Professional Documents
Culture Documents
التطبيع بوصفه ثقافة امبريالية للهيمنة وايديولوجية .خضوع
التطبيع بوصفه ثقافة امبريالية للهيمنة وايديولوجية .خضوع
-1إى ّباء الخطب٘غ الزٕ ٗجخاح الوٌطقت الؼشب٘ت بشنل سافش ّاسخفضاصٕ ،إًوا ٗؼشض الوٌطقت اٙى
إلٔ ػلل لي حشفٔ هٌِا إل بؼذ صهي طْٗل ،فِْ ِٗذد هسخقبلٌا ّٗضغ هصالذٌا ّدقْقٌا فٖ هِب
الشٗخ .إى خطْسة ُزٍ الخطْة بال شل ماسث٘تّ ،هي الوذخن أى حخجاّص بخأث٘شُا دذّد أهي الوٌطقت
ّالخضذ٘ت بَ دًّوا هسؤّل٘تّ .هي جِت أخشٓ ٗنشفُ الخطب٘غ بْضْح حخلٖ أهشاء الوذو٘اث
ّالولْك فٖ الخل٘٘ج ػي ثْابج ادخشام الزاث ّالنشاهت ّالذفاع ػي الٌفس .إًَ السخسالم الخام
ّالخسل٘ن بالضؼف البالغ ّالِضٗوت دًّوا هؼشمتّ .قذ فضذج رلل الخصشٗذاث الصًِْ٘٘ت الْقذت
هؤخشاً ُّٖ حشد ػلٔ الزسائغ الْاُ٘ت ّالناربت الخٖ أطلقخِا هذو٘ت أبْ ظبٖ فٖ حبشٗش ُزٍ الخ٘اًت،
ّماى الشد أّضخ صْسة ػوا ٌٗخظش الوٌطقت هي حٌوش صًِْٖ٘ ّّػ٘ذ بؼذّاًاث قادهت.
فحٌنما أطلقت اإلمارات ذرٌعة أنها منعت ضم األراضً الفلسطٌنٌة ،التً أباحته صفعة ترامب
(صفقة القرن) لالحتالل الصهٌونً فً ظل صمت عربً مخز ،انبرى نتنٌاهو لٌقول إن الضم
جرى تأجٌله لوقت آخر فقط ،فكشف طبٌعة التهافت اإلماراتً المذل على التطبٌع .فضالً عن أنه
رفض بٌع أمرٌكا طائرات أف 53لإلمارات بمبرر عدوانً حٌنما صرح أن بٌع هذه الطائرة
لإلمارات "ٌخل بالتوازن العسكري فً المنطقة" تأكٌداً على بقاء تفوقه العسكري.
-2ولسنا هنا بصدد سرد وقائع التارٌخ التً أوصلتنا إلى هذا التردي فحسب ،بل البد من كشف
وتحلٌل العوامل المتعددة والوقائع التً صنعت هذا التردي السٌاسً واالجتماعً فً المنطقة
فوصلنا الى حد تحكم زعماء الرجعٌة العربٌة الٌوم ،بمسارات المنطقة التارٌخٌة والتضحٌة بمستقبل
شعوبها وخسارة أرض فلسطٌن .فالمنطقة العربٌة الٌوم فً بؤرة مخططات حاسمة لتحقٌق أهم
المشارٌع الصهٌو -أمرٌكٌة فً بالدنا .واألمر لن ٌنتهً هنا ،فالدول العربٌة جمٌعها تقرٌبا ً تقٌم بهذا
المستوى أو ذاك عالقات واتصاالت مع العدو الصهٌونً ،عدا سورٌا والعراق والٌمن والجزائر
ولبنان .فالمحٌط العربً لم ٌعد معادٌاً ،لذلك فان العدو الصهٌونً لٌس مستعداً للتنازل عن شًء،
ولن ٌمنح الفلسطٌنٌٌن أي شًء ،بل هو اآلن جاهز البتالع فلسطٌن بصورة كاملة.
ولكن البد أن نسأل عن طبٌعة الخطر الذي تواجهه أبو ظبً لكً تذهب نحو التطبٌع ،ونسأل عن
التكافؤ بٌن الطرفٌن الذي ٌدفع محمٌات مثل االمارات والبحرٌن لإلقدام على خطوة إذالل الذات
هذه .والبد من التذكٌر بقواعد قدٌمة وبدٌهٌة فٌما ٌتعلق بأٌة قضٌة سٌاسٌة تتطلب االتفاق ،تقول؛
(أنت ال تحصل على االحترام عبر التصالح مع من ال ٌراك نداً له).
ومن المعروف أن االتفاق اإلماراتً الصهٌونً لم ٌكن هو مدخل المنطقة إلى التطبٌع .وصحٌح أن
الرجعٌٌن العرب ،السعودٌة ومحمٌات الخلٌج ورؤساء وملوك آخرٌن ،منذ عام 8998لم ٌقٌموا
عالقات رسمٌة مع العدو الصهٌونً ،بل التزموا ظاهرٌا ً بمقاطعته ،لكن الملوك واالمراء هؤالء
كانوا جنوداً آلٌٌن فً المنظومة األمٌركٌة التً تحمً الوجود الصهٌونً وتضمن بقاءه وتمدده فً
فلسطٌن واألراضً العربٌة فً سورٌا ولبنان ومصر واألردن ،وقد تدعم عدوانه كالذي حصل فً
حرب 8971حٌنما قدمت السعودٌة إمكاناتها البحرٌة إلنقاذ سفٌنة الصوارٌخ الصهٌونٌة التً كادت
تغرق فً البحر األحمر لوال البحرٌة السعودٌة ،لكً ٌتمكن العدو الصهٌونً أن ٌطلق فٌما بعد
صوارٌخه على جٌش مصر .وأغلب مثقفً الدول الرجعٌة العربٌة ٌتفقون مع حكوماتهم وٌشجعونها
1
فً أن تتستر على التعامل مع العدو الصهٌونً ،وأن تستمر بذلك خلف الكوالٌس أو عبر
األمرٌكان ،و لٌس عالنٌة.
ولقد كشفت نشاطات سابقة عن خطوات هذا التطبٌع ،فحالما نعود إلى إجراءات التنسٌق األمنً بٌن
اإلمارات والعدو الصهٌونً فً الحرب على الٌمن ،ونتابع تموٌل مؤسسة الدوحة لألفالم للمخرجٌن
الصهاٌنة ،مروراً بالدعوات التجارٌة واالستثمارٌة المتعددة التً كانت تنظمها وزارات محمٌات
الخلٌج فً مؤتمراتها االقتصادٌة التً ال تنقطع ،حٌنما كانت تضٌف الشركات الصهٌونٌة القادمة من
األرض المحتلة وتتعامل معها باحترام مبالغ فٌه ،وتبذل التعاون الغالً معها ،سنعرف بالنتٌجة كٌف
كان هذا التعاون ٌسٌر على سكة التطبٌع.
-1والشك فً أن التشابك االٌجابً واتحاد مصالح الحلف الخلٌجً الصهٌونً األمرٌكً فً المنطقة
ٌجري لتأسٌس هٌمنة استعمارٌة جدٌدة فً بالدنا ،بغٌة التحكم بمقدراتها وقرارها السٌاسً ،مع أن
هذا التحالف فً جوهره ،هو تحالف مع مخططات اإلمبرٌالٌة األمرٌكٌة ودعم برامجها العدوانٌة
ضد شعوب العالم واقتصادٌاتها وفرض التراجع علٌها ،وما زالت تدفع الصراع الراسمالً العالمً
إلى حدود الحرب الذي تلوح به على نحو دائم ،كالصراع الدائر اآلن بٌن الصٌن وأمرٌكا وبٌن
أمرٌكا والرأسمالٌات البازغة مثل البرازٌل وجنوب أفرٌقٌا والهند ،فضال عن سٌاسة العدوان
المستمر على العراق وسورٌا ولٌبٌا والٌمن ،لتثبٌت سٌطرتها على منابع النفط والتحكم بتجارته
لعرقلة آلة النمو والتقدم فً البلدان كلها دونما استثناء.
-9وفً الكشف عن األسباب التً انتهت بالمنطقة إلى هذا الضعف نجد فً أولها طبٌٌعة الطبقات
الحاكمة من البرجوازٌة المحلٌة التقلٌدٌة فً بالدنا وأنظمتهما االستبدادٌة ،التً حكمت منذ
االستقالل وبعد عصر الكولونٌالٌات القدٌمة واستمرارها وفق نموذج المصادرة والعنف الرسمً
ضد الحركات الدٌمقراطٌة والشعبٌة ،ثم ٌأتً تراجع ضغط الشارع فً السٌاسة العربٌة ،وانشغال
الناس باألزمات المحلٌة والٌومٌة ،وانتشار الفقر والبطالة ،وتصاعد ظاهرة العنف الرسمً
الحكومً ،فضال عن انهٌار المنظمات الشعبٌة والثورٌة ،كما أن من المهم ذكر ما حصل من تغٌٌر
لعقٌدة األمن القومً لدى الدول العربٌة ،خصوصا ً بعد انهٌار االتحاد السوفٌٌتً ونهاٌة الثنائٌة
القطبٌة .فقد تمكنت اإلمبرٌالٌة األمرٌكٌة من حماٌة كٌانات نفطٌة فً الخلٌج بوصفها محمٌات
خاضعة بصورة كاملة لسٌاسة اإلمبرٌالٌٌن األمرٌكان وحلفائهم الصهاٌنة ،مع تمكنها من خلق
رؤساء جواسٌس كما فً العراق ولٌبٌا ،الذٌن باتوا جمٌعا ً ٌروجون أن الصراع مع القوى
الدٌمقراطٌة المحلٌة ومع إٌران وتركٌا ،أهم من الصراع مع دولة االحتالل .لقد سهلت هذه مجتمعة
عملٌة التطبٌع.
وألن المطبعٌن رجعٌون وخونة انهزامٌون وذرائعٌون فهم ٌصنعون من التدخل اإلٌرانً فً
المنطقة الخطر االساس ،مع أنه خطر حقٌقً كأي تدخل أجنبً ،لكنهم ٌتناسون اإلرث التأرٌخً
العدوانً لتدخل العدو الصهٌونً فً المنطقة منذ قٌامه فً عام .1491وٌتناسىون صورة هذا
العدو ككٌان عسكري عدوانً معتد مولع بالعسكرة وخلق الصراعات .فقد شن اعتداءات على ثمان
دول عربٌة فً فترة زمنٌة قصٌرة هً مصر والعراق و األردن و لبنان ولٌبٌا والسودان وسورٌا
وتونس .وٌهمل المطبعون إستراتٌجٌة االحتالل الصهٌونً العدوانٌة المعلنة التً تقتضً االستمرار
فً فرض تفوقه العسكري على جٌرانه ،وأثر ذلك على االستقرار الداخلً للدول العربٌة ،وتأثٌره
2
على برامج نموها االقتصادي ،النشغالها برد عدوان هذا العدو الدائم .وال ٌنفً تشخٌص عدوانٌة
الصهاٌنة ،تشخٌص الخطر اإلٌرانً أو التركً وتمددهما فً المنطقة وتبجحهما بأنهما قوى إقلٌمٌة
لها مطامحها فً بالدنا ولها قدراتها العسكرٌة والجٌوبولٌكٌة.
-5إن هذا التردي انسحب تدرٌجٌا على موقف بعض قوى المقاومة والٌسار فً المنطقة كلها،
وتخلفت لغة الخطاب الجذري فً التصدي للخٌانة وتحدٌد الخط الفاصل بٌن الخٌانة والتحرر
الوطنً ،بل تماهى مع الخٌانة على درجات وشهدنا تراخً لغة الخطاب ،إذ اختفى مفهوم (الرجعٌة
العربٌة) الذي كان ٌوضع إلى جانب الصهٌونٌة وأمرٌكا بوصفهم األعداء ،وحل محله مفهوم
(الداعمون للشعب الفلسطٌنً) ،وبدالً عن (تحرٌر فلسطٌن ومكافحة الصهٌونٌة) حل مفهوم
(مقاطعة اسرائٌل!) لقد أصبحت هذه اللغة المتراخٌة هً السائدة منذ أن نشأت (نظرٌة تموٌل
النضال) كما ٌسمٌها أحد المحللٌن بجدارة.
-6وال ٌنتهً خطر التطبٌع عند خٌانة القضٌة الفلسطٌنٌة وشعبها المقاوم ،بل فٌما تخبئه بؤر الخٌانة
الجدٌدة وتخادمها مع الصهٌونٌة ،وما تبٌته من مؤامرات ستأتً الحقا ،بعد أن جرى رفع البرقع
بشكل كامل عن وجه الخٌانة .إن هزٌمتنا فً فلسطٌن ستصبح شٌئا ً عارضا ً قٌاسا ً بما ستواجهه
بلداننا .ونحن ندرك ما ٌمكن أن ٌقوم به مال النفط حٌن ٌتدفق نحو سالح الصهاٌنة من تدمٌر لبلدان
المنطقة ،خصوصا ً ونحن قد شهدنا االفعال األشد تنكٌالً بنا فً دعم منظمات االرهاب الدٌنً .إن
األنظمة الرجعٌة الخلٌجٌة هذه ،فً السنوات العشر الماضٌة ،أشعلت حروبا ً فً طول وعرض
المنطقة العربٌة ،وشاركت فٌها ،وخلفت وراءها مالٌٌن القتلى وعنفا ً ال ٌصدق ،ودمرت دوالً
وسحقت مجتمعاتها وغٌرتها بالعنف إلى األبد ،وماكانت هذه الحروب لتحدث بهذا الشكل المدمر
لوال أموال حكام الخلٌج .وبال شك أن إخضاع البالد العربٌة بالقوة والمال هو مشروع الصهاٌنة
وحلفائهم الدائمٌٌن أمراء الخلٌج وملوكه.
لكن هذا العدوان القادم من سٌتصدى له وٌجابهه بالقوة وٌدفع ثمنه من دمه وحٌاته واستقراره على
طول وعرض البالد العربٌة؟ حسب مؤشر الرأي العربً ،أجرى المركز العربً لألبحاث
والدراسات استبٌانا ً أظهر أن أكثر من %19من العرب ٌرفضون االعتراف بالعدو الصهٌونً أو
إقامة عالقات دبلوماسٌة معه .إن األغلبٌة العظمى من هؤالء الرافضٌن هم الطبقات الشعبٌة ،فقراء
الكادحٌن ،الفقراء الذٌن ال ٌملك أٌا ً منهم سبٌالً لالستقرار المعٌشً ،من عمال وشغٌلة أجراء
وفالحٌن فقراء ،وهم ٌعرفون أنهم وحدهم من سٌدفع ثمن هذه الهزائم والخٌانات ،وهم األكثر جذرٌة
واألكثر قدرة على مجابهة اإلمبرٌالٌٌن وأذنابهم الكومبرادورالبرجوازٌٌن وإقطاعٌات النفط.
وٌعرفون أن الخٌانة ٌرتكبها الرجعٌون العرب وحدهم ،النخب والساسة الذٌن سٌجدون فً النهاٌة
طرٌقهم إلى المداهنة والتصالح وقبول الهزٌمة بٌسر ،وسٌحصلون على فرص اإلثراء جراء هذه
الخٌانة.
ولن ٌفاجئنا تصرٌح نتنٌاهو الذي ٌقول إن االتفاق مع اإلمارت إنما "هو اتفاق اقتصادي أكثر مما
هو اتفاق سٌاسً" .فقد أثبت التعاون الستراتٌجً العسكري بٌنهما هذا الموضوع بدقة خصوصا فً
حرب الٌمن .فما الذي ٌختبئ فً هذه القضٌة الشائكة؟
3
التطبٌع والحرب على الٌمن:
-7ارتبط التطبٌع األخٌر بطموحات إقلٌمٌة ودولٌة مشتركة بٌن اإلمارات والكٌان الصهٌونً،
فضالً عن طموحات سعودٌة وأمرٌكٌة معروفة فما هً هذه الطموحات؟
ما زال الكٌان الصهٌونً ٌشكل الجبهة المتقدمة لإلمبرٌالٌة العالمٌة فً منطقتنا التً تقود قافلتها
أمرٌكا ،فإن ما ٌطمح إلٌه العدو الصهٌونً هو رعاٌة المصالح المشتركة مع أمرٌكا ،فالتطبٌع
بالنتٌجة من جوهر سٌاسة البٌت األبٌض.
ٌتمع الٌمن بموقع متعدد الممٌزات والمنافع تؤهله أن ٌكون مطمعا ً لدول الخلٌج واإلمبرٌالٌة
األمرٌكٌة والصهٌونٌة .وٌمكن أن ٌكون أهم أسباب التطبٌع .وموقعه كفٌل بتحقٌق مصالح متعددة
فً الوقت الحاضر .ووفقا لتأكٌد (إئتالف الخلٌج ضد التطبٌع) فإن اإلمارات ترى فً التطبٌع فائدة
اقتصادٌة تكنولوجٌا ً وعسكرٌا ً ،ولهذا لوحظ ازدٌاد التنسٌق العسكري بٌنهما من سنوات فً حرب
الٌمن الدائرة ،كما أن هناك العدٌد من شركات التجسس الصهٌونٌة تبٌع اإلمارات و دول خلٌجٌة
أخرى تطبٌقات للتجسس على الناشطٌن والمعارضٌن وتقدم لها طرق ووسائل القمع ،وتنظم معها
أسس العدوان العسكري على الٌمن.
ولقد كشفت الوقائع على األرض تقدم الحوثٌٌن شمال الٌمن ،وال سٌما فً "محافظة مأرب" الغنٌة
بالنفط وهً على مشارف التحرٌر الكامل ،وسٌشكل تحررٌها تحوالً فً مسار الحرب ال تستطٌع
الرٌاض وال أبو ظبً تحمل تبعاته أو قبوله ،خصوصا وهذا ٌحقق للحوثٌٌن توسٌع المجال المالحً
واألمن اإلقلٌمً .ومن هنا ،تستعجل األطراف المعنٌة إتمام صفقة التطبٌع من أجل تثبٌت مكاسب
دول العدوان فً الحرب على الٌمن بالدعم الذي تقدمه أمرٌكا ودوٌلة العدو الصهٌونً .فما هً هذه
المكاسب؟
إن تسرٌع الجهود ٌهدف إلى تثبٌت موطئ قدم للعدو الصهٌونً فً هذا البلد بشكل علنً ،وال سٌما
فً جنوب الٌمن ،وبالتحدٌد فً المواقع الحٌوٌة التً احتلها التحالف الخلٌجً والتً تعتبر اآلن
غنٌمة "التحالف" المتبقٌة من الحرب .حٌث ال ٌخفً أقطاب التحالف ضد الٌمن ،السعودٌة
واإلمارات والصهاٌنة ،خشٌتهم من أن تؤدي التحوالت المتسارعة فً "مأرب" وتحقٌق النصر
الحوثً هناك إلى فقدان السٌطرة على الغنٌمة.
كذلك ال تخفى على واشنطن المنفعة التً تتحقق لها ،باستثمار الحرب التً تقوم بها الٌوم الرٌاض
وأبو ظبً وتل أبٌب بالنٌابة ،للتصدي لخطط ومساعً حكومة "بكٌن" فً إحٌاء حلمها القدٌم
مشروع (الحزام والطرٌق) ،حٌث تقوم الصٌن اآلن بالعمل على استكمال بنٌته التحتٌة ،التً تقع
الٌمن فً قلب هذه االبنٌة.
ولتلخٌص األهداف المتعددة لعملٌة التطبٌع وتسرٌعه نجد أنها تعتمد فً جزء كبٌر منها على الحفاظ
على مكاسب الحرب على الٌمن ،ولنلخص هذه المكاسب كالتالً:
• السعودٌة:
-8تهدف السعودٌة من حرب الٌمن إلى فرض هٌمنتها على ثروات هذا البلد ،التً تضمها
المحافظات الشمالٌة ،فضالً عن عقلٌة التعالً القبلً التً عشعشت فً عقول ملوك السعودٌة .غٌر
أن هناك هدفا ً آخر للسعودٌة فً المحافظات الجنوبٌة .وللسبب هذا وضعت السعودٌة ثقلها العسكري
فً احتاللها لمحافظة المهرة ،وهو هدفا ً رسمته منذ ثمانٌنات القرن العشرٌن .إذ تطمح السعودٌة
4
للوصول إلى بحر العرب ،والسٌطرة على مٌناء "نشطون" الستراتٌجً الحٌوي ،الذي وضعت
مخططا له بغٌة إنشاء بنٌة تحتٌة جدٌدة ومتقدمة تكنولوجٌا ً تمكن من استخدامه فً عملٌة تصدٌر
النفط السعودي ،وتجنب مرور نفطها عبرمضٌقً هرمز وباب المندب الستراتٌجٌٌن.
وتعتقد السعودٌة أن هذا المشروع سٌحقق لها فوائد اقتصادٌة وأمنٌة كبٌرة .وقد بدأت السعودٌة
بالفعل ،فً أواخر عام ،2188عملٌات الحفر لألنبوب النفطً المقرر مده هناك نحو مٌناء
"نشطون" ،فوضعت األسس الكونكرٌتٌة فً منطقة "طوف شحر" الحدودٌة ،لكن "قبائل المهرة"
ثارت فً وقته وسٌطرت على موقع اإلنشاءات ،وطردت القوات والمدرعات السعودٌة مع العجالت
العاملة فً المشروع هناك ،وأزالت جمٌع العالمات واألساسات الكونكرٌتٌة .وقد اشتهرت هذه
الحادثة بـ (انتفاضة المهرة).
وكشفت الوثائق المسربة عبر موقع "وٌكٌلٌكس" ،وثائق الخارجٌة السعودٌة ،أن لجنة علٌا كانت قد
تشكلت برئاسة األمٌر سلطان بن عبد العزٌز ،وزٌر الدفاع والمكلف بملف الٌمن ،وسعود الفٌصل
رئٌس المخابرات السابق المتوفى وآخرٌن ،وقد كلفت اللجنة بمشروع ٌهدف إلى شق قناة من
األراضً السعودٌة إلى بحر العرب ٌخترق محافظة "حضرموت" الٌمنٌة ،بغٌة االستغناء عن كل
من مضٌق هرمز وباب المندب.
• اإلمارات:
-9بالنظر إلى الموقع الجغرافً لالمارات ومساحتها اللذان ال ٌتناسبان وطموحاتها االقتصادٌة
والسٌاسٌة والعسكرٌة العدوانٌة المتصاعدة ،والتً تتحدث فٌها أبو ظبً على الدوام .ومن أجل
العمل على صنع أوضاع مناسبة ،تنشط أبو ظبً لصنع تغٌٌر كبٌر فً الجغرافٌة السٌاسٌة ومعاٌٌر
القوة على االرض وصنع مجال حٌوي لها بالمعنى الفاشستً فً الخلٌج والقرن األفرٌقً والبحر
األحمر .وكثمن لمشاركتها فً العدوان على الٌمن« ،غنمت» اإلمارات ،بتأٌٌد علنً وبمباركة كل
من السعودٌة والوالٌات المتحدة ،مواقع حٌوٌة فً جنوب البالد ،حٌث باشرت أبوظبً ببناء قواعد
عسكرٌة فً الجزر الستراتٌجٌة الٌمنٌة التالٌة( :مٌون ،سقطرى ،أرخبٌل حنٌش) ،فضالً عن احتالل
(مدٌنة المخا المطلة على البحر األحمر) ،كما سٌطرت على "مٌناء عدن" عبر حلفائها الطائفٌٌن
(المجلس االنتقالً الجنوبً) المكون من الساسة المرتزقة الٌمنٌٌن ،فضالً عن إنشائها مٌلٌشٌا محلٌة
من حوالى 910000مقاتالً فً جنوب الٌمن والساحل الغربً ،قام بتدرٌبهم حلفاؤها الصهٌانة
واألمرٌكان .لكنها أخفقت فً صنع ما ٌماثل هذا التغٌٌر الجٌوبولتٌكً فً كل من (الصومال
وجٌبوتً) ،بعدما فسخت الدولتان عقود االستثمار مع «شركة موانئ دبً العالمٌة».
إن حاجة (أبو ظبً) إلى تعزٌز مواقعها جنوب الٌمن وبناء وحماٌة القواعد التً بنتها فً الجزر
الٌمنٌة الثالث وسواحل عدن ومدٌنة المخا الساحلٌة ٌعتمد على الوعود االمرٌكٌة والصهٌونٌة
الحمائٌة ،التً سٌكون ضمانتها المطلقة اتفاق التطبٌع اإلماراتً .والوعود هذه كانت أهم حلقات
التطبٌع فً السٌاسة األمرٌكٌة الصهٌونٌة التً عملت على جرجرة أمراء المحمٌات وملوك الخلٌج
منذ عقود إلى هذا المستنقع .ولٌس مفاجئا ً أن ٌتحدث وزٌر الدولة للشؤون الخارجٌة فً اإلمارات
"أنور محمد قرقاش" بلهجة عدوانٌة ال تختلف عن لغة الخطاب الصهٌونً فً ضرورة استباق
األحداث والفوز بالمصالح االقتصادٌة قبل اآلخرٌن حٌنما صرح أن قرار التطبٌع كان سٌادٌا ً
5
(وٌعزز موقعنا وتنافسٌتنا ،.وقوله فً مناسبة أخرى؛ إن التطبٌع ٌحمل الفائدة االقتصادٌة لإلمارات.
فأٌة تنافسٌة هذه ومع من؟
• الكٌان الصهٌونً:
-81أما العدو الصهٌونً فإن "باب المندب" ٌبقى شرٌانا ً حٌوٌا ً لتجارته مع الشرق ،حٌث تبدأ
حركته التجارٌة مع الشرق من مٌناء"إٌالت" الحٌوي ،ورئته التً ٌتنفس بها هواء البحر األحمر.
ومنذ أن أغلقت مصر مضٌق باب المندب أٌام العدوان الصهٌونً فً حزٌران عام ،8967حٌث
توقف عمل هذا الشرٌان بالنسبة لعالقات الصهاٌنة التجارٌة مع أفرٌقٌا الجنوبٌة ،ومع بلدان الشرق
على المحٌط الهندي والمحٌط الهادي حتى السواحل الغربٌة لالمرٌكٌتٌن واسترالٌا ،والعدو
الصهٌونً ٌعمل للسنوات تلك على تكثٌف وجوده فً القرن األفرٌقً ،وٌسعى إلى خلق فرص دائمة
مناسبة وآمنة لمالحته فً قناة السوٌس شماالً ونحو المحٌط الهندي جنوبا ً عبر المضٌق الٌمنً (باب
المندب).
ومن هذا جاءت فورة الحماس الصهٌونً والنشاط المتواصل .وبتأثٌره وصف اإلعالم الصهٌونً
وكالء اإلمارات (المجلس االنتقالً) فً جنوب الٌمن بـ(األصدقاء الجدد) ،وسط معلومات عن
اتصاالت وتنسٌق ٌجري بٌن أعضاء (المجلس االنتقالً الجنوبً) المقٌمٌن فً (أبو ظبً) ،وآخرٌن
من المجلس ذاته ٌقٌمون فً األرض المحتلة .والطرفان ٌعمالن فً تسهٌل عملٌة التطبٌع بحماس،
وٌعزز صحة تلك المعلومات انسجام (المجلس االنتقالً) مع خطوة التطبٌع اإلماراتٌة ودعوته
اآلخرٌن الى اللحاق بعربة التطبٌع المشٌنة ،إضافة الى محاوالتهم قمع الحركة الشعبٌة المناهضة
للتطبٌع فً جنوب الٌمن.
ومن المنافع التً ٌحصل علٌها العدو الصهٌونً أٌضا ً ،أن الجزر الٌمنٌة ،وخصوصا ً "سقطرى"
المحتلة من قبل اإلمارات ،ستؤمن للعدو الصهٌونً موطئ قدم متقدم فً مواجهته مع إٌران.
وإمكانٌة نصب قواعده وصوارٌخه هناك لتوازي من حٌث التهدٌد المتبادل وجود حزب هللا فً
جنوب لبنان .إضافة إلى أنه ٌخشى تفوق إٌران فً المجاالت الصناعٌة ،كما ٌخشى اختراقا ً إٌرانٌا ً
نحو القنبلة النووٌة مستقبالً ،وان وجوده على هذا القرب سٌوفر له فرصا ً للتخرٌب أكبر.
6
وال ٌخرج التطبٌٌع مع اإلمارات عن هذه السٌاسة التً تستهدف المنطقة فً ظل شعارها الزائف
(الكبرى من الفرات الى النٌل) .ومخاطر التطبٌع واضحة بشكل بارز-:
▪ إن الطبٌع ٌجري على المستوى العسكري والسٌاسً واالقتصادي والثقافً ،وهو ٌعنً نشر ثقافة
الخضوع .علما ان الكٌان الغاصب لن ٌتوقف عن فرض تفوقه العسكري وفرض سٌاساته على
المنطقة والعمل المشترك مع االمبرٌالٌة االمرٌكٌة فً رعاٌة مصالحهما وخططهما العدوانٌة.
▪ استمرار العدوان على الٌمن ومنعه من االستقرار وإعادة البناء من أجل اللحاق ببلدان العالم
والمنطقة بسبب أطماع دول تحالف العدوان على الٌمن مع الصهاٌنة.
▪ ضٌاع الحق الفلسطٌنً وابتالع أرض فلسطٌن وتشرٌد شعبها إلى األبد ،خصوصا وأن سٌاسة
ضم األرض اصبحت بابا ً مشرعا ً ضد شعبنا فً فلسطٌن.
▪ محاصرة اقتصادٌات البلدان العربٌة بسبب التخلف العلمً الذي فرضته علٌها اإلمبرٌالٌة العالمٌة
منذ عقود طوٌلة ومنعتها من التقدم التكنولوجً ،مقابل دعمها المستمر لتقدم العدو الصهٌونً فً
هذا المجال.
▪ تعجٌز الدول العربٌة عن اللحاق بالتكنولوجٌا الحدٌثة وتصنٌعها وإبقاءها تابعا ً لما ترتأٌه السٌاسة
االقتصادٌة للكٌان الصهٌونً ،وتحوٌلها سوقا ً لبضائع الرأسمالٌة العالمٌة ،ومخزنا ً للمواد االولٌة
والٌد العاملة الزهٌدة الثمن ،.وفقا لالٌدٌولوجٌا اإلمبرٌالٌة.
▪ زرع الفرقة والشقاق بٌن البلدان الشقٌقة عن طرٌق خلق النزاعات االقلٌمٌة ،ومثالها الٌوم الحرب
على الٌمن ،والعداء المنفلت بٌن قطر وبلدان الخلٌج االخرى.
▪ ٌاتً التطبٌع فً وقت ارتفعت فٌه األصوات الرسمٌة والشعبٌة فً العالم للتضامن مع الشعب
الفلسطٌنً والبلدان العربٌة ضد العدو الصهٌونً ،حٌث سٌضعف التطبٌع هذا التضامن الدولً
وربما ٌعمل على تصفٌته.
▪ ٌتٌح التطبٌع لصناع القرار فً واشنطن تقدٌم حلول جائرة لحل الصراع الفلسطٌنً -الصهٌونً.
وتصفٌة كل ما ٌتعلق بتحرٌر األرض ،كالذي حصل فً تشرٌع وإباحة ضم األراضً الفلسطنٌة فً
"صفقة ترامب".
▪ دفن المنافع االقتصادٌة واالستثمارٌة التً تنهض باقتصادٌات عدد من البلدان العربٌة ،وخصوصا
العراق فً ما ٌتعلق بالمشروع الصٌنً (الحزام والطرٌق) .وقتل فرص التنمٌة االقتصادي من هذا
المشروع الحٌوي والمهم.
-وهناك أمور أخرى كثٌرة تشكل تهدٌداً دائما ً للبلدان العربٌة بما فٌها البلدان التً تسٌر فً ركب
التطبٌع بقٌادة اإلمبرٌالٌة األمرٌكٌة.
• مالذي علٌنا عمله شعوبا ومقاومة وفصائل مناضلة فً سبٌل التحرر الوطنً ؟
لقد شهدت األٌام القلٌلة الماضٌة حملة احتجاجات شملت حتى المحمٌات الخاضعة للسٌاسة
الصهٌونٌة واالمرٌكٌة ،وتعالت أصوات االحتجاجات على اتفاقٌة التطبٌع مع العدو الصهٌونً
الغاصب فً بلداننا وعبر العالم .وحسب مؤشر الرأي العربً ،أجرى المركز العربً لألبحاث
والدراسات استبٌانا ً أظهر أن أكثر من %19من العرب ٌرفضون االعتراف بالعدو الصهٌونً أو
إقامة عالقات دبلوماسٌة معه.
7
وتأكٌداً لما جاء فً تقرٌر مركز االبحاث شهدنا أن 95فصٌالً ومنظمة وطنٌة فً المغرب قد
أصدروا فً 4/19وفً تظاهرة سٌاسٌة كبٌرة بٌانا ً شجبوا فٌه التطبٌع بٌن اإلمارات واالحتالل
الصهٌونً ،وطالبوا الحكومات العربٌة بالتصدي لهذه المهزلة ،ووصف البٌان اغتصاب األرض
الفلسطٌٌنٌة بأنه الحق المهدور الذي تضحً به حكومات خائنة وغٌر مسؤولة وخانعة.
ولقد أصدرت منظمات المقاومة الفلسطٌنٌة مٌثاقا ً لحق الشعب الفلسطٌنً ،وقدمته لتوقٌع األحرار
عبر العالم ،ونشرت بٌانات وأعلنت مواقفها النضالٌة ضد هذه السٌاسة التً تصادر مستقبل الشعب
الفلسطٌنً وتنتهك حقوقه المشروعة ،معلنة أنها وحدها من له الحق فً طرح قضٌته التحررٌة،
وإن انظمة االستسالم العربٌة ال تمثل فلسطٌن وشعبها.
وتشكلت مجموعات مختلفة للدفاع عن حق الشعب الفلسطٌنً فً ارضه ،ورفض التطبٌع والسٌاسة
االمرٌكٌة فً المنطقة ،فانبثقت فً دول الخلٌج منظمات اقامت مؤتمرات وندوات ضد التطبٌع
منها(ائتالف الخلٌج ضد التطبٌع) و(خلٌجٌون ضد التطبٌع) قوامها الشباب الذٌن طرحوا ضرورة
مقاومة التطبٌع بكل الوسائل.
إذن هناك حملة سٌاسٌة جدٌدة ونشاط للرفض فً المنطقة ٌعمل على مقاومة التطبٌع ومقاومة
االحتالل الصهٌونً والنفوذ األمرٌكً .لكننا أٌضا ً نشهد الٌوم لألسف ،تراخٌا ً من الحركات
والفصائل الثورٌة والٌسارٌة والدٌمقراطٌة فً العراق وسورٌا مصر والجزائر وتونس ولبنان
وغٌرها من البلدان العربٌة التً كان صوتها عالٌا ً فً الدفاع عن المقاومة الفلسطٌنٌة ،وشجب
سٌاسات التسوٌة مع االحتالل الصهٌونً.
وحزبنا إذ ٌعلن موقفه الرافض التفاقٌة التطبٌع الخٌانٌة بٌن اإلمارات واالحتالل الصهٌونً ،وكل
اشكال التطبٌع والتسوٌات ،فهو أٌضا ً ٌدعو الفصائل واالحزاب الٌسارٌة والدٌمقراطٌة التً تناهض
االحتالل الصهٌونً والسٌاسة االمرٌكٌة العدوانٌة فً بالدنا ،للتنادي واالجتماع من أجل تنظٌم
موقف ٌؤكد شرف النضال التحرري والدفاع عن الحرٌة ،والوقوف بجرأة وشجاعة ضد سٌاسة
التطبٌع واالصطفاف الى جانب المقاومة الفلسطٌنٌة ،فً نضالها ضد العدوان األمرٌكً الصهٌونً
الخلٌجً ،بشتى الوسائل.
عاشت الشٌوعٌة ..فً سبٌل تحررنا الوطنً وبناء االشتراكٌة.
8