Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫التطبيع بىصفه ثقافة امبريالية للهيمنة وايديىلىجية خضىع‬

‫‪ -1‬إى ّباء الخطب٘غ الزٕ ٗجخاح الوٌطقت الؼشب٘ت بشنل سافش ّاسخفضاصٕ‪ ،‬إًوا ٗؼشض الوٌطقت ا‪ٙ‬ى‬
‫إلٔ ػلل لي حشفٔ هٌِا إل بؼذ صهي طْٗل‪ ،‬فِْ ِٗذد هسخقبلٌا ّٗضغ هصالذٌا ّدقْقٌا فٖ هِب‬
‫الشٗخ‪ .‬إى خطْسة ُزٍ الخطْة بال شل ماسث٘ت‪ّ ،‬هي الوذخن أى حخجاّص بخأث٘شُا دذّد أهي الوٌطقت‬
‫ّالخضذ٘ت بَ دًّوا هسؤّل٘ت‪ّ .‬هي جِت أخشٓ ٗنشفُ الخطب٘غ بْضْح حخلٖ أهشاء الوذو٘اث‬
‫ّالولْك فٖ الخل٘٘ج ػي ثْابج ادخشام الزاث ّالنشاهت ّالذفاع ػي الٌفس‪ .‬إًَ السخسالم الخام‬
‫ّالخسل٘ن بالضؼف البالغ ّالِضٗوت دًّوا هؼشمت‪ّ .‬قذ فضذج رلل الخصشٗذاث الصًِْ٘٘ت الْقذت‬
‫هؤخشاً ُّٖ حشد ػلٔ الزسائغ الْاُ٘ت ّالناربت الخٖ أطلقخِا هذو٘ت أبْ ظبٖ فٖ حبشٗش ُزٍ الخ٘اًت‪،‬‬
‫ّماى الشد أّضخ صْسة ػوا ٌٗخظش الوٌطقت هي حٌوش صًِْٖ٘ ّّػ٘ذ بؼذّاًاث قادهت‪.‬‬
‫فحٌنما أطلقت اإلمارات ذرٌعة أنها منعت ضم األراضً الفلسطٌنٌة‪ ،‬التً أباحته صفعة ترامب‬
‫(صفقة القرن) لالحتالل الصهٌونً فً ظل صمت عربً مخز‪ ،‬انبرى نتنٌاهو لٌقول إن الضم‬
‫جرى تأجٌله لوقت آخر فقط‪ ،‬فكشف طبٌعة التهافت اإلماراتً المذل على التطبٌع‪ .‬فضالً عن أنه‬
‫رفض بٌع أمرٌكا طائرات أف ‪ 53‬لإلمارات بمبرر عدوانً حٌنما صرح أن بٌع هذه الطائرة‬
‫لإلمارات "ٌخل بالتوازن العسكري فً المنطقة" تأكٌداً على بقاء تفوقه العسكري‪.‬‬
‫‪ -2‬ولسنا هنا بصدد سرد وقائع التارٌخ التً أوصلتنا إلى هذا التردي فحسب‪ ،‬بل البد من كشف‬
‫وتحلٌل العوامل المتعددة والوقائع التً صنعت هذا التردي السٌاسً واالجتماعً فً المنطقة‬
‫فوصلنا الى حد تحكم زعماء الرجعٌة العربٌة الٌوم‪ ،‬بمسارات المنطقة التارٌخٌة والتضحٌة بمستقبل‬
‫شعوبها وخسارة أرض فلسطٌن‪ .‬فالمنطقة العربٌة الٌوم فً بؤرة مخططات حاسمة لتحقٌق أهم‬
‫المشارٌع الصهٌو‪ -‬أمرٌكٌة فً بالدنا‪ .‬واألمر لن ٌنتهً هنا‪ ،‬فالدول العربٌة جمٌعها تقرٌبا ً تقٌم بهذا‬
‫المستوى أو ذاك عالقات واتصاالت مع العدو الصهٌونً‪ ،‬عدا سورٌا والعراق والٌمن والجزائر‬
‫ولبنان‪ .‬فالمحٌط العربً لم ٌعد معادٌاً‪ ،‬لذلك فان العدو الصهٌونً لٌس مستعداً للتنازل عن شًء‪،‬‬
‫ولن ٌمنح الفلسطٌنٌٌن أي شًء‪ ،‬بل هو اآلن جاهز البتالع فلسطٌن بصورة كاملة‪.‬‬
‫ولكن البد أن نسأل عن طبٌعة الخطر الذي تواجهه أبو ظبً لكً تذهب نحو التطبٌع‪ ،‬ونسأل عن‬
‫التكافؤ بٌن الطرفٌن الذي ٌدفع محمٌات مثل االمارات والبحرٌن لإلقدام على خطوة إذالل الذات‬
‫هذه‪ .‬والبد من التذكٌر بقواعد قدٌمة وبدٌهٌة فٌما ٌتعلق بأٌة قضٌة سٌاسٌة تتطلب االتفاق‪ ،‬تقول؛‬
‫(أنت ال تحصل على االحترام عبر التصالح مع من ال ٌراك نداً له)‪.‬‬
‫ومن المعروف أن االتفاق اإلماراتً الصهٌونً لم ٌكن هو مدخل المنطقة إلى التطبٌع‪ .‬وصحٌح أن‬
‫الرجعٌٌن العرب‪ ،‬السعودٌة ومحمٌات الخلٌج ورؤساء وملوك آخرٌن‪ ،‬منذ عام ‪ 8998‬لم ٌقٌموا‬
‫عالقات رسمٌة مع العدو الصهٌونً‪ ،‬بل التزموا ظاهرٌا ً بمقاطعته‪ ،‬لكن الملوك واالمراء هؤالء‬
‫كانوا جنوداً آلٌٌن فً المنظومة األمٌركٌة التً تحمً الوجود الصهٌونً وتضمن بقاءه وتمدده فً‬
‫فلسطٌن واألراضً العربٌة فً سورٌا ولبنان ومصر واألردن‪ ،‬وقد تدعم عدوانه كالذي حصل فً‬
‫حرب ‪ 8971‬حٌنما قدمت السعودٌة إمكاناتها البحرٌة إلنقاذ سفٌنة الصوارٌخ الصهٌونٌة التً كادت‬
‫تغرق فً البحر األحمر لوال البحرٌة السعودٌة‪ ،‬لكً ٌتمكن العدو الصهٌونً أن ٌطلق فٌما بعد‬
‫صوارٌخه على جٌش مصر‪ .‬وأغلب مثقفً الدول الرجعٌة العربٌة ٌتفقون مع حكوماتهم وٌشجعونها‬

‫‪1‬‬
‫فً أن تتستر على التعامل مع العدو الصهٌونً‪ ،‬وأن تستمر بذلك خلف الكوالٌس أو عبر‬
‫األمرٌكان‪ ،‬و لٌس عالنٌة‪.‬‬
‫ولقد كشفت نشاطات سابقة عن خطوات هذا التطبٌع‪ ،‬فحالما نعود إلى إجراءات التنسٌق األمنً بٌن‬
‫اإلمارات والعدو الصهٌونً فً الحرب على الٌمن‪ ،‬ونتابع تموٌل مؤسسة الدوحة لألفالم للمخرجٌن‬
‫الصهاٌنة‪ ،‬مروراً بالدعوات التجارٌة واالستثمارٌة المتعددة التً كانت تنظمها وزارات محمٌات‬
‫الخلٌج فً مؤتمراتها االقتصادٌة التً ال تنقطع‪ ،‬حٌنما كانت تضٌف الشركات الصهٌونٌة القادمة من‬
‫األرض المحتلة وتتعامل معها باحترام مبالغ فٌه‪ ،‬وتبذل التعاون الغالً معها‪ ،‬سنعرف بالنتٌجة كٌف‬
‫كان هذا التعاون ٌسٌر على سكة التطبٌع‪.‬‬
‫‪ -1‬والشك فً أن التشابك االٌجابً واتحاد مصالح الحلف الخلٌجً الصهٌونً األمرٌكً فً المنطقة‬
‫ٌجري لتأسٌس هٌمنة استعمارٌة جدٌدة فً بالدنا‪ ،‬بغٌة التحكم بمقدراتها وقرارها السٌاسً‪ ،‬مع أن‬
‫هذا التحالف فً جوهره‪ ،‬هو تحالف مع مخططات اإلمبرٌالٌة األمرٌكٌة ودعم برامجها العدوانٌة‬
‫ضد شعوب العالم واقتصادٌاتها وفرض التراجع علٌها‪ ،‬وما زالت تدفع الصراع الراسمالً العالمً‬
‫إلى حدود الحرب الذي تلوح به على نحو دائم‪ ،‬كالصراع الدائر اآلن بٌن الصٌن وأمرٌكا وبٌن‬
‫أمرٌكا والرأسمالٌات البازغة مثل البرازٌل وجنوب أفرٌقٌا والهند‪ ،‬فضال عن سٌاسة العدوان‬
‫المستمر على العراق وسورٌا ولٌبٌا والٌمن‪ ،‬لتثبٌت سٌطرتها على منابع النفط والتحكم بتجارته‬
‫لعرقلة آلة النمو والتقدم فً البلدان كلها دونما استثناء‪.‬‬
‫‪ -9‬وفً الكشف عن األسباب التً انتهت بالمنطقة إلى هذا الضعف نجد فً أولها طبٌٌعة الطبقات‬
‫الحاكمة من البرجوازٌة المحلٌة التقلٌدٌة فً بالدنا وأنظمتهما االستبدادٌة‪ ،‬التً حكمت منذ‬
‫االستقالل وبعد عصر الكولونٌالٌات القدٌمة واستمرارها وفق نموذج المصادرة والعنف الرسمً‬
‫ضد الحركات الدٌمقراطٌة والشعبٌة‪ ،‬ثم ٌأتً تراجع ضغط الشارع فً السٌاسة العربٌة‪ ،‬وانشغال‬
‫الناس باألزمات المحلٌة والٌومٌة‪ ،‬وانتشار الفقر والبطالة‪ ،‬وتصاعد ظاهرة العنف الرسمً‬
‫الحكومً‪ ،‬فضال عن انهٌار المنظمات الشعبٌة والثورٌة‪ ،‬كما أن من المهم ذكر ما حصل من تغٌٌر‬
‫لعقٌدة األمن القومً لدى الدول العربٌة‪ ،‬خصوصا ً بعد انهٌار االتحاد السوفٌٌتً ونهاٌة الثنائٌة‬
‫القطبٌة‪ .‬فقد تمكنت اإلمبرٌالٌة األمرٌكٌة من حماٌة كٌانات نفطٌة فً الخلٌج بوصفها محمٌات‬
‫خاضعة بصورة كاملة لسٌاسة اإلمبرٌالٌٌن األمرٌكان وحلفائهم الصهاٌنة‪ ،‬مع تمكنها من خلق‬
‫رؤساء جواسٌس كما فً العراق ولٌبٌا‪ ،‬الذٌن باتوا جمٌعا ً ٌروجون أن الصراع مع القوى‬
‫الدٌمقراطٌة المحلٌة ومع إٌران وتركٌا‪ ،‬أهم من الصراع مع دولة االحتالل‪ .‬لقد سهلت هذه مجتمعة‬
‫عملٌة التطبٌع‪.‬‬
‫وألن المطبعٌن رجعٌون وخونة انهزامٌون وذرائعٌون فهم ٌصنعون من التدخل اإلٌرانً فً‬
‫المنطقة الخطر االساس‪ ،‬مع أنه خطر حقٌقً كأي تدخل أجنبً‪ ،‬لكنهم ٌتناسون اإلرث التأرٌخً‬
‫العدوانً لتدخل العدو الصهٌونً فً المنطقة منذ قٌامه فً عام ‪ .1491‬وٌتناسىون صورة هذا‬
‫العدو ككٌان عسكري عدوانً معتد مولع بالعسكرة وخلق الصراعات‪ .‬فقد شن اعتداءات على ثمان‬
‫دول عربٌة فً فترة زمنٌة قصٌرة هً مصر والعراق و األردن و لبنان ولٌبٌا والسودان وسورٌا‬
‫وتونس‪ .‬وٌهمل المطبعون إستراتٌجٌة االحتالل الصهٌونً العدوانٌة المعلنة التً تقتضً االستمرار‬
‫فً فرض تفوقه العسكري على جٌرانه‪ ،‬وأثر ذلك على االستقرار الداخلً للدول العربٌة‪ ،‬وتأثٌره‬
‫‪2‬‬
‫على برامج نموها االقتصادي‪ ،‬النشغالها برد عدوان هذا العدو الدائم‪ .‬وال ٌنفً تشخٌص عدوانٌة‬
‫الصهاٌنة‪ ،‬تشخٌص الخطر اإلٌرانً أو التركً وتمددهما فً المنطقة وتبجحهما بأنهما قوى إقلٌمٌة‬
‫لها مطامحها فً بالدنا ولها قدراتها العسكرٌة والجٌوبولٌكٌة‪.‬‬
‫‪ -5‬إن هذا التردي انسحب تدرٌجٌا على موقف بعض قوى المقاومة والٌسار فً المنطقة كلها‪،‬‬
‫وتخلفت لغة الخطاب الجذري فً التصدي للخٌانة وتحدٌد الخط الفاصل بٌن الخٌانة والتحرر‬
‫الوطنً‪ ،‬بل تماهى مع الخٌانة على درجات وشهدنا تراخً لغة الخطاب‪ ،‬إذ اختفى مفهوم (الرجعٌة‬
‫العربٌة) الذي كان ٌوضع إلى جانب الصهٌونٌة وأمرٌكا بوصفهم األعداء‪ ،‬وحل محله مفهوم‬
‫(الداعمون للشعب الفلسطٌنً)‪ ،‬وبدالً عن (تحرٌر فلسطٌن ومكافحة الصهٌونٌة) حل مفهوم‬
‫(مقاطعة اسرائٌل!) لقد أصبحت هذه اللغة المتراخٌة هً السائدة منذ أن نشأت (نظرٌة تموٌل‬
‫النضال) كما ٌسمٌها أحد المحللٌن بجدارة‪.‬‬
‫‪ -6‬وال ٌنتهً خطر التطبٌع عند خٌانة القضٌة الفلسطٌنٌة وشعبها المقاوم‪ ،‬بل فٌما تخبئه بؤر الخٌانة‬
‫الجدٌدة وتخادمها مع الصهٌونٌة‪ ،‬وما تبٌته من مؤامرات ستأتً الحقا‪ ،‬بعد أن جرى رفع البرقع‬
‫بشكل كامل عن وجه الخٌانة‪ .‬إن هزٌمتنا فً فلسطٌن ستصبح شٌئا ً عارضا ً قٌاسا ً بما ستواجهه‬
‫بلداننا‪ .‬ونحن ندرك ما ٌمكن أن ٌقوم به مال النفط حٌن ٌتدفق نحو سالح الصهاٌنة من تدمٌر لبلدان‬
‫المنطقة‪ ،‬خصوصا ً ونحن قد شهدنا االفعال األشد تنكٌالً بنا فً دعم منظمات االرهاب الدٌنً‪ .‬إن‬
‫األنظمة الرجعٌة الخلٌجٌة هذه‪ ،‬فً السنوات العشر الماضٌة‪ ،‬أشعلت حروبا ً فً طول وعرض‬
‫المنطقة العربٌة‪ ،‬وشاركت فٌها‪ ،‬وخلفت وراءها مالٌٌن القتلى وعنفا ً ال ٌصدق‪ ،‬ودمرت دوالً‬
‫وسحقت مجتمعاتها وغٌرتها بالعنف إلى األبد‪ ،‬وماكانت هذه الحروب لتحدث بهذا الشكل المدمر‬
‫لوال أموال حكام الخلٌج‪ .‬وبال شك أن إخضاع البالد العربٌة بالقوة والمال هو مشروع الصهاٌنة‬
‫وحلفائهم الدائمٌٌن أمراء الخلٌج وملوكه‪.‬‬
‫لكن هذا العدوان القادم من سٌتصدى له وٌجابهه بالقوة وٌدفع ثمنه من دمه وحٌاته واستقراره على‬
‫طول وعرض البالد العربٌة؟ حسب مؤشر الرأي العربً‪ ،‬أجرى المركز العربً لألبحاث‬
‫والدراسات استبٌانا ً أظهر أن أكثر من ‪ %19‬من العرب ٌرفضون االعتراف بالعدو الصهٌونً أو‬
‫إقامة عالقات دبلوماسٌة معه‪ .‬إن األغلبٌة العظمى من هؤالء الرافضٌن هم الطبقات الشعبٌة‪ ،‬فقراء‬
‫الكادحٌن‪ ،‬الفقراء الذٌن ال ٌملك أٌا ً منهم سبٌالً لالستقرار المعٌشً‪ ،‬من عمال وشغٌلة أجراء‬
‫وفالحٌن فقراء‪ ،‬وهم ٌعرفون أنهم وحدهم من سٌدفع ثمن هذه الهزائم والخٌانات‪ ،‬وهم األكثر جذرٌة‬
‫واألكثر قدرة على مجابهة اإلمبرٌالٌٌن وأذنابهم الكومبرادورالبرجوازٌٌن وإقطاعٌات النفط‪.‬‬
‫وٌعرفون أن الخٌانة ٌرتكبها الرجعٌون العرب وحدهم‪ ،‬النخب والساسة الذٌن سٌجدون فً النهاٌة‬
‫طرٌقهم إلى المداهنة والتصالح وقبول الهزٌمة بٌسر‪ ،‬وسٌحصلون على فرص اإلثراء جراء هذه‬
‫الخٌانة‪.‬‬
‫ولن ٌفاجئنا تصرٌح نتنٌاهو الذي ٌقول إن االتفاق مع اإلمارت إنما "هو اتفاق اقتصادي أكثر مما‬
‫هو اتفاق سٌاسً"‪ .‬فقد أثبت التعاون الستراتٌجً العسكري بٌنهما هذا الموضوع بدقة خصوصا فً‬
‫حرب الٌمن‪ .‬فما الذي ٌختبئ فً هذه القضٌة الشائكة؟‬

‫‪3‬‬
‫التطبٌع والحرب على الٌمن‪:‬‬
‫‪ -7‬ارتبط التطبٌع األخٌر بطموحات إقلٌمٌة ودولٌة مشتركة بٌن اإلمارات والكٌان الصهٌونً‪،‬‬
‫فضالً عن طموحات سعودٌة وأمرٌكٌة معروفة فما هً هذه الطموحات؟‬
‫ما زال الكٌان الصهٌونً ٌشكل الجبهة المتقدمة لإلمبرٌالٌة العالمٌة فً منطقتنا التً تقود قافلتها‬
‫أمرٌكا‪ ،‬فإن ما ٌطمح إلٌه العدو الصهٌونً هو رعاٌة المصالح المشتركة مع أمرٌكا‪ ،‬فالتطبٌع‬
‫بالنتٌجة من جوهر سٌاسة البٌت األبٌض‪.‬‬
‫ٌتمع الٌمن بموقع متعدد الممٌزات والمنافع تؤهله أن ٌكون مطمعا ً لدول الخلٌج واإلمبرٌالٌة‬
‫األمرٌكٌة والصهٌونٌة‪ .‬وٌمكن أن ٌكون أهم أسباب التطبٌع‪ .‬وموقعه كفٌل بتحقٌق مصالح متعددة‬
‫فً الوقت الحاضر‪ .‬ووفقا لتأكٌد (إئتالف الخلٌج ضد التطبٌع) فإن اإلمارات ترى فً التطبٌع فائدة‬
‫اقتصادٌة تكنولوجٌا ً وعسكرٌا ً‪ ،‬ولهذا لوحظ ازدٌاد التنسٌق العسكري بٌنهما من سنوات فً حرب‬
‫الٌمن الدائرة ‪ ،‬كما أن هناك العدٌد من شركات التجسس الصهٌونٌة تبٌع اإلمارات و دول خلٌجٌة‬
‫أخرى تطبٌقات للتجسس على الناشطٌن والمعارضٌن وتقدم لها طرق ووسائل القمع‪ ،‬وتنظم معها‬
‫أسس العدوان العسكري على الٌمن‪.‬‬
‫ولقد كشفت الوقائع على األرض تقدم الحوثٌٌن شمال الٌمن‪ ،‬وال سٌما فً "محافظة مأرب" الغنٌة‬
‫بالنفط وهً على مشارف التحرٌر الكامل‪ ،‬وسٌشكل تحررٌها تحوالً فً مسار الحرب ال تستطٌع‬
‫الرٌاض وال أبو ظبً تحمل تبعاته أو قبوله‪ ،‬خصوصا وهذا ٌحقق للحوثٌٌن توسٌع المجال المالحً‬
‫واألمن اإلقلٌمً‪ .‬ومن هنا‪ ،‬تستعجل األطراف المعنٌة إتمام صفقة التطبٌع من أجل تثبٌت مكاسب‬
‫دول العدوان فً الحرب على الٌمن بالدعم الذي تقدمه أمرٌكا ودوٌلة العدو الصهٌونً‪ .‬فما هً هذه‬
‫المكاسب؟‬
‫إن تسرٌع الجهود ٌهدف إلى تثبٌت موطئ قدم للعدو الصهٌونً فً هذا البلد بشكل علنً‪ ،‬وال سٌما‬
‫فً جنوب الٌمن‪ ،‬وبالتحدٌد فً المواقع الحٌوٌة التً احتلها التحالف الخلٌجً والتً تعتبر اآلن‬
‫غنٌمة "التحالف" المتبقٌة من الحرب‪ .‬حٌث ال ٌخفً أقطاب التحالف ضد الٌمن‪ ،‬السعودٌة‬
‫واإلمارات والصهاٌنة‪ ،‬خشٌتهم من أن تؤدي التحوالت المتسارعة فً "مأرب" وتحقٌق النصر‬
‫الحوثً هناك إلى فقدان السٌطرة على الغنٌمة‪.‬‬
‫كذلك ال تخفى على واشنطن المنفعة التً تتحقق لها‪ ،‬باستثمار الحرب التً تقوم بها الٌوم الرٌاض‬
‫وأبو ظبً وتل أبٌب بالنٌابة‪ ،‬للتصدي لخطط ومساعً حكومة "بكٌن" فً إحٌاء حلمها القدٌم‬
‫مشروع (الحزام والطرٌق)‪ ،‬حٌث تقوم الصٌن اآلن بالعمل على استكمال بنٌته التحتٌة‪ ،‬التً تقع‬
‫الٌمن فً قلب هذه االبنٌة‪.‬‬
‫ولتلخٌص األهداف المتعددة لعملٌة التطبٌع وتسرٌعه نجد أنها تعتمد فً جزء كبٌر منها على الحفاظ‬
‫على مكاسب الحرب على الٌمن‪ ،‬ولنلخص هذه المكاسب كالتالً‪:‬‬
‫• السعودٌة‪:‬‬
‫‪ -8‬تهدف السعودٌة من حرب الٌمن إلى فرض هٌمنتها على ثروات هذا البلد‪ ،‬التً تضمها‬
‫المحافظات الشمالٌة‪ ،‬فضالً عن عقلٌة التعالً القبلً التً عشعشت فً عقول ملوك السعودٌة‪ .‬غٌر‬
‫أن هناك هدفا ً آخر للسعودٌة فً المحافظات الجنوبٌة‪ .‬وللسبب هذا وضعت السعودٌة ثقلها العسكري‬
‫فً احتاللها لمحافظة المهرة‪ ،‬وهو هدفا ً رسمته منذ ثمانٌنات القرن العشرٌن‪ .‬إذ تطمح السعودٌة‬
‫‪4‬‬
‫للوصول إلى بحر العرب‪ ،‬والسٌطرة على مٌناء "نشطون" الستراتٌجً الحٌوي‪ ،‬الذي وضعت‬
‫مخططا له بغٌة إنشاء بنٌة تحتٌة جدٌدة ومتقدمة تكنولوجٌا ً تمكن من استخدامه فً عملٌة تصدٌر‬
‫النفط السعودي‪ ،‬وتجنب مرور نفطها عبرمضٌقً هرمز وباب المندب الستراتٌجٌٌن‪.‬‬
‫وتعتقد السعودٌة أن هذا المشروع سٌحقق لها فوائد اقتصادٌة وأمنٌة كبٌرة‪ .‬وقد بدأت السعودٌة‬
‫بالفعل‪ ،‬فً أواخر عام ‪ ،2188‬عملٌات الحفر لألنبوب النفطً المقرر مده هناك نحو مٌناء‬
‫"نشطون"‪ ،‬فوضعت األسس الكونكرٌتٌة فً منطقة "طوف شحر" الحدودٌة‪ ،‬لكن "قبائل المهرة"‬
‫ثارت فً وقته وسٌطرت على موقع اإلنشاءات‪ ،‬وطردت القوات والمدرعات السعودٌة مع العجالت‬
‫العاملة فً المشروع هناك‪ ،‬وأزالت جمٌع العالمات واألساسات الكونكرٌتٌة‪ .‬وقد اشتهرت هذه‬
‫الحادثة بـ (انتفاضة المهرة)‪.‬‬
‫وكشفت الوثائق المسربة عبر موقع "وٌكٌلٌكس"‪ ،‬وثائق الخارجٌة السعودٌة‪ ،‬أن لجنة علٌا كانت قد‬
‫تشكلت برئاسة األمٌر سلطان بن عبد العزٌز‪ ،‬وزٌر الدفاع والمكلف بملف الٌمن‪ ،‬وسعود الفٌصل‬
‫رئٌس المخابرات السابق المتوفى وآخرٌن‪ ،‬وقد كلفت اللجنة بمشروع ٌهدف إلى شق قناة من‬
‫األراضً السعودٌة إلى بحر العرب ٌخترق محافظة "حضرموت" الٌمنٌة‪ ،‬بغٌة االستغناء عن كل‬
‫من مضٌق هرمز وباب المندب‪.‬‬
‫• اإلمارات‪:‬‬
‫‪ -9‬بالنظر إلى الموقع الجغرافً لالمارات ومساحتها اللذان ال ٌتناسبان وطموحاتها االقتصادٌة‬
‫والسٌاسٌة والعسكرٌة العدوانٌة المتصاعدة‪ ،‬والتً تتحدث فٌها أبو ظبً على الدوام‪ .‬ومن أجل‬
‫العمل على صنع أوضاع مناسبة‪ ،‬تنشط أبو ظبً لصنع تغٌٌر كبٌر فً الجغرافٌة السٌاسٌة ومعاٌٌر‬
‫القوة على االرض وصنع مجال حٌوي لها بالمعنى الفاشستً فً الخلٌج والقرن األفرٌقً والبحر‬
‫األحمر‪ .‬وكثمن لمشاركتها فً العدوان على الٌمن‪« ،‬غنمت» اإلمارات‪ ،‬بتأٌٌد علنً وبمباركة كل‬
‫من السعودٌة والوالٌات المتحدة‪ ،‬مواقع حٌوٌة فً جنوب البالد‪ ،‬حٌث باشرت أبوظبً ببناء قواعد‬
‫عسكرٌة فً الجزر الستراتٌجٌة الٌمنٌة التالٌة‪( :‬مٌون‪ ،‬سقطرى‪ ،‬أرخبٌل حنٌش)‪ ،‬فضالً عن احتالل‬
‫(مدٌنة المخا المطلة على البحر األحمر)‪ ،‬كما سٌطرت على "مٌناء عدن" عبر حلفائها الطائفٌٌن‬
‫(المجلس االنتقالً الجنوبً) المكون من الساسة المرتزقة الٌمنٌٌن‪ ،‬فضالً عن إنشائها مٌلٌشٌا محلٌة‬
‫من حوالى ‪ 910000‬مقاتالً فً جنوب الٌمن والساحل الغربً‪ ،‬قام بتدرٌبهم حلفاؤها الصهٌانة‬
‫واألمرٌكان‪ .‬لكنها أخفقت فً صنع ما ٌماثل هذا التغٌٌر الجٌوبولتٌكً فً كل من (الصومال‬
‫وجٌبوتً)‪ ،‬بعدما فسخت الدولتان عقود االستثمار مع «شركة موانئ دبً العالمٌة»‪.‬‬
‫إن حاجة (أبو ظبً) إلى تعزٌز مواقعها جنوب الٌمن وبناء وحماٌة القواعد التً بنتها فً الجزر‬
‫الٌمنٌة الثالث وسواحل عدن ومدٌنة المخا الساحلٌة ٌعتمد على الوعود االمرٌكٌة والصهٌونٌة‬
‫الحمائٌة‪ ،‬التً سٌكون ضمانتها المطلقة اتفاق التطبٌع اإلماراتً‪ .‬والوعود هذه كانت أهم حلقات‬
‫التطبٌع فً السٌاسة األمرٌكٌة الصهٌونٌة التً عملت على جرجرة أمراء المحمٌات وملوك الخلٌج‬
‫منذ عقود إلى هذا المستنقع‪ .‬ولٌس مفاجئا ً أن ٌتحدث وزٌر الدولة للشؤون الخارجٌة فً اإلمارات‬
‫"أنور محمد قرقاش" بلهجة عدوانٌة ال تختلف عن لغة الخطاب الصهٌونً فً ضرورة استباق‬
‫األحداث والفوز بالمصالح االقتصادٌة قبل اآلخرٌن حٌنما صرح أن قرار التطبٌع كان سٌادٌا ً‬

‫‪5‬‬
‫(وٌعزز موقعنا وتنافسٌتنا‪ ،.‬وقوله فً مناسبة أخرى؛ إن التطبٌع ٌحمل الفائدة االقتصادٌة لإلمارات‪.‬‬
‫فأٌة تنافسٌة هذه ومع من؟‬
‫• الكٌان الصهٌونً‪:‬‬
‫‪ -81‬أما العدو الصهٌونً فإن "باب المندب" ٌبقى شرٌانا ً حٌوٌا ً لتجارته مع الشرق‪ ،‬حٌث تبدأ‬
‫حركته التجارٌة مع الشرق من مٌناء"إٌالت" الحٌوي‪ ،‬ورئته التً ٌتنفس بها هواء البحر األحمر‪.‬‬
‫ومنذ أن أغلقت مصر مضٌق باب المندب أٌام العدوان الصهٌونً فً حزٌران عام ‪ ،8967‬حٌث‬
‫توقف عمل هذا الشرٌان بالنسبة لعالقات الصهاٌنة التجارٌة مع أفرٌقٌا الجنوبٌة‪ ،‬ومع بلدان الشرق‬
‫على المحٌط الهندي والمحٌط الهادي حتى السواحل الغربٌة لالمرٌكٌتٌن واسترالٌا‪ ،‬والعدو‬
‫الصهٌونً ٌعمل للسنوات تلك على تكثٌف وجوده فً القرن األفرٌقً‪ ،‬وٌسعى إلى خلق فرص دائمة‬
‫مناسبة وآمنة لمالحته فً قناة السوٌس شماالً ونحو المحٌط الهندي جنوبا ً عبر المضٌق الٌمنً (باب‬
‫المندب)‪.‬‬
‫ومن هذا جاءت فورة الحماس الصهٌونً والنشاط المتواصل‪ .‬وبتأثٌره وصف اإلعالم الصهٌونً‬
‫وكالء اإلمارات (المجلس االنتقالً) فً جنوب الٌمن بـ(األصدقاء الجدد)‪ ،‬وسط معلومات عن‬
‫اتصاالت وتنسٌق ٌجري بٌن أعضاء (المجلس االنتقالً الجنوبً) المقٌمٌن فً (أبو ظبً)‪ ،‬وآخرٌن‬
‫من المجلس ذاته ٌقٌمون فً األرض المحتلة‪ .‬والطرفان ٌعمالن فً تسهٌل عملٌة التطبٌع بحماس‪،‬‬
‫وٌعزز صحة تلك المعلومات انسجام (المجلس االنتقالً) مع خطوة التطبٌع اإلماراتٌة ودعوته‬
‫اآلخرٌن الى اللحاق بعربة التطبٌع المشٌنة‪ ،‬إضافة الى محاوالتهم قمع الحركة الشعبٌة المناهضة‬
‫للتطبٌع فً جنوب الٌمن‪.‬‬
‫ومن المنافع التً ٌحصل علٌها العدو الصهٌونً أٌضا ً‪ ،‬أن الجزر الٌمنٌة‪ ،‬وخصوصا ً "سقطرى"‬
‫المحتلة من قبل اإلمارات‪ ،‬ستؤمن للعدو الصهٌونً موطئ قدم متقدم فً مواجهته مع إٌران‪.‬‬
‫وإمكانٌة نصب قواعده وصوارٌخه هناك لتوازي من حٌث التهدٌد المتبادل وجود حزب هللا فً‬
‫جنوب لبنان‪ .‬إضافة إلى أنه ٌخشى تفوق إٌران فً المجاالت الصناعٌة‪ ،‬كما ٌخشى اختراقا ً إٌرانٌا ً‬
‫نحو القنبلة النووٌة مستقبالً‪ ،‬وان وجوده على هذا القرب سٌوفر له فرصا ً للتخرٌب أكبر‪.‬‬

‫ما هً خسائر المنطقة؟‬


‫إن الطبٌعة العدوانٌة لالحتالل الصهٌونً تمنعه من احترام العالقات المتساوٌة مع شعوبنا ولن ٌمنح‬
‫الحرٌة فً كل الظروف‪ ،‬وخالل اكثر من ‪ 71‬عاماً‪ ،‬كان الكٌان الصهٌونً مبادرا بالعدوان ضد‬
‫شعبنا الفلسطٌنً قتالً وتهجٌراً ونزوحا ً ومجازر‪ ،‬وتشهد سنوات االنتداب البرٌطانً فً فلسطٌن‬
‫على ذلك‪ .‬ولقد جرت الجرائم كلها فً ظل علم اإلمبراطورٌة البرٌطانٌة وتحت حماٌتها الكاملة وفق‬
‫صك االنتداب‪.‬‬
‫ولم تمض ‪ 8‬أعوام على قٌام الكٌان الصهٌونً الغاصب حتى كان رأس العدوان الثالثً على‬
‫مصر‪ ،‬ولم ٌتوقف منذ ذاك التارٌخ إلى الٌوم عن عدوانه تحت حماٌة اإلمبرٌالٌة العالمٌة ألنه ٌبقى‬
‫رأس حربتها المسمومة ضد بالدنا‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وال ٌخرج التطبٌٌع مع اإلمارات عن هذه السٌاسة التً تستهدف المنطقة فً ظل شعارها الزائف‬
‫(الكبرى من الفرات الى النٌل)‪ .‬ومخاطر التطبٌع واضحة بشكل بارز‪-:‬‬
‫▪ إن الطبٌع ٌجري على المستوى العسكري والسٌاسً واالقتصادي والثقافً‪ ،‬وهو ٌعنً نشر ثقافة‬
‫الخضوع‪ .‬علما ان الكٌان الغاصب لن ٌتوقف عن فرض تفوقه العسكري وفرض سٌاساته على‬
‫المنطقة والعمل المشترك مع االمبرٌالٌة االمرٌكٌة فً رعاٌة مصالحهما وخططهما العدوانٌة‪.‬‬
‫▪ استمرار العدوان على الٌمن ومنعه من االستقرار وإعادة البناء من أجل اللحاق ببلدان العالم‬
‫والمنطقة بسبب أطماع دول تحالف العدوان على الٌمن مع الصهاٌنة‪.‬‬
‫▪ ضٌاع الحق الفلسطٌنً وابتالع أرض فلسطٌن وتشرٌد شعبها إلى األبد‪ ،‬خصوصا وأن سٌاسة‬
‫ضم األرض اصبحت بابا ً مشرعا ً ضد شعبنا فً فلسطٌن‪.‬‬
‫▪ محاصرة اقتصادٌات البلدان العربٌة بسبب التخلف العلمً الذي فرضته علٌها اإلمبرٌالٌة العالمٌة‬
‫منذ عقود طوٌلة ومنعتها من التقدم التكنولوجً‪ ،‬مقابل دعمها المستمر لتقدم العدو الصهٌونً فً‬
‫هذا المجال‪.‬‬
‫▪ تعجٌز الدول العربٌة عن اللحاق بالتكنولوجٌا الحدٌثة وتصنٌعها وإبقاءها تابعا ً لما ترتأٌه السٌاسة‬
‫االقتصادٌة للكٌان الصهٌونً‪ ،‬وتحوٌلها سوقا ً لبضائع الرأسمالٌة العالمٌة‪ ،‬ومخزنا ً للمواد االولٌة‬
‫والٌد العاملة الزهٌدة الثمن‪ ،.‬وفقا لالٌدٌولوجٌا اإلمبرٌالٌة‪.‬‬
‫▪ زرع الفرقة والشقاق بٌن البلدان الشقٌقة عن طرٌق خلق النزاعات االقلٌمٌة‪ ،‬ومثالها الٌوم الحرب‬
‫على الٌمن‪ ،‬والعداء المنفلت بٌن قطر وبلدان الخلٌج االخرى‪.‬‬
‫▪ ٌاتً التطبٌع فً وقت ارتفعت فٌه األصوات الرسمٌة والشعبٌة فً العالم للتضامن مع الشعب‬
‫الفلسطٌنً والبلدان العربٌة ضد العدو الصهٌونً‪ ،‬حٌث سٌضعف التطبٌع هذا التضامن الدولً‬
‫وربما ٌعمل على تصفٌته‪.‬‬
‫▪ ٌتٌح التطبٌع لصناع القرار فً واشنطن تقدٌم حلول جائرة لحل الصراع الفلسطٌنً‪ -‬الصهٌونً‪.‬‬
‫وتصفٌة كل ما ٌتعلق بتحرٌر األرض‪ ،‬كالذي حصل فً تشرٌع وإباحة ضم األراضً الفلسطنٌة فً‬
‫"صفقة ترامب"‪.‬‬
‫▪ دفن المنافع االقتصادٌة واالستثمارٌة التً تنهض باقتصادٌات عدد من البلدان العربٌة‪ ،‬وخصوصا‬
‫العراق فً ما ٌتعلق بالمشروع الصٌنً (الحزام والطرٌق)‪ .‬وقتل فرص التنمٌة االقتصادي من هذا‬
‫المشروع الحٌوي والمهم‪.‬‬
‫‪ -‬وهناك أمور أخرى كثٌرة تشكل تهدٌداً دائما ً للبلدان العربٌة بما فٌها البلدان التً تسٌر فً ركب‬
‫التطبٌع بقٌادة اإلمبرٌالٌة األمرٌكٌة‪.‬‬

‫• مالذي علٌنا عمله شعوبا ومقاومة وفصائل مناضلة فً سبٌل التحرر الوطنً ؟‬
‫لقد شهدت األٌام القلٌلة الماضٌة حملة احتجاجات شملت حتى المحمٌات الخاضعة للسٌاسة‬
‫الصهٌونٌة واالمرٌكٌة‪ ،‬وتعالت أصوات االحتجاجات على اتفاقٌة التطبٌع مع العدو الصهٌونً‬
‫الغاصب فً بلداننا وعبر العالم‪ .‬وحسب مؤشر الرأي العربً‪ ،‬أجرى المركز العربً لألبحاث‬
‫والدراسات استبٌانا ً أظهر أن أكثر من ‪ %19‬من العرب ٌرفضون االعتراف بالعدو الصهٌونً أو‬
‫إقامة عالقات دبلوماسٌة معه‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫وتأكٌداً لما جاء فً تقرٌر مركز االبحاث شهدنا أن ‪ 95‬فصٌالً ومنظمة وطنٌة فً المغرب قد‬
‫أصدروا فً ‪ 4/19‬وفً تظاهرة سٌاسٌة كبٌرة بٌانا ً شجبوا فٌه التطبٌع بٌن اإلمارات واالحتالل‬
‫الصهٌونً‪ ،‬وطالبوا الحكومات العربٌة بالتصدي لهذه المهزلة‪ ،‬ووصف البٌان اغتصاب األرض‬
‫الفلسطٌٌنٌة بأنه الحق المهدور الذي تضحً به حكومات خائنة وغٌر مسؤولة وخانعة‪.‬‬
‫ولقد أصدرت منظمات المقاومة الفلسطٌنٌة مٌثاقا ً لحق الشعب الفلسطٌنً‪ ،‬وقدمته لتوقٌع األحرار‬
‫عبر العالم‪ ،‬ونشرت بٌانات وأعلنت مواقفها النضالٌة ضد هذه السٌاسة التً تصادر مستقبل الشعب‬
‫الفلسطٌنً وتنتهك حقوقه المشروعة‪ ،‬معلنة أنها وحدها من له الحق فً طرح قضٌته التحررٌة‪،‬‬
‫وإن انظمة االستسالم العربٌة ال تمثل فلسطٌن وشعبها‪.‬‬
‫وتشكلت مجموعات مختلفة للدفاع عن حق الشعب الفلسطٌنً فً ارضه‪ ،‬ورفض التطبٌع والسٌاسة‬
‫االمرٌكٌة فً المنطقة ‪ ،‬فانبثقت فً دول الخلٌج منظمات اقامت مؤتمرات وندوات ضد التطبٌع‬
‫منها(ائتالف الخلٌج ضد التطبٌع) و(خلٌجٌون ضد التطبٌع) قوامها الشباب الذٌن طرحوا ضرورة‬
‫مقاومة التطبٌع بكل الوسائل‪.‬‬
‫إذن هناك حملة سٌاسٌة جدٌدة ونشاط للرفض فً المنطقة ٌعمل على مقاومة التطبٌع ومقاومة‬
‫االحتالل الصهٌونً والنفوذ األمرٌكً‪ .‬لكننا أٌضا ً نشهد الٌوم لألسف‪ ،‬تراخٌا ً من الحركات‬
‫والفصائل الثورٌة والٌسارٌة والدٌمقراطٌة فً العراق وسورٌا مصر والجزائر وتونس ولبنان‬
‫وغٌرها من البلدان العربٌة التً كان صوتها عالٌا ً فً الدفاع عن المقاومة الفلسطٌنٌة‪ ،‬وشجب‬
‫سٌاسات التسوٌة مع االحتالل الصهٌونً‪.‬‬
‫وحزبنا إذ ٌعلن موقفه الرافض التفاقٌة التطبٌع الخٌانٌة بٌن اإلمارات واالحتالل الصهٌونً‪ ،‬وكل‬
‫اشكال التطبٌع والتسوٌات‪ ،‬فهو أٌضا ً ٌدعو الفصائل واالحزاب الٌسارٌة والدٌمقراطٌة التً تناهض‬
‫االحتالل الصهٌونً والسٌاسة االمرٌكٌة العدوانٌة فً بالدنا‪ ،‬للتنادي واالجتماع من أجل تنظٌم‬
‫موقف ٌؤكد شرف النضال التحرري والدفاع عن الحرٌة‪ ،‬والوقوف بجرأة وشجاعة ضد سٌاسة‬
‫التطبٌع واالصطفاف الى جانب المقاومة الفلسطٌنٌة‪ ،‬فً نضالها ضد العدوان األمرٌكً الصهٌونً‬
‫الخلٌجً‪ ،‬بشتى الوسائل‪.‬‬
‫عاشت الشٌوعٌة‪ ..‬فً سبٌل تحررنا الوطنً وبناء االشتراكٌة‪.‬‬

‫لجنة العمل الفكري‬


‫حزب الٌسار الشٌوعً العراقً‬
‫‪2121/9/86‬‬

‫‪8‬‬

You might also like