Professional Documents
Culture Documents
وداع الرسول لأمته
وداع الرسول لأمته
البخاري مع الفتح ،كتاب مناقب النصار ،باب مبعث النبي صلّى ال عليه وسلّم .7/162 )(1
انظر نسب النبي صلّى ال عليه وسلّم إلى آدم :البداية والنهاية لبن كثير ،2/195وسيرة ابن هشام .1/1 )(2
هذا هو الصحيح المشهور أنه ولد صلّى ال عليه وسلّم عام الفيل في شهر ربيع الول ،وقد نقل بعضهم الجماع على ذلك، )(3
تحديد تاريخ اليوم ففيه عدة أقول :فقيل في اليوم الثاني ،وقيل لثماني ،وقيل لعشر ،وقيل :لسبعة عشر ،وقيل في الثاني عشر،
وقيل غير ذلك ،وأشهر وأقرب القوال قولن :الول :أنه ولد لثماني مضين من ربيع الول ،ورجحه ابن عبد البر عن أصحاب
التأريخ :انظر :البداية والنهاية 2/260وقال" :هو أثبت" .القول الثاني :أنه ولد في الثاني عشر من ربيع الول ،قال ابن كثير في
البداية والنهاية" :وهذا هو المشهور عند الجمهور" ،2/260وجزم به ابن إسحاق :انظر :سيرة ابن هشام .1/171
انظر :الرحيق المختوم ص .53 )(5
وصل إلى المدينة صلّى ال عليه وسلّم يوم الثنين من شهر ربيع الول وحدده بعضهم باليوم الثاني عشر من ربيع الول، )(6
انظر :رسالة التحذير من البدع لسماحة شيخنا العلمة عبد العزيز بن عبد ال ابن باز. )(2
المبحث الثاني :جهاده واجتهاده وأخلقه
سوَةٌ
كان صلّى ال عليه وسلّم أسوة وقدوة وإماما يُقتدى به؛ لقوله تعالىَ { :لقَ ْد كَا نَ َلكُ مْ فِي رَ سُولِ اللّ هِ أُ ْ
حَ سَ َنةٌ لّمَن كَا نَ َيرْجُو اللّ هَ وَالْ َيوْ مَ الخِ َر وَ َذكَرَ اللّ َه كَثِيرًا}()1؛ ولهذا كان صلّى ال عل يه و سلّم ي صلي ح تى
تفطّرت قدماه وانتفخت وورمت فقيل له :أتصنع هذا وقد غفر ال لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال” :أفل
أكون عبدا شكورا”( .)2وكان ي صلي من الل يل إحدى عشرة رك عة ،ورب ما صلى ثلث عشرة رك عة( ،)3وكان
يصلي الرواتب اثنتي عشرة ركعة( )4وربما صلها عشر ركعات( ،)5وكان يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد
ما شاء ال( ،)6وكان يط يل صلة الل يل فرب ما صلى ما يقرب من خم سة أجزاء في الرك عة الواحدة( ،)7فكان
ورده من الصلة كل يوم وليلة أكثر من أربعين ركعة منها الفرائض سبع عشر ركعة(.)8
وكان ي صوم غ ير رمضان ثل ثة أيام من كل ش هر( )9ويتحرّى صيام الثن ين والخم يس( ،)10وكان ي صوم
شعبان إل قليلً ،بل كان ي صومه كله( ،)11ورغّ ب في صيام ست من شوال( ،)12وكان صلّى ال عل يه و سلّم
يصوم حتى يقال :ل يفطر ،ويفطر حتى يقال :ل يصوم( ،)13وما استكمل شهر غير رمضان إل ما كان منه
في شعبان ،وكان يصوم يوم عاشوراء( ،)14وروي عنه صوم تسع ذي الحجة( ،)15وكان يواصل الصيام اليومين
والثلثة وينهى عن الوصال ،وبيّن أنه صلّى ال عليه وسلّم ليس كأمته؛ فإنه يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه(،)16
النسائي ،4/205وأبو داود برقم ،2437وأحمد ،6/288وانظر صحيح النسائي رقم .2236 )(15
الترمزي وغيره ،وانظر :الحاديث الصحيحة برقم ،439وصحيح الترمذي .2/280 )(4
انظر فتح الباري 9/517و 549برقم ،5374ومن حديث عائشة رضي ال عنها برقم .5416 )(7
البخاري برقم ،6460ومسلم برقم 1055والقوت :هو ما يقوت البدن من غير إسراف وهو معنى الرواية الخرى عند مسلم )(2
"كفافا" ويكف عن الحاجة ،وقال أهل اللغة :القوت :هو ما يسد رمق ،وفي الكفاف سلمة من آفاق الغنى والفقر جميعا وال أعلم.
الفتح ،11/293وشرح النووي ,7/152والبي .3/537
مسلم .2/751 )(3
البخاري مع الفتح ،4/213وانظر :صحيح البخاري حديث رقم .6467 – 6461 )(6
ولهذا قال عبد ال بن الشّخّير :أتيت رسول ال صلّى ال عليه وسلّم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المِرجل من البكاء، )(4
أبو داود برقم ،904وصححه اللباني في مختصر الشمائل برقم ,276ومعنى :أزير المرجل :أي غليان القدر.
أحمد ،3/398وابن ماجه برقم ,246والحاكم ،4/481وابن حبان موارد , 2099وانظر :الحاديث الصحيحة برقم .1557 )(5
الفكر ،ويقل اللغو ،ويطيل الصلة ،ويقصر الخطبة ،ويحب الطيب
ول يرده ،ويكره الروائح الكريهة ،وكان أكثر الناس تبسما ،وضحك
فمي أوقات حتمى بدت نواجذه( )1ويمزح ول يقول إل حقّا ،ول يجفمو
أحدا ،ويقبل عذر المعتذر إليه ،وكان يأكل بأصابعه الثلث ويلعقهن،
ويتنفمس فمي الشرب ثلثا خارج الناء ،ويتكلم بجواممع الكلم ،وإذا
صملٍ ،يحفظمه ممن جلس إليمه ،ويعيمد الكلم
نم فَ ْ
تكلم تكلّم بكلم بيّ ٍ
ثلثا إذا لم تفهم حتى تُفهم عنه ،ول يتكلم من غير حاجة ،وقد جمع
ال له مكارم الخلق ومحاسمن الفعال ،فكانمت معاتبتمه تعريضا،
وكان يأ مر بالر فق ويح ثّ عل يه ،وين هي عن الع نف ،وي حث على
العفمو والصمفح ،والحلم ،والناة ،وحسمن الخلق ومكارم الخلق،
وكان يحمب التيممن فمي طهوره وتنعّله ،وترجّله ،وفمي شأنمه كله،
وكانت يده اليسرى لخلئه وما كان من أذى ،وإذا اضطجع اضطجع
على جنبمه اليممن ،ووضمع كفمه اليمنمى تحتمه خده اليممن ،وإذا
عرّس( )2قُبيل الصبح نصب ذرا عه ووضع رأسه على كفه ،وكان
مجلسمه :مجلس علم ،وحلم ،وحياء ،وأمانمة ,وصميانة ,وصمبر,
وسمكينة ,ول ترفمع فيمه الصموات ،ول تنتهمك فيمه الحرمات،
يتفاضلون فممي مجلسممه بالتقوى ،ويتواضعون ،ويًوقّرون الكبار،
ويرحَمُون ال صغار ،ويؤثرون المحتاج ،ويخرجون دعاة إلى الخ ير،
وكان يجلس على الرض ،ويأكمل على الرض ،وكان يمشمي ممع
الرملة والمسمكين ،والعبمد ،حتمى يقضمي له حاجتمه .وممر على
الصبيان يلعبون فسلّم عليهم ،وكان ل يصافح النساء غير المحارم.
وكان يتألف أصحابه ويتفقدهم ،ويكرم الكريم كل قوم ،ويقبل بوجهه
وحديثمه على ممن يحادثمه ،حتمى على أشرّ القوم يتألفهمم بذلك ،ولم
يكن فاحشا ول متفحشأ ول صخّابا( ،)3ول يجزي بالسيئة السيئة بل
يعفمو ويصمفح ويحلم ,ولم يضرب خادما ول امرأة ول شيئا قمط ,إل
أن يجاهمد فمي سمبيل ال تعالى ,ومما خُيّرم بيمن شيئيمن إل اختار
التعريس :نزول مسافة آخر الليل نزلةً للنوم والستراحة .انظر :النهاية في غريب الحديث .3/206 )(2
الصّخّاب :الصخب والسخب :الضجة واضطراب الصوات للخصام ،فهو صلّى ال عليه وسلّم لم يكن صخّابا في السواق )(3
انظر :تهذيب السيرة النبوية للمام النووي ص ،56ومختصر السيرة النبوية للحافظ عبد الغني المقدسي ص ،77وحقوق )(2
انظر :الفتح ،8/734وقيل :عاش بعدها إحدى وثمانين يوما .فتح .8/734 )(8
انظر :شرح النووي على صحيح مسلم , 8/422وشرح البي .4/244 )(7
البيداء :اسم للمفازة والصحراء التي ل شيء فيها ،وهي هنا موضع بذي الحليفة .فتح الملك المعبود .2/9 )(8
يمي نه مثل ذلك ،وعن يساره مثل ذلك ،ومن خلفه مثل ذلك( ,)1ورسول ال صلّى ال عليه وسلّم ب ين أظهرنا
وعل يه ينزل القرآن و هو يعلم تأويله و ما ع مل به من ش يء عمل نا به ...و ساق الحد يث وقال :ح تى إذا أ تى
عرفة فوجد القبة قد ضُرِبت له بنمرة فنزل بها.
قيل كان عددهم تسعين ألفا ،وقيل مائة وثلثين ألفا .انظر :المرجع السابق ،2/9و .105 )(1
والمعنى أنه أبطل كل شيء من أمور الجاهلية وصار كالشيء الموضوع تحت القدمين فل يعمل به في السلم ،فجعله )(2
كالشيء الموضوع تحت القدم من حيث إهماله وعدم المبالة به .انظر :شرح النووي ،8/432وشرح البي ،4/255وفتح الملك
المعبود .2/18
والمعنى الزائد على رأس المال باطل أما رأس المال فلصاحبه بنص القرآن ،انظر :شرح النووي .8/433 )(3
قيل :الكلمة هي :المر بالتسريح بالمعروف أو المساك بإحسان ،وقيل :هي ل إله إل ال ،وقيل :اليجاب والقبول ،وقيل: )(4
هي قوله تعالى{ :فَانكِحُواْ مَا طَابَ َلكُم مّنَ النّسَاءِ} ،سورة النساء ،الية .3 :قال النووي ،8/433وشرح البي ،4/256وفتح
الملك المعبود .2/19
والمعنى ل يأذن لحد من الرجال أو النساء تكرهون أن يدخل منازلكم ،وليس المراد من ذلك الزنا؛ لنه حرام سواء كرهه )(5
الزوج أو لم يكرهوه؛ ولن فيه الحد .شرح النووي ،8/433والبي ,4/257وفتح الملك المعبود .2/20
غير المبرّح :ل شديد ول شاق ،انظر :فتح الملك المعبود ،2/19وشرح النووي .8/434 )(6
والمعنى قد تركت فيكم أمرا لن تخطئوا إن تمسكتم به في العتقاد والعمل وهو كتاب ال الذي ل يأتيه الباطل من بين يده )(7
ول من خلفه ،وسكت عن السنة؛ لن القرآن هو الصل في الدين ،أو لن القرآن أمر باتباع السنة كما قال سبحانه{ :يَا أَ ّيهَا
خذُوهُ وَمَا َنهَا ُكمْ عَنْهُ
اّلذِينَ آ َمنُواْ َأطِيعُواْ اللّ َه وَأَطِيعُواْ الرّسُولَ} .سورة النساء ،الية .59 :وقال{ :وَمَا آتَاكُمُ الرّسُولُ فَ ُ
فَان َتهُوا} .سورة الحشر ,الية .7 :انظر :فتح الملك المعبود ،2/20وقد جاء عند الحاكم من حديث ابن عباس رضي ال عنهما
الوصية ب " ...كتاب ال وسنة نبيه "..وصححه اللباني في صحيحه الترغيب برقم .36
السبّابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس” :اللهم اشهد ،اللهم اشهد” ثلث مرات( .)1وقد كان في الموقف
جمّ غفير ل يُحصي عددها إل ال تعالى(.)2
وأُنزل على ال نبي صلّى ال عل يه و سلّم في يوم عر فة يوم الجم عة قوله تعالى{ :الْ َيوْ َم أَ ْكمَلْ تُ َلكُ مْ دِي َنكُ مْ
لمَ دِينًا}( )3وهذه أكبر نعم ال تعالى على هذه المة حيث أكمل تعالى
ت َلكُ مُ الِ سْ َ
َوأَ ْت َممْ تُ عَلَ ْيكُ مْ ِن ْعمَتِي وَرَضِي ُ
ل هم دين هم فل يحتاجون إلى د ين غيره ,ول إلى نبي غ ير نبيهم صلّى ال عل يه و سلّم؛ ولهذا جعله ال خا تم
النبياء ,وبعثه إلى الجن والنس فل حلل إل ما أحلّه ،ول حرام إل ما حرّمه ،ول دين إل ما شر عه ,وكل
ت كَ ِلمَ تُ رَبّ كَ صِدْقًا وَعَ ْدلً}( )4أي صدقا في
ش يء أ خبر به ف هو حق و صدق ,ل كذب ف يه ول خلف{ ,وَ َتمّ ْ
الخبار وعدلً في الوامر والنواهي ,فلما أكمل ال لهم الدين تمت عليهم النعمة(.)5
وقد ذُ كر أن عمر بكى عندما نزلت هذه الية في يوم عرفة ,فقيل له :ما يبكيك؟ قال :أبكاني أنا كنا في
زيادة من ديننا ,فأما إذا أُكمل فإنه لم يكمل شيء إل نقص( ,)6وكأنه رضي ال عنه توقع موت النبي صلّى ال
عليه وسلّم قريبا.
قيل :مائة وثلثون ألفا .انظر :فتح الملك المعبود .2/105 )(2
سورة المائدة ,الية ,3 :والحديث أخرجه البخاري برقم ,45ومسلم برقم .3017 ,3016 )(3
ذكره ابن كثير في تفسيره 2/12وعزاه بإسناده إلى تفسير الطبري .وهذا يشهد له قوله صلّى ال عليه وسلّم” :بدأ السلم )(6
البخاري 3/26برقم ,7447 ,7078 ,5550 ,4662 ,4406 ,3197 ,1741 ,105 ,67ومسلم برقم 1679واللفاظ من )(2
هذه المواضع.
البخاري برقم .1739 )(3
أبو داود برقم 1957وفي آخره قصة تدل على أنه يوم النحر ,والحديث صححه اللباني في صحيح سنن أبي داود برقم )(8
.1/369 ,1724
انظر :عون المعبود شرح سنن أبي داود ,5/432وفتح الملك المعبود تكملة المنهل العذب المورود ,2/100وفتح الباري )(9
.3/574
عليه وسلّم يخطب بين أوسط أيام التشريق ,ونحن عند راحلته ,وهي خطبة رسول ال صلّى ال عليه وسلّم
ال تي خ طب( )1بم نى( ,)2و عن أ بي نضرة قال :حدث ني من سمع خط بة ال نبي صلّى ال عل يه و سلّم و س ْطَ أيام
التشر يق فقال ” :يا أي ها الناس إن ربكم وا حد ,وإن أباكم وا حد ,أل ل فضل لعر بي على أعج مي ول لعج مي
على عربي ،ول لحمر على أسود ,ول لسود على أحمر على أحمر إل بالتقوى ,أبلغت”؟ قالوا :بلّغ رسول
ال صلّى ال عل يه وسملّم .ثمم قال” :أي يوم هذا”؟ قالوا :يوم حرام .ثمم قال” :أيّـ شهـر هذا”؟ قالوا :شهمر
حرام .ثم قال” :أي بلد هذا”؟ قالوا :بلد حرام .قال” :فإن ال قد حرّم بينكم دماءكم ,وأموالكم ,وأعراضكم,
كحرمة يومكم هذا ,في شهركم هذا ,في بلدكم هذا ،أبلغت”؟ قالوا بلّغ رسول ال صلّى ال عليه وسلّم .قال:
”ليبلغ الشاهد الغائب”(.)3
وهناك جمل من خطبه صلّى ال عليه وسلّم في حجة الوداع في الماكن المقدسة منها حديث ابن عباس
رضي ال عنهما أن رسول ال صلّى ال عليه وسلّم خطب الناس في حجة الوداع فقال” :إن الشيطان قد يئس
أن يُع بد بأرض كم ول كن ر ضي أن يُطاع في ما سوى ذلك م ما تحاقرون من أعمال كم فاحذروا ,إ ني قد تر كت
فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا ,كتاب ال وسنة نبيه ”...الحديث( .)4وحديث أبي أمامة رضي ال
عنه قال :سمعت رسول ال صلّى ال عليه وسلّم يقول وهو يخطب الناس على ناقته الجدعاء في حجة الوداع
يقول ” :يا أي ها الناس أطيعوا رب كم ,وصـلّوا خمسـكم ,وأدّوا زكاة أموالكـم ،وصـوموا شهركـم ,وأطيعوا ذا
أمركم تدخلوا جنة ربكم”(.)5
وخلصة القول :أن الدروس والفوائد والعبر المستنبطة من هذا المبحث كثيرة ,ومنها:
1م إن كل من قدم المدينة إجابة لذان النبي صلّى ال عليه وسلّم بالحج فقد حج مع النبي صلّى ال عليه
وسلّم؛ لقول جابر رضي ال عنه" :فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتمّ برسول ال صلّى ال عليه وسلّم
ويعمل مثل عمله"(.)6
2م استحباب نزول الحاج إلى عرفات بعد زوال الشمس إن تيسر ذلك.
ومعنى قوله" :وهي خطبته التي خطب بمنى" أي مثل الخطبة التي خطبها يوم النحر بمنى ,فالخطبتان :في يوم النحر ,وفي )(1
ثاني أيام التشريق اليوم الثاني عشر متحدتان في المعنى .انظر :عون المعبود ،5/431وفتح الملك المعبود .2/100
أبو داود برقم 1952ويشهد له حديث سرّاء بنت نبهان برقم 1953وصحح حديث أبي نجيح اللباني في صحيح سنن أبي )(2
.3/266وانظر :حديث أبي حرة الرقاشي عن عمه قال :كنت آخذ بزمام ناقة رسول ال صلّى ال عليه وسلّم في أوسط أيام
التشريق أذود عنه الناس ...وذكر فيه جملً تراجع ويراجع سند الحديث في مسند أحمد .5/72
ذكره المنذري في الترغيب وعزاه إلى الحاكم ,وحسنه اللباني صحيح الترغيب 1/21برقم 36وله أصل في صحيح مسلم. )(4
انظر :حديث رقم ,2812وانظر :مسند أحمد 2/368والحاديث الصحيحة برقم .472
الحاكم 1/473وصحيحه على شرط مسلم ,ووافقه الذهبي. )(5
انظر :فتح الباري ,577 ,3/574وشرح النووي 434 – 8/422و 52-51/ 9و ,11/182وفتح الملك المعبود في تكملة )(2
انظر :شرح البي على صحيح مسلم ,3/388وفتح الباري .7/349 )(5
يدعو لهم كما قالت عائشة رضي ال عنها” :ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع
يديه ثلث مرات ثم انحرف.)1(”...
وعن عقبة بن عامر رضي ال عنه أن النبي صلّى ال عليه وسلّم خرج يوما فصلى على قتلى أُحد صلة
الميت( )2بعد ثماني سنين كالمودع للحياء والموات ثم طلع علي المنبر فقال” :إني بين أيديكم فرط لكم ,وأنا
شهيد عليكم ,وإن موعدكم الحوض ,وإني وال لنظر إلى حوضي الن مقامي هذا ,وإني قد أعطيت مفاتيح
خزائن الرض ,أو مفاتيح الرض ،وإني وال ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي( ,)3ولكني أخاف عليكم الدنيا
أن تناف سوا في ها [وتقتتلوا فتهلكوا ك ما هلك من كان قبل كم] قال عق بة :فكا نت آ خر نظرة نظرت ها إلى ر سول
ال صلّى ال عليه وسلّم [على المنبر]”(.)4
فتوديعه صلّى ال عليه وسلّم للحياء ظاهر؛ لن سياق الحاديث يشعر أن ذلك كان آخر حياته صلّى ال
عليه وسلّم ,وأما توديعه للموات فباستغفاره لهل البقيع ودعائه لهل أحد ,وانقطاعه بجسده عن زيارتهم(.)5
وخلصة القول :أن الدروس والفوائد والعبر المستنبطة من هذا المبحث كثيرة ,منها:
1م حرص النبي صلّى ال عليه وسلّم على نفع أمته ,والنصح لهم في الحياة ,وبعد الممات؛ ولهذا صلى
على شهداء أحد بعد ثمان سنوات ،وزار أهل البقيع ودعا لهم ,وأوصى الحياء ونصحهم ,ووعظهم وأمرهم
ونهاهم فما ترك خيرا إل دلهم عليه ,ول شرًا إل حذرهم منه.
2م التحذ ير من فت نة زهرة الدن يا ل من فت حت عل يه ,فينب غي له أن يحذر سوء عاقبت ها ,ول يطمئن إلى
زخارفها ,ول ينافس غيره فيها ,ويستخدم ما عنده منها في طاعة ال تعالى(.)6
المبحث السادس :بداية مرضه صلّى ال عليه وسلّم وأمره لبي بكر أن يصلي بالناس
ر جع صلّى ال عل يه و سلّم من ح جة الوداع في ذي الح جة فأقام بالمدي نة بق ية الش هر ,والمحرم ,و صفرا,
وج هز ج يش أ سامة بن ز يد ر ضي ال ع نه ,فبين ما الناس على ذلك ابتدئ ر سول ال صلّى ال عل يه و سلّم
بشكواه في ليال بقين من صفر :قيل في الثاني والعشرين منه ,وقيل :في التاسع والعشرين ,وقيل :بل في أول
شهر ربيع الول ,وقد صلى على شهداء أحد فدعا لهم كما تقدم ,وذهب إلى أهل البقيع وسلم عليهم ودعا لهم
الحاديث الصحيحة دلت أن شهداء المعركة ل يصلى عليهم ,أما هذا الحديث فكأنه صلّى ال عليه وسلّم دعا لهم واستغفر لهم )(2
حين علم قرب أجله مودعا لهم بذلك ,كما ودع أهل البقيع بالستغفار لهم .انظر :فتح الباري 3/210و 7/349ورجح ذلك
العلمة ابن باز في تعليقه على فتح الباري .6/611
أي ل أخاف على مجموعكم؛ لن الشرك قد وقع من بعض أمته بعده صلّى ال عليه وسلّم .فتح الباري .3/211 )(3
البخاري من اللفاظ في جميع المواضع ,برقم ،6590 ,6426 ،4085 ,4042 ,3596 ,1344ومسلم برقم ,2296وما بين )(4
ابن هشام بسند ابن إسحاق ,انظر :سيرة ابن هشام ,4/320وانظر :البداية والنهاية لبن كثير ,5/224وفتح الباري 129 /8 )(1
,130 -وأخرجه أحمد 6/144و 228لبن ماجه ,والبيهقي ,وقال اللباني :إن ابن إسحاق قد صرح بالتحديث في رواية ابن
هشام فثبت الحديث والحمد ل .أحكام الجنائز ص .50
استعزبه :اشتد عليه وغلبه على نفسه. )(2
انظر :سيرة ابن هشام 4/320والبداية والنهاية ل بن كثير ,231 - 5/223وقيل :كان ذلك في التاسع والعشرين من شهر )(3
صفر يوم الربعاء ,فبقي في مرضه ثلثة عشر يوماً وهذا قول الكثر.
انظر :الفتح .8/129
صحيح مسلم برقم ,418وانظر :فتح الباري .8/129 )(4
هو علي بن أبي طالب رضي ال عنه كما قال ابن عباس في آخر حديث البخاري رقم 687ومسلم .418 )6(5
هذا من باب التداوي؛ لن لعدد السبع دخولً في كثير من أمور الشريعة ,وأصل الخلقة ,وفي رواية لهذا الحديث عند )(7
المخضب :هو إناء نحو المركن الذي يغسل فيه وتغسل فيه الثياب من أي جنس كان .النووي 4/379والفتح 1/301و )(9
.303
طفقنا :أي شرعنا :يقال :طفق يفعل كذا إذا شرع في فعل واستمر فيه .الفتح .3/303 )(10
البخاري برقم 198وذكر هنا له ستة عشر موضعا ,وقد جمع بين هذه المواضع اللباني في مختصر البخاري ,1/170 )(11
أي الذي أرسله إليه النبي صلّى ال عليه وسلّم ليصلي بالناس. )(2
البخاري برقم 687ومسلم برقم 418وقد اخترت بعض اللفاظ من البخاري وبعضها من مسلم. )(4
وزعم بعضهم أنها الصبح ,واستدل برواية أرقم بن شرحبيل عن ابن عباس” :وأخذ رسول ال صلّى ال عليه وسلّم القراءة )(5
من حيث بلغ أبو بكر ,وهذا لفظ ابن ماجه وإسناده حسن؛ لكن في الستدلل به نظر؛ لحتمال أن يكون صلّى ال عليه وسلّم
سمع لما قرب من أبي بكر الية التي انتهى إليها أبو بكر خاصة ,وقد كان هو يسمع الية أحيانا في الصلة السرية كما في
حديث أبي قيادة ,ثم لو سلم لم يكن فيه دليل على أنها الصبح بل يحتمل أن تكون المغرب فقد ثبت في الصحيحين من حديث أم
الفضل قالت" :سمعت رسول ال صلّى ال عليه وسلّم يقرأ في المغرب بالمرسلت عرفا ,ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه ال"
البخاري برقم 763و ,4429ومسلم برقم 462قال ابن حجر :لكن وجدت في النسائي أن هذه الصلة التي ذكرتها أم الفضل
كانت في بيته وقد صرح الشافعي أنه صلّى ال عليه وسلّم لم يصلّ بالناس في مرض موته في المسجد إل مرة واحدة وهي هذه
التي صلى فيها قاعدا وكان أبو بكر فيها أولً إماما ثم صار مأموما يسمع الناس التكبير .انظر :الفتح .2/175
أسيف :شديد الحزن :والمراد أنه رقيق القلب إذا قرأ غلبه البكاء فل يقدر على القراءة .فتح .203 ,165 ,2/152 )(6
أمرت ع مر ,فقالت له فقال ر سول ال صلّى ال عل يه و سلّم” :إنكنّـ لنتـن صـواحب يوسـف مروا أبـا بكـر
فلي صلّ بالناس” فقالت حف صة لعائ شة [ :ما ك نت ل صيب م نك خيرا] .قالت عائ شة :فأمروا أ با ب كر ي صلي
بالناس فل ما د خل في ال صلة و جد ر سول ال صلّى ال عل يه و سلّم من نف سه خ فة ,فقام يهادى ب ين رجل ين
ورجله تخطان في الرض ،حتى دخل المسجد ،فلما سمع أبو بكر حسه ذهب يتأخر ,فأومأ إليه رسول ال
صلّى ال عليه وسلّم” :قم مكانك” فجاء رسول ال صلّى ال عليه وسلّم حتى جلس عن يسار أبي بكر ,فكان
رسول ال صلّى ال عليه وسلّم يصلي بالناس جالسا وأبو بكر قائما يقتدي أبو بكر بصلة النبي صلّى ال عليه
وسلّم ويقتدي الناس بصلة أبي بكر”(.)1
والسبب الذي جعل عائشة رضي ال عنها تراجع النبي صلّى ال عليه وسلّم في إمامة أبي بكر بالصلة هو
ما بيّ َنتْه في رواية أخرى قالت رضي ال عنها” :لقد راجعت رسول ال صلّى ال عليه وسلّم في ذلك وما
ل قام مقا مه أبدا ,ول ك نت أرى
حمل ني على كثرة مراجع ته إل أ نه لم ي قع في قل بي أن ي حب الناس بعده رج ً
أ نه لن يقوم أحد مقامه إل تشاءم الناس به ,فأردت أن يعدل ذلك رسول ال صلّى ال عليه و سلّم عن أ بي
بكر”()2؛ ولهذا قال صلّى ال عليه وسلّم لها ولحفصة” :إنكن لنتن صواحب يوسف”(.)3
قال ابن كثير رحمه ال تعالى" :وتقديمه صلّى ال عليه وسلّم لبي بكر معلوم بالضرورة من دين السلم
()4
وتقديمه له دليل على أ نه أعلم الصحابة ,وأقرؤهم لما ث بت في الصحيح” :يؤم القوم أقرؤ هم لكتاب ال”..
الحديث .نعم قد اجتمعت في أبي بكر هذه الصفات رضي ال عنه.)5(...
وخلصة القول :أن الدروس والفوائد والعبر في هذا المبحث كثيرة ,ومنها:
1مم اسمتحباب زيارة قبور الشهداء بأحمد وقبور أهمل البقيمع والدعاء لهمم بشرط عدم شمد الرحال ,وعدم
إحداث البدع.
2م جواز تغسل الرجل زوجته وتجهيزها والزوجة كذلك.
3م جواز ا ستئذان الر جل زوجا ته أن يُمرّض في ب يت إحدا هن كان النتقال ي شق عل يه ,وإذا لم يأذن ّ
فحينئذ يقرع بينهن.
البخاري برقم 2/204 , 713ومسلم برقم ,418قول حفصة رضي ال عنها :ما كنت لصيب منك خيرا .البخاري برقم )(1
.679
البخاري برقم ,198و ,4445ومسلم برقم 418رواية .93 )(2
البداية والنهاية 5/234وروى البيهقي عن أنس رضي ال عنه أنه كان يقول” :آخر صلة صلها رسول ال صلّى ال عليه )(5
وسلّم مع القوم في ثوب واحد ملتحفاً به خلف أبي بكر” قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية ” :5/234وهذا إسناد جيد
على شرط الصحيح” ورجح العلمة ابن باز حفظه ال أن النبي صلّى ال عليه وسلّم لم يصلّ خلف أحد من أمته إل عبد
الرحمن بن عوف .قلت :أما الصلة التي صلها مع أبي بكر فإنه هو المام كما تقدم وال أعلم.
4م جواز المرض والغماء على ال نبياء بخلف الجنون فإ نه ل يجوز علي هم؛ ل نه ن قص ,والحملة من
مرض النبياء؛ لتكثير أجرهم ،ورفع درجاتهم ,وتسلية الناس بهم؛ ولئل يفتتن الناس بهم فيعبدونهم؛ لما يظهر
على أيديهم من المعجزات واليات البينات ,وهم مع ذلك ل يملكون لنفسهم ضرّا ول نفعاً إل ما شاء ال.
5م استحباب الغسل من الغماء؛ لنه ينشط ويزيل أو يخفف الحرارة.
6م إذا تأخر المام تأخراً يسيراً ينتظر ,فإذا شق النتظار صلى أعلم الحاضرين.
7م ف ضل أ بي ب كر وترجي حه على جم يع ال صحابة ر ضي ال عن هم ,وت نبيهه وت نبيه الناس أ نه أ حق
بالخل فة من غيره؛ لن ال صلة بالناس للخلي فة؛ ولن ال صحابة ر ضي ال عن هم قالوا” :رضي نا لدنيا نا من
رضيه رسول ال صلّى ال عليه وسلّم لديننا”.
8م إذا عرض للمام عارض أو شغل بأمر ل بد منه منعه من حضور الجماعة فإنه يستخلف من يصلي
بهم ويكون أفضلهم.
9م فضل عمر رضي ال منه؛ لن أبا بكر وثق به ,ولهذا أمره أن يصلي ولم يعدل إلى غيره.
10م جواز الثناء والمدح في الوجه لمن أُمِ نَ عليه العجاب والفتنة؛ لقول عمر رضي ال عنه” :أنت
أحق بذلك”.
11م دفع الفضلء المور العظيمة عن أنفسهم إذا كان هناك من يقول بها على وجه مقبول.
12م يجوز للمستخلف في الصلة ونحوها أن خلف غيره من الثقات لقول أبي بكر” :صلّ يا عمر”.
13م الصلة من أهم ما يسأل عنه.
14م فضل عائشة رضي ال عنها على جميع أزواج النبي صلّى ال عليه وسلّم الموجودات ذلك الوقت
وهن تسع إحداهن عائشة رضي ال عنهن.
15م جواز مراجعة ولي ال مر على سبيل العرض والمشاورة والستشارة بما يظهر أنه م صلحة ,لكن
بعبارة لطيفة تحمل الحكمة وحسن السلوب.
16م جواز وقوف المأموم بج نب المام لحا جة أو م صلحة :كإ سماع المأموم ين الت كبير في ال جم الغف ير
الذ ين ل ي سمعون ال صوت ,أو ض يق المكان ,أو علة أخرى ك صلة المرأة بالن ساء ,أو المنفرد مع المام ،أو
إمام العراة.
17م جواز رفع الصوت بالتكبير فينقل المبلغ للناس صوت المام إذا لم يسمع الناس تكبير المام.
18م التنبيه على الحرص على حضور الصلة مع الجماعة إل عند العجز التام عن ذلك.
19م العلم والفضل أحق بالمامة من العالم والفاضل.
20م إنما جعل المام ليؤتم به فإذا صلى جالسا صلي الناس جلوسا ,وإذا صلى قائما صلوا قياما.
21م البكاء في ال صلة من خش ية ال ل حرج ف يه ل كن ل يتكلف ذلك ول يطل به ,فإذا غل به البكاء في
الصلة بدون اختياره فل حرج(.)1
انظر :شرح النووي , 386 – 4/379وشرح البي ,302 -2/301وفتح الباري 164 ,152 ,151 /2و ,173 ,166 )(1
.206 ,203
انظر :البداية والنهاية لبن كثير .5/228 )(2
الخُلّة :الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خِلله؛ أي في باطنه ,وهي أعلى المحبة الخالصة ,والخليل :الصديق )(3
الخالص؛ وإنما قال ذلك صلّى ال عليه وسلّم؛ لن خلته كانت مقصوره على حب ال تعالى فليس فيها لغيره متسع ول شركة من
محاب الدنيا والخرة .انظر :النهاية في غريب الحديث ,2/72والمصباح المنبر ,1/180وشرح النووي ,5/16شرح البي
.2/426
مسلم برقم .532 )(4
معناه :أكثرهم جودا لنا بنفسه وماله ,انظر :فتح الباري ,1/559وشرح النووي .15/160 )(5
المبحث الثامن :اشتداد مرضه صلّى ال عليه وسلّم ووصيته في تلك الشدة
()2
عن عائشة رضي ال عنها أن رسول ال صلّى ال عليه وسلّم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات
وينفث فلما اشتد [الذي توفي فيه] كنت أقرأ [وفي رواية أنفث] عليه بهن وأمسح بيده نفسه رجاء بركتها .قال
ابن شهاب” :ينفث على يديه ثم يمسح يهما وجهه”( .)3وفي صحيح مسلم قالت” :كان رسول ال صلّى ال
عليه وسلّم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه
وأمسحه بيد نفسه؛ لنها كانت أعظم بركة من يدي”( .)4وعن عائشة رضي ال عنها قالت :اجتمع نساء النبي
صلّى ال عليه وسلّم فلم يغادر منهن امرأة فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول ال صلّى ال عليه
وسلّم .فقال” :مرحباً بابنتي” فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ,ثم إنه أسرّ إليها حديثاً فبكت فاطمة .ثم إنه
سارّها فضحكت أيضاً ,فقل تُ لها ما يبك يك؟ فقالت :ما كن تُ لف شي سرّ ر سول ال صلّى ال عل يه و سلّم.
فقلت :ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حُزْنٍ ،فقلت حين بكت أخصّك رسول ال صلّى ال عليه وسلّم بحديثه
دون نا ثم تبك ين؟ و سألتها ع ما قال :فقالت :ما ك نت لف شي سرّ ر سول ال صلّى ال عل يه و سلّم ,فل ما تو في
رسول ال صلّى ال عليه وسلّم قلت :عزمتُ عليك بمالي من الحق لما حدثتيني ما قال لك رسول ال صلّى
المراد بالمعوذات :قل هو ال أحد ,وقل أعوذ برب الفلق ,وقل أعوذ برب الناس .انظر :الفتح 8/131و .9/62 )(2
البخاري برقم ,5751 ,5735 ,5016 ,4439ومسلم برقم 2192وكان يفعل ذلك صلّى ال عليه وسلّم أيضاً إذا أوى إلى )(3
فراشه "فيقرأ بقل هو ال أحد ,وبالمعوذتين جميعاً ثم يمسح يهما وجهه وما بلغت من جسده يفعل ذلك ثلث مرات" البخاري برقم
.5748
مسلم برقم .2192 )(4
ال عل يه و سلّم؟ فقالت :أ ما الن فن عم :أ ما ح ين سارّني في المرة الولى فأ خبرني أن جبر يل كان يعار ضه
القرآن كل عام مرة وإنه عارضه به في العام مرتين ول أُراني( )1إل قد حضر أجلي فاتقي ال واصبري فإنه
ن عم ال سلف أ نا لك ,قالت :فبك يت بكائي الذي رأ يت ,فل ما رأى جز عي سارني الثان ية فقال ” :يا فاط مة أ ما
()2
ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ,أو سيدة نساء هذه المة”؟ قالت :فضحكت ضحكي الذي رأيت"
وفي رواية” :فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت”(.)3
و سبب ضحك ها ر ضي ال عن ها أن ها سيدة ن ساء المؤمن ين ,وأول من يل حق به من أهله ,و سبب الكباء أ نه
أخبرهما بموتمه صملّى ال عليمه وسملّم ,قال ابمن حجمر رحممه ال تعالى" :وروى النسمائي فمي سمبب الضحمك
المر ين"( )4أي بشارت ها بأن ها سيد ة ن ساء هذه ال مة ,وكون ها أول من يل حق به من أهله .و قد اتفقوا على أن
فاطمة رضي ال عنها أول من مات من أهل بيت النبي صلّى ال عليه وسلّم بعده حتى من أزواجه(.)5
وعمن عائشمة رضمي ال عنهما قالت" :مما رأيمت أحدا أشدّ عليمه الوجمع( )6ممن رسمول ال صملّى ال عليمه
وسلّم"(.)7
()8
و عن ع بد ال بن م سعود ر ضي ال ع نه قال :دخلت على ر سول ال صلّى ال عل يه و سلّم و هو يو عك
فم سسته بيدي فقلت :يا ر سول ال إ نك تو عك وعكا شديدا ,فقال ر سول ال صلّى ال عل يه و سلّم” :أ جل إ ني
أُو عك ك ما رَجُلن من كم” قال :فقلت :ذلك أن لك أجر ين .فقال ر سول ال صلّى ال عل يه و سلّم” :أ جل ذلك
كذلك ما من م سلم ي صيبه أذى من مرض ف ما سواه [شو كة ف ما فوق ها] إل حط ال ب ها سيئاته ك ما ت حط
الشجرة ورقها”(.)9
المراد بالوجع :المرض ,والعرب تسمي كل مرض وجعا .انظر :الفتح ,10/111وشرح النووي .16/363 )(6
يوعك :قيل الحمى ,وقيل ألمها ,وقيل إرعادها الموعوك وتحريكها إياه .الفتح .10/111 )(8
البخاري مع الفتح 10/111برقم ,5667 ,5661 ,5660 ,5648 ,5647ومسلم 4/1991برقم 2571واللفظ له إل ما بين )(9
المعكوفين.
()2
وعن عائشة وعبد ال بن عباس رضي ال عنهم قال :لما نُزِلَ( )1برسول ال صلّى ال عليه وسلّم طفق
يطرح خميصمة( )3له على وجهمه فإذا اغتمم( )4كشفهما عمن وجهمه وهمو كذلك يقول” :لعنـة ال على اليهود
والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد” يُحذرُ ما صنعوا(.)5
وعن عائشة رضي ال عنها أنهم تذاكروا عند رسول ال صلّى ال عليه وسلّم في مرضه فذكرت أمّ سلمة
وأم ّ حبيبة كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصوير ،فقال رسول ال صلّى ال عليه وسلّم” :إن أولئك إذا كان فيهم
الرجـل الصـالح فمات بنوا على قـبره مسـجداً وصـوّروا فيـه تلك الصـور ،أولئك شرار الخلق عنـد ال يوم
القيامة”(.)6
وعن عائشة رضي ال عنها أيضاً قالت" :قال رسول ال صلّى ال عليه وسلّم في مرضه الذي لم يقم منه:
”لعن ال اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد” قالت :فلول ذلك لبرزوا قبره ,غير أني أخشى أن
يُتخذ مسجدا"(.)7
و عن أ بي هريرة ر ضي ال ع نه عن ال نبي صلّى ال عل يه و سلّم أ نه قال” :ل تجعلوا بيوت كم قبورا ,ول
تجعلوا قبري عيدا ,وصلوا عليّ فإن صلتكم تبلغني حيث كنتم”(.)8
وعن أنس رضي ال عنه قال :لما ثقل النبي صلّى ال عليه وسلّم جعل يتغشاه ( ,)9فقالت فاطمة رضي ال
فقال لها” :ليس على أبيك كرب بعد اليوم” فلما مات قالت :يا أبتاه أجاب ربّا دعاه ,يا ()10
عنها :واكرب أباه
لبتاه من جنة الفردوس مأواه ,يا أبتاه إلى جبريل ننعاه( .)11فلما دُ فن قالت فاطمة رضي ال عنها :يا أنس!
أطابت نفوسكم أن تحثوا على رسول ال صلّى ال عليه وسلّم التراب”؟(.)12
وخلصة القول :أن الدروس والفوائد والعبر في هذا المبحث كثيرة ومنها:
نُزِل :أي لما حضرت المنية والوفاة .انظر :شرح السنوسي على صحيح مسلم بهامش البي ,2/425وفتح الباري .1/532 )(1
طفق :أي شرح وجعل ,انظر :شرح النووي ,5/16وشرح البي ,2/425حاشية السنوسي ,وفتح الباري .1/532 )(2
شيَ” ,وعند
البخاري برقم ,5815 ,4443 ,4441 ,3453 ,1390 ،1330 ,435ومسلم برقم 529ولفظ مسلم ”غير أنه خُ ِ )(7
شيَ”.
شيَ أو خُ ِ
البخاري برقم ” 1390غير أنه خَ ِ
أبو داود ,2/218وأحمد ,2/367وانظر صحيح أبي داود .1/383 )(8
لم ترفع صوتها رضي ال عنها بذلك ,وإل لنهاها صلّى ال عليه وسلّم .انظر :الفتح .8/149 )(10
سورة الحزاب ،الية ,30 :وانظر :شرح النووي ,5/14 ,366 ,365 ,16/238والبي .8/326 )(3
أ نه كل ما قو يت المعر فة هان البلء ,ومن هم من ين ظر إلى أ جر البلء فيهون عل يه البلء ,وأعلى من ذلك من
يرى أن هذا تصرف المالك في ملكه فيسلم ويرضى ول يعترض(.)1
10م التحذير من بناء المساجد على القبور ومن إدخال القبور والصور في المساجد ,ولعن من فعل ذلك,
وأنه من شرار الخلق عند ال تعالى يوم القيامة ,وهذا من أعظم الوصايا التي أوصى بها رسول ال صلّى ال
عليه وسلّم قبل موته بخمسة أيام(.)2
يوم الخميس وما يوم الخميس؛ معناه :تفخيم أمره في الشدة والمكروه ,والتعجب منه ,وفي رواية في أواخر كتاب الجهاد عند )(3
البخاري” :ثم بكى حتى خضب دمعه الحصى” .وفي رواية لمسلم” :ثم جعلت تسيل دموعه حتى رأيتها على خديه ”...انظر:
فتح الباري ،8/132وشرح النووي على صحيح مسلم.
المعنى :دعوني من النزاع والختلف الذي شرعتم فيه فالذي أنا فيه من مراقبة ال تعالى والتأهب للقائه ,والفكر في ذلك )(4
خير مما أنتم فيه ,أو فالذي أعانيه من كرامة ال تعالى الذي أعدها لي بعد فراق الدنيا خير مما أنا فيه من الحياة ..وقبل غير
ذلك .انظر :فتح الباري ,8/134وشرح النووي.
وأجيزوا الوفد :أي أعطوهم ,والجائزة العطية ,وهذا أمر منه صلّى ال عليه وسلّم بإجازة الوفود وضيافتهم وإكرامهم تطييبا )(5
لنفوسهم وترغيبا لغيرهم من المؤلفة قلوبهم ونحوهم ,وإعانة لهم على سفرهم .انظر :فتح الباري 7/135وشرح النووي.
البخاري برقم ,4432 ,4431ومسلم برقم .1637 )(6
البخاري ,7/86برقم ,7187 ,6627 ,4469 ,4468 ,4250 ,3730ومسلم برقم .2426 )(6
أحمد بلفظه ,3/117وإسناده صحيح ,ورواه ابن ماجه ,2/900وانظر صحيح ابن ماجه .2/109 )(8
و عن علي ر ضي ال ع نه قال :كان آ خر كلم ال نبي صلّى ال عل يه و سلّم” :ال صلة ال صلة و ما مل كت
أيمانكم”(.)1
وخلصة القول :أن الدروس والفوائد والعبر في هذا المبحث كثيرة ومنها:
1م وجوب إخراج المشركين من جزيرة العرب؛ لن النبي صلّى ال عليه وسلّم أوصى بذلك عند موته,
وقد أخرجهم عمر رضي ال عنه في بداية خلفته ,أما أبو بكر فقد انشغل بحروب الردة.
2م إكرام الوفود وإعطاؤهم ضيافتهم كما كان النبي عليه الصلة والسلم يفعل؛ لن النبي صلّى ال عليه
وسلّم أوصى بذلك.
3م وجوب العنا ية بكتاب ال ح سّا ومع نى :فيكرم ,وي صان ,ويت بع ما ف يه في فيع مل بأوامره ويجت نب
نواه يه ,ويداوم على تلو ته ,وتعل مه وتعلي مه ون حو ذلك؛ لن ال نبي صلّى ال عل يه و سلّم أو صى به في عدة
مناسبات ,فدل ذلك على أهميته أهمية بالغة مع سنة النبي صلّى ال عليه وسلّم.
4م أهمية الصلة؛ لنها أعظم أركان السلم بعد الشهادتين؛ ولهذا أوصى بها النبي صلّى ال عليه وسلّم
عند موته أثناء الغرغرة.
5م القيام بحقوق الممال يك والخدم و من كان ت حت الول ية؛ لن ال نبي صلّى ال عل يه و سلّم أو صى بذلك
فقال” :الصلة الصلة وما ملكت أيمانكم”.
6مم فضمل أسمامة بن زيمد حيمث أمّره النمبي صملّى ال عليمه وسملّم على جيمش عظيمم فيمه الكثيمر ممن
المهاجرين والنصار ,وأوصى بإنفاذ جيشه(.)2
7م فضل أبي بكر حيث أنفذ وصية رسول ال صلّى ال عليه وسلّم في جيش أسامة فبعثه؛ لقوله تعالى:
ب أَلِيمٌ}(.)3
ن َأمْرِ ِه أَن تُصِي َب ُهمْ فِتْ َن ٌة َأوْ يُصِي َب ُهمْ عَذَا ٌ
ن ُيخَا ِلفُونَ عَ ْ
{فَلْ َيحْذَ ِر الّذِي َ
أخرجه ابن ماجه ,2/901وأحمد برقم ,585وانظر :صحيح ابن ماجه .2/109 )(1
البخاري برقم ,6509 ,6348 ،4586 ,4463 ,4437 ,4436ومسلم برقم .2444 )(6
وفي رواية عنها رضي ال عنها أنها قالت :كان رسول ال صلّى ال عليه وسلّم وهو صحيح يقول” :إنه
()1
لم يقبض نبي قط حتى يُرى مقعده من الجنة ثم يخي ّر” قالت :فلما نزل برسول ال صلّى ال عليه وسلّم
ورأسه على فخذي غُشِيَ عليه ساعة ثم أفاق فأشخص بصرهُ إلى السقف ثم قال” :اللهم في الرفيق العلى”
فقلت :إذاً ل يختارنا ,وعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح ,قالت :فكان آخر كلمة تكلم بها رسول
ال صلّى ال عليه وسلّم” :اللهم مع الرفيق العلى”( .)2وقالت رضي ال عنها :سمعت النبي صلّى ال عليه
و سلّم و هو م سند إلي ّ ظهره يقول” :الل هم اغ فر لي وارحم ني ,وألحق ني بالرف يق العلى”( )3وكان صلّى ال
عل يه و سلّم مت صل بر به وراغباً في ما عنده ,ومحبّا للقائه ,ومحبّا ل ما يح به سبحانه ,و من ذلك ال سواك؛ ل نه
مطهرة لل فم مرضاة للرب ،ف عن عائ شة ر ضي ال عن ها قالت" :إن من ن عم ال علي ّ أن ر سول ال صلّى ال
عليه وسلّم توفي في بيتي ,وفي يومي ,وبين سحري( ,)4ونحري( ،)5وأن ال جمع بين ريقي وريقه عند موته,
()6
دخل عليّ عبد الرحمن [بن أبي بكر] وبيده السواك وأنا مسندة رسول ال صلّى ال عليه وسلّم [إلى صدري]
فرأي ته ين ظر إل يه وعر فت أ نه ي حب ال سواك ,فقلت :آخذه لك؟ ”فأشار برأ سه أن ن عم” فتناول ته فاش تد عل يه,
وقل تُ أُليّ نه لك؟ ”فأشار برأ سه أن ن عم” فلين ته [و في روا ية :فق صمته ,ثم مضغ ته([ )7و في روا ية فقضم ته
ثم دفعته إلى النبي صلّى ال عليه وسلّم فاستنّ به( )9فما رأيت رسول ال صلّى ال عليه ()8
ونفضته وطيبته
في ها ماء ,فج عل يد خل يده في الماء ()12
أو عل بة ()11
وب ين يد يه ركوة ()10
و سلّم ا ستن ا ستناناً قَ طْ أح سن م نه]
فيمسح بها وجهه ويقول” :ل إله إل ال إن للموت سكرات” ثم نصب يده فجعل يقول” :في الرفيق العلى”
صلّى ال عليه وسلّم. ()13
حتى قبض ومالت يده"
سحري :هو الصدر ,وهو في الصل :الرئة وما تعلق بها .الفتح ,8/139والنووي .15/218 )(4
طيبته :بالماء ,ويتحمل أن يكون تطييبه تأكيداً للينه ,الفتح .8/139 )(8
الركوة :إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء .انظر :النهاية في غريب الحديث .2/260 )(11
البخاري ,2/377برقم ,890وأخرجه البخاري في تسعة مواضع ,انظر ,2/377 :ومسلم برقم .2444 )(13
وقالت عائشة رضي ال عنها :مات النبي صلّى ال عليه وسلّم وإنه لبين حاقنتي( )1وذاقنتي( ,)2فل أكره شدة
الموت لحد أبداً بعد النبي صلّى ال عليه وسلّم(.)3
وخلصة القول :أن الدروس والفوائد والعبر في هذا المبحث كثيرة ,ومنها:
1م إن الرفيق العلى :هم الجماعة المذكورون في قوله تعالىَ { :ومَن ُيطِ عِ اللّ هَ وَالرّ سُولَ َفُأوْلَـ ِئكَ مَ عَ
ن َوحَ سُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا}( )4فالصحيح الذي
شهَدَاء وَال صّا ِلحِي َ
الّذِي نَ أَ ْنعَ مَ اللّ هُ عَلَ ْيهِم مّ نَ النّبِيّي نَ وَال صّدّيقِينَ وَال ّ
عل يه جمهور أ هل العلم أن المراد بالرف يق العلى هم ال نبياء ال ساكنون أعلى علي ين .ولف ظة رف يق تطلق على
حسُنَ أُولَـ ِئكَ رَفِيقًا}(.)5
الواحد والجمع؛ لقوله تعالىَ { :و َ
2م إن ال نبي صلّى ال عل يه و سلّم اختار الرف يق العلى ح ين خُيّ ر حبّا للقاء ال تعالى ,ثم حبّا للرف يق
العلى ،وهو الذي يقول صلّى ال عليه وسلّم” :من أحب لقاء ال أحب الله لقاءه”(.)6
3م فضل عائشة رضي ال عنها حيث نقلت العلم الكثير عنه صلّى ال عليه وسلّم ,وقامت بخدمته حتى
مات بين سحرها ونحرها؛ ولهذا قالت” :إن من نعم ال علي ّ أن رسول ال صلّى ال عليه وسلّم توفي في
بيتي وفي يومي ,وبين سحري ونحري”.
4م عنا ية ال نبي صلّى ال عل يه و سلّم بال سواك ح تى و هو في أ شد سكرات الموت ,وهذا يدل على تأ كد
استحباب السواك؛ لنه مطهرة للفم مرضاة للرب.
5م قول ال نبي صلّى ال عل يه و سلّم في سكرات الموت” :ل إله ال إن للموت سكرات” و هو الذي قد
ح قق ل إله إل ال ,يدل على تأكّدِ استحبابها والعناية بها والكثار من قولها وخاصة في مرض الموت؛ لن
”من كان آخر كلمه ل إله إل ال دخل الجنة”.
6م حرص النبي صلّى ال عليه وسلّم على مرافقة النبياء ودعاؤه بذلك يدل على أن المسلم ينبغي له أن
يسأل ال تعالى أن يجمعه بهؤلء بعد الموت في جنات النعيم ,اللهم اجعلنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
7م شدة الموت وسكراته العظيمة للنبي صلّى ال عليه وسلّم وقد غفر ال له ما تقدم من ذنبه وما تأخر,
فما بالنا بغيره.
الحاقنة :ما سفل من الذقن وقيل غير ذلك ,الفتح .8/139 )(1
والذاقنة :ما عل من الذقن وقيل غير ذلك ,الفتح ,8/139والحاصل أن ما بين الحاقنة والذاقنة :هو ما بين السحر والنحر, )(2
ما أزال أجد ألم لطعام :أي أحس اللم في جوفي بسبب الطعام .الفتح .8/131 )(1
وذلك أنه عندما فتح خيبر أُهديت له صلّى ال عليه وسلّم شاة مشوية فيها سم ,وكانت المرأة اليهودية سألت :أي عضو من )(2
الشاة أحب إليه؟ فقيل لها الذراع فأكثرت فيها من السم ,فلما تناول الذراع لك منها مضغة ولم يسغها ,وأكل معه بشر بن البراء
فأساع لقمته ,ومات منها ,وقال لصحابه :أمسكوا عنها فإنها مسمومة ,وقال لها :ما حملك على ذلك؟ فقالت :أردت إن كنت نبيّا
فيطلعك ال ,وإن كنت كاذبا فأريح الناس منك ...انظر :فتح الباري ,7/197والقصة في البخاري برقم ,3169و ,4249
,5777والبداية والنهاية لبن كثير .4/208
البهر عرق مستبطن بالظهر متصل بالقلب إذا انقطع مات صاحبه .الفتح .8/131 )(3
البخاري مع الفتح 8/131برقم 4428وقد وصله الحاكم والسماعيلي .انظر :الفتح .8/131 )(4
انظر :الفتح 8/131فقد ساق آثارا موصولة عند الحاكم وابن سعد .الفتح .8/131 )(5
انظر :التفصيل في ففتح الباري ,7/497والبداية والنهاية لبن كثير .212 -4/208 )(6
أبو داود برقم ,4512وقال اللباني :حسن صحيح .انظر :صحيح سنن أبي داود .3/855 )(7
أبو داود برقم 4513وصحح إسناده اللباني .انظر :صحيح سنن أبي داود .3/855 )(8
انظر :البداية والنهاية 4/210و 211و 212 – 4/210و .244 – 5/223 )(9
ذكره ابن كثير وعزاه بإسناده إلى البيهقي .انظر :البداية والنهاية .5/227 )(1
كأن وجهه ورقة مصحف :عبارة وكناية عن الجمال البارع وحسن البشرة وصفاء الوجه واستنارته .شرح البي على )(2
وقد ذكر ابن إسحاق أنه صلّى ال عليه وسلّم مات حين اشتد الضحى ,ويجمع بينهما بأن إطلق الخير بمعنى :ابتداء الدخول )(4
في أول النصف الثاني من النهار وذلك عند الزوال واشتداد الضحي يقع قبل الزوال ويستمر حتى يتحقق زوال الشمس ,وقد جزم
موسى بن عقبة عن ابن شهاب بأنه صلّى ال عليه وسلّم مات حين زاغت الشمس .الفتح .144- 8/143
ابتداء من صلته بهم قاعد الخميس كما تقدم .انظر :فتح الباري ,2/165والبداية .5/235 )(5
البخاري برقم ,4448 ,1205 ,754 ,681 ,608ومسلم برقم 419واللفاظ مقتبسة من جميع المواضع ,وانظر :مختصر )(6
السّنح :العالية وهو مسكن زوجة أبي بكر رضي ال عنه وهو منازل بني الحارث من الخزرج بيته وبين المسجد النبوي )(7
وفي رواية للبخاري :وهو مسجّى ببرد حبرة .البخاري برقم ,1241ومعنى مغشى ومسجى أي مغطى ,وبرد حبرة :نوع )(1
الفتح .8/147
قوله :ل يجمع ال عليك موتتين :فيه أقوال :قيل هو على حقيقته وأشار بذلك إلى الرد على من زعم أنه سيحيا فيقطع أيدي )(3
رجال..؛ لنه لو صح ذلك للزم أن يموت موتة أخرى ..وهذا أوضح الجوبة وأسلمها ,وقيل أراد ل يموت موته أخرى في القبر
كغيره إذ يحيا ليسئل ثم يموت ,وهذا أحسن من الذي قبله؛ لن حياته صلّى ال عليه وسلّم ل يعقبها موت بل يستمر حيّا والنبياء
حياتهم برزخية ل تأكل أجسادهم الرض ,ولعل هذا هو الحكمة في تعريف الموتتين ...أي المعروفتين المشهورتين الواقعتين
لكل أحد غير النبياء .انظر :فتح الباري 3/114و .7/29
سورة الزمر ،الية.30 : )(4
عقِرت :دهشت وتحيرت ,أما بضم العين فالمعنى هلكت .الفتح .8/146 )(6
نشج الناس :بكوا بغير انتحاب ,والنشج ما يحصل للباكي من الغصة .انظر :الفتح .7/30 )(7
إنما قالت النصار رضي ال عنهم :منا أمير ومنكم أمير على ما عرفوه من عادة العرب أنه ل يتأمر على القبيلة إل من )(8
يكون منها فلما سمعوا حديث الئمة من قريش رجعوا إلى ذلك وأذعنوا .الفتح .7/32
أي قريش .انظر :الفتح .7/30 )(9
عمر :بل نبايعك أنت فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول ال صلّى ال عليه وسلّم ,فأخذ عمر بيده فبايعه
وبايعه الناس ,فقال قائل :قتلتم سعد بن عبادة ,فقال عمر :قتله ال(.)1
قالت عائشة رضي ال عنها :في شأن خطبة أبي بكر وعمر في يوم موت النبي صلّى ال عليه وسلّم :فما
كان من خطبته ما من خط بة إل ن فع ال ب ها ,فل قد خوّف ع مر الناس وإن في هم لنفاقا فرد هم ال بذلك ,ثم ل قد
ت مِن
حمّدٌ ِإلّ رَ سُولٌ قَ ْد خَلَ ْ
ب صّر أ بو ب كر الناس الهُدى وعرّف هم الحق الذي علي هم وخرجوا به يتلون {وَمَا ُم َ
ضرّ اللّ َه شَيْئًا وَ سَ َيجْزِي اللّ هُ
عقِبَيْ هِ فَلَن يَ ُ
ب عَ َلىَ َ
عقَا ِبكُ مْ َومَن يَنقَلِ ْ
ت َأوْ قُ ِت َل انقَلَبْتُ مْ عَلَى أَ ْ
سلُ أَفَإِن مّا َ
قَبْلِ هِ الرّ ُ
الشّاكِرِينَ}( .)2وخطب عمر ثم أبو بكر يوم الثلثاء خطبة عظيمة مفيدة نفع ال بها والحمد ل.
قال أنس بن مالك رضي ال عنه :لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد جلس أبو بكر على المنبر ,وقام
ع مر فتكلم ق بل أ بي ب كر ,فح مد ال وأث نى عل يه ب ما هو أهله ,ثم قال :أي ها الناس إ ني ك نت قلت ل كم بال مس
ما كانت وما وجدتها في كتاب ال ,ول كانت عهدا عهدها إليّ رسول ال صلّى ال عليه وسلّم ,ولكني ()3
مقالة
كنت أرى أن رسول ال سيدبر أمرنا – يقول :يكون آخرنا – وإن ال قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول
ال ,فإن اعت صمتم به هدا كم ال ل ما كان هداه ال له ,وإن ال قد ج مع أمر كم على خير كم صاحب ر سول ال
صلّى ال عليه وسلّم ,وثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايعوه ,فبايع الناس أبا بكر رضي ال عنه البيعة
العامة بعد بيعة السقيفة .ثم تكلم أبو بكر ,فحمد ال وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال” :أما بعد ,أيها الناس فإني
ول يت عليكمم ولسمت بخيركمم( )4فإن أحسمنت فأعينونمي ,وإن أسمأت فقوّمو ني ،الصمدق أمانمة ،والكذب خيانمة,
والضعيف منكم قوي عندي حتى أزيح علته( )5إن شاء ال ,والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء
ال ,ل يدع قوم الجهاد فمي سمبيل ال إل ضربهمم ال بالذل ,ول يشيمع قوم قمط الفاحشمة إل عمهمم ال بالبلء,
أطيعو ني ما أط عت ال ور سوله ,فإذا ع صيت ال ور سوله فل طا عة لي علي كم ,قوموا إلى صلتكم يرحم كم
ال”( )6ثم استمر المر لبي بكر والحمد ل.
و قد ُبعِ ثَ صلّى ال عل يه و سلّم فب قي بم كة يد عو إلى التوح يد ثلث عشرة سنة يُو حى إل يه ,ثم ها جر إلى
المدينة وبقي بها عشر سنين ,وتوفي وهو ابن ثلث وستين سنة صلى ال عليه وآله وسلم(.)7
البخاري برقم ,3/113 ,142 ,1141و 7/19 ,3668 ,3667و .8/145 ,4454 ,4453 ,4452وقد جمعت هذه اللفاظ )(1
هي خطبته التي خطب يوم الثنين حينما قال :إن النبي صلّى ال عليه وسلّم لم يمت. )(3
وهذا من باب التواضع منه رضي ال عنه وإل فهم مجمعون على أنه أفضلهم وخيرهم رضي ال عنه .البداية والنهاية )(4
.5/248
والمعنى :الضعيف فيكم قوي حتى آخذ الحق له وأنصره وأعينه. )(5
البداية والنهاية 5/248وساق سند بن إسحاق قال :حدثني الزهري ,حدثني أنس بن مالك قال :لما بويع أبو بكر ...الحديث. )(6
توفي صلّى ال عليه وسلّم سنة إحدى عشرة للهجرة في ربيع الول يوم الثنين ,أما تاريخ اليوم فقد اختلف فيه :فقيل لليلتين )(3
خلتا من ربيع الول ,وقيل لليلة خلت منه ,وقيل غير ذلك ,وقيل مرض في التاسع والعشرين من شهر صفر ,وتوفي يوم الثنين
في الثاني عشر من ربيع الول سنة إحدى عشرة من الهجرة ,فكان مرضه ثلثة عشر يوما ,وهذا قول الكثر .انظر :البداية
والنهاية لبن كثير ,256 – 5/255وتهذيب السير للنووي ص ,25وفتح الباري .130-8/129
مسلم برقم .966 )(4
أخرجه ابن ماجه برقم ,1599وغيره وصححه اللباني في صحيح ابن ماجه ,1/267والحاديث الصحيحة برقم ,1106 )(2
وما نفضنا :من النفض :وهو تحريك الشيء ليزول ما عليه من التراب والغبار ونحوهما .انظر تحفة الحوذي .10/88 )(4
وإنا لفي دفنه :أي مشغولون بدفنه بعد .انظر :تحفة الحوذي .10/88 )(5
حتى أنكرنا قلوبنا :يريد أنهم لم يجدوا قلوبهم على ما كانت عليه من الصفاء واللفة لنقطاع مادة الوحي وفقدان ما كان )(6
يمدهم من الرسول صلّى ال عليه وسلّم من التأييد والتعليم ,ولم يرد أنهم لم يجدوها على ما كانت عليه من التصديق؛ فإن
الصحابة رضي ال عنهم أكمل الناس إيمانا وتصديقا .انظر :تحفة الحوذي .10/88
الترمذي وصححه ,5/589وأحمد ,3/68وابن ماجه برقم ,1631وقال ابن كثير في البداية والنهاية :إسناده صحيح على )(7
وخلصة القول :أن الدروس والفوائد والعبر المستفاد هذا المبعث كثيرة ,ومنها:
1م موت النبي صلّى ال عليه وسلّم أعظم مصيبة أصيب بها المسلمون.
2م إنكار ال صحابة قلوب هم ب عد موت ال نبي صلّى ال عل يه و سلّم؛ لفراق هم نزول الو حي وانقطا عه من
السماء.
3م النبي صلّى ال عليه وسلّم أحب إلى المسلمين من النفس ,والولد ,والوالد ,والناس أجمعين ,وقد ظهر
ذلك عند موته بين القريب والبعيد من أصحاب النبي صلّى ال عليه وسلّم ,بل وجميع المسلمين.
4م محبة الصحابة للقتداء والتأسي برسول ال صلّى ال عليه وسلّم في كل شيء من أمور الدين حتى
في زيارة النساء كبار السن ,كما فعل أبو بكر وعمر رضي ال عنهما.
البخاري ,5/356برقم ,4461 ،3098 ,2912 ,2873 ,2739واللفظ من هذه المواضع. )(1
أي لم يوص بثلث ماله ول غيره إذ لم له مال ,أما أمور الدين فقد تقدم أنه أوصى بكتاب ال وسنه نبيه ,وأهل بيته ,وإخراج )(3
المشركين من جزيرة العرب ,وبإجازة الوفد ,والصلة وملك اليمين وغير ذلك .انظر :شرح النووي .11/97
البخاري في عدة مواضع من حديث عائشة ومالك بن أوس ,وأبي بكر رضي ال عنهم ,برقم ,4036 ,3712 ,3093 )(4
,6726 ,5358 ,4240و .7305 ,6727ومسلم برقم ,757و ,1759 ,1758و ,1761واللفظ لعائشة عند مسلم.
أبو داود ,3/317والترمذي ,5/49وابن ماجه ,1/80وصححه اللباني في صحيح سنن ابن ماجه .1/43 )(5
) البخاري برقم 2068وكرره بفوائده في عشرة مواضع ,ومسلم برقم , 1603وانظر :جميعها في مختصر البخاري لللباني 1
.2/21
) انظر :شرح النووي .11/43 2
أحمد 6/154وقال ابن كثير في البداية والنهاية ,5/284وإسناده جيد ,وأخرجه الترمذي وغيره ,وانظر :الحاديث الصحيحة )(4
أبو داود ,1/275وابن ماجه ,1/524والنسائي ,3/91وصححه اللباني في صحيح النسائي .1/197 )(1
انظر :الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلّى ال عليه وسلّم للقاضي عياض .2/539 )(7
أحمد في المسند ,1/92والبخاري مع الفتح معلقا ,6/98وحسنه العلمة ابن باز ,وانظر :صحيح الجامع .3/8 )(8
الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلّى ال عليه وسلّم 2/549و .2/563 )(9
وعلمات محب ته صلّى ال عل يه و سلّم تظ هر في القتداء به صلّى ال عل يه و سلّم ,واتباع سنته ,وامتثال
أوامره ,واجتناب نواه يه ,والتأدب بآدا به ,في الشدة والرخاء ,و في الع سر والي سر ,ول شك أن من أ حب شيئا
آثره ,وآثر موافقته ,وإل لم يكن صادقا في حبه ويكون مدّعيا(.)1
ول شك أن من علمات محبته :النصيحة له؛ لقوله صلّى ال عليه وسلّم” :الدين النصيحة” قلنا لمن؟ قال:
”ل ,ولكتابه ,ولرسوله ,ولئمة المسلمين وعامتهم”( ,)2والنصيحة لرسوله صلّى ال عليه وسلّم :التصديق
بنبو ته ,وطاع ته في ما أ مر به ,واجتناب ما ن هى ع نه ,ومُؤازر ته ,ون صرته وحماي ته حيا وميتا ,وإحياء سنته
والعمل بها وتعلمها ,وتعليمها والذب عنها ,ونشرها ,والتخلق بأخلقه الكريمة ,وآدابه الجميلة(.)3
5م احترامه وتوقيره ونصرته كما قال تعالى{ :لِ ُت ْؤمِنُوا بِاللّ هِ وَرَ سُو ِل ِه وَ ُتعَزّرُو هُ وَ ُتوَقّرُو هُ}({ ,)4يَا أَ ّيهَا
جعَلُوا ُدعَاءَ الرّ سُولِ
سمِي ٌع عَلِي مٌ}({ ,)5ل َت ْ
ن يَدَ يِ اللّ هِ َورَ سُو ِل ِه وَاتّقُوا اللّ َه إِنّ اللّ َه َ
ن آمَنُوا ل ُتقَ ّدمُوا بَ ْي َ
الّذِي َ
ضكُم َبعْضًا}(.)6
بَيْ َنكُمْ كَدُعَاءِ َبعْ ِ
وحر مة ال نبي صلّى ال عل يه و سلّم ب عد مو ته ,وتوقيره لزم كحال حيا ته وذلك ع ند ذ كر حدي ثه ,و سنته,
وسماع اسمه وسيرته ,وتعلم سنته ,والدعوة إليها ,ونصرتها(.)7
ي يَا أَ ّيهَا الّذِينَ
ن عَلَى النّبِ ّ
6م الصلة عليه صلّى ال عليه وسلّم قال الله تعالى{ :إِنّ الّل َه َومَل ِئكَ َتهُ يُصَلّو َ
آمَنُوا صَلّوا عَلَيْ هِ وَ سَّلمُوا تَ سْلِيمًا}( ,)8وقال صلّى ال عليه وسلّم ..” :من صلى عليّ صلة صلى ال عليه
بها عشرا”( ,)9وقال صلّى ال عليه وسلّم” :ل تجعلوا بيوتكم قبورا ,ول تجعلوا قبري عيدا وصلوا عليّ فإن
صلتكم تبلغني حيث كنتم”( ,)10وقال صلّى ال عليه وسلّم” :البخيل من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ”( ,)11وقال
صلّى ال عل يه و سلّم ” :ما جاس قوم مجل سا لم يذكروا ال ف يه ,ولم ي صلّوا على نبيهم إل كان علي هم ترة,
فإن شاء عذبهـم وإن شاء غفـر لهـم”( ,)12وقال صملّى ال عل يه وسملّم” :إن ل ملئكـة سـياحين فـي الرض
انظر :الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلّى ال عليه وسلّم .582– 2/571 )(1
الشفاء بتعريف حقوق المصطفي صلّى ال عليه وسلّم للقاضي حياض .584- 2/582 )(3
أخرجه أبو داود 2/218برقم ,2041وحسنه اللباني في صحيح أبي داود .1/283 )(3
راجع كتاب جلء الفهام في الصلة واللم على خير النام صلّى ال عليه وسلّم للمام ابن القيم رحمه ل تعالى. )(4
أحمد ,3/261وابن حبان الرقم ( 2390موارد) ,والحاكم ،1/551وصححه الرنؤوط في تحقيقه لجلء الفهام ص .65 )(7
الفهـرس
الصفحة الموضوع
المقدمة
المبحث الول :خلصة نسبه وولدته ووظيفته صلّى ال عليه وسلّم
الدروس والعبر
المبحث الثاني :اجتهاده وجهاده صلّى ال عليه وسلّم وأخلقه
.1كان صلّى ال عليه وسلّم أسوة لكل مسلم
.2صلته صلّى ال عليه وسلّم
.3صومه صلّى ال عليه وسلّم
.4صدقته صلّى ال عليه وسلّم
.5جهاده صلّى ال عليه وسلّم
.6معاملته صلّى ال عليه وسلّم
.7خلقه صلّى ال عليه وسلّم
.8زهده صلّى ال عليه وسلّم
.9ورعه صلّى ال عليه وسلّم
.10توسطه صلّى ال عليه وسلّم
خـــــــيرالدين
nilkheireddine@yahoo.fr