C 5 Dramkc 2 L

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 3

‫المحاضرة الخامسة‬

‫نظريــــــة التعبيــــــر‪ :‬كانط‪ ،‬هيجل‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫وردت مادة [ع ب ر] في اللغة بمعنى‪ :‬قيل لعابر الرؤيا‪ :‬عابر ألنه يتأمل في ناحيتَ ْي الرؤيا‬
‫فيتفكر في أطرافها‪ ،‬ويتدبر ك ّل شيء منها ويمضي بفكره فيها من أول ما رأى النائم إلى آخر‬
‫‪1‬‬
‫ما رأى‪ ...‬وعبّر ما في نفسه‪ :‬أعرب وبيّن‪.‬‬

‫أما من حيث االصطالح فنظرية التعبير هي أن يعيد األديب خلق الحياة من خالل رؤيته‬
‫الخاصة‪ 2.‬فاألديب من وجهة نظر التعبيريين " يبدع أشكاال أدبية جميلة من أعماق نفسه أو‬
‫ظهرت‬ ‫‪3‬‬
‫من اتصاله الوثيق بالطبيعة وحدها"‪.‬‬
‫المدرسة التعبيرية كرد فعل على المدرسة الكالسيكية التي أفرزتها نظرية المحاكاة التي‬
‫تدعو إلى تمجيد الماضي والتأكيد على العقل والحث على ّ‬
‫أن الشعر خادم للمجتمع واألخالق‪.‬‬
‫وهي مدرسة تدعو إلى أدب يعبر عن الذات اإلنسانية‪ ،‬على اعتبار ّ‬
‫أن الوجود األول هو‬
‫‪4‬‬
‫الذات وأما الوجود الوجود الموضوعي فهو ثان ألنه متلون بإدراك الذات المدركة‪.‬‬

‫أن الذات هي التي تخلق الموضوع‪ّ ،‬‬


‫ألن األذواق‬ ‫إن فلسفة النظريـــــــــة التعبيرية ترى ّ‬
‫ّ‬
‫تتغير‪ ،‬وما دامت األذواق تتغير فإن العالم المدرك كذلك يتغير هو اآلخر من ذات إلى أخرى‪،‬‬
‫وبالتالي يكون الشيء في الشعر بحسب ما يمليه الشعور والوجدان ال ما تمليه الطبيعة‪،‬‬
‫فقولك‪ :‬هذا جميل هو ذكر للصفة دون الكشف عنها‪ ،‬وهو وصف فيه تعميم دون أن يخصص‬
‫كيف هو هذا الجمال أي أن العبارة ال تفرق بين جمال وجمال آخر‪ ،‬لكن في الحقيقة هل‬
‫ماتراه أنت جميال هو بالضرورة جميل عند غيرك‪ ،‬وإن كان جميال قد يختلف‬

‫الشعور بهذا الجمال من ذات ألخرى‪ ،‬وتصبح الذات هي التي توجد هذا الجمال وتنشئه‪.‬‬

‫ـ لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬مج‪ ،4‬ص‪.530:‬قدير‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬ـ ين ظر‪ ،‬نظرية األدب في النقد التاثري العربي المعاصر‪ ،‬شايف عكاشة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د ت‪،‬‬
‫ص‪33:‬ـ‪.34‬‬
‫‪3‬‬
‫ـ في نظرية األدب‪ ،‬تيري إيغلتون‪ ،‬ص‪.118:‬‬
‫‪4‬‬
‫ـ مقدمة في نظرية األدب‪ ،‬عبد المنعم تليمة‪ ،‬دار الثقافة للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪1976 ،‬م‪ ،‬ص‪.194:‬‬
‫‪5‬‬
‫األسس الفكرية والفلسفية‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ اعتماد الفلسفة المثالية الذاتية‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ الدعوة إلى الفردانية الذاتية‪ ،‬حاملين شعار دعه يعبر عن ذاته‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ التعبير عن اآلراء واألفكار بغض النظر عن االنتماء العائلي‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ جوهر الفرد‪ ،‬الحرية‪ ،‬الشعور‪ ،‬والوجدان‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ دون اإلدراك الذاتي يعدّ العالم الموضوعي غير موجود‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ تقديم الشعور والوجدان والعاطفة على العقل والتجربة والخبرة‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ الفن تعبير عن صورة العالم الخاصة‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ االهتمام بالشاعر أكثر من األسلوب‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مهمة األدب ووظيفته‪:‬‬

‫تتمثل وظيفة األدب عند التعبيريين في إثارة االنفعاالت والعواطف أي إثارة عاطفة الحب‬
‫أو الكره أو غيرها فالنفس ال تصوير عوائق المحبين‪.‬‬

‫لقد ذهبت المدرسة التعبيرية وفق هذا المنطق إلى القول ّ‬


‫بأن الشعر يكشف عن جمال‬
‫الكون ويجسد السعادة الفنية‪ ،‬ويستطيع أن يخلقها وإن لم تكن موجودة فعال‪ .‬فاألدب وفق‬
‫الطرح التي تقدمه نظرية التعبير خلق وإبداع وعبقرية فردية‪.‬‬

‫ويعد ك ّل من كانط(‪ )1804/1724‬وهيجل(‪ )1831/1770‬الفيلسوفين المنظرين ألصول‬


‫النظرية التعبيرية‪ ،‬ومنها استمد األدباء الرؤيا لتأسيس لهذه المدرسة الفلسفية األدبية‪ ،‬ذلك أن‬
‫كانط فرق بين المعرفتين‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫ـ ينظر‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.52،53:‬‬
‫‪6‬‬
‫ـ ينظر‪،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.51:‬‬
‫المعرفة الحسية‪ ،‬والمعرفة الشعورية‪ .‬معتبرا الشعور الطريق للمعرفة الحقيقية‪ ،‬فإذا عرف‬
‫اإلنسان نفسه كما هو نفسه فإن ظواهر الحس تتعرف عليه‪ ،‬مخالفا مقولة جون لوك‪ ،‬وهيوم‪:‬‬
‫أن المعرفة اإلنسانية تأتي عن طريق الحواس المنفصلة‪ ،‬يقول‪ " :‬إن اإلحساسات واألفكار ال‬
‫تأتي إلى أذهاننا إالّ إذا احتجناها‪ ،‬إذ فينا وكيال بالتوجيه واالختيار في استخدامها‪ ،‬وهو سيد‬
‫لها أال وهو العقل الموجود"‪ 7.‬كما اعتبر ّ‬
‫أن ك ّل فنان فنان يبدأ من البداية‪ ،‬وهذا الكالم الذي‬
‫‪8‬‬ ‫قدمه كانط يوحي على ّ‬
‫أن هناك قوى خفية تمنح الموهبة الفنية‪.‬‬

‫أ ّما هيجل فهو زعيم المثالية بعد أفالطون يرى أن مصدر ّ‬


‫الفن هو التجربة الخاصة الذات‬
‫والفن مظهر للحقيقة‪ ،‬والفنان هو مدرك الحقيقة أي الفنان يدرك الحقيقة إدراكا خاصا ومن ثم‬
‫مضمون الفن هو فكرة الجمال المستقلة عن مهمته في الحياة‪ ،‬ودراسة اإلبداع هي دراسة‬
‫‪9‬‬
‫المبدع الفنان الذي يتمثل عن طريق الخيال‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ـ قصة الفلسفة‪ ،‬ول ديورانت‪ ،‬تر‪ :‬فتح هللا محمد المشعشع‪ ،‬منشورات مكتبة المعارف‪ ،‬بيروت‪ ،‬د ت‪ ،‬د ط‪ ،‬ص‪.339:‬‬
‫‪8‬‬
‫ـ ينظر‪ ،‬في نظرية األدب‪ ،‬شكري عزيز ماضي‪ ،‬ص‪.117:‬‬
‫‪9‬‬
‫ـ في نظرية األدب‪ ،‬شكري عزيز الماضي‪ ،‬ص‪.52:‬‬

You might also like