Professional Documents
Culture Documents
مفاهيم أساسية في المنهجية
مفاهيم أساسية في المنهجية
تعت بر املف اهيم ركن ا أساس يا في منهجي ة بن اء البحث العلمي ،وعلي ه ف إن تحدي د املف اهيم
األساس ية وتوض يح معانيه ا وخاص ة تل ك األك ثر ت داوال ل دى علم اء السياس ة واملختص ين بالدراس ة
املنهجية يعد مطلبا ضروريا ،وعليه سنقوم من خالل املحاضرة بتناول املفاهيم التالية:
-)1النظرية :
تعرف النظرية بأنها '' مجموعة مترابطة من املفاهيم والتعريفات والقضايا التي تكون رؤية
منتظمة للظواهر عن طريق تحديدها للعالقات بين املتغيرات بهدف تفسير الظواهر والتنبؤ بها''
وهن اك من يعرفه ا أيض ا بأنه ا'' مجموع ة مدمج ة من الق وانين واألحك ام العام ة ال تي تس تطيع ت أمين
التفسير النظامي مليدان معرفي أو مجموعة مالحظات ،أو التي قد تستعمل التنبؤ باألحداث أو التي
تفرض السلوك الواجب إتباعه''
وكذلك يعرفها "رالف دارندروف " بأنها مجموعة قوانين يستخرج منها استنتاجات دقيقة
غير متحيزة لها فاعلية في تفسير و شرح سلوك و تفكير الناس من واقعها الحقيقي .
و يعرفها "تيودور أبيل" بأنها مجموعة مفاهيم مترابطة بشكل متسلسل و منظم هدفها بلورت قوانين
الظ اهرة املدروس ة كم ا تع رف النظري ة أيض ا بأنه ا مجموع ة من القض ايا ال تي تت وفر فيه ا الش روط
التالية:
ـ ـ ـ البد أن تصاغ القضايا في شكل يجعل من املمكن اشتقاق التعميمات اشتقاقا استنباطيا.
ـ ـ ـــ ينبغي أن تكون هذه القضايا من النوع الخصب و املثمر الذي يستكشف الطريق نحو مالحظات
ابعد مدى و تعميمات تطور في مجال املعرفة القائمة.
انطالق ا من ه ذه التع اريف نس تخلص أن النظري ة تمث ل أح د الوس ائط املعرفي ة ال تي
يستخدمها الباحث قصد الفهم و التفسير و التوقع ،و إذا كان املنهج يحدد متغيرات معينة يحاول
1
االق تراب من الظ اهرة من خالله ا دون أن يقيم عالق ات بين تل ك املتغ يرات أي ال يوزعه ا بين متغ ير
مستقل و تابع فإن النظرية على عكس ذلك تحدد تلك املتغيرات وتحدد العالقة بينها في اقترابها من
الظاهرة محل البحث.
و النظرية االفتراضية هي مجرد أداة للكشف عن الحقيقة أو حقائق جديدة فهي ليست غاية في
حد ذاتها و تتميز النظرية االفتراضية الجيدة بما يلي :
فهي مبدأ عام وضع لتفسير حقيقة ما أو هي نظرية افتراضية أثبتت صحتها ،وطبقت على نطاق
واس ع وتك ون النظري ة على خالف الق انون عرض ة للتع ديل ب در7ج ات متفاوت ة حس ب تق دم
معرفتن ا بالحق ائق العلمي ة املتص لة به ا و كمث ال على ذل ك ف إن دراس ات داروين على نظريت ه
االفتراضية "البقاء لألصلح" قادته إلى نظرية التطور التي مازالت عرضة للنقد و التعديل و التي
لم ت رتقي إلى مس توى الق انون ألن العلم لم ي أتي بع د بم ا يؤي د ه ذه النظري ة تأيي دا مطلق ا أو
يرفضها رفضا مطلقا.
-)2االقتراب أو املدخل:
يشير االقتراب إلى املعايير التي تنتقى من خاللها األسئلة و البيانات املالئمة كما يمكن تعريف
االقتراب أو املدخل باعتباره يستخدم لإلشارة إلى املعايير املستخدمة في انتقاء األسئلة التي تطرح و
الضوابط التي تحكم اختيار موضوعات و معلومات معينة أو استبعادها من نطاق البحث.
2
كم ا يع رف االق تراب باعتب اره إط ار تحليلي يؤخ ذ كأس اس عن د دراس ة الظ اهرة السياس ية أو
االجتماعية كما أنه طريقة تفيد في معالجة املوضوع سواء تعلق األمر بوحدات التحليل املستخدمة
أو األسئلة التي تثار.
فاملقاربات هي وسائط بيننا و بين الظواهر املختلفة تعين على تفسيرها استنادا إلى املتغيرات
أو املتغير الذي نرى أنه يملك قدرة تفسيرية أكثر من غيره كما يقصد باالقتراب أيضا طريقة التقرب
من ظاهرة أو حالة بغية تفسيرها بعد اكتشافها و تحديدها باالستناد إلى مفاهيم و متغيرات رئيسية
يرى االقتراب بأنها األنسب في التفسير .
أم ا بالنس بة للص عوبات ال تي تع ترض االقتراب ات في دراس ة الظ اهرة السياس ية فتتمث ل في
طبيعة الظاهرة السياسية نفسها واملتسمة بالتغير والديناميكية والتشعب والتعقد وعدم الثبات مما
يحد من إمكانية اإلحاطة بالظاهرة في مختلف جوانبها وبتالي صعوبة صياغة أسئلة تجيب على كل
مكنون ات الظ اهرة السياس ية ،وه و م ا يس تدعي ض رورة تب ني النظ رة التكاملي ة لالقتراب ات ال تي
تستخدم في دراستها ،حتى يمكن دراستها من جميع جوانبها بغية السيطرة على خفاياها ،فالسعي إلى
إدراك الظاهرة وفهمها يتطلب من ا تلمس جميع املسالك املوصلة إليه ا ،بغض النظر عن فلس فتها في
دراسة طبيعة الظاهرة السياسية.
إن فك رة النم وذج انتقلت إلى الدراس ات االجتماعي ة و السياس ية من ع الم البيولوجي ا حين
حاول علماء االجتماع أن يستفيدوا من التطورات العلمية الكثيرة التي تحققت في العلوم الطبيعية
ورك زوا على األط ر املنهجي ة ال تي حملت الكث ير من مفاهيمه ا إلى حق ول الدراس ات االجتماعي ة و
السياسية كمفهوم النظام ،النموذج فقد شبه االجتماعيون املجتمع بالكائن الحي و أحدثوا تناظرا
بينهما ومن هنا جاءت فكرة النموذج كمناظر للواقع املعقد و تبسيطا له.
-)1مفهوم النموذج:
وه و عب ارة عن ص ورة نظرية مبس طة ملا ه و موج ود في ع الم الواق ع أي أنه عب ارة عن بناء
مشابه للواقع و النموذج هو أداة التمثيل للواقع و إدراكه في بعض جوانبه األكثر أهمية وهو مركب
ذهنيا من مفاهيم معينة يقوم على مجموعة من العالقات االرتكازية ،وهذه العالقة بنائية بمعنى أنها
3
تعني بالتغير في آن واحد لعناصر النموذج بحيث أن التغير في أحد هذه العناصر يجر تلقائيا التغير في
بقية العناصر بحكم االرتباط دون أن يعني ذلك وجود عالقة سببية بين هذه العناصر و غالبا ما
يمكن التعب ير عن ه ذه العالق ات بص ورة رياض ية و النم وذج ك أداة لإلدراك العلمي يجب أن يتس م
بالوضوح
فالنموذج :وهو تمثيل مبسط على شكل مخطط مثال ،حيث يمكن من التعرف على مختلف
العناص ر املكون ة للنظري ة املمثل ة ،وت بين بدق ة الت أثيرات املتبادل ة بين العناص ر ،ويص ف النت ائج
املحصل عليها.
والنم وذج في الج انب املع رفي (النم وذج املع رفي) فق د ك انت بداي ة ظه ور مص طلح النم وذج
املعرفي بشكل متبلور نوعا ما على يد توماس كون في كتابه "بنية الثورات العلمية" وقد كان مفهومه
للنم وذج املع رفي مبس ط ومنحص ر في مج ال العلم الط بيعي تحدي دا ،إلى أن ج اء ثالث ة من املفك رين
الكبار عبد الوهاب املسيري ،ومنى أبو الفضل واسماعيل راجي الفاروقي حيث قاموا كال على حدى
بابتكار معنى مختلف بشكل كبير عن مفهوم النماذج املعرفية ،حيث أصبح النموذج على أيديهم هو
بنية فكرية متكاملة يصنعها اإلنسان ملجمل حياته ،وقد عرف عبد الوهاب امليسري النماذج قائال" :
النموذج بنية فكرية تصورية يجردها العقل اإلنساني من كم هائل من العالقات والتفاصيل فيختار
بعض ها تم يرتبه ا ترتيب ا خاص ا ،أو ينس قها تنس يقا خاص ا ،بحيث تص بح مترابط ة م ع بعض ها البعض
ترابطا يتم يز باالعتماد املتبادل وتشكل وحدة متماسكة يقال لها أحيانا عضوية وطريقة التنسيق
والترتيب هي التي تعطي النموذج هويته املحددة ،فرديته وتفرده.
-)2خصائص النماذج:
أ) -التجريد :النموذج هو نتاج عملية تجريد شاملة للواقع بحيث يتم استخراج العناصر والعالقات
األساس ية في الواق ع وتك وين النم وذج من خالله ا وهي عملي ة عقلي ة يق وم به ا العق ل في محاول ة
للوصول إلى النموذج الحاكم للواقع-من وجهة نظره -هذا التجريد يعطي النموذج قدر من الثبات
واليقين.
4
-)2النموذج مرتبط باملعلومات :العالقة بين النموذج واملعلومات أمر مركب وهام فمن ناحية يعتمد
النموذج على ما يجده العقل من معلومات في واقعه ومع تبلور النموذج بتفاعل العقل اإلنساني مع
املعطى املعلوماتي ال واقعي يب دا العق ل في االنتق اء بين املعلومات وي برز أهمية بعض ها البعض ويهم ل
بعضها طبعا للنموذج املعرفي الذي تم تكوينه.
-)3التع ديل والتط وير :النم وذج املع رفي ليس ص لبا وانم ا يتغ ير ويتع دل ويتط ور م ع االحتكاك ات
املستمرة بينه وبين الواقع وما يحمله من معلومات.
-)4النموذج تعبير تمثيلي للواقع :النموذج ال يساوي الواقع تماما بشكل حرفي ولكنه في نفس الوقت
ال ينفصل عن الواقع تماما فالنموذج يماثل الواقع من وجهة نظر واضع النموذج.
-)3أنواع النماذج:
أ) -النموذج التقريري :إذا كان يصف وضعية موجودة أو ظاهرة وقعت بمجرياتها.
ب) -النموذج الوصفي :عندما يمثل حال مثاليا ووصف وتفسير الظواهر االجتماعية.
ج) -النم وذج التجري بي :ويمكن االس تعانة ب ه في حال ة ع دم ت وفر األدوات ال تي ق د تك ون كب يرة ال
يمكن أن تتواج د في املخ بر أو معق دة وذل ك بتع ويض الواق ع املركب برس م أو مجس مات لفهم
ووصف الظواهر االجتماعية.
– )4مستويات النماذج:
-نم اذج النظم الفرعية :و تع ني تل ك النم اذج ال تي تح اكي عم ل نظم مح ددة في قطاع ات معين ة من
نظام كلي مثل السلطة التشريعية ،الحزب ،هيئة صنع القرار .
-نم اذج النظم الكلية :وهي ال تي تح اكي بن اء و آلي ة نظ ام رئيس ي ،النظ ام ال دولي أو نظ ام إقليمي و
بالتالي نجد النماذج الفرعية أحد مكونات نماذج النظام الكلي .
-)5فوائد النماذج:
5
تكمن أهمية النماذج في تسهيل استيعاب وفهم الظواهر ومكوناتها ،فالنموذج هو محاولة
لتقSSديم العالقSSات الكامنSSة الSSتي يفSSترض وجودهSSا بين املتغSSيرات الSSتي تصSSنع حSSدثا أو نظامSSا معينSSا في
ش SSكل رم SSزي ،وت SSتراوح النم SSاذج بين النم SSاذج املبس SSطة والنم SSاذج الرياض SSية واملفرط SSة في تعقي SSدها،
ولكن يجمعهSSا هSSدف واحSSد وهSSو توفSSير إمكانيSSة تجريSSد وعSSزل وتقسSSيم األجSSزاء املحتملSSة للظSSاهرة
مثال ،فالنم SS Sاذج ذات ط SS Sابع تحكمي في الواق SS Sع ،واملعي SS Sار األساس ي في الحكم على النم SS Sوذج :م SS Sدى
فائدتSSه ومنفعتSSه ،وهSSذا الطSSابع التحكمي ينبSSع من النمSSوذج ذاتSSه ويخضSSع لتقSSدير وتقSSييم البSSاحث
الذي قام ببناء النموذج.
-)6وظيفة النماذج:
إن أغلب نماذج تخدم أربعة وظائف تتمثل في تنظيم املعلومات ،تشجيع القيام بأبحاث،
التنبؤ والسيطرة على الظواهر على النحو التالي:
إن النموذج محاولة إلعادة خلق العالقSSات الSSتي يفSترض وجودهSSا في األشSياء أو القSوى الSتي
ندرسها في شكل مادي أو رمزي ،فSالفرد ال يسSتطيع بسSهولة وصSف الظSواهر ألنهSا عمليSة متغSيرة،
بينم SSا ي SSوفر النم SSوذج إط SSار يس SSمح بع SSزل املتغ SSيرات الهام SSة ووص SSف دوره SSا في الظ SSاهرة كله SSا ،ألن SSه
يجمد هذه الظاهرة مما يمكن وصفها وتحديد عناصرها.
تعتSSبر الظSSاهرة السياسSSية أعقSSد الظSSواهر وتتطSSور النظريSSات املفسSSرة لهSSا الكالسSSيكية إلى
الحديثSSة ،وتعتSSبر املعلومSSات املتSSوفرة عنSSه قليلSSة ممSSا يSSدفع إلى محاولSSة دائمSSة دائبSSة كزيSSادة املعرفSSة
بهSSا ،وتSSبرز النمSSاذج في هSSذا الصSSدد ألنهSSا تجعSSل الظSSاهرة السياسSSية أبسSSط وأسSSهل Sفي فهمهSSا وتعين
الباحث في تحديد األمور التي يرغب في دراستها في تطوير البحوث العلمية.
-)3التنبؤ:
إن التنب SSؤ مب SSني على الفهم ،كم SSا أن الفهم ه SSو نقط SSة البداي SSة ال SSتي ننطل SSق منه SSا للمجه SSول،
ويمكن بع SSد الفهم التنب SSؤ ،حيث ينب SSني على انطب SSاق القاع SSدة العام SSة على مواق SSف أخ SSرى غ SSير تل SSك
التي كانت على أساسها تلك القاعدة.
6
-)4التحكم:
س SS Sيعمل اإلنس SS Sان عن طري SS Sق تط SS Sوير املعرف SS Sة للس SS Sيطرة على الظ SS Sواهر ال SS Sتي تهم SS Sه بحيث
يسSSتخدمها لصSSالحة ،وتخSSدم هSSذه الوظيفSSة األخSSيرة الوظSSائف السSSابقة ألن التحكم معنSSاه معالجSSة
الظ SSروف ال SSتي تح SSدد ح SSدوث الظ SSاهرة بش SSكل يحق SSق الوص SSول إلى ه SSدف معين وت SSزداد قدرت SSه على
التحكم كلما زادت قدرتنا على التنبؤ ،والتحكم ال يتحقق ما لم نستطع وضع أيSSدينا على الظSSروف
التي تحدد حدوث الظاهرة.
-)7صعوبات النماذج:
تواج SS Sه عملي SS Sة ص SS Sنع نم SS Sاذج في العل SS Sوم السياس SS Sية ع SS Sدة ص SS Sعوبات تتمث SS Sل في :اللج SS Sوء إلى تجمي SS Sد
الظSSاهرة السياسSSية للتمكن من وصSSف عناصSSرها ،ونسSSيان وإغفSSال بعض العناصSSر أثنSSاء تجميSSدنا
الظSS S Sاهرة ،أو فصSS S Sل بعض العناصSS S Sر الSS S Sتي ال تقبSS S Sل الفصSS S Sل واالضSS S Sطرار إلى اس SS Sتخدام اللغSS S Sة في
الوصف-أي اللغة-عملية تتغير من وقت ألخر.
-)4املتغيرات (:)Variables
وهي خاصية تجريبية تتخذ قيمتين أو أكثر فإذا كانت هذه الخاصية قابلة للتغير كما ونوعا
ينظ ر إليه ا كمتغ ير ،على س بيل املث ال متغ ير الطبق ة االجتماعي ة يمكن أن يأخ ذ أك ثر من قيم تين :
طبقة عليا وطبقة وسطى و طبقة عليا.
فاملتغيرات تستخدم عادة لوصف بعض األشياء القابلة للتغير أو األشياء القابلة للقياس و
املتغ ير يأخ ذ قيم ا ص غيرة أو كب يرة ،ف املتغيرات هي الج انب القاب ل للمالحظ ة من الظ اهرة أي
املؤش رات الدالة و املع برة على املف اهيم وحينه ا نتمكن من نق ل املف اهيم من ع الم التجري د إلى ع الم
7
املالحظ ة فمثال مفه وم الص راع ال دولي يمكن أن ي ترجم إلى متغ ير مؤش ر الع دوان ال دولي أو مؤش ر
األعمال العدوانية الدولية حيث يمكن قياسها وفقا لعدد التهديدات و تجنيد القوات املسلحة....
-متغير أصيل أو مستقل ( :) Independent Variableوهو الذي يؤدي التغير في قيمته إلى التأثير في
قيم متغيرات أخرى لها عالقات به.
-متغير تابع ( : ) Dépendent Variableوهو الذي تتوقف قيمته على قيم متغيرات أخرى بمعنى أن
الباحث عندما يحدث تعديالت على املتغير املستقل تظهر نتائج تلك التعديالت على قيم املتغير التابع
ونستطيع أن نقدم املثال التالي :
كلم ا ازدادت أع داد جماع ات املص لحة في الدول ة (متغ ير مس تقل) ارتف ع مس توى اإلنف اق الحك ومي
(متغير وسيط ) على برامج الرفاه االجتماعي (متغير تابع ) .
-متغ ير وس يط :وه و ال ذي يتوس ط العالق ة بين املتغ يرين األص يل و الت ابع .و ت ؤثر قيم ة املتغ ير
الوسيط في القوى و العالقة بين املتغيرين املستقل و التابع و اتجاههما .
القياس يعني بصفة عامة تحديد خصائص الشيء املراد قياسه و تقديره وحتى يمكننا أن
نق وم بالقي اس الب د أن يك ون الش يء املراد قياس ه ق ابال للمالحظ ة و القي اس وتك ون هنال ك وس يلة
محددة لقياسه وحيث أن املفاهيم السياسية و االجتماعية مفاهيم عامة غير محدودة تحديدا دقيقا
لذلك فإن أولى الخطوات في هذا الطريق هي تحديدها بطريقة تجعلها مالحظة و خاضعة للقياس أي
تحوي ل املف اهيم إلى متغ يرات أو مؤش رات فالقي اس يع بر عن تناس ق مجموع ة من املؤش رات فمثال
نتحدث عن مقياس املمارسة الديمقراطية من خالل مؤشرات عدد الصحف املستقلة و التنظيمات
التطوعية أما املؤشر فهو العنصر الدال على قيمة معينة فعدد الصحف املستقلة يعد مؤشرا من
مؤشرات مقياس الديمقراطية.
8
و يقصد بها مستويات التحليل التي يختارها الباحث كلبنة ملجموع البناء الذي يتولى دراسته
و الب احث إذ يف ترض عالق ة بين متغ يرين أو أك ثر فإن ه أيض ا ينبغي أن يف ترض فرض ية تح دد أن واع
الفاعل السياسي و مستوياته الذي يظن أنه تطبق عليه هذه الفرضية و تسمى هذه الفرضية وحدة
التحليل و التي ينبغي أن تختار بعناية فائقة ،وقد تكون التحليل الفرد أو املؤسسة أو الحكومة أو
الدول ة أو اتجاه ا أو نمط ا أو س لوكا معينن ا ف الفرد ق د يك ون ه و وح دة التحلي ل لدراس ة عملي ة
التصويت مثال أو يختار الباحث الدولة كوحدة للتحليل في دراسة ظاهرة الديمقراطية مثال.
9