PROJET FIN D’ETUDE

COMMENTAIRE D’ARRET

25/04/2022
KHADIJA HAROUAL
 ‫تعليق على القرار‬

‫تكمن أهمية هذا القرار الذي في كونه يعيد الى الواجهة مآل القانون التنظيمي لإلضراب والذي ما يزال عالقا مند عقود‪ .‬فقد‬
‫“حق االضراب مضمون‪ ،‬وسيبين قانون تنظيمي الشروط واإلجراءات‬ ‫ّ‬ ‫نصت جميع الدساتير التي عرفها المغرب على أن‬
‫‪”.‬التي يمكن معها ممارسة هذا الحق‬

‫رغم مرور ‪ 60‬سنة على دسترة حق االضراب في المغرب واإلحالة على قانون تنظيمي يضع شروطا وإجراءات ممارسة‬
‫‪.‬هذا الحق‪ ،‬لم يصدر هذا القانون‪ ،‬مما جعل ممارسة الحق في اإلضراب تخضع لموازين القوى وليس لقوة القانون‬

‫الحق في االضراب بطريقة مباشرة إال في مادتين‪ .‬فقد نصت المادة ‪ 320‬منها على‬ ‫ّ‬ ‫يالحظ أن مدونة الشغل لم تتطرق الى‬
‫أن “اإلضراب يوقف عقد الشغل”‪ .‬وهكذا فإن التسريح أو الفصل من العمل بسبب االضراب يعتبر فصال تعسفيا إال إذا ت ّم‬
‫ارتكاب خطأ من طرف األجير خالل خوضه لإلضراب‪ .‬كما نصت المادة ‪ 496‬منها على أنه‪“ :‬ال يمكن إحالل أجير محل‬
‫‪.‬أجير آخر في حالة اإلضراب”‪ .‬ويالحظ أن هذه المادة لم تنص على أي عقوبة في حالة خرق هذه القاعدة القانونية‬

‫في غياب قانون تنظيمي ينظم الحق في االضراب‪ ،‬يسجل تفاوت في تعامل المحاكم بالمغرب مع ممارسة الحق في‬
‫اإلضراب وباألخص بين المحاكم اإلدارية التي تتجه إلى تقييد ممارسة هذا الحق في القطاع العام من خالل فرض شروط‬
‫جديدة في غياب نص قانوني كوجوب إشعار اإلدارة وتحديد تاريخ اإلضراب ونهايته‪ ،‬وإعطاء مهلة لإلدارة‪ ،‬والمحاكم‬
‫تقر مشروعية ممارسة هذا الحق في القطاع الخاص وتتوسع في حمايته من دون قيود حماية لألجراء من الطرد‬
‫العادية التي ّ‬
‫‪.‬التعسفي‬

‫تحوال في طريقة تعامل القضاء مع ممارسة الحق في اإلضراب في القطاع الخاص حيث اعتبر‬
‫يشكل قرار محكمة النقض ّ‬
‫عدم تحديد مدة لإلضراب عن العمل من طرف األجراء ينفي عن اإلضراب وصف المشروعية ويجعله في حكم اإلضراب‬
‫‪.‬التعسفي‪ ،‬مما يجعل األجير الذي يخوض إضرابا مفتوحا عن العمل في حالة تغيب عن العمل بشكل غير مبرر‬

‫يكرس قرار محكمة النقض الصادر بالمغرب االتجاهات السائدة في عدد من بلدان المنطقة من أجل تضييق ممارسة الحق‬
‫في اإلضراب في القطاع الخاص على غرار القطاع العام‪ .‬ومن المأمول أن يسهم صدور هذا القرار الجديد لمحكمة النقض‬
‫في التعجيل بمسطرة مناقشة والمصادقة على مشروع قانون تنظيمي رقم ‪ 97.15‬بتحديد شروط وكيفيات ممارسة حق‬
‫االضراب بعد مرور عدة سنوات على إعداده من أجل توطيد هذا الحق الدستوري واإلسراع بإيجاد قانون ناظم له يحدد‬
‫‪.‬حقوق والتزامات كل األطراف بتوافق بين كافة الفرقاء االجتماعيين‪ ،‬وعلى أساس المعايير الدولية ذات الصلة‬