Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 30

‫ماستر‪ :‬قانون المقاولة‬

‫وحدة‪ :‬صعوبات المقاولة‬


‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫مسطرة االنق اذ‬

‫تحت اشراف‪:‬‬ ‫من انجاز الطلبة‪:‬‬


‫االستاذة فاتحة المشماشي‬ ‫اكرام فارس‬
‫اتليلي عبد اللطيف‬

‫السنة الجامعية‪2022.2023:‬‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫شهد العالم تحوالت تطورات عديدة و خاصة على مستوى الحياة التجارية و‬
‫االقتصادية ‪ ،‬و امام محدودية الموارد المالية للدولة‪ ،‬باتت المقاولة الرهان‬
‫االساسي لتحقيق التنمية االقتصادية و كذا االجتماعية‪ .‬باعتبارها وحدة لإلنتاج و‬
‫خلق الثروات و فرص الشغل داخل اطار تنظيمي مهني محترف برأسمال و مقر‬
‫اجتماعي في معظم الدول‪.‬‬
‫و نظرا لألهمية التي تحتلها المقاوالت‪ ،‬عمل المغرب على ادخال العديد من‬
‫االصالحات و اتخاذه لمجموعة من التدابير و االجراءات التي كان من ضمن‬
‫اولوياتها تحديث المنظومة التشريعية و القانونية لألعمال‪ ،‬تماشيا و التحوالت‬
‫التي تعرفها الساحة الدولية و االقليمية‪ ،‬و ذلك حماية للمقاولة المغربية من‬
‫المخاطر التي من الممكن ان تهدد وجودها و استمرارية نشاطها‪ ،‬خاصة مع ما‬
‫ابان عنه تطبيق نظام االفالس الذي كان يغلب عليه طابع التصفية و العقاب‪ ،‬من‬
‫مظاهر الخلل و القصور‪.‬‬
‫و رغبة من المشرع المغربي في الحفاظ على استمرارية نشاط المقاولة و‬
‫تصحيح اوضاعها فقد تم تعويض نظام االفالس بنظام معالجة صعوبات المقاولة‪،‬‬
‫عبر تبني مجموعة من المساطر‪ ،‬لمواكبة المقاولة المريضة و معالجتها‪ ،‬بموجب‬
‫الكتاب الخامس من مدونة التجارة ‪ 1‬الصادر سنة ‪.1996‬‬
‫و بناء على ما ابانت عليه الممارسة العلمية لهذا النظام من اختالالت و قصور‪،‬‬
‫خاصة على مستوى تطبيق المساطر‪ ،‬اذ اتضح من خالل االحصائيات المتوفرة‬
‫على مستوى المحاكم التجارية للمملكة ان ما عدده تسعة اعشار مساطر التسوية‬
‫المفتوحة كانت تنتهي في الغالب بالتصفية القضائية‪.2‬‬
‫و وعيا من المشرع بالخلل التشريعي و خاصة الدور الذي تلعبه المساطر‬
‫المؤطرة لصعوبات المقاولة في التاثير على مناخ االستثمار و مواكبة المنافسة‬

‫‪ - 1‬القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4418‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬جمادى االولى ‪ 3( 1417‬اكتوبر ‪ ،)1996‬ص‪:‬‬
‫‪.2187‬‬
‫‪ - 2‬مقتطف من كلمة سيد وزير العدل االستاذ محمد اودار بمناسبة تقديم مشروع قانون رقم ‪ 73.17‬المتعلق بنسخ و تعويض الكتاب الخامس من‬
‫مدونة التجارة ‪ 15.95‬فيما يخص مساطر صعوبات المقاولة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫االقتصادية الدولية‪ ،‬جعله يقوم بعدة تعديالت ‪ 3‬هامة لمقتضيات مدونة التجارة‪،‬‬
‫غير ان اهم هذه التعديالت تمثلت في تبني القانون رقم ‪ ، 17.73‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 19‬ابريل ‪ ،2018‬و القاضي بنسخ و تعويض الكتاب الخامس من مدونة التجارة‬
‫‪ ،‬كترسانة قوية و مرنة‪ .‬هذا القانون الذي جاء بجملة من المستجدات همت‬
‫مساطر التسوية و التصفية القضائية‪ ،‬من خالل اعادة صياغة بعض النصوص و‬
‫توضيح و تدقيق بعض المصطلحات‪ .‬باالضافة الى احداث و الول مرة لمسطرة‬
‫جديدة و يتعلق االمر بمسطرة االنقاذ التي تهدف الى التشخيص المبكر لوضعية‬
‫المقاولة‪ ،‬و كذا الصعوبات و الوقائع التي من شانها ان تخل باستمرارية المقاولة‪،‬‬
‫خاصة الصغيرة و المتوسطة منها‪ ،‬التي تشكل ازيد من ‪ 90‬في المائة من النسيج‬
‫المقاوالتي بالمغرب‪.‬‬
‫و تجدر االشارة الى ان التسمية التي خصها بها المشرع المغربي و هي {مسطرة‬
‫االنقاذ} تثير نوعا من التحفظ على اعتبار ان مفهوم االنقاذ هو مفهوم واسع و‬
‫قابل لتطبيق على جميع المساطر المنظمة بمقتضى الكتاب الخامس‪.4‬‬
‫اهمية الموضوع ‪:‬‬
‫تكتسي مسطرة االنقاذ كمسطرة من مساطر الوقاية و المعالجة من صعوبات‬
‫المقاولة اهمية قانونية و اقتصادية و اجتماعية‪ ،‬باعتبارها من بين المستجدات‬
‫الرئيسية التي جاء بها قانون ‪ ،17.73‬و كآلية فعالة من شانها تعزيز قدرات‬
‫المقاولة على التشخيص المبكر و ايجاد الحلول المالئمة للصعوبات‪ ،‬التي قد‬
‫تحول دون استمرارية نشاطها‪ ،‬فضال عن ضمان فرص الشغل و تسديد الخصوم‪.‬‬
‫االشكالية‪:‬‬
‫انطالقا مما سبق‪ ،‬تتمحور اشكالية الموضوع الذي نحن بصدد تناوله فيما مدى‬
‫تمكن المشرع المغربي من خالل مقتضيات القانون ‪ 73.17‬من وضع ترسانة‬
‫تشريعية تمكنه من انقاذ المقاولة و الحفاظ عليها داخل النسيج االقتصادي الوطني‬
‫و الدولي على حد سواء؟‪.‬‬

‫‪ - 3‬عرفت مدونة التجارة عدة تعديالت بمقتضى القوانين االتية‪ :‬القانون رقم ‪ ،54.17‬القانون ‪ ،49.15‬القانون ‪ ،81.14‬القانون ‪ ،134.12‬القانون‬
‫‪ ،32.10‬القانون ‪.24.04‬‬
‫‪ - 4‬عالل فالي‪ :‬مساطر معالجة صعوبة المقاولة‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ، 2019‬ص‪.92 :‬‬

‫‪3‬‬
‫هذه االشكالية المحورية تتخللها عدة تساؤالت فرعية من قبيل‪:‬‬
‫ما مفهوم مسطرة االنقاذ؟‬
‫ما اهدافها و خصائصها؟‬
‫و ما هي االثار المترتبة عن قبول طلب فتح المسطرة؟‬
‫المنهج المعتمد‪:‬‬
‫سنحاول االجابة عن االشكالية اعاله و التساؤالت المتفرعة عنها‪ ،‬من خالل‬
‫مقاربة منهحية وصفية تحليلية‪ ،‬تتبلور في تحليل مستجدات الكتاب الخامس من‬
‫مدونة التجارة الجديدة و اعتمادا على المنهج المقارن في بعض القراءات التي‬
‫تتطلب ذلك‪.‬‬
‫و سيرا منا لمقاربة االشكالية المطروحة و مختلف االسئلة المتفرعة عنها‪ ،‬و‬
‫محاولة إلعطاء مقترب جواب عنها‪ ،‬سنعمد الى تبني التصميم المبين اسفله‪:‬‬
‫المبحث االول‪ :‬االحكام العامة لمسطرة االنقاذ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اثار الحكم بفتح مسطرة االنقاذ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث االول‪ :‬االحكام العامة لمسطرة االنقاذ‬
‫تثير مسطرة االنقاذ نوعا من التحفظ من خالل مفهومها الواسع اي االنقاذ‪ ،‬فهو‬
‫مفهوم قابل التطبيق على كل المساطر المنظمة بمقتضى الكتاب الخامس‪ ،‬و‬
‫بالتالي ان كل هذه المساطر تعتبر انقاذية بحسب الحالة‪ ،‬فمثال مساطر الوقاية‬
‫تهدف الى انقاذ المقاولة من الوقوع في حالة التوقف عن الدفع‪ ،‬مسطرة التسوية‬
‫التي تهدف الى انقاذ المقاولة من االختالل بشكل ال رجعة فيه و بالتالي تصفيتها‬
‫قضائيا‪ ،‬بل و ان حتى مسطرة التصفية القضائية تروم الى انقاذ المقاولة من‬
‫االنهيار الكامل و فقدان االصول التي ال زالت متوفرة لديها ‪.5‬‬
‫و يشترط لفتح مسطرة االنقاذ توفر مجموعة من الشروط الشكلية و الموضوعية‬
‫التي تميزها عن مساطر الوقاية من جهة‪ ،‬و عن مساطر التسوية و التصفية‬
‫القضائية من جهة اخرى‪ ،‬و التي باستفائها و التأكد من توفرها يمكن للمحكمة‬
‫المقدم اليها الطلب ان تقضي بفتحها و تعيين األجهزة المكلفة باالشراف عليها و‬
‫مراقبتها‪ .‬و عليه سنتناول من خالل هذين المطلبين ‪ :‬ماهية مسطرة االنقاذ‬
‫(المطلب االول)‪ ،‬و شروط و اجراءات مسطرة االنقاذ (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬ماهية مسطرة االنقاذ‬
‫قبل التطرق ألهداف و خصائص هذه المسطرة ( الفقرة الثانية)‪ ،‬سنتطرق اوال‬
‫لمفهومها (الفقرة االولى)‪.‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬مفهوم مسطرة االنقاذ‬
‫تعتبر مسطرة االنقاذ من ابرز ما جاء به القانون ‪ 673.17‬و مستجدا هاما يهدف‬
‫الى انقاذ المقاولة التي تعاني من صعوبات قبل ان تصل الى مرحلة التوقف عن‬
‫الدفع‪ ،‬مع ضمان استمرار رئيس المقاولة في تسييرها و عدم تعرضه ألي‬
‫جزاءات‪. 7‬‬

‫‪ - 5‬عالل فالي‪ :‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2019 ،‬ص‪.92:‬‬
‫‪ - 6‬قانون صادر بمقتضى الظهير الشريف رقم ‪ 1.18.26‬الصادر بتاريخ‪ 19‬ابريل ‪ 2019‬بمدونة التجارة فيما يخص مساطر صعوبات المقاولة‬
‫منشور بالجريدة الرسمية عدد‪ 6667 :‬بتاريخ ‪ 23‬ابريل ‪.2018‬‬
‫‪ - 7‬فاطمة برتاوش ‪ :‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة في ضوء القانون رقم ‪ 73.17‬و مستجدات العمل القضائي‪ ،‬منشور بمجلة القانوني‪ ،‬مطبعة‬
‫النجاح الجديدة( ‪ ،)CTP‬الدار البيضاء‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،2019 ،‬ص‪.111 :‬‬

‫‪5‬‬
‫و بالرجوع الى القانون ‪ 73.17‬في مادته ‪ 560‬تنص على انه " تهدف مسطرة‬
‫االنقاذ الى تمكين المقاولة من تجاوز صعوباتها‪ ،‬و ذلك من اجل ضمان‬
‫استمرارية نشاطها‪ ،‬و الحفاظ على مناصب الشغل بها‪ ،‬و تسديد خصومها ‪."8‬‬
‫و من خالل قراءتنا المتواضعة‪ ،‬للمادة اعاله اتضح لنا انها لم تعرف مسطرة‬
‫االنقاذ بشكل واضح‪ ،‬اال انه يمكن استنباط تعريف لها‪ ،‬فهي مسطرة هدفها تجاوز‬
‫الصعوبات التي تعاني منها المقاولة دون ان تكون متوقفة عن الدفع‪ ،‬هذا التدخل‬
‫يسعى الى ضمان استمرار نشاطها‪ ،9‬و تسهيل اعادة تنظيمها‪ ،‬و السماح‬
‫باستمرار نشاطها و الحفاظ على فرص العمل و تسوية الخصوم اي اداء ما عليها‬
‫من التزامات‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬اهداف و خصائص مسطرة االنقاذ‬
‫لقد كان المشرع المغربي واضحا في تحديد االهداف المرجوة من وراء احداث‬
‫مسطرة االنقاذ (اوال)‪ ،‬هذه االهداف التي جاءت متكاملة مع الخصائص التي‬
‫تتميز بها (ثانيا)‪.‬‬
‫اوال‪ :‬اهداف مسطرة االنقاذ‬
‫انطالقا من مقتضيات المادة ‪ 560‬من القانون رقم ‪ 73.17‬نجد ان المشرع‬
‫المغربي قد سطر اهدافا من وراء اقراره لمسطرة االنقاذ‪ ،‬حيث نص من خالل‬
‫هذه المادة على انه‪ " :‬تهدف مسطرة االنقاذ الى تمكين المقاولة من تجاوز‬
‫الصعوبات و ذلك من اجل ضمان استمرارية نشاطها و الحفاظ على مناصب‬
‫الشغل و تسديد خصومها"‪ ،‬و المالحظ من خالل هذه المادة انها ال تختلف كثيرا‬
‫عن مسطرة التسوية القضائية‪ ،‬اال من حيث الكشف المبكر عن الصعوبات التي‬
‫تعترض المقاولة و كذا مدى تحقيق واقعة التوقف عن الدفع من عدمه‪.‬‬
‫ا‪ -‬الكشف المبكر عن الصعوبات‬
‫من االهداف الرئيسية التي اتت بها مسطرة االنقاذ نجد الكشف المبكر عن‬
‫الصعوبات التي من شانها او تؤدي بالمقاولة الى التوقف عن الدفع‪ ،‬سواء اكانت‬

‫‪ - 8‬عالل فالي‪ :‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2019،‬ص‪.95:‬‬
‫‪ - 9‬لبنى بومهتاين‪ :‬المسطرة القانونية النقاذ المقاولة‪ ،‬منشور بمجلة القانون المغربي‪ ،‬مطبعة دار السالم‪ ،‬العدد ‪ 38‬يوليوز ‪ 2018‬ص‪.24:‬‬

‫‪6‬‬
‫ذات طابع قانوني‪ ،‬مالي‪ ،‬او اقتصادي‪ ،‬او اجتماعي‪ ،‬و من ثم العمل على‬
‫تجاوزها‪ ،‬و وضع حدا لها‪ ،‬و ذلك ضمانا الستمرارية المقاولة في مزاولة نشاطها‬
‫بشكل يجعلها قادرة على الوفاء بالتزاماتها‪ ،‬و سداد ديونها‪.‬‬
‫ب‪ -‬ضمان استمرارية المقاولة و الحفاظ على مناصب الشغل‬
‫ان التدخل من اجل تذليل الصعوبات التي تعترض المقاولة الخاضعة لمسطرة‬
‫االنقاذ يهدف باالساس الى ضمان استمراريتها في ممارستها لنشاطها‪ ،‬الن هذه‬
‫االستمرارية تساهم في بقاء المقاولة داخل النسيج االقتصادي‪ ،‬و ان ذلك من شانه‬
‫الحفاظ على مناصب الشغل المتواجدة فيها‪ ،‬و هذا في حد ذاته يشكل حماية‬
‫لالجراء الذين قد يجدون انفسهم دون عمل‪ ،‬و ذلك في حالة توقف المقاولة عن‬
‫مزاولة نشاطها بفعل الصعوبات التي تعترضها‪ ،‬لذلك فان مسطرة االنقاذ قد‬
‫تشكل عامال مهما في الحد من البطالة‪.‬‬
‫ج‪ -‬تسديد الخصوم‬
‫ان ما يجعل المقاولة في حالة توقف عن الدفع في غالب االحيان هو عدم قجرتها‬
‫على سداد ديونها‪ ،‬مما يجعلها غير قادرة على االستمرار في مزاولة نشاطها بفعل‬
‫تراكم الديون و ارتفاع نسبة الفوائد‪ ،‬و هو ما يعد سببا الفتتاح مسطرة المعالجة‬
‫في مواجهتها‪ ،‬لذلك فان مسطرة االنقاذ تهدف ايضا الى مساعدة المقاولة على‬
‫الوفاء بديونها و تسديدها عند حلول اجال االستحقاق و ذلك عن طريق تذليل‬
‫الصعوبات التي تعترض المقاولة و العمل على ايجاد حا لها‪.10‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص مسطرة االنقاذ‬
‫تتميز مسطرة االنقاذ بمجموعة من الخصائص‪ ،‬و التي تضفي عليها طابع يميزها‬
‫عن باقي المساطر المقررة في اطار نظام صعوبات المقاولة‪ ،‬و من بين هذه‬
‫الخصائص ما يلي‪:‬‬
‫ا‪ -‬مسطرة االنقاذ ارادية‬

‫‪ - 10‬طارق البختي‪ :‬مساطر صعوبات المقاولة المستجدات و الرهانات‪ ،‬منشور بمجلة المهن القانونية و القضائية‪ ،‬مطبعة االمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪ ،‬نوفمبر ‪ ،2018‬ص‪.13:‬‬

‫‪7‬‬
‫تعتبر مسطرة االنقاذ مسطرة ارادية تطوعية‪ ،‬تتوقف على ارادة المقاولة طبقا‬
‫للمادة ‪ 561‬من م‪.‬ت‪ ،‬و بالتالي فهي مسطرة غير نزاعية تصالحية الى حد‬
‫امكانية القول انها ذات بعد انساني‪ ،‬االمر الذي من شانه تشجيع رؤساء المقاوالت‬
‫لسلوكها مطمئنين على وضعهم‪ ،‬و مركزهم القانوني‪ .11‬على اعتبار ان هذه‬
‫المسطرة منبثقة اساسا من طلب رئيس المقاولة بهدف انقاذ مقاولته‪ ،‬فال يمكن‬
‫للمحكمة ان تتبناه دون رغبة صريحة منه‪ ،‬لكون انجاح المخطط و تنفيذه يتطلب‬
‫تدخال ايجابيا من قبله‪.‬‬
‫ب‪ -‬مسطرة االنقاذ مسطرة وقائية و قضائية‬
‫تعتبر هذه المسطرة وقائية بامتياز‪ ،‬لكزن الهدف االساسي منها كما سلف الذكر‪،‬‬
‫هو الكشف المبكر لالختالالت التي تواجهها المقاولة دون ان تتوقف عن الدفع‪ ،‬و‬
‫هو ما تم تأكيده بموجب المادة ‪ 574‬من قانون ‪ 73.17‬اتي تص على انه " ال‬
‫تطبق على مسطرة االنقاذ مقتضيات الباب الحادي عشر من القسم السادس من‬
‫هذا الكتاب‪ ،‬و طمأنينة رئيس المقاولة بخصوص وضعه القانوني داخل المقاولة و‬
‫تشجيعه على مواصلة جهوده إلنقاذ المقاولة‪.12‬‬
‫ج‪ -‬استفادة الكفالء االشخاص الطبيعيين من قاعدة وقف المتابعات الفردية‪ ،‬و من‬
‫وقف سريان الفوائد‬
‫يتبين لنا من خالل ما نصت عليه المادة ‪ 572‬من مدونة التجارة‪ ،‬ان الهدف من‬
‫هذا المقتضى يتجلى في تجاوز االشكاالت الناجمة عن قيام بعض الدائنين‬
‫بالموازاة مع المسطرة المفتوحة‪ ،‬بمطالبة الكفالء بسداد ديون المقاولة‪.‬‬
‫رغم ان هذه الضمانات تعد اقل من تلك الممنوحة لهم في اطار التسوية القضائية‪،‬‬
‫اال انهم يستفيدون من عدم سقوط اآلجال و عدم الرجوع عليهم اال بالنسبة للديون‬
‫المصرح بها‪.13‬‬
‫د‪ -‬احتفاظ رئيس المقاولة بكافة صالحياته في التسيير‬

‫‪ - 11‬مصطفى خويا نوح‪ :‬مميزات مسطرة االنقاذ‪ ،‬منشور بمجلة المحامي‪ ،‬العدد ‪ ،71‬يوليوز‪ ،2018،‬الصفحة‪ 88‬و ‪.89‬‬
‫‪ - 12‬مصطفى بونجة و نهال اللواح‪ ،‬مساطر صعوبات المقاولة وفقا للقانون رقم ‪ ، 73.17‬مطبعة ليتوغراف‪-‬طنجة‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،2018 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.169‬‬
‫‪ - 13‬طبقا للمادة ‪ 695‬من قانون ‪.73.17‬‬

‫‪8‬‬
‫تجدر االشارة هنا بطمانة المتعاملين مع المقاولة بخصوص استمرار الروابط‬
‫التجارية بينهم و بين المقاولة من خالل الحفاظ على نفس المسيرين من جهة‪ ،‬و‬
‫من جهة اخرى طمأنة رئيس المقاولة بخصوص وضعه القانوني و ذلك تشجيعا‬
‫له على مواصلة جهوده إلنقاذ المقاولة‪.‬‬
‫ه‪ -‬عدم تعرض تصرفات رئيس المقاولة السابقة لتاريخ فتح المسطرة للبطالن‬
‫ذلك على اعتبار ان الفترة السابقة لتاريخ الحكم بفتح المسطرة ال تسبقها فترة‬
‫ريبة‪ ،14‬كما هو الشأن بالنسبة لمسطرة التسوية او التصفية القضائية‪.‬‬
‫و‪ -‬عدم تعرض رئيس المقاولة للعقوبات المالية او المهنية اوالجنائية‬
‫عكس ما هو عليه الشان فيما يتعلق بمسطرتي التسوية و التصفية القضائية‪ ،‬و‬
‫رفعا من جاذبية مسطرة االنقاذ‪ ،‬و تشجيعا لرؤساء المقاولة على تتبع هذه‬
‫المسطرة‪ ،‬قبل الوصول الى مرحلة التوقف عن الدفع‪ ،‬فان المشرع المغربي لم‬
‫يتم اقرار عقوبات في مواجهة رؤساء هذه المقاوالت متى تعلق االمر بمسطرة‬
‫االنقاذ‪ ،‬رغم ان القانون ‪ 73.17‬و ان كان قد نص على عقوبات مدنية و جنائية‬
‫في حق مسيري المقاولة موضوع التسوية القضائية او التصفية القضائية في‬
‫حاالت محددة ‪.15‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شروط و اجراءات مسطرة االنقاذ‬
‫تعتبر مسطرة االنقاذ بمثابة تسوية قضائية مبكرة‪ ،‬بحيث لم يعد مطلوبا من‬
‫المقاولة ان تكون متوقفة عن الدفع لكي تطلب الحماية القضائية‪ ،‬و انما يكفيها‬
‫ذلك ان تعاني من صعوبات ليس بمقدورها تجاوزها و يمكن ان تؤدي الى توقفها‬
‫عن الدفع في اجل قريب‪ ،‬ان لو يتم التدخل قضائيا لمعالجتها‪.‬‬
‫و يشترط الفتتاح هذه المسطرة التوفر على شروط موضوعية و شكلية ( الفقرة‬
‫االولى)‪ ،‬باإلضافة الى اجراءات مسطرية ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪ - 14‬المقصود بفترة ريبة و التي سميت كذلك بفترة" الشك" في تصرفات المدين‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 712‬من القانون ‪ 73.17‬هي تلك الفترة السابقة‬
‫لصدور الحكم القضائي الرامي الفتتاح مسطرة المعالجة او مسطرة التصفية القضائية حسب وضعية المقاولة‪ ( ،‬على اال تتجاوز ‪ 18‬شهرا قبل فتح‬
‫المسطرة) مما يكون مال هذه التصرفات التي يجريها المدين خاللها باطلة او قابلة لإلبطال‪ .‬انظر مصطفى بونجة و نهال اللواح‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫الصفحة ‪.147‬‬
‫‪ - 15‬مصطفى بونجة و نهال اللواح‪ ،‬مساطر صعوبات المقاولة وفقا للقانون ‪ ،73.17‬مطبعة ليتوغراف‪ ،‬طنجة‪ ،‬الطبعة االولى ‪ 2018‬ص‪.169 :‬‬

‫‪9‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬الشروط الموضوعية و الشكلية‬
‫تتلخص الشوط الموضوعية الفتتاح مسطرة االنقاذ في اكتساب الصفة التجارية و‬
‫عدم التوقف عن الدفع(اوال) و الشروط الشكلية في تقديم طلب افتتاح مسطرة‬
‫االنقاذ و بمشروع مخطط االنقاذ(ثانيا)‪.‬‬
‫اوال‪ :‬الشروط الموضوعية‬
‫ا‪ -‬اكتساب الصفة التجارية‬
‫انطالقا من المواد ‪ 546‬و ‪ 560‬و ‪ 561‬من مدونة التجارة‪ ،‬فان مساطر صعوبات‬
‫المقاولة و مسطرة االنقاذ المشار اليها في الكتاب الخامس من مدونة التجارة‬
‫المعدل بالقانون ‪ ،73.17‬مفتوحة في وجه المقاوالت التجارية الفردية و التي ال‬
‫تتمتع بالشخصية االعتبارية‪ ،‬و الشركات التجارية سواء شركات االشخاص‪ ،‬او‬
‫شركات االموال‪ ،‬او الشركات المختلطة‪ ،‬كالشركات ذات المسؤولية المحدودة‪،‬‬
‫مخالفا بذلك المشرع الفرنسي الذي اتاح هذه المسطرة لألشخاص المزاولين المهن‬
‫‪16‬‬
‫الحرة‪ ،‬الجمعيات المدنية و التعاونيات التي تزاول بعض االعمال الربحية‪.‬‬
‫و بناء على مقتضيات المادة ‪ 546‬من مدونة التجارة‪ ،‬نجد ان المشرع المغربي‬
‫استثنى من المقاوالت المستفيدة من جميع صعوبات المقاولة‪ ،‬المجموعات ذات‬
‫النفع االقتصادي و التعاونيات لعدم اكتسابها الصفة التجارية‪.‬‬
‫كما ان هناك بعض المقاوالت لها صفة تجارية و ال تخضع لمقتضيات الكتاب‬
‫الخامس لمدونة التجارة بما في ذلك مسطرة االنقاذ‪ ،‬و من قبيل مؤسسات‬
‫االئتمان‪ ،‬و مؤسسات التامين‪ ،‬و شركات البورصة‪ ،‬و الشركات المسيرة‬
‫للبورصة‪ ،‬ذلك ألنها تخضع لقوانين خاصة تنص على اجراءات مماثلة‪.‬‬
‫و عكس ذلك فان المشرع الفرنسي فتح هذه المسطرة في مدونة التجارة لكل‬
‫اشخاص القانون الخاص‪.‬‬

‫‪ - 16‬يونس حكيم‪ ،‬مساطر صعوبات المقاولة في ضوء القانون ‪ 73.17‬و العمل القضائي‪-‬دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫طبعة اولى ‪ ،2019‬ص‪.65 :‬‬

‫‪10‬‬
‫ب‪ -‬عدم التقف عن الدفع‬
‫ان هذا الشرط الموضوعي يشترط في المقاولة التي تسلك مسطرة االنقاذ اال‬
‫تكون متوقفة عن الدفع‪ ،‬اي انها تعاني من صعوبات ليس بمقدورها تجاوزها و قد‬
‫تؤدي بها من حين الى اخر الى التوقف عن الدفع ‪.17‬‬
‫فهذه المسطرة تهم المقاوالت التي على وشك التوقف عن الدفع بسبب الصعوبات‬
‫التي تمر منها‪ ،‬و لكنها غير متوقفة عن الدفع عند تقديم طلب فتح المسطرة و ال‬
‫يتعين ان تكون كذلك عند البت في الطلب امام المحكمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكلية‬
‫ا‪ -‬طلب افتتاح مسطرة االنقاذ‬
‫ان تقديم الطلب يكون من طرف رئيس المقاولة‪ ،‬يجب ان يبين فيه و يوضح‬
‫مختلف الصعوبات التي من شانها ان تخل باستمرارية نشاط المقاولة و ان تؤدي‬
‫ال محالة في اي وقت الى التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫و المشرع لم يحدد اجال محددا لرئيس المقاولة لتقديم طلبه لفتح مسطرة االنقاذ‪ ،‬و‬
‫انما نص فقط على انه يمكن لرئيس المقاولة تقديمه في الوقت الذي يخشى فيه‬
‫توقف المقاولة عن الدفع في اجل قريب‪.‬‬
‫و يتضح من خالل المادة ‪ 561‬من مدونة التجارة ان الطلب محصور على رئيس‬
‫المقاولة و ال يجوز لغيره تقديمه و لو جاء مرفقا بمشروع مخطط االنقاذ و ذلك‬
‫تحت طائلة عدم القبول‪.18‬‬
‫و قد اوجبت هذه المادة بضرورة ارفاق هذا الطلب بمجموعة من الوثائق و التي‬
‫عددتها المادة ‪ 577‬من م‪.‬ت ‪ ،‬يجوز لرئيس المقاولة ان يرفق طلبه بكل الوثائق‬
‫التي شانها تدعيم طلبه و توضيح طبيعة و نوع الصعوبة التي تعتري المقاولة‪.‬‬
‫ب‪ -‬مشروع مخطط االنقاذ‬

‫‪ - 17‬عرفت الفقرة الثانية من المادة ‪ 575‬من مدونة التجارة التوقف عن الدفع بانه عجز المقاولة عن تسديد ديونها المستحقة المطالب بادائها بسبب‬
‫عدم كفاية اصولها المتوفرة‪.‬‬
‫‪ - 18‬عالل فالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.96 :‬‬

‫‪11‬‬
‫يعد ارفاق الطلب بمشروع مخطط االنقاذ من الشروط الشكلية االساسية لقبول‬
‫طلب فتح مسطرة االنقاذ‪ ،‬و ان عدم تضمينه بالطلب يؤدي لعدم قبول هذا االخير‪،‬‬
‫استنادا في ذلك على ما جاءت به الفقرة االولى من المادة ‪ 562‬من م‪.‬ت‪ ،‬حيث‬
‫يوضح من خالله سبل الحفاظ على نشاط المقاولة و على تمويله‪ ،‬و كذا الى‬
‫طريقة تصفية الخصوم و الضمانات الممنوحة قصد تنفيذ المخطط موضوع‬
‫المشروع‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اجراءات مسطرة االنقاذ و شهر الحكم‬
‫نص المشرع المغربي على اجراءات مسطرية قبل البت في حكم افتتاح مسطرة‬
‫االنقاد تتجلى في االستماع الى رئيس المقاولة(اوال)‪ ،‬و شهر فتح المسطرة(ثانيا)‪.‬‬
‫اوال‪ :‬االستماع الى رئيس المقاولة‬
‫يتم استدعاء رئيس المقاولة من طرف المحكمة قبل البت في الطلب وفقا‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 563‬من م‪.‬ت‪ ،‬لالستماع له داخل غرفة المشورة داخل اجل ‪15‬‬
‫يوم تبتدئ من تاريخ تقديمه الطلب‪ ،‬ولم يقم المشرع المغربي بتحديد طرق‬
‫استدعائه‪ ،‬مما يحيلنا الى امكانية االستدعاء وفقا للقواعد العامة المنصوص عليها‬
‫في قانون المسطرة المدنية(الفصول ‪ ،)38،37،36‬او عن طريق الطريقة‬
‫االلكترونية طبقا لما نصت عليه الفقرة االخيرة من المادة ‪ 545‬من مدونة‬
‫التجارة‪.‬‬
‫اعطت المادة ‪ 563‬من مدونة التجارة‪ ،‬للمحكمة امكانية االستعانة بخبير‪،‬‬
‫للحصول على معلومات خاصة عن المقاولة في الجانب المالي و االقتصادي و‬
‫االجتماعي قبل البت في الطلب‪ ،‬و ال يمكن مواجهة طلبها في الحصول على هذه‬
‫المعلومات بمقتضى"السر المهني"‪.19‬‬
‫بعد ان كونت المحكمة صورة شاملة عن وضعية المقاولة تتخد الحلول‪:‬‬
‫‪ -1‬اما رفض الطلب الذي تقدم به رئيس المقاولة القتتاح مسطرة االنقاذ‪ ،‬اذا تبين‬
‫للمحكمة ان نوعية الصعوبات التي تعترض المقاولة ال تستدعي فتح تلك‬
‫المسطرة‪.‬‬
‫‪ - 19‬الفقرة الثالثة من المادة ‪ 563‬من مدونة التجارة " ال تواجه المحكمة باي مقتضى يتعلق بالسر المهني "‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -2‬اما تحويل مسطرة االنقاذ الى تسوية قضائية او تصفية قضائية اذا تبين ان‬
‫المقاولة قد توقفت عن دفع ديونها‪.‬‬
‫‪ -3‬قبول الطلب المقدم من طرف رئيس المقاولة و االمر بنشر و شهر الحكم‬
‫القاضي بفتح المسطرة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شهر و نشر الحكم بفتح مسطرة االنقاذ‬
‫تطبق مقتضيات المادة ‪ 584‬من م‪.‬ت على اجراءات شهر و نشر و تبليغ الحكم‬
‫بفتح مسطرة االنقاذ‪ ،‬و عليه فانه بمجرد صدور حكم بفتح المسطرة فيجب ان‬
‫يشار الى هذا الحكم في السجل التجاري المحلي و السجل التجاري المركزي فور‬
‫النطق به‪.‬‬
‫كما يقوم كاتب الضبط بنشر اشعار بالحكم يتضمن اسم المقاولة‪ ،‬كما هو مقيد في‬
‫السجل التجاري و كذا رقم تسجيلها به و في صحيفة مخول لها نشر االعالنات‬
‫القانونية و القضائية و االدارية و في الجريدة الرسمية داخل اجل ‪ 8‬ايام من‬
‫تاريخ صدوره و يدعو الدائنين الى التصريح بديونهم للسنديك المعين و يعلق هذا‬
‫االشعار على اللوحة المعدة لهذا الغرض بالمحكمة المصدرة للحكم فور النطق‬
‫به‪ ،‬و يبلغ كاتب الضبط الحكم الى رئيس المقاولة داخل اجل ‪ 8‬ايام من تاريخ‬
‫صدوره‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬آثار حكم فتح مسطرة اإلنقاذ‬
‫يترتب عن صدور الحكم بفتح مسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬مباشرة عدد من اإلجراءات‬
‫تهدف لضمان استمرارية المقاولة و تجنب إحالتها على مسطرة التصفية القضائية‬
‫و تتجلى هذه اإلجراءات في إعداد الحل ( المطلب األول) التي جعلها المشرع‬
‫مرحلة يتم فيها تشخيص وضعية المقاولة بشكل دقيق بتداخل مجموعة من‬
‫الفاعلين ليصل من خاللها لمرحلة تبني هذه المسطرة او التخلي عنها ( المطلب‬
‫الثاني) و هذا ما سنتطرق له بهذا المبحث سعيا منا إلبراز مدى حرص المشرع‬
‫للحفاظ و ضمان استمرارية النسيج المقاوالتي بالمغرب من خالل هذه المسطرة‬
‫كمستجد تشريعي بمساطر صعوبات المقاولة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مرحلة التشخيص واعداد الحل‬


‫يترتب عن طلب فتح مسطرة اإلنقاذ المستوفية لكل الشروط الشكلية و اإلجراءات‬
‫الحكم بفتح هذه المسطرة‪ ،‬و أول إجراء يتم به تفعيل هذا الحكم يتجلى في مرحلة‬
‫إعداد مخطط اإلنقاذ أو إعداد الحل كما سمتها مدونة التجارة و فترة المالحظة‬
‫كما سمها المشرع الفرنسي ‪.20‬‬
‫تتميز هذه المرحلة بتدابير مهمة تم التنصيص عليها في القانون ‪ ،17.73‬تتجلى‬
‫في التشخيص الدقيق لوضعية المقاولة باالستشارة مع باقي الفاعلين بمحيطها‪،‬‬
‫وهذا ما سنتناوله في (الفقرة األولى ) من هذا المطلب‪ ،‬على أن نخصص (الفقرة‬
‫الثانية ) لآلثار القانونية لمرحلة إعداد الحل‪.‬‬
‫الفترة األولى‪ :‬الموازنة المالية و االقتصادية و االجتماعية‬
‫تنص المادة ‪ 569‬من مدونة التجارة‪ :‬يجب على السنديك أن يبين‪ ،‬في تقرير‬
‫تفصيلي بعده‪ ،‬الموازنة المالية و االقتصادية و االجتماعية للمقاولة‪ ،‬و ذلك‬
‫بمشاركة رئيس المقاولة‪ .‬وعل ضوء هذه الموازنة‪ ،‬يقترح على رئيس المحكمة‬
‫إما المصادقة على مشروع مخطط اإلنقاذ و إما تسوية المقاولة أو تصفيتها‬
‫قضائيا ‪.‬‬

‫‪ - 20‬مصطفى بونجة و نهال اللواح‪ ،‬مساطر صعوبات المقاولة وفقا للقانون ‪ ،73.17‬مطبعة ليتوغراف‪ ،‬طنجة‪ ،‬الطبعة االولى ‪ 2018‬ص ‪179 :‬‬

‫‪14‬‬
‫تطبق بهذا الخصوص المقتضيات المادة ‪ 594‬و الفقرتين الثالثة و الرابعة من‬
‫المادة ‪ ،595‬و كذا مقتضيات المواد ‪596‬و‪ 597‬و‪ 599‬و المواد من ‪ 601‬إلى‬
‫‪ 605‬أدناه‪.21‬‬
‫بناءا على مقتضيات النص أعاله يتعين على السنديك القيام بإعداد تقرير‬
‫الموازنة‬
‫المالية و االقتصادية و االجتماعية ( أوال) تبليغ المراقبين بهذا التقرير ( ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إعداد السنديك لتقرير الموازنة‬


‫يتكلف السنديك بأمر من القاضي المنتدب بإعداد تقرير تشخيصي دقيق و مفصل‬
‫عن المقاولة يتضمن موازنة مالية و اقتصادية و اجتماعية للمقاولة و ذلك‬
‫بمشاركة رئيس المقاولة‪.‬‬
‫وبغية إعداد هذا التقرير وتشخيص الوضعية الصحية للمقاولة‪ ،‬يقوم السنديك‬
‫بتجميع كافة المعطيات و المعلومات التي من شأنها أن تحيله على بناء خطة إنقاذ‬
‫صحيحة للمقاولة الة المشرع المغربي من خالل المادة ‪ 597‬من مدونة التجارة‬
‫المحال عليها بموجب المادة ‪ 559‬من االستعانة بمراقب الحساب القانون العام أو‬
‫عن طريق أي جهة أخرى‪ ، 22‬دون إمكانية االحتجاج في مواجهته بالسر المهني‬
‫عند القيام بمهمته‪ ،‬و في حالة امتناع جهة من عن تقديم المعلومة‪.‬‬
‫يمكن للسنديك االستعانة بطلب أمر من القاضي المنتدب اللزام الجهة بتقديم‬
‫‪23‬‬
‫المساعدة المعنية‬
‫و يتضمن مخطط اإلنقاذ كيفيات تسديد الخصوم و الضمانات المحتملة لتنفيذ‬
‫‪24‬‬
‫المخطط‬

‫‪ - 21‬المادة ‪ 569‬من مدونة التجارة المغربية‪.‬‬


‫‪ - 22‬تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 579‬بمدونة التجارة المغربية" يمكن للسنديك الحصول على المعلومات التي من شأنها أن تعطيه فكرة صحيحة‬
‫عن الوضعية االقتصادية والمالية للمقاولة عن مراقب الحسابات إن وجد وإدارة الدولة وباقي األشخاص القانون العام أو عن طريق أي جهة أخرى‬
‫وذلك على الرغم من أي مقتضى تشريعي مخالف ‪.‬‬
‫‪ 23‬مصطفى بونجة و نهال اللواح ‪ :‬مساطر صعوبات المقاولة رقم ‪ ، 73.17‬مطبعة ليتوكراف – طنجة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2018‬ص ‪.181‬‬
‫‪ 24‬مصطفى بونجةو نهال اللواح ‪ :‬مساطر صعوبات المقاولة وفقا لقانون رقم ‪ ، 73.17‬مطبعة ليتوغراف‪ -‬طنجة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2018‬ص‬
‫‪181‬‬

‫‪15‬‬
‫و يتم عرض هذه المقترحات على القاضي المنتدب داخل اجل أقصاه أربعة أشهر‬
‫تلي صدور حكم فتح المسطرة و الذي تجديده عن االقتضاء مرة واحدة من طرف‬
‫المحكمة بناء على طلب من السنديك‪ ،‬وهذا عكس ما جاء به المشرع الفرنسي‬
‫الذي حدد آجال إعداد الحل أو فترة المالحظة في ستة أشهر قابلة لتجديد مرة‬
‫واحدة ‪.25‬‬
‫الموازنة‬ ‫بمضمون‬ ‫واالستشارة‬ ‫التبليغ‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫استنادا للمادة ‪ 601‬من القانون ‪ 17.73‬المتعلق بمدونة التجارة من الكتاب‬
‫الخامس يكون السنديك ملزما بتبليغ المراقبين المقترحات التي يتم التقدم بها‬
‫لتسديد ديون‪.‬‬
‫تتجلى أهمية هؤالء المراقبين في كونهم يمثلون أغلبية الدائنين و يساعدون‬
‫السنديك والقاضي المنتدب في مراقبة اإلدارة و تسيير المقاولة و أيضا في إقناع‬
‫الدائنين اآلخرين بأهمية الرسالة التي يوجهها لهم السنديك بغرض االستشارة‬
‫الجماعية او الفردية و ما يوافق توجهات السنديك واقتراحاته‪.26‬‬
‫يقوم السنديك كما سبقت االشارة باالضافة لمهمة التبليغ باستشارة الدائنين عن‬
‫طريق رسالة مرفقة ب‪:‬‬
‫❖ بيان لوضعية أصول وخصوم المقاولة مع بيان تفصيلي للخصوم ذات‬
‫االمتياز والخصوم العادية‪.‬‬
‫❖ اقتراحات السنديك ورئيس المقاولة مع االشارة للضمانات الممنوحة‬
‫❖ رأي المراقبين‪.‬‬
‫يبتغي السنديك من استشارة الدائنين المصرحين بدينهم‪ ،‬الحصول على موافقتهم‬
‫بشأن األجال و التخفيضات التي يطلبها لضمان تنفيذ مخطط اإلنقاذ و استمرارية‬
‫المقاولة‪.27‬‬
‫حدد المشرع اآلجال القانونية‪ ،‬بنص المادة ‪ 601‬من مدونة التجارة لحصول‬
‫السنديك على جواب الدائنين بخصوص مقترحاته لتسديد الديون عند االستشارة‬
‫الفردية داخل اجل ثالثين يوما‪ ،‬ابتداء من تلقي رسالة السنديك ‪ ،‬و يعد عدم‬

‫‪ 25‬تنص المادة ‪ 596‬من مدونة التجارة المغربية " يحدد مشروع مخطط التسوية كيفية تسديد الخصوم و الضمانات المحتملة التي يشترطها كل‬
‫شخص لضمان تنفيذ المخطط"‬
‫‪ 26‬يونس الحكيم ‪ :‬مساطر صعوبات المقاولة في ضوء القانون ‪ 73,17‬و العمل القضائي ‪ -‬دراسة مقارنة ‪ ،‬مطبعة النجاح‪ -‬الجديدة(‪ -)CTP‬الدار‬
‫البيضاء الطبعة األولى ‪ 2019‬ص ‪.78‬‬
‫‪ 27‬المادة ‪ 601‬من مدونة التجارة المغربية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫توصل هذا األخير بأي جواب بمثابة موافقة الدائن‪ ،‬أما االستشارة الجماعية فإنها‬
‫تخضع إلجراءات خاصة تتمثل في ضرورة استدعاء‬
‫الدائنين جميعا تحت رئاسة السنديك‪ ،‬ويتم االجتماع بناءا على استدعاء من‬
‫السنديك أو بواسطة نشر اإلعالن في جريدة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية‬
‫‪28‬‬
‫أو إعالن مخصص لهذا الغرض في المحكمة‬
‫و يحصل السنديك على موافقة كل دائن بشان اآلجال و التخفيضات كتابة‪ ،‬و يعد‬
‫بقوة القانون الدائن الذي لم يحضر لهذا االجتماع موافقا على ما طرحه السنديك‬
‫برسالة االستشارة‪.29‬‬
‫ويتعين على السنديك طبقا للمادة ‪ 604‬من مدونة التجارة عند االنتهاء من إعداد‬
‫تقرير و قائمة األجوبة التي قدمها الدائنون‪ ،‬أن يبلغ المراقبين بهاتين الوثيقتين‬
‫برسالة مضمونة مع إشعار بالتوصل‪ ،‬وذلك حتى يتمكنوا من تقديم مالحظاتهم و‬
‫مستنتجاتهم النهائية بخصوص االقتراحات المقدمة و مواقف الدائنين منها‪ ،30‬و قد‬
‫أوجب المشرع على رئيس المقاولة ان يدلي بمالحظاته داخل اجل ثمانية أيام‪ ،‬بعد‬
‫توصله باإلشعار‪.‬‬
‫صفوة القول أن إعداد مشروع مخطط اإلنقاذ من طرف السنديك يتطلب تفاعل‬
‫كل من المصلحة في استمرارية المقاولة في اإلنتاج و عدم توقفها عن الدفع‪ ،‬و‬
‫على رأسهم رئيس المقاولة و كذا الدائنين عبر استشارتهم و تبليغهم لجعلهم على‬
‫بينة من الوضعية الحقيقية للمقاولة‪ 31‬واإلسهام في تجاوزها‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬اآلثار القانونية لمرحلة المالحظة و إعداد الحل‬
‫تنصب عن فترة إعداد الحل‪ ،‬آثار تتوزع بين وضعية الديون من جهة ( أوال) و‬
‫وضعية والمقاولة من جهة ثانية ( ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬وضعية الديون‬
‫ت عد الديون الناشئة أثناء فترة إعداد الحل‪ ،‬ديونا تتميز باألفضلية ‪ ،‬إذ لها األولوية‬
‫في سداد‪ ،‬حسب ما جاءت به المادة ‪ ، 565‬فالمشرع نص حسب هذه المادة بأن‬
‫الديون الناشئة بصفة قانونية بعد الحكم‪ ،‬خصوصا التي لها عالقة بإجراءات‬

‫‪ 28‬المادة ‪ 603‬من نفس المدونة‪.‬‬


‫‪ 29‬المادة ‪ 503‬من مدونة التجارة المغربية‬
‫‪ 30‬لمادة ‪ 604‬بمنونة التجارة المغربي ة " بعد السنديك قائمة باألجوبة التي قدمها الدائنون عند نهاية استشارتهم الفردية أو الجماعية "‪.‬‬
‫‪ 31‬عبد الرحيم شميعة‪ :‬شرح أحكام نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة في ضوء قانون ‪ ،73.17‬مطبعة سجلماسة‪ ،‬طبعة ‪ ،2018‬ص ‪.172‬‬

‫‪17‬‬
‫المسطرة أو نشاط المقاولة خالل فترة اإلعداد‪ ،‬تؤدى بتواريخ استحقاقها‪ ،‬و في‬
‫حالة تعذر أداء الدين لدى حلول اجله فإنه له صفة األسبقية عن الديون األخرى ما‬
‫عدا تلك الناشئة عن مسطرة المصالحة بمقتضى المادة‪ 558‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫يهدف المشرع المغربي باستثناء الديون الناشئة أثناء مرحلة فتح المسطرة و إعداد‬
‫الحل عن الديون األخرى السابقة للحكم‪ ،‬إشراك الدائنين و دفعهم إلى المساهمة‬
‫بصفة فعلية في إنقاذ المقاولة‪.‬‬
‫وعالوة على ذلك فالمشرع أيضا أعطى خالل هذه الفترة‪ ،‬أجال للدائنين من أجل‬
‫‪32‬‬
‫التصريح بديونهم لتمكين السنديك من تبيان وضعية أصول و خصوم المقاولة‬
‫ثانيا‪ :‬وضعية المقاولة‬
‫سمح المشرع لرئيس المقاولة بأن يحتفظ بمهامه في تسيير المقاولة‪ ،‬حسب‬
‫منطوق المادة ‪ 566‬من مدونة التجارة‪ ،‬حيث انه ال يسلب منه هذا الحق ‪ -‬حق‬
‫تسيير ‪ -‬بمقتضى الحكم المفضي لفتح المسطرة‪ ،‬لكنه أخضعه لمراقبة السنديك‬
‫خصوصا في أعمال التصرف كالبيع و الشراء ‪ ،‬الذي يقوم برفع تقرير بذلك‬
‫للقاضي المنتدب‪.‬‬
‫تعد مرحلة إعداد الحل فترة دقيقة بمسطرة اإلنقاذ إذ انه خاللها يتم بناء قراءة‬
‫فعلية وموضوعية عبر التشخيص الدقيق الذي يتواله السنديك بمعية عدد من‬
‫الفاعلين المنصوص عليهم قانونيا‪ ،‬ليتيح للمحكمة تكوين رؤية محكمة حول‬
‫استمراريتها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار مسطرة اإلنقاذ خالل مرحلتي اعتماد واختيار الحل‪.‬‬
‫بعد القيام بمجموعة من اإلجراءات من طرف السنديك في إطار إعداد الحل‬
‫المتمثل في مخطط اإلنقاذ‪ ،‬والذي تتبناه المحكمة والذي ينبغي على كل األطراف‬
‫احترامه وتنفيذه خاصة رئيس المقاولة فإنه في حالة فشل هذا األخير في االلتزام‬
‫بمقتضيات هذا الحل‪ ،‬تعلن المحكمة المخطط وتحويل مسطرة اإلنقاذ إلى مسطرة‬
‫التسوية أو التصفية القضائية وستحاول التطرق لي اعتماد مخطط اإلنقاذ (فقرة‬
‫أولى) فسخ مخطط اإلنقاذ (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫‪ 32‬فاطمة برتاوش‪ :‬مقال تحت عنوان " حكم فتح مسطرة االنقاذ و اثاره ‪ ،‬في ضوء القانون ‪ 73.17‬المتعلق بصعوبات المقاولة" ‪ ،‬مجلة اإلرشاد ‪-‬‬
‫مجلة قانونية نصف سنوية ‪ ،‬العدد السادس ‪ ،‬المدير المسؤول عبد الفتاح الزيتوني‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ )CTP(-‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ,2019‬الصفحة ‪.124‬‬

‫‪18‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬اعتماد مخطط اإلنقاذ واآلثار المترتبة عنه‬
‫فرض المشرع توفر شروط معينة للحكم باعتماد مخطط اإلنقاذ سواء من حيث‬
‫المبررات‬
‫أو من حيث مدة التنفيذ ‪.‬وتقرر المحكمة اعتماد مخطط الالنقاذ وفقا للمادة ‪570‬‬
‫م‪.‬ت‪ ،‬متى تبين لها توفر إمكانية جدية النقاذ المقاولة‪ ،‬ويمكن لها ان تقرر ذلك‬
‫حتى ولو لم تنته عملية تحقيق الديون‪ .33‬بمعنى انه يتعين على المحكمة تبرير‬
‫مدى توفر هذه االمكانات الجدية الكفيلة باخراج المقاولة من الصعوبات التي‬
‫تعترض سيرها والتي من شأنها أن تؤدي بها في أجل قريب إلى التوف عن‬
‫الدفع‪.‬‬
‫قد تعتمد المحكمة مخطط االنقاذ المقترح من طرف السنديك تحت إشراف‬
‫القاضي المنتدب‪ ،‬اذا تبين لها وجود امكانات جدية النقاذ المقاولة‪ ،‬لكن بعد‬
‫االستماع لرئيس المقاولة والمراقبين وفقا لمقتضيات المادة ‪ 570‬من م‪ .‬ت‪.‬‬
‫وتحدد المحكمة مدة تنفيذ مخطط اإلنقاذ هذا‪ ،‬على أن ال تتجاوز خمس سنوات‬
‫استنادا للمادة ‪ 571‬من مدونة التجارة وفي هذا اإلطار ينبغي األخذ بعين االعتبار‬
‫عند اختيار الحل ان ال تفرض على األشخاص الذين ينفذون مخطط اإلنقاذ‬
‫كالشريك مثال ‪ ،‬تكاليف اخرى غير االلتزامات التي تعاقد بشأنها عند إعداد هذا‬
‫المخطط‪. 34‬‬
‫وقد يفرض تفعيل مخطط االنقاذ‪ ،‬توقيف أو إضافة بعض القطاعات لنشاط‬
‫المقاولة والتي قد تؤدي الى فسخ عقود الشغل ألسباب اقتصادية وبما يستوجبه‬
‫األمر من قيام السنديك بإخبار المندوب اإلقليمي للشغل وعامل العمالة أو اإلقليم‬
‫المعني مع احتفاظ األجراء المفصولين بحقوقهم المنصوص عليها في مدونة‬
‫‪35‬‬
‫الشغل‬
‫وحين تكون المقاولة موضوع منع إصدار شيكات عن وقائع سابقة لحكم فتح‬
‫مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬يمكن للمحكمة أن تأمر بوقف آثار المنع خالل مدة تنفيذ مخطط‬

‫‪ 33‬الفقرة الثالثة من المادة ‪ 624‬من ميت وقد تم تنظيم عمليات التصريح بالديون وتحقيقها بمقتضى المواد ‪ 721‬الى ‪ 732‬من م‪.‬ت‬
‫‪ 34‬المادة ‪ 623‬من م‪ .‬ت‬
‫‪ 35‬وذلك وفقا لمقتضيات الفقرات ‪ 6-5-4‬من المادة ‪ 624‬من م ‪.‬ت بحيث تختص المحكمة مصدرة حكم حصر مخطط االستمرارية‪ ،‬بالموافقة‬
‫على فصل عدد معين من االجراءات مع احترام شكلية اشعار المندوب االقليمي وعامل العمالة أو االقليم بذلك من طرف السنديك ليصبح هذا‬
‫الفسخ ساري المفعول‬

‫‪19‬‬
‫بغيت مساعدتها في تجاوز صعوباتها المالية‬ ‫‪36‬‬
‫اإلنقاذ وسداد خصوم هذه المقاولة‬
‫و االقتصادية‪.‬‬
‫وللحفاظ على مصالح المقاولة فقد تقرر المحكمة اذا اختارت تنفيذ مخطط اإلنقاذ‬
‫عدم امكانية تقويت األموال التي تعتبر ضرورية الستمرار المقاولة دون ترخيص‬
‫مسبق منها ولمدة تحددها وذلك وفقا للفقرة الثانية من المادة ‪ 626‬من مدونة‬
‫التجارة المحال عليها بمقتضى المادة ‪ 150‬من م‪.‬ت أنه‪ " :‬يبطل كل عقد ابرم‬
‫خرقا لقاعدة عدم قابلية التفويت ‪ ،‬وذلك بطلب من كل کی مصلحة قدم داخل اجل‬
‫‪ 3‬سنوات ابتداء من تاريخ إبرام العقد او من تاريخ إشهاره حينما يستلزم القانون‬
‫ذلك‪ .‬كما يتم تقييد الحكم القاضي بعدم تفويت االموال بالسجل التجاري للمقاولة‬
‫عند االقتضاء بسجالت المحافظ على األمالك العقارية وكذا بالسجالت الخاصة‬
‫بتسجيل السفن والطائرات ‪ ،‬وباقي السجالت األخرى المعدة لهذا الغرض‪ ،‬حسب‬
‫الحالة وال يواجه المشتري بالبطالن في حالة التسجيل‪.‬‬
‫وبالنسبة لتصفية الخصوم تفرض المحكمة بالنسبة الى باقي الدائنين اجاال موحدة‬
‫لألداء مع مراعات االجال األطول الذي اتفق عليها االطراف قبل فتح المسطرة‬
‫وذلك فيما يخص الديون المؤجلة‪ ،‬ويمكن ان تزيد هذه األجال عن مدة تنفيذ‬
‫مخطط االستمرارية‪ .‬ويجب ان يتم السداد األولى داخل سنة‪ ،‬ويمكن لمبالغ‬
‫‪37‬‬
‫االستحقاقات ان تكون تصاعدية‬
‫وقد يستدعي االمر‪ ،‬من اجل انجاح مخطط االنقاذ ادخال تعديالت على النظام‬
‫االساسي للشركة من طرف الجمعية العامة المختصة لتنفيذ التغييرات التي ينص‬
‫عليها مخطط االنقاذ باستدعاء من السنديك وفق االشكال الواردة في النظام‬
‫االساسي للشركة حسب ماجاء في المادتين ‪ 570‬و ‪ 627‬من م‪.‬ت‬
‫أما بخصوص تغيير اهداف ووسائل مخطط االنقاذ المعتمد من طرف المحكمة‬
‫فانه يتضح من خالل المادة ‪ 629‬من م‪.‬ت المطبقة على مسطرة االنقاذ ان هذا‬
‫التغيير اليتم اال بحكم من المحكمة وذلك بطلب من رئيس المقاولة وبناء على‬
‫تقرير السنديك وتبت لمحكمة في هذا الطلب بعد االستماع لألطراف وألي شخص‬
‫يعنيه األمر أو بعد استدعائهم بشكل قانوني‪.‬‬

‫‪ 36‬المادة ‪ 625‬من م ‪.‬ت ‪.‬‬


‫‪ 37‬مصطفى بونجة و نهال اللواح ‪،‬مساطر صعوبات الماولة‪ ،‬مرجع سابق ص‪.188‬‬

‫‪20‬‬
‫ويكون هذا الحكم وفقا للبند السابع من المادة ‪ 762‬م‪.‬ت قابال للطعن فيه‬
‫باالستئناف من طرف المدين والسنديك ومن طرف جمعية الدائنين ومن طرف‬
‫النيابة العامة ‪،‬وذلك بتصريح لدى كتابة ضبط المحكمة داخل اجل عشرة ايام من‬
‫تاريخ تبليغه للمدين‪ ،‬اال ان هذا اآلجال يسري في مواجهة السنديك والنيابة العامة‬
‫ابتداء من تاريخ النطق بالحكم ‪.‬كما يقبل قرار محكمة االستئناف‪ ،‬وفقا للمادة‬
‫‪ 766‬من م‪.‬ت الطعن فيه بالنقض داخل اجل عشرة ايام ابتداء من تبليغ القرار‬
‫كما انه ال يجوز الطعن باعادة النظر في االحكام و االوامر والمقررات الصادرة‬
‫في مساطر صعوبات المقاولة ‪.‬‬
‫قررت المادة ‪ 571‬من م‪.‬ت على هذا المستوى بان المحكمة تحدد مدة لتنفيذ‬
‫مخطط االنقاذ على اال تتجاوز خمس سنوات ‪ .‬وبالتالي تعتبر مدة ‪ 5‬سنوات‬
‫بمثابة الحد االقصى المسموح به للمحكمة لتحديده كمدة للمخطط بحيث ليس هناك‬
‫ما يمنع المحكمة من تحديد مدة اقل كسنة او سنتين او ثالث سنوات‪ ،‬كما نعتقد انه‬
‫ليس هناك ما يمنع المحكمة من ان تحكم‬
‫بتمديد هذه المدة مرات عدة بشرط عدم تجاوز خمس سنوات‬
‫وإذا كانت مسطرة االنقاذ تم اقتباسها من المشرع الفرنسي فان المالحظ ان المادة‬
‫‪ 571‬من م‪.‬ت التي حددت مدة خمس سنوات لم تساير في هذا االطار المادة ‪-12‬‬
‫‪ 626‬من مدونة التجارة الفرنسية التي حددت الحد االقصى لمدة هذا التنفيذ في‬
‫‪38‬‬
‫‪10‬سنوات وفي ‪ 15‬سنة ان كان مزارعا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬فسخ مخطط االنقاذ‬


‫فكما هو معلوم في إطار القواعد العامة أن الفسخ جزاء لعدم تنفيذ االلتزام‪ ،‬لذلك‬
‫فإن المقاولة المخلة بواجب تنفيذ االلتزامات المحددة في المخطط داخل األجل‬
‫القانوني تتعرض لجزاء الفسخ حسب الفقرة األخيرة من المادة ‪ “ 573‬إذا لم تنفذ‬
‫المقاولة التزاماتها المحددة في المخطط‪ ،‬يمكن للمحكمة أن تقضي تلقائيا أو بطلب‬
‫من أحد الدائنين‪ ،‬و بعد االستماع لرئيس المقاولة و السنديك‪ ،‬بفسخ مخطط اإلنقاذ‬
‫و تقرر تبعا لذلك التسوية أو التصفية القضائية“‪ ،‬وقد اتسمت مقتضيات هذه المادة‬
‫بنوع من العمومية لذلك ال ينبغي أن نعير كثير اهتمام بنوع اإلخالالت فقد تتعلق‬

‫‪ 38‬عالل فالي ‪ :‬مساطر صعوبة المقاولة‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪ ،‬الطبعة الثالثة‪، 2019،‬ص ‪122‬‬

‫‪21‬‬
‫بالجانب المالي؛ كعدم تسديد ديون متفق عليها‪ ،‬و قد تتعلق بالجانب االجتماعي‬
‫وإعادة هيكلة المقاولة؛ كفسخ بعض عقود الشغل أو إحداث تغييرات في بنية و‬
‫هيكلة المقاولة بشكل يخالف ما ورد في مخطط اإلنقاذ‪ .‬وما تجدر اإلشارة إليه أن‬
‫المحكمة كما قد تعمد إلى فسخ مخطط اإلنقاذ تلقائيا يمكنها كذلك فسخه بناء على‬
‫طلب من احد الدائنين‪ ،‬غير أنه ال يجوز للسنديك أو لرئيس المقاولة تقديم طلب‬
‫يرمي إلى فسخ المخطط ‪ .‬لذلك يشترط لفسخ مخطط اإلنقاذ حسب المادة‪573‬‬
‫توفر الشروط التالية‪:‬‬
‫✓ عدم تنفيذ المدين اللتزاماته المحددة في المخطط؛ و يتعين على المحكمة‬
‫التحقق من قيام الشرط الفاسخ ما دام انه يرتب أثار بليغة على المقاولة‬
‫حيث يقود المقاولة الى مرحلة المعالجة مما يستوجب التثبت من تحققه و‬
‫أن عدم التنفيذ يرجع الى اسباب معقولة‪.‬‬
‫✓ ضرورة االستماع لرئيس المقاولة و السنديك‪.‬‬
‫ويترتب عن فسخ مخطط اإلنقاذ عدة أثار تجاه المقاولة حيث تفتح في مواجهتها‬
‫مسطرة التسوية أو التصفية القضائية وكأن فسخ مخطط اإلنقاذ يؤدي إلى توقف‬
‫المقاولة عن الدفع أتوماتيكيا‪ ،‬و الحال أن عدم تنفيذ المخطط قد يرجع إلى أسباب‬
‫إرادية محضة؛ أي ان يكون ناتج امتناع وليس عن عدم كفاية أصول المقاولة‬
‫على تغطية الخصوم‪ .‬لذلك فإننا نشاطر رأي بعض الفقه بوجوب إعادة صياغة‬
‫الفقرة األولى من المادة ‪ 573‬من م‪.‬ت‪ ،‬بالتنصيص على أن عدم تنفيذ االلتزامات‬
‫يرتب فسخ المخطط ‪ ،‬أنه في حالة ثبوت توقف المقاولة عن الدفع فتح مسطرة‬
‫التسوية أو التصفية القضائية إن أصبحت وضعية المقاولة مختلة بشكل ال رجعة‬
‫فيه‪.‬‬
‫اوال‪ :‬تحويل المسطرة إلى التسوية القضائية‬
‫كما تقضي بذلك الفقرة الثانية و الثالثة من المادة ‪ 573‬وقد يكون ذلك راجع إلى‬
‫توقف المقاولة عن الدفع؛ حيث يتعين على رئيس المقاولة أن يتقدم بطلب تحويل‬
‫المسطرة كما تقضي بذلك الفقرة األولى من المادة ‪577‬م‪.‬ت‪ .‬كما قد يرجع سبب‬
‫تحويل المسطرة إلى إخالل المقاولة بتنفيذ التزاماتها حيث يتم تحويل المسطرة‬
‫إلى التسوية أو التصفية القضائية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ففيما يخص تحويل المسطرة إلى التسوية القضائية‪39‬؛ فالمحكمة تقضي به إذا‬
‫كانت وضعية المقاولة قابلة للتصحيح و تجاوز اإلختالالت التي تمر منها وذلك‬
‫لضمان استمرارية النشاط و الحفاظ على مناصب الشغل و تصفيات الخصوم‬
‫كما هو متفق عليها في مخطط االستمرارية‪ ،‬و يمكن أن يتضمن هذا األخير‬
‫بعض التغييرات على مستوى تسيير المقاولة و كذا يمكن أن يقيد سلطة رئيس‬
‫المقاولة في التصرف األموال المعتبرة ضرورية في النشاط‪ .‬وفي هذا السياق‬
‫ذهبت المحكمة التجارية بمراكش في إحدى أحكامها…“ و لما ثبت للمحكمة من‬
‫خالل كاتب السنديك أن التوقف عن الدفع ثابت في حق المقاولة…‪ .‬بتحويل‬
‫مسطرة اإلنقاذ المفتوحة في حق السيد() الى التسوية القضائية مع تحديد تاريخ‬
‫التوقف عن الدفع الثامن عشر شهرا األخيرة مع اإلبقاء على نفس أجهزة‬
‫المسطرة و تكليف السنديك بمراقبة التسيير مع باقي الصالحيات المخولة له‬
‫قانونا‪ ،‬مع إعداد تقرير الموازنة المالية و االقتصادية واالجتماعية للمقاولة و‬
‫اقتراح الحل المالئم لتصحيح وضعية الشركة‪ ،‬و أمر كاتب الضبط بتسجيل‬
‫ملخص بهذا الحكم بالسجل التجاري للمدعي ونشر إشعار بصحيفة مخول لها‬
‫نشر اإلعالنات القانونية و في الجريدة الرسمية داخل أجل ‪ 8‬أيام من صدور‬
‫الحكم مع شموله بالنفاذ المعجل”…‪ ،‬و يتضح من خالل هذا الحكم أن تحويل‬
‫مسطرة اإلنقاذ إلى مسطرة المعالجة يقتضي صدور حكم قضائي ذلك بعد تثبت‬
‫المحكمة من حصول واقعة التوقف عن الدفع‪ ،‬و يستتبع ذلك تعين سنديك من اجل‬
‫إعداد الموازنة المالية و االقتصادية االجتماعية للمقاولة تعكس أسباب التوقف عن‬
‫الدفع‪ ،‬و إعداد تقرير يستشرف مستقبل المقاولة إما بتسويتها وهي بين يدي مالكها‬
‫أو تفويت إلى أحد االغيار‪ ،‬الذين ترى فيهم المحكمة قدرتهم على بث الحياة في‬
‫المقاولة من جديد‪ ،‬وذلك بناء على عروض يتقدمون بها أمام السنديك داخل األجل‬
‫الذي سبق له أن حدده وأعلم به المراقبين‪ ،‬و تختار المحكمة العرض األكثر جدية‬
‫و األكثر قدرة على تحقيق أهداف التفويت كما هي محددة في المادة ‪ 635‬من‬
‫مدونة التجارة‪ ،‬باإلبقاء على نشاط المقاولة و الحفاظ على مناصب الشغل و إبراء‬
‫ذمة المقاولة من الخصوم و ينعكس الحكم القاضي بتحويل المسطر إلى التسوية‬
‫القضائية على وضعية الدائنين الخاضعين لمخطط اإلنقاذ حيث يصبحون ملزمين‬
‫بتحمل عبء إعادة التصريح بديونهم وضماناتهم للمرة الثانية‪.‬‬

‫‪ 39‬محمد سليفا‪ :‬مسطرة الإنقاذ في ضوء القانون‪ 73.17‬رسالة لنيل دبلوم ماستر قوانين التجارة والأعمال شعبة القانون الخاص‬
‫مسلك ماستر قوانين التجارة والأعمال ‪،‬جامعة محمد الأول كلية العلوم القانونية والإقتصادية والأجتماعية وجدة‪ ،‬ص‪.106:‬‬

‫‪23‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تحويل المسطرة إلى التصفية القضائية‬
‫أما فيما يخص تحويل المسطرة إلى التصفية القضائية؛ فتعتبر من أخر الحلول‬
‫التي يمكن للمحكمة أن تقضي بها وذلك كلما تبين لها أن وضعية المقاولة مختلة‬
‫بشكل ال رجعة فيه و أنه ال يرجى أمل في استعادتها لنشاطها و أن أمر تخليصها‬
‫من الصعوبات أمر مستحيل‪ ،‬و ينتج عن تحويل المسطرة إلى التصفية القضائية‬
‫غل يد المد ين و إبعاده عن تسيير المقاولة ليحل محله السنديك في القيام بأعمال‬
‫التسيير بما فيها إقامة الدعوى بشأن الذمة المالية للمقاولة طيلة فترة التصفية و‬
‫هو األثر الذي ال نجده في مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬كما ينتج عن لك مبدئيا توقيف نشاط‬
‫المقاولة اللهم إال إذا كان نشاطها ضروريا لحفظ المصلحة العامة أو ينعكس‬
‫ايجابيا على مصلحة الدائنين‪ .‬ويترتب عن الحكم القاضي بتحويل المسطر‬
‫التصفية القضائية بأن يصبح الدائنين الخاضعين لمخطط اإلنقاذ ملزمين بتحمل‬
‫عبء إعادة التصريح بديونهم وضماناتهم للمرة الثانية‪ ،‬مع خصم المبالغ التي تم‬
‫استيفاؤها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫خاتمة‬
‫ال شك أن هاجس المشرع يتجلى في خلق نظام يستطيع بدرجة أولى ضمان‬
‫استمرارية المقاولة والحفاظ عليها باعتبارها جزء ال يتجزأ من النظام العام‬
‫االقتصادي ‪ ،‬وذلك باالنتقال إلى استراتيجية جديدة ذات طابع استباقي‪ ،‬تجعل‬
‫المقاولة تلج بشكل مبكر إلى المحكمة التجارية من أجل إعادة تنظيمها ودفع‬
‫التوقف عن الدفع بعيدا عنها وقد حاولنا من خالل هذا العرض الوقوف على‬
‫األدوار التي يلعبها القضاء على إمتداد مسطرة اإلنقاذ مبرزين الشروط المتطلبة‬
‫الفتتاح هذه األخيرة وكذا الوقوف على التطبيقات التي عرفتها المسطرة‬
‫واإلجراءات المجسدة لها وذلك باالستعانة ببعض األحكام القضائية التي حالفنا‬
‫الحظ في الحصول عليها وكذا محاولة المقارنة مع التشريع الفرنسي بإعتباره‬
‫المصدر التاريخي للمشرع المغربي ‪.‬‬
‫ويمكن القول أن المشرع أحسن صعنا عندما عمل بقرارت االجتهاد القضائي و‬
‫مالحظات المهنيين اصحاب التجربة‪ ،‬وذلك بوضع القانون ‪ 73.17‬القاضي بنسخ‬
‫وتعويض الكتاب الخامس من القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة‪ ،‬فيما‬
‫يخص مساطر صعوبات المقاولة‬
‫اننا ال يمكن ان نذكر الجهود المبدولة من المشرع المغربي من خالل هذه‬
‫المستجدات التي نهجها في القانون ‪ 73.17‬وخصوصا مسطرة االنقاذ او مسطرة‬
‫الحفاظ كما اسمها المشرع الفرنسي‪ ،‬فمن تسيتها يتبين ان المشرع المغربي يرمي‬
‫الى انقاذ المقاولة التي تعاني من صعوبات حقيقية وجدية‪ ،‬دون ان تكون متوقفة‬
‫عن الدفع‪.‬‬
‫ونافلة القول‪ ،‬يسجل على المشرع المغربي ترك العديد من االساليب األجرائية‬
‫المهمة دون تنظيم‪ ،‬خاصة أسباب الفشل الحقيقية والمتعلقة اساسا بالشأن المالي‪،‬‬
‫والتي كان في متاح الدولة على غرار ماهو معمول به فرنسا ان تتدخل بنفسها‬
‫وتدعم المقاوالت ماديا أو تخصيص بنوك لتمويلها خصوصا وان المغرب أصبح‬
‫ينفتح اقتصاديا على البلدان المتقدمة‪ ،‬وكذلك‬
‫غياب اشراك االجراء خالل مرحلي اعداد الحل‪ ،‬رغم ان الهدف االساسي الذي‬
‫دفع المشرع النتهاج هذه المسطرة و التنصيص عليها كمستجد هو ضمان‬

‫‪25‬‬
‫استمرارية المقاولة كمورد رزق األسر‪ ،‬فتغياب مندوبو العمال عن هذه المسطرة‬
‫عكس مسطرة التسوية قد يعرقل خطة اإلنقاذ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫قائمة المراجع المعتمدة‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬مصطفى بونجة و نهال اللواح‪ ،‬مساطر صعوبات المقاولة وفقا للقانون ‪ ،73.17‬مطبعة‬
‫ليتوغراف‪ ،‬طنجة‪ ،‬الطبعة االولى ‪.2018‬‬
‫‪ -‬عبد الرحيم شميعة‪ :‬شرح أحكام نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة في ضوء قانون‬
‫‪ ،73.17‬مطبعة سجلماسة‪ ،‬طبعة ‪.2018‬‬
‫‪ -‬عالل فالي ‪ :‬مساطر صعوبة المقاولة‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪.2019،‬‬
‫‪ -‬يونس حكيم‪ ،‬مساطر صعوبات المقاولة في ضوء القانون ‪ 73.17‬و العمل القضائي‪-‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬طبعة اولى ‪.2019‬‬

‫المقاالت و االبحاث‪:‬‬
‫‪ -‬لبنى بومهتاين‪ :‬المسطرة القانونية النقاذ المقاولة‪ ،‬منشور بمجلة القانون المغربي‪ ،‬مطبعة‬
‫دار السالم‪ ،‬العدد ‪ 38‬يوليوز ‪.2018‬‬
‫‪ -‬مصطفى خويا نوح‪ :‬مميزات مسطرة االنقاذ‪ ،‬منشور بمجلة المحامي‪ ،‬العدد ‪،71‬‬
‫يوليوز‪.2018،‬‬
‫‪ -‬طارق البختي‪ :‬مساطر صعوبات المقاولة المستجدات و الرهانات‪ ،‬منشور بمجلة المهن‬
‫القانونية و القضائية‪ ،‬مطبعة االمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬نوفمبر ‪.2018‬‬
‫‪ -‬فاطمة برتاوش‪ :‬مقال تحت عنوان " حكم فتح مسطرة االنقاذ و اثاره ‪ ،‬في ضوء القانون‬
‫‪ 73.17‬المتعلق بصعوبات المقاولة" ‪ ،‬مجلة اإلرشاد ‪ -‬مجلة قانونية نصف سنوية ‪ ،‬العدد‬
‫السادس ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ )CTP(-‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2019‬‬
‫‪ -‬فاطمة برتاوش ‪ :‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة في ضوء القانون رقم ‪ 73.17‬و‬
‫مستجدات العمل القضائي‪ ،‬منشور بمجلة القانوني‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة(‪ ،)CTP‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬الطبعة االولى‪.2019 ،‬‬
‫محمد سليفا‪ :‬مسطرة اإلنقاذ في ضوء القانون‪ 73.17‬رسالة لنيل دبلوم ماستر قوانين التجارة واألعمال شعبة‬
‫القانون الخاص مسلك ماستر قوانين التجارة واألعمال ‪،‬جامعة محمد األول كلية العلوم القانونية واإلقتصادية‬
‫واألجتماعية وجدة‪ ،‬ص‪.106:‬‬

‫القوانين‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 73.17‬القاضي بنسخ و تعويض الكتاب الخامس من القانون رقم ‪15.95‬‬
‫المتعلق بمدونة التجارة‪ ،‬فيما يخص مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 1.18.26‬بتاريخ ‪ 2‬شعبان ‪ 19( 1439‬ابريل ‪ ،)2018‬المنشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 6667‬بتاريخ ‪ 6‬شعبان ‪ 23 (1439‬ابريل ‪.)2018‬‬

‫‪28‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪2...........................................................................................‬‬
‫المبحث االول‪ :‬االحكام العامة لمسطرة االنقاذ‪6...............................................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬ماهية مسطرة االنقاذ ‪.6.......................................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬مفهوم مسطرة االنقاذ ‪6......................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اهداف و خصائص مسطرة االنقاذ‪6......................................‬‬
‫اوال‪ :‬اهداف مسطرة االنقاذ ‪6............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص مسطرة االنقاذ ‪7.........................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شروط و اجراءات مسطرة االنقاذ ‪9.........................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬الشروط الموضوعية و الشكلية ‪10..........................................‬‬
‫اوال‪ :‬الشروط الموضوعية ‪10............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكلية ‪11.................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اجراءات مسطرة االنقاذ و شهر الحكم ‪12....................................‬‬
‫اوال‪ :‬االستماع الى رئيس المقاولة ‪12.....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬شهر و نشر الحكم بفتح المسطرة‪13.................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اثار حكم فتح مسطرة االنقاذ ‪14.................................................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬مرحلة التشخيص و اعداد الحل ‪14............................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬الموازنة المالية و االقتصادية و االجتماعية‪14...........................‬‬
‫اوال‪ :‬اعداد السنديك لتقرير الموازنة ‪15....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التبليغ و االستشارة بمضمون الموازنة ‪16...........................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االثار القانونية لمرحلة المالحظة و اعداد الحل ‪17............................‬‬
‫اوال‪ :‬وضعية الديون‪18....................................... ...............................‬‬
‫ثانيا‪ :‬وضعية المقاولة ‪18.................................... ...............................‬‬

‫‪29‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اثار مسطرة االنقاذ خالل مرحلتي اعتماد و اختيار الحل‪19................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬اعتماد مخطط االنقاذ و االثار المترتبة عنه‪19.............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬فسخ مخطط االنقاذ‪21..................... .................. ..................‬‬
‫اوال‪ :‬تحويل المسطرة الى التسوية القضائية‪22.......................... ..................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحويا المسطرة الى التصفية القضائية‪24........ .................. ..................‬‬
‫خاتمة‪26............... .................. .................. .................. .................. .‬‬

‫‪30‬‬

You might also like