‎⁨كتاب في دقيقة ملخص كتاب الإلمام بالحقيقة⁩

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫ربر له‬

‫ت�شا�ؤم ال م ِّ‬ ‫ثوان‪...‬‬


‫ٍ‬ ‫في‬
‫عندما ن�س�أل النا�س عن نظرتهم �إىل العامل ف�إنَّ معظمهم‬ ‫ظل تركيز جهودنا على م�شروع «حتدي الأمية»‬ ‫يف ِّ‬
‫مييلون �إىل التذ ُّمر والت�شا�ؤم‪ ،‬فنجدهم يت َّربمون وي�ؤ ِّكدون �أنَّ‬ ‫ن�ؤ ِّكد �أنه لي�س هــناك حـ ـ ـ ٌّل �س ــحريٌّ لعالج م�شكلة‬
‫العامل قد �أ�صبح �أكرث رعب ًا وعنف ًا ممَّ ا يرتاءى لنا‪ ،‬و�أنَّ الأو�ضاع‬ ‫ال ِّأم َّية‪ ،‬فعـ ــالجها الوحيد هــو التعليم القائم على‬
‫يف حالة ُمزرية‪ ،‬و�سيقول �آخرون �إنَّ الأمور لي�ست �س ِّيئة فقط‪،‬‬ ‫علمي مدرو�س‪ .‬هذا هو بالتحديد ما يطرحه‬ ‫منهج ٍّ‬
‫ٍ‬
‫بل تزيد �سوء ًا‪ ،‬وذلك لأنَّ الأغنياء يزدادون غنى والفقراء‬ ‫«جون كوركوران» يف كتــابه‪« :‬الطـ ــريق نحو حمو‬
‫يزدادون فقر ًا‪ ،‬و�أنَّ مواردنا �شحيحة وهي على و�شك النفاد �إن‬ ‫ال ِّأم َّية‪ :‬الفكر امل�ستنري يف تعليم ال�صغري والكبري»‪ .‬يرى الرتبوي ورائد الأعمال‬
‫مل نبادر �إىل ابتكار حلول جذرية �سريعة لكل م�شكالت العامل‪.‬‬ ‫خفي يتجاهله معظم املتع ِّلمني‪ ،‬رغم كونها ت�ؤذي‬‫«كوركوران» �أنَّ ال ِّأم َّية واق ٌع ٌّ‬
‫من امل�ؤ َّكد �أنَّ هذا الر�أي �شديد الت�شا�ؤم‪ ،‬بل هو طرح ُم ِبط‬ ‫املجتمع الذي يحتاج �إىل مواطنني منتجني ي�ستطيعون ا�ستثمار مواهبهم و�أموالهم‬
‫و ُم�ض ِّلل‪ ،‬ومع ذلك جند من ال�صعب تغيري هذه املفاهيم‪ ،‬لأ َّنها‬ ‫و�أوقاتهم من �أجل ال�صالح العام‪.‬‬
‫انعكا�س للطريقة التي نف ِّكر بها‪ ،‬ونابعة �أي� ًضا من الطريقة التي‬ ‫نعر�ض يف هذا املُ َّلخ�ص الإجراءات التي يجب علينا اتخاذها ملكافحة ال ِّأم َّية من‬
‫تعمل بها عقو ُلنا‪ .‬يرجع ال�سبب اجلوهري لهذه الر�ؤية ال�سوداوية‬ ‫خالل ثالثة حماور متوازية؛ �أو ًال‪ :‬تزويد املد ِّر�سني ب�أدوات ومناهج البحث العلمي‬
‫�إىل �أنَّ العقل الب�شري وليد التط ُّور‪ ،‬والب�شر مفطورون على‬ ‫ليتعاملوا بجدارة مع احتياجات الطالب‪ .‬ثاني ًا‪ :‬دفع كليات تدريب املعلمني �إىل‬
‫الغرائز التي طاملا �ساعدت �أ�سال َفهم على العي�ش يف جماعات‬ ‫�إعادة بناء مناهجها ا�ستناد ًا �إىل نتائج املناهج التي ثبتت فاعليتها‪ .‬ثالث ًا‪ :‬متكني‬
‫�صغرية من ال�صيادين والباحثني عن امل�أوى وجامعي الثمار‪.‬‬ ‫كل من فاتتهم فر�صة �إتقان مهارة القراءة وتزويدهم بالإر�شادات املُنا�سبة ِّ‬
‫لكل‬ ‫ِّ‬
‫لكي نفهم العامل على حقيقته‪ ،‬ال بد �أن نتع َّرف على الأ�سباب‬ ‫مرحل ٍة من مراحل العملية التعليمية‪.‬‬
‫التي �أ�سهمت يف تكوين هذه النظرة املت�شائمة عن العامل‪ ،‬ما‬ ‫ونقدِّ ُم يف املُ َّلخ�ص الثاين كتاب‪« :‬البحث عن احلقيقة‪� :‬أ�سباب فهمنا اخلاطئ‬
‫قرارات �أف�ضل‪ ،‬وننتبه �إىل التغيريات احلقيقية‬ ‫ٍ‬ ‫يجعلنا نتخذ‬ ‫كتاب‬
‫للعامل‪ ،‬وملاذا يف الإمكان �أف�ضل ممّ ا كان» لل�سويدي «هانز روزلينج»‪ ،‬وهو ٌ‬
‫والفر�ص املتاحة‪ ،‬ونحاول جت ُّنب �أي خوف يف غري حم ِّله‪.‬‬ ‫منهجي حظي باحرتام الق ّراء‪ ،‬نظر ًا الرتكازه على احلقائق العلمية وعر�ضها‬ ‫ٌّ‬
‫بطريقة �إيجابية‪ ،‬بعيد ًا عن االفرتا�ضات ال�سلبية والنظرة الت�شا�ؤمية للعامل‪ .‬ي�ؤ ّكد‬
‫‪ .1‬غريزة التق�سيم‬ ‫نعرف الأ�سباب‬‫الدكتور «روزلينج» �أننا لكي نفهم العامل على حقيقته‪ ،‬علينا �أن َ‬
‫قرارات � َ‬
‫أف�ضل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫التي �أ�سهمت يف تكوين تلك النظرة املت�شائمة‪ ،‬ما يجعلنا نتخذ‬
‫تتم َّثل غريزة التق�سيم يف رغبتنا العارمة بتق�سيم كل الأنواع‬ ‫وننتبه �إىل التغيريات احلقيقية والفر�ص املتاحة‪ ،‬ونحاول جت ُّن َب املخاوف التي‬
‫والأ�شياء �إىل جمموعتني متمايزتني ومتناق�ضتني‪ .‬يلي ذلك �أن‬ ‫ال م ِّرب َر لها‪.‬‬
‫نتخ َّيل وجود فجوة بني هاتني املجموعتني مم َّثلة يف ه َّوة �سحيقة‬
‫وغري عادلة‪ .‬الأ�سو�أ من هذا �أنَّ هذه الغريزة ت�سوقنا �إىل تخ ُّيل‬ ‫�سلبي يف نظرة الكثريين‪،‬‬ ‫�سلوك ٍّ‬ ‫تنبع �أهمية هذا املُ َّلخ�ص ممّ ا نراه اليوم من ٍ‬
‫ال�صعوبات يف الأمور ال�سهلة‪ ،‬واالختالفات يف الأ�شياء املت�شابهة‪،‬‬ ‫فعندما ن�س�أل ه�ؤالء عن نظرتهم للعامل ف�إنَّ معظمهم مييلون �إىل التذ ُّمر‬
‫والت�شا�ؤم‪ ،‬ب�سبب ر�ؤية �سوداوية ُف ِط َر عليها العق ُل الب�شريُّ ‪ ،‬رغم عدم مو�ضوعيتها‪.‬‬
‫املق�سم حتى نختلق نوع ًا من ال�شقاق يف موا�ضع كان‬ ‫وتق�سيم َّ‬
‫ولذا علينا �أن نتم َّت َع بر�ؤي ٍة جديد ٍة تعتم ُد على احلقائق؛ لأنَّ العامل لي�س �س ِّيئ ًا كما‬
‫حولها اتفاق‪.‬‬ ‫يراه املت�شائمون؛ لأننا ن�ستطي ُع كما �أثبتت الإن�سان َّي ُة على م ِّر الع�صور �أن َ‬
‫جنعل‬
‫فعلى �سبيل املثال‪ :‬ي�ستخدم ال�صحفيون وال�سيا�سيون والن�شطاء‬ ‫جمتمعا ِتنا وعا َملنا ك َّله مكان ًا �أف�ضل‪.‬‬
‫(وربا حتى �أنت �أي� ًضا)‪ ،‬م�صطلحي «الدول‬ ‫واملدر�سون والباحثون َّ‬
‫املتقدمة والدول النامية»‪ .‬كان هذان امل�صطلحان �صحيحني عام‬ ‫ولتقدمي املزيد من ا�سرتاتيجيات التم ُّيز والريادة يف التعليم‪ُ ،‬نوافيكم مبلخ�ص‬
‫‪ ،1965‬لك َّنهما مل يعودا كذلك البتَّة‪ ،‬فقد �شهدت �ستينيات القرن‬ ‫كتاب‪« :‬التف ُّوق املدرو�س‪ :‬ثالث ا�سرتاتيجيات �أ�سا�سية للريادة الرتبوية» ت�أليف‬
‫«�إ�س داال�س دان�س»‪ .‬اال�سرتاتيجيات الثالث ت�شمل ريادة قادة التعليم يف العدالة‬
‫والتغيري والتوا�صل‪ .‬هذا يعني �أنَّ علينا من منطلق الوعي القيادي يف جمال‬
‫نحر�ص على التعلُّم والنم ِّو‪ ،‬واكت�ساب معرفة جديدة عرب جتاربنا‬ ‫َ‬ ‫التعليم‪� ،‬أن‬
‫�أحيان ًا‪ ،‬وبتو�سيع وجهات نظرنا ب�ش�أن املعرفة التي ح َّققناها بالفعل �أحيان ًا �أخرى؛‬
‫فبغ�ض النظر عن مدى تعقيد جتاربنا وممار�ساتنا‪ ،‬يبقى علينا �أن نحافظ‪،‬‬
‫وب�شكل ُم�ستدام‪ ،‬على �أ�س�س النجاح ومبادئه عرب الريادات الثالث‪ ،‬لنثبت ح ّق ًا‬
‫�أنَّ القيادة ريادة‪.‬‬
‫جمال بن حويرب‬
‫المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫‪2‬‬
‫كل يوم (ويعي�ش نحو ملياري �شخ�ص بهذه‬ ‫�شخ�ص بهذه الطريقة يف ع�صرنا احلايل)‪.‬‬ ‫املا�ضي فجو ًة �شا�سع ًة بني الأغنياء والفقراء‪،‬‬
‫الطريقة يف ع�صرنا احلايل)‪.‬‬ ‫‪ u‬امل�ستوى الثاين‪ :‬حني يبلغ الدخل‬ ‫�أ َّما يف الوقت احلايل فتعي�ش الغالبية العظمى‬
‫‪ u‬امل�ستوى الرابع‪ :‬هو م�ستوى امل�ستهلكني‬ ‫�أربعة �أ�ضعافه يف اليوم الواحد ‪�-‬أي �أربعة‬ ‫من الب�شر «داخل» هذه الفجوة‪ ،‬فهناك دول‬
‫الأغنياء الذين ي�صل دخلهم �إىل ‪ 64‬دوالر ًا‬ ‫دوالرات‪� -‬سي�ستطيع الأطفال �شراء الأحذية‬ ‫متو�سطة الدخل يعي�ش النا�س فيها حيا ًة مقبولة‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫يف اليوم‪ .‬يعتقد ه�ؤالء �أن ثالثة دوالرات‬ ‫وارتداءها‪ ،‬و�سي�شرتون دراجة هوائية للتن ُّقل‬ ‫ق�سم ذي الأغلبية‬ ‫وبالتايل ف�إنَّ فكرة العامل املُ َّ‬
‫‪-‬والتي ب�إمكانها تغيري حياة النا�س‪ -‬لي�ست‬ ‫بحث ًا عن املاء‪ ،‬و�سي�ستطيعون الذهاب �إىل‬ ‫الغارقة يف الب�ؤ�س واحلرمان لي�ست �إال وهم ًا‬
‫مبلغ ًا كبري ًا‪ ،‬فقد ح�صلوا على ق�سط وافر‬ ‫املدر�سة وكتابة واجباتهم املنزلية يف �ضوء‬ ‫يحتاج �إىل �إعادة نظر‪.‬‬
‫من التعليم‪ ،‬وق�ضوا فيه �أكرث من اثني‬ ‫م�صباح‪� .‬إنَّ حياة امل�ستوى الثاين �أ�سهل من‬ ‫فخ غريزة التق�سيم وتخ ُّيل‬ ‫وبد ًال من الوقوع يف ِّ‬
‫ع�شر عام ًا‪ ،‬وجتدهم ي�سافرون جو ًا لق�ضاء‬ ‫حياة امل�ستوى الأول‪ ،‬لك َّنها غري م�ضمونة‪،‬‬ ‫التناق�ضات املتط ِّرفة (مثل الأغنياء والفقراء)‪،‬‬
‫عطالتهم (يعي�ش نحو مليار �شخ�ص بهذه‬ ‫مري�ض واح ٌد الأ�سرة على بيع‬ ‫ٌ‬ ‫فقد يجرب‬ ‫علينا �أن ننظر �إىل العامل من خالل منظور‬
‫الطريقة يف ع�صرنا احلايل‪ ،‬وال يفهمون‬ ‫كل ما متلكه ل�شراء الأدوية‪ ،‬ما يعيدهم �إىل‬ ‫م�ستوى الدخل‪ ،‬الذي ميكن تق�سيمه �إىل �أربع‬
‫حقيقة حياة املليارات ال�ستة الباقني يف هذا‬ ‫امل�ستوى الأول (يعي�ش نحو ‪ 3‬مليارات �شخ�ص‬ ‫جمموعات‪:‬‬
‫العامل‪ ،‬وعليهم �أن يبذلوا بع�ض اجلهد يف‬ ‫بهذه الطريقة يف ع�صرنا احلايل)‪.‬‬ ‫‪ u‬امل�ستوى الأول‪ :‬حت�صل الأ�سرة ِّ‬
‫املتو�سطة‬
‫�سبيل ذلك)‪.‬‬ ‫‪ u‬امل�ستوى الثالث‪ :‬حني ي�صل الدخل �إىل‬ ‫يف امل�ستوى الأول على دخل يومي قدره دوالر‬
‫منذ ‪ 200‬عام كان ‪ %85‬من �سكان العامل‬ ‫‪ 16‬دوالر ًا يف اليوم‪ ،‬ي�ستطيع ال�شخ�ص �أن‬ ‫واحد‪ ،‬ولهذه الأ�سرة خم�سة �أطفال يق�ضون‬
‫يعي�شون يف امل�ستوى الأول‪� ،‬أي الفقر املدقع‪،‬‬ ‫يدَّخر مبالغ معقولة‪ ،‬و�أن يح�صل على مياه‬ ‫ال�ساعات يف ال�سري حفا َة الأقدام بحث ًا عن‬
‫ولكن يف الع�صر احلايل ف�إنَّ الغالبية العظمى‬ ‫نق َّية وباردة‪ ،‬ويتو َّقف عن البحث عن املاء‪،‬‬ ‫املاء يف برك �ضحلة من الطني‪� .‬س ُي�صاب‬
‫من النا�س تعي�ش يف الو�سط‪� ،‬أي يف امل�ستويني‬ ‫يتح�سن �أداء‬‫َّ‬ ‫وبف�ضل تو�صيل الكهرباء‪،‬‬ ‫�أحد ه�ؤالء الأطفال بال�سعال يف يوم من‬
‫الثاين والثالث‪ ،‬فرغم �أنَّ الأمور ما زالت �س ِّيئة‪،‬‬ ‫الأطفال لواجباتهم املنزلية‪ ،‬وتتم َّكن الأ�سرة‬ ‫الأيام‪ ،‬ولن ت�ستطيع �أ�سرته �شراء الأدوية‪،‬‬
‫تتح�سن‪.‬‬
‫ف�إنها َّ‬ ‫من �شراء ثالجة وتناول وجبات خمتلفة‬ ‫ما ي�ؤدِّي �إىل وفاته (واليوم يعي�ش نحو مليار‬

‫‪ .2‬غريزة ال�سلبية‬
‫ينبع املفهوم اخلط�أ ب�أنَّ «العامل يزداد �سوء ًا» من غريزة ال�سلبية‪ .‬تتم َّثل‬
‫هذه الغريزة يف نزوع الب�شر �إىل مالحظة الأمور ال�س ِّيئة �أكرث من الأمور‬
‫الطيبة‪ ،‬فما �أ�سهل �أن نرى ال�سلبيات وامل�ساوئ التي حتدث يف العامل‪،‬‬
‫وما �أ�صعب �أن نرى الإيجابيات واجلمال والتط ُّور «الأمور الطيبة» تعني‬
‫تغي العامل‪ ،‬لك َّنها قليلة وبطيئة‪ ،‬ما يجعلنا‬‫التح�سينات الأ�سا�سية التي ِّ‬
‫نغ�ض الطرف عنها �أو ال نراها‪ .‬وهناك ثالثة �أ�سباب وراء غريزة ال�سلبية‪:‬‬

‫‪ u‬تنا�سي املا�ضي‪ :‬يف �سبعينيات القرن الع�شرين‪ ،‬كتب امل�ؤلف‬


‫وال�صحفي ال�سويدي «ال�س برج» تقرير ًا رائع ًا عن الريف الهندي‪،‬‬
‫وحني عاد �إىل هناك بعد مرور ‪ 25‬عام ًا‪ ،‬ر�أى �أنَّ ظروف املعي�شة قد‬
‫ف�ص َور زيارته يف ال�سبعينيات مل ُتظ ِهر �سوى � ٍ‬
‫أرا�ض طينية‪،‬‬ ‫حت�سنت‪ُ ،‬‬
‫َّ‬
‫أنا�س انعدم تقديرهم‬
‫أطفال ن�صف عراة‪ ،‬و� ٍ‬
‫وجدران من ال�صل�صال‪ ،‬و� ٍ‬ ‫ٍ‬
‫لذواتهم وق َّلت معرفتهم بالعامل اخلارجي‪ .‬هذه ال�صورة نقي�ض �صورة‬
‫أطفال يرتدون‬
‫بيوت خر�سانية‪ ،‬و� ٍ‬ ‫�أواخر الت�سعينيات مبا فيها من ٍ‬
‫�أفخر املالب�س ويلعبون‪ ،‬وقرويني واثقني ب�أنف�سهم يحدوهم الف�ضول‬
‫وي�شاهدون التلفزيون‪ .‬حني عر�ض «ال�س» �صور ال�سبعينيات على ه�ؤالء‬
‫القرويني‪ ،‬مل ي�صدِّقوا �أ َّنها ال ُتقطت يف قريتهم‪ ،‬وقالوا‪« :‬ال ميكن �أن‬

‫‪3‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫لك َّنها َّ‬
‫تتح�سن‪.‬‬ ‫يف ِّكر فيه النا�س حني يقولون �إنَّ الأمور تزداد‬ ‫تكون هذه ال�صور من قريتنا‪ .‬مل نكن �أبد ًا‬
‫توقع الأخبار ال�س ِّيئة‪ :‬تذ َّكر �أ َّننا‬ ‫‪ُّ u‬‬ ‫�سوء ًا؟ َّربا ال يف ِّكرون من الأ�سا�س‪ ،‬وحني‬ ‫فقراء بهذه الطريقة»‪ .‬لقد كان معظمنا �أ�سو�أ‬
‫نعي�ش يف عامل يت�سم بالرتابط وال�شفافية‪،‬‬ ‫تتح�سن فك�أ َّنك‬
‫تقول لأحدهم �إنَّ الأمور َّ‬ ‫اال‪ ،‬ال �أف�ضل‪ ،‬لكن من ال�سهل على الب�شر �أن‬ ‫ح ً‬
‫حيث تنت�شر التقارير عن املعاناة وامل�آ�سي‬ ‫تقول له �إنَّ عليه جتاهل م�شكالته والتظاهر‬ ‫يتنا�سوا كيف كان و�ضعهم يف ال�سابق‪.‬‬
‫ب�شكل �أف�ضل من ذي قبل‪� ،‬إذ يعتمد الإعالم‬ ‫ب�أ َّنها غري موجودة‪ ،‬فيبدو الأمر المنطقي ًا‬ ‫‪ u‬التقارير االنتقائية‪ :‬ق َّلما تت�صدَّر‬
‫والن�شطاء على الإثارة جلذب انتباه النا�س‪،‬‬ ‫وغريب ًا‪ ،‬غري �أ َّنه من اخلط�أ �أي� ًضا �أن‬ ‫التح�سن التدريجي ال�صفحات‬ ‫ُّ‬ ‫ق�ص�ص‬
‫و ُتع ُّد الأخبار ال�سلبية �أكرث �إثارة من الإيجابية‬ ‫نتجاهل كل التقدُّم الذي حدث‪ .‬حني يعتقد‬ ‫التح�سن‬ ‫ُّ‬ ‫الأوىل للجرائد‪� ،‬إال حني يحدث‬
‫�أو املحايدة‪ ،‬كذلك من ال�سهل �أن ين�سج‬ ‫يتح�سن‪� ،‬سوف ي�ستنتجون‬ ‫النا�س �أال �شيء َّ‬ ‫على نطاق وا�سع وي�ؤ ِّثر يف ماليني الب�شر‪،‬‬
‫�أحدهم ق�صة �أزمة‪ ،‬معتمد ًا على هبوط م�ؤ َّقت‬ ‫�أنَّ كل اجلهود تبوء بالف�شل‪ ،‬و�سيفقدون‬ ‫ومن هنا ي�صبح الب�شر �ضحايا ل�سيل جارف‬
‫حت�سن طويل املدى‪.‬‬
‫يف ُّ‬ ‫ثقتهم بوجود منظومات تعمل بكفاءة‪ ،‬وهذه‬ ‫حدب‬ ‫من الأخبار ال�س ِّيئة الواردة من كل ٍ‬
‫‪ u‬عدم جتاهل �أحداث من التاريخ‪:‬‬ ‫املنظومات كثرية و�ساطعة احل�ضور يف دول‬ ‫و�صوب‪ ،‬وكلها ت�سهم يف املفهوم اخلط�أ ب�أنَّ‬
‫نتم�سك بالن�سخة امل�شرقة من التاريخ‪،‬‬ ‫حني َّ‬ ‫كثرية‪ ،‬ال �س َّيما يف الدول التي ك َّنا ن�سميها‬ ‫الأمور تزداد �سوء ًا‪ ،‬يف الواليات املتحدة‬
‫ف�إ َّننا نحرم �أنف�سنا من احلقيقة‪ ،‬فرغم‬ ‫نامية‪.‬‬ ‫‪-‬على �سبيل املثال‪ -‬بد�أ معدَّل جرائم العنف‬
‫ب�شاعة بع�ض �أحداث املا�ضي‪ ،‬ف�إ َّنها ت�ش ِّكل‬ ‫يهبط منذ ت�سعينيات القرن الع�شرين‪ ،‬فقد‬
‫كيف نتح َّكم يف غريزة ال�سلبية؟‬
‫م�صدر ًا رائع ًا‪ ،‬وقد ُت�ساعدنا يف تقدير‬ ‫�أُب ِلغ عن ‪ 14.5‬مليون جرمية عام ‪،1990‬‬
‫تتح�سن‪ :‬حني ن�سمع‬ ‫َّ‬ ‫‪ u‬الأمور �س ِّيئة‪ ،‬لك َّنها‬
‫و�ضعنا احلايل ويحدونا الأمل يف �أنَّ الأجيال‬ ‫وبحلول عام ‪ ،2016‬تراجع الرقم �إىل �أقل‬
‫تتح�سن‪ ،‬نظنُّ �أ َّنه‬
‫�أحدهم يقول �إنَّ الأمور َّ‬
‫�ستتخطى الأزمات مثل الأجيال‬ ‫َّ‬ ‫القادمة‬ ‫من ‪ 9.5‬مليون‪ ،‬ولكن لأنَّ �أي �شيء �صادم‬
‫يقول �ضمن ًا‪« :‬ال تقلقوا‪ ،‬وهدِّئوا من روعكم»‬
‫ال�سابقة و�ستوا�صل خطواتها نحو حتقيق‬ ‫و�سلبي ينت�شر ب�سرعة‪ ،‬يعتقد معظم النا�س �أنَّ‬
‫«غ�ضوا نظركم»‪ ،‬لكنَّ هذا غري حقيقي‬ ‫�أو َّ‬
‫ال�سالم والرخاء و�إيجاد حلول للم�شكالت‬ ‫جرائم العنف تت�ضاعف وتزداد �سوء ًا‪.‬‬
‫باملرة‪ ،‬فنحن ال ندعو �إىل جتاهل م�شكالت‬
‫العاملية‪.‬‬ ‫‪� u‬إعمال العواطف‪ ،‬ال العقل‪ :‬ما الذي‬
‫العامل‪ ،‬بل �إىل االعرتاف ب�أنَّ الأمور �س ِّيئة‬

‫‪ .3‬غريزة اخلط امل�ستقيم‬


‫اخلرافة الكربى هي �أنَّ تعداد �سكان العامل يزداد‬
‫«فح�سب»‪� .‬إنَّ كلمة «فح�سب» تعني �ضمن ًا �أ َّنه �إن مل‬
‫ُتتَّخذ �إجراءات حا�سمة‪� ،‬سيوا�صل عدد ال�سكان يف‬
‫االزدياد‪.‬‬
‫كان تعداد �سكان العامل ‪ 5‬ماليني ن�سمة‪ ،‬وكان‬
‫النا�س منت�شرين على اخلطوط ال�ساحلية والأنهار‬
‫يف جميع �أنحاء العامل‪ .‬راح الرقم يزداد تدريجي ًا‬
‫ثم بد�أ يزيد ب�سرعة‬
‫حتى عام ‪ 1800‬بعد امليالد‪َّ ،‬‬
‫كبرية‪.‬‬
‫يبلغ تعداد �سكان العامل اليوم نحو ‪ 7.6‬مليار ن�سمة‪،‬‬
‫وهو يزداد ب�سرعة‪ ،‬من ناحية �أخرى راح النمو‬
‫يتباط�أ‪ ،‬ويتو َّقع خرباء الأمم املتحدة �أ َّنه �سيزداد‬
‫تباط�ؤ ًا على مدى العقود القادمة‪ ،‬ويرون �أنَّ املنحنى‬
‫مو�ضع ما بني ‪ 10‬و‪ 12‬مليار ن�سمة‬
‫ٍ‬ ‫�سوف ي�ستوي يف‬
‫مع نهاية القرن ‪.21‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫‪4‬‬
‫منحنى ‪� ،S‬أو املنحدر‪� ،‬أو اجلر�س‪ ،‬ال اخلط‬ ‫و�أ َّنه ميكننا التعبري عن عديد من �سمات‬ ‫ولأنَّ غريزة اخلط امل�ستقيم �شائعة‪ ،‬علينا �أن‬
‫امل�ستقيم‪.‬‬ ‫العامل مبنحنيات ذات �أ�شكال خمتلفة مثل‬ ‫نتذ َّكر �أنَّ املنحنيات ت�أتي يف �أ�شكال خمتلفة‪،‬‬

‫‪ .4‬غريزة اخلوف‬
‫مل ي�سبق ترويجها ب�شكل �أكرث كفاءة من الع�صر احلديث‪،‬‬ ‫على عمق ثمانية �أميال حتت مياه املحيط الهادي‪ ،‬وبعيد ًا‬
‫بينما مل يكن العامل �أكرث �أمن ًا و�أقل عنف ًا يف �أي وقت مثل‬ ‫عن �شاطئ اليابان‪ ،‬حدث �صدع زلزايل يوم ‪ 11‬مار�س‬
‫الع�صر احلديث‪.‬‬ ‫عام ‪ .2011‬ح َّرك هذا ال�صدع �أكرب جزر اليابان م�سافة‬
‫وميكننا مالحظة مثل هذه الق�ص�ص ب�شكل يومي‪:‬‬ ‫ثماين �أقدام نحو ال�شرق‪ ،‬وت�س َّبب يف موجة ت�سونامي �أعلى‬
‫‪ u‬الأذى اجل�سماين‪ :‬العنف الذي ي�س ِّببه الب�شر‪� ،‬أو‬ ‫من اجلدار الذي ُ�ش ِّيد حلماية مولد الطاقة النووية يف‬
‫احليوانات‪� ،‬أو قوى الطبيعة‪.‬‬ ‫«فوكو�شيما»‪ .‬غرقت املقاطعة باملياه‪ ،‬ود َّوت الأخبار حول‬
‫‪ u‬االحتماالت‪ :‬احلب�س‪� ،‬أو فقد ال�سيطرة‪� ،‬أو فقد احلرية‪.‬‬ ‫العامل مبخاوف التل ُّوث الإ�شعاعي‪.‬‬
‫‪ u‬التل ُّوث‪ :‬ج َّراء مواد غري مرئية ب�إمكانها نقل العدوى لنا‬ ‫راح النا�س يف ُّرون من املقاطعة ب�أق�صى �سرعة‪ ،‬لكن ‪1600‬‬
‫�أو �إ�صابتنا بالت�س ُّمم‪.‬‬ ‫�شخ�ص منهم لقوا حتفهم‪ .‬مل يكن الت�س ُّرب الإ�شعاعي هو‬
‫ما زالت هذه املخاوف مه َّمة بالن�سبة �إىل النا�س يف‬ ‫ما قتلهم‪ ،‬بل ال�ضغط الذهني واجل�سماين الناجم عن‬
‫امل�ستويني الأول والثاين‪ ،‬ولكنَّها قد ت�ؤذي �أ�صحاب امل�ستوى‬ ‫عملية الإخالء نف�سها وعن العي�ش يف م�ساكن الإيواء‪ .‬لي�س‬
‫مما تفيدهم‪ ،‬لأنَّها ت� ِّشو�ش ر�ؤيتهم للعامل‪،‬‬ ‫الرابع �أكرث َّ‬ ‫الإ�شعاع‪ ،‬و� َّإنا اخلوف من الإ�شعاع هو الذي قتلهم‪ .‬اخلوف‬
‫وحتطم الطائرات‪ ،‬والت�س ُّرب النووي‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫فالكوارث الطبيعية‪،‬‬ ‫مرتبط بعقولنا لأ�سباب متع ِّلقة بالتط ُّور وغريزة البقاء‪.‬‬
‫واحلوادث الإرهابية جمتمعة‪ ،‬ال تقتل �أكرث من ‪ %1‬من‬ ‫غريزة اخلوف من التع ُّر�ض للأذى‪ ،‬والوقوع يف الأ�سر �أو‬
‫النا�س كل عام‪ ،‬غري �أنَّها حت�صل على اهتمام كبري من‬ ‫فري�سة للحيوانات‪� ،‬أو الت�س ُّمم‪ .‬ويف الع�صر احلديث ما‬
‫و�سائل الإعالم‪ .‬ي�ساعدنا هذا على معرفة كيف ي� ِّشو�ش‬ ‫زالت هذه املخاطر تثري غريزة اخلوف التي ت�ستغلها و�سائل‬
‫اخلوف تفكرينا‪.‬‬ ‫الإعالم يف �إثارة انتباهنا‪� .‬صورة العامل املحفوف باملخاطر‬

‫‪5‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫‪ .5‬غريزة العدد‬
‫قد ت�شعر بالأ�سى حني ت�سمع �أنَّ ‪ 4.2‬مليون ر�ضيع ُتو ُّفوا العام املا�ضي‪،‬‬
‫فالرقم يبدو مه ً‬
‫وال‪ .‬لكن ماذا لو علمت �أنَّ ‪ 4.5‬مليون طفل قد ُتو ُّفوا العام‬
‫قبل املا�ضي‪ ،‬و�أ َّنه يف عام ‪ 1950‬كان الرقم ‪ 14.4‬مليون؟ ٍ‬
‫حينئذ �سيبدو‬
‫هذا الرقم الكبري �أ�صغر‪ ،‬بل ويعترب �أ�صغر رقم حتى الآن‪.‬‬
‫جتريد الأمور من الن�سبة والتنا�سب‪ ،‬و�سوء احلكم على مقدار الأ�شياء‪،‬‬
‫هو �سمة طبيعية لدى الب�شر‪ ،‬فمن الطبيعي �أن ينظر الإن�سان �إىل رقم‬
‫جمرد وي�سيء احلكم على �أهميته‪ ،‬ف�سوء احلكم على حادث واحد �أو‬
‫�ضحية معروفة �أمر فطري‪.‬‬
‫كيف نتح َّكم يف غريزة العدد؟‬
‫‪ u‬املقارنة‪ :‬ال تنظر �إىل الرقم وحده‪ ،‬وال ت�صدِّ ق �أنَّ رقم ًا واحد ًا ميكن‬
‫�أن يكون ذا معنى‪ ،‬و�إذا ما ُقدِّ م �إليك رقم واحد‪ ،‬فا�س�أل عن رقم �آخر‬
‫تقارنه به‪.‬‬
‫‪ u‬الق�سمة‪ :‬حني نق�سم قيمة على �أخرى‪ ،‬نح�صل على ن�سبة‪ ،‬وبالنظر‬
‫�إىل مثال الـ‪ 4.2‬مليون طفل‪ ،‬قار َّنا هذا العدد بالـ‪ 14.4‬الذين ُتو ُّفوا‬
‫عام ‪ ،1950‬ولكن ماذا لو كان عدد املواليد �أقل كل �سنة‪ ،‬ما ي ِّربر‬
‫ق َّلة الوفيات؟ لكي نت�أ َّكد علينا �أن نق�سم �إجمايل عدد الوفيات على‬
‫�إجمايل عدد املواليد‪ ،‬ففي عام ‪ ،1950‬كان عدد املواليد ‪ 97‬مليون ًا‪،‬‬
‫ُت ِّوف منهم ‪ 14.4‬مليون‪ ،‬ما جعل مع َّدل الوفيات ‪ ،%15‬ويف عام‬
‫ن�صف ميزانية املعونة اخلا�صة مبركز رعاية �صحية �صغري يف ريف‬ ‫‪ ،2016‬ولد ‪ 141‬مليون طفل‪ ،‬تويف منهم ‪ 4.2‬مليون طفل‪ ،‬ما جعل‬
‫فيتنام قد جتد �أ َّنه كان �س ُينفق على �شراء ‪ 2000‬وحدة من النوع‬ ‫معدل الوفيات ‪ .%3‬حني نقارن هذه الن�سب‪ ،‬ولي�س عدد الأطفال‬
‫اخلط�أ من امل�شارط اجلراحية‪ ،‬وهناك كم هائل ‪-‬ما يعادل مليون‬ ‫املُتو َّفني‪ ،‬ي�صبح الرقم الأخري املخيف غاية يف ال�ض�آلة‪.‬‬
‫�سي�سل �إىل مع�سكر الجئني يف‬‫لرت‪ -‬من حليب الأطفال ال�صناعي كان ُ‬ ‫ي�صب نحو ‪ %20‬من البنود‬ ‫‪ u‬قاعدة ‪ :80/20‬يف معظم املوازنات‪ُّ ،‬‬
‫�أفريقيا‪� .‬إذا بحثت عن البنود ال�صغرية الفرعية التي ت�شغل ‪ %80‬من‬ ‫ال�صغرية يف ‪ %80‬من املجموع الكلي‪ .‬ت�ستطيع توفري كث ٍري من املال‬
‫�ستتو�صل �إىل النتائج غري املعقولة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫امليزانية‪ ،‬ثم تع َّمقت يف حتليلها‪،‬‬ ‫�إذا فهمت هذه البنود ال�صغرية‪ .‬على �سبيل املثال‪� :‬إذا نظرت �إىل‬

‫‪ .6‬غريزة التعميم‬
‫قامت جمموعة من الطالب ال�سويديني بزيارة م�شفى خا�ص يف «كرياال» بالهند‪.‬‬
‫كان امل�شفى �صرح ًا جمي ًال وحديث ًا‪ ،‬و�صلت �إحدى الطالبات ال�سويديات مت� ِّأخرة‪،‬‬
‫و�أ�سرعت �إىل امل�صعد كي تلحق بالباقني‪ ،‬ومدَّت �ساقها كي متنع الباب من‬
‫الإغالق‪ ،‬لكن �ساقها انح�شرت‪ ،‬فراحت ت�صرخ من اخلوف والأمل‪ .‬كانت �ساقها‬
‫على و�شك ال�سحق‪ ،‬لكنَّ �أحدهم �أوقف امل�صعد ب�ضغط زر الطوارئ‪.‬‬
‫مل تكن هذه الطالبة غبية على الإطالق‪ ،‬ف�أبواب امل�صاعد يف ال�سويد مز َّودة‬
‫ب�أجهزة ا�ست�شعار‪ ،‬ف�إذا ما ُو�ضع �أي �شيء بينها‪ُ ،‬تفتح تلقائي ًا‪ .‬بب�ساطة قامت‬
‫هذه الطالبة بتعميم جتربتها عن م�صاعد امل�ستوى الرابع على جميع امل�صاعد‬
‫يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬
‫يحتاج الب�شر �إىل غريزة التعميم كي يعي�شوا حياتهم اليومية‪ ،‬فهم ي�ص ِّنفون‬
‫الأ�شياء ويع ِّممون الأمور ب�شكل ال �شعوري طوال الوقت‪ .‬مي ِّكننا الت�صنيف من‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫‪6‬‬
‫وت�ستكمل بناء البيوت ببطء‪ ،‬فبد ًال‬ ‫ال�ضارة‪ .‬بع�ض النا�س يخافون من «جميع‬ ‫ت�أدية �أدوارنا‪ ،‬غري �أنَّ التحدِّ ي يكمن يف‬
‫من افرتا�ض الك�سل وعدم النظام‬ ‫املواد الكيميائية»‪ ،‬غري �أنَّ كل �شيء‬ ‫�إدراكنا �أي الت�صنيفات ت�ض ِّللنا‪:‬‬
‫يف النا�س‪ ،‬افرت�ض �أ َّنهم �أذكياء و�سل‬ ‫م�صنوع من مواد كيميائية‪ ،‬مثل ال�صابون‬ ‫‪ u‬ابحث عن �أوجه االختالف بني‬
‫نف�سك‪� :‬إىل �أي مدى ميكن �أن يكون هذا‬ ‫والأ�سمنت والبال�ستيك وم�ساحيق الغ�سيل‬ ‫املجموعات وعن �أوجه ال�شبه‬
‫احلل الذي يلج�أ �إليه التون�سيون ذكي ًا؟‬ ‫وورق احل َّمام وامل�ضادات احليوية‪ ،‬ف�إذا‬ ‫داخلها‪� :‬إذا ر�أيت �صورة لرجل �صيني‬
‫‪ u‬احذر تعميم اجلزء على الكل‪:‬‬ ‫اال واحد ًا ليجعلك‬ ‫�أعطاك �أحدهم مث ً‬ ‫يطهو م�ستخدم ًا �إنا ًء حديدي ًا مو�ضوع ًا‬
‫خالل احلرب العاملية الثانية واحلرب‬ ‫ت�ستنتج �أمور ًا مع َّينة‪ ،‬اطلب منه مزيد ًا‬ ‫على النار فوق مرجل ثالثي القوائم‪ ،‬قد‬
‫الكورية‪ ،‬اكت�شف الأطباء واملم ِّر�ضون‬ ‫من الأمثلة‪.‬‬ ‫تفرت�ض �أنَّ هذه هي الثقافة ال�صينية‪،‬‬
‫�أنَّ فر�صة بقاء اجلنود الذين يفقدون‬ ‫‪ u‬افرت�ض �أ َّنك «غري طبيعي» و�أنَّ‬ ‫ولكن �إذا منا �إىل علمك �أنَّ �أ�صحاب‬
‫الوعي و ُين َقلون من ميدان املعركة على‬ ‫باقي النا�س لي�سوا حمقى‪� :‬إذا‬ ‫امل�ستوى الثاين يف جميع �أنحاء العامل‬
‫قيد احلياة ت�صبح �أكرب �إذا ُو ِ�ضعوا على‬ ‫ما زرت تون�س ‪-‬تلك الدولة التي‬ ‫يطهون طعامهم بهذه الطريقة‪� ،‬ستدرك‬
‫بدل من و�ضعهم على ظهورهم‪.‬‬ ‫وجوههم ً‬ ‫يعي�ش �أه ُلها يف جميع امل�ستويات‪ :‬من‬ ‫�أنَّ طريقة الطهو ال تعتمد على ثقافة‬
‫حني كانوا يو�ضعون على ظهورهم‪ ،‬كانوا‬ ‫الأول وحتى الرابع‪ -‬قد جتد بيوت ًا غري‬ ‫النا�س‪ ،‬بل على دخلهم‪.‬‬
‫يختنقون‪� .‬أدَّى هذا �إىل �شيوع ن�صيحة يف‬ ‫مكتملة البناء‪ ،‬ومن هنا ت�ستنتج �أنَّ‬ ‫‪ u‬احذر كلمة «الأغلبية»‪ :‬كلمة‬
‫ال�صحة العامة وهي‪ :‬و�ضع الأطفال‬ ‫جمال َّ‬ ‫منظمني‪ ،‬غري‬ ‫التون�سيني ك�ساىل �أو غري َّ‬ ‫الأغلبية تعني �أكرث من الن�صف فح�سب‪،‬‬
‫على بطونهم‪ .‬قام بع�ض النا�س بتغيري‬ ‫�أنَّ العائالت التي تعي�ش يف امل�ستويني‬ ‫�أي قد تعني ‪ ،%51‬وقد تعني ‪%99‬‬
‫و�ضع �أطفالهم من النوم على الظهر‬ ‫الثاين والثالث ال ت�ضع مدَّخراتها يف‬ ‫�أي� ًضا‪� .‬سل عن الن�سبة �إن �أمكن‪.‬‬
‫�إىل النوم على البطن‪ ،‬غري �أ َّنه بعد مرور‬ ‫البنوك‪ ،‬ولكي يدَّخروا املال لي�ستكملوا‬ ‫‪ u‬احذر اال�ستثناءات‪ :‬ي�شري مر�ض‬
‫‪� 18‬شهر ًا ظهر خط�أ الن�صيحة‪� ،‬إذ ُت ِّوف‬ ‫بناء بيوتهم‪ ،‬عليهم جتميعه‪ ،‬غري �أنَّ‬ ‫الـ«كيموفوبيا» �إىل اخلوف من املواد‬
‫�آالف الأطفال‪ ،‬فقد تختبئ التعميمات‬ ‫املال قد ُي�س َرق �أو يفقد قيمته ب�سبب‬ ‫الكيميائية‪ ،‬و�سببه التعميم ب�أمثلة‬
‫اخلطرية وراء النيات احل�سنة!‬ ‫الت�ضخم‪ .‬لذا ت�شرتي العائالت الطوب‬ ‫ُّ‬ ‫ا�ستثنائية لبع�ض املواد الكيميائية‬

‫‪7‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫‪ .7‬غريزة امل�صري املحتوم‬
‫تتم َّثل غريزة الأقدار يف فكرة �أنَّ هناك �أمور ًا ال نختارها لأ�سباب ال ميكن تغيريها‪،‬‬
‫ومن �أمثلة غريزة القدر م�س�ألة �أنَّ �أفريقيا �ستظ ُّل تعاين من الديون ولن تلحق‬
‫ب�أوروبا‪� .‬صحيح �أنَّ �أفريقيا خمتلفة عن باقي القارات‪ ،‬لكن يف ال�سنوات ال�ستني‬
‫الأخرية انتقلت الدول الواقعة جنوب ال�صحراء الأفريقية من حالة اال�ستعمار �إىل‬
‫حالة اال�ستقالل‪ ،‬ويف تلك الأثناء بد�أت يف تطوير البنية التحتية اخلا�صة بالتعليم‬
‫والكهرباء واملياه وال�صرف ال�صحي بنف�س ال�سرعة التي انتهجتها دول �أوروبا وهي‬
‫يف طريقها �إىل حتقيق معجزاتها‪ .‬لقد جنحت الدول اخلم�سون الواقعة جنوب‬
‫ال�صحراء الأفريقية يف تقليل معدَّل وفيات �أطفالها �أ�سرع من ال�سويد‪ ،‬فكيف ال‬
‫التح�سن امللحوظ يف بع�ض‬‫ُحت�سب هذا تطور ًا مذه ًال؟ قد يُعزى هذا �إىل �أ َّنه رغم ُّ‬ ‫ي َ‬
‫الأمور‪ ،‬ف�إ َّنها ال تزال �س ِّيئة‪ ،‬ف�إذا بحثنا عن الفقراء يف �أفريقيا‪� ،‬سنعرث عليهم حتم ًا‪،‬‬
‫ولكن منذ ‪ 50‬عام ًا م�ضت كانت ال�صني والهند وكوريا اجلنوبية �أكرث تخلُّف ًا من‬
‫نواح كثرية‪ ،‬وكان من املفرت�ض �أن يكون‬ ‫دول جنوب ال�صحراء الأفريقية اليوم يف ٍ‬
‫قدر �آ�سيا هو نف�س قدر �أفريقيا اليوم‪� ،‬أي �أنها ال ت�ستطيع �إطعام ‪ 4‬مليارات ن�سمة‪.‬‬
‫�صحيح ًا وثابت ًا �إىل الأبد ولن حتتاج �إىل تعلُّمه مرة �أخرى‪ .‬ينطبق هذا على علوم‬
‫مثل الريا�ضيات والطبيعة‪ ،‬ففي هذه العلوم عرفنا �أنَّ ‪ ،4 = 2+2‬وما زالت‬ ‫فكيف نتح َّكم يف غريزة الأقدار؟‬
‫املعلومة �صحيحة‪ ،‬ولكن يف العلوم االجتماعية‪ ،‬حتى املعلومات الأ�سا�سية تنتهي‬ ‫التغي ‪-‬و�إن كان بطيئ ًا‪ -‬مهم‪ :‬املجتمعات والثقافات يف حالة حركة‬ ‫ُّ‬ ‫‪u‬‬

‫�صالحيتها‪ ،‬فما ينطبق على اللنب واخل�ضراوات ينطبق على هذه املعلومات‪،‬‬ ‫التغيات التي تبدو �صغرية وبطيئة تزيد مبرور الوقت‪ .‬قد يبدو‬ ‫دائمة‪ ،‬وحتى ُّ‬
‫عليك �أن تبحث عن اجلديد والطازج منها دائم ًا‪ ،‬لأنَّ كل �شيء َّ‬
‫يتغي با�ستمرار‪.‬‬ ‫معدَّل منو بن�سبة ‪ %1‬بطيئ ًا‪ ،‬غري �أ َّنه �سيزيد لي�صل �إىل �ضعفه على مدى ‪70‬‬
‫‪ u‬حتدَّ ث �إلى جدك وادر�س التاريخ‪� :‬إذا كنت ممَّ ن يزعمون �أنَّ القيم‬ ‫عام ًا‪ ،‬والنمو الذي ت�صل ن�سبته �إىل ‪� %2‬سنوي ًا‪� ،‬سيت�ضاعف على مدى ‪35‬‬
‫تتغي‪ ،‬عليك مقارنة قيمك بقيم والديك‪� ،‬أو قيم �أجدادك‪� ،‬أو قيم �أبنائك‪� ،‬أو‬ ‫ال َّ‬ ‫عام ًا‪.‬‬
‫قيم �أحفادك‪ .‬حاول �أن حت�صل على نتائج ا�ستفتاءات الر�أي العام التي �أُجريت‬ ‫‪ u‬احر�ص على حتديث معلوماتك‪ :‬من املريح �أن ن�صدِّق �أ َّنه لي�س‬
‫تغي ًا جذري ًا قد حدث‪.‬‬ ‫يف بالدك منذ ‪ 30‬عام ًا‪ٍ ،‬‬
‫عندئذ �ستعرف �أنَّ ُّ‬ ‫للمعلومات تاريخ انتهاء �صالحية‪ ،‬هذا يعني �أ َّنك حني تتع َّلم �شيئ ًا‪� ،‬سيبقى‬

‫‪ .8‬غريزة الر�أي الواحد‬


‫ينجذب الب�شر �إىل الأفكار الب�سيطة‪ ،‬وي�ستمتعون بلحظة‬
‫الفهم‪ ،‬ويروقهم ال�شعور ب�أ َّنهم قد ا�ستوعبوا �شيئ ًا‪،‬‬
‫وهكذا يبدو العامل ب�سيط ًا‪ .‬كل امل�شاكل ي�صبح لها �سبب‬
‫واحد علينا جميع ًا مقاومته‪ ،‬وكل امل�شكالت ي�صبح لها‬
‫حل واحد علينا جميع ًا دعمه‪ ،‬فمن �ش�أن هذا وذاك‬
‫توفري وقتنا‪ .‬قد تت�ش َّكل �آرا�ؤنا و�إجاباتنا دون �أن ندر�س‬
‫امل�شكلة من جذورها‪ ،‬وقد من�ضي يف احلياة دون �إعمال‬
‫عقولنا‪ ،‬غري �أنَّ هذا لن يفيد �إذا ما �شرعنا يف فهم‬
‫العامل‪ .‬الدعم الدائم �أو املقاومة الدائمة لفكرة بعينها‬
‫تو�صلنا �إىل املعلومات املتعار�ضة مع �آرائنا‪،‬‬
‫يحوالن دون ُّ‬
‫وعاد ًة ما يكون هذا منهج ًا ناق� ًصا يف فهم الواقع‪ .‬ميكن‬
‫�أن نطلق على هذا ا�سم غريزة الر�أي الواحد‪ ،‬فكيف‬
‫نتح َّكم يف هذه الغريزة؟‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫‪8‬‬
‫من خالل الأرقام فح�سب‪ .‬ن�ستطيع‬ ‫مما تعرفه‪ .‬كن متوا�ضع ًا وواعي ًا‬‫ب�أكرث َّ‬ ‫‪ u‬اخترب �أفكارك‪ :‬واظب على اختبار‬
‫تقدير عدد من يعانون من مر�ض‬ ‫بحدود خربة الآخرين‪.‬‬ ‫املف�ضلة با�ستمرار لتعرف‬ ‫َّ‬ ‫�أفكارك‬
‫ما با�ستخدام الأرقام‪ ،‬لكنَّ النتيجة‬ ‫‪ u‬الأدوات‪� :‬إذا كنت جتيد ا�ستخدام‬ ‫نقاط �ضعفها‪ .‬كن متوا�ضع ًا حيال‬
‫النهائية للنمو االقت�صادي ‪-‬املم َّثلة‬ ‫�إحدى الأدوات‪ ،‬ف�إ َّنك �ستكرث من‬ ‫عمق خربتك‪ ،‬وكن ف�ضولي ًا مبا‬
‫يف �إرادة الإن�سان وثقافته و�إيجابيته‬ ‫ا�ستخدامها‪ ،‬و�إذا كنت قد تع َّمقت يف‬ ‫يكفي ال�ستقاء املعلومات اجلديدة‬
‫و�سعادته‪ -‬ي�صعب قيا�سها با�ستخدام‬ ‫حتليل م�شكلة‪ ،‬قد ينتهي بك الأمر �إىل‬ ‫من امل�صادر الأخرى املتعار�ضة‬
‫الأرقام‪.‬‬ ‫املبالغة يف تقدير �أهميتها �أو �أهمية‬ ‫مع معلوماتك وخرباتك‪ ،‬فبد ًال من‬
‫‪ u‬احذر الأفكار الب�سيطة واحللول‬ ‫ح ِّلها‪ .‬تذ َّكر �أ َّنه ال توجد �أداة واحدة‬ ‫التح ُّدث مع الذين يوافقونك الر�أي‬
‫الب�سيطة‪ :‬التاريخ مليء باملف ِّكرين‬ ‫�صاحلة لكل �شيء‪ .‬كن منفتح ًا على‬ ‫فح�سب‪� ،‬أو جمع الأمثلة املتفقة مع‬
‫الذين ا�ستخدموا الأفكار الب�سيطة‬ ‫الأفكار الواردة من امل�صادر الأخرى‪.‬‬ ‫معلوماتك‪ ،‬ابحث ع َّمن يخالفونك‬
‫لتربير الأعمال املعقَّدة‪ .‬اقبل بالتعقيد‪،‬‬ ‫‪ u‬الأرقام مه َّمة‪ ،‬ولكن هناك‬ ‫الر�أي‪ ،‬واعترب الأفكار املختلفة طرق ًا‬
‫وتو�صل �إىل حلول‬ ‫َّ‬ ‫وامزج الأفكار‪،‬‬ ‫حقائق غري رقمية‪ :‬ال ميكن فهم‬ ‫رائعة لفهم العامل‪.‬‬
‫وحل كل م�شكلة على حدة‪.‬‬‫و�سط‪ِ ،‬‬ ‫العامل دون �أرقام‪ ،‬وال ميكن فهمه‬ ‫‪ u‬حدود اخلربة‪ :‬ال ت َّد ِع املعرفة‬

‫‪ .9‬غريزة اللوم‬
‫تتم َّثل غريزة اللوم يف البحث عن �سبب وا�ضح وب�سيط وراء حدوث �أي �شيء‪ .‬على �سبيل املثال‪ :‬ا�ستخدم �أحدهم هذه الغريزة حني كان ي�ستحم يف‬
‫�أحد الفنادق ورفع مقب�ض املياه ال�ساخنة �إىل �أق�صى درجة‪ ،‬يف بادئ الأمر مل يحدث �شيء‪ ،‬ولكن بعد مرور دقائق �أحرقته حرارة املياه‪ ،‬يف تلك‬
‫اللحظة غ�ضب على عامل ال�سباكة‪ ،‬ثم مدير الفندق‪ ،‬ثم ال�شخ�ص الذي ي�ستخدم املياه الباردة يف الغرفة املجاورة‪ .‬مل يكن �أحد ي�ستحق اللوم‪،‬‬
‫فلم يتع َّمد �أحد �إيذاءه‪ ،‬وكل ما حدث �أ َّنه مل ي�صرب ريثما ي�سخن املاء تدريجي ًا‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫كيف نتحكَّم يف غريزة اللوم؟‬
‫‪ u‬ال تبحث عن الأ�سباب �أو املتهمني‪ :‬حني يحدث‬
‫خط�أ ما‪ ،‬ال تبحث عن فرد �أو جمموعة من النا�س‬
‫لتلومهم‪ ،‬بل اقبل الأمور ال�س ِّيئة دون �أن تظن �أنَّ‬
‫�أحدهم تع َّمد �إيذاءك‪ ،‬وبد ًال من لوم النا�س �أو‬
‫املتعددة‬‫الظروف‪ ،‬ا�ستثمر طاقتك يف فهم الأ�سباب ِّ‬
‫املتفاعلة �أو املنظومة التي �أ َّدت �إىل حدوث املوقف‪.‬‬
‫‪ u‬ابحث عن املنظومات‪ ،‬ال الأ�شخا�ص‪� :‬إلقاء‬
‫حتطم‬ ‫حتطم طائرة على طيار نائم لن مينع ُّ‬ ‫تهمة ُّ‬
‫الطائرات يف امل�ستقبل‪ ،‬ولكي مننع حدوث هذا‪،‬‬
‫علينا �أن نت�ساءل‪ :‬ملاذا نام؟ كيف ن�ستطيع و�ضع‬
‫قوانني لعقاب الطيارين النيام يف امل�ستقبل؟ �إذا‬
‫تو َّقفنا عن التفكري مبجرد اكت�شافنا �أنَّ نوم الطيار‬
‫كان ال�سبب‪ ،‬فلن نح ِّقق �أي تق ُّدم‪ ،‬ولكي نفهم معظم‬
‫م�شكالت العامل امله َّمة‪ ،‬علينا �أن ننظر �إىل ما هو‬
‫�أبعد من املتهم كفرد‪� ،‬أي �أن ننظر �إىل املنظومة‬
‫ب�أكملها‪.‬‬

‫‪ .10‬غريزة العجلة‬
‫حني كنت �أعمل يف موزمبيق‪ ،‬وحتديد ًا يف بلدة �ساحلية‬
‫يدي‬
‫فقرية يف ال�شمال ت�سمى «ميمبا»‪ ،‬كنت �أ�ستخدم َّ‬
‫يف فح�ص مئات املر�ضى الذين يعانون من مر�ض‬
‫خطري وغري مفهوم كان ي�صيب �سيقانهم بال�شلل‬
‫خالل دقائق من بدايته‪ .‬مل �أكن مت�أ ِّكد ًا ب�شكل ما �إذا‬
‫كان املر�ض ُمعدي ًا �أم ال‪ ،‬وكان على عمدة البلدة عمل‬
‫�شيء ملنع املر�ض من الو�صول �إىل املدينة‪ ،‬ف�س�ألني‪:‬‬
‫يقيم حاجز ًا ويوقف‬ ‫«هل �أطلب من اجلي�ش �أن َ‬
‫احلافالت القادمة �إىل ال�شمال؟»‪ ،‬فقلت‪« :‬نعم‪� .‬أعتقد‬
‫�أ َّنها فكرة جيدة»‪.‬‬
‫يف �صباح اليوم التايل‪ ،‬ر�أيت ‪ 20‬امر�أة مع �أطفالهنَّ‬
‫ينتظرون احلافلة‪ ،‬وحني علموا �أنَّ احلافالت قد‬
‫ُم ِنعت‪ ،‬ذهبوا �إىل ال�شاطئ وطلبوا من ال�صيادين‬
‫تو�صيلهم عن طريق البحر‪ .‬مل ي�ستطع �أحد ال�سباحة‬
‫ربي �إىل البحر وانقلبت‬‫حني حت َّول �ضغط الطريق ال ِّ‬
‫القوارب‪ ،‬فغرقت كل الأمهات والأطفال وال�صيادين‪.‬‬
‫بعد قليل من البحث اكت�شفت �أنَّ املر�ض مل يكن ُمعدي ًا‪،‬‬
‫ومل يكن هناك �سبب لإيقاف احلافالت‪ .‬مل �أ�سامح‬
‫نف�سي حتى يومنا هذا‪ .‬ملاذا طلبت من العمدة �أن‬
‫يتعجل اتخاذ القرار؟‬
‫َّ‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫‪10‬‬
‫ت�سوقنا غريزة العجلة �إىل ت�ص ُّرفات �سريعة وهوجاء وفورية‬
‫كتب مشابهة‪:‬‬ ‫ملواجهة خطر حمتمل‪ ،‬غري �أنَّ هذه الغريزة قد ت�ض ِّللنا حني‬
‫يتع َّلق الأمر بفهم العامل‪ ،‬فهي ت�ضغط علينا‪ ،‬وحتول بيننا‬
‫وبني التفكري التحليلي‪ ،‬وتغرينا باتخاذ قرارات �سريعة‪،‬‬
‫‪21 Lessons for the 21st‬‬
‫وتدفعنا نحو ارتكاب ت�ص ُّرفات طائ�شة ال نف ِّكر يف عواقبها‪.‬‬
‫‪Century.‬‬ ‫لكي تتح َّكم يف غريزة العجلة‪ ،‬عليك بالن�صائح التالية‪:‬‬
‫‪By Yuval Noah Harari. 2018.‬‬ ‫يحركها‪ ،‬ف�إ َّنها تق ِّوي‬ ‫‪ u‬ت� َّأن‪ :‬حني جتد غريزة العجلة ما ِّ‬
‫الغرائز الأخرى وجتعلها �صعبة ال�سيطرة‪ .‬اطلب مزيد ًا‬
‫من الوقت واملعلومات‪ ،‬فق َّلما يكون القرار ُملح ًا‪.‬‬
‫مت�سك بالبيانات امله َّمة والدقيقة‪� :‬إذا كان هناك‬ ‫‪َّ u‬‬
‫أهميته و�إحلاحه‬ ‫�أمر مهم وعاجل‪ ،‬فيجب تقدير مدى � ِّ‬
‫‪Doing Good Better:‬‬
‫‪How Effective Altruism Can Help You‬‬ ‫حد �سواء‪ .‬احذر البيانات �إذا كانت مه َّمة لك َّنها‬ ‫على ٍّ‬
‫‪Help Others, Do Work that Matters,‬‬
‫‪and Make Smarter Choices about‬‬
‫غري دقيقة‪� ،‬أو دقيقة لك َّنها غري مه َّمة‪ ،‬فالبيانات امله َّمة‬
‫‪Giving Back.‬‬ ‫والدقيقة �أهم و�أوىل �أن ت�ؤخذ باالعتبار‪.‬‬
‫‪By William MacAskill. 2016.‬‬ ‫التوقعات والتن ُّب�ؤات‪� :‬أي تن ُّب�ؤ بامل�ستقبل غري‬ ‫ُّ‬ ‫‪ u‬احذر‬
‫املتعددة‬
‫ِّ‬ ‫ومت�سك بالت� ُّصورات‬ ‫َّ‬ ‫�أكيد‪ ،‬فاحذر التو ُّقعات‪،‬‬
‫�صحة التن ُّب�ؤات‬ ‫واملتن ِّوعة‪ ،‬وت�ساءل دائم ًا عن مدى َّ‬
‫ال�سابقة‪.‬‬
‫‪How Not to Be Wrong‬‬
‫‪The Power of Mathematical Think-‬‬ ‫الت�صرفات ال�سريعة واملندفعة‪� :‬سل �أو ًال‬ ‫ُّ‬ ‫‪ u‬احذر‬
‫‪ing.‬‬
‫عن العواقب وما �إذا كانت الفكرة قد ُج ِّربت من قبل‪.‬‬
‫‪By Jordan Ellenberg. 2015.‬‬
‫التح�سينات التدريجية �أقل خطورة و�أكرث فاعلية‪.‬‬

‫كيف نعتمد على احلقائق؟‬


‫ال ت�شعر باحلرج حني تدرك �أ َّنك �أخط�أت يف فهمك للعامل‪،‬‬
‫قراءة ممتعة‬ ‫َّ‬
‫وحتل بال�شعور الطفويل بالده�شة والإلهام والف�ضول الذي‬
‫ينتاب �أي طفل حني ي�شاهد ال�سريك وي�س�أل نف�سه‪« :‬كيف‬
‫ص‪.‬ب‪214444 :‬‬
‫دبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ميكن �أن يحدث هذا؟»‪.‬‬
‫هاتف‪04 423 3444 :‬‬
‫نستقبل آراءكم على ‪pr@mbrf.ae‬‬
‫حتل �أي� ًضا بالتوا�ضع لتعي ال�صعوبات التي تُلقي بها غرائزك‬ ‫َّ‬
‫يف وجه احلقائق‪ .‬من املهم �أي� ًضا �أن تكون واقعي ًا حيال مدى‬
‫تواصلوا معنا على‬ ‫وعمق معرفتك وكم معلوماتك‪ ،‬و�أن ت�شعر بال�سعادة حني‬
‫تقول‪« :‬ال �أعلم»‪ .‬من املهم �أن يكون لديك ر�أي‪ ،‬لكن الأهم‬
‫تتو�صل �إىل معلومات جديدة‬ ‫�أن تكون م�ستعد ًا لتغيريه حني َّ‬
‫تعار�ضه �أو تخالفه‪ .‬متتَّع بر�ؤية جديدة للعامل لتعتمد على‬
‫احلقائق التي �ستجعلك تدرك �أنَّ العامل لي�س �س ِّيئ ًا بالقدر‬
‫الذي يبدو عليه لكثري من املت�شائمني‪ .‬ميكننا �أن نكون دائم ًا‬
‫‪qindeel_uae‬‬ ‫�أكرث �إيجابية وتفاع ًال مع العامل‪ ،‬لأ َّننا ن�ستطيع كما �أثبتت‬
‫‪qindeel_uae‬‬
‫الإن�سانية على مر الع�صور‪� ،‬أ َّنه ميكننا �أن جنعل جمتمعاتنا‬
‫‪qindeel.uae‬‬
‫‪qindeel.ae‬‬
‫وواقعنا وعاملنا كله‪ ،‬مكان ًا �أف�ضل‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬

You might also like