Professional Documents
Culture Documents
11-Toshihiko Izutsu Wa Al-Muqarabah Al-Dilaliyah Al-Kulliyah Li Al-Qur'An
11-Toshihiko Izutsu Wa Al-Muqarabah Al-Dilaliyah Al-Kulliyah Li Al-Qur'An
11-Toshihiko Izutsu Wa Al-Muqarabah Al-Dilaliyah Al-Kulliyah Li Al-Qur'An
دراسات قرآنية
ديسمبر 9102
مرة عن ادلستشرق الياباين عندما كنت أدرس يف اسطنبول .أوصاين أستاذي بكتابُت لـ ـ:Izutsu
مسعت ألول ّ
ُ
مًتجم ىذين الكتابُت ىو سليمان أتيس
ُ "اهلل واإلنسان يف القرآن" و"ادلفاىيم األخبلقية الدينية يف القرآن".
،Süleyman Ateşالذي ترمجهما إىل الًتكية ،وىو الرئيس السابق للمرجع الديٍت الًتكي ديانت
أود أن أشَت إليو كمرج ٍع.
نظرا ألنو كان ّأول عامل يقدم إ Izutsuيلّ ، Diyanetوعامل ِ
ادلعروفً .
ُ القرآن ُ
يف مقدمة ترمجتو ،كتب أتيس " :Ateşيشَت ىذا الكتاب (اهلل واإلنسان يف القرآن) إىل بعض ادلوضوعات
الرئيسية يف القرآن ( )...ويُظ ِهر أ ّن كلمات القرآن ذلا عبلقة قوية بنظام الفكر القرآين .ال ديكن اخلروج بًتمجة
صحيحة دون معرفة اخللفية التارخيية ذلذه الكلمات )...( .من اخلطأ ترمجة معٌت مصطلح قرآين (فقط) بناءً على
قواعد اللغة العربية .من الضروري تقييمها داخل السياق القرآين ( )...قام الربوفيسور Toshihiko Izutsu
ٍ
بعمل ناجح ح ًقا هبذا األثر القيم .لقد َعمل كعامل زلايد يف دراساتو .إنو جدير بالثناء بفضل العديد من األفكار
اجلديدة اليت طرحها ( )...نعتقد أن ىذا العمل سيفتح آفاقًا جديدة ألولئك الذين يبحثون يف علوم القرآن".
(أتيس :Ateşص .)5
اقتباس آخر عن Izutsuيعكس ح ًقا تفكَتي الشخصي عنو ،يأيت من ىاري بارتُت .Harry Partin
كتب ":رمبا يفاجأ ادلرء أكثر عندما جيد عادلا يابانيًا يكتب عن مواضيع إسبلمية من أن جيد أنو يفعل ذلك
ً
بشكل جيد :Partin( ".ص ،)2يف ىذه ادلقالة ،يلخص Partinويعطي مراجعة نقدية لكتاب Izutsu
"اهلل واإلنسان يف القرآن" ،أحد ىذه االنتقادات الرئيسية ىي أ ّن Izutsuمل يأخذ يف االعتبار التطور التارخيي
للتحوالت الداللية ،أتفق مع ىذا التقومي دلنه Izutsuوأعترب ىذا يف الواقع واحدة من أكرب نقاط ضعفو .يف
رأيي ،أخطأ Izutsuعندما قسم الفًتة الزمنية إىل فًتتُت :قبل نزول القرآن وبعده ،ىناك فًتة ثالثة جيب أخذىا
تدرجيي حدث خبلل
ّ تطوٌر
تغيَتا جذريًا ،بل ّ
بعُت االعتبار :الفًتة طوال نزول الوحي .إ ّن التحول الداليل ليس ً
23سنةً من الوحي.
فيما يتعلق األمر مبنهجية :Izutsuتستند فرضيتو على فكرة أن اللغة والنظرة للعامل مرتبطان ببعضهما البعض،
كثَتا اخللفيّةَ لفهمو لعلم الدالالت.
الرؤية للعامل) الذي يستخدمو ً
مصطلح "ّ ( "Weltanschauung ُ يُعطي
بغض النظر ٍ ٍ
مكتف ذاتيًا يتم فيو دم مجيع الكلمات ّ كلمات نظام
"حقل داليل كبَت ،و ُ
ٌ وف ًقا ل ،Izutsuالقرآن
ينظر ادلرء إىل تطور السنوات الـ 150ادلاضية يف رلال الدراسات اإلسبلمية -عموما -ويف رلال الدراسات
حُت ُ
القرآنية -خصوصا -سيبلحظ أن ىناك "اجتاىات حديثة" يف مقاربة فهم تاريخ القرآن ولغتو .ظهرت بعض
ادلدارس يف الغرب خاصةً - ،حتت تأثَت الدراسات الشرقية -تسعى إىل إلقاء ضوء جديد على أصل القرآن
ولغتو ،إما ضمن ادلصادر التقليدية أو خارجها.
وف ًقا دلبلحظايت ،ديكن تقسيم مدارس البحث القرآين الغريب إىل ثبلث مدارس فكرية رئيسية:
.1ادلدرسة التّنقيحية التارخيية-النقدية :تشَت ىذه ادلقاربة ً
عموما إىل زلاولة "تنقيح" بعض الوقائع التارخيية
واآلراء ذات الصلة بالتاريخ ،من أجل رفض وتغيَت مفهوم مقبول علميًا للتاريخ .يتعلق األمر ىنا برسم
صورة منقحة لتاريخ القرآن خارج ادلصادر اإلسبلمية التقليدية ادلعًتف هبا .من ّ
أىم ادلسامهُت يف ىذه
ادلدرسة (نذكر على سبيل ادلثال ال احلصر*) :جون وانسربو -1928( John Wansbrough
)2002وباتريشيا كرون )2015-1945( Patricia Croneومايكل آالن كوك Michael
.)1940( Allan Cookيف عام 1977نشر Cookو Croneكتابًا بعنوان "اذلاجرية" وبيّنا
أصرا طوال الكتاب على أ ّن فيو أ ّن كل مادة تارخيية مكتوبة باللغة العربية ال ديكن االعتماد عليها .لقد ّ
ادلب ِكر وجذوره .لذلك،
ادلرءَ جيب أن يلجأ إىل ادلصادر غَت العربية للحصول على فهم حقيقي لئلسبلم ْ
ديكن االعتماد فقط على ادلصادر اآلرامية ،اليونانية والسريانية للحصول على صورة واضحة للمجتمع
الزمن
اإلسبلمي ادلبكر .بالنسبة ذلم ،تعطي ادلصادر اإلسبلمية ادلبكرة قراءة انتقائية ومتأخرة لرواية ّ
ادلاضي .ناقش Wansbroughو Croneو Cookبأ ّن القرآن نشأ مع مرور الوقت من خبلل
عملية جدال شلتدة يف أواخر القرن الثامن أو حىت أوائل القرن التاسع يف بيئة ببلد ما بُت النّهرين (بيئة
سريانية آرامية) .عندما يتعلق األمر بتكوين النص القرآين ،فإن Wansbroughعلى سبيل ادلثال
نوعا من مزي مشابو " دلقوالت "Logiaمنفصلة يف األصل تأيت من رلتمعات سلتلفة
يعتقد أنو كان ً
ومتعددة .لذلك ،جيب على ادلرء أن ينظر إىل "ادلواد اإلسبلمية" على أهنا مواد "أدبية" بدالً من كوهنا
مو ّادا "تارخيية" ،ألن القرآن كان يف األصل أحد رلموعات "مقوالت "Logiaادلتعددة .إ ّن عملية قوننة
(السنّة) -
القرآن اليت طال أمدىا ىي إحدى تشكيبلت اجلماعة (ادلسلمة*) .فيما يتعلّق باحلديث ّ
حبسب - Wansbroughفإنّو ال ديكن تأرخيها قبل القرن التاسع ،وىي تتزامن مع التسليم
واالعًتاف بقوننة القرآن.
.2مدرسة اذلرمنيوطيقا/التّأويل النقدية :يأخذ شلثلو ىذه ادلدرسة يف االعتبار الروايات اإلسبلمية (بقدر
اإلمكان) ويستفيدون من الكتابات التفسَتية التقليدية للمسلمُت .إ ّهنم حياولون تصوير أ ّن القرآن ظهر
يف سياق اخلطاب الديٍت لشبو اجلزيرة العربية (حىت اخلطاب خارج شبو اجلزيرة العربية) مع اليهود
وادلسيحيُت وادلشركُت العرب وجزئيًا مع اجلماعات الدينية األخرى .يستخدم الباحثون من ىذه ادلدرسة
تكوين النص
َ يف ادلقام األول آليات نقد الكتاب ادلق ّدس ،واليت ىي( :أ) النقد النصي الذي يُعاجل مسألة
ٍ
إحاطة دقيقة دلفردات تلك األصلي أو ادلعتمد( ،ب) النقد الفيلولوجي :دراسة اللغة القرآنية من أجل
الفًتة (اليت ظهر فيها القرآن*) وقواعدىا وأسلوهبا( ،ج) النقد األديب الذي يرّكز على األساليب األدبية
ادلختلفة ادلتضمنة يف النص كدليل على تأريخ التأليف ،أصل الكتاب والغاية األصلية للنص القرآين.
( )Britanica: 2019شلثلو ىذه ادلدرسة ىم ثيودور نولديك Theodor Nöldeke
( )1930-1836وأصليليكا نيوورث .)1943( Angelika Neuwirthحتاول Neuwirth
عرب مقاربتها إعادة القرآن إىل بيئتو الثقافية والدينية ،وبالتايل ،جيب حترير القرآن من التقليد اإلسبلمي
البلحق وأن يصبح مرئيًا يف عملية تكوينو ( .)Enstehungsprozessديكن إذن قراءة القرآن كما
قرأه وفهمو الذين عاصروه -أي كدليل على اخلبلفات الدينية الشديدة يف شبو اجلزيرة العربية ،ولكن يف
بيئة ثقافية ودينية واليت ش ّكلت بقية البحر األبيض ادلتوسط يف القرن السابع .تذكر يف كتاهبا Der
(Koran als Text der Spätantikeالقرآن نص العصور القددية ادلتأخرة)" ":ال يتم قبول
مؤلف وراء النص ،ولكن مناقشة رلتمعية تستمر طوال مدة اإلعبلن" :Neuwirth( .ص )80هبذا
البيان ،تقًتح Neuwirthأ ّن النّص القرآين ال ديكن فهمو دون إعادة بناء البيئة الفكرية والثقافية
والفلسفية يف الوقت الذي نزل فيو القرآن.
ومن ثَـ ّـم تقًتح Neuwirthفهماً حواريًا للقرآن .بدالً من افًتاض وجود رسول -الذي تصرف إما
ْ
ملهما فعبل بالوحي اإلذلي ويواجو مستمعيو أو ّقراءه بالنص ،تبٍت
مببادرة من نفسو أو كان َ
بديبل ديكن فيو مساع األصوات وردود الفعل من اخلارج ،واليت أخذىا القرآن يف
ّنوذجا ً
ً Neuwirth
الرّد على مطالبهم وتعليقاهتم .تعطي Neuwirthمثاالً على ىذا الفهم
االعتبار بالرد من خبلل ّ
احلواري .تقًتح أن صيغة البسملة "بسم اهلل الرمحن الرحيم" قد تبدو زائدة وغريبة عن اآلذان الغربية ،لكن
متاس حاسم – مع الدعاء
Neuwirthجتادل أيضا بأهنا صيغة موازية -ويف نفس الوقت يف ّ
ادلسيحي ادلعروف "باسم اآلب واالبن والروح القدس" .تكتب" :يف الواقع ،جيب أن يُفهم القرآن أوالً
وقبل كل شيء على أنو تفسَتي ،أي جديل -تربيري ،وبالتايل ببلغي للغاية .يتم تبليغ القرآن إىل
ادلستمعُت الذين يشتمل تعليمهم بالفعل على معارف/خربات الكتاب ادلقدس وما بعد الكتاب ادلقدس،
وبالتايل جيب أن يقدم كتاهبم ادلقدس الناشئ إجابات على األسئلة اليت أثَتت يف التفسَت التورايت -ىو
كتاب مقدس يقدم تعلي ًقا على قدر ىائل من ادلوروثات البلىوتية السابقة " :Neuwirth( .ص .)4
تقوم مقاربتها على أ ّن كلمة "كتاب" كان من ادلفًتض أصبلً أن يكون كتابًا يف السماء وليس القرآن
التكون .الح ًقا ،بالنسبة للمسلمُت ،تشَت كلمة "كتاب" إىل القرآن نفسو ،حبيث
الذي كان يف طور ّ
أصبح وف ًقا للفهم الشرعي نفسو ىو األصل السماوي -أي كتاب إذلي كامل .مل يتم الكشف عن
زلتوى ىذا الكتاب إال حملمد (ص) .مل يُفهم القرآن على أنو نص مكتوب (ادلصحف) بعد وفاة النيب،
بل كان باألحرى سلسلة من الرسائل ادلنقولة شفهياً إىل أىل مكة وادلدينة ،الذين كانت انتظاراهتم
وخلفيتهم الدينية معكوسة يف النصوص القرآنية .ت ّدعي Neuwirthأ ّن الطبيعة الشفوية لرسالة النيب
أبدا بنص مكتوب -ليس ألن عملية الوحي ادلستمرة تقف عائقا أمام طريق
طوال حياتو مل يتم استبداذلا ً
القيام بالتدوين والكتابة ،ولكن بسبب االقتناع أ ّن كلمة اهلل تصل للناس فقط من خبلل التواصل
الشفهي :Neuwirth( .ص .)6
.3الرّؤية الكليّة والدّاللية :ما دييز ىذه ادلقاربة أ ّهنا تعترب القرآن بنية مغلقة ومتماسكة من أجل تطوير اإلطار
ادلفاىيمي وادلنطق البُنيوي الداخلي للقرآن .أحد ادلمثلُت الرئيسيُت ذلذه ادلدرسة ىو ادلستشرق الياباين
.Toshihiko Izutsuالثاين ،الذي اقًتح فهم القرآن كبنية متماسكة والتعامل معو بطريقة كليّة،
ىو ميشيل كويرس .Michel Cuypersتنطلق مقاربة Cuypersمن إمكانية فهم السور
بشكل أفضل عند تثمُت ترابطها ادلوضوعي واألديب .تشكل السور -وفقا لو -وحدات ُمنظّمة .يكشف
كتاب " Cuypersنظْم القرآن" -بتفصيل كبَت -كيف يتم تنظيم السور وف ًقا لعدد صغَت من
ادلبادئ الًتكيبية العامة .دييز بُت ثبلثة أشكال عامة للنّظم :أ) التوازي/التّجانس ،ب) النظم العكسي،
ج) النّظم ادلركزي ( :Sinaiص .)1إذا كان دلقطع من القرآن تركيبة معكوسة ،فإن النص حيمل البنية
/3مقارنةٌ:
الشكوكية (التنقيحية) ترفض بشكل مفرط مصداقية أي مصادر يُظهر ادللخص القصَت أعبله كيف أ ّن ادلدرسة ّ
كم ٍية ىائلة من ادلواد التارخيية سيؤدي (يف النهاية) إىل معايَت
للغة العربية يف التاريخ ادلبكر لئلسبلم .إ ّن جتاىل ّ
نوعا ما .ما تشًتك فيو ادلدرسة التّنقيحية وادلدرسة التأويلية النقدي ىو أن ىذه
علمية سيئة واستنتاجات ضعيفة ً
يثمن الطابع الفريد ِ
ادلقاربات أُع ّدت يف األصل لتحليل نص الكتاب ادلقدس وتارخيو .يف حُت أن منه ّ Izutu
لؤلسلوب القرآين ويضع بنيتو اخلاصة يف االعتبار.
حىت لو كانت ىناك اختبلفات كبَتة بُت مقاربة Neuwirthيف شروع Corpus Coranicum
ووجهة نظر Wansbroughالتّنقيحية ،فإ ّن كبلمها حياول فحص تاريخ القرآن وأصلو ونصو وتكوينو ،إهنما ال
ٍ
خطاب ونصا مرنًا .لذلك ،رّكزا على رلرد
يعتربان القرآن كتابًا مغل ًقا ومتماس ًكا (كتاب) ،ولكن متّ اعتباره ّ
الظروف اخلارجية اليت أحاطت بالقرآن ،بدالً من فحص النص القرآين ضمن بُنيتو الداخلية.
مل ير - Nöldekeعلى سبيل ادلثال -أي تنظي ٍم منطقي للمفاىيم/ادلصطلحات يف منتصف القرآن ادلكي.
وقال مبا أ ّن النيب زلمد (صلى اهلل عليو وسلم) حاول شرح مقوالتو/عباراتو بأمثلة من الطبيعة والتاريخ ،فإهنا تصبح
بذلك مشوشة ومربكة بل وحىت شللة :Nöldeke( .ص .)119-118ىذا التقييم -الذي ىو إىل حد كبَت
متاما أن ىناك ترتيبًا بُنيويا لآليات والسور داخل
تقييم شخصي للببلغة والبعد اجلمايل ألسلوب القرآن -يتجاىل ً
وحدهتا اخلاصة ومع الوحدات األخرى يف القرآن .لقد صلح Izustuو Cypersيف العمل على ىذه البُنية ،ألن
ص ِو ْحدةً متماسكةً.
كبلمها يعترب القرآن الن ّ
من خبلل احملاوالت ادلختلفة يف رلال البحث القرآين التارخيي ،يبدو أن العديد من ادلستشرقُت -بشكل مباشر أو
غَت مباشر -يشَتون إىل اعتماد القرآن على األحداث التارخيية .بعبارة أخرى ،يعكس القرآن احليا َة العربية
وشخصية الرسول زلمد الذي يعترب مؤلف القرآن .نتيجة ذلذا احلكم ادلسبق على أصل القرآن :اعتبار ادلستشرقُت
رلردا ،حت ّول الًتكيز من النص القرآين إىل تبعيّة زلمد لبيئتو وزمانو.
للقرآن اعتبارا تارخيياً ّ