Professional Documents
Culture Documents
هل دخول الكليات العسكرية هو الحلم
هل دخول الكليات العسكرية هو الحلم
هل دخول الكليات العسكرية هو الحلم
يرتبط دخول الكليات العسكرية لدى كل شاب منذ نعومة أظفاره باألحالم التي تراوده ،سواء من القصص
التاريخية عن األبطال الذين سمع أو قرأ عنهم في التاريخ ،أو للصورة الذهنية المرتبطة بالعسكريين ،من مكانة
اجتماعية ووضع اقتصادي وغيرهما مما تتمتع به طبقة الضباط في كل جيوش العالم .فهل األمر يستحق دخول
إحدى الكليات العسكرية وهل أحالم الصبا تلك واقع أم خيال؟ خالل حديثنا في هذه المقالة عن الكليات العسكرية
والجيش ،فإن حديثنا يشمل ضمنيًا الشرطة أيضا.
في جيوش الدول القومية تلك ،وخاصة القمعية منها ،فما يهم هو التراب (الذي رسم حدوده المحتل األجنبي)،
حتى ولو على حساب البشر ،بدافع الوطنية ،وقد يفنى هؤالء البشر باسم الدفاع عن الدولة وفي الوقت نفسه
امتهان كرامتهم في الداخل ،وكما يقول جابرييل ماركيز :لم تكن الوطنية سوى اختراعا ً اخترعته الحكومة لكي
يحارب الجنود مجاناً .تلعب تلك الدول على وتر الوطنية ،ففي الوطنية أنت ودمك أرخص من الوطن ،لكن في
اإلسالم فأنت ودمك أغلى من الكعبة.
ومن يتابع قوانين تلك الجيوش سيجد أنها تضع الكثير من القيود على أعضائها أكثر من غيرها من المؤسسات؛
فمثال من الصعب جدا تركها بسهولة إال بعد مدة محددة ،وغالبا هم من يقررون ذلك وليس أنت ،ويكون من
الصعب االلتحاق بعمل آخر ألن معظم الوظائف في الجيش ال يوجد نظيرها في الحياة المدنية ،باإلضافة إلى
الكثير من القيود األخرى مثل السفر والزواج من أجانب ،وأشياء خاصة بالمظهر مثل الشعر والذقن ،وغيرها
الكثير ،لذا قبل أن يلتحق الفرد بأي مؤسسة يجب أن يعرف قوانينها والقيود التي تفرضها عليه.
ولتفادي تلك المعضالت بين الجيش والدولة ،يجب على الدولة أن توفر اآلتي
ً
مسؤوال عن المهام .1رئاسة مدني للجيش ووزارة الدفاع كما يحدث في معظم دول العالم ،ويكون
اللوجستية والميزانية
.2إلغاء التجنيد اإلجباري ،فذلك يجعل من الخريجين والشباب سخرة بعد التخرج لسنين بمرتبات ال تذكر،
كما أنهم في تلك الفترة ينسون دراستهم ويكونون عالة على أسرهم لضعف المقابل المادي .ومن ثم
وضع نظام التجنيد التطوعي ،كما في معظم دول للعالم ،وكما كان في الدولة اإلسالمية في بدايتها حتى
قدوم حاكم مصر محمد علي
.3أن يكون الشعب متمتعا بقدر ما من التسليح ،مثل الواليات المتحدة األمريكية وسويسرا ،فهو في أصعب
الظروف مميزاته أكبر من أضراره؛ إنه أمنع من أن يحدث انقالب على اإلرادة الشعبية واحتاللها،
فاالحتالل الوطني كما أخبرتنا التجارب أسوأ من االحتالل األجنبي .هو أيضًا أحصن للبالد من أن يتم
احتاللها من قوى أجنبية ،وأفيد للصالحين من الشعب لحماية أنفسهم من الطالحين الذين يسعون المتالك
السالح بطرق غير قانونية لترويع اآلمنين.
.4وضع مادة في الدستور تسمح للشعب بالدفاع الشرعي عن نفسه وأرضه ضد االنقالب أو االحتالل
العسكري
.5التحول إلى الالمركزية في اإلدارة بين المحافظات ،وأن يدير الشعب في المحليات نفسه بصورة أكبر،
وينتخب محافظيه ،وأن يخدم المحافظة قوات شرطة من أبناء المحافظة ،وأن تكون مسؤولية تعيين
مدير األمن من واجبات المحافظ ،لكي تكون حريصة على استقرار األمن ،بدال من التركيز على حفظ
نظام الحكم ،مع اإلبقاء على شرطة مركزية للتعاون بين المحافظات.
وفي النهاية نتذكر كلمات الشاعر أحمد مطر:
نموت كي يحيا الوطن ،يحيى لمن؟!!
من بعدنا يبقى التراب والعفن.
نحن الوطن
نحن الوطن!
إن لم يكن بنا كريما ً آمنًا
ولم يكن محترما ً ولم يكن ُح ًرا
فال عشنا وال عاش الوطن!
*الكاتب متنازل عن حقوق الملكية الفكرية لهذه المقالة ويحض عىل ر
نشها