11-Toshihiko Izutsu Wa Al-Muqarabah Al-Dilaliyah Al-Kulliyah Li Al-Qur'An

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 9

‫جامعة حمد بن خليفة‬

‫دراسات قرآنية‬

‫ديسمبر ‪9102‬‬

‫‪Toshihiko Izutsu and the holistic-semantic approach to the Qur’an‬‬

‫‪By : Ibrahim Aslandur‬‬

‫توشيهيكو إيزوتسو والمقاربة الداللية‪-‬الكليّة للقرآن‬

‫تأليف‪ :‬إبراهيم أسلندور‬

‫ترجمة‪ :‬محمد بن إبراهيم‬


‫كان ‪ )1993 - 1914( Toshihiko Izutsu‬أحد الشخصيات الرئيسية يف الدراسات اإلسبلمية‪،‬‬
‫والذي يُعتقد أنّو نقطة حتول يف رلال دالالت القرآن‪ .‬من خبلل كتاباتو‪ ،‬حاول ادلستشرق الياباين استنباط "رؤية‬
‫للعامل" يف اإلسبلم‪ ،‬وذلك عرب ٍ‬
‫حتليل داليل للقرآن‪ .‬كان لدى ‪ Izutsu‬معرفةٌ شلتازة باللغة العربية‪ .‬جعلت منو‬
‫أفكاره ورؤاه يف لغة فًتة ما قبل اإلسبلم وكذلك يف لغة القرآن خبَتا يف رلال البحث الداليل القرآين‪ .‬حتظى أعمالو‬
‫بسمعة طيبة‪ ،‬ال سيما يف الدوائر الكبَتة يف العامل اإلسبلمي‪.‬‬

‫مرة عن ادلستشرق الياباين عندما كنت أدرس يف اسطنبول‪ .‬أوصاين أستاذي بكتابُت لـ ـ‪:Izutsu‬‬
‫مسعت ألول ّ‬
‫ُ‬
‫مًتجم ىذين الكتابُت ىو سليمان أتيس‬
‫ُ‬ ‫"اهلل واإلنسان يف القرآن" و"ادلفاىيم األخبلقية الدينية يف القرآن"‪.‬‬
‫‪ ،Süleyman Ateş‬الذي ترمجهما إىل الًتكية‪ ،‬وىو الرئيس السابق للمرجع الديٍت الًتكي ديانت‬
‫أود أن أشَت إليو كمرج ٍع‪.‬‬
‫نظرا ألنو كان ّأول عامل يقدم إ‪ Izutsu‬يل‪ّ ،‬‬ ‫‪ Diyanet‬وعامل ِ‬
‫ادلعروف‪ً .‬‬
‫ُ‬ ‫القرآن‬ ‫ُ‬
‫يف مقدمة ترمجتو‪ ،‬كتب أتيس ‪" :Ateş‬يشَت ىذا الكتاب (اهلل واإلنسان يف القرآن) إىل بعض ادلوضوعات‬
‫الرئيسية يف القرآن (‪ )...‬ويُظ ِهر أ ّن كلمات القرآن ذلا عبلقة قوية بنظام الفكر القرآين‪ .‬ال ديكن اخلروج بًتمجة‬
‫صحيحة دون معرفة اخللفية التارخيية ذلذه الكلمات‪ )...( .‬من اخلطأ ترمجة معٌت مصطلح قرآين (فقط) بناءً على‬
‫قواعد اللغة العربية‪ .‬من الضروري تقييمها داخل السياق القرآين (‪ )...‬قام الربوفيسور ‪Toshihiko Izutsu‬‬
‫ٍ‬
‫بعمل ناجح ح ًقا هبذا األثر القيم‪ .‬لقد َعمل كعامل زلايد يف دراساتو‪ .‬إنو جدير بالثناء بفضل العديد من األفكار‬
‫اجلديدة اليت طرحها (‪ )...‬نعتقد أن ىذا العمل سيفتح آفاقًا جديدة ألولئك الذين يبحثون يف علوم القرآن"‪.‬‬
‫(أتيس ‪ :Ateş‬ص ‪.)5‬‬

‫كتب عارف مشس الدين يف ٍ‬


‫مقال‪":‬كان للدراسات الرائدة ل‪ Izutsu‬تأثَت كبَت على الدراسات اإلسبلمية‬
‫أيضا‪ ،‬ال سيما نولدكو‬
‫ادلعاصرة‪ ،‬وخاصة يف رلال الدراسات القرآنية والعربية‪ .‬يف حُت كان اآلخرون مؤثرين ً‬
‫الداليل ادلنهجية‬
‫ي‬ ‫التحليل‬
‫َ‬ ‫‪ Nöldeke‬وجيفري ‪ Jeffery‬ووانسربو ‪ ،Wansbrough‬جعل ‪Izutsu‬‬
‫ص لنصر حامد‬
‫السائدة يف ىذا اجملال‪ .‬ال ُكتب البلحقة مثل ادلسائل الكربى يف القرآن لفضل الرمحن‪ ،‬ومفهوم النّ ّ‬
‫أعمال تدين بشيء لكتابات ‪( ." Izutsu‬عارف مشس‬
‫أبو زيد‪ ،‬وصورة القرآن الذاتية لدانيال أ‪ .‬مادجيان‪ ،‬كلها ٌ‬
‫الدين‪ :‬ص ‪.)3‬‬

‫اقتباس آخر عن ‪ Izutsu‬يعكس ح ًقا تفكَتي الشخصي عنو‪ ،‬يأيت من ىاري بارتُت ‪.Harry Partin‬‬
‫كتب‪ ":‬رمبا يفاجأ ادلرء أكثر عندما جيد عادلا يابانيًا يكتب عن مواضيع إسبلمية من أن جيد أنو يفعل ذلك‬
‫ً‬
‫بشكل جيد‪ :Partin( ".‬ص ‪ ،)2‬يف ىذه ادلقالة‪ ،‬يلخص ‪ Partin‬ويعطي مراجعة نقدية لكتاب ‪Izutsu‬‬
‫"اهلل واإلنسان يف القرآن"‪ ،‬أحد ىذه االنتقادات الرئيسية ىي أ ّن ‪ Izutsu‬مل يأخذ يف االعتبار التطور التارخيي‬
‫للتحوالت الداللية‪ ،‬أتفق مع ىذا التقومي دلنه ‪ Izutsu‬وأعترب ىذا يف الواقع واحدة من أكرب نقاط ضعفو‪ .‬يف‬
‫رأيي‪ ،‬أخطأ ‪ Izutsu‬عندما قسم الفًتة الزمنية إىل فًتتُت‪ :‬قبل نزول القرآن وبعده‪ ،‬ىناك فًتة ثالثة جيب أخذىا‬
‫تدرجيي حدث خبلل‬
‫ّ‬ ‫تطوٌر‬
‫تغيَتا جذريًا‪ ،‬بل ّ‬
‫بعُت االعتبار‪ :‬الفًتة طوال نزول الوحي‪ .‬إ ّن التحول الداليل ليس ً‬
‫‪ 23‬سنةً من الوحي‪.‬‬

‫فيما يتعلق األمر مبنهجية ‪ :Izutsu‬تستند فرضيتو على فكرة أن اللغة والنظرة للعامل مرتبطان ببعضهما البعض‪،‬‬
‫كثَتا اخللفيّةَ لفهمو لعلم الدالالت‪.‬‬
‫الرؤية للعامل) الذي يستخدمو ً‬
‫مصطلح "‪ّ ( "Weltanschauung‬‬ ‫ُ‬ ‫يُعطي‬
‫بغض النظر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مكتف ذاتيًا يتم فيو دم مجيع الكلمات ّ‬ ‫كلمات‬ ‫نظام‬
‫"حقل داليل كبَت‪ ،‬و ُ‬
‫ٌ‬ ‫وف ًقا ل‪ ،Izutsu‬القرآن‬

‫عن أصوذلا‪ ،‬مع تفس ٍَت منهجي جديد ً‬


‫متاما‪ ".‬بالنسبة ل‪ ،Izutsu‬علم الدالالت ىو دراسة "أيديولوجيا لغوية"‬
‫(‪ - )Sprachliche Weltanschauungslehre‬واليت ديكن ترمجتها تقريبًا على أهنا "دراسة النظرة‬
‫اللغوية للعامل"‪ .‬ي ّدعي ‪ Izutsu‬أ ّن "تدريس النظرة اللغوية للعامل" حيلل الكلمات الرئيسية للغة لتحديد فه ٍم‬
‫نظري للنظرة العادلية لؤلشخاص "الذين يستخدمون تلك اللغة كأداةٍ ليس فقط من أجل التحدث والتفكَت‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ولكن األىم كأداة لتصور وتفسَت العامل احمليط هبم"‪ :Izutsu( .‬ص ‪ .)11‬يف ىذا الصدد‪ ،‬إ ّن رلال علم‬
‫الدالالت ىو دراسة "لطبيعة وبنية "النظرة للعامل" أل ّمة يف ىذه أو تلك الفًتة ادلهمة من تارخيها‪ ،‬ويتم إجراء ىذه‬
‫األمة لنفسها واليت تبلورت يف‬ ‫الدراسة عن طريق ٍ‬
‫حتليل منهجي للمفاىيم الثقافية الرئيسية اليت أنتجتها ىذه ّ‬
‫الكلمات الرئيسية للغتها"‪ :Izutsu( .‬ص ‪ .)11‬إذ ْن‪ ،‬فإ ّن رؤية العامل بكلماهتا ومفاىيمها الفريدة تشغل منطقة‬
‫معينة داخل اللغة‪ .‬يسمي ‪ Izutsu‬ىذه ادلنطقة بـ"اجملال الداليل" ‪ -‬أي رلال ادلعٌت‪ .‬يف ىذا اجملال‪ ،‬يتم ترتيب‬
‫‪/‬قمة التسلسل اذلرمي يوجد ما يسمى ب "ادلصطلح األساسي"‪،‬‬
‫الكلمات بطريقة ىرمية معقدة للغاية‪ .‬يف أعلى ّ‬
‫والذي حيدد معٌت الكلمات وعبلقتها ببعضها البعض‪ .‬إن التحليل الداليل للمصطلحات األساسية اليت يسميها‬
‫"الرؤية ادلفاىيمية للعامل" حيدد اجملاالت الداللية وادلفاىيمية للغة القرآنية‪ .‬يتم ذلك بادلقارنة مع معاين‬
‫‪ّ Izutsu‬‬
‫قبل إسبلمية‪/‬جاىلية لنفس ادلصطلحات‪ .‬على كل ٍ‬
‫حال‪ ،‬إن "ادلصطلح ادلركزي" يشكل "رؤية للعامل" من خبلل‬ ‫ّ‬
‫اجلمع بُت احلقول اجملاورة‪ .‬باإلضافة إىل (عدد زلدود من) "ادلصطلحات ادلركزية"‪ ،‬ىناك "ادلصطلح ادلركزي‬
‫األعلى" الذي حيدد مجيع اجملاالت الداللية ويسمح لكل مصطلح بتلقي إطار عمل مفاىيمي جديد‪ .‬ال يتحقق‬
‫ىذا "التحول ادلفاىيمي" من خبلل اكتساب مصطلحات جديدة‪ ،‬ولكن بإضافة معاينَ جديدة للمصطلحات‬
‫القددية من أجل بناء رؤية جديدة للعامل‪ .‬تضيف وجهة النظر اجلديدة إىل العامل "معاين ذات صلة" بـ "ادلعٌت‬
‫متاما للشبكة الداللية بأكملها‪ .‬إ ّن الغرض من‬
‫احلايل" لكل كلمة موجودة‪ ،‬واليت تنبثق من ترتيب جديد ً‬
‫الدراسات الداللية ىو زلاولة حتديد حدود ىذه الشبكة للعبلقات العميقة بُت ادلصطلحات الرئيسية‪ .‬نتيجةً ذلذا‬
‫اإلجراء‪ ،‬اكتسبت مصطلحات مثل "التقوى‪ ،‬الشكر‪ ،‬الكفر‪ ،‬الدين‪ ،‬الدعاء‪ ،‬الكتاب والرب" اليت ورد ذكرىا يف‬
‫متاما بعد نزول القرآن‪ .‬من خبلل حتليل العديد من ىذه الكلمات‬ ‫القرآن مر ٍ‬
‫جديدا ً‬
‫عدا دالليًا ً‬
‫ات عديدة بُ ً‬
‫قادرا ‪ -‬ليس فقط على مقارنة علم البلىوت واألخبلق قبل اإلسبلم وما بعد القرآن ‪-‬‬
‫الرئيسية‪ ،‬كان ‪ً Izutsu‬‬
‫الرؤية الداللية للقرآن‪.‬‬
‫أيضا كان قادرا على كشف الشبكة ادلفاىيمية الكامنة وراء ّ‬
‫ولكن ً‬
‫إلعطاء مثال‪ :‬يف كتابو اهلل واإلنسان يف القرآن‪ ،‬يشرح ‪ Izutsu‬مفهوم "اهلل يف القرآن"‪ .‬معتمدا على ٍ‬
‫آيات‬
‫سائدة بشكل عام يف شبو اجلزيرة‬
‫منتقاة من القرآن‪ ،‬يدعي ‪ Izutsu‬أ ّن فكرة "اإللو الواحد" (أي اهلل) كانت ً‬
‫التصور اجلاىلي*) بشكل مدىش من‬
‫العربية اجلاىلية قبل نزول القرآن‪ .‬لقد كانت – حسب رأيو ‪" -‬قريبةً (يف ّ‬
‫الطابع اإلسبلمي"‪ .‬األمر احلاسم حول "التوحيد"‪" ،‬مفهوم اهلل" و"األلوىية" عموما ىو أ ّهنا مل تكن مألوفة يف شيو‬
‫اجلزيرة العربية‪ .‬لقد كانت معرفة اجلذور اإلبراىيمية دلكة والكعبة مقبولة على نطاق واسع قبل فًتة طويلة من وجود‬
‫النيب زلمد (ص)‪ .‬يتضح ىذا من حقيقة أ ّن اسم "اهلل" ال يظهر فقط يف الشعر اجلاىلي واألمساء ادلرّكبة (مثل عبد‬
‫أيضا يف الكتابات القددية‪ .‬يؤمن بعض الناس والقبائل يف شبو اجلزيرة العربية يف‬
‫يظهر ً‬
‫اهلل والد زلمد (ص)) ولكن ُ‬
‫اجلاىلية بإلو يُدعى "اهلل" ويبدو أ ّهنم يعًتفون بو على أنو خالق "السماء واألرض" ‪ -‬وىو ما تُظهره العديد من‬
‫منشغبل بش ّدة يف الشرك والغفلة‪ .‬يشيد القرآن بإبراىيم‬
‫ً‬ ‫رلتمعا‬
‫لكن الصورة الناجتة كانت ً‬
‫بوضوح‪ّ .‬‬
‫ٍ‬ ‫اآليات القرآنية‬
‫آيات تصف إبراىيم (ع) بأنو "حنيف"‪،‬‬ ‫(ع) يف العديد من ادلواضع كمثال للعرب‪ ،‬ىناك آية زل ّددة من ع ّدة ٍ‬
‫َ‬
‫مؤمن بالتوحيد اخلالص وشلتنع عن الشرك‪ ،‬حىت الرسول زلمد (صلى اهلل عليو وسلم) كان يدعو‪ ،‬وإىل حد ما‬
‫مجيع البشر‪ ،‬إىل اتباع ىذا الطريق نفسو‪( .‬انظر‪ :‬القرآن ‪ .)3-120 :16‬يعتقد العرب أن ىناك وسطاء‪/‬شفعاء‬
‫كثر بُت ىذا اإللو األعلى والبشر‪ .‬ينعكس ىذا ادلفهوم للتسلسل اذلرمي اإلذلي بشكل واضح يف القرآن‪ .‬يُظهر‬
‫‪ Izutsu‬أ ّن مفهوم "اهلل" تغَت مع نزول القرآن‪ .‬لقد مت حتديد اهلل اآلن على أنو خالق اإلنسان‪ ،‬وىو الذي‬
‫يتواصل مع اإلنسان من خبلل عبلقة رب‪-‬عبد بينو وبُت اإلنسان مباشرة وىو إلو "اخلَت والرمحة" دلن شكروه وإلو‬
‫"الغضب" دلن كفر بو‪.‬‬
‫السبب الذي جيعلٍت أفضل منه ‪ Izutsu‬ىو أنو مل يستخدم الطريقة القائمة على اإلديان‪ ،‬بل استخدم بدالً‬
‫قابل للتكيّف والتّبلؤم مع الدراسات‬
‫ٌ‬ ‫من ذلك ‪ -‬بشكل عام ‪ -‬منهجا علميّا اجتماعيّا‪ .‬لذلك فهذا ادلنه‬
‫القرآنية يف العامل اإلسبلمي والعامل غَت اإلسبلمي‪ .‬إن نقطة البداية يف ىذا النه ليست اإلديان بالبعد اإلذلي‬
‫للقرآن‪ ،‬وإّّنا ادلنطلق العلمي‪ .‬ثانيًا‪ ،‬أعتقد ح ًقا أنو ال ديكن فهم ادلصطلحات وادلفاىيم عندما تكون معزولة عن‬
‫طور ‪ Izutsu‬أدوات‬
‫البيئة اليت ظهرت فيها وال ديكن وصفها إال من خبلل دراسة كيفية استخدامها يف الواقع‪ّ .‬‬
‫منهجية الستخدام ىذا النه ‪ -‬على الرغم من أنو ليس الباحث األول الذي يلفت االنتباه إىل ىذا األمر‪ .‬على‬
‫كل حال‪ ،‬لقد فشل العديد من العلماء قبلو يف إثبات العبلقة ادلعقدة بُت الكلمات والشبكة الواسعة للشبكة‬
‫قادرا على حتديد البعد الداليل فحسب‪ ،‬بل استخلص‬
‫ادلفاىيمية القرآنية‪ .‬مل يكن ‪ Izutsu‬من خبلل منهجو ً‬
‫أيضا نظرة عامة على "الرؤية اإلسبلمية للعامل"‪ .‬ثالثًا‪ ،‬أعتقد أنو ديكن مع ىذا النه شرح وتوضيح الديناميكيات‬
‫ً‬
‫االجتماعية والثقافية يف زمن النيب زلمد (ص)‪ .‬ألن التغيَتات يف اللغة ديكن أن تؤدي إىل تغيَت يف كيفية رؤيتنا‬
‫وخوض جتربة العامل احلايل‪ .‬أو بعبارة أخرى‪ :‬ادلفاىيم تش ّكل عقلَنا‪ ،‬وعقلُنا يش ّكل سلوَكنا‪ ،‬وسلوُكنا يش ّكل‬
‫شخصيتنا‪ .‬على ادلرء قبل تغيَت السلوك أ ْن يعيد تعريف أنطولوجيا ادلفاىيم‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن التغيَتات يف اللغة ىي‬
‫عملية أكسيولوجية وعملية انطولوجية يف نفس الوقت‪ .‬سبب آخر جيعلٍت أفضل منهجو ىو أنو يتمتع بنظرة مشولية‬
‫عند حتليلو للمكونات ادلختلفة للقرآن‪ .‬على الرغم من أن ىذا النه لو تاريخ طويل يف التفسَت (مثل راغب‬
‫اإلصفهاين)‪ ،‬فإ ّن العديد من ادلفسرين التقليديُت دييلون إىل النظر إىل القرآن بطريقة جتزيئية (آية بآية)‪ ،‬شلا قد‬
‫يؤدي إىل استنتاجات خاطئة‪.‬‬

‫‪ /9‬مدارس البحث القرآني الغربي‪:‬‬

‫ينظر ادلرء إىل تطور السنوات الـ ‪ 150‬ادلاضية يف رلال الدراسات اإلسبلمية ‪ -‬عموما ‪ -‬ويف رلال الدراسات‬
‫حُت ُ‬
‫القرآنية ‪ -‬خصوصا ‪ -‬سيبلحظ أن ىناك "اجتاىات حديثة" يف مقاربة فهم تاريخ القرآن ولغتو‪ .‬ظهرت بعض‬
‫ادلدارس يف الغرب خاصةً‪ - ،‬حتت تأثَت الدراسات الشرقية ‪ -‬تسعى إىل إلقاء ضوء جديد على أصل القرآن‬
‫ولغتو‪ ،‬إما ضمن ادلصادر التقليدية أو خارجها‪.‬‬

‫وف ًقا دلبلحظايت‪ ،‬ديكن تقسيم مدارس البحث القرآين الغريب إىل ثبلث مدارس فكرية رئيسية‪:‬‬
‫‪ .1‬ادلدرسة التّنقيحية التارخيية‪-‬النقدية‪ :‬تشَت ىذه ادلقاربة ً‬
‫عموما إىل زلاولة "تنقيح" بعض الوقائع التارخيية‬
‫واآلراء ذات الصلة بالتاريخ ‪ ،‬من أجل رفض وتغيَت مفهوم مقبول علميًا للتاريخ‪ .‬يتعلق األمر ىنا برسم‬

‫صورة منقحة لتاريخ القرآن خارج ادلصادر اإلسبلمية التقليدية ادلعًتف هبا‪ .‬من ّ‬
‫أىم ادلسامهُت يف ىذه‬
‫ادلدرسة (نذكر على سبيل ادلثال ال احلصر*)‪ :‬جون وانسربو ‪-1928( John Wansbrough‬‬
‫‪ )2002‬وباتريشيا كرون ‪ )2015-1945( Patricia Crone‬ومايكل آالن كوك ‪Michael‬‬
‫‪ .)1940( Allan Cook‬يف عام ‪ 1977‬نشر ‪ Cook‬و‪ Crone‬كتابًا بعنوان "اذلاجرية" وبيّنا‬
‫أصرا طوال الكتاب على أ ّن‬ ‫فيو أ ّن كل مادة تارخيية مكتوبة باللغة العربية ال ديكن االعتماد عليها‪ .‬لقد ّ‬
‫ادلب ِكر وجذوره‪ .‬لذلك‪،‬‬
‫ادلرءَ جيب أن يلجأ إىل ادلصادر غَت العربية للحصول على فهم حقيقي لئلسبلم ْ‬
‫ديكن االعتماد فقط على ادلصادر اآلرامية‪ ،‬اليونانية والسريانية للحصول على صورة واضحة للمجتمع‬
‫الزمن‬
‫اإلسبلمي ادلبكر‪ .‬بالنسبة ذلم‪ ،‬تعطي ادلصادر اإلسبلمية ادلبكرة قراءة انتقائية ومتأخرة لرواية ّ‬
‫ادلاضي‪ .‬ناقش ‪ Wansbrough‬و‪ Crone‬و‪ Cook‬بأ ّن القرآن نشأ مع مرور الوقت من خبلل‬
‫عملية جدال شلتدة يف أواخر القرن الثامن أو حىت أوائل القرن التاسع يف بيئة ببلد ما بُت النّهرين (بيئة‬
‫سريانية آرامية)‪ .‬عندما يتعلق األمر بتكوين النص القرآين‪ ،‬فإن ‪ Wansbrough‬على سبيل ادلثال‬
‫نوعا من مزي مشابو " دلقوالت ‪ "Logia‬منفصلة يف األصل تأيت من رلتمعات سلتلفة‬
‫يعتقد أنو كان ً‬
‫ومتعددة‪ .‬لذلك‪ ،‬جيب على ادلرء أن ينظر إىل "ادلواد اإلسبلمية" على أهنا مواد "أدبية" بدالً من كوهنا‬
‫مو ّادا "تارخيية"‪ ،‬ألن القرآن كان يف األصل أحد رلموعات "مقوالت ‪ "Logia‬ادلتعددة‪ .‬إ ّن عملية قوننة‬
‫(السنّة) ‪-‬‬
‫القرآن اليت طال أمدىا ىي إحدى تشكيبلت اجلماعة (ادلسلمة*) ‪ .‬فيما يتعلّق باحلديث ّ‬
‫حبسب ‪ - Wansbrough‬فإنّو ال ديكن تأرخيها قبل القرن التاسع‪ ،‬وىي تتزامن مع التسليم‬
‫واالعًتاف بقوننة القرآن‪.‬‬
‫‪ .2‬مدرسة اذلرمنيوطيقا‪/‬التّأويل النقدية‪ :‬يأخذ شلثلو ىذه ادلدرسة يف االعتبار الروايات اإلسبلمية (بقدر‬
‫اإلمكان) ويستفيدون من الكتابات التفسَتية التقليدية للمسلمُت‪ .‬إ ّهنم حياولون تصوير أ ّن القرآن ظهر‬
‫يف سياق اخلطاب الديٍت لشبو اجلزيرة العربية (حىت اخلطاب خارج شبو اجلزيرة العربية) مع اليهود‬
‫وادلسيحيُت وادلشركُت العرب وجزئيًا مع اجلماعات الدينية األخرى‪ .‬يستخدم الباحثون من ىذه ادلدرسة‬
‫تكوين النص‬
‫َ‬ ‫يف ادلقام األول آليات نقد الكتاب ادلق ّدس‪ ،‬واليت ىي‪( :‬أ) النقد النصي الذي يُعاجل مسألة‬
‫ٍ‬
‫إحاطة دقيقة دلفردات تلك‬ ‫األصلي أو ادلعتمد‪( ،‬ب) النقد الفيلولوجي‪ :‬دراسة اللغة القرآنية من أجل‬
‫الفًتة (اليت ظهر فيها القرآن*) وقواعدىا وأسلوهبا‪( ،‬ج) النقد األديب الذي يرّكز على األساليب األدبية‬
‫ادلختلفة ادلتضمنة يف النص كدليل على تأريخ التأليف‪ ،‬أصل الكتاب والغاية األصلية للنص القرآين‪.‬‬
‫(‪ )Britanica: 2019‬شلثلو ىذه ادلدرسة ىم ثيودور نولديك ‪Theodor Nöldeke‬‬
‫(‪ )1930-1836‬وأصليليكا نيوورث ‪ .)1943( Angelika Neuwirth‬حتاول ‪Neuwirth‬‬
‫عرب مقاربتها إعادة القرآن إىل بيئتو الثقافية والدينية‪ ،‬وبالتايل‪ ،‬جيب حترير القرآن من التقليد اإلسبلمي‬
‫البلحق وأن يصبح مرئيًا يف عملية تكوينو (‪ .)Enstehungsprozess‬ديكن إذن قراءة القرآن كما‬
‫قرأه وفهمو الذين عاصروه ‪ -‬أي كدليل على اخلبلفات الدينية الشديدة يف شبو اجلزيرة العربية‪ ،‬ولكن يف‬
‫بيئة ثقافية ودينية واليت ش ّكلت بقية البحر األبيض ادلتوسط يف القرن السابع‪ .‬تذكر يف كتاهبا ‪Der‬‬
‫‪(Koran als Text der Spätantike‬القرآن نص العصور القددية ادلتأخرة)‪" ":‬ال يتم قبول‬
‫مؤلف وراء النص‪ ،‬ولكن مناقشة رلتمعية تستمر طوال مدة اإلعبلن"‪ :Neuwirth( .‬ص ‪ )80‬هبذا‬
‫البيان‪ ،‬تقًتح ‪ Neuwirth‬أ ّن النّص القرآين ال ديكن فهمو دون إعادة بناء البيئة الفكرية والثقافية‬
‫والفلسفية يف الوقت الذي نزل فيو القرآن‪.‬‬
‫ومن ثَـ ّـم تقًتح ‪ Neuwirth‬فهماً حواريًا للقرآن‪ .‬بدالً من افًتاض وجود رسول ‪ -‬الذي تصرف إما‬
‫ْ‬
‫ملهما فعبل بالوحي اإلذلي ويواجو مستمعيو أو ّقراءه بالنص‪ ،‬تبٍت‬
‫مببادرة من نفسو أو كان َ‬
‫بديبل ديكن فيو مساع األصوات وردود الفعل من اخلارج‪ ،‬واليت أخذىا القرآن يف‬
‫ّنوذجا ً‬
‫‪ً Neuwirth‬‬
‫الرّد على مطالبهم وتعليقاهتم‪ .‬تعطي ‪ Neuwirth‬مثاالً على ىذا الفهم‬
‫االعتبار بالرد من خبلل ّ‬
‫احلواري‪ .‬تقًتح أن صيغة البسملة "بسم اهلل الرمحن الرحيم" قد تبدو زائدة وغريبة عن اآلذان الغربية‪ ،‬لكن‬
‫متاس حاسم – مع الدعاء‬
‫‪ Neuwirth‬جتادل أيضا بأهنا صيغة موازية ‪ -‬ويف نفس الوقت يف ّ‬
‫ادلسيحي ادلعروف "باسم اآلب واالبن والروح القدس"‪ .‬تكتب‪" :‬يف الواقع‪ ،‬جيب أن يُفهم القرآن أوالً‬
‫وقبل كل شيء على أنو تفسَتي‪ ،‬أي جديل ‪ -‬تربيري‪ ،‬وبالتايل ببلغي للغاية‪ .‬يتم تبليغ القرآن إىل‬
‫ادلستمعُت الذين يشتمل تعليمهم بالفعل على معارف‪/‬خربات الكتاب ادلقدس وما بعد الكتاب ادلقدس‪،‬‬
‫وبالتايل جيب أن يقدم كتاهبم ادلقدس الناشئ إجابات على األسئلة اليت أثَتت يف التفسَت التورايت ‪ -‬ىو‬
‫كتاب مقدس يقدم تعلي ًقا على قدر ىائل من ادلوروثات البلىوتية السابقة "‪ :Neuwirth( .‬ص ‪.)4‬‬
‫تقوم مقاربتها على أ ّن كلمة "كتاب" كان من ادلفًتض أصبلً أن يكون كتابًا يف السماء وليس القرآن‬
‫التكون‪ .‬الح ًقا‪ ،‬بالنسبة للمسلمُت‪ ،‬تشَت كلمة "كتاب" إىل القرآن نفسو‪ ،‬حبيث‬
‫الذي كان يف طور ّ‬
‫أصبح وف ًقا للفهم الشرعي نفسو ىو األصل السماوي ‪ -‬أي كتاب إذلي كامل‪ .‬مل يتم الكشف عن‬
‫زلتوى ىذا الكتاب إال حملمد (ص)‪ .‬مل يُفهم القرآن على أنو نص مكتوب (ادلصحف) بعد وفاة النيب‪،‬‬
‫بل كان باألحرى سلسلة من الرسائل ادلنقولة شفهياً إىل أىل مكة وادلدينة ‪ ،‬الذين كانت انتظاراهتم‬
‫وخلفيتهم الدينية معكوسة يف النصوص القرآنية‪ .‬ت ّدعي ‪ Neuwirth‬أ ّن الطبيعة الشفوية لرسالة النيب‬
‫أبدا بنص مكتوب ‪ -‬ليس ألن عملية الوحي ادلستمرة تقف عائقا أمام طريق‬
‫طوال حياتو مل يتم استبداذلا ً‬
‫القيام بالتدوين والكتابة‪ ،‬ولكن بسبب االقتناع أ ّن كلمة اهلل تصل للناس فقط من خبلل التواصل‬
‫الشفهي‪ :Neuwirth( .‬ص ‪.)6‬‬
‫‪ .3‬الرّؤية الكليّة والدّاللية‪ :‬ما دييز ىذه ادلقاربة أ ّهنا تعترب القرآن بنية مغلقة ومتماسكة من أجل تطوير اإلطار‬
‫ادلفاىيمي وادلنطق البُنيوي الداخلي للقرآن‪ .‬أحد ادلمثلُت الرئيسيُت ذلذه ادلدرسة ىو ادلستشرق الياباين‬
‫‪ .Toshihiko Izutsu‬الثاين‪ ،‬الذي اقًتح فهم القرآن كبنية متماسكة والتعامل معو بطريقة كليّة‪،‬‬
‫ىو ميشيل كويرس ‪ .Michel Cuypers‬تنطلق مقاربة ‪ Cuypers‬من إمكانية فهم السور‬
‫بشكل أفضل عند تثمُت ترابطها ادلوضوعي واألديب‪ .‬تشكل السور‪ -‬وفقا لو‪ -‬وحدات ُمنظّمة‪ .‬يكشف‬
‫كتاب ‪" Cuypers‬نظْم القرآن" ‪ -‬بتفصيل كبَت ‪ -‬كيف يتم تنظيم السور وف ًقا لعدد صغَت من‬
‫ادلبادئ الًتكيبية العامة‪ .‬دييز بُت ثبلثة أشكال عامة للنّظم‪ :‬أ) التوازي‪/‬التّجانس‪ ،‬ب) النظم العكسي‪،‬‬
‫ج) النّظم ادلركزي (‪ :Sinai‬ص‪ .)1‬إذا كان دلقطع من القرآن تركيبة معكوسة‪ ،‬فإن النص حيمل البنية‬

‫’‪" ، ABCC'B'A‬على سبيل ادلثال‪ A ،‬و ‪ - ′A‬كل منهما قد يكون ً‬


‫مقطعا من اآليات‪ ،‬أو آية‪،‬‬
‫أو رلموعة آيات‪ ،‬أو جزءا كامبل من سورة يعرض القواسم ادلشًتكة وادلتجانسة الكافية من أجل‬
‫استحقاق أن يتم حتديدمها بنفس احلرف‪ : Sinai(.‬ص‪ .)1‬النّظم ادلركزي‪ ،‬على سبيل ادلثال‪ ،‬عبارة عن‬
‫مبٍت حول عنصر مركزي وبالتايل يأخذ الشكل ’‪ .ABCDC'B'A‬يقًتح ‪Cuypers‬‬
‫نظم عكسي ّ‬
‫جدا يف مجيع أضلاء القرآن‪ .‬ولكن دون اخلوض يف مزيد من التفاصيل‪ ،‬أريد‬
‫أ ّن ىذا النوع من البنية شائع ً‬
‫مقارنة ىذه األساليب الثبلثة مع طريقة ‪.Izutu‬‬

‫‪ /3‬مقارنةٌ‪:‬‬

‫الشكوكية (التنقيحية) ترفض بشكل مفرط مصداقية أي مصادر‬ ‫يُظهر ادللخص القصَت أعبله كيف أ ّن ادلدرسة ّ‬
‫كم ٍية ىائلة من ادلواد التارخيية سيؤدي (يف النهاية) إىل معايَت‬
‫للغة العربية يف التاريخ ادلبكر لئلسبلم‪ .‬إ ّن جتاىل ّ‬
‫نوعا ما‪ .‬ما تشًتك فيو ادلدرسة التّنقيحية وادلدرسة التأويلية النقدي ىو أن ىذه‬
‫علمية سيئة واستنتاجات ضعيفة ً‬
‫يثمن الطابع الفريد‬ ‫ِ‬
‫ادلقاربات أُع ّدت يف األصل لتحليل نص الكتاب ادلقدس وتارخيو‪ .‬يف حُت أن منه ‪ّ Izutu‬‬
‫لؤلسلوب القرآين ويضع بنيتو اخلاصة يف االعتبار‪.‬‬

‫حىت لو كانت ىناك اختبلفات كبَتة بُت مقاربة ‪ Neuwirth‬يف شروع ‪Corpus Coranicum‬‬
‫ووجهة نظر ‪ Wansbrough‬التّنقيحية‪ ،‬فإ ّن كبلمها حياول فحص تاريخ القرآن وأصلو ونصو وتكوينو‪ ،‬إهنما ال‬
‫ٍ‬
‫خطاب ونصا مرنًا‪ .‬لذلك‪ ،‬رّكزا على‬ ‫رلرد‬
‫يعتربان القرآن كتابًا مغل ًقا ومتماس ًكا (كتاب) ‪ ،‬ولكن متّ اعتباره ّ‬
‫الظروف اخلارجية اليت أحاطت بالقرآن‪ ،‬بدالً من فحص النص القرآين ضمن بُنيتو الداخلية‪.‬‬

‫مل ير ‪ - Nöldeke‬على سبيل ادلثال ‪ -‬أي تنظي ٍم منطقي للمفاىيم‪/‬ادلصطلحات يف منتصف القرآن ادلكي‪.‬‬
‫وقال مبا أ ّن النيب زلمد (صلى اهلل عليو وسلم) حاول شرح مقوالتو‪/‬عباراتو بأمثلة من الطبيعة والتاريخ‪ ،‬فإهنا تصبح‬
‫بذلك مشوشة ومربكة بل وحىت شللة‪ :Nöldeke( .‬ص ‪ .)119-118‬ىذا التقييم ‪ -‬الذي ىو إىل حد كبَت‬
‫متاما أن ىناك ترتيبًا بُنيويا لآليات والسور داخل‬
‫تقييم شخصي للببلغة والبعد اجلمايل ألسلوب القرآن ‪ -‬يتجاىل ً‬
‫وحدهتا اخلاصة ومع الوحدات األخرى يف القرآن‪ .‬لقد صلح ‪ Izustu‬و‪ Cypers‬يف العمل على ىذه البُنية‪ ،‬ألن‬
‫ص ِو ْحدةً متماسكةً‪.‬‬
‫كبلمها يعترب القرآن الن ّ‬

‫من خبلل احملاوالت ادلختلفة يف رلال البحث القرآين التارخيي‪ ،‬يبدو أن العديد من ادلستشرقُت ‪ -‬بشكل مباشر أو‬
‫غَت مباشر ‪ -‬يشَتون إىل اعتماد القرآن على األحداث التارخيية‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬يعكس القرآن احليا َة العربية‬
‫وشخصية الرسول زلمد الذي يعترب مؤلف القرآن‪ .‬نتيجة ذلذا احلكم ادلسبق على أصل القرآن‪ :‬اعتبار ادلستشرقُت‬
‫رلردا‪ ،‬حت ّول الًتكيز من النص القرآين إىل تبعيّة زلمد لبيئتو وزمانو‪.‬‬
‫للقرآن اعتبارا تارخيياً ّ‬

You might also like