‫سجن غويران‪ :‬مخاوف حول‬

‫مصير مئات األطفال المحتجزين‬

‫داخله وسط معارك عنيفة في‬

‫الحسكة‬
‫قوات سوريا الديمقراطية فرضت حصارا على‬

‫سجن غويران والمناطق المحيطة حيث يحتمي‬

‫عناصر التنظيم‬

‫تسود مخاوف بشأن مصير مئات األطفال الذين‬

‫يعتقد أنهم محتجزون من قبل عناصر تنظيم ما‬

 ‫يعرف بالدول اإلسالمية‪ ،‬في سجن غويران‬

‫المحاصر في الحسكة‪ ،‬شمال شرق سوريا‪.‬‬

‫ويعتقد أن نحو ‪ 850‬طفالً متواجدون داخل‬

‫السجن الذي تحرسه قوات سوريا الديمقراطية‪،‬‬

‫وحاول التنظيم اقتحامه لمحاول إطالق سراح‬

‫أعضاء فيه وقيادات سابقة له‪.‬‬

 ‫وأعربت منظمة اليونيسف التابعة لألمم‬

‫المتحدة‪ ،‬عن قلقها على مصير األطفال الذين‬

‫ال يزيد عمر بعضهم عن ‪ 12‬عاماً‪ ،‬قائلة إنهم‬

‫في "خطر جدي"‪ ،‬داعية إلطالق سراحهم‪.‬‬

‫وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية أن "العائق‬

‫الكبير" أمام تقدمها "هو استخدام األطفال من‬

 ‫"أشبال الخالفة" المرتبطين بداعش والبالغ‬

‫عددهم ‪ 700‬قاصر‪ ،‬كدروع بشرية"‪.‬‬

‫وقال أقارب األطفال لوكالة فرانس برس إنهم‬

‫محتجزون من دون أدلة لرفضهم التجنيد‬

‫اإلجباري في قوات سوريا الديموقراطية‪.‬‬

 ‫وكان تنظيم الدولة يعتمد استراتيجية تجنيد‬

‫أطفال‪ ،‬عرفوا بـ"أشبال الخالفة"‪ ،‬لتنفيذ‬

‫هجمات باسمه‪.‬‬

‫وأعلن مكتب األمم المتحدة لتنسيق الشؤون‬

‫اإلنسانية أن "ما يصل إلى ‪ 45‬ألف شخص‬

‫نزحوا من منازلهم إلى أحياء أخرى" من مدينة‬

‫الحسكة‪ ،‬منذ بدء المعارك‪.‬‬

 ‫وتقاتل قوات سوريا الديمقراطية الكردية‪،‬‬

‫مدعومة بضربات جوية أمريكية‪ ،‬مسلحي‬

‫التنظيم في مدينة الحسكة‪ ،‬منذ يوم الخميس‪ ،‬إذ‬

‫تشير تقارير إلى مقتل أكثر من ‪ 136‬شخصا ً‬

‫بينهم سبعة مدنيين‪.‬‬

 ‫محاصرة السجن‬

‫قوات سوريا الديمقراطية تمشط المنازل بحثا‬

‫عن عناصر التنظيم وطالبت السكان بالرحيل‬

‫ويعد هذا الهجوم على سجن غويران أحد أكثر‬

‫الهجمات جرأة التي يقوم بها التنظيم منذ‬

‫هزيمته في سوريا قبل ما يقرب من ثالث‬

‫سنوات‪ ،‬ونفذه أكثر من ‪ 100‬من عناصره‪،‬‬

‫وبدأ كالعادة بتفجيرات انتحارية استهدفت‬

‫السجن‪.‬‬
 ‫ويقول المرصد السوري لحقوق اإلنسان‪،‬‬

‫ومقره في بريطانيا‪ ،‬إن السجن المكتظ يضم‬

‫‪ 3500‬من أعضاء التنظيم المشتبه بهم بما في‬

‫ذلك بعض القادة‪.‬‬

‫وأكد المرصد إعادة اعتقال المئات من‬

‫العناصر الفارة‪ ،‬لكن هناك فارين تجري‬

‫مالحقتهم في مناطق محيطة بالسجن الذي‬

‫تحاصره حاليا قوات سوريا الديمقراطية وتقاتل‬

‫من أجل السيطرة على األحياء المجاورة‪ ،‬بعد‬

‫أن فر منها السكان‪.‬‬

‫وقال المرصد السوري أيضا إن "‪ 77‬على‬

‫األقل من عناصر داعش (تنظيم ما يعرف‬

‫بالدولة اإلسالمية) قتلوا في المعارك‪ ،‬بينما قُتل‬

‫‪ 39‬مقاتال كرديا من قوى األمن الداخلي‬

 ‫وحراس السجون وقوات مكافحة اإلرهاب‪،‬‬

‫سواء داخل السجن وخارجه منذ بدء الهجوم"‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬أصدر التنظيم مقطع فيديو‬

‫في ‪ 22‬يناير‪/‬كانون الثاني‪ ،‬زعم فيه أن العديد‬

‫من أعضائه قد أُطلق سراحهم في الهجوم على‬

‫السجن‪ .‬كما أظهرت اللقطات أن المسلحين‬

‫يحتجزون عددا من الرهائن‪.‬‬

‫وأكدت وزارة الدفاع األمريكية (البنتاغون) أن‬

‫التحالف بقيادة الواليات المتحدة نفذ ضربات‬

‫جوية دعما للقوات الكردية التي تقاتل عناصر‬

‫التنظيم‪.‬‬

‫وأشاد المتحدث باسم الخارجية األمريكية‪ ،‬نيد‬

‫برايس‪ ،‬بما وصفها بـ "الجهود المقتدرة" لقوات‬

‫سوريا الديمقراطية‪ ،‬كاشفا عن محاولة التنظيم‬

‫إطالق سراح المسلحين من السجن خالل العام‬

‫الماضي‪.‬‬

‫وقال سكان في المنطقة لوكالة رويترز لألنباء‪،‬‬

‫إن الدعم لـ "داعش" تزايد في المنطقة الفترة‬

‫الماضية وسط استياء السكان العرب من‬

 ‫اإلدارة التي يقودها األكراد‪ ،‬والتي يتهمونها‬

‫بالتمييز‪.‬‬

‫وتنفي قوات سوريا الديمقراطية تلك االتهامات‪.‬‬

‫"الدواعش يقتلون الناس"‬

‫المدنيون الفارون من المنطقة قالوا إن عناصر‬

‫داعش تقتل الناس في المنازل‬

‫وذكر مراسل وكالة فرانس برس أن قوات‬

‫سوريا الديمقراطية انتشرت بكثافة في مناطق‬

‫حول السجن حيث نفذت عمليات تمشيط‬

 ‫واستخدمت مكبرات الصوت لدعوة المدنيين‬

‫لمغادرة المنطقة‪.‬‬

‫وقال مواطن شاب كان يفر على األقدام ويحمل‬

‫رضيعاً‪ ،‬إن مقاتلي تنظيم الدولة اإلسالمية‬

‫"يدخلون المنازل ويقتلون الناس"‪.‬‬

‫وأضاف الشاب للوكالة‪" :‬لقد خرجنا بمعجزة"‪.‬‬

‫"ال يزال الوضع سيئا ً للغاية‪ .‬وبعد أربعة أيام‬

‫ما زالت االشتباكات العنيفة مستمرة "‪.‬‬

‫وكانت معظم الهجمات تتم بطريقة حرب‬

‫العصابات ضد أهداف عسكرية ومنشآت نفطية‬

‫في مناطق نائية‪ ،‬لكن تنفيذ الهجوم على سجن‬

‫الحسكة يمكن أن يمثل مرحلة جديدة في عودة‬

‫ظهور التنظيم"‪.‬‬

‫تذكير بأن الجماعة ال‬

‫تزال تشكل تهديدا"‬

‫بقلم كونتين سومرفيل‪ ،‬مراسل بي بي سي في‬

‫الشرق األوسط‬

‫أعضاء تنظيم الدولة اإلسالمية ‪ -‬وزوجاتهم ‪-‬‬

‫توقعوا هذا السيناريو بالضبط منذ سنوات‪.‬‬

‫هروب جماعي من سجن في سوريا‪.‬‬

‫في مقابلة مع الجهاديين البريطانيين‪ ،‬الشافعي‬

‫الشيخ وأليكساندا كوتي أعضاء ما يسمى خلية‬

‫البيتلز‪ ،‬تخيل الرجالن أن يُطلق سراحهما من‬

‫السجن بواسطة شاحنة قمامة مليئة‬

‫بالمتفجرات‪.‬‬

‫بدالً من ذلك‪ ،‬في الهجوم األخير في شمال‬

‫شرق سوريا‪ ،‬ربما يكون تنظيم الدولة‬

‫اإلسالمية قد استخدم ناقلة نفط القتحام السجن‪.‬‬

‫ليست هذه هي المرة األولى التي يحاول فيها‬

‫تنظيم الدولة اإلسالمية اختراق المنطقة‪ .‬كانت‬

‫آخر مرة في مدينة "ديريك" في عام ‪.2019‬‬

‫تم استخدام القوة الجوية األمريكية إلنهائها‪،‬‬

‫لكن ربما هذا الخيار ليس متاحا هذه المرة ألن‬

‫داعش أخذت رهائن‪.‬‬

 ‫واحتُجز جهاديون بريطانيون وأوروبيون‬

‫آخرون في هذا السجن‪.‬‬

‫وفي زيارات إلى معسكرات االعتقال في جميع‬

‫أنحاء المنطقة‪ ،‬قالت زوجات مقاتلي داعش‬

‫إنهن توقعن لم شملهن مع أزواجهن‪ ،‬الذين‬

‫قالوا إنهم سيتحررون من السجن‪.‬‬

‫ونشأ تنظيم الدولة اإلسالمية من حملة "تحطيم‬

‫الجدران" القتحام السجون في العراق في عام‬

‫‪ .2012‬وتعد هذه الحملة بمثابة محك أساسي‬

‫للتنظيم‪ ،‬ويُنظر إليها على أنها نقطة تحول في‬

‫حظوظه‪.‬‬

‫من غير المحتمل أن يكون لعملية الهروب من‬

‫سجن الحسكة نفس التأثير‪ ،‬فقد تضاءل تنظيم‬

 ‫كثيرا في المنطقة‪ ،‬لكن هذه‬
‫ً‬ ‫الدولة اإلسالمية‬

‫المحاولة األخيرة هي تذكير بأن التنظيم ال‬

‫يزال يمثل تهديدًا ويمكنه شن هجمات طموحة‪.‬‬

‫دعاية جديدة للتنظيم‬

‫وفي إطار حملة الدعاية التي يشنها تنظيم‬

‫الدولة اإلسالمية‪ ،‬نشرت وكالة أعماق التابعة‬

‫له‪ ،‬أنباء عن سيطرة التنظيم على أسلحة كانت‬

‫مخزنة داخل السجن‪ ،‬وعن أنه أُطلق سراح‬

‫المئات من السجناء منذ أن بدأت العملية قبل‬

‫أربعة أيام‪.‬‬
‫ما زال التنظيم يشكل تهديدا في المنطقة على‬

‫الرغم من القضاء على "دولة الخالفة" التي‬

‫أنشأها‬

‫وأظهر مقطع فيديو بثه التنظيم وزعم أنه من‬

‫داخل السجن‪ ،‬مجموعة من مقاتليه يحملون‬

‫العلم األسود أثناء الهجوم على المنشأة‬

 ‫ومحاصرة ما قيل إنها مجموعة من حراس‬

‫السجن‪.‬‬

‫وأظهر مقطع فيديو آخر نُشر يوم السبت نحو‬

‫‪ 25‬رجال قال التنظيم إنه اختطفهم بعد الهجوم‪،‬‬

‫بينهم من يرتدون زيا عسكريا‪.‬‬

 ‫ولم يتم التمكن من التحقق بشكل مستقل من‬

‫صحة اللقطات‪.‬‬

‫وتعليقا على الفيديو قالت قوات سوريا‬

‫الديمقراطية إن األسرى من "طاقم المطبخ" من‬

‫السجن‪.‬‬
 ‫وأضافت في بيان رسمي‪" :‬فقدت قواتنا‬

‫االتصال بهم خالل الهجوم األول"‪ ،‬من دون‬

‫الخوض في التفاصيل‪.‬‬

‫ولطالما حذرت السلطات الكردية من أنها ال‬

‫تملك القدرة على احتجاز اآلالف من مقاتلي‬

‫التنظيم‪ ،‬الذين تم أسرهم في سنوات الحرب‬

‫ضد التنظيم‪ ،‬ناهيك عن محاكمتهم‪.‬‬

‫وفقا للسلطات الكردية‪ ،‬هناك أكثر من ‪ 12‬ألفا‬

‫من المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم المسلح في‬

‫سجون بمنطقة شمال وشرق سوريا‪ ،‬يمثلون‬

‫أكثر من ‪ 50‬جنسية‪.‬‬

‫ورفضت الكثير من الدول إعادة مواطنيها‬

‫الذين انضموا إلى تنظيم الدولة اإلسالمية‬

‫وتركتهم في السجون هناك‪ ،‬خوفا من رد فعل‬

‫شعبي عنيف في الداخل‪ .‬مخاوف حول مصير‬

‫مئات األطفال المحتجزين في سجن غويران‬

‫المحاصر في الحسكة‬