‫جامعة محمد البشير اإلبراهيمي‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫السنة الثالثة لسانس حقوق‬

‫مقياس قانون العالقات الدولية‬

‫األستاذة ‪ :‬د‪.‬‬

‫بطاقة فنية حول موضوع‪:‬‬

‫متطلبات وأشكال التمثيل الدبلوماسي‬

‫من إعداد الطالب ‪ :‬بن علي فارس‬

‫الفوج‪ 01 :‬قانون عام‬

‫السنة الجامعية ‪2022/2023‬‬

 ‫مقدمة‪:‬‬

‫تع د التش ريعات الوطني ة مص درا للقواع د المنظم ة للتمثي ل الدبلوماس ي‪ ،‬فعلى رغم من أن الق انون ال داخلي‬
‫ألية دولة له سلطان في حدود ها فقط ‪ ،‬إال أن التعامل الدولي جعل من هذه التشريعات و القوانين الداخلية التي‬
‫تصدرها الدول وتنص على بعض القواعد الدولية قواعد قانونية ملزمة يمكن الرجوع إليها كوسيلة إلثبات القاعدة‬
‫الدولي ة‪ ،‬والتش ريعات الداخلي ة كمص در للقواع د ال تي تحكم التمثي ل الدبلوماس ي له ا دوران‪ ،‬دور مق رر للقواع د‬
‫القانوني ة و المتمث ل في تع يين األجه زة الداخلي ة للعالق ات الدولي ة و تش كيل ك ل منه ا واختصاص اتها وك ذا المرك ز‬
‫الق انوني للق ائمين به ا من حيث ش روط اختي ارهم و طريق ة تع يينهم و ت رقيتهم و مح اكمتهم وم راتبهم وع زلهم‬
‫وإ حالتهم إلى المعاش‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬متطلبات التمثيل الدبلوماسي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الشرط القانوني للتمثيل الدبلوماسي‪:‬‬

‫إن حق التبادل الدبلوماسي هو أحد الحقوق التي يتمتع بها أشخاص القانون الدولي العام‪ ،‬فهو ملك للدولة‪،‬‬
‫والدول ة بوص فها هيئ ات سياس ية واجتماعي ة ال يمكنه ا أن تعيش بمع زل عن الجماع ة الدولي ة ألن رواب ط التعام ل‬
‫والتكامل تربط الدول وشعورا ببعضها ببعض وتفرض عليهم ضرورة االتصال‪.‬‬

‫فتب ادل التمثي ل الدبلوماس ي يع د أح د الحق وق الجوهري ة ال تي تتمت ع به ا الدول ة ذات الس يادة‪ ،‬فه و األداة‬
‫الطبيعية لالتصال الدولي‪ ،‬وقد جرت عادة الدول على تبادله‪ ،‬فحق تبادل التمثيل الدبلوماسي هو تطبيق عملي لمبدأ‬
‫المساواة بين الدول ذات السيادة في نطاق العالقات الدولية‪.‬‬

‫ووف ق م ا ج اء في اتفاقي ة فيين ا لع ام ‪1961‬م‪ ،‬للعالق ات الدبلوماس ية في مادته ا الثاني ة ب أن العالق ات‬
‫الدبلوماس ية‪ ":‬تنش أ العالق ات الدبلوماس ية بين ال دول وتوف د البعث ات الدبلوماس ية الدائم ة بن اء على االتف اق المتب ادل‬
‫بينها"‪ ،‬وعلية فإن أي عالقات دبلوماسية بين دولتين يتم عن طريق قبول متبادل وبشكل رضائي وتلقائي‪ ،‬وإ ن تم‬
‫ذلك بين دولتين فإن على الدولة المرسلة أن تكفل أو تضمن الموافقة من الدولة المستقلة بشكل غير إلزامي لتعيين‬
‫رئيس البعثة الذي عادة ما يسمى "بالسفير" أو" المندوب السامي" وإ ن إقامة العالقات الدبلوماسية بين دول تين تتطلب‬
‫توافر ثالثة شروط وهي كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أن تتمتع كال الدولتان‪ ،‬الموفدة والمستقبلية بالشخصية القانونية الدولية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن تتبادل الدولتان‪ ،‬االعتراف فيما بينهما‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن يعقد اتفاق إذا الشأن بين الدولتين المعنيتين‪ ،‬وفق نص المادة الثانية في اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية‬
‫لعام ‪1961‬م‪.‬‬

‫أي أن إقامة العالقات الدبلوماسية بين الدول يبني على رضا الدولتين اللتين تتبادالن البعثات الدبلوماسية‬
‫دون أي ش كل من أش كال اإلل زام أو اإلك راه‪ ،‬ألن ذل ك يتع ارض م ع ممارس ة ال دول لس يادتها الوطني ة في النط اق‬
‫الوطني والدولي‪.‬‬

‫يق ول الفقي ه "ك الفود" في أح د مؤلفات ه في ع ام ‪1896‬م‪" :‬لك ل دول ة الح ق في رفض اس تقبال المبع وثين‬
‫الدبلوماسيين"‪.‬‬

‫يق ول" فوش يل " في ه ذا الص دد‪...":‬ال تل تزم أي ة دول ة باس تقبال الم وظفين الدبلوماس يين المرس لين من قب ل‬
‫دولة ثانية‪ ،‬إن هذا األمر هو من مظاهر العالقات الطيبة بين الدول وليس قانونا ملزما ألي منها"‪.‬‬

‫إذ يتم عقد ه ذا االتف اق إما بواسطة زيارة وف د رفيع المستوى إلى إحدى البل دين الطرفين في االتفاقية أو‬
‫بواسطة سفراء الدولتين في بلد ثالث تربط كالهما به عالقات دبلوماسية‪.‬‬

‫وحسب قول " لفور" ‪ lefur.L‬أن صفات أو صالحيات الدولة بالمفهوم التقليدي تتلخص بثالثة امتيازات‪:‬‬
‫حق الحرب‪ ،‬وحق التمثيل‪ ،‬وحق إبرام المعاهدات‪ ،‬فإن حق التمثيل أو حق السفارة‪.‬‬

‫ويعتبر "جنيه"‪" :‬مفتاح الدبلوماسية الذي بدونه ليس هناك من عالئق أو صالت ممكنة بين الدول‪ ،‬وبالتالي‬
‫ليس هناك تنظيم دبلوماسي عملي وال دبلوماسية‪ ...‬بمعنى أحوال عمل دبلوماسي دون حق التمثيل "‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط الموضوعية المطلوبة في الممثل الدبلوماسي‪:‬‬

‫مم ا ال ش ك في ه أن ش روط تعين واختي ار الممث ل الدبلوماس ي ألي ة دول ة يخض ع لتش ريعها ال داخلي وال ذي‬
‫تضعها بكل حرية دون تدخل من أحد‪ ،‬وعلى الرغم من وجود اختالفات بين الدول في شأن وضع شروط التعيين‬
‫فإن هذه االختالفات يجب أن تكون متماشية وعلى انسجام مع األحكام العامة لالتفاقيات الدبلوماسية و األعراف و‬
‫التقاليد الدبلوماسية السيما اتفاقية فينا للعالقات الدبلوماسية لسنة ‪.1961‬‬

‫وباعتب ار ان ه ال يوج د ش روط موح دة تتبعه ا ك ل ال دول في تعين أعض اء التمثي ل الدبلوماس ي ف إن الجزائ ر‬
‫وعلى غرار الدول األخرى قامت بوضع الشروط الالزم توفرها في كل من يوظف في السلك الدبلوماسي‪:‬‬

‫التمتع بالجنسية الجزائري بالنسبة للموظف وزوجته‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التمتع بالحقوق المدنية وأن يكون ذا سلوك حسن‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إثبات مستوى التأهيل المطلوب لممارسة وظيفته وإ جادته لغتين أجنبيتين على األقل‪.‬‬ ‫‪‬‬
 ‫استكمال شروط السن األهلية البدنية المطلوب توفرها لممارسة وظيفته‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إثبات وضعيته إزاء الخدمة الوطنية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ف إذا ت وافرت ه ذه الش روط في الع ون الدبلوماس ي فإن ه يخض ع لف ترة ت دريب و تك وين في المعه د الدبلوماس ي و‬
‫العالق ات الدبلوماس ية‪ ،‬وبع دها يت ولى الح د األدنى من الخدم ة ض من اإلدارة المركزي ة أو ل دى هيئ ة تك ون تحت‬
‫وصاية وزارة الشؤون الخارجية وبعدها يتم تعينه في منصبه‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الشروط اإلجرائية للتعيين‪.‬‬

‫أما فيما يخص الشروط اإلجرائية والشكلية الخاصة بتعيين أعضاء التمثيل الدبلوماسي ومباشرة وظائفهم‬
‫الدبلوماسية فتبدأ من تبليغ الدولة المعتمد لديها بتعيينهم ووصولهم سواء من قبل أو بعد دخولهم اإلقليم‪ ،‬وذلك‬
‫لتكون على علم ومعرفة واضحة باسم ورتبة وفئة أي فرد في البعثة‪ ،‬وبهدف إعداد الالئحة أو القائمة الدبلوماسية‬
‫التي تحدد تنظم أعضاء البعثة الدبلوماسية المعتمدة لديها‪ ،‬ال سيما من جهة درجة ورتبة كل عضو من أجل تحديد‬
‫نظام تمتعه بالحصانات واالمتيازات الدبلوماسية‪ ،‬هذا ما يسمى خطاب االعتماد‪.‬‬

‫أما اإلخطار بالوصول أو الرحيل بتبليغ وزارة الخارجية الدولة المعتمدة لديها بوصولهم أو بسفرهم النهائي أو‬
‫انتهاء أعمالهم‪ ،‬من أجل الرجوع إليها في حالة منازعات في الصفة و االستعانة بها في المراسيم واإلحتفاالت‪.‬‬
 ‫المبحث الثاني‪ :‬أشكال التمثيل الدبلوماسي‪:‬‬

‫تتنوع الدبلوماسية بالنظر للمعايير التالية‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬من حيث أطراف العالقة الدولية والشكل الذي تأخذه إدارة العالقات الدولية‪:‬‬

‫هن اك الدبلوماس ية الثنائي ة أي الدبلوماس ية بين دول تين‪ ،‬وك ذا الدبلوماس ية الجماعي ة أي الدبلوماس ية بين‬
‫مجموعة من الدول عن طريق المؤتمرات أو المنظمات الدولية‪ ،‬وقد عرف النوع الثاني منذ عصبة األمم وحتى‬
‫اليوم‪.‬‬

‫المطلب الثني‪ :‬من حيث الشكل الذي تأخذه إدارة العالقات الدولية‪:‬‬

‫توجد الدبلوماسية السرية‪ ،‬وهي التي تجري خلف الكواليس وتكتم نتائجها‪ ،‬وهناك الدبلوماسية العلنية التي‬
‫تتض ح نتائجه ا ف ور انتهائه ا ح تى ول و أنج زت المفاوض ات بش كل غ ير عل ني‪ ،‬ويمكن اإلش ارة في ه ذا الش أن إلى‬
‫محاول ة مؤسس ي عص بة األمم التخلص من عهد الدبلوماس ية الس رية التي ط ال العم ل به ا‪ ،‬أين ك ان إنش اء عص بة‬
‫األمم المتحدة بهيئاتها ومجالسها العلنية و المعاهدات المبرمة بين تلك الدول مرتبط بنشرها تحت طائلة بطالنها‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬من حيث الوسائل المستخدمة في إدارة العالقات الدولية‪:‬‬

‫توجد دبلوماسية سلم تقوم على أساس المفاوضات بين الدول المعنية وهذا هو األصل‪ ،‬ودبلوماسية عنف‬
‫أو ما سمي بدبلوماس ية الس فن الحربية والتي تتجلى في تحقيق الدولة ألغراضها عن طريق إتباع وسائل الزجر‬
‫والعنف‪ ،‬بما في ذلك الحرب التي يعدها بعضهم استمرارا للنشاط الدبلوماسي للدولة في ميدان آخر غير ميدان‬
‫المفاوضات‪.‬‬

‫ويمكن اإلشارة إلى بعض أشكال الدبلوماسية المتناثرة منها‪:‬‬

‫*دبلوماس ية المنظم ات الدولي ة‪ :‬تمت از غالب ا بط ابع االس تمرار عبر بعث ات ال دول الدائم ة ل دى المنظم ات الدولي ة‪،‬‬
‫وتخضع لقواعد ثابتة مستمدة من القانون األساسي للمنظمة‪.‬‬

‫*دبلوماسية األزمات‪ :‬هي النشاط الدبلوماسي الذي يوجه لحل أزمة دولية طارئة‪ ،‬فهي كبديل للحرب وكمخرج‬
‫للتوتر بين الدول‪.‬‬

‫* دبلوماس ية علم النفس‪ :‬تب نى على تفهم عوام ل الض عف في أوراق الطرف المف اوض به دف التحكم في مس ارات‬
‫التفاوض‪.‬‬
‫*الدبلوماس ية الش عبية أو دبلوماس ية اإلعالم‪ :‬في الس ابق ك انت الدبلوماس ية التقليدي ة تق وم أساس ا على التعام ل بين‬
‫الحكومات‪ ،‬أما حاليا فنظرا لظهور وسائل االتصال فإن الدول تحاول أن تكون لها عالقة مباشرة مع الشعوب‪،‬‬
‫فهذه هي دبلوماسية اإلعالم ‪.‬‬

‫ل ذا من الط بيعي أن يك ون الدبلوماس ي ملم ا بعلم الحاس وب والمعلوماتي ة واإلعالم واالقتص اد وغيره ا من العل وم ‪،‬‬
‫وحاليا تعد الدبلوماسية الشعبية من أكثر مفاهيم االتصال السياسي‪ ،‬فالمعيار في الدبلوماسية العامة هو طول المدة ‪،‬‬
‫تلك المدة التي ال تستغرقها الدبلوماسية الشعبية للوصول إلى أهدافها الطبيعية‪.‬‬

‫*الدبلوماسية الوقائية‪ :‬تعني اتخاذ اإلجراءات الدبلوماسية الالزمة في أقرب وقت ممكن‪ ،‬لمنع نشوب خالفات بين‬
‫األطراف‪ ،‬ولمنع أن تتحول أي خالفات قائمة إلى نزاعات‪ ،‬وللحد من اتساع نطاق هذه النزاعات في حالة نشوبها‪،‬‬
‫لإلش ارة‪ ،‬تعت بر دبلوماس ية المنظم ات الدولي ة أق رب الدبلوماس يات إلى ال رأي الع ام وإ لى مزاج ه بحكم العلني ة ال تي‬
‫تسود أعمالها‪.‬‬
 ‫خاتمة‪:‬‬

‫رغم أن الدبلوماسية قديمة قدم المجتمعات وقدم العالقات بين الدول‪ ،‬إال أنها كانت متنوعة بتنوع أطراف‬
‫العالق ة الدولي ة وك ذا الش كل ال ذي تأخ ذه إدارة العالق ات الدولي ة‪ ،‬فالدبلوماس ية كوظيف ة سياس ية‪ ،‬ق د تتم عن طري ق‬
‫البعث ات الدبلوماس ية الدائم ة الثنائي ة‪ ،‬أو عن طري ق البعث ات الدبلوماس ية المتع ددة األط راف أو البعث ات الخاص ة‪،‬‬
‫وبالتالي لم تعد تقتصر على تبادل البعثات الدبلوماسية بين الدول فحسب‪ ،‬وإ نما تشمل أيضا العالقات الدبلوماسية‬
‫بين الدول والمنظمات الدولية أو المنظمات الدولية فيما بينها‪.‬‬