Professional Documents
Culture Documents
(إنِ) النَّافية في القرآن الكريم، استعمالاً ودلالةً
(إنِ) النَّافية في القرآن الكريم، استعمالاً ودلالةً
ِ
(إن) النَّافية يف القرآن الكرمي ،استعماالً وداللةً
ليتحصل
َّ شكلت هويتها ،فأفْـَرَدت له أحرفاً متعددة عد أُسلوب النَّفي أحد أساليب العربيَّة اليت َّ ملخص البحث .يُ ُّ
ِّ
َّفي يف معناه العام ،ولكنَّه خيتلف عن كل حرف منها حيقق الن َّ هبا هذا األُسلوب ،أحد هذه األحرف (إن) الناَّفية ،و ُّ
الداللة اليت ُحي ِّققها يف السياق الذي جاء فيهُّ ،
فكل حرف خيتص بنمط معني من غريه من ابقي األحرف يف ِّ
حقق فيه داللة تتناسب مع النَّص ،ال تتحقَّق بغريه من أحرف النَّفي .فجاء هذا البحث لِّيدرس ِّإن السياق في ِّ
ُ
َّص ،فتناوهلا من مستويني ،املستوى االستعمايل، ِّ
َّفي هبا من داللة يف الن ِّ ِّ
النَّافية يف القرآن الكرمي ،وما ُحيققه الن ُّ
األول
الداليل؛ فاقتضى ذلك أن يكون البحث يف مقدمة ،ومتهيد ،وثالثة فصول ،وخامتةَّ .أما الفصل َّ واملستوى ِّ
ُجع من شواهد وردت فيها ِّإن النَّافية، تضمن املستوى االستعمايل لـ (إ ْن) يف التَّنزيل احلكيم ،بناء على ما ُِّ
ً فقد َّ
الَّتاكيب اليت وردت فيها ،وتقسيمات ما دخلت عليه من األمساء واألفعال وقد أظهر هذا الفصل أنواع َّ
وتصنيفاهتا ،وتناول فيه الباحث -أيضاً-أوجه االختالف بينها وبني ِّإن املخفَّفة املهملةَّ ،أما الفصل الثَّاين ،فقد
كل منهم يف رأيه، وحجة ٍّ
وإن املخفَّفة املهملة ،وآراء النُّحاة يف ذلكَّ ، كل من ِّإن النَّافيةِّ ،حبثت فيه مسألة إعمال ٍّ
يتحصل مع غريها َّ يتحصل معها من بيان ال َّ و َّأما يف الفصل الثَّالث فقد اجتهدت يف مسألة ِّداللة ِّإن النَّافية ،وما
َّصت ما توصلت إليه من نتائج من أحرف النَّفي ،مستشهداً على ذلك بنصوص من التنزيل احلكيم .ويف اخلامتة خل ْ
هلذا البحث.
1021
حممد عبدهللا هزاميه 1022
ِ
املقدمة
رب العالمين ،الذي هدانا إلى سواء السبيل ،وأنار لنا باإلسالم ِّ الحمد هلل
ظلمة الدُّنيا على يد سيِّد المرسلين نبيِّنا الصادق األمين ،محمد عليه أفضل
الصالة وأتم التسليم ،وبعد.
أمر ما، ع َم َدت اللُّغة العربيَّة إلى عدد من األحرف في نفي ٍ لقد َ
ً ً
سوا ٌء أكان نفيا لخبر ،أونفيا لحدوث فعل ،أو نفيا لجنس ما ،أو ألي ِّ شيءً
آخر ،وإثبات عدم حدوثه .أحد هذه الحروف هو حرف النَّفي ْ
(إن) .ث َّمة
والمهتمين
ِّ (إن) النَّافية ،قد تش ُكل على بعض الدارسين تحف بـ ِّ ُّ مسائل
باللُّغة العربيَّة ،وقد يصل األمر إلى أن بعض الدَّارسين للُّغة العربيَّة في
مستوى درجة البكالوريوس قد يصعب عليهم التَّعرف على هذا الحرف،
وقد يخلطون بينه وبين (إن) الشرطيَّة ،أو (إن) الناصبة ،أو (إن) المخفَّفة
ص ُر هذه المسائل بما يلي: من الثَّقيلة ،ويمكن ح ْ
(إن) النَّافية ،وما يجب أن يُرافقها -1التَّركيب الذي تدخل عليه ِّ
في ذلك التركيب.
يمر الدَّارس في كثير من المؤلفات النَّحويَّة على بعض ُّ -2
(إن(إن المخفَّفة) أو ِّ
(إن المكسورة الخفيفة) ،أو ِّ العبارات فيقرأ نحوِّ :
المهملة) ،فقد يظن البعض أن كلَّها شيء واحد.
-3الخالف فيما بين النحويين في مسألة إعمالها أو إهمالها،
واستقراء ذلك من خالل ورودها في القرآن الحكيم.
-4قد يش ُكل على بعض الدارسين التفريق بين ِّ
(إن) النَّافية ،وبين
(إن) المخفَّفة من الثَّقيلة ،ومحاولة استنتاج التركيب الذي ترد فيه ك ٌّل ِّ
منهما.
إن النَّافية ،وقيام (ما) مقامها في -5ث َّمة مسألة متعلقة بداللة ِّ
حقق البيان نفسه الَّذي تحقَّق صل الدِّاللة نفسها مع (ما)؟وت ُ ِّالنفي ،فهل تتح َّ
مع ْ
(إن) ؟
وللوقوف على هذه المسائل جا َءت هذه الدراسة الموسومة بعنوان:
(إن) النَّافية في القرآن الكريم (استعماالً وداللة). ِّ
ً ً
فكان اختيار كتاب هللا العزيز مجاال تطبيقيا لهذه الدراسة؛ لما يزخر
يشك في أن تلك ُّ به من بالغة وبيان وإعجاز ،وما ِّمن صاحب عقل
( ِّ
إن) النَّافية يف القرآن الكرمي ،استعماالً وداللةً
1023
البالغة ،وذانك البيان واإلعجاز ،ما ارتسم ك ُّل ذلك إالَّ باستعمال ِّ
كل
الدراسة أن تكون وكل جملة في موضعها .لقد اقتضت ِّ ِّ وكل كلمة،
ِّ حرف،
في ثالثة فصول ،يسبقها مقدِّمة وتمهيد ،ث َّم خاتمة في نهاية البحث .وقد
(إن) النَّافية،
ارتأيت أن أستقصي جميع اآليات الكريمة التي وردت فيها ِّ
وأن أستطرد في عملية االستشهاد بها؛ لما لكثرة الشواهد أو قلتها من
أهميَّة في الحكم النحويِّ .وقد تكرر االستشهاد ببعض اآليات الكريمة في
أكثر من موضع من البحث كلما اقتضت الحاجة إليها.
التمهيد
تتسم اللُّغة العربيَّة بسمات متعددة في جميع مستوياتها؛ في حروفها،
ومفرداتها ،وإعرابها ،ودقة تعبيرها ،وإيجازها ،تلك اللُّغة التي فاقت
أخواتها بكثرة مفرداتها ،ودقَّة معانيها ،وحسن نظام مبانيها ،فتعددت
متميزة ،ال ترقى إليها لغة أخرى.
ِّ أساليبها ،وتنوعت حتى أكسبتها شجاعة
صل بهاوأسلوب النَّفي هو أحد أساليب العربيَّة الَّتي أفردت له أحرفا ً يتح َّ
هذا األسلوب ،وقد تعددت هذه األحرف وتنوعت؛ فمنها( :ال) ،و(ما)،
و(لم) ،و(لن) ،و(ل َّما) ،و(ليس) ،و(غير) ،و(الت) ،و(ال النافية للجنس)،
و(إن) المخفَّفة من الثقيلة.
معنى واحدا ً هو ً أحرف متعددة لتؤدِّي -في مقصدها العام -
النفي ،فإذا كان األمر كذلك ،ف ِّل َم هذا التعدد ألحرف النَّفي؟ ألم يكن
االكتفاء بحرف واحد أو حرفين لتحقيق هذا األسلوب أيسر وأسهل على
ُمست ِّعمل هذه اللغة؟ في حقيقة األمر لم تكن المسألة على هذا النحو،
فالتعدُّد في هذه األحرف يعني التوسع والتنوع في الدِّاللة ،فالمعنى الذي
صل مع حرف النفي (ال) لن يتحقَّق بالدِّاللة نفسها مع الحرف (ما)، يتح َّ
(إن) لن نقف عليها والبالغة التي نأتي عليها في سياق النفي مع الحرف ْ
مع (ما).
إن
(إن) هو صورة من الصور التي ترد عليها ِّ فحرف النفي ْ
المكسورة الخفيفة ،فمثلها تكون شرطيَّة ،أو زائدة ،أو مخفَّفة من الثقيلة،
حممد عبدهللا هزاميه 1024
أو تكون نافية ،وهي تدخل على الجملتين االسمية والفعليَّة ( ،)1نحو :ﭽ ﯕ ﯖ
ﯗ ﯘ ﯙ ﭼ ( ،)2وﭽ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﭼ ( .)3وتُجرى مجرى (ما) في النَّفي كما
إن النَّافية المخفَّفة من الثَّقيلة ،بأنَّه عندما
ُفرق بينها وبين ِّ وصفها النُّحاة .وي َّ
إن من الثَّقيلة يلزم خبرها الالم للفرق بينها وبين ِّ
إن النَّافية .وأ َّما تُخفَّف ْ
()4
إعمالها في الجملة فمسألة خالفية ،إذ انقسم النَّحويون إلى فريقين ،فمنهم
من ذهب إلى إعمالها ،ومنهم من خالف ذلك فقال بإهمالها ،وك ُّل له حجته
فيما ذهب إليه.
إن النافية في القرآن الحكيم كثيراً ،حيث وصلت مرات وقد وردت ِّ
ذكرها – تقريبا ً – إلى مائة وعشر ،وهي تؤدِّي داللة معيَّنة في سياق ِّ
كل
صل آية من اآليات الكريمة ،ال أظن أن ذلك المعنى أو البيان نفسه يتح َّ
بغيرها من أحرف النَّفي ،وللوقوف على جوانب هذا الحرف نأتي على
مباحث هذه الدراسة .وهي على النحو التالي:
األول( :إن) النَّافية.
الفصل َّ
إن النَّافيةاألول :استعمال ِّ المبحث َّ
وإن المخفَّفة المهملة
إن النَّافية ِّ المبحث الثَّاني :الفرق بين ِّ
الفصل الثَّاين :إعمال ِ
إن النَّافية.
إن النَّافية بين اإلعمال واإلهمال األولِّ : المبحث َّ
إن المخفَّفة المهملة بين اإلعمال واإلهمال المبحث الث َّانيِّ :
الفصل الثَّالث :داللة ِ
إن النَّافية.
( )1اإلقليد شرح املفصل ،اتج الدين أمحد بن حممود اجلندي ،تح :حممود أمحد الدراويش ،الطبعة األوىل ،اجمللد:
الرابع ،جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية ،السعودية ،2002 ،ص.1776
( )2سورة امللك ،آية .20
( )3سورة النساء ،آية .62
( )4شرح املكودي على ألفية ابن مالك ،تح :فاطمة الراجحي ،جامعة الكويت،ج ،1،1993ص.235
( ِّ
إن) النَّافية يف القرآن الكرمي ،استعماالً وداللةً
1025
ألول :استعمال ِ
(إن) النَّافية املبحث ا َّ
(إن) النَّافية على نمط محدد من الجمل ،فقد لم يُقتصر استعمال ِّ
ع ِّرفت في ميزان النحاة أنَّها بمنزلة (ما) .فهي تدخل على الجملتين ُ
()5
(إن زي ٌد قائم) وال يُشترط (إن يقو ُم زيد) ،و ْ الفعليَّة واالسميَّة كقولكْ :
()6
في اسمها وخبرها أن يكونا نكرتين بل تعمل في النكرة والمعرفة .فمن
"وإن أح ٌد خيرا ً من أح ٍد إالَّ بالعافية" ،ومن ْ إعمالها في النكرة قولهم:
إن هو مستوليا ً على أح ٍد إالَّ على أضعف إعمالها في المعرفة قوله ْ :
)7 (
()8
المجانين
ضارك"( .)9وال َّ س ِّمعْ :
"إن ذ ِّل َك نافِّعَ َك وال ومن عملها في معرفتينُ ،
بأن يتقدم المبتدأ ويتأخر يشترط في هذه الجملة أن تكون على أصلها؛ ْ
الخبر ،وال يشترط أن يكون االسم في الجملة االسميَّة مبنيَّا ً أو معرباً ،وال
صر ما قد أن يكون معرفة أو نكرة.وعند مجاوزة حدود هذا الكالم إلى ح ْ
عملت في سياق عملت فيه من سياقات في القرآن الكريم ،لَت َبيَّن أنَّها است ُ ِّ است ُ ِّ
الجملتين االسميَّة والفعليَّة ،وعلى النحو التَّالي:
أوالً :دخوهلا على اجلملة االمسيَّة.
(إن) على الجملة االسميَّة ،سوا ٌء أكان فيها المبتدأ مقدَّما ً أم تدخل ْ
صل ذلك بما مؤ َّخراً ،أو كان مبنيا ً أم معرباً ،أو كان معرفة أم نكرة ،ويُف َّ
يلي:
-1دخولها على األسماء المبنيَّة.
( )50مغين اللبيب عن كتب األعاريب ،ابن هشام ،تح :مازن املبارك ،حممد علي محدهللا ،مراجعة :سعيد
األفغاين ،الطبعة :الثالثة ،دار الفكر ،بريوت ،ص.425
( )51سورة النساء ،آية .62
( )52سورة التوبة ،آية .107
( )53سورة اإلسراء ،آية ،52املؤمنون ،آية .114
( )54سورة طه ،آية 103
( )55سورة طه ،آية .104
( )56سورة فاطر ،آية .41
( )57سورة النساء ،آية .117
( )58سورة األنعام ،آية .26
( )59سورة األنعام ،آية ،148النجم ،آية .28
حممد عبدهللا هزاميه 1030
تعالى :ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭼ ( ،)62ومن ذلك أيضا ً قوله تعالى :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ
ﭗﭼ ( ،)63و ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭼ( ،)64ومنه قوله تعالى ﭽ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﭼ( ،)65و ﭽ
ﯦ ﯧ ﯨ ﯨ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﭼ(،)66
و ﭽﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ( ،)67ومن ذلك أيضا ً قوله تعالى :ﭽ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﭼ ( ،)68ومنه
ﭽ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﭼ( ،)69ومنه قوله تعالى :ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﭼ ( ،)70ومنه
ﭽ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﭼ( ،)71ومنه ﭽ ﰁ ﰁ ﰁ ﰁ ﰁ ﰁ ﰁ ﭼ( ،)72ومنه
قوله تعالى :ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﭼ( ،)73و ﭽ ﮪ ﮫ ﮪ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﭼ( ،)74و ﭽ ﯨ ﯪ ﯫ
ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﭼ (.)75
إن النَّافيذة قذد الطائفذة مذن اآليذات الكريمذة يتَّضذح َّ
أن ِّ بعد العرض لهذذه َّ
دخلذذت علذذى الفعذذل بزمنَ ْيذذه الماضذذي والمضذذارع ،فالماضذذي تمثَّذذل باألفعذذال
(أراد ،ولبذذث ،وأمسذذك) ،أ َّمذذا المضذذارع فتمثَّذذل باألفعذذال (يَ ذدْعون ،ويُه ِّلكذذون،
ذذمع ،و َي ِّعذذذد ،ويذذذوحي ،ون ُ
ظذ ُّ
ذذن، وتتبعذذذون ،ونقذذذول ،وأريذذذد ،ويتَّخذذذذونك ،وت ُ ْسذ ِّ
( )78سلم اللسان يف الصرف والنحو والبيان ،جرجي شاهني عطية ،الطبعة :الرابعة ،دار رحياين للطباعة والنشر،
بريوت( ،د.ت) ص.383
( )79سورة األنفال ،آية .38
( )80سورة هود ،آية .112
( )81مغين اللبيب عن كتب األعاريب ،ص.38
( )82البيت للنابغة الذبياين من قصيدةٍّ له يف اعتذاره للنعمان (ينظر يف أمايل ابن الشجري ،ج ،3ص)148
( )83سورة امللك ،آية .20
( )84سورة النساء ،آية .116
( ِّ
إن) النَّافية يف القرآن الكرمي ،استعماالً وداللةً
1033
إن زي ٌد إالَّ
نفي الحال ،وتدخل على الجملتين الفعليَّة واالسميَّة ،نحو قولكْ :
قائم ،قال تعالى :ﭽﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﭼ ( ،)85وقال :ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﭼ(.)87( )86
(إن) الثقيلة التي وأ َّما إن المخففة من الثقيلة المهملة ،فأصلها َّ
تختص بالجملة االسميَّة ،ث َّم ُخ ِّففت .والمقصود بتخفيفها هو حذف إحدى
نونيها؛ ألنَّها مكونة من ثالثة أحرف هي الهمزة ،والنُّون المشدَّدة تُحسب
إن( ،)88وت ُحدَّد بحرفين ،فإذا ُخ ِّففت ُحذِّفت إحدى النونين ،فصارت ْ
المحذوفة بالنُّون المحركة؛ ألنَّها آخر(.)89
وم َّما ذُ ِّكر فيها –أيضا ً– أنَّه يجوز فيها التَّخفيف ،عندئذ تصلح
صة للدخول على الجمل االسميَّة والفعليَّة ،بعد أن كانت مع التشديد مخت َّ
باالسميَّة( .)90وهناك من حصر دخولها على الجملة الفعليَّة باألفعال
النَّاسخة – في الغالب – كقوله تعالى :ﭽﮇ ﮈ ﮉ ﭼ( ،)91وفي ذلك يقول ابن
مالك(:)92
بإن ذي موصال تلفيه غالبا ً ْ والفعل إن لم يكُ ناسخا ً فال
(لكن) حين خففها" ،واعلم أنَّهم يقولونْ :
إن ْ أ َّما سيبويه فجعلها بمنزلة
عمرو لخير منك ،لما خففها جعلها بمنزلة لكن حين ٌ زي ٌد لذاهبْ ،
وإن
خففها ،وألزمها الالم لئال تلتبس بإن التي هي بمنزلة ما التي تنفي بها،
حافظ ،وقال تعالى :ﭽﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ٌ ومثل ذلك :ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭼ( ،)93إنَّما هي لَعلَيها
ﮇ ﭼ( ،)94إنَّما هي لجمي ٌع ،و(ما) لَ ْغ ٌو"( .)95وذُكر فيها – أيضا ً– أنَّها تُخفَّف
( )95كتاب سيبويه ،ج ، 2أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنرب ،تح :عبدالسالم حممد هارون ،الطبعة :الثالثة،
مكتبة اخلاجني ،القاهرة ،2002 ،ص.139
( )96مهع اهلوامع ،شرح ُجع اجلوامع يف علم العربية ،السيوطي ،صححه :حممد بدر الدين النعساين ،اجلزء:
األول ،دار املعرفة ،بريوت ،لبنان ،ج ،1ص.141
( )97البيت للطرماح احلكم بن حكيم وكنيته أبو نفر (ينظر يف توضيح املقاصد واملسالك بشرح ألفية ابن مالك،
ج ،1ص)537
( )98شرح ابن عقيل ،ج ،1ص .380 – 377
( )99شرح ألفية ابن مالك ،الزامل ،ج ،1ص .479 ،478
( ِّ
إن) النَّافية يف القرآن الكرمي ،استعماالً وداللةً
1035
إن زي ٌد لن يقوم، وقد يُغني عنها – أيضا ً – قرينة لفظيَّة؛ نحوْ :
فالقرينة تتمثل بالخبر المنفي ،والم االبتداء ال تدخل على المنفي ،ويبعد في
الفصيح أن يراد بـ (إن) النفي لوجوده في الخبر ولو أُريد ذلك؛ لجيء بالكالم
األول(َّ )100
.ألن مثبتا ً من َّأول األمر بدالً من إدخال النَّفي على النَّفي إلبطال َّ
األول قليل جدا ً في الكالم الفصيح؛ إ ْذ يمكن إدخال النَّفي على النَّفي إلبطال َّ
مجيء الكالم مثبتا ً من َّأول األمر ،من غير حاجة إلى نفي النَّفي المؤدِّي
إن العاق ُل يتبع سبيل لإلثبات بعد تطويل ،ومثال القرينة المعنويَّة – أيضا ً –( ِّ
(إن) للنفي ،وال فرق في القرينة بين الرشاد) ،إذا ً المعنى يفسد على اعتبار ْ
أن تكون لفظيَّة أو معنويَّة ،والمعنويَّة أقوى .يعني أنَّه قد يُستغني عن
) 101 (
(إن) النَّافية العتماد النَّاطق بهاالالم بعد إن المخفَّفة إذا أُمن اللَّبس بينها وبين ِّ
على ذلك( .)102ث َّم يجب أن يراعى فيها أن يكون اسمها – قبل إهمالها –
اسما ً ظاهراً،ال ضميرا ً(.)103
وأ َّما الكوفيُّون فلهم رأي مخالف ،فيرون أنَّه إذا جا َءت بعدها َّ
الالم
تكون بمعنى (ما) والالم بمعنى (إالَّ) وحجتهم أن ذلك قد جاء كثيرا ً في
كتاب هللا وكالم العرب قال هللا تعالى :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭼ( ،)104أي وما
كادوا إالَّ يستفزونك ،وقال تعالى :ﭽ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﭼ()105؛ أي وما كادوا
والالم بعدهاَّ إالَّ يزلقونك ،وأ َّما البصريُّون فيرون أنَّها مخفَّفة من الثَّقيلة
الم التأكيد ،وح َّجتهم أنَّهم وجدوا لها في كالم العرب نظيراً ،فأجمعوا على
(إن) وإن اختلفوا في بطالن عملها مع التخفيف ،وقالوا أنَّه يجوز تخفيف ْ
ألن لها – أيضا ً – نظيرا ً في كالم العرب ،وكون الالم الم التأكيد؛ َّ إن َّ َّ
الالم للتأكيد في كالم العرب م َّما ال يُنكر لكثرته ،فحكموا على َّ
الالم بما ال َّ
( )100ضياء السالك إىل أوضح املسالك ،وهو صفوة الكالم على توضيح ابن هشام ،حممد عبدالعزيز النجار،
الطبعة األوىل ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ،لبنان ،ج ،2001 ،1ص .327
( )101النحو الوايف ،ص .674
( )102شرح املكودي ،ج ،1ص.236
( )103النحو الوايف ،ص .673
( )104سورة اإلسراء ،آية .76
( )105سورة القلم ،آية .51
حممد عبدهللا هزاميه 1036
نظير في كالم العرب ،فأ َّما كون الالم بمعنى (إالَّ) فهو شيء ليس له
نظير في كالم العرب والمصير إلى ما له نظير في كالمهم أولى من
المصير إلى ما ليس له نظير ( .)106أ َّما جواب البصريين عن كلمات
(إن) بمعنى (ما)، أن ْ الكوفيين :فاحتجاجهم باآليات ،وما أنشدوه على َّ
والالم بمعنى (إالَّ) فال ح َّجة لهم في شيء من ذلك؛ ألنَّه –كما يذكر
(إن) مخفَّفة من الثَّقيلة
أن ْ البصريُّون– محمول على ما ذهبوا إليه من َّ
(إن) التي بمعنى (ما) ال َّ
والالم الم التَّأكيد ،والذي يد ُّل على ذلك أن ْ
الالم معها ،كما قال هللا تعالى :ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﭼ( ،)107وقوله تعالى :ﭽ تجيء َّ
ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭼ( ،)108ولم تجىء مع شيء منها الالم(.)109
أن ث َّمة فرقا ً – من حيث االستعمال– بين يُفهم من كل ِّ ما سبق َّ
(إن) النَّافية التي بمعنى (ما) ،وهي ما تسمى باالبتدائية ،أو العاملة عمل ِّ
أن بعض (إن) المخفَّفة من الثَّقيلة المهملة ،على الرغم من َّليس ،وبين ْ
النحاة لم يُظهر الفرق بينهما ،ولكن يمكن أن نخلص إلى فروق واضحة
فإن النَّافية االبتدائيَّة ُوضعت في أصلها للنَّفي ،وتدخل على الجملةبينهماِّ ،
االسميَّة بمختلف أنواعها ،وعلى الجملة الفعليَّة سوا ٌء أكان فعلها تاما ً أم
ناقصاً ،واجبة االقتران بـ (إالَّ)؛ لقصر الخبر على المبتدأ ،نحو :ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ
ﯙﭼ ،و ﭽ ﭩ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﭼ ،وال يجب ذلك إن لم يقصد من النفي قصر الخبر
على المبتدأ ،نحو ﭽ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﭼ ( ،)110أو إن قُصد منها اإلخبار نحو :ﭽ ﯨ ﯪ
ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﭼ(،)111و ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﭼ( ،)112و ﭽ ﮪ ﮫ ﮪ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﭼ(.)113
إن النَّافية إالَّ وبعدها (إالَّ)وقد ر َّد ابن هشام بهذا قول البعض :ال تأتي ِّ
( )106اإلنصاف يف مسائل اخلالف بني البصريني والكوفيني ،ص .509 ،508
( )107سورة امللك ،آية .20
( )108سورة يَس ،آية .15
( )109اإلنصاف يف مسائل اخلالف بني البصريني والكوفيني ،ص .509
( )110سورة يونس ،آية .68
( )111سورة اجلن ،آية .25
( )112سورة األنبياء ،آية .111
( )113سورة األنبياء ،آية .109
( ِّ
إن) النَّافية يف القرآن الكرمي ،استعماالً وداللةً
1037
( .)114وم َّما يرجح رده لقولهم ورودها غير مقترنة بإالَّ في مواضع كثيرة
من التَّنزيل الحكيم ،نحو قوله تعالى :ﭽ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﭼ( )115وقوله
تعالى :ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭼ()116و ﭽ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﭼ( ،)117ومنه ﭽﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ
ﮇﭼ( ،)118و ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭼ( ،)119وقوله تعالى :ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭼ(.)120
صر الخبر على وم َّما يُالحظ على جميع هذه السياقات أنَّه ال يُراد فيها ق ْ
المبتدأ؛ لذلك جاءت غير مقترنة بإالَّ ،وهذا يؤكد ما ذكرته من أنَّها واجبة
صر الخبر على المبتدأ ،وال تجب في غير ذلك. الذِّكر كونُها في سياق قَ ْ
(إن) التي تأتي بمعنى (ما) ال تجئ أن البصريين أكدوا َّ
أن ِّ كما َّ
صة (إن) المخفَّفة من َّ
(إن) المشددَّة ،ففي أصلها مخت َّ .أ َّما ِّ
)121 (
معها الالم
بالجملة االسميَّة ،ولكن بتخفيفها خرجت عن اختصاصها ،فدخلت على
الجملة الفعليَّة ،ويكون فعلها ناسخاً .فيكثر كونه مضارعاً ،نحو ﭽﮜ ﮝ ﮞ ﮟ
ﮠ ﮡﭼ( ،)122و ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭼ( ،)123وأكثر منه كونُهُ ماضيا ً ناسخاً؛ نحو ﭽ ﮇ
ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﭼ( ،)124و ﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭼ( ،)125و ﭽ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﭼ( ،)126وندر
()127
كونه ماضيا ً غير ناسخ؛ كقوله
( )128البيت لعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل العدوية قالته يف راثء زوجها الزبري بن العوام (ينظر يف هناية
األرب يف فنون األدب ،ج ،19ص. )139
( )129شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ،ج ،1ص.380
( )130سورة البقرة ،آية .198
( )131سورة األنعام ،آية .156
( )132سورة يوسف ،آية .91
( )133سورة احلجر ،آية ..78
( )134سورة الصافات ،آية .167
( ِّ
إن) النَّافية يف القرآن الكرمي ،استعماالً وداللةً
1039
تعذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذالى ﭽ ﯟ
ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﭼ()135وقولذذه ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭼ( ،)136وقولذذه ﭽﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﭼ(،)137
وقوله ﭽ ﮠ ﮡ ﭨ ﭩ ﭼ( ،)138أ َّما مذا جذاء منهذا فذي التَّنزيذل مذع األفعذال التذي تنصذب
األول مذذع صذذيغةالمبتذذدأ والخبذذر مفعذذولين لهذذا ،فقذذد مذ َّذر ذكرهذذا فذذي موضذذعينَّ :
َّ
الماضذذي ،وهذذو الفعذذل (وجذذد) فذذي قولذذه تعذذالى :ﭽ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﭼ( ،)139والثذذاني مذذع
(ظن) فذي قولذه تعذالى ﭽﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭼ( .)140وم َّمذا يمكذن قولذه فذي جميذع هذذه َّ الفعل
(إن) المخفَّفذذة بذ َّ
ذإن الثقيلذذة ويُق ذدَّر اسذذمها بضذذمير السذذياقات إنَّذذه يصذذلح أن تُق ذدَّر ْ
المكونة من الفعل النَّاسخ واسذمه وخبذره ،وهذذا َّ محذوف ،ويكون خبرها الجملة
ما يُرجح أنَّها ُخ ِّففت من الثَّقيلة ،ف ُحذِّف اسمها ،وأهملذت ،ثذ َّم جذاء خبرهذا جملذة
(إن) بمعنذى (مذا) والذالم بمعنذى فعلها ناسخ وخبذره مؤ َّكذد بذالم التَّوكيذد .ولذيس ْ
(إالَّ) نحو ما ذهب إليه الكوفيُّون .وهذا يسذتقيم مذع داللذة اآليذات الكريمذة ،ففذي
(إن) الثَّقيلة؛ أي استصحاب األصذل قوله تعالى (وإن كنا لخاطئين) ،فلو قُدِّرت َّ
إن المخفَّفذذة لكانذذت جملذذة اآليذذة (إنَّنذذا كنَّذذا لخذذاطئين) ،وهذذذا نذ ٌّ
ذص فيذذه إثبذذات مذذن ِّ
إن والذالم ،فهذو اعتذراف مذن إخذوة يوسذف َّ
صل التوكيد بحذرفين؛ َّ وتوكيد ،وتح َّ
عليه السالم بذأنَّهم كذانوا خذاطئين فيمذا فعلذوه مذع أخذيهم ،وإثبذات الشذيء بذذكره
(إن) بمعنذى (مذا) والذالم بمعنذى (إالَّ) وتوكيده أقوى من إثباته بالنَّفي فيمن قذدَّر ْ
وكذلك في باقي اآليات.
( )151مهع اهلوامع ،شرح ُجع اجلوامع يف علم العربية ،ج ،1ص .125 ،124
( )152ضياء السالك إىل أوضح املسالك ،ج ،1ص .266
( )153شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ،ج ،1ص .317
( )154شرح شذور الذهب ،احلاشية ،ص .199
( )155ينبغي يف هذه القراءَة أن تكون (إن) هذه مبنزلة (ما) ،فكأنه قال :ما الذين تدعون من دون هللا عباداً
أمثالكم ،فأعمل (إن) إعمال (ما) ،وفيه ضعف؛ ألن إن هذه مل ختتص بنفي احلاضر اختصاص (ما) به
فتجري جمرى ليس يف العمل( .انظر احملتسب يف تبيني وجوه شواذ القراءات واإليضاح عنها ،ابن جين ،وزارة
األوقاف ،اجمللس األعلى للشؤون اإلسالمية ،ج ،1999 ،1ص. )270
( )156سورة األعراف ،آية .193
( )157مغين اللبيب عن كتب األعاريب ،ص .36 ،35
( )158شرح الكافية الشافيةُ ،جال الدين الطائي ،تح :عبداملنعم أمحد هريري ،الطبعة :األوىل ،دار املأمون
للَّتاث ،1982 ،ج ،1ص .446
حممد عبدهللا هزاميه 1042
(إن) إذا نُفي بها(.)159
أن ذلك يقوي إعمال ْ
نتبين م َّما سبق أن جمهورا ً من النُّحاة ذهبوا إلى إهمال ِّ
إن النَّافية،
فتدخل على المبتدأ والخبر ويبقى ك ٌّل منهما مرفوعاً ،فلم تعمل فيهما؛ أي أنها
أن معظم هذه اآلراء لم يُذكر لها من االستشهاد مهملة ،وم َّما يؤخذ على ذلك َّ
على إهمالها ،ال من كالم العرب ،وال من كتاب هللا الحكيم ،على الرغم من
(إن) النَّافية ،فجاء
كثرة ما ورد في كتاب هللا تعالى من آيات أهملت فيها ِّ
()160
،وﭽ المبتدأ وخبره مرفوعين فمن ذلك قوله تعالى :ﭽﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭼ
()161
ﯾﭼ ، ﯽ ﯼ ﯻ ﯺ ﯹ ﯸ ﯷ ﯶ ﯵ ﯴ
()164 ()163 ()162
،وﭽﯧﯨﯨ ،وﭽﭗﭘﭙﭚﭛﭼ ،و ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﭼ وﭽﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭼ
()167 ()166
،وﭽﯧﯨﯨﯪﯫﯬﯭ ،وﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﭼ ﯪ ﯫﭼ( ،)165و ﭽ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭼ
ﯮﭼ( ،)168وﭽﯲ ﯳ ﯴ ﯵﭼ( ،)169وﭽ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﭼ( ،)170وﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭼ(،)171
وﭽ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﭼ( ،)172وﭽ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﭼ( ،)173وﭽ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ
ﭤﭼ(،)174ومنه قوله تعالى :ﭽ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﭼ( ،)175وﭽ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ(،)176
( )193ضياء السالك إىل أوضح املسالك ،ج ،1ص .327 ،326
( )194سورة هود ،آية .111
( )195شرح شذور الذهب ،ص .282 ،281
( )196شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ،ج ،1ص .379 ،378
( )197مهع اهلوامع ،شرح ُجع اجلوامع يف علم العربية ،ج ،1ص .141
( )198سورة الطارق ،آية .4
( )199شرح شذور الذهب ،ص .282 ،281
حممد عبدهللا هزاميه 1046
(إن) المخفَّفةأن وجه إهمال ِّ باستعراض هذه اآلراء للنُّحاة يظهر لنا َّ
من الثَّقيلة أو إعمالها يكاد ينحصر في مسألة اختصاصها بنوع الجملة
الدَّاخلة عليها ،فخروجها من سياق الجملة االسميَّة إلى سياق الجملة
الفعليَّة يُف ِّقدها تسلُّطها على االسم؛ كما تُف ِّقد (ما) الزائدة تسلُّط َّ
(إن)
(إن) المشدَّدة على االسم فال تعمل فيه .وهي بهذا يمكن القول إنَّها تُشابه ِّ
النَّافية في دخولها على الجملتين االسميَّة والفعليَّة ،كما سبق في غير هذا
مر ذِّكره. الموضع من البحث ،ولم تعمل في الجملة االسميَّة كما َّ
ولكن لم يستدل هؤالء النُّحاة على هذا اإلهمال بشواهد كافية تثبت هذا
الحكم ،سوى ما اسْتدلُّوا به من نحو قوله تعالى :ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭼ ( )200على
قرا َءة من خفَّف (ل َّما) ،وهو استدالل انحصر في هذه القرا َءة ،أ َّما على قرا َءة
إن المشدَّدة ،و (ل َّما) بمعنى (إالَّ) فإن نافية وليست مخفَّفة من َّ تشديد (ل َّما) ْ
) 202 (
،عندئ ٍذ ال يصلح ( .)201فتكون من باب قوله تعالى :ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﭼ
(إن) المخفَّفة .لذلك من رأى فيها االستشهاد بهذه اآلية الكريمة على إهمال ِّ
استصحابا ً لألصل أبقاها على عملها قبل التَّخفيف ،واستد َّل البصريُّون على
ذلك بقوله تعالى :ﭽ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﭼ ( ،)203فـ (كالًّ) ال يجوز أن يُقال إنَّها منصوبة
ألكرمن وعمرا ً
َّ بالفعل (ليوفِّينَّهم)،أال ترى أنه ال يجوز أن تقول( :زيدا ً
(ألضربن) فكذلك ها هنا ال َّ (ألكرمن) وعمرا ً بـ
َّ ألضربن) فتنصب زيدا ً بـ
َّ
،وقد سبقت اإلشارة إلى هذا ()204
يجوز أن يكون منصوبا ً بـ (ليوفِّينَّهم)
الكالم.
أ َّما في ضوء ما ورد في التَّنزيل الحكيم من سياقات وردت فيها ِّ
إن
المخفَّفة من الثَّقيلة والمهملة ،فإنَّنا ال نستطيع أن نقول بإعمالها أو إهمالها،
(إن) بمعنى (ما) والالم بمعنى (إالَّ) ،أو أخذنا أن ْسوا ٌء أخذنا بقول من رأى َّ
بقول من رأى أنها ُخففت من الثقيلة ،فدخلت على الجملة الفعلية ،فلزمتها الم
اخلامتة
لخص النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث بما يلي: أ ُ ِّ
إن النَّافية في القرآن الكريم ،حيث وصل
ص ُر جميع سياقات ِّ
-1ح ْ
عددها
-على وجه التقريب ال التحديد -إلى مائة وعشر آيات ،وفي حدود علمي ما
تركت شيئا ً إالَّ ماكان من باب ال َّ
سهو أو النسيان ،ث َّم تقسيمها وتصنيفها بنا ًء
على أنواع الجمل الدَّاخلة عليها ،من حيث كونُها اسميَّة أو فعليَّة ،وتصنيف
( )227تفسري الفخر الرازي املشتهر ابلتفسري الكبري ومفاتيح الغيب ،الرازي ،جملد ،5ج ،10ص .161
( )228سورة األنفال ،آية .31
( )229سورة اإلسراء ،آية .44
( ِّ
إن) النَّافية يف القرآن الكرمي ،استعماالً وداللةً
1053
كل من هذين النَّوعين ،بنا ًء على نوع ما بدأت به الجملة، ما وردت فيه في ٍ
فظهر أنَّها تدخل على الجملتين مطلقاً.
ِّ -2منَ النحويين من اشترط اقتران إن النافية بـ (إالَّ) ،ومنهم من
صر من شواهد ،فقد أظهر أنَّه ليس شرطا ً أ ْن تقترن باالَّ. ر َّد ذلك ،وما ُح ِّ
(إن) المكسورة الخفيفة، -3يرد في المؤلفات النَّحويَّة مصطلح ِّ
إن
أن ِّ و(إن) المخفَّفة ،وقد يخ ِّلط كثير من الدارسين بينهما ،فأظهر البحث َّ
المكسورة الخفيفة ،يقصد بها (إن) النافية ،أ َّما إن المخفَّفة فيقصد بها إن
إن الثَّقيلة ،التي تلزمها الم االبتداء ،أو الالم الفارقة. المخفَّفة من َّ
إن المخفَّفة (إن) النَّافية هي التي وضعت في أصلها للنَّفي ،أ َّما ِّ ِّ -4
من الثَّقيلة فال تستعمل للنفي.
الالزم والمتعدِّي ،أ َّما -5على األغلب تُستعمل (ما) لنفي الفعل َّ
(إن) فتستعمل لنفي الفعل المتعدِّي ،كما ظهر في شواهد البحث؛ بمعنى ْ
صر الفعل بمفعوله؛ أي لنفي وقوع الفعل على أي ِّ شيء آخر أنَّها تكون لح ْ
غير مفعوله.
إن -6باالعتماد على ما ُج ِّمع من شواهد ،فإنَّه يترجح إهمال ِّ
ستشهد به على اإلعمال. النَّافية؛ لكثرة تلك الشواهد ،ولندرة ما ا ُ
إن المخفَّفة المهملة ،ال تُظ ِّهر مسألة إعمالها أو إهمالها؛ -7شواهد ِّ
لعدم ظهور اسمها في جميع الشواهد ،ولكون خبرها جملة ،فال تظهر عالمة
اإلعراب عليها.
(إن) منزلة (ما) في النَّفي، نزلوا ْ أن النَّحويين َّ -8على الرغم من َّ
إن الدِّاللة التي تتأتَّى أن سياقاتها في القرآن الكريم تُظهر غير ذلك؛ إذ َّ إالَّ َّ
بإن ،ال نجدها وال نتبيَّنها مع النَّفي ِّ بـ (ما). مع النَّفي ْ
املراجع
[ ]1اإلقليد شرح المفصل ،لتاج الدين أحمد بن محمود الجندي ،تح:
محمود أحمد الدراويش ،ط :األولى ،المجلد :الرابع ،جامعة اإلمام
محمد بن سعود اإلسالمية ،السعودية 2002 ،م.
[ ]2ألفية ابن مالك ،محمد بن عبدهللا بن مالك الطائي ،دار التعاون.
حممد عبدهللا هزاميه 1054
[ ]3أمالي ابن الشجري ،ابن الشجري .تح :محمود محمد الطناحي ،ط:
األولى ،ج ،3مكتبة الخانجي ،القاهرة1991 ،م.
[ ]4اإلنصاف في مسائل الخالف بين البصريين والكوفيين ،ألبي
البركات األنباري ،تح :جودة مبروك ،راجعه :رمضان عبدالتواب،
ط :األولى ،مكتبة الخانجي القاهرة 2002 ،م.
[ ]5الَّتبصرة والَّتذكرة ،ألبي محمد الصيمري ،تح :فتحي أحمد علي
الدين ،ط :األولى ،دار الفكر ،دمشق 1982م.
[ ]6تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب ،لإلمام
محمد الرازي ،المجلد :الخامس الجزء :العاشر ،دار الفكر.
[ ]7الَّتوضيح والَّتكميل لشرح ابن عقيل ،محمد عبد العزيز النجار،
مكتبة ابن تيمية بالقاهرة ،مكتبة العلم بجدة.
[ ]8توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك ،أبو محمد بدر
الدين المصري المالكي .تح :عبدالرحمن علي سليمان ،ط :األولى،
ج ،1دار الفكر العربي2008 ،م.
[ ]9حاشية محمد علي الصبَّان على شرح علي بن محمد األشموني
أللفية ابن مالك ،رتبه مصطفى حسين أحمد ،المجلد :األول ،دار
الفكر.
[ ]10حروف المعاني والصفات ،للزجاجي ،تح :علي توفيق الحمد ،ط:
األولى ،مؤسسة الرسالة ،بيروت 1984 ،م.
[ِّ ]11خزانة األدب ولب لباب لسان العرب ،البغدادي .تح :عبدالسالم
محمد هارون ،ط :الرابعة ،ج ،4مطبعة الخانجي ،القاهرة،
1997م.
[ ]12دالئل اإلعجاز ،عبد القاهر الجرجاني ،قرأه محمود محمد شاكر،
مكتبة الخانجي بالقاهرة 1984 ،م.
صرف والَّنحو والبيان ،جرجي شاهين عطية، سلم ِّاللسان في ال َّ[َّ ]13
الطبعة :الرابعة ،دار ريحاني للطباعة والنشر ،بيروت.
[ ]14شرح ابن عقيل على ألفيَّة ابن مالك ،محمد محيي الدين عبد الحميد،
دار إحياء التراث العربي ،بيروت ،لبنان.
( ِّ
إن) النَّافية يف القرآن الكرمي ،استعماالً وداللةً
1055
[ ]15شرح ألفية ابن مالك حتى نهاية إعمال المصدر ،الشيخ علي بن
محمد الزامل ،ط :األولى ،دار التدمرية ،الرياض 2011 ،م.
[ ]16شرح شذور الذَّهب في معرفة كالم العرب ،محمد محيي الدين عبد
الحميد.
صدى ،ابن هشام ،محمد محيي الدين عبد [ ]17شرح قطر النَّدى وب ُّل ال َّ
الحميد ،ط :الحادية عشرة ،المكتبة التجارية الكبرى 1963 ،م.
الطائي الجياني ،تح:شافية ،جمال الدين أبو عبدهللا َّ [ ]18شرح الكافية ال َّ
عبدالمنعم أحمد هريري ،ط :األولى ،دار المأمون للتراث1982 ،
م.
صل ،البن يعيش ،الجزء ،8عالم الكتب ،بيروت. [ ]19شرح المف َّ
[ ]20شرح الم ُّكودِّي على ألفيَّة ابن مالك ،تح :د .فاطمة الراجحي،
الجزء :األول ،جامعة الكويت 1993 ،م.
[ ]21ضياء السالك إلى أوضح المسالك ،وهو صفوة الكالم على توضيح
ابن هشام ،محمد عبدالعزيز النجار ،ط :األولى ،مؤسسة الرسالة،
بيروت ،لبنان2001 ،م
[ ]22كتاب سيبويه ،ألبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر ،تح :عبدالسالم
محمد هارون ،ط :الثالثة ،مكتبة الخانجي بالقاهرة 1988 ،م.
[ ]23المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات واإليضاح عنها ،ابن
جني ،وزارة األوقاف ،المجلس األعلى للشؤون اإلسالمية ،ج،1
،1999ص،270
[ ]24مغني اللبيب عن كتب األعاريب ،ابن هشام ،تح :مازن المبارك،
محمد علي حمد هللا ،مراجعة :سعيد األفغاني ،ط :الثالثة ،دار الفكر،
بيروت1972 ،م.
[ ]25النَّحو الوافي ،عباس حسن ،ط :الخامسة عشرة ،دار المعارف
بمصر.
[ ]26نهاية األرب في فنون األدب ،أحمد بن عبدالوهاب النويري .ط:
األولى ،ج ،19دار الكتب والوثائق القومية ،القاهرة1423 ،هـ.
حممد عبدهللا هزاميه 1056
[ ]27همع الهوامع شرح جمع الجوامع في علم العربيَّة ،السيوطي،
صححه :محمد بدر الدين النعساني ،الجزء األول والثاني ،دار
المعرفة ،بيروت ،لبنان.
ِّ (
ً استعماالً وداللة،إن) النَّافية يف القرآن الكرمي
1057
Inn Alnafiah (denied) in the Koran, the usage and in semantic way
Abstract. Negation is one of the Arabic methods that formed the Arabic identity, and so , there are many
negative articles to emphasize this method, " inn " is one of them. Each one presents negation in its
general meaning but differs from the rest according to its context. Each article is connected to specific
type which is different from the other ones, and this can never be achieved through any other article.
Consequently , this paper aims to study"inn" as a negative one in the holy Qur'an and how could negation
achieve this in the text. Thus , this study deals with this matter in two level; its usage on the one hand ,
and its significant on the other hand. The paper is divided into: an introduction, a preface , three chapters ,
and a conclusion. Chapter I includes the usage of " inn" in the holy Qur'an according to the collected
evidences of it. This chapter has shown the different types of its compositions. Besides , it shows its
divisions in both nouns and verbs and its classifications. In addition , the researcher could find out the
difference between it and the neglected if. Chapter II, has examined the question of the usage of ifand the
neglected one , and the views of grammarians in it supporting that with their evidence. In chapter III , I
tried to examine the negative " inn " and its distinguished usage that can never be with others using some
texts of the holy Qur'an. The conclusion is for the main finding in this paper
حممد عبدهللا هزاميه 1058