Professional Documents
Culture Documents
Document
Document
لغويا :للنقد في اللغة معان عديدة فمنها – النقد – بمعنى إخراج الزائف من الدرهم ,و -ناقده – بمعنى ناقشه في األمر وأيضا
نقد الشيء نقدا بمعنى يميز جيده من رديئه ,ويقال :انتقد الشعر على قائله :بمعنى أظهر عيبه ,والناقد الفني كاتب عمله تمييز
العمل الفني الجيد من الرديء والصحيح من الزائف .
اصطالحا :قراءة العمل الفني قراءة متأنية وذلك بإخضاع األعمال الفنية لعمليات أساسية قاعدية محددة مشتقة من طرق النقد
الفني وهي الوصف والتحليل والتفسير والحكم.
-النقد :
لغة :هو تفحص الشيء والحكم عليه وتمييز الجيد من الرديء أو هو التعبير المكتوب أو المنطوق من متخصص يسمى الناقد أو
هو بيان أوجه الحسـن وأوجه العيـب في شــيء بعد فحصه ودراسته أو لغة وصف .
اصطالحا :هو دراسة لألعمال األدبية والفنية والكشف عما فيها من جوانب القوة والضعف يتسنى إصدار األحكام النقدية عليها
بعد تقدير القيمة الغنية عبر الدراسة والتحليل مما يسهم في رقي الذوق العام كذلك بأخذ المعنى االصطالحي للنقد الكشف عن
جوانب النضج الفني في اإلنتاج األدبي وتمييزها مما سواها.
النقد الفني عند الحضارات القديمة :
لقد حاول اإلنسان منذ القد أن يرسم بعض الرسوم الحيوانية على جدران الكهف وكانت لرسومه غايات تخطيطية أو سحرية أو
جمالية تحقق المتعة البصرية ,وكانت حساسية اإلنسان تتطور بتطوره الحضاري ,فقد دخل اإلنسان مرحلة الصناعة ألدواته وكان
حسه يقوده لإلحاطة بمظاهر األشياء عن طريق الفن حتى تحول هذا الحس إلى استمتاع وتذوق لقيمة األشكال وإدراك للقيم
الوظيفية المرتبطة بالجمالية في هذه الرسوم واألشكال .
لقد ارتبط النقد الفني في الحضارات القديمة بالرعاية Palronageكما في الحضارات الفرعونية والرافدية ,فقد كان الحكام
والكهنة هم من يحدد االتجاهات والقيم الجمالية والوظيفية للفن ,وكان الفنانون مجرد عمال مهرة يعملون في ورش فنية خاصة
ملحقة بالمعابد والقصور ,وكان يشرف على هؤالء العمال معماريون ومهندسون ,كانت لهم القدرة على تقييم وتوجيه تلك
األعمال ,وقد منح هؤالء مظاهر تكريم خاصة بوصفهم من كبار موظفي الدولة .فكان ما يقومون به صورة من صور النقد الفني
لألعمال الفنية أوال من ناحية قيامهم بتوجيه الفنانين ,وثانيا من ناحية تفسيرهم وتوضيحهم هذه الفنون للحكام والكهنة ,لقد
كان التركيز في األعمال الفنية القديمة على تصوير الحكام في وضع الحكمة والوقار وكانوا يفضلون ان يظل الفن محافظا على
التقاليد التي وضعوها دون أن يكون للفنان حرية التغيير والتجديد .وكان النقد الفني يرفض ما يخالف التقاليد والقواعد الفنية
القائمة على معرفة محددة خاصة بالدين وتصويره رموزه في أوضاع مختلفة تجذب العامة من المجتمع ,فجمعت الفنون بين
الوظيفية الشعائرية الدينية وبين الوظيفة الجمالية .لقد أنتجت الحضارات القديمة فنونا لها صفات جمالية ونفعية إال إن الحضارة
اإلغريقية كانت الحضارة التي اهتمت بالحكم الجمالي وأفرزت فكرا نقديا على الفنون وكان من أبرز فالسفتها افالطون وأرسطو
وسقراط لقد تكونت بذور النقد الفني النظرية في القرن الخامس قبل الميالد حيث كان هؤالء الفالسفة حول الحكم الجمالي والنظرة
إلى الفن والفنانين بمثابة مفهوم متفرد لرؤية نقدية تعبر عن الذوق العام في ذلك العصر .لقد ارتبط النقد الفني بفلسفة الفن وعلم
الجمال فكان النقد الفني يقوم على ما تنتجه الفلسفات الفنية ,فلقد تحدث افالطون عن المثل العليا ,وكان الفن عنده هو محاكاة
للطبيعة ونقل صورة من الواقع صورة مقلدة ومن وجهة نظر زائفة .أما الجمال في نظره فهو نسبي موجود بصورة ناقصة في
عالمنا ,فالجمال الكامل ال يتحقق إال في العالم المثالي .وقد قسم الجمال الى نوعين :جمال حسي هو أدنى درجات الجمال ,
وجمال الروح أو الجمال العقلي وهو أرقى درجات الجمال .
-النقد الفني عند أرسطو وأفالطون وسقراط :
يعتبر أرسطو إن الفن ينشأ عن الميل الغريزي عند اإلنسان إلى التقليد الواقعي .وقد قسم الفنون إلى فنون نفعية ,وفنون جميلة
كما وضع أسسا وقواعد لبعض الفنون .وتعتبر آراءه قمة ما وصل إليه الفكر اإلغريقي حول فلسفة الحكم على الفنون أو
( النقد ) فكان أرسطو يرى إن الجميل هو الذي يتحلى بالتناسق واالنسجام والوضوح وهو يختلف مع أفالطون في انه يثبت وجود
الجمال في عالمنا الذي نستمد منه وعينا بالجماليات .أما سقراط فقد ربط مفهوم الجمال بمبدأ الفائدة والنفع وقد صرح بان كل
شيء ذا فائدة هو رائع وجميل وكان الفن خاضعا لطبقة النبالء الذين مجدوا األخالقيات والمثل العليا .ومما الشك فيه إن الفكر
اليوناني قد أثر في كل الحضارات التي أتت بعده ومنها الحضارة الهيلينية ,والحضارة الرومانية التي تأثرت بالفن اإلغريقي
وبتيارات فنية من الشرق وبالد الجيرمان والبربره وغيرها نتيجة قيام حكامها باالنشغال بالحروب والفتوحات ,لم تنتج فكرا نقديا
إبداعيا ,وكان ابرز فالسفة هذه الحقبة الجماليين هو الفيلسوف افالطون الذي ربط الجمال باإلبداع بالدين والقوة اإللهية وعندما
ظهرت المسيحية ظهرت الفنون المسيحية المبكرة التي اعتمدت على تقديم أشكال تتناسب مع الذوق العام الذي يسعى الى السكينة
والشعور بالخشوع الحسي والروحي .وكان النقد الغني يدين الفن الوثني ويدعو الذوق العام إلى جمالية الدين السماوي الجديد
حيث كانت الفنون المسيحية تعتمد على تقديم عناصرها وخصوصا الشخصيات الدينية في أوضاع جمالية وقدسية تعمل على جذب
أنظار المتعبدين فيها للتأمل .وفي العصور الوسطى ارتبط الفن بالمعتقد والدين كما تأثر في الفلسفة اليونانية التي لم تغب أبدا ,
فاستخدم النقد والفن للدعوة إلى الدين المسيحي والتأثير على الذوق العام ولتوضيح القصص المسيحية واألساطير القديمة التي
كانت ترسم على جداريات ضخمة في الكنائس وعلى أسقف.
-النقد الفني في العصور الوسطى وعصر النهضة في أوربا:
امتدت العصور الوسطى من بعد انهيار الحضارة الرومانية حتى القرن الرابع عشر .وقد قسم كرومر( ) 1990النقد الفني في
تلك الفترة إلى ( :أ) المذهب الطبيعي الخفي الذي من خالله يمكن أن تنبعث األفكار الفنية من الطبيعة (,ب( الخيال الرمزي الذي
من خالله يمكن تناول الرمز اإللهي ( ,ج) اآللية الظواهرية التي تعتقد إن األشكال ذات المدلول قد تواجدت في كل من الطبيعة
وعقل الفنان وأنها نابعة جميعها من القدرة اإللهية .فكانت الفنون تتصل بالروحانيات وتبتعد عن المعقوالت وتعبر عن األساطير
الخرافية في رؤية ميتافيزيقية تعمل على أن يكون الفن مجال الستيعاب المعرفة وفي هذه العصور ال نكاد نعثر على عمل فني ال
يصور الموضوعات الدينية ,سواء في العصر الرومانسيكي أو العصر القوطي أو العصر البيزنطي ,فقد كانت الكنيسة البيزنطينية
تكن العداء للوثنية تدعو إلى حياة الزهد والتقشف والعبادة .لذلك لم تسمح الكنيسة البزنطينية برسم صور تعبر عن مالذ الحياة
الدنيا ,وظهرت حركة تحطيم الصور وطمسها من بعض الكنائس وقد كان لذلك أثر على تراجع الفن وانقد الفني الذي كان خاضعا
للكنيسة طوال عصور الظالم األوربية .وقد تأثر النقد الفني في تلك العصور بنظرية الخير والجمال التي اعتبرت إن أفضل أنواع
الفن هي في األعمال الخيرة والجميلة .كان النقد الفني يخضع ألراء رجال ا
مناهج النقد :
- 1المدخل األخالقي :يسمى مدخل األدب والمثل األخالقية يعد هذا المدخل من أطول المناهج النقدية الفنية تاريخيا ,فقد عنى
افالطون باألثر الفني واألخالقي وذلك في جمهوريته األفالطونية ,وفي القرن الثامن عشر اهتم أغلب النقاد بالمحتوى األخالقي ,
ويهتم هذا المدخل باألدب ومدى تفاعله بالمثل األخالقية وهو من أقدم أنواع النقد الفني تاريخيا فقد عنى به الفالسفة قديما.
- 2المدخل النفسي :يسمى مدخل األدب والنظرية الفلسفية ويدرس العالقة القائمة بين العمل الفني والنظرية الفلسفية كما ظهرت
في أفكار فرويد ومدرسة التحليل النفسي التي ترى آثارها على الناقد إذ بدأت وكأنها تقوم معناها إلى لغة العملية الفنية لذلك كان
من السهل تغيير انجذاب المبدعين نحو النظرية الفرويدية التي وضعت المصطلحات لتفسير عالقة اإلنسان بدوافعه الذاتية
المالزمة أو بالتي يفرضها المجتمع عليه ,ويعد انتشار نظريات فرويد تشجيع المبدعون الرومانسيون والواقعيون واستطاعوا
التعمق أكثر في إظهار وتجسيد موقف اإلنسان وقد انتشر استعمال علم النفس بالنقد الفني ابتدءا من (أيكن كونراد في كتابه
الشكوكية نظرات في الشعر المعاصر ) 1919 ,و(ماكس فلوريديل ) لقد سعى هؤالء إلى تطبيق المعرفة على الفن غلى العموم
وألن ذلك في ثالث جوانب:
تحليل عناصر التجربة الجمالية وفق التعريف ( الجمال هو ذلك الموصل إلى التوازن الحسي المتوازن ) أي انه استجابة أ-
من الجمهور وانسجام يثيره العمل الفني .
ان العالقة بين الفنان وافن يماثل العالقة بين المريض والحلم أي إن الفن يكشف مكنونات الفنان الالواعية وبذلك يصبح ب-
الناقد محلال وقد يؤدي ذلك الى فهم العمل الفني نفسه.
إمكانية االعتماد على النفس في شرح الشخوص الرئيسية للعمل الفني ويصبح الناقد الفني هنا أيضا محلال نفسيا يبحث ت-
عن أنماط الالوعي لقد تعرض المدخل النفسي إلى هجوم وتهم نذكر منها:
المبالغة وقد وجهت هذه التهمة عندما كان هذا المنهج في بدايته وخاصة عندما هوجم كتاب ( فأين ويك بروكس ) أ-
محنة مارك توين 1934 ,وكذلك كتاب ( الويس جون )على الغم مما في هذين الكتابين من نظرات صائبة.
االنتقاد الثاني ب-
كان اشد وهو إن الفن يختلف اختالف واضح عن الحلم في كون الفنان يسطو لحد كبير أو في األقل إلى حد ما على ت-
نتاجه بينما الحلم ليس كذلك والحلم قد يكون اعتراف إجباريا بينما الفن تعبير منتظم.
خطوات النقد الفني
يقوم على وصف الناقد للعمل الفني وصفا دقيقا ،من أجل تأكيد قواعد مل الفني وصفا الفن ،وهو أول مواجهة مع العمل الفني،
والوصف يعطي الناقد فرصة الحصول على موافقة األشخاص الذين يشاهدون العمل الفني ،حول ما يقوله الناقد ويكتبه بقلمه،
بتعريف العمل الفني مشيراً إلى هذا العمل بكلمات تجلب انتباه المشاهدين ببراعة ورؤية جمالية واضحة ،وأحيانا يكون النقد الفني
بغرض كشف مقاصد الفنان من خالل العمل الفني وكذلك أسلوبه.
تحليل المعاني او المحتوى Contenu du Analyse :
أما المعاني الضمنية فتتعلق بالمقومات الموجود داخل العمل الفني ،مثل تقديم رمٍز ما ،أو سياق أيديولوجي ،أو تاريخي ....الخ،
وهنا دور الناقد أن يعبر عما أدركه في تلك األشكال ،من خالل الفكرة الموجودة داخل العمل الفني ،للوصول لتفسير الغرض الذي
أنتج هذا العمل الفني من أجله ،ألن الشكل والوظيفة هما محور اهتمام المشاهد ألنهما يشكالن الموضوع األساسي الذي يركز
عليه الفنان.
هو عملية البحث في المعاني الكامنة ضمن أشكال الفن ،وموضوعاته ،والذي قدمه الناقد بالوصف والتحليل من ناحية الشكل
والمضمون ،وحسب أري بأن التفسير هو جملة وتعليق يدور حول العمل الفني ليجعل من جملة المشاهدات التي توفرت لدى
المشاهد كيانا واحدا لتصبح ذات معنى .
ويعتبر إصدار الحكم أصعب مرحلة من مراحل النقد الفني ،ألنه يترتب على الناقد إعطاء قيمة مادية أو معنوية للعمل الفني ،وقد
يكون تفاوت من ناقد إلى آخر على إصدار حكم معين ،ألن ذلك يعود لثقافة الناقد وميوله واتجاهاته الفنية ،حيث يتم التركيز على
ثالثة اتجاهات (أنماط) فنية توجه الناقد.
األسس البص
أركان عملية التذوق والنقد الفني
إن العمل الفني هو عمل إبداعي قد يكون انعكاسا للواقع ،و تتحدد قيمة هذا العمل الفني بوجود ثالث أركان أساسية ،وهي:
-الفنان:
هو صاحب العمل الفني ويجب أن تتوفر فيه القدرة على االبتكار وهو الذي يبدع في العمل الفني ،و ذلك تبعا لظروفه الخاصة
وتبعا ألسلوبه الذي يطبقه والمدارس الفنية التي يميل اليها .
هو الشخص الذي لديه الموهبة والخبرة الثقافية الفنية التي يستطيع من خاللها أن يبتكر عمال فنيا معينا و ذلك بطريقته المميزة
الخاصة ،ويتأثر الفنان بظروف فنية و اجتماعية وبيئية وفكرية خاصة به.
-المتذوق :
هو الشخص المتلقي للعمل الفني ،يتعاطف معه او يتعاطف تبعا لالستجابة الجمالية والشعورية ،وليس بالضروري أن يكون
المتذوق فنان.
-الناقد:
*الناقد هو المتذوق في أعلى مستوياته ،ال يسعى الى قراءة اللوحة كما يقرأ الصحيفة اليومية ،بل هو يستعين برؤية الفنان وينظر
إلى هذا العمل من خالل هذه الرؤية.
*هو شخص يمتلك ثقافة فنية واسعة و راقية ومحيط بتاريخ الفن والحضارة اإلنسانية ،وليس من الضروري أن يكون فنانا
ممارسا .
*يكون حياديا وموضوعيا في آرائه وأحكامه على األعمال الفنية وما كتب وأنجز من أفالم وثائقية حولها.
*هو حلقة وصل بين الفنان والمتذوق.