Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 56

‫جريمة المنافسة واالسعار‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية قانون المنافسة واألسعار‬


‫المطلب األول‪ :‬مفهوم قانون المنافسة واألسعار‬
‫الفــرع األول‪ :‬تعريف المنافسة‬
‫الفــرع الثاني‪ :‬مبادئ المنافسة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مصادر قانون المنافسة واألسعار‬
‫الفــرع األول‪ :‬المصادر الوطنية لقانون المنافسة‬
‫الفــرع الثاني‪ :‬المصادر الدولية لقانون المنافسة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬هدف قانون المنافسة واألسعار ومجال تطبيقه‬
‫الفــرع األول‪ :‬هدف قانون المنافسة واألسعار‬
‫الفــرع الثاني‪ :‬نطاق تطبيق قانون المنافسة واألسعار‬
‫المبحث الثاني‪ :‬جرائم الممارسات المقيدة للمنافسة واعفاءها‬
‫المطلب األول‪ :‬اإلتفاقيات المقيدة للمنافسة‪.‬‬
‫الفــرع األول‪ :‬العناصر المكونة لالتفاق‬
‫الفــرع الثاني‪ :‬نماذج عن اإلتفاقيات المحظورة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬جرائم التعسف المقيدة للمنافسة‬
‫الفــرع األول‪ :‬جريمة التعسف في إستغالل وضعية الهيمنة‬
‫الفــرع الثاني‪ :‬جريمة التعسف في إستغالل التبعية اإلقتصادية‬
‫الفرع الثالث‪ :‬جريمة ممارسة أسعار منخفضة تعسفيا‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬التجميعات االقتصادية‬
‫المطلب الثالث‪ :‬إعفاء الممارسات المقيدة للمنافسة‬
‫الفــرع األول‪ :‬اإلعفاءات الناتجة عن تطبيق نص تشريعي أو تنظيمي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬وجود نص تشريعي أو نص تنظيمي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وجود عالقة مباشرة بين النص والممارسات المعنية‬
‫الفــرع الثاني‪ :‬إعفاء الممارسات التي تؤدي إلى تقدم إقتصادي‬
‫أوال‪ :‬اإلعفاء الفردي للممارسات المقيدة للمنافسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلعفاء الجماعي للممارسات المقيدة للمنافسة‬
‫المبحث الثالث‪ :‬آليات مكافحة وقمع الجرائم المتعلقة بالمنافسة واألسعار‬

‫‪1‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التصدي اإلداري للجرائم المتعلقة بالمنافسة واألسعار‪.‬‬
‫الفــرع األول‪ :‬تحريك المتابعة اإلدارية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف مجلس المنافسة‬
‫ثانيا‪ :‬الطبيعة القانونية لمجلس المنافسة‬
‫ثالثا‪ :‬وظائف مجلس المنافسة‬
‫رابعا‪ :‬إخطار مجلس المنافسة‬
‫الفــرع الثاني‪ :‬التحقيق في الممارسات المقيدة للمنافسة والفصل فيها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التحري والتحقيق‬
‫ثانيا‪ :‬الفصل في المنازعات‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التصدي القضائي للجرائم المتعلقة بالمنافسة واألسعار‬
‫الفــرع األول‪ :‬إختصاص القضاء الجزائي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تجريم الممارسات المقيدة للمنافسة وفقا لقانون المنافسة‬
‫ثانيا‪ :‬تجريم الممارسات المقيدة للمنافسة وفقا لقانون العقوبات‬
‫ثالثا‪ :‬جزاء جرائم المنافسة‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اختصاص القضاء االداري‪.‬‬
‫أوال‪:‬‬
‫ثانيا‪:‬‬
‫الفــرع الثالث‪ :‬اختصاص القضاء العادي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬دعوى إبطال االلتزامات المتعلقة بالممارسات المقيدة للمنافسة‬
‫ثانيا‪ :‬دعوى التعويض عن األضرار المترتبة عن الممارسات المقيدة للمنافسة‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد اصبحت قواعد القانون الجنائي سواء كانت في شقها الموضوعي أو اإلجرائي في خدمة السياسة‬
‫اإلقتص ادية واآلم ر الى تطوي ع الق وانين في اط ار الجريم ة اإلقتص ادية لمواكب ة س رعة تقلب ات الظ واهر‬
‫اإلقتصادية دون اإللتزام بالقواعد والمعايير المحددة في القانون الجزائي العام‪.‬‬
‫ولع ل المش رع في اط ار الجريم ة اإلقتص ادية ق د س عى جاه دا الى تحقي ق الت وازن بين ث وابت القواع د‬
‫الموضوعية واإلجرائية للقانون الجزائي التقليدي ومقتضيات السياسة اإلقتصادية التي ارتأتها الدولة‪ ،‬إال‬
‫ان هذا السعي يبدو وأنه لم تتحقق منه الغاية المرجوة بدليل تميز الجريمة اإلقتصادية بعديد الخصائص‪.‬‬
‫ونتيجة للبحث عن فاعلية القواعد القانونية والتنظيمية الخاصة بالتعامل اإلقتصادي المتسم بالتقنية والتعقيد‪،‬‬
‫اضطر المشرع الى أقلمة او مالءمة المبادئ األصولية التي ظل تاريخيا يعتد بها في اطار القانون الجنائي‬
‫الع ام م ع الوظ ائف والمج االت اإلقتص ادية الجدي دة‪ ،‬وق د ال نس تغرب من ه الخ روج عنه ا و التض حية به ا‬
‫ضمانا لنجاعة قواعد التجريم في اطار الجريمة اإلقتصادية‪.‬‬
‫ومن بين هذه الجرائم اإلقتصادية نجد جرائم المنافسة سواء تلك المنصوص عليها بقانون المنافسة ‪-03‬‬
‫‪ 03‬أو بق انون الممارس ات التجاري ة ‪ ،02-04‬حيث ان مب دأ حري ة المنافس ة ال يع ني التص رف في الس وق‬
‫دون قي ود أو ض وابط‪ ،‬ب ل يعت بر مس ؤولية في نط اق الش فافية والموض وعية‪ ،‬ولض مان منافس ة ح رة‬
‫وممارسات تجارية شرعية ومن اجل المحافظة على مصلحة كل المتدخلين في الحركة اإلقتصادية‪ ،‬تضمن‬
‫قانوني المنافسة والممارسات التجارية مجموعة من النصوص العقابية تطبق على المؤسسة المخالفة‪.‬‬
‫وبالرغم من أن العقوبة في قواعدها العامة تكون قضائية ومتناسبة مع الضرر‪ ،‬وأن الحق في العقاب ملك‬
‫للدول ة ممثل ة في النياب ة العام ة وبالت الي اآلص ل أن ال تص الح في ه‪ ،‬وم ع ذل ك ف ان المتفحص للنص وص‬
‫العقابية المقررة في جرائم المنافسة يجدها تحيد عن هذه القواعد مما يجعلنا نقول انها تتميز بخصوصية‪.‬‬
‫لذلك وإلثراء هذه الفكرة ارتأينا صياغة اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫م ا هي أوج ه الخصوص ية ال تي تتم يز به ا العقوب ات في ج رائم المنافس ة واالس عار في ظ ل التش ريع‬
‫الجزائري ؟ وما هي مبرراتهما ؟‬

‫فيما‌تكمن‌ جرائم‌المنافسة‌واألسعار؟ و‌هل‌ هما‌ مستقلتين‌ عن‌ بعضهما‌ ؟ وهل وفق ‌المشرع‌‌ في‌قمعهما؟‬

‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية نقترح البناء المنهجي التالي‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية قانون المنافسة واألسعار‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم قانون المنافسة واألسعار‬
‫الفــرع األول‪ :‬تعريف المنافسة‬
‫قانون المنافسة هو القانون الذي يحمي المنافسة الحرة والنزيهة في السوق المعني يضبطها‪.‬‬
‫وجد اتجاهان عند تعريف قانون المنافسة إذ أخذ البعض بالمفهوم الضيق لقانون المنافسة والبعض‬
‫اآلخر أخذ بالمفهوم الواسع‪.‬‬
‫التعريف الضيق لقانون المنافسة‬ ‫أ‪-‬‬
‫قانون المنافسة يشمل مجموعة القواعد القانونية التي تهدف إلى القضاء على الممارسات التي تعيق‬
‫المنافس ة الح رة في الس وق‪ .‬وه ذا التعري ف ه و ال ذي يقاب ل بمص طلح – ق وانين األنترس ت– ب المفهوم‬
‫االمريكي والتي يقابلها مفهوم قانون المنافسة (‪.)03-03‬‬
‫فقانون المنافسة بهذا المفهوم ال يشمل المنافسة غير المشروعة والمنافسة الممنوعة والمنافسة غير‬
‫النزيهة‪ .‬وهو التعريف الذي يعبر على المضمون الحقيقي لقانون المنافسة‪ .‬لكون المنافسة غير المشروعة‬
‫تتعلق بإضرار مؤسسة بأخرى عن طريق التعدي على ملكيتها التجارية والصناعية فهي تطبيق لألحكام‬
‫العامة للمسؤولية المدنية وتوجد أحكام خاص ة تتعلق به ا في قانون الملكية الصناعية وقانون الممارس ات‬
‫التجارية‪.‬‬
‫أما شرط عدم المنافسة فمجاله الطبيعي هو قانون العقود وخاصة العقود التجارية وعقود العمل‪.‬‬
‫التعريف الواسع لقانون المنافسة‬ ‫ب‪-‬‬
‫يشمل قانون المنافسة كل القواعد القانونية التي يكون محلها المباشر المنافسة‪ .‬فهو يشمل المفهوم‬
‫الض يق لق انون المنافس ة وك ذلك نظري ة المنافس ة غ ير المش روعة وااللتزام ات التعاقدي ة بع دم المنافس ة‬
‫والمنافسة غير النزيهة‪.‬‬
‫من خالل م ا س بق‪ ،‬نق ترح ه ذا التعري ف لق انون المنافس ة‪" :‬مجموعة القواع د القانوني ة ال تي تت ولى‬
‫تدعيم وجود منافسة كافية ومالئمة داخل السوق وتطبق على المؤسسات المتدخلة فيه "‪.‬‬
‫الفــرع الثاني‪ :‬مبادئ المنافسة‬
‫يقوم قانون المنافسة على مبدأ أساسي و هو مبدأ حرية االسعار أي خضوع االسعار لقاعدة العرض‬
‫و الطلب ‪ ،‬هذا المبدأ يقابله مبدأ حماية الحق في المنافسة ‪.‬‬
‫اوال‪ :‬مبدأ حرية االسعار‪:‬‬
‫أك دت الم ادة ‪ 4‬من ق انون المنافس ة رقم ‪ 03-03‬على أن االس عار تح دد بحري ة طبق ا لقواع د الع رض‬
‫والطلب وأع اد المش رع ص ياغة الم ادة ‪ 4‬بالق انون رقم ‪ 05-10‬عن طري ق التأكي د على أن االس عار تح دد‬

‫‪4‬‬
‫بص فة ح رة وفق ا لقواع د المنافس ة الح رة والنزيه ة‪ ،‬لكن في الص ياغة الجدي دة للم ادة اعتم د عناص ر على‬
‫أساسها تحدد االسعار الحرة في إطار القانون وذلك باحترام ما يلي ‪:‬‬
‫تركيبة االسعار فيما يخص نشاطات االنتاج و التوزيع وتأدية الخدمات واستيراد السلع لبيعها على حالها‪.‬‬
‫هوامش الربح فيما يخص انتاج السلع و توزيعها أو تأدية الخدمات ‪.‬‬
‫شفافية الممارسات التجارية‪.‬‬
‫فاألصل أن االسعار تخضع لقاعدة العرض والطلب وهذا ما ينتج عنه تنافس المتدخلين في السوق‬
‫على توف ير أفض ل الس لع بأحس ن االس عار للمس تهلكين‪ .‬وبه ذا يتأك د االل تزام بتط بيق مب دأ حري ة ممارس ة‬
‫التجارة والصناعة المكرس في الجزائر منذ صدور دستور ‪ 1989‬و أكد عليه دستور ‪ 1996‬المعدل‪.‬‬
‫إال أن ه ذا المب دأ الدس توري ليس مطلق ا إذ قي ده المش رع ب أن يم ارس في ح دود الق انون ولق د أك د‬
‫التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬على دور الدولة في ضبط السوق ومنح المشرع في قانون المنافسة الحق‬
‫للدولة أن تتدخل لتحديد اسعار بعض السلع و الخدمات ‪.‬‬
‫ففي ق انون ‪ 03-03‬نص المش رع في الم ادة ‪ 5‬على أن للدول ة أن تق وم بتق نين االس عار والخ دمات‬
‫ذات الطابع االستراتيجي بموجب مرسوم بعد أخذ رأي مجلس المنافسة ‪.‬كما منح للدولة إمكانية التدخل‬
‫عن طريق اتخاذ تدابير استثنائية للحد من ارتفاع االسعار في حاالت استثنائية مثال ‪ :‬كارثة ‪،‬اضطراب‬
‫خطير في السوق ‪...‬هذه التدابير تتخذ لمدة ‪ 6‬أشهر كأقصى تقدير ‪.‬‬
‫إال أن المادة ‪ 5‬عدلت بالقانون رقم ‪ 10-05‬عن طريق منح سلطات أوسع للدولة للتدخل في تحديد‬
‫االسعار و يتجلى ذلك في ‪:‬‬
‫‪ -‬في ق انون ‪ 2003‬اقتص ر ت دخل الدول ة لتق نين االس عار على الس لع االس تراتيجية لكن في ق انون‬
‫‪ 2010‬منح المش رع الح ق للدول ة أن تت دخل في تحدي د ه وامش وأس عار الس لع والخ دمات أو تس قيفها دون‬
‫حصره على لسلع والخدمات االستراتيجية ‪.‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ 2003‬اشترط أن يتم تحديد االسعار بموجب مرسوم بعد أخذ رأي مجلس المنافسة ‪ .‬في‬
‫حين في تع ديل ‪ 2010‬اكتفى المش رع باش تراط أن يتم تحدي د االس عار بم وجب التنظيم ‪ .‬فيمكن أن تح دد‬
‫االسعار بتعليمة أو قرار من وزير التجارة مثال ‪.‬‬
‫كما أنه في ‪ 2010‬استبعد النص على استشارة مجلس المنافسة واكتفى بالنص على أن هذا التحديد‬
‫يتم بناءا على اقتراح القطاعات المعنية‪.‬‬
‫‪ -‬تضمن قانون ‪ 2003‬أجال للحاالت االستثنائية التي قد تقرر فيها الدولة تسقيف االسعار مثل حالة‬
‫االضطراب الشديد للسوق أو الكوارث وهي ‪ 6‬أشهر‪ ،‬في حين في تعديل ‪ 2010‬لم يحدد أجل لذلك‪.‬‬
‫‪ -‬حدد المشرع في تعديل ‪ 2010‬االسباب التي قد يتم االستناد إليها لتسقيف االسعار وهي ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫تثبيت استقرار مستويات أسعار السلع والخدمات الضرورية أو ذات االستهالك الواسع في‬ ‫‪‬‬

‫حالة اضطراب محسوس في السوق‪.‬‬


‫مكافحة المضاربة بكل أشكالها والحفاظ على القدرة الشرائية للمستهلك‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وعلي ه في ‪ 2010‬أدرجت في ق انون المنافس ة أحكام ا تس مح – لإلدارة – الممثل ة في وزارة التج ارة‬
‫والقطاعات المعنية أن تتدخل مباشرة في تحديد االسعار دون اللجوء إلى مجلس المنافسة رغم أنه الجهاز‬
‫المكلف بضبط السوق و هذا ال يتالءم مع سعي الجزائر إلى تكريس مبادئ اقتصاد السوق ‪.‬‬
‫له ذا يجب على الس لطة الحاكم ة أن تطب ق ه ذه األحك ام أخ ذة بعين االعتب ار مب ادئ االدارة الرش يدة‬
‫لكي ال تك ون س ببا في تعط ل دواليب س ير االقتص اد و ال تحق ق اله دف المعلن و ه و حماي ة المس تهلك ‪.‬و‬
‫تن بئ الت دخالت المت واترة لإلدارة في تس قيف االس عار على أن ه ال يوج د س وق منظم و مهيك ل ‪ .‬فالحماي ة‬
‫الفعال ة للمس تهلك ال تتحق ق إال في حال ة بن اء اقتص اد حقيقي و منتج وس وق ش فاف تم ارس في ه المنافس ة‬
‫بحرية و نزاهة ‪.‬أما تدخل االدارة المتكرر في سير السوق فهو مجرد جرعة دواء مهدئة ال تقضي على‬
‫المرض ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ حماية الحق المنافسة‬
‫يقوم قانون المنافسة على الموازنة بين مبدأ حرية االسعار وحماية السوق الحر في مواجهة كل ما يعرقل‬
‫سيره الطبيعي‪.‬‬
‫فالتن افس الش ديد ال ذي ق د ينش أ بين المؤسس ات الناش طة في الس وق ال تي تس عى إلى كس ب أك بر ع دد من‬
‫العمالء ق د ي ؤدي إلى المس اس بمص الح االط راف االخ رى المتدخل ة في الس وق‪ .‬له ذا المش رع حض ر‬
‫مختلف الممارسات المقيدة للمنافسة و منح لعدة أطراف حق إخطار مجلس المنافسة إذا توافرت شروطها‬
‫و ذلك سعيا منه لضمان الحد الضروري من المنافسة الشفافة و الحرة‪ .‬كما أنه أقر إجراءات رقابية تطبق‬
‫على النجميعات االقتصادية لضمان عدم مساسها بالمنافسة الحرة داخل السوق المعني‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مصادر قانون المنافسة واألسعار‬
‫الفــرع األول‪ :‬المصادر الوطنية لقانون المنافسة‬
‫ال تختل ف مص ادر ق انون المنافس ة على مص ادر الق انون عام ة بمختل ف درجاته ا وفي ه ذا المق ام‬
‫س نذكر فق ط الق انون األساس ي المنظم للمنافس ة وه و الق انون رقم ‪ 03-03‬المع دل والمتمم‪ .‬إال أن تش عب‬
‫العالق ات داخ ل الس وق وتن وع العق ود والعالق ات في بعض األحي ان يحتم الرج وع إلى الق انون التج اري أو‬
‫القانون المدني إليجاد القاعدة القانونية المطبقة على النزاع في حالة عدم ورودها في قانون المنافسة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫كما أن قانون رقم ‪ 02-04‬المتعلق بالقواعد المطبقة على الممارسات التجارية له أهمية كبرى في‬
‫هذا المجال خاصة األحكام الواردة فيه المتعلقة بنزاهة الممارسات التجارية وتنظيمه لألسعار وكذلك األمر‬
‫رقم ‪ 04-03‬المتعلق بالقواعد العامة المطبقة على استيراد البضائع وتصديرها‪.‬‬
‫هذه القوانين صدرت بعد قانون المنافسة رقم ‪ 03-03‬وذلك لكون المشرع نزع اختصاص اصدار‬
‫عقوبات جزائية سالبة للحرية من مجلس المنافسة وأوردها في القانون رقم ‪.02-04‬‬

‫الفــرع الثاني‪ :‬المصادر الدولية لقانون المنافسة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬هدف قانون المنافسة واألسعار ومجال تطبيقه‬


‫الفــرع األول‪ :‬هدف قانون المنافسة واألسعار‬
‫حسب المادة االولى من قانون المنافسة يهدف قانون المنافسة إلى ضمان ممارسة منافسة حرة في السوق‬
‫المعني عن طريق تحديد شروط ممارسة المنافسة في السوق وتفادي كل ممارسة مقيدة للمنافسة ومراقبة‬
‫التجميعات االقتصادية وتحسين ظروف معيشة المستهلكين‪.‬‬
‫وعليه يصبو قانون المنافسة إلى تحقيق هدف أساسي وهو حماية المنافسة داخل السوق‪ ،‬ويتبع ذلك‬
‫حماية الكيانات االقتصادية الناشطة فيه وحماية المستهلك‪ ،‬وكذا الموازنة بين المصالح المختلفة الممثلة في‬
‫السوق بغرض حماية النظام العام االقتصادي‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪‬ضمان ممارسة المنافس ة الح رة والمالئم ة داخ ل الس وق‪ :‬عن طري ق ض مان الس ير الع ادي للس وق وع دم‬
‫وج ود ممارس ات تقييدي ة تض ر ب القوانين الطبيعي ة ال تي يق وم عليه ا س ير الس وق في ظ ل االقتص اد‬
‫الليبرالي‪.‬‬
‫‪‬تحس ين ظ روف معيش ة المس تهلكين‪ :‬إذ ي ترتب على عملي ة من ع االحتك ار والممارس ات المقي دة للمنافس ة‬
‫ع رض الس لع والخ دمات بأس عار أك ثر مالئم ة وبش روط أفض ل للمس تهلك ح تى يس ير الس وق بطريق ة‬
‫سليمة‪.‬‬
‫‪‬حماية المتدخلين في السوق‪ :‬يمنح ق انون المنافس ة للمتع املين االقتص اديين حماي ة من التص رفات التقييدي ة‬
‫التي حظرها المشرع في قانون المنافسة والتي قد يقوم بها بعض المتدخلين مثل‪ :‬التواطؤ أو التعسف‬
‫في وضعية الهيمنة أو التبعية االقتصادية‪.‬‬
‫الفــرع الثاني‪ :‬نطاق تطبيق قانون المنافسة واألسعار‬
‫أوال ‪ :‬النطاق الشخصي لتطبيق قانون المنافسة‬
‫رغم أن المؤسسات المتدخلة في السوق هي المخاطب األساسي بمعظم أحكام قانون المنافسة‪ ،‬إال أن‬
‫المش رع خ اطب في مواق ع مختلف ة الدول ة ممثل ة في وزارة التج ارة باعتباره ا المكلف ة بتنظيم األس واق‬

‫‪7‬‬
‫والعالق ات داخله ا‪ .‬وك ذلك الجماع ات المحلي ة في بعض األحي ان عن طريق منحه ا حق إخط ار واستش ارة‬
‫مجلس المنافسة‪ .‬كما أن المشرع منح جمعيات حماية المستهلك حق اخطار المجلس وتضم تشكيلة المجلس‬
‫ممثلين عن جمعيات حماية المستهلك‪.‬‬
‫‪.1‬تعريف المؤسسة‪ :‬عرف قانون المنافسة الجزائري المؤسسة في الم ادة ‪ 3‬من ه بكونه ا‪" :‬كل شخص طبيعي‬
‫أو معنوي أيا كانت طبيعته يمارس بصفة دائمة نشاطات اإلنتاج أو التوزيع أو الخدمات أو االس تيراد‬
‫"‬
‫فالمش رع الجزائ ري ع رف للمؤسس ة تعريف ا واس عا إذ لم يش رط ش كل ق انوني معين له ا فق د تك ون‪:‬‬
‫شخص طبيعي أو معنوي ‪ ،‬تجمع او مجموعة أشخاص‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫أ‪.‬ركز المشرع في تعريفه على ممارسة الوحدة نشاط اقتصادي بصفة دائمة (وجودها داخل السوق موسميا‬
‫أو عرضيا)‪ ،‬حددت المادة ‪ 02‬من قانون المنافسة المقصود بالنشاط االقتصادي‪ :‬فهو يشمل نشاطات‬
‫اإلنتاج والتوزيع والخدمات بما فيها االستيراد السلع إلعادة بيعها والوكالء والوسطاء‪ .‬وتلك التي يقوم‬
‫بها األشخاص المعنويون العموميون والجمعيات واالتحادات المهنية أيا كان قانونها األساسي وشكلها‬
‫أو موضوعها‪ ،‬كما يطبق على الصفقات العمومية من اإلعالن عن الصفقة إلى المنح النهائي للصفقة‪،‬‬
‫كم ا تطب ق على النش اطات الفالحي ة وتربي ة المواش ي فه ذا المفه وم واس ع يش مل مختل ف النش اطات‬
‫االقتص ادية س واء الص ناعية أو التجاري ة أو الخدماتي ة أو الفالحي ة‪ ،‬ك ذلك يطب ق على األش خاص‬
‫الطبيعيين والمعنويين إذا تدخلوا داخل السوق وكذلك الجمعيات إذا قامت باألنشطة االقتصادية لكن إذا‬
‫اقتصر نشاط الجمعية على القيام بوظائف خيرية واجتماعية بحتة فال يطبق عليها قانون المنافسة‪ ،‬كما‬
‫يطبق على نشاط المنظمات المهنية مهما كان وضعها القانوني وشكلها وهدفها‪.‬‬
‫ب‪.‬كما يشترط لكي تعتبر الوحدة مؤسسة أن تتمتع باالستقاللية في اتخاذ قراراتها االقتصادية داخل السوق‪،‬‬
‫فهي الوحدة التي تصدر عنها إرادة القيام بأعمال قد تضر بالمنافسة (أهمية هذا الشرط تكمن في تحديد‬
‫الخاضع لقانون المنافسة وكذلك تحديد من تطبق عليه العقوبات)‬
‫وفي هذا اإلطار يطرح تساؤلين أساسيين فيما يخص تحديد الوحدة الخاضعة لقانون المنافسة‪:‬‬
‫‪-‬في حال ة وج ود مؤسس ة متع ددة الوح دات‪ ،‬م ا هي الوح دة ال تي يطب ق عليه ا ق انون المنافس ة ؟ ه ل هي‬
‫المؤسسة الرئيسية أم فروعها أم وكالتها أم شركاتها التابعة؟‬
‫الجواب على هذا السؤال يستلزم التمييز بين الفروع والوكاالت والشركات التابعة‪.‬‬
‫فيما يخص الفروع والوكاالت ومكاتب األعمال فإنها عبارة عن وسائل توسع للمؤسسات ال تتمتع‬ ‫أ‪.‬‬
‫بالشخصية المعنوية‪ ،‬فهي تابعة قانونيا واقتصاديا للشركة الرئيسية‪ .‬فهذه األخيرة هي التي تخض ع‬
‫لقانون المنافسة في هذه الحالة وتسأل عن أعمال فروعها و وكاالتها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫أما فيما يخص الشركات التابعة فهي أشخاص قانونية مستقلة لهذا فاألصل أنها تتمتع باستقاللية‬ ‫ب‪.‬‬
‫قرارها االقتصادي‪ .‬لهذا فال تسأل الشركة األم عن األعمال المقيدة للمنافسة التي ارتكبتها شركتها‬
‫التابعة إال إذا ثبت أنها ارتكبت خطأ أو تدخلت مباشرة في تسيير شركتها التابعة‪.‬‬
‫‪-‬كما يطرح تساؤل ثاني يخص مدى إخضاع األشخاص المعنوية العمومية لقانون المنافسة لكونهم يطبقون‬
‫السياسة االقتصادية للدولة ؟‬
‫‪‬المش رع الجزائ ري أخض ع األش خاص المعنوي ة العمومي ة لق انون المنافس ة‪ ،‬إذا ق اموا بأنش طة اقتص ادية‬
‫باستثناء حالة القيام بامتيازات السلطة العامة أو إذا كان هذا التطبيق يعيق سير المرافق العامة وأداء‬
‫الخدمات العامة‪ .‬أما إذا كان نشاطها االقتصادي ال يتم في هذا اإلطار فهي تخضع لقانون المنافسة‪.‬‬
‫‪‬ف العبرة ليس ت بطبيع ة أم وال المؤسس ة ولكن بطبيع ة النش اط ال ذي تق وم ب ه‪ .‬له ذا نص المش رع في الفق رة‬
‫األخ يرة من الم ادة ‪ 2‬على اس تبعاد تط بيق أحك ام ق انون المنافس ة في حال ة إعاقته ا ألداء المرف ق الع ام‬
‫لمهامه أو ممارسة صالحيات السلطة العمومية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬النطاق الموضوعي لتطبيق قانون المنافسة ‪:‬‬
‫يطبق قانون المنافسة على مختلف صور النشاط االقتصادي داخل السوق إذ تخضع له نشاطات‬
‫االنتاج والخدمات والصيد البحري والفالحة وذلك حسب نص المادة ‪ 2‬من قانون المنافسة ‪:‬‬
‫نشاطات االنتاج و التوزيع و االستيراد ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫ع رفت الم ادة ‪ 3‬في الفق رة ‪ 9‬من الق انون رقم ‪ 03-09‬المتعل ق بحماي ة المس تهلك وقم ع الغش‬
‫االنتاج بكونه‪ '' :‬العمليات التي تتمثل في تربية المواشي و جمع المحصول و الجني و الصيد البح ري و‬
‫الذبح و المعالج ة و التص نيع و التحوي ل و ال تركيب وت وظيب المنتج ‪ ،‬بم ا في ذل ك تخزين ه أثن اء مرحل ة‬
‫تصنيعه و ه ذا قب ل تس ويقه األول ''‪ .‬أم ا المنت وج فحس ب الفق رة ‪ 10‬من نفس الم ادة ه و ‪'' :‬ك ل س لعة أو‬
‫خدمة يمكن أن تكون موضوع تنازل بمقابل أو مجانا ''‬
‫فاإلنتاج يتمثل في النشاط الصناعي كما يشمل عرض المنتوج في شكله الطبيعي مثال منتجات األنشطة‬
‫الفالحية و الصيد البحري ‪.‬‬
‫أما نشاطات التوزيع واالستيراد وهي نشاطات توسط بين االنتاج والبيع النهائي للسلعة– عملية‬
‫التسويق‪ -‬كما تشمل نشاطات مستورد السلع إلعادة بيعها على حالها ويمتد قانون المنافسة ليطبق على‬
‫كل هذه المراحل بما في ذلك عمليات البيع النهائي للسلع ‪.‬‬
‫الخدمات و الصناعات التقليدية و الصيد البحري‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫‪ - 1‬القانون رقم ‪ 03-09‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2009‬المتلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ولقد عرف قانون حماية المستهلك وقمع الغش المذكور سابقا في المادة ‪ 3‬الفقرة ‪ 16‬الخدمة بكونها‪:‬‬
‫''كل عمل مقدم غير تسليم السلعة حتى ولو كان هذا التسليم تابعا أو مدعما للخدمة المقدمة''‬
‫فمص طلح الخدم ة يش مل ع دة نش اطات مث ل التنظي ف التص ليح ‪ ،‬ال ترميم والنق ل ‪ ،‬المقاول ة والوكال ة‬
‫والفندقة‪ .‬كما تعتبر المنتجات البنكية والتأمينية خدمات‪ .‬كما تشمل الخدمات التي يقدمها ممارسو المهن‬
‫الحرة والوكاالت كالوكاالت العقارية والسياحية‪.‬‬
‫أما الصناعات التقليدية فهي كل النشاطات التي يقوم بها الحرفي‪.‬‬
‫ج‪ -‬الصفقات العمومية ‪:‬‬
‫أدرج المش رع في تع ديل ق انون المنافس ة لس نة ‪ 2010‬الص فقات العمومي ة ض من النش اطات الخاض عة‬
‫لقانون المنافسة ابتدءا من نشرها إلى غاية المنح النهائي للصفقة ‪.‬‬
‫فالص فقات العمومي ة هي من أهم الوس ائل ال تي تس تعملها االدارة العام ة لممارس ة نش اطاتها المتعلق ة‬
‫باستغالل وتسيير المال العام والغرض من إخضاع هذه الصفقات إلى اختصاص مجلس المنافسة إلى‬
‫جانب اختصاص القضاء االداري العادي أو االستعجالي هو منح المجال للمتعاملين االقتصاديين للطعن‬
‫واالخطار بأي تصرف مقيد للمنافسة يتم عند منح أو إبرام الصفقات العمومية ‪.‬‬
‫ولق د ع رفت الم ادة ‪ 2‬من المرس وم الرئاس ي رقم ‪ 247-15‬المتعل ق بالص فقات العمومي ة وتفويض ات‬
‫المرفق العام‪2‬الصفقة بكونها ''عقود مكتوبة تبرم بمقابل مع متعاملين اقتص اديين بغ رض تلبي ة حاج ات‬
‫المصلحة المتعاقدة في مجال األشغال و اللوازم والخدمات والدراسات ''‪.‬‬
‫فهي عق د إداري لكن موض وعها اقتص ادي له ذا المش رع أخض عها لق انون المنافس ة‪ ،‬وق انون المنافس ة‬
‫يطيق في هذا االطار على التواطؤ أو االتفاقات المقيدة للمنافسة التي قد تتم بين المتعاملين عند تقدمهم‬
‫بع روض لكس ب الص فقة و ذل ك في الم ادة ‪ 6‬من ق انون المنافس ة سنفص ل أك ثر في ه ذه الجزئي ة عن د‬
‫تناول موضوع االتفاقات المقيدة للمنافسة ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬النطاق المكاني لتطبيق قانون المنافسة ‪:‬‬

‫ع رف المش رع الجزائ ري الس وق المع ني في الم ادة ‪ 3‬من ق انون المنافس ة باعتب اره االط ار ال ذي يتم في ه‬
‫تطبيق قانون المنافسة بأنه‪'' :‬كل سوق للسلع والخدمات المعنية بممارسات مقيدة للمنافسة وكذا تلك ال تي‬
‫يعتبرها المستهلك مماثلة أو تعويضية ال سيما بسبب مميزاتها و أسعارها واالستعمال الذي خصصت له‪،‬‬
‫والمنطقة الجغرافية التي تعرض فيها السلع و الخدمات المعنية‪'' .‬‬
‫عرفت هذه المادة السوق على أساس طبيعة السلع المعروضة‪ ،‬وعلى أساس هدف المستهلك منها والمنطقة‬
‫الجغرافية التي يتم فيها تداول هذه السلع‪.‬‬
‫‪- 2‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247-15‬المتعلق بالصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر‪ (2015 0‬الجريدة الرسمية رقم ‪50‬‬
‫لسنة ‪).2015‬‬

‫‪10‬‬
‫سوق المنتجات المعينة‪:‬‬
‫يشمل كل المنتجات أو الخدمات التي تعتبر بالنسبة للمستهلك قابلة للتبادل أو تعويضية بعضها لبعض‬ ‫‪‬‬
‫بالنظر إلى خصائصها أو أسعارها أو استعماالتها‪ ،‬دون تكاليف أو مخاطر جديدة‪.‬‬
‫باإلض افة إلى ذل ك يجب أن نبحث عن درج ة المنافس ة المحتمل ة ‪ Concurrence potentielle‬وذل ك‬ ‫‪‬‬
‫عن طريق البحث عن عدد المنتجين المحتملين الذين يمكن لهم الدخول إلى السوق المعني وتقديم نفس‬
‫السلع والخدمات‪.‬‬
‫النطاق الجغرافي للسوق المعني‪:‬‬
‫حدد المشرع الجزائري في المادة ‪ 03‬المقصود بالنطاق الجغرافي وهو المجال اإلقليمي الذي يتم فيه‬ ‫‪‬‬
‫عرض وتوزيع المنتجات المعنية وتتدخل فيه المؤسسات المعنية بالممارسات المقيدة للمنافسة‪.‬‬
‫‪ ‬لم يتط رق إلى مس ألة الممارس ات ال تي يتم االتف اق عليه ا في الخ ارج وتنتج أث ارا مقي دة للمنافس ة في‬
‫الجزائر‪ .‬ففي هذه الحالة تخضع لألحكام العامة لتنازع القوانين الواردة في القانون المدني‪ .‬ولكننا نحبذ‬
‫لم تم إدراج مادة في قانون المنافسة تعالج هذه المسألة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬جرائم الممارسات المقيدة للمنافسة واعفاءها‬
‫المطلب األول‪ :‬اإلتفاقيات المقيدة للمنافسة‪.‬‬
‫الفــرع األول‪ :‬العناصر المكونة لالتفاق‬
‫نظمت المادة ‪ 06‬من قانون المنافسة التواطؤات بحظر كل الممارسات واألعمال المدبرة واالتفاقات‬
‫الصريحة أو الضمنية عندما تهدف أو يمكن أن تهدف إلى عرقلة حرية المنافسة أو الحد منها أو اإلخالل‬
‫به ا في نفس الس وق أو في ج زء ج وهري من ه‪ .‬وذك رت ع دة ح االت إذا وج دت في عق ود م ا اعت برت‬
‫تواطؤات‪.‬‬
‫أ‪-‬تعريف التواطؤ‪:‬‬
‫التواطؤ هو اتفاق أو توافق يكون مضرا بالمنافسة الحرة في السوق المعني وبالتالي ينتج عن التقاء‬
‫إرادة متدخلين اثنين على األقل‪ .‬والمشرع لم يشترط شكل معين لالتفاق فقد يكون إنفاق صريح أو ضمني‬
‫وقد ينتج عن ممارسات موحدة أوأعمال مدبرة‪.‬‬
‫لهذا اخترنا استعمال مصطلح التواطؤ عوض مصطلح "االتفاقات المقيدة للمنافس ة " الذي غالبا ما‬
‫يستعمله الدارسون لهذا الموضوع ألن المشرع في المادة ‪ 06‬واعتبر أنه ينشأ عن االتفاقات لكن أضاف‬
‫إليه ا أش كال أخ رى للممارس ات واألعم ال الم دبرة ال تي ال تعت بر اتفاق ات ب المفهوم الق انوني للكلم ة‪ .‬ففي‬

‫‪11‬‬
‫االصطالح اللغوي التواطؤ هو ‪ :‬التأمر ‪ ،‬التوافق ـ االشتراك في االثم أو الذنب‪ 3.‬و هذا المصطلح يعبر‬
‫على حقيقة هذه الممارسة ‪.‬‬
‫و لقد ترجمة االستاذة لينا حسن ذكي مصطلح ''‪ ''entente économique‬بأنها''اتفاقات اقتصادية‬
‫'' ‪ 4.‬هذه الترجمة غير دقيقة لكون هذا المصطلح يشمل مختلف العقود ذات الطابع االقتصادي و ال تظهر‬
‫الطابع الخاص لهذه االتفاقات المتمثل هي سعي أطرافها إلى تقيد المنافسة‪.‬فمصطلح ‪ ententes‬يمكن أن‬
‫يترجم بالتفاهمات أو التواطؤات‪.‬‬
‫و عليه نعتقد أن مصطلح التواطؤ هو االكثر تعبيرا على حقيقة على هذه الممارسة ‪.‬‬
‫و لقد إعتمد مجلس المنافسة مصطلح التواطؤ في ؟؟؟؟‬
‫وباس تقراء نص الم ادة ‪ 6‬من ق انون المنافس ة و ال تي ع رفت التواط ؤ نس تخلص أن ه يش ترط ت وافر‬
‫الشروط التالية العتبار الممارسة تواطؤ‪:‬‬

‫ا‪-‬أطراف التواطؤ مؤسسات بالمفهوم الخاص الوارد في قانون المنافسة‪.‬‬

‫ب‪-‬أن تسعى المؤسس ات األطراف في ه إلى عرقل ة حري ة المنافس ة أو الحد منه ا أو اإلخالل به ا في‬
‫نفس السوق أو في جزء جوهري منه‪.‬‬

‫وعليه فوجود التواطؤ ال يستند إلى اتخاذ شكل قانوني معين لكن يتم استخالص وجوده من الهدف‬
‫الذي ترمي إألى تحقيقه‪ .‬فبواسطته تسعى المؤسسات إلى تحقيق مصالح غير مشروعة عن طريق احتكار‬
‫السوق و المساس بسيره العادي‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫عمليا تختلف هيكلة االتفاقات المقيدة للمنافسة بالنظر إلى طبيعة العالقة بين أطرافها تقسم إلى‪:‬‬
‫تواطؤات تهدف إلى تحقيق التحكم األفقي‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫االتفاق ات والتحالف ات ال تي تت آمر من خالله ا وح دات اقتص ادية تنتج س لعا متش ابهة أو متجانس ة في‬
‫نفس الس وق للح د من اإلنت اج أو لتحدي د األس عار عن د مس تويات تعكس إرادة المتعاق دين وليس على أس اس‬
‫قانون العرض والطلب‪.‬‬
‫ومن أمثلته ا ك ارتالت االس تيراد وهي اتفاق ات تتم بين المس توردين والمس تثمرين لتنظيم أنش طتهم‬
‫داخل السوق المعني مثل‪ :‬مقاطعة المنتجين اآلخرين أو المحتملين ومنتجاتهم ‪ ،‬الرفض الجماعي للتعامل‬
‫معهم أو ف رض شروط تمييزي ة للتعام ل ‪ ،‬تحدي د األس عار وك ذلك الك ارتالت الدولي ة وهي تتم بين ش ركات‬
‫موجودة في دول مختلفة تهدف إلى تنظيم أو خفض اإلنتاج وتقسيم األسواق‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر قاموس مرشد الطالب عري‪-‬عربي‪.‬‬

‫‪- -4‬لينا حسن ذكي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.41‬‬


‫‪5‬‬
‫‪.‬د‪ -‬محمد حسين فتحي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪- 74‬‬

‫‪12‬‬
‫التواطؤات التي تهدف إلى تحقيق التحكم الرأسي‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫هي اتفاقات تتم بين متدخلين يوجدون في مواقع مختلفة من سلسلة اإلنتاج والتوزيع‪.‬‬
‫هذه االتفاقات لها آثار على التجارة ألنها تمنع الشركات من النفاذ إلى شبكات التوزيع ويتم ذلك عن‬
‫طري ق اتخ اذ ق رارات معين ة مث ل ‪ :‬الحص ر اإلقليمي ال ذي يتم باتف اق يمن ع الم وزعين من ال بيع خ ارج‬
‫المناطق المحددة مسبقا و تقييد المبيعات أي أن تربط عملية شراء منتوج ما بشراء منتوج آخر يحمل‬
‫نفس العالمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬كيفية تكوين التواطؤ‪.‬‬

‫يوجد اختيارين أساسيين قد يلجأ إليهما الراغبون في إنشاء التواطؤ وهما ‪:‬‬
‫‪ -‬تواطؤات تتخذ شكال قانونيا معينا ‪.‬‬
‫‪-‬التواطؤات الناتجة عن اتخاذ سلوك موحد‪.‬‬
‫ب‪ -1-‬تواطؤات تتخذ شكال قانونيا معينا ‪:‬‬
‫فقد تتخذ التواطؤات أشكاال قانونية عضوية أو عقدية مثل ‪ :‬شركات األموال أو شركات األشخاص أو‬
‫ش ركة مدني ة‪ .‬لكنه ا غالب ا م ا تتخ ذ ش كل التجم ع ذو الغاي ة االقتص ادية الموح دة ‪ G.I.E‬ال ذي أطل ق علي ه‬
‫المشرع الجزائري مصطلح – التجمعات‪-‬‬
‫كما قد تتخذ التواطؤات أشكاال قانونية عقدية عن طريق إبرام عقد من العقود المعروفة المسماة أو‬
‫غير المسماة وتضمينه بنود تقيد المنافسة‪.‬‬
‫في هذا اإلطار نميز بين كون التواطؤ ينشأ نفس االتفاق األصلي (المنشأ للشركة أو العالقة العقدية)‬
‫أو كونه يتم إبرام اتفاق مستقل والحق ينشأ التواطؤ ‪ .‬‬
‫فغالب ا م ا تتخ ذ التواط ؤات ش كال يتض من إح دى الص يغ القانوني ة ذات الس مة العض وية كش ركات‬
‫األموال أو األشخاص‪ .‬كما يمكن أن تتخذ شكل التجمعات ذات المصلحة االقتصادية المشتركة‪ .‬وقد تتخذ‬
‫شكل عقد معروف في عالم األعمال كخطاب النوايا وعقد التوزيع ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫وفي إط ار تكي ف التص رف على أن ه تواطؤا ال يهم الش كل القانوني لالتف اق المهم مض مون االتف اق‪.‬‬
‫بنودا محظورة تشكل اعتداءا على المنافسة الحرة ففي هذه الحالة يعتبر تواطؤا‪ .‬وال‬
‫فإذا تضمن االتفاق ً‬
‫يؤثر في مشروعية االتفاق من عدمه أن يتم من خالل صيغة قانونية جديدة كعقد يبرم خصيصا من أجل‬
‫االتف اق على التواط ؤ أو أن يس تخدم االتف اق ص يغة قانوني ة قائم ة مس بقا ‪ .‬وفي ه ذه الحال ة إذا ك ان العق د‬
‫المنشئ للشركة أو المجموعة االقتصادية هو نفسه األداة التي تم بها إنشاء التواطؤ فيخضع كالهما لقانون‬
‫المنافسة لهذا يعتبر كال من أطراف العقد أطرافا للتواطؤ‪.‬‬
‫ب‪ -2-‬التواطؤات الناتجة عن اتخاذ سلوك موحد‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫كما قد ينشأ التواطؤ عن اتخاذ سلوك موحد بين مشروعين أو أكثر في غياب دليل شكلي‪،‬ويتم إثبات‬
‫هذا التنسيق عندما تتوافر دالئل قوية ومحددة ومتوافقة على وجود التواطؤ‪.‬‬

‫وهنا يطرح تساؤل حول كيفية استخالص وجود التواطؤ من اتباع المشروعات لسلوك موحد وقد ال‬
‫يكون مصحوبا بدالئل قوية في الواقع يمكن أن تؤدي إلى اعتبار ذلك السلوك الموحد تواطؤا‪.‬‬
‫ولقد عرفت محكمة العدل األوروبية التنسيق بين المشروعات على النحو التالي ‪" :‬إن مفهوم التنسيق‬
‫ه و ش كل من أش كال التط ابق في الس لوك بين المش روعات األط راف في ذل ك التنس يق‪ .‬ي ؤدي إلى ح دوث‬
‫تعاون عملي بين تلك المشروعات يمثل تقييدا للمنافسة دون أن يصل التوافق إلى حد إبرام اتفاقية أو عقد‬
‫‪6‬‬
‫بالمعنى القانوني للكلمة " ‪.‬‬
‫له ذا إثب ات ه ذه الممارس ات يتم بمختل ف وس ائل االثب ات فق د يس تند إلى وث ائق مكتوب ة إن وج دت أو‬
‫أدلة مادية مثل التحقيقات ‪،‬تصريحات األطراف و المعاينات و السعي إلى إقناع مجلس المنافسة بالرجوع‬
‫إلى سير السوق و مدى تأثير سلوك أطراف التواطؤ عليه‪.‬‬
‫ج‪ -‬أشكال تقييد المنافسة الناتجة عن التواطؤ‬
‫ينتج التواط ؤ عن بن ود ت ؤدي إلى المس اس بالمنافس ة الح رة‪ .‬و تختل ف أش كال الممارس ات المقي دة‬
‫للمنافس ة ال تي ق د ت رد في التواط ؤ مم ا ق د يص عب حص رها تحت ش كل ق انوني‪ .‬فاخترن ا أن نص نفها إلى‬
‫مجموعات بناءا على تحليل الحاالت المذكورة في المادة ‪ 06‬من قانون المنافسة فهي تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫ج‪ -1-‬الحال ة العام ة – االخالل بالمنافس ة ‪ :-‬وردت في الفق رة االولى من الم ادة ‪ 6‬من ق انون‬
‫المنافسة حالة عامة يعتد بها لتقدير مضمون االتفاق و إن كان مقيدا للمنافسة أم ال ‪ .‬و هي ‪ :‬أن يهدف‬
‫أط راف التواط ؤ إلى عرقل ة حري ة المنافس ة أو الح د منه ا أو االخالل به ا في نفس الس وق أو في ج زء‬
‫جوهري منه ‪.‬ونالحظ أن المشرع اعتد بنية االطراف مستعمال مصطلح – يهدف ‪ -‬أي متى انصرفت‬
‫نية االطراف إلى المساس بالمنافسة الحرة اعتبر العمل المدبر تواطؤ سواء تحقق ذلك فعال أم ال ‪ .‬وهذا‬
‫ما يؤكد ذلك أن المشرع استعمل مصطلح – يمكن أن تهدف – فلم يشترط أن يتحقق االضرار بالمنافسة‬
‫فعال‪ .‬لكن يشترط العتب ار التواطؤ محقق ا إثب ات العالق ة الس ببية بين ه ذه الممارس ات و المس اس بالمنافس ة‬
‫الحرة أو إمكانية المساس بها‪.‬‬
‫ج‪ --2-‬الح االت الخاصة ‪:‬كم ا ورد في الفق رات األخ رى من الم ادة ‪ 6‬ذك ر أمثل ة عن مض مون‬
‫الممارسات التي تعتبر تواطؤا ماسا بالمنافسة يمكن أن تقسم إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬التواطؤات المتعلقة باألسعار ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ .‬لينا حسن ذكي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪- 201‬‬

‫‪14‬‬
‫في الفقرة ‪ 5‬من المادة ‪ 6‬من قانون المنافسة نص المشرع على الممارسات التي تهدف إلى عرقلة‬
‫تحديد االسعار و ذلك بالتشجيع المصطنع الرتفاعها أو انخفاضها ‪.‬‬
‫فتشمل هذه الحالة أشكاال مختلفة من الممارسات التي ترتكز على االسعار فهي ال تخص حالة رفع‬
‫السعر فقط لكن تخص حالة تثبيت السعر أو خفضه ‪.‬‬
‫عملي ا ق د يتم تحدي د الس عر أفقي ا أو عمودي ا‪ .‬ويقص د بالتحدي د االفقي للس عر والتحدي د فه و يتعل ق‬
‫بتحديد السعر الذي يتم بين كيانات اقتصادية مستقلة تتنافس في مستوى توزيع خدمة أو إنتاج واحد ‪.‬فهذه‬
‫االتفاقات تزيل المنافسة بين العارضين فال يكون بمقدور المستهلك االختيار بينهم على أساس سعر تنافسي‬
‫‪7‬‬
‫مثال تحديد السعر بين المنجين أو بين الموزعين لسلعة ما ‪.‬‬
‫كما قد يتم االتفاق على تحديد السعر عموديا عن طريق اتفاق بين كيانات تجارية مستقلة على تحدي د‬
‫الس عر في سلس لة التوزي ع‪ .‬فه ذه االتفاق ات تخص ش ركات في مس تويات مختلف ة في تركيب ة الس وق بين‬
‫منتجين و تجار الجملة أو تجار الجملة و تجار التجزئة ‪.‬‬
‫‪-‬التواطؤات المتعلقة برفض التعامل المنسق ‪:‬‬
‫تخص اتف اق أط راف التواط ؤ على قط ع التعام ل م ع آخ رين أو التعام ل معهم فق ط بش روط معين ة‪.‬‬
‫وه ذا بغ رض تش كيل تكت ل يعرق ل قي ان ب اقي المت دخلين بنش اطهم داخ ل الس وق و به ذا يحق ق االط راف‬
‫‪8‬‬
‫االستحواذ على حصة أكبر من السوق و منع المنافسة المحتملة ‪.‬‬
‫و هذه التواطؤات نصت عليها الفقرتين ‪ 6‬و‪ 7‬من المادة ‪ 6‬من قانون المنافسة وذلك بالنص على‬
‫حالتين ‪:‬‬
‫‪ -‬تط بيق ش روط غ ير متكافئ ة لنفس الخ دمات تج اه الش ركاء التج اريين منم ا يح رمهم من من افع‬
‫المنافسة ‪ .‬فهنا ال يقرر أطراف التواطؤ عدم التعامل مع االخرين لكن تعاملهم يربط بشروط غير عادلة ‪،‬‬
‫هذا ما يخفي رغبة في االضرار بهم‪.‬‬
‫‪-‬اخض اع اب رام العق ود م ع الش ركات لقب ولهم خ دمات إض افية ليس له ا ص لة بموض وع العق ود ه ذه‬
‫العق ود س واء بحكم طبيعته ا أو حس ب االع راف التجاري ة ‪ .‬في ه ذه الحال ة ال يخض ع التعام ل م ع ب اقي‬
‫الشركات لقواعد السير العادي لسوق إذ أن االصل أن رفض التعامل قد يكون قانونيا إذ أن لكل مؤسسة‬
‫الح ق في أن تتعام ل أو ت رفض التعام ل م ع من تش اء من المت دخلين في الس وق بالش روط ال تي ت رى أنه ا‬
‫تحق ق مص لحتها االقتص ادية ‪.‬طالم ا لم يكن ال رفض أو تقيي د التعام ل مبعث ه الرغب ة في خل ق احتك ار أو‬
‫‪9‬‬
‫المحافظة عليه ‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الناصر فتحي الجلوي محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.78‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ - 8‬عبد الناصر فتحي الجلوي محمد‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.92‬‬


‫‪9‬‬
‫‪.‬محمد حسين فتحي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪- 20‬‬

‫‪15‬‬
‫و يتحقق ذلك إذا توافر فيه شرطان ‪:‬‬
‫الشرط االول ‪ :‬إتباع نفس السلوك من طرف أعضاء التواطؤ – وجود فعل التنسيق‪-‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬أن تفرض نفس الشروط –التعسفية التي ليس لها عالقة بموضوع التعامل االصلي‬
‫– من طرف كل أطراف التواطؤ‪.‬‬
‫‪-‬التواطؤات المتعلقة بترتيبات تتعلق بتنظيم السوق ‪:‬‬
‫ق د بتض من التواط ؤ بن ودا تخص اقتس ام الس وق أو مراقب ة مص ادر التم وين أو أو التس ويق أو‬
‫االستثمارات‪ .‬و لقد تضمنت المادة ‪ 6‬في الفقرتين ‪ 1‬و‪ 2‬و ‪ 3‬النص على ‪ 3‬حاالت تخص تنظيم السوق و‬
‫هم ‪:‬‬
‫‪ -‬تقليص و مراقبة االنتاج أو منافذ التسويق أو االستثمارات أو التطور التقني ‪.‬‬
‫‪-‬اقتسام االسواق أو مصادر التموين‪.‬‬
‫‪-‬الحد من الدخول إلى السوق أو ممارسة النشاطات التجارية فيه‪.‬‬
‫يسعى أطراف هذا النوع من التواطؤات إلى السيطرة على السوق عن طريق التحكم في سيره بقيام‬
‫بتقس يم الس وق س واء جغرافي ا عن طري ق ف رض على ك ل مؤسس ة في سلس لة التوزي ع ب ان ت بيع في س لع‬
‫المنتج أو المصنع في في منطقة جغرافية معينة أو تحديد نسب مئوية متاحة لكل منتج أو تخصيص عمالء‬
‫لكل مؤسسة طرف في التواطؤ‪.‬‬
‫كم ا ق د يتجس د ه ذا الش كل في تقيي د المنافس ة عن طري ق إقام ة عراقي ل في مج ال التوزي ع واإلنت اج‬
‫بغرض الحد من سلطة المشروعات في تحديد حجم اإلنتاج أو وضع قيود كمية على ما يقوم به المشروع‬
‫من تسويق إلنتاجه في السوق‪ .‬كما يعتبر تحديد حصص اإلنتاج شكال من أشكال التحريف‪.‬‬
‫فتسعى المؤسسات اطراف التواطؤ إلى منع اختراق السوق من قبل المشروعات الجديدة التي ترغب في‬
‫ال دخول إلى الس وق أو تل ك ال تي ته دف إلى تغي ير البني ة التنافس ية لس وق م ا وذل ك بإبع اد المش روعات‬
‫الموجودة بالفعل في تلك السوق او الخد من قدراتها التنافسية‪.‬‬
‫‪ -‬التواطؤات المتعلقة بمنح صفقات عمومية ‪:‬‬
‫تناولت الفقرة االخيرة من المادة ‪ 6‬هذه الحالة عن طريق نصها على حضر التواطؤات التي تهدف‬
‫إلى منح ص فقة عمومي ة لفائ دة الق ائمين أط راف تواط ؤ ‪ '' :‬الس ماح بمنح ص فقة عمومي ة لفائ دة أص حاب‬
‫هذه الممارسات المقيدة ''‬
‫ه ذه الحال ة تخص حال ة قي ام المؤسس ات الراغب ة في التق دم لص فقة عمومي ة باالتف اق على اقتس ام‬
‫الص فقات العمومي ة في الس وق بتع يين مؤسس ة تق ترح أفض ل ع رض و ه ذا م ا ي ؤدي إلى القض اء على‬
‫عنصر المنافسة الذي يعتبر من مبادئ الصفقات العمومية‪ .‬و تؤدي هذه الممارسة إلى انخدع رب العمل‬

‫‪16‬‬
‫بالعروض الممنوحة في منافسة صورية تخفي اتفاق تواطؤ‪ .‬والذي غالبا ما تتفق فيه المؤسسات على عمل‬
‫م دبر مس تمر و تت داول على تق ديم الع روض في ص فقات عمومي ة متع ددة تف وز به ا المؤسس ات المتواطئ ة‬
‫بالتداول‪.‬‬
‫د‪ -‬حاالت الترخيص للتواطؤ ‪:‬‬
‫قرر المشرع حاالت معينة تبرر فيها التواطؤات و ذلك في المادتين ‪ 08‬و‪ 09‬من قانون المنافسة‬
‫‪.‬و ذلك في الحالتين التاليتين ‪:‬‬

‫‪-‬االتفاقات والممارسات الناشئة عن نص تشريعي أو تنظيمي‪.‬‬

‫‪-‬االتفاقات التي يثبت أصحابها أنها تحقق تطور اقتصادي أو تقني أو تساهم في تحسين الشغل أو‬
‫من شأنها السماح للمؤسسات المعنية الصغيرة أو المتوسطة بتعزيز وضعيتها التنافسية في السوق‪.‬‬

‫ف رغم كونه ا ممارس ات مقي دة للمنافس ة إال أنه ا تحق ق مص لحة عام ة معت برة قانون ا له ذا تس مى‬
‫بالتواطؤات المفيدة ‪  . les bonnes ententes‬و يلتزم االطراف في هذه الحاالت الخاصة أن يثبتوا‬
‫الفوائد التي تعود على االقتصاد نتيجة التفاقهم ‪.‬‬
‫فيمنح مجلس المنافس ة ترخيص ا له ذه التواط ؤات بن اءا على طلب المؤسس ات المعني ة واس تنادا إلى‬
‫المعلوم ات المقدم ة ل ه‪ .‬و يتم ذل ك عن طري ق طلب الحص ول على ت رخيص بع دم الت دخل و ذل ك حس ب‬
‫االج راءات المح ددة في المرس وم التنفي ذي رقم ‪ 175-05‬الم ؤرخ في ‪ 12‬م اي ‪ 2005‬المح دد لكيفي ات‬
‫الحصول على ترخيص بعدم التدخل بخصوص االتفاقات ووضعية الهيمنة‪10.‬سنتطرق لهذا االجراءات في‬
‫العنصر الخاص بالترخيص لوضعية الهيمنة‬
‫ه‪ -‬الجزاءات المترتبة على التواطؤ‪:‬‬
‫إذا تم إثب ات وج ود التواط ؤ عن طري ق اتف اق ص ريح أو س لوك منس ق و إثب ات إض راره و إمكاني ة‬
‫إضراره بالمنافسة الحرة مع إثبات العاقة السببية بين هذه الممارسات و أثارها السلبية على حرية المنافسة‬
‫في السوق ‪ .‬فيترتب على إثبات وجود التواطؤ توقيع الجزاءات التالية‪:‬‬
‫‪-‬غرامة ال تفوق ‪ %12‬من مبلغ رقم األعمال من غير الرسوم المحقق في الجزائر خالل آخر سنة‬
‫مالية مختتمة‪11 .‬أو غرامة مالية تساوي على األقل ضعفي الربح المحقق بواسطة هذه الممارسات على أال‬
‫تتجاوز هذه الغرامة ‪ 04‬أضعاف هذا الربح وإ ذا كان مرتكب المخالفة ال يملك رقم أعمال محدد فالغرامة‬
‫ال تتجاوز ستة ماليين دينار( دج‪)6.000.000‬‬

‫‪ -- 10‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 175-05‬المؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ 2005‬المحدد لكيفيات الحصول على ترخيص بعدم التدخل بخصوص االتفاقات ووضعية‬
‫الهيمنة ‪.‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 35‬لسنة ‪.2005‬‬

‫‪ - -11‬حدد قانون ‪ 03-03‬مبلغ الغرامة ب ‪ % 7‬في خدود ‪3.000.000‬دج و في تعديل ‪ 2008‬رفعت إلى ‪ % 12‬و ذلك في حدود‬
‫‪6.000.000‬دج‪..‬‬

‫‪17‬‬
‫و في حال ة م ا إذا ك انت ك ل الس نوات المقفل ة ال تي من المف روض تح دد على أساس ها الغرام ات ال‬
‫تغطي ك ل منه ا م دة س نة مالي ة فان ه يتم حس اب العقوب ات المالي ة على أس اس قيم ة رقم االعم ال من غ ير‬
‫الرسوم المحقق في الجزائر خالل مدة النشاط حسب المادة ‪ 62‬مكرر من قانون المنافسة ‪.‬‬
‫و ح ددت الم ادة ‪ 62‬مك رر‪ 1‬المع ايير ال تي على أس اس يق در مجلس المنافس ة الغرام ات و هي ‪:‬‬
‫خطورة الممارسة المرتكبة و الضرر الذي لحق باالقتصاد و الفوائد المجمعة من طرف مرتكبي المخالفة‬
‫و مدى تعاون المؤسسات مع مجلس المنافسة خالل التحقيق في القضية و أهمية وضعية المؤسسة المعنية‬
‫في السوق ‪.‬‬
‫‪ -‬و يمكن لمجلس المنافسة في حالة عدم تنفيذ االوامر الصادرة عنه أن يحكم بغرامة تهديدية ال تقل‬
‫عن مائ ة و خمس ين أل ف دين ار (‪150.000‬دج ) عن ك ل ي وم ت أخير و ذل ك حس ب الم ادة ‪ 58‬من ق انون‬
‫‪12‬‬
‫المنافسة ‪.‬‬
‫‪ -‬ك ذلك يع اقب بغرام ة ق درها ملي وني دين ار (‪2.000.000‬دج) ك ل ش خص ط بيعي س اهم شخص يا‬
‫بصفة احتيالية في تنظيم الممارسات المقيدة للمنافسة وفي تنفيذها ‪ .‬فهذه العقوبة تخص كل من ساهم في‬
‫إبرام اتفاق التواطؤ و لو لم يكن طرفا فيه‪.‬‬
‫كما منح المشرع لمجلس المنافسة إمكانية تخفيض مبلغ الغرامة أو عدم الحكم بها ضد المؤسسات‬
‫التي اعترفت بالمخالفات المنسوبة إليها أثن اء التحقيق و تتعاون في االسراع بالتحقيق فيها و تتعهد بعدم‬
‫ارتك اب ممارس ات مقي دة للمنافس ة في المس تقبل و ذل ك حس ب نص الفق رة ‪ 1‬من الم ادة ‪ 60‬من ق انون‬
‫المنافسة ‪.‬و أكد المشرع على أن هذا االعفاء أو التخفيض ال تستفيد منه المؤسسات في حالة العود و ذلك‬
‫حسب نص الفقرة ‪ 2‬من نفس المادة‪.‬‬

‫الفــرع الثاني‪ :‬نماذج عن اإلتفاقيات المحظورة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬جرائم التعسف المقيدة للمنافسة‬


‫الفــرع األول‪ :‬جريمة التعسف في إستغالل وضعية الهيمنة‬
‫يقصد بوضعية الهيمنة احتالل المشروع لمركز هام داخل السوق يخول له سلطة فرض قراره داخل‬
‫السوق‪ 13.‬وتستعمل عدة مصطلحات للتعبير عن هذه الوضعية وهي‪ :‬المركز المسيطر أو المركز االحتكاري‪.‬‬

‫‪ - 12‬حدد قانون ‪ 03-03‬مبلغ الغرامة ب ‪100.000‬دج و في تعديل ‪ 2008‬رفعت إلى ‪150.000‬دج‪.‬‬


‫‪13‬‬
‫‪-- louis Vogel, op.cit.p99.‬‬

‫‪18‬‬
‫الوج ود في ه ذه الوض عية ال يمنع ه الق انون فق د يك ون المش روع في مرك ز مس يطر إذا لم يوج د‬
‫منافسين أو نظرا لتفوقه على باقي المنافسين بالتكنولوجيا واإلمكانيات المالية والبشرية التي يحوزها‪ .‬لكن‬
‫المشرع يمنع استغالل هذه الوضعية لتحقيق منافع تنافسية غير مشروعة‪.‬‬

‫أ‪ -‬تعريف وضعية الهيمنة‪:‬‬

‫عرف المشرع الجزائري وضعية الهيمنة في المادة ‪ 03‬من قانون المنافسة بكونها‪:‬‬
‫ّ‬
‫" الوضعية ال تي تمكن مؤسس ة م ا من الحص ول على مرك ز ق وة اقتص ادية في الس وق المع ني من‬
‫ش أنها عرقل ة قي ام منافس ة فعلي ة في ه وتعطيه ا إمكاني ة القي ام بتص رفات منف ردة إلى ح د مع بر إزاء‬
‫منافسيها ‪ ،‬أو زبائنها أو ممونيها "‪.‬‬

‫وه ذا التعري ف يق ترب من التعري ف ال ذي أوردت ه محكم ة الع دل االوروبي ة وال تي عرفت ه بكون ه‪ '':‬المرك ز‬
‫المسيطر هو قوة اقتصادية يحوزها مشروع معين‪ ،‬تمنحه القدرة على وضع العوائق أمام المنافسة الفعلية‬
‫في الس وق المع ني وتمكن ه من اتخ اذ الق رارات من ج انب واح د في مواجه ة منافس يه وعمالئ ه وك ذلك‬
‫‪14‬‬
‫المستهلكين ''‬

‫و يش مل مفه وم المرك ز المس يطر حي ازة المش روع على ق وة اقتص ادية داخ ل الس وق س واء أك ان‬
‫مشروع واحد أو مجموعة مشروعات مترابطة‪ .‬أما إذا كان هناك عدد قليل من المشروعات تسيطر على‬
‫الس وق دون أن ت برم بينه ا عق ود أو تفاهم ات – حال ة احتك ار القل ة غ ير المنظم – فال تعت بر في مرك ز‬
‫مسيطر ففي هذه الحالة يتم تقدير كل وضعية مؤسسة على حدى‪.‬‬

‫فقد تتحصل مؤسسة على وضعية الهيمنة داخل السوق نظرا لإلمكانيات المالية والتقنية التي تحوزها‬
‫أو لع دم وج ود منافس ين آخ رين‪ .‬ه ذه الوض عية في ح د ذاته ا غ ير منافي ة للمنافس ة إال إذا أس اء ص احب‬
‫المركز المسيطر لغيره من المنافسين بغرض تعزيز وضعينه و اإلبقاء على الدور الريادي لمؤسسته في‬
‫السوق والمساس بالسير الطبيعي له‪ .‬وهذا ما قد يترتب عليه جعل المؤسسات الصغيرة داخل السوق في‬
‫وضع تابع للمؤسسة المسيطرة التي قد تلجأ إلى إبرام اتفاقات مع المؤسسات الصغيرة تفرض فيها شروطا‬
‫‪15‬‬
‫معينة‪ .‬فتنشأ وضعية تبعية اقتصادية نتيجة للتعسف في وضعية الهيمنة‪.‬‬
‫ب‪-‬صور وضعية الهيمنة‪:‬‬
‫و يكتسب المشروع وضعية هيمنة إما إذا كان هو محتكر للسوق أو له سلطة كبيرة على السوق‪.‬‬

‫ب‪-1-‬حالة وضعية الهيمنة المتجسدة في احتكار مطلق للسوق ‪:‬‬

‫‪ -‬ورد في ‪ :‬لينا حسن ذكي ـ المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.178‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪15‬‬
‫‪- louis Vogel , droit de la concurrence , paris ,sas Law lax ,2012 p65.‬‬

‫‪19‬‬
‫قد يتمتع المشروع بوضعية هيمنة إذا كان يحوز على مركز مسيطر على السوق كنتيجة مباشرة‬
‫لتحكمه المطلق في سير السوق‪.‬‬

‫ولقد اعتبر المشرع الجزائري وضعية االحتكار بالسوق في ذاتها مقيدة للمنافسة في المادة ‪ 10‬من قانون‬
‫المنافس ة‪ '' .‬يعت بر عرقل ة لحري ة المنافس ة أو الح د منه ا أو إخالل به ا ك ل عم ل مهم ا ك انت طبيعت ه أو‬
‫‪16‬‬
‫موضوعه يسمح لمؤسسة باالستئثار في ممارسة نشاط يدخل في مجال تطبيق هذا األمر ''‬

‫فوضعية االحتكار المطلق تعتبر في ذاتها مقيدة للمنافسة ماعدى حاالت االحنكارات القانونية‪.‬‬

‫ب‪-2-‬تمتع المشروع بسلطة كبيرة على السوق‪:‬‬


‫الوض ع الغ الب أن يتمت ع المرك ز المهيمن بق وة اقتص ادية تس مح ل ه ب التحكم في الس وق‪ .‬لم يح دد‬
‫المشرع نسبة معينة ابتداءا منها يعتبر المركز مسيطر‪ .‬لهذا تقدير وجودها يعود للسلطة التقديرية لمجلس‬
‫المنافسة وبعده للقضاء المختص‪.‬‬
‫و تعتبر المؤسسة في مركز مهيمن إذا كانت تحوز على مركز مسيطر في سوق ما و تكون قادرة‬
‫على القيام بدور الرائد فيه‪ .‬بحيث تكون المشروعات األخرى في نفس السوق مجبرة من حيث الواقع على‬
‫‪17‬‬
‫التوافق مع سلوكيات المشروع ذي المركز المسيطر في ذلك السوق‪.‬‬
‫فيتمتع مجلس المنافسة بسلطة التقديرية لتحديد إن كانت المؤسسة توجد في وضعية هيمنة أم ال عن‬
‫طريق دراسة هيكلة السوق المعني و مدى قدرة المؤسسة المعنية أن تؤثر فيه‪.‬بالنظر إلى حصتها فيه و‬
‫االمتيازات التي تتمتع بها مثل ‪ :‬امتيازات قانونية أو تكنولوجية و كذا عالمات مشهورة و براءات اختراع‬
‫مميزة ‪.‬‬

‫نالح ظ أن المش رع المص ري وض ع قرين ة قانوني ة على وج ود وض عية الهيمن ة وهي ق درة الش خص ال ذي‬
‫يحوز على حصة في السوق تقدر ب ‪ 25‬بالمائة على االقل في السوق المعني إحداث تأثير في سيره عن‬
‫طريق التأثير في االسعار أو حجم المعروض ‪ .‬فحسب المشرع المصري الذي ال يحوز على ‪ 25‬بالمائة‬
‫‪18‬‬
‫من السوق ال يمكن أن يكون مشروع مسيطر‪.‬‬

‫‪ - 16‬ع‪0‬دل المش‪0‬رع نص الم‪0‬ادة ‪ 10‬من ق‪0‬انون المنافس‪0‬ة في ‪ . 2008‬ففي ق‪0‬انون ‪ 2003‬ك‪0‬ان نص الم‪0‬ادة على النح‪0‬و الت‪0‬الي ‪'' :‬يعت بر عرقل ة لحري ة‬
‫المنافسة أو الحد منه ا أو االخالل به ا ك ل عق د ش راء اس تئثاري يس مح باحتك ار التوزي ع في الس وق '' فهذا النص ك‪0‬ان يتعل‪0‬ق فق‪0‬ط بعق‪0‬ود التوزي‪0‬ع‬
‫الحصرية ‪ .‬في حين جاء نص المادة ‪ 10‬المعدلة أشمل إذ أنه يطبق على كل صور االحتكار التي قد تتحقق في السوق المعني ‪ '' :‬يعت بر عرقل ة لحري ة‬
‫المنافسة أو الحد منها أو إخالل بها كل عمل مهما كانت طبيعته أو موضوعه يسمح لمؤسسة باالس تئثار في ممارس ة نش اط ي دخل في مج ال تط بيق‬
‫هذا األمر''‬
‫‪17‬‬
‫‪.‬معيين‪ 0‬فندي الشناق ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪- 120‬‬

‫‪ -‬د‪ -‬لينا حسن ذكي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 159‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪20‬‬
‫أما المشرع الجزائري فلم يحدد معايير محددة العتبار المؤسسة مهيمنة لهذا يتمتع مجلس المنافسة‬
‫بالسلطة التقديرية في ذلك ‪.‬و نشير إلى أن المشرع الجزائري كان قد أحال في قانون المنافسة رقم ‪-95‬‬
‫‪ 06‬الملغى إلى التنظيم لتحدي د المق اييس ال تي على أساس ها تعت بر المؤسس ة في وض عية هيمن ة‪.‬فص در‬
‫المرس وم التنفي ذي رقم ‪ 314-2000‬ال ذي يح دد المق اييس ال تي على أساس ها تعت بر المؤسس ة مهيمن ة‪.‬ولق د‬
‫ح ددت الم ادة ‪ 5‬من ه ه ذه المق اييس على النح و الت الي‪ '' :‬يعت بر تعس فا في وض عية الهيمن ة على س وق أو‬
‫على ج زء من ه‪ ،‬ك ل فع ل يرتكب ه ع ون اقتص ادي في وض عية هيمن ة على الس وق المعني ة يس تجيب على‬
‫الخصوص للمقاييس التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المناورات التي تهدف إلى مراقبة الدخول إلى السوق و سيرها‪.‬‬
‫‪-‬المساس المتوقع أو الفعلي بالمنافسة‪.‬‬
‫‪ -‬غياب حل بديل بسبب وضعية التبعية االقتصادية ''‬
‫نالحظ أن المعايير الواردة في هذه المادة وردت على سبيل المثال ال الحصر لكون المشرع استعمل‬
‫مص طلح –على الخص وص ‪ -‬فهي ليس ت قائم ة حص رية ينبغي على مجلس المنافس ة التقي د به ا ‪ .‬كم ا أن‬
‫المشرع أدرج في هذا المرسوم حالة التعسف في التبعية االقتصادية ضمن التعسف في وضعية الهيمنة‪ .‬و‬
‫ه و مس لك س ليم لك ون تحق ق التعس ف في وض عية التبعي ة ال يس توفي ش روطه إال إذا ك انت هن اك مؤسس ة‬
‫مهيمنة و مؤسسة تابعة‪.‬‬
‫لكن المش رع ألغى ه ذا المرس وم بالم ادة ‪ 73‬من ق انون المنافس ة و فص ل بين النص الق انوني المنظم‬
‫للتعس ف في وض عية الهيمن ة و هو الم ادة ‪ 7‬من ق انون رقم ‪ 03-03‬و النص القانوني المنظم للتعسف في‬
‫وضعية التبعية االقتصادية و هو المادة ‪ 11‬من نفس القانون‪.‬‬
‫ج‪ -‬حاالت التعسف في وضعية الهيمنة‪:‬‬
‫ال يعد وجود المشروع في المركز المهيمن تعسفًا في ذاته حتى ولو تركزت السلطة في يد المشروع‬
‫المسيطر لوحده فإن المشرع يحرم التعسف فيه وليس وجوده فقط‪.‬‬
‫لهذا لتقدير وجود هذا التعسف يجب أن يأخذ مجلس المنافسة بعين االعتبار العناصر التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬حصة المؤسسة من السوق المعني ‪.‬‬
‫‪-‬قدرة المؤسسة على إحداث تأثير فعال في أسعار المنتجات أو في حجم المعروض منها في السوق‬
‫المعنية‪.‬‬
‫‪-‬ع دم تمكن ب اقي المت دخلين في الس وق س واء المتع املين معهم أو منافس يهم أو المس تهلكين من أن‬
‫يؤثروا فعليا في سير السوق المعني ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وح ددت الم ادة ‪ 07‬من ق انون المنافس ة المقص ود بالتعس ف في وض عية الهيمن ة عن طري ق تحدي د اله دف‬
‫الذي يسعى المشروع المسيطر لتحقيقه‪ .‬أي أن الوجود في وضعية الهيمنة إذا كان الهدف منه تحقيق أحد‬
‫الممارسات المذكورة فيها فهو تعسفًا‪.‬‬

‫نالحظ أن المشرع أخذ بالقصد دون أن يشترط أن يتحقق هذا الهدف في الواقع‪ .‬فهذه الممارسات‬
‫هي نفسها المذكورة في المادة ‪ 6‬من قانون المنافسة و التي قمنا بشرحها فيما يخص التواطؤ‪ .‬و المشرع‬
‫لم يضف لها حالة عروض الصفقات العمومية في تعديل ‪ 2008‬لكون هذه االخيرة تتعلق باتفاق المتعاملين‬
‫الراغبين في كسب صفقة ما‪.‬‬
‫و عليه يمكن اختصارها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬الممارسات التعسفية التي قد تصدر عن المؤسسة المهيمنة المتعلقة باألسعار‪:‬‬
‫نص المش رع على هذه الممارس ات الفق رة ‪ 4‬من الم ادة ‪ 7‬من ق انون المنافس ة و ال تي ورد فيه ا ‪'' :‬‬
‫عرقلة تحديد األسعار حسب قواعد السوق بالتشجيع المصطنع الرتفاع األسعار أو النخفاضها ‪'' .‬‬
‫و لقد عرفت هذه الممارسة كما يلي ‪ :‬قيام منشأة تستهدف إقصاء منشأة أخرى أو أكثر من نشاط‬
‫معين أو تثبي ط هم ة من افس محتم ل يح اول دخ ول الس وق بف رض أس عار ج د منخفض ة ربم ا أق ل من س عر‬
‫التكلف ة و إطالق إنت اج غزي ر من منتج معين لألس واق لف ترة مؤقت ة تتمكن بع دها من اس تبعاد المنافس ين و‬
‫ف رض أس عار مرتفع ة غ ير قابل ة للمنافس ة تعويض ا عن الخس ائر ال تي تكب دتها خالل ف ترة ذل ك التس عير‬
‫‪19‬‬
‫المصطنع‬
‫و ه ذا م ا يس مى بالتس عير الع دواني فق د تلج أ المؤسس ة المهيمن ة إلى الس عر كوس يلة للقض اء على‬
‫المنافس ين الموج ودين في الس وق أو القض اء على ق درتهم التنافس ية ‪ .‬فع وض أن يخض ع تحدي د الس عر في‬
‫السوق لقواعد العرض و الطلب ‪ ،‬يقوم صاحب المركز المسيطر بتسعير السلع أو الخدمة بأقل من تكلفتها‬
‫و إطالق نسبة كبيرة من المنتوج في السوق لفترة مؤقتة و هذا ما يؤدي إلى استبعاد المنافسين اآلخرين ثم‬
‫تقوم بتعويض خسائرها و تحقيق أرباح احتكارية إذ تستطيع أن ترفع السعر بعد تحقيق هدفها و تتحكم فيه‬
‫كما تشاء ‪.‬‬
‫كما أن الفقرة ‪ 5‬من نفس المادة تتناول حالة التسعير التمييزي إذ ورد فيها ‪:‬‬
‫'' تطبيق ش روط غ ير متكافئ ة لنفس الخ دمات اتج اه الش ركاء التج اريين مم ا يح رمهم من من افع‬
‫المنافسة‪'' .‬‬
‫ففي ه ذه الحال ة يق وم ص احب المرك ز المس يطر ب التمييز بين ب ائعين أو مش ترين تتش ابه مراك زهم‬
‫التجارة في أسعار البيع أو الشراء أو في شروط التعامل فتتحقق هذه الحالة مثال في بيع سلعتين متماثلتين‬

‫‪ -‬عبد الناصر فتحي جلوي محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.357‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪22‬‬
‫من حيث الجودة والكمية و الدرجة بسعرين مختلفين و يشترط أن يتم ذلك في نفس القترة أما إذا كان في‬
‫فترتين مختلفتين فال يعتبر تمييزا لكون البائع له الحق أن يبيع‪ .‬للمشتري واحد سلعة نفسها بسعر مختلف‬
‫من فترة ألخرى ‪.‬‬
‫و تظه ر خط ورة ه ذا التمي يز الس عري في كون ه أداة خط يرة بي د ص احب المرك ز المس يطر لزي ادة‬
‫أرباحه و ال تمارس إال من طرف من له مركز مسيطر على السوق و تتعارض مع مفهوم المساواة في‬
‫‪20‬‬
‫الفرص التجارية و الحفاظ على اقتصاد تنافسي ‪.‬‬
‫و هن ا ال يقتص ر الحض ر على التمي يز في الس عر بمفهوم ه الض يق لكن ه يخص التمي يز في ش روط‬
‫التعام ل – مقاب ل التعام ل – لكن ه ذا التمي يز ال يعت بر في ذات ه مقي دا للمنافس ة ألن ه ق د تلج أ مؤسس ة إلى‬
‫تخفيض السعر مثال لمؤسسة تتعامل معها بصفة حصرية أو نظرا للكمية االجمالية التي قامت باقتنائها لكن‬
‫يحضر التميز في التعام ل الذي يرمي إلى جعل المنافس في وض ع تنافسي سيئ و لقد أك دت ذل ك الفقرة‬
‫السابقة و اشترطت أن يؤدي إلى حرمان المتعامل مع المؤسسة المهيمنة من منافع المنافسة ‪.‬‬
‫و يمت د ه ذا التمي يز في ش روط التعام ل ال تي أساس ها تحدي د م دى التع ادل في المقاب ل بين الس عر و‬
‫المنت وج و ذل ك في الفق رة االخ يرة من الم ادة ‪ 7‬و ال تي ورد فيه ا ‪ '' :‬إخض اع إب رام العق ود م ع الش ركاء‬
‫التجاريين لقبولهم خ دمات إض افية ليس له ا ص لة بموض وع ه ذه العق ود س واء بحكم طبيعته ا أو حس ب‬
‫األعراف التجارية ‪''.‬‬
‫ففي هذه الحالة تجأ المؤسسة المهيمنة إلى فرض شروط بيع متالزم على المتعاملين معها و الذين‬
‫تعودوا على التموين من عنده لهذا فهذا الحضر يخص العقود المبرمة مع الشركاء التجاريين ال المستهلك‬
‫النهائي ‪.‬‬
‫و يشترط لتوافر هذه الممارسة و يطلق عليها كذلك مصطلح اتفاقات الربط توافر الشرطين التالية ‪:‬‬
‫‪-‬تمتع المؤسسة القائمة بالبيع بقوة اقتصادية كافية لفرض إرادتها في سوق المنتج المربوط‪.‬‬
‫‪-‬يجب أن يك ون هن اك منتج ان منفص الن و متم يزان‪ .‬فل و أن الص فقة تض منت ش يئين م رتبطين م ع‬
‫بعض بشكل كبير فال تعتبر تعسفا‪.‬‬
‫‪ -‬الممارسات التعسفية التي قد تصدر عن المؤسسة المهيمنة المتعلقة بهيكلة السوق ‪:‬‬

‫تض منت الفق رات األخ رى من الم ادة ‪ 7‬ممارس ات تعس فية تلج أ إليه ا المؤسس ة المس يطرة بغ رض‬
‫التأثير في تنظيم السوق المعني و منع وجود منافسة حقيقية فيه سواء تعلق االمر ب وضع عراقيل أمام‬
‫دخ ول منافس ين محتملين إلى الس وق المع ني ‪'' :‬الح د من ال دخول في الس وق أو في ممارس ة النش اطات‬
‫التجاري ة في ه‪ ''.‬و ذل ك لكي تحاف ظ على مركزه ا المس يطر في ه ‪ .‬و أو تعل ق األم ر في الت أثير على نش اط‬

‫‪ -‬عبد الناصر فتحي جلوي محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.354‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪23‬‬
‫المنافسين الموجودين في السوق عن طريق إقتسام السوق و التحكم في عمليات إنتاج المنتجات أو توزيعه ا‬
‫و التي نصت عليها الفقرتين ‪ 2‬و ‪ 3‬من المادة ‪ 7‬على النحو التالي ‪:‬‬
‫''تقليص أو مراقبة اإلنتاج أو منافذ التسويق أو االستثمارات أو التطور التقني‪''.‬‬
‫'' اقتسام األسواق أو مصادر التموين‪''.‬‬
‫د‪-‬الترخيص لوضعية الهيمنة ‪:‬‬
‫بن اءا على نص الم ادتين ‪ 8‬و‪ 9‬من ق انون المنافس ة يمكن لمجلس المنافس ة أن ي رخص لوض عية‬
‫الهيمنة حسب الشروط و االجراءات المحددة في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 175-05‬المذكور سابقا ‪ .‬فيما‬
‫يخص الح االت ال تي يتم إثب ات أن ه ذا الممارس ات تحق ق مص لحة عام ة لالقتص اد الوط ني معت برة مقارن ة‬
‫بمدى إضرارها بالمنافسة ‪.‬‬
‫و عرف هذا المرسوم في مادته الثانية التصريح بعدم التدخل بكونه التصريح الذي يسلمه مجلس‬
‫المنافسة بناءا على طلب المؤسسات المعنية يالحظ بموجبه عدم وجود داع لتدخله بخصوص الممارسات‬
‫المنصوص عليها في المادتين ‪ 6‬و‪ 7‬من االمر ‪. 03-03‬‬

‫وحس ب الم ادة ‪ 3‬من نفس المرس وم يق دم طلب الحص ول على ال ترخيص بع دم الت دخل المؤسس ات‬
‫المعني ة أو ممثليه ا ال ذين يجب وا أي يس تظهروا تفويض ا مكتوب ا ي بين ص فة التمثي ل المخول ة لهم ‪ .‬و يتك ون‬
‫الملف حسب نص المادة ‪ 4‬من نفس المرسوم من ‪:‬‬
‫‪ -‬طلب مؤرخ و موقع من المؤسسات المعنية أو ممثليها المفوضين قانونا حسب النموذج الملحق‬
‫بهذا المرسوم ‪.‬واستمارة معلومات ترفق بالطلب عنوانها '' استمارة معلومات للحصول على ترخيص بع دم‬
‫التدخل و حسب النموذج المرفق بالمرسوم‪- .‬النموذجين متوفرين على الموقع االلكتروني لمجلس المنافسة‬
‫‪21‬‬
‫الجزائري ‪.‬‬
‫‪-‬اثبات الصالحيات المخولة للشخص أو االشخاص المفوضين الذين يقدمون طلب الحصول على‬
‫الترخيص بعدم التدخل ‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة مطابقة لألصل من القانون االساسي للمؤسسة أو المؤسسات المعنية االطراف في طلب‬
‫الحصول على تصريح بعدم التدخل ‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة من الحصائل المالية الثالث االخيرة المؤشر و المصادق عليها من محافظ الحسابات أو‬
‫نسخة واحدة من السنة األخيرة إذا كان تأسيس المؤسسة ال يتجاوز ‪ 3‬سنوات ‪.‬‬
‫إذا كان الطلب مشترك يمكن تقديم ملف واحد‪.‬‬

‫‪ -‬متوفر على الموقع االلكتروني‪ 0‬لمجلس المنافسة ‪www.conseil.-concurrence.dz :‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪24‬‬
‫يرسل الملف في ‪ 5‬نسخ و يجب أن تكون الوثائق المرفقة أصلية أو مصادق عليها طبقا لألصل‬
‫إذا كانت صورة‪.‬‬
‫يودع هذا الطلب لدى االمانة العامة لمجلس المنافسة مقابل وصل استالم ‪.‬‬
‫و يمكن للمقرر أن يطلب من المؤسسات أن تطلعه على معلومات أو مستندات إضافية‪.‬‬
‫كما منح المشرع الحق للمؤسسات المعنية بهذا الطلب أن تطلب أن تكون المعلومات و المستندات‬
‫المقدم ة للمجلس محمي ة بس رية االعم ال ‪ .‬و في ه ذه الحال ة يجب أن ترس ل أو ت ودع المعلوم ات أو‬
‫المستندات بصفة منفصلة و يجب أن تحمل فوق كل صفحة عبارة '' سرية االعمال ''‬
‫ه‪-‬الجزاءات المترتبة على التعسف في وضعية الهيمنة‪:‬‬
‫فإذا تحقق التعسف في وضعية الهيمنة و الذي يتجسد في قيام المؤسسة المهيمنة بأحد الممارسات‬
‫التعسفية و التي ترتب إضرارا محسوسا بالمنافسة الحرة‪ .‬فال يكفي إلدانتها امتالكها لقوة اقتصادية‬
‫رتب المش رع على التعس ف في وض عية الهيمن ة نفس الج زاءات المترتب ة على التواط ؤ حس ب‬
‫نصوص المواد من المادة ‪ 56‬إلى المادة ‪. 60‬والمواد ‪ 62‬و‪ 62‬مكرر و‪ 62‬مكرر‪.1‬‬

‫الفــرع الثاني‪ :‬جريمة التعسف في إستغالل التبعية اإلقتصادية‬


‫إن وجود مؤسسة في وضع تبعية اقتصادية لمؤسسة أخرى موجود في مختلف االسواق نظرا الرتباط بين‬
‫المؤسسات في سلسلة االنتاج و التوزيع ‪.‬لكن المؤسسة المتبوعة و التي غالبا ما تكون في مركز مسيطر‬
‫في الس وق المع ني ق د تس تغل موق ع الق وة ال ذي تتمت ع ب ه في الس وق و تف رض ش روط تعاق د تعس فية على‬
‫المؤسسات التابعة لها اقتصاديا ‪.‬‬
‫أ‪ -‬المقصود بالتبعية االقتصادية‪:‬‬
‫تتعلق وضعية الهيمنة بالسوق في حين وضعية التبعية االقتصادية تتعلق بالعالقة بين طرفين وهي‬
‫عالق ة بين ت ابع ومتب وع‪ .‬ويجب أن يك ون أح د الط رفين يوج د في مرك ز ض عيف مقارن ة ب الطرف اآلخ ر‬
‫فيكون ملزما بالخضوع للشروط التي يفرضها الطرف القوي في الشراكة االقتصادية التي تقوم بينها‪ .‬وال‬
‫يشترط التوازن التام في عالقات الشراكة االقتصادية والقانون ال يحظر وجود حاالت التبعية لكنه يعاقب‬
‫التعس ف فيه ا‪ .‬وذل ك إذا اس تغل الط رف الق وي ارتب اط الط رف الض عيف ب ه وف رض علي ه ش روط غ ير‬
‫‪22‬‬
‫عادلة‪.‬‬
‫ولق د ع رفت الم ادة ‪ 02‬من ق انون المنافس ة وض عية التبعي ة االقتص ادية بكونه ا ‪" :‬العالق ة التجاري ة‬
‫التي ال يك ون فيه ا لمؤسس ة م ا ح ل ب ديل مق ارن إذا أرادت رفض التعاق د بالش روط ال تي تفرض ها عليه ا‬
‫مؤسسة أخرى سواء أكانت زبونا أو ممونا " ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪. -‬مغاوري شليب علي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪66‬‬

‫‪25‬‬
‫فال يتحقق التعسف في وضعية التبعية االقتصادية إال إذا توافرت ‪ 04‬شروط و هي ‪:‬‬
‫‪-‬كال المؤسستين (تابعة ‪ +‬متبوعة) خاضعتين لقانون المنافسة‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون أحد الطرفين تابعا بتبعية تامة للطرف األخر أي ينعدم عنده الحل البديل‪ .‬و يقصد بالحل البديل‬
‫هنا أن يتواجد في السوق المعني منتجات مساوية للمنتوج الذي يقوم المشروع الممون بإنتاجه ‪.‬بحيث يمثل‬
‫ذل ك المنتج الب ديل منتج ا متطابق ا م ع المنتج ال ذي تنتج ه الم ورد من حيث خصائص ه و ش هرته ‪.‬و له ذا‬
‫اعتمدت المحاكم تفسير صارم لمفهوم الحل البديل لكي ال يشكل حاجز أمام قيام المؤسسات بإنهاء عالقتها‬
‫التجارية مع شركائها االقتصاديين و ذلك بغرض تحقيق الموازنة بين الحرية التعاقدية التي يتمتع بها كل‬
‫المت دخلين في الس وق بم ا في ه المؤسس ات ال تي توج د في مرك ز ق وة داخ ل الس وق من جه ة و حماي ة‬
‫‪23‬‬
‫المؤسسات التابعة و التي غالبا ما تكون مؤسسات صغيرة أو متوسطة ‪.‬‬
‫‪-‬أن تكون الشروط التي يفرضها الطرف القوي ما كان ليقبلها الطرف الضعيف لو كان يتمتع باستقاللية‬
‫اقتصادية اتجاه ذلك الشريك االقتصادي‪.‬‬
‫‪-‬يجب أن يترتب على إساءة استخدام وضعية التبعية االقتصادية تحريف المنافسة في السوق‪.‬‬
‫ب‪ -‬حاالت التعسف في وضعية التبعية االقتصادية ‪:‬‬
‫وق د ح ددت الم ادة ‪ 11‬من ق انون المنافس ة الممارس ات ال تي تعت بر تعس فا في وض عية التبعي ة‬
‫االقتصادية و هي حاالت غير مذكورة على سبيل الحصر إذ أن الفقرة األخيرة من المادة ‪ '' : 11‬كل عمل‬
‫أخر من شأنه أن يقلل أو يلغي منافع المنافسة ‪''.‬‬
‫و عليه تعتبر من بين ممارسات تعسفية في وضعية التبعية االقتصادية االعمال التالية‪:‬‬
‫‪-‬رفض البيع بدون مبرر شرعي‪ :‬إذ أن المؤسسة المهيمنة تقوم برفض البيع لمؤسسة تابعة لها و‬
‫ذلك بغرض التأثير في نشاطها‪ .‬فإذا ثبت ذلك بالنظر إلى معامالت المؤسسة الممونة فتعتبر ارتكبت تعسفا‬
‫في مواجهة المؤسسة التابعة لها اقتصاديا‪ .‬وهذا ما سوف يحد من القدرة التنافسية للمؤسسة التابعة و قد‬
‫يترتب عليه توقف نشاطها لكونها تابعة و ليس لها حل بديل‪.‬‬
‫‪-‬البيع المتالزم ‪ :‬تلجأ المؤسسة الممونة و التي تكون في مركز قوة إلى إلزام المؤسسات التابعة‬
‫لها اقتصاديا ‪.‬وفرض شروط تعسفية عن طريق إلزامها باقتناء منتجات أخرى إضافة إلى المنتجات التي‬
‫تحتاج إليها أو خدمة أخى يشترط أن تكون مختلفة عن المنتوج الذي تحتاج إليه ‪ .‬وهذا ما يستشف منه أن‬
‫المؤسسة غير محتاجة إليه مثال ‪ :‬مؤسسة بحاجة إلى تموين بمادة السكر فتفرض عليها المؤسسة الممونة‬
‫اقتناء دقيق مثال‪.‬‬

‫‪- 23‬د‪ -‬لينا حسن ذكي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.328‬‬

‫‪26‬‬
‫‪24‬‬
‫و يشترط لكي يعتبر البيع المتالزم تعسفا في عالقة التبعية توافر الشرطين التاليين‪:‬‬
‫‪-‬يجب أن يتم بيع المنتوج األصلي و الذي هو أساس العالقة التعاقدية و المنتوج االخر في نفس‬
‫الوقت ‪ ،‬فإذا وجد فارق زمني بينهما فال مجال للحديث عن التالزم ‪ .‬فنكون أمام عقدين لكل منهما إيجاب‬
‫و قبول خاص‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون المنتوج محل التعاقد يكون من طبيعة مختلفة عن المنتوج المالزم له أي نكون‬
‫أمام بيع واحد لمنتجين مختلفين بعقد واحد‪.‬‬
‫‪ -‬البيع التمييزي ‪ :‬تنتج هذه الحالة عن قيام مؤسسة ممونة بمنح أحد عمالئها سواء أكان موزعا أو‬
‫ت اجر جمل ة أو ت اجر تجزئ ة امتي ازات دون غ يره من المؤسس ات االخ رى ‪.‬و ال يجب أن نخل ط بين حال ة‬
‫المعامل ة التمييزي ة ال تي يك ون أساس ها عق د مثال عق د التوزي ع الحص ري و ال تي تعت بر مش روعة لك ون‬
‫االمتيازات التي تتمتع بها المؤسسة مؤسسة قانونا ‪ .‬لكن التمييز يقع في حالة التمييز بين المؤسسات توجد‬
‫في نفس المركز القانوني و االقتصادي في مواجهة المؤسسة الممونة‪.‬‬
‫‪ -‬البيع المشروط باقتناء قيمة دنيا‪ :‬في هذه الحالة ال تستجيب المؤسسة لطلبات المؤسسة التابعة إال إذا‬
‫اقتنت كمي ة دني ا من المنتج ات أو الخ دمات س واء أك انت ه ذه الكمي ة أك بر أو أق ل من تل ك ال تي ت رغب‬
‫المؤسس ة التابع ة في اقتناءه ا‪.‬و بم ا أنه ا في حال ة تبعي ة فال يك ون له ا إال الرض وخ لطلب ات المؤسس ة‬
‫المهيمنة‪.‬وهذا ما يضر بميزانيتها و مركزها التنافسي في السوق ‪.‬‬
‫‪ -‬اإللزام بإعادة البيع بسعر أدنى ‪ :‬تعتبر كذلك من الممارسات التعسف في وضعية التبعية االقتصادية‬
‫قيام المؤسسة الممونة بتحديد سعر أدنى إلعادة البيع فإذا كانت هي المهيمنة على السوق فإنها بتحديدها‬
‫لهذا الحد تتدخل في تحديد السعر النهائي للمنتوج و هذا ما يلغي أو يقلل المنافسة بين الموزعين ‪.‬و هذا م ا‬
‫ينتج عنه في المستقبل عدم إمكانية تخفيض السعر ‪.‬‬
‫‪-‬قط ع العالق ة التجاري ة لمج رد رفض المتعام ل الخض وع لش روط تجاري ة غ ير م بررة‪:‬تتحق ق ه ذه الحال ة‬
‫عندما تلجأ المؤسسة المتبوعة إلى قطع العالقة التجارية مع المؤسسة التابعة لها دون مبرر شرعي ‪ .‬و‬
‫لكي نكون أمام هذه الحالة يجب أن يتوفر شرطين أساسيين‪:‬‬
‫‪-‬المؤسسة التي تم قطع العالقة معها توجد في وضعية تبعية اقتصادية ‪.‬‬
‫‪-‬قط ع العالق ة يك ون دون م برر ش رعي و غالب ا م ا يتحق ق ه ذا التعس ف في حال ة ف رض الش ركة الممون ة‬
‫لشروط غير عادلة ال تقبل بها المؤسسة التابعة‪.‬فلو تم قطع العالقة نظرا النقضاء العقد بين الطرفين أو‬
‫لعدم وفاء الشركة التابعة بالتزاماتها القانونية في مواجهة الشركة الممونة فال نكون أمام حالة من حاالت‬
‫التعسف‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪.‬تبوب‪ 0‬فاطمة الزهراء ‪ ،‬التعسف في إستعمال الحق و تطبيقاته القانونية و القضائية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ، 2016 ،‬ص‪-172‬‬

‫‪27‬‬
‫ج‪ -‬الجزاءات المترتبة على التعسف في وضعية التبعية االقتصادية‪:‬‬
‫تتميز هذه الممارسة لكون إثباتها يستوجب أوال إثبات حالة التبعية ثم إثبات أن المؤسسة المهيمنة أو‬
‫الممون ة ق امت بممارس ة تعت بر تعس فا في عالقته ا م ع المؤسس ات التابع ة له ا‪ .‬وإ ثب ات أن ه ذه الش روط‬
‫التعسفية تؤدي إلى المساس بالمنافسة الحرة ‪.‬‬
‫رتب المش رع على التعس ف في وض عية التبعي ة االقتص ادية نفس الج زاءات المترتب ة على التواط ؤ‬
‫حسب نصوص المواد من المادة ‪ 56‬إلى المادة ‪. 60‬والمواد ‪ 62‬و‪ 62‬مكرر و‪ 62‬مكرر‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬جريمة ممارسة أسعار منخفضة تعسفيا‪.‬‬
‫أ‪ -‬المقصود بالبيع بأسعار منخفضة بشكل تعسفي ‪:‬‬
‫اعت بر المش رع الجزائ ري حس ب نص الم ادة ‪ 14‬من ق انون المنافس ة ال بيع بأس عار منخفض ة بش كل‬
‫تعسفي من الممارسات المقيدة للمنافسة إذ ورد تعريفه ا في الم ادة ‪ 12‬كم ا يلي‪'' :‬يحظر عرض االسعار أو‬
‫ممارسة أسعار بيع منخفضة بشكل تعسفي للمستهلكين مقارنة بتكاليف االنتاج و التحويل و التسويق إذا‬
‫ك انت ه ذه الع روض و الممارس ات ته دف أو يمكن أن ت ؤدي إلى إبع اد مؤسس ة أو عرقل ة أح د منتجاته ا‬
‫من الدخول إلى السوق ''‬
‫وتعد عملية البيع بأسعار منخفضة بشكل تعسفي من بين الممارسات التي ترتب أثار خطيرة على‬
‫السير العادي للسوق المعني‪ .‬فقد تلجأ المؤسسات إلى هذا البيع بغرض إزاحة المنافسين و احتكار السوق‪.‬‬
‫فلكي نكون أمام بيع بأسعار منخفضة يشكل تعسفي يجب أن تتوفر الشروط التالية حسب نص المادة‬
‫‪ 12‬وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون السعر المعروض يقل أو ال يتالءم مع تكلفة االنتاج و التحويل والتسويق الن المشرع‬
‫لم يش ترط أن يك ون أق ل من التكلف ة لكن ه اعتم د مص طلح – مقارن ة ب‪ -‬له ذا فيكفي أن يك ون الس عر‬
‫المعروض يلغي تحقيق أي فائدة للبائع ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الهدف من هذا التخفيض إبعاد مؤسسة منافسة أو عرقلة دخول منتجاتها إلى السوق‪ .‬أي‬
‫أن يكون هدف المؤسسة من وراء التخفيض المساس بالمنافسة الحرة‪.‬‬
‫عمليا تلجأ المؤسسات إلى هذا التخفيض للقض اء على الق درات التنافسية للمؤسسات المنافس ة لها و‬
‫عندما تصبح تتحكم في السوق ترفع االسعار كما تشاء بما أنها بقيت وحيدة في السوق‪.‬‬
‫لهذا يعتبر البيع بأسعار منخفضة بشكل تعسفي ممارسة مقيدة للمنافسة قد تصدر من مؤسسة ضد‬
‫مؤسسة أو مؤسسات أخرى من خالل عرض أو ممارسة أسعار بيع منخفضة للمستهلك انخفاضا قد يصل‬
‫إلى درج ة ال بيع بس عر يق ل عن س عر التكلف ة االجمالي ة مم ا يخ ل بمب ادئ المنافس ة الح رة ‪ .‬لق د ح رص‬
‫المشرع في نص المادة ‪ 12‬المذكورة سابقا على التأكيد على أن يرتب هذا التخفيض ضرارا بالمؤسسات‬

‫‪28‬‬
‫المنافس ة و بالمنافس ة عام ة الن ه يجب أن ي وازن بين حماي ة المنافس ة من جه ة و تف ادي أن يش كل التنظيم‬
‫‪25‬‬
‫القانوني لهذه الممارسة ضغطا زائدا على المؤسسات لكون السعر هو جوهر العملية التنافسية ‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫و بناءا على ما سبق يشترط توافر الشروط التالية لكي تكتمل عناصر هذه الممارسة‪:‬‬
‫‪ -‬أن يوجد عقد بيع بين المؤسسة و المستهلك ‪ :‬سواء كان عقد بيع تام تطابق االيجاب مع القبول‬
‫أو كان مجرد عرض للسعر من قبل المؤسسة دون أن يقترن ذلك بقبول من قبل المستهلك‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون السعر المعروض أو الممارس جد منخفض ‪ :‬تب نى المش رع في الم ادة ‪ 12‬أساس ا معين ا‬
‫لتقدير إن كان السعر جد منخفض و هو معيار تكاليف االنتاج و التحويل و التسويق ‪.‬‬
‫‪-‬أن يبرم العقد مع المستهلك‪:‬اشترط المشرع في المادة ‪ 12‬أن يكون البيع موجها للمستهلك أي أن‬
‫يكون طرفا العقد المؤسسة الممارسة ألسعار بيع جد منخفضة و المستهلك‬
‫‪-‬أن تلح ق الممارس ة ض ررا بالمؤسس ات المنافس ة‪:‬يجب أن ي ترتب على ال بيع بأس عار منخفض ة‬
‫بشكل تعسفي ضررا للمؤسسات المنافسة يتجلى في إبعادها من السوق اذ أن المستهلك يسعى إلى الحصول‬
‫على السلع و الخدمات بأقل االسعار فان عرض البيع بأسعار منخفضة بشكل تعسفي سيدفع المستهلكين‬
‫إلى اقتن اء س لع الق ائم ب التخفيض و ي ترتب على ذل ك تك دس س لع المنافس ين ل ه‪ .‬كم ا ق د ي ترتب على ه ذه‬
‫الممارسة عرقلة دخول منتجات مؤسسات أخرى إلى السوق إذ أن عرض أسعار جد منخفضة قد يترتب‬
‫علي ه تخ وف المؤسس ات المنافس ة من أن تع رض س لعها في الس وق لك ون الس عر المنخفض المم ارس من‬
‫ط رف المؤسس ة المتعس فة غ ير قاب ل للمنافس ة منم ا ق د ي ترتب عن ه نقص الع رض و ق د ينج ر عن ه تل ف‬
‫منتجات المؤسسات المتضررة إذا كانت سريعة التلف ‪.‬‬
‫و لم يشترط المشرع أن يكون الضرر محققا بل يكفي أن يكون محتمال ‪.‬‬
‫و بهذا تختلف هذه الممارسة عن البيع بالتخفيض الذي نظمه قانون ‪ 02-04‬و صدر المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 215-06‬الذي حد شروط ممارسة البيع بالتخفيض ‪ 27.‬والذي يعتبر مشروعة قانونا‪ .‬فرغم أنه في‬
‫كال الممارستين هناك عقد بيع و سعر أقل من السعر الحقيقي المحدد طبقا لقاعدة العرض و الطلب‪ .‬إال أن‬
‫البيع بالتخفيض مشروع قانونا و لقد حدد المشرع شروط اللجوء إليه و هي‪:‬‬
‫‪ -‬يخص ال ييع ب التخفيض ك ل بي ع بالتجزئ ة مس بوق و مرف ق باإلش هار يه دف إلى بي ع الس اع المودع ة في‬
‫المخزن‪ .‬ويشترط أن تكون السلع قد اشتراها العون االقتصادي منذ ‪ 3‬أشهر على االقل ‪.‬‬

‫‪ - -25‬نميز‪ 0‬في هذه الحالة بين التخفيض التعسفي لألسعار و بالبيع بالتخفيض أشار إليه الق‪0‬انون رقم ‪ 02-04‬و ص‪0‬در المرس‪0‬وم التنفي‪0‬ذي رقم ‪215-06‬‬
‫الذي حد شروط ممارسة البيع بالتخفيض فهذه الممارسة مشروعة قانونا رغم أنه في كال الممارس‪00‬تين هن‪00‬اك عق‪00‬د بي‪00‬ع و س‪00‬عر أق‪00‬ل من الس‪00‬عر الحقيقي‬
‫المحدد طبقا لقاعدة العرض و الطلب ‪.‬كما يختلف بصفة طفيفة عن البيع بالخس‪00‬ارة ال‪00‬تي تعت‪00‬بر‪ 0‬ك‪00‬ذلك من الممارس‪00‬ات التجاري‪00‬ة غ‪00‬ير النزيه‪00‬ة و ال‪00‬تي‬
‫نصت عليها المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 02-04‬لكن البيع بأسعار منخقضة تعسفيا‪ 0‬أوسع من ال‪0‬بيع بالخس‪0‬ارة إذ أن ه‪0‬ذا االخ‪0‬ير يتعل‪0‬ق بش‪0‬راء س‪0‬لعة و‬
‫إعادة بيعها بالخسارة بينما‪ 0‬نص المادة ‪ 12‬من قانون المنافسة ينطب‪0‬ق‪ 0‬على ك‪0‬ل الس‪0‬لع و الخ‪0‬دمات‪ .‬أم‪0‬ا من حيث المتض‪0‬رر من ال‪0‬بيع بأس‪0‬عار منخفض‪0‬ة‬
‫بشكل تعسفي يشترط إثبات الضرر بالمؤسسات التي تعرضت لهذه الممارسة‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪.‬تبوب‪ 0‬فاطمة الزهراء ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪-175‬‬
‫‪ - 27‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 215-06‬الذي حد شروط ممارسة البيع بالتخفيض (االجريدة الرسمية عدد ‪ 41‬لسنة ‪.)2006‬‬

‫‪29‬‬
‫‪-‬يحدد تاريخ البيع بالتخفيض في بداية كل سنة بقرار من الوالي ‪.‬‬
‫‪ -‬ينشر و يعلق القرار المتخذ عن طريق الوسائل المالئمة ‪.‬‬
‫‪-‬يرخص البيع بالتخفيض مرتين في السنة مدة كل فترة ‪ 6‬أسابيع فترة شتوية بين شهري جانفي و فيفري‬
‫و فترة صيفية بين شهري جويلية و أوت‪.‬‬
‫‪-‬يودع العون الذي يرغب في ممارسة البيع بالتخفيض طلبا لدى المدير الوالئي للتجارة مرفقا بالوثائق‬
‫التالية ‪:‬نسخة من السجل التجاري أو نسخة من سجل الصناعات الحرفية والتقليدية قائمة السلع موضوع‬
‫البيع بالتخفيض وكميتها ‪.‬قائمة التخفيضات في االسعار المقرر تطبيقها و كذا االسعار الممارسة سابقا ‪.‬و‬
‫إذا كان الملف مكتمال يجب أن تسلم رخصة تسمح له بالشروع في التخفيض ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب عليه أن يفصل السلع محل التخفيض عن السلع األخرى‪.‬‬
‫كما نميز بين ممارسة البيع بأسعار منخفضة تعسفيا و البيع بالخسارة الذي يعتبر كذلك من الممارسات‬
‫التجارية غير النزيهة و التي نصت عليها المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 02-04‬لكن البيع بأسعار منخفضة‬
‫تعس فيا أوس ع من حيث محل ه عن ال بيع بالخس ارة ‪ ،‬إذ أن ه ذا االخ ير يتعل ق بش راء س لعة و إع ادة بيعه ا‬
‫بالخس ارة بينم ا نص الم ادة ‪ 12‬من ق انون المنافس ة ينطب ق على ك ل الس لع و الخ دمات‪ .‬أم ا من حيث‬
‫المتض رر فان ه في ال بيع بأس عار منخفض ة بش كل تعس في يش ترط إثب ات الض رر بالمنافس ة الح رة و‬
‫بالمؤسس ات المنافس ة ال تي تعرض ت إلى الممارس ة في حين ال بيع بالخس ارة يج وز أن يتمس ك ب ه أي ع ون‬
‫اقتصادي متضرر من الممارسة دون ضرورة إثبات إضراره بسير المنافسة الحرة في السوق المعني أي‬
‫يثبت فقط تضرره أو إمكانية تضرره من عملية البيع بالخسارة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجزاءات المترتبة على البيع بأسعار منخفضة بشكل تعسفي‪:‬‬
‫إذا توافرت الشروط السابقة يمكن لمجلس المنافسة أن يصدر نفس الجزاءات المترتبة على التواطؤ‬
‫حسب نصوص المواد من المادة ‪ 56‬إلى المادة ‪.60‬و المواد ‪ 62‬و‪ 62‬مكرر و‪ 62‬مكرر‪.1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬التجميعات االقتصادية‬
‫نض م المش رع الجزائ ري التجميع ات االقتص ادية بنص وص خاص ة في ق انون المنافس ة و لم يعتبره ا‬
‫مقي دة للمنافس ة طبق ا للم ادة ‪ 14‬من ق انون المنافس ة ‪.‬فهي في االص ل عملي ات مش روعة قانوني ا و مفي دة‬
‫اقتص اديا إال أن المش رع أخض عها إلج راءات رقابي ة خاص ة إذا بلغت حجم ا معين ة لتف ادي إض رارها‬
‫بالمنافسة ‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعريف التجميعات االقتصادية‬
‫بموجب نص المادة ‪ 15‬من قانون المنافسة الجزائري ينشأ التجميع إذا‪:‬‬
‫‪-‬إذا اندمجت مؤسستان أو أكثر كانت مستقلة من قبل‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪-‬إذا حص ل شخص ن أو ع دة أش خاص طبيع يين لهم نف وذ على المؤسس ة على األق ل أو حص لت مؤسس ت أو‬
‫ع دة مؤسس ات على مراقب ة مؤسس ة أو ع دة مؤسس ات أو ج زء منه ا بص فة مباش رة أو غ ير مباش رة عن‬
‫طري ق أخ ذ األس هم في رأس الم ال أو عن طري ق ش راء عناص ر من أص ول المؤسس ة أو بم وجب عق د أو‬
‫بأي وسيلة أخرى‪.‬‬
‫‪-‬إذا أنشئت مؤسسة مشتركة تؤدي بصفة دائمة جميع وظائف مؤسسة اقتصادية مستقلة‪.‬‬
‫فالتجميعات االقتصادية هي عمليات ترابط بين المؤسسات تتم بآليات مختلفة‪ .‬تشمل أقصى درجات الترابط‬
‫التي تنصهر فيها مؤسسة داخل مؤسسة أخرى وهي عملية االندماج ‪ .‬مرورا بإنشاء تجمعات شركات عن‬
‫طري ق اكتس اب مؤسس ة للس يطرة على مؤسس ة أخ رى وص وال إلى إب رام عق ود تجع ل مؤسس ة تابع ة إلى‬
‫أخرى‪ .‬كما تشمل حالة الشركة التابعة المشتركة‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫فهي تستند إلى وجود اندماج فعلي للنشاطات وخضوع إلدارة اقتصادية موحدة‪.‬‬
‫ولقد عرفت المادة ‪ 16‬من قانون المنافسة الجزائري المقصود بالرقابة بكونها ناتجة عن قانون العقود أو‬
‫عن طرق أخرى تعطي بصفة فردية أو جماعية إمكانية ممارسة النفوذ األكيد والدائم على نشاط مؤسسة‬
‫ال سيما فيما يتعلق بما يلي‪:‬‬
‫‪-‬حقوق الملكية أو حقوق االنتفاع على ممتلكات مؤسسة أو على جزء منها‪.‬‬
‫‪-‬حق وق أو عق ود المؤسس ة ال تي ي ترتب عليه ا النف وذ األكي د على أجه زة المؤسس ة من ناحي ة تش كيلتها أو‬
‫مداوالتها أو قراراتها‪.‬‬
‫فأساس تعريف التجميعات االقتصادية هو وجود التأثير الواقعي األكيد حتى ولو كانت المساهمات المالية‬
‫ال تسمح وحدها بتحقيق السيطرة‪ .‬لهذا يمتد تطبيق الرقابة على التجميعات االقتصادية إلى العمليات التي‬
‫تكون فيها مساهمات قليلة نسبيا إذا كانت هناك عوامل أخرى كالعقود مثال تؤكد وجود التأثير الفعال‪ .‬إذ‬
‫على الهيئات المكلفة بالرقابة أن تقوم ببحث قانوني وواقعي حول طبيعة العالقة بين أطراف العملية لتقدير‬
‫ما إذا كان التأثير فعاالً أم ال‪ ،‬وهي قد تنتج عن المساهمة في رأس المال أو عن أية وسائل أخرى‪.‬‬
‫وعليه يمكن تعريف التجميعات االقتصادية بكونها‪:‬‬
‫" وضعية قانونية أو فعلية ‪ ،‬تنظيمية أو تعاقدية ‪ ،‬تؤدي إلى تقليص عدد مراكز القرار المس تقلة بين ع دة‬
‫مشروعات مترابطة ماليا أو اقتصاديا ''‬
‫فهي عب ارة عن عملي ات رب ط بين الش ركات بغ رض توحي د الق رارات االقتص ادية للمجم وع المك ون‬
‫منهم‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪- Laurence Nicole ,op.cit.p235.‬‬

‫‪31‬‬
‫وتتم يز ه ذه العملي ات مقارن ة بالعملي ات الس ابقة بك ون الرب ط بين المؤسس ات في عملي ات االن دماج‬
‫واالستحواذ يتم بطريقة هيكلية وليس عقدية‪.‬‬
‫ه ذه العملي ات مش روعة مب دئيا وتعت بر وس يلة من وس ائل ال تركز االقتص ادي‪ .‬وهي تع د أهم وس يلة‬
‫تجميع اقتصادي حاليا لكون الساحة االقتصادية العالمية شهدت موجة واسعة منها نظرا للتغيرات التي‬
‫طرأت على اإلنتاج الرأسمالي في منتصف القرن العشرين ولجوء الشركات إلى التوسع خارج بلد المنشأ‬
‫فازدادت عمليات االستحواذ على المستوى الداخلي والدولي‪.‬‬
‫ويوجد صنفين أساسيين من هذه العمليات وهما ‪ :‬عمليات االندماج وعمليات االستحواذ‪:‬‬
‫‪-‬عمليات االندماج‪:‬‬
‫االن دماج ه و اتح اد ش ركتين أو أك ثر كانت ا مس تقلتين لتش كل ش ركة واح دة‪.‬فاالن دماج ه و عق د تض م‬
‫بموجب ه ش ركة أو أك ثر إلى ش ركة أخ رى فتنقض ي الش ركة المنض مة و تنق ل أص ولها و خص ومها إلى‬
‫الش ركة الض امة أو تم تزج بموجب ه ش ركتان أو أك ثر فتنقض ي الشخص ية المعنوي ة له ذه الش ركات و تنق ل‬
‫أصولها إلى شركة جديدة ‪.‬‬
‫لكن في إط ار ق انون المنافس ة ال يعت د المش رع ب التعريف الق انوني لالن دماج لكن ه يعت د ب األثر‬
‫‪29‬‬
‫االقتصادي الذي يحدثه في تركيبة المؤسسات المتدخلة في السوق المعني ‪.‬‬
‫‪-‬عمليات االستحواذ‪:‬‬
‫االس تحواذ ه و س يطرة ش ركة على ش ركة أخ رى عن طري ق حي ازة أغلبي ة حق وق التص ويت في‬
‫جمعياته ا العام ة‪ .‬ويمكن أن نع رف االس تحواذ بكون ه ‪ " :‬التحكم في تس يير ش ركة م ا بطريق ة عدائي ة أو‬
‫ودية عن طريق شراء أسهمها داخل أو خارج البورصة " ‪.‬‬
‫فاالستحواذ هو نوع من االستبداد ويسمى باالستبداد االقتصادي إذ ينتج عنه سيطرة فرد أو شركة‬
‫على إحدى الشركات وتتكون مجموعة شركات ‪ groupes de sociétés‬وهي كيان اقتصادي يضم عدة‬
‫مؤسسات‪.‬‬
‫وعملي ات االن دماج واالس تحواذ غالب ا م ا تخفي رغب ة في التحكم في األس واق واإلض رار بالمنافس ة‬
‫داخلها‪.‬ه ذا القول ال يصدق دائما إذ ان هن اك عملي ات ان دماج واستحواذ قد تتم ألغراض ربط النش اطات‬
‫والتعاون لتقديم المنتوج النهائي للمستهلك وترقية النشاط االقتصادي ألعضائه‪.‬‬
‫له ذا يتم التعام ل م ع ه ذه العملي ات بمرون ة نظ را لفوائ دها االقتص ادية‪ .‬فاألص ل أنه ا غ ير مقي دة‬
‫للمنافسة‪.‬‬

‫‪-‬د‪ -‬عبد الناصر فتحي الجلوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.276‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪32‬‬
‫‪-‬بهذا فقانون المنافسة يخضع التجميعات االقتصادية إلى الرقابة كلما كان هناك تأثير يظهر منه أن‬
‫العملية ستؤدي إلى المساس باالستقاللية االقتصادية للشركة و بالمنافسة داخل السوق ‪ .‬فالتجميع ال يخضع‬
‫للرقابة إال إذا كان له حجم معين‪.‬‬
‫ب‪ -‬حجم التجميعات االقتصادية‪:‬‬
‫معينا‪ .‬والمشرع قد أعفى التجميعات الصغيرة من‬
‫حجما ً‬
‫لكي تخضع العمليات للرقابة يجب أن تبلغ ً‬
‫الخضوع إلى الرقابة لكونها ال تؤثر على السوق وال يمكن أن تسيطر عليه‪.‬‬
‫و أقر المشرع الجزائري في المادة ‪ 17‬أن كل تجميع من شأنه المساس بالمنافسة وال سيما تعزيز وضعية‬
‫الهيمن ة لمؤسس ة على س وق م ا يخض ع للرقاب ة تف ترض ه ذه الرقاب ة في ك ل م رة ي رمي فيه ا التجمي ع إلى‬
‫تحقيق حد يفوق ‪ %40‬من المبيعات أو المشتريات المنجزة في السوق معينة‪.‬‬
‫وبه ذا فالمش رع الجزائ ري اس تند إلى معي ار الحص ة في الس وق دون أن يأخ ذ بعين االعتب ار معي ار رقم‬
‫األعمال‪.‬‬
‫وردت عب ارات المش رع الجزائ ري فيم ا يخص المؤسس ات الملزم ة باإلخط ار عام ة‪ .‬فك ل أط راف‬
‫التجميع ملزمون باإلخطار دون تحديد صفة األطراف هل هم أشخاص طبيعيون أو معنويون حسب نص‬
‫الم ادة ‪ 17‬من ق انون المنافس ة‪ .‬وإ ذا أخ ذنا بعين االعتب ار تعري ف المؤسس ة ال وارد في الم ادة ‪ 3‬من ق انون‬
‫المنافسة المعدلة بقانون ‪ 02-08‬فإن المؤسسة يقصد بها كل شخص طبيعي أو معنوي أيا كانت طبيعته‬
‫يمارس بصفة دائمة نشاطات اإلنتاج أو التوزيع أو الخدمات أو االستيراد‪ .‬وبهذا فأطراف العملية يمكن أن‬
‫أشخاصا طبيعيين أو معنويين أو مجموعة من األشخاص الطبيعيين أو المعنويين‪.‬‬
‫ً‬ ‫يكونوا‬
‫وبالرجوع إلى المرسوم التنفيذي المنظم للترخيص بالتجميع ‪30‬إذا تعلق االمر بعملية إندماج أو إنش اء‬
‫مؤسسة مشتركة الطلب يقدمه بصفة مشتركة كل االطراف المعنية بالتجميع‪ .‬أما إذا كانت عملية التجميع‬
‫تخص الحص ول على مراقب ة مؤسس ة أو أك ثر ف الطلب يقدم ه الش خص أو االش خاص ال ذين سيكتس بون‬
‫الرقابة‪.‬‬
‫وبالتالي فكل من الشركة الراغبة في كسب السيطرة والشركة المستهدفة يجب أن يحترموا إجراءات قانون‬
‫المنافسة في مجال الرقابة على التجمعات االقتصادية‪.‬‬
‫ج‪ -‬إجراءات الرقابة على التجميعات االقتصادية‬

‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 219-05‬المؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪ 2005‬المتعلق بالترخيص لعمليات النجميع ‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ 43‬لسنة ‪.2005‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪33‬‬
‫تخضع عمليات التجميع في الجزائر إلى رقابة مجلس المنافسة بعد استشارة الوزير المكلف بالتجارة‬
‫وال وزير المكل ف بالقط اع المع ني وذل ك بإتب اع اإلج راءات المق ررة في الم واد من ‪ 17‬إلى ‪ 22‬من ق انون‬
‫المنافسة‪.‬‬
‫فعلى المؤسسات األطراف في العملية أن تقوم باإلخطار بعملية التجميع خالل أجل ثالثة أشهر وال يحق‬
‫لهم أن يتخذوا إجراءات من شأنها أن تجعل التجميع ال رجعة فيه خالل المدة المحددة لصدور قرار مجلس‬
‫المنافسة‪.‬‬
‫وقب ل اتخ اذ الق رار يمكن لمجلس المنافس ة أن يستش ير ال وزير المكل ف بالتج ارة وال وزير المكل ف بالقط اع‬
‫المع ني في اتخ اذ الق رار بقب ول أو رفض التجمي ع م ع ض رورة تس ببه وفي حال ة رفض طلب ال ترخيص‬
‫يجوز الطعن في قرار الرفض أمام مجلس الدولة حسب نص المادة ‪ 19‬من قانون المنافسة ‪.‬‬
‫كما يمكن لمجلس المنافسة أن يقبل التجميع وفق شروط من شأنها التخفيف من أثاره على المنافسة‪ .‬وقد‬
‫تل تزم المؤسس ات األط راف تلقائي ا بتعه دات من ش أنها تخفي ف أث ار التجمي ع على المنافس ة‪ .‬وإ ذا لم يقم‬
‫أطراف العملية بإجراء التصريح خالل األجل المحدد قانونا فإن المشرع الجزائري وضع جزاءات مالية‬
‫في الم واد ‪ 61‬و‪ 62‬من ق انون المنافس ة وال تي تتض من معاقب ة عملي ة التجمي ع ال تي أنج زت دون ت رخيص‬
‫من مجلس المنافسة بغرامة مالية يمكن أن تصل إلى ‪ %7‬من رقم األعمال المحقق في الجزائر خالل آخر‬
‫سنة مالية مختتمة ضد كل مؤسسة طرف في التجميع أو ضد المؤسسة التي تكونت من عملية التجميع‪ .‬أما‬
‫إذا ص در الق رار بقب ول مش روط من مجلس المنافس ة وإ ذا لم تح ترم الش روط ال واردة في ه تع اقب عملي ات‬
‫التجميع بعقوبة مالية يمكن أن تصل إلى ‪ %5‬من رقم األعمال من غير رسوم المحقق في الجزائر خالل‬
‫السنة المالية المختتمة ضد كل مؤسسة تكونت من عملية التجميع و ذلك حسب نص المادة ‪ 62‬من قانون‬
‫المنافسة ‪.‬‬
‫د‪ -‬حاالت الترخيص للتجميعات االقتصادية ‪:‬‬
‫أعفى المشرع بعض عملي ات التجمي ع التي تحقق المصلحة العامة من الرقاب ة ‪ .‬إذ يمكن أن ترخص‬
‫اء على طلب من األط راف المعين ة ب التجميع ال ذي ك ان مح ل رفض من‬
‫الحكوم ة تلقائي ا له ذه العملي ات بن ً‬
‫بناءا على تقرير الوزير الكلف بالتجارة ووزير القطاع المعني بالتجميع‪.‬‬
‫مجلس المنافسة ً‬
‫بناء على نص تشريعي‬
‫وقد أضاف المشرع في تعديل ‪ 2008‬حالة إعفاء جديدة تخص التجميعات التي تتم ً‬
‫أو تنظيمي‪.‬‬
‫كما يمكن الترخيص بالتجميعات التي يثبت أصحابها أنها تؤدي إلى تطوير قدراتها التنافسية أو تساهم في‬
‫تحس ين التش غيل أو من ش أنها الس ماح للمؤسس ات الص غيرة والمتوس طة بتعزي ز وض عيتها التنافس ية في‬
‫السوق‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫غير أنه ال تستفيد من هذا الترخيص سوى التجميعات التي كانت محل ترخيص من مجلس المنافسة وفق‬
‫الشروط الواردة في المواد ‪ 20 -19 -17‬من قانون المنافسة‪.‬‬
‫و لقد صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 219/05‬المذكور سابقا والذي حدد شروط طلب الترخيص لعمليات‬
‫التجميع و كيفيات ذلك‪ .‬فإذا تعلق االمر بالترخيص لعمليات اندماج مؤسستين أو أكثر أو انشاء مؤسسة‬
‫مشتركة يقدم الطلب باالشتراك بين االطراف المعنية بالتجميع حسب نص المادة ‪ 4‬الفقرة ‪ .1‬أما إذا تعلق‬
‫االمر بعملية كسب الرقابة فيقدم الطلب الشخص أو األشخاص الذين يقومون بالعملية حسب الفقرة ‪ 2‬من‬
‫نفس المادة ‪.‬‬
‫و تقدم الطلب المؤسسة المعنية أو ممثلوها الذين يجب أن يقدموا توكيال مكتوبا يبرر صفة التمثيل المخولة‬
‫لهم ‪ .‬فيجب أن يكون للمؤسسات المعنية أو ممثلوها عنوانا في الجزائر ‪.‬‬
‫و يتكون الطلب من الوثائق التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬طلب حسب النموذج الملحق بالمرسوم مؤرخ و موقع من المؤسسات المعنية أو ممثلوها القانونين‪.‬‬
‫‪ -‬استمارة معلومات حسب النموذج الملحق بالمرسوم‪.‬‬
‫‪ -‬تبرير للسلطات المخولة للشخص أو األشخاص الذين يقدمون الطلب‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة مصادق عليها م القانون االساسي للمؤسسة أو المؤسسات التي تكون طرفا في الطلب ‪.‬‬
‫‪ -‬ذكر المنطقة الجغرافية التي تعرض فيها المؤسسات المعنية منتجاتها أو خدماتها‪.‬‬
‫‪ -‬أثار التجميع على سوق المنتجات و الخدمات المعنية‪.‬‬
‫‪-‬االسواق التي يمكن أن يؤثر فيها التجميع‪.‬‬
‫‪-‬ذكر هيكل سوق المنتجات و الخدمات المعنية‪.‬‬
‫‪-‬ذكر ما إذا وجدت حواجز تمنع الدخول إلى السوق المعني ‪.‬‬
‫‪-‬ذكر إلى أي حد يمكن أن يؤثر التجميع على المنافسة ‪.‬‬
‫‪-‬ذكر التدابير التي يجب اتخاذها للتخفيف من أثار التجميع على المنافسة‪.‬‬
‫المطلب الث الث‪ :‬إعف اء الممارس ات المقي دة للمنافس ة (االس تثناءات ال واردة على االتفاق ات‬
‫المحظورة)‬
‫تنص الم ادة ‪ 09‬من األم ر ‪ 03-03‬المتعم ق بالمنافس ة على م ا يمي‪" :‬ال تخض ع ألحك ام الم ادتين ‪ 6‬و‪7‬‬
‫أعاله‪ ،‬االتفاقات والممارسات الناتجة عن تطبيق نص تشريعي أو نص تنظيمي اتخذ تطبيقا له‬
‫يرخص باالتفاقات أو الممارسات التي يمكن أن يثبت أصحابها أنها تؤدي إلى تطور اقتصادي أو تقني أو‬
‫تس اهم في تحس ين التش غيل‪ ،‬أو من ش أنها الس ماح للمؤسس ات الص غيرة والمتوس طة بتعزي ز وض عيتها‬

‫‪35‬‬
‫التنافسية في السوق‪ ،‬ال تستفيد من هذا الحكم سوى االتفاقات أو الممارسات التي كانت محل ترخيص من‬
‫مجلس المنافسة"‪.‬‬
‫الفــرع األول‪ :‬اإلعفاءات الناتجة عن تطبيق نص تشريعي أو تنظيمي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬وجود نص تشريعي أو نص تنظيمي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وجود عالقة مباشرة بين النص والممارسات المعنية‬
‫الفــرع الثاني‪ :‬إعفاء الممارسات التي تؤدي إلى تقدم إقتصادي‬
‫أوال‪ :‬اإلعفاء الفردي للممارسات المقيدة للمنافسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلعفاء الجماعي للممارسات المقيدة للمنافسة‬
‫المبحث الثالث‪ :‬آليات مكافحة وقمع الجرائم المتعلقة بالمنافسة واألسعار‬
‫المطلب األول‪ :‬التصدي اإلداري للجرائم المتعلقة بالمنافسة واألسعار‪.‬‬
‫الفــرع األول‪ :‬تحريك المتابعة اإلدارية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف مجلس المنافسة‬
‫مجلس المنافسة هو سلطة إدارية مستقلة تتمتع بالشخصية القانونية واالستقالل المالي يتولى ضبط‬
‫قطاع المنافسة‪.‬و لقد عرفته المادة ‪ 23‬من قانون ‪ 03-03‬على النحو التالي ‪:‬‬
‫'' تنشأ لدى رئيس الحكومة سلطة إدارية تدعى في صلب النص '' مجلس المنافس ة '' تتمت ع بالشخص ية‬
‫القانونية و االستقالل المالي ''‬
‫و لقد تم إعادة صياغة هذه المادة في تعديل ‪ 2008‬على النحو التالي ‪'' :‬تنشأ سلطة إداري ة مس تقلة‬
‫ت دعى في ص لب النص ''مجلس المنافس ة '' تتمت ع بالشخص ية القانوني ة و االس تقالل الم الي توض ع ل دى‬
‫‪31‬‬
‫الوزير المكلف بالتجارة ‪''.‬‬
‫وورد نفس هذا التعريف االخ ير في الم ادة ‪ 2‬من المرسوم التنفي ذي رقم ‪ 241-11‬المتعلق بتنظيم‬
‫‪32‬‬
‫مجلس المنافسة و سيره المعدل و المتمم‪.‬‬
‫بناءا على ما سبق نستخلص‪:‬‬
‫‪ -‬مجلس المنافس ة س لطة إداري ة مس تقلة ‪ .‬في ‪ 2003‬لم ي رد مص طلح – مس تقلة‪ -‬لكن المش رع‬
‫تداركه في تعديل ‪.2008‬‬
‫‪-‬يتمتع مجلس المنافسة باالستقالل المالي و االداري رغم أنه وضع لدى وزير التجارة بعدما كان‬
‫لدى رئيس الحكومة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫إن وضع مجلس المنافسة لدى وزير النجارة ققلل من إستقالليه و قيمنه في الهرم المرسساتي الوطني لهذا ندعوا إلى إلحا ‪-‬‬

‫‪- -32‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 241-11‬المؤرخ في ‪ 10‬يوليو ‪ 2011‬الذي يحدد تنظيم مجلس المنافسة و سيره المعدل و المتمم بالمرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 79-15‬المؤرخ في ‪ 8‬مارس ‪ . 2015‬متوفر في الموقع االلكتروني لمجلس المنافسة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪-‬نالحظ أن المشرع لم يذكر في التعريف وظيفة مجلس المنافسة وهي ضبط السوق‪.‬‬
‫و لقد عرف المشرع الجزائري مصطلح الضبط في المادة الثالثة من قانون المنافسة بكونه ‪'' :‬كل‬
‫إج راء مهم ا ك انت طبيعت ه يه دف ص ادر عن أي ة هيئ ة عمومي ة يه دف بالخص وص إلى ت دعيم و ض مان‬
‫توازن قوى السوق و حرية المنافسة برفع العراقيا التي تحول دون الدخول ''‬
‫يستخلص من نص هذه المادة أن الضبط الهدف منه هو ضمان حرية المنافسة في االسواق المختلفة‬
‫و لهذا يعد مجلس أهم سلطة‬
‫ثانيا‪ :‬الطبيعة القانونية لمجلس المنافسة‬
‫حس ب الم ادة ‪ 23‬من ق انون المنافس ة مجلس المنافس ة ه و س لطة إداري ة مس تقلة‪ .‬كم ا أن ه يتمت ع‬
‫يصالحيات ردعية عن طريق الفصل في النزاعات المتعلقة بالممارسات المقيدة للمنافسة لهذا طرح تساؤل‬
‫حول مدى اعتباره سلطة شبه قضائية‬
‫لتحديد الطبيعة القانونية لهذا المجلس يستوجب التطرق إلى ثالثة عناصر‪:‬‬

‫‪-‬مجلس المنافسة سلطة إدارية‪.‬‬

‫‪-‬مجلس المنافسة سلطة مستقلة‪.‬‬

‫‪ -‬مجلس المنافسة سلطة شبه قضائية‪.‬‬

‫أ‪-1-2-‬مجلس المنافسة سلطة إدارية‪:‬‬

‫يظهر الطابع اإلداري للمجلس في العناصر التالية‪:‬‬

‫‪-‬تشكيلة المجلس إذ يتم تعيين أعضاء المجلس بمراسيم رئاسية‪.‬‬

‫‪-‬منح المشرع لمجلس المنافسة حق إصدار قرار أو أنظمة أو تعليمات وهي كلها قرارات إدارية‬
‫تخضع لرقابة القضاء اإلداري‪.‬‬

‫‪-‬يرف ع مجلس المنافس ة تقري را س نويا عن نش اطه إلى الهيئ ة التش ريعية وإ لى رئيس الحكوم ة وإ لى‬
‫الوزير المكلف بالتجارة وينشر تقرير النشاط في النشرة الرسمية للمنافسة‪.‬‬

‫‪-‬مق ر مجلس المنافس ة يوج د ل دة وزارة العم ل‪ .‬أي ليس ل ه اس تقالل م ادي عن ال وزارة فليس ل ه‬
‫مقر خاص به‪ .‬و كان ال يملك مديريات خاصة إال بعد تعديل المرسوم التنفيذي الذي ينظم سير‬
‫مجلس المنافس ة في ‪ 2015‬حيث اس تحدثت م ديريات خاص ة لمجلس المنافس ة س نتناولها عن د‬
‫التطرق لهيكلته‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪-‬رغم أن الم ادة ‪ 23‬ذك رت أن مجلس المنافس ة يتمت ع باالس تقالل الم الي إال أن الم ادة ‪ 33‬نص ت‬
‫على أن ميزاني ة مجلس المنافس ة تس جل ضمن أبواب ميزاني ة وزارة التج ارة وهي تخض ع لقواعد‬
‫تسيير ومراقبة ميزانية الدولة‪.‬‬

‫أ‪-2-2-‬مجلس المنافسة سلطة مستقلة‪:‬‬


‫تظهر استقاللية مجلس المنافسة في الجوانب التالية‪:‬‬

‫‪-‬يتمت ع مجلس المنافس ة بالشخص ية المعنوي ة فالمش رع منح ه اس تقالل ق انوني عن هياك ل وزارة‬
‫التجاري ة رغم أن ه يوض ع ل ديها‪.‬و هن ا نتس اءل عن المقص ود بك ون مجلس المنافس ة يوض ع ل دى‬
‫وزارة التجارة ؟؟‬

‫‪ -‬ه ل يقص د ب ذلك أن مق ر مجلس المنافس ة يوج د ل دى وزارة التج ارة و نحن نعلم أن مجلس‬
‫المنافسة ال يتمتع بمقر مستقل لكون مقره يوجد في الطابق الرابع من المبنى الذي توجد فيه وزارة‬
‫العمل‪.‬ونحن نتمنى أن ينشأ مقر خاص لمجلس المنافسة يليق بالمهام الجسيمة الموكلة له‪.‬‬

‫‪ -‬أم يقصد بذلك أنه يتبع في تسيره االداري وزارة التجارة‪.‬و نحن نعلم أن مجلس المنافسة يتمتع‬
‫بمديريات خاصة به‪.‬‬

‫‪ -‬أم يقتصر االمر على الجانب المالي لكون ميزانية مجلس المنافسة توضع ضمن أبواب ميزانية‬
‫وزارة التجارة‪.‬و هذا يعد إنقاصا الستقاللية المجلس الذي ال يتمتع باستقاللية التسيير المالي‪.‬و كان‬
‫من االفضل أن تمنح له ميزانية خاصة نظرا لدوره المحوري الذي من المفروض أن يقوم به في‬
‫ظل إقتصاد السوق‪.‬‬

‫‪ -‬أم أن المشرع قصد بهذا النص تأكيد الترابط و التعاون الذي يجب أن يقوم بين الهنيئتين وزارة‬
‫التجارة و مجلس المنافسة‪ .‬وهذا الترابط ال يشترط لتحققه أن يوضع مجلس المنافسة لدى وزارة‬
‫التجارة بل يجب أن تقنن آليات و إجراءات التعاون بينهما بدقة ‪.‬‬

‫‪-‬اتخاذ القرار داخل مجلس المنافسة يتم بأغلبية أعضاءه البسيطة و ممثلي وزارة التجارة ليس لهم‬
‫صوت فيه‪.‬‬
‫‪-‬ال يخضع مجلس المنافسة لرقابة إدارية وصائية من أي جهة وال يجوز التدخل في اتخاذه لقرارات ه‬
‫و قيامه بمهامه إال عن طريق الطعن فيها أمام القضاء المختص وحتى وزير التجارة ال يستطيع أن‬
‫يوجه أوامر مباشرة لمجلس المنافسة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -‬و لهذا نستخلص أن استقاللية مجلس المنافسة ليست مكتملة في ظل القانون الحالي لكون عالقته‬
‫ب وزارة التج ارة غ ير واض حة منم ا ت رتب علي ه هيمنته ا على عملي ة ض بط الس وق و تحجيم دور‬
‫مجلس المنافسة ‪.‬‬
‫لهذا نقترح أن يتم وضع مجلس المنافسة لدى رئاسة الجمهورية أو على االقل لدى رئاسة الحكومة‬
‫و تمنح ل ه ميزاني ة خاص ة‪ .‬كم ا نتم نى أن ينش أ ل ه مق ر خ اص يؤك د اس تقالليته‪.‬ويمكن ه من االقي ام‬
‫بدوره المحوري لترقية البيئة االقتصادية ‪.‬‬
‫ولقد نظم المشرع تشكيلة مجلس المنافسة ومهامه‪.‬‬
‫أ‪ – 3-2-‬مجلس المنافسة سلطة شبه قضائية ‪:‬‬
‫يتمتع مجلس بصالحيات تنازعية بغرض قمع الممارسات المقيدة للمنافسة ‪ ،‬و هنا يطرح‬
‫تساؤل حول مدى اعتبار المجلس سلطة شبه قضائية‪.‬‬
‫في ظ ل ق انون االس عار لس نة ‪ 1989‬ك انت س لطة قم ع الممارس ات المنافي ة للمنافس ة هي من‬
‫اختصاص القاضي الجزائي و تعتبر بمثابة جرائم اقتصادية‪.‬‬
‫لكن م ع ص دور ق انون المنافس ة و الق وانين المنش ئة لس لطات الض بط القطاعي ة االخ رى تم نق ل‬
‫االختصاص إليها رغم أن المبدأ هو أن اختصاص قمع المخالفات يعود للسلطة القضائية وهي التي تتولى‬
‫حماية المجتمع و الحقوق و الحريات ‪.‬فإعمال مبدأ الفصل بين السلطات يقتضي عدم تدخل أي سلطة في‬
‫اختصاص السلطات االخرى‪.‬‬
‫و هن ا تط رح إش كالية التأس يس الق انوني لس لطة القم ع ال تي يتمت ع به ا مجلس المنافس ة و ذل ك نظ را‬
‫لوجود عائق دستوري يحول دون تخويل هذه الهيئات ‪ -‬سلطات الضبط المستقلة ‪ -‬توقيع عقوبات‪.‬‬
‫فمبدأ الفصل بين السلطات له وجهين‪:‬‬
‫‪ -‬فمن جهة‪ :‬يقصد به تخصص السلطات فهي إما إدارية أو قضائية‪ .‬و سلطات الضبط هي إدارية‪ ‬‬
‫لكنه ا مس تقلة ال تخض ع آلي رقاب ة وص ائبة وتتمت ع بس لطة تنظيمي ة مب دئيا وتم ارس س لطة الفص ل في‬
‫النزاع ات المتعلق ة بقط اع نش اطها وهي به ذا تتمت ع بص الحيات ت دخل في اختص اص ك ل من الس لطة‬
‫القضائية و التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬ومن جهة أخرى‪ :‬يتجلى مبدأ الفصل بين السلطات في أنه ال يمكن لهيئة تضع القاعدة القانونية‬
‫أن تعاقب عليها‪ .‬فال يمكن لسلطة أن تنفذ قاعدة تتولى سنها و هذا يتجلى في الفصل بين السلطة التش ريعية‬
‫و السلطتين التنفيذية و القضائية‪.‬و مع ذلك فلمجلس المنافسة يتمتع بسلطة إصدار تنظيمات و قرارات و‬
‫يسهرعلى عدم المساس بها‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫يستخلص منما سبق أن مجلس المنافسة له طبيعة خاصة و تتجلى صفته الشبه القضائية من خالل‬
‫ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تمتع المجلس بصالحيات تنازعية واردة في المواد ‪ 46-45-44‬من قانون المنافسة‬
‫‪ -‬تمتع المجلس بصالحية إصدار عقوبات مالية على المؤسسات المعنية‪.‬‬
‫‪ -‬يترتب على إخطار مجلس المنافسة اتخاذ إجراءات عبر مراحل بداية بتوزيع القضايا إلى التحقيق‬
‫فيها و انعقاد جلسة المجلس للفصل في موضوع االخطار‪.‬و بالمقارنة مع االجراءات أمام المحاكم نجدها‬
‫تمر بنفس المراحل‪.‬‬
‫‪ -‬ق رارات مجلس المنافس ة يطعن فيه ا باالس تئناف أم ام الغرف ة التجاري ة لمجلس قض اء الجزائ ر‬
‫العاصمة فيما يخص الممارسات المقيدة للمنافسة ‪ ،‬وأمام مجلس الدولة فيما يخص التجميعات االقتصادية‪.‬‬
‫و نحن نعلم أن التنظيم القض ائي يق وم على مب دأ التقاض ي على درج تين و النزاع ات القض ائية العادي ة تق ام‬
‫أمام المحاكم العادية و تستأنف أمام المجالس القضائية أال يعتبر مجلس المنافسة جهة قضائية أولى درجة‬
‫كمحكمة ابتدائية لكون الطعن في قراراته يتم باالستئناف و ليس بالطعن القضائي أول درجة؟‬
‫و هنا تتجلى الطبيعة الخاصة لمهام مجلس المنافسة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬وظائف مجلس المنافسة‬


‫أ‪-‬الوظائف غير التنازعية لمجلس المنافسة ‪:‬‬
‫عرف المشرع في قانون المنافسة الضبط حسب نص المادة ‪ 03‬من قانون المنافسة بكونه ‪:‬‬
‫"كل إجراء أيا كانت طبيعته‪ ،‬صادر عن آية هيئة عمومية بهدف تدعيم وضمان توازن قوى السوق وحرية‬
‫المنافسة ورفع القيود التي بإمكانها عرقلة الدخول إليها وسيرها المرن‪ .‬وكذا السماح بالتوزيع االقتصادي‬
‫األمثل لموارد السوق بين مختلف أعوانها وذلك تطبيقا ألحكام هذا األمر"‪.‬‬
‫يتمت ع مجلس المنافس ة بمه ام متع ددة خ ارج إط ار نظ ره في المنازع ات المتعلق ة بالممارس ات المقيدة‬
‫للمنافسة وهي استشارية و مهام تنظيمية كما يتولى االشراف على النشرة الرسمية للمنافسة‪.‬و كلها تدخل‬
‫في نشاطه االساسي و هو ضبط السوق ‪.‬‬
‫ب‪-1-‬الوظائف االستشارية‪:‬‬
‫يقدم مجلس المنافسة االستشارة إذا طلبتها منه الهيئات التي لها عالقة بنشاطاته‪.‬‬
‫فاستش ارة المجلس هي وس يلة لتمكين المش اركين في الحي اة االقتص ادية واالجتماعي ة داخ ل الدول ة‬
‫سواء تعلق األمر بالحكومة أو بالمواطن البسيط عن طريق جمعيات حماية المستهلكين من االستفادة من‬
‫خبرة المجلس‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫وتقس م الص الحيات االستش ارية ال تي يتمت ع به ا مجلس المنافس ة إلى ص الحيات استش ارية إلزامي ة‬
‫وصالحيات استشارية اختيارية‪.‬‬
‫يتمثل مجال االستشارة اإللزامية في الحالة المذكورة في المادة ‪ 36‬من قانون المنافسة‪ .‬إذ يجب أن‬
‫يستشار مجلس المنافسة في كل مشروع نص تشريعي أو تنظيمي له صلة بالمنافسة أو إدراج تدابير يكون‬
‫من شأنها‪:‬‬
‫‪-‬إخضاع ممارسة مهنة ما أو نشاط ما أو دخول سوق ما إلى قيود من ناحية الكم‪.‬‬
‫‪-‬وضع رسوم حصرية في بعض المناطق والنشاطات‪.‬‬
‫‪-‬فرض شروط خاصة لممارسة نشاطات اإلنتاج والتوزيع والخدمات‪.‬‬
‫‪-‬تحديد ممارسات موحدة في ميدان شروط البيع‪.‬‬
‫أما مجال االستشارة االختيارية فهو واسع‪:‬‬
‫إذ يق دم مجلس المنافس ة االستش ارية للحكوم ة إذا طلبت من ه ذل ك وك ذلك يمكن أن تستش ير‬
‫الجماع ات المحلي ة والهيئ ات االقتص ادية والمالي ة والمؤسس ات والجماع ات المهني ة والنقابي ة وك ذا جمعي ات‬
‫المس تهلكين في ك ل موض وع ل ه عالق ة بالمنافس ة حس ب نص الم ادة ‪ 35‬من ق انون المنافس ة‪ .‬ك ذلك يمكن‬
‫للهيئ ات القض ائية أن تطلب رأي مجلس المنافس ة فيم ا يخص معالج ة القض ايا المتعلق ة بالممارس ات المقي دة‬
‫للمنافسة‪ .‬في هذه الحالة ال يبدي مجلس المنافسة رأيه إال بعد االستماع إلى األطراف المعنية بالقضية وهذا‬
‫حسب نص المادة ‪ 38‬من قانون المنافسة‪.‬‬
‫و لق د تن اول النظ ام ال داخلي لمجلس المنافس ة في الم ادتين ‪ 15‬و ‪ 16‬االج راءات الخاص ة‬
‫باالستشارات و طلبات إبداء الرأي ‪.‬‬
‫أ‪-5-‬الوظائف التنظيمية لمجلس المنافسة‪:‬‬
‫منحت المادة ‪ 34‬من قانون المنافسة لمجلس المنافسة سلطة اتخاذ تدابير في شكل نظام أو تعليمة أو‬
‫منشور ينشر في النشرة الرسمية للمنافسة‪ .‬وذلك بغرض ضمان السير الحسن للمنافسة وترقيتها‪.‬‬
‫كم ا ل ه أن يطلب من المص الح المكلف ة بالتحقيق ات االقتص ادية التابع ة ل وزارة المكلف ة بالتج ارة إج راء ك ل‬
‫تحقيق أو خبرة حول المسائل المتعلقة بالقضايا التي تدخل في اختصاصه‪.‬‬
‫و له أن يقوم بكل تحقيق أو دراسة أو خبرة بغرض اإلطالع على وضعية المنافسة في سوق ما وتطبيق‬
‫اإلجراءات المالئمة‪.‬‬
‫كذلك لمجلس المنافسة عالقة مع السلطات المختصة األجنبية و لقد منحه المشرع سلطة اتخاذ قرار‬
‫إرسال معلومات أو وثائق يحوزها أو يمكن أن يجمعها إلى سلطات أجنبية المكلفة بالمنافسة إذا طلبت منه‬

‫‪41‬‬
‫ذلك وذلك بشرط ضمان السر المهني ومع ضرورة احترام مبدأ المعاملة بالمثل حسب نص المادة ‪ 40‬من‬
‫قانون المنافسة‪.‬‬
‫كم ا يمكن أن يق وم بالتحقيق ات بطلب من الس لطات األجنبي ة لكن في ه ذه الحال ة ت راعى إج راءات التحقي ق‬
‫أمام مجلس المنافسة الجزائري‪.‬وفي كل األحوال ال يستطيع مجلس المنافسة أن يقدم اإلعانة إلى السلطات‬
‫األجنبية إذا كان من شأنها المساس بالسيادة الوطنية أو المصالح االقتصادية العليا أو بالنظام العام الداخلي‬
‫حسب نص المادة ‪ 42‬من قانون المنافسة‪.‬‬
‫و لقد أكد المشرع على استقاللية مجلس المنافسة في مهامه التنظيمية عن طريق نصه على أن أي‬
‫اق تراح ذو ط ابع تش ريعي أو تنظيمي من ش أنه الت أثير على س ير عم ل المجلس و تنظيم ه يق دم لموافق ة‬
‫المجلس و أي اقتراح أخر أو إجراء متخذ خارج هيئة المجلس فهو باطل و ذلك في المادة ‪ 47‬من النظام‬
‫الداخلي لمجلس المنافسة ‪.‬‬
‫ب‪ -3-‬االشراف على النشرة الرسمية للمنافسة ‪:‬‬
‫يت ولى مجلس المنافس ة عملي ة إنش اء و إع داد طب ع و نش ر النش رة الرس مية للمنافس ة و ذل ك حس ب‬
‫‪33‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 242-11‬المتضمن إنشاء النشرة الرسمية للمنافسة‪.‬‬
‫تنش ر في النش رة الرس مية للمنافس ة الق رارات الص ادرة عن مجلس المنافس ة و أرائ ه و ك ذا التعليم ات و‬
‫المنش ورات و ك ل االج راءات االخ رى الص ادرة عن مجلس المنافس ة ‪.‬وك ذا الق رارات أو مس تخرج من‬
‫الق رارات الص ادرة عن مجلس قض اء الجزائ ر العاص مة والمحكم ة العلي ا و مجلس الدول ة ‪.‬كم ا تنش ر فيه ا‬
‫قرارات و أراء سلطات الضبط القطاعية ‪ .‬كما تنشر فيها التحليالت و الدراسات و الخبرات و التعليقات‬
‫المنجزة في ميدان المنافسة‪.‬‬
‫ويمكن أن تنشر فيها المداخالت و العروض المقدمة خالل الملتقيات و االيام الدراسية و الورشات المنظمة‬
‫حول المواضيع المتعلقة بالضبط و المنافسة وكل المعلومات المفيدة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الوظيفة التنازعية مجلس المنافسة‪:‬‬
‫يتولى مجلس المنافسة النظر في المنازعات التي ترفع إليه والتي يكون موضوعها ممارسات مقيدة‬
‫للمنافسة‪ .‬ولقد حدد المشرع الجزائري في المادة ‪ 44‬من االمر رقم ‪ 03-03‬مجال تدخل مجلس المنافسة‬
‫و حصره في الممارسات المقيدة للمنافسة التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬الممارسات و االعمال المدبرة و االتفاقات الصريحة و الضمنية ‪-.‬المادة ‪-06‬‬
‫‪ -‬التعسف الناتج عن الهيمنة على السوق ‪-.‬المادة ‪-07‬‬
‫‪ -‬التعسف في استغالل وضعية التبعية االقتصادية لمؤسسة أخرى ‪ - .‬المادة ‪-11‬‬

‫‪ - 33‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 242-11‬المؤرخ في ‪ 10‬يوليو ‪ 2011‬المتضمن إنشاء النشرة الرسمية للمنافسة و يحدد مضمونها و كذا كيفيات إعدادها‬
‫– متوفر على الموقع االلكتروني لمجلس المنافسة‪-‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -‬البيع بأسعار مخفضة بشكل استغالل ‪ - .‬المادة ‪-12‬‬
‫في حين أخرج المشرع المنازعات التالية من اختصاص مجلس المنافسة‪:‬‬
‫‪ -‬إبطال االتفاقات والعقود ‪ :‬حسب المادة ‪ 13‬من قانون المنافسة اآلثار و االلتزامات التي تترتب‬
‫على ابرام العقود و االلتزامات بين المؤسسات االقتصادية تخرج من اختصاص مجلس المنافسة و تدخل‬
‫في اختصاص الهيئات القضائية ‪ .‬فيكون من اختصاص القاضي المدني أو التجاري حسب الحالة‪.‬‬
‫‪ -‬الفص ل في طلب ات التعويض ‪ :‬حس ب الم ادة ‪ 48‬من ق انون المنافس ة يمكن لك ل ش خص تضرر‬
‫من ممارس ة مقي دة للمنافس ة أن يرف ع دع وى أم ام الجه ة القض ائية المختص ة‪ .‬و علي ه ينحص ر اختص اص‬
‫مجلس المنافسة في الحكم بغرامات أما طلبات التعويض فترفع أمام القضاء التجاري أو المدني‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل في المسؤولية الجزائية لألشخاص الطبيعيين ‪ :‬ال يحق لمجلس المنافسة أن يحكم بعقوبات‬
‫جزائية بدنية ‪ .‬نالحظ أن قانون المنافسة الملغى ‪ 06-95‬كان يتضمن عقوبات جزائية بدنية على خالف‬
‫القانون المطبق حاليا‪.‬‬
‫إض افة إلى ك ون مجلس المنافس ة المختص في ض بط الس وق هن اك هيئ ات أخ رى تش اركه في ه ذه‬
‫الوظيفة و هي سلطات الضبط القطاعية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إخطار مجلس المنافسة‬
‫يتدخل مجلس المنافسة عن طريق إخطار من طرف أحد األشخاص المؤهلة قانونا حسب نص المادة‬
‫‪ 44‬والمادة ‪ 35‬من قانون المنافسة أو عن طريق االخطار التلقائي‪.‬‬
‫ب‪-1-‬الشروط الموضوعية لقبول إخطار مجلس المنافسة‪:‬‬
‫ويشترط لقبول اإلدعاء أمام مجلس المنافسة توافر الشروط العامة لقبول الدعوى أمام القضاء خاصة‬
‫ما يتعلق منها باألهلية والصفة والمصلحة‪.‬‬
‫والمادة ‪ 44‬من قانون المنافسة ركزت على عنصر المصلحة ‪ ،‬فهل شرط المصلحة المطلوب لقبول‬
‫اإلدعاء أمام مجلس المنافسة يختلف عن شرط المصلحة المعروفة والمشروطة لقبول االدعاء أمام الجهات‬
‫القضائية؟‬
‫بما أن قانون المنافسة يهدف إلى ضمان السير العادي للسوق عن طريق حماية المنافسة الحرة فيه ‪.‬‬
‫فال يقتص ر مفه وم المص لحة ال تي ت ؤدي إلى قب ول اإلدع اء أم ام مجلس المنافس ة على المص لحة الخاص ة‬
‫المباشرة بل يمتد إلى مفهوم المصلحة العامة خاصة فيما يخص بعض الهيئات التي منح لها المشرع حق‬
‫إخطار المجلس مثل ‪ :‬الجماعات المحلية وجمعيات حماية المستهلك‪.‬‬
‫وقد حدد قانون المنافسة األشخاص الذين لهم حق اإلدعاء أمام مجلس المنافسة وهم‪:‬‬

‫‪-‬ال وزير المكل ف بالتج ارة‪ :‬يح ق لل وزير المكل ف بالتج ارة إذا اطل ع على ممارس ة ق د تعت بر مقي دة‬
‫للمنافسة أن يخطر مجلس المنافسة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪-‬المؤسسات ‪ :‬يقصد بالمؤسسات كل متدخل في السوق المعني تضرر أو قد يتضرر من الممارسة‬
‫موضوع اإلدعاء‪.‬‬

‫‪-‬الهيئات المذكورة في المادة ‪ 35‬من قانون المنافسة وهي‪ :‬الجماعات المحلية‪ ،‬الهيئات االقتصادية‬
‫والمالي ة‪ ،‬المؤسس ات والجمعي ات المهني ة والنقابي ة وك ذلك جمعي ات حماي ة المس تهلك المعتم دة من‬
‫طرف الدولة‪.‬‬
‫ب‪-2-‬الشروط الشكلية لقبول اإلخطار‪:‬‬
‫لم يحدد المشرع في قانون المنافسة شكال معينا لإلخطار و قد تناول النظام الداخلي لمجلس المنافسة‬
‫إجراءات تقديم االخطار على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪-‬اش ترط المش رع في المرس وم التنفي ذي المح دد لتنظيم مجلس المنافس ة في الم ادة ‪ 8‬من ه أن يتم‬
‫إخطار المجلس بموجب عريض ة مكتوب ة و أحال إلى النظام الداخلي لتحديد كيفيات ه ‪.‬و ب الرجوع إلى هذا‬
‫النظام نجده قد اشترط أن يكون اإلخطار بموجب عريضة مكتوبة يجب أن تتوفر فيها البيانات الشكلية‬
‫التالية حسب نص المادة ‪ 8‬من النظام الداخلي ‪:‬‬
‫‪-‬ص فة و مص لحة ص احب الش كوى ‪ .‬عن طري ق تحدي د إن ك ان شخص ا طبيعي ا ب ذكر اس مه‪ ،‬لقب ه‪،‬‬
‫مهنته وموطنه‪ ،‬أما إذا كان شخصا معنويا فيجب أن ذكر تسميته‪ ،‬شكله‪ ،‬مقره‪ ،‬والشخص الذي يمثله وفي‬
‫حالة تغيير العنوان يجب أن يتم إخطار المجلس‪.‬‬
‫‪-‬تحديد أشكال الممارسات التي تنسب للمخل بأحكام قانون المنافسة‪.‬‬
‫‪-‬ع رض الوق ائع ال تي تم يز ه ذا االنته اك و الظ روف االخ رى ذات الص لة ال س يما ال تي له ا عالق ة‬
‫بالقط اع المع ني و المنطق ة الجغرافي ة المعني ة و المنتج ات و الخ دمات ذات المت أثرة و الش ركات المعنب ة و‬
‫السياق القانوني ‪.‬‬
‫‪-‬هوية و عناوين الشركات أو الجمعيات‪34‬التي يسند إليها صاحب الشكوى هذه الخروق في حالة ما‬
‫إذا كان يستطيع تحديد هويتها‪ .‬نستخلص من هذا لبند أنه ال يشترط تحديد هوية المؤسسات المنسىوب إليها‬
‫الس لوك المقي د للمنافس ة ‪.‬وفي ه ذه الحال ة يق وم مجلس المنافس ة ب التحقيق و دراس ة حال ة الس وق المع ني‬
‫الستخالص إن وجدت ممارسات مقيدة و تحديد القائمين بها‪.‬‬
‫يجب أن تحرر هذه العريضة وترفق بمختلف الوثائق الالزمة إلثبات الممارسة وذلك في ‪ 04‬نسخ‪.‬‬
‫ف اذا ق دمت وث ائق مرفق ة يجب أن تس بق بج دول إرس ال في ه رقم ك ل وثيق ة موض وعها عنوانه ا و‬
‫طبيع ة و ع دد الص فحات ال تي تض منها و يجب أن ت ودع في أرب ع نس خ حس ب نص الم ادة ‪ 9‬من النظ ام‬

‫‪ - 34‬يؤخذ على هذا المص أنه حصر تحديد المخل في الشركات و الجمعيات في حين كان يفترض أن ينص على المؤسسات لكون مصطلح المؤسسة‬
‫واسع طلقا لقانون المنافسة‪ .‬فما الحل إذا كان المخل تاجر شخص طبيعي مثال ؟‬

‫‪44‬‬
‫ال داخلي ‪.‬و يجب أن تق دم الوث ائق باللغ ة العربي ة أو ترف ق بنس خة مترجم ة تحت طائل ة ع دم القب ول طبق ا‬
‫للمادة ‪ 8‬فقرة ‪ 2‬من قانون االجراءات المدنية و هذا بموجب المادة ‪ 21‬من النظام الداخلي‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن توق ع االخط ارات من قب ل المخط ر أو المخط رين أو ممثليهم الق انونين ‪.‬ويش ترط في‬
‫الوكي ل إذا لم يكن محامي ا أن ي برم إتفاقي ة خاص ة م ع المؤسس ة المخط رة أو عق د توثيقي حس ب الم ادة ‪20‬‬
‫من النظام الداخلي‪.‬‬
‫‪-‬إم ا أن يتم إي داع العريض ة في المجلس وذل ك ل دى مكتب النظ ام الع ام االمان ة العام ة أي ام ال دوام‬
‫الرس مي من التاس عة ص باحا إلى ‪ 16‬مس اءا ‪.‬أو ترس ل عن طري ق رس الة مض مونة الوص ول م ع وص ل‬
‫االستالم إلى العنوان التالي ‪ :‬مجلس المنافسة السيد رئيس مجلس المنافسة ‪ 44-42 ،‬شارع محمد بلوزداد‬
‫وزارة العمل الطابق الثامن الجزائر و ذلك حسب نص المادة ‪ 7‬من النظام الدخلي ‪ – .‬نالحظ أن قانون‬
‫المنافس ة نص على أن مجلس المنافس ة يوض ع ل دى ال وزير المكل ف بالتج ارة في حين عن وان المجلس‬
‫المذكور في النظام الداخلي لدى وزارة العمل‪-.‬‬
‫‪ -‬يتم تسجيل االخطارات و الوثائق المرفقة و ترسم لطابع يدل على تاريخ استالمها أو إيداعها و‬
‫يمنح وص ل اس تالم من قب ل مص لحة االج راءات يش ير إلى ت اريخ التس جيل ‪ ،‬رقم القض ية و موض وعها و‬
‫يجب أن يذكرها االطراف في جميع مراسالتهم‪.‬‬
‫و تطب ق نفس االج راءات الس ابقة فيم ا يخص االخط ارات المتعلق ة بالتجميع ات و ذل ك حس ب نص‬
‫المادتين ‪ 17‬و ‪ 18‬من النظام الداخلي ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن ترس ل نس خة من االخط ار و الوث ائق المرفق ة ب ه فيم ا الممارس ات المقي دة للمنافس ة أو‬
‫نسخة رقمية من االشعار و الوثائق المرفقة به فيما يخص التجميعات حسب الحالة ‪ ،‬في شكل نسخة رقمي ة‬
‫في ص يغة الكتروني ة إلى الموق ع االلك تروني لمجلس المنافس ة و إرس ال أو إي داع نس خة ورقي ة قب ل أو‬
‫بالتزامن مع إيداع النسخة االلكترونية حسب نص المادة ‪ 22‬من النظام الداخلي‪.‬‬
‫ب‪-3-‬اإلخطار التلقائي‪:‬‬
‫يمكن لمجلس المنافسة طبقا للمادة ‪ 44‬من قانون المنافسة أن يبادر إلى النظر في قضية ما إذا رأى‬
‫أنها تدخل في مجال اختصاصه دون الحاجة إلى وجود إدعاء من أي طرف‪ .‬فقد يصل إلى علم المجلس‬
‫وجود مخالفات بطرق مختلفة أثناء ممارسة مهامه الضبطية أو االستشارية‪.‬‬

‫الفــرع الثاني‪ :‬التحقيق في الممارسات المقيدة للمنافسة والفصل فيها‪.‬‬


‫أوال‪ :‬التحري والتحقيق‬

‫ج‪-‬التحقيق في القضايا‬

‫‪45‬‬
‫بع د وص ول اإلخط ار إلى المجلس أو بع د مبادرت ه بنظ ر قض ية م ا‪ .‬الب د أن يتم التحقي ق فيه ا قب ل‬
‫الجلس ة‪.‬و في حال ة تغ ير الق وانين االساس ية للمؤسس ات المعني ة باإلخط ار أو االش عار عليه ا أن تعلن ذل ك‬
‫لمجلس المنافسة دون تأخير حسب نص المادة ‪ 27‬من النظام الداخلي لمجلس المنافسة ‪.‬‬

‫ج‪-1-‬المكلفون بالتحقيق‪:‬‬

‫حس ب الم ادة ‪ 50‬من ق انون المنافس ة يت ولى المق رر أو المق ررون التحقي ق في القض ايا المعروض ة‬
‫على مجلس المنافسة ويتولى رئيس المجلس توزيع القضايا عليهم‪.‬‬
‫و باإلض افة إليهم هن اك أش خاص آخ رين منحهم المش رع س لطة التحقي ق في قض ايا المنافس ة وهم‬
‫حسب المادة ‪ 49‬مكرر ضباط وأعوان الشرطة القضائية وكذلك الموظفون المنتمون إلى األسالك الخاصة‬
‫بالمراقبة التابعون لإلدارة المكلفة بالتجارة واألعوان المعنيون التابعون لمصالح اإلدارة الجبائية‪ .‬وإ ذا كان‬
‫الموض وع يتعل ق ب التحقيق في قض ايا تابع ة لقطاع ات نش اط موض وعة تحت رقاب ة س لطة ض بط مختص ة‬
‫بالتنسيق مع مصالح السلطة المعنية‪.‬‬

‫و لقد أحال المشرع إلى اجراءات و شروط الواردة في قانون الممارسات التجارية رقم ‪ 02-04‬لتتبع في‬
‫التحقيق في مخالفات قانون المنافسة و ذلك حسب نص الفقرة االخيرة من المادة ‪ 49‬مكرر‪.‬‬

‫ج‪ -2-‬سير التحقيق‪:‬‬

‫يق وم رئيس مجلس المنافس ة بتوزب ع القض ايا على المق ررين و يت ولى المق رر الع ام التنس يق بينهم‬
‫حسب المادة ‪ 25‬من النظام الداخلي ‪.‬‬

‫يقوم القائم بالتحقيق بعدة إجراءات وقد منح له المشرع عدة سلطات ليتمكن من القيام بدوره واتخاذ‬
‫القرارات المالئمة و ذلك في المواد ‪50‬و ‪ 51‬من قانون المنافسة و هي ‪:‬‬
‫‪-‬الحق في المطالبة بفحص أي وثيقة أو مستند ضروري للتحقيق في القضية المكلف بها وال يجوز‬
‫االحتجاج بالسر المهني في مواجهتهم‪.‬‬
‫‪ -‬للق ائم ب التحقيق أن يق وم بالمطالب ة باس تالم آي ة وثيق ة حيثم ا وج دت ومهم ا تكن طبيعته ا وحج ز‬
‫مختلف المستندات التي تساعده في أداء مهامه‪.‬‬
‫‪-‬المطالبة بكل المعلومات الضرورية للتحقيق من أية مؤسسة أو أي شخص آخر ‪.‬‬
‫‪-‬سماع األشخاص الذين لهم عالقة بالقضية في هذه الحالة يعد سماع أطراف القضية وجوبيا‪ .‬في‬
‫حين يحق له أن يستمع ألي شخص يكون بإمكانه تقديم معلومات تفيد في القضية وهنا المقرر ل ه أن‬
‫يس تمع ألي ش خص يمكن ه المس اهمة في توض يح عناص ر ال نزاع ويح رر محض ر س ماع يوقع ه‬
‫األشخاص الذين تم سماعهم وإ ثبات الرفض في حالة الرفض‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫وفي مقابل السلطات السابقة منحها المشرع للمحقق سعى إلى ضمان حقوق الدفاع لألطراف المعنية‬
‫وتمكينهم من تحضير مختلف دفوعهم وتتمثل هذه الضمانات في‪:‬‬

‫‪ -‬سماع حضوريا‪.‬‬

‫‪ -‬تحرير تقرير أولي وتبليغه لألطراف وإ عطاء الحق في تقديم مالحظات مكتوبة خالل ‪ 03‬أشهر‬
‫من تبليغ التقرير‪.‬‬

‫كما يمكن اللجوء إلى االستعانة بخبراء أثناء التحقيق أو النظر في القضايا و في حالى تعيين خبير‬
‫يجب علي ه أن يوق ع على تص ريح ش رفي بكون ه ليس في وض عية تض ارب المص الح م ع االط راف‬
‫المعنية و إلنزامه باحترام سرية التحقيق و هذا حسب نص المادة ‪ 26‬من النظام الداخلي‪.‬‬

‫ج‪-3-‬اختتام التحقيق‪:‬‬

‫بعد استكمال إجراءات التحقيق يتخذ المقرر أو المقررون موقفا من النزاع المعروض عليهم وذلك‬
‫عن طريق إعداد تقرير أولي يتضمن عرض للوقائع والمأخذ المسجلة حسب نص المادة ‪ 52‬من قانون‬
‫المنافسة‪.‬‬
‫يتم إعالم رئيس المجلس س واء تض من التقري ر ع دم قب ول اإلدع اء أو تض من تك ييف ال نزاع على‬
‫أس اس الممارس ات المقي دة للمنافس ة‪.‬كم ا يتم تبلي غ التقري ر إلى األط راف المعني ة وال وزير المكل ف بالتج ارة‬
‫وك ل ط رف ل ه عالق ة ب النزاع من ط رف رئيس المجلس ولهم أن يق دموا مالحظ اتهم مكتوب ة في أج ل ال‬
‫يتجاوز ‪ 03‬أشهر حسب نص المادة ‪ 52‬من قانون المنافسة ‪.‬‬
‫بع د النظ ر في مالحظ اتهم يق وم المق رر بإع داد تقري ر معل ل (نه ائي) ل دى مجلس المنافس ة يتض من‬
‫المأخذ المسجلة ومرجع المخالفات المرتكبة واقتراح القرار وكذا عند اإلقصاء اقتراح تدابير تنظيمية حسب‬
‫نص المادة ‪ 54‬من قانون المنافسة‪.‬‬
‫وفي ه ذه الحال ة يبل غ رئيس المجلس التقري ر إلى األط راف المعني ة وإ لى ال وزير المكل ف بالتج ارة‬
‫الذين يمكنهم إبداء مالحظات مكتوبة في آجال شهرين ويحدد لهم تاريخ الجلسة المتعلقة بالقضية‪ .‬ويمكن‬
‫لكل طرف أن يطلع على المالحظات المكتوبة قبل ‪ 15‬يوما من تاريخ الجلسة‪ .‬كذلك يحق للمقرر أن يبدي‬
‫مالحظ ات ح ول مالحظ اتهم خالل القي ام ب إجراءات التحقي ق و ذل ك حس ب نص الم ادة ‪ 55‬من ق انون‬
‫المنافسة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ويجوز لك ل االط راف االطالع على الوثائق المرفق ة و أخذ نس خة منه ا ‪.‬لكن يمكن لرئيس المجلس‬
‫رفض تسليم وثائق التي تكون محل سر أعمال بناءا على طلب االطراف المعنية و في هذه الحالة ال يمكن‬
‫استخدامها كعنصر تقدير للقرار الذي سيصدر عن المجلس طبقا لنص المادة ‪ 23‬من النظام الداخلي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفصل في المنازعات‬


‫قد يقرر إما قبول اإلدعاء وإ ما عدم قبول اإلدعاء‪.‬‬
‫د‪1-2-‬مضمون القرارات بعدم قبول اإلدعاء‬
‫قد يصدر مجلس المنافسة قراره بعدم قبول اإلدعاء إذا توافرت أحد األسباب التالية‪:‬‬
‫‪-‬ع دم ت وافر ش روط اإلدع اء ‪ :‬إذا لم تت وفر في اإلدع اء الش روط الموض وعية أو الش كلية لإلخط ار‬
‫فيحق للمجلس رفضه‪.‬‬
‫‪-‬ع دم االختص اص ‪ :‬اختص اص المجلس الموض وعي مح دد بدق ة في ق انون المنافس ة وذل ك في‬
‫الفق رة الثاني ة من الم ادة ‪ 44‬وهي الممارس ات الم ذكورة في الم واد‪ 06 :‬و‪ 07‬و‪ 10‬و‪ 11‬و‪ 12‬و‪ 09‬من‬
‫قانون المنافسة‪.‬‬
‫وال يحق له النظر في مواضيع أخرى مثال ‪ :‬صحة العقود أو دعوى المنافسة الغير مشروعة ال تدخل في‬
‫اختصاص المجلس‪.‬‬
‫‪-‬عدم كفاية عناصر اإلقناع‪:‬إذا لم يستطع أن يقدم المخطر األدلة الكافية إلثبات وجود ممارسة مقيدة‬
‫للمنافسة‪ .‬إذ يقع على المجلس وحده تقدير مدى جدية النزاع وتوافر عناصر مقنعة فيه‪.‬‬
‫‪-‬تق ادم ال دعوى ‪ :‬ح دد المش رع م دة ‪ 03‬س نوات لتف ادي ال دعاوى المتعلق ة بالممارس ات المقي دة‬
‫للمنافسة إذا لم يحدث بشأنها أي بحث أو معاينة أو عقوبة و ذلك في نص الفقرة االخيرة من المادة ‪44‬‬
‫من قانون المنافسة ‪.‬‬
‫د‪2 -2-‬مضمون القرارات بقبول اإلدعاء‬
‫إذ قبل المجلس اإلدعاء فإنه يكيف الممارسة على أنها مقيدة للمنافسة فيصدر قراراته بتوقيع عقوبات‬
‫على الممارس ات التقييدي ة‪ .‬ه ذه العقوب ات تختل ف بحس ب ك ون الممارس ة تواط ؤ أو تعس ف في وض عية‬
‫الهيمنة أو تجميع اقتصادي وهي عقوبات مالية‪.‬‬
‫حتى ولو قبل اإلدعاء فإن اختصاصه يتوقف في تطبيق الغرامات الواردة في قانون المنافسة‪ .‬أما م ا‬
‫يتعل ق بالمطالب ة بتعويض ات أو ال دفع بك ون العق د ب اطال أو ق ابال لإلبط ال ف إن االختص اص بنظره ا يبقى‬
‫الجهات القضائية العادية‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫كما أن النظام الداخلي لمجلس المنافسة عالج مسألة االخطاء المادية و االغفال المادي الذي قد يوجد‬
‫في ق رارات مجلس المنافس ة إذ يمكن للمجلس أن يص ححه من تلق اء نفس ه أو بن اءا على طلب من ط رف‬
‫معني في أجل شهر واحد ابتداء من تاريخ تبليغ القرار و ذلك حسب نص المادة ‪ 43‬من النظام الداخلي ‪.‬‬
‫د‪ -3-‬التدابير الوقتية الصادرة عن مجلس المنافسة ‪:‬‬
‫د‪ -1-3-‬إجراءات إتخاذ التدابير الوقتية ‪:‬‬
‫حسب المادة ‪ 46‬من قانون المنافسة يمكن لكل من المدعي والوزير المكلف بالتجارة أن يطلب من‬
‫مجلس المنافسة اتخاذ تدابير مؤقتة‪.‬‬
‫وهناك شروط معينة لقبول هذا الطلب‪:‬‬
‫‪-‬تق ديم الطلب من قب ل الم دعى (الق ائم باإلخط ار) أو ال وزير المكل ف بالتج ارة‪ ،‬فالمش رع حص ر‬
‫األش خاص ال ذين لهم ح ق تق ديم ه ذا الطلب‪ ،‬فهن ا يظه ر أن المش رع رب ط طلب اتخ اذ الت دابير المؤقت ة‬
‫باإلخطار األصلي السابق وأضاف لذلك وزير التجارة وذلك بوجود حماية للصالح العام في حالة إضرار‬
‫الممارسة بالمصلحة االقتصادية العامة‪.‬‬
‫لكن نالح ظ أن المش رع لم يمنح لمجلس المنافس ة ح ق اتخ اذ الت دابير المؤقت ة بص فة تلقائي ة ‪.‬و ك ان‬
‫علي ه أن يمنح ه ه ذا الح ق ألن ه األدرى بخلفي ات ال نزاع وباعتب اره س لطة إداري ة فه و يس عى إلى حماي ة‬
‫المصلحة العامة مثله مثل وزارة التجارة‪.‬‬
‫‪-‬وج ود حال ة االس تعجال‪ :‬يجب أن يتض من الطلب أدل ة على وج ود حال ة اس تعجالية‪ .‬أي إثب ات‬
‫وجود وضعيته تؤدي ال محالة إلى وقوع ضرر محدق غير ممكن إصالحه بإتباع اإلجراءات العادية‪.‬‬
‫والمش رع أخ ذ بمعي ار الض رر المحتم ل (المح دق) ولم يش ترط أن يك ون الض رر ق د وق ع فعال‪.‬‬
‫فالغرض من اإلجراء االستعجالي هو تفادي وقوع الضرر وليس إصالحه‪.‬‬
‫د‪ -2-3-‬الطعن في اإلجراءات المؤقتة‪:‬‬
‫يوم ا و‬
‫يحق لألطراف المعنية ولوزير التجارة أن يطعن في اإلجراءات المؤقتة خالل أجل عشرون ً‬
‫مدد هذا االجل في تعديل ‪ 2008‬إذ أنه حدد ب‪ 8‬أيام في االمر ‪..03-03‬‬
‫د‪-4-‬الطعن في قرارات مجلس المنافسة‬
‫الطعن في الق رارات الص ادرة عن مجلس المنافس ة المتعلق ة بالممارس ات المقي دة للمنافس ة يتم أم ام‬
‫الغرفة التجارية بمجلس قضاء الجزائر‬
‫منح المش رع ح ق الطعن لألط راف المعني ة وال وزير المكل ف بالتج ارة ورغم أن مجلس المنافس ة‬
‫سلطة إدارية مستقلة إال أن قراراته يتم الطعن فيها أمام القضاء التجاري وهذا االجراء مأخوذ عن تطور‬
‫مجلس المنافس ة الفرنس ي إذ أن قرارات ه في البداي ة ك ان يتم الطعن فيه ا أم ام مجلس الدول ة الفرنس ي‪ .‬لكن‬

‫‪49‬‬
‫نظ ًرا لطبيع ة المنازع ات ال تي تع رض على المجلس تغ ير موق ف المش رع الفرنس ي ومنح االختص اص‬
‫لقضاء االستئناف التجاري‪.‬‬
‫ابتداء من تاريخ تبليغ القرار‪.‬‬
‫ً‬ ‫شهرا‬
‫يتم الطعن في قرارات مجلس المنافسة خالل أجل ال يتجاوز ً‬
‫و نالح ظ أن المش رع في االم ر رقم ‪ 03-03‬نص على أن الطعن في مختل ف ق رارات مجلس المنافس ة‬
‫تكون أمام مجلس قضاء الجرائر العاصمة أال أنه في ‪ 2008‬حصر الطعن في الممارسات المقيدة للمنافسة‬
‫و بالت الي ف الطعن في الق رارات المتعلق ة بالتجميع ات االقتص ادية ال تك ون أم ام مجلس قض اء الجزائ ر‬
‫العاص مة و لكن تك ون أم ام مجلس الدول ة و ه ذا حس ب نص الفق رة االخ يرة من الم ادة ‪ 19‬من ق انون‬
‫المنافس ة ‪.‬و هن ا تطب ق قواع د اس تئناف أحك ام المح اكم االداري ة أم ام مجلس الدول ة الموج ودة في ق انون‬
‫االجراءات المدنية و االدارية لعدم وجود أحكام خاصة في قانون المنافسة‪.‬‬
‫و ق د أح ال ق انون المنافس ة إلى ق انون اإلج راءات المدني ة‪ ‬و االداري ة فيم ا يخص إج راءات الطعن‪،‬‬
‫على اعتبار أن هذا الطعن هو استئناف‪ .‬إال أنه نص على إجراءات خاصة تطبق في حالة االستئناف أمام‬
‫الغرفة التجارية وهي‪:‬‬
‫‪-‬بمج رد إي داع الطعن ترس ل نس خة من ه إلى رئيس مجلس المنافس ة وإ لى ال وزير المكل ف بالتج ارة‬
‫عندما ال يكونا طرفا في القضية‪.‬‬
‫‪-‬يرس ل رئيس مجلس المنافس ة مل ف القض ية موض وع الطعن إلى رئيس مجلس قض اء الجزائ ر في‬
‫اآلجال التي يحددها رئيس المجلس‪.‬‬
‫‪-‬يرس ل المستش ار المق رر المس تندات الجدي دة المتبادل ة بين أط راف القض ية إلى ال وزير المكل ف‬
‫بالتجارة ورئيس مجلس المنافسة قصد إبداء مالحظاتهم إن شاؤا‪.‬‬
‫وإ ذا تم تقديم المالحظات تبلغ إلى أطراف القضية‪.‬‬
‫‪-‬الطعن يرفعه أحد األطراف لهذا يمكن لألطراف الذين كانوا معنيين أمام مجلس المنافسة والذين‬
‫ليسوا أطرافا في الطعن التدخل في الدعوى و لهم أن يلحقوا به في أي مرحلة من مراحل سيرها‪.‬‬
‫د‪-5-‬وقف تنفيذ قرارات مجلس المنافسة‬
‫استثناءا على ذلك منح المشرع لرئيس‬
‫ً‬ ‫األصل أن االستئناف ال يوقف تنفيذ قرارات مجلس المنافسة‬
‫مجلس قض اء الجزائ ر إمكاني ة اتخ اذ إج راء يوق ف تنفي ذ ق رارات مجلس المنافس ة في أج ل ال يتج اوز ‪15‬‬
‫يوم ا (لم يحدد المشرع بداية حساب األجل) عندما تقتضي الظروف والوقائع الخطيرة ذلك‪ ،‬وذلك حسب‬‫ً‬
‫الفقرة الثانية من المادة ‪ 63‬وحسب المادة ‪ 69‬من قانون المنافسة طلب وقف التنفيذ يقدمه صاحب الطعن‬
‫الرئيسي أو الوزير المكلف بالتجارة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫يوم ا من‬
‫يس تخلص من ه ذا أن رئيس مجلس قض اء الجزائ ر يفص ل في طلب وق ف التنفي ذ خالل أج ل ‪ً 15‬‬
‫تقديمه‪ .‬قبل اتخاذ قراره عليه أن يطلب رأي الوزير المكلف بالتجارة عندما ال يكون طرفا في القضية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التصدي القضائي للجرائم المتعلقة بالمنافسة واألسعار‬
‫الفــرع األول‪ :‬إختصاص القضاء الجزائي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تجريم الممارسات المقيدة للمنافسة وفقا لقانون المنافسة‬
‫ثانيا‪ :‬تجريم الممارسات المقيدة للمنافسة وفقا لقانون العقوبات‬
‫ثالثا‪ :‬جزاء جرائم المنافسة‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اختصاص القضاء االداري‬
‫رغم النشاط االقتصادي الذي يتم في االسواق التنافسية من المواضيع التي تدخل في النشاطات‬
‫الخاصة و تخضع للقانون الخاص ‪ .‬لهذا تعتبر ممارسة امتيازات السلطة العامة و تسيير العامة عائقا‬
‫أمام تطبيق القضاء االداري لقانون المنافسة لكونها مستثناة بنص المادة ‪ 2‬من قانون المنافسة ‪.‬‬
‫لهذا اختصاص القضاء االداري انحصر في موضوعين أساسيين ‪ :‬الطعن في قرارات رفض‬
‫التجميع االقتصادي و كذا في النظر في طلبات التعويض عن االخالل بقانون المنافسة التي يترتب عليها‬
‫ضرر و يتسبب فيها شخص من االشخاص المعنوية العامة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اختصاص مجلس الدولة للنظر في الطعون في قرار رفض التجميع‬


‫حسب نص المادة ‪ 19‬من قانون المنافسة يمكن الطعن في قرار رفض التجميع أمام مجلس الدولة‪.‬‬
‫نش ير إلى أن ص ياغة الم ادة الس ابقة ج اءت على س بيل الج واز و لم يحس م المش رع في مس ألة‬
‫االختصاص ألن مصطلح ''يمكن'' يستخلص منه إمكانية االختيار‪ .‬فيفهم منها أن اللجوء إلى مجلس الدولة‬
‫للطعن في القرار ليس الطريق الوحيد‪ .‬و هذا ما ينتج عنه اللبس و نحن نعلم أن االختصاص الموضوعي‬
‫من النظام العام‪ .‬فكان على المشرع أن يفصل في االمر ويتم صياغة المادة بطريقة مانعة كأن يتم النص‬
‫على ‪ :‬يرفع الطعن ‪...‬‬
‫المشرع الجزائري زاوج بين اختصاص القضاء االداري و العادي في منازعات المنافسة ‪.‬فرغم‬
‫ان مجلس المنافس ة ه و س لطة إداري ة يص در قرارات ه بغ رض حماي ة النظ ام الع ام االقتص ادي ‪.‬ف المنطق‬
‫يقتض ي أن يك ون االختص اص للقض اء االداري للنظ ر في الطع ون في قرارات ه‪ .‬لكن المش رع ق رر منح‬
‫االختصاص للغرفة التجارية لمجلس قضاء الجزائر مقتبسا هذا االجراء من تطور القانون الفرنسي ‪ .‬رغم‬
‫أن التش ريعات المقارن ة تتض من حل وال أخ رى لم يلتفت له ا المش رع الجزائ ري مث ل الق انون الكن دي ال ذي‬

‫‪51‬‬
‫يتض من تنظيم ه القض ائي محكم ة منافس ة تنظ ر في قض ايا المنافس ة المختلف ة توض ع ض من هياك ل القض اء‬
‫‪35‬‬
‫االداري‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفصل في طلبات التعويض المقدمة في مواجهة االشخاص المعنوية العامة‬


‫ق د تص در الممارس ة المنافي ة للمنافس ة عن أش خاص معن ويين ت ابعين للق انون الع ام إذا ت دخلوا في‬
‫السوق المعني دون استعمال امتيازات السلطة العامة ‪ .‬فيخضعون لقانون المنافسة و إذا ترتب على قيامهم‬
‫بهذه الممارسة ضررا للغير‪ .‬ونعلم أن مجلس المنافسة ال يفصل في طلبات التعويض‪ .‬لهذا على المتضرر‬
‫من هذه الممارسة أن برفع طلب التعويض أمام القضاء اإلداري طبقا إلجراءات و شروط دعوى القضاء‬
‫الكامل‪.‬‬

‫الفــرع الثالث‪ :‬اختصاص القضاء العادي‪.‬‬


‫حسب نص المادتين ‪13‬و‪ 48‬من قانون المنافسة بابطال الممارسة المقيدة للمنافسة وكذا النظر في‬
‫دع اوى التع ويض ‪ .‬كم ا أن المش رع منح للغرف ة التجاري ة بمجلس قض اء الجزائ ر اختص اص النظ ر في‬
‫الطعون في قرارات مجلس المنافسة المتعلقة بالممارسات المقيدة للمنافسة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬دعوى إبطال االلتزامات المتعلقة بالممارسات المقيدة للمنافسة‬


‫لم يكتفي المش رع بتقري ر ص الحية مجلس المنافس ة في توقي ع غرام ات على مرتك بي الممارس ات‬
‫المقي دة للمنافس ة ب ل أورد امكاني ة المطالب ة بإبط ال الممارس ة في نص الم ادة ‪ 13‬من ق انون المنافس ة فك ل‬
‫ال تزام عق دي أو اتفاقي ة أو شرط عقدي يتعلق بممارس ة مقي دة للمنافس ة و كذا التجميع ات االقتص ادية قاب ل‬
‫لإلبطال عن طريق إقامة دعوى بطالن أمام القضاء المدني أو التجاري‪.‬‬
‫و هنا يطرح تساؤل هو ‪ :‬هل الطعن يكون بالبطالن المطلق أو النسبي؟‬
‫المواد ‪ 6،7،8،9،10،11،12،15‬تضمنت أحكاما تهدف إلى ضمان حرية المنافسة و السير الحسن‬
‫الس وق و ذل ك بغ رض الحف اظ على النظ ام الع ام االقتص ادي ‪ .‬له ذا يعت بر البطالن في ه ذه الحال ة بطالن ا‬
‫مطلق ا و ذل ك تأسيس ا على الم ادة ‪ 96‬من الق انون الم دني ‪ '' :‬إذا كان مح ل االل تزام مخالف ا للنظ ام الع ام و‬
‫االداب ‪ ،‬كان العقدى باطال '' ‪.‬و هذا ما أكدت عليه المادة ‪ 13‬من قانون المنافسة ‪.‬‬
‫و عليه ‪ ،‬يمكن لوزير التجارة و لمجلس المنافسة و لكل ذي مصلحة سواء أكان شخص طبيعي أو‬
‫معنوي ‪ ،‬طرف في الممارسة أم ال ان يطلب من الجهة القضائية المختصة الحكم ببطالن العقد او الشرط‬
‫سبب الممارسة المقيدة للمنافسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬دعوى التعويض عن األضرار المترتبة عن الممارسات المقيدة للمنافسة‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪Tribunal canadien de la concurrence‬‬

‫‪http://www.ct-tc.gc.ca/‬‬

‫‪52‬‬
‫طبق ا لنص الم ادة ‪ 48‬من ق انون المنافس ة يمكن لك ل ش خص ط بيعي أو معن وي يعت بر نفس ه متض ررا من‬
‫ممارسة مقيدة للمنافسة أن يطلب من القضاء الحكم بالتعويض عن ذلك‪.‬‬
‫فرغم أن قواعد المسؤولية المدنية نظمها القانون المدني إال أن المشرع أورد هذا النص في قانون المنافسة‬
‫لكي يؤك د على أن االختص اص ب الحكم ب التعويض يك ون من إختص اص القض اء و ال يختص ب ه مجلس‬
‫المنافسة‪.‬‬
‫و لكي تقبل الدعوى أمام القضاء يجب أن تتوافر شروط قيام المسؤولية المدنية من خطأ و ضرر و‬
‫عالقة السببية‪.‬‬
‫ففي إطار قانون المنافسة يعد خطأ تنافسيا خروج المؤسسات عن السلوك المألوف للنشاط االقتصادي‬
‫و ارتكابها إحدى الممارسات المقيدة للمنافسة الواردة في قانون المنافسة‪ .‬و هنا يطرح تساؤل حول إثبات‬
‫ارتكابها لهذه الممارسة و فما طرق االثبات المتاحة للمدعى؟‬
‫منح المشرع لمجلس المنافسة ولسلطات الضبط القطاعية صالحية تقدير إن كانت الممارسة الصادرة عن‬
‫المؤسسة مقيدة للمنافسة‪ .‬نستخلص أن المطالبة بالتعويض تتم بعد صدور قرار نهائي من المجلس إذا لم‬
‫يتم الطعن في ه أم ام الغرف ة التجاري ة لمجلس قض اء الجزائ ر‪.‬أو في حال ة ص دور ق رار من الغرف ة إذا تم‬
‫الطعن في االجال القانونية‪.‬‬
‫أما الضرر التنافسي فيتمثل في الخسارة المادية أو المعنوية التي تلحق بالمؤسسة نتيجة ألعمال مقيدة‬
‫للمنافس ة‪.‬إذ أن االض رار ال تي تلح ق بالمؤسس ة نتيج ة منافس ة مؤسس ات له ا نتيج ة لحري ة المنافس ة و لم‬
‫تستطع أن تواجهها نظرا لتفوق المؤسسات االخرى من حيث الوسائل التقنية و البشرية المتوفرة لديها ال‬
‫يعوض عليها حتى و لو نتج عنها إفالس المؤسسة‪.‬‬
‫و يتمت ع قاض ي الموض وع بس لطة تق دير التع ويض و غالب ا م ا يس تعين بخب ير يت ولى االطالع على‬
‫الدفاتر و الوثائق المحاسبية لتقدير االضرار المترتبة عن الممارسة المقيدة للمنافسة‪.‬‬
‫كما يجب إثبات العالقة السببية بين الخطأ و الضرر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اختصاص الغرفة التجارية بنظر الطعون في قرارات مجلس المنافسة‬

‫فق رارات مجلس المنافس ة المتعلق ة بالممارس ات المقي دة للمنافس ة تك ون قابل ة للطعن أم ام‬
‫الغرفة التجارية لمجلس قضاء الجزائر حسب نص المادة ‪ 63‬من قانون المنافسة‪.‬‬
‫و لهذه الغرفة صالحية اتخاذ قرارات تخص رقابة مشروعية قرارات المجلس‪ .‬وذلك سواء‬
‫تعلق االم ر باختص اص المجلس أو اح ترام االج راءات القانونية الواجب اتباعها لحل ال نزاع‬
‫كم ا ي راقب م دى ص حة تك ييف الوق ائع طبق ا للق انون وم دى تناس ب العقوب ة المق ررة حجم‬

‫‪53‬‬
‫المخالف ة المرتكب ة من ط رف المؤسس ة المخالف ة ‪.‬ف اذا الح ظ قض اة المجلس أن الق رار معيب‬
‫بعيب موضوعي أو إجرائي فيستطيع أن يقرر إلغاء القرار‪.‬‬
‫كما لهم أن يقضوا بتعديل قرارات مجلس المنافسة بالحذف أو الزيادة إذا تضمن الطعن طلبا‬
‫معلال بذلك‪.‬و لهم أن يقضوا بوقف تنفيذ قرارات المجلس كما وضحنا سابقا‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫يرتب ط ظه ور ق انون المنافس ة بانته اج الدول ة الجزائري ة سياس ة االقتص اد الح ر وتعت بر‬
‫المنافس ة أح د أهم مقومات ه‪ .‬له ذا لم يظه ر ق انون المنافس ة في الجزائ ر خالل مرحل ة م ا قب ل‬
‫تسعينات القرن الماضي نظرا النتهاجها المذهب االشتراكي‪ .‬فأول قانون منافسة في الجزائر‬
‫كان سنة ‪ 1995‬من خالل القانون ‪ 06-95‬المؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪ 1995‬المتعلق بالمنافسة‬
‫وال ذي ص در إلرس اء قواع د وأس س المنافس ة الح رة داخ ل الس وق‪ .‬ولق د اع ترف ه ذا الق انون‬
‫بحرية المنافسة وتحديد االسعار حسب قواعد السوق باستثناء بعض السلع الواس عة االستهالك‬
‫كما كرس حرية المبادرة االقتصادية ‪ .‬إال أنه لم يحقق النتائج التي كانت متوقعة عند إصداره‬
‫له ذا تم إلغائ ه بالق انون رقم ‪ 03-03‬الم ؤرخ في ‪ 19‬يولي و ‪ 2003‬المع دل والمتمم ويع ود‬
‫إلغاء هذا القانون لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الرغب ة في الفص ل بين القواع د المطبق ة على االعم ال المقي دة للمنافس ة عن تل ك‬
‫المطبقة على الممارسات التجارية غير المشروعة وغير النزيهة‪ .‬والتي صدر لتنظيمها قانون‬
‫في س نة ‪ 2004‬والق انون رقم ‪ 02-04‬الص ادر في ‪ 23‬ج وان ‪ 2004‬المتعل ق بالقواع د‬
‫المطبقة على الممارسات التجارية المعدل والمتمم ‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة تنظيم نشاط مجلس المنافسة الذي أصبح الهيئة المكلفة بضبط السوق‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ -‬الغاء العقوبات السالبة للحرية‪ ،‬إذ أصبحت العقوبات قد تص در عن مجلس المنافسة‬
‫تتمثل في الغرام ات دون عقوب ة الحبس ال تي كان يختص به ا مجلس المنافسة في ظل قانون‬
‫‪.1995‬‬
‫‪-‬تأكي د التوج ه نح و االنفت اح االقتص ادي وتحقي ق االنس جام م ع النص وص القانوني ة‬
‫االقتصادية الكثيرة الصادرة منذ بداية االلفية الحالية ‪.‬‬
‫كما عدل االمر رقم ‪ 03-03‬في سنة ‪ 2008‬بالقانون رقم ‪ 12-08‬والذي ورد فيه ‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف مصطلح الضبط‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم تشكيلة مجلس المنافسة لجعله يضطلع بدوره في ضبط السوق ‪.‬‬
‫‪-‬تعزيز استقاللية مجلس المنافسة في المادة ‪ 23‬بعد التعديل‪ .‬كما أنه رفع عدد أعضاء‬
‫مجلس المنافسة من ‪ 9‬إلى ‪.12‬‬
‫‪-‬منح مجلس المنافسة صالحية اتخاذ أي قرار يراه ضروريا يخص ضبط السوق في‬
‫شكل تعليمة أو منشور‪.‬‬
‫‪ -‬رغم أن مجلس المنافسة وضع لدى وزارة التجارة بعدما كان تابعا لرئاسة الحكومة‬
‫في قانون ‪ 1995‬إال أن القانون أكد على استقالليته عنها لضمان مصداقيته وسيادته في اتخاذ‬
‫القرار‪.‬‬
‫وفي ه ذا االط ار نتم نى ل و منح ل ه مق ر منفص ل وميزاني ة منفص لة عن ميزاني ة وزارة‬
‫التجارة لكي يتمتع فعال باالستقاللية القانونية والمادية وجعله مستقال عن كل مكونات السلطة‬
‫التنفيذية ‪.‬‬
‫‪ -‬تأكيد الدور المحوري لمجلس المنافسة في ضبط السوق‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع مجال اختصاص مجلس المنافسة ليشمل الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬تعديل تعريف المؤسسة ليشمل مؤسسات االستيراد‪.‬‬
‫‪ -‬إمكاني ة ال ترخيص للمتع املين االقتص اديين ال ذين يقوم ون بتحقي ق تجمع ات تتج اوز‬
‫نس بتها ‪ 40‬بالمائ ة إذا ك انت تحق ق تط ور تق ني أو اقتص ادي أو اجتم اعي يخ دم االقتص اد‬
‫الوطني ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫كم ا ع دل االم ر رقم ‪ 03-03‬في س نة ‪ 2010‬بالق انون رقم ‪ 08-10‬الص ادر في ‪15‬‬
‫أوت ‪ 2010‬و الذي تضمن تعديالت تتعلق بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬توس يع نط اق تط بيق ق انون المنافس ة إلى أنش طة الفالح ة والص يد البح ري ونش اط‬
‫اس تيراد الس لع إلع ادة بيعه ا على حاله ا وال وكالء والوس طاء بي ع المواش ي وب ائعو اللح وم‬
‫بالجملة ونشاطات الخدمات والصناعة التقليدية والصيد البحري‪.‬‬
‫‪ -‬تك ريس مه ام الدول ة – وزارة التج ارة ‪ -‬وص الحياتها الض بطية في الس وق لتش مل‬
‫تحدي د ه وامش ال ربح للس لع والخ دمات على أس اس مب دأي االنص اف والش فافية المتع ارف‬
‫عليهم ا عالمي ا والتأكي د على أن ت دخل الدول ة في مج ال االس عار يه دف إلى مواجه ة االرتف اع‬
‫غير المبرر واالضطراب الحاد في السوق ‪.‬‬

‫‪56‬‬

You might also like