعاة أحكـام االتفاقيات الدولية بشـأن التحكـيم والتي يكون السودان
ً
طرفا فيها تسري أحكام هذا القانون على كل تحكيم يجري في السودان أو في الخارج ،إذا اتفق أطرافه على إخضاعه
ألحكام هذا القانون متى كانت العالقة القانونية ذات طبيعة مدنية سواء كانت تعاقدية أو غير تعاقدية ،ويكون التحكيم
ً ً
دوليا وفقا للمادة ( )7من قانون التحكيم السوداني لسنة2005م في الحاالت اآلتية:
(أ) إذا كان املركز الرئيس ي ألعمال أطراف التحكيم في دولتين مختلفتين.
(ب) إذا كان موضوع النزاع الذي يشمله اتفاق التحكيم يرتبط بأكثر من دولة.
وجاء في املادة األولى من قانون التحكيم املصري لسنة 1994م "مع عدم الخالل بأحكام االتفاقيات الدولية
املعمول بها في جمهورية مصر العربية تسري أحكام هذا القانون على كل تحكيم بين أطراف من أشخاص القانون العام
ً
أو القانون الخاص أيا كانت طبيعة العالقة القانونية التي يدور حولها النزاع إذا كان هذا التحكيم يجري في مصر أو كان
ً ً ً
تحكيما تجاريا دوليا يجري في الخارج واتفق أطرافه على إخضاعه ألحكام هذا القانون(.)1
أما قانون التحكيم األردني لسنة2001م في املادة الثالثة نص على " تسري أحكام هذا القانون على كل تحكيم
ً
اتفاقي يجري في اململكة األردنية ويتعلق بنزاع مدني أو تجاري بين أطراف أشخاص القانون العام أو القانون الخاص أيا
كانت طبيعة العالقة القانونية التي يدور حولها النزاع ،عقدية كانت أو غير عقدية(.)2
كما نصت املادة األولى من قانون التحكيم العماني لسنة 1997م مع عدم الخالل بأحكام االتفاقيات الدولية
املعمول بها في السلطنة تسري أحكام هذا القانون على كل تحكيم بين أطراف من أشخاص القانون العام أو القانون
ً ً
الخاص أيا كانت طبيعة العالقة القانونية التي يدور حولها النزاع إذا كان هذا التحكيم يجري في السلطنة أو كان تحكيما
ً ً
تجاريا دوليا يجري في الخارج اتفق أطرافه على إخضاعه ألحكام هذا القانون(.)3
ويعرف التحكيم في املادة الرابعة من قانون التحكيم السوداني لسنة 2005م بأنه "يقصد به اتفاق األطراف في
املنازعات ذات الطبيعة املدنية على إحالة ما ينشأ بينهم من نزاع بخصوص تنفيذ عقد معين أو على إحالة أي نزاع قائم
بينهم ليحل عن طريق هيئات أو أفراد يتم اختيارهم بإرادتهم واتفاقهم وعرفت املادة نفسها اتفاق التحكيم بأنه كل اتفاق
يتعهد فيه األطراف بعرض منازعاتهم للفصل فيها عن طريق التحكيم أو كل اتفاق الحق لحالة النزاع القائم للتحكيم.
أماالنظام السعودي للتحكيم الصادر باملرسوم امللكي رقم / 46تاريخ 1403 /7 /12فقد عرف اتفاق التحكيم
في املادة (/1أ) بأنه " اتفاق بين طرفين أو أكثر على أن يحيال إلى التحكيم جميع أو بعض املنازعات املحددة التي نشأت أو
سواء كان اتفاق التحكيم في صورة شرط ً قد تنشأ بينهما في شأن عالقة نظامية محددة تعاقدية كانت أم غير تعاقدية
تحكيم في عقد أم في صورة مشارطة تحكيم مستقلة".
و ُع ّرف اتفاق التحكيم في املادة ( )10من قانون التحكيم العماني بأنه هو االتفاق الذي يقرر فيه طرفاه االلتجاء
إلى التحكيم لتسوية كل أو بعض املنازعات التي نشأت أو يمكن أن تنشأ بينهما بمناسبة عالقة قانونية معينة عقدية
كانت أو غير عقدية ،و ُعرف التحكيم في املادة الرابعة من قانون التحكيم املصري في املواد املدنية والتجارية لسنة 1994م
بانه "يقصد به اتفاق األطراف في املنازعات ذات الطبيعة املدنية على إحالة ما ينشأ بينهم من نزاع بخصوص تنفيذ عقد
معين أو على إحالة أي نزاع قائم بينهم ليحل عن طريق هيئات أو أفراد يتم اختيارهم بإرادتهم أو باتفاقهم".
فيما لم يعرف قانون األونسترال النموذجي التحكيم التجاري الدولي وإنما عرف اتفاق التحكيم في املادة ( )7منه
" بأنه "اتفاق بين الطرفين على أن يحيال إلى التحكيم جميع أو بعض املنازعات املحددة التي نشأت أو قد تنشأ بينهما
عالقة قانونية محددة تعاقدية كانت أو غير تعاقدية ،ويجوز أن يكون اتفاق التحكيم في صورة شرط تحكيم وارد في عقد
أو في صورة اتفاق منفصل) .يتضح بانه اتفاق يتم باختيار األطراف وبإرادتهم على إحالة النزاعات التي تنشأ بينهم إلى
طرف ثالث ليحل النزاع واصداره حكم ملزم لهم ،يالحظ أن األنظمة العربية في تعريفها التفاق التحكيم اعتمدت على
تعريف قانون االونسترال النموذجي.
ً
أوال :حرية الطراف في اختيار املحكمين والجراءات واللغة :قضت املادة ( )9من قانون األونسترال النموذجي للتحكيم
التجاري على حرية الطرفين بتحديد عدد املحكمين ولقد أكدته املادة( )14من قانون التحكيم األردني 2001م املقابلة
للمادة ( )17من قانون التحكيم املصري ذلك بنصها على " :تشكل هيئة التحكيم باتفاق الطرفين من محكم واحد أو
ً ً
أكثر ،فإذا لم يتفقا على عدد املحكمين كان العدد ثالثا ،إذا تعدد املحكمون وجب أن يكون عددهم وترا ،وإال كان
ً
التحكيم باطال.
وقضت املادة ( )19من قانون األونسترال النموذجي للتحكيم التجاري " ...يكون للطرفين حرية االتفاق على
الجراءات التي يتعين على هيئة التحكيم اتباعها لدى السير في التحكيم" .وهذا ما ذهبت إليه األنظمة العربية للتحكيم
حيث يجوز لهيئة التحكيم اتباع الجراءات التي يتفق عليها األطراف وفي حالة عدم وجود هذا االتفاق على هيئة التحكيم
أن تتبع الجراءات التي تراها مناسبة بشرط معاملة األطراف على قدم املساواة في جميع مراحل إجراءات نظر الدعوى،
وهذا ماجاء في املادة( )5من قانون التحكيم العماني التي نصت على انه في في األحوال التي يجيز فيها هذا القانون لطرفي
التحكيم اختيار الجراء الواجب االتباع في مسألة معينة يكون لكل منهما الترخيص للغير في اختيار هذا الجراء ويعتبر من
ً
الغير في هذا الشأن كل منظمة أو مركز للتحكيم في سلطنة عمان أو خارجها ،وأيضا نصت عليه املادة ( )25من قانون
التحكيم املصري " لطرفي التحكيم االتفاق على الجراءات التي تتبعها هيئة التحكيم بما في ذلك حقهما في إخضاع هذه
الجراءات للقواعد النافذة في أي منظمة أو مركز تحكيم في جمهورية مصر العربية أو خارجها فإذا لم يوجد مثل هذا
االتفاق كان لهيئة التحكيم ،مع مراعاة أحكام هذا القانون ،أن تختار إجراءات التحكيم التي تراها مناسبة"
وقضت املادة ( )10من قانون األونسترال "للطرفين حرية االتفاق على مكان التحكيم ،وأكدت األنظمة العربية
ً
أيضا تلك الحرية -حيث اكدته املادة ( )27من قانون التحكيم األردني لطرفي التحكيم االتفاق على مكان التحكيم في
اململكة أو خارجها ،فإذا لم يوجد اتفاق عينت هيئة التحكيم مكان التحكيم مع مراعاة ظروف الدعوى ومالءمة املكان
ً
ألطرافها ،وال يحول ذلك دون أن تجتمع هيئة التحكيم -في أي مكان تراه مناسبا -للقيام بأي إجراء من إجراءات التحكيم
كسماع أطراف النزاع أو الشهود أو الخبراء أو االطالع على مستندات أو معاينة بضاعة أو أموال أو إجراء مداولة بين
ً
أعضائها أو غير ذلك ،ولألطراف الحرية في اختيار املحكمة املختصة هذا ما قررته ايضا املادة ( )8من نظام التحكيم
السعودي لسنة 2012م " يكون االختصاص بنظر دعوى بطالن حكم التحكيم واملسائل التي يحيلها هذا النظام للمحكمة
ً ً
املختصة معقودا ملحكمة االستئناف املختصة أصال بنظر النزاع.
ً ً
أما إذا كان التحكيم تجاريا دوليا -سواء جرى باململكة أم خارجها -فيكون االختصاص ملحكمة االستئناف
ً
املختصة أصال بنظر النزاع في مدينة الرياض ما لم يتفق طرفا التحكيم على محكمة استئناف أخرى في اململكة ،وما نصت
عليه املادة ( )5من قانون التحكيم السوداني 2004م " مع مراعاة األحكام التي وردت في الفصل الثاني من الباب األول من
ً
قانون الجراءات املدنية لسنة 1983يكون االختصاص بنظر مسائل التحكيم وفقا ألحكام هذا القانون للمحكمة
املختصة أما إذا كان التحكيم خارج السودان يكون االختصاص للمحكمة العامة بالخرطوم ما لم يتفق األطراف على
ً
انعقاد االختصاص ملحكمة أخرى ،وجاء ايضا في املادة ( )9من قانون التحكيم املصري 1994م " يكون االختصاص بنظر
ً
مسائل التحكيم التي يحيلها هذا القانون إلى القضاء املصري للمحكمة املختصة أصال بنظر النزاع ،أما إذا كان التحكيم
ً ً ً
سواء جرى في مصر أو في الخارج ،فيكون االختصاص ملحكمة استئناف القاهرة ،مالم يتفق الطرفان على تجاريا دوليا،
اختصاص محكمة استئناف أخرى في مصر "
وقضت املادة ( )22من القانون النموذجي لألونسترال؛ " للطرفين حرية االتفاق على اللغة أو اللغات التي
تستخدم في إجراءات التحكيم" .وأكدت األنظمة العربية حرية األطراف في اختيار لغة التحكيم ،حيث تنص املادة ()24
من القانون السوداني للتحكيم 2004م التي تقابل املادة ( )29من قانون التحكيم املصري 1994م واملقابلة للمادة()28
من القانون األردني للتحكيم 2001م" اللغة العربية هي لغة التحكيم ما لم يتفق األطراف على لغة أخرى مع إمكان وجود
ترجمة للغات األخرى التي يطلبها األطراف
ً
ثانيا :مبدأ املساواة في املعاملة:
ً
ويقصد بها؛ املساواة في املعاملة عند النظر في النزاع املعروض امام التحكيم ،وفقا للمادة ( )18من القانون
األونسترال النموذجي لسنة 1994م "يجب أن يعامل الطرفان على قدم املساواة وأن تتهيأ لكل منهما الفرص الكاملة
لعرض قضيته" ،هذا املبدأ أخذت به املادة ( )21من قانون التحكيم السوداني لسنة 2005م املقابلة للمادة ( )25من
القانون األردني للتحكيم 2001م التي ألزمت هيئة التحكيم بمعاملة األطراف على قدم املساواة في جميع مراحل إجراءات
نظر التحكيم.
ً
ثالثا :شكل التحكيم:
اشترط قانون األونسترال النموذجي للتحكيم التجاري الدولي لسنة 1994م في املادة ( )2/7منه "يجب أن يكون
ً ً
اتفاق التحكيم مكتوبا ،ولم يتشدد قانون األونسترال في الشكل الكتابي ويعتبر االتفاق مكتوبا إذا ورد في وثيقة موقعة من
الطرفين أو في تبادل رسائل أو املراسالت أو برقيات أوغيرها من وسائل االتصال الالسلكي تكون بمثابة سجل لالتفاق أو
في تبادل البيانات ".
.5الخاتمة:
تسعى الهيئات الدولية في ظل تطور التجارة الدولية إلى توحيد قواعد منازعات العقود التجارية الدولية
وباملقابل تسعى أغلب األنظمة العربية في تحديث أنظمتها الوطنية لتواكب ذلك التطور التجاري الضخم ،تناولت هذه
( )1د .محمد ياقوت :مفهوم حديث لقانون عقود التجارة الدولية – دارالفكرالجا معي – اإلسكندرية 2012م – ص102
الدراسة القواعد املادية ملنازعات العقود التجارية الدولية في األنظمة العربية ومقارنتها باالتفاقيات الدولية ،وأهم ما
توصلت إليه الدراسة من استنتاجات تتمثل في اآلتي:
-1وجود قواعد موضوعية تحكم منازعات عقود التجارة الدولية في األنظمة العربية حيث أشارت إليها القوانين
ً
الداخلية .وهي ال تقف حائال ضد مبدأ سلطان الرادة التعاقدية ،وحرية املتعاقدين في اختيار القواعد التي تحكم
العقد التجاري الدولي ،بشرط عدم املخالفة للنظام العام للدولة املعنية أو الشريعة السالمية.
-2هناك قواعد إجرائية ملنازعات العقود التجارية الدولية في األنظمة العربية متمثلة في قواعد االختصاص القضائي
الدولي بأنظمة املرافعات وقوعد التحكيم في قوانين خاصة ،كوسيلة بديلة ملنازعات عقود التجارة الدولية.
-3يوجد اختالف بين بعض التشريعات العربية في تحديد دولية العقد التجاري الدولي واالتفاقيات الدولية ،مع وجود
اتفاق بين االتفاقيات الدولية في تحديد دولية العقد التجاري.
-4ال يوجد اختالف في القواعد -املوضوعية والقواعد الجرائية -ملنازعات عقود التجارة الدولية في األنظمة العربية
-5ال يوجد اختالف ذو أثر بين االتفاقيات الدولية والقوانين النموذجية والتشريعات العربية ،بل تسعى هذه األخيرة
ً
حثيثا ملواكبة تلك االتفاقيات الدولية.
-6هناك اتفاقيات عربية للقواعد الجرائية ملنازعات العقود التجارية الدولية :اتفاقية عمان العربية للتحكيم التجاري
واالتفاقية العربية املوحدة الستثمار رؤوس األموال العربية في الدول العربية وهي متوافقة مع االتفاقيات الدولية
املتعلقة بالتحكيم وتنفيذ أحكام املحكمين.
-7وجود اتفاقيات دولية لتوحيد القواعد املادية ملنازعات عقود التجارة الدولية.
ً
-8هناك أنظمة عربية جعلت االتفاقيات وقوانين األونسترال جزءا من أنظمتها الداخلية .كقانون التحكيم النموذجي
لألونسترال واستوحت منه أنظمتها العربية.
.6التوصيات:
في ضوء االستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة الحالية قدمت التوصيات التالية:
-1العمل على تحديث األنظمة التجارية العربية ذات الصلة بقانون التجارة الدولية لتواكب التطور االقتصادي
التجاري الدولي.
-2ضرورة إزالة كافة العقبات القانونية والجرائية في األنظمة العربية التي تمنع من االنضمام إلى االتفاقيات
الدولية
ً ً
-3السعي بتنشيط دور جامعة الدول العربية لتلعب دورا كبيرا في توحيد قواعد التجارة الدولية بين الدول
العربية.
-4حث األجهزة التشريعية في البلدان العربية على نشر قرارات هيئات التحكيم عن طريق شبكة املعلومات.
-5ضرورة تبني األنظمة العربية صراحة القوانين النموذجية لألونسترال في قوانينها الداخلية.
-6العمل على إقرار اتفاقية دولية تنظم القواعد املوضوعية والجرائية للعقد التجاري الدولي.
.3حبيب .ثروت :قانون التجارة الدولية – مطبوعات جامعة القاهرة بالخرطوم -القاهرة – 1975م
.4حسن .طالب :قانون التجارة الدولية – عمان – األردن – (د .ت).
ً
.5حسني .أحمد -التعليق على نصوص اتفاقية هامبورج الخاصة بنقل البضائع بحرا 1978م – منشأة املعارف –
السكندرية.
.6خالد .هشام –العقود الدولية وخضوعها للقواعد املوضوعية– دار الفكر الجامعي – السكندرية – 2001م
.7الخولي .أكثم -املوجز في القانون التجاري – مطبعة مدني – القاهرة – 1970م.
.8دريج.إبراهيم -التجارة الدولية – شركة مطابع السودان للعملة املحدودة2012 -م -ط -2ص80
.9رضوان .أبو زيد -عبد الظاهر .فوزي :القانون التجاري – عين شمس – القاهرة1997 -م
.10الزقرد .أحمد السعيد -أصول قانون التجارة الدولية -املكتبة املصرية -املنصورة2007 -م
.11السعدي .عبد الرحمن بن ناصر بن عبد هللا ابن ناصر :منظومة القواعد الفقهية – دار امليمان للطباعة
والنشر -السعودية – 2010م
.12سالمة .أحمد عبد الكريم :قانون العقد الدولي– دار النهضة العربية – القاهرة – 2001م
.13شفيق .محسن -اتفاقية األمم املتحدة بشأن البيع الدولي للبضائع– دار النهضة العربية – القاهرة (د.ت).
.14صادق .هشام علي –القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة الدولية– دار الفكر الجامعي –السكندرية –
2001م
.15عبد العزيز .سميرة حامد -التعاقد عبر النترنت – دار النهضة العربية – 2009م
.16عثمان .عثمان خلف هللا –القانون الدولي الخاص– جامعة النيلين – الخرطوم – 1999م
.17علوان .محمد يوسف :القانون الدولي العام املقدمة املصادر – دار النهضة العربية – القاهرة2000 -م
.18العوفي .صالح بن عبد هللا بن عطاف – املبادئ القانونية في صياغة عقود التجارة الدولية – معهد الدارة
العامة – مركز البحوث والدراسات النسانية –الرياض 1998م
ً ً
.19الغفاري .أبو ذر -العقد تشريعا وفقها وقضاء – الخرطوم ط2007 -1م
.20مصطفى .عبد الحكيم -الوسيط في قانون املعامالت الدولية الخاصة -دار النهضة العربية -القاهرة ط-1991 -1
ص.26
.21الهداوي .حسن :القانون الدولي الخاص – دراسة مقارنة – عمان ط1997 -2م
.22ياقوت .محمود محمد – حرية املتعاقدين في اختيار قانون العقد الدولي – بين النظرية والتطبيق – منشأة
املعارف السكندرية – 2004م – ص.100
.23ياقوت .محمود محمد –مفهوم حديث لقانون عقود التجارة الدولية_ دراسة تحليلية مقارنة -دار الفكر
الجامعي – السكندرية2012 -م.
ً
ثانيا :البحاث:
.1الزحيلي .محمد .التحكيم الشرعي والقانوني في العصر الحاضر -دمشق مجلة جامعة دمشق للعلوم
االقتصادية والقانونية – م 27ع2011 -
.2الزويني .ابتسام .كلية التربية األساسية – شبكة اللكترونية لجامعة بابل -العراق لسنة 2004
.3عبد هللا .يسري عوض هللا -العقود التجارية الدولية " مفاوضاتها وإبرامها وتنفيذها " دراسة تحليلية على ضوء
نظرية العقد في التشريع السالمي–الخرطوم –جامعة النيلين – رسالة دكتوراه -غير منشورة .2009
.4عبد املجيد .ممدوح–بحث بعنوان العالقات الدولية– جامعة التكوين – العراق – منشور على النترنت على
موقع جامعة التكوين املتواصل بتاريخ 2010/8/10م
.5عسيري .عارف بن محمد بن يحيى – االختصاص القضائي الدولي ملنازعات العقود التجارية -بحث مقدم
الستكمال املاجستير في العدالة الجنائية – جامعة نايف للعلوم العربية األمنية – الرياض – 2010م
.6العوفي .صالح بن عبد هللا بن عطاف) املبادئ القانونية في صياغة عقود التجارة الدولية – مركز البحوث
والدراسات الدارية – الرياض – 1998م
ً
ثالثا :االتفاقيات الدولية:
.1اتفاقية الرياض للتعاون القضائي 1983م.
.2اتفاقية جنيف للتحكيم التجاري الدولي 1961م.
.3اتفاقية روما املتعلقة بالقانون الواجب التطبيق على االلتزامات التعاقدية 1980م
.4اتفاقية نيويورك الخاصة بتنفيذ األحكام األجنبية 1958م
.5اتفاقية نيويورك الخاصة بتنفيذ حكم التحكيم 1958م.
.6التحكيم التجاري األوربي لسنة 1961م
.7قانون األونسترال النموذجي للتحكيم التجاري الدولي 1994م.
.8مبادئ الجراءات املدنية عبر الحدود 2004م.
.9مبادئ عقود التجارة الدولية (اليونيدرا) 2004م.
.10املصطلحات التجارية الدولية(النكترومز) 2000م.
ً
رابعا :النظمة العربية:
.1قانون التحكيم األردني 2001م
.2قانون التحكيم السعودي 2012م
.3قانون التحكيم السوداني 2005م
.4قانون التحكيم السوري 2008م
.5قانون التحكيم الفلسطيني لسنة 2000م
.6قانون التحكيم املصري 1994م
.7القانون الكويتي لسنة 1961م
.8القانون املدني القطري 2004م
.9القانون املدني املصري 1948م
.10قانون املعامالت الماراتي لسنة 1985م
.11قانون املعامالت السوداني لسنة 1984م