Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 9

‫عنوان املحاضرة‪ :‬مفاهيم أساسية في منهجية بناء البحث العلمي‪.

‬‬

‫تعت بر املف اهيم ركن ا أساس يا في منهجي ة بن اء البحث العلمي‪ ،‬وعلي ه ف إن تحدي د املف اهيم‬
‫األساس ية وتوض يح معانيه ا وخاص ة تل ك األك ثر ت داوال ل دى علم اء السياس ة واملختص ين بالدراس ة‬
‫املنهجية يعد مطلبا ضروريا‪ ،‬وعليه سنقوم من خالل املحاضرة بتناول املفاهيم التالية‪:‬‬

‫‪ -)1‬النظرية ‪:‬‬

‫تعرف النظرية بأنها '' مجموعة مترابطة من املفاهيم والتعريفات والقضايا التي تكون رؤية‬
‫منتظمة للظواهر عن طريق تحديدها للعالقات بين املتغيرات بهدف تفسير الظواهر والتنبؤ بها''‬

‫وهن اك من يعرفه ا أيض ا بأنه ا'' مجموع ة مدمج ة من الق وانين واألحك ام العام ة ال تي تس تطيع ت أمين‬
‫التفسير النظامي مليدان معرفي أو مجموعة مالحظات‪ ،‬أو التي قد تستعمل التنبؤ باألحداث أو التي‬
‫تفرض السلوك الواجب إتباعه''‬

‫وكذلك يعرفها "رالف دارندروف " بأنها مجموعة قوانين يستخرج منها استنتاجات دقيقة‬
‫غير متحيزة لها فاعلية في تفسير و شرح سلوك و تفكير الناس من واقعها الحقيقي ‪.‬‬

‫و يعرفها "تيودور أبيل" بأنها مجموعة مفاهيم مترابطة بشكل متسلسل و منظم هدفها بلورت قوانين‬
‫الظ اهرة املدروس ة كم ا تع رف النظري ة أيض ا بأنه ا مجموع ة من القض ايا ال تي تت وفر فيه ا الش روط‬
‫التالية‪:‬‬

‫ـ ـ ـ ينبغي أن تكون املفاهيم التي تعبر عنها القضايا محددة بدقة‪.‬‬

‫ـ ـ ـ يجب أن تتسق القضايا مع بعضها البعض‪.‬‬

‫ـ ـ ـ البد أن تصاغ القضايا في شكل يجعل من املمكن اشتقاق التعميمات اشتقاقا استنباطيا‪.‬‬

‫ـ ـ ـــ ينبغي أن تكون هذه القضايا من النوع الخصب و املثمر الذي يستكشف الطريق نحو مالحظات‬
‫ابعد مدى و تعميمات تطور في مجال املعرفة القائمة‪.‬‬

‫انطالق ا من ه ذه التع اريف نس تخلص أن النظري ة تمث ل أح د الوس ائط املعرفي ة ال تي‬
‫يستخدمها الباحث قصد الفهم و التفسير و التوقع‪ ،‬و إذا كان املنهج يحدد متغيرات معينة يحاول‬

‫‪1‬‬
‫االق تراب من الظ اهرة من خالله ا دون أن يقيم عالق ات بين تل ك املتغ يرات أي ال يوزعه ا بين متغ ير‬
‫مستقل و تابع فإن النظرية على عكس ذلك تحدد تلك املتغيرات وتحدد العالقة بينها في اقترابها من‬
‫الظاهرة محل البحث‪.‬‬

‫و من أنواع النظرية نجد النظرية االفتراضية و النظرية العلمية ‪:‬‬

‫النظرية االفتراضية‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫و تع رف بأنه ا اف تراض م ؤقت يه دف إلى تفس ير بعض الحق ائق و هي توض ع به دف رس م خط ة‬


‫بحثية تؤدي في نهايتها إلى قبول تلك النظرية االفتراضية أو رفضها ‪.‬‬

‫و النظرية االفتراضية هي مجرد أداة للكشف عن الحقيقة أو حقائق جديدة فهي ليست غاية في‬
‫حد ذاتها و تتميز النظرية االفتراضية الجيدة بما يلي ‪:‬‬

‫تفسر‪ ،‬وتجمع "باملنطق" بين مجموعة من الحقائق ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫تكون قابلة لالختبار تجريبيا ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تكون متماشية ومتفقة مع األسس و الحقائق الثابتة في حقل الدراسة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫النظرية العلمية‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫فهي مبدأ عام وضع لتفسير حقيقة ما أو هي نظرية افتراضية أثبتت صحتها‪ ،‬وطبقت على نطاق‬
‫واس ع وتك ون النظري ة على خالف الق انون عرض ة للتع ديل ب در‪7‬ج ات متفاوت ة حس ب تق دم‬
‫معرفتن ا بالحق ائق العلمي ة املتص لة به ا و كمث ال على ذل ك ف إن دراس ات داروين على نظريت ه‬
‫االفتراضية "البقاء لألصلح" قادته إلى نظرية التطور التي مازالت عرضة للنقد و التعديل و التي‬
‫لم ت رتقي إلى مس توى الق انون ألن العلم لم ي أتي بع د بم ا يؤي د ه ذه النظري ة تأيي دا مطلق ا أو‬
‫يرفضها رفضا مطلقا‪.‬‬

‫‪ -)2‬االقتراب أو املدخل‪:‬‬

‫يشير االقتراب إلى املعايير التي تنتقى من خاللها األسئلة و البيانات املالئمة كما يمكن تعريف‬
‫االقتراب أو املدخل باعتباره يستخدم لإلشارة إلى املعايير املستخدمة في انتقاء األسئلة التي تطرح و‬
‫الضوابط التي تحكم اختيار موضوعات و معلومات معينة أو استبعادها من نطاق البحث‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫كم ا يع رف االق تراب باعتب اره إط ار تحليلي يؤخ ذ كأس اس عن د دراس ة الظ اهرة السياس ية أو‬
‫االجتماعية كما أنه طريقة تفيد في معالجة املوضوع سواء تعلق األمر بوحدات التحليل املستخدمة‬
‫أو األسئلة التي تثار‪.‬‬

‫فاملقاربات هي وسائط بيننا و بين الظواهر املختلفة تعين على تفسيرها استنادا إلى املتغيرات‬
‫أو املتغير الذي نرى أنه يملك قدرة تفسيرية أكثر من غيره كما يقصد باالقتراب أيضا طريقة التقرب‬
‫من ظاهرة أو حالة بغية تفسيرها بعد اكتشافها و تحديدها باالستناد إلى مفاهيم و متغيرات رئيسية‬
‫يرى االقتراب بأنها األنسب في التفسير ‪.‬‬

‫أم ا بالنس بة للص عوبات ال تي تع ترض االقتراب ات في دراس ة الظ اهرة السياس ية فتتمث ل في‬
‫طبيعة الظاهرة السياسية نفسها واملتسمة بالتغير والديناميكية والتشعب والتعقد وعدم الثبات مما‬
‫يحد من إمكانية اإلحاطة بالظاهرة في مختلف جوانبها وبتالي صعوبة صياغة أسئلة تجيب على كل‬
‫مكنون ات الظ اهرة السياس ية‪ ،‬وه و م ا يس تدعي ض رورة تب ني النظ رة التكاملي ة لالقتراب ات ال تي‬
‫تستخدم في دراستها‪ ،‬حتى يمكن دراستها من جميع جوانبها بغية السيطرة على خفاياها‪ ،‬فالسعي إلى‬
‫إدراك الظاهرة وفهمها يتطلب من ا تلمس جميع املسالك املوصلة إليه ا‪ ،‬بغض النظر عن فلس فتها في‬
‫دراسة طبيعة الظاهرة السياسية‪.‬‬

‫‪ -3‬النموذج ‪:) Model ( :‬‬

‫إن فك رة النم وذج انتقلت إلى الدراس ات االجتماعي ة و السياس ية من ع الم البيولوجي ا حين‬
‫حاول علماء االجتماع أن يستفيدوا من التطورات العلمية الكثيرة التي تحققت في العلوم الطبيعية‬
‫ورك زوا على األط ر املنهجي ة ال تي حملت الكث ير من مفاهيمه ا إلى حق ول الدراس ات االجتماعي ة و‬
‫السياسية كمفهوم النظام ‪ ،‬النموذج فقد شبه االجتماعيون املجتمع بالكائن الحي و أحدثوا تناظرا‬
‫بينهما ومن هنا جاءت فكرة النموذج كمناظر للواقع املعقد و تبسيطا له‪.‬‬

‫‪ -)1‬مفهوم النموذج‪:‬‬

‫وه و عب ارة عن ص ورة نظرية مبس طة ملا ه و موج ود في ع الم الواق ع أي أنه عب ارة عن بناء‬
‫مشابه للواقع و النموذج هو أداة التمثيل للواقع و إدراكه في بعض جوانبه األكثر أهمية وهو مركب‬
‫ذهنيا من مفاهيم معينة يقوم على مجموعة من العالقات االرتكازية ‪ ،‬وهذه العالقة بنائية بمعنى أنها‬

‫‪3‬‬
‫تعني بالتغير في آن واحد لعناصر النموذج بحيث أن التغير في أحد هذه العناصر يجر تلقائيا التغير في‬
‫بقية العناصر بحكم االرتباط دون أن يعني ذلك وجود عالقة سببية بين هذه العناصر و غالبا ما‬
‫يمكن التعب ير عن ه ذه العالق ات بص ورة رياض ية و النم وذج ك أداة لإلدراك العلمي يجب أن يتس م‬
‫بالوضوح‬

‫فالنموذج‪ :‬وهو تمثيل مبسط على شكل مخطط مثال‪ ،‬حيث يمكن من التعرف على مختلف‬
‫العناص ر املكون ة للنظري ة املمثل ة‪ ،‬وت بين بدق ة الت أثيرات املتبادل ة بين العناص ر‪ ،‬ويص ف النت ائج‬
‫املحصل عليها‪.‬‬

‫والنم وذج في الج انب املع رفي (النم وذج املع رفي) فق د ك انت بداي ة ظه ور مص طلح النم وذج‬
‫املعرفي بشكل متبلور نوعا ما على يد توماس كون في كتابه "بنية الثورات العلمية" وقد كان مفهومه‬
‫للنم وذج املع رفي مبس ط ومنحص ر في مج ال العلم الط بيعي تحدي دا‪ ،‬إلى أن ج اء ثالث ة من املفك رين‬
‫الكبار عبد الوهاب املسيري‪ ،‬ومنى أبو الفضل واسماعيل راجي الفاروقي حيث قاموا كال على حدى‬
‫بابتكار معنى مختلف بشكل كبير عن مفهوم النماذج املعرفية‪ ،‬حيث أصبح النموذج على أيديهم هو‬
‫بنية فكرية متكاملة يصنعها اإلنسان ملجمل حياته‪ ،‬وقد عرف عبد الوهاب امليسري النماذج قائال‪" :‬‬
‫النموذج بنية فكرية تصورية يجردها العقل اإلنساني من كم هائل من العالقات والتفاصيل فيختار‬
‫بعض ها تم يرتبه ا ترتيب ا خاص ا‪ ،‬أو ينس قها تنس يقا خاص ا‪ ،‬بحيث تص بح مترابط ة م ع بعض ها البعض‬
‫ترابطا يتم يز باالعتماد املتبادل وتشكل وحدة متماسكة يقال لها أحيانا عضوية وطريقة التنسيق‬
‫والترتيب هي التي تعطي النموذج هويته املحددة‪ ،‬فرديته وتفرده‪.‬‬

‫‪ -)2‬خصائص النماذج‪:‬‬

‫شتتمثل سمات النماذج املعرفية ب‪:‬‬

‫أ)‪ -‬التجريد‪ :‬النموذج هو نتاج عملية تجريد شاملة للواقع بحيث يتم استخراج العناصر والعالقات‬
‫األساس ية في الواق ع وتك وين النم وذج من خالله ا وهي عملي ة عقلي ة يق وم به ا العق ل في محاول ة‬
‫للوصول إلى النموذج الحاكم للواقع‪-‬من وجهة نظره‪ -‬هذا التجريد يعطي النموذج قدر من الثبات‬
‫واليقين‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -)2‬النموذج مرتبط باملعلومات‪ :‬العالقة بين النموذج واملعلومات أمر مركب وهام فمن ناحية يعتمد‬
‫النموذج على ما يجده العقل من معلومات في واقعه ومع تبلور النموذج بتفاعل العقل اإلنساني مع‬
‫املعطى املعلوماتي ال واقعي يب دا العق ل في االنتق اء بين املعلومات وي برز أهمية بعض ها البعض ويهم ل‬
‫بعضها طبعا للنموذج املعرفي الذي تم تكوينه‪.‬‬

‫‪ -)3‬التع ديل والتط وير‪ :‬النم وذج املع رفي ليس ص لبا وانم ا يتغ ير ويتع دل ويتط ور م ع االحتكاك ات‬
‫املستمرة بينه وبين الواقع وما يحمله من معلومات‪.‬‬

‫‪ -)4‬النموذج تعبير تمثيلي للواقع‪ :‬النموذج ال يساوي الواقع تماما بشكل حرفي ولكنه في نفس الوقت‬
‫ال ينفصل عن الواقع تماما فالنموذج يماثل الواقع من وجهة نظر واضع النموذج‪.‬‬

‫‪ -)3‬أنواع النماذج‪:‬‬

‫أ)‪ -‬النموذج التقريري‪ :‬إذا كان يصف وضعية موجودة أو ظاهرة وقعت بمجرياتها‪.‬‬

‫ب)‪ -‬النموذج الوصفي‪ :‬عندما يمثل حال مثاليا ووصف وتفسير الظواهر االجتماعية‪.‬‬

‫ج)‪ -‬النم وذج التجري بي‪ :‬ويمكن االس تعانة ب ه في حال ة ع دم ت وفر األدوات ال تي ق د تك ون كب يرة ال‬
‫يمكن أن تتواج د في املخ بر أو معق دة وذل ك بتع ويض الواق ع املركب برس م أو مجس مات لفهم‬
‫ووصف الظواهر االجتماعية‪.‬‬

‫‪ – )4‬مستويات النماذج‪:‬‬

‫هناك مستويين من النماذج‪:‬‬

‫‪ -‬نم اذج النظم الفرعية‪ :‬و تع ني تل ك النم اذج ال تي تح اكي عم ل نظم مح ددة في قطاع ات معين ة من‬
‫نظام كلي مثل السلطة التشريعية‪ ،‬الحزب‪ ،‬هيئة صنع القرار ‪.‬‬

‫‪ -‬نم اذج النظم الكلية‪ :‬وهي ال تي تح اكي بن اء و آلي ة نظ ام رئيس ي ‪ ،‬النظ ام ال دولي أو نظ ام إقليمي و‬
‫بالتالي نجد النماذج الفرعية أحد مكونات نماذج النظام الكلي ‪.‬‬

‫‪ -)5‬فوائد النماذج‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫تكمن أهمية النماذج في تسهيل استيعاب وفهم الظواهر ومكوناتها‪ ،‬فالنموذج هو محاولة‬
‫لتق‪SS‬ديم العالق‪SS‬ات الكامن‪SS‬ة ال‪SS‬تي يف‪SS‬ترض وجوده‪SS‬ا بين املتغ‪SS‬يرات ال‪SS‬تي تص‪SS‬نع ح‪SS‬دثا أو نظام‪SS‬ا معين‪SS‬ا في‬
‫ش ‪SS‬كل رم ‪SS‬زي‪ ،‬وت ‪SS‬تراوح النم ‪SS‬اذج بين النم ‪SS‬اذج املبس ‪SS‬طة والنم ‪SS‬اذج الرياض ‪SS‬ية واملفرط ‪SS‬ة في تعقي ‪SS‬دها‪،‬‬
‫ولكن يجمعه‪SS‬ا ه‪SS‬دف واح‪SS‬د وه‪SS‬و توف‪SS‬ير إمكاني‪SS‬ة تجري‪SS‬د وع‪SS‬زل وتقس‪SS‬يم األج‪SS‬زاء املحتمل‪SS‬ة للظ‪SS‬اهرة‬
‫مثال‪ ،‬فالنم ‪SS S‬اذج ذات ط ‪SS S‬ابع تحكمي في الواق ‪SS S‬ع‪ ،‬واملعي ‪SS S‬ار األساس ي في الحكم على النم ‪SS S‬وذج‪ :‬م ‪SS S‬دى‬
‫فائدت‪SS‬ه ومنفعت‪SS‬ه‪ ،‬وه‪SS‬ذا الط‪SS‬ابع التحكمي ينب‪SS‬ع من النم‪SS‬وذج ذات‪SS‬ه ويخض‪SS‬ع لتق‪SS‬دير وتق‪SS‬ييم الب‪SS‬احث‬
‫الذي قام ببناء النموذج‪.‬‬

‫‪ -)6‬وظيفة النماذج‪:‬‬

‫إن أغلب نماذج تخدم أربعة وظائف تتمثل في تنظيم املعلومات‪ ،‬تشجيع القيام بأبحاث‪،‬‬
‫التنبؤ والسيطرة على الظواهر على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -)1‬الوظيفة التنظيمية للنماذج‪:‬‬

‫إن النموذج محاولة إلعادة خلق العالق‪SS‬ات ال‪SS‬تي يف‪S‬ترض وجوده‪SS‬ا في األش‪S‬ياء أو الق‪S‬وى ال‪S‬تي‬
‫ندرسها في شكل مادي أو رمزي‪ ،‬ف‪S‬الفرد ال يس‪S‬تطيع بس‪S‬هولة وص‪S‬ف الظ‪S‬واهر ألنه‪S‬ا عملي‪S‬ة متغ‪S‬يرة‪،‬‬
‫بينم ‪SS‬ا ي ‪SS‬وفر النم ‪SS‬وذج إط ‪SS‬ار يس ‪SS‬مح بع ‪SS‬زل املتغ ‪SS‬يرات الهام ‪SS‬ة ووص ‪SS‬ف دوره ‪SS‬ا في الظ ‪SS‬اهرة كله ‪SS‬ا‪ ،‬ألن ‪SS‬ه‬
‫يجمد هذه الظاهرة مما يمكن وصفها وتحديد عناصرها‪.‬‬

‫‪ -)2‬تطوير البحوث العلمية‪:‬‬

‫تعت‪SS‬بر الظ‪SS‬اهرة السياس‪SS‬ية أعق‪SS‬د الظ‪SS‬واهر وتتط‪SS‬ور النظري‪SS‬ات املفس‪SS‬رة له‪SS‬ا الكالس‪SS‬يكية إلى‬
‫الحديث‪SS‬ة‪ ،‬وتعت‪SS‬بر املعلوم‪SS‬ات املت‪SS‬وفرة عن‪SS‬ه قليل‪SS‬ة مم‪SS‬ا ي‪SS‬دفع إلى محاول‪SS‬ة دائم‪SS‬ة دائب‪SS‬ة كزي‪SS‬ادة املعرف‪SS‬ة‬
‫به‪SS‬ا‪ ،‬وت‪SS‬برز النم‪SS‬اذج في ه‪SS‬ذا الص‪SS‬دد ألنه‪SS‬ا تجع‪SS‬ل الظ‪SS‬اهرة السياس‪SS‬ية أبس‪SS‬ط وأس‪SS‬هل‪ S‬في فهمه‪SS‬ا وتعين‬
‫الباحث في تحديد األمور التي يرغب في دراستها في تطوير البحوث العلمية‪.‬‬

‫‪ -)3‬التنبؤ‪:‬‬

‫إن التنب ‪SS‬ؤ مب ‪SS‬ني على الفهم‪ ،‬كم ‪SS‬ا أن الفهم ه ‪SS‬و نقط ‪SS‬ة البداي ‪SS‬ة ال ‪SS‬تي ننطل ‪SS‬ق منه ‪SS‬ا للمجه ‪SS‬ول‪،‬‬
‫ويمكن بع ‪SS‬د الفهم التنب ‪SS‬ؤ‪ ،‬حيث ينب ‪SS‬ني على انطب ‪SS‬اق القاع ‪SS‬دة العام ‪SS‬ة على مواق ‪SS‬ف أخ ‪SS‬رى غ ‪SS‬ير تل ‪SS‬ك‬
‫التي كانت على أساسها تلك القاعدة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -)4‬التحكم‪:‬‬

‫س ‪SS S‬يعمل اإلنس ‪SS S‬ان عن طري ‪SS S‬ق تط ‪SS S‬وير املعرف ‪SS S‬ة للس ‪SS S‬يطرة على الظ ‪SS S‬واهر ال ‪SS S‬تي تهم ‪SS S‬ه بحيث‬
‫يس‪SS‬تخدمها لص‪SS‬الحة‪ ،‬وتخ‪SS‬دم ه‪SS‬ذه الوظيف‪SS‬ة األخ‪SS‬يرة الوظ‪SS‬ائف الس‪SS‬ابقة ألن التحكم معن‪SS‬اه معالج‪SS‬ة‬
‫الظ ‪SS‬روف ال ‪SS‬تي تح ‪SS‬دد ح ‪SS‬دوث الظ ‪SS‬اهرة بش ‪SS‬كل يحق ‪SS‬ق الوص ‪SS‬ول إلى ه ‪SS‬دف معين وت ‪SS‬زداد قدرت ‪SS‬ه على‬
‫التحكم كلما زادت قدرتنا على التنبؤ‪ ،‬والتحكم ال يتحقق ما لم نستطع وضع أي‪SS‬دينا على الظ‪SS‬روف‬
‫التي تحدد حدوث الظاهرة‪.‬‬

‫‪ -)7‬صعوبات النماذج‪:‬‬

‫تواج ‪SS S‬ه عملي ‪SS S‬ة ص ‪SS S‬نع نم ‪SS S‬اذج في العل ‪SS S‬وم السياس ‪SS S‬ية ع ‪SS S‬دة ص ‪SS S‬عوبات تتمث ‪SS S‬ل في‪ :‬اللج ‪SS S‬وء إلى تجمي ‪SS S‬د‬
‫الظ‪SS‬اهرة السياس‪SS‬ية للتمكن من وص‪SS‬ف عناص‪SS‬رها‪ ،‬ونس‪SS‬يان وإغف‪SS‬ال بعض العناص‪SS‬ر أثن‪SS‬اء تجمي‪SS‬دنا‬
‫الظ‪SS S S‬اهرة‪ ،‬أو فص‪SS S S‬ل بعض العناص‪SS S S‬ر ال‪SS S S‬تي ال تقب‪SS S S‬ل الفص‪SS S S‬ل واالض‪SS S S‬طرار إلى اس ‪SS S‬تخدام اللغ‪SS S S‬ة في‬
‫الوصف‪-‬أي اللغة‪-‬عملية تتغير من وقت ألخر‪.‬‬

‫والنم‪SS‬وذج ال يس‪SS‬تطيع أن يس‪SS‬توعب كام‪SS‬ل واق‪SS‬ع الظ‪SS‬اهرة السياس‪SS‬ية ومعطياته‪SS‬ا في الواق‪SS‬ع‪،‬‬


‫كما أن النماذج في الغالب تكون متحيزة لوجهة نظر واضع النموذج في تجسيمه للظاهرة‪.‬‬

‫‪ -)4‬املتغيرات (‪:)Variables‬‬

‫وهي خاصية تجريبية تتخذ قيمتين أو أكثر فإذا كانت هذه الخاصية قابلة للتغير كما ونوعا‬
‫ينظ ر إليه ا كمتغ ير ‪ ،‬على س بيل املث ال متغ ير الطبق ة االجتماعي ة يمكن أن يأخ ذ أك ثر من قيم تين ‪:‬‬
‫طبقة عليا وطبقة وسطى و طبقة عليا‪.‬‬

‫فاملتغيرات تستخدم عادة لوصف بعض األشياء القابلة للتغير أو األشياء القابلة للقياس و‬
‫املتغ ير يأخ ذ قيم ا ص غيرة أو كب يرة ‪ ،‬ف املتغيرات هي الج انب القاب ل للمالحظ ة من الظ اهرة أي‬
‫املؤش رات الدالة و املع برة على املف اهيم وحينه ا نتمكن من نق ل املف اهيم من ع الم التجري د إلى ع الم‬

‫‪7‬‬
‫املالحظ ة فمثال مفه وم الص راع ال دولي يمكن أن ي ترجم إلى متغ ير مؤش ر الع دوان ال دولي أو مؤش ر‬
‫األعمال العدوانية الدولية حيث يمكن قياسها وفقا لعدد التهديدات و تجنيد القوات املسلحة‪....‬‬

‫وتنقسم املتغيرات إلى ثالث أنواع ‪:‬‬

‫‪ -‬متغير أصيل أو مستقل ( ‪ :) Independent Variable‬وهو الذي يؤدي التغير في قيمته إلى التأثير في‬
‫قيم متغيرات أخرى لها عالقات به‪.‬‬

‫‪ -‬متغير تابع ( ‪ : ) Dépendent Variable‬وهو الذي تتوقف قيمته على قيم متغيرات أخرى بمعنى أن‬
‫الباحث عندما يحدث تعديالت على املتغير املستقل تظهر نتائج تلك التعديالت على قيم املتغير التابع‬
‫ونستطيع أن نقدم املثال التالي ‪:‬‬

‫كلم ا ازدادت أع داد جماع ات املص لحة في الدول ة (متغ ير مس تقل) ارتف ع مس توى اإلنف اق الحك ومي‬
‫(متغير وسيط ) على برامج الرفاه االجتماعي (متغير تابع ) ‪.‬‬

‫‪ -‬متغ ير وس يط‪ :‬وه و ال ذي يتوس ط العالق ة بين املتغ يرين األص يل و الت ابع ‪.‬و ت ؤثر قيم ة املتغ ير‬
‫الوسيط في القوى و العالقة بين املتغيرين املستقل و التابع و اتجاههما ‪.‬‬

‫‪ -)5‬املقاييس و املؤشرات (‪) indices et indicateur‬‬

‫القياس يعني بصفة عامة تحديد خصائص الشيء املراد قياسه و تقديره وحتى يمكننا أن‬
‫نق وم بالقي اس الب د أن يك ون الش يء املراد قياس ه ق ابال للمالحظ ة و القي اس وتك ون هنال ك وس يلة‬
‫محددة لقياسه وحيث أن املفاهيم السياسية و االجتماعية مفاهيم عامة غير محدودة تحديدا دقيقا‬
‫لذلك فإن أولى الخطوات في هذا الطريق هي تحديدها بطريقة تجعلها مالحظة و خاضعة للقياس أي‬
‫تحوي ل املف اهيم إلى متغ يرات أو مؤش رات فالقي اس يع بر عن تناس ق مجموع ة من املؤش رات فمثال‬
‫نتحدث عن مقياس املمارسة الديمقراطية من خالل مؤشرات عدد الصحف املستقلة و التنظيمات‬
‫التطوعية أما املؤشر فهو العنصر الدال على قيمة معينة فعدد الصحف املستقلة يعد مؤشرا من‬
‫مؤشرات مقياس الديمقراطية‪.‬‬

‫‪ -)6‬وحدات التحليل (‪: )Unite of analysais‬‬

‫‪8‬‬
‫و يقصد بها مستويات التحليل التي يختارها الباحث كلبنة ملجموع البناء الذي يتولى دراسته‬
‫و الب احث إذ يف ترض عالق ة بين متغ يرين أو أك ثر فإن ه أيض ا ينبغي أن يف ترض فرض ية تح دد أن واع‬
‫الفاعل السياسي و مستوياته الذي يظن أنه تطبق عليه هذه الفرضية و تسمى هذه الفرضية وحدة‬
‫التحليل و التي ينبغي أن تختار بعناية فائقة‪ ،‬وقد تكون التحليل الفرد أو املؤسسة أو الحكومة أو‬
‫الدول ة أو اتجاه ا أو نمط ا أو س لوكا معينن ا ف الفرد ق د يك ون ه و وح دة التحلي ل لدراس ة عملي ة‬
‫التصويت مثال أو يختار الباحث الدولة كوحدة للتحليل في دراسة ظاهرة الديمقراطية مثال‪.‬‬

‫‪9‬‬

You might also like