Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

‫حرب مع الولايات المتحدة واسرائيل‪ .

‬الكابوس‬

‫الوحيد الذي يهدد إيران‪ .‬هذا طبعا ما تروج‬

‫وسائل الإعلام ونشرات الاخبار الرسمية‬

‫الايرانية‪ .‬لكن بحسب مراكز دراسات امريكية‬

‫غربية وربما ايرانية معارضة الترويج لمخاطر‬

‫مواجهة قريبة مع تل أبيب او واشنطن يهدف‬

‫الى امر اخر وهو اخفاء مخاوف طهران من‬

‫الحرب الأهلية‪ .‬وهي حرب ان كانت مكاسب‬


‫لدول مثل أمريكا واسرائيل لكنها كابوس ورعب‬

‫حقيقي ايضا لدول اوروبا التي تواجه اليوم‬

‫تدفقات لجوء من اوكرانيا بعد ان تعمد الرئيس‬

‫الروسي فلاديمير بوتين استهداف المدنيين‬

‫لتشجيعهم على الهروب‪ .‬ما يشكل ضغطا على‬

‫أوروبا التي قد تقدم تنازلات بسبب الضغوط‬

‫الامنية والاقتصادية المتأتية من ارتفاع اسعار‬


‫الطاقة جراء مخاوف من قطع روسيا الغاز عن‬

‫أوروبا‪.‬‬

‫إضافة لاشتداد موجات اللجوء الضخمة‪ .‬حيث‬

‫أسفرت الحرب في اوكرانيا حتى الان عن أكثر‬

‫من ثلاثة ملايين لاجئ اتجهوا جميعا نحو اوروبا‬

‫الغربية‪ .‬التي ستجد نفسها حالا اندلعت حرب‬

‫اهلية في إيران امام موجات لجوء قوامها اكثر‬


‫من عشرة ملايين لاجئ قادمين من ايران‪ .‬لان‬

‫اللاجئين الايرانيين حالا اندلعت حرب في‬

‫بلادهم اهلية او غيرها لن يذهبوا شرقا تجاه‬

‫ل‬
‫افغانستان‪ .‬ولن تكون الدول العربية خيارهم‪ .‬ا ا‬

‫ل عبر القوقاز ليعبروا من‬


‫انهم سيتجهون شما ا‬

‫تركيا الى اوروبا‪.‬‬


‫فما هي مؤشرات الحرب الاهلية الايرانية التي‬

‫تؤمن واشنطن؟ انها اقتربت‪ .‬معركة وحشية‪.‬‬

‫يبدو ان الاسباب باتت كثيرة لاندلاع حرب اهلية‬

‫في إيران‪ .‬وعلى رأسها حدوث اضطرابات‬

‫داخلية في إيران جراء المخاوف من عدم‬

‫حدوث انتقال سلس للسلطة بعد وفاة علي خان‬

‫من اي ال المرشد الاعلى للثورة الايرانية‪ .‬خاصة‬

‫في ظل وجود المحافظ المتشدد ابراهيم رئيسي‬


‫كرئيس لإيران منذ فوزه بالانتخابات الرئاسية‬

‫في يونيو عام الفين وواحد وعشرين‪ .‬حيث‬

‫تتحدث دراسات تحليلية غربية عن توقعات بان‬

‫تصل الاضطرابات في إيران قريبا الى مستوى‬

‫حدوث معركة وحشية عند وفاة خامنئي‬

‫المريض‪.‬‬
‫اذ ان رئيس المقرب من خامنئي والذي تقلد‬

‫مناصب رفيعة عدة ليس مرشحا عاديا لخلافة‬

‫المرشد الاعلى‪ .‬فهو من كان سادين العتبة‬

‫الرضوية في مسقط رأسه مدينة مشهد‪ .‬ولطالما‬

‫طرح وسائل اعلام ايرانية اسمه كخلف للمرشد‪.‬‬

‫ل يتضمن السيطرة السياسية‬


‫ولان هذا المنصب ا‬

‫المطلقة فقط على البلاد‪ ،‬بل بات عملا مربحا‬


‫جدا كونه يسيطر على مصالح اقتصادية‬

‫بمليارات الدولارات‪.‬‬

‫فان النزاع حول منصب المرشد الاعلى الايراني‬

‫سيمتد ليشمل اسماء اخرى لخلافة علي خامنئي‬

‫بينهم نجله مشتبه‪ .‬اذ تفيد انباء ان خامنئي نقل‬

‫بالفعل صلاحياته لمشتبه بعد تدهور حالته‬

‫الصحية‪ .‬فيما يترصد قادة كبار في الحرس‬


‫الثوري الايراني فرصتهم للدخول على خط‬

‫المنافسة في خلافة خامنئي‪ .‬حيث تتحدث‬

‫تقارير اعلامية ان شبكة من متنفذي الحرس‬

‫الثوري وضعت مخططا مسبقا سيطبق فور وفاة‬

‫خامنئي لمنع اي شخص من خارج مؤسسة‬

‫الباسيج من الوصول الى منصب مرشد‪ .‬ما يزيد‬

‫من اواري مخاوف وقوع حرب اهلية قد يسقط‬

‫ويهجر جراءها المدنيون‪ .‬حيث سيسعى الحرس‬


‫الثوري الايراني وفصائل متشددة الى تعزيز‬

‫سيطرتهم على المدن الايرانية‪ .‬ما يعني‬

‫استهداف الناس اعتمادا على توجهاتهم‬

‫السياسية ودعمهم تيارا على حساب اخر‪.‬‬

‫ويبدو ان تنامي الحركات الاحتجاجية في‬

‫ل بروفات بسيطة سيناريو حرب‬


‫إيران ليست ا ا‬

‫اهلية دموية‪ .‬خاصة وان العديد من الايرانيين لا‬


‫يرغبون باستمرار الجمهورية الاسلامية بشكلها‬

‫الحالي‪ .‬ما سيجعلهم في مرحلة لاحقة في‬

‫مواجهة مع متعصبين يؤيدون إيران بشكلها‬

‫الحالي‪ .‬الفقر محرك الحرب‪ .‬اضافة للدوافع‬

‫السياسية نحو اتون الحرب الاهلية‪ .‬تتربع‬

‫المشاكل الاقتصادية التي تلوح في الافق في‬

‫ايران على عرش الاسباب التي تنذر بهذه‬

‫الحرب‪ .‬اذ ان امنيات خامنئي في ان تشهد السنة‬


‫المقبلة حلا لمشاكل اقتصادية في إيران قابلتها‬

‫حقيقة مواجهة ايران بوادر انهيار اقتصادي‪.‬‬

‫مع انخفاض صافي رصيد رأس المال وفق‬

‫بيانات البنك المركزي ايراني‪ .‬ما يبقي الشعب‬

‫الايراني في معاناة مع ازمة اقتصادية ومعيشية‬

‫خانقة‪ .‬تقول السلطة في إيران ان سببها بشكل‬

‫أساسي العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها‬


‫على طهران بعد قرار الرئيس الامريكي السابق‬

‫دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق بشأن‬

‫البرنامج النووي الإيراني في عام الفين وثمانية‬

‫عشر‪ .‬ما يجعل كثيرا من الايرانيين ينتظرون‬

‫الحال حال رفع العقوبات او تخفيفها بأضعف‬

‫الايمان‪ .‬مع امكانية وصول مباحثات فيينا الى‬

‫اتفاق نووي جديد‪ .‬بعد ان بلغت المفاوضات‬

‫مرحلة حاسمة ونهائية‪ .‬في وقت تذهب مراكز‬


‫دراسات اقتصادية وتقارير غربية الى ان مرد‬

‫الفقر في إيران لا يرتبط عضويا بالعقوبات‪.‬‬

‫وانما بفساد متجذر في هيكل سلطة الملالي‪ .‬ما‬

‫يجعل إيران متحضرة بكل الاحو لمواجهة‬

‫مظاهرات واحتجاجات قد تنتهي الى حرب‬

‫ل تملك حل مشاكلها‬
‫اهلية‪ .‬لأنها ببساطة ا‬

‫الاقتصادية المتفاقمة في ظل مصاريف متزايدة‬


‫لتصدير الثورة الاسلامية الشيعية خارج‬

‫حدودها‪ .‬والصرف على الميليشيات المستأجرة‬

‫في سوريا‪ ،‬ولبنان‪ ،‬والعراق واليمن‪ .‬اضافة‬

‫للأنفاق على تمويل برامج تصنيع الاسلحة‬

‫خاصة الصواريخ الباليستية وتخصيب‬

‫اليورانيوم في المفاعل النووي‪ .‬في وقت يعيش‬

‫معظم الايرانيين تحت خط الفقر‪ .‬بينما تعاني‬


‫الاسواق من تضخم غير مسبوق مع انهيار للقوة‬

‫الشرائية‪.‬‬

‫وفي ظل الجوع والفقر والفساد والاقتصاد‬

‫المنكمش الذي تعيش فيه إيران‪ .‬تشير معظم‬

‫توقعات مراكز الدراسات الى إيران ستواجه في‬

‫المدى المنظور حربا اهلية طاحنة‪ .‬خاصة إذا‬

‫احكمت الولايات المتحدة الحصار عليها وقلصت‬


‫من قدرة بنوكها على التعامل مع الاقتصاد‬

‫العالمي الخارجي‪ .‬ما يفاقم الاوضاع الداخلية‬

‫ويزكي من نيران الثورات التي ستظل تشتعل‬

‫مرة بعد اخرى حتى تنهك الحرس الثوري‪ .‬ما‬

‫يعني عجز النظام الايراني عن مواجهة هذه‬

‫الثورات تالية الا بالقمع والحصار والتنكيل‬

‫باستخدام هراوات الحرس الثوري‪ .‬وبالتالي‬

‫وقوع المحظور باندلاع حرب اهلية قد تدمر‬


‫إيران‪ .‬قبل حتى ان تفكر اسرائيل وامريكا‬

‫بضربها‪.‬‬

You might also like