Professional Documents
Culture Documents
حوكمة المياه حلول
حوكمة المياه حلول
حوكمة المياه حلول
امللخص:
يعترب مفهوم احلوكمة املائية أحد املفاهيم اليت تشكل أهم أداة إلدارة وتسيري املوارد
املائية بشكل مستدام ،حيث جيمع بني األبعاد الثالثة للتنمية املستدامة :البعد
االقتصادي ،االجتماعي والبيئي .ذلك أنه يعمل على إشراك مجيع الفاعلني يف جمال
املياه يف عمليات اختاذ القرار وتسيري و إدارة املوارد املائية ،حمرتما يف ذلك مجيع مبادئ
احلوكمة :الشفافية ،املشاركة ،املسؤولية ،الفعالية ،العدالة و املساواة واإلنصاف..اخل.
حيث تهدف احلوكمة املائية لتحقيق التنمية االقتصادية اليت تطمح إليها الدول من
خالل إنعاشها للمجاالت االقتصادية املختلفة :الفالحة ،الصناعة والسياحة ،آخذة بعني
االعتبار التنمية االجتماعية اليت تضمن العدالة واملساواة يف استفادة مجيع أفراد اجملتمع
من خدمات اإليصال باملياه العذبة والصرف الصحي ،مع احرتام للنظم البيئية من خالل
حماربة مجيع أشكال التلوث واالستنزاف ،وذلك كله بإشراك جلميع الفاعلني يف جمال
املياه من مستخدمني ،مسئولني وأصحاب قرار ،شركات ومؤسسات ناشطة يف جمال املياه
خاصة كانت أو عامة.
الكلمات الدالة :املوارد املائية ،احلوكمة ،التنمية احمللية املستدامة.
Résumé :
Le concept de gouvernance de l'eau est l'un des concepts qui
constituent l'outil le plus important pour l'administration et la
gestion des ressources en eau de manière durable, qui combine
les trois dimensions du développement durable: la dimension
économique, sociale et environnementale. Il fonctionne ainsi sur
l'implication de tous les acteurs dans le domaine de l'eau dans la
prise de décision et la gestion de la gestion et de l'exploitation
des ressources en eau, tout respecté les principes de
gouvernance d'entreprise: la transparence, la participation, la
responsabilité, l'efficacité, la justice et l'égalité et Alansaf . Il
دور وأهمية حوكمة املياه يف حتقيق التنمية احمللية املستدامة د.أمحد تي د.السعيد بوشول
vise gouvernance de l'eau pour atteindre le développement
économique, qui aspire à pays à travers la réhabilitation de
divers secteurs économiques: l'agriculture, l'industrie et le
tourisme, en tenant compte du développement social qui assure
la justice et au même bénéfice de tous les membres de la
communauté des services d'eau et de livraison de
l'assainissement frais, par rapport aux systèmes
environnementaux Au cours de la lutte contre toutes les formes
de pollution et l'épuisement, tout l'implication de tous les acteurs
dans le domaine des usagers de l'eau, les responsables et les
décideurs, les entreprises et institutions actives dans l'eau était
un privé ou une zone publique.
Mots clés: les ressources en eau, la sécurité de l'eau,
gouvernance, développement local durable.
متهيد:
لقد شكلت قضية املاء خالل السنوات األخرية أولوية انشغاالت اجملتمع الدولي
واهتمامات السياسة الوطنية والعاملية ،حيث إن الوضع املائي يف معظم دول العامل يتجه
حتو تزايد الندرة ،كما أن معادلة املوارد والطلب تتطور يف إجتاه تعاظم العجز املائي،
مما يستدعي تضافر اجلهود ملواجهة هذا العجز احملتمل مستقبالً ،ونهج إسرتاتيجية
شاملة لألمن املائي تهدف إىل تصحيح االختالالت ومواجهة احتماالت األزمات املائية
املستقبلية .كما تتزايد ندرة املياه مع انتشار التلوث ،مما يتطلب تبين إسرتاتيجية
مجاعية متكاملة مبنية على شراكة وتضامن فعلي بني الدول لتطويق األخطار املرتتبة عن
التغيريات املناخية وسوء استخدام املياه.
انطالقا من هذا ،تربز احلاجة إىل أدوات تضمن التوزيع العادل للمياه ،واستدامة
النظم املائية وجودتها وحتقيق األمن املائي من خالل التوجه حنو حوكمة املياه ،كما
يتطلب األمر تغيري الوضع الراهن نظرا ألن نقص املياه أصبح يشكل تهديدا للتنمية.
تتعامل حوكمة املياه املستدامة والفعالة مع القطاع املائي كجزء من إطار أكرب
يسعى لبلوغ التنمية االجتماعية ،والسياسية ،واالقتصادية وبالتالي فهو يؤثر يف
القطاعات األخرى والسياق العام ويتأثر بها.
وميكن أن يصبح قطاع املياه من عوامل التغري ألنظمة احلوكمة السائدة .وحيث أن
املياه تلعب دورا حموريا يف سبل العيش والصحة ومجيع األنشطة االقتصادية
االجتماعية ،فإن من السهل دعم إجراء اإلصالحات يف القطاع املائي على املستويني
احلكومي والعام.
لذا ينبغي إرساء اآلليات اليت تسمح باملشاركة الفعالة واهلادفة جلميع أصحاب
املصلحة املعنيني )مثل مجعيات مستهلكي املياه( يف عملية صياغة سياسات حوكمة
املياه واسرتاتيجياتها ،وتطبيقها ،ومراقبتها .وهناك مقاربات عديدة ميكن طرحها مثل
الالمركزية ونقل املسؤولية والسلطة إىل اجلماعات احمللية ،فضال عن صياغة األطر
القانونية اهلادفة إىل زيادة قدرات املشاركة بني القطاعني العام واخلاص.
بناء على ما سبق ميكن طرح وصياغة اإلشكالية الرئيسية هلذه املداخلة على النحو
التالي :
إىل أي مدى ميكن حلوكمة املياه انطالقا من قواعدها وأسسها أن تساهم يف حتقيق
التنمية احمللية املستدامة؟
على هذا األساس فإن موضوع املداخلة قسم إىل 30حماور رئيسية حيث نتناول ما يلي:
أوال :احلوكمة املائية :املفهوم ،اخلصائص واألبعاد.
ثانيا :احلوكمة املائية :األسباب ،االجتاهات وضرورة التقييم.
ثالثا :األركان األساسية لبناء احلوكمة الفعالة للمياه ودرها يف حتقيق التنمية احمللية
املستدامة .
أوال :احلوكمة املائية :املفهوم ،اخلصائص واألبعاد.
تهدد ندرة املياه حياة عدد ال حيُصى من الناس يف املنطقة العربية ،وأكثرهم
تعرضا هم سكان األرياف والفقراء ،كما تعاني املناطق النائية املفتقرة إىل املوارد املائية
وخدمات الصرف من اهلشاشة على وجه اخلصوص .وتؤثر ندرة املياه أيضا يف سكان
احلضر ،وخباصة يف البلدان األقل منوا ،حيث إن متوسط نصيب الفرد من املياه يف
اثنيت عشرة دولة عربية يقل عن مستويات الندرة احلادة اليت حددتها منظمة الصحة
العاملية ،وتتزايد حدة املخاطر النامجة عن ندرة موارد املياه الطبيعية يف املنطقة نتيجة
التحضر ،والنمو السكاني ،والتغري املناخي ،كما تتسع الفجوة بني العرض والطلب.1
من أجل االستجابة للطلب املتزايد ،فإن على البلدان العربية أن تعد إطارا
للحوكمة املتجاوبة لتحسني إدارة املوارد املائية املهددة ،وتشمل تلك التهديدات
التغريات الطبيعية ،والتلوث ،واالستغالل املفرط ،والتغريات املناخية؛ كما تفتقر
مصادر املياه املشرتكة إىل االتفاقيات الدولية الشاملة ،مما يهدد إمدادات املياه،
واالستقرار السياسي على حد سواء.2
إن أزمة املياه هي أزمة حوكمة؛ فجميع موارد املياه يف أشد احلاجة إىل اإلدارة
الفعالة واملستدامة .ومع تزايد ندرة املياه ،جيب أن تضمن احلوكمة حصول مجيع
القطاعات (الزراعية ،والصناعية ،واملنزلية) ومجيع املستخدمني على حصص مائية
عادلة وكافية ومستدامة ،وأن تؤمن االستخدام الكفء للمياه .وال ينفصل حتقيق األمن
املائي عن االعتبارات االجتماعية واالقتصادية والبيئية والصحية .كما جيب إيالء
اهتمام خاص باألمن الغذائي ،والرتابط بني قطاعي املياه والطاقة ،وآثار التغري
املناخي.0
مثة عوامل متعددة تعيق حوكمة املياه ،مبا يف ذلك عدم وضوح املسؤوليات
وتداخلها ،وافتقار املؤسسات للكفاءة وضعف التمويل ،ومركزية صنع القرار،
وحمدودية الوعي العام ،وعدم فاعلية اللوائح التنظيمية وضعف إنفاذها.
.1مفهوم احلوكمة املائية:
ظهر مصطلح احلوكمة سنة 1301يف حبث بعنوان the nature of the
،firmوالذي أجنز من طرف ، Ronald Coaseويعد مصطلح احلوكمة هو
الرتمجة املختصرة اليت راجت للمصطلح Corporate Governanceأما
الرتمجة العلمية هلذا املصطلح ،واليت اتفق عليها ،فهي " :أسلوب ممارسة سلطات
اإلدارة الرشيدة " .4واليوم جند أن احلكم الرشيد له العديد من املصطلحات واملفاهيم.
-1-1مفهوم احلوكمة:
خالل سنوات السبعينيات عرف بعض االقتصاديني احلوكمة بأنها خمتلف
اإلجراءات املوضوعة حمل التطبيق من طرف املؤسسة ألجل إجياد تنسيقات داخلية بغية
ختفيض تكاليف وأعباء املبادالت اليت يالقيها السوق حاضرا .فهدف احلاكمية إذن ،هو
تثبيت وحتديد القواعد اجلديدة للعمل بني املسريين واملساهمني.5
وتكرر ظهور هذا املفهوم منذ سنة 1393يف كتابات البنك الدولي يف إشارة إىل
كيفية حتقيق التنمية وحماربة الفساد يف الدول األفريقية جنوب الصحراء ،ثم ما لبث أن
اكتسب أهمية خاصة يف جماالت اإلدارة العامة والسياسات املقارنة مع االنتقال من
الرتكيز على مفهوم احلكومة الذي يقوم على مسلمة اضطالع الوزارة-احلكومة -بالدور
الرئيسي يف ممارسة السلطة ،إىل املفهوم موضع التحليل الذي يقوم على مشاركة اجملتمع
6
للوزارة يف ممارسة تلك اإلدارة.
وصف البنك الدولي احلوكمة بأنها " أسلوب ممارسة القوة يف إدارة املوارد االقتصادية
واالجتماعية للبالد من أجل التنمية " .أما برنامج األمم املتحدة اإلمنائي يعرف احلوكمة
على أنها "ممارسة سلطة سياسية واقتصادية وإدارية يف إدارة شؤون بلد ما على مجيع
املستويات .وتشمل احلوكمة اآلليات والعمليات واملؤسسات املعقدة اليت يفصح املواطنون
واجملموعات من خالهلا عن مصاحلهم ويسوون خالفاتهم وميارسون حقوقهم ووجباتهم
1
القانونية ".
عرف برنامج األمم املتحدة اإلمنائي احلوكمة بأنها " :ممارسة سياسية واقتصادية
وإدارية يف إدارة شؤون بلد ما على مجيع املستويات ،وتشمل احلوكمة اآلليات
والعمليات واملؤسسات املعقدة اليت يفصح املواطنون واهليئات واجملموعات من خالهلا
على مصاحلهم ويسوون خالفاتهم وميارسون حقوقهم وواجباتهم القانونية " .9
يشري مصطلح احلوكمة ( )Governanceإىل اخلصائص التالية:3
– االنضباط :يقصد به إتباع السلوك األخالقي املناسب والصحيح؛
– الشفافية :يعين تقديم صورة حقيقية لكل ما حيدث؛
– االستقاللية :ال توجد تأثريات وضغوط غري الزمة للعمل؛
مدينة الهاي اهلولندية سنة 2333حيث اتفق فيه األطراف اجملتمعة على أن مشكلة
املياه يف العامل هي مشكلة إدارة وليست مشكلة ندرة فقط ،كما مت الرتكيز على هذا
املفهوم من خالل هذا املنتدى عندما شددت " الشراكة العاملية للمياه " على أن األزمة
املائية تتمثل أساسا يف أزمة حوكمة.11
حوكمة املياه هي جمموعة األنظمة املؤثرة يف عملية اختاذ القرارات اخلاصة بتسيري
املياه وتنميتها واحملافظة عليها ،وكذا خدمة التزويد املائي ،أو ببساطه هي حتديد من
حيصل على املياه؟ ،ومتى حيصل عليها؟ ،وكيف؟ .فاحلوكمة هي جمموعه متكاملة من
النظم اليت تتحكم بصنع القرارات اخلاصة بتطوير املوارد املائية وإدارتها ،يشارك يف
صنعها احلكومات ومؤسسات اجملتمع املدني والقطاع اخلاص.12
احلوكمة املائية بطبيعتها عملية سياسية ،أي تشتمل على خيارات سياسية ملوازنة
املصاحل املتنافسة حول من هو املخول بتأدية اخلدمات وكيفية تقديم اخلدمات ،ومن
الذي يدفع مثن هذه اخلدمات وكذا حول قرارات محاية املوارد املائية ،خاصة يف املناطق
اليت تتسم بوجود تنافس حول املوارد املائية احملدودة ،وبالتالي فإن أنظمة حوكمة املياه
تعكس الواقع السياسي والثقايف على املستوى الوطين واملتوسط (اجلهوي)* ،وحتى
احمللي .وهي تشاركية بني قطاعات ثالث هي :احلكومة ،القطاع اخلاص ،واجملتمع
املدني؛ من خالل تشارك األطراف الثالثة يف عملية تطوير اسرتاتيجيات إدارة املوارد
املائية.10
كما تعكس أنظمة حوكمة املياه حقائق سياسية على املستويات احمللية واإلقليمية
والوطنية ،لذا نالحظ أنه من غري املمكن فصل نقاش حوكمة املياه عن نقاش أوسع
حلوكمة اجملتمع ،وذلك تبعا للتعريف املقدم من طرف برنامج األمم املتحدة اإلمنائي.
فمن أشهر التعريفات املقدمة حول حوكمة املياه تعريف "بيرت روجرز" احلوكمة املائية
" :جمموعة من النظم السياسية واالجتماعية واالقتصادية واإلدارية املالئمة لتطوير
وإدارة املوارد املائية ،وتقديم اخلدمات املائية على خمتلف املستويات اجملتمعية ".14
وفقا للشراكة العاملية للمياه.
إن صلب حوكمة املياه يتمركز حول سبل اقتسام السلطة بني املعنيني بالشأن املائي
يف صناعة القرار املرتبطة بتطوير وتعبئة وتوزيع املوارد املائية ،واحملافظة عليها
بهدف حتقيق االستدامة البيئية والعدالة االجتماعية يف توزيعها وتعظيم االستفادة
االقتصادية منها.15
تتناول احلوكمة املائية الطريقة اليت تتخذ بها القرارات حول املياه :كيف؟ ،ومن
قبل من؟ ،وحتت أي ظروف؟ ،وهي تشمل أسلوب صناعة القرارات اخلاصة بتوزيع
املياه واملؤسسات الرمسية وغري الرمسية ،املمارسة للمسؤوليات يف جمال املياه .أي أنها
تتعلق مبجموعة من النظم السياسية واالجتماعية واالقتصادية واإلدارية املالئمة لتطوير
وإدارة املوارد املائية وتقديم اخلدمات املائية على خمتلف املستويات اجملتمعية.16
يتزايد االعتقاد بأن حوكمة املياه تكون أكثر فعالية بوجود مشاركة واسعة ألطياف
اجملتمع املدني مبا فيها أطراف اجملتمع واملنظمات غري احلكومية والقطاع اخلاص
واإلعالم اليت تدعم احلكومة وإداراتها احمللية وتؤثر فيها.
القرارات والسياسات اليت تتجاوب مع احتياجاتهم وحتقق الصاحل العام ،واملشاركة يف
حد ذاتها قيمة اجتماعية وأسلوب اجتماعي حيقق مزايا عديدة ،يعرفها البعض بأنها
مجيع صور استفادة املواطنني من الفرص املتاحة هلم للتأثري يف السياسات والقرارات اليت
متس مصاحلهم.13
-3-2الشفافية :احلوكمة عملية تفاعلية بني املستويات املشاركة والعمل اجلماعي،
وبالتالي جيب أن تكون املعلومات متداولة حبرية بني خمتلف فئات املعنيني ،وينبغي
أن تكون عمليات صنع القرار شفافة ومتاحة الطالع عامة املواطنني ،خصوصا يف جمال
التخطيط و وضع السياسات وتنفيذها.23
-4-2الرتكيز على التخفيف من الفقر :ينبغي أن تراعي اإلدارة املائية مبستوياتها
املختلفة وضع اسرتاتيجيات للتخفيف من الفقر ،أي فتح اجملال أكثر ملشاركة الفقراء
واملهمشني يف عمليات التخطيط ،وهذا ميثل من جهة االهتمام بضرورة توفري املياه
لالستخدامات اإلنتاجية الصغرية ،ومن جهة أخرى توفري الشروط والظروف املالئمة
لتحقيق االستعمال األمثل ملا يتوفر عليه ذكاء الناس من مبادرات وإبداعات تساهم يف
حتسني األداء ،وتغيري السلوك ،والتكيف مع مستجدات احمليط ،وحتقيق الفعالية يف
اختاذ القرارات.21
.3أهمية احلوكمة املائية:
نتيجة ألسباب عديدة اقتصادية وبيئية وبشرية تتعقد مهمة الساعني إلجياد حلول
تقنية ناجعة ملشكالت املياه ،ورغم كثرة احللول املقدمة إال أنه وبغض النظر عن احلديث
أو املفاضلة بشأن جناعتها أو جناحها ،فاألكيد أن كل هذه احللول ستتعاظم فرص
جناحها إن خطط هلا وطبقت كجزء من نظام حتسني احلوكمة املائية ،وباألخص على
املستوى احمللي املوجه للمشكالت وخدمات التزويد والقائم على مشاركة املعنيني أو
ممثليهم ،وميكن حتديد أهمية احلوكمة املائية يف النقاط التالية: 22
-أداة لضبط وتوجيه وتسيري التوجهات اإلسرتاتيجية الكربى ،فضال عن أنها وسيلة
مساعدة يف صياغة السيناريوهات الكلية البديلة والتصورات والسياسات اليت تغطي اآلفاق
السياسية والفنية واالقتصادية ذات الصلة مبستقبل املياه ،ميكن اعتمادها وتطبيقها على
مستوى اإلسرتاتيجية أو السياسة املائية للدولة؛
-أسلوب جديد يف التدبري والتسيري يدعم تذويب احلدود وتشجيع التشارك بني
املسريين واملساهمني واملواطنني وخمتلف املعنيني بقطاع املوارد املائية؛
-احلوكمة أداة للتأهيل تتوخى حسن التنظيم وتوزيع املسؤوليات وصقل القدرات ودعم
التواصل داخليا وخارجيا؛
-تتيح القدرة على التفاوض والتحكيم واإلقناع يف شأن القضايا اليت تتضارب حوهلا
املواقف واآلراء بهدف حتقيق
اإلمجاع حوهلا علما أن املاء مورد نادر ومعقد متعدد األبعاد واالستعماالت؛
-يشمل املصطلح مفاهيم جد هامة وأساسية أهمها الشفافية ،ويعنى بها توفر املعلومات
الدقيقة يف وقتها وإفساح
اجملال أمام اجلميع لإلطالع على املعلومات الضرورية مما يساعد يف اختاذ القرارات
الصاحلة ،وكذلك من أجل توسيع دائرة املشاركة والرقابة واحملاسبة ومن أجل التخفيف
من اهلدر وحماصرة الفساد ،كما حيوي املصطلح مضامني متعددة مثل :العدالة ،حقوق
وواجبات املساهمني ،ومسؤوليات املسريين ،وإقرار الالمركزية .....
البد من اإلشارة إىل أن التوجه للحوكمة املائية اجليدة ال يتم فحسب من خالل
حتديد املبادئ واخلصائص وااللتزام بها ،بل يلزم أيضا العمل على تفعيل الصيغ
املوضوعة لتنفيذ السياسات املائية والتشريعية املؤسسية ،إضافة إىل توضيح ماهية األدوار
لألطراف املعنية سواء احلكومة أو اجملتمع املدني أو القطاع اخلاص ومسؤوليات كل
منهم فيما يتعلق مبلكية املوارد املائية وإدارتها وتقديم اخلدمات.20
.4مبادئ احلوكمة املائية الفعالة:
تزداد فاعلية حوكمة املياه وأهميتها باعتبارها وسيلة ناجحة لتحقيق التنمية
املستدامة والقضاء على الفقر .فاملعلوم أن هناك رابطة تبادلية قوية بني نقص املياه
وخدماتها من جهة ،وانتشار ظاهرة الفقر يف كثري من اجملتمعات النامية وأن ندرة
املياه ليست يف نقص اإلمدادات أو التمويل ،ولكنها نتيجة سوء اإلدارة ،ومن ثم فإن
جناح احلوكمة يعد املقياس للقدرة على مواجهة التحديات املتمثلة يف األبعاد األربعة
التالية:24
-البعد االجتماعي :الذي يرى ضرورة االستخدام العادل ملوارد املياه للمنتفعني كافة
حتى وإن كانت حمدودة؛
-البعد االقتصادي :الذي يركز على االستخدام الكفء للمياه ودورها يف النمو
االقتصادي؛
-البعد السياسي :الذي يشري إىل ضمان وصول املياه وخدماتها للمنتفعني على
مستوى متساو؛
-البعد البيئي :الذي يؤكد دوماً تعزيز استدامة املوارد املائية وسالمة األنظمة
البيئية.
الشكل رقم ( :)12أبعاد حوكمة املياه.
املصدر :برنامج األمم املتحدة اإلمنائي ،حوكمة املياه يف املنطقة العربية :إدارة الندرة
وتأمني املستقبل ،2314 ،ص ،19تاريخ اإلطالع:)2315/33/36( :
http://www.arabstates.undp.org/Arab_Water/AWR_Water_Brief
_Ar.pdf
من ضمن العناصر الرئيسية للحوكمة الرشيدة :الشفافية ،واملساءلة ،واملقاربات القائمة
على املشاركة ،واإلنصاف بني اجلنسني ،وتوفري املعلومات .وال بد من التفاعل بني
اجملتمع املدني والقطاعني اخلاص والعام لضمان التطور يف إصالح وتنفيذ نظم حوكمة
املياه اليت ختصص حصص املياه ،كما أن احلوكمة الفعالة للمياه ترتكز على مخسة
املصدر :صفوت عبد الدايم ،نانسي عودة ،حوكمة املياه ،تقرير جامعة الدول العربية-
الفصل احلادي عشر ،2312 ،ص .115
حتتاج احلوكمة الرشيدة إىل الظروف املناسبة والبيئة املواتية ،وينبغي أن يضم
السياق الداعم عملية مجاعية الختاذ القرارات ،ومؤسسات فعالة ،وسياسات مناسبة،
وأطرا قانونية وسياسية.
توجه حوكمةُ املياه اإلدارة الفعالةَ واملستدامةَ للمياه وتنظمها ومتكنها وتعززها،
وتكتسب حوكمة املياه أهمية أكرب كلما ندرت املياه؛ ولذلك جيب ضمان توفري حصة
مياه منصفة وموثوق بها ومستدامة جلميع قطاعات اجملتمع ،فضال عن ضمان الكفاءة
يف استهالك املياه.26
املصدر :برنامج األمم املتحدة اإلمنائي ،حوكمة املياه يف املنطقة العربية ،مرجع سبق
ذكره ،ص .16
من معايري النجاح الرئيسية حتقيق االستدامة االجتماعية واالقتصادية والبيئية ،وال
ميكن الوصول إىل االستدامة االجتماعية بدون حتقيق املساواة والعدالة؛ ولذلك ،جيب
صياغة سياسة املشاركة الفعالة واجلادة ألصحاب املصلحة ذوي الصلة على مجيع
مستويات احلوكمة .ويتطلب حتقيق االستدامة االقتصادية تقدير فوائد سياسات حوكمة
املياه وكلفتها ،أما أبعاد االستدامة األخرى فتضم املستويات املؤسسية واملالية
والنظمية .وينبغي أن تضع االستدامة البيئية يف االعتبار احلاجة املستمرة لتوافر املياه
أوال وأخريا.
ثانيا :احلوكمة املائية :األسباب ،االجتاهات وضرورة التقييم.
تصبح احلوكمة فعالة ورشيدة عندما تسود ظروف املساواة ،املساءلة ،املشاركة،
الشفافية ،القدرة على التوقع واالستجابة ،وبناء على اإلطار املفاهيمي الذي صاغه "
كوميان " فإن احلوكمة هي منتج معقد من التفاعالت االجتماعية واالقتصادية اليت
يتعامل من خالهلا عدة مشرتكني اجتماعيني وعلى عدة مستويات .21واحلوكمة الرشيدة
ال تظهر من تلقاء نفسها ،بل هي تعترب النتيجة النهائية لعمليات متعددة األوجه وطويلة
األمد جيب أن يتم التخطيط هلا وتنميتها بعناية يف بيئة متكينيه مناسبة ،وحوكمة املياه
تقوم بتطوير نواتج من السياسات املختلفة اليت تؤثر على قطاعات الزراعة والغذاء
والصحة والتعليم والتنمية االقتصادية ومكافحة الفقر.29
.1أسباب -دواعي -احلوكمة املائية:
يشري تقرير األمم املتحدة الثالث بشأن املوارد املائية يف العامل لسنة 2009إىل
أن تفاقم النقص الشديد يف املوارد املائية ،غدت احلوكمة السديدة عامال الغنا عنه يف
ما يتعلق بإدارة وتسيري املوارد املائية ،كذلك فإن مكافحة الفقر تتوقف على القدرة يف
االستثمار يف املوارد املائية".
من هنا ميكن طرح التساؤل :ملاذا احلوكمة املائية؟ ،أو ما هي دواعي احلوكمة املائية؟.
وفيما يلي أسباب ذلك:23
-1-1زيادة الطلب على املياه :أهم أسباب قلة املياه واحلاجة إىل احلوكمة النمو
السكاني السريع ومتطلبات التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،فاجملتمعات يف
الوقت احلالي متارس ضغطا متزايدا على املياه واملوارد الطبيعية األخرى ،يف الوقت
الذي يتضاعف فيه عدد السكان العامل ثالث مرات يف القرن العشرين ،فإن استهالك
املياه زاد ست مرات .ويف كثري من البلدان أو املناطق يتجاوز الطلب العرض حبيث يتم
توزيع كافة املياه املتجددة مما يؤدي إىل قلة املورد ومن ثم ندرته .وهذا ما حيدث يف
الدول العربية اليت يعاني مواطنوها من أدنى حصص الفرد يف املياه العذبة املتجددة على
مستوى العامل ،ويتصف االستخدام احلالي بعدم االستدامة العتماده على املياه اجلوفية
االحفورية غري املتجددة.
-2-1زيادة التلوث :عندما تكون املياه نادرة ويزداد الطلب على العرض بكثري،
تطرح قضايا أخرى كالتلوث وتزداد أهميتها ،لذلك من وجهة نظر احلوكمة يعترب
التلوث من نتائج تزايد الطلب وينبغي التفكري باستخدام تلك امللوثات ومناقشتها يف ضوء
االحتياجات االستهالكية واملتطلبات البيئية امللحة.
-3-1تزايد الرتابط بني النظم املائية وتعقيدها :نتيجة استخدامات املياه بوجود
الرتابط والتعقيدات بني خمتلف االستخدامات ،وانظمتها ،تتضاعف حتديات احلوكمة
الفعالة ،فارتفاع مستوى اخلطر الذي يهدد وجود املياه والطلب عليها ويغري من
نوعيتها ،أدى إىل نظم معقدة ذات خصائص جديدة ال ميكن التنبؤ بها .هذا التعقيد هو
دافع هام للمزيد من احلوار والتفاوض بني مستخدمي املياه ألنه حيد من فعالية مناذج
القيادة والتحكم من أعلى إىل أسفل .ومثة تعقيد إضايف يتعلق بامللكية ،حيث يقصد
مبلكية مورد مائي أو بنية حتتية للتزويد املائي أو احلق يف استخدامها احلق يف ممارسة
بعض السلطة أو السيطرة على ذلك املورد أو تلك البنية .ولألدوار واملسؤوليات املتنوعة
مثل تلك املنصوص عليها يف تشريعات حول احلقوق املائية وامللكية ،عالقة معقدة
باحلوكمة املائية .ومن القضايا املركزية اليت غالبا ما حتتاج إىل توضيح يف ضوء تغري
أمناط العرض والطلب ،تعريف حقوق امللكية وهوية املستفيدين من هذه احلقوق وطريقة
تطبيقا.
-4-1تغري املناخ :تؤثر التغريات املناخية بشكل أساسي على املوارد املائية من خالل
تكرار وقوع أحداث كارثية مثل (الفيضانات وموجات اجلفاف) ،وتغريات زمانية
ومكانية يف أمناط هطول األمطار ،من شأنها التأثري ومفاقمة اخلطر الذي يهدد األفراد
وسبل حياتهم ،وصحتهم ،وأمنهم .وتشري عمليات النمذجة املناخية إىل جمموعة معقدة
من النتائج احملتملة ومن منطلق احلوكمة يتطلب مواجهة حتدي التغريات املناخية عند
التخطيط إلدارة املياه.
-5-1ضرورة اإلنصاف يف تزويد اخلدمات واملوارد املائية :قد ال ندرك العالقة بني
ختفيض الفقر والوصول إىل مياه صحية يف سياق اجتماعي واقتصادي ومؤسساتي رغم
أهميتها املتزايدة كـأحد أسباب احلوكمة املائية ،ألن املياه عامال مهما وأساسيا يف النمو
االقتصادي والرفاهية االجتماعية وحتى الثقافية .بعبارة أخرى عدم القدرة على الوصول
إىل خدمات مائية مناسبة ومستدامة من أسباب ونتائج ومؤشرات الفقر .وعندما يصبح
الوصول إىل املياه خاضعا لنقاش يف إطار حقوق اإلنسان يكون من الضروري ضمان وصول
منصف للمياه وإىل عمليات صنع القرار املائي من قبل مجيع قطاعات اجملتمع ،دافع
هام لتغيريات يف احلوكمة املائية.
ملحوظاً يف نقل بعض الصالحيات املتعلقة بتنظيم وإدارة أنظمة مياه الري إىل جمموعات
معروفة جبمعيات مستخدمي املياه .وتشجع دول مثل مصر واألردن وليبيا واملغرب
وعمان وتونس واليمن مشاركة مستخدمي املياه الزراعية يف نشاطات مثل إدارة وصيانة
وتشغيل البنية التحتية احمللية ،وقد ظهرت مبادرات إنشاء مجعيات مستخدمي املياه
من إطار مشاريع الري ذات التمويل املتعدد أو الثنائي األطراف ،واليت تضمنت مكونات
خاصة بتطوير السياسات واإلصالح املؤسسي.02
من املهم جدا تأسيس منتدى مفتوح جلميع أصحاب املصلحة -مبن فيهم صناع
القرار -ملناقشة قضايا املياه ،ويف برامج أصحاب املصلحة املتعددين -أي املوائد
املستديرة للحوكمة املشرتكة اليت جيتمع حوهلا أصحاب املصلحة يف حوض مائي
معني أو منطقة معينة – تتحول احلوكمة من القيادة الرأسية إىل التنسيق األفقي ،مما
يسهل حل املشكالت .00وهذا النوع من التنظيم الذي يشكل األساس الذي تقوم عليه
إدارة الري التشاركية.
-2-2الشفافية والفساد:
يعد الفساد املرتبط بانعدام املشاركة والشفافية من أهم التحديات اليت تواجه احلوكمة
املائية حيث أن الفساد يف طريقة إدارة املياه ساد على مدى سنوات عديدة .والفساد ينظر
إليه كمؤشر على عيوب احلوكمة يف اجملالني العام واخلاص على حد سواء.
يف دراسة حديثة حددت منظمة التعاون والتنمية االقتصادية ) (OECDمخس
فجوات تشريعية وتنموية جيب مواجهتها من أجل تعزيز التقدم احملرز يف حتسني
حوكمة املياه وهي:04
– فجوة التمويل من أجل تغطية التكاليف املالية إلنشاء اهليئات التشريعية وضمان
استدامتها؛
– فجوة القدرات لرفع اخلربة التقنية والكفاءة لكافة الكوادر؛
– فجوة السياسات اليت ميكن أن تؤدي إىل استقاللية اهليئات التشريعية عن السلطة
التنفيذية؛
– فجوة املعلومات بهدف تقليل عدم جتانس املعلومات بني املنظم واملشغل واملستخدم؛
– فجوة املشاركة للسماح مبشاركة حقيقية للمواطنني يف عمل اهليئات التشريعية.
-3-2إصالح القطاع العام:
يعترب مدى التقدم يف املساءلة يف القطاع العام أمرا مهما بشكل خاص من أجل
النجاح يف تطبيق أجندة إصالح احلوكمة يف املنطقة .لقد مت تطوير اسرتاتيجيات
وخطط وطنية لقطاع املياه منذ نهاية التسعينات يف عدة دول يف املنطقة ،ومنها
البحرين وجيبوتي ومصر واألردن ولبنان وليبيا والسعودية وسوريا وتونس والضفة
الغربية وغزة واليمن .05وتدمج السياسات اجلديدة ما بني زيادة اإلمدادات املائية وما
بني إدارة الطلب .بعض الدول مثل مصر واألردن واملغرب قامت بإنشاء وحدات
مؤسسية للتخطيط والتنسيق على مستوى عال من أجل اجلمع ما بني الوزارات اليت
هلا تأثريات مباشرة أو غري مباشرة على قطاع املياه ،مثل الزراعة واإلسكان واملالية
والتجارة .وتشهد وزارات املياه يف املنطقة عمليات من إعادة اهليكلة املؤسسية لتطوير
املرونة والفعالية يف عملياتها عن طريق الالمركزية يف املهام.06
-4-2الشراكة بني القطاعني العام واخلاص:
كان إدخال مفهوم الشراكة بني القطاع العام واخلاص تطوراً مهماً يف تقديم اخلدمات
املائية يف الدول العربية ،ولكنه مل يستبدل توفري املياه من قبل القطاع العام كالوسيلة
األساسية يف تزويد هذه اخلدمات .لقد كان التأثري األساسي هلذا النهج حتريك رأس
املال اخلاص لتزويد اخلدمات يف املراحل العليا مثل معاجلة املياه والتحلية ،مع وجود
مدن قليلة فقط اختارت التحول حنو تزويد خدمات املياه للمستهلكني من قبل القطاع
اخلاص.01
هناك حاجة ماسة إىل جعل قضية حوكمة املياه ضمن األولويات لكافة الدول
خلطورتها وأهميتها ،وجعل اإلصالحات املؤسسية والتشريعية مسألة ذات أولوية يف
برنامج حوكمة املياه ،خللق إطار تشريعي أكثر توازنا حيقق التوافق بني مسؤولية القطاع
العام (احلكومة) ومصاحل القطاع اخلاص.
الرشيدة للحوكمة واختاذ القرار .ومتيزت قطاعات املياه باملركزية الشديدة يف مصر
واألردن وعمان ،حيث تؤدي احلكومة دورا كبريا ،وجنح املغرب يف تطبيق حوكمة
املياه الالمركزية بعد أن أنشأ روابط مستخدمي املياه الزراعية ،ووكاالت أحواض
األنهار اهليدرولوجية.43
مع ذلك ،جيب حتسني مبادئ املساءلة والتكامل والشفافية بصورة كبرية؛ إذ يفتقر
قطاع املياه إىل التخطيط االسرتاتيجي القانوني مع غياب قوانني املياه الشاملة ،وقد
يساعد التقييم املنهجي حلوكمة املياه على رصد تطوراته.
إن شأن تقييم حوكمة املياه أن يقدر حالة املوارد املائية ،وفعالية سياسات املياه
وخططها من خالل مؤشرات األداء اليت ميكن صياغتها لتقييم وقياس العناصر
التالية:41
-املنظمات واملؤسسات اجلديدة املستدامة؛ -التعديالت يف التشريعات واللوائح؛
-فحص التجمعات املائية :حتليالت أثر الضغط؛
-حتليالت اسرتداد الكُلفة بواسطة القطاع و/أو منطقة حوض النهر؛
-األهداف البيئية لألحواض النهرية؛ -أحواض األنهار ،وخطط إدارة املياه اجلوفية؛
-السياسات اجلديدة لتسعري املياه؛ -اخلطط الوطنية للمياه؛
-إشراك اجملتمعات احمللية وأصحاب املصلحة يف اختاذ القرار؛
-التنسيق بني وكاالت املياه. -منتديات احلوار بني أصحاب املصلحة؛
خالصة القول إن حوكمة املياه مسؤولية تضامنية تتطلب من مجيع املنتفعني
(اجلهات احلكومية ،اجملتمع املدني ،القطاع اخلاص) العمل على سد فجوة احلوكمة
الناجتة من ضعف اإلدارة املائية ،وعدم قدرة األنظمة والتشريعات على احلد من
املمارسات اخلاطئة يف التعامل مع املياه .حتى ميكن إعادة التوازن بني متطلبات
التنمية واحلفاظ على موارد املياه الطبيعية.
ثالثا :األركان األساسية لبناء احلوكمة الفعالة للمياه ودورها يف حتقيق التنمية
احمللية املستدامة.
يطرح هذا اجلزء وصفا مفصال لألركان األساسية لبناء احلوكمة الفعالة للمياه،
وتشتمل هذه األركان على :إعادة توجيه سياسات املياه ،وتفعيل التشريعات واللوائح
التنظيمية ،ومتويل قطاع املياه ،وتطوير القدرات التنظيمية ،والرصد والتقييم ،وإدارة
البيانات واملعلومات ،وتنسيق التعاون اإلقليمي والدولي ،والتثقيف وزيادة الوعي،
وتشجيع مشاركة أصحاب املصلحة ومتكينهم ،والتأكيد على حقوق املياه والعدالة
االجتماعية.
.1إعادة توجيه السياسات:
تضم صياغة سياسة املياه العديد من القرارات واجلهات الفاعلة والعمليات ،فلقد
أدى تطبيق اسرتاتيجيات إدارة املياه وفقا ألسلوب إدارة العرض ،بدون االهتمام الكايف
بكفاءة االستخدام والتخصيص ،إىل أمناط استهالكية للمياه غري مستدامة ،كما أعاق
غياب الشفافية ،واملشاركة ،واإلرادة السياسية عملية تطبيق السياسات.
-1-1التحول من إدارة األزمة إىل احلوكمة الفعالة املستدامة:
تضغط ندرة املياه الطبيعية يف املنطقة على نظم املياه ومؤسساتها ضغطا مستمرا.
وعملت إدارة املياه دوما يف وضع األزمة لتلبية الطلبات املتصاعدة بسرعة على املياه،
وكان اهلدف ببساطة ،هو توفري املياه ألكرب قدر ممكن من السكان ،ولكن لألسف مت
جتاهل مبادئ وممارسات احلوكمة الفعالة ،فضال عن إهمال األبعاد االجتماعية،
واالقتصادية والبيئية .ونادرا ما دخلت ممارسات احلوكمة الفعالة حيز التنفيذ ،مبا يف
ذلك مشاركة أصحاب املصلحة ،ومواجهة قضايا اإلنصاف؛ ويضاف إىل ذلك طغيان
احللول قصرية املدى (ملواجهة الطلب املتصاعد) يف مقابل التخطيط طويل األمد .42ويف
حاالت عديدة ،عانت املؤسسات املسؤولة عن صياغة السياسات من االختصاصات
املتضاربة و/أو امللتبسة ،واالفتقار للتنسيق الفعال.
.2إصالح املؤسسات:
لقد توافقت معظم اآلراء حول بعض املبادئ األساسية ،واليت تتمثل يف أن اإلطار
اجليد لصياغة سياسات املياه وتطويرها لن يتحقق بدون التفاعل بني املعرفة والسياسة
داخل البيئة املؤسسية.
-1-2بناء القدرات والتنمية:
من العوامل الرئيسية املؤدية للندرة املائية قصور املوارد البشرية ،حيث يشكل بناء
القدرات ،والتدريب ،وتنمية املؤسسات ركنا أساسيا لتنمية القطاع املائي؛ وتتطلب
تنمية القدرات تعزيز املوارد البشرية ودعم القدرات املؤسسية وخلق بيئة تنموية ممكنة
للقضاء على االنقسامات احلالية اليت تعيق التنمية املستدامة .وينبغي أن تُنمي املنظمة
الناجحة بنية كفء لصنع القرار ،وشراكة فعالة مع أصحاب املصلحة ،وروح من
الشفافية ،املسؤولية والتفويض املتقامسني مع املساءلة ،وإحساس بامللكية من قبل
مجيع األطراف املعنية ،ومكافآت نهاية اخلدمة املغرية ملوظفيها .44وقد يوفر تأسيس
األكادميية العربية للمياه التابعة للمجلس العربي للمياه ،وجملس وزراء املياه العرب
فرصا مهمة لتنمية القدرات.
-2-2التنسيق بني املؤسسات:
تتطلب احلوكمة الرشيدة عالقات جيدة بني املنظمات ذات الصلة مع مسؤوليات
وصالحيات منفصلة .وتتسم أغلب هذه املنظمات – سواء منها األهلية أو احلكومية –
مبحدودية سلطتها الرمسية أو العملية ،وقصور مواردها ،كما يعيق عملية التنسيق
املنافسة بني الوكاالت على امليزانيات وغريها من املوارد.45
-3-2الشفافية واملساءلة:
ال تكفي آلية احلوار واملشاركة لتحقيق احلوكمة الرشيدة ،إذ جيب توجيهها حنو
القرارات الصائبة القائمة على التوافق الصريح لآلراء ،وعلى أصحاب املصلحة أن
يتمتعوا بالقدرة على رصد جودة القرارات ،وكيفية تطبيقها ،ومقارنة أدائها بنماذج
البلدان أو املناطق األخرى ،وستحسن هذه العملية من احتمالية صنع قرارات رشيدة.
فالشفافية ليست غاية يف حد ذاتها ،ولكن ينبغي على السلطات أن تتعرض للمساءلة،
حيث إنها تعظم فرص احلوكمة الرشيدة.46
متثل تدابري مكافحة الفساد حمورا من حماور حوكمة املياه العادلة واملستدامة،
حيث أن هياكل القوى املبهمة أن تولد الفساد .وجيب أن تكافح حوكمة املياه
الرشيدة الفساد من خالل التوعية ،والالمركزية ،والشفافية ،وبرامج النزاهة واملساءلة،
وقبل كل شيء ،جيب أن تتصدر اإلرادة السياسية.
-4-2إدارة وتبادل املعلومات والبيانات:
تغدو البيانات املائية املوثوق بها عنصرا أكثر أهمية إلدارة شؤون املياه املستدامة.
ولكن من أكرب التحديات اليت تواجهها إدارة املياه اإلغفال عن نظم مجع البيانات
ورصدها ،ألنه ال ميكن ختصيص املياه ختصيصا فعاال بدون البيانات املائية.41
تدعم البيانات جهود التخطيط الكربى مثل املوازنة بني القطاعات الزراعية،
واحلضرية ،والصناعية يف الطلب على املياه أو ختصيص املياه لتحقيق التدفق البيئي،
كما ميكن أن حتسن البيانات من شفافية القرارات وعدالتها ،فضال عن دعم حتديد
األدوار ورصدها من أجل جودة املياه .وباملثل فإن البيانات تساعد املزارعني على
اختاذ قرارات أفضل حيال نوع احملصول ،وتوقيت زراعته ،وكمية األمسدة
املستخدمة.49
.3التشريع والتنفيذ:
تؤدي التشريعات املائية دورا مهما يف صياغة السياسات واالسرتاتيجيات املائية،
وتوفر اإلطار القانوني حلوكمة املياه ،واإلصالح املؤسسي ،واملعايري التنظيمية ،ونظم
اإلدارة ،وإنفاذ اللوائح.
بذلت معظم البلدان العربية جهودا لتنمية اإلطار املؤسسي والتشريعي اخلاص
حبوكمة املياه الرشيدة .وعلى الرغم من أنها تبنت منوذج اإلدارة املتكاملة للموارد
املائية ،فإنها ال تزال تفتقر إىل اآلليات التشريعية الداعمة لتطبيقه .وتتطلب التحديات
اجلديدة واملتفاقمة -كتعريفات املياه واسرتداد التكلفة –آليات مبتكرة مثل
وعلى رأسها البنك العاملي وصندوق النقد الدولي ،ففي جمال سقي األراضي الزراعية
مثال ،تعترب عملية إشراك اجملتمعات املستعملة للمياه شرطا أساسيا لقبول أي طلب
دعم مالي دولي .إال أن تطبيق اإلجراءات التشاركية ميدانيا ال يضمن بالضرورة إجناز
األهداف املرجو حتقيقها ،كما أنه ال يؤدي بالضرورة إىل أحسن النتائج .بل ويف بعض
األحيان فإن املقاربات التشاركية ميكن أن ينتج عنها آثار عكس التوقعات املرجوة
منها ،كما ميكنها أيضا أن تكون سببا يف تعطيل عمليات اختاذ القرار.52
يؤكد املبدأ العاشر من إعالن ريو بشأن البيئة والتنمية على أن " أفضل سبل
معاجلة القضايا البيئية هي مبشاركة
مجيع املواطنني املعنيني ،على املستوى املناسب " ،كما تؤكد غريها من وثائق
السياسة الدولية املعرتف بها على نطاق واسع على ضرورة وجود دور فعال للجمهور،
مبا يف ذلك املنظمات غري احلكومية العاملة يف جمال اإلدارة البيئية واملياه .ومن
األمثلة على ذلك بيان دبلن بشأن املياه والتنمية املستدامة وجدول أعمال القرن
احلادي والعشرين ،والبيان السياسي وخطة العمل " نوردفيك " )املؤمتر الوزاري بشأن
مياه الشرب واملرافق الصحية البيئية يف نوردفيك سنة ،(1334فضال عن املبادئ
التوجيهية للحصول على املعلومات البيئية واملشاركة العامة يف اختاذ القرار البيئي
50
)مؤمتر البيئة من أجل أوروبا سنة .)1335
-2-4التوعية والتعليم :عوامل التغيري:
يشرتك اجلميع يف إدارة املياه من خالل االختيارات السلوكية اليت يقومون بها ،ولن
يكون للحلول التكنولوجية أي جدوى ،إذا مل يتغري السلوك البشري بشكل جذري،
ويعد نشر الوعي العام والتعليم والتعريف باملمارسات واحلوافز السليمة اليت تهدف إىل
تعزيز األداء جزءا من إدراك ضرورة وجود هذه الرؤية اليت تضمن استدامة وعدالة
احلصول على قدر كاف من املياه.
يعترب الوعي العام هو األساس يف حوكمة املياه الفعالة ،واخلطوة األوىل للمشاركة
الفعالة والعمل امللموس .فبتعزيز التغيريات السلوكية واملمارسات اجليدة ،ميكن توفري
املياه وبالتالي تعزيز األمن املائي .وعلى الرغم من إعالن خمتلف الوزارات واهليئات
والقطاع اخلاص واملنظمات غري احلكومية محالت التوعية العامة املبتكرة وبرامج
التعليم والتدريب على احلفاظ على املوارد املائية ،فإن معظم هذه احلمالت مؤقتة
وليست مصممة وفقا الحتياجات جمموعات املستخدمني .54وميكن أن تصبح املنظمات
غري احلكومية الفاعل الرئيسي يف رفع مستوى الوعي ،ولكنها حتتاج إىل مزيد من
الدعم يف أداء هذا الدور .ومن الضروري صياغة برنامج توعية طويل األجل حبيث
يأخذ باالعتبار األبعاد االجتماعية واالقتصادية والبيئية احمللية واإلقليمية.
.5احلقوق املائية والعدالة االجتماعية:
ترتبط العدالة املائية مبفاهيم بيئية متعددة يصعب حصرها ،منها األمن املائي،
واحلكامة املائية ،واحلقّ يف احلصول على املياه ،والعيش يف بيئة نظيفة وصحية،
واحلق يف احلصول على املعلومات البيئية والتّقاضي بشأنها ،والشفافية املائية،
والرتاث اإلنساني املشرتك ،واملصاحل اجلماعية ،والعدالة بني اجليل نفسه والعدالة ما
بني األجيال ،والتدبري املشرتك للموارد املائية وتنميتها ،واالعتماد املتبادل البيئي،
واملسؤولية املشرتكة.55
تُسَلم الدول العربية بأن املياه سلعة عامة ،لكن احلقوق املالية املبهمة ،وكثرة
النزاعات والصراعات احمللية تسببت يف ضعف عملية صنع القرار املرتبطة بكفاءة
وعدالة استخدام املياه.
يف معظم البلدان العربية حتتل احلقوق املائية موضعا داخل السياق القانوني
التعددي ،لكن تتسم اآلليات القانونية املنظمة لتخصيص املياه بالتأخر يف عدة بلدان
عربية؛ فمن الضروري لذلك صياغة حقوق مائية حمددة ومتسقة كي تواجه التنافس
املتزايد بني مستخدمي املياه ،حيث ميكنها:56
-تعزيز عدالة استخدام املياه ،وحتسني اإلمدادات املائية للفئات اليت حُرِمت من
احلقوق املائية مسبقا؛
-حتسني كفاءة عمليات ختصيص املياه؛
غرض؟ " )مثل مبدأ املستخدم يدفع ،ومبدأ امللوث يدفع ،واسرتداد كامل التكلفة(؛
وأيضا اآلليات االقتصادية والتمويلية املتعلقة بالتخصيص األمثل واألكفأ للموارد املالية.
من أهم اإلصالحات اليت مست الدول العربية يف جمال إدارة املياه يف العقد األخري
زيادة دور القطاع اخلاص ،وشجع عجز احلكومة عن زيادة موارد رأس املال الكافية
لتمويل البنية التحتية الالزمة للمياه والصرف الصحي ،وتشغيلها ،وصيانتها على
مشاركة القطاع اخلاص .حيث تستطيع إدارة القطاع اخلاص وممارساته الفنية أن توفر
خدمات أكثر كفاءة.53
لذلك ،انتقلت حكومات بعض الدول العربية (كاجلزائر ،مصر ،األردن ،املغرب،
اإلمارات( من التوفري املباشر خلدمات املياه والصرف إىل أداء دور أكثر تعلقا بالناحية
اإلسرتاتيجية والتنظيمية .وقد جذبت اقتصاديات املياه األنظار إىل أهمية اآلليات
االقتصادية يف إدارة الطلب على املياه ،فمن شأن احملفزات االقتصادية –إذا توافقت
مع األوضاع احمللية– أن تضبط التوجه يف إدارة الطلب دون املساس باملنافع
االجتماعية االقتصادية وسبل العيش.
-2-6االستدامة االقتصادية واملالية:
ال شك يف أن حتقيق االستدامة البيئية واملالية أمر هام لضمان استمرار اإلمداد
خبدمات املياه والصرف؛ ولن تعمل املؤسسات املسؤولة عمال فعاال ومتكافئا إال إذا
توفر هلا الوسائل والتمويل الالزمني .ويف معظم حاالت املنطقة العربية ،حتصل
خدمات املياه على دعما كبريا لتغطية التكلفة اخلاصة بتوفري املياه ،ولكن مع زيادة
الضغط االقتصادي والطلب على املياه فإن النداءات املطالبة باسرتداد كامل التكلفة
تكتسب املزيد من الزخم ،وتتسم معدالت استعادة التكلفة يف البلدان العربية
باالخنفاض ،والتأثري يف االستدامة املالية للخدمات املائية.
-3-6كفاءة استخدام املياه:
ال بد من الفعالية والرتشيد البيئي يف استعمال املوارد املائية املتاحة وإدارتها كي
تسد الفجوة املتنامية بني العرض والطلب املائي .وحتتاج البلدان العربية إىل
دوليا حتدد واجبات البلدان الشاطئية ومسؤولياتها ،وترسي املبادئ التوجيهية لتنسيق
املوارد املائية املشرتكة ،وتديرها ،وختصصها.62
اخلامتة:
لقد أصبحت حوكمة املياه الفعالة عنصرا ضروريا لتحقيق التنمية املستدامة .ويتطلب
حتقيق األمن املائي تقدير القيمة احلقيقية للمياه مبا يف ذلك التكاليف االجتماعية،
والبيئية ،واملالية ،باإلضافة إىل تبين مناهج جديدة .وميكن أن يساعد حتليل فعالية
التكاليف على حتديد االسرتاتيجيات األكثر قدرة على مواجهة أزمة املياه املتصاعدة،
كما أنه من الضروري أيضا التوجه حنو إدارة الطلب على املياه جبانب إدارة العرض؛
ولذلك ينبغي أن تنطوي آليات صنع القرار على أسس احلوكمة الرشيدة مثل
الشفافية ،والتكامل ،واملساءلة ،واملشاركة النشطة ألصحاب املصلحة .كما أن مفهوم
حوكمة املياه الفعالة يرتسخ عرب مخسة أسس :الكفاءة ،واالستدامة االقتصادية
والبيئية ،واالستجابة الحتياجات التنمية االجتماعية االقتصادية ،واملساءلة أمام
أصحاب املصلحة واجلمهور ،وااللتزام بالقيم األخالقية واملعنوية.
من خالل هذا البحث مت التوصل إىل النتائج التالية:
– إن حوكمة املوارد واخلدمات املائية تكون أكثر فعالية بوجود مشاركة واسعة ألطياف
اجملتمع املدني مبا فيها أطراف اجملتمع واملنظمات غري احلكومية والقطاع اخلاص
واإلعالم اليت تدعم احلكومة وإداراتها احمللية وتؤثر فيها.
– تعترب احلوكمة أسلوب جديد يف التدبري والتسيري يدعم تذويب احلدود وتشجيع
التشارك بني املسريين واملساهمني واملواطنني وخمتلف املعنيني بقطاع املوارد املائية؛ كما
يشمل مصطلح احلوكمة مفاهيم جد هامة وأساسية أهمها الشفافية ،من خالل توفر
املعلومات الدقيقة يف وقتها وإفساح اجملال أمام اجلميع لإلطالع على املعلومات الضرورية
مما يساعد يف اختاذ القرارات الصاحلة ،وكذلك من أجل توسيع دائرة املشاركة والرقابة
واحملاسبة ومن أجل التخفيف من اهلدر وحماصرة الفساد.
دار، رؤيا لقضايا املياه واحلياة والبيئة: قضايا املياه يف العامل العربي، إمساعيل سراج الدين-44
.13 ص،2339 ، مصر،هال للنشر والتوزيع
44- Adil Najam, Mihaela Papa, Nadaa Taiyab, Global
Environnemental Gouvernance, op.cit, P15.
البيئة من أجل التنمية ورفاهية: توقعات البيئة للمنطقة العربية، برنامج األمم املتحدة للبيئة-46
.63 ص، مرجع سبق ذكره،اإلنسان
42- Peter Rogers , Alan W Hall, Effective Water Governance,
op.cit, P11 .
41- Atef Hamdy, La gouvernance de l'eau en Méditerranée,
op.cit, P08.
41- Rapport mondial sur la mise en valeur des ressources en
eau, Programme mondial pour l’évaluation des ressources en
eau, UNESCO, 2003, p 28:
http://unesdoc.unesco.org/images/0012/001295/129556f.pdf.
Page consulted le: (11/01/2015).
42- Colin Chartres, Samyuktha Varma, How to Solve the
World’s Water Problems, communication presented au:
International Water Management Institute, September, 2010, p5:
http:// wpengine.netdna-cdn.com/wp-
content/uploads/Out_of_Water_Brief.pdf. Page consulted le:
(25/12/1011).
، إدارة الندرة وتأمني املستقبل: حوكمة املياه يف املنطقة العربية، برنامج األمم املتحدة اإلمنائي-51
.130 ص،مرجع سبق ذكره
البيئة من أجل التنمية ورفاهية: توقعات البيئة للمنطقة العربية، برنامج األمم املتحدة للبيئة-52
.64 ص، مرجع سبق ذكره،اإلنسان
43- Raoudha Makkaoui, Jean-Luc Dubois, Nouvelles formes de
gouvernance dans le domaine de l’eau, Apports et limites de la
coopération décentralisée dans les pays en développement,
Coopération décentralisée et développement durable,
Développement durable et territoires fragile, Mai 2010, p8:
http://www.cirano.qc.ca/pdf/publication/2001RP-11.pdf. Page
consultée le: (11/01/2015).
-63برنامج األمم املتحدة اإلمنائي ،حوكمة املياه يف املنطقة العربية :إدارة الندرة وتأمني املستقبل،
مرجع سبق ذكره ،ص .133
-61املياه والتنمية ،سلسلة تقارير البنك الدولي ،2313 ،ص ،11نقال عن املوقع االلكرتوني:
تاريخ اإلطالع:)2315/33/19( :
http:// www.worldbank.org.
-62دليل كفاءة املياه ،املنتدى العربي للبيئة والتنمية ،2312 ،ص ،11نقال عن املوقع
االلكرتوني :تاريخ اإلطالع:)2315/33/19( :
http://www.afedonline.org/pdf/WEHar.pdf.