Download as odt, pdf, or txt
Download as odt, pdf, or txt
You are on page 1of 5

‫السالم عليكم ورحمة هللا‬

‫بحث مادة الغتي‪/‬حق هللا عز وجل على عبادة‬

‫الطالب‪/‬حسن عبدالرحمن الريس‬

‫المدرس‪/‬أ‪.‬محمد عبدالعيلم‬

‫الصف ‪3/‬ت‬
‫إن هلل ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬حقوقا ً على عباده‪ ،‬فقد قضى هللا على اإلنسان أن يكون طائعا ً له‪ ،‬مجتنب ا ً لنواهي ه‪،‬‬ ‫حق هللا على عباده َّ‬
‫أن المقصد األعظم من خلق اإلنسان؛ عبادة هللا وتوحيده وأداء حقوقه‪ ،‬وسيتم بيان أهم هذه الحقوق من خالل اآلتيحق هللا على‬ ‫ذلك َّ‬
‫اإليمان به وتوحيده إن من حق هللا ‪-‬تعالى‪ -‬على عباده اإليمان به‪ ،‬أي اإليمان بكل ما أخبرنا به عن نفسه أو أخبرنا عنه النبي ‪-‬صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ -‬من األسماء والصفات‪ ،‬ومنه أن هللا ‪-‬تعالى‪ -‬هو الرازق‪ ،‬وه و المتَّص ف بص فات الكم ال في ذات ه وأفعال ه وأس مائه‬
‫وصفاته‪ ،‬واإليمان بأنَّه ال شريك وال مثيل أو شبيه له‪ ،‬وهو العليم بكل ما كان‪ ،‬وما يكون‪ ،‬وما سيكون‪ ،‬ويعلم ما لم يكن َو َمن لو كان‬
‫رض َشيًئا َوال يَستَطيعونَ فَال تَض ِربوا لِلَّـ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ت َواَأل‬ ‫ك لَهُم ِرزقًا ِمنَ السَّماوا ِ‬ ‫كيف سيكون‪ .‬يقول تعالى‪( :‬يَعبُدونَ ِمن دو ِن اللَّـ ِه ما ال يَملِ ُ‬
‫تعطيل‪ ،‬كما يتض ّمن‬ ‫ٍ‬ ‫تحريف أو‬ ‫ٍ‬ ‫اَألمثا َل ِإ َّن اللَّـهَ يَعلَ ُم َوَأنتُم ال تَعلَمونَ )‪ ،‬ويكون اإليمان بأسماء هللا ‪-‬تعالى‪ -‬وصفاته من غير تشبي ٍه أو‬
‫مور منها‪ :‬اإليمان بوجود هللا؛ وهذا ما أرشدت إلي ه الفط رة والعق ل بش ك ٍل ق اطع‪ .‬اإليم ان بربوبيّت ه وبأنَّه الخ الق‬ ‫اإليمان باهلل عدة ُأ ٍ‬
‫ق سوى هللا تعالى‪ .‬اإليمان بأسمائه وصفاته؛ وذل ك بإثب ات م ا أثبت ه لنفس ه في الكت اب والس نة من‬ ‫الرازق‪ .‬اإليمان بأنَّه ال معبود بح ٍّ‬
‫األسماء والصفات‪ ،‬ونفي ما نفاه عن نفسه‪ .‬أ َّما التوحيد فهو أصل صالح وقبول جميع األعمال‪ ،‬وهو أول ما أوجب هللا ‪-‬تعالى‪ -‬على‬
‫عباده‪ ،‬ولفظ التوحيد من وحَّد؛ أي جعل الشيء واحداً‪ ،‬وال يتحقّق إال بالنفي واإلثبات‪ ،‬فقول ال إل ه إال هللا يتض ّمن نفي األلوهي ة عن‬
‫واع‬
‫غير هللا ‪-‬تعالى‪ -‬مع إثباتها له وحده‪ ،‬وقد ذكر أهل العلم عن طريق البحث واالستقراء في القرآن الكريم والسنة النبوي ة ثالث ة أن ٍ‬
‫للتوحي د‪ ،‬وهي‪ :‬توحي د الربوبي ة ب إفراد هللا ب الخلق وال رزق‪ .‬توحي د اُأللوهي ة ب إفراده ‪-‬س بحانه وتع الى‪ -‬بالعب ادة‪ .‬توحي د األس ماء‬
‫والصفات بإثبات ما أثبته لنفسه ونفي ما نفاه عن نفسه‪ .‬نصرته تعالى قد يُش ِك ُل على البعض فه َم المعنى من نص رة هللا ‪-‬تع الى‪-‬؛ فاهلل‬
‫ولكن المقصود في نصرة هللا ‪-‬تعالى‪ -‬كما جاء في تفس ير قول ه ‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬ع ّز وج ّل‪ -‬ال حاجة له في نُصرة المخلوق؛ فهو الناصر والمعين‪،‬‬
‫أن هللا ‪-‬تعالى‪ -‬أمر المؤم نين بنص رته وذل ك من خالل القي ام بتط بيق تع اليم‬ ‫صرُوا هَّللا َ يَنصُرْ ُك ْم)‪ّ ،‬‬ ‫تعالى‪( :-‬يَا َأيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا ِإن تَن ُ‬
‫ً‬
‫اإلسالم‪ ،‬و بذل الوسع والجهد في تبليغ دعوته ونشرها باإلضافة إلى إعداد أنفسهم للجه اد وقت ال األع داء دفاع ا عن دين ه ‪-‬تع الى‪،-‬‬
‫وض ِمنَ هللا ‪-‬ع ّز وجل‪ -‬لمن يقوم بنصرته أن ييسّر له أسباب النصر في تطبيق دينه وتبليغ ه‪ ،‬و في الغلب ة على أع دائهم في س احات‬ ‫َ‬
‫القتال‪ .‬عبادته سبحانه مفهوم العبادة يمكن تقسيم مفهوم العبادة إلى عام وخ اص على النح و اآلتي‪ ]:‬المفه وم الع ام‪ :‬هي ال تي تظه ر‬
‫بمحبّتة هللا ‪-‬سبحانه‪ -‬وتعظيمه والتذلّل له‪ ،‬والقيام باألوامر واجتناب النواهي بالصورة التي جاءت به ا الش ريعة اإلس المية‪ .‬المفه وم‬
‫الخاص‪ :‬يقول ابن تيمية رحمه هللا‪" :‬هي اس ٌم جام ٌع لكلِّ م ا يُحبُّه هللا ويرض اه من األق وال واألعم ال الباطن ة والظ اهرة؛ ك الخوف‪،‬‬
‫قس م العلم اء العب ادة إلى ن وعين هما‪ :‬العب ادة‬ ‫والخشية‪ ،‬والتو ّكل‪ ،‬والصالة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬والصيام‪ ،‬وغير ذلك من شرائع اإلسالم"‪ .‬وقد َّ‬
‫الكونية‪ :‬حيث تشمل الكون بأسره في خضوعه هلل تعالى‪ .‬العبادة الشرعية‪ :‬وهي خاصة ب المؤمنين ال ذين امتثل وا ألوام ر هللا تع الى‪.‬‬
‫وتكون األعمال التي يقوم بها اإلنسان عبادةً إذا أراد العبد بها االمتث ال ألوام ر هللا ‪-‬تع الى‪ -‬وني ل حبِّه ورض اه‪ ،‬فمن ك انت نيَّت ه في‬
‫إدخال الفرح على قلب أخيه المسلم االستجابة ألمر هللا ‪-‬تعالى‪ -‬كان فعله عبادة‪ ،‬وينطب ق ه ذا المع نى على جمي ع ش ؤون الحي اة من‬
‫ور‬ ‫وسفر‪ ،‬وإقام ٍة‪ ،‬وبذلك تكون النية هي الضابط الدقيق بين العادة والعبادة‪ .‬وتتض ّمن العب ادة على أربع ة أم ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ونوم‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫مأكل‪ ،‬ومشر ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مه ّمة‪ ،‬وهي‪ :‬قول القلب بإيمانه بما أخبر هللا ‪-‬تعالى‪ -‬به عن نفس ه من األس ماء والص فات واألفع ال‪ .‬ق ول اللس ان بال دعوة إلى هللا ‪-‬‬
‫تعالى‪ -‬واإلخبار عنه‪ .‬عمل القلب بالتوكل على هللا‪ ،‬ومحبّته‪ ،‬ورجاء قربه‪ ،‬والخوف من عقابه‪ ،‬وإخالص العبادة له‪ .‬عمل الجوارح‪،‬‬
‫إن العب ادة بمفهومه ا‬ ‫ويكون بالصالة‪ ،‬والصيام‪ ،‬ومساعدة الفقراء‪ ،‬واإلحس ان إلى الن اس‪ ،‬وغيره ا من األعم ال الص الحة وعلي ه ف َّ‬
‫الشامل تتَّسع لِتشمل جميع جوانب الحياة‪ ،‬وليست مقتصرةً على العبادات الشعائرية فقط‪ ،‬فالعب ادة ال تي أراد هللا له ا أن تك ون الغاي ة‬
‫إن للعبادة مجموعةً من الشروط حتى تك ون ص حيحةً ومقبول ةً‪،‬‬ ‫من الخَ لق تستوعب الحياة بجميع جوانبها‪ .‬شروط العبادة ونواقضها َّ‬
‫وهي‪ :‬الشرط األول‪ :‬اإلخالص؛ وهو لبّ الدين وجوهره‪ ،‬ويُعرَّف بأنَّه قصد المعبود وحده والتقرّب إلي ه بالعب ادة دون س واه‪ ،‬ودون‬
‫صحيح؛ أي أن تكونَ قائمةً على‬ ‫ٍ‬ ‫انتظار المدح من الخلق أو كسب الحمد منهم‪ .‬الشرط الثاني‪ :‬فهي أن تكون العبادة مبنيةً على اعتقا ٍد‬
‫ُأ‬
‫ت ِمن َذك ٍر وْ نثى َوهُ َو ُم ِمن ف ولـِئكَ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْؤ‬ ‫َ‬ ‫ُأ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫الص الِ َحا ِ‬ ‫َّ‬ ‫ما جاء به هللا ‪-‬تعالى‪ -‬ورسوله صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬قال تع الى‪َ ( :‬و َمن يَ ْع َم لْ ِمنَ‬
‫وأن محم داَ رس ول هللا‬ ‫ُظلَ ُمونَ نَقِيرًا)‪ .‬الشرط الثالث‪ :‬المتابعة؛ والمقصود من ذلك تحقيق شهادة أن ال إل ه إال هللا ّ‬ ‫يَ ْد ُخلُونَ ْال َجنَّةَ َواَل ي ْ‬
‫ت تمن ع من‬ ‫إن له ا ُمبطال ٍ‬ ‫أن للعب ادة ش روط ص حة ف َّ‬ ‫من خالل العبادة‪ ،‬واتّباع أوامر هللا ‪-‬تعالى‪ -‬ورسوله‪ ،‬واجتن اب نواهيه‪ .‬وكم ا َّ‬
‫َّ‬
‫قَبولها؛ منها‪ ]٩[:‬اإلشراك مع هللا ‪-‬تعالى‪ -‬في العبادة وعبادة غيره معه‪ .‬الر ّدة؛ وهي أن يتخلى المس لم عن دينه‪ .‬الري اء ال ذي يقص د‬
‫المن في العبادة سواء كان على هللا ‪-‬تعالى‪ -‬أو على الخلق‪ ،‬فاهلل غ ن ٌي‬ ‫صاحبه من العبادة وجه هللا مع تحسينها ألجل نظر الناس إليه‪ّ .‬‬
‫ضرُّ ه معصيتهم‪ ،‬ويقصد بالمن أي أن يتح ّدث اإلنسان بما أعطى ويع ّدده على سبيل التقري ع ح تى‬ ‫عن العالمين ال تنفعه طاعتهم وال ت ُ‬
‫ُ‬ ‫هللا‬ ‫ى‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫‪-‬‬ ‫بي‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫والعم‬ ‫ه‬ ‫وتعليم‬ ‫ه‬ ‫كتاب‬ ‫تعلم‬ ‫‪.‬‬ ‫له‬ ‫األذى‬ ‫سبيل‬ ‫على‬ ‫وكذا‬ ‫كذا‬ ‫في‬ ‫إليك‬ ‫أحسنت‬ ‫يؤذي ال ُمعطَى‪ ،‬فيقول مثالً‪ :‬أنا‬
‫َّ‬
‫ب هللاِ فخ ذوا ب ه‪ ،‬فحث علي ه ورغب فيه)‪[،‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫فتمس كوا بكت ا ِ‬ ‫َّ‬ ‫ور‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ك فيكم الثقليْن‪ :‬أ َّولهما‪ :‬كتابُ هللاِ فيه الهدَى والن ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫عليه وسلَّم‪( :-‬إنِّي تار ٌ‬
‫وهذا إن د ّل على شيء‪ ،‬د ّل على أهمية التمسّك بكتاب هللا ‪-‬تعالى‪ -‬والعمل به‪ ،‬لذا ينبغي على المسلم أن يؤدي حق هللا ‪-‬تعالى‪ -‬أيض ا ً‬
‫في تعظيم كتابه‪ ،‬ومن تعظيمه أن يتعلّم علومه‪ ،‬تالوةً‪ ،‬وحفظاً‪ ،‬وتجوي داً‪ ،‬وتفس يراً‪ ،‬وأن يعمل وا به ا‪ ،‬وليس ه ذا فحس ب‪ ،‬ب ل ينبغي‬
‫وفقر‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫وسقم‪ ،‬وغن ًى‬ ‫ٍ‬ ‫دائم ما بين صح ٍة‬ ‫ب ٍ‬ ‫عليه أيضا ً تعليمها للناس‪.‬تعجيل التوبة إليه إن على اإلنسان أن يُع ِّجل في التوبة‪ ،‬فهو في تقلُّ ٍ‬
‫ّ‬
‫تسويف أو تأجي ٍل‪ [،‬وق د ورد لف ظ التوب ة ومش تقاتها في الق رآن الك ريم والس نة‬ ‫ٍ‬ ‫نصوح دون‬ ‫ٍ‬ ‫وفراغ و ُشغ ٍل‪ ،‬فالعاقل من تعجَّل بتوب ٍة‬ ‫ٍ‬
‫علم وحا ٍل وفع ٍل‪ ،‬وتفص يل ذل ك كم ا ي أتي‪ ]:‬العلم‪ :‬وه و معرف ة م ا‬ ‫ّ‬
‫النبوية بشك ٍل كبير؛ ما يشير إلى أه ّميّتها‪ ،‬ويتألف هذا اللفظ من ٍ‬
‫تتسبّب به الذنوب من إقامة الحُجب والحواجز بين العبد وربه‪ .‬الحال‪ :‬حيث إن ارتباط لفظ التوبة بالحال يشير إلى ترك ال ذنب ال ذي‬
‫البَ َسه‪ .‬الفعل‪ :‬وهو قيام العبد بنزع لباس الجفاء ونشر بساط الوفاء‪ ،‬فيقبل على عمل الصالحات وينتهي عن السيئات‪ .‬و ُعرِّ فت التوب ة‬
‫بأنَّها العودة إلى هللا ‪-‬تعالى‪ -‬بفعل ما أمر به واالبتعاد عن ما نهى عنه‪ ،‬وع رّف اإلم ام ابن حج ر التوب ة بأنها‪" :‬ت رك ال ذنب لقبح ه‪،‬‬
‫والندم على فعله‪ ،‬والعزم على عدم العود‪ ،‬ورد المظلمة إن كانت‪ ،‬أو طلب البراءة من صاحبها"‪ ،‬وال ُمتأ ّمل في النفس البشرية يُ درك‬
‫خطاء‪ ،‬مما يتطلّب وجود العالج‪ ،‬فكان في وجوب التوبة في ح ق المس لمين خ ير عالج‪.‬‬ ‫مدى حاجة الناس للتوبة‪ ،‬فاإلنسان بطبيعته ّ‬
‫أن التوبة فرضٌ على المؤم نين‪ ،‬وهي ف رضٌ على األعي ان‬ ‫ّ‬
‫يقول اإلمام القرطبي ‪-‬رحمه هللا‪ -‬في وجوب التوبة‪" :‬واتفقت األمة على َّ‬
‫أخير‪ ،‬ومم ا يؤ ّك د على‬ ‫ٍ‬ ‫ويف أو ت‬‫ٍ‬ ‫في ك ِّل األحوال وك ِّل األزمان"‪ ،‬وعلى التائب أن يُسارع في الرجوع إلى هللا ‪-‬تع الى‪ -‬من غ ير تس‬
‫َّ‬
‫وب ِإ اللـهُ‬ ‫اَّل‬ ‫أهمية تعجيل التوبة قوله تعالى‪َ ( :‬والَّ ِذينَ ِإ َذا فَ َعلُوا فَا ِح َشةً َأوْ ظَلَ ُموا َأنفُ َسهُ ْم َذ َكرُوا اللَّـهَ فَا ْستَ ْغفَرُوا لِذنُوبِ ِه ْم َو َمن يَ ْغفِ ُر ال ذنُ َ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ُص رُّ وا َعلَ ٰى َم ا فَ َعلُ وا َوهُ ْم يَ ْعلَ ُم ون)‪ .‬أداء فرائض ه إن من حق وق هللا ‪-‬تع الى‪ -‬على عب اده قي امهم ب أداء الف رائض‪ ،‬وأهم ه ذه‬ ‫َولَ ْم ي ِ‬
‫ً‬
‫ت في اليوم والليلة‪ ،‬وأيضا من الف رائض‬ ‫الفرائض وأعظمها عند هللا الصالة‪ ،‬وقد أوجبها هللا ‪-‬تعالى‪ -‬على عباده بمقدار خمس صلوا ٍ‬
‫ق هللا على عب اده ص وم رمض ان‪ ،‬ومن الج دير‬ ‫أداء الزكاة؛ وهي ما يؤخذ من أم وال أغني اء ال ُمس لمين ويُ رَّد إلى فق رائهم‪ .‬ومن ح ّ‬
‫ّ‬
‫أن الصوم من العبادات التي اختَّص هللا بها من بين سائر العب ادات؛ لم ا في ه من اإلخالص‪ ،‬فهي من العب ادات ال تي ال يطل ع‬ ‫بالذكر َّ‬
‫عليها الناس بل هي خاصّة بين العبد وربّه‪ ،‬أ َّما فريضة الحج فهي واجبةٌ على من ملك الزاد والراحلة‪ .‬الص بر إن عب ادة الص بر من‬
‫زع على قض اء هللا وق دره‪،‬‬ ‫اعتراض أو ج ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫العبادات التي ال يُدرك فضلها إال قلّة من العباد الذين صبروا على أقدار هللا ‪-‬تعالى‪ -‬دون‬
‫ق على النفس البشرية‪ ،‬وتحتاج إلى ش ي ٍء من‬ ‫وللصبر ثالثة أنواع‪:‬النوع األول‪ :‬فهو الصبر على طاعة هللا عز وجل‪ ،‬فالطاعة قد تش ُّ‬
‫الصبر والجلد‪ .‬الن وع الث اني‪ :‬فه و الص بر على مح ارم هللا‪ ،‬ويتمثَّل في ك فِّ النفس عم ا ح رَّم هللا؛ للف وز برض ا هللا وس عادة ال دنيا‬
‫بر‪ .‬التو ّك ل‬ ‫كر أو مؤلم ةً تحت اج إلى ص ٍ‬ ‫واآلخرة‪ .‬النوع الثالث‪ :‬وهو الصبر على أقدار هللا سواء كانت أقداراً مالئم ةً تحت اج إلى ش ٍ‬
‫إن يقين المؤمن بما أخبر هللا ‪-‬تعالى‪ -‬به وكأنَّه يراه بعين ه يُثم ر التوك ل على هللا‪ ،‬وه و ص دق اعتم اد القلب على هللا ‪-‬‬ ‫عليه ومحبته َّ‬
‫وألن التّوك ل على هللا ‪-‬س بحانه‪ -‬من أعم ال القل وب؛ فق د تع ّددت‬ ‫ّ‬ ‫ُأ‬
‫تعالى‪ -‬في جلب المصالح ودفع المضار من مور الدنيا واآلخ رة‪،‬‬
‫اتّجاهات أه ل العلم من الس لف الص الح في تعريفه ا‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬ع رّف ابن عب اس ‪-‬رحم ه هللا‪ -‬التوك ل بالثق ة باهلل‪ .‬ع رّف عب د هللا‬
‫الخريبي التوكل بأنه حسن الظن باهلل‪ .‬قال الحسن رضي هللا عنه‪" :‬هو الرضا عن هللا عز وجل"‪ .‬عرّفه ابن حجر ‪-‬رحمه هللا‪ -‬فق ال‪:‬‬
‫"هو قطع النظر عن األسباب بعد تهيئة األسباب"‪ .‬قال ابن الجوزي رحمه هللا‪" :‬هو تفويض األمر إلى هللا؛ ثقة بحس ن ت دبيره"‪َّ .‬‬
‫وإن‬
‫من ثمرات التوك ل تحقي ق اإليم ان‪ ،‬فالتوك ل من أهم وأعظم عناص ر وش روط اإليم ان باهلل تع الى‪ ،‬وال يتم اإليم ان إال ب ه‪ ،‬كم ا إن‬
‫التوكل يُثمر ارتياحا ً في النفس وطمأنينةً في القلب‪ ،‬ويكفي هللا ‪-‬سبحانه‪ -‬من تو ّكل عليه جميع شؤون حيات ه‪ ،‬فه و ‪-‬س بحانه وتع الى‪-‬‬
‫أن التوك ل على هللا ‪-‬تع الى‪ -‬ال يتع ارض م ع األخ ذ باألس باب‪،‬‬ ‫حسبه‪ ،‬وهو أمان الخائفين وملج أ الع المين‪.‬وال ب د من اإلش ارة إلى َّ‬
‫فالتوكل يستند إلى أمرين‪ :‬الثقة باهلل مع االعتماد عليه‪ ،‬باإلضافة إلى األخذ باألسباب‪ ،‬والمؤمن يأخذ باألسباب باعتبارها سنن هللا في‬
‫خلقه دون االعتماد عليها وتظهر محبة هللا ‪-‬تعالى‪ -‬في تعظيمه ورجاء عفوه ومغفرت ه والخ وف من عذاب ه‪ ،‬فهي من أعم ال القل وب‬
‫التي تُع ُّد من ُأصول الشريعة اإلسالمية التي يكتمل به ا اإليم ان‪ ،‬أ َّما عن حكمه ا فهي واجب ة بإجم اع ال ُمس لمين‪ .‬ح ق الرس ول على‬
‫المسلمين لقد أرسل هللا ‪-‬تعالى‪ -‬لك ّل أمة رسوالً‪ ،‬وبعث الرسول محمد ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬برسالة اإلسالم للناس كافّة‪ ،‬وقد ضحّى‬
‫ق نبيّهم‪ ،‬تنفيذاً ألمر هللا ‪-‬تع الى‪ -‬وش كراً ل ه على م ا ق ّدم‪ ،‬وس نقوم‬ ‫الرسول الكريم إليصال هذه الرسالة؛ فعلى المسلمين أن يؤدوا ح ّ‬
‫ببيان هذه الحقوق فيما يأتي‪ :‬اإليمان به واتباعه يع ّد اإليمان بالرس ول ‪-‬ص لى هللا علي ه وس لم‪ -‬من أرك ان اإليم ان ال تي أوجب هللا ‪-‬‬
‫رض ال ِإلـهَ ِإاّل‬‫ِ‬ ‫ت َواَأل‬‫ك السَّماوا ِ‬ ‫تعالى‪ -‬على عباده اإليمان بها‪ ،‬قال تعالى‪( :‬قُل يا َأيُّهَا النّاسُ ِإنّي َرسو ُل اللَّـ ِه ِإلَي ُكم َجميعًا الَّذي لَهُ ُمل ُ‬
‫ُميت فَآ ِمنوا بِاللَّـ ِه َو َرسولِ ِه النَّبِ ِّي اُأل ِّم ِّي الَّذي يُؤ ِمنُ بِاللَّـ ِه َو َكلِماتِ ِه َواتَّبِع وهُ لَ َعلَّ ُكم تَهتَ دون)‪ .‬ويك ون اإليم ان ب ه باالعتق اد‬ ‫هُ َو يُحيي َوي ُ‬
‫ّ‬
‫بأن رسالته حق من عند هللا تعالى‪ ،‬على أن يكون هذا التصديق بالقلب واللس ان‪ ،‬ويك ون اتباع ه نتيج ة محب ة هللا تع الى‪ ،‬وال‬ ‫ٌ‬ ‫الجازم َّ‬
‫يُثمر هذا االتّباع إال إذا كان بقناع ٍة ورضا‪ ،‬والواجب على المسلم أن يتّبع سنة النبي ‪-‬صلى هللا علي ه وس لم‪ -‬ويقتفي أث ره في العقي دة‬
‫والعبادة والسلوك؛ للفوز يوم القيامة برضا هللا ‪-‬تعالى‪ -‬ومغفرت ه ورض وانه‪ .‬محبت ه وتعظيم ه إن م ا يبعث على محبّ ة رس ول هللا ‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ -‬وتعظيمه محبّة هللا ‪-‬تعالى‪ -‬له وموافقة أمره ‪-‬سبحانه‪ -‬ومراده في ذلك‪ ،‬فال يستوي وال يقوم إيمان العبد باهلل إال‬
‫بمحبة رسوله‪ ،‬ولِما كان منه ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬من شدة محبته ُأل ّمته‪ ،‬وكثرة دعائه لهم بالخير‪ ،‬وتح ّمله مش اق ال دعوة في س بيل‬
‫نشر اإلسالم‪ ،‬ومحبة النبي واجبة‪ ،‬فهي أص ٌل من أصول هذا الدين الحنيف‪ [.‬ومن مظ اهر محبّت ه ‪-‬ص لى هللا علي ه وس لم‪ -‬إيث ار م ا‬
‫يُحبّه على ما يُحب العبد‪ ،‬واإلكثار من ذكره‪ ،‬والشوق إليه‪ ،‬ويتحقّ ق تعظيم الن بي ‪-‬ص لى هللا علي ه وس لم‪ -‬بتق ديم محبّت ه على الوال د‬
‫والولد والناس أجمعين‪ ،‬وقد فاز الص حابة ‪-‬رض وان هللا عليهم‪ -‬بلق اء الن بي ‪-‬ص لى هللا علي ه وس لم‪ -‬فك ان لهم النص يب األك بر من‬
‫محبّته‪ ،‬وعندما سُئل علي بن أبي طالب عن محبّتهم للنبي ‪-‬صلى هللا عليه وس لم‪ -‬أج اب‪" :‬ك ان وهللا أحبَّ إلين ا من أموالن ا وأوالدن ا‬
‫إن محبة صحابة النبي ‪-‬صلى هللا علي ه وس لم‪ -‬من حق وق‬ ‫وآبائنا وُأمهاتنا‪ ،‬ومن الماء البارد على الظمأ"‪ .‬محبة أهل النبي وأصحابه َّ‬
‫ات‬ ‫النبي على المسلمين‪ ،‬فال يُمكن أن يجتمع في قلب العبد حب النبي وبغض أصحابه‪ ،‬كما أن جميع الص حابة بإجم اع المس لمين ثق ٌ‬
‫والترض ي عليهم‪ ،‬م ع االهت داء بهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عدولٌ‪ ،‬وهم خير اُأل ّمة بعد النبي صلى هللا علي ه وس لم‪ ،‬ومن حق وقهم على المس لمين محبَّتهم‪،‬‬
‫واالقتداء ب ُسنَّتهم‪ ،‬والدفاع عنهم وعن ُأمهات المؤمنين رضي هللا عنهم جميعا ً‪ .‬الصالة عليه إن الصالة والسالم على النبي ‪-‬صلى هللا‬
‫ؤمن ومؤمن ٍة‪ ،‬وفيه ا الخ ير واألج رالعظيم‪ ،‬ومن ثم رات الص الة عليه‪ [:‬االس تجابة ألم ر هللا تع الى‪.‬‬ ‫عليه وسلم‪ -‬واجبةٌ على ك ِل م ٍ‬
‫موافقة المالئكة فيها‪ .‬ينال المسلم بك ّل صالة على النبي عشر صلوات من هللا ع ّز وجل‪ .‬كفاية المكثر من الصالة على النبي ما أه ّمه‪.‬‬
‫ت‪ ،‬ويُرفع‬ ‫حط عنه بها عشر سيئا ٍ‬ ‫ت‪ ،‬كما تُ ُّ‬ ‫ر ّد الحبيب المصطفى الصالة والسالم على من صلّى عليه ‪ .‬نيل ال ُمصلّي عليه عشر حسنا ٍ‬
‫عشر درجات‪ .‬سببٌ في الشفاعة وفي مغفرة الذنوب والقرب من هللا ‪-‬تعالى‪ -‬يوم القيامة وني ل رحمت ه ورض وانه‪ .‬ال دفاع عن س نته‬
‫ق النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬على المسلمين حرصهم على الدفاع عن سنّته‪ ،‬والقي ام ب َر ِّد الش بهات الباطل ة‪ ،‬فمن‬ ‫ونشرها إن من ح ِّ‬
‫ّ‬
‫فإن دعوى حبِّه باطلة‪ ،‬ويكون الدفاع عن السنة باتباعها‪ ،‬وإماتة البدع‬ ‫ّ‬
‫ا ّدعى حبَّ النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬دون الغَيرة على سنته َّ‬
‫ب إليها‪.‬‬ ‫د تُنس‬ ‫تي ق‬ ‫الالت ال‬ ‫والض‬

‫قبل الحديث عن حق هللا وحق الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬جدير بالذكر َّ‬
‫إن الحق في‪ ‬اللغة العربية‪ ‬هو الشيء الثابت ال ذي ال يمكن‬
‫إنكاره أو تبديله‪ ،‬وهو خالف وعكس الباطل‪ ،‬أ َّما في االصطالح فالحقوق في اإلس الم هي األش ياء ال تي نصَّ ال دين اإلس المي على‬
‫وجوب أدائها وعدم التهاون أو التفريط بها أبدًا‪ ،‬ففي أدائها تتحقق جملة من المصالح الدينية األخروية والدنيوية‪ ،‬والتفريط بها ي ؤدي‬
‫إلى التفريط بهذه المصالح‪ ،‬لذلك ينبغي أداء الحقوق المفروضة على المسلم جملة وتفصياًل سواء ك انت ه ذه الحق وق م ع هللا أو م ع‬
‫إن أعظم الحق وق في اإلس الم وأج درها بحس ن األداء وأحقُّه ا‬ ‫ك في ه أب دًا َّ‬ ‫وإن مما ال ش َّ‬ ‫الرسول صلَّى هللا عليه وسلَّم أو مع الناس؟ َّ‬
‫ق هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬حق هللا الخالق الذي فط ر الس ماوات واألرض وال ذي خل ق اإلنس ان في أحس ن تق ويم‪،‬‬ ‫بالسعي للتحقيق هو ح ُّ‬
‫ق ُك ِّل َش ْي ٍء َوه َُو َعلَى ُكلِّ َش ْي ٍء َو ِكي ٌل‬ ‫ق المخلوقات‪ ،‬قال تعالى في سورة الزمر‪“ :‬هَّللا ُ َخالِ ُ‬ ‫ق خالقه قبل ح ِّ‬ ‫واألولى أن يؤدي اإلنسان ح َّ‬
‫ك هُ ُم ْالخ ِ‬ ‫ُأ‬
‫ق هللا تع الى‬ ‫َاسرُونَ ”ومن أهم الحقوق التي يجب أداؤها بع د ح ِّ‬ ‫ت هَّللا ِ ولَِئ َ‬
‫ض َوالَّ ِذينَ َكفَرُوا بِآيَا ِ‬ ‫ت َواَأْلرْ ِ‬ ‫* لَهُ َمقَالِي ُد ال َّس َما َوا ِ‬
‫هو حق الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فالرسول هو المبعوث من عند رب العالمين‪ ،‬ومن أدى حقوق الرسول فقد فاز برضى هللا ج َّل‬
‫وعال‪ ،‬ومن لم يؤ ِد حقوق خير البشر نال سخطًا وغضبًا من هللا تعالى‪ ،‬وفيما سيأتي تفصيل في حق هللا وحق الرسول صلى هللا عليه‬
‫إن أعظم الحقوق وأهمها ه و ح ق هللا تع الى ال ذي خل ق اإلنس ان وأوج ده من الع دم‪ ،‬وال ذي أخرج ه من ظلم ات‬ ‫وسلم في اإلسالم‪َّ .‬‬
‫ُأ‬
‫عوالمه األولى إلى الحياة الدنيا في أحسن خل ق‪ ،‬ق ال تع الى في‪ ‬الق رآن الك ريم‪َ “ :‬وهَّللا ُ َأ ْخ َر َج ُك ْم ِم ْن بُطُ و ِن َّمهَ اتِ ُك ْم اَل تَ ْعلَ ُم ونَ َش ْيًئا‬
‫إن ح ق هللا تع الى يتلَّخص في العب ادة والطاع ة‪ ،‬ف أن ي ؤدي‬ ‫ْص ا َر َواَأْل ْفِئ َدةَ لَ َعلَّ ُك ْم ت َْش ُكرُونَ ”‪ ‬وج دير ب القول َّ‬ ‫الس ْم َع َواَأْلب َ‬‫َو َج َع َل لَ ُك ُم َّ‬
‫ق العبادة وأاَّل يشرك به شيًئا‪ ،‬وهو أمر إلهي صريح ومباشر‪ ،‬ذكره هللا صراحة في قول ه‪َ “ :‬وا ْعبُ دُوا‬ ‫ق هللا اي أن يعبده ح َّ‬ ‫اإلنسان ح َّ‬
‫ق وفرض واجب على ك ِّل إنسان في كلِّ زم ان ومك ان‪.‬‬ ‫ق هللا على العباد أن يعبدوهُ وأن يطيعوه‪ ،‬وهو ح ُّ‬ ‫هَّللا َ َواَل تُ ْش ِر ُكوا بِ ِه َش ْيًئا”‪ ‬فح ُّ‬
‫ق وف رض إلهي يجب على اإلنس ان أن يؤدي ه‪ ،‬وه و دين ينبغي س داده‪،‬‬ ‫فالعبادة ليست من األشياء التي يُخيَّر اإلنسان بها‪ ،‬بل هي ح ُّ‬
‫َّ‬
‫صلى هللاُ عليه وسل َم‪ -‬علَى‬ ‫َّ‬ ‫ت ِر ْدفَ النب ِّي ‪َ -‬‬ ‫وقد جاء في صحيح السنة النبوية الشريفة عن معاذ بن جبل ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬أنَّه قال‪ُ “ :‬ك ْن ُ‬
‫ق‬‫إن َح َّ‬ ‫ال‪ :‬ف َّ‬ ‫ُ‬
‫لت‪ ُ :‬و َرس ولهُ أ ْعلَ ُم‪ ،‬ق َ‬ ‫هَّللا‬ ‫العبا ِد علَى هَّللا ِ؟‪ ،‬ق ُ‬
‫ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫ق هَّللا ِ علَى ِعبا ِد ِه‪ ،‬وما َح ُّ‬ ‫فقال‪ :‬يا ُمعا ُذ‪ ،‬هلْ تَ ْد ِري َح َّ‬ ‫مار يُقا ُل له ُعفَ ْيرٌ‪َ ،‬‬ ‫ِح ٍ‬
‫ول ِ أفَال‬‫هَّللا‬ ‫لت‪ :‬ي ا َرس َ‬ ‫ُ‬
‫ك‪ ‬ب ه‪ ‬ش يًئا‪ ،‬فَق ُ‬ ‫ْ‬
‫ب َمن ال يُش ِر ُ‬ ‫ِّ‬
‫أن‪ ‬ال يُ َع ذ َ‬ ‫هَّللا‬
‫ق ال ِعب ا ِد علَى ِ‪ْ  ‬‬ ‫ْ‬
‫أن‪ ‬يَ ْعبُدُوهُ‪ ‬وال‪ ‬يُش ِر ُكوا‪ ‬ب ه‪ ‬ش يًئا‪ ،‬و َح َّ‬ ‫هَّللا ِ علَى ال ِعبا ِد‪ْ  ‬‬
‫اس؟ قا َل‪ :‬ال تُبَ ِّشرْ هُ ْم‪ ،‬فَيَتَّ ِكلُوا”‪ .‬وأساس العبادة في اإلسالم هو التوحيد‪ ،‬لهذا يُع ُّد التوحي د األس اس األول ال ذي ي ؤدِّي من‬ ‫ُأبَ ِّش ُر‪ ‬به‪ ‬النَّ َ‬
‫ق هللا تعالى‪ ،‬فبالتوحيد أنزل هللا الرسل وبه أمر الناس‪ ،‬والتوحيد أساس الدين وأوله وآخره وما ظهر منه وما بطن‪،‬‬ ‫خالله اإلنسانُ ح َّ‬
‫وبه بدأ الدين وإليه ينتهي‪ ،‬وبالتوحيد يكون المسلم مسل ًما والكافر كاف ًرا‪ .‬ومن مظاهر أداء حق هللا تعالى أن ينظر اإلنسان ألوام ر هللا‬
‫بعين العارف الفاهم الراغب بأداء هذه األوامر مهما كلَّف أداؤها من عناء ومشقة‪ ،‬وأن ينفذ م ا أم ر هللا ب ه وأن يجتنب نواهي ه‪ ،‬وأن‬
‫يتق َّر ب إلى هللا تعالى بالفرائض والنوافل‪ ،‬وأن يؤدي العبادات كاملة من صالة وصيام وزكاة‪ ‬وحج‪ ‬وغيرها‪ ،‬وأن يداوم على ذك ر هللا‬
‫تعالى في ك ِّل وقت وحين‪ ،‬وأن يؤمن بالقضاء والقدر خيره وش ِّر ه‪ ،‬وأن يجعل هللا تعالى مالذه وأمنه في الشدائد والمصائب وأن يلجأ‬
‫إن من أعظم‬ ‫بأن هللا تعالى وحده الق ادر على اس تجابة ال دعاء وتف ريج الهم‪ ،‬وهللا تع الى أعلم‪َّ .‬‬ ‫إليه ويتضرَّع إليه وهو مؤمن وموقن َّ‬
‫ق اإليمان واإليم ان برس الته ال تي أداه ا ص لَّى هللا علي ه وس لَّم‪،‬‬ ‫الحقوق التي يجب على المسلم أن يؤديها تجاه نبيه هي اإليمان به ح َّ‬
‫ور الَّ ِذي َأنزَ ْلنَا َوهَّللا ُ بِ َما تَ ْع َملُ ونَ خَ بِ يرٌ”‪ ‬وأن يك ون ه ذا‬ ‫فاإليمان برسول هللا أمر إلهي ورد في قوله تعالى‪“ :‬فَآ ِمنُوا بِاهَّلل ِ َو َرسُولِ ِه َوالنُّ ِ‬
‫اإليمان مرتبطً ا بالعمل‪ ،‬فيسعى اإلنسان إلى معرفة سيرة الرسول وشمائله ونشرها وتعليمها للناس‪ ،‬وأن يحق ق اإلنس ان من اإليم ان‬
‫بالرسول غاية المحبة التي تكون بامتالء القلب بالحب واالمتنان للن بي ال ذي أدى الرس الة على خ ير وج ه وأحس ن ح ال األدب م ع‬
‫الرسول‬
‫ومن حقوق الرسول صلى هللا عليه وسلم األدب معه‪ ،‬ويكون األدب بتعزيز الرسول وتوقيره واحترامه مكانه ومنزلته العظيمة‪ ،‬قال‬
‫سولِ ِه َوتُ َع ِّز ُروهُ َوت َُوقِّ ُروهُ”‪ ‬ومعنى التعزيز أي التعظيم واإلجالل‪ ،‬والتوقير هو االحترام واإلكرام‬
‫تعالى‪“ :‬لِتُْؤ ِمنُوا ِباهللِ َو َر ُ‬
‫ك أن رأس األدب مع الرسول يكون باإليمان به واتباع أوامره وقَبول وتصديق ك ِّل ما جاء به‪ ،‬وتجب اإلشارة هُنا‬ ‫والعرفان‪ ،‬وال ش َّ‬
‫أن األدب مع الرسول بعد وفاته الزم وواجب كما كان واجبًا على الصحابة في حياة الرسول‪ ،‬ومن صور األدب مع الرسول‬ ‫إلى َّ‬
‫الصالة عليه‪ ،‬أي أاَّل يُذكر اسم الرسول إاَّل ويصلِّي عليه من ذكره ومن سمع ذك َرهُ عليه الصَّالة والسَّالم‪ ،‬وأاَّل يُذكر اسم الرسول‬
‫محمد مج ّردًا‪ ،‬بل أن يذكر بوصف النبوة والرسالة‪ ،‬كأن يُقال‪ :‬النبي محمد أو الرسول محمد‪ ،‬وال يُقال‪ :‬محمد فقط‪ ،‬وهذه من‬
‫األمور التي دعا إليها هللا تعالى من باب تعظيم الرسول وتكريمه‪ ،‬وهللا أعلم‬

‫^‪ , www.alukah.net ‬حق هللا تعالى على عباده (‪2020-07-22 , )1‬‬


‫‪ ^.1‬النحل ‪ ,‬اآلية ‪78‬‬
‫‪ ^.2‬النساء ‪ ,‬اآلية ‪36‬‬
‫‪ ^.3‬صحيح البخاري ‪ ,‬البخاري‪/‬معاذ بن جبل‪2856/‬‬
‫‪ , binbaz.org.sa ^.4‬باب حق هللا على العباد وحق العباد على هللا‪2020-07-22 , ‬‬
‫‪ ^.5‬التغابن ‪ ,‬اآلية ‪8‬‬
‫‪ , www.islamweb.net ^.6‬من حقوق النبي صلى هللا عليه وسلم‪2020-07-22 , ‬‬
‫‪ ^.7‬الفتح ‪ ,‬اآلية ‪9‬‬
‫‪ , www.almrsal.com ^.8‬حق هللا وحق الرسول‪2020-07-22 , ‬‬
‫^ أ ب يحيى الزهراني‪ ،‬حق هللا تعالى على عباده‪ ،‬الرياض‪-‬السعودية‪ :‬دار القاسم‪ ،‬صفحة ‪ .17-16‬بتصرّف‪ ↑ .‬سورة النحل‪ ،‬آية‪:‬‬
‫‪ ↑ .74-73‬محمد العثيمين‪ ،‬فقه العبادات‪ ،‬المنصورة‪ :‬مكتبة اإليمان‪ ،‬صفحة ‪ .12-8‬بتصرّف‪ ↑ .‬سورة محمد‪ ،‬آية‪ ↑ 7:‬مجموعة من‬
‫المؤلفين (‪ ،)1993‬التفسير الوسيط مجمع البحوث (الطبعة ‪ ،)1‬صفحة ‪ ،951‬جزء ‪ .9‬بتصرّف‪ ↑ .‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬كتاب‬
‫فتاوى واستشارات اإلسالم اليوم‪ ،‬صفحة ‪ .66‬بتصرّف‪ ^ .‬أ ب محمد العثينمين‪ ،‬فقه العبادات‪ ،‬المنصورة‪ :‬مكتبة اإليمان‪ ،‬صفحة ‪.6‬‬
‫بتصرّف‪ ^ .‬أ ب ت سليمان العثيم‪ ،‬العبادة تعريفها‪ ،‬أركانها‪ ،‬أركانها‪ ،‬شروطها‪ ،‬مبطالتها‪ ،‬السعودية‪ :‬دار القاسم‪ ،‬صفحة ‪.18-16‬‬
‫بتصرّف‪ ^ .‬أ ب سليمان العثيم‪ ،‬العبادة تعريفها‪ ،‬أركانها‪ ،‬شروطها‪ ،‬مبطالتها‪ ،‬السعودية‪ :‬دار القاسم‪ ،‬صفحة ‪ .57-41‬بتصرّف‪↑ .‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬آية‪ ↑ .124 :‬رواه البيهقي‪ ،‬في شعب اإليمان‪ ،‬عن زيد بن أرقم‪ ،‬الصفحة أو الرقم‪ ،802:‬ثابت‪ ↑ .‬سعيد القحطاني (‬
‫‪ ،)1421‬كتاب فقه الدعوة في صحيح اإلمام البخاري (الطبعة ‪ ،)1‬صفحة ‪ ،63‬جزء ‪ .1‬بتصرّف‪ ↑ .‬يحيى الزهراني‪ ،‬حق هللا تعالى‬
‫على عباده‪ ،‬السعودية‪ :‬دار القاسم‪ ،‬صفحة ‪.20‬بتصرف‪ ^ .‬أ ب يوسف العيسى (‪ ،)1999-1998‬التوبة وآثارها التربوية‪ ،‬االردن‪:‬‬
‫جامعة اليرموك‪ ،‬صفحة ‪ .12-11‬بتصرّف‪ ^ .‬أ ب يوسف العيسى (‪ ،)1999-1998‬التوبة وآثارها التربوية‪ ،‬االردن‪ :‬جامعة‬
‫اليرموك‪ ،‬صفحة ‪ .23-22‬بتصرّف‪ ↑ .‬سورة آل عمران‪ ،‬آية‪ ^ .135 :‬أ ب ت يحيى الزهراني‪ ،‬حق هللا تعالى على عباده‪ ،‬تبوك‪:‬‬
‫دار القاسم‪ ،‬صفحة ‪ .28-25‬بتصرّف‪ ↑ .‬يحيى الزهراني‪ ،‬حق هللا تعالى على عباده‪ ،‬السعودية‪ :‬دار القاسم‪ ،‬صفحة ‪.34-33‬‬
‫بتصرّف‪ ↑ .‬د‪ .‬عبد هللا بن عمر (‪ ،)2011‬التوكل على هللا تعالى وعالقته باألسباب (الطبعة الثالثة)‪ ،‬مصر‪ :‬دار الهدي النبوي‪،‬‬
‫صفحة ‪ .18-16‬بتصرّف‪ ↑ .‬د‪ .‬عبد هللا الدميجي (‪1432‬هـ ‪2011 -‬م)‪ ،‬التوكل على هللا تعالى وعالقته باألسباب (الطبعة الثالثة)‪،‬‬
‫مصر‪ :‬دار الهدي النبوي‪ ،‬صفحة ‪ .111-109‬بتصرّف‪ ↑ .‬محمد المنجد (‪ ،)1430‬التوكل‪ ،‬السعودية‪ :‬مجموعة زاد للنشر‪ ،‬صفحة‬
‫‪ .14‬بتصرّف‪ ↑ .‬محمد المنجد (‪ ،)2009‬المحبة (الطبعة االولى)‪ ،‬السعودية‪ :‬مجموعة زاد للنشر‪ ،‬صفحة ‪ .10-9‬بتصرّف‪↑ .‬‬
‫سورة األعراف‪ ،‬آية‪ ^ .158 :‬أ ب يحيى الزهراني‪ ،‬حق النبي صلى هللا عليه وسلم على ُأمته‪ ،‬السعودية‪ :‬دار القاسم‪ ،‬صفحة ‪-22‬‬
‫‪ .23‬بتصرّف‪ ↑ .‬يحيى الزهراني‪ ،‬حق النبي صلى هللا عليه وسلم على ُأمته‪ ،‬السعودية‪ :‬دار القاسم‪ ،‬صفحة ‪ .30-28‬بتصرّف‪↑ .‬‬
‫محبة النبي صلى هللا عليه وسلم وتعظيمه (‪ ،)2006‬عبد هللا الخضيري‪ ،‬عبد اللطيف الحسن (الطبعة االولى)‪ ،‬الرياض‪ :‬مجلة‬
‫البيان‪ ،‬صفحة ‪ .57-56‬بتصرّف‪ ↑ .‬يحيى الزهراني‪ ،‬حق النبي صلى هللا عليه وسلم على ُأمته ‪ ،‬السعودية‪ :‬دار القاسم‪ ،‬صفحة ‪-24‬‬
‫‪ .25‬بتصرف‪ ^ .‬أ ب ت عبد هللا الخضيري‪ ،‬عبد اللطيف الحسن (‪ ،)2006‬محبة النبي صلى هللا عليه وسلم وتعظيمه (الطبعة‬
‫االولى)‪ ،‬الرياض‪ :‬مجلة البيان‪ ،‬صفحة ‪ .81-79‬بتصرّف‪ ^ .‬أ ب يحيى الزهراني‪ ،‬حق النبي صلى هللا عليه وسلم على ُأمته‪،‬‬
‫السعودية‪ :‬دار القاسم‪ ،‬صفحة ‪ .39-37‬بتصرّف‪ ↑ .‬عبد الحميد بن باديس (‪ ،)2006‬الصالة على النبي (الطبعة االولى)‪ ،‬مكتبة ابن‬
‫باديس‪ ،‬صفحة ‪ .19-16‬بتصرّف‪.‬‬

You might also like