Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 27

UNIVERSITE HASSAN II

Faculté des sciences juridiques

Économiques et sociales

AINCHOCK - CASABLANCA

FILIERE : DROIT EN FRANÇAIS


SEMESTRE 3.

‫قانون األسرة‬
‫ سرحان‬: ‫األستاذة‬
‫ عبد الملك الرجراجي‬:‫من إنجاز‬
‫مر قانون األسرة بعدة مراحل أولها في ‪ 1957‬عند صدور أول مدونة األحوال الشخصية‪ .‬و استمر العمل بها إلى حدود سنة ‪1993‬‬
‫حينها ستدخل بعض التعديالت على هذا القانون‪ .‬و في ‪ 2004/02/03‬ستصدر مدونة األسرة التي عرفت مستجدات كثيرة‪.‬‬

‫سيتم التطرق خالل هذا األسدس إلى محورين و هما ‪:‬‬

‫الجزء األول ˸ الزواج‬

‫الجزء الثاني ˸ الطالق‬

‫أهداف مدونة األسرة ˸‬

‫‪ -‬الحفاظ على استقرار األسرة‪.‬‬

‫‪ -‬ضمان كرامة الزوج‪.‬‬

‫‪ -‬رفع الحيف على النساء‪.‬‬

‫‪ -‬حماية األطفال و الحفاظ على مستواهم المعيشي الذي كانوا عليه قبل الطالق‪.‬‬

‫مستجدات قانون األسرة ˸‬

‫‪ -‬على مستوى المبادئ فتح باب االجتهاد الذي يراعى فيه تحقيق قيم اإلسالم في العدل و المساواة و المعاشرة‬
‫بالمعروف لتكون أحكام األسرة منسجمة مع روح ديننا الحنيف كما هو منصوص عليه في المادة ‪ 400‬من قانون األسرة‪.‬‬
‫‪ -‬على مستوى األهداف االعتماد على األحكام الجديدة و لبلوغ هذا الهدف اجتمعت اللجنة الملكية المكلفة بإعداد‬
‫مشروع قانون األسرة بكل مكونات المجتمع المدني من (أحزاب و نقابات و جمعيات ولكل من يهمه موضوع األحوال الشخصية)‪.‬‬
‫‪ -‬على مستوى الحلول‬
‫المبدأ األول هو‪ + :‬تكريس مبدأ المساوات بين الزوجين خالل الزواج و خالل انحالله‪.‬‬
‫‪ +‬إلغاء الوالية على الزوجة خالل انعقاد الزواج‪.‬‬
‫‪ +‬المساواة أثناء العالقة الزوجية حيث يعتبر كل من الزوج و الزوجة رئيسين للعائلة‪.‬‬
‫‪ +‬اعتبر المشرع الزواج بامرأة واحدة هو المبدأ و التعدد هو االستثناء‪.‬‬
‫‪ +‬المساواة بين األطفال و كذا توحيد السن (‪ 15‬سنة) الذي من خالله يصبح لألطفال الحق في‬
‫الحاضن بعد الطالق‪.‬‬ ‫اختيار‬
‫المبدأ الثاني هو‪ + :‬إنصاف المرأة في إطار العالقة الزوجية و حتى بعد انحاللها‪.‬‬
‫‪ +‬إنصاف الزوجة في حقوقها المادية المادة (‪ )49‬الكد و السعاية‪.‬‬
‫‪ +‬حق األطفال في النسب خالل فترة الخطبة‪.‬‬
‫‪ +‬ضمان حقوق األطفال من النفقة و السكن و التعليم‪...‬‬
‫‪ +‬أدخل المشرع في المادة (‪ )239‬حق األم في تدبير األموال التي تتبرع بها على أوالدها‪.‬‬
‫المحور األول ˸ الزواج‬
‫تعريف الزواج ‪:‬‬
‫حسب قانون األسرة المادة الرابعة (‪ " )4‬الزواج ميثاق تراض و ترابط شرعي بين رجل و امرأة على وجه الدوام‬
‫غايته اإلحصان و العفاف و إنشاء أسرة مستقرة برعاية الزوجين طبقا ألحكام هذه المدونة " ‪ .‬جاء هذا التعريف القانوني متضمنا‬
‫للرؤية الجديدة لألسرة و العالقات األسرية بين الزوجين و نستنتج من هذا التعريف أنه نظرا لألهمية الزواج في حياة األشخاص‬
‫اعتبره المشرع ميثاقا و ليس عقدا‪ .‬ألن العالقة الزوجية ليس ككل العالقات القانونية التي يمكن أن تربط بين طرفين فكل أحكام‬
‫الزواج وضعها المشرع مسبقا كذلك نستنتج من هذا التعريف أن الزواج مبني على تراضي الطرفين فال زواج دون إرادة المرأة و‬
‫الرجل غير أن هذه اإلرادة تنحصر في قبول كل منهما إنشاء العقد دون تحليل أحكامه فالحاالت التي ترك فيها المشرع هامشا‬
‫لإلدخال بعض الشروط على بعضهما البعض اشترط لصحة هذه الشروط المضافة أن ال تتنافى مع أحكام المدونة و لهذا يعتبر‬
‫الزواج ميثاق ليس عقدا ألنه في نظر العامة العقد يعتبر شريعة المتعاقدين‪.‬‬
‫أما في ما يخص اعتبار الزواج ترابطا شرعيا فهو يعني أن الزواج يسري عليه التشريع المغربي أي القانون‬
‫الوضعي الذي هو مدونة األسرة‪ .‬لكن في حالة سكوت قانون األسرة أو قصور الحكم لإليجاد حل للمسألة معينة في الزواج يحل محل‬
‫مدونة األسرة المذهب المالكي و االجتهاد الذي يراعى فيه تحقيق قيم اإلسالم في العدل و المساواة و المعاشرة بالمعروف هذا يعني‬
‫أن الفقه المالكي يعتبر مصدرا أمينيا لقانون األسرة و أنه ليس المصدر الوحيد و االجتهاد أيضا صار مصدرا تكميليا لقانون األسرة‬
‫لقد أصبح فتح باب االجتهاد ضروريا لسائر القانون تطور العالقات الزوجية و تطور المجتمع ألن األسرة المغربية عرفت تطورا و‬
‫حدثت حاالت لم تكن معروفة في العصر الذي وضعت فيه أحكام المذهب المالكي و ما حتم على المشرع مالئمة أحكام األسرة مع‬
‫هذه التطورات التي عرفتها العالقات األسرية و هذه المالئمة لن تتأتى إال بفتح باب االجتهاد‪.‬‬
‫الغاية من الزواج ˸‬
‫‪ -‬هو ربط عالقة بين رجل و امرأة على وجه الدوام‪ .‬مدونة األسرة تحرم الزواج المؤقت ال يصح الزواج إذا كانت‬
‫صيغته مرتبطة بآجال فأن يتفق الطرفين على الزواج على مدة محددة‪.‬‬
‫‪ -‬فالغاية األساسية من الزواج هو االرتباط األبدي بين الزوجين لكن هذا ال يعني أبدا أنه ال يمكنهما االنفصال‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحصان و العفاف فالزواج يحرم على أي من األزواج ربط أية عالقة حميمية مع شخص أخر لقد جعل قانون‬
‫األسرة اإلحصان و العفاف واجبين مشتركين بين الزوجين و في حالة اإلخالل بهذا الشرط يمكن للطرف المتضرر بتطبيق أحكام‬
‫الخيانة الزوجية المنصوص عليها في القانون الجنائي المادة (‪ )490‬و للحفاظ على هذه العالقة الزوجية جعل المشرع المطالبة و‬
‫تطبيق الحكم بيد المتضرر‬
‫أهداف الزواج ˸‬
‫‪ -‬الهدف األساسي من الزواج هو إنشاء أسرة مستقرة ألن العالقة الزوجية ال يهدف منها تحليل العالقة الحميمية أو‬
‫الجنسية بين رجل و امرأة بل الهدف منها إنشاء أسرة عمادها اإلستقرار و الدوام فكل عالقة زوجية يجب أن تفضي لإلنشاء أسرة‬
‫بكل ما تعني مؤسسة الزواج من حقوق و واجبات السكن تحت سقف واحد على سبيل المثال‪...‬‬
‫‪ -‬الهدف الثاني هو أن تكون هذه األسرة تحت رعاية الزوجين معا و هذا الهدف أدخله قانون األسرة و به أدخل‬
‫مفهوما جديدا و هو الرئاسة المشتركة للزوجين‪ .‬و لفهم صحيح لهذه القاعدة يجب الرجوع لما كانت عليه أحكام مدونة األحوال‬
‫الشخصية إذ كانت رئاسة األسرة من نصيب الزوج و التبعية و الطاعة للزوجة و هو الوضع الذي كان يستغل من قبل بعض الرجال‬
‫لإلعتداء على حقوق الزوجة و كرامتها‪ .‬النهج المتبع من قبل قانون األسرة هو وضع أحكام قائمة على المسؤولية المشتركة يكون‬
‫أساسها المودة و المساواة و العدل و المعاشرة بالمعروف و ذلك لضمان تنشئة سليمة لألطفال الذين ينتجون عن هذه العالقة الزوجية‪.‬‬
‫الخطبة ˸‬
‫تعتبر الخطبة من مقدمات الزواج التي جرت العادة على البدء بها كلما عزم الشخص على الزواج‪.‬‬
‫الخطبة هي مرحلة التعارف بين الطرفين و هي أيضا مرحلة التعارف بين العائلتين و ذلك تمهيد لإلبرام عقد الزواج‬
‫و هي كذلك مرحلة لالتفاق على ترتيبات الزواج من تحديد المهر و االتفاق على بعض الشروط التي يود الطرفين وضعها و موعد‬
‫الزواج‪...‬‬
‫و يعرف المشرع المغربي الخطبة قانونا (المادة ‪ " )5‬الخطبة تواعد رجل و امرأة على الزواج " الخطبة ليست وعدا‬
‫من طرف واحد بل هي تواعد بين طرفين و إذا تم هذا التواعد فهو يبقى قائما إلى حين اإلشهاد على الزواج و فسخ الخطبة‪.‬‬
‫و تتحقق الخطبة بتعبير أحد الطرفين بالوسائل المتعارف عليها تعبير يفيد التواعد على الزواج و قبول الطرف اآلخر‬
‫وجرت العادة قراءة الفاتحة وتبادل الهدايا‪.‬‬
‫شروط الخطبة ˸‬
‫‪ -‬المشرع لم يضع شروط معينة ألنها غير ملزمة لإلتمام الزواج فقد أحال المشرع أحكامها على العرف و بما أن‬
‫العرف يختلف من منطقة ألخرى فقد تختلف أحكام الخطبة و بما أنها غير ملزمة فقد منح المشرع حق العدول عنها ولذلك ال تنتج‬
‫عن الخطبة حقوق و واجبات بين الطرفين بخالف ما جرت عليه العادة‪.‬‬
‫‪ -‬كما أنه في فترة الخطبة ال يلزم الخطيب باإلنفاق على خطيبته كما أن هذه األخيرة ليست ملزمة بالسكن مع الخطيب‬
‫بصيغة أخرى ألنه ال يوجد التزام قانوني بين الطرفين‪.‬‬
‫هل توجد آثار للعدول عن الخطبة ˸‬
‫‪ -‬للتوضيح القاعدة القانونية التي تمنح الحق في الرجوع عن الخطبة جاء في الدليل الذي أصدرته وزارة العدل " أن‬
‫العدول عن الخطبة ال يترتب عن ممارسته تعويض و ال تتحقق صفة التعسف فيه إذا لم يكن له مبرر ظاهر ألن الرضا بالزواج أمر‬
‫شخصي يرجع لمن يرغب فيه إلى المقدم عليه وحده و ال يخضع للقواعد العامة المتعلقة باستعمال الحق "‪ .‬في تفسير وزارة العدل‬
‫(للمادة ‪ )6‬من قانون األسرة اعتبرت الوزارة أن العدول حق يملكه كل من الطرفين غير أنه ليس حقا مطلقا استنادا (للمادة‪" )7‬‬
‫مجرد العدول عن الخطبة ال يترتب عنه تعويض‪ .‬غير أنه إذا صدر عن أحد الطرفين فعل سبب ضررا لآلخر يمكن للمتضرر‬
‫المطالبة بالتعويض " وذلك بسبب المسؤولية التقصيرية ويعتبر كل تصرف ضار بعض القرارات التي يستعد بموجبها لإلتمام الزواج‬
‫مثال أن يدفع الخطيب خطيبته لالنقطاع عن الدراسة‪...‬‬
‫‪ -‬آثار العدول عن الخطبة بالنسبة لألطفال (نسب األطفال)‬
‫الخطبة ال تنتج عن حقوق و واجبات بين الطرفين غير أنه إذا وقع حمل خالل فترة الخطبة فالطفل ينسب للخطيب‬
‫إذا توفرت الشروط المنصوص عليها في (المادة ‪ ) )156‬من قانون األسرة‪ .‬و الهدف من هذه القاعدة القانونية هو حماية حق الطفل‬
‫في النسب في حالة عدم توثيق عقد الزواج بين الطرفين و إذا عقد الزواج بعد حمل الخطيبة و ازداد الطفل قبل اآلجال المحدد الذي‬
‫هو ستة أشهر ال يثبت نسبه الشرعي لزوج أمه‪ .‬إثبات النسب بالخطبة يشترط بحكم قضائي و يشترط أيضا وقوع الحمل خالل فترة‬
‫الخطبة وأن يثبت الطرفين أن الزواج لم يبرم لظرف قاهر كما يشترط في الخطبة شهرتها بين األسرتين و موافقة ولي الزوجة إذا‬
‫كانت قاصر‪.‬‬
‫المستجد لهذا األثر في مدونة األسرة هو˸‬
‫‪ +‬إثبات نسب الطفل خالل فترة الخطبة دون اشتراط زواج الطرفين‪.‬‬
‫‪ +‬النسب الناتج عن الخطبة هو نسب شرعي و قانوني‪.‬‬
‫‪ +‬في حالة توافر الشروط و أنكر الخطيب الحمل منه وجب اللجوء إلى جميع الوسائل الشرعية لإلثبات النسب‪.‬‬

‫القسم األول ˸ عقد الزواج‬

‫عقد الزواج كغيره من العقود هو تصرف إرادي ينعقد بتبادل اإليجاب و القبول البد لعقد الزواج شروط و أركان تتوقف صحته على‬
‫توفرها‪.‬‬
‫أركان العقد الثالثة في المجال المدني هي ( العاقدان‪ .‬المعقود عليه ‪.‬الصيغة ) ويرجع الفقهاء أركان العقد إلى( اإليجاب و القبول)‬
‫ذلك أن المعقود عليه هو إنشاء عالقة زوجية ليس خارج عن المتعاقدين‪ .‬الصيغة اإليجاب و القبول تصدر عنهما أو من ينوب عنهما‬
‫و إن اختل هذا الشرط يختل العقد و يعتبر باطال لعدم توفر ركنه األساسي‪.‬‬
‫أما شروط صحة عقد الزواج فهي إما شروط موضوعية أو شكلية‬
‫‪ -‬الشروط الموضوعية ˸ تكون مبنية على عدم االتفاق على إسقاط المهر و الخلو من الموانع‬
‫˸ هي موافقة الولي في حال إذا كانت الزوجة قاصر وإبرام العقد من قبل وليها و اإلشهاد عليه‬ ‫‪ -‬الشروط الشكلية‬
‫إضافة إلى اإلجراء ات اإلدارية كإذن القاضي في بعض الحاالت وملف الزواج‪.‬‬

‫˸ أركان و شروط صحة عقد الزواج‬ ‫الفصل ‪1‬‬

‫المبحث األول˸ أركان عقد الزواج " اإليجاب و القبول "‬

‫يقصد باإليجاب و القبول طرف التعبير عن اإلرادة وكل ما يفيد نظام الزواج وهذا المفهوم ينطبق على كل العقود‪.‬‬
‫اإليجاب و القبول له شروط خاصة المادة ( ‪.)25 \17 \63 \60 \12 \10‬‬
‫من يصدر عنه اإليجاب و القبول في عقد الزواج‪.‬‬
‫في هذا اإلطار تنص المادة ‪ " 10‬ينعقد الزواج بإيجاب من أحد المتعاقدين و قبول من اآلخر " لكن المادة‬
‫‪ 17‬المتعلقة بالوكالة في الزواج تنص على أن " عقد الزواج يتم بحضور أطرافه غير أنه يمكن التوكيل على إبرامه بإذن‬
‫من قاضي األسرة المكلف بالزواج " يخضع الجواب على السؤالين القاعدتين‬
‫القاعدة األولى المبدأ و إعمال بهذا المبدأ يجب أن يصدر اإليجاب و القبول من الزوجين ولهذا المبدأ جاء‬
‫المشرع باستثناء ينتج من خالله زواج التوكيل على إبرام عقد الزواج و بالرجوع سواء للمبدأ أو االستثناء نالحظ أن‬
‫المشرع ال يميز بين المرأة و الرجل ومسألة صدور اإليجاب و القبول مرت بعدة مراحل في القانون المغربي ففي المرحلة‬
‫األولى كان المشرع يشترط صدور اإليجاب و القبول عن الزوج أ نائبه و عن وكيل الزوجة وكذا المشرع يعتبر العقد‬
‫بصيغة المرأة الغيا و كان حضور الولي وقت إبرام عقد الزواج شرط صحة وبدونه يكون الزواج فاسدا فصار العمل بهذه‬
‫القاعدة التي تقرر باإليجاب و القبول عن الزوج أو نائبه وولي الزوجة لضمان موافقة الزوجة اشترط المشرع توقيع العقد‬
‫من طرفه كما أنه بجانب هذه القاعدة استثناء ا بالنسبة للمرأة اليتيمة األب التي بلغت سن الرشد أصبح بإمكانها عقد قرانها‬
‫بنفسها‪.‬‬
‫في ظل تعديل قانون ‪ 1993‬بقي العقد حصرا على الرجال باستثناء المرأة الرشيدة و حتى في ظل الحكم ال يجب‬
‫اعتبار غياب الزوجة عن مجلس العقد إلزامية تزويجها بدون إرادتها ألن موافقة المرأة أصبحت ضرورية و أن الزواج ال يتم إال‬
‫بإرادتها و موافقتها وتوقيعها على عقد الزواج قانون ‪ 2004‬أتى بمرحلة ثالثة وهي أن المرأة الرشيدة أصبح بإمكانها إبرام الزواج‬
‫بنفسها‪.‬‬
‫الفقرة األولى ˸ اإليجاب و القبول من طرف الزوجين‬
‫في ظل القانون الجديد لم يعد المشرع يميز بين المرأة والرجل بالنسبة لتبادل اإليجاب و القبول فكلما توفر سن الزواج‬
‫أصبح من حق المرأة عقد قرانها بنفسها وقد ربط المشرع هذا الحق ببلوغ سن الرشد عند المرأة أما بالنسبة للمرأة القاصر تبقى‬
‫خاضعة للوالية في الزواج و إن أبرمت العقد يكون الزواج فاسدا لكن لما نص المشرع على خضوع المرأة القاصر للوالية لم يحدد‬
‫من هو الولي ألنه باستثناء األب الذي هو الولي الشرعي على ابنته القاصر أنه يمكن ألي أحد تعينه األم ولي لالبنتها وقت إبرام عقد‬
‫الزواج أما في ما يخص المرأة الرشيدة فقد أصبح لها الحق و الحرية الكاملة إما لإلبرام العقد بنفسها أو إختيار من تشاء من األولياء‬
‫وتفوض له حقها في عقد قرانها (المادة‪.)25‬‬
‫الفقرة الثانية ˸ التوكيل عن اإليجاب و القبول‬
‫يعتبر التوكيل عن اإليجاب و القبول إستثناء إذ يمكن ألي من الزوجين أن يوكل لهذه المهمة أحد أقاربه ومعارفه‬
‫وهذه القاعدة كانت موجودة من قبل غير أن الجديد في قانون األسرة هو إذن القاضي المكلف بالزواج وقد جاءت أحكام الوكالة في‬
‫(المادة‪ )17‬ونميز في شروط الوكالة بين‬
‫‪ +‬تحرير وكالة عقد الزواج في ورقة رسمية أو عرفية مصادق على توقيع الموكل فيها‪.‬‬ ‫‪ -‬الشروط الشكلية ˸‬

‫‪ -‬الشروط الموضوعية ˸ ‪ +‬وجود ظروف خاصة ال يتأتى معها للموكل أن يقوم بإبرام عقد الزواج بنفسه‪.‬‬
‫‪ +‬أن يكون الوكيل راشدا متمتعا بكامل أهليته المدنية وفي حالة توكيله من الولي يجب أن‬
‫تتوفر‬
‫فيه شروط الوالية‪.‬‬
‫‪ +‬أن يعين الموكل في الوكالة اسم الزوج اآلخر ومواصفاته و المعلومات المتعلقة بهويته‬
‫وكل‬
‫المعلومات التي يرى فائدة في ذكرها‪.‬‬
‫‪ +‬أن تتضمن الوكالة قدر الصداق وعند االقتضاء المعجل منه و المؤخر و للموكل أن‬
‫يحدد‬
‫الشروط التي يريد إدراجها في العقد و الشروط التي يقبلها من الطرف اآلخر‪.‬‬
‫وتعتبر هذه اإلضافة مهمة في قانون األسرة ألن الشروط المتضمنة في عقد الزواج أصبحت ملزمة أكثر من السابق‬
‫للطرف الذي يقبل بها ألنه في ظل مدونة األحوال الشخصية و المذهب المالكي كان الوفاء بهذه الشروط مستحبا و ليس واجبا‪.‬‬
‫بعد التأكد من توفر الوكالة للشروط يؤشر عليها القاضي وبذلك يمكن للولي إبرام العقد نيابة عن الموكل كلما توفرت‬
‫شروط الزواج‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ˸ صدور اإليجاب و القبول من طرف واحد‬
‫أحكام الوكالة السالفة الذكر تقودنا للتساؤل هل يمكن لشخص واحد إبرام عقد الزواج سواء نيابة عن الطرفين أو‬
‫يبرمه لنفسه وبإسم الطرف اآلخر قانون األسرةال يجيب صراحة عن هذا السؤال لكنه ال يمنح صراحة نيابة شخص واحد عن إبرام‬
‫العقد في صدور اإليجاب و القبول (المادة ‪ " )18‬ليس للقاضي أن يتولى بنفسه تزويج من له الوالية عليه من نفسه وال من أصوله‬
‫وال من فروعه "‪.‬‬
‫كما يمكن للمرأة الرشيدة أن تزوج نفسها من الشخص الذي وكلها للنيابة عنه ويستنتج هذا الحكم من (المادة‪ )17‬والتي‬
‫لم تشترط أن يكون الوكيل ذكرا في كل األحول فهذا الشرط ال يطبق إال على وكيل الزوجة‪.‬‬

‫المبحث الثاني˸ شروط صحة اإليجاب و القبول‬


‫نص قانون األسرة على شروط اإليجاب و القبول في‬
‫المادة ‪ " 11‬يشترط في اإليجاب و القبول أن يكون˸‬
‫• شفويين عند االستطاعة و إال فبالكتابة أو اإلشارة المفهومة‪.‬‬
‫• متطابقين وفي مجلس واحد‪.‬‬
‫• باتين غير مقيدين بأجل أو شرط واقف أو فاسخ‪.‬‬
‫واشترطت قبل ذلك المادة ‪ " 10‬ينعقد الزواج بإيجاب من أحد المتعاقدين وقبول من اآلخر بألفاظ تفيد معنى الزواج‬
‫لغة أو عرفا "‪.‬‬
‫الفقرة األولى ˸ اللفظ الدال عن اإليجاب و القبول‬
‫اشترطت المادة ‪ " 10‬أن يكون التعبير عن اإليجاب و القبول شفويا لكن يصح للعاجز عن النطق بالكتابة إن كان‬
‫يكتب وإال فبإشارته المفهومة من الطرف اآلخر ومن المشاهدين " والتعبير الشفوي أو الكتابي يجب أن يكون بألفاظ تفيد معنى‬
‫الزواج في اللغة أو العرف المشرع لم يحدد هذه األلفاظ و اللغة الذي يجب التعبير بها و لهذا حسم المشرع في االختالفات الفقهية‬
‫التي كانت دائرة حول اللغة المستعملة وقت إبرام عقد الزواج الذي كان يشترط اللغة العربية أو ألفاظ محددة للتعبير عن الزواج كل‬
‫ما يفيد الزواج جاز التعبير بها‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ˸ اتحاد مجلس العقد‬
‫اشتراط تبادل الطرفين اإليجاب و القبول في مجلس واحد فالقبول يجب أن يصدر مباشرة بعد اإليجاب في‬
‫نفس المكان ونفس الفترة وهذا الشرط حسم الخالف الذي كان دائرا في الماضي وأصبح دائرا وهو إبرام عقد الزواج‬
‫للغائبين‪.‬‬
‫كما يشترط في اإليجاب والقبول أن ال يفصل بينهما في الزمان و المكان ذاك أن يأخذ األطراف في كالم‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ˸ توافق اإليجاب و القبول‬
‫يشترط أن يكون اإليجاب والقبول متطابقين بمعنى أن ال يخالف القبول مضمون اإليجاب بالنسبة لموضوع‬
‫العقد ومقدار الصداق لذا يجب أن ال يكون موضوع العقد بالنسبة للموجب هو الزواج في حين أن الطرف األخر يقبل أنه‬
‫‪.‬خطوبة‬
‫التوافق فيما يخص الصداق يجب التمييز بين موقفين˸‬
‫• الموقف الذي يقترح فيه الزوج صداقا معينا وتقبل الزوجة بصداق أعلى في هذه الحالة ليس هناك توافق‬
‫بين اإليجاب والقبول‬
‫• الموقف الذي يقترح فيه الزوج صداقا معينا وتقبل الزوجة بصداق أقل أو الحالة التي تقبل فيها الزوجة بصداق‬
‫ويقبل الزوج بصداق أعلى‪ .‬اشتمال القبول لما هو أصلح للموجب‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة ˸ يجب أن تكون الصيغة موجبة للعقد‬
‫يجب أن تكون صيغة العقد موجبة للدوام وأن ال يقترن نفاذ اإليجاب والقبول على شرط ˸‬
‫‪ )1‬اشتراط أن تكون الصيغة مفيدة للدوام ˸‬
‫هذا الشرط نص عليه قانون األسرة في تعريف الزواج حيث اعتبر أن عقد الزواج هو ترابط بين رجل و امرة‬
‫على وجه الدوام وهذا الشرط يعني أن المشرع المغربي يحرم ضمنيا كل زواج ال يقصد به االرتباط األبدي بين الزوجين واإلرتباط‬
‫األبدي ال يفهم به قدسية الزواج كما هو متعارف عليه في بعض الديانات األخرى فالمشرع أحل الزواج وأباح الطالق لكن يمنع أن‬
‫يكون الزواج لغرض آخر كأن يتزوج الطرفين لمدة معينة (الزواج المؤقت )‪.‬‬
‫الزواج المؤقت هو الذي ال تشتمل صيغته على عدم التأبيد كأن يقول الرجل للمرأة تزوجتك لمدة سنة وتقول قبلت‬
‫فهذه الصيغة تحرم الزواج‪ .‬األصل في الزواج هو الدوام واإلستمرار غير أن الفقهاء اختلفوا حول هذا الزواج من عدمه ويتضح من‬
‫أحكام قانون األسرة أنه يأخذ بصحة العقد مع إلقاء الشرط يعني إلغائه‪.‬‬
‫أما بالنسبة للزواج المتعة فهو الزواج الذي ال يراد منه إال االستمتاع بالزوجة مقابل أجر يتفق عليه وهذا النوع من‬
‫الزواج يعتبر زواجا باطال ألن صيغته باطلة‪.‬‬
‫‪ )2‬يجب أن تكون الصيغة باتة ومنجزة للعقد ˸‬
‫يجب أن ال يكون اإليجاب والقبول غير مقيدين بآجل أو شرط فاسخ أو معلق لإلتمام العقد ذلك أنه بعد انقضاء‬
‫مجلس العقد يجب أن يكون الزواج تاما و نهائيا ويترتب عن هذا االنتهاء إبرام عقد الزواج ولكن هذا يعني أنه ال يمكن للطرفين‬
‫إضافة شروط لعقد الزواج ذلك أن قانون األسرة الذي أعطى للشروط قوة ملزمة للطرف الذي يقبل بها لكن الشروط المخالفة لألحكام‬
‫قانون األسرة ومقاصد عقد الزواج والشروط التي تخالف القواعد العامرة فهي تعتبر باطلة ويبقى العقد صحيحا‪.‬‬
‫الشروط التي توقف نفاذ العقد يقصد بها عدم نشوء العقد ما لم تتحقق‪ .‬الشروط الموقفة للعقد أصبحت في ظل قانون‬
‫األسرة باطلة ويبقى الزواج صحيحا لكن الشروط المقترنة باإليجاب و القبول تكون جائزة ألن العقد يتم بمجرد قبول الشرط ويصبح‬
‫هذا الشرط التزاما للطرف الذي يقبله وتكمن أهمية هذه الشروط األخيرة بالنسبة للمرأة أساسا ألنها شروط تضمن بها بعض الحقوق‬
‫التي تعتبرها ضرورية لكن المدونة أغفلتها أو أنها تمكنها من منع التعدد أو تمنحها الطالق دون أي شرط أو قيد باشتراطها‪ .‬وأيضا‬
‫لحماية نفسها ضد بعض القرارات التعسفية للزوج كاختيار بيت الزوجية‪ ...‬الخ‬
‫في ظل قانون األسرة الشروط المعلقة لإليجاب و القبول ال تؤثر على العقد ألنها تكون شروط باطلة لكن إذا كان‬
‫اإليجاب و القبول مقترنا بشرط إذا كان الشرط صحيحا التزما الطرفين بتنفيذه وإذا كان الشرط يتنافى مع مقاصد قانون األسرة يعتبر‬
‫الغيا‪.‬‬
‫إذا توفرت كل الشروط لصحة اإليجاب و القبول لكن إرادة أحد الطرفين لم تكن سليمة إذا شابهها إكراه أو‬
‫تدليس دفعه لعقد الزواج‪.‬‬
‫التدليس و اإلكراه يعيبان إرادة العقد فإذا تعرض أحد الطرفين لإلكراه يمكنه فسخ العقد سواء قبل الدخول أو بعده وقد‬
‫حدد المشرع شهرين ابتداء من تاريخ الزواج أو العلم بالتدليس لفسخ عقد الزواج وللمتضرر الحق في طلب تعويض ناتج عن‬
‫األضرار المادية و المعنوية‪( .‬المواد ‪)63 66 12‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬شروط صحة عقد الزواج‬

‫نميز بين الشروط الموضوعية والشروط الشكلية‬


‫الشروط الموضوعية ˸‬
‫• عدم االتفاق على إسقاط المهر‪.‬‬
‫• الخلو من الموانع‪.‬‬
‫˸‬ ‫الشروط الشكلية‬
‫• موافقة الولي‪.‬‬
‫• إبرام العقد بالنسبة للقاصر‪.‬‬
‫• إشهاد عدلين باإلضافة إلى باقي اإلجراء ات اإلدارية‪.‬‬
‫وقد تطرق المشرع للشروط صح عقد الزواج في المواد من ( ‪)49 ==13‬‬
‫الفرع األول ˸ الشروط الموضوعية‬
‫الفقرة األولى ˸ األهلية‬
‫تطرق المشرع للشروط األهلية في قانون األسرة في المواد( من ‪ 19‬إلى ‪ ) 25‬وتطرق من خاللها للقواعد األهلية‬
‫واإلستثناء ات التي جاءت بها وللعمل بهذه االستثناء ا ت وضع المشرع شروط للعمل بها‪.‬‬
‫شروط األهلية ‪ :‬العقل و سن الزواج‬
‫وبالرجوع لألحكام قانون األسرة نجد أن المشرع في المادة ‪ 19‬نص أن شروط الزواج تكتمل" بإتمام الفتى و الفتاة‬
‫المتمتعين بقواهما العقلية ‪ 18‬سنة شمسية كاملة "‪.‬‬
‫● العقل‬
‫العقل شرط أساسي لكل تصرف قانوني لذلك يشترط في الزواج توفر الطرفين على كل قواهما العقلية‬
‫وذلك ليكون على بينة من االلتزامات الناجمة عن الزواج ألن الزواج هو االرتباط شخص آخر وإنشاء أسرة وتسييرها لن‬
‫يتأتى لمن ال يستطيع تقدير هذه المسؤولية لكن نظرا ألهمية الزواج في حياة األفراد فقد وضع المشرع القاعدة واالستثناء‬
‫بالنسبة لشرط توفر القوى العقلية للزوجين‬
‫بالنسبة للمبدأ اشترط المشرع توفر الزوجان اللذان يريدان اإلقدام على الزواج على السالمة العقلية‬
‫أما االستثناء فقد جاء به قانون األسرة في المادة ‪ 23‬ووضع مسألة اإلذن أو رفض بيد القضاء فالذي ال يتوفر على‬
‫كل قواه العقلية يتقدم بطلب للقاضي لطلب إذن الزواج والمالحظ في نصوص قانون األسرة بالنسبة لهذا الشرط فالمشرع لم يعد‬
‫يتحدث عن المجنون و المعتوه لما لهذىن المصطلحان من حمولة سلبية واختار المشرع مصطلح "المصاب بإعاقة ذهنية"‪.‬‬
‫واشترط قانون األسرة بإذن القاضي لزواج المصاب وذلك بتقديم تقرير حول حالة اإلعاقة من طرف‬
‫طبيب أو أكثر والمراد من هذه الخبرة هو معرفة مدى عمق اإلعاقة ومعرفة استعداد المعني باألمر للزواج ولم يحدد‬
‫المشرع الطرف الذي يقدم الطلب أي تقديم الطلب من قبل المريض أو نائبه الشرعي لكن يبقى على القاضي أن يتحرى‬
‫عن األسباب والدواعي التي تدفع المعني األمر أ نائبه لطلب الزواج‬
‫اشترط المشرع في الخبرة الطبية شروط أخرى وأهمها أن يطلع القاضي الطرف اآلخر عن التقرير الطبي ليكون‬
‫على بينة من حالة الشخص المصاب بإعاقة ذهنية ويجب أن ينص اإلذن على هذا الشرط في محضر خاص ويجب أن يكون الطرف‬
‫اآلخر راشدا ويرضى صراحة في تعهد رسمي بعقد الزواج مع المصاب باإلعاقة (المادة ‪.)23‬‬
‫ويمكن إضافة شرط ثالث لم ينص عليه قانون األسرة ولكنه يستتنتج من مضمون نصوص المدونة هو أن يكون‬
‫الطرف اآلخر يتمتع بكل قواه العقلية ألن المادة ‪ 23‬تشترط من الطرف اآلخر الرضي الرسمي و الخالص وهذا الشرط لن يتأتى إال‬
‫من الشخص المتمتع بكل قواه العقلية‪.‬‬
‫● سن الزواج‬
‫خالفا لما كانت عليه أحكام مدونة األحوال الشخصية والتي كانت تحدد سن الزواج للفتاة في‪ 15‬سنة و للفتى في‬
‫‪ 18‬سنة لم يعد قانون األسرة يعمل بهذا التمييز وأصبحت المرأة والرجل يكتسبان أهلية الزواج عند بلوغ سن‪ 18‬سنة و في هذا‬
‫التحليل عدة مزايا‪.‬‬
‫ألنه عند صدور قانون األسرة كان السن الذي يؤهل األفراد مختلفا حسب المجاالت فالرشد القانوني كان‪ 20‬سنة وسن‬
‫االنتخاب ‪20‬سنة منذ والسن الجنائي ‪16‬سنة ألنه قبل صدور قانون األسرة سنة‪ 2004‬وقبل تعديل القانون الجنائي كان سن الرشد‬
‫القانوني هو‪ 20‬سنة والمسؤولية الجنائية في‪ 16‬سنة واآلن الرشد القانوني ‪18‬سنة ويطبق في جميع المجاالت‪.‬‬
‫غير أن المشرع في سن الزواج وضع المبدأ واالستثناء‪.‬‬
‫❶ المبدأ ˸‬
‫ليكون عقد الزواج صحيحا وينتج آثارا قانونيا يشترط بلوغ ‪18‬سنة شمسية كاملة هذه القاعدة التي لم‬
‫تعد تميز بين المرأة والرجل جاء بها المشرع بعد جدل واسع في المجتمع المغربي حين كان من يطالب برفع سن زواج‬
‫المرأة من ‪15‬سنة إلى‪ 18‬سنة ولكل واحد منهما مبرراته‬
‫فالجانب األول المطالب برفع سن الزواج كان يعلل مطلبه أنه الزواج دون السن القانوني يتنافى والتزامات المغرب‬
‫الدولية خاصة بعد اتفاقية حقوق الطفل الدولية حيث تعتبر كل من سنه أقل من ‪18‬سنة فهو طفل وغير مؤهل لاللتزامات القانونية‪.‬‬
‫وزواج المرأة في سنة يحرمها من تعليمها وكذلك يضر بصحتها لصغر سنها واألم القاصر ال يمكنها‬
‫التكفل بأطفالها في حالة الطالق أو في حالة وفاة الزوج‬
‫في حين كان المعارضون لرفع سن الزواج ذلك إجحافا في حق المرأة التي تجد زوجا قبل بلوغ ‪18‬سنة ونحرمها من‬
‫حقها في الزواج كما أن رفس سن الزواج لهذا التوجه هو عامل يؤدي إلى عنوسة المرأة وعدم السماح لها بالزواج يدفعها للفساد‬
‫وربط عالقات غير شرعية وقد ارتأت اللجنة الملكية التي كانت مكلفة بإعداد مشروع قانون األسرة للتوفيق بين الجانبين ووضع‬
‫المبدأ و اإلستثناء‪.‬‬
‫❷ اإلستثناء˸‬
‫نص عليه قانون األسرة في المواد ( ‪ 20‬و ‪ ) 21‬ففي المادة‪ 20‬اشترط إذن قاضي األسرة المكلف بالزواج وحيث‬
‫اشترط المشرع في المادة‪ 21‬موافقة الولي الشرعي ولم يميز بين الفتى والفتاة والشروط التي يخضع لها هي ˸‬
‫‐ استماع القاضي لألبوي القاصر أو نائبه الشرعي‪.‬‬
‫‐ استعانة القاضي بخبرة طبية أو بحث اجتماعي يكون اإلذن بمقرر معين يبين فيه القاضي المصلحة واألسباب‬
‫المبررة لهذا اإلذن‪.‬‬
‫غير أنه بالرغم من أهمية هذا اإلذن من رفضه غير أنه غير قابل للطعن‪.‬‬
‫نالحظ في هذه الشروط أن المشرع اشترط السماع لألبوي القاصر األم و األب لمعرفة األسباب والدواعي‬
‫ألنه قبل صدور قانون األسرة كان الولي هو األب وال يستمع لألم في كثير من الحاالت كان يوافق األب وتعارض األم وال‬
‫يستمع لها‬
‫أما في ما يخص الخبرة الطبية أو البحث االجتماعي فقد أبانت األبحاث والتحريات أنه ناذرا ما يلجأ لها‪.‬‬
‫لكن بعد صدور إذن القاضي لزواج القاصر تبقى موافقة النائب الشرعي ضرورية لإلبرام عقد الزواج أمام العدلين‬
‫وفي حالة رفض النائب الشرعي الموافقة على إذن الزواج يمكن للقاصر أن يلجأ للمحكمة ويتقدم بطلبه للقاضي المكلف بالزواج للبث‬
‫في الموضوع وعنده القاعدة التي تشترط موافقة النائب الشرعي تعني كذلك أن زواج القاصر يتوقف على موافقته إذ ال يمكن للنائب‬
‫الشرعي إلزام القاصر على الزواج فالقاصر يوقع على طلب اإلذن ويحضر مجلس العقد للتعبير عن إرادته وإذا كانت القاصر امرأة‬
‫يتولى ولي الزوجة عقد قرانها بموافقتها‪.‬‬
‫وقد أدخل المشرع إضافة إلى هذه القواعد بالنسبة للزواج القاصر هو أن الزواج دون السن القانوني أصبح يرشد‬
‫ولكن هذا الرشد يخص الزواج و آثاره ويبقى المعني باألمر قاصر في باقي المجاالت األخرى‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ˸ المهر‬

‫نص المشرع على أحكام المهر في المواد ‪13‬و ‪34>===26‬‬


‫في المادة‪ 13‬المتعلقة بشروط صحة عقد الزواج ومن بينها ˸ االتفاق على عدم إسقاط المهر و في المواد المتبقية حدد‬
‫المشرع أحكام الصداق‪.‬‬
‫المهر شرط من شروط صحة عقد الزواج لم يعد التنصيص عليه في العقد واجب لكن الواجب هو عدم االتفاق على‬
‫إسقاطه في حين أن السكوت عن الصداق ال يعتبر إخالال بشرط من شروط صحة العقد فالعقد الذي ال ينص على المهر يعتبر زواج‬
‫تفويض‪.‬‬
‫عرف المشرع الصداق في (المادة ‪ " ˸ )26‬الصداق هو ما يقدمه الزوج لزوجته إشعارا بالرغبة في عقد الزواج‬
‫وإنشاء أسرة مستقرة وتثبيت أسس المودة والعشرة بين الزوجين وأساسه هو قيمته المعنوية والرمزية وليس قيمته المادية " كما اعتبر‬
‫المشرع في المادة ‪ 28‬على أن المطلوب شرعا هو تخفيف الصداق‪.‬‬
‫الصداق يعتبر هدية يقدمها الزوج للزوجة لكن بالرجوع لألحكام الصداق نجد أنها هدية واجبة إذن ما هي أحكام‬
‫الصداق? على من يجب الصداق؟‬
‫الصداق يصبح واجبا على الزوج لصالح الزوجة بتمام عقد الزواج ونصوص قانون األسرة المتعلقة بأحكام الصداق‬
‫تسير كلها في اتجاه واحد وهو وجوب الصداق على الزوج ألنه ولو سكت الطرفان عنه في عقد الزواج هذا يعني إسقاطه عن الزوج‬
‫لكن يبقى ملزما بأدائه للزوجة إذا الصداق واجب على الزوج وحق للزوجة‪.‬‬
‫ما الذي يصلح ليكون مهرا؟‬
‫نص قانون األسرة أنه كلما صح التزامه شرعا صلح أن يكون صداقا‬
‫الصداق يمكن أن يكون ماال نقدا أ يمكن أن يكون عينا كعقار كما يمكن أن يكون منفعة للزوجة والمنفعة يمكن أن‬
‫تتحقق بمنح الزوجة استغالل عقار أو خدمة وحتى ال يثقل الصداق كاهل الزوج وحتى ال يكون سببا للعزوف عن الزواج وجب‬
‫تخفيفه شرعا‪.‬‬
‫كم هو مقدار الصداق؟‬
‫ليس للصداق ال حد أدنى وال حد أعلى فالمشرع ترك المسألة لإلتفاق الزوجين ولكن للدفع في عدم المغاالة في المهر‬
‫اعتبر أن أساسه هو قيمته الرمزية وليس قيمته المادية لكن في حالة عدم تدوينه في عقد الزواج (زواج التفويض ) فإذا لم يتفق على‬
‫الصداق بعد الدخول تحدده المحكمة مراعاة للوسط االجتماعي للزوجين‪.‬‬
‫فإذا سمي الصداق وقت إبرام العقد وجب تحديد مقداره‪.‬‬
‫متى يجب دفع الصداق؟‬
‫يثبت حق الزوجة في الصداق بمجرد العقد وال يلزم الزوج بدفعه إال عند الدخول وللزوجة الحق في طلب صداقها من‬
‫الزوج قبل الدخول فإن لم تطلبه وتم الدخول يصبح الصداق دينا في ذمة الرجل والصداق يمكن أن يقدم للزوجة كامال وتستلمه ويمكن‬
‫أن يفرق فيه بين المؤجل والمعجل وذلك حسب اتفاق الطرفين‪.‬‬
‫الصداق المعجل هو الذي يجبر الزوج بدفعه وقت إبرام العقد ويجب أن ينص عقد الزواج على مقداره وعلى تسلمه‬
‫من طرف الزوجة أما الصداق الذي يتفق الطرفين على تأجيله وينص العقد كذلك على مقداره وعلى وقت لزوم دفعه وإذا لم يحدد‬
‫آجل دفعه يمكن للزوجة المطالبة به عند الدخول وفي كل األحوال يصبح دفع مؤخر الصداق الزما عند انحالل ميثاق الزوجية بطالق‬
‫أو بوفاة أحد الزوجين‪.‬‬
‫حق الزوجة في الصداق يثبت بمجرد العقد لكن الزوج ال يلزم بدفعه في كل األحوال الزوجة ال تستحق شيء من‬
‫الصداق إذا فرق بين الزوجين قبل الدخول في الحاالت التالية ˸‬
‫• فسخ الزواج لفساد العقد‪.‬‬
‫• فسخ العقد لفساد الصداق‪.‬‬
‫• رد الزوج لزوجته لعيب فيها‪.‬‬
‫• رد الزوجة للزوج لعيب فيه‪.‬‬
‫تستحق الزوجة نصف الصداق إذا وقع الطالق قبل الدخول بطلب من الزوج أو الزوجة وتستحق الزوجة كامل‬
‫صداقها بالدخول ولموت الزوج أو الزوجة ولو وقعت الوفاة قبل الدخول تستحق كامل صداقها‪.‬‬
‫االختالف حول مقدار الصداق؟‬
‫هذه المسألة ال تقع إال إذا كان المبلغ المعلن عنه في رسم الزواج أهم من المبلغ المتفق عليه سرا ألنه سنرى فيما بعد‬
‫أن عقد الزواج يجب أن ينص على مقدار المهر‪ .‬في هذه الحالة إذا كانت الزوجة‬
‫لكن في كل األحوال يجب على الزوج إثبات االتفاق السري وأن يثبت علم زوجته به وأن يثبت مقدار الصداق المعلن عنه‬
‫في عقد الزواج‪.‬‬
‫االختالف حول تسلم الصداق؟‬
‫إذا وقع الخالف قبل الدخول تصدق الزوجة في قولها وإذا وقع النزاع بعد الدخول يصدق الزوج في قوله‪ .‬أما بالنسبة‬
‫للصداق المؤجل فإذا دعا الزوج أنه قدمه للزوجة فعليه إثبات ذلك‪" .‬الصداق ال يطاله التقادم "‬

‫الفقرة الثالثة ˸ انتفاء الموانع‬


‫بالرغم من أن الزواج حق مكفول لكل األفراد إال أن هذه الرابطة قد ال تجوز بين بعض األفراد فال يمكن ألي رجل‬
‫أن يتزوج بأية امرأة ألنه قد يكون بينهما مانع من موانع الزواج التي قد تكون لصيقة بنفس الطرفين وال تزول في أي حال من‬
‫األحوال كما يمكن أن يكون المانع مرتبط بحالة معينة ويزول المانع بزوال هذه الحالة وهذه الموانع هي إما موانع مؤبدة أو موانع‬
‫مؤقتة‪.‬‬
‫❶ الموانع المؤبدة ˸‬
‫هذا النوع من الموانع يكون لصيقا بشخص الرجل و المرأة فال يمكن لهما الزواج مطلقا وقد اقتصر قانون األسرة‬
‫على القرابة كمانع مؤبد في حين أن مدونة األحوال الشخصية كانت تضيف إلى القرابة مانعا مبنيا على اللعان وآخر مرتبط بالدخول‬
‫بامرأة عقد عليها خالل العدة‪.‬‬
‫القرابة يمكن أن تكون مبنية على النسب أو الرضاعة أو على المصاهرة‪.‬‬
‫● المحرمات بالنسب ˸‬
‫(المادة ‪ )36‬من قانون األسرة ˸ " المحرمات بالقرابة أصول الرجل وفصوله وفصول أول أصوله وأول فصل من‬
‫كل أصل وإن عال " ‪ .‬يحرم على الرجل بالنسب أمه̦ جدته̦ من األب أو األم ابنته حفيداته من االبن والبنت̦ أخته̦ بنت أخته̦ بنت أخيه̦‬
‫وحفيداتهم̦ من عماته̦ و خاالته̦ وعمات وخاالت أمه و أبيه‪.‬‬
‫يحرم على المرأة كل الرجال من هذه الدرجة من القرابة‪.‬‬
‫● المحرمات بالمصاهرة ˸‬
‫المحرمات بالمصاهرة أصول الزوجات بمجرد العقد وفصولهن بشرط الدخول باألم وزوجات اآلباء‬
‫وإن علو وزوجات األوالد وإن سفلوا بمجرد العقد وقد جاء هذا النوع من التحريم في قانون األسرة في المادة‪37‬‬
‫إذن يحرم الزوج من الزوجة على البنت جدتها من األب و األم‪.‬‬
‫بنت الزوجة وحفيداتها من ناحية االبن والبنت مع شرط الدخول باألم‪.‬‬
‫زوجة االبن وزوجة الحفيذ من االبن والبنت ويقع التحريم بمجرد العقد‪.‬‬
‫زوجة األب وزوجة الجد من األب واألم وال يقع التحريم إال بالعقد والدخول‪.‬‬
‫يحرم على المرأة كل الرجال من نفس هذه الدرجة من القرابة وبنفس الشروط‪.‬‬
‫● المحرمات بالرضاعة ˸‬
‫نص قانون األسرة على هذا النوع من المحرمات في المادة ‪ 38‬واعتبر المشرع أنه يحرم بالرضاع ما يحرم من‬
‫النسب والمصاهرة كما اعتبر المشرع أن الطفل الرضيع دون إخوته وأخواته هو الذي يعتبر ابنا لألم المرضع واشترط المشرع أن‬
‫هذا المنع ال يقع إال إذا كان الرضاع داخل الحولين األولين وقبل الفطام‪.‬‬
‫من يحرم بالرضاعة؟‬
‫● األقارب المحرمون بالرضاعة على المرأة ˸‬
‫‪ -‬األب من الرضاعة أي زوج األم المرضع الذي كانت في ذمته وقت الرضاع والجد من الرضاعة سواء من ناحية‬
‫األب واألم‪.‬‬
‫‪ -‬االبن من الرضاع وأبناء االبن وأبناء البنت من الرضاعة‪.‬‬
‫‪ -‬األخ من الرضاع وأبناء األخ واألخت من الرضاعة ˸ يعتبر أخا من الرضاعة كل من أرضعته األم من النسب‬
‫واألم من الرضاعة سواء في فترة رضاع المعنية باألمر أو قبلها أو بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬كل أبناء وبنات البنت لألم المرضع وكل أبناء وبنات األب من الرضاع أبنائه من امرأة أخرى سواء كانت لهم به‬
‫عالقة نسب أو رضاع‪.‬‬
‫‪ -‬األخوال واألعمام سواء من ناحية األب أو األم من الرضاع‪.‬‬
‫يحرم على الرجل كل النساء من نفس هذه الدرجة من القرابة وبنفس الشروط‪.‬‬
‫● األصهار المحرمون بالرضاع على المرأة ˸‬
‫‪ -‬أب الزوج وجده من الرضاعة سواء من ناحية األب أو األم وذلك بمجرد عقد االبن عليها‪.‬‬
‫‪ -‬ابن الزوج من الرضاع وأحفاده من الرضاع ليكون هذا التحريم يشترط أن يكون األب قد دخل بالزوجة فإذا عقد‬
‫عليها وطلق بينهما أو توفي الزوج قبل الدخول ال يقع التحريم‪.‬‬
‫‪ -‬زوج البنت من الرضاع وزوج الحفيدة من الرضاع يقع التحريم بمجرد العقد على البنت والحفيدة‪.‬‬
‫‪ -‬زوج األم من الرضاع وزوج الجدة ال يقع التحريم إذا طلقت أو توفي الزوج قبل الدخول‪.‬‬
‫يحرم على الرجل كل النساء من هذه الدرجة من القرابة وبنفس الشروط‪.‬‬
‫❷ الموانع المؤقتة˸‬
‫نصت المادة ‪ 39‬من قانون األسرة على الموانع المؤقتة وهي خمسة ˸‬
‫‪ )1‬الجمع بين أختين أو بين امرأة وعمتها أو خالتها من نسب أو رضاع‪.‬‬
‫‪ )2‬الزيادة في الزوجات على العدد المسموح به شرعا‪.‬‬
‫‪ )3‬حدوث الطالق بين الزوجين ثالث مرات إلى أن تنقضي عدة المرأة من زوج آخر دخل بها دخوال يعتد به‬
‫شرعا‪ .‬زواج المطلقة من آخر يبطل الثالث السابقة فإذا عادت إلى مطلقها يملك عليها ثالث جديدة‪.‬‬
‫‪ )4‬زواج المسلمة بغير المسلم والمسلم بغير المسلمة ما لم تكن كتابية‪.‬‬
‫‪ )5‬وجود المرأة في عالقة زواج أو في عدة إستبراء‪.‬‬
‫ويضيف المشرع في المادة أنه إذا كان الزواج في المرض المخوف ألحد الزوجين إال أن يشفى المريض بعد الزواج‪.‬‬
‫هذه الموانع ال ترتبط بشخص المرأة والرجل بل هي مرتبطة بحالة معينة ويزول المانع بزواج هذه الحالة‬
‫الموانع المؤقتة مبنية على وجود أحد الطرفين في عالقة زواج أو يكون هناك طالق واالختالف في الدين أو إذا كان‬
‫أحد الزوجين في حالة مرض يتوفى منه قبل الشفاء‪.‬‬
‫أ ‪ /‬الموانع المبنية على عالقة زواج ‪:‬‬
‫هذه الموانع تتحقق إذا كانت المرأة متزوجة بآخر إذا كان رافض الزواج منها متزوج بأختها أو أمها أو عمتها أو‬
‫خالتها وإذا كان في عصمة الرجل العدد المسموح به قانونا في التعدد‪.‬‬
‫• الجمع بين األختين وبين المرأة وعمتها وخالتها ‪:‬‬
‫يمنع على الرجل في حالة التعدد أن يجمع بين أختين أو بين امرأة وعمتها وخالتها وبنت أختها وبنت أخيها‪.‬‬
‫• وجود المرأة في عالقة زواج ‪:‬‬
‫مادام الزواج قائما فيمنع على المرأة الزواج بشخص آخر ألنه خالفا للرجل الذي يمكنه الجمع بين عدة‬
‫نساء فالمرأة ال يمكنها الجمع بين الرجال‪.‬‬
‫والسبب الثاني المبني على الزواج هو التعدد بحيث ال يسمح للرجل أن يزيد على العدد المسموح به شرعا وهو بالفقه‬
‫اإلسالمي أربع نساء حتى أن ينفصل على إحدى النساء األربع‪.‬‬
‫بالنسبة للتعدد وبالرجوع لألحكام قانون األسرة في هذا المجال يبين أنه هناك ما يمكن للرجل أن تكون في عصمته‬
‫أربع نساء فالمشرع لم يحاول أن يالئم بين ما جاءت به أحكام المادة وما جاءت به المادة والمتعلق بالتعدد فمع األحكام الجديدة‬
‫للمدونة األسرة أصبح الزواج بزوجة واحدة هو المبدأ والتعدد هو االستثناء وحتى بالنسبة للتعدد أعطى المشرع للقضاء بحيث أن‬
‫يأذن القاضي بالتعدد للمرة الثانية وليس لمنح ثالث أذنات للزواج بأربع نساء‪.‬‬
‫كما يتضح من أحكام قانون األسرة فالتعدد ولو للمرة الثانية قد يمنع على الرجال لذلك فإن مدونة األسرة جاءت بثالث‬
‫مواقف خاصة للتعدد‪.‬‬
‫===> الموقف ❶ ‪ :‬يمنع فيه التعدد‪.‬‬
‫===> الموقف ❷ ‪ :‬ال يمنح فيه القاضي اإلذن بالتعدد‪.‬‬
‫===> الموقف ❸ ‪ :‬يمنح القاضي اإلذن بالتعدد مع مراعاة بعض الشروط‪.‬‬
‫• الموقف األول والذي ينص على منع التعدد حسب المادة ‪ 40‬من قانون األسرة‪ ":‬يمنع التعدد إذا خيف عدم العدل‬
‫بين الزوجات كما يمنع في حالة وجود شرط من الزوجة بعدم التزوج عليها "‪.‬‬
‫مق قانون األسرة أصبحت الشروط التي يضعها أحد الطرفين ملزمة للذي يقبل بها خالفا على ما كان عليه الحال في‬
‫مدونة األحوال الشخصية التي كانت تحيل على المذهب المالكي في حالة عدم التطرق إلى حل معين ونعلم أنه وفي المذهب المالكي‬
‫يعتبر الوفاء بالشروط مستحب وليس ملزما‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 48‬أنه ‪ ":‬إذا طرأت ظروف أو وقائع أصبح معها التنفيذ العيني للشرط مرهقا أمكن للملتزم به أن‬
‫يطلب من المحكمة إعفاءه منه أو تعديله ما دامت تلك الظروف أو الوقائع قامة مع مراعاة أحكام المادة ‪." 40‬‬
‫القاعدة األولى منع التعدد لالشتراط العدل هو تطبيق للقرآن الكريم األية ‪ 23‬و ‪ 129‬من سورة النساء‪.‬‬
‫القاعدة الثانية تطبيق المبدأ القانوني العام الذي يعتبر العقد شريعة المتعاقدين‪.‬‬
‫لقد أصبح المشرع يسمح للزوجة أن تشترط عدم التعدد عليها في هذه الحالة بمجرد اطالع القاضي على الشرط‬
‫المنصوص عليه في عقد الزواج يرفض القاضي طلب التعدد في حين أن نفس الشرط لم تكن له نفس القوة في ظل مدونة األحوال‬
‫الشخصية وقبل صدور قانون األسرة كانت الزوجة ال تمنع التعدد بالشرط بل تمنح لنفسها حق التطليق فقط‪.‬‬
‫• الموقف الثاني ال يأذن القاضي بالتعدد وذلك في المادة ‪ ": 41‬ال تأذن المحكمة بالتعدد إذا لم يثبت لها المبرر‬
‫الموضوعي االستثنائي وإذا لم تكن لطالبه الموارد الكافية إلعالة األسرتين وضمان جميع الحقوق من نفقة وإسكان ومساواة في جميع‬
‫أوجه الحياة "‬
‫وبهذين الشرطين يهدف المشرع إلى تقليص عدد الزوجات إلى اثنتين وليس أربعة ألن الزوج الذي يمكنه أخذ اإلذن‬
‫بصفة استثنائية للزواج بامرأة ثانية سيصعب عليه التوفر على التبرير الموضوعي واالستثنائي لطلب اإلذن للمرة الثالثة وهذا ما‬
‫يتضح من بعض اإلجتهادات القضائية التي رفضت اإلذن بالتعدد ألنه اتضح لها أن الزوج ليس قادرا على تحمل أعباء أسرته‪.‬‬
‫• الموقف الثالث اإلذن بالتعدد حسب المادة في الحاالت التالية‬
‫عندما يتحقق القاضي من توفر شرط العدل واإلمكانيات ولم تكن الزوجة قد اشترطت منع التعدد عليها في هذه الحالة‬
‫بإذن التعدد في حالة ما استطاع الزوج تجاوز العراقيل والشروط‪.‬‬
‫ماهي حقوق الزوجة األولى والزوجة الثانية ?‬
‫بالنسبة للحقوق الزوجة األولى ‪ :‬المادة ‪ 41‬تنص على حقها في اإلخبار ولإلخبار الزوجة تشرط المادة ‪ 43‬أن يكون‬
‫االستدعاء شخصيا يعني أن تستلم الزوجة استدعاء وإن لم تكن حاضرة أو كانت حاضرة ورفضت تسلم اإلستدعاء تستدعيها المحكمة‬
‫مرة ثانية عن طريق عون عمومي وتخبر أنها إن لم تحضر فسيحكم في غيبتها‪.‬‬
‫لتفادي التحايل في حالة المرأة التي تستدعى وال تحضر أدخل المشرع ولألول مرة أحكام القانون الجنائي‬
‫في قانون األسرة فإذا اتضح للمحكمة أن الزوج قدم هوية أو عنوان خاطئين لزوجته األولى للمحكمة لمنعها من اإلخبار‬
‫يطبق على الزوج أحكام المادة ‪ 361‬من القانون الجنائي‪ .‬ومن حقوقها كذلك اإلطالع على الملف لمعرفة ما أدلى به الزوج‬
‫من وثائق وأسباب‪.‬‬
‫فمناقشة طلب الزوج للتعدد يكون في غرفة المشورة بحضور الزوجين والقاضي المكلف بالزواج بعد تقديم مبررات‬
‫الزوج لطلب التعدد واإلستماع للزوجة األولى يحاول القاضي اإلصالح بينهما أن يردع الزوج عن طلب التعدد أو يدفع بالزوجة إلى‬
‫قبوله‪.‬‬
‫فإذا تمسك الزوج بطلبه يأذن له القاضي بالتعدد بقرار معلل غير قابل للطعن والقاضي يمنح هذا اإلذن للزوج سواء‬
‫قبلت الزوجة األولى أو لم تقبل وإذا تشبتت الزوجة بعدم القبول يوجهها القاضي للمسطرة الشقاق كما أن من حقها ضمانات المادية‬
‫من حقوق الزوجة واألطفال إن وجدوا فقبل اإلذن بالتعدد وإذا رفضت الزوجة ذلك يحدد القاضي مستحقات الزوجة المالية ونفقة‬
‫األطفال ويمنح للزوج أجل سبعة أيام لوضع هذه المستحقات لدى صندوق المحكمة فإذا وضعع الزوج هذه المستحقات في اآلجل‬
‫المحدد يحكم القاضي بطالق الزوجة لكن إذا لم يضع الزوج مستحقات الزوجة ال يمنحه القاضي اإلذن بالتعدد ألن عدم وضع‬
‫المستحقات في اآلجل يعتبر تراجع من طرفه عن طلب اإلذن بالتعدد‪.‬‬
‫بالنسبة للحقوق الزوجة الثانية ‪ :‬إذا أذن القاضي للزوج بالتعدد ال يعقد الزواج إال بعد إخبار الزوجة الثانية أنه يراد‬
‫الزواج منها رجل متزوج‪.‬‬
‫ب ‪ /‬الموانع المبنية على حالة طالق ‪:‬‬
‫المانع األول يخص الطالق للمرة الثالثة إذا وقع الطالق بين نفس الزوجين للمرة الثالثة يمنع عليهما مؤقتا اإلقتران‬
‫ويزول هذا التحريم المؤقت بزواج المرأة من شخص آخر وانحالل هذا الزواج سواء بالطالق أو بوفاة الزوج وبعد انتهاء العدة من هذا‬
‫الزواج يمكنها اإلقتران فيما بينهما وزواج المرأة بشخص آخر يطلق عليه الفقهاء بزواج محلل يجب أن يكون زواجا صحيحا يتوفر‬
‫على جميع الشروط ويقع الدخول بين الطرفين فإذا كان الزواج صوريا ال يزيل التحريم وهذا المانع وضعه المشرع حتى ال يشرع‬
‫الزوجين في إيقاع الطالق خصوصا عندما كان الطالق بيد الزوج خاصة عندما كان الطالق جائزا شفهيا أ النطق بالطالق الثالث مرة‬
‫واحدة إذن حرمان الزوجين من الرجوع إلى بعضهما فيه ردع للزوجين المتسرعين في إيقاع الطالق‪.‬‬
‫المانع الثاني زواج المرأة داخل العدة أو استبراء‪.‬‬
‫‪ -‬العدة هي المدة التي يجب أن تنتظر فيها المرأة المطلقة قبل أن تتزوج للمرة الثانية‪.‬‬
‫‪ -‬االستبراء هي المدة التي تنتظر المرأة التي فسخ زواجها قبل إبرام زواج ثاني‪.‬‬
‫إذا كانت المرأة في هاتين الحالتين يمنع الزواج بها إال أن تنتهي المدة‪.‬‬
‫المانع الثالث ‪ :‬االختالف في الدين‬
‫نص قانون األسرة على هذا المانع في الفقرة الرابعة من المادة ‪ 39‬وخالفا لما كانت عليه القاعدة في مدونة‬
‫األحوال الشخصية والتي لم تكن تنص إال على أن المرأة المسلمة ال تتزوج إال مسلم وجاء المشرع في قانون األسرة على أن‬
‫االختالف في الدين مانع للزواج‪.‬‬
‫اعتمادا على الفقرة الرابعة من المادة ‪ 39‬يمنع على المرأة المسلمة الزواج من غير المسلم كما يمنع على المسلم الزواج‬
‫من غير المسلمة ما لم تكن كتابية مما يعني أن المرأة ال يمكنها الزواج إال بالمسلم في حين أن الرجل يمكنه الزواج بالمسلمة أو المرأة‬
‫التي تدين إحدى الديانات السماوية‪.‬‬
‫وكما كان الحال في مدونة األحوال الشخصية لم ينص قانون األسرة على القاعدة التي يمكن اإلعتماد عليها للتحقق من‬
‫أن الغير المسلمة تدين بإحدى الديانات الكتابية أما بالنسبة للمرأة فسنرى عند التطرق للقواعد الشكلية أن المرأة التي تود الزواج من‬
‫الرجل الغير المسلم يطلب منها شهادة دخوله اإلسالم‪.‬‬
‫• وسائل اإلثبات في ما يخص ديانة الطرف اآلخر ‪:‬‬
‫إذا كان رجال ينتمي لبلد ليس أغلبية سكانه مسلمين يجب اإلدالء بموجب عدلي يثبت دخوله لإلسالم أما بالنسبة للمرأة‬
‫فليس هناك أي إشارة ال في قانون األسرة وال في اإلجتهاد القضائي عن وسيلة إثبات إنتمائها لإلحدى الديانات يزول هذا التحريم‬
‫باعتناق الرجل الغير المسلم لإلسالم‪.‬‬
‫• مرض الموت ‪:‬‬
‫المشرع لم يتطرق لهذا المانع ضمن موانع الزواج المؤقتة وإنما أشار إليه في الحاالت التي يمكن فيها‬
‫المطالبة بفسخ الزواج سواء قبل البناء أو بعده‬
‫اعتبر المشرع في المادة ‪" : 61‬إذا كان الزواج في المرض المخوف ألحد الزوجين إال أن يشفى المريض بعد‬
‫الزواج"‪.‬‬
‫هل يعني مرض الموت المرض الذي يصعب الشفاء منه أو المرض الذي يؤدي لموت المريض‬
‫فإذا لم يكن المشرع يعني بالمرض المخوف المرض الذي يعجز الطب عن شفائه فهو لم يحدد مدة الشفاء أو الفترة التي‬
‫يمكن أن يعيش فيها المريض قبل وفاته‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الشروط الشكلية واإلجراء ات اإلدارية‬


‫الفقرة األولى ‪ :‬الشروط الشكلية‬
‫‪ \1‬الزواج المبرم في المغرب ‪:‬‬
‫بالنسبة لهذا النوع من الزواج هناك شرطين أساسين ‪:‬‬
‫• اإلشهاد على الزواج ‪:‬‬
‫كما كان الحال عليه في مدونة األحوال الشخصية خصص المشرع في قانون األسرة لهذا الشرط قاعدة عامة تلزم‬
‫وبجانب هذه القاعدة وضع استثناء لمدة خمس سنوات بعد صدور القانون يمكن خاللها للزوجين الذين لم‬ ‫الزوجين‬
‫يشهدا العدلين أن يثبتا زواجهم بالنسبة الشرعية‪.‬‬
‫❶ المبدأ ‪ :‬إشهاد عدلين‪.‬‬
‫جعل قانون األسرة توثيق الزواج أمام عدلين شرط من شروط صحة عقد الزواج ووسيلة من وسائل إثباته والعدلين‬
‫المشار إليهما في المادة ‪ 13‬من قانون األسرة هما العدلين المنتميان للتوثيق التقليدي والمعتمدين من طرف وزارة العدل وشكل العقد‬
‫هو الشكل الجاري به العمل لدى العدلين اعتمادا على هذا المبدأ فالزواج المنعقد بشهادة شخصين أو أكثر ال يعتد به إال إذا توفرت‬
‫شروط العمل باإلستثناء فالزواج يجب أن يشهد عليه عدلين ويوثقانه وكل وثيقة أخرى كالتي يحررها الطرفين ويصادقان عليها أمام‬
‫السلطات المحلية ال يعتمد عليها لإلثبات إبرام الزواج فإثبات أن الزواج أشهد عليه من طرف العدلين يكون بتقديم رسم الزواج الذي‬
‫نصت عليه مدونة األسرة في المادة ‪ 67‬كما أن المادة ‪ 16‬يعتبر أن وثيقة عقد الزواج هي الوسيلة المقبولة إلثبات الزواج‪.‬‬
‫❷ اإلستثناء ‪ :‬إذا لم يبرم عقد الزواج أمام العدلين يمكن للطرفين إثباته بالوسائل الشرعية‪ .‬وقد جاء هذا اإلستثناء‬
‫في المادة وضعت للعمل به شروطا كما حددت للعمل به مدة خمس سنوات ابتداء من العمل بقانون األسرة‪.‬‬
‫بالنسبة للشروط ‪:‬‬
‫المادة ‪ ": 16‬إذا حالت أسباب قاهرة دون توثيق العقد في وقته تعتمد المحكمة في سماع دعوى الزوجية سائر وسائل‬
‫اإلثبات وكذا الخبرة "‪ .‬كما أن المحكمة تأخذ بعين االعتبار لإلثبات العالقة الزوجية وجود أطفال أو حمل ناتج عن هذه العالقة‬
‫ويشترط أن تكون الدعوة في حياة الزوجين‪.‬‬
‫وتعتمد‬ ‫طلب إثبات الزواج يتقدم به األطراف أمام المحكمة التي تجري بحثا حول الظروف‬
‫المحكمة على جميع وسائل اإلثبات بما في ذلك اإلستماع للشهود وقد أصبحت الشهادة المعتمدة أمام المحاكم هي التي يدلي بها األفراد‬
‫مما يعني إلغاء العمل بشهادة اللفيف التي أصبحت ال تثبت العالقة الزوجية ومن بين الظرق المعتمد عليها الدليل الذي أصدرته وزارة‬
‫العدل\ ازدياد األوالد في بيت الزوجية\ تاريخ ازديادهم وما يقع من الحفالت في تلك المناسبة\ كما يمكن اعتمادها على سن األوالد\‬
‫أو الشهادة المدرسية\ وفي حالة ما إذا أنكر الزوج العالقة الزوجية يمكن للمحكمة اإلعتماد على الخبرة لإلثبات البنوة‪.‬‬
‫• شروط مدة العمل بهذا اإلستثناء ‪:‬‬
‫العمل بهذا اإلستثناء يكون لمدة خمس سنوات إبتداء من دخول قانون األسرة حيز التنفيذ ولكن نظرا لكثرة الحاالت‬
‫التي الحظتها السلطات القضائية أضيفت خمس سنوات آخرى لتمكين األطراف بإثبات العالقة الزوجية وهذه المدة انتهت منذ‬
‫‪ 2009\02\05‬وأضيفت خمس سنوات أخرى ‪.2014\02\05‬‬
‫• حضور ولي الزوجة وقت إبرام العقد عند اإلقتضاء ‪:‬‬
‫إذا كان أحد الزوجين قاصرا البد من حضور نائبه الشرعي وقت إبرام عقد الزواج‪.‬‬
‫النائب الشرعي حسب المادة ‪ 230‬من قانون األسرة هو األب‪ ,‬األم‪ ,‬القاضي‪.‬‬
‫وفي غياب األم واألب يكون النائب الشرعي هو الوسيط الذي يكون وصيا لألب أو وصيا لألم والمقدم وهو الذي‬
‫يعينه القاضي هذا بالنسبة للقاصر بصفة عامة يجب أن يحضر معه نائبه الشرعي وقت إبرام الزواج‪.‬‬
‫لكن بالنسبة للمرأة القاصر يجب حضور ولي الزواج وقت إبرام العقد بالنسبة للوالية في الزواج وخالفا لما كانت‬
‫عليه مدونة األحوال الشخصية لم يحدد قانون األسرة أحكامها ولم يعين أشخاص أو أقارب تؤول لهم هذه الوالية ولكن اإلجتهاد‬
‫القضائي أبان أن بعض القواعد الزالت تطبق ومنها أن الوالية تؤول للرجل وليس للنساء‪.‬‬
‫فالوالية في الزواج ال تمارسها المرأة ولو كانت نائبة شرعية على وليتها كذلك بالرجوع للمذهب المالكي فالوالية‬
‫على المرأة القاصر تمارس من طرف األقرباء العصبة‪.‬‬
‫لكن بالنسبة للمرأة الرشيدة أصبح لها الحق في عقد قرانها بنفسها فقد أجاز لها المشرع أن تفوض أمر إبرام عقد‬
‫زواجها لألحد أقاربها المادة مما يعني أن المرأة الرشيدة لم تعد ملزمة باختيار الولي ضمن أقاربها العصبة وأن تختار ما تشاء من‬
‫األقرباء دون تحديد صلة القرابة هل هي عصبة أم ذوي األرحام‪.‬‬
‫ماهي إذن صالحيات الولي‬
‫صالحياته أصبحت تقتصر على حضوره لمجلس العقد لإلبرام الزواج نيابة عن الزوجة فإن لم يكن هو النائب‬
‫الشرعي للمرأة ليس له الحق في االعتراض على الزواج وأنه باستثناء األب الذي له الحق في االعتراض على زواج القاصر فليس‬
‫للولي الذي ليست له هذه الصفة أن يعترض‪.‬‬
‫كما أن قانون األسرة لم يأخذ باألحكام التي كانت تنص عليها مدونة األحوال الشخصية كحق الولي لإلعتراض على‬
‫الزواج في حالة انعدام الكفاءة بين الطرفين أو قبول الزوجة بأقل من صداق المهر هاتين القاعدتين لم يعد العمل بهما جاريا‪.‬‬
‫مدونة األسرة لم تعد بشرط الكفاءة كما أنها تنص على أن المهر يسستحب أن يكون رمزيا لكن في حالة ما إذا‬
‫اعترض الولي على الزواج لسبب أو لآلخر يمكن للمرأة القاصر اللجوء إلى القضاء والقاضي إذا توفرت الشروط يزوجها للرجل‬
‫الذي اختارته ولكن القاضي ال يمكنه الزواج بها أو تزويجها لألحد فصوله أو فروعه‪.‬‬
‫‪ \2‬الزواج المبرم في الخارج ‪:‬‬
‫بالنسبة للشروط الشكلية لزواج المغاربة بحيث أن نميز بين زواج المغاربة والزواج المختلط‪.‬‬
‫• الزواج بين المغاربة ‪:‬‬
‫يمكن للمغاربة المقيمين بالخارج الزواج إما أمام المصالح القنصلية بالخارج وإما أمام السلطات المحلية‬
‫لمحل اإلقامة‪.‬‬
‫الزواج القنصلي أصبح العمل به منذ ‪ 1969\10\20‬حيث أصبح للمغاربة المقيمين بالمهجر إمكانية إبرام زواجهم‬
‫أمام المصالح القنصلية المعتمدة ببلدان اإلقامة‪.‬‬
‫ففي سنة ‪ 1969‬فتح المشرع إمكانية إبرام الزواج أمام المصالح القنصلية للتفادي إشكال عدم احترامهم لشروط شكل‬
‫الزواج المعتمدة بالمغرب فمنذ ‪ 1969‬تنتدب وزارة العدل عدول للقيام بهذه المهمة أمام المصالح القنصلية للمغرب في الخارج‪.‬‬
‫الزواج القنصلي من األشكال المعتمدة في كل بلدان العالم ألنه يعتبر كالزواج المبرم داخل المغرب إال ما خالف منها‬
‫بعض المقتضيات النظام العام للبلد الذي توجد على ترابه هذه القنصلية مثال التعدد‪...‬‬
‫بالنسبة للمغاربة أصبح لهم الحق منذ صدور قانون األسرة في إبرام عقودهم أمام السلطات المحلية لبلدان اإلقامة‪.‬‬
‫وقد جاءت مدونة األسرة بهذا الحل لرفع بعض المعانات على المقيمين بالخارج لإلبرام زواجهم سواء لإلنعدام‬
‫المصالح القنصلية أو ابتعادها عن محل اإلقامة ويمكن للمغاربة المقيمين بالخارج إبرام زواجهم أمام السلطات المحلية وضع المشرع‬
‫في المادة ‪14‬‬
‫شروطا لذلك توفر الشروط الموضوعية والشكلية التي ينص عليها القانون المغربي ‪ " :‬اإليجاب والقبول واألهلية‬
‫والولي عند االقتضاء وانتفاء الموانع وعدم االتفاق على إسقاط المهر وحضور شاهدان مسلمان "‪ .‬المشكل الذي يمكن أن يعترض‬
‫زواج المغاربة أمام السلطات المحلية هو عدم إحترام هذه السلطات للشروط المنصوص عليها في القانون المغربي كاإلختالف في‬
‫الدين ويعتبر هذا الشرط مخالفا للنظام العام في أغلبية الدول‪.‬‬
‫• الزواج المختلط ‪:‬‬
‫يشترط في بعض الدول أن يبرم أوال أمام السلطات المحلية لبلدان اإلقامة بالشروط التي ذكرناها سابقا والتي يمكن‬
‫أن تحترم أم ال‪.‬‬
‫وخالفا لما كانت عليه مدونة األحوال الشخصية لم يعد واجبا على األشخاص الذين يبرمون زواجا مختلطا أمام هذه‬
‫السلطات المحلية أن يعيدوا إبرامه أمام المصالح القنصلية بل أصبح خاضعا لإلجراء ات إدراية سيتم التطرق لها فيما بعد‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الوثائق واإلجراء ات اإلدارية‬
‫❶ االجراء ات والوثائق التي تسبق عقد الزواج ‪:‬‬
‫• الزواج بين المغاربة ‪:‬‬
‫من مستجدات قانون األسرة أن الزواج لم يعد يبرم مباشرة أمام العدلين فكل راغب في الزواج عليه‬
‫وضع ملف الزواج لدى كتابة الضبط بمحكمة قضاء األسرة للمحل المراد إبرام فيه عقد الزواج‪.‬‬
‫هذا الملف يضمن لألطراف أن الزواج المزعم إبرامه تحترم فيه شروط الزواج ويتكون هذا الملف من مطبوع خاص‬
‫يملئه المعنيين باألمر و نسخة من رسم الوالدة هذه النسخة يشترط أن يشير فيها ضابط الحالة المدنية أنها ستستخلص لإلبرام عقد‬
‫الزواج وتتضمن أيضا تاريخ تسلمها يضم الملف كذلك شهادة إدارية للخطيبين وشهادة طبية لكل منهما يجب أن يشير فيها الطبيب أن‬
‫المعني األمر خالي من األمراض المعدية‪.‬‬
‫وكذلك اإلذن بالزواج في الحاالت الثالثة ‪:‬‬
‫‪ -‬الزواج دون سن الرشد‪.‬‬
‫‪ -‬التعدد كلما توفرت شروطه‪.‬‬
‫‪-‬اإلذن بزواج الشخص المصاب بإعاقة ذهنية‪.‬‬
‫الرخصة اإلدارية إلذن بالزواج تطلب من بعض الموظفين حالة موظفي اإلدارة العامة لألمن الوطني وأفراد الدرك‬
‫الملكي و القوات المساعدة والعسكريين وتسلم لهم هذه الرخصة من طرف رؤسائهم في العمل‪.‬‬
‫هذا الملف يودع في كتابة الضبط لدى قسم قضاء األسرة لمحل إبرام العقد وفي حالة اإلشكال يمكن ألي طرف‬
‫اإلطالع على الوثائق المودعة بالملف‪.‬‬
‫• الزواج المختلط ‪:‬‬
‫‪ -‬الوثائق السالفة الذكر أي ملف الزواج‪.‬‬
‫‪ -‬يدلي الطرف األجنبي بشهادة الكفاءة تسلم للطرف األجنبي من قبل سفارة أ قنصلية بلده وهي شهادة عرفية والتي‬
‫يجب أن يصادق عليها من طرف وزارة الخارجية المعنية وهذه الشهادة تطلب من الزوج األجنبي أو الزوجة األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬زواج األجانب معتنقي اإلسالم في هذه الحالة تخص الرجل األجنبي أكثر من الزوجة وتسلم له الرخصة من‬
‫طرف القاضي المكلف بالزواج لدى المحكمة اإلبتداية ولتسليم هذه الرخصة يجب أن يدلي المعني باألمر بشهادة عدلية بدخوله‬
‫اإلسالم ويجرى بحث من طرف إدارة األمن ويشمل الملف على تقرير لقاضي الزواج ويوجه الملف للوكيل العام للملك لدى محكمة‬
‫االستئناف الذي يقبل أو يرفض منح الرخصة‪.‬‬

‫عندما يكتمل الملف بكل وثائه سواء بين المغاربة أو الزواج المختلط يؤشر عليه قاضي األسرة المكلف بالزواج‬
‫ويحفظ برقم ترتيبي لدى محكمة الضبط ثم يأذن القاضي للعدلين بتوثيق عقد الزواج‪.‬‬
‫بالنسبة للزواج المبرم في الخارج يخضع لإلجراء ات إدارية يحكمها قانون البلد الذي يبرم فيه عقد الزواج‪.‬‬
‫❷ اإلجراء ات التي تلي إبرام عقد الزواج ‪:‬‬
‫‪ -‬تحرير رسم الزواج‪.‬‬
‫‪ -‬تسجيل رسم الزواج‪.‬‬

‫أ\ تحرير رسم الزواج ‪:‬‬


‫رسم الزواج هو الوثيقة الرسمية التي تثبت إبرام الزواج وهذه الوثيقة يحرر من طرف العدلين ويتضمن رسم‬
‫الزواج كل ما يتعلق بهوية الطرفين اسم الولي عند اإلقتضاء يشار في رسم الزواج إلى تبادل اإليجاب والقبول ويجب أن يشير إلى‬
‫أنهما متمتعان باألهلية والتمييز واإلختيار‪.‬‬
‫في رسم الزواج إذا كان بالوكالة يشار فيه إلى اسم الوكيل ورقم بطاقته الوطنية وتاريخ ومكان صدور الوكالة‪.‬‬
‫يشار في رسم الزواج إلى الحالة المدنية لمن سبق له الزواج من الزوجين‪.‬‬
‫إضافة إلى هاته المعلومات الخاصة بالزوجين يجب أن يشير الرسم إلى الصداق مقداره وعلى المعجل والمؤجل منه‬
‫وعلى تسلمه ويشار كذلك في رسم الزواج إلى الشروط المتفق عليها وفي الختام يجب أن يحمل رسم الزواج توقيع الطرفين‪.‬‬
‫كما يحمل رسم الزواج توقيع القاضي المكلف بالزواج معزز بطابعه الرسمي‪.‬‬
‫ب\ تسجيل رسم الزواج ‪:‬‬
‫العقود المبرمة في المغرب أو في الخارج ‪:‬‬
‫نص قانون األسرة في المادة ‪ 68‬على أن رسم الزواج يسجل في ملف معد لذلك في قسم قضاء األسرة ويوجه قاضي‬
‫األسرة ملخصا منه إلى ضابط الحالة المدنية لمحل والدة كل من الزوجين ويضمن ضابط الحالة المدنية بيانات ملخص بهامش رسم‬
‫الوالدة فإذا لم يكن لألحد الزوجين محل والدة في المغرب ويوجه الملخص لدى وكيل الملك لدى المحكمة اإلبتدائية بالرباط‪.‬‬
‫نص قانون األسرة في المادة ‪ 15‬على التدابير التي يجب اتخاذها‪.‬‬
‫فإذا أبرم الزواج أمام المصالح القنصلية فهذه األخيرة التي تقوم باإلجراء ات لكن إذا أبرم الزواج أمام السلطات‬
‫المحلية لبلد اإلقامة فيجب إيداع نسخة من رسم الزواج داخل آجل ثالثة أشهر من إبرامه إلى المصلحة القنصلية المغربية التابع لها‬
‫محل إبرام العقد وإذا لم توجد مصلحة قنصلية بمحل إبرام العقد يرسل الطرفين نسخة منه في نفس اآلجال إلى الوزارة المكلفة‬
‫بالشؤون الخارجية هي التي تتكفل بإرسال النسخة المذكورة إلى ضابط الحالة المدنية لمحل ازدياد الطرفين لكن إذا لم يكن للطرةين‬
‫محل لإلقامة نالمغرب ترسل نسخة إلى وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية بالرباط‪.‬‬

‫القسم الثاني‪:‬آثار الزواج‬

‫الزواج إما أن يكتمل كل شروطه الموضوعية منها و الشروط الشخصية فينتج اآلثار التي نص عليها قانون األسرة أو‬
‫إما أن تختل بعض شروطه وحسب أهميتها فالزواج إما أن يكون باطال أو فاسدا وهذا الزواج الباطل أو الفاسد ينتج بعضا من‬
‫الشروط‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬الزواج الغير الصحيح‬
‫نص قانون األسرة على هذا في المواد ‪ 64>==56‬وميز بين الزواج الباطل والزواج الفاسد وأخضع كل نوع‬
‫لألحكام وآثار خاصة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أنواع وأحكام الزواج الغير الصحيح‬
‫هناك نوعان إما أن يكون الزواج باطل أو فاسد‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬أنواع الزواج الغير الصحيح‬
‫❶ الحاالت التي يكون فيها الزواج باطال‪:‬‬
‫يكون الزواج باطال حسب المادة ‪ 56‬لسببين إذا اختل أحد أركانه وإذا لم يحترم فيه شروط انتفاء الموانع‪.‬‬
‫• اختالل أحد أركان الزواج‪:‬‬
‫‪ -‬الركن األساسي الذي ينبني عليه عقد الزواج هو اإليجاب و القبول فإن اختل هذا الركن يعتبر الزواج وكأنه لم يكن‬
‫واإليجاب والقبول ليكون صحيحا يجب أن تحترم كل شروطه وهذه الشروط هي أن يصدر عن العاقدان باأللفاظ التي تعني الزواج‬
‫وفي الحاالت التي يكون فيها الشخص عاجز عن النطق يكون اإليجاب والقبول باإلشارة أو الكتابة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم احترام شرط انتفاء الموانع الموانع المبطلة للزواج هي التي نص عليها قانون األسرة في المواد ‪39>==35‬‬
‫وهي المواد التي نصت على الموانع المؤبدة واهترام هذه الموانع ضروري لصحة الزواج ألنه إن وجدت بين الزوجين إحدى هذه‬
‫الموانع يعتبر الزواج باطال‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تطابق اإليجاب والقبول وهذا الشرط هو الذي نصت عليه مدونة األسرة في المادة ‪ 11‬والتي اشترطت تطابق‬
‫اإليجاب والقبول في مجلس واحد‪.‬‬
‫❷ الحاالت التي يكون فيها الزواج فاسدا‪:‬‬
‫إذا اختل شرط من شروط صحته طبقا للمادة ‪ 60‬و ‪61‬‬
‫الزواج الفاسد إما أن يفسخ قبل الدخول ويصحح بعد الدخول ومنها ما يفسخ قبل الدخول وبعده ويميز المشرع‬
‫بالنسبة للزواج الفاسد بين الزواج الفاسد لصداقه أو الفاسد لعقده‪.‬‬
‫‪ -‬الزواج الفاسد لصداقه ‪ :‬هو الذي لم تحترم فيه شروط الصداق فإذا علم سبب الفساد قبل الدخول يفرق بين الطرفين‬
‫لكن إذا علم به بعد الدخول يصحح الزواج بصداق المثل الذي تحدده المحكمة اعتمادا على الوسط االجتماعي للزوجين‪.‬‬
‫‪ -‬الزواج الفاسد لعقده هو الذي اختلت فيه إحدى شروط العقد ويكون الزواج فاسدا لعقده في ثالث حاالت ‪:‬‬
‫‪ \1‬إذا وقع الزواج خالل مدة المرض المخوف إال إذا شفي المريض من المرض بعد الزواج‪.‬‬
‫‪ \2‬تحليل الزوجة في حالة الطالق الثالث‪.‬‬
‫‪ \3‬إذا تم الزواج تحت اإلكراه أو بسبب تدليس‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬أحكام الزواج الغير الصحيح‬
‫‪ \1‬أحكام الزواج الباطل‪:‬‬
‫تصرح المحكمة ببطالن الزواج لدى العلم به أو بطلب ممن يهمه األمر ويحكم ببطالن الزواج سواء علم بالسبب قبل‬
‫الدخول أو بعده ويترتب عن هذا الزواج الباطل إذا علم بسبب البطالن بعد الدخول الصداق واالستبراء‪.‬‬
‫ويترتب عن هذا الزواج كذلك لحوق النسب بشرط توفر حسن النية كما يترتب عنه كذلك حرمة المصاهرة‪.‬‬
‫يصرح ببطالن الزواج مجرد علم المحكمة أو بمجرد رسالة مجهولة إلى وكيل الملك ألنها مسألة النظام العام أو يمكن‬
‫أن تباشر الدعوة بكل شخص يعنيه بطالن الزواج وهم أحد الزوجين‪ .‬أحد األقارب‪ .‬الزوج السابق بالنسبة للعقد داخل العدة‪ .‬عامة‬
‫المسلمين خصوصا بالنسبة للزواج المسلمة بغير المسلم‪.‬‬
‫‪ \2‬أحكام الزواج الفاسد‪:‬‬
‫بالنسبة للزواج الفاسد يميز المشرع بين الزواج الفاسد لصداقه والزواج الفاسد لعقده‪.‬‬
‫‪ -‬الزواج الفاسد لصداقه ‪ :‬يفسخ قبل الدخول ويصحح بعد الدخول وتستحق الزوجة صداقا تحدده المحكمة حسب‬
‫الوسط االجتماعي للزوجين‪.‬‬
‫‪ -‬الزواج الفاسد لعقده ‪ :‬ال يميز المشرع بين الحاالت التي يقع فيها الفسخ قبل الدخول أو بعده‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آثار الزواج الغير الصحيح‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اآلثار المترتبة عن الزواج الباطل‬
‫إذا كان الزواج باطال يميز المشرع بين الدخول وعدمه‪.‬‬
‫إذا وقع الفسخ قبل الدخول ال يترتب عن هذا الزواج أي آثر‪.‬‬
‫إذا وقع الفسخ بعد الدخول يلحق به النسب بحسن النية وتستحق فيه الزوجة صداقها‪.‬‬
‫بالنسبة للزواج الفاسد لعقده قبل الدخول ال تعتد الزوجة وال تستحق شيئا من المهر بعد الدخول تعتد‬
‫وتستحق الزوجة كامل مهرها وفي الحالتين معا إذا توفي أحد الزوجين قبل الحكم بالفسخ يرثه اآلخر وإذا وقع الطالق قبل‬
‫الفسخ يعتد به بالنسبة للطالق الثالث‬
‫كما أن العقد الفاسد يكون سببا في التحريم بسبب المصاهرة كلما كان العقد يوجب ذلك بعد الدخول ينتج هذا الزواج‬
‫كل آثار الزواج الصحيح خالل المدة التي تكون بين الدخول والفسخ‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آثار الزواج الصحيح‬


‫إذا توفرت في عقد الزواج كل أركانه وشروط صحته وانتفت فيه كل الموانع يعتبر زواجا صحيحا وينتج بين‬
‫الزوجين كل آثاره من حقوق وواجبات بين الزوجين رتبها القانون بين الزوجين واألبناء واألقارب وهي اآلثار المنصوص عليها في‬
‫قانون األسرة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اآلثار الشخصية‬
‫نص قانون األسرة على اآلثار في المادة ‪ 51‬التي حدد فيها المشرع الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين كما‬
‫أشار في نفس المادة على آثر مالي واحد وهو حق التوارث بين الزوجين واآلثار الشخصية في المادة ‪:51‬‬
‫‪ -‬المساكنة الشرعية بما تستوجبه من معاشرة زوجية وعدل وتسوية عند التعدد وإحصان كل منهما وإخالصه لآلخر‬
‫بلزوم العفة وصيانة العرض والنسل‪.‬‬
‫‪ -‬المعاشرة بالمعروف وتبادل االحترام والمودة والرحمة والحفاظ على مصلحة األسرة‪.‬‬
‫‪ -‬تحمل الزوجة مع الزوج مسؤولية تسيير ورعاية شؤون البيت واألطفال‪.‬‬
‫‪ -‬التشاور في اتخاذ القرارات المتعلقة بتسيير شؤون األسرة واألطفال وتنظيم النسل‪.‬‬
‫‪ -‬حسن معاملة كل منهما ألبوي اآلخر ومحارمه واحترامهم وزيارتهم واستزارتهم بالمعروف‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المساكنة الشرعية‬
‫يقصد بالمساكنة الشرعية اإلقامة في بيت واحد وهو ما يسمى في القانون بيت الزوجية وكما تعني كذلك آداء الواجب‬
‫الزوجي‪.‬‬
‫• اإلقامة في بيت واحد ‪:‬‬
‫بيت الزوجية هو محل إقامة الزوجين وهو البيت الذي يختاره الزوج ويعده ويستدعي الزوجة لإللتحاق به هذه العادة‬
‫الزالت قائمة بوجود أحكام قانون األسرة والتي توجب على الزوجين التشاور واتخاذ القرارات المتعلقة باألسرة فهل هذا الحكم أصبح‬
‫يحد من حرية الزوج في نقل بيت الزوجية دون استشارة الزوجة الوضع الذي كان قائما قبل صدور مدونة األسرة‪.‬‬
‫كل هذه المسألة التي تخص بيت الزوجية لها أهمية كبرى في اإلخالل بالواجب الزوجي‬
‫هل يخضع الزوج والزوجة لنفس األحكام أم هناك اختالف في حالة إخالل المرأة أو الرجل بهذا الواجب‬
‫في قانون األسرة إذا أخل الزوجين بواجب اإلقامة في بيت الزوجة يمكن للمرأة طلب التطليق (الغيبة) إذا كانت حامل‬
‫يمكنها طلب الحكم عليه بسبب إهمال األسرة طبقا لألحكام القانون الجنائي المنصوص عليها في المادة ‪ .479‬لكن إذا هاجرت الزوجة‬
‫بيت الزوجية للزوج الحق في طلب رجوعها للبيت وفي حالة رفضها الرجوع يعرضها كذلك للمتابعة الجنائية بسبب إهمال األسرة‬
‫خاصة إذا كان هناك أطفال‪.‬‬
‫• القيام بالواجب الزوجي‪:‬‬
‫إذا رفض الزوج القيام بهذا الواجب ليس للزوجة إال بالمطالبة بالتطليق إما للضرر أو للشقاق يمكن إبرام محاولة‬
‫الصلح زجر الزوج الذي يمكنه أن يمثل أو يرفض والقاضي ليست له أي سلطة لإللزام الزوج بالقيام بالواجب الزوجي‪.‬‬
‫إذا رفضت الزوجة القيام بالواجب الزوجي يمكن للزوج المطالبة بالتطليق وإذا لم يكن يريد الطالق فما هو الحل?‬
‫هل يمكن للقضاء إجبار الزوجة على القيام بالواجب الزوجي?‬
‫عادة عندما يكون مشكل بين الزوجين أو القيام بالواجب الزوجي وتكون الزوجة هي رافضة القيام بالواجب الزوجي‬
‫فالزوج ال يلجأ للقضاء والزوجة هي التي تلجأ للمحكمة عندما يطلب الزوج معاشرتها بالقوة‪.‬‬
‫ويرى الفقهاء والقضاء أن الزوج الذي يستعمل العنف ال يؤاخذ على فعله إال إذا كان قد تسبب لها بضرر يمكن‬
‫معاينته شهادة طبية فالمعاشرة بالعنف ال يعاقب عليها القانون ألن الزوج ال يعتبر مغتصبا لزوجته وترفض دعوى االغتصاب وهذا‬
‫الحل هو الذي يلتجأ له مشروع القانون الجنائي الذي لم ينص على االغتصاب في الحياة الزوجية‪.‬‬
‫• واجب اإلحصان والعفاف ‪:‬‬
‫اإلحصان والعفاف هما أساس الحياة الزوجية فهذا الواجب بقي الطرفين من االنزالق وممارسة عالقات‬
‫خارج الزواج كما أن اإلحصان يعني كذلك حفظ الشرف واالبتعاد عن الزنا‬
‫وقد أصبح هذا الشرط واجبا زوجيا في قانون األسرة ولم يعد يكن كما في السابق واجبا على الزوجة وحقا للزوج‬
‫فكال الطرفين ملزمان في قانون األسرة باإلحصان والعفاف وكذلك تماشيا مع أحكام القانون الجنائي الذي نص منذ سنة ‪ 1962‬على‬
‫معاقبة الخيانة الزوجية سواء كانت من طرف الزوج أو الزوجة المادة ‪ 491‬من القانون الجنائي‪.‬‬
‫وحين تعديل هذا األخير سنة ‪ 1993‬أدخل المشرع قاعدة جديدة تمنح للنيابة العامة في حالة غياب أحد الزوجين‬
‫خارج المغرب بمتابعة الزوج الذي يتعاطى الخيانة الزوجية بصفة ظاهرة جاء هذا الحكم كاستثناء لألحكام الخيانة الزوجية والتي‬
‫جعلت من هذه الجنحة جنحة خاصة حفاظا على أسرار األسرة حيث وضع المشرع المتابعة في يد الطرف المتضرر من الخيانة‬
‫الزوجية سواء الزوج أو الزوجة‪.‬‬
‫فالقانون الجنائي يمنح للطرف المتضرر الحق في المتابعة ولكن منحه أيضا الحق في وضع حد للمتابعة أكثر من‬
‫ذلك أن الطرف المتضرر له الحق في التنازل عن القضية بعد صدور الحكم وإيقاف المتابعة بعد الحكم على الزوج المقترف للخيانة‬
‫الزوجية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬واجب المعاشرة بالمعروف‬
‫المعاشرة بالمعروف يعتبر واجبا أخالقيا أكثر من واجب قانوني فاالرتباط بالزواج يوجب على كل من الطرفين أن‬
‫يحسن معاملة اآلخر كما يوجب عليه احترام الزوج بالمعروف هناك آيات قرآنية وآحاديث توصي األزواج بمعاشرة بعضهم‬
‫بالمعروف‬
‫قال تعالى ‪ ":‬وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل هللا فيه خيرا كثيرا"‪.‬‬
‫‪ ":‬ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"‪.‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ":‬أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم خلقا"‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬واجب تحمل المسؤولية‬
‫هذا الواجب يحتم على الزوجين معا أن يتحمال مسؤولية تسيير األسرة وخاصة ما يهم رعاية شؤون البيت واألطفال‬
‫وجعل المشرع من الزوجين شريكين في تسيير شؤون العائلة وفي كل ما يخص األطفال وللتركيز على هذه المسؤولية المشتركة نجد‬
‫المشرع فيما يخص اإلذن بزواج القاصر أنه قبل اإلذن بذلك أوجب المشرع فيما على القاضي االستماع ألبوي القاصر يعني األب‬
‫واألم معا مما يدل على أن كلمة األم مسموعة أمام القضاء والتي يمكن أن تعارض األب الذي يريد تزويج ابنه أو ابنته القاصر غير‬
‫أن هذا الواجب ال نجد له صدى فيما يخص بعض المعامالت اإلدارية سواء فيما يخص استخالص جواز السفر أو تغيير المدرسة أو‬
‫غيرها من المسائل التي تخص األطفال دون سن الرشد فهذه المسائل من اختصاص الولي الشرعي الذي هو األب وال يمكن لألم‬
‫تولي هذه المسائل اإلدارية إال إذا كانت قانونيا الولي الشرعي لألبنائها وذلك في حالة فقدان األب لألهليته أو وفاته‪.‬‬
‫وإذا كان من الطبيعي خالل الحياة الزوجية التكفل نهذه اإلجراء ات فمن غير الطبيعي إسنادها لألب إذا لم يكن هو‬
‫الحاضن لألطفال في حالة الطالق ألنه كثير من األمهات يواجهن عراقيل كبيرة في بعض اإلجراء ات اإلدارية ويكون األب بعيدا‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة ‪ :‬التشاور في اتخاذ القرارات المتعلقة بتسيير األسرة واألطفال وتحديد النسل‬
‫التساؤل الذي يفرض نفسه في قراءة الفقرة الرابعة من المادة ماذا يعني المشرع بالتشاور واتخاذ القرارات وماذا‬
‫يعني تسيير شؤون األسرة واألطفال وهل هذا الواجب يلزم الزوج والذي جرت العادة منحه اتخاذ قرارات انفرادية ماذا يضمن‬
‫القانون للزوجة من بين القرارات المتعلقة بتسيير شؤون األسرة كنقل بيت الزوجية من مكان لآلخر فهل للزوج الحق المطلق في‬
‫اتخاذ القرار من هذا الحكم دون موافقة الزوجة على ذلك فقرارات الزوج قد تكون جائزة والهدف منها التضييق على الزوجة‪.‬‬
‫والقرارات المتعلقة بشؤون األطفال سواء فيما يخص صحتهم تعليمهم إلى غير ذلك من القرارات المهمة في حياتهم‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة ‪ :‬حسن معاملة كل منهما لألبوي اآلخر‬
‫هذا الواجب هو مشترك بين الزوجين نظرا لما يخلقه الزواج من عالقات عائلية تلزم كال من الزوجين بواجبات‬
‫أخالقية اتجاه عائلة الطرف اآلخر وبالخصوص الوالدين أكثر من العائلة الممتدة للطرفين‪.‬‬
‫في حين أنه بالنسبة لوالدي الزوجة كان من واجب الزوج السماح لها زيارتهم بالمعروف وذلك ألن الزوجة خالفا لما‬
‫أصبح عليه الحال في قانون األسرة كانت ملزمة بواجب الطاعة الذي كان بعض الفقهاء يرون فيه طاعة للزوج حتى بالنسبة للخروج‬
‫المرأة من بيت الزوجية فإذا أرادت الزوجة زيارة أسرتها كانت مدونة األحوال الشخصية تنص على أن الزوج هو الذي يأذن للزوجة‬
‫بذلك احترام عائلة الزوجة ال يعني استضافتهم على ما هو متعارف عليه أو اإلقامة معهم في بيت واحد في العادة كانت المرأة هي‬
‫التي تقيم مع والدي الزوج هذا حكم العادة أما من الناحية القانونية فالزوجة ليست ملزمة بالسكن مع عائلة زوجها أو السماح لهم‬
‫بالسكن معها في بيت الزوجية وأنه من حقها االنفراد بسكنها الخاص‪.‬‬
‫إضافة على هذا اآلثار هناك آثر لم تنص عليه قانون األسرة مباشرة لكن سنتنتج من أحكامها هو حق‬
‫النسب وحرمة المصاهرة‪.‬‬
‫ففي الزواج ينتج بين الزوجين آثرا على نسب األطفال المزدادين في الحياة الزوجية فكلما توفر اآلجال المحدد من قبل‬
‫المشرع ينسب الطفل للوالدين فقد جعل المشرع أقل مدة الحمل هي ستة أشهر وسنة باألكثر بعد انتهاء بعد العالقة الزوجية‪.‬‬
‫هناك حاالت تكون فيها حرمة المصاهرة بمجرد العقد‪.‬‬
‫هناك حاالت تكون فيها حرمة بالعقد والدخول‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬اآلثار المالية‬
‫ينتج عن الزواج بعض اآلثار المالية ما قننه المشرع بتدقيق كاإلرث أو النفقة أو اقتسام متاع بيت الزوجية ومنها ما‬
‫قننه المشرع ولكن نصوصه جاءت غامضة وتطبيقها لم يبلغ الهدف المتوخى منه تدبير األموال خالل الحياة الزوجية المادة ‪ 49‬و‬
‫حق كل من الزوجين في بيت السكن في بيت الزوجية‪.‬‬
‫‪ \1‬حق التوارث بين الزوجين ‪:‬‬
‫يعتبر هذا الحق من آثار الزواج التي قننها المشرع فالزواج الصحيح وبعض حاالت الزواج الفاسد ينتج عنها حق‬
‫الطالق الذي يبقى في الحياة على الطرف اآلخر‪.‬‬
‫‪ \2‬حق الزوجة في النفقة ‪:‬‬
‫يعتبر الزواج في ظل قانون األسرة كما كان عليه الحال في مدونة األحوال الشخصية من أسباب النفقة فالمشرع نص‬
‫في المادة ‪ ": 187‬نفقة كل إنسان في ماله إال ما استثني بمقتضى القانون‪ .‬أسباب وجوب النفقة على الغير‪ :‬الزوجية والقرابة‬
‫وااللتزام"‪.‬‬
‫أوجب المشرع على الزوج اإلنفاق على زوجته بمجرد الدخول وقبل الدخول تجب النفقة كذلك على الزوج إذا دعته‬
‫لذلك ولم يستجب وللزوجة الحق في النفقة من تاريخ إمساك الزوج عن هذا الواجب وال تسقط النفقة على الزوج إال إذا طالبها‬
‫بالرجوع للبيت الزوجية وامتنعت على ذلك‪.‬‬
‫ونظرا لألهمية هذا الواجب اعتبر المشرع أن النفقة على الزوجة ال تسقط بالتقادم‪.‬‬
‫‪ \3‬متاع بيت الزوجية ‪:‬‬
‫هذا الواجب يطبق في حالة انحالل ميثاق الزوجية‬
‫وقد طبق المشرع قاعدة فقهية تعتمد على ما هو ظاهر واعتبر أن كل ما تأتي به الزوجة وقت الزواج باعتباره جهازا‬
‫(شوارا) يعتبر ملكا خاصا لها بالنسبة لما تبقى من أمتعة بيت الزوجية يخضع تقسيمها للقواعد العامة لإلثبات إذا صعب اإلثبات‬
‫فاللرجل كل ما هو معتاد للرجال وذلك بعد أداء اليمين على أقواله وتأخذ الزوجة كل ما هو معتاد للنساء بعد أداء اليمين أما األثاث‬
‫الذي يعد للنساء وللرجال يقسم بينهما إال إذا رفض أحدهما داء اليمين فيؤدي يمينه الطرف اآلخر ويأخذ المتاع‪.‬‬
‫بالنسبة لألثار األخرى التي ذكرها المشرع ويصعب تطبيقها ‪:‬‬
‫‪ -‬تدوين األموال المكتسبة في الحياة الزوجية‪.‬‬
‫‪ -‬حق كل من الزوجين السكن في بيت الزوجية‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 49‬من قانون األسرة على ثالثة قواعد في ما يخص تدبير األموال المشتركة ‪:‬‬
‫• للزوجين ذمة مستقلة عن ذمة اآلخر يعني أنه لكل واحد من الزوجين أن يأخذ األموال التي تثبت ملكيتها‪.‬‬
‫• المشرع منح للزوجين الحق في عقد مستقل للتدبير األموال المكتسبة خالل الحياة الزوجية ويمكن في هذا العقد‬
‫إدخال كل الشروط التي تعتبر حال لألموالهم في ما يخص التسيير واإلقتصاد (هذه القاعدة ال تطبق وناذرا ما يلجأ لها األزواج)‪.‬‬
‫• إذا لم يبرم األطراف االتفاق المشار إليه سالفا فالقاضي يرجع للقواعد العملية لإلثبات لكن المشرع يرى أن‬
‫القاضي تراعي عمل كل من الزوجين وما قدمه من مجهودات وتحمله من أعباء في تنمية أموال األسرة فاألحكام الصادرة عن‬
‫المحاكم المغربية عادة ما تمنح للزوجة قسطا من األموال المكتسبة وال تمنح حصة نسبة لهذه األموال ألنه في أغلب األحوال الزوجة‬
‫هي التي تلجأ للمحكمة‪.‬‬
‫من جهة ثانية تعترض تطبيق المادة ‪ 49‬بعض الصعوبات كإحصاء ممتلكات الزوج وتقييم األعباء واألعمال التي‬
‫يقوم بها الطرف اآلخر خاصة إن لم يكن له مدخول وظيفة أو عمل ورغم من كل المجهودات التي تقوم بها المندوبية السامية‬
‫للتخطيط لم تستطع هذه األخيرة تقييم العمل المنزلي لمعرفة النسبة التي يمكن أن يستحقها أحد الزوجين والذي يعمل في المنزل ويعد‬
‫هذا مغزا كبيرا في النص ألن المادة ‪ 49‬جاءت أساسا لإلنصاف المرأة المشتغلة في البيت والتي قد تجد نفسها بدون سند مالي في‬
‫حالة الطالق أو الوفاة الزوج بعد أن تكون قد قضت مع زوجها مدة طويلة‪.‬‬

‫حق كل منهما في بيت الزوجية نصت المادة ‪ ": 53‬إذا قام أحد الزوجين بإخراج اآلخر من بيت الزوجية دون مبرر‬
‫تدخلت النيابة العامة من أجل إرجاع المطرود إلي بيت الزوجية حاال مع اتخاذ اإلجراء ات الكفيلة بأمنه وحمايته "‪.‬‬
‫وجاءت مقتضيات هذه المادة للحماية األسرة وخصوصا المرأة واألطفال ألن بيت الزوجية لها أهمية كبرى‬
‫في استقرار العائلة‬
‫نظرا للحاالت التي كانت تتعرض لها العائلة كالطرد مب بيت الزوجية خصوصا عندما يتعلق األمر بالزوجة‬
‫واألطفال لذلك اعتبر المشرع التمتع بالحق في بيت الزوجية هو حق مشترك بين الزوجين دون اعتبار لمن تكون ملكية بيت الزوجية‬
‫فمالك بيت الزوجية ال يحق له أن يطرد اآلخر منه بدون مبرر‪.‬‬
‫لذلك نص قانون األسرة في المادة ‪ 53‬أن النيابة العامة من أجل إرجاع المطرود إلي بيت الزوجية حاال مع اتخاذ‬
‫اإلجراءات الكفيلة بأمنه وحمايته‪.‬‬

‫القسم الثالث ‪ :‬انحالل الرابطة الزوجية‬

‫المستجد هو أن قانون األسرة أطال في أحكام انحالل الرابطة الزوجية وذلك ألنه احتفظ بكل الحاالت التي كانت‬
‫تنص عليها مدونة األحوال الشخصية وأضاف إليها أحكام جديدة‪.‬‬
‫وتطرق فيه من المادة ‪ 141>==70‬في حين أن مدونة األحوال الشخصية تقتصر على بعض الفصول‬
‫واعتبر المشرع أن اللجوء للطالق هو حق ولكنه يجب أن يكون استثناء ا ألنه يؤدي إلى تفكيك األسرة واإلضرار باألطفال‬
‫الرابطة الزوجية تنحل عن طريق حل عقد الزواج إما عن طريق الفسخ أو الطالق أو التطليق أو الخلع أو عن طريق‬
‫الوفاة‬
‫وقد أدخل المشرع عدة أحكام جديدة بالنسبة لإلنحالل الرابطة الزوجية وفي هذه األحكام الجديدة جاء المشرع بأحكام‬
‫تخص الموضوع فيما يخص أنواع الطالق القديم منها والجديد واألحكام المسطرية لإلعمال أحكام قانون األسرة غير أن الرجوع‬
‫لقانون األسرة يتضح منه أن المشرع أدخل أحكام جديدة ولكنه حافظا على كل األحكام التي كانت تنص عليها مدونة األسرة مع‬
‫تحسين بعضها‪.‬‬
‫وسنتطرق إلى أنواع انحالل الرابطة الزوجية في فصلين‪:‬‬
‫الفصل األول انحالل الرابطة الزوجية‪.‬‬
‫الفصل الثاني آثار انحالل الرابطة الزوجية‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬أنواع الطالق‬


‫نتطرق في هذا الفصل إلى أنواع الطالق حسب موقع أي من الزوجين بالنسبة للجوء لإلنحالل الرابطة الزوجية‪.‬‬
‫• انحالل الرابطة الزوجية بإرادة أحد الزوجين (اإلرادة المنفردة)‪.‬‬
‫• انحالل الرابطة الزوجية بإرادة الزوجين معا (اإلرادة المشتركة)‪.‬‬
‫• انحالل الرابطة الزوجية بطلب من المحكمة‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الطالق بإرادة أحد الزوجين‬
‫خالفا لما كان يعتقده البعض أن عصمة الزواج هي في يد الزوج وأنه الوحيد الذي له الحق في انحالل الرابطة‬
‫الزوجية بإرادته المنفردة‪.‬‬
‫فللمرأة الحق في اللجوء للطالق بنفس الشروط التي يلجأ لها الزوج للطالق شريطة أن تكون قد اشترطت على زوجها‬
‫في عقد الزواج أن يكون الطالق بيدها وهو ما تشير إليه مدونة األسرة بالتمليك‪.‬‬
‫❶ طالق الزوج‪:‬‬
‫تطرق المشرع للطالق الزوج في المادة ‪ 78‬ووضع أحكامها الموضوعية والشكلية في المواد ‪.88>==79‬‬
‫في ظل قانون األسرة للزوج الحق في اللجوء للطالق دون سبب أو لسبب وإذا لم يكن للزوج سببا فالقاضي ال‬
‫يمكن أن يرفض له الطلب باإلذن للطالق فمن الناحية المسطرية يجب على الزوج طلب اإلذن من المحكمة وإشهاد عدلين على طالق‬
‫زوجته فبدون إذن المحكمة ال يمكن للعدلين قبول اإلشهاد على الطالق وللقبول طلب اإلذن باإلشهاد على الطالق يجب أن يتضمن‬
‫الملف كل ما يتعلق بهوية الزوجين عدد األطفال إن وجودا سنهم ووضعم الصحي والدراسي باإلضافة لهذه الوثائق يشترط أن يدلي‬
‫الزوج بما يثبت العالقة الزوجية وكل ما يثبت وضعية المادية والتزاماته المالية فهذه الوثائق األخيرة هي التي يعتمد عليها القاضي‬
‫للتحديد الحقوق المالية للزوجة ونفقة األطفال‪.‬‬
‫عند استكمال الملف يستدعي القاضي الزوجين لإلجراء محاولة الصلح‪.‬‬
‫• االستدعاء‪:‬‬
‫إذا توصل الزوج باالستدعاء ولم يحضر يعتبر هذا الموقف تراجعا منه عن طلبه في الطالق فيحفظ الملف‬
‫بالنسبة للزوجة أدخل المشرع بعض التعديالت على استدعائها ف‬
‫الزوجة يجب أن تستدعى شخصيا وتتوصل به فإذا لم تحضر ولم تدلي للمحكمة بمالحظاتها تخبرها النيابة العامة أنها‬
‫إذا توصلت ولم تحضر فالمحكمة ستبث في الطلب فبهذه األحكام أصبح حضور الزوجة مضمونا وحضورها الهدف منه ليس‬
‫لإلخبارها ولكن لإلدالء بنظرها في الوثائق التي يقدمها الزوج فهذه الوثائق قد ال تكون صحيحة وحتى أنه يمكنها أن تتدارك ما قدمه‬
‫الزوج حول عدد األطفال سنهم وضعيتهم الصحية والدراسية لذا فحضور الزوجة هو لصالحها وحماية حقوق األطفال‪.‬‬
‫ولحماية الزوجة أكثر إذا ثبت أن عنوان الزوجة مجهول يجب أن تستعين المحكمة بالنيابة العامة للوصول إلى الحقيقة‬
‫فإن ثبت تحايل الزوج فيما يخص عنوان الزوجة أو حالتها المادية يمكن للزوجة المتضررة أن تطلب من المحكمة معاقبة الزوج طبقا‬
‫لألحكام المادة ‪ 360‬من القانون الجنائي‪.‬‬
‫• محاولة الصلح‪:‬‬
‫أصبحت محاولة الصلح ضرورية في ظل قانون األسرة ووضع لها المشرع أحكامها جديدة لتكون ناجعة‬
‫وأن تبلغ الهدف المتوخى منها‬
‫فعند حضور الطرفين يجب أن تجري المحكمة مناقشات بغرفة المشورة أي مكتب القاضي المقرر كما‬
‫تستدعي الشهود ولكل من ترى المحكمة أن له فائدة في االستماع إليه‬
‫وقد نص المشرع بالنسبة للمحاولة الصلح أنها يجب أن تكون بكل اإلجراء ات المناسبة بإمكان المحكمة أن تنتدب‬
‫حكمين أو تجمع مجلس العائلة لإلنجاح محاولة الصلح كما اشترط المشرع في حالة وجود أطفال يجب أن تجري المحكمة محاولتين‬
‫للصلح وأن يفصل بين كل جلسة وأخرى مدة ال تقل عن ثالثين يوم‪.‬‬
‫إذا نجحت محاولة الصلح يحرر القاضي محضرا بذلك وتشهد على الصلح المحكمة ويحفظ الملف (‪ %14‬من‬
‫محاوالت الصلح الناجحة سنة ‪.)2011‬‬
‫لكن في حالة تعذر على القاضي اإلصالح بين الزوجين سواء بوسائله الخاصة أو اللجوء للحكمين أو مجلس العائلة‬
‫قبل اإلذن بالطالق تحدد المحكمة مبلغ مالي يشتمل على الحقوق المادية للزوجة وحقوق األطفال إن وجدوا وتمنح مدة ال تتجاوز‬
‫ثالثين يوما لألداء هذه المستحقات وذلك لوضعها بكتابة الضبط لدى قسم قضاء األسرة بالمحكمة اإلبتدائية بعد هذا اآلجال إذا وضع‬
‫الزوج المستحقات يمنحه القاضي اإلذن باإلشهاد على الطالق أمام العدلين وإذا لم يضع الزوج المستحقات داخل اآلجال يعتبر‬
‫متراجعا عن طلبه‪.‬‬
‫بعد توصل المحكمة بنسخة من رسم الطالق المنجز من طرف العدلين يصدر المحكمة قرار الطالق‪.‬‬
‫❷ طالق الزوجة‪:‬‬
‫نص قانون األسرة على طالق الزوجة في المادة ‪ 89‬واألحكام الخاصة بطالق الزوج تطبق كذلك على طالق‬
‫الزوجة وهذه األخيرة لها الحق قي إيقاع الطالق إذا ملكها الزوه هذا الحق‪.‬‬
‫وخالفا لما كان عليه العمل في مدونة األحوال الشخصية قنن قانون األسرة طالق الزوجة بالتفصيل فمدونة األحوال‬
‫الشخصية كانت تشير للتمليك في المادة ‪ 44‬خالل تعريفها للطالق في حين كانت المادتين ‪ 30‬و ‪ 31‬من نفس المدونة كانت تشير إلى‬
‫حق الزوجة في اشتراطها الطالق في حالة ما إذا تزوج الزوج عليها‪.‬‬
‫أما استعمال هذا الحق من طرف الزوجة فمدونة األحوال الشخصية لم تكن تبين أحكامه مما كان يعرقل في كثير من‬
‫األحيان تمتع الزوجة بهذا الحق وهذا ما حاول قانون األسرة تداركه فحين أصبح طالق الزوجة يخضع لنفس شروط طالق الزوج ال‬
‫من حيث المسطرة وال من حيث الموضوع‪.‬‬
‫من حيث الموضوع وحسب المادة ‪ 89‬للزوجة التي اشترطت التمليك في عقد الزواج الحق في إيقاعه كلما تأكدت‬
‫المحكمة من توفر شروطه التي اتفقا عليها الطرفان وأصبحت الزوجة تتمتع بهذا الحق سواء قبل الزوج أو رفض إذ ال يمكن للزوج‬
‫أن يعزل زوجته من ممارسة حقها في التمليك الذي ملكها إياه في المادة ‪.89‬‬
‫فكل األحكام التي تطبق على الزوج تطبق أيضا على الزوجة كالمحكمة المختصة وتقديم الطلب اإلذن باإلشهاد على‬
‫الطالق وتقوم المحكمة باستدعاء الطرفين وإذا تغيبت الزوجة تعتبر متراجعة عن طلبها وإذا حضر الطرفان تجري المحكمة محاولة‬
‫الصلح وإجراء محاولة صلح ثانية في حالة وجود أطفال إذا تعذر الصلح يصدر القاضي اإلذن بالطالق فتشهد الزوجة عدلين على‬
‫طالقها وبعد اإلشهاد على مراجعته من طرف المحكمة يصدر القاضي قرار الطالق‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬انحالل الرابطة الزوجية بإرادة الزوجين معا‬
‫أدخل المشرع نوعا جديدا وهو الطالق باالتفاق كما أنه أدخل تعديالت مهمة على طالق الخلع إذا الطالق باالتفاق‬
‫وطالق الخلع يكون فيهما الطالق باتفاق الزوجين‪.‬‬
‫❶ الطالق باتقاف الزوجين‪:‬‬
‫نصت عليه مدونة األسرة في المادة فهذا النوع يبيح للزوجين االتفاق على مبدأ انحالل الرابطة الزوجية بشروط‬
‫أو بدونها عندما يتفق الزوجين يحرزان وثيقة بذلك ويصادقان على توقيعهما لدى السلطات المختحصة يقدم الطرفان طلبهما للمحكمة‬
‫مرفقا بوثيقة االتفاق ولو أن هذا الطالق باتفاق الطرفين إال أن المحكمة تحاول اإلصالح بينهما فإن تعذا ذلك أذنت المحكمة بالطالق‬
‫ويعتبر هذا النوع من الطالق من أهم مستجدات قانون األسرة ألنه يمنح للزوجين إمكانية االنفصال في هدوء وتروي ودون مشاحنات‬
‫وهو ما يحافظ على عالقة طيبة بين الزوجين خصوصا إن كان لهم أطفال والقاضي قبل اإلذن بالطالق إذا كان االتفاق ينص على‬
‫شروط تمس بمصلحة األطفال يمكن أن يرفض القاضي الطلب فالشروط المتفق عليها يجب أن ال تتنافى مع أحكام قانون األسرة كما‬
‫يجب أن ال يضر بمصالح األطفال‪.‬‬
‫❷ طالق الخلع‪:‬‬
‫تطرق له المشرع في المواد من ‪ 115‬إلى ‪.120‬‬
‫الخلع هو طالق بعواض تمنحه الزوجة للزوجها مقابل طالقها فيما يخص العواض والمخالعة وتفقان عليهما‪.‬‬
‫وكانت الزوجة تلجأ للخلع في حالة ما إذا رفض الزوج طالقها بإرادته وإن لم يكن تتوفر على سبب من‬
‫أسباب الطالق‪.‬‬
‫لذلك قبل صدور قانون األسرة كان الخلع يتصدر إحصائيات في مجال الطالق بينما التطليق الذي تطلبه الزوجة يحتل‬
‫المرتبة األخيرة ففي سنة ‪ 1998‬ومن أصل ‪ 29215‬حالة طالق على الصعيد الوطني مثل الخلع نسبة ‪ %56.46‬بعدد يبلغ ‪16520‬‬
‫بينما‬
‫بينما التطليق لم يمثل إال ‪ %0.89‬أي ‪ 261‬على الصعيد الوطني‪.‬‬
‫وهذا التصعيد في انتشار الخلع يجد تفسيره في الصعوبات التي تواجه الزوجة في انحالل الرابطة الزوجية‬
‫إما الزوج يرفض طالقها أو ال تثبت سبب من أسباب الطالق‬
‫أما بعد صدور قانون األسرة ونظرا للتعديالت التي أدخلها المشرع على طالق الخلع فقد انخفضت نسبة اللجوء إلى‬
‫الخلع من قبل النساء واألحكام الجديدة جعلت أن الخلع إما أن يكون باالتفاق وإما أن يكون بالقضاء‪.‬‬
‫• الخلع باالتفاق هو عندما يتفقان الزوجان على حل الرابطة الزوجية مقابل المبلغ الذي تمنحه الزوجة لزوجها ليقبل‬
‫طالقها فيمكن للزوجة اللجوء إلى الخلع إذا كانت راشدة ألن للخلع تبيعات مالية وإذا كانت دون سن الرشد يجوز الخلع وال تلزم بدفع‬
‫العواض إال إذا وافق وليها الشرعي‪.‬‬
‫كما أن الزوجة ال تكون ملزمة بالخلع كأن يمارس عليها الزوج إكراها ليدفع بها للطلب المخالعة وفي حالة إثبات‬
‫اإلكراه فيمكنها استرجاع ما دفعته لزوجها ويبقى ساري المفعول وكما في حالة الطالق باالتفاق ال يجوز أن يكون العوض على‬
‫حساب مصلحة األطفال كأن تلتزم الزوجة مقابل الخلع اإلنفاق على أطفالها وال تكون لها اإلمكانيات المادية للوفاء بهذا االلتزام‪.‬‬
‫كما أنه أعصرت األم بعد الخلع وجبت النفقة على األب ولكن يبقى له الحق في استرجاع ما دفعه إذا تغيرت الحالة‬
‫المادية لألم‪.‬‬
‫• الخلع القضائي يكون في حالتين‪:‬‬
‫‪ -‬الحالة األولى اتفاق الزوجين على المخالعة ويختلفان حول مبلغ التعويض أو حول طبيعته‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الثانية رفض الزوج الخلع بينما تتمسك الزوجة بحقها في ذلك‪.‬‬
‫في كلتا الحالتين تتدخل المحكمة للفصل بين الزوجين إذا كان األمر يتعلق بالتعويض تحدده المحكمة‬
‫وتراعي في ذلك مبلغ الصداق ومدة الزواج وأسباب طلب الخلع والحالة المادية للزوجة‪.‬‬
‫أما في ما يخص طلب الخلع من قبل الزوجة ورفض الزوج ذلك تتدخل المحكمة وتوجه الزوجة لمسطرة الشقاق‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬انحالل الرابطة الزوجية بطلب من المحكمة‬
‫يمثل هذا النوع عدة حاالت يبيح فيها المشرع لكال الزوجين اللجوء للمحكمة وطلب التطليق وحاالت أخرى رأى فيها‬
‫المشرع أنها تخص الزوجة دون الزوج وهناك بعض الحاالت تفتح عند الطلب ومن بينها التطليق للعيب أن للضرر‪.‬‬
‫الحاالت التي يمكن فيها لكال الزوجين اللجوء للمحكمة للطلب التطليق‪:‬‬
‫‪ \1‬التطليق للشقاق‪:‬‬
‫أحكام التطليق للشقاق في المواد من ‪ 94‬إلى ‪ 97‬ويعتبر من أهم مستجدات قانون األسرة حيث أباح لكل‬
‫من الزوجين أن يطلب من المحكمة حل النزاع الذي يكون بينهما يخاف منه الشقاق‬
‫لقد جاء هذا النوع من التطليق لالستجابة لوضعية كانت تعتبر فيها بعض األسر يكون بينهما خالفات حادة وال يكون‬
‫المتضرر من هذا الخالف يريد الطالق فعندما يلجأ المتضرر للمحكمة تحاول هذه اآلخيرة اإلصالح بينهم وذلك بكل الوسائل من‬
‫وساطة القاضي وبعث حكمين في حالة فشل الصلح تصدر المحكمة حكمها بالتطليق‪.‬‬
‫بالنسبة للنزاع لم تحدد المحكمة نوعه وال شدته فكل نزاع يكون بين الزوجين كيفما كان نوعه بمجرد محاولة الصلح‬
‫يصدر القاضي الحكم بالتطليق وفي بداية التطليق بسبب الشقاق من قبل المحاكم كان بعض القضاة يطلبون تبرير طلب التطليق‬
‫للشقاق بسبب معين وعند العجز عن تبرير الطلب رفضت المحاكم في البداية إصدار أحكام التطليق لكن وزارة العدل أصدرت دليال‬
‫تشرح فيه مقتضيات قانون األسرة وبالنسبة للشقاق اعتبر الدليل بأن القاضي ملزم بالحكم بالتطليق بسبب الشقاق ما عليه إال اتخاذ‬
‫موقف يؤدي إلى إفشال محاولة الصلح‪.‬‬
‫• الشقاق كمسطرة ابتداية‪:‬‬
‫يكون في الحالة التي يلجأ فيها أحد الزوجين إلى المحكمة لطلب حل النزاع بين الطرفين كاستدعاء الطرفين وإجراء‬
‫محاولة الصلح إلخ‪...‬‬
‫مع الفارق هو أنه في التطليق للشقاق إذا فشلت محاوالت المحكمة يعين القاضي حكمين يحاوالن كذلك‬
‫بكل الوسائل إصالح ذات البين بين الطرفين في هذه الحالة إما أن تنجح محاولة الصلح وذلك في تقرير الحكمين ويختم‬
‫عليه القاضي وتسلم نسخة للزوج والزوجة ونسخة يحتفظ بها في الملف‬
‫وإذا فشلت محاولة الصلح أو اختلف الحكمان في مضمون التقرير أو في تحديد المسؤولية أو لم يقدم الحكمين التقرير‬
‫في اآلجال المحدد من قبل المحكمة تحاول هذه اآلخيرة إجراء بحثا بكل الوسائل التي تراها مالئمة وفي حالة التعذر النهائي لإلصالح‬
‫واستمرار الشقاق بين الزوجين يدون ذلك في محضر رسمي من قبل المحكمة وتأمر بالتطليق مع تحديد مستحقات الزوجة واألطفال‬
‫إن وجدوا وفي تقرير المحكمة لهذه المستحقات تأخذ المحكمة بعين االعتبار مسؤولية الزوجين في النزاع القائم بينهما وتحكم للطرف‬
‫الغير المسؤول بالتعويض‪.‬‬
‫• الشقاق كمسطرة ثابتة‪:‬‬
‫هذه المسطرة وضعت أساسا للزوجة لتبيح لها االنفصال عن زوجها متى أدت بها أحكام قانون األسرة الباب‬
‫المسدود وتكون مسطرة الشقاق مسطرة ثابتة عندما‪:‬‬
‫‪ -‬تأذن المحكمة للزوج بالتعدد وترفض الزوجة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬لجوء الزوجة لطلب التطليق للضرر ويتعذر عليها إثباته‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يرفض الزوج الخلع وتصر عليه الزوجة‪.‬‬
‫‪ -‬الرجعة كلما كان الطالق رجعيا فإذا راجع الزوج زوجته ولم تقبل بذلك توجهها المحكمة لمسطرة الشقاق‪.‬‬
‫في كل هذه الحاالت األربع تطبق نفس المسطرة المتبعة في الشقاق كمسطرة أولية‪.‬‬
‫‪ \2‬التطليق لألسباب أخرى‪:‬‬
‫عد المشرع كل األسباب األخرى غير الشقاق في المادة ‪ 98‬وبالرغم من أن المشرع في تحريره للمواد قانون األسرة‬
‫في هذا الجانب حيث نالحظ أنها جاء ت للزوجة دون الزوج وهناك أسباب يشترك فيها الطرفان وهناك أسباب تخص الزوجة دون‬
‫الزوج‪.‬‬
‫❶ األسباب المشتركة بين الزوجين‪:‬‬
‫هناك سبب يكون فيه اللجوء إلى المحكمة واضحة بحيث يبيح المشرع للزوجين ذلك وهو التطليق للعيب وهناك سبب‬
‫يمكن اللجوء إليه من قبل الزوج الذي كان حكرا على الزوجة في مدونة األحوال الشخصية وهو التطليق للضرر‪.‬‬
‫• التطليق للعيب‪ :‬اعتبر المشرع عيبا في المادة ‪ " :107‬العيوب المانعة من المعاشرة الزوجية | األمراض الخطيرة‬
‫على حياة الزوج اآلخر أو على صحته التي ال يرجى الشفاء منها داخل سنة‪" .‬‬
‫وللقبول الطلب يضع المشرع شرطين‪:‬‬
‫‪ -‬الطرف الذي يتقدم بالطلب يجب أن ال يكون له علم مسبق قبل إبرام الزواج‪.‬‬
‫‪ -‬أن ال يكون قد قبل صراحة بالعيب بعد علمه به وبعد علمه كذلك بأن المرض لن يشفى منه الطرف اآلخر‪.‬‬
‫وقد رتب المشرع على هذا النوع من الطالق عدة آثار وميز بين المرأة والرجل وكذلك بين حالة ما إذا وقع دخول أم‬
‫ال‪.‬‬
‫إذا وقع التطليق قبل الدخول ال تستحق الزوجة شيئا من الطالق سواء كان الطلب من قبلها أن من قبل‬
‫الزوج‬
‫إذا وقع التطليق بعد الخول وكان الزوج هو المطالب له الحق في استرداد الصداق إما من قبل الطرف‬
‫الذي دلس عليه أي ولي الزوجة إذا كانت قاصر أو لم يخبره بالعيب أو من طرف الزوجة‪.‬‬
‫بعد الدخول تستحق الزوجة مهرها إذا كان عالما بالعيب قبل إبرام عقد الزواج كذلك تستحق الزوجة مهرها ولو كانت‬
‫هي المطالبة بالطالق‪.‬‬
‫• التطليق للضرر ‪ :‬لما نص قانون األسرة على التعويض عن الضرر بالنسبة للزوج المتضرر أصبح بإمكان الزوج‬
‫اللجوء لهذا النوع من الطالق غير أن قانون األسرة لما وضع أحكامه حافظ على نفس األحكام التي كانت تنص عليها مدونة األحوال‬
‫الشخصية التي اعتبرت أن هذا النوع من التطليق جاء لصالح الزوجة وبالنسبة لطلب الزوج أدخل المشرع بعض المستجدات على‬
‫هذا النوع من التطليق سواء بالنسبة لألنواع الضرر أو بالنسبة للطبيعته وبهذا أدخل المشرع كل األفعال والتصرفات المهينة‬
‫والمخالفة للقواعد العامة لآلداب كما أضاف كذلك للنوع األضرار وعدم احترام الزوج للشروط التي اشترطتها الزوجة في عقد‬
‫الزواج كام نصت عليه المادة ‪ 99‬من قانون األسرة‪" :‬يعتبر كل إخالل بشرط في عقد الزواج ضررا مبررا لطلب التطليق "‪.‬‬
‫لكن إذا كانت األنواع األولى يشترط فيها عدم قدرة الزوجة على تحملها بالنسبة للشروط عقد الزواج‬
‫فمجرد اإلخالل بها يعتبر ضررا‬
‫بالنسبة لهذه الشروط ولو أن العادة جرت أن الزوجة هي التي تشترط يمكن للزوج كذلك أن يكون قد اشترط على‬
‫زوجته شروطا في العقد نالحظ أن المشرع تطرق فقط للحالة الزوجة دون الزوج‪.‬‬
‫فيما يخص األفعال والحاالت التي يمكن أن تضر بأحد الزوجين حاول المشرع اإلسهام في طبيعتها حتى تشمل‬
‫األضرار المادية واألضرار المعنوية كما أنه حاول تخفيف المسطرة ووسائل اإلثبات ففي ظل قانون األسرة أصبح إثبات الضرر‬
‫ممكنا باللجوء للكل الوسائل ومن بينها شهادة الشهود وشهادتهم تكون أمام المحكمة وليس كما كان في السابق " اللفيف العدلي "‪.‬‬
‫في حالة ما لم تستطيع الزوجة إثبات ما تدعيه لم تعد المحكمة ترفض الطلب ألن المشرع فتح أمامها مسطرة الشقاق‪.‬‬
‫إضافة لكل هاته المستجدات أضاف المشرع حكما آخر وهو أنه في حالة التطليق للضرر للمحكمة أن تحدد في نفس‬
‫الحكم تعويضا للطرف المتضرر‪.‬‬
‫❷ األسباب الخاصة بالزوجة‪:‬‬
‫• التطليق للعدم اإلنفاق‪:‬‬
‫يعتبر المشرع أن الزواج سبب من أسباب النفقة وألزم بها الزوج دون الزوجة ولذلك كلما توقف الزوج على‬
‫أداء هذا الواجب يمكن للزوجة طلب التطليق لهذا السبب كلما رفض الزوج أداء هذا الواجب ولم يكن له مال ظاهر وفي الحالة التي‬
‫يرفض فيها اإلنفاق دون أن يثبت عجزه تحكم المحكمة بالتطليق لكن في حالة ما إذا أثبت الزوج أداءه هذا الواجب يرفض طلب‬
‫الزوجة‪.‬‬
‫لقد ميز المشرع حاالت التطليق للعدم اإلنفاق‪.‬‬
‫==> في حالة إذا كان للزوج مال ظاهر‪ :‬تحكم المحكمة للزوجة بنفقتها في مال الزوج وفي نفس الحكم تقرر‬
‫المحكمة طريقة تنفيذ نفقة الزوجة في مال الزوج ويرفض لها الطلب‪.‬‬
‫في هذه الحالة إذا رفض الزوج اإلنفاق يمكن للزوجة اللجوء إلى القاضي الجنائي للحكم عليه بجنحة إهمال األسرة‪.‬‬
‫==> في حالة إذا لم يكن للزوج مال ظاهر‪:‬‬
‫‪ -‬إما الزوج يرفض أمام المحكمة اإلنفاق وال يثبت عجزه تحكم المحكمة حاال بالتطليق‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لم يكن للزوج مال ظاهر ويثبت عجزه في هذه الحالة يمهله القاضي أجال للقيام بواجب اإلنفاق على‬
‫زوجته شريطة عدم تجاوز آجل ثالثين يوم فإن أنفق خالل هذه المدة يرفض طلب الزوجة‪ .‬فإذا لم ينفق تحكم المحكمة بالتطليق‪.‬‬
‫وفي قانون األسرة أصبحت األحكام الخاصة بطلب التطليق على الزوج الحاضر تطبق كذلك على الزوج الغائب‬
‫المادة ‪ 130‬بالنسبة للزوج الغائب تتأكد المحكمة أوال من الغيبة وعنوانه ومحل إقامته وتتأكد المحكمة مع النيابة العامة من محل إقامة‬
‫الزوج ثم إذا تأكدت من أن الزوج غائب في مكان مجهول ثبت في الدعوى‪.‬‬
‫• التطليق للغيبة‪( :‬هجر بيت الزوجية)‬
‫يعتبر المشرع أن كل غيبة الزوج عن بيت الزوجية عن مدة تفوق سنة بيوم واحد تعتبر سببا من أسباب التطليق‬
‫ويعتبر التطليق للغيبة كجزاء عن انتهاء المساكنة الشرعية التي تلزم الزوجين اإلقامة في بيت واحد وال يطبق حكم هجر بيت‬
‫الزوجية إال على الزوج دون الزوجة ذلك أن الزوج له الحق في مطالبة الزوجة بالرجوع لبيت الزوجية والمستجد في هذا السبب هو‬
‫أن المشرع لم يعد يشترط أن تكون الغيبة بدون سبب وأن ال تسبب هذه الغيبة في ضرر للزوجة‪.‬‬
‫إذا طالبت الزوجة التطليق بالغيبة تتأكد المحكمة بكل الوسائل من هذه الغيبة ومن مدتها وبالمكان الموجود فيه الزوج‬
‫فإن كان للزوج محل معلوم تقوم المحكمة ببحث بمساعدة النيابة العامة مع تعيين قيم يبحث عن الزوج ويتأكد من غيبته وإن لم يجده‬
‫يمثله أمام المحكمة فإن استطاعت المحكمة إيجاده تبعث له خطابا وتخبره أن الزوجة تطلب التطليق للغيبة فإن حضر الزوج وأبدى‬
‫استعداده لألخذ الزوجة معه يسقط طلب الزوجة وإن لم يتقدم الزوج في اآلجال المحدد من قبل المحكمة تحكم هذه اآلخيرة بالتطليق‬
‫وقد طبق المشرع في القانون الجديد أي مدونة األسرة أحكام الغيبة على وضعية السجين في المادة ‪ " :106‬إذا حكم على الزوج‬
‫المسجون بأكثر من ثالث سنوات سجنا أو حبسا جاز للزوجة أن تطلب التطليق بعد مرور سنة من اعتقاله "‪ .‬ويمكنها في جميع‬
‫الحاالت طلب التطليق بعد سنتين من اعتقاله ولو لم يصدر ضده حكم‪.‬‬
‫• التطليق لإليالء والهجر‪ :‬هذا السبب خاص بالمرأة تطرق له الفقه بإسهاب وأخذت به مدونة األحوال الشخصية‬
‫واحتفظ به قانون األسرة‪.‬‬
‫هذا السبب يبيح للمرأة التي أقدم الزوج على عدم المساس بها أو على هجر فراش الزوجية لطلب التطليق لهذا السبب‬
‫عندما تلجأ الزوجة للمحكمة يمنح القاضي للزوج آجال ‪ 4‬أشهر فإن راجعها عن قسمه واستأنف الحياة الزوجية يرفض طلب الزوجة‬
‫فإذا لم يرجع خالل اآلجال تحكم المحكمة بالتطليق‪.‬‬
‫المساطر األساسية للطالق‬

‫• المحكمة المختصة‪:‬‬
‫نص عليها قانون األسرة في المادة ‪ 79‬فهذه المحكمة هي التي يجب أن يوجه إليها الطلب‪.‬‬
‫بعد صدور اإلذن أو الحكم بالطالق يتوجه المعني باألمر إلى العدلين المنتصبين لذلك لإلشهاد على‬
‫الطالق‬
‫المحكمة المختصة هي التي توجد بدائرة نفوذها بيت الزوجية في حالة انعدام بيت الزوجية المحكمة المختصة هي‬
‫التي يوجد بدائرتها موطن الزوجة أو محل إقامتها هناك حاالت ال يوجد فيها بيت الزوجية وال محل الزوجة بالمغرب تكون المحكمة‬
‫في هذه الحالة هي التي أبرم فيها عقد الزواج‪.‬‬
‫• االستدعاء‪ :‬أنظر ما سبق‪.‬‬
‫• مسطرة الصلح‪ :‬أنظر ما سبق‪.‬‬
‫من المساطر كذلك ما جاء به قانون األسرة في ما يخص عدم خضوع اإلذن أو الحكم بالطالق للتعرض أو استئناف‬
‫وقد جاء هذا الحكم في الفقرة األولى للمادة ‪ 128‬والهدف من هذا الحكم المسطري هو عدم اإلطالة في مسطرة الطالق‪.‬‬
‫المحكمة يجب أن تصدر حكمها في ظرف ال يتجاوز ستة أشهر باستثناء بعض الحاالت نص المشرع على هذا في‬
‫المادة ‪ 97‬و المادة ‪( 113‬الحاالت االستثنائية)‪ .‬هذا اآلجال يحتسب ابتداء من تاريخ وضع الطلب‪.‬‬
‫االجراء ات التي تلي انحالل الرابطة الزوجية‬
‫‪ -‬تنص المادة على أنه بعد اإلذن بالطالق أو صدور الحكم يجب على المعني باألمر أن يشهد على انحالل الرابطة‬
‫الزوجية عدلين منتصبين في دائرة المحكمة التي أصدرت اإلذن أو الحكم‪.‬‬
‫العدلين يقدمان الرسم للختم عليه من طرف القاضي المكلف بالزواج حيث يصدر في اآلخير طالقا نهائيا وكذلك‬
‫الموجب العدلي الذي أشهد عليه المعني باألمر انحالل الرابطة الزوجية‪.‬‬
‫‪ -‬تحرير رسم الطالق من قبل العدلين ويجب أن يشيرا فيه إلى تاريخ اإلذن بالطالق ورقمه هوية الطرفين وفي نفس‬
‫الرسم يشيرا العدلين إلى تاريخ عقد الزواج ثم يختمه بنوع الطالق (رجعي أم بائن)‪.‬‬
‫بعد االنتهاء من كل هذه المساطر واإلجراء ات يصبح رسم الطالق ملكية الزوجة ويجب أن تتسلمه خالل ‪15‬‬
‫الموالية للوثيقة اإلشهاد على الطالق للرجل أن يطلب نسخة منه‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آثار انحالل الرابطة الزوجية‬


‫الطالق ينتج عنه آثار شخصية وأخرى مالية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اآلثار الشخصية‬
‫هذه اآلثار إما أنها تخص الزوجة أو تخص الزوجين معا من خالل نوع الطالق حيث نميز بين الطالق الرجعي‬
‫والطالق البائن‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬العدة‬
‫العدة بعد الوفاة أو الطالق هي الفترة التي تتربص فيها المرأة قبل الزواج مرة ثانية ومدة العدة تختلف‬
‫حسب حالة الزوجة وحسب سبب انحالل الرابطة الزوجية‬
‫بالنسبة للزوجة نميز بين الزوجة الحامل والزوجة الغير الحامل‪.‬‬
‫• الزوجة الحامل‪ :‬سواء من طالق أو وفاة تنتهي عدتها بوضع حملها مع اعتبار أن أقصى مدة حمل حسب المادة‬
‫‪ 135‬هي سنة واحدة وفي حالة ما لم تضع المرأة حملها يجب عرضها على أطباء أخصائيين للتأكد من أنها حامل ومعرفة سبب تأخر‬
‫الوضع‪.‬‬
‫• الزوجة الغير الحامل‪ :‬هي ‪ 4‬أشهر و‪ 10‬أيام وقد كرس المشرع هذا الحكم في المادة وهو حكم أخذ من القرآن‬
‫وخالفا لعدة الطالق ال تلزم المرأة بالعدة إذا طلقت قبل الدخول وفي حالة الوفاة تلزم الزوجة بعدة الوفاة ولو لم يدخل بها بعد كما أنه‬
‫إذا كان الطالق رجعيا وتوفي الزوج قبل انتهاء عدة الطالق تدخل الزوجة في عدة الوفاة‪.‬‬
‫• المرأة المطلقة الغير الحامل والمتوفى زوجها‪ :‬مدة العدة تختلف حسب الوضعية الفيزيولوجية للمرأة ال تلزم بها إال‬
‫المرأة التي دخل بها عندما تكون الزوجة تحيض بصفة متتالية وعادية وطبيعية فعدتها ‪ 3‬قروء بالنسبة للمغرب يعتبر القرء هو بداية‬
‫الحيض‪.‬‬
‫بالنسبة للمتأخرة في الحيض أو التي يكون حيضها غير منتظم فعدتها ثالثة أشهر بعد انتظار تسعة أشهر‪.‬‬
‫تعتد المرأة التي لم تحيض أو التي وصلت سن اليأس بثالثة أشهر لكن في حالة ما إذا جاءها الحيض قبل انتهاء ثالثة‬
‫أشهر فيجب عليها انتظار ثالثة حيضات‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬انحالل الرابطة الزوجية بين الزوجين‬
‫تختلف حسب ما إذا كان الطالق رجعيا أو بائنا‪.‬‬
‫• الطالق الرجعي‪ :‬هو الطالق الذي يوقعه الزوج باستثناء المكمل للثالث وكذلك يعتبر طالقا رجعيا انحالل الرابطة‬
‫الزوجية بسبب عسر الزوج في حالة الطالق الرجعي تبقى كل أواصل الزواج قائمة بين الطرفين باستثناء المساكنة الشرعية فالزوج‬
‫يبقى ملزما باإلنفاق على زوجته ويبقى لكل منهما الحق في إرث اآلخر إذا توفي خالل مدة العدة‪.‬‬
‫للزوجة الحق في الرجعة وبالرغم من أن القانو الزال يعتبر أن الرجعة ليست زواجا جديدا فقد أصبحت تخضع‬
‫الرجعة لألحكام وطلب الرجعة يكتب أمام العدلين ويرفع عقد الرجعة إلى المحكمة حيث قبل أن يؤشر عليه القاضي يخبر الزوجة بأن‬
‫زوجها راجعها فإن رفضت يوجهها القاضي إلى مسطرة الشقاق‪ .‬في ظل القانون الجديد لم تعد الزوجة مجبرة بالرجوع إال بمحض‬
‫إرادتها‪.‬‬
‫• الطالق البائن‪ :‬في حالة الطالق البائن تنتهي العالقة بين الزوجين بمجرد وقوعه ويكون الطالق بائنا في حالة ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا وقع قبل الدخول‪.‬‬
‫‪ -‬إذا انتهت عدة الطالق الرجعي‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان الطالق للمرة الثالثة بين الطرفين‪.‬‬
‫‪ -‬في كل الحاالت التي يصدر فيها القاضي حكما بالتطليق باستثناء التطليق بسبب عسر الزوج‪.‬‬
‫‪ -‬طالق الخلع والطالق باالتفاق وطالق التمليك‪.‬‬
‫إذا كان الطالق في هذه الحاالت فهو ينهي العالقة الزوجية بمجرد وقوعه لكن يمكن لنفس الزوجين أن‬
‫يتزوجا في ما بينهما ولو خالل العدة بعقد جديد يخضع لنفس الشروط التي سبق دراستها في شروط العقد‪.‬‬
‫في حالة ما إذا كان الطالق مكمال للثالث ال يمكنهما التراجع في ما بينهما إال إذا تزوجت الزوجة بزوج آخر وانتهى‬
‫هذا الزواج بوفاة أو طالق‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬اآلثار الماية‬

‫اآلثار التي نص عليها المشرع في المادة ‪ 84‬وهي النفقة والمتعة والمهر خالل تطرقه للطالق الزوج غير أن يشير‬
‫لهذه المادة في كل حاالت انحالل الرابطة الزوجية‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬النفقة‬
‫النفقة خالل العدة تستحقها الزوجة المطلقة طالقا رجعيا والزوجة الحامل إضافة إلى النفقة تستحق الزوجة السكن في‬
‫كل األحوال سواء تعلق األمر بالنفقة والسكن يكون خالل العدة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المتعة‬
‫خالفا لما كان عليه الحال في مدونة األحوال الشخصية نص المشرع على حق المرأة في المتعة في كل األحوال غير‬
‫أن االجتهاد القضائي اعتمادا على قرار للمجلس األعلى الصادر سنة ‪ 2010‬استثنى المطلقة في إطار مسطرة الشقاق من حقها في‬
‫المتعة‪.‬‬
‫وللتحديد مبلغ المتعة يتم األخذ بعين االعتبار فترة الزواج والوضعية المالية للزوج وأسباب الطالق ومدى تعسف‬
‫الزوج في توقيعه (المادة ‪ 84‬الفقرة األولى)‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬المهر‬
‫بعد الدخول تستحق الزوجة كامل مهرها وتستحق نصفه في كل الحاالت التي يقع فيها الطالق قبل الدخول‪.‬‬

You might also like