Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 65

‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫االنحراف‬
‫النظريات النفسية في ٔ‬

‫أوالً‪ :‬التحليل النفيس والسلوك الجانح‬


‫ •ساهم التحليل النفيس مساهمة أساسية يف مفهوم السلوك الجانح وخفاياه ويف دراسة االنحراف‪.‬‬
‫ •فقد سلّطت هذه النظرية الضوء عىل‪:‬‬
‫‪ -‬دوافع السلوك الجانح لدى األحداث‬
‫‪ -‬وساعدت يف فهم تركيب شخصية العديد منهم‪،‬‬
‫مام ساعد يف وضع خطط تربوية وعالجية مالمئة‪.‬‬
‫ •إن كل التفسريات النفسانية األساسية لسلوك الحدث املنحرف‪ ،‬والشائعة حاليًا‪ ،‬تعتمد عىل‬
‫منطلقات كان للتحليل النفيس دور هام يف صياغتها‪:‬‬
‫‪ -1‬مشكلة التامهيات األولية‬
‫‪ -2‬مسألة الحرمان العاطفي‬
‫‪ -3‬مسألة مشاعر الذنب والنقص‬
‫وخصوصا عقدة أوديب‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -4‬مسألة العقد النفسية‬
‫ •كام أنه هناك لقاء لنظرية التحليل النفيس مع املنطلق العالئقي الذي يشكّل محو ًرا أساس ًيا يف‬
‫االتجاهات الحديثة لفهم الشخصية الجانحة‪.‬‬
‫طويل م ّر مبراحل عدة‪.‬‬
‫ •غري أن نظرة التحليل النفيس اىل هذه الشخصية عرفت تطو ًرا ً‬
‫فس املحللون األوائل االنحراف من‬
‫ •قبل الدراسات التحليلية النفسية النوعية لشخصيات الجانحني ّ‬
‫خالل نظرية العصاب‪ ،‬وحدث إبهام ما بني العصاب واالنحراف لفرتة من الزمن‪.‬‬

‫وميكن عرض تط ّور نظرية التحليل النفيس إىل هذا األمر كام ييل‪:‬‬
‫‪ -١‬تعميم نظرية العصاب عىل الجانحني‬
‫‪ -٢‬التعارض بني الجانح والعصايب‬
‫‪ -٣‬دراسة الجانح بشكل مستقل‬

‫‪1‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ -١‬تعميم نظرية العصاب عىل الجانحني‬


‫حدث هذا التعميم يف أوىل مراحل اهتامم التحليل النفيس بالسلوك الجانح‬
‫وقبل القيام بدراسات خاصة عىل املنحرفني‪.‬‬
‫وكانت هناك أسباب عدة تربره‪:‬‬
‫الجانح‬
‫ •يالحظ عند العديد من الجانحني‪ ،‬الكثري من االضطرابات النفسية التي مت ّيز الحياة العصابية‪.‬‬
‫ •املنحرف شبيه بالعصايب من حيث‪:‬‬
‫‪ -١‬رسعة تف ّجر القلق النفيس لديه‬
‫‪ -٢‬عدم استقراره‬
‫‪ -٣‬رسعة انفعاله‬
‫‪ -٤‬نقص نضجه الشخيص‬
‫‪ -٥‬عدم متكّنه من االرتباط بعالقات عاطفية مستقرة وناضجة‪،‬‬
‫وخاصة االضطرابات الجنسية التي تالحظ عنده بكرثة‪.‬‬
‫ •كام أن دراسة بعض الترصفات الجنائية تثبت عالقتها بـ‪:‬‬
‫‪ -١‬عقدة أوديب‬
‫‪ -٢‬عقدة الحسد األخوي‬
‫‪ -٣‬الرغبة يف التعويض القضيبي‪.‬‬
‫وكلها من مكونات العصاب األساسية‪.‬‬

‫ •(العصايب) وعىل العكس‪،‬‬


‫وخصوصا دوافعه ونزواته املكبوتة يف الالوعي‪ ،‬تظهر أن‪:‬‬
‫ً‬ ‫فإن دراسة الحياة النفسية للعصايب‬
‫‪ -‬هناك شحنات هائلة من النوازع العدوانية والجنسية وغري الخلقية‪ ،‬وميول لترصفات إجرامية‬
‫ •كام أن دراسة أحالم العصايب وكوابيسه‪ ،‬تشري إىل كرثة موضوعات‪:‬‬
‫‪ -‬الجرح والدم‪ ،‬والخ‪...‬‬ ‫ب‬
‫‪ -‬االعتداء والرض ‬ ‫ت‬
‫‪ -‬املو ‬ ‫‪ -‬االقتتا ل‬ ‫ ‬ ‫‪ -‬العدوان‬
‫وهي أمور مت ّيز حياة بعض الجانحني الذين ينزعون اىل العنف‪.‬‬

‫ •لكل ذلك اعترب االنحراف يف البداية كشكل من أشكال العصاب‪ ،‬وعومل عىل هذا‬
‫األساس من الناحية العلمية بعد أن اطلق عليه اسم اضطرابات الطباع‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫املبسط)‬
‫(عدم إمكانية التعميم ّ‬
‫املبسط‪.‬‬
‫برغم هذا التشابه‪ ،‬فقد اتضح ملحللني عدم إمكان التعميم ّ‬
‫‪1.1‬هنالك جانحون ينتج انحرافهم عن أسباب مرضية نفسية‪ ،‬ويخفى عصابهم وراء اضطرابات خلقية‬
‫وسلوكية‪ .‬ولكن ال ميكن مطلقًا إرجاع جميع املنحرفني إىل هذه الفئة‪.‬‬
‫‪2.2‬وأثبتت األبحاث التالية أن حوايل ‪ ٪٨٠‬من الجانحني ال يتم ّيزون مطلقًا عن الناس العاديني من‬
‫حيث ظهور األعراض العصابية لديهم‪.‬‬
‫ومن الرضوري عند بحث حالتهم التمييز الواضح بني الشخصية الجانحة والشخصية العصابية‪.‬‬
‫‪3.3‬كام أن األعراض العصابية عند الجانحني ليست هي املسؤولة بالرضورة عن انحرافهم‬
‫فالعالقة بينها وبني السلوك الجانح ليست سببية‪.‬‬

‫(العصايب)‬
‫من ناحية أخرى‪،‬‬
‫ •كل امليول ذات الطابع العدواين والالخلقي التي تظهر يف أحالم العصايب‪:‬‬
‫‪ -‬متثّل حياته الالواعية‬
‫‪ -‬ال تتعدى غالبًا املستوى الهوامي‬
‫‪ -‬وال تتجسد إال يف حاالت نادرة يف سلوك جانح‬
‫ •هي مصدر قلق له‪ ،‬يحاول عادة اتخاذ جميع االحتياطات ملنعها من الظهور عىل مرسح السلوك‬
‫لدرجة أن الخوف من ظهورها يصبح وسيلة للتعبري عن قلقه املريض‪.‬‬
‫ •هذه الهوامات الالاجتامعية والنوازع املكبوتة غري الخلقية‪ ،‬ال تؤدي أبدًا‪ ،‬حتى ولو ظهرت بأشكال‬
‫مقنعة يف السلوك‪ ،‬اىل النمط الجانح من الوجود‪.‬‬
‫ •االنحراف ال يقاس بفعل او اكرث مخالف للمعايري االجتامعية‪ ،‬بل هو أسلوب حياة مضاد للمجتمع‬
‫له نوعيته‪.‬‬
‫ •كام ان االضطرابات العصابية التي تالحظ عند بعض الجانحني تظل ثانوية بالنسبة لالضطراب‬
‫األسايس وهو التو ّجه نحو «الحياة الجانحة»‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫أخ ًريا‪ ،‬تؤدي نفس العوامل أحيانًا إىل نتيجتني مختلفتني‪:‬‬


‫ •الحرمان العاطفي يف الطفولة املبكرة قد تؤدي اىل العصاب او الذهان او االنحراف‪.‬‬
‫ •الحرمان من حب األم نتيجة تفاعله مع بقية القوى الفاعلة يف املجال األرسي والحيوي‪،‬‬
‫يولد رصاعات نفسية تنتهي بتو ّجه بنية الشخصية قيد التشكّل‪ ،‬نحو النمط العصايب أو الجانح‬
‫من الوجود‪.‬‬
‫ •ونكون هنا أمام فروق نوعية بني االستجابة الجانحة واالستجابة العصابية للحرمان‪ ،‬من املهم‬
‫ج ًدا أن نعرف طبيعتها حتى نحدد طريقة عالجها‪.‬‬

‫كل هذه النقاط أدت باملحللني إىل تبني منطلق مضاد لألسبق متا ًما وهو‬
‫التعارض بني الجانح والعصايب‪.‬‬

‫‪ -٢‬التعارض بني الجانح والعصايب‬

‫هناك عدة فروق نوع ّية بني العصايب والجانح‬


‫ال تتعلق بأسباب االضطراب‬
‫بل ببنية الشخصية وتو ّجه العمليات النفسية‬
‫ميكن تلخيصها يف ‪ ٣‬أساسية‪:‬‬

‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬


‫تو ّجه الرصاع‬
‫املوقف من الدميومة‬ ‫املوقف من الذات‬
‫واملوقف من اآلخرين‬

‫‪4‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ ١‬تو ّجه الرصاع‬


‫الجانح‬ ‫العصايب‬
‫• رصاعات العصايب تظل عىل •اما الجانح رصاعاته تتخذ عادة‬ ‫ ‬ ‫الرصاع‬
‫الطابع العالئقي‪.‬‬ ‫أساسا‬
‫املستوى النفيس الداخيل ً‬
‫وال تربز للخارج سوى آثار هذا‬
‫الرصاع‪.‬‬
‫ •الحرمان عند الجانح يولد عنده‬ ‫•نقص الحب األمومي‬ ‫ ‬ ‫مشكلة العدوان‬
‫نفس اآلالم الوجودية ونفس‬ ‫وعدم إحساس الطفل بأنه‬ ‫يعاين منها كالهام‪:‬‬
‫مرغوب فيه يؤدي عند العصايب االرجاع العدوانية‬ ‫ •تتخذ اتجاها مضا ًدا‬
‫إىل شحنة هائلة من العدوان •لكن العدوان يتوجه إىل الخارج‬ ‫عند األول عنها عن‬
‫يف مت ّرد عىل السلطة وعىل الحياة‬ ‫•لكن هذه الشحنة ترتد عىل‬ ‫ ‬ ‫الثاين‪.‬‬
‫االجتامعية املتكيفة‪.‬‬ ‫الذات وتولّد معاناة وجودية‬
‫ •فهو بدل ان يستجيب مبشاعر‬ ‫عنيفة‬
‫الذنب يحتج عىل حرمانه من‬ ‫•هو يعيش الحرمان واإلهامل‬ ‫ ‬
‫رد فعل يتضمن درجة عالية من‬ ‫كإدانة له وتتولد لديه مشاعر‬
‫الحيوية ويطالب بحقه يف الحب‬ ‫الدونية والذنب‬
‫•هذه املشاعر متنعه من توكيد •وبإدانة اآلخرين الذين منعوا‬ ‫ ‬
‫عنه الحب‬ ‫ذاته ومن الوصول اىل مرحلة‬
‫ •ووضع اآلخرين يف موضع‬ ‫االستقالل واالعتزاز بالنفس‬
‫املتهمني يربر اضطهاده لهم‬ ‫الرضوريني ملجابهة الحياة‬
‫وعدوانه عليهم‪.‬‬ ‫واآلخرين‬
‫•لذلك يظل يف حالة عجز تجاه •يتخذ الفعل الجانح عندها طابع‬ ‫ ‬
‫التعويض عن الغنب الذي لحق‬ ‫العامل الخارجي‬
‫به‪.‬‬ ‫•خاصة وأن هذا العامل يتض ّخم‬ ‫ ‬
‫ •وبدل ان تنحرس شخصيته‬ ‫يف قيمته وأهميته بنسبة‬
‫وقيمته الذاتية تجاه العامل‬ ‫تضاؤل قيمة وأهمية ذات‬
‫الخارجي‪ ،‬كام هو حال العصايب‪،‬‬ ‫العصايب‪.‬‬
‫تضخم يف القيمة الذاتية‪،‬‬
‫ً‬ ‫نجد‬ ‫•يؤدي العدوان بكل ما يصحبه‬ ‫ ‬
‫وتوسعاً يف الشخصية عىل‬
‫ّ‬ ‫من معانات وقلق ومشاعر‬
‫حساب العامل الخارجي‪( .‬إدماج‬ ‫دونية اىل ازدراء الذات ونقمة‬
‫العامل بشكل عدواين)‪.‬‬ ‫وميل اىل تحطيمها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ ١‬تو ّجه الرصاع‬


‫الجانح‬ ‫العصايب‬
‫• ويصبح األنا (عنرص التنسيق‬ ‫ ‬ ‫ •‬
‫بني الحاجات الذاتية ومتطلبات‬
‫الواقع) غاية يف حد ذاته بدل ان‬
‫منسق بني الذات‬ ‫يكون مجرد ّ‬
‫والواقع‪.‬‬
‫•فهو ال يعرتف مبا عداه (األنا)‬ ‫ ‬
‫باآلخر إال كجزء من األنا‪ ،‬او‬
‫باألحرى كأداة يف خدمة أغراض‬
‫ورغبات األنا ميكن استغاللها عند‬
‫الحاجة‬
‫•يؤدي ذلك إىل انعدام التمييز بني‬ ‫ ‬
‫العامل الداخيل والعامل الخارجي‬
‫•وبالتايل فالرغبة يف يشء ما‪ ،‬تعني‬ ‫ ‬
‫يف نفس الوقت امتالكه‪.‬‬

‫ •اما الجانح فإن عدوانه يتوجه‬ ‫ •عند العصايب هناك عدوان‬ ‫اتجاه العدوان‪:‬‬
‫أيضً ا نحو الذات يف نفس‬ ‫مو ّجه للخارج ولكنه يظل‬ ‫ليس وحيد االتجاه يف‬
‫الوقت الذي يتخّذ طابع التمرد‬ ‫عدوانًا غري مبارش‬ ‫الحالتني‪.‬‬
‫التدمريي عىل العامل الخارجي‪.‬‬ ‫ •وهناك تضخّم للذات ونف ًيا‬
‫ •يأخذ العدوان املو ّجه نحو الذات‬ ‫لآلخرين ولكنه يظل عىل‬
‫طابع السلوك االنتحاري الذي‬ ‫مستوى ذايت خيايل‬
‫يالحظ عند معظم الجانحني‬
‫مثل‪ :‬سلوك املغامرة وتعريض‬
‫النفس لألخطار بدون مربر)‪.‬‬
‫ •كام أن وراء األنا املتضخمة‬
‫مشاعر دفينة بالدونية والذنب‬
‫وانعدام القيمة الذاتية‬
‫تتخذ عادة طابع الدونية‬
‫االجتامعية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ ٢‬املوقف من الذات‬
‫العصايب‬ ‫الجانح‬
‫ •يهرب يف ذاته‬ ‫ •يهرب من ذاته‬ ‫املوقف من الذات‬
‫•يعاين العصايب من صعوبة‬ ‫ ‬ ‫•يتجنب الجانح مواجهة‬ ‫ ‬
‫االنغراس يف الواقع املادي‬ ‫الرصاعات النفسية ويته ّرب‬
‫•هو يتج ّنب هذا الواقع مرتدًا‬ ‫ ‬ ‫من القلق الداخيل ومن اآلالم‬
‫اىل الذات يك يغرق يف هواماتها‬ ‫النفسية التي تتولد عن هذه‬
‫وتخيالتها‪.‬‬ ‫الرصاعات وكذلك القلق‪.‬‬
‫•وعىل عكس الجانح‪ ،‬الذي‬ ‫ ‬ ‫•أصعب األمور عىل الجانح هو‬ ‫ ‬
‫يتج ّنب اإلحساس باآلالم‬ ‫اإلحساس بآالمه املعنوية بشكل‬
‫املعنوية والذاتية‬ ‫فعيل‪.‬‬
‫نجد العصايب يجرت هذه اآلالم‬ ‫•فهو يصاب بالذعر أمام كل ذلك‬ ‫ ‬
‫ويعممها عىل الواقع املادي‪.‬‬ ‫مام يجعل الحديث معه حول‬
‫•ويتناسب اجرتاره آلالمه الذاتية‬ ‫ ‬ ‫هذه اآلالم أم ًرا يف غاية الصعوبة‪.‬‬
‫من حيث الش ّدة مع انخفاض‬ ‫•هو يته ّرب منها باالنغامس‬ ‫ ‬
‫مراعاة الواقع وتقديره بشكل‬ ‫يف الواقع املادي وباألحداث‬
‫صحيح ومواجهته انطالقًا من‬ ‫والوقائع التي تعرتض حياته‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫اليومية‪.‬‬
‫•هو يصبغ الواقع بصبغة ذاتية‬ ‫ ‬ ‫•الحرمان من الحب يتح ّول‬ ‫ ‬
‫تؤدي اىل تضخيم ما يتضمنه‬ ‫برسعة اىل مسألة حرمان مادي‬
‫من صعوبات وعراقيل وأخطار‬ ‫من هذا األمر او ذلك‬
‫متنعه من الترصف بشكل عميل‬ ‫•والشكوى الوجودية من اإلهامل‬ ‫ ‬
‫وف ّعال‪.‬‬ ‫تأخذ طابع االحتجاج عىل حرمان‬
‫مادي او رفض طلب ظريف‪.‬‬
‫ •الجانح ال يدرك من الواقع اال ما •العصايب يش ّوه الواقع من ناحية‬ ‫وظيفة الواقع‬
‫تضخيم أخطاره ومشكالته‬ ‫يحمله من لذة آنية او إحباط‬ ‫وهي مضطربة لدى‬
‫ •وبالتايل تضخيم عجزه هو تجاه‬ ‫آين‬ ‫االثنني‪.‬‬
‫هذا الواقع‪.‬‬ ‫ •وال يستطيع مراعاة الواقع يف‬
‫جميع أبعاده‬
‫ •وموقفه من الواقع اضطهادي‬
‫أساسا‪.‬‬
‫ً‬
‫والواقع يف الحالتني مصطبغ بصبغة ذاتية ال شك فيها‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ ٣‬املوقف من الدميومة‬
‫ •رغم اضطراب الدميومة يف الحالتني من حيث تناسق أبعادها الثالثة (املايض والحارض‬
‫واملستقبل) يف وحدة لها طابع التسلسل املستمر‬
‫فإن ذلك االضطراب يتخذ شكلني مختلفني عند كل منهام‪.‬‬

‫العصايب‬ ‫الجانح‬
‫ •الجانح يهرب من املايض ويهرب من املستقبل • يهرب العصايب من الحارض‪.‬‬
‫أيضا‬
‫ً‬
‫ •الجانح يهرب يف الحارض‬

‫ •العصايب يغرق يف ماضيه مج ًرتا تاريخه مبا‬ ‫•يظهر معظم الجانحني عج ًزا واض ًحا يف‬ ‫ ‬
‫يحفل به من تجارب ومآس‬ ‫التخطيط للمستقبل‬
‫ميل كب ًريا للهروب من املايض وآالمه •كام قد يغرق يف املستقبل مبا فيه من خطط‬ ‫•يظهرون ً‬ ‫ ‬
‫وتصورات وهمية وحلول سحرية‪ ،‬مام‬ ‫لدرجة انهم يعجزون عن االستفادة من‬
‫رصف الف ّعال‬‫يبعده عن مجابهة الحارض والت ّ‬ ‫تجارب املايض‬
‫تجاهه‪.‬‬ ‫•ويظلون أرسى إغراءات اللحظة الراهنة غري‬ ‫ ‬
‫مكرتثني ملا ستجره هذه اإلغراءات من نتائج •الحارض ومجابهته تثري لدى العصايب قلق‬
‫تجسيد الرغبات واملخاوف‪ ،‬لذلك فهو يهرب‬ ‫وخيمة عىل مصالحهم يف املستقبل‬
‫مام هو كائن اىل ما كان او ما سيكون‪.‬‬ ‫•يهمهم اآلين والظريف‪ ،‬وأمام ضغوطه‬ ‫ ‬
‫ومغرياته تنهار العربة من تجارب املايض‬
‫ويتالىش االحتياط للمستقبل‪.‬‬

‫•هذه الفروقات النوعية يضمها فرق أسايس هو األسلوب العام للوجود من ناحية‪ ،‬وبنية‬ ‫ ‬
‫الشخصية من ناحية ثانية‪.‬‬
‫•فاالنحراف قبل هذه السمة او تلك‪ ،‬هو تو ّجه حيايت عام يتم ّيز بالعداء للمجتمع ومعايريه‪،‬‬ ‫ ‬
‫والدخول يف حالة الرصاع معها‪.‬‬
‫أيضا بنمط من الوجود العاجز أمام املجتمع وأمام اآلخرين وبالتايل من‬ ‫•أما العصاب‪ ،‬فيتم ّيز ً‬ ‫ ‬
‫االنقياد الراضخ‪ ،‬وأحيانًا من التم ّرد الفاشل تجاه هذا املجتمع‪.‬‬
‫مستقل بذاته يف أبحاث التحلييل النفيس‪.‬‬
‫ً‬ ‫•هذه الفروقات جعلت دراسة السلوك الجانح بابًا‬ ‫ ‬

‫‪8‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ -٣‬دراسة الجانح بشكل مستقل‬


‫م ّرت هذه الدراسة مبراحل أساسية أهمها ثالث‪:‬‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫االهتامم باألنا والعالقات‬ ‫الجانح إنسان‬ ‫الجانح إنسان‬
‫(اضطرابات األنا لدى الجانح)‬ ‫ذو أنا أعىل عنيف‬ ‫بدون أنا أعىل‬

‫‪ ١‬الجانح إنسان بدون أنا أعىل‬


‫•أول محاولة لتفسري الجانح كانت القول بغياب األنا األعىل لديه‬ ‫ ‬
‫•وكان ايكهورن هو من تق ّدم بهذا االفرتاض التفسريي يف كتابه (الشباب الجامح) الذي وضعه بعد‬ ‫ ‬
‫عمله العالجي مع جامعة منهم‪.‬‬
‫•كان املربر لذلك االفرتاض‪ ،‬أن سلوك هؤالء الجانحني الذي يتميز بالعنف والندم‪ ،‬وعدم اإلحساس‬ ‫ ‬
‫بآالم اآلخرين‪ ،‬يجعل املراقب يعتقد أنهم يفتقدون الحس الخلقي متا ًما وينجرفون يف تيار نزواتهم‬
‫•وحيث أن املسؤول عن هذه الوظائف هو األنا األعىل (مركز الضبط الخلقي ومشاعر الذنب‬ ‫ ‬
‫ومحاسبة الذات) فقد ظن أيكهورن أن الجانحني يفتقدون هذا االنا األعىل او انه ضعيف جدًا‬
‫لديهم بشكل يجعله عاج ًزا عن القيام بوظائفه الخلقية‪.‬‬
‫•ويكون الجانح بالتايل راز ًحا تحت وطأة الهو (مركز الشهوات والغرائز والنوايا الالخلقية) مام يجعله‬ ‫ ‬
‫يعتدي عىل الحرمات ويخرق القوانني االجتامعية بشكل أناين‪.‬‬

‫ •إال أن املالحظات الدقيقة اثبت فيام بعد صعوبة األخذ بهذا االفرتاض‬
‫ •فالجانح الشائع ال يختلف كث ًريا عن الناس العاديني‪ ،‬وعنفه وأنانيته وخرقه للمعايري الخلقية ليست‬
‫بالصفات العامة التي مت ّيز حياته بشكل دائم‪ ،‬بل يقترص ظهورها عىل مناسبات مع ّينة‪.‬‬
‫ •خارج هذه املناسبات‪:‬‬
‫‪ -‬يظهر الجانح عادة قدرة حسنة عىل التعاطف مع اآلخرين‬
‫‪ -‬وتنتابه مشاعر الندم‬
‫‪ -‬ويستطيع التمييز بني الخطأ والصواب‪ ،‬وبني الخلقي والالخلقي‪.‬‬
‫ •كام انه يف حاالت أخرى يظهر الكثري من الحياء والتأثر‪ ،‬ويندفع يف ترصفات غريية تذهب بعيدًا‬
‫(تضحية الذات من اجل اآلخرين)‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫ثم اتّضح لفرويد ولبعض املحللني الذين عالجوا بعض حاالت االنحراف‪ ،‬أن‪:‬‬
‫ •وراء هذا القناع من القسوة املفرطة واألنانية وعدم مراعاة اآلخرين‪ً ،‬‬
‫ميول دفينة تعصف بالجانح‬
‫وتدفع به إىل تحقري ذاته وتحطيمها‪.‬‬
‫ •كام تدفع به أحيانًا إىل القيام بأفعال تظهر جميع الدالئل عىل أن املح ّرك األسايس وراءها هو‬
‫البحث عن العقاب‪.‬‬
‫خصوصا يف حالة الجانحني املعتادين الذين يكررون وينتقلون ما بني حياة السجن‬ ‫ً‬ ‫ •يظهر ذلك‬
‫والحياة الحرة‪.‬‬
‫ •أ ّدت هذه املالحظات اىل تغيري كيل يف النظرة اىل الجانح وقلب االفرتاض السابق اىل عكسه‪.‬‬

‫‪ ٢‬الجانح إنسان ذو أنا أعىل عنيف‬


‫ • ليس الجانح إنسانًا مجر ًدا من األنا األعىل بل هو ضحية أنا أعىل عنيف ميارس عىل صاحبه نو ًعا‬
‫من الهمجية‪ ،‬ويدفعه باستمرار إىل وضعيات تنتهي بالعقاب‪ ،‬والحط من القيمة الذاتية‪.‬‬
‫ •وهو بذلك يحرمه من الوصول إىل النجاح أو إىل العيش الالئق ويدفعه باستمرار إىل البقاء يف‬
‫وضعية املدان‪.‬‬
‫ • يلتقي حول هذا االفرتاض كل من فرويد وميالين كالين واتباعهام‪ .‬لكن هناك اختالف يف املنطلق‬
‫الذي أدى إىل هذه النتيجة‪.‬‬

‫‪ -١‬رأي فرويد‬
‫•يقول فرويد أن الجانح يرتكب أفعاله املضادة للمجتمع بحثًا عن العقاب‪.‬‬ ‫ ‬
‫ويفعل ذلك ألنه مدفوع مبشاعر ذنب ناتجة عن أنا أعىل مفرط يف قسوته ويتطلب العقاب بشكل‬
‫دوري ليك يهدأ‪.‬‬
‫•وسبب نشأة هذا األنا العىل العنيف هو فشل حل عقدة أوديب‪.‬‬ ‫ ‬
‫•يظل الطفل متعلقًا بأمه ومشحونًا بالنوايا العدوانية الالوعية تجاه األب‪.‬‬ ‫ ‬
‫•هذه النوايا العدوانية تطلق مشاعر ذنب شديدة وخوف من انتقام األب‪.‬‬ ‫ ‬
‫•وهكذا يتك ّون لديه انا أعىل عىل صورة هذا األب الهوامي‪ :‬األب العنيف‪ ،‬املنتقم‪ ،‬والذي يعاقب‬ ‫ ‬
‫الطفل عيل نواياه العدوانية والتملكية‪.‬‬
‫•هذا األنا األعىل يتم ّيز بالعنف‪ ،‬يف حني يفرتض ان يتم ّيز يف الحاالت السوية بالرأفة والتشجيع‬ ‫ ‬
‫والتقدير‪ ،‬باإلضافة اىل الحساب املتشدد عىل األخطاء‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ -١‬رأي فرويد‬

‫•ويظهر العنف عىل شكل مشاعر ذنب قوية تحتاج إىل عقاب يك تهدأ‪.‬‬ ‫ ‬
‫•ولذلك فالجانح تب ًعا لفرويد مدفوع يف انفعاالته بالبحث الالواعي عن العقاب‪ ،‬إال أن جميع هذه‬ ‫ ‬
‫الدوافع تكبت عادة وال يعي اإلنسان سوى آثارها املؤملة‪.‬‬
‫فس فرويد واتباعه ظاهرة التكرار عند بعض الجانحني الفاشلني من خالل هذا االفرتاض‪.‬‬ ‫•وقد ّ‬ ‫ ‬
‫•فالجانح الفاشل املك ّرر‪،‬‬ ‫ ‬
‫يبدو كأنه لديه انجذابًا نحو السجن‪.‬‬
‫يعطي االنطباع كأنه ينحرف يك يعاقب‪.‬‬
‫ويف السجن يبدو عليه الهدوء ألن العقاب يسكت صوت األنا األعىل‪.‬‬
‫بعد خروجه ال متيض فرتة طويلة من الزمن يف حياة الحرية حتى يتحرك األنا األعىل من جديد‬
‫مطال ًبا بالعقاب من خالل إثارة مشاعر الذنب الشديدة‬
‫ويستجيب الجانح لذلك بالعدوان والسلوك املضاد للمجتمع فيعاقب من جديد‬
‫وهكذا ترتسخ الحلقة املفرغة التي مت ّيز حياة هؤالء املك ّررين‪:‬‬
‫مشاعر ذنب ‪ -‬سلوك عدواين جانح ‪ -‬عقاب ‪ -‬مشاعر ذنب‪.‬‬
‫•لكن هذا االفرتاض التفسريي ال ينطبق عىل جميع الجانحني‪ ،‬ويصلح فقط لفهم االنحراف النابع‬ ‫ ‬
‫عن مشاعر ذنب مرضية‪.‬‬
‫•ونسبة هذه الحاالت تبقى محدودة بالقياس إىل جمهرة الجانحني الذين ال يتمنون سوى البقاء‬ ‫ ‬
‫طلقاء واالستمتاع بثامر الحياة الجانحة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ -٢‬الجانح إنسان ذو أنا أعىل عنيف‬

‫‪ -٢‬رأي ميالين كالين‬


‫أساسا بأنا أعىل عنيف وهمجي‪.‬‬‫•تقول ميالين كالين أن الجانح مدفوع ً‬ ‫ ‬
‫•وهي تختلف مع فرويد حول نشأة هذا األنا األعىل الهمجي‪.‬‬ ‫ ‬
‫•يرده فرويد إىل عقدة اوديب ما بني السنة الثانية والنصف والخامسة او السادسة من العمر‪.‬‬ ‫ ‬
‫•بينام ترى ميالين كالين ان األنا األعىل سابق لعقدة اوديب ويتك ّون يف السنة األوىل من الحياة‪.‬‬ ‫ ‬
‫•هي ترجعه اىل العالقة األولية مع االم من خالل تجربة الرضاعة‪.‬‬ ‫ ‬
‫•فالطفل عندما يرضع تتكون لديه صورة ما عن االم‪ ،‬وبالتايل عن نفسه من خالل نوعية تجربة‬ ‫ ‬
‫الرضاعة‪.‬‬
‫•اذا كانت هذه التجربة وما رافقها من عالقة‪ ،‬سارة ومطمئنة ومشبعة للطفل‪،‬‬ ‫ ‬
‫تك ّونت لديه صورة إيجابية عن األم‪ .‬وهذا ما تطلق عليه ميالين كالين اسم صورة «األم الصالحة»‪.‬‬
‫•أما اذا كانت هذه التجربة مؤملة او محبطة‪ ،‬ومل يحصل الطفل من خاللها عىل االرتياح والطأمنينة‬ ‫ ‬
‫فتتكون لديه صورة سلبية عن األم‪ .‬وهو ما تطلق عليه كالين اسم صورة «األم السيئة»‪.‬‬
‫•صورة األم هذه سواء كانت إيجابية‪ :‬األم الصالحة‪ ،‬ام سلبية‪ :‬األم السيئة‪ ،‬تشكل النواة األوىل‬ ‫ ‬
‫لكل صورة تالية يك ّونها الطفل عن اآلخرين وعن العامل من جهة‬
‫ولكل صورة يك ّونها عن ذاته وعن وجوده من جهة ثانية‪.‬‬
‫ويتم ذلك من خالل االجتياف‪.‬‬
‫•وهكذا تؤدي صورة األم الصالحة إىل تكوين صورة إيجابية عن الذات‪ ،‬وبالتايل تنىشء أنا أعىل‬ ‫ ‬
‫ودو ًدا ورفيقًا‪.‬‬
‫•أما الصورة السيئة فتؤدي اىل تكوين قيمة سلبية عن الذات‪ ،‬واىل تكوين أنا أعىل همجي عنيف‬ ‫ ‬
‫ميارس بطشه عىل الطفل‪.‬‬

‫ •ومهام كانت األم متعاطفة مع الطفل فالعالقة بينهام مع ّرضة لتكوين صورة سلبية عنها‪.‬‬
‫ •يحدث ذلك يف الحاالت العادية ألن أول اجتياف فمي لصورة األم يتم خالل املرحلة الفمية السادية‬
‫يف نهاية السنة األوىل‪.‬‬
‫حيث تكون امليول السادية (العنف الفمي من خالل العض واالبتالع والتملك) عنيفة وتصبغ‬
‫بطابعها الصورة التي يك ّونها عن االم وعن ذاته‪ ،‬ويؤدي ذلك إىل نشأة أنا أعىل عنيف‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ -٢‬الجانح إنسان ذو أنا أعىل عنيف‬


‫‪ -٢‬رأي ميالين كالين‬

‫•هذه الصور الداخلية تسقط عىل الخارج يف خطوة ثانية‪ ،‬فتتلون املوضوعات الخارجية (األشخاص‬ ‫ ‬
‫اآلخرون) بهذه الصبغة السادية‪.‬‬
‫•وهكذا يرزح الطفل تحت وطأة الخوف من أن يتلقى من املوضوعات الخارجية الحقيقية‪ ،‬ومن‬ ‫ ‬
‫أناه األعىل هجامت انتقامية ذات قسوة ال تتصور‪.‬‬
‫•ويدفع به ذلك إىل الهجوم بدوره من الخوف الذي توحيه له موضوعاته الخارجية والداخلية‪.‬‬ ‫ ‬
‫•ويحاول خاللها إسكات صوت األنا األعىل بالقضاء عىل املوضوعات التي تغذيه (األم السيئة‬ ‫ ‬
‫واألشخاص العدوانيني الخطريين خيال ًيا)‪.‬‬
‫•ويؤدي ذلك اىل إقامة حلقة مفرغة‪ :‬القلق النابع من تهديد املوضوعات الهوامية يدفع بالطفل إىل‬ ‫ ‬
‫تحطيمها‪.‬‬
‫•وهذا التحطيم يولّد يف نفسه الخوف من انتقام هذه املوضوعات من خالل مبادلته العدوان‬ ‫ ‬
‫والعنف‬
‫مام يؤدي إىل زيادة شدة القلق واىل املزيد من نوايا العدوان والتحطيم‪.‬‬
‫•هذه الحلقة املفرغة يف رأي ميالين كالين األولية النفسية التي تشكل أساس امليول املجرمة‬ ‫ ‬
‫واملعادية للمجتمع عند الشخص‪.‬‬

‫(تجاوز هذه الوضعية)‬


‫ •يؤدي النمو يف الحاالت العادية إىل تجاوز هذه الوضعية مام يساعد الطفل عىل االحتامء مبحبة‬
‫الوالدين‪ ،‬ضد هواماته املرعبة والخطرة‪.‬‬
‫ •فالعالقة الواقعية‪ ،‬تحميه من العالقة الهوامية وتصححها‪ ،‬وتربز صور الوالدين العطوفني متغلبة‬
‫عىل الصور الهوامية الخطرة مبقدار ما تتدعم امليول التناسلية وتعود صورة األم الرقيقة واملعطاء‬
‫التي اجتافها يف املرحلة الفمية األوىل اىل الظهور‪ ،‬متقربة بذلك من حالة األم الحقيقة‪.‬‬
‫ •ويتأثر األنا األعىل بهذه التغريات والتصحيحات ويطغى عليه طابع الصور الوالدية اإليجابية‬
‫رسا ولي ًنا‪ .‬وتصبح متطلباته اكرث واقعية‪ ،‬اي انه يتح ّول اىل ضمري خلقي فعيل‪.‬‬
‫فيصبح أكرث ي ً‬
‫ •وهكذا تقل سادية الطفل تدريج ًيا ويحل محلها مشاعر إيجابية ويتحول العدوان اىل شعور‬
‫بالذنب ورضورة إصالح الرضر الذي لحق اآلخرين‬
‫مام يريس أسس املوقف الخلقي الحقيقي ويسمح بقيام عالقات طبيعية وتوازن ما بني الود‬
‫والصدام‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ -٢‬الجانح إنسان ذو أنا أعىل عنيف‬


‫‪ -٢‬رأي ميالين كالين‬

‫(التثبيت عىل الوضعية)‬


‫ •ولكن ال يتمكن كل األطفال من املرور بهذا التطور العادي لتكون األنا األعىل‬
‫ •فهناك حاالت يصعب فيها كرس حلقة الحقد والقلق وامليول التدمريية نتيجة لسادية عنيفة وقلق‬
‫ساحق‪.‬‬
‫ •يؤدي ذلك اىل بقاء الطفل تحت وطأة القلق الطفيل األويل وأسري األوليات الدفاعية الخاصة بهذه‬
‫املرحلة املبكرة‪.‬‬
‫ •فإذا تجاوز الخوف‪ ،‬الذي يحدثه األنا األعىل‪ ،‬حدو ًدا مع ّينة قد يجد الشخص نفسه مضط ًرا للقيام‬
‫بسلوك تدمريي تجاه األشخاص واألشياء‪.‬‬
‫ •ويشكل ها االضطرار يف رأي ميالين كالين أساس الذهان واالنحراف‪.‬‬
‫ •كام يتبعه عادة هوامات اضطهاد تجعل االعتداء عىل اآلخرين ممك ًنا‪ ،‬بل تربر هذا االعتداء وتح ّوله‬
‫اىل نوع من الدفاع املرشوع عن النفس او الحقوق الشخصية وذلك من خالل إسقاط الرصاع‬
‫الداخيل عىل الخارج‪.‬‬
‫تدعيم وتعزي ًزا له يف املحيط‬
‫ً‬ ‫أساسا يجد عادة‬
‫ •وتقول كالين ان االضطهاد ذا الطابع الداخيل ً‬
‫بائسا مام يجعل التم ّرد عىل كل األمرين‬ ‫فإما ان يكون األهل قساة نابذين او أن يكون املحيط ً‬
‫موقفًا مرشو ًعا‪.‬‬

‫(مشاعر الحب املكبوتة)‬


‫ •تقول ميالين كالين أن الحب ليس مفقو ًدا عند الجانح ولكنه مخبأ ودفني‪ ،‬مشاعر الود ليست‬
‫مفقودة سوى ظاهر ًيا‪ .‬إذ نجد الحب وراء الحقد والقلق عندما نتمكن من تحليل أعمق رصاعات‬
‫الجانح‪.‬‬
‫ •والسبب يف ذلك بسيط‪ ،‬فموضوع الحقد األول هو يف نفس الوقت موضوع الحب‪ ،‬وتواجد األمران‬
‫م ًعا يؤدي إىل تناقض غري مقبول يف العواطف‪.‬‬
‫ •ولذلك يكبت الحب ويساعد كبته يف القضاء عىل مشاعر الذنب‬
‫يحتل وحده مجال الحياة الواعية للجانح‪،‬‬
‫ويجعل العدوان ممك ًنا حيث ّ‬
‫ويخلق حالة اضطهادية تجعل الدفاع عن الذات ضد اآلخرين وضد العامل الخارجي الهم األول له‪.‬‬
‫ •وقد أثبتت الدراسات التالية ان الحب والود غري مفقودين حتى عند اكرث الجانحني قسوة واقلهم‬
‫إحساسا بآالم اآلخرين‪ ،‬ولكن هؤالء يكبتون هذا املشاعر اإليجابية عرب األواليات الدفاعية‪.‬‬
‫ً‬
‫‪14‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ -٢‬الجانح إنسان ذو أنا أعىل عنيف‬


‫‪ -٢‬رأي ميالين كالين‬

‫ •وأهمية هذا األمر أنه يغري النظرة إىل ديناميكية شخصية الجانح‪ ،‬فالقسوة الظاهرية ال تظل‬
‫وليدة فسق خلقي وحيايت وأمنا هي نتيجة لتطور نفيس‪ ،‬وبالتايل يصبح األمر ً‬
‫قابل للعالج‪.‬‬
‫ •إن القول بالحب املكبوت عند الجانح يفسح املجال واس ًعا أمام مساعدته عىل تغيري نوعية‬
‫ارتباطاته مع اآلخرين من عالقات عدائية اضطهادية تدمريية إىل أخرى إيجابية ودية وتعاطفية‪،‬‬
‫وبالتايل تساعد عىل تك ّيفيه للحياة االجتامعية‪.‬‬

‫ •إن هذا اإلطار الذي تقدمه ميالين كالين يسلّط األضواء عىل طبقات عميقة جدًا من شخصية‬
‫الجانح ويعكس ما يدور فيها من رصاع‪.‬‬
‫ •فقد اتضح من األبحاث التالية أن هذا القناع من الجفاء العاطفي والالمباالة الذي يحاول الجانح‬
‫عن قصد التسرت به واستعراضه أمام اآلخرين يخفي وراءه كائن يسحقه القلق ويعصب به الذعر‬
‫من ميوله التدمريية‪ ،‬ومن خوف الفشل يف الحصول عىل الحب‪.‬‬
‫نغي اسرتاتيجية اإلصالح التقليدي التي كانت تتبع مع الجانحني والتي تقوم‬
‫ •وهذه النظرة تجعلنا ّ‬
‫عىل عنرصي الرتغيب والرتهيب‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫دراسة ردل لألنا الجانح‬

‫خصوصا عمل‬
‫ً‬ ‫ •ركّز ردل اهتاممه عىل الدراسة الدقيقة لطريقة عمل الجهاز النفيس عند الجانح‪،‬‬
‫األنا وخصائصه وأوجه القصور يف األنا األعىل‪.‬‬
‫ويقول ردل أن هناك فئتني أساسيتني من التغريات تتحكامن بالسلوك وتفسرياته‪.‬‬

‫ب‬ ‫أ‬
‫نظام الضوابط‪:‬‬ ‫نظام النزوات‪:‬‬
‫ •يضع حدً ا لنظام النزوات‪،‬‬ ‫ •وهـو مجمـوع امليـول والرغبـات‬
‫ •وهـو القـوى أو األجـزاء من الشـخصية‬ ‫والحاجـات والنـزوات والطموحـات‬
‫التـي متلـك وظيفة وقـدرة تقريـر نوع‬ ‫التـي تدفـع الشـخص نحـو اإلشـباع‬
‫النـزوات أو الحاجـات التـي ميكـن‬ ‫والوصـول إىل الهـدف أو التعبير يف‬
‫إشـباعها أو ال ميكن إشـباعها‪ ،‬من خالل‬ ‫لحظـة مـا‪.‬‬
‫وصولهـا إىل مسـتوى السـلوك النشـيط‬
‫وبـأي شـكل يتـم ذلك‪.‬‬

‫ •ويتك ّون نظام الضوابط تب ًعا للتحليل النفيس من ركيزتني أساسيتني هام‪ :‬األنا واألنا األعىل‪ ،‬لكل‬
‫منهام ميزاته الخاصة‪.‬‬

‫ •يدرس ردل كل من األنا واألنا األعىل بالتفصيل‪ ،‬لكن القسم األكرب من اهتاممه ينصب عىل‬
‫دراسة األنا من النواحي التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬وظائف األنا (توضيح ملفهوم األنا ووظائفه األساسية)‬
‫‪ -2‬القصور التك ّيفي لألنا (جوانب العجز التك ّيفي يف األنا الجانح‪ ،‬العجز عن تحقيق الذات‬
‫وتوكيدها من خالل اإلنجازات)‪.‬‬
‫‪ -3‬األواليات الدفاعية لألنا الجانح (أهم األساليب الدفاعية التي يتسلّح بها األنا الجانح)‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫دراسة ردل لألنا الجانح‬

‫‪ -1‬وظائف األنا‬
‫ •لألنا عدة وظائف أساسية‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫شقي‪:‬‬
‫وهي ّ‬ ‫‪ -1‬وظيفة معرفية‬
‫‪ -1‬الشق األول‪:‬‬
‫‪-‬يتو ّجه للتعامل مع العامل الخارجي واإلبقاء عىل الصلة‬
‫معه عىل املستويني املادي الفيزيقي واالجتامعي (األشخاص‬
‫الجامعات والوضعيات اإلنسانية‪.‬‬
‫‪-‬كام يقوم بحرص اإلمكانات واألخطار وإيجاد طرق الوصول اىل‬
‫األهداف‪.‬‬
‫‪ -2‬الشق الثاين‪:‬‬
‫‪-‬يتو ّجه اىل الداخل‪ ،‬اىل ما يحدث ضمن الشخصية‪.‬‬
‫‪-‬يهدف اىل التقويم املعريف للهو (الرغبات والنزوات) ولألنا‬
‫األعىل (الحساب الداخيل)‪.‬‬
‫ •قدرة األنا عىل فرض قراراته ومقاومة بقية القوى يف الجهاز‬ ‫‪ -2‬وظيفة القوة‬
‫النفيس‪.‬‬
‫ •فال يكفي ان يتمكن األنا من حسن االختيار وإمنا يجب ان‬
‫يتوصل إىل فرض هذا االختيار‪.‬‬
‫ •بعد إدراك مختلف جوانب وضعية ما وافضل حل لها‪ ،‬عىل‬ ‫‪ -3‬وظيفة االختيار‬
‫األنا أن يختار ً‬
‫حل مالمئًا ووسيلة مناسبة لتنفيذه‪.‬‬
‫ •تنسيق متطلبات وضغوط مختلف القوى الضاغطة عىل األنا‬ ‫‪ -4‬وظيفة تنسيقية‬
‫من خالل مختلف االعتبارات‪.‬‬
‫ •ويتوصل إىل حل يراعي التوازن الحسن بينها‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫دراسة ردل لألنا الجانح‬

‫‪ -٢‬القصور التك ّيفي لألنا الجانح‬


‫ •يعدد ردل خصائص األنا العاجز عن القيام بوظائفه عند الجانح‪ ،‬سواء ظهر هذا العجز يف‬
‫وضعيات صعبة أو تناول وظيفة محددة‪.‬‬
‫ •وهو ال يهتم كث ًريا ألسباب العجز‪ ،‬بقدر ما يدرس خصائصه ومظاهره‪ ،‬والهدف من ذلك وضع‬
‫خطة ملواجهة نتائجه‪.‬‬
‫ •من اهم هذه الخصائص التي تقيض عىل فرص التك ّيف ما ييل‪:‬‬

‫ •مام يجعل الجانحني يثورون أمام أي حرمان‬ ‫‪-١‬انعدام القدرة عىل‬


‫ •ويندفعون يف ترصفات عنيفة لتحكيم العقبات‪ ،‬برصف النظر‬ ‫تح ّمل اإلحباط‬
‫عن النتائج أو األخطار التي يتعرضون لها‪.‬‬
‫‪-٢‬العجز عن السيطرة •عىل عكس األطفال العاديني الذين ميلكون العديد من الوسائل‬
‫التي تساعدهم عىل االحتياط من املخاوف والدفاع عن انفسهم‬ ‫عىل القلق والخشية‬
‫إزاءها‬ ‫وانعدام الشعور‬
‫ •نجد الجانح يعجز عن ضبط نفسه تجاه املخاوف والقلق‬ ‫باألمن‬
‫الداخيل‪ ،‬ويندفع يف ترصفات عشوائية عدوانية أو متطرفة‪.‬‬
‫•فهم يقعون أرسى مغريات اللحظة الراهنة‬ ‫ ‬ ‫‪-٣‬انعدام القدرة عىل‬
‫•وينجرفون وراء إشباعها بشكل اندفاعي وبدون أي تقدير‬ ‫ ‬ ‫مقاومة اإلغراء‬
‫للعواقب‪.‬‬
‫•إزاء اإلثارة ينجرف هؤالء مبارشة يف ترصفات مرضة بأنفسهم‬ ‫ ‬ ‫‪ -٤‬العدوى الجامعية‬
‫وباآلخرين يف عملية من التسمم االجتامعي‪.‬‬
‫•فيكفي أن تتجه الجامعة نحو بعض ترصفات العدوان أو التدمري‬ ‫ ‬
‫حتى يشارك معظمهم فيها يف حالة من فقدان تقدير الواقع‪.‬‬

‫ •يتجنب الجانح الوضعيات الجديدة التي ال يعرفها ومل يعتد أن‬ ‫‪ -٥‬الذعر أمام الجديد‬
‫يترصف تجاهها‪.‬‬
‫ •وإذا وجد يف وضعية تخرج عن املألوف يعجز كل ًيا عن التك ّيف‬
‫السوي لها‪ ،‬ويستجيب إما بالسلوك العدواين أو التهريج‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫دراسة ردل لألنا الجانح‬

‫ •يته ّرب الجانح من مواجهة خرباته املؤملة‬ ‫‪ -٦‬العجز عن ضبط‬


‫ •وإذا حدث ان اضطر ملجابهتها‪ ،‬أو إذا هي استيقظت لسبب ما‬ ‫سدود املايض‬
‫فإنه يصاب بالذعر ويحتمي يف النفي الكيل املعاند‪ ،‬أو ادعاء‬
‫عدم الجساسية أو السلوك العدواين‪.‬‬
‫ •ولذلك آثار خطرية عىل العالج‪ ،‬إذ ال يجوز إثارة هذه الخربات‬
‫قبل تدعيم األنا بشكل كاف كيف يتمكن من مجابهتها‪.‬‬
‫ •وهو يلجأ إىل مجموعة من االواليات النفسية لالحتامء من‬ ‫‪-٧‬تفكك األنا أمام‬
‫مشاعر الذنب‬ ‫مشاعر الذنب‬
‫ •أما إذا ُوضع أمام خطته فانه يترصف عادة بشكل هرويب أو‬
‫عدواين أو اضطهادي‪ ،‬أو هو ينهار ويسقط يف يده‪.‬‬
‫ •بالنسبة للجانح‪ ،‬املسؤولية تقع دامئاً عىل اآلخرين‬ ‫‪-٨‬تاليش اإلحساس‬
‫باملسؤولية الشخصية •وهو يعجز عن إدراك دوره فيام يحدث ولو كان هذا الدور‬
‫أساس ًيا‪ ،‬أو كان هو املسؤول األول عام حدث‪.‬‬ ‫يف السلسلة السلبية‬
‫ •فهو يقف أب ًدا بشكل اضطهادي من األحداث ملصقًا التهمة‬
‫باآلخرين ومعت ًربا انه ضحيتهم‪ ،‬ولذلك فغالباً ما يعترب القصاص‬
‫أمر غري عادل‪.‬‬
‫‪ -٩‬الحرب ضد الوقت •ويقصد بذلك أمرين‪:‬‬
‫‪-١‬عدم القدرة عىل تقدير الزمن املوضوعي والعيش فقط انطالقًا‬
‫من الزمن الذايت‬
‫‪-٢‬اضطراب العالقة مع املستقبل‪،‬‬
‫عدم القدرة عىل التخطيط ولو ملستقبل قريب نسب ًيا والترصف‬
‫انطالقًا من اللحظة الراهنة‪.‬‬
‫هذه النقطة بغاية األهمية بالنسبة لنجاح او فشل الربامج‬
‫العالجية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫دراسة ردل لألنا الجانح‬

‫•وهي ترتبط باضطراب العالقة بني املايض والحارض‬ ‫‪ -١٠‬التعلّم من التجربة ‬


‫•وتشكّل الجانب الثاين من اضطراب الدميومة باإلضافة إىل‬ ‫ ‬
‫الحرب ضد الوقت التي تشكّل الجانب األول‪.‬‬
‫•تبقى تجارب املايض عدمية الجدوى يف توجيه السلوك الراهن‬ ‫ ‬
‫•ولذلك يقع الجانح يف نفس املأزق مرا ًرا وتكرا ًرا ناس ًيا يف كل مرة‬ ‫ ‬
‫النتائج التي ترتبت عىل تجربته السابقة‪.‬‬
‫•يعيش الجانح عادة تحت شعار «هذا لن يحدث يل أنا»‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪-١١‬التعلّم مام أصاب‬
‫حل باآلخرين وتوجيه‬ ‫•ولذلك يعجز عن استخالص العرب مام ّ‬ ‫ ‬ ‫اآلخرين‬
‫سلوكه تب ًعا لذلك‪.‬‬
‫•ليس هناك أي استمرارية بني ما حدث لآلخر وما ميكن أن‬ ‫ ‬
‫يحدث له هو يف نفس الظروف‬
‫•انه يعترب نفسه حالة خاصة ال تنطبق عليها قوانني الحياة املادية‬ ‫ ‬
‫واالجتامعية‪.‬‬
‫•يخاف الجانح كث ًريا من الفشل ويؤدي به ذلك إىل تج ّنب‬ ‫ ‬ ‫‪-١٢‬رد فعل للفشل‬
‫التجريب أو مجابهة وضعيات جديدة‪.‬‬
‫•ومييل يك يدعم ته ّربه هذا إىل ادعاء عدم الرغبة أو الحط من‬ ‫ ‬
‫قيمة التجربة أو ادعاء عدم القدرة‪.‬‬
‫•ويشكل ذلك عقبة فعلية أمام برامج العليم املدريس والتدريب‬ ‫ ‬
‫املهني التي توضع لهم‪.‬‬
‫رسعهم للوصول إىل الهدف‪ ،‬عن‬ ‫•يعجز الجانحون‪ ،‬يف غمرة ت ّ‬ ‫ ‬ ‫‪-١٣‬التعقّل يف تقدير‬
‫فحص الوسائل املمكنة واختيار انسبها‪.‬‬ ‫اإلمكانات‬
‫يرسخ مشاعر الدونية‬ ‫•ويؤدي بهم ذلك إىل الفشل الذي ّ‬ ‫ ‬
‫واالضطهاد لديهم‪.‬‬
‫•ومن جهة ثانية يعجز الجانح عن تقدير إمكانياته الفعلية بشكل‬ ‫ ‬
‫معقول‪ ،‬ولذلك ينجرف يف ترصفات‪ ،‬أو يضع خططًا ال ميكن أن‬
‫تؤدي إىل النجاح‪.‬‬
‫•فهو إما يبخس إمكانياته حقها وإما أن يبالغ فيها بشكل غري واقعي‪.‬‬ ‫ ‬
‫•ويف كال الحالتني يجز عن الترصف الفعال املتك ّيف‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪20‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫دراسة ردل لألنا الجانح‬

‫•هذه بعض أوجه القصور يف أنا الجانحني‪.‬‬ ‫ ‬


‫• وهي تعترب عقبة يف سبيل إعادة تك ّيفهم‬ ‫ ‬
‫•كام أنها تدعم ميلهم لالنحراف كنشاط أسايس‪ ،‬أو باعتباره النشاط الوحيد الذي يربعون فيه‪.‬‬ ‫ ‬
‫•وال يجوز أن تأخذ كل من هذه الجوانب مبفردها عند تشخيص حالة الجانحني‪ ،‬بل يجب النظر‬ ‫ ‬
‫إليها يف مجموعها وتفاعلها‪.‬‬
‫•وكلام زاد عدد األوجه‪ ،‬كان األنا أكرث عج ًزا عن مجابهة الحياة وتحدياتها‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪ -٣‬األوليات الدفاعية لألنا الجانح‬


‫ •تتخذ االواليات الدفاعية التي يتبعها األنا الجانح لوقاية ذاته من مشكالت الوضعية‬
‫الجانحة ثالثة اتجاهات هي‪:‬‬

‫ •تدور االواليات الدفاعية التي يتسلح بها األنا لتج ّنب مشاعر الذنب‬ ‫‪-١‬اسرتاتيجية‬
‫تج ّنب الحساب الداخلية‪ ،‬ووضعية الخاطئ اجتامع ًيا‬
‫ •إذ بدون هذه الوسائل لن يتمكن من االستمتاع بثامر الحياة الجانحة‪.‬‬ ‫الداخيل‬
‫•يتلخص مبجموعة من االواليات الدفاعية التي تشجع االنخراط يف‬ ‫‪-٢‬البحث عن سند ‬
‫الحياة الجانحة وتزينها‬ ‫لالنحراف‬
‫•وتبعده بالتايل عن التفكري بإمكانية التك ّيف‪.‬‬ ‫ ‬
‫•تتحرك االواليات الدفاعية هنا عندما نحاول إصالح الجانح ودفعه إىل‬ ‫‪ -٣‬مقاومة التغيري ‬
‫تغيري منط حياته واإلقالع عن االنحراف‬
‫خصوصا إىل إحباط محاولة التغيري هذه بإبطال‬
‫ً‬ ‫•تهدف هذه االواليات‬ ‫ ‬
‫مفعولها‪ ،‬أو القضاء عىل إمكانية نجاحها‪.‬‬
‫•وتتفاعل االواليات الدفاعية مع جوانب القصور التكيفي يف األنا مام يؤدي إىل تدعيم‬ ‫ ‬
‫متبادل بينها‪.‬‬
‫•ويضخم هذا التدعيم آثارها السلبية عىل السلوك التك ّيفي‪.‬‬ ‫ ‬
‫•مام يسد جميع منافذ التعامل املتك ّيف مع الحياة ومجابهتها‪ ،‬ما عدا منفذ واحد هو‬ ‫ ‬
‫االنحراف كإمكانية وحيدة للوجود‪.‬‬
‫•لكن األمر ال يقترص عىل األنا واشكاالته‪ ،‬بل يضاف إليها اضطرابات األنا األعىل التي تتفاعل‬ ‫ ‬
‫مع األنا وتؤدي إىل زيادة تعقيد املشكلة وبالتايل صعوبة التغيري‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫دراسة ردل لألنا الجانح‬

‫اضطرابات األنا األعىل عند الجانح‬


‫ميأل األنا األعىل يف نظر ردل وظيفتني أساسيتني‪:‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫ •يشير إىل األخطـار كلما بـرز رصاع‬ ‫ •ميثّل القيم والقواعد الخلقية‬
‫ممكـن بين النـزوات والقيـم‬ ‫ويعب عن املعايري االجتامعية‬
‫ • ّ‬
‫ •أو عندمـا تخرق املتطلبـات النابعة من‬
‫القيم‪.‬‬

‫رفضا قاط ًعا‪.‬‬


‫ •يرفض ردل وجهة النظر القائلة بغياب األنا األعىل أو انعدامه عند الجانح ً‬
‫ •ويقول أن هناك أنا أعىل عند الجانحني ولكنه يختلف عندهم عن الناس العاديني‪.‬‬

‫من أهم هذه الخصائص‪:‬‬


‫‪-١‬التامهي • العدوانية الزائدة والتحديات وغريها من الترصفات التي مت ّيز الجانحني ال‬
‫تنبع من غياب الحس الخلقي بحد ذاته‬ ‫بقانون‬
‫جانح •بل من التامهي بقيم جامعة جانحة (أرسة مفككة عاطف ًيا ومتدهورة خلق ًيا‪،‬‬
‫الكل)‪.‬‬
‫حي هاميش يف رصاع مع املجتمع ّ‬ ‫ّ‬ ‫نابع من‬
‫املحيط •سلوك الجانح ليس ثورة ضد القيم وإمنا تك ّيف مع تلك القيم النوعية التي‬
‫تتعارض مع قيم املجتمع ّ‬
‫الكل‪.‬‬
‫‪-٢‬جزيرات • يقوم الجانح فجأة بترصفات تدل عىل قيم إيجابية لديه‬
‫ •تظهر يف بعض لحظات العالقة الودية الوثيقة مع املريب او يف بعض املناسبات‬ ‫قيم‬
‫االجتامعية‬ ‫الطفولة‬
‫ •وهي وليدة الجوانب االجتامعية من معايري املحيط الذي ال يخلو منها مهام‬
‫بلغ تفككه ومهام وصلت حدة رصاعه مع املجتمع الكيل‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫•هناك احرتام لقيم الغري‪ ،‬عندما يوجد الجانح يف بيئة أو وضعية غريبة عليه‬ ‫‪-٣‬حساسية ‬
‫•فهو يترصف عادة بأدب وحذر وتحفّظ شديد‬ ‫للقيم ‬
‫•ويحرص كل الحرص عىل أن ال تبدر منه ترصفات تصدم من حوله من الغرباء‬ ‫واحرتام ‬
‫•ويراعي الجانح تلك القيم دون تبنيها شخص ًيا‪.‬‬ ‫القيم ‬
‫•قد ال يكون الخلل يف محتوى األنا األعىل وإمنا يف وظيفة التنبيه‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪-٤‬عدم‬
‫•فهو متامه مع القيم متا ًما ولكنه يعجز عن التنبيه يف الوقت املالئم‪.‬‬ ‫مالءمة ‬
‫•ينساق الجانح وراء املغريات تلقائ ًيا وبدون ضابط‬ ‫وظيفة ‬
‫•وال يتحرك األنا األعىل مول ًدا مشاعر الذنب والندم إال بعد وقوع الخطأ‪.‬‬ ‫التنبيه ‬
‫•ويتكرر هذا األمر فيام بعد بنفس الطريقة‪.‬‬ ‫ ‬
‫•وهكذا بدل أن ينبه األنا األعىل قبل وقوع الخطأ ينحرص دوره يف مفعول‬ ‫ ‬
‫رجعي (تنبيه بعد فوات األوان)‪.‬‬
‫•مل يتمكن الجانح من إقامة التامهيات األولية باألم واألب والجامعة األرسية‬ ‫ ‬ ‫‪-٥‬قصور‬
‫ألن صور هؤالء مل تكن حارضة بشكل كاف‪ ،‬او هي غري ثابتة يف حضورها ويف‬ ‫يف أوالية‬
‫نوعية هذا الحضور (التذبذب ما بني الش ّدة والرتاخي)‪.‬‬ ‫التامهي‪:‬‬
‫•وكذلك قد تكون هذه الصور الوالدية مفتقدة للصفة اإليجابية وللشحنة‬ ‫ ‬
‫العاطفية الكافية لتكوين منوذج إيجايب من العالقات مع اآلخرين‬
‫•ويؤدي ذلك كله اىل التشويش والقصور يف التامهيات واىل اختالل سلم‬ ‫ ‬
‫القيم الذايت‪.‬‬
‫•يقوم األنا األعىل يف هذه الحالة بوظيفته يف قطاع معني فقط‪ ،‬ويظل صامتًا‬ ‫ ‬ ‫‪-٦‬تصلّب‬
‫يف بقية القطاعات‪.‬‬ ‫األنا‬
‫•ولذلك يحدث خلل يف القدرة عىل التصميم‪.‬‬ ‫ ‬ ‫األعىل‬
‫مثل قد يكون الجانح عديم الحساسية تجاه الغدر الذي ينزله باآلخرين‬ ‫• ً‬ ‫ ‬
‫ولكنه يذوب حساسية ألقل تقصري تجاه األم واألب‪...‬‬
‫•كام قد نجده يقيم عالقة إيجابية مع احد املربني ويبدو أناه األعىل مفرط‬ ‫ ‬
‫الحساسية تجاهه ولكنه يظل عديم الحساسية تجاه اآلخرين‪.‬‬
‫•فالجانح يص ّنف العامل واآلخرين إىل فئتني قاطعتني ال تداخل بينهام‪:‬‬ ‫ ‬
‫الفئة الصالحة والفئة السيئة‪.‬‬
‫•ويؤدي هذا التصنيف اىل نتائج خطرية اذ مينعه من رؤية الواقع مبوضوعية‬ ‫ ‬
‫كافية‪ ،‬ويسد أمامه فرصة التعامل مع هذا الواقع بشكل ناجح‪.‬‬
‫ •ويؤكد ردل‪ ،‬أنه علينا ان ننظر اىل كل من اضطراب األنا وأوالياته الدفاعية واضطرابات األنا‬
‫األعىل من خالل تفاعلها م ًعا‪.‬‬
‫ •فهذا التفاعل وحده هو الذي يك ّون الصورة املتكاملة عن شخصية الجانح وخصائصها وأسلوبها‬
‫يف الوجود والتعامل مع اآلخرين‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫نظرية املدرسة الكندية يف فهم السلوك الجانح‬


‫ • كان مايو من ابرز املعالجني النفسانيني يف ميدان االنحراف وقد استخدم طريقة العالج‬
‫الجامعي‪ .‬ومن خالل عدد كبري من جلسات العالج‪ ،‬استخلص صيغة وصفية تفسريية للتطور‬
‫نحو االنحراف‪.‬‬
‫ •ينطلق مايو يف عرضه لفئات الجانحني وتطورهم نحو االنحراف من علم النفس املريض الذي م ّيز‬
‫بني فئتني أساسيتني من االضطراب‪:‬‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫مجموعة األمراض العقلية‪:‬‬ ‫مجموعة األعصبة‪:‬‬
‫كل‬
‫•حيث انهيار األنا ّ‬ ‫ ‬ ‫•ال تحــرم األنــا مــن متاســكه ووعيــه‬ ‫ ‬
‫•وفقدانه عىل السيطرة تام‬ ‫ ‬ ‫ونشــاطه‬
‫•مــع تصاعــد الرنجســية التــي متنــع‬ ‫ ‬ ‫•مــا ميكنــه مــن مواجهــة متطلبــات‬ ‫ ‬
‫العالقــات املوضوعيــة‪،‬‬ ‫الحيــاة اليوميــة ولــو ببعــض العنــاء‬
‫•والتواء يف إدراك الواقع‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•فاألنــا الواقــع تحــت وطــأة الــراع‬ ‫ ‬
‫يحتفــظ بشــكل مــا بالقــدرة عــى‬
‫القيــام بوظائفــه رغــم إفالتهــا جزئ ًيــا‬
‫مــن ســيطرته‬
‫•كــا يحتفــظ بصلــة الواقــع رغــم‬ ‫ ‬
‫الشــوائب الذاتيــة‪.‬‬
‫ •ويقول مايو أن مالحظة السلوك الجانح تسمح بتصنيف املنحرفني إىل فئتني أساسيتني كذلك‪.‬‬
‫ •من جهة نجد ما يقابل العصاب عند فئة من املنحرفني الذين‪:‬‬
‫‪ -‬يتمكنون رغم جنحهم الدورية من إخفاء انحرافهم واالحتفاظ بصلة معقولة مع املجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬وهم يقيمون عالقات وثيقة مع اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬ويحتاطون كل ال تقطع الجسور بينهم وبني املجتمع املتك ّيف‪.‬‬
‫‪ -‬ويندمجون يف ميدان العمل رغم بعض الصعوبات والتوترات‪.‬‬
‫ •من جهة ثانية نجد الفئة املقابلة للذهان‪:‬‬
‫‪ -‬تتكون من مجموعة الجانحني املكررين بشكل دائم والذين يشكلون الزبائن املعتادين للسجون‬
‫‪ -‬وصل األنا عند هؤالء لدرجة البنية الجانحة التامة التكوين‪.‬‬
‫‪ -‬سلوكهم معاد للمجتمع وال ميكن التفكري بعمل ممكن أو بتحرر وشيك لهم‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ ١‬فئة الجانحني املعادلني للعصابيني‪:‬‬


‫(السلوك)‪.‬‬
‫مستقل نسب ًيا عن األنا ومدفوع بدوافع خارجة عن إرادته‪.‬‬
‫ً‬ ‫ •يبدو سلوك هؤالء‬
‫لذلك تظل جنحتهم دامئاً مثا ًرا لدهشتهم وقلقلهم‬
‫ •ونتيجة لعجزهم عن إخفاء خوفهم وخجلهم الذين مينعانهام من التامهي بالجانح الحقيقي‪،‬‬
‫يشعرون ان جنحهم هي نتيجة انزالقات ظرفية تجرهم قبل أن تتمكن إرادتهم من التدخل‪.‬‬
‫ •يتم ّيز هؤالء مبستوى معقول من التدامج االجتامعي‪ ،‬لكنهم يقعون ضحايا سلسلة من التجارب‬
‫الصدمية يف مراحل أساسية يف حياتهم‪.‬‬
‫ففي كل مرة يكون من املفرتض أن يؤدي االتصال مع الواقع إىل االلتزام واملشاركة االجتامعيني‪،‬‬
‫تأيت احباطات غري متوقعة أو فشل ليقلل من أمل الوصول إىل انتامء اجتامعي ودور إيجايب يف‬
‫جامعة متكيفة‪.‬‬
‫فالكثري منهم قابل نفس التحقري العدايئ يف كل مكان وجد فيه‪ ،‬ويقعون أرسى عملية من التكرار‬
‫القهري تبدأ يف األرسة‪ ،‬ثم يف املدرسة‪ ،‬وميدان العمل‪ ،‬ويف مجال االنتامء االجتامعي بشكل عام‪.‬‬

‫ •يف البيت‪،‬‬
‫يقع الطفل ضحية حكم مسبق يتخذ شكل صورة سلبية يكونها األهل عنه‪ ،‬ما يؤدي إىل تأثري‬
‫حاسم عىل منوه النفيس االجتامعي‪.‬‬
‫طفل عىل هذه الصورة هو النواة التي‬‫ويظهر أن اإلحساس بالعار يف نفس األهل ألنهم انجبوا ً‬
‫تؤدي بالجانحني املعتادين إىل ترسيخ اتجاهاتهم الجانحة‪.‬‬
‫ •وانطالقًا من التامهي بالصورة السلبية‪،‬‬
‫يشعر الطفل انه مدفوع بشكل قهري للقيام مبا مينعه عنه األهل‪.‬‬
‫فيجسد املصري الذي تنبأ به األهل‪ ،‬ويعترب نفسه كمجرم ال خالص له وال جدوى من محاولة‬
‫إصالحه‪.‬‬
‫ •فيتفاعل مع اآلخرين يف مختلف الوضعيات االجتامعية من خالل هذا التامهي السالب وكأنه‬
‫يؤكد الصورة السيئة‪.‬‬
‫ويؤدي ذلك إىل وصمه بالسوء وعدم النظر إليه إال من خالل هذه الصورة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ ١‬فئة الجانحني املعادلني للعصابيني‪:‬‬

‫ •يف املدرسة‪،‬‬
‫تعزز الصورة التي فرضت عليه يف البيت‪.‬‬
‫فيبدو تلميذ غري مهتم بدروسه‪ ،‬غري منضبط‪ ،‬يخلق حوله ج ًوا من العداء خاصة يف العالقة مع‬
‫املعلم وسلطة املدرسة‪.‬‬
‫ويصبح مع ًربا عن كل التوترات العدائية التي يحفل بها جو الصف‪ ،‬بعد أن يتبناها لحسابه‪.‬‬
‫ويقابل بالتايل بالعقوبات واالستهزاء أو التجاهل من قبل املعلم‪.‬‬
‫يدفعه ذلك إىل مزيد من االنخراط يف دوه السلبي‪،‬‬
‫وينتهي األمر بتكريسه تلميذًا سيئًا‪ ،‬ونبذه من جامعة املدرسة املتكيفة‪.‬‬

‫ •يف ميدان العمل‪،‬‬


‫رسعان ما يحكم عليه بانعدام الكفاءة وانعدام األمل يف الوصول إىل مكانة مرموقة‬
‫نتيجة لترصفاته القهرية التي توقعه يف األخطاء وتوتر العالقات بينه وبني من حوله‪.‬‬
‫ويشعر بانه سيبقى يف مكانة مهنية متواضعة إن مل تكن بائسة‪.‬‬

‫(موقفه من الجامعات النابذة)‬


‫ •هذا املوقف من الجامعات املتكيفة يجعله ينغلق عىل ذاته‪ ،‬ويدفعه إىل النكوص وبالتايل إىل‬
‫تبني موقف نرجيس تجاه املجتمع النابذ‪.‬‬
‫ •يتخذ األمر يف البداية طاب ًعا دفاع ًيا عل شكل‪:‬‬
‫انزعاج‪ ،‬حذر‪ ،‬صد‪ ،‬أمام كل ما ميثل املجتمع ومعايريه ومتطلباته‪.‬‬
‫ •وهناك مرحلة انتقالية‪ :‬يكون الرصاع فيها حا ًدا وكام ًنا يف آن م ًعا‬
‫ويؤدي إىل ما يشبه الحالة العصابية يف مظاهر التعبري عنه‪:‬‬
‫توتر‪ ،‬عدم استقرار‪ ،‬ضعف وسائل الضبط‪ ،‬ذعر‪ ،‬شك‪ ،‬أوجاع عرضية‪.‬‬

‫(العالقات االجتامعية)‬
‫خصوصا مع‬
‫ً‬ ‫ •يبدو كشخص لديه القدرة والرغبة يف االحتفاظ بعالقات شخصية واجتامعية‬
‫أصدقاء الطفولة‪.‬‬
‫ •لكنه يصطدم مبشكلة الفشل االجتامعي كلام حاول التك ّيف‪ ،‬مام يجعله يحس بالغربة عن‬
‫املحيط الذي يود االنتامء إليه لكنه يلفظه‪ ،‬ويبدو هروبيًا أمام هذه الوضعية املحيطة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ ١‬فئة الجانحني املعادلني للعصابيني‪:‬‬

‫تحل فيه مشكلة مكانته االجتامعية لكن ذلك ال يحصل‪ ،‬بل ترتسخ‬ ‫• يحاول تص ّور مستقبل قريب ّ‬ ‫ ‬
‫الصورة السلبية عن الذات مكان األمل‪.‬‬
‫•حيال هذا املأزق الوجودي‪ ،‬يجد نفسه أمام العصابات الجانحة‪ ،‬مع املرور يف حالة تردد‪.‬‬ ‫ ‬
‫•فهو يرغب يف االنتامء إىل العصابة والوصول إىل حلول تعويضية رسيعة‪ ،‬ولكنه يخاف من‬ ‫ ‬
‫االنزالق يف مهاوي االنحراف‪.‬‬
‫•وتنتهي به عملية الوصم االجتامعي إىل االنحراف يف تيار العصابات الجانحة‪ ،‬ويصبح ما مل يرد‬ ‫ ‬
‫يو ًما أن يكونه‪ ،‬ورغم إحساسه باملنزلق الذي ينزلق فيه يشعر بأن ذلك قدر محتوم عليه‪.‬‬
‫•وبذلك يجسد نهائ ًيا الصورة السلبية عن ذاته التي فرضها املحيط عليه‪.‬‬ ‫ ‬

‫(الحل)‬
‫ •العملية إذا ً نكوصية‪ ،‬تفاعلية وميكن إيقافها بوسائل تربوية‪،‬‬
‫من خالل وضعه يف حلقة معاكسة متا ًما لألوىل‪.‬‬
‫ •حلقة إعادة االعتبار التدريجي إىل وجوده وإعطاء شخصيته داللة إيجابية‪.‬‬
‫ •وباختصار من خالل توفري فرصة التامهي بصورة إيجابية‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ ٢‬فئة الجانحني املعادلني للذهان‪:‬‬


‫ •نجد انفسنا يف هذه الفئة أمام أشخاص‬
‫يتبنى األنا عندهم مبارشة االتجاهات املعادية للمجتمع‪،‬‬
‫وتستقطب هذه االتجاهات كل الشخصية‪ ،‬مسخّرة السلوك لخدمتها‪.‬‬

‫ •يرتبط األمر هنا‬


‫بتثبيت النمو عند مرحلة نرجسية مبكرة‪ ،‬ويؤدي إىل عجز جذري عن إقامة عالقات موضوعية‬
‫(عالقات مع األشخاص اآلخرين)‬
‫ويبدو الطفل من هؤالء غري قابل لإلصالح منذ السن املدرسية‪.‬‬
‫وهو يبتعد بشكل غريزي عن كل ما ميثل ويحرتم معايري املجتمع وقيمه‪.‬‬
‫وتتم أوالية التامهي بالصورة السيئة بدون رصاع‪ ،‬وكأنها أمر مفروغ منه‪.‬‬
‫ويدو األنا وكأنه قَب َِل هذا املصري كأمر واقع يجب االنسجام معه‪.‬‬

‫ •أمام اليأس الذي يصل حد التخدير ضد القلق‪ ،‬يغرق هؤالء وبدون مقاومة يف منط من الحياة ال‬
‫ميكن اإلفالت منها‪،‬‬
‫وبالتايل يعترب نفسه كانتحاري مغامر وكضحية نهائية لشيطان يتملكه‪.‬‬

‫ •يشعر الواحد منهم انه ضحية بطش اجتامعي‪:‬‬


‫ال تقبل أي فتاة الزواج منه‪ ،‬وال يحظى باحرتام الجريان‪ ،‬وال يقدره أو يعتربه أرباب العمل‪.‬‬
‫ •وبسبب اليأس من االنغراس االجتامعي‪ ،‬ينخرط بكل طأمنينة نفسية يف البيئة الجانحة‪ :‬بارات‪،‬‬
‫صاالت لعب‪ ،‬الخ‪...‬‬
‫ولكنه يشعر وانه موضوع مالحقة دامئة من الرشطة وعرضة لالستجواب يف أي لحظة‪ ،‬وهذا‬
‫املوقف من الرشطة يرسخ ميوله االضطهادية‪.‬‬
‫ •ويجد األنا نفسه يف هذه الوضعية أمام االختيار‪:‬‬
‫‪ -‬بني االندثار والضياع الكليني‪،‬‬
‫‪ -‬وبني االنبناء تب ًعا للنموذج الجانح‪.‬‬
‫ويختار النموذج الجانح دون تردد ألنه عىل األقل يتضمن وهم الوجاهة والقوة‪.‬‬

‫ •وهكذا يجد الجانح نفسه نتيجة للنبذ خارج االنتامء االجتامعي الذي يؤمن القيمة واالعتبار‬
‫لصاحبه‪ ،‬مضط ًرا أن يبني عاملًا ً‬
‫بديل‪ ،‬عامل العصابة الجانحة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ ٢‬فئة الجانحني املعادلني للذهان‪:‬‬

‫• ويحتل يف هذا العامل مكانة قيادية‪،‬‬ ‫ ‬


‫ويبذل جهده للحفاظ عىل هذه العصابة ألنها عامله االجتامعي الوحيد‪،‬‬
‫ويصبح محركها وضامنة متاسكها ونافخ الحياة فيها‪.‬‬
‫عوضا عن العامل االجتامعي‪ ،‬معايري الوالء ورشف الكلمة واالنضباط‬ ‫•ويقيم لهذا العامل البديل‪ً ،‬‬ ‫ ‬
‫والغريية‪.‬‬
‫•وباختصار يتج ّنب الجانح مشكلة انعدام الهوية االجتامعية من خالل االنتامء إىل عامل اجتامعي‬ ‫ ‬
‫جانح‪.‬‬
‫•لكن هذه املحاولة محكوم عليها بالفشل‪،‬‬ ‫ ‬
‫ألنها تقرتن باملالحقة واإليقاف واالستجواب ومختلف أساليب تدخل السلطة يف املجتمع‪.‬‬
‫•هذا الفشل يلقيه يف العامل اإلجرامي الذي يؤدي يف النهاية إىل السجن‪.‬‬ ‫ ‬

‫(السجن)‬
‫ •ويتخذ السجن معنى التدريب عىل مهنة اإلجرام‪.‬‬
‫ •وال ميت األمر بصلة إىل مشاعر الذنب والخطيئة نتيجة لتحريك اواليات دفاع تج ّنب الحساب‬
‫خصوصا‪ ،‬بإسقاط التهمة عىل اآلخرين‪.‬‬
‫ً‬ ‫الداخيل‪ ،‬التي تحدث عنها ردل‬
‫ •ويف السجن‪ ،‬يتدرب عىل ايدي الخرباء ويضع الخطط الخيالية لجرائم ال يطالها الخلل‪،‬‬
‫منجذبًا بصورة الجانح الكبري املرموق الذي يك ّون مثله األعىل‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫وجهة نظر ديبويست ‪ - Deepwest‬املدرسة البلجيكية يف عامل الجرمية‬


‫مثل جي ًدا للمدرسة البلجيكية يف علم الجرمية‪ ،‬ومساهمته يف علم‬ ‫ • ميكن اعتبار ديبويست ً‬
‫الجرمية مشابهة ملساهمة فرويد يف علم األمراض النفسية من حيث األهمية‪.‬‬
‫ •تتلمذ عىل يدي ديجريف مطبقًا منطلقه العلمي عىل دراسة السلوك الجانح عند األحداث‪.‬‬
‫مب ّي ًنا أن فعل القتل ليس أب ًدا عشوائ ًيا أو اعتباط ًيا أو فجائ ًيا كام يبدو ظاهريًا‪.‬‬
‫ •إنه نتيجة تح ّول يف النظرة إىل الذات واىل الوجود واىل الضحية‪.‬‬

‫يدور منطلق ديجريف حول عدة محاور ترتبط ما بني‪:‬‬


‫ • املدرسة الظواهرية وتعاليمها‪ :‬االهتامم بالخربة املعاشة والقيم الوجودية التي تعطي للذات‬
‫ولآلخر‪ ،‬والوعي القاصد‪.‬‬
‫ •التحليل النفيس ونظرية الغرائز‬
‫ •ووجهات نظر أصيلة يف النفس اإلنسانية‪.‬‬

‫واهم محور عىل اإلطالق هو‪:‬‬


‫ •نظام العالقات الذي يربط اإلنسان باآلخرين‪ ،‬الجانح بالضحية واملجتمع‪ ،‬وسلم القيم وسلوكه‪.‬‬
‫أساسا يف علم النفس‪-‬الجنايئ الحديث انطال ًقا من مدى االرتباط‬
‫ •فإن خطورة الجانح تتحدد ً‬
‫اإليجايب بني الجانح واآلخرين‪.‬‬
‫ •فكلام تراخى هذا االرتباط‪ ،‬أو تح ّول إىل ارتباط عدايئ اضطهادي باآلخر‪ ،‬أو باملجتمع‪ ،‬كان‬
‫الجانح يف وضعية وجودية اكرب خط ًرا من حيث إمكانية إقدامه عىل أفعال منافية للمجتمع‪،‬‬
‫ومن حيث إمكانية إصالحه عىل حد سواء‪.‬‬

‫من خالل هذا أإلطار العلمي درس ديبويست العديد من جوانب الوجود الجانح‪.‬‬
‫ما يهمه يف هذه الدراسة هو‪:‬‬
‫ •قياس خطورة التو ّجه نحو االنحراف كنشاط أسايس عند األحداث‪.‬‬
‫تبص املتون‬‫خصوصا رائز ّ‬
‫ً‬ ‫ •ومن خالل أبحاثه لقياس هذه الخطورة بواسطة الروائز اإلسقاطية‪،‬‬
‫توصل إىل وضع ما ميكن اعتباره سلم خطورة (مقياس لتصنيف الجانح تب ًعا لدرجة‬ ‫‪ّ ، TAT‬‬
‫خطورته‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬
‫وجهة نظر ديبويست ‪ - Deepwest‬املدرسة البلجيكية يف عامل الجرمية‬

‫وانطالقًا من سلّم الخطورة هذا‪،‬‬


‫قام بتصنيف السارقني الصغار إىل ‪ ٤‬فئات أساسية‪،‬‬
‫كل اثنني منهام تشكالن قطبني متعارضني عىل نفس املحور‪:‬‬

‫الرسقة‬ ‫تقابلها‬ ‫الرسقة‬


‫كأسلوب حياة‬ ‫بدون داللة جانحة‬
‫ •يعني بها االستمرار يف السلوك‬ ‫ •يعني بها تلك األفعال التي‬
‫الجانح رغم ردود الفعل‬ ‫يقدم عليها الطفل يف مرحلة ما‬
‫االجتامعية ورغم اصطدامه‬ ‫من حياته كسلوك له مكانة يف‬
‫باملعايري‬ ‫تطور الشخصية نحو النمو‪.‬‬
‫ •مام يؤدي إىل التم ّرد عليها‬
‫ •وينتهي األمر بتكوين شخصية‬
‫جانحة‪.‬‬

‫الرسقة‬ ‫تقابلها‬ ‫الرسقة‬


‫كأسلوب غري رشيف‬ ‫العصابية‬
‫ •تحدث عىل املستوى الواعي‬ ‫ •يكون السلوك كعرض لرصاع‬
‫ •يف إطار من الرغبة يف التك ّيف‬ ‫داخيل يقع فيه االنا الذي‬
‫واالحتفاظ باالنتامء االجتامعي‬ ‫يتوزّع ما بني‪:‬‬
‫ •لكن بدون تق ّبل القيم الخلقية‬ ‫‪ -‬الرغبة يف االنتامء االجتامعي‬
‫بشكل فعيل وملتزم‪.‬‬ ‫‪ -‬وبني تف ّجر النزوات الالواعية‪.‬‬
‫ •ويبدو الفعل الجانح وليد قوى‬
‫داخلية الواعية تفلت من‬
‫سيطرة الشخص‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ ١‬الرسقة والكذب كترصفات عادية يف تط ّور الطفل‬


‫ •يتعلّق الطفل بأهله ويشعر مبكانته بينهم‪ ،‬لكن القيود التي ت ُفرض عىل رغباته تجعله يشعر‬
‫خلل يف توازنه الحيايت‪ ،‬لذا يحاول عالج هذا الخلل واستعادة التوازن‬
‫بالحرمان والغنب مام يُحدث ً‬
‫من جديد‪.‬‬
‫ •ومن خالل هذه الوضعية‪ ،‬تأخذ الرسقة والكذب وما شابهها من األفعال الالأخالقية داللتها‬
‫وتشكّل جز ًءا من تجربة كل منا أثناء طفولته ويكون لها دالالت إيجابية يف الشخصية التي تنمو‬
‫وتحاول مجابهة الواقع‪.‬‬

‫فالرسقة قد تكون‪:‬‬
‫ •نو ًعا من توكيد الذات ومحاولة إشباع الرغبات يف حالة من السيطرة عىل الواقع‪.‬‬
‫ •وقد تعني االحتفاظ بنوع من االحتكاك بالواقع والتعامل مع ما فيه من أشياء (رغبة األطفال يف‬
‫اإلمساك باألشياء الجديدة وتفحصها وتجربتها وحتى متلكها‪ ،‬الرغبة بالرشاء عند اكتشاف القوة‬
‫الرشائية للنقود)‪ ،‬يقود ذلك إىل رسقة األشياء أو النقود‪.‬‬

‫كام أن االنخراط يف نشاط مخالف للقانون قد يتم‪:‬‬


‫ •بقصد توكيد الذات واالحتفاظ بالسمعة أمام الرفاق الذين يتحدونه أو ينطلقون معه يف مغامرة‬
‫ •فهنا يقدم الطفل عىل فعل ممنوع من اجل هدف إيجايب هو االحتفاظ بعالقته مع الجامعة‬
‫وعدم فقدانه االعتبار أمامها‪.‬‬

‫حتم بوضع صاحبه يف حالة رصاع مع املجتمع‪.‬‬


‫وينتهي هذا السلوك ً‬

‫(يف حالة السواء)‬


‫ •يتو ّجه الطفل السوي إىل التك ّيف ويتجاوز ترصفاته هذه من اجل الحفاظ عىل عالقاته اإليجابية‬
‫مع اآلخرين‪.‬‬
‫ •ويتعلّم التضحية برغباته طم ًعا يف الحصول عىل تعويض بديل هو املكانة واالعتبار الذين يحظى‬
‫بهام من قبل الجامعة‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫(يف حالة االضطراب)‬


‫ •أما يف حالة االضطراب‪ ،‬ونتيجة لعدم توفر فرص التعويض املتكيف (إهامل الوالدين‪ ،‬نبذ‪،‬‬
‫حرمان‪ ،‬قسوة‪ ،‬أو اضطراب نفيس)‬
‫ •فقد يتح ّول األمر من فعلة عابرة إىل سلوك أسايس يف إشباع الرغبات‬
‫ •وبالتايل يتح ّول من رسقة ذات معنى إيجايب إىل منط جانح من الوجود‪.‬‬
‫ •ويتميز هذا النمط باالصطدام مبعايري املجتمع‬
‫ •ويؤدي إىل تح ّول الشخصية إىل الدفاع االضطهادي بدل النمط التفاعيل العالئقي اإليجايب‪.‬‬

‫‪ ٢‬الرسقة العصابية وانبناء الشخصية يف طريق تعوييض‬


‫ •ليك يستمر الصدام مع الجامعية ومعايريها‪ ،‬ال بد من وجود عوامل داخلية مؤملة‪ ،‬قد تكون‬
‫واحدة من ثالث‪:‬‬
‫ج‬ ‫ب‬ ‫أ‬
‫انبناء الشخصية يف‬ ‫ردود فعل تعويض ّية‬ ‫العصاب‬
‫طريق تعوييض‬

‫أ‪ -‬العصاب‬
‫•يف العصاب‪ ،‬تكون الرسقة كعرض يدل عىل إشكال داخيل‪.‬‬ ‫ ‬
‫•فهناك رصاع بني مختلف القوى الفاعلة يف الشخصية يجعلها عاجزة عن الوصول إىل تنسيق‬ ‫ ‬
‫مقبول بينها عىل املستوى الواعي‪.‬‬
‫خصوصا بني تو ّجه األنا نحو التك ّيف وضغط النزوات املكبوتة‪.‬‬
‫ً‬ ‫•ويكون الرصاع‬ ‫ ‬
‫•ويعترب الفعل الجانح كمخرج لهذا الرصاع‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪33‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫للرسقة العصابية عدة رشوط أهمها‪:‬‬


‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫ميثّل الفعل الجانح نو ًعا‬ ‫تولّد هذه الوضعية‬ ‫تعارض أسايس بني مختلف‬
‫من التسوية الفاشلة عىل‬ ‫توت ًرا خط ًرا‬ ‫قوى الشخصية بشكل ال‬
‫املدى البعيد‬ ‫ال يستطيع األنا السيطرة‬ ‫حل‬‫يستطيع األنا حل ّه ً‬
‫ألنها ستتكرر عىل شكل‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫موفقًا‪.‬‬
‫أفعال جانحة من آن آلخر‪.‬‬

‫‪٥‬‬ ‫‪٤‬‬
‫يشكّل الفعل الجانح‬ ‫تحتاج هذه املعاين التي‬
‫نشازًا بالنسبة للسلوك‬ ‫تخفى عىل الشخص وعىل‬
‫العادي للشخص وبالنسبة‬ ‫املحيط‬
‫الختياراته الواعية‪.‬‬ ‫إىل اختصايص لتفسري‬
‫كام يبدو له بدون مربر‬ ‫وإجالء غوامضها‪.‬‬
‫ويقرتن بحالة من االنزعاج‪.‬‬

‫ب‪ -‬ردود فعل تعويضية‬


‫• نكون هنا أمام حالة إحباط تولّد آال ًما معنوية وتدفع الشخص نحو البحث عن حل تعوييض عن‬ ‫ ‬
‫طريق اللذة‪.‬‬
‫•يتعارض هذا البحث مع القيم األساسية للشخصية ويبدو وكأنه مفروض عليها من الخارج بدون‬ ‫ ‬
‫إرادة أو اختيار من جانبها‪.‬‬
‫خصوصا يف الشخصيات ذات التوازن الركيك‪.‬‬
‫ً‬ ‫•يظهر هذا األمر‬ ‫ ‬
‫•وتبدو الرسقة التعويضية رسابية (ال تحقق اآلمال وال تقيض عىل التوتر) ألنها تولد مشاعر الذنب‬ ‫ ‬
‫والقلق‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫ج‪ -‬انبناء الشخصية يف طريقة تعوييض‬


‫سبيل آخر للتطور‪.‬‬
‫ •تتخذ الشخصية هذا الطريق نتيجة لتاريخ ميلء بالتجارب املؤملة التي ال تتيح ً‬
‫مثل‪ :‬الحرمان العاطفي وتح ّول البحث عن األمن واالرتباط العالئقي اإلنساين إىل االستهالك‬
‫ً‬
‫والتملّك املادي‪.‬‬
‫ •تؤدي هذه الوضعية اىل‪:‬‬
‫‪ -‬غياب الرصاع النفيس واىل القبول باالنحراف والعيش تب ًعا لنموذجه‬
‫‪ -‬والتعامل مع العامل يف حالة من رد الفعل الدفاعي ضد تهديد األنا والخطر املحيط مبستقبله‪.‬‬

‫‪ ٣‬النموذج الجانح من الحياة‬


‫•يصل سلوك الرسقة أعىل درجة من الخطورة عندما يصبح مقبولً ومعرتفًا به من الشخص‪.‬‬ ‫ ‬
‫•ويتح ّول األمر من سلوك عابر إىل منط من الوجود يتامهى به املنحرف ويعتز بتبنيه‪.‬‬ ‫ ‬
‫•هذا النمط يثري املجتمع ومؤسساته املسؤولة عن الحفاظ عىل احرتام القوانني‪.‬‬ ‫ ‬
‫•وتبدو الرسقة يف هذه الحالة كنمط من الوجود مقبول من جانب الجانح وعن وعي‪ ،‬ورغم‬ ‫ ‬
‫اصطدامه بالقوانني‪.‬‬
‫•كام تصبح الوسيلة األساسية والسهلة لتلبية الحاجات واإلفالت من االنصياع للنظام والعيش عىل‬ ‫ ‬
‫مستوى مبدأ اللذة وأسلوب تحقيق الذات‪.‬‬
‫•فالسلوك الجانح يصبح يف نظر صاحبه الحل الوحيد للصعوبات الحياتية ويتبناه أمام اآلخرين‬ ‫ ‬
‫افضا اللعبة االجتامعية‪.‬‬
‫عن وعي ر ً‬

‫بحسب ديبويست‪،‬‬
‫إن املسالك التي تؤدي إىل تط ّور أسلوب الحياة نحو االنحراف هي ثالثة أساسية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الطفل املحروم‬
‫ب‪ -‬الطفل املدلل‬
‫ج‪ -‬الطفل الذي يتامهى مبعايري جانحة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫أ‪-‬الطفل املحروم‬
‫يتم التوجه نحو االنحراف يف حالته كام ييل‪:‬‬
‫فعل (إهامل‪ ،‬نبذ‪ ،‬قسوة‪ ،‬نقص يف عاطفة الحب عند األهل)‪.‬‬ ‫‪1.1‬حرمان ال مربر له وغري عادل ً‬
‫‪2.2‬رد دفاعي حيوي نحو القلق الناتج عن ذلك الحرمان‪ ،‬يتخذ اتجا ًها جان ًحا‪،‬‬
‫تنخفض قيمة العالقات اإلنسانية مع إعالء شأن األشياء لقدرتها اإلرضائية التعويضية‪.‬‬
‫‪3.3‬رصاع خطري ومتكرر مع املحيط يؤدي إىل مأساة داخلية وتذبذب‪:‬‬
‫‪ -‬ما بني االنسياق وراء اإلشباع التعوييض من خالل اللذة اآلتية‬
‫‪ -‬وبني التك ّيف‪.‬‬
‫‪4.4‬ينتهي الرصاع باتجاه املعارضة والعداء للمجتمع والتم ّرد عليه‬
‫مع انسياق وراء إشباع الشهوات بشكل مبارش‪.‬‬

‫ب‪-‬الطفل املدلل‬
‫يتم التوجه نحو االنحراف يف حالته كام ييل‪:‬‬
‫‪1.1‬قصور يف تعلّم معنى الجهد وشخصية مل تعرف سوى اإلشباع املبارش لرغباتها حني تربز‪.‬‬
‫‪2.2‬االصطدام مبتطلبات وقيود املجتمع‬
‫يؤدي إىل قلق شديد وشعور بالغنب وعدم القدرة عىل التالؤم بالتخيل عن مبدأ اللذة‪.‬‬
‫‪3.3‬رصاعات خطرية ومتكررة مع املجتمع وسلطاته‬
‫يؤدي إىل تكوين شخصية جانح يتو ّجه نحو النمط املنحرف من الوجود‪.‬‬

‫يتعلّق كل من هذه النموذجني بالوجود املتوجه تحو الدفاع التهجمي عىل املجتمع (ضد‬
‫التعاطف)‪ ،‬ويؤدي ذلك إىل‪:‬‬
‫ •إفقار الشخصية لتعارضها مع املحيط اإلنساين‬
‫ •وال ينظر الواحد منهام إىل من حوله إال بحذر وكأعداء محتملني مع شعور أسايس باملرارة تجاه‬
‫غنب املجتمع املزعوم‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫ج‪ -‬التامهي مبعايري اجتامعية جانحة‪:‬‬


‫ •ال يعطي ديبويست لهذا النموذج وزنًا كب ًريا‪ ،‬ويعترب أن التامهي الجانح ال يفرس التوجه نحو‬
‫االنحراف مبفرده‪ ،‬بل من إدخال البعد النفيس يك يستقيم ذلك التفسري‬
‫ •فالجانح من هؤالء مير مبرحلة رصاع مع املجتمع ويحس مبعارضة سلوكه ملعايريه‪ ،‬ولذلك يكون‬
‫التمسك بسلوكه وبني التك ّيف‪.‬‬
‫أمام عملية اختيار بني ّ‬
‫ •وعندما يستمر يف انحرافه يكون قد م ّر بعملية تطور نفيس داخيل هي التي تسمح برتسيخ‬
‫متاهيه بالقيم الجانحة‪.‬‬

‫أهم خصائص شخصية الجانح املكرر‬


‫يستعرض ديبويست أهم خصائص شخصية الجانح املكرر كام قال بها أستاذه ديجروف‪ ،‬وهي‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪1.1‬عجز عن مراعاة مبدأ الواقع‪ :‬يظهر هذا العجز من خالل حرية رفض املعايري االجتامعية‪.‬‬
‫‪2.2‬غياب كل انتباه لآلخرين وكل اكرتاث لهم‪ ،‬وبكلمة أخرى غياب االلتزام العاطفي والخلقي تجاه‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫‪3.3‬حساسية مفرطة لكل ما يشكل غب ًنا مفروضً ا‪.‬‬
‫‪4.4‬عجز عن التك ّيف للدميومة‪.‬‬

‫وهكذا يصبح الجانح الذي اختار االنحراف منطًا أساس ًيا للحياة‪:‬‬
‫‪ -‬عاج ًزا عن التك ّيف للدميومة (املايض واملستقبل)‬
‫‪ -‬أعمى عن قيمة اآلخر كقيمة عاطفية تستتبع التزا ًما سلوك ًيا تجاهه‬
‫‪ -‬أعمى عام يسمى فضيلة العدالة يك ال يستجيب إال للغنب املفروض‬
‫ •وهو إىل ذلك يعيش يف جو من العداء معت ًربا نفسه ضحية اكرث منه مذن ًبا‪ ،‬وعىل درجة من‬
‫ً‬
‫متساهل‬ ‫اإلحساس بحقه يف الرد االنتقامي الذي ال يربر سلوكه فقط بل يجعله يص ّور نفسه‬
‫وصبو ًرا تجاه اآلخرين‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ ٤‬السلوك غري الرشيف‬


‫ •ليس يف السلوك غري الرشيف مت ّرد عىل املجتمع ورفض ملعايريه‪ .‬بل عىل العكس هناك متثّل بهذه‬
‫املعايري ورغبة باالندماج يف املجتمع‪ ،‬وهو إىل ذلك يتبنى ً‬
‫مثل عليا متك ّيفة‪.‬‬
‫ •هو امتثايل‪ ،‬والجنحة التي يرتكبها ال تضع تكيفه ورغبته يف الحفاظ عىل مكانته االجتامعية‬
‫موضع الشك‪.‬‬
‫ •لكن هذا التك ّيف يظل سطح ًيا‪ ،‬فهو يقبل املعايري االجتامعية ولكنه ال يلتزم بها دامئًا عىل‬
‫املستوى الشخيص وهنا يكمن اإلشكال األسايس‪.‬‬
‫لدينا مناذج عدة للسلوك الرشيف‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ •القبول بالقواعد الخلقية والقوانني من غري اقتناع كاف‬
‫ولذلك تحتاج القاعدة إىل سلطة تراقب تنفيذها‪.‬‬
‫فإذا غابت الرقابة كرث االعتداء عىل القاعدة‪.‬‬
‫يتعلّق هذا األمر عادة بدرجة التعاضد االجتامعي‪ ،‬فكلام ضعف التعاضد زاد السلوك غري الرشيف‪.‬‬
‫ •جامعة الو ّعاظ‪،‬‬
‫معاكسا متا ًما ألقوالهم‪.‬‬
‫ً‬ ‫يستخدم هؤالء لغة خلقية مفرطة‪ ،‬ولكن سلوكهم الفعيل يبقى‬
‫فهم يتالعبون بالحديث عن القواعد الخلقية يك يلزموا اآلخرين بدون أن يلتزموا بها انفسهم‪.‬‬
‫ •املهن الهامشية‬
‫املهن الهامشية التي تدور حول الربح الرسيع بالوسائل السهلة بدون خرق القوانني بشكل‬
‫رصيح‪ ،‬إمنا من خالل التحايل عليها‪.‬‬
‫ويتعلق فرد من الناس غري املتكيفني بشكل فعيل بهذه املهن السهلة املسلية‪ ،‬املريحة بدون‬
‫الوقوع يف متاعب السلوك الجانح‪.‬‬
‫ •ونحن هنا أمام فئة جانحة تحت ستار من التك ّيف االجتامعي السطحي‪.‬‬
‫خصوصا بالغايات اكرث مام يتعلق بالوسائل‪.‬‬
‫ً‬ ‫ •يتعلّق التك ّيف‬
‫فهم يريدون الوصول إىل غايات ذات وجاهة اجتامعية ولكن بوسائل مشكوك يف صفتها الخلقية‬
‫ •تتم ّيز هذه الفئات جمي ًعا ب‪:‬‬
‫الفقر العاطفي‪ ،‬وبغياب الروابط اإلنسانية العميقة‪،‬‬
‫وبطغيان االنوية‪ ،‬وامليل العظامي أحيانًا‪،‬‬
‫وبفقدان االلتزام االجتامعي‪،‬‬
‫وهي كث ًريا ما تستغل تك ّيفها الظاهري ألغراض جانحة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫كيف نكتشف االنحراف السلوكي وكيف‬


‫نتعامل معه ونعالجه عندالمراهق‬

‫تعريف االنحراف‬
‫هو سلوك يسء أو ذميم يصدر من املراهق‬
‫ويعود بالرضر املبارش عىل نفسه وعىل غريه‪.‬‬

‫ينقسم االنحراف عند املراهق إىل قسمني‪:‬‬

‫انحراف أخالقي‬ ‫انحراف قيمي‬


‫رصف يصدر عن الفرد يكون‬ ‫ •هو ت ّ‬ ‫رصف يقوم به الفرد نابع من‬
‫ •وهو ت ّ‬
‫مخالفًا للقيم االجتامعية والحياء‬ ‫قناعة داخلية بأداء هذا السلوك‬
‫اإلنساين‬ ‫ •وهو ال يشعر بأي تأنيب للضمري‬
‫ •ويرتتب عليه الحاق األذى به أو‬ ‫ •ويكون فيه ضياع لوقته ولجهده‬
‫لغريه من أفراد املجتمع‪.‬‬ ‫وملاله‪.‬‬

‫الفرق بني االنحرافني‬


‫ •االنحراف القيمي أكرث خطورة‪ ،‬ألنه نابع من داخل الفرد وقد يكون لديه قناعة داخلية‬
‫به‪ ،‬لذا يصعب يف بعض األحيان تغيري مساره واألخذ بيده نحو السلوك الصحيح‪.‬‬
‫ •االنحراف األخالقي‪ ،‬قد يكون عن هوى يف النفس‪ ،‬وقد يقوم باإلعراض عنه وعدم‬
‫مامرسته‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫مستويات االنحراف عند املراهقني‬

‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬


‫انحراف بسيط‪:‬‬ ‫انحراف شديد‪:‬‬ ‫انحراف خطر‪:‬‬
‫عندما ميارس املراهق‬ ‫عندما ميارس املراهق‬ ‫عندما ميارس املراهق‬
‫أكرث من انحراف‬ ‫لغالبية‬ ‫لجميع‬
‫بصورة‬ ‫أنواع االنحراف‬ ‫أنواع االنحراف‬
‫متكررة‬ ‫بصورة‬ ‫بصورة‬
‫دامئة ومتكررة‬ ‫دامئة ومتكررة‬

‫‪٦‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪٤‬‬


‫غري منحرف‪:‬‬ ‫مع ّرض‬ ‫مع ّرض‬
‫املراهق الذي‬ ‫لالنحراف‪:‬‬ ‫بشدة‪:‬‬
‫لالنحراف ّ‬
‫مل ميارس أي نوع من‬ ‫مارس‬ ‫مارس‬
‫أنواع االنحراف‬ ‫نو ًعا من االنحراف‬ ‫عدة انحرافات‬
‫وال تخطر له‪.‬‬ ‫ملرة واحدة‬ ‫ملرة واحدة فقط‬

‫وما زالت تسمح‬


‫له الفرصة مبامرسة‬
‫االنحراف‬
‫ولكنه يقاوم باالمتناع‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫كيف تكتشف‬ ‫كيف تكتشف‬


‫االنحراف الجنيس لدى املراهق‬ ‫املراهق املنحرف‬
‫‪1.1‬كرثة التوتر‬ ‫تغي رسيع يف االنتظام املدريس‬
‫‪ّ 1.1‬‬
‫‪2.2‬التشتت الذهني والرسحان‬ ‫‪2.2‬تدين مالحظ يف املستوى‬
‫‪3.3‬عدم الرتكيز واالنتباه‪ :‬يحتاج إىل تكرار الكالم‬ ‫الدرايس‬
‫معه حتى يركز وينتبه‬
‫‪3.3‬العزلة واالنطواء عىل النفس‬
‫‪4.4‬الخمول والكسل‬
‫‪5.5‬اإلرهاق الجسدي‬ ‫تغي مستوى الشهية عىل األكل‬
‫‪ّ 4.4‬‬
‫وانخفاض الوزن‬
‫‪6.6‬كرثة العبث باألعضاء‬
‫‪7.7‬طريقة الجلوس متغرية‪ :‬غري طبيعية ‪-‬‬ ‫‪5.5‬النعاس والنوم داخل الفصل‬
‫كرثة تغيري وضع الجلوس‬ ‫تغي مفاجئ يف الحالة العصبية‬
‫‪ّ 6.6‬‬
‫‪8.8‬تعابري الوجه وتقطيب الجبني‪ :‬الوجه‬ ‫والنفسية‬
‫دامئًا عبوس‬ ‫‪7.7‬تقلّب املزاج بني السعادة‬
‫‪9.9‬حركة العيون‪ :‬كرثة الرتميش‬ ‫والبكاء‬
‫‪1010‬االنطوائية وحب التفرد‪ :‬تجنب املخالطة‬
‫الحصة‬
‫‪8.8‬التأخر املتكرر عن موعد ّ‬
‫‪1111‬إطالة املكوث بالحامم‪ :‬فوق الحد الالزم‬ ‫الدراسية‬
‫‪1212‬كرثة وتكرار االستحامم‬
‫‪9.9‬التحدّ ث حول حاجاته املادية‬
‫‪1313‬كرثة النوم واملكوث بالفراش‬
‫بقصص خيالية‬
‫‪1414‬آالم يف أنحاء متفرقة يف الجسد‪ :‬الظهر‬
‫املفاصل ‪ -‬الركبتني‪ -‬الصدر‬ ‫‪1010‬كرثة استدانته من زمالئه‬
‫‪1515‬ضعف العامل االستيعايب باملدرسة‬ ‫‪1111‬اللجوء للرسقة‬
‫‪1616‬تدين املستوى الدرايس وعدم الرغبة بالدراسة‬ ‫‪1212‬إهامل مظهره وهندامه العام‬
‫‪1717‬الغموض يف التعامل وعدم الوضوح‪ :‬امليل‬
‫للرسية‬
‫‪1818‬كرثة املعاناة واملشاكل األرسية‪ :‬طالق ‪-‬‬
‫انفصال ‪ -‬مشاكل ‪ -‬وفاة‬

‫‪41‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫كيف نتعامل مع االنحراف‬


‫•زيادة الثقة‬ ‫ ‬ ‫‪ -١‬التشجيع عىل‬
‫•زيادة الرغبة والدافعية‬ ‫ ‬
‫•التعلّم‬ ‫ ‬
‫•مساعدته عىل تجاوز الفشل واإلحباط‬ ‫ ‬
‫•مساعدته عىل بناء الشخصية اإليجابية‬ ‫ ‬
‫•القوة والقدرة عىل اتخاذ القرارات وتحمل تبعاتها‬ ‫ ‬ ‫ً‬
‫مسؤول‬ ‫‪-2‬اجعله‬
‫•غرس االنتامء والوالء‬ ‫من ناحية تعزيز‪ :‬‬
‫•السلوك السوي املرغوب‬ ‫ ‬
‫•منو وثبات الذات‬ ‫ ‬
‫•الخصوصية‬ ‫ ‬
‫•ال تذكره باملايض حتى ال تضيع نقطة الخالف‬ ‫ ‬ ‫‪-٣‬اكسبه حليفًا ال‬
‫•تعاون معه‬ ‫خصم وتعامل معه ‬‫ً‬
‫•اعرض عليه األمور وال تفرض عليه أي أمر‬ ‫ ‬ ‫كالتايل‪:‬‬
‫‪-٤‬كيف علينا الفهم •هي مرحلة بركان وتغريات سلوكية طبيعية‬
‫والتعامل مع هذه •اعلم انك لن تنجح يف حل جميع مشاكل املراهق‬
‫ •اعرض رأيك قبل أن تفرضه حول السلوك غري املرغوب فيه‬ ‫املرحلة‬
‫ •اشعره مبدى خصوصيته بالنسبة لك‬
‫أ‪ -‬دعه يشعر انك تحرتمه‪:‬‬
‫ •تحدث إليه كرجل‬
‫ •اعطه كنية الرجال واملشاهري‬
‫ •اسمعه كلامت لطيفة (لو سمحت ‪ -‬الغايل ‪ -‬الله ال يحرمنا منك)‬
‫ •ال تقارنه باآلخرين أو بك عندما كنت صغ ًريا‬
‫ •اظهر خصوصيته أمام اآلخرين‪.‬‬
‫ب‪ -‬ك ّون صداقة معه‪:‬‬
‫ •صافحه وسلّم عليه‬
‫ •كن قري ًبا منه عند وحدته‬
‫ •ابتسم بوجهه‬
‫ •استقبله بطريقة جيدة‬
‫حسسه بحبك له‬‫ • ّ‬
‫ •استمع إليه‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪1.1‬قم بتحديد موعد مسبق للحوار مع صاحب املشكلة‬ ‫‪-٥‬كيف تعالج‬


‫‪2.2‬اخرت الوقت املناسب للعالج والتحاور‬ ‫االنحراف لدى‬
‫‪3.3‬هيئ الجو يف البداية والطف محدثك‬ ‫املراهق‪:‬‬
‫‪4.4‬ال تبدأ لقاءك معه بالدخول باملشكلة‬
‫‪5.5‬اخرت مكان مناسب للجلوس فيه (البحر‪ ،‬حديقة‪ ،‬مطعم‪ ،‬بالخالء‪)..‬‬
‫‪6.6‬انتظر اللحظة املناسبة للدخول يف املوضوع‬
‫‪7.7‬اعط األمان ملحدثك‬
‫‪8.8‬اشعره بأنك أخوه الكبري‪ ،‬وأنك تريد مساعدته‬
‫‪9.9‬اشعره انه لن ينزل من عينك بيشء‪ .‬وأن هذا األمر سبقى رس ما‬
‫بينك وبينه ولن يصل ملسؤوله أو ويل أمره أو مربيه‪.‬‬
‫‪1010‬اطلب منه املصداقية والرصاحة التامة‪.‬‬
‫أ‪ -‬اجعله يختار طريقة لطرح املشكلة‬
‫‪1.1‬أن يطرح املشكلة مبارشة‬
‫خجول أو مرتد ًدا‬
‫ً‬ ‫‪2.2‬أو ابدأ انت بسؤاله إذا كان‬
‫‪3.3‬أو اجعل األمر كحوار مشرتك بني الطرفني‬
‫‪4.4‬اجعله يتحدث بحرية تامة حتى ينتهي‬
‫‪5.5‬ال تخرج عن إطار األدب العام يف طرح األسئلة‬
‫‪6.6‬ال تدقق يف األمور التي ليس لها ارتباط يف املشكلة األساسية‪.‬‬
‫ب‪ -‬راقب مالمح الوجه باستمرار خالل الحوار‬
‫‪1.1‬العيون والرموش‬
‫‪2.2‬التعابري‬
‫‪3.3‬حركات اليد‬
‫‪4.4‬وضعية الجلوس‬
‫‪5.5‬االنفعال إذا تأثر صاحب املشكلة وقام بالبكاء انتهز هذه‬
‫الفرصة وشجعه عىل التغيري‬
‫قليل حتى يف ّرغ ما بداخله‬
‫‪6.6‬إذا اجهش بالبكاء اتركه ً‬
‫‪7.7‬ال تعاتب أو تلقي اللوم أو تعيب‬
‫‪8.8‬ال تسخر أو تشمت أو تحقّر صاحب املشكلة‬
‫‪9.9‬خذ عه ًدا أخويًا منه عىل ترك االنحراف وعدم العودة إليه‬
‫‪1010‬د ّون املشكلة يف الذاكرة‬
‫‪1111‬اعط الحل املناسب للمشكلة‬
‫‪1212‬ال تستعجل الحل قبل الرتوي يف التفكري‬

‫‪43‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪1313‬ال تستعجل الحكم عىل اآلخرين حتى تتبني األمور‬


‫‪1414‬تابع املشكلة عىل فرتات متقاربة يف البداية‬
‫‪1515‬باعد فرتات املتابعة لتعويده عىل االستقاللية‬
‫‪1616‬ال تنىس املتابعة االحرتازية لفرتات متباعدة ج ًدا‬
‫‪1717‬ال تجعل محدثك أس ًريا ألخطائه‪.‬‬

‫البغاء‬
‫تعريف البغاء أو الدعارة‬
‫ •يدخل البغاء والدعارة وما إىل ذلك ضمن أعامل االستغالل الجنيس والذي يشمل النساء واألطفال‬
‫والذكور‪.‬‬
‫ •االستغالل الجنيس‪ :‬هو «أن ميارس مرتكب الجرمية سلطة أو اكرث متصلة بالحق يف ملكية شخص‬
‫أو اكرث‪ ،‬كالبيع أو الرشاء أو اإلعارة أو املقايضة أو غريها من املعامالت السالبة للحرية‪ ،‬وأن يرغم‬
‫ذلك الشخص عىل مامرسة أفعال جنسية»‪.‬‬
‫ •االستغالل الجنيس لألطفال‪ :‬يع ّرف بأنه‪« :‬اتصال جنيس بني طفل وشخص بالغ من اجل إرضاء‬
‫رغبات جنسية عند البالغ‪ ،‬مستخد ًما القوة والسيطرة»‪.‬‬
‫ •يشكّل البغاء اهم واخطر صور االتجار بالبرش واكرثها انتشا ًرا وهذه الجرمية تسمى بصناعة‬
‫الجنس‪ .‬وميثّل البغاء ‪ ٪٧٨‬من أنواع االتجار بالبرش‪.‬‬
‫أموال ضخمة‪ ،‬مام يجعل‬
‫ •إن ما يجعل االستغالل الجنيس من اكرث األنواع انتشا ًرا هو أنه يدر ً‬
‫أيضا‪.‬‬
‫تجار املخدرات والسالح مهتمني به ً‬

‫‪44‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫نبذة مخترصة عن تاريخ البغاء‬


‫ •إن البغاء يالزم البرشية وال سبيل للخالص منه‪ ،‬فهو موجود بوجودها‪ ،‬إال أن نظرة املجتمع‬
‫للبغاء كانت تختلف من عرص آلخر وذلك عىل النحو التايل‪:‬‬
‫‪1.1‬البغاء املقدّ س‪:‬‬
‫كان يطلق عىل البغاء «البغاء املق ّدس» يف العصور القدمية وذلك ألن وظيفته كانت مج ّرد إمناء‬
‫البرشية‪ .‬وذلك العتقادهم بأن هناك رجل وحيد أعطاه الله القدرة عىل اإلنجاب بغض النظر عن‬
‫الرجال اآلخرين واألزواج‪.‬‬
‫‪2.2‬ارتباط البغاء باملكان وليس بالشخص‪:‬‬
‫ارتباط البغاء باملكان وليس بالشخص‪ ،‬فاصبح البغاء املق ّدس مكانه املعابد‪،‬‬
‫وأصبحت الفتيات يذهنب إىل املعبد للرتفيه عن الكهنة وعن زواره ويهنب حياتهن لذلك‪.‬‬
‫‪3.3‬البغاء بهدف التسلية‪:‬‬
‫وهو الذي نعرفه اليوم‪ ،‬ومن ثم أصبحت تلك الوظيفة يف الخفاء مثلام كان األمر يف الدول‬
‫أألوربية قد ًميا‪ .‬أما اآلن فقد اصبح البغاء تجارة مثل أي تجارة‪ ،‬له رشكات تنظمه‪.‬‬
‫وأصبحت الباغيات من املستويات الراقية ذات التعليم العايل‪ ،‬واصبح وظيفة مثل أي وظيفة يتم‬
‫الفصل بينها وبني الحياة الشخصية‪.‬‬
‫ •قننت بعض الدول البغاء وجعلت الدعارة مامرسة قانونية‪ ،‬ومن هذه الدول‪ :‬بلجيكا‪ ،‬وأملانيا‪،‬‬
‫وسويرسا‪ ،‬وهولندا‪ ،‬وتونس وتركيا واليابان‪ ،‬بل وجعلت لهم دوام عمل محدد وتأمني صحي‪،‬‬
‫ومنظامت لحامية حقوقهم‪.‬‬

‫تعريف البغاء‬
‫ •أطلقت الترشيعات الحديث عىل البغاء تعريفني‪:‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫النوع الثاين‪:‬‬ ‫النوع األول‪:‬‬
‫ • ال يشرتط وجود أجر بل املهم‬ ‫ •يستلزم لوجود البغاء أن يكون‬
‫هو الفعل‪.‬‬ ‫له مقابل مادي‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫تقسيم صور البغاء يف الدول‬


‫قسمت الدكتورة سوزي عديل ناشد صور البغاء يف الدولة إىل ثالثة أنواع‪:‬‬
‫ • ّ‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫دول الرتانزيت‬ ‫دول مستوردة للبغاء‬ ‫مصدرة للبغاء‬
‫دول ّ‬
‫من هذه الدول‪:‬‬ ‫من هذه الدول‪:‬‬
‫أملانيا وإيطاليا‬ ‫الهند والواليات املتحدة‬

‫أركان جرمية البغاء‬


‫ •لجرمية البغاء ركنني‪:‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫ركن معنوي‪:‬‬ ‫ركن مادي‪:‬‬
‫ •يتمثل يف اإلرادة وهي إرادة ارتكاب‬ ‫•يتمثّل يف املامرسة الجنسية أيا كانت‬ ‫ ‬
‫الفعل املجرم‬ ‫صورتها أيا كان مرتكبها ومن يطلبها‬
‫ •ولذلك ال بد أن يكون لديه األهلية‬ ‫•وسواء تم الحصول عىل مقابل مادي‬ ‫ ‬
‫لتحمل املسؤولية الجنائية‬ ‫أو عدمه‬
‫ •ويجب أال يكون قد تم إجباره عىل‬ ‫•وال بد أن تتم تلك املامرسة عن‬ ‫ ‬
‫القيام بذلك الفعل‪.‬‬ ‫طريق التكرار واالعتياد يف أوقات‬
‫متباينة وأزمنة مختلفة ومع أشخاص‬
‫مختلفني‪.‬‬
‫•يخرج من تلك الدائرة العالقة‬ ‫ ‬
‫التي تربط بني رجل وامرأة بصورة‬
‫محددة وعىل سبيل التخصيص‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫اتجاهات البغاء‬
‫ •وجد كل من الدكتور محمد السيد عرفة يف كتابه عن مكافحة االتجار باألشخاص واألعضاء‬
‫البرشية‪ ،‬وكذلك الدكتورة نجية اسحق عبد الله محمد والدكتور فرج عبد القادر طه يف كتابهام‬
‫سيكولوجية البغاء‪ ،‬أن اهم االتجاهات التي تفرس البغاء ما ييل‪:‬‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫االتجاه النفيس‬ ‫االتجاه االجتامعي‬ ‫االتجاه االقتصادي‬
‫ •وذلك بسبب التفكك‬ ‫ •حيث أن معظم البغايا‬
‫األرسي وضعف الرقابة‬ ‫تأتني من ارس فقرية‬
‫عىل الصغار وما إىل‬ ‫وطامعني يف الحياة‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫الرغيدة‪.‬‬

‫أسباب البغاء‬
‫ •أما أسباب البغاء فتكمن يف اآليت‪:‬‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫وقوع البنت فريسة للكالم‬ ‫هروب الفتاة من املنزل‬ ‫الواقع االقتصادي املرتدي‬
‫املعسول عىل أمل الزواج‪.‬‬ ‫نتيجة العنف املامرس يف‬ ‫فتحاول الفتاة الهروب‬
‫األرسة‪.‬‬ ‫للحصول عىل حياة افضل‪.‬‬

‫‪٦‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪٤‬‬


‫رفقة السوء‬ ‫زواج الفتاة‬ ‫التعامل مع املرأة كسلعة‬
‫من شخص ال تعرفه‬ ‫تباع وتشرتى يف الدول‬
‫وبعدها تكتشف انه قواد‪.‬‬ ‫الفقرية‪.‬‬

‫ •أخ ًريا ميكن القول أنه تم التعامل مع البغاء وفق منهجني‪:‬‬


‫النوع الثاين‪:‬‬ ‫املنهج األول‪:‬‬
‫ •يتعامل مع البغاء عىل انه مجرد وظيفة‬ ‫ •ص ّنفه عىل انه نوع من أنواع االتجار‬
‫يجب حامية من يعمل بها‪ ،‬وذلك‬ ‫بالبرش‪ ،‬فح ّرمه كام حرمته الديانات‬
‫من خالل قوننة البغاء ووضع ضوابط‬ ‫الساموية الثالث‪.‬‬
‫له‪ ،‬كام فعلت الصني واليابان وكوريا‬
‫الجنوبية وهولندا وتايوان‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫البغاء وأثره عىل األرسة واملجتمع‪ ،‬مقدمة‪:‬‬


‫ • تدل الدعارة عىل منح متعة جنسية غري مرشوعة مقابل اجر‪ ،‬قد يكون ماديًا أو غري مادي‪.‬‬
‫ •وأقل أطراف الدعارة طرفان‪:‬‬
‫‪ -‬طرف يبيع املتعة الجنسية غري املرشوعة مقابل أجر‬
‫‪ -‬وطرف يشرتيها مقابل ما يدفعه من أجر‬
‫وقد يدخل إىل حلبة الدعارة طرف ثالث هو الوسيط أو القواد الذي يجمع أو يس ّهل لقاء‬
‫الطرفني‪ ،‬البائع واملشرتي‪.‬‬
‫فضل‬
‫ •للدعارة سلبيات تتجاوز الفرد أو األفراد املعنيني باحرتافها‪ ،‬إىل ارسهم ومجتمعاتهم‪ ،‬فهي ً‬
‫عن مضارها الجسدية تسبب كث ًريا من األمراض االجتامعية والنفسية‪.‬‬

‫ً‬
‫أول‪ :‬الدعارة كسلوك نفيس‬
‫ •إن الغريزة الجنسية املوجودة يف اإلنسان هي حاجة بيولوجية تنمو مع البلوغ وتتزايد حتى تبلغ‬
‫أوجها يف مرحلة املراهقة والشباب‪ ،‬لكنها تقل كلام دنا اإلنسان من الشيخوخة‪.‬‬
‫ •وتستغل بعض املجتمعات هذه الحاجة لدى اإلنسان فيبيعون إشباع الغريزة الجنسية مبقابل‬
‫(سواء كان نقو ًدا أو هدية أو مصلحة)‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه لفظ «الدعارة»‪.‬‬
‫ •وقد تعدد املقابل يف العرص الحايل طبقًا لتعدد حاجات البرش كام تعددت أشكال الدعارة‪».‬‬

‫يلجأ املراهق إىل الدعارة لألسباب التالية‪:‬‬


‫ •بهدف اختبار رجولته واالطمئنان بها‪.‬‬
‫ •بهدف اإلشباع الجنيس‬
‫ونظ ًرا إىل أن الغريزة متجددة فإن الحاجة إىل إشباعها تتكرر‪.‬‬

‫أما املتزوج فيلجأ إىل الدعارة لغري سبب‪:‬‬


‫ •لتأكيد رجولته مرة أخرى‬
‫ •الكتشاف يشء جديد لدى املرأة األخرى‬
‫ •للبحث عن التجديد لشكل اإلشباع الجنيس‬

‫‪48‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫أو للهروب من الزوجة‪:‬‬


‫‪ -‬الباردة أو املثرية للمشاكل‪،‬‬
‫‪ -‬أو غري املتوافقة مع زوجها جنس ًيا‪،‬‬
‫‪ -‬أو التي تصيب زوجها بالضعف الجنيس‪:‬‬
‫‪ -‬إما مبا تسببه له من توتر ينشأ عنه رسعة القذف‪،‬‬
‫‪ -‬أو االرتخاء الجنيس الع ّنة‬
‫أصل‬
‫‪ -‬أو تفقده الرغبة ً‬
‫‪ -‬أو تفقده اإلثارة من خالل الرتابة الزوجية‬
‫‪-‬وقد تصبح املرأة بعد فرتة طويلة من معايشة الزوج‪ ،‬صورة الشعورية من امه‪ ،‬فيصاب‬
‫بالضعف الجنيس تجاهها دون غريها من النساء‪.‬‬
‫يف حني أن محرتفة الدعارة‪:‬‬
‫ •هي امرأة مدربة عىل إشباع الرجل‬
‫ •تؤدي عملها كمهنة ولديها من الحيل ما يفوق املرأة العادية‬
‫ •كام أن الحياء لديها منزوع فال تجد حر ًجا يف أداء دور األنثى املثرية لغرائز الرجل‪.‬‬

‫ •وليست الدعارة حك ًرا عىل املرأة‪ ،‬فالرجل يقوم بالدعارة أيضً ا يف املوقف املقابل‪ ،‬حني يشرتك يف‬
‫الفعل فإنه ال شك يشرتك يف الصفة‪ ،‬حتى ولو كان منتف ًعا بسلعة الدعارة فقط‪ ،‬وبهدف اإلشباع‬
‫العابر‪.‬‬

‫ •وقد تكون الدعارة مقننة أي لها ترخيص وقواعد ملامرستها كمهنة‪ ،‬كام يحدث يف بعض الدول‬
‫الغربية‪.‬‬
‫وقد تكون متخفية‪ ،‬ومتارس عىل استحياء‪ ،‬كام يحدث يف املجتمعات التي ال تبيحها‪ ،‬فتكون‬
‫مطاردة من القانون وتقع تحت طائلته‪.‬‬

‫ •تخرج عالقات الحب‪ ،‬التي يكون االلتقاء الجنيس جز ًءا منها‪ ،‬عن مفهوم الدعارة‪ ،‬لكونها تعبري‬
‫عن ارتباط عاطفي وليست إشبا ًعا مبقابل‪.‬‬

‫ •وهناك نوع آخر من الدعارة‪ ،‬تقدم عرب أسالك الهاتف‪ ،‬إما كسلعة مدفوعة األجر‪ ،‬أو مجانية‪،‬‬
‫حيث يتواصل اثنان هاتفيًا ويبغيان إثارة الغريزة أو إشباعها من دون عالقة عاطفية بينهام‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫ثان ًيا‪ :‬الدعارة وعالقتها باالضطرابات النفسية‬


‫ •إن إشباع الغريزة الجنسية دون عاطفة ويف صورة سلعة لها مقابل‪ ،‬هو مؤرش إىل خلل نفيس لدى‬
‫من يحرتفه كمهنة‪.‬‬
‫ •يف ما ييل‪ ،‬تقسيم ألطراف الدعارة ثم تبيان الخلل النفيس الذي قد يوجد لدى كل طرف منهم‪:‬‬
‫‪ -١‬الداعرة (أو الداعر)‪ ،‬ويصح القول عنهام م ًعا (الداعر)‬
‫‪ -٢‬منظّم لقاءات الدعارة (أو مدير الشبكة ومن يعاونه)‬
‫‪ -٣‬املنتفع بسلعة الدعارة‪.‬‬

‫‪ -١‬الداعرة أو الداعر‬
‫مرغم عىل‬
‫رجل أو مشاع ًرا أو صوتًا‪ ،‬كسلعة للمنتفع بها‪ .‬ومن مل يكن ً‬‫ •من يق ّدم نفسه‪ ،‬امرأة أو ً‬
‫مريضا نفس ًيا‪ .‬وقد يأخذ املرض النفيس احد األشكال التالية‪:‬‬
‫أداء هذا العمل‪ ،‬يكون ً‬
‫•يعانون من نقص قدرة الفهم والتكيف والتعامل مع املواقف الجديد‬ ‫ ‬ ‫‪-١‬األشخاص‬
‫بوسائل التفكري الهادف‪.‬‬ ‫ذوي‬
‫•يبدأ هذا النقص يف الطفولة‪ ،‬فيصبحون غري قادرين عىل التمييز بني‬ ‫االحتياجات ‬
‫النافع والضار‬ ‫الخاصة‬
‫سهل لهم‪.‬‬
‫•لذا يقعون فريسة ملن يديرون شبكات الدعارة‪ ،‬ويصبحون صي ًدا ً‬ ‫ ‬
‫•فيوظفونهم يف أغراض الدعارة‪ ،‬دون أن يكلفهم األمر عنا ًء ماديًا أو غريه‬ ‫ ‬
‫ثم يح ّركونهم بعد ذلك ما يريدون‪.‬‬
‫•هو مرض عقيل يتم ّيز باملرح املريض وزيادة الطاقة الجسدية والعقلية‬ ‫ ‬ ‫‪ -٢‬الهوس‬
‫التي تتمثل يف زيادة الحركة والكالم والرغبة الجنسية‬
‫•ويصاحبها سوء الحكم عىل األمور‪ ،‬وسوء الترصفات وقلة الحاجة إىل النوم‬ ‫ ‬
‫واالندفاع يف ترصفات طائشة دون تقدير نتائجها‪.‬‬
‫•وتحت تأثر االندفاع وسوء الحكم عىل األمور‪ ،‬وزيادة الطاقة الجنسية‬ ‫ ‬
‫يحرتف الشخص الدعارة‪.‬‬
‫•لكن حني تتحسن حالته ويعود إىل رشده‪ ،‬يشعر بندم عىل ما قام به من‬ ‫ ‬
‫مامرسات خالل هذه الفرتة‬
‫•وغال ًبا ما يصاب باالكتئاب من جراء الشعور بالذنب‪ ،‬وحينئذ يثور عىل‬ ‫ ‬
‫من يديرون شبكة الدعارة وقد يقتلهم وينتحر‬
‫•وليك يضمن مديرو هذه الشبكات عدم ثورته‪ ،‬يجعلونه مدم ًنا من‬ ‫ ‬
‫خالل إعطاءه املواد املخدرة‪ ،‬ليظل خاض ًعا ألرادتهم فيقتلون فيه اإلرادة‬
‫املستقلة التي قد يستعيدها بعد أن يفيق من الهوس‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫ • هو مرض يصيب اإلرادة والتفكري ويفكك قوى العقل والشخصية‪.‬‬ ‫‪-٣‬الفصام‬


‫ •وتصبح السيطرة عىل املصاب به سهلة‪ ،‬بل أن بعضهم يتم ّيز بالطاعة‬ ‫العقيل‬
‫لآلخرين التي تصل إىل درجة اآللية‬
‫ •وذلك يجعل من هؤالء املرىض أفرا ًدا مطيعني يف مهنة الدعارة‪.‬‬
‫ • هو اضطراب نقص اإلثارة الجنسية لدى األنثى‬ ‫‪-٤‬الربود‬
‫ •الذي يدفعها إىل التامس اإلثارة من خالل احرتاف الدعارة‪.‬‬ ‫الجنيس‬
‫ •وهي وجود رغبة مرضية يف الجامع لدى األنثى‪ ،‬ونهم جنيس ال يرتوي‪.‬‬ ‫‪-٥‬الغلمة‬
‫ •اغلب املصابات بهذا الداء لديهن فقد الذروة الجنسية والشعور باللذة‬ ‫النسوية‬
‫ •كام يوجد لديهن خوف شديد من فقد الحب فيعوضونه بتكرار املامرسة‬
‫غري املشبعة معنويًا لهن‪.‬‬

‫‪ -٢‬منظّم لقاءات الدعارة (مدير شبكة الدعارة أو من يعاونونه)‬


‫•هو صاحب املصلحة الرئييس من تلك التجارة‪.‬‬ ‫ ‬
‫•فهو يدير اللقاء بني بائعة الهوى واملنتفع بها لقاء اجر‪ ،‬ويطلق عليه اسم (ق ّواد)‪.‬‬ ‫ ‬
‫•هو شخص خطري‪ ،‬يتم ّيز بذكاء عال يستغله يف السيطرة عىل اآلخرين وإخضاعهم لسيطرته‬ ‫ ‬
‫واستخدامهم ألغراضه املادية‪.‬‬
‫•وهو يف الوقت نفسيه‪ ،‬ليس سويًا من الناحية النفسية‪ ،‬فهو إما شخصية «مضادة للمجتمع» أو‬ ‫ ‬
‫انه يعاين شذوذًا جنس ًيا‪.‬‬
‫•وفيام ييل رشح لهاتني الشخصيتني‪:‬‬ ‫ ‬
‫•هو الشخص الذي يستغل اآلخرين‬ ‫ ‬ ‫‪-١‬الشخصية‬
‫•يوجهه إىل ذلك أنانيته الشديدة وعدوانه تجاههم‪.‬‬ ‫ ‬ ‫املضادة‬
‫•فال يهمه أن يدمرهم ملصلحته أو حتى يدمر املجتمع‪.‬‬ ‫ ‬ ‫للمجتمع‬
‫•ويحكمه مبدأ (أنا ومن بعدي الطوفان)‪،‬‬ ‫ ‬
‫•فليس له ضمري يحكمه‪ ،‬أو جهاز قيم داخيل يردعه‪.‬‬ ‫ ‬
‫•ومن ثم فهو يستخدم األعراض تجارة له دون ادين شعور بالذنب‪.‬‬ ‫ ‬
‫ •هو الذي يصل إىل متعته الجنسية من خالل رؤية من ميارسون العالقة‬ ‫‪ - ٢‬املصاب‬
‫الجنسية‪،‬‬ ‫بشذوذ‬
‫ •وكل متعته هي مشاهدة الفعل الجنيس‪ ،‬والتيسري له من خالل ترتيب‬ ‫جنيس‬
‫اللقاءات‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ -٣‬املنتفع بسلعة الدعارة‬


‫•هو الشخص الذي يشبع غريزته من طريق الدعارة‪ ،‬ويدفع مقابل مادي أو خالفه إىل من‬ ‫ ‬
‫يقدمون إليه هذه الخدمة‪.‬‬
‫•هو غال ًبا يشك يف رجولته‪ ،‬لذا يسعى من خالل مامرسة الدعارة إىل التحقق منها أو تأكيدها‬ ‫ ‬
‫•أو انه يعاين مشكالت الضعف الجنيس أو يعاين مشكالت زوجية‬ ‫ ‬
‫•أو يخاف من االرتباطات العاطفية والعالقات الحميمة‪.‬‬ ‫ ‬

‫ •وهي حالة غال ًبا ما تصيب املراهقني الذين قد يشكون بانهم يعانون من‬ ‫‪-١‬الشك يف‬
‫األمراض املتعلقة بأعضائهم التناسلية‪.‬‬ ‫رجولته‬
‫ •وقد يسعون إىل األطباء بحثًا عن الطأمنة أو العالج‪،‬‬
‫ •أو يبحثون عن بائعات الهوى للتأكد من سالمة رجولتهم‪.‬‬
‫ •هو الذي يصل إىل متعته الجنسية من خالل رؤية من ميارسون العالقة‬ ‫‪ - ٢‬املصاب‬
‫الجنسية‪،‬‬ ‫بشذوذ‬
‫ •وكل متعته هي مشاهدة الفعل الجنيس‪ ،‬والتيسري له من خالل ترتيب‬ ‫جنيس‬
‫اللقاءات‪.‬‬
‫ •وهي كل املشكالت التي تدفع بالزوج إىل البحث عن إشباع غريزته خارج‬ ‫‪-٣‬املشكالت‬
‫إطار الزواج‪.‬‬ ‫الزوجية‬
‫ •وقد تكون أسبابها إما مادية أو عاطفية‬
‫أو ناجمة عن سوء التواصل وعدم الحوار‪،‬‬
‫أو عن مشاكل يف العالقة الخاصة‪.‬‬
‫‪-٤‬الخوف من •هناك كثري من الشباب‪ ،‬ذكو ًرا وإناث ًا‪ ،‬يخافون من االرتباط‬
‫بسبب مخاوف الشعورية من العالقة الجنسية‪،‬‬ ‫الزواج‬
‫(الخوف من ومن سيطرة شخص آخر وتسلطه‪.‬‬
‫العالقات •وغال ًبا ما تعود هذه العقد إىل الطفولة‪ ،‬وسوء التعامل بني الوالدين‬
‫الحميمة) •هذه املخاوف ال ميكن حلها بالعالقات خارج إطار الزواج‪ ،‬ولكنها تحتاج‬
‫إىل عالج نفيس‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫•وأهمها الع ّنة‪ ،‬وهي االرتخاء الجنيس أو عدم القدرة عىل االنتصاب يف‬ ‫ ‬ ‫‪-٥‬مشكالت‬
‫وجود مثري مناسب‪ ،‬ويحدث ذلك بصورة ثابتة أو متكررة‪.‬‬ ‫الضعف‬
‫•قد تكون الع ّنة أولية‪ :‬إذ مل ينجح الشخص يف الجامع إطالقًا‬ ‫ ‬ ‫الجنيس‬
‫•وقد تكون ثانوية‪ :‬إذ يكون قد نجح قبل ذلك‪ ،‬ولكنه اصبح أخ ًريا غري قادر‬ ‫ ‬
‫•وأحيانًا تكون الغ ّنة انتقائية‪ :‬إذ ينجح أحيانًا ويفشل أحيانًا أخرى‬ ‫ ‬
‫مثل من ينجح مع امرأة أخرى ويفشل مع زوجته‪.‬‬
‫•قد يكون سبب الع ّنة أمر ًاضا جسامنية (أو الوسائل والعقاقري املستخدمة‬ ‫ ‬
‫لعالجها)‪.‬‬
‫•كان االعتقاد السائد أن السبب الرئييس للعنة هو التغريات النفسية‬ ‫ ‬
‫•لكن االعتقاد اآلن هو أن األمراض العضوية هي سبب رئييس يف حدوث‬ ‫ ‬
‫هذا املرض‪ .‬وهذه األمراض متعددة ومتفاوتة يف تأثريها‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الصمء ‪ -٢‬أمراض الجهاز العصبي املركزي والذايت‬ ‫‪-١‬أمراض الغدة ّ‬
‫‪ -٣‬العمليات الجراحية ‪ -٤‬العالج باإلشعاع‬
‫‪ -٧‬أسباب نفسية‬ ‫‪ -٦‬العقاقري‬ ‫‪ -٥‬األمراض املزمنة‬
‫الصمء‬
‫‪ -١‬أمراض الغدد ّ‬
‫•فشل الخصيتني يف إفراز هرمون الذكورة ‪Testosterone‬‬ ‫ ‬
‫•بعض أمراض الغدة النخامية‪ ،‬التي تفرز هرمونات تنظم وظائف الخصيتني وتنشطهام‪ ،‬إذ‬ ‫ ‬
‫تساعد عىل النمو الطبيعي لهام‪،‬‬
‫وكذلك تكون الحيوانات املنوية ومنوها وإفراز هرمون الذكورة‪.‬‬
‫•خلل يف إفرازات الغدة الدرقية‪ ،‬سواء بالزيادة أو النقصان‬ ‫ ‬
‫•أمراض الغدة الكظرية‪ ،‬مثل»‬ ‫ ‬
‫‪ -‬مرض أديسون وهو ينتج عن نقص إفرازات هرمون الكورتيزول‪،‬‬
‫‪ -‬ومرض (مركب) كوشنج‬
‫•مرض البوال السكري‪ ،‬الذي ينجم عن نقص أو عدم كفاءة هرمون االنسولني الذي يفرزه‬ ‫ ‬
‫البنكرياس‪.‬‬
‫•التهاب الغدة النكفية إذ تصاب الخصيتني بالفريوس نفسه‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪53‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ -٢‬أمراض الجهاز العصبي املركزي والذايت‪ ،‬مثل‪:‬‬


‫•مرض التصلّب املتناثر‪ ،‬وهو تل ّيف يف أجزاء متناثرة من الجهاز العصبي‪.‬‬ ‫ ‬
‫•أمراض الحبل الشويك‪ ،‬حيث توجد بعض مراكز التحكم يف وظائف األعضاء التناسلية‪.‬‬ ‫ ‬
‫•بعض أمراض األعصاب الطرفية مثل التهابات األعصاب‪.‬‬ ‫ ‬
‫•ولكل من البوال السكري‪ ،‬والزهري دور مهم يف تلك األمراض‪ ،‬إذ يؤثران يف اكرث من موقع‬ ‫ ‬
‫يف الجهاز العصبي‪.‬‬
‫‪ -٣‬العمليات الجراحية‬
‫التي قد يصاحبها تهتك يف األعصاب املتحكمة يف األعضاء التناسلية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ •استئصال الربوستات الجراحي‪ ،‬أما استئصال الربوستات باملنظار فال يؤدي إىل العنة‬
‫ •استئصال املثانة البولية‬
‫ •جراحات املستقيم‬
‫‪ -٤‬العالج باإلشعاع نتيجة للتأثري الضار عىل خاليا الخصيتني‪.‬‬
‫‪ -٥‬األمراض املزمنة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ •فشل وظائف القلب‬
‫ •الفشل الكلوي‪ ،‬تل ّيف الكبد‬
‫ •حاالت الضعف العام والهزال الشديد ونقص التغذية‬
‫‪ -٦‬العقاقري‪ ،‬منها املستخدم يف عالج بعض األمراض‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ •مضادات االكتئاب وعقاقري األمراض النفسية‬
‫ •العقاقري املهدئة مثل الليثيوم والليربيم‬
‫ •املطمئنات العظمى‬
‫ •بعض مضادات ارتفاع ضغط الدم‬
‫ •عقاقري اإلدمان والتع ّود مثل‪ :‬الكحوليات واملورفني والكوكايني والهريويني‪،‬‬
‫ •واالمفيتامني (أدوية منشطة تستخدم يف حاالت االكتئاب)‪.‬‬
‫‪ -٧‬أسباب نفسية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ •عدم قدرة الشخص عىل إطالق غرائزه بسبب كبت جهاز القيم لديه‬
‫ •أو بسبب شعوره بالدونية مع األنثى‬
‫ •أو نتيجة رصاع بني مشاعر الحب والرغبة لديه‬
‫ •أو نتيجة عدم الشعور باألمان أو استشعار التوتر‬
‫ •أو رفض األنثى التي ميارس معها االتصال الجنيس‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫ثالثًا‪ :‬األثر النفيس للدعارة يف مامرسها ورشيكه‬


‫ •لهذه املامرسات إثر سلبي لنقلها األمراض السارية كالزهري والسيالن واإليدز‪ ،‬وهذه لها أخطار‬
‫عىل اإلنسان ويكون لها انعكاساتها وتأثرياتها النفسية‪.‬‬
‫فالتفكري يف انتقال تلك األمراض بسبب الدعارة قد يسبب للشخص خوفًا ينتج عنه مشاكل‬
‫جنسية‪.‬‬
‫ •وقد تكون بائعة الهوى يف عجلة من أمرها‪ ،‬وترغب يف أداء مهمتها برسعة‪ ،‬فرتبك رشيكها‪،‬‬
‫فيصاب برسعة القذف‪.‬‬
‫ •وقد تؤدي عملها بصورة آلية باردة ال روح فيها‪ ،‬خاصة أن منهن املصابات بالفصام‪ ،‬فيرتتب‬
‫عىل ذلك نقص اإلثارة‪ ،‬ويصاب الشخص بالضعف الجنيس الذي يعطي انطبا ًعا سالبًا‪ ،‬ينتج منه‬
‫االكتئاب‪.‬‬
‫أما بالنسبة لبائعة الهوى فهي‪:‬‬
‫ •إما أنها يف حالة نفسية سيئة‪ ،‬بسبب اضطرابها النفيس الذي دفع بها إىل دوامة الدعارة‬
‫ •وأما أنها مل تكن مريضة يف البداية ولكنها استدرجت إىل هذه املهنة‪.‬‬
‫ •وتكرار مامرسة الدعارة مع أشخاص متعددين ال تختارهم هي يجعلها تشعر‪:‬‬
‫ •بانها أصبحت غري مالكة لجسدها وتشعر باملهانة واالحتقار لنفسها‪ ،‬فتصاب باالكتئاب‪ ،‬وقد‬
‫ينتهي بها األمر إىل اإلدمان واملوت من مضاعفات أو االنتحار‬
‫ •أو أنها تسلط عدوانها عىل الخارج تجاه املجتمع فتكره اآلخرين وتنتقم منهم‪ ،‬خاصة من‬
‫يقع بني براثنها‪ ،‬فتصبح شخصية «مضادة للمجتمع»‪ ،‬وتتحول من مجرد بائعة هوى إىل‬
‫مديرة لشبكات خارجة عن القانون (قوادة)‪ ،‬أو تاجرة مخدرات‪ ،‬أو تعمل يف الجاسوسية‬
‫والتزوير أو تقوم بكل هذا يف وقت واحد‪.‬‬
‫ •وقد ينحرص تخطيطها يف اصطياد الرجال املتزوجني واإليقاع بهم يف مشاكل عائلية‪ .‬وقد‬
‫يكون ذلك تعب ًريا عن عدوانها وكراهيتها للمجتمع‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫التشرد‬
‫ّ‬
‫رشد‬
‫مفهوم الت ّ‬
‫رشد من منظور لغوي عىل انه عدم امتالك الفرد ملأوى أو وظيفة‪ ،‬وهو سؤال‬ ‫ •ميكن تعريف الت ّ‬
‫الناس لسد متطلبات الحياة‪.‬‬
‫ •ع ّرفته وزارة اإلسكان والتنمية الحرضية األمريكية عىل انه معاناة الفرد التي تتجىل باآليت‪:‬‬

‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬


‫ •اختالل نظام األرسة‬ ‫ •مكوث الفرد يف إحدى‬ ‫ •عدم امتالك الفرد‬
‫نتيجة النعدام وجود‬ ‫املؤسسات املجتمعية‬ ‫ملأوى مناسب للسكن‬
‫رب لألرسة يدير‬ ‫ •مثل‪ :‬املستشفيات‬ ‫البرشي‪،‬‬
‫شؤونها‬ ‫لغايات تلقّي العالجات‬ ‫ •أو إقامته يف أماكن‬
‫ •أو نتيجة لعدم أهليتيه‬ ‫املتعلقة باالختالالت‬ ‫غري مخصصة للسكن‬
‫ •مام يؤدي بها إىل ما‬ ‫العقلية‪ ،‬أو يف السجن‬ ‫كاملالجئ ملدة سنة عىل‬
‫ذكر من مظاهر يف‬ ‫ •وملدة ال تقل عن‬ ‫األقل‪.‬‬
‫النقطة األوىل‪.‬‬ ‫تسعني يو ًما‪ ،‬نظ ًرا ألن‬
‫رشوط النقطة األوىل‬
‫تنطبق عليه‪.‬‬

‫رشد عىل فئات كثرية يف املجتمع ويؤثر عليها‪ ،‬منها‪:‬‬


‫ •قد ينطبق مصطلح الت ّ‬
‫كبار الس ّن‪ ،‬واألطفال‪ ،‬والشباب‪.‬‬

‫ •وقد يصبح الشخص مرش ًدا ال مسكن له لعدة أسباب‪ ،‬منها‪:‬‬


‫‪ -‬فقدان الوظيفة وانعدام الدخل‬
‫‪ -‬أو املعاناة من مشاكل صحية وعقلية‬
‫‪ -‬أو التع ّرض للعنف األرسي‬
‫‪ -‬أو حدوث كارثة يف املنزل مثل‪ :‬الحرائق والفيضانات‪ ،‬أو بسبب الحروب‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫رشد‬
‫أسباب الت ّ‬
‫رشد آفة اجتامعية تستدعي العالج‪ ،‬مام يعني رضورة البحث عن أسباب هذه الظاهرة‬ ‫ •يعترب الت ّ‬
‫بداية‪ .‬وقد تم حرص بعضها فيام ييل‪:‬‬
‫‪ -١‬الفقر‬
‫‪ -٢‬البطالة‬
‫‪ -٣‬العنف املنزيل‬
‫‪ -٤‬االضطرابات العقلية‬
‫‪ -٥‬األمراض واإلعاقات الجسدية‬
‫‪ -٦‬اضطرابات اإلدمان‬
‫‪ -٧‬السجن‬
‫‪ -٨‬الظروف الشخصية القاسية‬

‫‪ -١‬الفقر‬
‫•قد تؤدي ظروف الحياة الصعبة وتع ّدد متطلباتها إىل عدم متكّن البعض من توفري األولويات‬ ‫ ‬
‫الرضورية للحياة‪ ،‬مثل‪ :‬املأكل واملرشب‪ ،‬ومظاهر الرعاية الصحية‪ ،‬ومصاريف السكن‪ ،‬مام‬
‫رشد يف املجتمعات‪.‬‬
‫يجربهم عىل الت ّ‬
‫رشد‬
‫•تجدر اإلشارة إىل أن حصول الفرد عىل وظيفة ثابتة ال يعني بالرضورة بأنه بعيد عن الت ّ‬ ‫ ‬
‫إذ أن بعض الوظائف ذات األجور املنخفضة التي ال تسدّ حاجات الفرد قد تؤدي به إىل السجن‪،‬‬
‫أو إىل الرهن‪ ،‬أو إىل إخالء السكن‪.‬‬
‫•وقد يصبح الفرد مترش ًدا بسبب ارتفاع أسعار األجور واملساكن السيام عندما يكون الحد األدىن‬ ‫ ‬
‫لألجور غري كاف لسداد املطلوب من فواتري‪.‬‬
‫•يعزى هذا كله إىل النمو السكاين الكبري الذي يشهده العامل السيام يف املناطق الحرضية منه وما‬ ‫ ‬
‫تشهده من كثافة سكانية‪.‬‬

‫‪ -٢‬البطالة‬
‫ •قد يعجز الفرد عن تأمني متطلبات الحياة األساسية مبا فيها املسكن بسبب انعدام وجود مصدر‬
‫دخل له من وظيفة ثابتة‬
‫ •أو بسبب فقدان الوظيفة التي كانت مصد ًرا ألمانه وسد احتياجاته بشكل مفاجئ وسط‬
‫رشده‪.‬‬
‫مجتمع وظيفي يصعب عىل الفرد إيجاد فرصة عمل فيه بسهولة‪ ،‬مام يؤدي إىل ضياعه وت ّ‬

‫‪57‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ -٣‬العنف املنزيل‬
‫رشد‪ ،‬فقد يجد الفرد نفسه مضط ًرا لالختيار بني البقاء يف منزل‬‫ •يعترب العنف املنزيل من أسباب الت ّ‬
‫يتع ّرض فيه ألحد أنواع اإليذاء املتمثلة باإليذاء الجسدي‪ ،‬أو الجنيس ‪ ،‬أو النفيس‪ ،‬أو مغادرته‬
‫دون وجود مأوى مناسب له‪.‬‬
‫رشد مقابل البقاء يف منزل‬
‫كم كبريًا ممن تع ّرضوا لإلساءة اختاروا حياة الت ّ‬
‫ •ق ّدرت اإلحصاءات‪ ،‬أن ً‬
‫يتعرضون فيه لإليذاء وسوء املعاملة‪.‬‬
‫ •كام تشري بعض اإلحصاءات إىل أن ‪ ٪٩٠‬من النساء اللوايت انتهى بهن املطاف كمرشدات كانت‬
‫نتيجة ملا تع ّرضن له من سوء معاملة خالل حياتهن‪.‬‬

‫‪ -٤‬االضطرابات العقلية‬
‫•تعيق االضطرابات العقلية قدرة الشخص عىل القيام باألمور الحياتية األساسية مثل‪ :‬العناية‬ ‫ ‬
‫بالنفس وإدارة أمور املنزل وتكوين العالقات مع اآلخرين والحفاظ عليها‬
‫رصفات بعيدة عن الحكمة والعقالنية‬ ‫•وذلك بسبب ما يعانيه من قصور يف الفهم والقيام بت ّ‬ ‫ ‬
‫•مام قد يؤدي إىل ابتعاد العائلة واألصدقاء ومن ميدون يد العون له عنه‪ ،‬وقد ينتهي به املطاف‬ ‫ ‬
‫رشد‪.‬‬
‫إىل الخروج من املنزل والت ّ‬
‫رشد مقارنة باألشخاص‬ ‫•لذلك فإن األشخاص املصابني باألمراض العقلية يكونون اكرث عرضة للت ّ‬ ‫ ‬
‫الطبيعيني‬
‫•وقد يصل بهم الحال إىل اإلصابة بالعديد من األمراض الجسدية نتيجة إهاملهم العناية بالنظافة‬ ‫ ‬
‫الشخصية مثل‪ :‬أمراض الجهات التنفيس بأنواعها‪ ،‬واألمراض الجلدية والسل‪ ،‬وفايروس العوز املناعي‬
‫•كام أن تعاطي هؤالء للمواد املخدرة والعقاقري ميكن أن يتسبب لهم باإلدمان واألمراض‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪ -٥‬األمراض واإلعاقات الجسدية‬


‫رشد كنتيجة حتمية لبعض األمراض املزمنة أو اإلعاقات الجسدية التي متنع الفرد من‬‫ •قد يأيت الت ّ‬
‫مامرسة حياته بشكل طبيعي‪ ،‬وشغل وظيفة ثابتة تحقق له مصدر دخل ثابت ميكن من س ّد‬
‫متطلبات الحياة املختلفة‪ ،‬مثل الحصول عىل مسكن آمن‪ ،‬ودفع إيجاره والفواتري املرتتبة عليه‪.‬‬
‫ •هذا األمر يأيت بشكل خارج عن إرادة افرد ومعاكس لرؤاه رغم حتميته‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ -٦‬اضطرابات اإلدمان‬
‫• يرى البعض أن اإلدمان وما يخلّفه من مشاكل واضطرابات نفسية وصحية يح ّول الفرد إىل‬ ‫ ‬
‫رشد إال أن البت يف هذا األمر يعد شائكًا ومعقدً ا‬
‫شخص مت ّ‬
‫•حيث أن نسب املدمنني املرتفعة يف صفوف املترشدين يف العامل ال تعود إىل اإلدمان وحده‬ ‫ ‬
‫رشد‬
‫بل أن هناك العديد من العوامل األخرى التي تتداخل مع موضوع الت ّ‬
‫رشد الفرد‪.‬‬
‫مام يعني أن اإلدمان وحده ال يعد سببا كاف ًيا لت ّ‬
‫رشده‪ ،‬وارتفاع يف‬‫•بل غال ًبا ما يأيت كنتيجة ملا يقاسيه الفرد من ظروف معيشية صعبة أثناء ت ّ‬ ‫ ‬
‫مستويات التوتر لديه نتيجة لذلك‬
‫•األمر الذي يدفع بعض املترشدين إىل اللجوء للمواد املخدرة العتقادهم بأنها تخفف عنهم‬ ‫ ‬
‫معاناتهم‪.‬‬

‫‪ -٧‬السجن‬
‫رشد ارتباطًا وثيقًا بأنظمة العدالة الجنائية‬
‫ •يرتبط الت ّ‬
‫ •فاألشخاص الذي انهوا عقوبة سجنهم قد يعانون من صعوبات عديدة تتعلق يف أيجاد مساكن‬
‫مناسبة لهم يستق ّرون فيها وفرص عمل ثابتة‪.‬‬
‫ •وذلك بسبب القيود القانونية املفروضة عليهم‪ ،‬والتمييز املجتمعي الذي ميارسه األفراد ضدهم‬
‫بسبب سجالتهم الجنائية عىل انهم أصحاب أسبقيات‪.‬‬

‫‪ -٨‬الظروف الشخصية القاسية‬


‫رشده‬
‫•قد تؤدي املآيس والصعوبات التي يتع ّرض لها الفرد يف حياته إىل ت ّ‬ ‫ ‬
‫مثل‪.‬‬
‫•كاختيار عالقة فاشلة أو ارتباط غري ناجح بالرشيك‪ ،‬أو حدوث كارثة طبيعية ً‬ ‫ ‬
‫•مثل هذه األمور يرتتب عليها تغيري جذري يف وضع الفرد االقتصادي‪ ،‬ومام يزيد الوضع سو ًءا‬ ‫ ‬
‫هو عدم وجود مصدر للدعم والتوجيه‪،‬‬
‫رشد الفرد بشكل مؤقت إىل حني إيجاد الحلول الناجعة‪.‬‬ ‫•مام ينجم عنه ت ّ‬ ‫ ‬

‫‪59‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫رشد‬
‫حلول مقرتحة للت ّ‬
‫‪ -١‬عىل املستوى الفردي‬
‫رشد والعمل بها‪ ،‬وميكن تلخيصها‬
‫يقع عىل عاتق الفرد إيحاد الحلول املناسبة للقضاء عىل ظاهرة الت ّ‬
‫عىل النحو التايل‪:‬‬
‫رشد‬
‫‪ -‬فهم ظاهرة الت ّ‬
‫‪ -‬واملساعدة عىل تبديد الصورة النمطية املأخوذة عن املترشدين‬
‫‪-‬ومعرفة الظروف التي أودت بهم إىل هذه الحالة‪،‬‬
‫بهدف إكساب الفرد مهارة التعامل مع كل حالة من حاالت الترشد بشكل مناسب لخصوصيتها‪،‬‬
‫ومحاولة إيجاد الحلول لها‪.‬‬

‫أوىل الخطوات املتبعة يف حل مشاكل املرشدين تبدأ يف‪:‬‬


‫ •تقييم حاجاتهم ودراسة كل حالة عىل انفراد‪،‬‬
‫والتق ّرب اليهم اكرث ألنهم بحاجة ملن يتكلّم معهم ويتحسس مشاعرهم ويشعرهم باالهتامم‪.‬‬
‫ •عمل مخطط إحصايئ ملالجىء إيواء الالجئني وتحديد مناطق وجودها من اجل تسهيل الوصول‬
‫إليها من قبل املرشدين‬
‫ •تقديم املساعدات والتربعات للمرشدين عن طريق الجمعيات الخريية املخصصة لذلك‪ ،‬أو‬
‫تقديم الدعم املايل املبارش لهم‪.‬‬
‫ •التربّع باملالبس الفائضة عن االستخدام رشط أن تكون حسنة املظهر ويف حالة جيدة‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل الجمعيات الخريية املسؤولة عن توزيع املساعدات عىل املرشدين‪.‬‬
‫ •التربّع باأللعاب والكتب وتقديم الهدايا لألطفال املرشدين‪،‬‬
‫أو تقديم املواد التموينية الرضورية‪،‬‬
‫حث األصدقاء واملعارف عىل أخذ مثل هذا اإلجراء‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل ّ‬
‫ •العمل يف املجال التطوعي بهدف مساعدة املترشدين‬
‫حيث يستطيع كل شخص تقديم خدمات تتناسب مع قدراته ومؤهالته العلمية وهواياته‪.‬‬
‫ •التط ّوع يف تدريس املترشدين ضمن املدارس املخصصة لهم إن وجدت‪ ،‬أو العمل عىل ذلك‬
‫بشكل منفرد‪.‬‬
‫ •زيادة الوعي املجتمعي حول قضايا املترشدين‪ ،‬والدور الف ّعال الذي تقوم به الجمعيات‬
‫الخريية ملساعدتهم وذلك من خالل عمل تقارير توعوية ونرشها عرب وسائل النرش املختلفة مثل‬
‫الصحف ودور العبادة وغريها‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫‪ -٢‬عىل املستوى الدويل‬


‫رشد‪:‬‬
‫تع ّد التدابري األتية من املسؤوليات التي يتوجب عىل الدولة تطبيقها ملحاربة ظاهرة الت ّ‬
‫ •انتهاج سياسات واسرتاتيجيات ف ّعالة للقضاء عىل ظاهرة الترشد‬
‫مع الحرص املتواصل والتأكيد عىل الجهات ذات العالقة بهذا الشأن داخل البلد عىل تطبيق تلك‬
‫االسرتاتيجيات ضمن اطر زمنية محددة‪.‬‬
‫ •ترشيع القوانني التي تتضمن حامية املترشدين من االنتهاكات التي ميكن أن يتعرضوا لها من‬
‫قبل الغري‪ ،‬مثل‪ :‬التشهري‪ ،‬والتمييز‪ ،‬واملعاملة السيئة‪.‬‬
‫ •إبطال قانون إخالء الناس ملساكنهم عند عجزهم عن دفع اإليجار‪ ،‬وهو األمر الذي يرتتب عليه‬
‫رشد‪،‬‬
‫تزايد حاالت الت ّ‬
‫وإيجاد بديل افضل لقوانني اإلخالء الفوري مثل تأمني مسكن بديل أو إيجاد ارض منتجة ينتفع‬
‫املترضرون بها‪.‬‬
‫ •إلزام الدول بعدم ترشيع أي قانون أو سياسة تكون مح ّف ًزا لخلق حالة ترشد واعتبار ذلك خرقًا‬
‫واض ًحا لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫ •ترشيع سياسات من قبل الدولة تضمن التضافر بني القطاع العام والخاص املتخصص يف‬
‫ميسة تناسب الجميع‪.‬‬‫املجاالت السكنية‪ ،‬ووضع رشوط من شأنها توفري مبان سكنية بأسعار ّ‬
‫ •إعداد خطط واسرتاتيجيات لخلق فرص عمل جديدة للقضاء عىل البطالة‪ ،‬ورفع مستوى دخل الفرد‪.‬‬

‫رشد‬
‫أشكال الت ّ‬
‫هنالك ‪ ٣‬أنواع للترشد‪ ،‬بحسب املركز األسرتايل لإلحصاء‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫رشد من الفئة الثالثة‬
‫الت ّ‬ ‫رشد الثانوي‬
‫الت ّ‬ ‫رشد األسايس‬
‫الت ّ‬
‫ •يشري هذا املصطلح‬ ‫ •يشري هذا املصطلح إىل‬ ‫ •يشري هذا املصطلح‬
‫إىل األشخاص القاطنني‬ ‫األشخاص املنتقلني من‬ ‫إىل األشخاص الذين‬
‫يف منازل ال تحتوي‬ ‫مأوى إىل آخر كالالجئني‬ ‫يضطرون للمبيت يف‬
‫املتطلبات األساسية‬ ‫واملقيمني يف مالجئ‬ ‫الشوارع والحدائق‬
‫للحياة‪ ،‬مثل‪ :‬الحاممات‬ ‫الطوارئ أو املنتقلني‬ ‫واملرافق العامة أو حتى‬
‫واملطابخ‪.‬‬ ‫بني منازل العائلة‬ ‫السيارات بشكل مؤقت‬
‫ •باإلضافة إىل اللذين‬ ‫واألصدقاء‪ ،‬واملقيمني‬ ‫نتيجة عدم امتالكهم‬
‫ال ميلكون عقد أيجار‬ ‫يف أماكن بشكل مؤقت‪.‬‬ ‫ملأوى كبقية األفراد‪.‬‬
‫طويل األمد‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫الطفل‬
‫ •أقرت اتفاقية حقوق اإلنسان مفهو ًما للفظة الطفل‪ .‬حيث نصت عىل اآليت‪:‬‬
‫«ألغراض هذه االتفاقية‪ ،‬يعني الطفل كل إنسان مل يتجاوز الثامنة عرشة‪ ،‬ما مل يبلغ سن الرشّ د‬
‫قبل ذلك‪ ،‬مبوجب القانون املطبق عليه‪».‬‬
‫نص املادة (‪ )١‬من هذه االتفاقية‪ ،‬فإن األطفال يص ّنفون إىل صنفني‪:‬‬
‫ •وحسب ّ‬
‫الصنف الثاين‪:‬‬ ‫الصنف األول‪:‬‬
‫ •األفراد الذين وصلوا س ّن الرشد قبل أن‬ ‫ •األفراد تحت سن الثامنة عرش‪ ،‬وهو‬
‫يبلغوا الثامنة عرشة‪ ،‬وهنا يتم األخذ‬ ‫معيار متّبع عامل ًيا لتحديد فئة األطفال‪.‬‬
‫مبعيار القوانني الداخلية التي تحددها‬
‫دولة الطفل لتحديد عمره‪.‬‬

‫ظاهرة أطفال الشوارع‬


‫ •تعد ظاهرة أطفال الشوارع ظاهرة منترشة بوضوح يف كافة املجتمعات يف أنحاء العامل‬
‫رصحت األمم املتحدة أن ما يزيد عن ‪ ١٥٠‬مليون طفل يف مختلف أنحاء العامل‪،‬‬ ‫ •وقد ّ‬
‫يص ّنفون ضمن أطفال الشوارع‬
‫ •إذ يجرب الكثري منهم عىل كسب لقمة عيشهم بطرق مهينة‪ ،‬مثل‪ :‬االستجداء‪ ،‬والبحث يف‬
‫القاممة‪ ،‬وبيع البضاعة البسيطة كباعة متجولني يف األحياء واملدن الفقرية‪.‬‬

‫تعريف أطفال الشوارع‬


‫ •ع ّرفت األمم املتحدة أطفال الشوارع بأنهم‪:‬‬
‫أي ولد أو بنت ي ّتخذون من الشارع مبختلف معانيه (مبا يف ذلك الخرابات واألماكن املهجورة‬
‫وغريها) مق ّر إقامة‪ ،‬أو مصد ًرا لكسب الرزق‪ ،‬دون أن يتمتّعوا بإرشاف أو توجيه‪ ،‬أو حامية‬
‫كافية من قبل أولياء أمورهم الراشدين‪.‬‬
‫ •كام يقول د‪ .‬محمد فهمي‪:‬‬
‫تقل أعامرهم عن مثانية عرش عا ًما‪ ،‬ميارسون حياتهم من اكل ورشب‬
‫إن أطفال الشوارع هم من ّ‬
‫ونوم وغريها يف الشارع‪ .‬حيث يعمل بعضهم بشكل غري رسمي‪ ،‬ومنهم من ال يعمل‪،‬‬
‫باإلضافة إىل كون عالقاتهم بأرسهم توصف باملتقطعة أو املقطوعة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫أسباب ظاهرة أطفال الشوارع‬


‫هناك أسباب كثرية تدفع أطفال الشوارع ألن يكونوا ما هم عليه‪ ،‬وتقسم هذه األسباب إىل‪:‬‬
‫أسباب عائلية ‪ -‬أسباب اجتامعية ‪ -‬أسباب تتعلق باألطفال أنفسهم‬

‫أسباب عائلية‬
‫تتعدد األسباب العائلية التي تؤدي إىل ظاهرة أطفال الشوارع‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪1.1‬التفكك األرسي‪ :‬تشتت األطفال بني األب واألم بعد االنفصال وتفكّك األرسة يدفعان األطفال اىل الشارع‪.‬‬
‫‪2.2‬العنف األرسي‬
‫‪3.3‬كرثة النسل‪ :‬إذ أن عدم االهتامم باألطفال واحتياجاتهم قد يدفع بهم إىل الشارع‪ ،‬خاصة إن‬
‫رافقت ذلك حالة افتصادية صعبة‬
‫‪4.4‬التمييز بني األبناء يف األرسة الواحدة‪ :‬حيث يشعل ذلك الغرية بينهم‪ ،‬مام قد يقود بعض األطفال‬
‫إىل الهروب إىل الشارع‪.‬‬
‫‪5.5‬اليتم‪ :‬فقدان احد الوالدين أو كليهام يسبب ضعف الرقابة واملتابعة لألطفال أو انعدامها‪ ،‬مام‬
‫يقودهم إىل االنحراف واالنضامم إىل أطفال الشوارع‪.‬‬
‫‪6.6‬القسوة‪ :‬سواء كانت من قبل الوالدين أو أقارب الطفل أو املحيطني به‪ ،‬أو حتى من مجتمع املدرسة‪.‬‬
‫أيضا‪.‬‬
‫أعامل منحرفة من شأنها أن تنقل االنحراف إىل أطفالهم ً‬ ‫‪7.7‬عمل الوالدين‪ :‬قد ميارس الوالدان ً‬

‫أسباب اجتامعية‪ ،‬وتشمل ما ييل‪:‬‬


‫‪1.1‬الظروف االقتصادية الصعبة‪ :‬حيث ال تستطيع بعض األرس توفري حاجات أبناءها األساسية من‬
‫مأكل ومرشب‪ ،‬ومكان إقامة وعالج‪ ،‬مام يدفعها للسامح لألطفال بالعمل يف الشارع‪ ،‬للمساعدة‬
‫يف تأمني االحتياجات‪.‬‬
‫‪2.2‬سوء البيئة املحيطة‪ :‬قد تؤدي مجاورة األشخاص املنحرفني إىل انحراف األطفال‪.‬‬
‫رسب املدريس‪ :‬إن أساليب التعليم الشديدة الصارمة‪ ،‬وعدم قدرة بعض اآلباء عىل تحمل‬ ‫‪3.3‬الت ّ‬
‫مصاريف الدراسة‪ ،‬تدفع باألطفال إىل الهروب وترك املدرسة‪ ،‬واالنخراط يف بيئة الشوارع‪.‬‬

‫أسباب تتعلق باألطفال انفسهم‪ ،‬من هذه األسباب‪:‬‬


‫‪1.1‬حب التملّك واالستقاللية‪ ،‬فقد يلجأ بعض األطفال للشارع‬
‫‪2.2‬لتلبية رغباتهم يف العمل وتلبية احتياجاتهم‬
‫‪3.3‬امليل للحرية‪ ،‬والهرب من األجواء األرسية السيئة‬
‫‪4.4‬الشعور بعدم االهتامم بالطفل عاطف ًيا‪ ،‬مام يجعله يلجأ للشارع لتلبية حاجاته‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫آثار ظاهرة أطفال الشوارع‬


‫تنتج عن ظاهرة أطفال الشوارع بعض املشاكل التي تص ّنف كام ييل‪:‬‬

‫•تربز الكثري من املشكالت االجتامعية التي يواجهها أطفال الشارع‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫ ‬ ‫مشكالت‬
‫‪ -‬انتشار الجهل‬ ‫اجتامعية‬
‫‪ -‬التخلّف‬
‫‪ -‬زيادة أعداد األميني‬
‫‪ -‬وأعداد العاطلني عن العمل ببني فئة العاملني باطّراد‬
‫•يعيش أطفال الشوارع عادة ضمن بيئة سيئة دون رادع أو رقيب‬ ‫ ‬ ‫مشكالت‬
‫•باإلضافة إىل اختالطهم مبن يكربونهم س ًنا‬ ‫ ‬ ‫أمنية‬
‫•مام يؤدي إىل انخراطهم يف شبكات منظمة من العصابات املؤذية وذات‬ ‫ ‬
‫األهداف السيئة‬
‫•وقد يعملون ضمن هذه العصابات يف‪ :‬الدعارة‪ ،‬الرسقة‪ ،‬وتجارة املخدرات‬ ‫ ‬
‫•مام يعود بآثار ضارة عىل امنهم وعىل امن املجتمع‪.‬‬ ‫ ‬
‫يؤدي انخراط الطفل مبك ًرا يف سوق العمل إىل التأثري سل ًبا عىل حياته‪ ،‬من‬ ‫مشكالت‬
‫ناحية‪:‬‬ ‫نفسية‬
‫ •االنحراف‬
‫ •سوء التعامل والتأقلم مع البيئة املحيطة به‪ ،‬فهو غري مهيئ نفسيًا ملامرسة‬
‫عدد كبري من األعامل الشاقة واملرهقة‪.‬‬
‫وذلك لعدم اكتامل منوه يف هذه املرحلة العمرية‪.‬‬
‫ •كام أنه غري مهيئ نفس ًيا للتأقلم والتعامل مع مجتمع كبار السن‬
‫مام قد يع ّرضه إىل انحرافات خطرية وإحباطات تؤثر تأث ًريا كب ًريا عىل مستقبله‬
‫ •يتع ّرض الطفل للعديد من املشاكل الصحية‪.‬‬ ‫مشكالت‬
‫ •فالشارع وان ق ّدم له الحد األدىن من الغذاء ليبقيه ح ًيا‪ ،‬ال يقدم له احتياجاته‬ ‫صحية‬
‫الغذائية األساسية التي يطلبها جسمه لتحقيق متطلبات منوه يف هذه‬
‫املرحلة العمرية‬
‫ •إضافة لذلك يكون عرضة للكثري من األمراض الخطرية مثل‪:‬‬
‫‪ -‬أمراض العيون‬
‫‪ -‬الجرب‬
‫‪ -‬التيفوئيد‬
‫‪ -‬واألمراض الصدرية‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬علم النفس التوافقي‪ -‬االنحراف ‪ -‬عفيفة حلبي‬

‫عالج ظاهرة أطفال الشوارع‬


‫خاصة‪،‬‬
‫يجب التعامل مع أطفال الشوارع بطرق وأساليب ّ‬
‫ومن الوسائل التي تساعد عىل عالج هذه الظاهرة ما ييل‪::‬‬

‫‪ 1.1‬توفري نظام اجتامعي يهتم بتفعيل آلية لرصد أطفال الشوارع املع ّرضني للخطر‪ ،‬وضبطهم‪.‬‬
‫‪2.2‬إنشاء مؤسسات اجتامعية‪ ،‬تهتم بالتد ّخل املبكر لحامية األطفال وأرسهم من أنواع العنف‬
‫واالستغالل املختلفة‪.‬‬
‫أيضا التد ّخل لحامية األطفال ضحايا األرس املفككة واألطفال العاملني يف بيئات‬
‫ومن الرضوري ً‬
‫ضارة وغري آمنة‪ ،‬ومنذ سن مبكر‪.‬‬
‫‪3.3‬تطوير برامج مكافحة الفقر‪ ،‬وزيادة أعداد مكاتب االستشارات األرسيّة‪ ،‬وتفعيل دورها‬
‫وتحسينها‪.‬‬
‫‪4.4‬إنشاء مراكز مهمتها تأهيل أطفال الشوارع نفس ًيا ومهن ًيا‪.‬‬
‫‪5.5‬تفعيل دور اإلعالم بوسائله املختلفة‪ ،‬لزيادة وعي املجتمع‪ ،‬وتحريك الرأي العام حول هذه‬
‫الظاهرة وأهمية مكافحتها‪.‬‬
‫‪6.6‬إنشاء أماكن رعاية خاصة بهم‪ .‬فمن املهم أن يتم توفري هذه األماكان لتلبية احتياجاتهم‬
‫األساسية‪.‬‬
‫‪7.7‬تعيني أخصائيني اجتامعيني للعناية بهم ومناقشة مشاكلهم وحلها‪.‬‬

‫‪65‬‬

You might also like