Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 47

‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬

‫ألفرد أدلر ‪Alfred Adler‬‬


‫ •درس أدلر الطب ورسعان ما اهتم بعلم النفس ودافع عن االعامل األوىل لفرويد عرب بعض املقاالت‪.‬‬
‫ •ثــم عــاد ومتــرد عــى فرويــد يف ‪ ٣‬مقــاالت انتقــد فيهــا نظريــة االســباب الجنســية المـراض العصــاب وقــدّ م‬
‫مفهومــه عــن االحتجــاج الذكــوري‪.‬‬
‫ •نــر عــام ‪ ١٩١٢‬كتابــه «الطبــع العصبــي» الــذي حــاول عــره ان يؤســس «الســيكولوجيا الفرديــة»‪ ،‬وبعــد‬
‫وفاتــه ســنة ‪ ١٩٣٧‬مل تســتطع الســيكولوجيا الفرديــة ان تســتمر ومل يبــق منهــا ســوى بعــض االفــكار والطروحــات‪.‬‬

‫‪٤‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬


‫العالج النفيس‬ ‫الحب والجنس‬ ‫العصاب والتك ّيف‬ ‫إرادة القوة‬
‫عند أدلر‬

‫‪ -١‬إرادة القوة‬
‫“ميتلك االنسان شعو ًرا بالنقص يتطلب منه تعويضً ا باستمرار”‬
‫وقد يتم التعويض عىل عدة مستويات‪:‬‬

‫‪ -١‬عىل املستوى الجسدي‪ ،‬التعويض العضوي‪:‬‬


‫ •الكلية الضعيفة يع ّوض عنها ازدي ًدا يف نشاط الكلية الثانية‪.‬‬
‫ •كذلك فإن ازدياد قوة اللمس او السمع يع ّوض عن نقص النظر عند األعمى‪.‬‬

‫‪ -٢‬عىل مستوى الطبع والشخصية‪:‬‬


‫ •“دميوستني” الذي كان يعاين من عاهة يف النطق اصبح خطي ًبا كب ًريا‪.‬‬
‫ •كــا أن بعــض املوســيقيني (بتهوفــن‪ ،‬زافيــل) قــد ع ّوضــوا بواســطة املوســيقى عــن عاهــة يف‬
‫السمع‪.‬‬
‫ •ونابوليون حاول التعويض عن قرص قامته‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫ألفرد أدلر ‪Alfred Adler‬‬
‫عىل املستوى النفيس‪:‬‬
‫ •اول شــكل للشــعور بالنقــص يعيشــه الطفــل عــر تبعيتــه للراشــدين‪ .‬وتدفعــه ارادة القــوة‬
‫اىل محاولــة تخطــي هــذا الشــعور‪.‬‬
‫ •وقــد اعطــى ادلــر اهميــة خاصــة لعمــر الطفــل وملوقعــه داخــل الرتكيبــة العائليــة‪ ،‬أي‬
‫ضمــن س ـلّم االعــار‪.‬‬
‫•يتمتــع الطفــل البكــر يف البدايــة باالهتــام املركّــز‪ ،‬لكنــه رسعــان مــا‬ ‫ ‬ ‫الطفل البكر‬
‫“يفقــد عرشــه” مــع والدة طفــل جديــد‪،‬‬
‫•فيطور شعو ًرا باملرارة والنقمة تجاه امه‪،‬‬ ‫ ‬
‫•ومن هنا امكانية ان يصبح سندً ا للعائلة ومحافظًا‪.‬‬ ‫ ‬
‫•الطفــل األوســط‪ ،‬كــا كان ادلــر‪ ،‬يحــاول ان يتخطــى االخ البكــر وهــو‬ ‫الطفل األوسط ‬
‫املنافــس له‪،‬‬
‫•ومن هنا امكانية ان يصبح معارضً ا وقائدً ا‪.‬‬ ‫ ‬
‫•الطفل االصغر‪ ،‬هو عادة مركز اهتامم الكل‪،‬‬ ‫ ‬ ‫الطفل األصغر‬
‫•ومــن هنــا امكانيــة ان تكــون لــه فيــا بعــد احــام العظمــة ممزوجــة‬ ‫ ‬
‫مبزايــا اللطــف واملــودة‪.‬‬
‫•الطفل الوحيد الذي مل يعرف املنافسة‪،‬‬ ‫ ‬ ‫الطفل الوحيد‬
‫•يصبح لديه فيام بعد ميل للبحث عن الحامية واالمان‪.‬‬ ‫ ‬
‫الطفل املهمل‪• :‬الطفــل املهمــل (غــر املرغوب بــه‪ ،‬اليتيــم‪ ،‬ابن الحـرام‪ ،‬ضحيــة الطالق)‬
‫يجــد نفســه يف موقــف مشــابه لوضــع الطفــل القبيــح‪ :‬الحاجــة القوية‬
‫الهتــام االخريــن ويف الوقــت ذاتــه لديــه نقمــة ومت ّرد‪.‬‬

‫املنافسة بني االطفال‬


‫ •املنافسة بني االطفال تزداد قوة وخطورة يف املجتمع الذي يفضّ ل الذكور‪.‬‬
‫ •كذلك فإن الفقر يلعب دو ًرا يف تعزيز االستعداد للرصاع والعدوانية‪.‬‬
‫املبدأ املو ّجه‬
‫ •يخلق الطفل لنفسه مبدأً موج ًها‪ ،‬اي منوذ ًجا يحاول تقليده يك يتطور يف محيطه‪.‬‬
‫ •إن هذا املبدأ املثايل يأخذ‪ ،‬عرب مسار تطور الطفل وتك ّيفه مع املجتمع‪ ،‬بعدً ا تخ ّيل ًيا‪.‬‬
‫ •من هنا يصبح املبدأ املوجه املرتبط بالتخيالت املوجهة أسلوب الحياة الخاصة بالفرد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫ألفرد أدلر ‪Alfred Adler‬‬

‫‪ -٢‬العصاب والتك ّيف‬

‫ •إن إرادة القوة والتعويض يعمالن يف ‪ ٣‬ميادين اساسية من الحياة‪:‬‬


‫‪1.1‬العالقات االجتامعية‬
‫‪2.2‬العمل‬
‫‪3.3‬الحب‪.‬‬
‫ •يعطــي أدلــر أهميــة خاصــة للمواقف‪-‬التجــارب‪ ،‬أي املواقــف التــي تتطلــب صعوبــة يف‬
‫التك ّيــف (مثــل‪ :‬والدة اخ بالنســبة للطفــل البكــر‪ ،‬انقطــاع الــدورة الشــهرية بالنســبة للمــرأة)‪.‬‬
‫ويعب العصاب عن فشل يف التعويض والتك ّيف‪.‬‬
‫ • ّ‬

‫هناك ‪ ٣‬مناذج اساسية من األطفال غري املتك ّيفني‪:‬‬

‫‪ -١‬الطفل الذي يعاين من عاهات عضوية ال يستطيع ان يع ّوض عنها‪.‬‬


‫‪-٢‬الطفــل املدلــل الــذي يعتــر نفســه محــو ًرا للعــامل فينشــأ معتمـ ًدا دامئًــا عــى دعــم‬
‫اآلخريــن ومســاعدتهم‪.‬‬
‫‪ -٣‬الطفــل املهمــل الــذي عــاىن مــن ال مبــاالة اآلخريــن‪ ،‬فيعيــش يف حالــة مــن الخــدر‬
‫وعــدم الثقــة باآلخريــن ويبالــغ يف تضخيــم الصعوبــات‪.‬‬

‫أسباب العصاب‪:‬‬
‫ •إن العوامل العائلية واالجتامعية ليست االسباب الحقيقية للعصاب‪.‬‬
‫ •فقـــد يســـتطيع بعـــض االطفـــال ان يتخطـــوا صعوبـــات املحيـــط العائـــي‪:‬‬
‫االطفال املدللون او املحرومون ال يصبحون كلهم بالرضورة غري متك ّيفني‪.‬‬
‫تفس وتفهم بها الحياة‪.‬‬
‫سبب العصاب هو‪ :‬الطريقة التي ّ‬
‫«إن تطور الفرد ال يتأثر باالحداث ذاتها‪،‬‬
‫بل بالفكرة التي يك ّونها عن هذه االحداث»‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫ألفرد أدلر ‪Alfred Adler‬‬

‫ـر الحيــاة كــا لــو أنــه قــد ُدلّــل يف طفولتــه حتــى لــو كان مل يدلــل فعـ ًـا‬‫ •العصــايب يفـ ّ‬
‫خــال طفولتــه‪.‬‬
‫ •هو يحاول أن يع ّوض عن شعوره بالنقص وذلك بالسيطرة عىل الذين يرتبط بهم‪.‬‬
‫ •فهو يؤمن بتف ّوقه‪ ،‬وعنده طموح نحو أهداف مثالية خيالية‪.‬‬
‫ •يفــر الحيــاة وحيــاة اآلخريــن عــى ضــوء املقارنــة بــن النقــص والتف ـ ّوق‪ ،‬بــن الضعــف‬
‫والقــوة‪ ،‬وبــن الهزميــة واالنتصــار‪.‬‬
‫ •إن نجــاح اآلخــر يعنــي بالنســبة لــه هزميــة‪ ،‬أمــا نجاحــه فهــو غال ًبــا خيــايل‪ ،‬وعندمــا يكــون‬
‫حقيق ًيــا يبالــغ يف تضخيمــه‪.‬‬
‫ •يعمل جهده ليك يجذب انتباه اآلخرين مستخد ًما خطتني‪:‬‬
‫ •الهجوم املبارش بواسطة العدوانية واالعتداد بالنفس‬
‫ •التق ّرب بواسطة البكاء والدموع‪.‬‬
‫ •وعندمــا يواجــه مهمــة للتنفيــذ‪ ،‬ميــر بحالــة مــن التوتــر الشــديد متنعــه غال ًبــا مــن مواصلــة‬
‫عمليــة تحقيــق هــذه املهمــة‪.‬‬

‫«إن مــا يكــون منطل ًقــا للعصــاب إمنــا هــو الشــعور املهــدد بعــدم‬
‫األمــان وبالنقــص‪ ،‬وهــو شــعور يولّــد رغبــة ال تقــاوم يف جعــل الحيــاة‬
‫قابلــة ألن تُحتمــل وذلــك بتأمــن هــدف يبعــث الهــدوء واألمــان‪.‬‬
‫إن مــا يشــكّل جوهــر عصــاب مــا‪ ،‬امنــا هــو االســتعامل املتواصــل‬
‫واملفــرط لوســائل نفســية ميلكهــا الفــرد‪...‬‬
‫ـخصا يبحــث بهــذه‬
‫إن جهــازًا نفسـ ًيا يف هــذه الحالــة مــن التوتــر‪ ،‬وشـ ً‬
‫الحــدة عــن اب ـراز قيمتــه الشــخصية ال ميكــن أن يتك ّيــف بســهولة‬
‫مــع إطــار الحيــاة االجتامعيــة‪».‬‬

‫‪4‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫ألفرد أدلر ‪Alfred Adler‬‬

‫‪ -٣‬الحب والجنس‬
‫را عــى الجهاز التناســي‬ ‫ •يســتعيد أدلــر ويكــرر املفهــوم التقليــدي الــذي يعتــر الجنــس مقتـ ً‬
‫عنــد الراشــدين ويفصلــه عــن الحــب باملعنــى الواســع للكلمــة‪ ،‬فالجنــس يخضــع ألســلوب‬
‫الحيــاة الخــاص بالفــرد‪.‬‬
‫أساســا ترتكــز عليهــا الحيــاة‬
‫ •يرفــض آدلــر القبــول «بالنظريــة التــي تعتــر الدوافــع الجنســية ً‬
‫النفســية عنــد العصــايب او الســوي‪ ...‬فهــذه الدوافــع ليســت هــي االســباب بــل تشــكل مــادة‬
‫مك ّونــة واداة للديناميــة الشــخصية عنــد الفــرد‪».‬‬

‫االحتجاج الذكوري‪:‬‬
‫•إن التعــارض بــن املذكــر واملؤنــث أي التفــوق الذكــوري امنــا هــو نتــاج لعوامــل ثقافيــة‬ ‫ ‬
‫تاريخيــة‪.‬‬
‫•فإرادة القوة تأخذ عندئذ شكل «االحتجاج الذكوري أو الرجويل»‪.‬‬ ‫ ‬
‫•فاملــرأة ذات الشــخصية «املســرجلة» تحــاول أن تعـ ّوض عــن نقصهــا كــا تتخيلــه وذلــك عرب‬ ‫ ‬
‫بــذل جهــد بتخطــي الرجــال والتفـ ّوق عليهم‪.‬‬
‫•اما الـ «دون جوان» فيحاول ان يثبت رجولته وذكوريته عرب املغامرات‪.‬‬ ‫ ‬
‫ميكن تفسري االضطرابات الجنسية العصابية وردها اىل الشعور بالنقص والتعويض‪.‬‬
‫ •فالعاجــز الجنــي يخــاف مــن فقــدان ابهتــه و «ذكوريتــه» عــر الفشــل‪ ،‬فيعـ ّوض عندئــذ‬
‫عــن ضعفــه بشــعور عميــق بالنقمــة تجــاه الرشيــك‪.‬‬
‫ •امــا املثليــة الجنســية فتعــر عــن عــدم قــدرة الجهــاز النفــي عــى التك ّيــف مــع املحيــط‬
‫االجتامعــي الثقــايف املعــارص‪.‬‬
‫عقدة أوديب‪:‬‬
‫ •بالنســبة لعقــدة أوديــب‪« ،‬فليســت يف الحقيقــة ســوى تصـ ّور‪ ،‬غال ًبــا مــا يكــون مجــر ًدا مــن‬
‫أي طابــع جنــي‪ ،‬عــن الفكــرة التــي يك ّونهــا الطفــل عــن القــوة الذكوريــة‪ ،‬وعــن تفـ ّوق األب‬
‫عــن األم»‪.‬‬
‫ •بالنســبة ألدلــر فــإن عقــدة أوديــب الفرويديــة مقتــرة عــى الطفــل العصــايب‪« :‬إن الطفــل‬
‫الــذي لديــه اســتعداد للعصــاب‪ ،‬امنــا ميلــك رغبــات غري محدودة بســبب اســتيائه من املســافة‬
‫الكبــرة التــي تفصلــه عــن مثالــه األعــى‪ ،‬ويحمــل أحيانًــا رغبــات جنســية تجــاه امــه‪ ،‬مــا‬
‫يثبــت الدرجــة العاليــة مــن التوتــر الــذي تظهــره ارادة القــوة عنــده»‪ .‬فاملعــاش األوديبــي‬
‫هــذا امنــا يحــدده الشــعور بالنقــص والتعويــض‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫ألفرد أدلر ‪Alfred Adler‬‬

‫‪ -٤‬العالج النفيس عند أدلر‬


‫•هدفــه أن يعــي العصــايب أنــه اختــار الوســائل االكــر كلفــة واالقــل فاعليــة مــن اجــل‬ ‫ ‬
‫التعويــض عــن نقصــه الحقيقــي او الخيــايل‪.‬‬
‫•فاملعالــج النفــي يدعــو املريــض اىل هــدم اســلوب حياتــه «كونــه ال يتــاءم مــع واقــع‬ ‫ ‬
‫الحــال»‪ ،‬فهــو ليــس حياديًــا بــل عليــه ان يتجنــب املوقــف اآلمــر امل ّوجــه وان يكــون ودو ًدا‬
‫ومشــج ًعا مــن اجــل الحصــول عــى تعــاون املريــض النشــط االيجــايب‪.‬‬
‫•يجــب ان يســاعد املريــض عــى اســتعادة ثقته بنفســه وتحمــل مســؤولياته‪ ،‬وعىل املشــاركة‬ ‫ ‬
‫يف النشــاطات االجتامعية‪.‬‬
‫•العــاج النفــي عنــد أدلــر يــؤدي اىل االلتــزام االجتامعــي مــا يكشــف االيديولوجيــة‬ ‫ ‬
‫االشــراكية عنــده‪.‬‬
‫«العصاب هو الهروب أمام معضلة اجتامعية‪،‬‬
‫فاتساع الحس االجتامعي يؤمن الوقاية منه وهو رشط للشفاء منه»‪.‬‬

‫انتقادات فرويد ألدلر‬


‫‪• ١‬هــذه الســيكولوجيا تنقصهــا املوضوعيــة العلميــة ألنهــا تأثــرت بالــراع النفــي‬
‫الالشــعوري عنــد أدلــر‪.‬‬
‫ •إن مشــاعر االضطهــاد والطموحــات الشــخصية وادعــاءات األولويــة ‪ -‬وهــي مــن‬
‫منشــأ طفــويل ‪ -‬قــد حــددت مواقــف أدلــر الســيكولوجية والفكريــة‪.‬‬
‫تعب عن مت ّرد ال شعوري عاشه هو طفل ضد األخ األكرب‪.‬‬ ‫ •فالثورة عىل «فرويد» ّ‬
‫‪• ٢‬يقبــل فرويــد اىل حــد مــا بعــض مفاهيــم أدلــر مثــل «االحتجــاج الذكــوري»‪ ،‬التخ ّيــل‪،‬‬
‫وإرادة القوة‪.‬‬
‫‪• ٣‬أهمــل أدلــر الطبقــات الليبيديــة العميقــة وركّــز عــى الحــاالت النفســية الواعيــة‬
‫عــى مســتوى األنــا‪.‬‬
‫‪• ٤‬تركّــز نظريــة أدلــر بشــكل مفــرط عــى عنــارص األنــا مــن الدوافــع الليبيديــة‪ ،‬وهــي‬
‫مــن وجهــة نظــر قــد تكــون مثمــرة لــو أن ادلــر مل يســتخدمها يف كل لحظــة إلنــكار‬
‫الدافــع الليبيديــة ملصلحــة االندفاعــات الغريزيــة لألنــا»‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬

‫كارل يونغ ‪Carl Gustav Yung‬‬


‫ميكن تحديد نظريات يونغ وحرصها يف خمس نقاط أساسية‪:‬‬
‫‪٥‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫الالوعي‬ ‫النامذج‬
‫الجامعي‬ ‫األحالم‬ ‫التقنية العالجية‬ ‫الليبيدو‬ ‫السيكولوجية‬

‫‪ -١‬النامذج السيكولوجية‬
‫يوجد منوذجان للشخصية‪:‬‬
‫اإلنطوائية واالنبساطية‬
‫ال يوجد فرد انبساطي كل ًيا او انطوايئ كل ًيا‪ ،‬بل يهيمن احد النموذجني عىل اآلخر عند مختلف‬
‫االفراد الذي ميتلكون جميعهم درجة من االنطوائية ودرجة من االنبساطية‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫االنطوائية‬ ‫االنبساطية‬
‫ •تعني ان الطاقة النفسية تتجه نحو‬ ‫ •تعني أن الطاقة النفسية تتجه نحو‬
‫العامل الداخيل بحيث يبدو االنطوايئ‬ ‫العامل الخارجي‬
‫متحفظًا يف عالقاته مع الغري‪.‬‬ ‫ •من هنا سهولة االتصال باآلخرين عند‬
‫ •هو يعيش مع ذاته واحالمه وتخيالته‬ ‫االنبساطي الذي يحس بوجوده بقدر‬
‫وعواطفله اكرث مام يعيش مع الواقع‬ ‫ما يقيم عالقات واتصاالت باآلخرين‬
‫الخارجي‪.‬‬ ‫ •هو يعيش مع اآلخرين اكرث ما يعيش‬
‫ •وهذا ال يعني أنه ينقطع عن اآلخرين‪،‬‬ ‫مع نفسه يف عامله الداخيل‪.‬‬
‫بل هو يعيش معهم من خالل عامله‬
‫يحسهم ويتعامل معهم‬ ‫الداخيل‪ ،‬هو ّ‬
‫من داخله‪ ،‬فعامله الداخيل العاطفي‬
‫غني باملشاعر واالحاسيس بينام عامله‬‫ّ‬
‫الخارجي محدود‪.‬‬

‫يربط يونغ هذين النموذجني بالوظائف السيكولوجية األساسية‪:‬‬


‫الفكر‪ ،‬العاطفة‪ ،‬اإلحساس‪ ،‬والحدس‪ ،‬وهي مرتبطة بطاقة الليبيدو‪.‬‬
‫مثل فكر انطوايئ او انبساطي وحدس انطوايئ او انبساطي‬
‫هناك ً‬
‫‪7‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫كارل يونغ ‪Carl Gustav Yung‬‬

‫‪ -٢‬الليبيدو‪:‬‬
‫• الليبيــدو ليــس مجــرد طاقــة نفســية مرتبطــة بالغريــزة الجنســية كــا هــو الحــال عنــد‬ ‫ ‬
‫فرويــد‪ ،‬بــل هــي طاقــة الحيــاة بــكل مظاهرهــا وأشــكالها‪ ،‬فهــي طاقــة حيويــة تحــرك‬
‫مختلــف اشــكال الســلوك املاديــة والنفســية والروحانيــة‪.‬‬
‫•يؤكــد يونــغ أنــه يعطــي اهميــة للجنــس يف حيــاة االنســان ولكنــه يركــز عــى الطابــع‬ ‫ ‬
‫الروحــاين والقــديس للجنــس وهــذا مــا مل يســتطع فرويــد ادراكــه‪.‬‬
‫•ان اثبــات الــذات عنــد ادلــر والجنــس بــكل اشــكاله او غــر ذلــك امنــا هــم تجليــات لطاقــة‬ ‫ ‬
‫الليبيــدو الحيوية‪.‬‬
‫•يأخــذ مفهــوم الليبيــدو عنــد يونــغ بعــدً ا فلســف ًيا‪ .‬فهــو يتأثــر ببريغســون‪ ،‬خاصــة عندمــا‬ ‫ ‬
‫يتكلــم عــن تطــور هــذه الطاقــة الحيويــة عــر االنــواع واالجنــاس الحيوانيــة وصـ ً‬
‫ـول اىل‬
‫االنســان الــذي تتجــى فيــه هــذه الطاقــة عــر الوعــي واألنــا‪.‬‬

‫‪ -٣‬التقنية العالجية‪:‬‬
‫ •يرفض يونغ حيادية املعالج النفيس وقاعدة التقشّ ف (التحفّظ)‪.‬‬
‫ •فاملحلــل النفــي يجــب ان يتفاعــل مــع املريــض فيظهــر اهتاممــه لحياتــه الحاليــة واحالمه‬
‫وذكرياتــه ودوافعــه املكبوتة‪.‬‬
‫ •ويعطــي يونــغ للتحويــل أهميــة ولكنــه ال يــرى فيــه ســوى اســقاط للصــورة األبويــة البدائيــة‬
‫عنــد املريــض عــى املحلــل‪ .‬هــذا التحويــل يلعــب دو ًرا محــركًا للعنــارص الالشــعورية الكامنــة‪.‬‬
‫ومي ّيز يونغ بني‪:‬‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫العالج النفيس الكبري‬ ‫العالج النفيس الصغري‬
‫ •يهدف اىل تغيري شامل يف الشخصية‬ ‫ •يهدف اىل الشفاء من عارض محدد‪.‬‬
‫بحيث يعيد املريض نظره يف معنى‬
‫حياته ويسري يف طريق الخالص‬
‫الروحاين واكتشاف نفسه العميقة‪.‬‬
‫ •وهنا يتجىل تأثر يونغ برتبيته الدينية‬
‫وبأبيه‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫كارل يونغ ‪Carl Gustav Yung‬‬

‫حدد يونغ اربعة التامسات للعالج متثّل ‪ ٤‬مراحل تطورية لتاريخ العالج النفيس‬

‫‪١‬‬
‫املرحلة األوىل‬
‫رس املرض‬
‫ •هي االعرتاف ب ّ‬
‫وهي طريقة التفريغ التي مورست من قبل جوزيف بروير مع مريضته ‪.Anna O‬‬

‫‪٢‬‬
‫املرحلة الثانية‬
‫ •تتضمن التأويل والرشح والتوضيح‪.‬‬
‫رصا بأسباب عصابهم‪،‬‬
‫ •استعمل هذا االلتامس من قبل فرويد الذي أعطى املرض تب ً‬
‫حل املشكلة االجتامعية‪.‬‬
‫لكنه تركهم رمبا‪ ،‬عاجزين عن ّ‬

‫‪٣‬‬
‫املرحلة الثالثة‬
‫ •هي االلتامس الذي تبناه أدلر والذي يتضمن تربية املريض ككائن اجتامعي‪.‬‬
‫ •لكن هذا االلتامس يرتك املرىض متكيفني اجتامع ًيا فقط‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫كارل يونغ ‪Carl Gustav Yung‬‬

‫‪٤‬‬
‫املرحلة الرابعة‪ :‬التحويل‬
‫ذهب يونغ ابعد من االلتامسات الثالثة السابقة‬
‫واقرتح مرحلة رابعة وهي التحويل ‪Transformation‬‬

‫•يعني يونغ بالتحويل أن املعالج يجب ان يتحول بداية اىل كائن انساين صحيح من‬ ‫ ‬
‫خالل خضوعه للعالج النفيس‬
‫فبعد التحويل فقط وبعد تحقيق فلسفة يف الحياة يصبح املعالج قاد ًرا عىل‬
‫مساعدة مرضاه نحو التف ّرد‪ ،‬االحاطة‪ ،‬وتحقيق الذات‪.‬‬
‫•هذه املرحلة الرابعة استخدمت بوجه خاص مع املرىض الذين هم يف منتصف‬ ‫ ‬
‫وحل املشاكل الدينية واالخالقية‪،‬‬
‫العمر واملعنيني بتحقيق الذات الداخلية ّ‬
‫وتحقيق فلسفة حياة متوحدة‪.‬‬
‫يتغي العالج عند يونغ بحسب العمر ومرحلة النمو‪ ،‬وبحسب مشكلة املريض‬ ‫• ّ‬ ‫ ‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫•إن ثلثي مرىض يونغ كانوا يف منتصف العمر ومعظمهم اشتىك او عاىن من فقدان‬ ‫ ‬
‫املعنى وضياع الهدف والخوف من املوت‪ ،‬وحاول يونغ مساعدة مرضاه لتحقيق‬
‫توجههم الفلسفي الخاص بهم‪.‬‬
‫•الهدف االفضل للعالج اليونغي هو مساعدة املرىض العصابيني ليصبحوا اصحاء‪،‬‬ ‫ ‬
‫ايضا تشجيع الناس األصحاء للعمل باستقاللية باتجاه‬ ‫وكان هدف عالج يونغ ً‬
‫تحقيق الذات‪.‬‬
‫ •سعى يونغ النجاز هذا الهدف من خالل‪:‬‬
‫‪-‬استخدام تقنيات تحليل االحالم والتخ ّيل النشط ملساعدة املرىض عىل اكتشاف‬
‫الالوعي الفردي والالوعي الجامعي‪،‬‬
‫‪-‬ومن خالل اقامة التوازن بني الصورة الالواعية وبني املوقف الواعي‬
‫‪-‬اضافة اىل تشجيع يونغ ملرضاه ليك يكونوا مستقلني‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫كارل يونغ ‪Carl Gustav Yung‬‬

‫‪٤‬‬
‫املرحلة الرابعة‪ :‬التحويل‬
‫•تبنى يونغ أهمية النقلة وباالخص خالل املراحل الثالث االوىل من العالج‪ .‬وقد‬ ‫ ‬
‫اعترب يونغ بأن النقلة االيجابية والنقلة السلبية تصاحب املريض بشكل طبييعي‬
‫وتظهر معلومات شخصية عنه‪.‬‬
‫•يقول يونغ بأن عد ًدا من مرضاه الذكور يعتربونه األم‪ ،‬ويقول بأنه متفهم كليًا وبأنه‬ ‫ ‬
‫بالنسبة لهم املنقذ او املخلّص‪.‬‬
‫ايضا عىل النقلة املقابلة وهو مصطلح يصف فيه شعور املعالج‬ ‫•وقد تع ّرف يونغ ً‬ ‫ ‬
‫تجاه املريض او اتجاه شعور املريض نحوه‪.‬‬
‫يتعلق مبدى قدرة املعالج عىل اقامة عالقة‬
‫ّ‬ ‫•النقلة املقابلة قد تعيق العالج وهذا‬ ‫ ‬
‫جيدة مع املريض وهذا رضوري لنجاح العالج النفيس‪.‬‬
‫النقلة املقابلة كالنقلة قد تعيق او تساعد العالج‪.‬‬
‫•بالنسبة للشخص الناضج‪ ،‬إن هدف العالج هو معرفة معنى الحياة والعمل عىل‬ ‫ ‬
‫تحقيق التوازن والكلّية‪.‬‬
‫•ان الشخص الذي حقق ذاته ميكنه استيعاب الالوعي الذايت او الفردي يف الوعي‬ ‫ ‬
‫لكنه يبقى واع ًيا للمخاطر القوية املختبئة يف النفس الالواعية العميقة‪.‬‬
‫•وقد ح ّذر يونغ من الحفر بعمق يف أرض الالوعي بشكل غري مدروس بدقة كل ال‬ ‫ ‬
‫ينشط ثورة انفعالية‪.‬‬

‫‪ -٤‬األحالم‪:‬‬
‫رشا عــن‬
‫ •ال يعطــي يونــغ أهميــة لــدور الرقابــة يف تشــكيل الحلــم‪ ،‬بــل يعتــره تعب ـ ًرا مبــا ً‬
‫عنــارص الالوعــي‪ ،‬فالحلــم يُظهــر اىل الخــارج «ســرورة نفســية ال واعيــة‪ ...‬مت ّثــل الحقيقــة‬
‫كــا هــي‪».‬‬
‫ •الحلم له غاية‪ ،‬من هنا يطلق يونغ كلمة غائ ّية عىل منهجه يف تأويل األحالم‪.‬‬
‫ •فهــو مل يســتطع صياغــة نظريــة متكاملــة عــن الحلــم وال صياغــة نظــام املصطلحــات املعربة‬
‫عــن اآلليــات الالشــعورية للحلــم كــا فعــل فرويــد‪ ،‬بــل اعطــى مجموعــة افكار‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫كارل يونغ ‪Carl Gustav Yung‬‬
‫م ّيز يونغ بني عدة انواع من األحالم‪:‬‬
‫•االحالم األساسية‪ :‬تظهر يف بداية العالج‪ ،‬وقد تفيد يف تشخيص املرض وأسبابه‪.‬‬ ‫ ‬
‫•االحالم املتكررة‪ :‬تتيح للمحلل ان يتطور يف اكتشاف الوعي املريض‪.‬‬ ‫ ‬
‫•االحــام التنبؤيــة‪ :‬هــي االحــام القــادرة عــى توقــع مــا ســيجري يف املســتقبل وهــي ترتبــط‬ ‫ ‬
‫بالنشــاط الروحــاين عنــد االنســان‪.‬‬
‫•االحــام التعويضيــة‪ :‬وظيفتهــا اعــادة التــوازن بــن الوعــي والالوعــي والحفــاظ عــى‬ ‫ ‬
‫االســتقرار النفــي‪.‬‬
‫•أحــام ردات الفعــل‪ :‬هنــاك احــام هــي ردات فعــل عــى الحيــاة النفســية الواعيــة وهــي‬ ‫ ‬
‫امتــداد لهــا‪ ،‬لكنهــا تتميــز بشــحناتها العاطفيــة الحــادة‪.‬‬
‫ •إن تأويــل االحــام ادى اىل اكتشــاف «الالوعــي الجامعــي»‪ ،‬فالحلــم ال يعـ ّـر فقــط عــن حياة‬
‫الفــرد بــل يعـ ّر ايضً ــا عــن الصــور البدائيــة والنــاذج الفكريــة القدميــة يف اعــاق الالوعــي‬
‫عنــد كل البــر‪.‬‬
‫‪ -٥‬الالوعي الجامعي‪:‬‬
‫•الالوعــي الجامعــي هــو «ال ـراث الروحــي للتطــور البــري والــذي يولــد مــن جدديــد يف‬ ‫ ‬
‫كل بنيــة فرديــة»‪« .‬ان الصــور االكــر قد ًمــا عنــد جدودنــا مت ّثــل االفــكار االكــر شــمولية‬
‫وبعــدً ا وعم ًقــا عنــد البرشيــة»‪.‬‬
‫•ومــن وجهــة النظــر االخالقيــة‪ ،‬يتم ّيــز هــذا الــراث الجامعــي باالزدواجيــة‪« .‬إن اعضــم‬ ‫ ‬
‫االفــكار واجملهــا تتكــون حــول هــذه الصــور البدائيــة‪ ...‬التــي تحتــوي عــى اســفل مــا ميكــن‬
‫للبرشيــة ان تبتكــره مــن الــذل واالفــكار الجهنميــة»‪.‬‬
‫•إن فكرة «مناذج بدائية» اخذها يونغ من عامل املثل عند افالطون‪ ،‬هذه النامذج مشحونة‬ ‫ ‬
‫عاطف ًيا وتتمتع بدينامية خالقة وروحية‪.‬‬
‫•هناك داخل كل انسان منوذجان بدائينان يك ّونان الطبيعة الجنسية املزدوجة‪ :‬األنيام‬ ‫ ‬
‫واألنيموس‪.‬‬
‫•االنيام‪ :‬هي الروح االنثوية التي متنح االنسان ما هو عاطفي وغري منطقي‪.‬‬ ‫ ‬
‫•االنيموس‪ :‬هي الروح الذكرية التي تعطي االنسان ما هو عقالين ومنطقي‪.‬‬ ‫ ‬
‫أخ ًريا‪ ،‬ال بد من االشارة اىل ان اعامل يونغ يغلب عليها الفكر الفلسفي الروحاين والديني‬
‫رس وزهرة الذهب»‪.‬‬ ‫واملاورايئ كام يف كتابه «ال ّ‬
‫‪12‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬

‫كارل أبراهام ‪Karl Abraham‬‬


‫ •بــدأ حياتــه العلميــة مســاع ًدا لـــ «يونــغ» وبلولــر» يف عيادتهــا يف زوريــخ‪ ،‬ثــم التقــى فرويد‬
‫ســنة ‪ ١٩٠٧‬وعمــل عــى نقــل افــكاره يف املانيــا‪.‬‬
‫ •حــاول الحفــاظ عــى العالقــة بــن املامرســة العياديــة والنظريــة كــا حــاول ان يكــون‬
‫االقــرب اىل الفرويديــة واظهــر حساســية ضــد افــكار يونــغ‪.‬‬

‫السادية الفمية‪:‬‬
‫ •اهتــم ابراهــام بشــكل خــاص بامــراض الذهــان‪ ،‬فركّــز ابحاثــه عــى تطــور الليبيــدو‪،‬‬
‫فاكتشــف الســادية الفميــة‪.‬‬
‫يقسم املرحلة الفم ّية اىل جزئني‪:‬‬
‫ •وجعله ذلك ّ‬
‫‪ -‬املرحلة الفمية االولية‬
‫باملص املرتبط بالعض والتهام الثدي‪.‬‬
‫‪ -‬واملرحلة الفمية‪-‬السادية التي تتم ّيز ّ‬
‫وقد كان فرويد مرح ًبا بهذه النظرية‪.‬‬

‫اسهاماته‪:‬‬
‫ •ســاهم يف تطويــر التحليــل النفــي لالضطرابــات الجنســية (القــذف املبكــر) وللذهــان‬
‫الهــويس ‪ -‬االنهايــري وللعصــاب الوســوايس‬
‫ •ومت ّيز بتحليل االساطري الجامعية عرب مقارنتها باحالم املريض‪.‬‬
‫ •انتقــد التقاليــد التوراتيــة ففرسهــا مــن منطلــق التحليــل النفيس فكشــف الرمزية الجنســية‬
‫ـر حركــة «امينوفيــس الرابــع» وهــو يقطــع بيــده متثــال والــده‬‫يف اســطورة آدم وحــواء‪ ،‬وفـ ّ‬
‫كــا فرسهــا فرويــد‪ ،‬وقــدم يف هــذا املوضــوع دراســة اثــارت القطيعــة مــع يونغ‪.‬‬
‫ •كانت منهجيته يف تفسري االساطري بالدوافع الالشعورية منسجمة مع الفرويدية‪.‬‬
‫ •يقول‪« :‬أدعي أنني ارتكز عىل فرويد واوجز وجهة نظري بهذا الشكل‪:‬‬
‫االسطورة هي جزء تم تجاوزه من الحياة النفسية الطفلية للجامعة‪ .‬فهي تحتوي بشكل‬
‫مموه الرغبات الطفولية للجامعة‪ .‬فالشعب «يسقط تخيالته عىل السامء‪ ...‬ويشبع عربها‬
‫رغباته‪.‬‬
‫ •يقارن االسطورة بالحلم فيقول‪« :‬هكذا فان االسطورة هي بقايا الحياة النفسية الطفلية‬
‫لشعب والحلم هو اسطورة الفرد‪».‬‬

‫‪13‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫كارل‬ ‪‭‬أبراهام‪‭ ‬Karl Abraham‬‬
‫انتقاداته لـ «يونغ»‬
‫ •لقد جعله حامسه للفرودية يعارض بقسوة نظريات يونغ‪ ،‬كاشفًا تناقضها وثغراتها وعدم‬
‫صحتها‪ .‬فانتقد رفضه للجنس عند الطفل ومفهومه الغامض لليبيدو‪.‬‬
‫ •كذلك انتقد عند يونغ املنهج الدينامي املتجه نحو املستقبل الذي يتناقض مع املنهج‬
‫الفرويدي الذي يعتمد عىل اكتشاف االسباب والعودة اىل املايض‪.‬‬

‫يقول‪ ،‬يف التحليل النفيس‪:‬‬


‫ •«إن احدى انجازات فرويد هي انه خلّص علم النفس من االفراط يف التقديد االخالقي‬
‫لنزعات الطفل الغريزية‪ .‬بالنسبة للمحلل النفيس‪ ،‬انها ظواهر طبيعية يراقبها ويحاول ان‬
‫يفهمها‪ ...‬وبالنتيجة‪ ،‬قبل فرويد بعدم عالقة الالوعي باالخالق‪».‬‬
‫ •لقد قدم التحليل النفيس الربهان عىل السيطرة السببية يف امليدان النفيس‪ ..‬واكتشف القوى‬
‫الغريزية املتصارعة التي تحاول الهيمنة عىل الوعي‪».‬‬
‫ •لقد كان ابراهام اكرث املدافعني عن فرويد كام استطاع ان يطور التحليل النفيس يف الكثري‬
‫من املجاالت‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬

‫أوتو رانك ‪Otto Rank‬‬


‫•التقى اوتو رانك فرويد عندما كان يتابع دراسته املهنية‪ ،‬فدخل جمعية التحليل النفيس‬ ‫ ‬
‫واصبح «سكرت ًريا لفرويد» وابنه الروحي‪.‬‬
‫•اهم اعامله «رضة الوالدة» و «والدة البطل»‪.‬‬ ‫ ‬
‫•بدأت خالفاته مع فرويد عندما رفض الجذور التاريخية لظاهرة «منع الجنس بني ذوي القرىب»‪.‬‬ ‫ ‬
‫•واعلن أن التحليل النفيس الفرويدي قد انتهى يف كتابه «ما وراء الفرويدية» سنة ‪.١٩٣٩‬‬ ‫ ‬

‫استعاد رانك بعض مفاهيم أدلر حيث يؤكد عىل ما ييل‪:‬‬


‫ •« اعترب فرويد ان الفريد تسيطر عليه الحياة الغريزية أي ال «هو» وأنه يخضع للكبت‬
‫بواسطة األنا األعىل‪ .‬فهذا الكائن دون ارادة يخضع ألهواء قوتني مستقلتني عنه‪».‬‬
‫«إنني أرى بالعكس ان االرادة هي تنظيم مسيطر وايجايب‪ ،‬وهي األنا املتكامل الذي يكبت‬
‫النزعات الغريزية فيضبطها ويستعملها بطريقة خالقة»‪.‬‬

‫رضة الوالدة‪:‬‬
‫ •اطلق رانك عىل ابحاثه حول «ابداعية الشخصية وتطورها» وعىل «ارادة السعادة» صفة‬
‫«السيكولوجيا التكوينية»‪.‬‬
‫ •ركّز عىل «رضة الوالدة» وحلل تداعياتها عىل الحياة النفسية كاشفًا امليل للعودة اىل الحياة‬
‫داخل الرحم‪.‬‬
‫ •فاملريض يعيش من جديد هذه الحالة عرب آليات التحويل‪ :‬النقلة ‪.Transformation‬‬
‫ •«قبل ان يخضعوا ألي تأثري نظري او عالجي‪ ،‬أي يف املراحل األوىل للتحليل النفيس‪ ،‬فإن املرىض‬
‫ميل العتبار املوقف التحلييل مشابها للوضع داخل الرحم»‪.‬‬ ‫كانوا يظهرون بنفس الدرجة ً‬
‫ •يعترب رانك أن «صدمة الوالدة» هي املولدة االساسية لالضطرابات العصابية‪.‬‬
‫ميل للنكوص من مرحلة‬ ‫يعبون عن ً‬ ‫ •«إن كل املرىض عىل مختلف انواعهم واعراضهم ّ‬
‫التك ّيف الجنيس اىل حالة الوالدة البدائية وبالتايل إىل «رضة الوالدة»‪.‬‬
‫ •اما بالنسبة للتقنية التحليلية‪ ،‬فإنه يعتربها بطيئة‪ .‬وال بد من عملية جراحية رسيعة‬
‫تكتشف باك ًرا عقدة االرتباط بالرحم وتقطعها‪.‬‬
‫ •«مبا أن املريض يبدأ بالتحويل‪ ،‬فلدينا االمكانية التقنية أن نبدأ بدورنا بتوضيح الرضة‬
‫البدائية بدل ان نعطي الوقت للمريض ليستعيدها اوتوماتكية يف نهاية التحليل‪ ،‬فنجد‬
‫انفسنا نقطع بعنف عقدة االرتباط بالرحم بدل أن نعمل عىل تأخري حلها بشكل مؤمل‪».‬‬
‫ •بالغ رانك يف إعطاء اهمية لصدمة الوالدة‪ ،‬بينام يعتربها فرويد ردة فعل فيزيولوجية ال‬
‫ترتك تداعيات نفسية او عصابية‪ ،‬وهذا ينسجم مع املعطيات العلمية والبيولوجية‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫مهم‬

‫ميالين كالين ‪Melanie Klein‬‬


‫مت ّيزت ميالين كالين برتكيزها عىل تطبيق التحليل النفيس عىل االطفال‪.‬‬

‫‪ -١‬التحليل النفس لألطفال‬


‫أساسا للراشدين ألن «مامرسة التحليل النفيس عىل طفل‬ ‫ •التحليل النفيس الفرويدي هو ً‬
‫عصايب‪ ...‬ال ميكن ان تكون غنية باملواد‪ ،‬فيجب ان نضع يف ترصف الطفل الكثري من‬
‫الكلامت واالفكار»‪.‬‬
‫ •قام فرويد مبعالجة الصغري «هانز» الذي كان يعاين من الرهاب عرب تقديم التأويالت لوالد‬
‫هانز الذي كان يقوم شخص ًيا بالعالج‪.‬‬
‫إال أن كالين حاولت ابتكار تقنية تتيح ان تجد البديل عن التقنية التقليدية التي ال يستطيع‬
‫الطفل أن ميارسها‪ .‬وترتكز هذه التقنية عىل اللعب وتحليل التخيالت (الهوامات)‪.‬‬

‫تقنية اللعب‪:‬‬
‫‪-١-‬‬
‫•أكدت كالين ان تقنية اللعب تحرتم مبادىء التحليل النفيس األساسية‪:‬‬ ‫ ‬
‫‪ -‬تحليل التداعيات‬
‫‪ -‬املقاومة‬
‫‪ -‬التحويل (النقلة)‬
‫•ويكون الطفل يف وضعية محكومة مببدأ اللذة وبالعفوية العاطفية والتفريغ النفيس‪.‬‬ ‫ ‬
‫• اللعب هو وسيلة تعبري مميزة‪ ،‬فهو يشكل لغة‪ ،‬ويشبه االحالم عند الراشدين مبقدار ما‬ ‫ ‬
‫يشتمل عىل آليات االزاحة والتكثيف‪.‬‬
‫اللعب والحلم‪:‬‬
‫•«نستنتج برسعة أن االطفال يقومون بتداعيات عرب العابهم‪ ،‬كام يقدم الراشدون من‬ ‫ ‬
‫تداعيات حول عنارص أحالمهم‪.‬‬
‫•اللعب كالحلم هو تحقيق للرغبات غري املشبعة والالواعية‪ ،‬ويتيح للطفل ان يسيطر عىل‬ ‫ ‬
‫التجارب املؤملة التي تعرض لها‪.‬‬
‫•هكذا فأن الصغرية رتيا تحاول عرب اللعب ان تنتقم من االذالل الذي تعرضت له يف الواقع‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪16‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫ميالين كالين ‪Melanie Klein‬‬
‫‪-٢-‬‬
‫من الناحية العملية‬
‫رصف االطفال مجموعة متنوعة من‪:‬‬ ‫ •وضعت كالين بت ّ‬
‫‪ -‬األدوات‪ :‬أقالم‪ ،‬مقصات‪ ،‬خيوط‬
‫‪ -‬األلعاب‪ :‬سيارات‪ ،‬قطارات‪ ،‬متاثيل‬
‫ •وكانت تحدد مواقع هذه االشياء بحيث تولّد ايحاءات قصصية عند االطفل‪ ،‬تقوم مقام‬
‫تداعيات االفكار عند الراشدين‪.‬‬
‫ •املهم تحريك تخ ّيالت وخلق ردات فعل ذات طابع تحوييل‪.‬‬
‫ •هكذا فإن الصغرية ‪ Erna‬املدللة كث ًريا وعمرها ‪ ٦‬سنوات اظهرت رغبة يف رضب املحللة‬
‫وتوبيخها وهي تلعب دور االم القاسية‪.‬‬
‫عب هذا التحويل عن تكرار لردة فعل ضد عملية التعلم عىل النظافة‪.‬‬ ‫لقد ّ‬

‫‪-٣-‬‬
‫االضطرابات النفسية عند الطفل تتجىل يف‪:‬‬

‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬


‫االضطرابات الوظيفية‪:‬‬ ‫االضطرابات الغذائية‪:‬‬
‫اضطرابات النوم‬ ‫قضم األظافر‪،‬‬ ‫فقدان الشهية‪ ،‬الرشه‬
‫تبول ال ارادي‬

‫‪٥‬‬ ‫‪٤‬‬

‫اللعب‬ ‫املخاوف‬

‫‪17‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫ميالين كالين ‪Melanie Klein‬‬
‫اللعب‬
‫‪ -‬كبت للهوامات او والتخيالت‬ ‫االمتناع عن اللعب‬
‫‪-‬وهو يحدد انواع الكف يف مختلف املجاالت‪ :‬الرسم‪ ،‬الكتابة‪،‬‬ ‫من حيث هو دليل صدّ‬
‫القراءة‪ ،‬النشاطات الرياضية والعالقات مع اآلخرين‪.‬‬ ‫كف‪ّ ،‬‬
‫يعب عن‪:‬‬ ‫او ّ‬
‫التكرار اآليل يف اللعب ‪ -‬كبت للحياة التخيلية‬
‫‪ -‬وعىل قمع الرغبات‪.‬‬ ‫يدل عىل‪:‬‬
‫‪-‬عقدة ذنب بسبب وجود أنا أعىل سادي‬ ‫الكف عن اللعب‬
‫‪ -‬ودوافع غريزية يعتربها الطفل محرمة او خطرة‪.‬‬ ‫يعب عن‪:‬‬
‫ّ‬
‫الطاعة العمياء السلبية ّ‬
‫كف لحرية التعبري عن املشاعر والتخيالت الذاتية‪ ،‬وذلك تحت تأثري‪:‬‬
‫التي يظهرها الطفل يف ‪-‬الخوف من العقاب بسبب امليول املح ّرمة والعدوانية خاصة‪،‬‬
‫‪ -‬الحاجة الطفلية للخضوع‪.‬‬ ‫اللعب تدل عىل‪:‬‬

‫‪ -٢‬نظرية األوضاع (الوضعيات) املرضية‪( :‬مهم)‬


‫•إن املرحلة األوىل من التطور الليبيدي هي كل ًيا سادية‪-‬فمية‬ ‫ ‬
‫•فهناك سادية بدائية تتجىل عرب امليل اىل افراغ الثدي وتجفيفه‪.‬‬ ‫ ‬
‫•«تتجىل ثنائية غرائز الحياة واملوت منذ الطفولة املبكرة‪».‬‬ ‫ ‬
‫نقصا جذريًا يف عملية االشباع ألنها تعكر اللذة يف الرضاعة‪.‬‬
‫•السادية الفمية ت ّولد ً‬ ‫ ‬

‫إن تداخل امليول الليبيدية االصالحية وامليول التدمريية (العدوانية)‬


‫يحدد املرحلة السادية الفمية التي تتميز بوضعيتني‪:‬‬
‫‪ -١‬الوضعية ‪( Schizo-Paranoide‬الفصامية االضطهادية او العظامية)‬
‫‪ -٢‬الوضعية االنهيارية (الخورية) (الخوري تعني‪ :‬االكتئايب)‬
‫ •كل وضعية هي مجموعة حاالت من القلق واساليب دفاعية محددة‪.‬‬
‫ •يتعلّق تخطي كل وضعية بسيطرة امليول البناءة الليبيدية‪.‬‬
‫ •بينام يتم التثبيت عىل الوضعية تحت تأثري سيطرة امليول التدمريية‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫ميالين كالين ‪Melanie Klein‬‬

‫‪١‬‬
‫الوضعية األوىل‪ :‬الفصامية‪-‬االضطهادية ‪Schizo-Paranoide‬‬
‫من الوالدة حتى ‪ ٦‬أشهر‬

‫يف األشهر األوىل‪ ،‬تندفع النزعات الغريزية نحو الثدي‬


‫من حيث هو موضوع جزيئ‪ ،‬يحصل فيه انشطار يف تجربة االشباع الليبيدي‪:‬‬
‫ •يصبح «الثدي الجيد» أو الطيب مصد ًرا للذة‪.‬‬
‫ •وتحت تأثري النزعات التدمريية‪ ،‬يصبح «الثدي الرديء» موضو ًعا لالفرتاس واإلفراغ‬
‫الساديني‪.‬‬
‫ينتج قلق االضطهاد عن‪:‬‬
‫ومفرتسا‪.‬‬
‫ً‬ ‫اسقاط النزعات التدمريية عىل الثدي الذي يبدو ردي ًئا‪ ،‬خط ًرا‬

‫ •يعمل الدفاع األويل عىل‪:‬‬


‫‪ -‬فصل «الثدي الجيد» عن «الثدي الرديء» (انشطار)‬
‫‪ -‬وعىل حامية الذات من الثدي الرديء‬
‫وذلك بواسطة استدماج «الثدي الطيب» عرب تجربة اإلشباع‪.‬‬

‫نجاح الدفاع (سيطرة النزعات الليبيدية االصالحية)‬


‫ •يتعلّق نجاح هذا الدفاع بسيطرة النزعات الليبيدية االصالحية‪.‬‬

‫فشل الدفاع (سيطرة النزعات التدمريية)‬


‫ •ولكن حني تسيطر النزعات التدمريية‪،‬‬
‫ال يستطيع األنا أن يحمي نفسه من قلق االضطهاد‬
‫فيصاب بتفكك وانفصام‬
‫ •ينتج عن ذلك‪:‬‬
‫تثبيت عىل هذه الوضعية‬
‫مام يخلق استعدا ًدا لالصابة بالبارانويا أو الفصام‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫ميالين كالين ‪Melanie Klein‬‬

‫‪٢‬‬
‫الوضعية الثانية‪ :‬االنهيارية (الخورية)‬
‫تبدأ حوايل الشهر السادس‬

‫تندفع النزعات الغريزية نحو االم‬


‫من حيث كونها موضو ًعا كل ًيا يصبح مصد ًرا لإلحاسيس الجيدة والرديئة‪.‬‬

‫ •إن الخوف من تدمري األم بفعل النزعات السادية يولد عند الرضيع االحساس‬
‫بالقلق والخوف من فقدانها‬
‫فغياب االم عنه يخلق لديه الخوف من أنه قد افرتسها‪.‬‬

‫ •إن قلق الهجر والذنب يؤدي اىل اتخاذ موقف «اصالحي» يقوم عىل استدماج األم‬
‫من حيث هي موضوع حب واشباع‪.‬‬

‫تخطي الوضعية (سيطرة النزعات الليبيدية االصالحية)‬


‫ •يتم تخطي الوضعية االنهيارية واالزدواجية السادية‪-‬الفمية عندما‬
‫تسيطر النزعات الليبيدية االصالحية وذلك عرب استدماج األم الجيدة‪.‬‬
‫ •إن تجربة الحب واالشباع الليبيدية تتيح‪:‬‬
‫‪ -‬تصفية القلق االنهياري‬
‫‪ -‬وتس ّهل االنتقال اىل مرحلة الفطام‪.‬‬

‫التثبيت عىل الوضعية (سيطرة النزعات التدمريية)‬


‫ • أما اذا سيطرت النزعات التدمريية‪،‬‬
‫ال يستطيع األنا ان يحمي نفسه من القلق االنهياري والشعور بالذنب‬
‫فيحصل تثبيت عىل هذه الوضعية‬
‫مام يخلق استعدا ًدا للذهان (االهتياج الخوري)‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫ميالين كالين ‪Melanie Klein‬‬

‫‪ -٣‬مصطلح التامهي االسقاطي‬


‫أ) (تتعريف)‬
‫ •مصطلح ادخلته ميالين كالين لتعيني أوالية ترتجم بهوامات‪ ،‬حيث يدخل الفرد شخصه‬
‫(ذاته) بشكل كامل او جزيئ داخل املوضوع (الخارجي) لالرضار به او المتالكه او لضبطه‪.‬‬
‫ • استخدم هذا املصطلح مبعنى خاص ج ًدا ويدل عىل إيالء اآلخر بعض الصفات من ذاته‪،‬‬
‫او التشابه الكيل االجاميل بذاته‪.‬‬
‫ •وقد وصفت كالين يف كتابها «التحليل النفيس لألطفال» عام ‪ ١٩٣٢‬هوامات الهجوم عىل‬
‫داخل الجسد االمومي‪ ،‬وهوامات االدخال السادي يف جسد األم‪.‬‬

‫ب) (تكوين)‬
‫ •هذه األوالية التي ترتبط بشكل ضيق مع الوضع الفصامي‪-‬العظامي‪،‬‬
‫تتألف من اسقاط هوامي داخل الجسد االمومي لالجزاء املنشطرة او املوضوعات الجزئية‬
‫السيئة‪.‬‬
‫ •«هذا االسقاط يف داخل جسم االم‪ ،‬يحاول الفرد من خالله جرح وضبط االم من الداخل‪:‬‬
‫‪ -‬هو هوام يشكل مصدر الخوف والقلق وكأنه مسجون ومضطهد داخل جسد االم‪،‬‬
‫ •او ميكن ان يكون التامهي االسقاطي نتيجة االجتياف املحسوس عىل هذا الشكل‪ ،‬كدخول‬
‫بالقوة من الخارج اىل الداخل ألنزال القصاص من اسقاط عنيف‪.‬‬
‫إن التامهي االسقاطي يظهر كنمط من االسقاط ألن الشخص ذاته‬
‫هو الذي يسقط عىل املوضوع‪.‬‬
‫•إن االستعامل الكاليني لتعبري التامهي االطقاطي يدخل ضمن االسقاط يف التحليل النفيس‬ ‫ ‬
‫•أي ان نرمي ما نرفضه يف انفسنا‪ ،‬اي اسقاط اليشء اليسء‬ ‫ ‬
‫•ثم يتامهى الطفل مبا اسقطه عيل املوضوع ويعتقد أن اآلخر يضطهده‪،‬‬ ‫ ‬
‫•ومن هنا ينشأ الوضع الفصامي‪-‬العظامي (االضطهادي) يف املرحلة البدائية للرضيع‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪21‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫ميالين كالين ‪Melanie Klein‬‬

‫ج) (النمط)‬
‫•هو منط من االسقاط اكرث مام هو منط من التامهي‪.‬‬ ‫ ‬
‫•ادخلت ميالين كالين التامهي االسقاطي لتعيني حالة الطفل او الرضيع بشكل خاص‪ ،‬حني‬ ‫ ‬
‫يقوم باالسقاط داخل امه‪ ،‬اي املوضوع االول‪ ،‬فهو يقوم بادخال شخصه او اسقاط نفسه يف‬
‫املوضوع الخارجي‪ ،‬الذي هو االم‪ ،‬للسيطرة عليه وامتالكه ورمبا الذيته‪.‬‬
‫•ان مصطلح التامهي االسقاطي يرتجم هوامات الفرد اي الطفل وفيام بعد الراشد‪ ،‬حيث‬ ‫ ‬
‫يدخل شخصه او ذاته بشكل كامل او جزيئ داخل املوضوع الخارجي االول عند الطفل‪ ،‬او‬
‫اي موضوع آخر عند الراشد‪ ،‬لالرضار به او لضبطه‪.‬‬
‫•استخدم مصطلح التامهي االسقاطي مبعنى خاص ج ًدا‪ ،‬ويدل عىل ايالء (اعطاء) االخر بعض‬ ‫ ‬
‫الصفات من ذاته‪ ،‬او كل الصفات فيصبح اآلخر الشبيه الجزيئ او الكيل للفرد‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬

‫أنّا فرويد ‪Anna Freud‬‬


‫هي اإلبنة الوحيدة التي سارت عىل درب والدها‪.‬‬
‫ركّزت اختباراتها عىل االطفال لتحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫ •املساهمة يف تطوير التحليل النفيس‬
‫ •الرد عىل بعض طروحات ميالين كالين‬
‫ •محاولة تطوير الرتبية عرب تطبيق املفاهيم والنظريات التحليلية‪.‬‬

‫حددت «أنّا فرويد» الصعوبات التي تعرتض التحليل النفيس لألطفال بالشكل التايل‪:‬‬
‫‪1.1‬عدم وعي الطفل الضطراباته العصابية‬
‫‪2.2‬غياب االرادة الواعية يف العالج والشفاء‪ ،‬وبالتايل عدم قدرته عىل فهم طبيعة العالقة مع‬
‫املحلل وصعوبة اقامة حلف العمل‬
‫‪3.3‬مشاكل التداعيات الحرة والتذكّر وتقديم املعلومات‬
‫‪4.4‬صعوبة التعبري اللغوي‬
‫‪5.5‬اشكالية التحويل وعصاب التحويل‪.‬‬

‫‪ -١‬العالقة مع املحلل‬
‫ •تقع املسؤولية عىل األهل يف اكتشاف حياة الطفل املرضية‪.‬‬
‫ •عىل املحلل أن يجعل الطفل يعي سلوكه املريض حتى ولو اضطر ان يثري عنده الشعور‬
‫بالذنب والقلق‪ ،‬مام يخلق عنده الرغبة بالشفاء والخضوع إىل أوامر املحلل‪.‬‬
‫ •كل هذا يتطلب توثيق العالقة مع الطفل من اجل تحقيق حلف العمل عىل قاعدة االعجاب‬
‫واملودة‪.‬‬
‫‪ -٢‬مشكلة التذكّر وتقديم املعلومات والتعبري اللغوي‬
‫ •بالنسبة ملشكلة التذكّر وتقديم املعلومات والتعبري اللغوي فيمكن حلها عن طريق‪:‬‬
‫‪ -‬اخذ املعلومات املناسبة من االهل‬
‫‪ -‬ومراقبة االطار الخارجي لحياة الطفل‬
‫‪ -‬ومراقبة ترصفاته بدقة يف البيت كام يف العيادة‬

‫‪23‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫أنّا فرويد ‪Anna Freud‬‬

‫مثل عندما‬
‫ •تستطيع بسهولة أن تقتنع بوجود هذه الغرية عند الصغار وذلك مبراقبة سلوكهم ً‬
‫يولد يف العائلة اخ صغري او اخت صغرية‪.‬‬
‫فتاة يف الثانية من عمرها تسأل أباها الذي يريها بفخر اخاها وهو مولود جديد‪ :‬متى‬
‫سيموت؟»‪..‬‬
‫مشكلة التداعيات الح ّرة‬
‫يعب‬
‫ •بالنسبة ملشكلة التداعيات الحرة‪ ،‬فيمكن تحقيقها نسب ًيا عرب تقنية اللعب‪ ،‬حيث ّ‬
‫الطفل بطريقة عفوية وحقيقية عن تخيالته وافكاره ومشاعره‪.‬‬

‫‪ -٣‬التسلية بواسطة اللعب‬


‫ •إن التسلية بواسطة اللعب والرسم وتجسيد التخ ّيالت عرب اللعب وتحقيقها يف التحويل‪،‬‬
‫هي بدائل مقرتحة ومقبولة عن التداعي الح ّر‪.‬‬
‫ •لكن أنّا فرويد تعرتض عىل التفسري الرمزي الذي تعطيه كالين لحالت الطفل خالل اللعب‬
‫وتتحفظ عىل القيمة املطلقة لتقنية اللعب‪،‬‬
‫فنقول انه ال ميكننا ان نجد يف حرية الترصف ام ًرا مساويًا للتداعيات الحرة‬
‫وذلك من خالل تد ّخل املحلل‪ ،‬مهام كان تسامحه‪ ،‬لوضع ح ّد أللعاب قد تكون خطرة‬
‫مام يولّد ردات فعل عدوانية عند الطفل‪ ،‬وهنا تظهر الصعوبات التقنية‪.‬‬
‫ •كانت أنّا فرويد تلجأ يف بعض األحيان اىل اثارة التداعيات الفكرية عند الطفل بطريقة مبارشة‪.‬‬

‫‪ -٤‬إشكالية التحويل‬
‫ •بالنسبة إلشكالية التحويل‪ ،‬تؤكد أنّا فرويد خال ًفا مليالين كالين «أن الطفل ال يعيش عصا ًبا‬
‫تحويل ًيا‪ .‬فرغم كل مظاهر العدوانية إو الصداقة تجاه املحلل‪ ،‬فهو يستمر يف اعادة عيش‬
‫االستجابات الودية حيث كان يعيشها حتى اآلن يف عائلته»‪.‬‬
‫ •إن مشاعر الطفل تجاه املحلل هي ردات فعل واقعية حالية وليست من املايض‪.‬‬
‫ •«الطفل ليس مستعدً ا كالراشد إلعادة عيش عالقاته العاطفية ألن هذه العالقات مل‬
‫تستنفذ بعد‪ .‬فالوالدان اللذان هام املوضوع االويل للحب عند الطفل امنا يستمران يف‬
‫الواقع‪ ،‬خال ًفا للعصايب الراشد الذي يعيش ذلك فقط يف خياله‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫أنّا فرويد ‪Anna Freud‬‬

‫ •إن صورة الوالدين مل تستبطن بعد عند الطفل كام هي الحال عند الراشد‪ ،‬لذلك ال يعترب‬
‫املحلل الصورة البديلة‪.‬‬
‫ • الطفل يحاول ان يحصل منه عىل ما يشعر انه محروم منه يف عالقاته الحقيقية مع اهله‪،‬‬
‫فليست هناك اعادة تحويلية ملا هو يعيشه يف الواقع‪.‬‬
‫ •يجب ان يرتكز عمل املحلل عىل اكتشاف وتوضيح آليات الدفاع التي يتسخدمها الولد‬
‫لحامية نفسه من القلق‪ ،‬وهو ممكن دون وجود تحويل‪.‬‬

‫‪ -٥‬التحليل النفيس للطفل العصايب‬


‫ •يتم التحليل للنفيس للطفل العصايب عىل ضوء معطيات نظرية متعلقة بطبيعة تطور‬
‫الطفل عىل مستوى الليبيدو واألنا األعىل‪.‬‬

‫عىل مستوى الهو‪:‬‬


‫•قد يتوقف التطور الليبيدي نحو الحياة التناسلية ويضطر للرتاجع اىل مراحل سابقة‬ ‫ ‬
‫•فيحصل نكوص ذو طابع‪:‬‬ ‫ ‬
‫‪ -‬فمي (تبعية عاطفية‪ ،‬نهم)‬
‫‪ -‬رشجي (عناد‪ ،‬سلوك قهري متعلق بالنظافة او بالنظام)‬
‫•هذا النكوص ليس مجرد عودة بسيطة اىل الوراء‪ ،‬لكن تظهر اعراض جديدة منتجة حسب‬ ‫ ‬
‫منوذج بدايئ‪.‬‬
‫•يستمر النمو العقيل والحريك بحيث يتعارض مع التثبيت والنكوص عىل املستوى الليبيدي‬ ‫ ‬
‫العاطفي‪.‬‬

‫عىل مستوى األنا‪:‬‬


‫ •تستند أنّا فرويد عىل آليات الدفاع التي يستعملها الطفل عندما يجد نفسه مبواجهة‬
‫االحباطات واملخاطر وخيبات االمل‪ ،‬والتناقضات بني رغباته والواقع‪.‬‬
‫فيضطر االنا اىل مقاومة رغباته والتخيل عن بعض املواضيع الليبيدية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫أنّا فرويد ‪Anna Freud‬‬

‫ •ويتم ّيز الطفل العصايب باستخدام مفرط ملجموعة من اآلليات الدفاعية آهمها‪:‬‬
‫ •االنكار‪ :‬نفي الواقع الذي يبدو له غري محتمل‬
‫ •الكبت‪ :‬طرد االفكار املزعجة وقمح الشحنات العاطفية املرتبطة بها‬
‫ •التشكيل االنعكايس‪ :‬تحويل امليول غري املرغوبة اىل عكسها‬
‫ •االسقاط‪ :‬اتهام اآلخرين باألخطاء واملشاعر الصادرة عنه‬
‫ •الهرب من التخيالت‪ :‬استبداع الوقائع املرعجة باحالم مستحبة‪.‬‬
‫ • وتختلف أنّا فرويد عن ميالين كالين يف مفهومها لتطور األنا‪:‬‬
‫فال ينبغي كام تفعل كالين‪ ،‬ان ننسب اىل املولود الجديد «توترات نفسية معقدة ومجموعة‬
‫انفعاالت ترافق نشاط النزعات الغريزية»‬
‫بل يكفي متابعة نشوء األنا وتطوره عرب «استجابات الرضيع لتجارب اللذة والكدر» وعرب‬
‫تحوالت هذه االستجابات‪.‬‬

‫مفهوم أنّا فرويد لألنا األعىل عند الطفل‬


‫ •بالنسبة ملفهوم أنّا فرويد لألنا األعىل عند الطفل‪ ،‬فهو يختلف عن كالين التي تعتربه بنية‬
‫مستقلة داخلية‪ ،‬فهو «يعمل بوضوح تحت تأثري الحب الذي يربط الطفل بالذين يوجهونه»‪.‬‬

‫‪ -٦‬التحليل النفيس والرتبية‬


‫ •تربط أنّا فرويد التحليل النفيس للولد بالرتبية‪.‬‬
‫ •فالوالدان عليهام مسؤولية مساعدة الطفل عىل تجاوز الرصاعات والصعوبات النفسية التي‬
‫تعرتضه يف منوه الطبيعي‪:‬‬
‫‪ -‬الغرية بني األخوة‬
‫‪ -‬الفطام ‬
‫ ‬ ‫‪ -‬التعلّم عىل النظافة‬
‫‪ -‬عقدة أوديب‬
‫‪ -‬االستقاللية ‬
‫‪ -‬الشعور بالذنب ‬
‫‪ -‬املخاوف‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫أنّا فرويد ‪Anna Freud‬‬

‫•لكن الطفل قد يستخدم ً‬


‫حلول غري مالمئة تعرقل دور األهل‪.‬‬ ‫ ‬
‫•ويف بعض األحيان تكون اضطرابات الطفل نتيجة لصعوبات خارجية (مواقف األهل السلبية)‬ ‫ ‬
‫•واذ مل يستطع االهل حامية اوالدهم من القلق والخوف البدايئ‪ ،‬فإن االحباطات تخلق‬ ‫ ‬
‫استعدا ًدا للعصاب‪ ،‬ويصبح العالج التحلييل رضورياً‬
‫•وتحصل اضطرابات ذات طابع عصايب يف العالقة بني االهل والولد‪.‬‬ ‫ ‬
‫•ويف حالة وجود عصاب عائيل‪ ،‬يصبح من الرضوروي فصل الولد عن والديه لجعل العالج‬ ‫ ‬
‫النفيس ممكناً‪.‬‬

‫‪ -٧‬تطوير الرتبية‬
‫ •عملت أنّا فرويد عىل تطوير الرتبية بواسطة تطبيق املفاهيم والنظريات التحليلية يف هذا‬
‫املجال‪.‬‬
‫ •فالتحليل النفيس يسمح‪:‬‬
‫‪ -‬بنقد املناهج الرتبوية‬
‫‪ -‬يق ّدم للمربني معرفة سيكولوجية عميقة تتيح لهم فهم التالميذ وتحسني العالقة معهم‬
‫‪ -‬اكتشاف املشاكل النفسية التي تؤثر عىل العملية الرتبوية‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬

‫رينيه سبيتز ‪Rene Spitz‬‬


‫ •ركّز سبيتز ابحاثه عىل االطفال‪ ،‬وكانت أنّا فرويد تضع املقدمة ملؤلفاته تعب ًريا عن مواقفها‬
‫تجاه افكاره املنسجمة مع الفرويدية‪.‬‬
‫ •رفض كل الطروحات التي تكلّمت عن‪:‬‬
‫‪« -‬رضة الوالدة» (رانك)‬
‫‪ -‬أو عن عالقات سيكولوجية مبكرة ومقعدة باملوضوع (كالين)‬
‫اذ ال وجود لجهاز األنا يف األشهر األوىل بعد الوالدة‬
‫كام انه من املبكر التكلّم عن األنا األعىل خالل السنة األوىل‪.‬‬

‫أهم أعامل سبيتز‪:‬‬


‫«السنة األوىل من حياة الطفل» و « من الوالدة اىل الكالم»‪.‬‬

‫مي ّيز سبيز بني ‪ ٤‬مراحل لتطور الطفل‪:‬‬

‫‪١‬‬
‫املرحلة األوىل (‪ ٣-٠‬اشهر)‪:‬‬
‫•تشمل األشهر الثالثة األوىل‬ ‫ ‬
‫•يسميها «املرحلة ما قبل املوضوعانية» ‪Pre-Objectal‬‬ ‫ ‬
‫•تتميز باندماج الوعي عند الطفل بالعامل الخارجي‪:‬‬ ‫ ‬
‫‪ -‬فالطفل ال يعي ذاته كام ال يعي الوجود املوضوعي لألشياء‪.‬‬
‫•يكون التطور يف هذه املرحلة فيزيولوج ًيا اذ يخضع ملبدأ اللذة‬ ‫ ‬
‫وآلليات اللذة والكدر‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫رينيه سبيتز ‪Rene Spitz‬‬
‫‪٢‬‬
‫املرحلة الثانية (‪ ٨ - ٣‬اشهر)‪:‬‬
‫•متتد من الشهر الثالث اىل الشهر الثامن‬ ‫ ‬
‫•هي مرحلة «املوضوع املمهد» القامة العالقات مع الواقع الخارجي والكتشاف هذا‬ ‫ ‬
‫الواقع‪.‬‬
‫•هذ املوضوع املمهد هو ابتسامة األم من حيث هي اشارة تثري عند الطفل ردة‬ ‫ ‬
‫فعل هي االبتسامة‪.‬‬
‫•ال يشكل هذا عالقة مبوضوع‪ ،‬اذ يرتبط وجه األم بالثدي عرب تجربة الرضاعة واالشباع‪.‬‬ ‫ ‬
‫•يحصل خالل هذه املرحلة تطور مبقدار ما ينتقل الطفل من التلقي السلبي اىل‬ ‫ ‬
‫االدراك النشيط‪.‬‬
‫•يبدأ األنا بالتكون مبقدار ما يتعلم ويتعود عىل ضبط نزعاته الليبيدية الفمية يف‬ ‫ ‬
‫اطار تنظيم عملية الرضاعة التي ترشف عليها االم التي تلعب دور «األنا املساعد»‪.‬‬
‫•يبدأ اول نشوء لألنا عىل قاعدة اآلثار الذاكرية لتجارب االشباع والحرمان‬ ‫ ‬
‫•ويحصل اول متايز بني النزعات الليبيدية والنزعات العدوانية وبالتايل بني املوضوع‬ ‫ ‬
‫الجيد واملوضوع الردىء‪.‬‬

‫‪٣‬‬
‫املرحلة الثالثة (‪ ١٥-٨‬شهر)‪:‬‬
‫•متتد بني الشهر الثامن والشهر الخامس عرش‬ ‫ ‬
‫•يدرك فيها الطفل امه كموضوع حقيقي‪ ،‬يتع ّرف عليها ومي ّيزها عن األغراب‪.‬‬ ‫ ‬
‫•من هنا قلق «الشهر الثامن» أو «القلق االرتكازي» الذي يعيشه الطفل لدى رؤيته‬ ‫ ‬
‫األغراب ويف غياب امه‪.‬‬
‫•تتصف هذه املرحلة بالزدواجية العاطفية فيوجه نزعاته الغريزية نحو امه‬ ‫ ‬
‫‪ -‬التي تبدو له «موضو ًعا جيدً ا» عرب تجربة االشباع الليبيدي‬
‫‪ -‬وموضو ًعا ردي ًئا عرب تجربة الحرمان وتحت تأثري نزعاته العدوانية‪.‬‬
‫•هناك عامالن يحددان التطور خالل هذه املرحلة‪:‬‬ ‫ ‬
‫التعلّم عىل االنتقال املستقل والكالم‬
‫شخصا مضطدً ا مبقدار ما تفرض عليه االوامر والنواهي‪،‬‬ ‫•تبدو له امه ً‬ ‫ ‬
‫فيلجأ اىل «التامهي مع املعتدي» حسب تعبري أنّا فرويد‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫رينيه سبيتز ‪Rene Spitz‬‬

‫‪٤‬‬
‫املرحلة الرابعة‪ :‬األخرية (الشهر الـ ‪:)١٥‬‬
‫•هي املرحلة األخرية‪ ،‬تبدأ مع الشهر الـ ‪.١٥‬‬ ‫ ‬
‫•تتم ّيز باالتصال اللغوي الفكري بني الطفل وأمه‪،‬‬ ‫ ‬
‫فقد كانت الكلامت تعب ًريا انفعال ًيا غريزيًا عن حاالت فيزيولوجية نفسية ذاتية‬
‫خالل املرحلة السابقة‪.‬‬
‫•عىل ضوء اآلثار الذاكرية يبدأ الطفل بفهم معاين الكلامت التي تصبح قادرة ان‬ ‫ ‬
‫تثري فيه استجابات نفسية‪.‬‬
‫•فأول الكلامت القادرة عىل اثارته هي كلمة «ال» التي يختزن معناها عرب تجارب‬ ‫ ‬
‫االحباط والحرمان‪.‬‬
‫•تصبح العالقة باألم منوذ ًجا ومتهيدً ا لعالقة الطفل مع العامل الخارجي‪.‬‬ ‫ ‬

‫االستشفائية‬
‫•قام سبيتز بدراسة ميدانية لالضطرابات النفسية عند االطفال يف تجربة‬ ‫ ‬
‫«االستشفائية» ‪Hospitalisme‬‬
‫طفل حرموا من امهاتهم منذ الوالدة فوضعوا يف املستشفى حيث‬ ‫•وقد تابع حالة ‪ً ٩٣‬‬ ‫ ‬
‫تطعمهم وتهتم بهم مجموعة من املمرضات‪.‬‬
‫•حرم هؤالء االطفال من العالقة الثابتة مع االم او البديل وعاشو املرحلة الفمية محرومون‬ ‫ ‬
‫من االم حيث هي رمز للتنظيم ولالشباع الليبيدي‪ ،‬ومن حيث هي املوضوع االول للحب‪.‬‬
‫•واكتشف فيام بعد ان اكرثية هؤالء االطفال عانوا من اضطرابات ذهانية (سبع حاالت)‬ ‫ ‬
‫وعصابية (انهيارية بشكل خاص)‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬

‫جاك الكان ‪Jacques Lacan‬‬


‫• يشكل الكان قط ًبا اساس ًيا يف الحركة التحليلية الفرويدية يف فرنسا‪.‬‬ ‫ ‬
‫•فهو عندما القى محارضته الشهرية بعنوان «مرحلة املرآة» عام ‪ ١٩٣٦‬فرض نفسه محو ًرا يف‬ ‫ ‬
‫الجدل الدائر بني املحللني الفرنسيني‪.‬‬
‫الطب وتخصص يف الطب النفيس‪ ،‬وقدّ م اطروحة يف الدكتوراه بعنوان «ذهان‬ ‫•درس ّ‬ ‫ ‬
‫البارانويا يف عالقته مع الشخصية» حيث درس ‪ ٣٠‬حالة‪.‬‬
‫•عندما حصل االنشقاق االول داخل الحركة التحليلية الفرنسية عام ‪ ،١٩٥٣‬انضم الكان اىل‬ ‫ ‬
‫«الغش» ورفاقه الذين أسسوا «جامعة االبحاث والدرساسات الفرويدية»‪.‬‬
‫•حصل انشقاق ثان داخل هذه الجامعة بالذات عام ‪:١٩٦٣‬‬ ‫ ‬
‫‪ -‬منهم من أيّد الجمعية العاملية للتحليل النفيس‬
‫‪ -‬ومنهم من دعا اىل االنفصال عنها‪.‬‬
‫•لكن الكان ترأس املدرسة الفريويدية يف باريس ثم عمل عىل حلها عام ‪ ١٩٨٠‬بعد ان‬ ‫ ‬
‫تعرضت النشقاق‪.‬‬
‫•تويف سنة ‪ ،١٩٨١‬وبعد ‪ ١٠‬سنوات من وفاته اعلنت الكثري من الجامعات واملدارس والءها‬ ‫ ‬
‫له‪ ،‬وحصل لقاء دويل يف باريس عام ‪ ١٩٩٠‬من اجل «الكان»‬
‫وميكن القول أن ت ّيار الكان مدرسة قامئة بذاتها داخل الثقافة التحليلية والسيكولوجية‬
‫املعارصة‪.‬‬
‫أهم أعامله‪:‬‬
‫«كتابات»‬
‫«املفاهم األربعة يف التحليل النفيس»‬

‫أهم املفاهيم التي تحدث عنها الكان‪:‬‬


‫الالوعي‬
‫االعادة‬
‫النقلة‬
‫النزوة‬
‫االنئخاذ واالستالب‬
‫انطفاء الرغبة أو الخوف من زوال الرغبة‬
‫االنفصال‬
‫‪31‬‬
‫حياة جاك الكان‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬

‫الطب وتخصص يف الطب النفيس‬ ‫ •درس ّ‬


‫ •ق ّدم اطروحة يف الدكتوراه بعنوان «ذهان البارانويا يف عالقته مع الشخصية»‪ ،‬حيث درس ‪ ٣٠‬حالة‪.‬‬
‫وبعد ‪ ١٠‬سنوات‬ ‫تويف‬ ‫ترأس الكان‬ ‫انشقاق ثان داخل‬ ‫االنشقاق االول‬ ‫عندما القى‬
‫من وفاته‬ ‫املدرسة‬ ‫«جامعة االبحاث‬ ‫داخل الحركة‬ ‫محارضته‬
‫اعلنت الكثري‬
‫سنة ‪١٩٨١‬‬ ‫الفريويدية يف‬ ‫والدرساسات‬ ‫التحليلية الفرنسية‬ ‫مرحلة املرآة‬
‫من الجامعات‬ ‫باريس‬ ‫الفرويدية»‬ ‫عام ‪١٩٥٣‬‬ ‫عام ‪١٩٣٦‬‬

‫‪32‬‬
‫واملدارس والءها له‬ ‫عام ‪١٩٦٣‬‬
‫حصل لقاء دويل‬ ‫ثم عمل عىل حلها‬ ‫منهم من‬ ‫انضم الكان اىل‬ ‫فرض نفسه محو ًرا‬
‫يف باريس‬ ‫عام ‪١٩٨٠‬‬ ‫أيّد الجمعية‬ ‫«الغش» ورفاقه‬ ‫يف الجدل الدائر‬
‫عام ‪١٩٩٠‬‬ ‫بعد ان تعرضت‬ ‫العاملية للتحليل‬ ‫الذين أسسوا‬ ‫بني املحللني‬
‫من اجل «الكان»‬ ‫النشقاق‪.‬‬ ‫النفيس‬ ‫«جامعة االبحاث‬ ‫الفرنسيني‪.‬‬
‫ومنهم من‬ ‫والدرساسات‬
‫دعا اىل االنفصال‬ ‫الفرويدية»‪.‬‬
‫عنها‪.‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫جاك الكان ‪Jacques Lacan‬‬

‫‪ -١‬الرحم الطبيعي والرحم الثقايف‬

‫ • تشري الحقائق البيولوجية اىل أن الكائن البرشي يولد ناقص النمو‪ ،‬حيث يكتمل منوه خارج‬
‫الرحم‪.‬‬
‫ •يشرتك الجميع يف الخصائص الطبيعية اثناء الحمل يف الرحم الطبيعي‪ ،‬حيث االشباعات‬
‫ناقصا (او قبل األوان)‬
‫اآللية واالتحاد البيولوجي مع االم يف حني يكون امليالد ً‬
‫ •فنحن اذا تركنا الطفل الوليد لرعاية ذاته يكون مصريه الهالك ألنه ال يستطيع السري والكالم‪،‬‬
‫وتكون السيطرة عىل الحركة محدودة ج ًدا‪ ،‬ويتكامل النمو العضوي للوليد بصعوبة وبطء‪.‬‬

‫كيف يستطيع الوليد أن يسيطر عىل اجزاء جسمه غري املتكامل؟‬


‫وكيف يستجيب حيال قصوره وعجزه؟‬

‫•ليكتمل منو الطفل خارج الرحم الطبيعي‪ ،‬فإنه ينتقل اىل حضن األم او الرحم الثقايف حيث‬ ‫ ‬
‫تتوىل االم رعايته‪.‬‬
‫•وتبدأ عالقة الرؤية بني عني الطفل ووجه االم الذي يشكل مرآة يرى فيها صورته‬ ‫ ‬
‫•وكأن االم هي مصدر االمداد األول للذاكرة البرشية‪ ،‬بد ًءا بالصورة والصوت واالحساسات‬ ‫ ‬
‫التي متارسها اثناء رعايته وتنظيفه وارضاعه والغناء له‪.‬‬
‫•والذي يخرج من الطفل هو مجرد استيعاب ملا يصدر عن االم حيث تتشكل اوىل صور‬ ‫ ‬
‫الذات لديه من خالل صورة ام كاملة‪ ،‬وصورة بدن ممزقة عن ذات الطفل‪.‬‬
‫•لهذا يختلف االفراد وفقًا الختالف الرحم الثقايف الذي يَفرض عىل الذات ان تتشكّل وفقًا‬ ‫ ‬
‫ملقدرات هذا الوجود األمومي‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫جاك الكان ‪Jacques Lacan‬‬

‫ما هي الصورة املمزقة للبدن؟‬


‫وما هي الصورة املرآوية؟‬

‫الصورة املمزقة او املنشطرة‪:‬‬


‫•نظ ًرا للنقص الحاد يف التكامل لدى الطفل حديث الوالدة‪ ،‬فإن فكرته األساسية عن جسمه‬ ‫ ‬
‫تتمثل يف أنه مجرد أشالء او اجزاء ممزقة‪.‬‬
‫•فالطفل ال يستطيع ان مي ّيز الجزء الذي يؤمله مع خربة الجوع (املعدة) عن اي جزء آخر‬ ‫ ‬
‫يؤمله‪ ،‬فهو يستجيب لكل التوترات بالبكاء والتململ والحركة الالارادية‬
‫•وتظل هذه الصورة االولية عن املدن املمزق مرتبطة بافكار الطفل وهي كام يشري الكان‪،‬‬ ‫ ‬
‫تربز يف صورة‪:‬‬
‫الخصاء‪ ،‬والعجز‪ ،‬والتشويه والتمثيل بالبدن يف حاالت العدوان واالفرتاس‪ ،‬وانفجار الجسم‬
‫الذي يطارد الخيال البرشي‪.‬‬
‫والتي تظهر بوضوح يف أحالم املرىض‪ ،‬ويف جلسات العالج بالتحليل النفيس او يف عملية‬
‫النقلة السالبة‪.‬‬
‫•ويؤكد الكان عىل اهمية ذلك ألنه اشارة مبكرة لتطور العالج يف االتجاه الصحيح حيث‬ ‫ ‬
‫تتحلل الوحدة الجامعة لألنا إلعادة تركيبها بالشكل املناسب‪.‬‬

‫الصورة املرآوية وتشكّل األنا‪:‬‬


‫•إذا كانت صورة األنا موازية لصورة البدن املفتت‪ ،‬فإن أنا الطفل تكون مجرد اخالط ممزقة‬ ‫ ‬
‫ملرآة داخلية ممزقة‬
‫•ويكون منو األنا ومتاسكها مرهونًا بصورة فرد آخر خارجي (األم)‪.‬‬ ‫ ‬
‫•حني يتم تدريب الطفل عىل معرفة اعضائه قبل قدرته عىل النطق باللغة فإنه ال يتعرف‬ ‫ ‬
‫عىل اي جزء من اجزاء بدنه ومسمياتها‪.‬‬
‫•فإذا اخربناه ان املنطقة التي يرضع منها تسمى الفم‪ ،‬فإنه حني تسأله االم عن فمه سوف‬ ‫ ‬
‫يشري اىل فمها‪ ،‬ألنه مل يتعرف بعد عىل فمه‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫جاك الكان ‪Jacques Lacan‬‬

‫ما الذي يجمع اشالء الجسم مع األنا الطفلية‬


‫ليدمجهم يف وحدة متكاملة ليسيطر عىل قلقه تجاه جسمه؟‬

‫• يجيب الكان عىل هذا السؤال من خالل مرحلة املرآة‪.‬‬ ‫ ‬


‫•تستهل هذه املرحلة بعالقة ثنائية بني الطفل وذاته‪ ،‬وكلها عالقات خيالية‪.‬‬ ‫ ‬
‫•وحتى اذا تطورت العالقة بني الطفل وأمه‪ ،‬فال تخرج عن عالقات ذاتية متخيلة‪.‬‬ ‫ ‬
‫•فكل الوجوه التي يراها الطفل ال متده بالذاتية يف اطار االحساس بالخصوصية‪ ،‬لتمنحه‬ ‫ ‬
‫مرتبة خاصة‬
‫ً‬
‫تسجيل تدريج ًيا خيال ًيا لصورة البدن املعاش يف‬ ‫لكون معظم هذه العالقات ميكن ان تكون‬
‫الصورة املرآوية‪.‬‬

‫أ) حالة التم ّزق‪:‬‬


‫ •متهي ًدا لذلك‪ ،‬هناك صورة مرآوية خيالية بدائية تعود اىل االنعكاس الخاص لصورة البدن‬
‫املمزق والتي قد تطارد الفرد يف حياته الالحقة‬
‫اذا سيطر النظام الخيايل عىل مقدرات الذات يف حاالت الفصام والرعب واألحالم املزعجة‪.‬‬

‫ب)مرحلة املرآة ‪( Stade du Mirroir‬ما بني الشهر ‪ ٦‬و ‪ ٨‬اىل الشهر ‪)١٨‬‬

‫كيف تتكون األنا املخاطبة؟ ومن أين مصدرها؟‬


‫متى يصبح االنسان يف عداد اآلخرين يحاورهم من منطلق األنا؟‬
‫ •لتحقيق ذلك‪ ،‬ال بد من عملية نفسية مير بها الطفل ليك يصبح األنا مصدر قوله وفعله‪.‬‬
‫ •هذا ما يجيب عنه الكان يف مرحلة املرآة‪ ،‬أي اللقاء االول ما بني الطفل والصورة التي‬
‫تعكسها له املرآة‪.‬‬
‫ •هذا اللقاء له آثاره البعيدة املدى‪ ،‬عىل الصعيد الجسدي والنفيس‪ ،‬ويرتتب عليه تحوالت‬
‫مستقبلية يف بنائه النفيس‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫جاك الكان ‪Jacques Lacan‬‬

‫•األنا محورها الجسد‪ ،‬كام ورد عند فرويد‪ ،‬وهذا الجسد ال ميكن ادراكه اال عرب التص ّور الذي‬ ‫ ‬
‫تعكسه املرأة‪ ،‬ورؤيته لآلخرين أمثاله‪.‬‬
‫•لهذا االكتشاف قاعدة بيولوجية‪ ،‬باإلضافة اىل آثاره النفسية‪.‬‬ ‫ ‬
‫فالحاممة مثالً‪ ،‬يقول الكان‪ ،‬ال تبيض اال عندما ترى حاممة عىل شاكلتها مهام كان نوعها‬
‫وجنسها‪ .‬وكذلك األرامش‪ ،‬فاألرمش ال يتم نضوجه ونتقل من حالة الوحدة اىل حالة‬
‫الجامعة اال بعد رؤيته لألرامش امثاله‪.‬‬
‫•األنا املخاطبة ال تتكون نواتها اال بعد مشاهدة الطفل لصورته يف املرآة‪ ،‬فهو يتامهى بها‪.‬‬ ‫ ‬
‫•يكون هذا التامهي هو األول الذي ينقله من حالة التجزئة الجسدية التي كان يغرق بها‪،‬‬ ‫ ‬
‫اىل حالة التوحد والكامل الصوري للجسد‪.‬‬
‫•وأفضلية هذه الصورة هو أنها تسبق منوه ونضوجه الجسدي‪.‬‬ ‫ ‬
‫•هذه الصورة التي يلتقطها هي سبق زمني يحقق له حدً ا ً‬
‫فاصل بني فوىض التجزئة التي‬ ‫ ‬
‫كان يتخبط بها‪ ،‬واكتامل يصبو اىل الوصول اليه‪.‬‬
‫•هذه الصورة املتمثلة امامه‪ ،‬تصبح األنا التي يتامهي بها‪ ،‬اي يف نفس الوقت كركيزة يف‬ ‫ ‬
‫شكل يف الخارج ويحدد مكانه يف الفضاء بني معامل االشياء التي يكتشفها‪،‬‬ ‫داخله‪ ،‬يسقطها ً‬
‫واآلخرين امثاله الذي ينافسونه‪.‬‬
‫ايضا من احتواء مخاوفه الناجمة عن ادراكه لواقعه السابق املجزأ‪.‬‬ ‫•وهي متكنه ً‬ ‫ ‬
‫يتبي لنا يف الخربة التحليلية‪ ،‬عندما يتوصل التحليل اىل تحريك‬ ‫•الدليل عىل ذلك هو ما ّ‬ ‫ ‬
‫الدوافع العدوانية والدفينة‪ ،‬فتظهر أحالم ألوصال الجسد املجتزأة‪ ،‬او ما يحصل عند‬
‫الذهاين من شعور انفصال اعضاء جسده عنه‪.‬‬
‫•يقول الكان عن مرحلة املرآة‪:‬‬ ‫ ‬
‫«ان االندفاع الداخيل عند الطفل‪ ،‬يجعل من انتقاله من العجز اىل التخطي‪ ،‬حيث كانت‬
‫الذات املأخوذة بوهم التامهي الفضايئ املكاين‪ ،‬حدثًا ميكّن الهوامات التي تتتاىل من صورة‬
‫جسدية متناثرة‪ ،‬االنتقال اىل شكل ميكن تسميته بعملية متجيدية لتكامله»‪.‬‬

‫هذه الخربة التي يتع ّرض لها الطفل‪ ،‬متر ب ‪ ٣‬مراحل‪،‬‬


‫تتزامن ما بني الشهر السادس اىل حوايل السنة والنصف‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫جاك الكان ‪Jacques Lacan‬‬

‫أ) املرحلة األوىل‪:‬‬


‫•تتم ّيز باختالط بني وجوده ووجود اآلخر‬ ‫ ‬
‫•هو ال مي ّيز نفسه وال يعرف حدودها‬ ‫ ‬
‫•يعيش يف حالة اندماجية مع األم التي تؤمن كل حاجاته البدنية‬ ‫ ‬
‫•نظرته اىل االطفال هي تص ّور ذهني اىل وجوده‪ ،‬يرى نفسه من خاللهم‪.‬‬ ‫ ‬
‫ايضا‪ ،‬فينتابه خوف‬
‫فاذا بىك طل‪ ،‬بىك معه‪ ،‬واذا زجر او قوصص يشعر بأن ذلك يطاله ً‬
‫مفرتض ان يكون من نصيب اآلخر‪.‬‬
‫•اذا حصل وأن صادف صورته يف املرآة‪ ،‬يتعامل معها عىل اساس انها آخر‬ ‫ ‬
‫يكرر بشكل آيل الحركات التي يشاهدها‬
‫او يقلد اآلخر دون ان مي ّيز بني نفسه وبينها‪.‬‬
‫•هذه املرحلة األوىل يسودها تسلّط املخيال عىل الواقع‪ ،‬ترهنه بصورة االخر بحكم جربية‬ ‫ ‬
‫هذا املخيال‪.‬‬
‫•يتأكد ذلك ببعض الحاالت املرضية لالنفصام‪ ،‬اذ ان املريض يفقد متييزه لذاته‪ ،‬ويصبح‬ ‫ ‬
‫مرتهناً خيال ًيا لصورة املتواجد امامه‪ ،‬يقلده‪ ،‬ويكرر حركاته بشكل عفوي دون ان يكون له‬
‫ارادة يف ذلك‪.‬‬
‫أي يصبح مسلو ًبا بهذه الصورة التي متيل عليه تحركاته‪.‬‬

‫ب) املرحلة الثانية‪:‬‬


‫•هي أساسية‪ ،‬ألنها متكّن الطفل من التمييز بينه وبني اآلخر‬ ‫ ‬
‫•ويكتشف ان الصورة التي يراها يف املرآة هي صورته‪ ،‬فيتامهي بها ليك تصبح النواة األولية‬ ‫ ‬
‫لألنا املخاطب‪.‬‬
‫•ليك يتحقق ذلك‪ ،‬ال بد من مرجع يع ّرفه عليها‪.‬‬ ‫ ‬
‫•الطفل املأخوذ بهذه الصورة اىل حد الدهشة التي يرى بها آخر‪ ،‬يلتفت اىل األم او اي راشد‬ ‫ ‬
‫ً‬
‫متسائل عن ماهيتها‪ ،‬فيأتيه الجواب‪ ،‬هذا انت‪.‬‬ ‫آخر‬
‫•فهذا االعرتاف مهم جدً ا‪ ،‬ألنه ينقله من الداخل املفكك اىل التقاط صورته يف الخارج‬ ‫ ‬
‫ما ميكّنه من تحديد موقعه الفضايئ ليك يصبح أنا مخاط ًبا يسقطه عىل اآلخرين‬
‫ويتعامل معه من باب طرف ثالث‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫جاك الكان ‪Jacques Lacan‬‬

‫•لذا نرى الطفل يف اول تعامله مع هذا التامهي يشري اليه باسم الغائب‪ :‬وليد يريد أن‬ ‫ ‬
‫يأكل‪ ،‬او وليد مريض‪ ،‬وليد موجوع‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫•هذه املرحلة تبدأ بالتامهي بالصورة‪ ،‬يشري بها اىل ذاته‪ ،‬قبل ان ينقلها من الخارج اىل‬ ‫ ‬
‫الداخل ليك تصبح األنا املعتمدة يف املخاطبة‪.‬‬
‫•ويصبح يقول‪ :‬أنا مريض بدلً من وليد مريض‪.‬‬ ‫ ‬
‫•ادراكه لهذه الصورة عرب اعرتاف اآلخر به يؤدي اىل التامهي األويل‪،‬‬ ‫ ‬
‫ينقله من حالة التفتت والعجز اىل حالة التكامل والوحدة الكلية يف الشكل‪.‬‬
‫•هذه املرحلة ال ميكن أن تتحقق إال اذا ازاح االخر الذي كان يتصوره يف املرأة ليك يحل‬ ‫ ‬
‫محله‪.‬‬
‫•بداية عالقة االنسان باألنا‪ ،‬يقول الكان‪ ،‬انها عالقة ثنائية تتمحور حول قتل اآلخر‪:‬‬ ‫ ‬
‫أي رصاع إما أنا وإما أنت‪.‬‬
‫فهي إذن بارانويا ال يخرج منها الطفل يك يتصالح مع اآلخر‪ ،‬قرينه‪ ،‬اال بواسطة تدخل‬
‫اللغة كطرف ثالث‪.‬‬

‫ج) املرحلة الثالثة‪:‬‬


‫•بعد أن يدرك الطفل ان هذه الصورة صورته‪ ،‬يقوم بعمليه السيطرة والتحكم بها‪:‬‬ ‫ ‬
‫يداعبها‪ ،‬يغيبها ويحرضها حسب رغبته‪ ،‬وذلك ضمن شعور بالنشوة والنرص‬
‫مناقض متا ًما لشعور اليأس والعجز الذي كان يسيطر عليه عندما كان يف حالة التفتت‪.‬‬
‫•فهو يكون قد اقتحم هذه الصورة‪ ،‬والتقطها‪ ،‬وتحكم بها ليك يدمجها‪ ،‬ويعتمدها كمحور‬ ‫ ‬
‫اويل للتعبري عن ذاته‪.‬‬
‫•لكن هذه العملية ال تتم اال عرب النظر‪ ،‬اي عرب التص ّور املخيايل‪.‬‬ ‫ ‬
‫•فهي مرحلة يسيطر عليها الخيال من بدايتها‪.‬‬ ‫ ‬
‫•واألنا املتكونة تكون مرهونة بهذا الخيال‪ ،‬مسلوبة به‪ ،‬ألنها حققت سبقًا وانتصا ًرا عىل‬ ‫ ‬
‫واقع جسدي مفتت‪.‬‬
‫ً‬
‫ومتكامل يصبو‬ ‫•والفارق بني الحالتني يستمر يف كل تطلعاته املستقبلية‪ ،‬ألنها تعزز أنا مثال ًيا‬ ‫ ‬
‫اىل تحقيقه انطال ًقا من نقص يالزمه مدى الحياة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫جاك الكان ‪Jacques Lacan‬‬

‫‪ -٢‬مفهوم الرنجسية‬
‫وسيم يذهب للصيد يف الغابة‬ ‫ينتمي مفهوم الرنجسية اىل اسطورة نرجس الذي كان شابًا ً‬
‫وكانت تالحقه فتاة اسمها ‪ ECHO‬وكان مغر ًما بصورته التي رآها يف اآلبار‪ ،‬ويف يوم كان هامئًا‬
‫لرياها ويلتقي بها‪ ،‬فكان مصريه الغرق‪.‬‬

‫ •برأي فرويد‪ ،‬إن مفهوم الرنجسية يلعب دو ًرا مهام يف التحليل النفيس‪ ،‬فهي التوظيف‬
‫الليبيدي يف األنا وهي الحب املو ّجه اىل صورة الذات‪.‬‬
‫•أما الكان‪ ،‬فاعترب انها االنجذاب الشبقي للصورة املرآوية‪ ،‬وهذه العالقة الشبقية بالصورة‪،‬‬ ‫ ‬
‫تحدد التامهي األويل بالتشكيل املرآوي الصوري لألنا‪.‬‬
‫•وتحمل الرنجسية الخصائص الشبقية والعدوانية‪ ،‬أي نوع من العداء لصورة الذات‪،‬‬ ‫ ‬
‫وشبقية من خالل حب الذات‪.‬‬
‫•وتسهم العالقة الرنجسية يف تأسيس البعد الخيايل للعالقات االنسانية‪ ،‬حيث تبدأ الهوامات‬ ‫ ‬
‫بالتشكّل‪.‬‬
‫•لذا تشكّل الرنجسية محنة البقاء يف دائرة الصورة واالفتتان بها‪ ،‬دون الدخول يف دائرة‬ ‫ ‬
‫الصورة التي تشكّل صورة اآلخر الرمزي الذي ينتشل الفرد من ارسه يف صورته‪ ،‬اىل نسج‬
‫عالقة بآخر خارجي‪.‬‬
‫وتجدر االشارة ان الرمز والكلمة هام وسائل مهمة للتواصل مع اآلخر‪.‬‬
‫•تكمن محنة نرجس يف استخدام العني اكرث من األذن‬ ‫ ‬
‫فباستخدام العني وبواسطة النظر استطاع ان يقع عىل صورته خارج ذاته يف مرآة البرئ‬
‫فقد عكست طبيعته الشبقية والعدوانية‬
‫مع غيابها تتالىش ومع اهتزاز صفحةاملاء تتكرس‪ ،‬ومع محاولته للقبض عليها تكون نهايته‪.‬‬
‫ظل أسري صورته‪.‬‬ ‫•وكأن االنسان يحمل يف داخله امكانية تدمري الذات اذا ّ‬ ‫ ‬
‫•فـ ‪ ECHO‬مل تستطع ان تجذبه من عامله الخيايل اىل عاملها الرمزي‪،‬‬ ‫ ‬
‫وكأن األسطورة تل ّمح اىل أن صوت األم الذي يحمل الكلمة او الرمز ليس ً‬
‫كفيل بانتزاع الفرد‬
‫من قبضة صورته ونقله اىل عامل الرمز‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫جاك الكان ‪Jacques Lacan‬‬

‫‪ -٣‬تشكيل او بناء األنا (ضمري املتكلم املنفصل ‪)Je-I‬‬


‫ •يرى الكان‪ ،‬أن األنا‪ ،‬أو الضمري املتكلم الذي أشري به اىل نفيس‪ ،‬يتشكّل من خالل التامهيات‬
‫املرتبكة التي هي يف حالة دامئة من التشكّل‪ ،‬أي هي‪:‬‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫صورة يف املرآة‬ ‫صورة يف الخارج‬
‫تأخذ وحدتها من خالل االدراك بالتص ّور‬ ‫ال تتاميز عن صورة األم أو الثدي‬
‫•وهكذا يصبح التامهي البدايئ الخاص مبرحلة املرآة مبثابة األساس الذي تتشكل وفقه جميع‬ ‫ ‬
‫التامهيات اآلتية فيام بعد‪.‬‬
‫•فالتامهي بالصورة يل ّحم اجزاء األنا املمزقة ويضعها يف صورة واحدة‬ ‫ ‬
‫•فالتكامل غال ًبا ما يكون صورة خارجية (املرآة) قبل ان يسيطر الفرد عىل حدود جسمه‬ ‫ ‬
‫الشخيص وقبل ان يكتمل اتزانه وانسجامه الحريك والجسمي‬
‫•وتنمو هذه القدرات التكاملية لألنا مع منو القدرات الجسمية حس ًيا وحرك ًيا يف صورة‬ ‫ ‬
‫موازية مع النمو اإلدرايك‪.‬‬
‫ولعل أحد صور االغرتاب التي تحدث يف األنا تبدو يف مقولة الكان‪:‬‬
‫ •«إن األنا لها مكونًا خيال ًيا النها صورة يف املرآة خارج الذات‬
‫واذا كان األنا عىل هذا النحو من االغرتاب والوهم‪ ،‬أي صورة خارجية من املرآة‪،‬‬
‫فتصبح مصدر املقاومة يف عملية العالج ألنها من خالل تثبيتاتها املتخيلة تقاوم كل منو تغري‬
‫نحو الشعور بالذاتية‪ ،‬لتبقى األنا متصلة باألم او متكيفة بصورة الذات الخارجية يف املرآة»‪.‬‬
‫•وهكذا‪ ،‬بدأ الكان مبرحلة املرآة وظاهرة االدراك وآثار الخربات البرصية يف تشكيل الصورة‬ ‫ ‬
‫التي تتحول من صورة مرآوية اىل صورة عقلية‪.‬‬
‫•وتبدأ اللغة العقلية بالصورة‪ ،‬وتظل األنا رهينة لهذه الصورة التي تتأسس عليها ذاتيتها‪.‬‬ ‫ ‬
‫•ومثة ترشيح خاص خارج الترشيح العضوي يصيب الجسد االنساين وهو الترشيح الخيايل‬ ‫ ‬
‫للبدن حيث يرتسم البدن يف خريطة عقلية خاصة (األنا املثايل)‪.‬‬
‫•فحالة التوتر تفكّك بنية التامسك العضوي‪ ،‬وتحمل الفرد اىل الصورة البدائية الخيالية التي‬ ‫ ‬
‫كان فيها البدن ممز ًقا وهذا ما نشاهده يف حاالت الصدمات حني ال يستطيع االنسان أن‬
‫يعرب عن رغباته‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫جاك الكان ‪Jacques Lacan‬‬

‫‪ -٤‬اآلخر الصغري ‪Moi Semblant le petit autre‬‬


‫•الشبيه باألنا او القرين‪ ،‬او شقيق األنا الخيايل‪ ،‬وهو يتك ّون عىل املستوى الخيايل‬ ‫ ‬
‫•ويتشكّل من الصورة البدائية للحاجات االنسانية التي تتمثل يف الطعام واإلخراج (أي األنا‬ ‫ ‬
‫الجسدي) وهو الذي يسميه الكان باألنا الصغري او شقيق األنا الخيايل‪.‬‬
‫•فاآلخر الصغري او الشقيق الصغري لألنا يظل رهينة للصورة الخيالية املتمثلة باألم (وجهها‪-‬‬ ‫ ‬
‫ثديها) ثم باملرآة‬
‫ويستمد وجوده من تواصل حاجات االنسان البيولوجية كاملأكل واملرشب واالخراج‬
‫والليبيدو‪ ،‬وهو املمثل النفيس للنزوة الغريزيةالفرويدية‪.‬‬
‫•وهذا اآلخر الصغري هو املسبب للقلق ألنه يرفض الوساطة الثقافية (اي العامل الخارجي)‪،‬‬ ‫ ‬
‫إذ يريد الطفل ان يبقى يف حضن أمه‪ ،‬فإذا انقضت الحاجة البيولوجية لدرجة الخطر فإن اآلخر‬
‫مص االبهام‪.‬‬
‫الصغري يتوجه بطلبه مبارشة اىل اي موضوع يحقق له اإلرضاء او اإلشباع مثل ّ‬
‫•اآلخر الصغري هو اآلخر الشبيه باألنا الذي ينطلق دامئًا من أنا جسدية اىل أنا خيالية‪.‬‬ ‫ ‬
‫•الطفل يتصور انه هو ثدي األم ووجهها‪ ،‬واملوضوع الذي يراه باملرآة هو خيايل‪،‬‬ ‫ ‬
‫ثم ينتقل اىل املجال الرمزي‪ ،‬وهو مجال اللغة واألحرف التي تشكّل الكلامت‪ ،‬وتصبح صلته‬
‫باآلخر الكبري عرب اللغة التي تشكّل وسيلة التواصل مع اآلخر‪.‬‬
‫•إن الطفل ينتقل من اليشء الحيس الخيايل اىل اليشء الصوري الرمزي واىل تسمية الصورة ب‬ ‫ ‬
‫ويعب عنها بالكلامت‪ ،‬ليتواصل مع غريه ويضع مسافة بينه وبني‬ ‫«انا»‪ ،‬فهو مييش ويتكلّم ّ‬
‫اآلخر‪ ،‬فتعطي صدى لدى اآلخر‪.‬‬

‫اآلخر الكبري‪:‬‬
‫•هو اللغة التي تجعل الولد يفهم‪ ،‬واألم هي التي تعلمه الكالم‪.‬‬ ‫ ‬
‫•اذا‪ ،‬فإن اللغة بالنسبة اىل الطفل هي اآلخر الكبري التي تكون متمثلة باألم ثم باألب‪.‬‬ ‫ ‬
‫•الطفل يحب أن نناديه باسمه الصغري فهذا يعطيه جوده‪ ،‬اللغة سالح تجعله يحقق طلباته‪.‬‬ ‫ ‬
‫•األب هو اآلخر الكبري الذي يعطي الطفل االسم واملعرفة والهوية االنسانية قبل الهوية‬ ‫ ‬
‫الفردية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫جاك الكان ‪Jacques Lacan‬‬

‫‪ -٥‬من النظام الخيايل اىل النظام الرمزي‬


‫يتسم الرمز أو اللغة التي نتداولها بقدرة خاصة تجعلنا نظن اننا نستعملها‬‫• ّ‬ ‫ ‬
‫يف الوقت الذي كشفت فيه االفكار الالكانية عن أن اللغة هي التي تستعملنا وتتداولنا‬
‫وتحمل هويتنا‪.‬‬
‫•فهي عبارة عن مجموعة رموز منسوجة كالالوعي‬ ‫ ‬
‫•وهي القوة التي تتسم بالبقاء‪ ،‬موجودة قبل وجودنا الفردي‪ ،‬نولد ونعيش يف محيطها‬ ‫ ‬
‫ومنوت وتبقى هي خالدة‪.‬‬
‫•لذلك اطلق عليها الكان اسم اآلخر الكبري‪ ،‬ألن هذا اآلخر هو املانح الرشعي النسانية االنسان‬ ‫ ‬
‫•فلوال اللغة ما كان االنسان املتكلم وما اخذ الوجود صفة لغوية‬ ‫ ‬
‫•فام من يشء يف الوجود خارج اللغة‬ ‫ ‬
‫•كذلك فإن اللغة تعرب عن القانون الذي يرعى ترسيخ االفعال والسلوك‪.‬‬ ‫ ‬

‫ •إن وساطة الصورة يف املرآة ورأي االهل مل يكن كاف ًيا للشعور بالسعادة والرضا‬
‫بينام تدرك الذات أن رغبتها او كينونتها هي لدى اآلخر‪،‬‬
‫وألحصل عليها ال بد من وجود جرس اعرب من خالله اىل ذلك اآلخر وهو الجرس اللغوي‬
‫فبدونه ال ميكن ان اتداول رغبتي مع رغبة اآلخر‪ ،‬لهذا فالوجود االنساين مرهون باللغة او‬
‫الداللة الرمزية‬
‫ألن الكلامت‪ ،‬هي رموز دالة عىل العطاء واالمان واعرتاف اآلخر‪ ،‬وهذا ما تنشده الذات خالل‬
‫البحث عن نفسها لدى اآلخر‪.‬‬

‫ •وهناك ‪ ٣‬مستودعات او مستويات ينبغي ان تتوازن يف قدرتها االستيعابية يك يواصل االنسان‬


‫وجوده وهي‪:‬‬
‫‪ -١‬املستودع الطبيعي‬
‫‪ -٢‬املستودع الخيايل‬
‫‪ -٣‬املستودع الرمزي‬

‫‪42‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫جاك الكان ‪Jacques Lacan‬‬

‫‪١‬‬
‫املستودع الطبيعي‪:‬‬
‫ •او املستوى الجسدي والذي مينح الحياة الطبيعية‬
‫ •وهذه قيمة يف ذاتها او داللة طبيعية‬
‫ •ويتحرك يف اطار الحاجة البيولوجية (أنا جسدي)‪.‬‬

‫‪٢‬‬
‫املستودع الخيايل‪:‬‬
‫ •او املستوى التصوري‬
‫والذي نصنع فيه صورتنا املتامهية بصورة اآلخر‪ ،‬وحدود أجسامنا وقدرتنا العقلية‬
‫نعب عنها من خالل الكالم‬‫قبل ان ّ‬
‫ •وتتحرك أوالياته عرب ما يسميه الكان بالطلب لتحقيق الهوية‪.‬‬

‫‪٢‬‬
‫املستودع الرمزي‪:‬‬
‫ •او املستوى الرمزي اللغوي‬
‫والذي يوضعنا يف عامل اللغة وميدنا بالذاتية او بهوية رمزية تتكامل مع الهوية‬
‫الصورية يف املستودع الخيايل الصوري‬
‫ •وهي الرغبة او الوقود األسايس للوجود االنساين‪،‬‬
‫فليك تكون انسانًا ينبغي أن متتلئء بكل ما هو انساين‪،‬‬
‫اي باللغة التي تتيح لك القدرة للتعبري عن انسانيتك وتطرح نفسها يف الحقل‬
‫الثقايف لتجد لنفسك مكانًا (وجود اجتامعي)‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫جاك الكان ‪Jacques Lacan‬‬

‫النظام الرمزي اللغوي‪:‬‬


‫• الرمز هو الكلمة او نظام الكلامت‪ ،‬وهو الرمز االكرب ألن الكلامت هي التنفيذ للغة‪،‬‬ ‫ ‬
‫أو الداللة عىل وجود قاعدة كلية يف العقل البرشي من خالل اللغة‪ ،‬لتسيطر عىل البدن‬
‫والفكر والوجدان‪.‬‬
‫•يع ّد النظام الرمزي من اهم اسهامات الكان‪،‬‬ ‫ ‬
‫وفيه يتم االنتقال من النظام الخيايل الذي تسيطر عليه الصورة‬
‫اىل النظام الرمزي الذي تسيطر عليه اللغة‪،‬‬
‫حيث يدخل الفرد يف عالقة جدلية بينه وبني العامل االجتامعي‪.‬‬
‫•فبواسطة األنا ‪-‬كدال خيايل‪ -‬يتك ّون الدال الرمزي‬ ‫ ‬
‫•والنظام الرمزي هو‪ :‬النظام الذي يحقق وجو ًدا يف الواقع ولكنه ال يحقق نفسه‬ ‫ ‬
‫وهو حقل النظام والقانون او خطاب اللغة األسايس‬
‫حيث يبدأ ما أسامه الكان باالستعارة األبوية (اسم األب)‪.‬‬

‫االستعارة األبوية‬

‫ •املرحلة األوىل من حياة الطفل تكون مرهونة بعالقة ثنائية بني الطفل وأمه‬
‫حيث يكون الطفل رغبة أمه واألم‪ ٬‬مصدر اإلمداد الحيوي والخيايل له‬
‫وهذه العالقة تكون مبارشة ومن دون وسيط‪.‬‬
‫ •ومع تطور النمو يبدأ دور األب االفرتايض الذي هو وكالة ال تحمل اي امتدادات بيولوجية‬
‫او حيوية للطفل‬
‫ويُدرك كمنافس وغريب‪ ،‬كام أن وجود الطفل ينافس وجود األب بالنسبة لألم‪.‬‬
‫فالطفل يف املرحلة األوىل يحتاج للرعاية املستمرة من األم ويشغل معظم وقتها الذي كانت‬
‫متنحه لألب‪.‬‬
‫ •فوجوده يف املحيط االجتامعي مرتبط بوثيقة القانون التي تحمل اللغة واألبوة‪،‬‬
‫وال تعني استئثار الدور الذكري‪ ،‬امنا تنشأ كنظام قائم تحمله اللغة عرب االجيال‬

‫‪44‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫جاك الكان ‪Jacques Lacan‬‬

‫ويتشكّل كأب رمزي او مجازي يسكن الوجود االجتامعي‪ ،‬وليس يف حاجة اىل اب حي‪ ،‬امنا‬
‫هو وجود ثقايف يفرض نفسه عىل وجود فردي بفعل اللغة‪.‬‬
‫ •ووظيفة األب الرمزي او قانون القوانني‪ ،‬هو فصل األنا عن رغبتها ووصلها برغبة اآلخر‬
‫أي فصل األم عن الطفل ووصل األم بالعامل االجتامعي من خالل اللغة‪.‬‬
‫ •فاألوامر األبدية التي تو ّجه للطفل وأمه هي‪:‬‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫يقول األب لألم‪:‬‬ ‫يقول األب للطفل‪:‬‬
‫ال تستحوذي عىل وليدنا‪،‬‬ ‫انرصف عن ثدي األم وحضنها‪.‬‬
‫من العار أن تلتصقي به‬
‫أو تعيديه ثانية اىل رحمك‪.‬‬

‫ •وته ّتز صورة األم التي اخذت وض ًعا مثال ًيا‪ ،‬يف مرحلة املرآة والنظام الخيايل‪ ،‬بدخول طرف ثالث‬
‫يف ّرق بينهام‪،‬‬
‫ويلقي بالطفل إىل عامل اللغة والرمز والثقافة‬
‫ويعيد األم اىل بيتها الثقايف القديم لتحتل مكانتها االجتامعية والثقافية وتقوم مبهمة الرتبية‪،‬‬
‫حيث تبدأ يف االتصال الثقايف بالطفل عن طريق تنفيذ اوامر القانون االنساين‪،‬‬
‫ويرتبط بها الطفل سمع ًيا عن طريق حكاياتها او كالمها‪ ،‬وتوجيه الطفل اىل ان يسمع كالم األب‪،‬‬
‫ويتنازل عن رغباته البيولوجية‪ ،‬وينرصف اىل اللعب بالكلامت واألشياء‪.‬‬

‫ •واذا اهتز وضع األم املثايل والخيايل بالنسبة للطفل‪،‬‬


‫فإنه يدخل يف صدام مع القانون األبوي الجدي (بسبب الحرمان) وتكون األم يف وضع املالمة‪،‬‬
‫فهي ترغب الشعوريا يف االحتفاظ بوليدها‪ ،‬لكنها ال تستطيع ان تض ّحي بوحدة األرسة وعدم‬
‫ارضاء القانون‬
‫فرتضخ للقانون مرة اخرى‪،‬‬
‫ففي املرة األوىل كان عليها ان ال تفكر يف االرباط مبوضوعات حبها املحرمة‪ ،‬فمحرم عليها ان‬
‫تتزوج من األب واآلخ والخال‪،‬‬
‫ويف املرة الثانية مح ّرم عليها أن تحتفظ بوليدها او متنحه اسمها‪،‬‬
‫فال بد أن يحمل االسم االبوي يك تتوازن العالقة االجتامعية وتحافظ عىل النسق االجتامعي‬
‫للبناء األرسي وتتجنب لعنة القانون والعقاب الذي حكم عليها بالحرمان من الطفل‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫جاك الكان ‪Jacques Lacan‬‬

‫ويشكّل هذا الحصار‪ ،‬اعنف حالة اعتادت األم عليها‪:‬‬


‫ • التضحية بالطفل من اجل االحتفاظ بوجودها وكينونتها االجتامعية‪،‬‬
‫ •وتبتعد عن االضطراب العقيل والنبذ االجتامعي‬
‫ •ويظل الطفل الرباط املقدس الذي يحافظ عىل بناء االرسة‪ ،‬فهو الدال األول وهو الكلمة التي‬
‫تبدأ بها لسلطة الكالمية الدالة‪ ،‬وهو الذي يساعد عىل احياء اللغة‪،‬‬
‫ •وهو ذلك القضيب الذي يرمز اىل األب والذي اعطى الطفل كدال للرغبة النهائية يف الالشعور‬
‫ • واالمتالك الفعيل لهذا الدال يك ّون القانون‪،‬‬
‫ألنه من خالله او من خالل االستعارة االبوية ينتظم البناء األرسي ويبدأ مرشوع الوجود‬
‫وترتسم الهوية اإلنسانية من خالل اللغة التي متنحنا الداللة‪.‬‬

‫‪ -٦‬العودة إىل فرويد‬


‫ •أعاد الكان قراءة فرويد ليؤسس العهد الجديد يف التحليل النفيس‪.‬‬
‫ •رأي الكان‪ ،‬أن االستبصار الفرويدي وعبقريته ليس فقط يف كشفه الالشعور‪ ،‬ولكن يف كشفه‬
‫عن بنية الالشعور‪ ،‬التي تظهر وتسيطر عىل افعال البرش‪ ،‬ويكون مادة قابلة للتحليل‪.‬‬
‫ •بالنسبة لالكان‪ ،‬إن الالشعور مبني كاللغة او هو نظام يخضع لنظام اللغة نفسه‪.‬‬
‫ •فالعمليات االساسية لالشعور عند فرويد هي‪ :‬التكثيف واإلزاحة‪ ،‬يتم االستعاضة عنها‬
‫مبصطلحات االستعارة والكناية عند الكان‬
‫يعب عن نفسه كدال‬ ‫يعب عن نفسه بالصورة‪ ،‬اىل أنا رمزي ّ‬ ‫حيث يتح ّول األنا الخيايل كدال ّ‬
‫لغوي عرب الكالم‬
‫فمن األنا املتصورة اىل األنا الناطقة تتشكل بنية الالشعور‪ ،‬والكالم هو الوسيلة العالجية يف‬
‫جلسات التحيل النفيس‪.‬‬
‫ •فاإلنسان ال يضع الكالم بقدر ما يضع الكالم اإلنسان‪ ،‬ويؤكد الكان عىل ذلك بقوله‪:‬‬
‫«إن الطفل الربيء ال يدري وهو يلعب بالكلامت كم ستلعب به هذه الكلامت وتحدد هويته‬
‫يف طريقه للبحث عن ذاته‪.‬‬
‫فالنظام الرمزي هو الذي يحدد الصياغة االنسانية واالجتامعية لإلنسان‪».‬‬

‫‪46‬‬
‫اختصاص علم النفس ‪ -‬السنة الثانية ‪ -‬التحليل النفيس ما بعد فرويد (‪ - )٢‬عفيفة حلبي‬
‫جاك الكان ‪Jacques Lacan‬‬

‫مصطلحات الكانية‬
‫الواقعي ‪The Real‬‬
‫•هو مفهوم من استنباط الكان ليك مييّزه عن الواقع‬ ‫ ‬
‫•نستطيع ان نشبهه بالحدث املفاجىء الذي مل يكن له تص ّور مسبق‬ ‫ ‬
‫•لذلك نعته الكان بالالعقالين‪ ،‬ألنه خارج املنهاج املنطقي املتبع‪ ،‬إن فاجأه وتحداه وزعزع‬ ‫ ‬
‫كيانه‪.‬‬
‫•مثالً‪ :‬الثورة الفرنسية حدث واقعي العقالين (بالنسبة للنظام املليك) غري مألوف يف الواقع وغري‬ ‫ ‬
‫متحرض له‪.‬‬

‫يف مقولة أخرى يشري الكان‪،‬‬


‫ •أن شي ًئا من تكوين الذات يبقى خار ًجا عنها وال نستطيع ادماجه اال عن طريق اللغة‬
‫مثل‪ :‬اعطاء اسم او تفسري إلحساس جديد أي إعطاء اسم للعاطفة‪.‬‬ ‫ً‬
‫ •فاإلحساس هو سامع صوت جديد‪،‬‬
‫أما اإلدراك فهو اعطاء اسم او تعريف ملاهية هذا الصوت‬
‫أي سامع صوت جديد غري معروف عقالن ًيا بالنسبة للواقع‪.‬‬

‫الفرق بني الواقع والواقعي‪ ،‬يتمثّل بـ‬


‫ •بأن الواقع الخارجي هو نفسه بالنسبة لكل األفراد‬
‫ •أما الواقعي فهو الواقع النفيس الذي يتف ّرد به كل شخص‬
‫فمن خالل الواقع النفيس نرى الواقع الخارجي‪.‬‬
‫ •واالثنان يتداخالن معاً حيث تلعب األنا دور الوسيط (حسب فرويد)‬
‫أما بالنسبة لالكان‪،‬‬
‫فإن هذا الواقع ال نستطيع أن نطاله اال عرب الواقعي بسبب العارض‪ ،‬عن طريق تخيله‬
‫وترميزه‪.‬‬

‫‪47‬‬

You might also like