Professional Documents
Culture Documents
ذكرى معاهدة ايفران من الماضي البعيد إلى المستقبل الجديد
ذكرى معاهدة ايفران من الماضي البعيد إلى المستقبل الجديد
معاهدة إيفران بين الجزائر والمغ رب وال تي وق ع عليه ا في 15ين اير 1969من الج انب
الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ومن الجانب المغربي احمد الع راقي ،لكن ه لألس ف أص بحت
هذه المناسبة لمهاجمة المغ رب مج ددا واته ام نظ ام الحكم في المملك ة أن ل ه أطماع ا وأن ه
المعتدي على ما سمي بالشعب الصحراوي!
أخاطب المغ ربين بص فتي جزائ ري ومن عائل ة ثوري ة ق دمت قافل ة من الش هداء في س بيل
تحرير الوطن ،أخاطبكم كشخص نبش في الت اريخ بأنامل ه وبحث في األرش يف وح اور من
عاشوا الثورة التحريرية ،ومن كانوا شهودا على وقوف المغاربة ب النفس والنفيس ب داءا من
السلطان المجاهد محمد الخامس طيب هللا ثراه والملك الحسن الث اني أك رم هللا مث واه ،ف إنني
اعتبر ما تفضلتم بكتابته هو ظلم واجحاف في حق بلد جار قدم الكث ير وتن ازل عن أراض يه
التاريخية لصالح بناء عالقات اسسها األخوة وحسن الجوار.
سأشرح لإلخوة الجزائريين لماذا قلت ه ذا الكالم ،وس أبدأ من نقط ة بداي ة الحمل ة الفرنس ية
على الجزائ ر وال تي أك د فيه ا المؤرخ ون وه ذا موج ود في أرش يف الب احثين في الت اريخ
بالجامعات الجزائرية ،حتى ال يقال إنني مستند في كالمي على ارش يف من خ ارج ال وطن،
أن باي تونس وحاكم مصر أيدوا الحملة الفرنس ية على الجزائ ر ،في حين س لطان المغ رب
آنذاك موالي عبد الرحمن العلوي ندد بتلك الحملة وأعلن دعمه للجزائريين ،مما جعل سكان
تلمسان يعلنون له البيعة ووثيقة تلك البيعة محفوظة في خزائن فاس.
ثم توالى دعم المغاربة عندما أعلن االمير عبد الق ادر الجه اد ض د الفرنس يين باس م س لطان
المغرب ،واستمر ذلك الدعم حتى توقيع معاهدة تافنة والتي تلقى فيه ا األم ير ه دايا أرس لها
لسلطان المغرب ،فأدركت فرنسا ان إضعاف شوكة األمير يمر عبر مهاجمة المغرب ،فكان
قصف طنجة والصويرة س نة ،1844ثم معرك ة واد ايس لي ق رب وج دة ال تي انه زم فيه ا
الجيش المغربي أمام القوات الفرنسية وانبثق عنها معاهدة الل ة مغني ة القاس ية ،وأك رر أنه ا
كانت قاسية ألنها احدتث تغيرا تاريخيا في المنطقة ،وأسست لزرع الحقد وسياسة فرق تس د
بين الجزائ ريين والمغارب ة ،ولعلمكم ف إنني أنتمي الى اح دى القبائ ل ال تي ُذك ر إس مها في
المعاهدة وهي بوسمغون التي هي مسقط الرئيس تبون أيضا.
س أنتقل بكم اآلن الى أط ول مقاوم ة ش عبية وال تي قاده ا الش يخ بوعمام ة طيب هللا ث راه،
وشارك فيها الحاج سليمان كبير الى جانبه ضد االستعمار الفرنسي وُأعلن فيها الجه اد بإس م
االسالم ،ألم تكن تلك المقاومة نتاج جهاد مشترك بين الجزائريين والمغاربة؟ ألم يولد الش يخ
بوعمامة بفقيق المغربية 1838وان المنية وافته بالعيون س يدي مل وك غ رب وج دة؟ س نة
1908ثم هل تعلمون ان الشيخ بوعمامة ك ان مبايع ا لس لطان المغ رب ،وان مقام ه يحظى
بالرعاية الملكية الى يومنا هذا؟
س أعرج بكم اآلن الى بداي ة الق رن العش رين عن دما ب دأ االس تعمار الفرنس ي في اقتط اع
األراضي التاريخية للمغرب والتي لم تشملها معاهدة اللة مغنية التي كانت محددة فقط شماال
من قلعة عجرود أي السعيدية الى غاية ثتية الساسي جنوب ا ام ا ب اقي المن اطق الممت دة نح و
الصحراء ،فسكانها كان لهم ارتب اط روحي م ع المغ رب بحكم مبايع ة الس لطان ،وك ان لهم
ارتباط اداري بحكم الظه ائر الش ريفة ال تي ك انت تعين الق واد وخلف اؤهم في تل ك المن اطق
وال ذي ك ان اخ رهم القاي د ادريس بن الك وري على منطق ة ت وات وال ذي هزمت ه ق وات
االستعمار في عين صالح سنة 1900
اخر األراضي التي سيطرت عليها فرنسا كانت تندوف التي اسستها قبيلة تجكانت المعروف ة
والممتدة بالمغرب وموريتاني ا من ذ س بع ق رون ،تن دوف ال تي ك ان على رأس ها باش ا معين
بظهير مخزني ،تندوف التي رفض سكانها عند اس تفتاء تقري ر المص ير الش عب الجزائ ري
المشاركة فيه بحكم أنهم مغاربة ولكم أن تطلع وا على األرش يف الفرنس ي وبح وزتي وثيق ة
تؤكد ما أقوله.
وبعد اندالع الثورة التحريرية ،وقرار السلطان الراحل محمد الخامس دعم الجزائ ريين لني ل
استقاللهم ،حاول االستعمار استمالة السلطان كي يوقف دعمه مقاب ل التف اوض على إرج اع
األراضي التي اقتطعها من المغرب ،لكن محمد الخامس رفض بشدة ذلك الع رض وواص ل
دعمه للثورة وتم االتفاق بين الحكومة المغربي ة والحكوم ة المؤقت ة الجزائري ة لبحث مس ألة
الحدود بعد استقالل الجزائر ،لكن شاءت األقدار ان يلتح ق محم د الخ امس ب الرفيق االعلى
قبل استقالل الجزائر بسنة!
بعد االستقالل حدث ما حدث سنة 1963في حرب الرمال ،ثم جاءت معاه دة إيف ران ال تي
استحضرنها اليوم وتلتها معاهدة تلمسان والتي توجت بعد سنتين باتفاقيه ترسيم الحدود الذي
تنازل فيها المغرب بشكل نهائي عن المطالبة باألراضي التي كانت تابعة له مقاب ل اس تغالل
مشترك لمن اجم غ ار جببالت ،وك ان تعه د ش فهي آن ذاك من الراح ل بوم دين تج اه الحس ن
الثاني ،ان ت دعم الجزائ ر جاره ا المغ رب في معرك ة تحري ر الص حراء ال تي ك انت تحت
االحتالل االسباني!
لم يقدر نظام الحكم في الجزائر قيمة التن ازالت ال تي ق دمها المغ رب مقاب ل الس الم وحس ن
الجوار ،وارتكب بومدين رحمه هللا الخطيئة ونقض العهد الذي اعط اه للمل ك الحس ن الث اني
على مرتين االولى عن دما تم توقي ع معاه دة ترس يم الح دود س نة 1972والثاني ة في القم ة
العربية التي انعقدت في الرباط وهناك تعهد بومدين مرة اخرى للحسن الثاني ان يدعم ه في
ملف الصحراء مقاب ل ان يقن ع مل ك االردن ب االعتراف بمنظم ة التحري ر الفلس طينية ممثال
ش رعيا ووحي دا للش عب الفلس طيني وك ان ل ه ذل ك واع ترف االردن في تل ك القم ة بياس ر
عرفات رحمه هللا.
أدع وكم وادع و نفس ي على االطالع على الم ادة االرش يفية ال تي تتض من خط اب ال رئيس
الراحل هوراي بومدين رحمه هللا في الذكرى العاشرة للتصحيح الثوري 19ج وان ،1975
في هذا الخطاب قال بوم دين ب الحرف الواح د :بالنس بة لن ا ف إن رج وع الص حراء الغربي ة
مغربية او موريتانية المهم ان ترجع أرض عربية اسالمية ،وأتمنى ان ينش ر نص الخط اب
كامال حتى يقرأه الجمي ع وعن دي وثيق ة من األرش يف تثبت ذل ك ص document( 876
.)Algérie
بعد أيام أوفد بومدين عبد العزيز بوتفليقة الى الرباط وأصدر بيان مش ترك من هن اك أك دت
فيه الجزائر دعمها للمغرب ،لكن بعد رجوع بوتفليقة تغير كل شيء وحدث ما حدث!
أردت استحض ار ه ذه المحط ات التاريخي ة كي ن درك جميع ا حجم الخطيئ ة ال تي ارتكبه ا
اسالفنا في بلدنا تجاه المغرب الذي قدم تنازالت كبيرة وتصرف بحكمة لكن كن ا متعج رفين
ومتنك رين للت اريخ وللتض حيات وم ا زلن ا ،وإن ني أعت بر ان ه ذا التص رف تج ردا من
المسؤولية.
من المف روض أن الجزائ ر هي الدول ة األولى الداعم ة للمغ رب في مل ف الص حراء ال تي
اعتبره ا مغربي ة بحكم الت اريخ والمنط ق وان دعم حرك ة انفص الية ض د الج ار ه و عم ل
مجانب للصواب وخطيئة ك برى في حق ه وفي ح ق مس تقبل الجزائ ر والمنطق ة المغاربي ة،
وتنفيذ ألجندات االستعمار الذي يخيفه اتحادنا وتكاملنا وال يعجبه أن نكون على كلمة واحدة.
المغرب ال يهدد بتاتا السيادة الجزائرية ولم يهاجم األراضي الجزائرية بعد توقيعه للمعاهدة،
ب العكس نظ ام الحكم في بل دنا احتض ن جماع ة انفص الية ،وت دخلنا في األراض ي المغربي ة
بالصحراء بأمغاال ودعمنا وه ذا خ رق س افر لمعاه دة إيف ران خصوص ا في مادت ه الرابع ة
والخامسة ،ونكرنا تنازل المغرب واعترافه بالحدود سنة !1972
عن أي تقرير مصير نتحدث عنه؟ كيف وأن توجهنا اإلسالمي المؤمن بوحدة األمة من جهة
ومن جه ة أخ رى ن دافع عن تقس يم بل د ج ار مس لم؟ ثم ألم ننتب ه ان ك ل ال دول العربي ة
واالسالمية تدعم المغرب ووحدته؟ هل يعني أنهم كلهم على خطأ إال نحن على صواب؟؟
إذا كنا حقا نحب مستقبل الجزائر ووحدة أراضيه فدعم حركة انفصالية خ ارج الح دود ه و
من باب المنطق فتح األبواب امام ظهور حركات انفصالية داخل حدودنا!
والسالم عليكم