Professional Documents
Culture Documents
بحث المقامات
بحث المقامات
بحث المقامات
-1مفهوم المقامة
لغة أ-
ورد مصطلح املقامة يف لسان العرب البن منظور أن" املقامة :بالفتح :اجمللس واجلماعة من الناس ،قال :وأما
امل َقام واملقام فقد يكون كل واحد منهما مبعىن اإلقامة ،وقد يكون مبعىن موضع القيام "). (1
واملقامة مبعىن اجمللس واجلماعة من الناس واملقام مبعىن املوضع وقد وردت كذلك يف القرآن الكرمي لقوله تعاىل {:
واختذوا من مقام ابراهيم مصلى} (، )2فجاءت امسا ملوضع القيام.
وجاءت كلمة املقامة يف معجم الوسيط كذلك ،فنجد املقامة :اجلماعة من الناس و-اجمللس-واخلطبة أو العظة
أو حنومها-وقصة قصرية مسجوع تشمل على عظة أو ملحة ،كان األدباء يظهرون فيها براعتهم (املقام)اإلقامة
وموضع القيام ،املقامة :املقام ). (3
ب -اصطالحا
اختلفت التعاريف االصطالحية للمقامة فمنهم من اعتربها اهنا لون نثري تتميز خبصائصها الفنية واللغوية املميزة
هلا عن باقي النصوص االدبية ( ،)4وهذا ما يستنتج من التعريف التايل ":اهنا نوع اديب ولون نثري له خصائصه الفنية
ودعائمه األساسية ،يتوخى مؤلفها طرح ما يشاء من االفكار األدبية ،او خواص تأمليه ،او انفعاالت وجدانيه،
او مظاهرات لغويه ،يف صوره ذات مالمح بديعه ومسات زخرفيه ،اهنا حقا مراه لعصرها لذوق اهلها"(.)5
) -(1ابن منظور :لسان العرب( ،ط ،3لبنان ،دار صادر1414 ،ه) ،ج ،12ص .494
) -(2البقرة.125:
) (3جممع اللغة العربية ،معجم الوسيط( ،مصر ،دار الدعوة2004 ،م) ،ج ،2ص.864
) -(4ماجدة السايح ملبارك ،مجالية تداخل اخلطابات يف مقامات بديع الزمان اهلمذاين ،مذكرة خترج من متطلبات نيل شهادة
املاسرت يف اللغة واألدب العريب ،2019-2014ص14
) -(5جالل الدين السيوطي ،املقامات ،حتقيق مسري الدرويب( ،القاهرة ،اهليئة العامة لقصور الثقافة2008 ،م) ،ص.42
1
وعرفها يف ذات السياق عبد العزيز عتيق ":املقامة هي قطعة من النثر الفين على صورة حكاية قصرية تنتهي يف
مغزاها إىل عبـرة أو عضة أو طرفة يرويها شخص واحد خيايل ال يتغري ،هو عيسى بن هشام عند بـديع الزمـان
اهلمذاين وهو احلارث بن مهام عند احلريري ،وبطل كل حكاية شخص آخر خيايل أيضا ،هو أبو الفتح
االسكندري يف مقامات بديع الزمان وهو أبو زيد السروجي يف مقامات احلريـري ،وأبرز صفات البطل يف
مقامات هذين األديبني هي :البالغة والفصاحة وحالوة النادرة وسرعة اخلاطر وسعة احليلة والكدية ،أي اإلحلاح
()1
يف االستجداء وسؤال الناس"
ومنهم من يعتربها اهنا أحاديث يسردها راوي على مجاعه من الناس يف جملس وغرضه منها التسلية او التشويق
( )2فعرفها وفقا لذلك موسى سليمان" :راويه من الرواة على مجاعه من الناس بقالب قصصي يقصد فيه اىل
التسلية والتسويق ال اىل تأليف القصة والتحليل"(.)3
وعرفها يف ذات السياق يوسف نور عوض يف كتابه"فن املقامات" أن املقامة متثلت يف حديث يلقى على مجاعة
من الناس إما بغرض النصح واإلرشاد ،وأما بغرض الثقافة العامة أو التسول ). (4
فمن خالل هذا القول نرى أن املقامة ذات اجتاهات ثقافية وعظيه هتدف للنصح واإلرشاد بدرجة أوىل وتلقى
على مجاعة من الناس.
وهناك من اعترب املقامة قصة قصرية تتناول موضوعا واحدا يدور حول التسول والكدية وتقوم على شخصني
أساسني مها الراوي والبطل وبأسلوب منمق غين بالسجع ( )5فعرفها ركان الصفدي يف كتابه" الفن القصصي يف
النثر العريب" أهنا قصص قصرية متعددة ومتسلسلة تتناول موضوعا واحدا مثل الكدية تقوم على شخصني
أساسيني مها الراوي والبطل املكدي ،وتقوم بأسلوب منمق على إجنازات فن البالغة والسيما السجع وفق بنية
خاصة ثابتة متيزها من باقي القصص"). (6
فعرفها شوقي ضيف بقوله" :ليست املقامة اذا قصه وامنا هي حديث اديب بليغ ،وهي ادىن اىل احليلة منها اىل
القصة ،فليس فيها من القصة اال ظاهره فقط ،ام هي يف حقيقتها فحيلة يطرفنا هبا بديع الزمان وغريه لنطلع من
جهة على حادثة معينة ،ومن جهة ثانية على أساليب أنيقة ممتازة بل إن احلادثة اليت حتدث للبطل ال أمهية هلا
،اذ ليست هي الغاية ،امنا الغاية التعليم واألسلوب الذي تعرض به احلادثة ،ومن هنا جاءت غلبه اللفظ على
()1
املعىن يف املقامة ،فاملعىن ليس شيئا مذكورا فاصال امنا هو خيط ضعيف تنشر عليه الغاية التعليمية"
-2نشأتها
عرفت الفرتة العباسية حتوال يف الكثري من امليادين ،وخصوصا االنفتاح على الثقافات األخرى كالثقافة اليونانية،
والفارسية ،واهلندية وهذا تزامنا مع توسع رقعة الدولة العباسية ،ما أثر على تركيبة اجملتمع العريب آنذاك ،فتولدت
منه فنون جديدة ،حيث مت هذا التحول عن طريق النقل والرتمجات ،فوجد احلاضنة له من قبل اخللفاء العباسيني
()2
وكان هذا متهيدا ووزرائهم ذوي األصول اهلجينة ،فكل ذلك أثر يف فنون األدب العريب شعرا كان أو نثرا
لتعدد مشارب النثر خاصة ،حيث ظهر النثر العلمي ،والنثر الفلسفي ،والنثر التارخيي ...ومل يقف عند هذا احلد
بل أخذت العبقرية العربية تضع يدها يف كل العلوم الشرعية واللغوية على حد سواء ،فعىن أصحاهبا باأللفاظ،
ومصطلحات اللغة العربية (.)3
وقد نشط يف هذا الوقت طبقة اللغويني والنحويني لضبط األلفاظ اللغوية حىت ال تفقد اللغة العربية هويتها،
واستحدثوا أساليب جديدة حتفظ مكانة اللغة وأدائها البليغ من خالل انتقاء الفصيح منها ومتييزه عن الوحشي
واملعرب ،وكذلك نشط يف ذات الوقت الوعظ والقصص الديين ،فكان الوعاظ من واد ينسلون من أجل وعظ
الناس وإرشادهم إىل ما فيه صالح لدينهم ودنياهم ،وعلى ما يبدو ،فقد ساهم القصاص إىل جانب علماء
اللغة واحلديث بشكل أو بآخر يف التمهيد لربوز فن املقامات)(4وأول من قام بصياغة هذا النوع األديب ووضع
ومعىن هذا أن فن املقامة برز يف القرن الرابع اهلجري يف العصر العباسي وميثل تيارين تيار أدب احلرمان والتسول
وتيار أدب الصنعة ،الذي يتميز بنوع من التأنق والتعقيد ،ففي القرن الرابع انتشر الفقر والتسول لذلك ظهرت
املقامة لتعرب عن هذه املرحلة ،لكن يف شكل أقصوصة ظريفة اليت تلقى يف مجاعات فالرائد احلقيقي للمقامة هو
بديع الزمان اهلمذاين وعلى منواله سار "احلريري وطور من املقامة فأصبحت أكثر تصنيفا وتأنقا (.)2
غري إن هناك تباين يف اآلراء بني النقاد والباحثني يف اعتبار اهلمذاين مبدع هلذا الفن األصيل حبيث يعتقد جرجي
زيدان إن بديع الزمان اقتبس أسلوب مقاماته من رسائل إمام اللغويني أيب احلسني امحد بن فارس ( )390هـ (.)3
بينما يعترب الدكتور زكي مبارك مقامات اهلمذاين مش ـتقة من أحاديث بن دريد ( ) 321ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ويرى بني مقامات
اهلمذاين وأحاديث بن دريد مشاهبات قوية من حيث احلبكة القصصية واستخدام السجع به.
وليس هناك أثر عن العرب مقامات س ــابقة على مقامات اهلمذاين فهو من اجل ذلك يعترب مبدع هذا الفن ولكن
هناك من األدباء كابن عبدربه وابن قتيبة واحلص ــري يفض ــلون ان يقولوا إن بديع الزمان اش ــتق فن املقامات من فن
قصصي سابق.
ويرى الـدكتور زكي مبـارك :أن يثبـت أن مقـامـات بـديع الزمـان مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتقـة من أحـاديث ابن دريد وأن ابن دريد هذا
كان راويا وعاملا ولغويا وقد عنا برواية أحاديث من األغراب وأهل احلضر (.)4
وال ريب يف أن بني أحاديث ابن دريد وبني املقامات شـ ـ ــبها قويا من حيث القصـ ـ ــص واسـ ـ ــتخدام السـ ـ ــجع ولكن
هناك أيض ــا فروقا كبرية يف الص ــناعة ويف العقدة ويف وجود بطل املقامات وهو املكدي ويف بناء املقامة على الكدية
) -(1حنا الفاخوري ،اجلامع يف تاريخ األدب القدمي( ،ط ،1لبنان ،دار اجليل1946 ،م) ،ص.616
) -(2املرجع السابق.
) -(3مبارك زكي ،النثر الفين يف القرن الرابع ،ص 198
) -(4املرجع نفسه.
4
وعلى اهلزأ من عقول اجلمـاعات مع إظهار املقدرة يف فنون العلم واألدب آلة ما هنالك من خصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائص يتميز هبا
فن املقامات.
فهذا ال يعين أن بديع الزمان مل يطلع على أحاديث ابن دريد أو على ما روي من قص ـ ــص وأحاديث ولكن الفرق
بني ما روي عن العرب من أحاديث وبني املقامات من حيث الغاية واألسلوب كبري جدا.
وعلى كل فإن بديع الزمان مل يكن مبدع فن املقامات فإن مقاماته أقدم ما وصـ ـ ـ ــل إلينا من هذا الفن األديب الرائع
مث تبعه عدد كبري من الكتاب القدامى واحملدثني فكتبوا يف هذا الفن من أبرزهم الزخمشــري وجالل الدين الســيوطي
عن املشارقة والسرقسطي من االندلسي اما احملدثني فأمههم اليازجي واملويلحي.
5
المطلب الثاني :خصائص ،أغراض وأهداف المقامة
-1خصائص المقامات
()1
االسراف يف احملسنات البديعية والتزام بالسجع
نص املقامة حيتوي على بالغة أدبية واضحة ،وذلك من خالل االعتماد على استخدام األساليب اللغوية
حيتوي ّ
العربية املميزة ،وهي الطباق ،واجلناس ،والتقيّد بالسجع مما زاد من مجاهلا األديب.
ميتاز فن املقامات عموما على أسلوب السرد احلكائي حيث تعتمد املقامات على را ٍو ،وبطل حموري()3استمدت
مالمح الشخصية فهو رجل من نوادر من صور األعراب الذين سجل األصمعي نوادرهم ،فهو رجل من أهل
الظرف و املعرفة و األدب يرتزق باحتياله على الناس الذين يسحرهم بفصاحة اللسان ،وحسن البيان ،وانشاء
الشعر ،واسم هذا البطل يف مقامات البديع أبو الفتح اإلسكندري و له راوية خيايل حيكي األخبار وامسه" عيسى
بن هشام" و البطل يف مقامات احلريري هو أبوزيد السروجي وروايته احلارث بن مهام(،)4وشخصيات ثانوية،
()5
وأغلبها شخصيات ومهية وأحيانا تبلغ حدّ القصة
تتميز املقامة بألفاظها الغريبة يف العادة ،ولذلك فإننا جند أن معظم أفكارها ،واليت تبىن عليها ،وتكون مرتبطة
بألفاظ غريبة بل غري مألوفة عند كثري من األشخاص الذين يسمعوهنا أو يقرؤوهنا.
هذه اخلصائص العامة اليت تتميز هبا املقامة من حيث الصور التعبريية وأشكال الصنعة الكتابية أما املزايا اخلاصة
فهي:
الجانب القصصي
عادة ما يصب احلريري مقاماته يف قالب قصصي له وقع مجيل على النفس وتأثري لطيف يف الوجدان وان كان
هذا األسلوب يأيت على اهلامش (.)2
الحوار
واحلوار لصيق بالقص ،فال بد للشخصيات من التفاعل والتعبري عن نفسها وهلذا فقد كثر احلوار يف املقامات
وعلى الرغم من أن لغة الشخصيات ال ختتلف باختالف مستوياهتا الطبقية أو الفكرية.
وكان اهلمذاين اليري فرقا بني الشعر والنثر يف التعبري وقد صدق من قال إن احلواجز هتدمت بني الشعر والنثر
لدى اهلمذاين ،فال تكاد ختلو مقامة من شعر بديع الزمان نفسه يلخص فيه اهلدف أو احلكمة أو خيتم به املقامة
وشعر اهلمذاين يف املقامات فيه سجع وألوان الصنع ة ،وكذلك التصنع (.)3
) -(1حليتم سارة ،عبد اللطيف أوريدة ،دراسة فنية يف مقامات "البشري بوكثري" ،مذكرة خترج من متطلبات نيل شهادة املاسرت يف
اللغة واألدب العريب ،2020-2019 ،ص.35
) -(2صدام حسني حممود عمر ،مقامات بديع الزمان اهلمذاين بني الصنعة والتصنع ،رسالة جامعية لنيل شهادة
ماجستري ،2006،ص.61-54
) -(3بديع الزمان اهلمذاين ،ديوان بديع الزمان اهلمذاين ،حتقيق :يسرى عبد الغين عبداهلل( ،ط ،3لبنان ،دار الكتب العلمية،
2003م) ،ص.15
7
-2أغراض المقامات
الكدية أ-
وهي صفة رئيسية مالزمة للبطل يف املقامات ،ويف كثري من األحيان يطلع البطل يف املقامات كما يفعل أبو الفتح
اإلسكندري أبو زيد السروجي يف شكل أديب شحاذ خيلب بيانه العذب وحيتال هبذا البيان على استخراج
الدراهم من جيوهبم ،والكدية ختتلف باختالف بطل املقامة وهي عند "اهلمذاين" تشكل قيمة املأساة بالنسبة
لبطله ،وكان احلريري يقلد بطل اهلمذاين فكانت الكدية عنده هي املرآة اليت يعكس هبا ظرف بطله وحنكته ومع
ذلك تشاهبت أساليب السروجي بأساليب االسكندر عند حتقيق املأرب.
.
ونرى يف هذا املوضوع إما بادعاء عن تغري احلال وضيق العيش ومع كثرة العيال ويسلك مجيع املسالك املشروعة
وغري املشروعة الرتز اق ونيل النوال ،فالكدية ركن أساسي ال ينسى من أغراض املقامة عند العرب.
ب -التعليم
جزء ال يتجزأ من أهم أغراض املقامة ولذلك يتميز من له ولع باملقامات ودر استها من غريه من حيث اللغة
واألدب واحلكم واملعامالت بني الناس ،فاملقامات مملوءة بأنواع التعليم والطرق إليه وكيفية كسبه وما إىل ذلك،
وليس هذا فقط بل يستفيد قاريء املقامات من الفوائد االجتماعية التعليمية ()...ويف أحيان كثرية نرى
االسكندري يف املقامات التعليمية يستعمل أساليب شىت كاألسئلة و غريها لتحقيق أهدافه التعليمية ويعتمد على
األسلوب العلمي كي ينجح يف عمله ويصل غايته املنشودة (.)1
الوعظ ج-
إن الوعظ من أخص خصائص املقامات ،وهو من األفكار اليت اهتم هبا كتاب املقامة ،والسيما احلريري الذي
ذكر من خالل مقامته األوىل –الصنعانية -عنصر الوعظ ()2يكون على أمناط خمتلفة ،والواعظ يظهر فيه الكاتب
ولوال انتشار الوعظ والتفات الناس إليه ملا اختذه أهل هذا اجملتمع الذي عاشه احلريري وسيلة للكدية واخلداع،
وما بطل مقامات احلريري إال صورة من هذا اجملتمع الذي يصر على إظهاره يف صورة واعظ زاهد يف الدنيا،
ونلتمس الوعظ الديين يف املقامة الصنعانية بوضوح ،حيث جعل احلريري أب زيد السروجي واعظا حيض على
اهلدى ،وحيث على العمل الصاحل ،ويزري على الدنيا ومن يغرمون هبا ،ويذكر ثواب اآلخرة ،وما ينتظر الناس
(.)2
ما ميكن قوله عن هذا الغرض هو غرض أساسي تبىن عليه املقامة العربية يعتمد عليه األدباء سواء كان املتقدمني
()3
أو املتأخرين من دونه ال تكتمل املقامة
الفكاهة د-
من أغراض املقامة الفكاهة والظرف ومقامة الفكاهة حتتوي على األضاحيك اليت تنشأ غالبا على اخلرافات
والتأويالت ،مما متتلئ القلوب هبا فرحا وتتلذذ هبا ()...ولبديع الزمان قدرة خارقة على بعث الفكاهة وانتزاع
الضحك من أعماق القلب ،أما مقاماته فهي أكثر فكاهة وأوفر مرحا واضحاكا ،ومن أـشهر مقاماته املضحكة
املقامة احللوانية والبغدادية واملضرية.
و -األلغاز
هو أسلوب أديب يسلك فيه أديب مفلق إظهار لرباعته يف تعبري ه التحرير ،وتوقد ذكائه ورسوخ قدمه يف تعبري
اللغة ،وكمال بلوغه ونضوجه وعبقرتيه وقرحيته النرية ،كما استخدم "اهلمذاين" األلغاز يف مقاماته ،واستخدمها
احلريري أيضا ويستخدم األلغاز بغرض التعليم (.)2
-2أهداف المقامات
إن أهداف فن املقامة كانت خمتلفة ومتباينة باختالف الكتاب واألدباء الذين كتبوا فيها فكان لكل أديب أهدافه
اخلاصة به ،واليت ختتلف عن أهداف غريه ،حيث يقول عبد املالك مرتاض" :ان إن لكل كاتب من كتاب فن
املقامة هدف خاص به لذلك كانت أهداف املقامات متعددة تعدد الكتاب واألدباء الذين خاضوا يف هذا الفن
وكتبوا يف هذا اجملال (.)3
وجدت أول ما وجدت املقامة هلدف تعليمي ،وعندما وضعها اهلمذاين كان معلما يف نيسابور يلقي دروس اللغة
والبيان على الطالب ويدرهبم على األسلوب اجلميل يف الكتابة ،واهلمذاين من أشد الناس حدة وذكاء ومن
أصدقهم تفهما لطبائع الناس لتطور العقل البشري ،وقد قادته رسالته التعليمية إىل تقدمي املعارف بأسلوب يعلق
وقد امتد نطاق التعليم وامتد نظر املؤلف إىل الناس أمجعني ،فراح يعاجل هذا الفن معاجلة األديب وراح من بعده
املؤلفون والعلماء جيولون جوالهتم الواسعة وقد خططت الطريق ،ويذهبون باملقامة كل مذهب وهكذا كانت
املقامة يف النثر أشبه بشيء من تلك املنظومات الشعرية اليت نظمت قدميا وحديثا يف موضوعات العلوم اللسانية
واملنطقية وغريها ،تسهيال للحفظ وتيسريا للمعرفة وهكذا كانت شيئا فشيئا ميدانا للتدليل باملقدر ومضمارا
واسعا إلظهار الرباعة واملباهاة باحملصول العلمي عامة واللفظي خاصة (.)2
جمموعة املقامات يف األدب العريب موسوعة علمية كبري ة ،وقد احنصر التعليم فيها بدء ذي بدء ،يف علوم اللغة
والبيان مث تناول شىت املعارف الشائعة ،وال سيما الشكلية منها فكان هناك القاموس اللغوي يف شىت فروعه
وامتداده ،منطويا على األلفاظ الغريبة و التعبريات القدمية واأللغاز النحوية واألحاجي اللغوية واألمثال واحلكم،
وما إىل ذلك مما يدعو إىل اإلعجاب واإلقرار باملقدر ة و الثناء على قوة احلافظة (.)3
وهناك القاموس التارخيي وفيه أيام العرب وعاداهتم وأحواله م االجتماعية وفيه إملامه بأحوال الشع ب اليت تقلبت
يف أجواءها املقامة ،وهذه املعلومات التارخيية إشارات وتلميحات ترد يف سياق األحاديث ،يف غري سرد وال
تفصيل ،وهي من مث أقرب إىل املعجمية اللفظية منها إىل أي شيء آخر ،وكثري ا ما يدخلها املؤلف يف تركيب
األحاجي واأللغاز وهكذا فهي أمساء أكثر مما هي أحداث وهي تدليل أكثر مما هي تعليل (.)4
وهناك القاموس النحوي والبياين والعروضي تناول فيه املؤلف كليات العلوم اللسانية ،فعاجل ما استغل منها،
وخلص ما كان مفصال ومجع ما كان مشتتا ،وكان عمله عمل املقدر العلمية أكثر مما كان عمل التبسيط
وهناك للقاموس األديب تزدحم فيه األمساء واألبيات وجتري فيه املناظر ات واملساجالت ،وتبسط فيه املواعظ
والوصايا وتعارض فيه األقوال باألقوال وتنثر على جوانبه األحكام النقدية يف مقدر ة وسلطان .وكأين باملؤلف
العامل يطمئن إىل األدب كل االطمئنان ـ ـ وهو األديب يف قر ار ذاته ـ ـ فما إن تتاح الساحنة حىت تقشعر فيه
جارحة األدب ،فينطلق يف عامله انطالق فن ومجال (.)2
هدف املقامة تعليمي وقد جرت يف سبيل ذلك اهلدف على أسلوب القصص إطار ترغيبيا ،وعلى خطة احلوار
يعتمد يف بعض األحوال إطار ا متثيليا ،و من مث فقد أخطأ من عمل على حشر املقامات يف باب القصص،
وضل من عدّ املقامة حكاية أو أقصوصة ،وأوغل يف الضاللة من وجد يف املقامات أصال من أصول التمثيلية
احلديثة فما كان اإلطار ليعد أصال ،وما كانت الوسيلة لتحسب هدفا ،وما كان العرض ليقوم مقام اجلوهر (.)3
والقدر ة الفنية العالية على املتقنني يف القول وتبديعه وهذا اهلدف كان عاما لدي غالبية كتاب فن املقامة (.)4
فهناك أمور كثري ة تناوهلا واضعو املقامات ،وجالوا معها يف كل ميدان ،وال هدف هلم إال إظهار املقدرة ومدّ
السلطان ،يف طريق الرباعة التعليمية ،ومظهر العلماء الذين هلم يف كل باب موقف ،وعلى كل ق ّمة انتصاب
وهيمنة (.)5
-1ترجمته
هو أمحد بن احلسني بن حيىي اهلمذاين ،أبو الفضل :أحد أئمة الكتاب .صاحب املقامات ،أخذ احلريري أسلوب
مقاماته عنها .وكان شاعرا وطبقته يف الشعر دون طبقته يف النثر .ولد يف مهذان وانتقل إىل هراة سنة 340هـ
فسكنها ،مث ورد نيسابور سنة 342هـ ومل تكن قد ذاعت شهرته ،فلقي أبا بكر اخلوارزمي ،فشجر بينهما ما
دعامها إىل املساجلة ،فطار ذكر اهلمذاين يف اآلفاق .وملا مات اخلوارزمي خال له اجلو فلم يدع بلدة من بلدان
خراسان وسجستان وغزنه إال دخلها وال ملكا وال أمريا إال فاز جبوائزه .كان قوي احلافظة يضرب املثل حبفظه.
ويذكر أن أكثر مقاماته ارجتال ،وأنه كان رمبا يكتب الكتاب مبتدئا بآخر سطوره مث هلم جرا إىل السطر األول
فيخرجه وال عيب فيه! وله ديوان شعر صغري .ورسائل عدهتا 233رسالة ،ووفاته يف هراة مسموما (.)1
ألَّف بديع الزمان مقاماته بعد وصوله إىل نيسابور سنة ،342واملتفق عليه عند كتَّاب الرتاجم أهنا كانت
أربعمائة ،واملرجح أهنا كانت مخسني ،بدليلني:
دائما يف الكمية.
األول :أنه عارض هبا أربعني حديثًا أنشأها ابن دريد ،واملعارضات كانت تتقارب ً
الثاين :أن مقاماته مل حيفظ منها غري مخسني ،فليس مبعقول أن يضيع من آثاره مخسون وثالمثائة مقامة ،مع أن
آثاره مل يضع منها إال القليل.
تتميز مقامات بديع بأهنا قصـ ــرية على األغلب وفيها من الفصـ ــاحة والسـ ــهولة والوضـ ــوح إىل جانب الدعابة واملرح
والتهكم وبديع الزمان حســن االبتكار قل أن جتد له مقامتني يف معىن واحد وهو جييد يف مقاماته الســرد والوصــف
احلس ــي والتحليل وحيس ــن دراس ــة الطبائع وتص ــوير املعائب وعرض مس ــاود اجملتمع غري انه ال يقص ــد إىل إص ــالح
هذه املس ـ ــاود ينص ـ ــح أو يردع وإمنا غايته التهكم بأص ـ ــحاهبا واظراف اآلخرين بتص ـ ــويرها واس ـ ــتعراض ـ ــها وهو كثري
االحتقار للناس (.)3
وأس ـ ـ ـ ــلوب بديع الزمان يف مقاماته خاص ـ ـ ـ ــة حلو األلفاظ س ـ ـ ـ ــائغ الرتكيب مجيل الوص ـ ـ ـ ــف كثري الص ـ ـ ـ ــناعة املعنوية
(االستعارات والكنايات والتورايات اخلاصة) من غري تكلف وال إغراق يف السجع.
يستخدم اهلمذاين يف مقاماته الشعر ،إما يقتبسه أو ينشئه هو حبد ذاته ،وشعره سهل واضح املعاين يف الغالب
خيالف لغة نثر املقامات يف أنه ال يساير ها يف األلفاظ الغريبة اليت كثرت يف بعضها ،ويتسم شعره أيضا بالتصوير
مبا فيه من قدر ة على الوصف وابراز للحركة .ويعتمد على األوزان اخلفيفة واجملزوءة ،وذلك حىت تناسب جو
الفكاهة ويسهل على األذن استماعها وأغلب شعره ه مقطوعات قصرية (.)4
) -(2سامي يوسف أبو زيد :األدب العباسي النثر( ،ط ،1االردن ،دار املسري ة للنشر والتوزيع2011،م) ،ص.130
) - (3شادي جملي عيسى سكر ،فن املقامات يف األدب العريب بديع الزمان اهلمذاين منوذجاً ،ص.8
) -(4علي حممد السيد خليفة ،الفكاهة يف مقامات بديع الزمان اهلمذاين( ،ط ،1دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر والتوزيع،
اإلسكندرية1،ط ،)2010،ص.130
14
ومن أشهر مقاماته مها :املقامة املضرية واملقامة البشرية.
أما املقامة املضـرية فتظهر فيها براعة البديع يف الوصف ودقة التصوير على شيء كثري من السخرية وخفة الروح أما
املقامة البش ـ ـ ـ ـرية فهي وفق هبا بديع الزمان االخرتاع شـ ـ ـ ــاعر جاهلي تبناه التاريخ من بعده اال وهو بش ـ ـ ـ ـر بن عوانة
العبدي .1
تدور مقامات "اهلمذاين" يف معظمها حول موضـ ـ ـ ـ ــوع ال سكدية أي االسـ ـ ـ ـ ــتعطاء ،كمعىن أول ،والتلطف يف س ـ ـ ـ ـ ـؤال
الناس من خالل خطاي لغوي مثري كمعىن ِ
ثان.
إن هذا املوض ـ ـ ـ ـ ــوع مبا إنه ليس بطولياً وال بوياً ،يعين النزول إىل الشـ ـ ـ ـ ـ ـوارع واكتش ـ ـ ـ ـ ــاف املفارقة بني املس ـ ـ ـ ـ ــتويات
والطبقات.
املستعطي كونه يف أسفل السلم االجتماعي هو األقدر على رؤية جمتمعه واكتشاف ضعفه ونفاقه.
وهكذا فإن البطل الرئيس يف مقامات "بديع الزمان" الذي اختذ ال سكدية وسـيلة لكسب املال مضطر أن يدخل من
فجوات العيوب اليت يتميز هبا اجملتمع الطبقي املتمايز الذي عاش فيه " اهلمذاين " نفسه.
وهلذا ،فإنين أعتقد أن موضـ ــوع ال سكدية كموضـ ــوع رئيس هلذه املقامات يصـ ــبح وسـ ــيلة ال هدفاً ،وسـ ــيلة للكشـ ــف
والغوص والتعرف والفهم ،ومن مث النقد والتوجيه وحىت السخرية وهي ليست فكاهة كما يشري كثري من املباحث.
إال أن هذه الوســيلة (أي ال سكدية ) اس ــتأثرت باهتمام " بديع الزمان " ،فتحدث عن طرقها وعن التفنن يف كس ــب
املال ،فكانت كاآليت:
) -(1البستاين ،أدباء العرب( ،لبنان ،دار مارون عبود 1989 ،م) ،ج ،2ص .394-390
15
وتقدم لنا مقامات " اهلمذاين " صـ ــورة حية عن جمتمعها الذي نبتت فيه ،فكان خري معرب عن ذلك العصـ ــر الذي
اضـ ـ ــطربت فيه األخالق والسـ ـ ــلوك والدول واألفراد واجلماعات ،إذ تقدم هذه املقامات صـ ـ ــورة بانورامية جملتمع فيه
كل املتناقضات كما يلي:
إال أن " اهلمذاين " خيرج من هذه املواضـ ـ ــيع كلها ليدخل يف مواضـ ـ ــيع أخرى كانت بالنسـ ـ ــبة إليه مهمة ،فرض ـ ـ ــتها
ظروف حياته ،من جهة ،وظروف كونه كاتباً ومثقفاً ومناظراً وعاملاً ،من جهة أخرى ،هلذا كانت هناك موضوعات
أخرى فرضت نفسها يف تلك املقامات كانت على النحو التايل:
المديح
إذ إن " اهلمذاين " وألس ـ ـ ـ ـ ـ ــباب حياتية – مبا عرف عنه من تنقل وترحال بني الدول – كتب سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت مقامات يف
مديح " خلف بن أمحد " ،وايل سـجستان اليت أمضى فيها حوال سنتني من عمره ،ويف هذه املقامات الست بالغ
وأطنب يف ذكر حماسـ ـ ـ ـ ــن هذا الرجل ،ففي املقامة امللوكية ،يتجاوز " اهلمذاين " كل امللوك السـ ـ ـ ـ ــابقني ليصـ ـ ـ ـ ــل إىل
ف ال يعمه إال اخلَفلف ،وهذا جبل الكحل قد أضر به امليل ،فكيف ال ِ
القول عنه " :الذهب أيسـر ما يهب ،واألل س
يسؤثِّر ذل ــك العط ــاء اجلزي ــل ،)1(" ...وتعلق ال ــدكتورة " أحالم الزعيم " على ه ــذا القول ب ــأن النثر يف القرن الرابع
اهلجري صار يزاحم الشعر يف كيل املديح ونظمه ،وأن ذلك آذن " باهندام احلواجز بني الشعر والنثر " (.)2
) -(1بديع الزمان اهلمذاين ،مقامات أيب الفضل بديع الزمان اهلمذاين :شرح حممد عبده( ،لبنان ،املطبعة الكاثوليكية1449 ،
م) ،ص .238-236
) -(2د .أحالم الزعيم ،قراءات يف األدب العباسي يف احلركة النثرية( ،لبنان ،دار العودة1941 ،م) ،ص .44
16
اجتراح النقد:
ففي أربع مقامات هي " :ال ِّش ـ ـ ـ ـ ـعرية " و" العراقية " و" القريضـ ـ ـ ـ ــية " و" اجلاحظية " يتحول " اهلمذاين " إىل ناقد
أديب يوزع أحكامه ويطلق س ــهامه على الش ــعراء والكتّاب على حد س ـ ـواء ،وقد أثبت يف ذلك أنه ص ــاحب ذائقة
رفيعـة ،فقـد أطلق أحكـامـاً سد بـدت هنـائيـة غري قـابلـة للنقـاش على " امرد القيس " ،و" الفرزدق " ،و" األخطل "،
وغريهم ،وكذلك كان يسأل أسئلة مفاجئة جييب عنها إجابات ذكية وملاحة أيضاً (.)1
ّ
ويف املقامة اجلاحظية ،نرى " اهلمذاين " ينتقد اجلاحظ خللو نثره من الس ــجع ولعدم قوله الش ــعر ،وهو نقد متس ــرع
جتن.
وفيه ٍّ
وقد ورد هذا يف مقامتني مها :الوعظية واألهوازية ،وفيهما دعوة إىل التأمل والتزهد والتقش ـ ـ ـ ـ ــف واالس ـ ـ ـ ـ ــتعداد لليوم
اآلخر.
-التخيل :كما يف املقامة اإلبليسـ ـ ـ ــية ،إذ يظهر إبليس ل " أيب الفتح اإلسـ ـ ـ ــكندري " ،ويعتقد الدكتور " ش ـ ـ ـ ــوقي
ض ـ ـ ـ ــيف " أن هذه املقامة هي اليت أوحت ألدباء آخرين جاؤوا بعد " اهلمذاين " بإنش ـ ـ ـ ــاء روائع تنحو هذا املنحى
(.)2
-احلض على العلم والتعليم ،كما يف املقامة العِفلمية :الش ـ ـ ـ ــخص ـ ـ ـ ــية الرئيس ـ ـ ـ ــية يف مقامات " اهلمذاين " هي " أبو
الفتح اإلسـكندري " اليت عرفها الدكتور " يوسف عوض " بأهنا " شخصية فنية استجمع مؤلفها أبعادها من واقع
بيئته ،وعلى وجه التحديد اسـ ــتخراجها من بني املتس ـ ـولني واملكفدين ،وقد أضـ ــفى عليها عناصـ ــر فنية أخرى ،حىت
س
جعل منها منوذجاً هلذا النوع من املتس ـ ـ ـولني يف بيئته " ،2هذه الشـ ـ ــخصـ ـ ــية مل تظهر يف املقامة البغدادية والنهيدية
ِ
فد فيها " أبو الفتح " ،وهي :الوعظية واملض ـريية والتميمية والبِ فش ـرية وامل فغَزلية والغَفيالنية ،كما أن هناك مقامات مل يك س
والرص ـ ـ ـ ــافة والشـ ـ ـ ـ ـريازية والنيس ـ ـ ـ ــابورية واألهوازية وامللوكية واخلمرية واملارس ـ ـ ـ ــتانية والعِفلمية واحلسفلوانية واجملاعية واخلَلَ ِفية
يتخل عن استعمال احليلة فيها أيضاً.
والبصرية والوصية والسارية .لكن " بديع الزمان " ،وعلى رغم ذلك ،مل َّ
) -(1طنوس ،د .وهيب ،يف النثر العباسي( ،ط ،3سوريا ،منشورات جامعة حلب – كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية-1949 ،
1990م) ،ص .315
) (2د .يوسف نور عوض ،مرجع سابق ،ص .56
18
()1
-3مقامات بديع الزمان الهمذاني
املقامة القريضية ،املقامة األزاذية ،املقامة البلخية ،املقامة السجستانية ،املقامة الكوفية ،املقامة األسدية ،املقامة
الغيالنية ،املقامة األذربيجانية ،املقامة اجلرجانية ،املقامة األصفهانية ،املقامة األهوازية ،املقامة البغدادية ،املقامة
البصرية ،املقامة الفزارية ،املقامة اجلاحظية ،املقامة املكفوفية ،املقامة البخارية ،املقامة القزوينية ،املقامة
الساسانية ،املقامة القردية ،املقامة املوصلية ،املقامة املضريية ،املقامة احلرزية ،املقامة املارستانية ،املقامة اجملاعية،
املقامة الوعظية ،املقامة األسودية ،املقامة العراقية ،املقامة احلمدانية ،املقامة الرصافية ،املقامة املغزلية ،املقامة
الشريازية ،املقامة احللوانية ،املقامة النهيدية ،املقامة اإلبليسية ،املقامة األرمنية ،املقامة النامجية ،املقامة اخللفية،
املقامة النيسابورية ،املقامة العلمية ،املقامة الوصية ،املقامة الصيمرية ،املقامة الدينارية ،املقامة الشعرية ،املقامة
امللوكية ،املقامة الصفرية ،املقامة السارية ،املقامة التميمية ،املقامة اخلمرية ،املقامة املطلبية ،املقامة البشرية.
()2
المقامة القريضية -4
حدثنا عيس ــى بن هش ــام قال :طرحتين النوى مطارحها حىت إذا وطئت جرجان األقص ــى .فاس ــتظهرت على األيام
بض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـاع أجلـت فيهـا يـد العمـارة ،وأموال وقفتهـا على التجـارة ،وحـانوت جعلتـه مثـابـة ،ورفقة اختذهتا صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحابة،
وجعلت للدار ،حاشــييت النهار ،وللحانوت بينهما ،فجلســنا يوما نتذاكر القريض وأهله ،وتلقاءنا شــاب قد جلس
غري بعيد ينصــت وكأنه يفهم ،ويســكت وكأنه ال يعلم حىت إذا مال الكالم بنا ميله ،وجر اجلدال فينا ذيله ،قال :
قد أصـ ــبتم عذيقه ،ووافيتم جذيله ،ولو شـ ــئت للفظت وأفضـ ــت ،ولو قلت ألصـ ــدرت وأوردت ،وجللوت احلق يف
معرض بيان يسـمع الصم ،وينزل العصم ،فقلت :يا فاضل أدن فقد منيت ،وهات فقد أثنيت ،فدنا وقال :سلوين
أجبكم ،وامسعوا أعجبكم.
فقلنا :ما تقول يف امرىء القيس؟ قال :هو أول من وقف بالديار وعرصـ ــاهتا ،واغتدى والطري يف وكناهتا ،ووصـ ــف
اخليل بصــفاهتا ،ومل يقل الشــعر كاس ــيا .ومل جيد القول راغبا ،ففضــل من تفتق للحيلة لس ــانه ،وانتجع للرغبة بنانه،
) -(1بديع الزمان اهلمذاين ،مقامات بديع الزمان اهلمذاين ،حتقيق :حممد حميي الدين عبد احلميد(،ط ،1مصر ،مكتبة
األسرة2002،م) ،ص 554-553
) -(2بديع الزمان اهلمذاين ،مقامات بديع الزمان اهلمذاين ،مرجع سابق ،ص 26-18
19
قلنا :فما تقول يف النابغة؟ قال :يثلب إذا حنق ،وميدح إذا رغب ،ويعتذر إذا رهب ،فال يرمي إال ص ـ ـ ـ ــائبا ،قلنا :
فما تقول يف زهري؟ قال يذيب الش ـ ــعر ،والش ـ ــعر يذيبه ،ويدعو القول والس ـ ــحر جييبه ،قلنا :فما تقول يف طرفة:
قال :هو ماء األشـعار وطينتها ،وكنز القوايف ومدينتها ،مات ومل تظهر أسرار دفائنه ومل تفتح أغالق خزائنه ،قلنا :
فما تقول يف جرير والفرزدق؟ أيهما أســبق؟ فقال :جرير أرق شــعرا ،وأغزر غزرا والفرزدق أمنت صــخرا ،وأكثر فخرا
وجرير أوجع هجوا ،وأش ـ ــرف يوما والفرزدق أكثر روما ،وأكرم قوما ،وجرير إذا نس ـ ــب أشـ ـ ــجى ،وإذا ثلب أردى،
وإذا مدح أس ـ ــىن ،والفرزدق إذا افتخر أجزى ،وإذا احتقر أزرى ،وإذا وص ـ ــف أوىف ،قلنا :فما تقول يف احملدثني من
الش ـ ــعراء واملتقدمني منهم؟ قال :املتقدمون أش ـ ــرف لفظا ،وأكثر من املعاين حظا ،واملتأخرون ألطف ص ـ ــنعا ،وأرق
نسجا ،قلنا :فلو أريت من أشعارك ،ورويت لنا من أخبارك ،قال :خذمها يف معرض واحد ،وقال:
وكان هذا احلر أعلى قدرا ...وماء هذا الوجه أغلى سعرا
امل يبق من وفرى إال ذكرا ...مث إىل اليوم هلم جرا
قال عيس ـ ــى بن هش ـ ــام ،فأنلته ما تاح .وأعرض عنا فراح .فجعلت أنفيه وأثبته ،وأنكره وكأين أعرفه ،مث دلتين عليه
ثناياه ،فقلت :اإلس ـ ـ ـ ــكندري واهلل ،فقد كان فارقنا خش ـ ـ ـ ــفا ،ووافانا جلفا ،وهنض ـ ـ ـ ــت على إثره ،مث قبض ـ ـ ـ ــت على
خصــره ،وقلت :ألســت أبا الفتح؟ أمل نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك ســنني؟ فأي عجوز لك بس ــر من را؟
فضحك إيل وقال:
21
ال تلتزم حالة ،ولكن ...در بالليايل كما تدور
21
الطلب الثاني :أبو القاسم الحريري
-1ترجمه
القاســم بن علي بن حممد بن عثمان ،أبو حممد احلريري البصــري :األديب الكبري ،صــاحب "املقامات احلريرية "
مساه "مقامات أيب زيد السروجي".
ومن كتبه "درة الغواص يف أوهام اخلواص "و "ملحة اإلعراب "و "صــدور زمان الفتور وفتور زمان الصــدور "
يف التاريخ .و "توشيح البيان " نقل عنه الغزويل.
وكان دميم الص ـ ــورة غزير العلم .مولده باملش ـ ــان (بليدة فوق البص ـ ــرة) ووفاته بالبص ـ ــرة .ونس ـ ــبته إىل عمل احلرير أو
بيعه .وكان ينتس ـ ـ ـ ـ ــب إىل ربيعة الفرس .قال مرجليوث :ترجم ش ـ ـ ـ ـ ــولتنز وريس ـ ـ ـ ـ ــكه مناذح من مقامات احلريري إىل
الالتينيــة يف القرن الثــامن عشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ،وظهرت هلــا راجم يف كثري من اللغــات األوربيــة احلــديثــة ،مثــل ترمجــة روكرت
Ruckertاألملانية وترمجة Chemery and Steingassاإلجنليزية(.)1
وضـع احلريري مقاماته يف معارضة ملقامات بديع الزمان اهلمذاين ،وقد كتبها احلريري سالكا فيها مسلك اهلمذاين،
من حيث وجود شخصييت الراوي احلارث ابن مهام والبطل أبو زيد السروجي.
يبدأ احلريري مقاماته بإس ــناد الكالم إىل روايتها احلرث بن مهام ولكنه ال يقتص ــر كالبديع على قوله حدثنا بل مييل
إىل التغيري يف بـدأ كـل مقـامـه فينتقـل بني حـدث وروى وحكى وأخرب وقـال وكـان مكـدي بطـل مقـاماته هو أبو زيد
الس ــروجي واحلريري يف مقاماته أكثر تعلقا باحلواض ــر من بديع الزمان فما يكاد خيرج إىل البادية إال يف واحدة منها
أو اثنني ومقاماته يف الغالب أطول من مقامات أسـ ـ ــتاذه بيد أن طوهلا ال يعود على اتسـ ـ ــاع الفن القص ـ ـ ـصـ ـ ــي فيها
وتتكون كـل مقـامـة عنـد احلريري من مقـدمـة ،عرض ،خـامتـة ،أمـا املقـدمـة فتـدور حول فكرة واحدة ،ولكنها ترد يف
ص ــيغ لغوية خمتلفة ،تتض ــمن فكرة املطاردة بني الراوي والبطل ،يظهر البطل فجأة ويف أماكن متباعدة قد تكون يف
املشــرق أو يف املغرب ،والراوي يتابعه و ال ميل ،ويصــحب ظهور البطل مظهر غريب يشــد االنتباه ويثري التشــويق،
وحيدث الش ــيء نفس ــه مع اخلامتة ،إذ يبقى القارد دائما مبهور()1أما املوض ــوع فهو يتنوع من مقامة إىل مقامة فقد
تدور حول الوعظ ،مث ينتقل يف مقامات أخرى إىل الغناء ،وقد يدور حول اجلد مث ينتقل اهلزل ،أو حول الشــعر مث
ينتقــل إىل النثر وهكــذا ممــا مينح املقــامــات تنوعــا وجيعــل القــارد دائمــا مبهورا ،ومثــال ذلــك املقــامــة "العمــانيــة"
فتضـ ـ ـ ـ ــمنت ركوب احلارث البحر و ادعاء أبو زيد أنه لديه عزمية الطلق لتس ـ ـ ـ ـ ــهيل الو ادعاء أبو زيد أنه لديه عزمية
الطلق لتسهيل الوالدة.
وتدور موض ـ ـ ــوعات مقامات احلريري حول االحتيال بطرق ش ـ ـ ــىت ،فتارة تأخذ ش ـ ـ ــكال دينيا وخلقيا كما يف املقامة
الصــنعانية ،وتارة شــكال أدبيا وفكاهيا كما يف املقامة القطيعية والواســطية ،وتارة أخرى شــكال جمونيا كما يف املقامة
الرحبية.
وتأيت أمهية مقامات احلريري أن تلك املقامات تعد غرضـ ـ ـ ــا أخالقيا حيث يصـ ـ ـ ــرح إن اجلاهل والش ـ ـ ـ ـرير رمبا يلعنان
الكتابة ولكن القراء الفطينني يدركون إذا ما وضعوا التحيز جانبا انه نافعا ومفيد كأساطري احليوانات.
وتعد مقامات احلريري آية الفن واألدب وآية اإلبداع والس ــحر يف الكالم انه معجزة لعص ــره والعص ــور التالية وذلك
ليس إال انه تلميذ من تالمذة القران العظيم جيول يف ربوعه حيث ش ـ ـ ــاء يش ـ ـ ــرب من معينه ويأكل من مثراته جتري
) -(1ابراهيم عبد احلميد ،األدب املقارن من منظور األدب العريب ( ،لبنان ،دار الشروق1905،م) ص.35
إن الســجع يف املقامات يعطيها متعة بالقراءة وتبعد القارد عن امللل واشــتهر هبذا الســجع يف أيامنا الشــيخ عائض
القرين حفظه اهلل فال ختلو حماضــرة من حماض ـراته من مقامات أدبية قد تأثر يف فن املقامات تأثرا كبريا فيأت أســلوبا
مميزا لـه يف حمـاض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراتـه ونـدواتـه ولـه كتـاب كـامـل يف فن املقـامـات مسـاه املقـامات ل كثري من املواضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيع اإلميانية
والدعوية والعقائدية والعملية يف صورة مقامات مجيلة وبليغة فكان عمل أديب بصيغة إسالمية مميزة.
-3مقامات الحريري
املقامة الصنعانية ،املقامة احللوانية ،املقامة الدينارية ،املقامة الدمياطية ،املقامة الكوفية ،املقامة املراغية ،املقامة
الربقعيدية ،املقامة املعرية ،املقامة اإلسكندرية ،املقامة الرحبية ،املقامة الساوية ،املقامة الدمشقية ،املقامة
البغدادية ،املقامة املكية ،املقامة الفرضية ،املقامة املغربية ،املقامة القهقرية ،املقامة السنجارية ،املقامة النصيبية،
املقامة الفارقية ،املقامة الرازية ،املقامة الفراتية ،املقامة الشعرية ،املقامة القطيعية ،املقامة الكرجية ،املقامة الرقطاء،
املقامة الوبرية ،املقامة السمرقندية ،املقامة الواسطية ،املقامة الصورية ،املقامة الرملية ،املقامة الطيبية ،املقامة
التفليسية ،املقامة الزبيدية ،املقامة الشريازية ،املقامة امللطية ،املقامة الصعدية ،املقامة املروية ،املقامة العمانية،
املقامة التربيزية ،املقامة التنيسية ،املقامة النجرانية ،املقامة البكرية ،املقامة الشتوية ،املقامة الرملية ،املقامة احللبية،
املقامة احلجرية ،املقامة احلرامية ،املقامة الساسانية ،املقامة البصرية.
()1
-4المقامة الصنعانية
حدث احلارث بن مهام قال :ملا اقتعدت غارب االغرتاب .وأنأتين املرتبة عن األتراب .طوحت يب طوائح الزمن.
اىل صنعاء اليمن .فدخلتها خاوي الوفاض .بادي اإلنفاض .ال أملك بلغة .وال أجد يف جرايب مضغة .فطفقت
أجوب طرقاهتا مثل اهلائم .وأجول يف حوماهتا جوالن احلائم .وأرود يف مسارح حملايت .ومسايح غدوايت وروحايت.
كرميا أخلق له ديباجيت .وأبوح إليه حباجيت .أو أديبا تفرج رؤيته غميت .وتروي روايته غليت .حىت أدتين خامتة
) -(1أبو حممد القاسم بن علي احلريري ،مقامات احلريري( ،لبنان ،مطبعة املعارف1483 ،م) ،ص.24-14
24
املطاف .وهدتين فاحتة األلطاف .اىل ناد رحيب .حمتو على زحام وحنيب .فوجلت غابة اجلمع .ألسرب جملبة
الدمع .فرأيت يف هبرة احللقة .شخصا شخت اخللقة .عليه أهبة السياحة .وله رنة النياحة .وهو يطبع األسجاع
جبواهر لفظه .ويقرع األمساع بزواجر وعظه .وقد أحاطت به أخالط الزمر .إحاطة اهلالة بالقمر .واألكمام بالثمر.
فدلفت إليه ألقتبس من فوائده .وألتقط بعض فرائده .فسمعته يقول حني خب يف جماله .وهدرت شقاشق
ارجتاله .أيها السادر يف غلوائه .السادل ثوب خيالئه .اجلامح يف جهاالته .اجلانح اىل خزعبالته .إالم تستمر
على غيك .وتستمرد مرعى بغيك؟ وحتام تتناهى يف زهوك .وال تنتهي عن هلوك؟ تبارز مبعصيتك .مالك
ناصيتك! وجترتد بقبح سريتك .على عامل سريرتك! وتتوارى عن قريبك .وأنت مبرأى رقيبك! وتستخفي من
مملوكك وما ختفى خافية على مليكك! أتظن أن ستنفعك حالك .إذا آن ارحتالك؟ أو ينقذك مالك .حني
توبقك أعمالك؟ أو يغين عنك ندمك .إذا زلت قدمك؟ أو يعطف عليك معشرك .يوم يضمك حمشرك؟ هال
انتهجت حمجة اهتدائك .وعجلت معاجلة دائك .وفللت شباة اعتدائك .وقدعت نفسك فهي أكرب أعدائك؟
أما احلمام ميعادك .فما إعدادك؟ وباملشيب إنذارك .فما أعذارك؟ ويف اللحد مقيلك .فما قيلك؟ وإىل اهلل
مصريك .فمن نصريك؟ طاملا أيقظك الدهر فتناعست .وجذبك الوعظ فتقاعست ! وجتلت لك العرب فتعاميت.
وحصحص لك احلق فتماريت .وأذكرك املوت فتناسيت .وأمكنك أن تؤاسي فما آسيت! تؤثر فلسا توعيه .على
ذكر تعيه .وختتار قصرا تعليه .على بر توليه .وترغب عن هاد تستهديه .اىل زاد تستهديه .وتغلب حب ثوب
تشتهيه .على ثواب تشرتيه .يواقيت الصالت .أعلق بقلبك من مواقيت الصالة .ومغاالة الصدقات .آثر عندك
من مواالة الصدقات .وصحاف األلوان .أشهى إليك من صحائف األديان .ودعابة األقران .آنس لك من تالوة
القرآن! تأمر بالعرف وتنتهك محاه .وحتمي عن النكر وال تتحاماه! وتزحزح عن الظلم مث تغشاه .وختشى الناس
واهلل أحق أن ختشاه! مث أنشد:
مث إنه لبد عجاجته .وغيض جماجته .واعتضد شكوته .وتأبط هراوته .فلما رنت اجلماعة اىل حتفزه .ورأت تأهبه
ملزايلة مركزه .أدخل كل منهم يده يف جيبه .فأفعم له سجال من سيبه .وقال :اصرف هذا يف نفقتك .أو فرقه
على رفقتك .فقبله منهم مغضيا .وانثىن عنهم مثنيا .وجعل يودع من يشيعه .ليخفى عليه مهيعه .ويسرب من
25
يتبعه .لكي جيهل مربعه .قال احلارث بن مهام :فاتبعته مواريا عنه عياين .وقفوت أثره من حيث ال يراين .حىت
انتهى اىل مغارة .فانساب فيها على غرارة .فأمهلته ريثما خلع نعليه .وغسل رجليه .مث هجمت عليه .فوجدته
مشافنا لتلميذ .على خبز مسيذ .وجدي حنيذ .وقبالتهما خابية نبيذ .فقلت له :يا هذا أيكون ذاك خربك .وهذا
خمربك؟ فزفر زفرة القيظ .وكاد يتميز من الغيظ .ومل يزل حيملق إيل .حىت خفت أن يسطو علي .فلما أن خبت
ناره .وتوارى أواره .أنشد:
مث قال يل :اذن فكل .وإن شئت فقم وقل .فالتفت اىل تلميذه وقلت :عزمت عليك مبن تستدفع به األذى.
لتخربين من ذا .فقال :هذا أبو زيد السروجي سراج الغرباء .وتاج األدباء .فانصرفت من حيث أتيت .وقضيت
العجب مما رأيت.
26
الخاتمة
املقامات جمموعة حكايات قصرية متفاوتة احلجم مجعت بني النثر و الشعر و تعترب نـواة املسرحية العربية الفکاهية
وحتفة أدبية رائعة بأسلوبها و مضمونها و ملحها الطريفة اليت تبعث علی االبتسام و املرح و تدعو إلی الصدق
و الشهامة و مکارم األخالق التی أراد کتابهـا إظهار قيمتها بوصف ما .يناقضها و قد وفقو يف ذلک أميا
توفيق.
إن املقامة نشأ عريب األصل مث تأثرت اآلداب العاملية باألدب العريب و نسجوا علی طريقـته حبيث يوجد يف بعض
اآلداب العاملية قصص يشبه من بعض الوجوه مقامات
عند اهلمـداين و احلريري.
ال توجد يف املقامة عقدة أو حبکة بل اريد بها التعليم و هلذا مساها بديع الزمان
مقامـة و ليست قصة أو حکاية ،إال أن بعض الباحثني يراها نوعا من القصص
و خصائص و صـفات املقامة يف أنها ليست قصة باملعنی الکامل إال أنها تشتمل
علی عناصر قصصية من حيث احلوار و املضمون و التصوير لعناصر الشر و الفساد باالضافة الحتوائها علی
کلمـات لغويـة جعلت من املقامة تتجه حنو بالغة اللفظ إذ أن القصة ليست األساس و إمنا األسـاس هـو العرض
اخلارجي و احللية اللفظية .لذا فإن البعض من األدباء أخذوا يبتكرون صورا جديـدة للتعبري ولکن يف حدود
وغالباﹰ ما تتصف املقامة بالشحاذة والکدية.
27
قائمة المصادر
-1القران الكرمي
قائمة المراجع
-1د .أحالم الزعيم ،قراءات يف األدب العباسي يف احلركة النثرية( ،لبنان ،دار العودة1941 ،م).
-2ابراهيم عبد احلميد ،األدب املقارن من منظور األدب العريب ( ،لبنان ،دار الشروق1905،م).
-3البستاين ،أدباء العرب( ،لبنان ،دار مارون عبود 1989 ،م).
-4ابن منظور :لسان العرب( ،ط ،3لبنان ،دار صادر1414 ،ه).
-5أبو حممد القاسم بن علي احلريري ،مقامات احلريري( ،لبنان ،مطبعة املعارف1483 ،م).
-6بديع الزمان اهلمذاين ،ديوان بديع الزمان اهلمذاين ،حتقيق :يسرى عبد الغين عبداهلل( ،ط ،3لبنان ،دار
الكتب العلمية2003 ،م).
-8بديع الزمان اهلمذاين ،مقامات أيب الفضل بديع الزمان اهلمذاين :شرح حممد عبده( ،لبنان ،املطبعة
الكاثوليكية 1449 ،م).
-4بديع الزمان اهلمذاين ،مقامات بديع الزمان اهلمذاين ،حتقيق :حممد حميي الدين عبد احلميد(،ط،1
مصر ،مكتبة األسرة2002،م).
-9بن حراث خالدة ،مجاليات البديع يف مقامات اهلمذاين –املقامة البغدادية منوذجا ،-مذكرة خترج من
متطلبات نيل شهادة املاسرت يف اللغة واألدب العريب2018-2016 ،
-10جالل الدين السيوطي ،املقامات ،حتقيق مسري الدرويب( ،القاهرة ،اهليئة العامة لقصور الثقافة2008 ،م).
-11حليتم سارة ،عبد اللطيف أوريدة ،دراسة فنية يف مقامات "البشري بوكثري" ،مذكرة خترج من متطلبات نيل
شهادة املاسرت يف اللغة واألدب العريب.2020-2019 ،
-12حنا الفاخوري ،اجلامع يف تاريخ األدب القدمي( ،ط ،1لبنان ،دار اجليل1986 ،م).
28
-14راكان الصفدي ،الفن القصصي يف النثر العريب حىت مطلع القرن اخلامس هجرات اهليئة منشور العامة
السرية( ،ط ،1دمشق2011 ،م).
-15رزقي شهرة ،شرقــي آمنــة ،األسلوب التهكمي فيفن املقامة عند احلريري (مناذج خمتارة) ،مذكرة خترج من
متطلبات نيل شهادة املاسرت يف اللغة واألدب العريب 2020-2019
-16سامي يوسف أبو زيد :األدب العباسي النثر( ،ط ،1االردن ،دار املسري ة للنشر والتوزيع2011،م).
-18زكي مبارك ،النثر الفين يف القرن الرابع( ،مصر ،مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة2012،م).
-14شادي جملي عيسى سكر ،فن املقامات يف األدب العريب بديع الزمان اهلمذاين منوذجاً.
-21صدام حسني حممود عمر ،مقامات بديع الزمان اهلمذاين بني الصنعة والتصنع ،رسالة جامعية لنيل شهادة
ماجستري.2006،
-22ضامن حمفوظ ،شعرية املقامة العربية :مقاربة نقدية حتليلية للمقامة الصنعانية للحريري ،مذكرة خترج لنيل
شهادة املاسرت يف األدب العريب القدمي .2014-2018
-23طنوس ،د .وهيب ،يف النثر العباسي( ،ط ،3سوريا ،منشورات جامعة حلب – كلية اآلداب والعلوم
اإلنسانية1990-1949 ،م).
-24علي حممد السيد خليفة ،الفكاهة يف مقامات بديع الزمان اهلمذاين( ،ط ،1دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر
والتوزيع ،اإلسكندرية1،ط.)2010،
-25ماجدة السايح ملبارك ،مجالية تداخل اخلطابات يف مقامات بديع الزمان اهلمذاين ،مذكرة خترج من
متطلبات نيل شهادة املاسرت يف اللغة واألدب العريب .2019-2014
-28مقـدم فاطمة ،خطاب املقامة لدى الشيخ حممد بن عبد الرمحن الديسي–مقاربة تداولية ،أطروحة مقدمة
لنيل شهادة الدكتوراه.
29
-24موسى سليمان ،األدب القصصي عند العرب( ،ط ،3بريوت ،دار الكتاب اللبناين1943 ،م).
-29يوسف نور عوض ،فن املقامات بني املشرق واملغرب( ،ط ،1بريوت ،دار القلم1979،م)
31