Professional Documents
Culture Documents
سلم المتعلم المحتاج إلى معرفة رموز المنهاج
سلم المتعلم المحتاج إلى معرفة رموز المنهاج
سلم المتعلم المحتاج إلى معرفة رموز المنهاج
تصنيف
الفقيه المحقق السيد أحمد ميقري شميلة األهدل
اعتنى به
محمد الحبيشي, اهلل عبد فهد
1
بسم اهلل الرمحن الرحيم
احلمد هلل رب العاملني ،والصالة والسالم على سيدنا حممد ،وعلى آله وصحبه
وسلم وبعد.
فإن عطاء هذه األمة معني ال ينضب ،وإن تراثها الفقهي لثري يغنيها عن
التكفف على موائد اآلخرين .
وإن من أوجه عظمة هذا الدين أن سخر اهلل خلدمته رجاالً أنفقوا الغايل
والرخيص يف سبيل احملافظة عليه ،وتبيينه وتعليمه ،والغوص يف دقائقه واالستنباط من
نصوصه ،وتقدمي جهدهم هذا سهالً ميسوراً ملريدي تعلمه وتعليمه ،وطاليب التفقه يف
دين اهلل عز وجل.
وقد كان من أهم ما حوته مكتبتنا الفقهية ،كتاب (منهاج الطالبني) ملؤلفه اإلمام
حيىي بن شرف النووي رمحه اهلل ،والذي يعد من أهم كتب اإلمام ،والذي يشتمل
على الكثري من املسائل اليت يكثر دوراهنا وتتكرر يف حياتنا اليومية،الفردية أو
اجملتمعية ،واليت تصل تعداد مسائله منطوقاً إىل سبعني ألف مسألة ،أما مع ااملسائل
املفهومة فأكثر من ذلك بكثري.
هذا وقد اختصر اإلمام النووي كتابه (املنهاج) من كتاب (احملرر) لإلمام الرافعي
رمحه اهلل تعاىل .
ولعظم أمهية هذا الكتاب فقد اهتم به العلماء وطالب العلم ،إذ صار مرجعاً
للمفتني وعمدة للمتفقهني .
وقد توالت العديد من الكتب والرسائل واألحباث اليت خدمت هذا الكتاب عرب
العصور التالية ،واليت اختلفت أغراضها ،وتنوعت أشكاهلا وأساليبها بني شرح،
وحاشية وتعليق ،وذكر أدلة ،وإيضاح مشكل ،وتبيني غريب ،واستدراك ،واختصار،
ونظم وغريها.
ومنها ما هو موسوعي ،وما هو خمتصر ،وما هو بينهما ،ومنها ما وىّف باملراد و
ما مل يوف ،و ما أكمل وما مل يكمل.
2
كما أن قضية الرتميز الفقهي قضية مهمة جداً؛ إذ هبا ختتصر الكثري من اجلمل
والعبارات ،وهذا كان من املطالب األساسية يف صياغة املتون ،وكان بيان هذه
املصطلحات أمراً مهماً؛ كي ال تلتبس املسائل أو النقول بعضها ببعض ،فاعتىن
الفقهاء ببيان معاين تلك الرموز واملصطلحات.
ومن هنا كان االهتمام ببيان مصطلحات اإلمام النووي يف كتابه املنهاج والذي
هو عمدة املفتني على مذهب اإلمام الشافعي -رمحه اهلل تعاىل -وهذه الرسالة اليت
بني أيدينا تندرج يف هذا اإلطار ،وخادمة هلذا اجملال.
فقد كان من بني الرسائل اليت خدمت هذا الكتاب اجلليل ،هذه الرسالة الرائعة
اليت بني أيدينا ،واملسماة بـ(سلم املتعلم احملتاج) ملؤلفها الشيخ احملقق السيد :أمحد
ميقري مشيلة األهدل -رمحه اهلل تعاىل -واليت خصصها إليضاح كثري من القضايا اليت
هتم كل عامل وطالب علم ،خاصة للمتخصص يف الفقه الشافعي.
فقد بني وشرح فيها مؤلفها معاين الرموز الفقهية اليت ذكرها اإلمام النووي يف
كتابه املنهاج -ومثله غريه من كتبه -بأسلوب سهل ومجيل ومرتب ،كما بني كثرياً
من القضايا املهمة اليت هلا تعلق هبذا املوضوع.
وقد ابتدأ املؤلف رسالته ببيان سبب تأليف الرسالة ،وهو أن أحد األخوان طلب
منه بيان رموز ومصطلحات املنهاج مع ذكر أمهات املنهاج ومؤلفيها ،وذكر
وفياهتم ،وهذه كانت عادة العلماء غالباً أهنم ال يؤلفون من تلقاء أنفسهم بل كان
غالبهم ال يؤلف إال بطلب من تالميذه أو من أقرانه أوغريهم ،ألهنم كانوا يرون
أنفسهم أقل من أن يستقلوا بالتأليف ابتداءا.
وبني املؤلف أن ما جاء يف رسالته من أحباث ليس جديداً أو مبتكراً بل هو
مسبوق ببيان الشراح وأصحاب احلواشي هلا ،ويذكر املؤلف عن نفسه بأنه ناقل
وليس بقائل ،وهذا يف حقيقته ال يغض من مستوى الرسالة بل على العكس يعطيها
قوة أكرب لكوهنا تعتمد على كالم جهابذة املذهب ،كما أن غرض التأليف ال يقتصر
على االبتكار يف األفكار فقط كما هم معلوم بل هناك أغراض أخرى منها مجع
3
شتات ومتفرقات موضوع معني كان موزعاً يف كتب شىت ونظمها يف سلك مؤلف
واحد يسهل للباحث والقارئ وطالب العلم مطالعته وقراءته فيكسب اجلهد والوقت.
هذا وقد قسم املؤلف رسالته هذه إىل أربعة فصول:
تناول يف الفصل األول ذكر املنهاج ومؤلفه وذكر من اعتىن حبفظه واختصاره
ونظمه وشرحه ذكر فيه سنده لكتاب املنهاج ،وخمتصرات ومنظومات وشروح
املنهاج ومعتمد الفتوى وغريها.
وخصص الفصل الثاين لذكر أمهات املنهاج اليت اختصر منها وهي احملرر للرافعي
والوجيز للغزايل مع بيان بعض الشروح اليت خدمت هذه الكتب.
أما الفصل الثالث فكان لبيان مصطلحات اإلمام النووي يف كتبه وما يقدم منها
إذا اختلف بعضها عن بعض ،فبني كتب النووي ومراتبها ،مث دلف لبيان
املصطلحات ،مع بيان قضايا مهمة مثل زيادات النووي على احملرر ،واملسائل الضعيفة
يف املنهاج ،ومنزلة اختيارات النووي يف املذهب وغريها.
أما الفصل الرابع فكان يف اصطالحات صاحب التحفة والنهاية واملغين وغريهم
من الفقهاء وذكر اصطالحات مهمة ينبغي لطالب العلم اإلملام هبا ومعرفتها ،واملؤلف
يف رسالته هذه مل خيلها من الفوائد اليت تكون أحياناً خارجة عن موضوعه بيد أنه
يرى أن بياهنا مفيد نظراً لتعلقها مبا طرقه أو لكي يزيل سآمة القارئ -إن حصلت-
بذكر فائدة أو لطيفة فقهية أو حنوية أو غريمها كما يف مسألة حكم كتابة العلم ،ويف
إعراب كذا ،وإغناء الطباعة عن الكتب وغريها.
هذا وقد مجع املؤلف شتات هذا املوضوع من كتب متعدده أمهها-:
الفوائد املدنية. -1
الفوائد املكية. -2
مطلب اإليقاظ. -3
حتفة احملتاج. -4
هناية احملتاج. -5
4
مغين احملتاج. -6
وباجلملة فإن هذه الرسالة مثينة جداً ،وبسبب ثرائها ووضوحها وترتيبها اجلميل متنيت
لو تطبع؛ كي يستفاد منها ،وحبمد اهلل ها هي اآلن خترج لطالب العلم حبلة قشيبة .
هذا وقد بذلت يف خدمتها جهداً طيباً يتلخص يف اآليت-:
عزو املواضع املنقولة إىل مصادرها. -1
ترمجة األعالم. -2
إيضاح األلفاظ الغريبة. -3
عنونة كل موضوع غري الفصول فهي من وضع املؤلف. -4
التعليق على املواضع اليت حتتاج إىل ذلك. -5
ويف األخري أسأل اهلل عز وجل أن يتقبل عملي هذا ،وأرجو أن يدعو كل من قرأ
هذه الرسالة ملؤلفها واملعتين هبا ،واحلمد هلل رب العلمني.
5
بسم اهلل الرمحن الرحيم
احلمد هلل الذي جعل الشريعة الغراء منهاجاً ساطعاً للطالبني ،وسلماً يرقى به إىل
الفوز برضا رب العاملني.
أمحده سبحانه وتعاىل وأشكره ،وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له،
وأشهد أن سيدنا ونبينا حممداً عبده ورسوله ،جاءنا باهلدى والبينات ،وأوضح سبل
اخلري والدالالت ،اللهم صل وسلم على سيدنا حممد سيد األنام ،وعلى آله وصحبه
الربرة الكرام وعلى التابعني هلم بإحسان إىل يوم الدين ،أما بعد.
فإن كتاب منهاج الطالبني يف الفقه على مذهب اإلمام الشافعي رمحه اهلل تعاىل
كتاب عظيم القدر ،كثري النفع ،شهري الفائدة ،غزير الربكة على من اشتغل بقراءته
وحتقيقه.
وكيف ال! وهو كتاب يعترب واسطة عقد النظام بني املطوالت واملختصرات
ومؤلفه هو من اشتهرت جاللته بني العلماء كافة ،واعرتف بفضله املوءالف
واملخالف ،فهو العالمة املتقن حمرر املذهب اإلمام النووي رمحه اهلل تعاىل .
وقد قام فحول العلماء وجهابذة الفقهاء خبدمة هذا الكتاب شرحاً وإعراباً
كل منهم على حسب ما فتح اهلل عليه ،راجني بذلك وتعليقاً واختصاراً ونظماًٌ ،
خدمة العلم وطالبه ،وحصول بركة اإلمام النووي وكتابه.
وممن شارك يف خدمة هذا الكتاب مبا ينفع الطالب فضيلة العالمة ساللة األجماد
وشريف اآلباء واألجداد الفقيه احملقق السيد :أمحد ميقري مشيلة األهدل رمحه اهلل
تعاىل ،فقد ألف رسالة صغرية احلجم ،كبرية العلم ،كثرية النفع مساها (سلم املتعلم
احملتاج إىل معرفة رموز املنهاج) أتى فيها مبا ال يستغين عنه طالب العلم ،خصوصاً من
اشتغل بقراءة املنهاج وغريه من كتب الفقه يف مذهب الشافعية.
ونبه فيها على بعض ما حيتوي عليه كتاب املنهاج من جواهر املسائل وغرر
الفوائد ،بل قد تكون قراءة هذه الرسالة من الضروريات ملن يشتغل بقراءة املنهاج.
6
هذا وقد كنت واحلمدهلل حتصلت على الرسالة املذكورة يف أيام طليب للعلم
باليمن ،وطالعتها واستفدت منها فائدة عظيمة.
علي بعض طلبة العلم فازددت هبا فائدة ،مث ملا هاجرت إىل مكة مث قرأها ّ
املكرمة فقدت مين تلك النسخة ،وكنت شديد احلسرة عليها؛ لكوهنا عزيزة الوجود،
حيث مل تطبع؛ فال توجد إال نادراً ،ولكن الزلت مستحضراً هلا يف ذاكريت حىت يسر
اهلل يل وجود نسخة ساقها اهلل إيل بواسطة بعض األصدقاء احملبني؛ ففرحت هبا فرحاً
شديداً ،وأمرت بعض تالمذيت أن يقرأها علي يف حلقة الدرس مبكة املكرمة ـ درس
هناية احملتاج شرح منت املنهاج ـ فكانت قراءة هذه الرسالة هلا مناسبة عظيمة استفاد
منها مجيع الطالب ،وهلل احلمد.
7
ترجمة مؤلف الرسالة
مؤلف هذه الرسالة هو السيد العالمة احملقق الفقيه املدقق املتفنن ذو التآليف
املفيدة والتصانيف النافعة :أبو حممد أمحد ميقري بن السيد أمحد بن السيد عبدالرمحن
بن السيد حسني بن السيد علي امللقب مشيلة بن السيد حسن بن السيد حممد بن
عبدالباري األهدل ،أحد السادة األهدليني ،وساللة البضعة الطاهرة بضعة سيد
املرسلني.
ولد رمحه اهلل تعاىل مبدينة املراوعة( )1عام ألف وثالمثائة وستة وثالثني ()1336
هجرية.
وكانت مدينة املراوعة كعبة الطالب من خمتلف البلدان ،فكانت تضاهي مدينة
زبيد()2؛ ملا هبا من كثرة الوافدين لطلب العلم؛ وملا فيها من علماء أجالء حمققني،
أنفقوا نفائس أوقاهتم يف النهل من منري العلم يف خمتلف الفنون ،وعمروا أوقاهتم
باملطالعة والتدريس واإلفتاء ،وقد ساعدهم على ذلك توفيق اهلل عز وجل وإخالصهم
وإقبال الطالب على التعلم ،إضافة إىل ما هم فيه من الزهادة والورع وكثرة
التنسكات ،فغالبهم ال يفوته قيام الليل مهما كانت األحوال ،وجلهم بل كلهم
حيفظون القرآن عن ظهر قلب ،وعلى اجلملة فأرواحهم طاهرة وأسرارهم ظاهرة.
نشأ املرتجم له يف هذه البيئة العلمية ،فقرأ القرآن برواية قالون عن نافع وأتقن
القراءة والكتابة ومبادئ احلساب وغري ذلك ،مث قصد حلقات العلم املنعقدة يف
(?) املراوعة مدينةـ هتامية شرقي احلديدة مبسافة 35كم يعود تاريخ عمارهتا إىل القرنـ الثالثـ
1
غلب عليها اسم الوادي فال تعرف إال به وهي مدينةـ مشهورة باليمن أحدثت يف أيام املأمون
وبإزائها ساحل غالفقة وساحل املندب وهو علم مرجتل هلذا املوضع ينسب إليها مجع كثري من
العلماء منهم أبو قرة موسى بن طارق الزبيديـ قاضيها (معجم البلدان)3/131
8
املساجد والبيوت برغبة أكيدة وذكاء حاد ،حىت كان من رآه يف تلك السن ورآى
اجتهاده ومهته أيقن أنه سيكون من كبار العلماء وقد كان كذلك .
فالزم شيخ اإلسالم السيد عبدالرمحن بن حممد األهدل ،وقرأ عليه يف التوحيد
والتفسري وعلومه ،واحلديث وعلومه ،ويف العربية جبميع فروعها ،والفقه وأصوله
واملنطق وغري ذلك من العلوم األدبية والعقلية.
كما أخذ عن السيد العالمة عبد الرمحن بن حسن األهدل.
وعن السيد العالمة حممد بن حسن بن عبد الباري األهدل وغريهم من أسرته
وآبائه بين األهدل ،وجد واجتهد حىت بلغ درجة الفضالء والعلماء.
وتصدر للتدريس واإلفتاء بعد أن منحه شيوخه اإلجازة العلمية ،فاستفاد به
كثري من طلبة العلم.
وقد تتلمذ على يده الكثري منهم ممن كانوا حيضرون دروسه اليت كان يلقيها يف
املسجد أو يف بيته ،وكانت دروسه متميزة بالتدقيق ،متسمة بالتحقيق ال ينتقل من
عبارة إىل أخرى إال بعد أن يوفيها حقها من الشرح واإليضاح.
وقد أخذ عنه خلق كثري وهم على قسمني:
قسم يعترب من أقرانه وزمالئه ،ولكنهم أخذوا عنه ملا لديه من التحقيق منهم:
.1أخونا العالمة الشيخ عبد اهلل بن سعيد اللحجي املقيم معنا يف مكة
املكرمة.
.2ومنهم صديقنا وزميلنا العالمة السيد يوسف بن السيد حممد طاهر
األهدل رمحه اهلل تعاىل.
.3ومنهم الفقيه العالمة السيد حممد إبراهيم حممد طاهر األهدل.
.4ومنهم عبد اهلل حبر بغداد األهدل.
.5والسيد أمحد بن حممد شعيب األهدل.
.6والسيد حسن بن السيد علي حبر األهدل
.7وأخوه شقيقه العالمة السيد محود بن أمحد مشيلة األهدل .
9
وقسم مل يشاركه يف مشاخيه منهم:
.1األستاذ العالمة السيد عبد الرمحن بن عبداهلل مشيلة األهدل ،وهو الذي
وافانا مبعظم هذه الرتمجة للمؤلف.
.2والدكتور العالمة السيد حممد بن عبد الرمحن مشيلة.
.3وأخونا وابننا وتلميذنا القاضي العالمة حممد بن قاسم عمر الصباغ ،وهو
اآلن عضو حمكمة االستئناف ببندر احلديدة(.)1
.4وأخوه تلميذنا األستاذ عبداهلل بن قاسم عمر الصباغ املشهور [عبداهلل
عبيد] وغريهم كثري كلهم مستفادون من غزير علمه ،وثاقب فهمه.
وقد كان صاحب الرتمجة ذا وجاهة بني العامة واخلاصة ،كلهم يعرتفون جباللة
قدره ،وحيرتمونه لعلمه وشرفه وفضله.
وقد شغل منصب القضاء يف مدينة املراوعة نيابة عن قاضيها يف ذلك الوقت
مدة أربعة أشهر ،أبرز خالهلا مهارة فائقة يف القضاء ،وأصدر فيها عدة أحكام ،وقد
وافق على تصديقها رجال التمييز وهيئات االستئناف من كبار علماء الدولة فلم
ينقض منها حكم واحد أصالً.
وقد كان مرضياً بني اجملتمع لإلصالح بني الناس؛ فكان وقته موزعاً بني
اإلصالح بني الناس والتدريس واإلفتاء واملطالعة والتأليف ،وكان تعرض عليه مشاكل
معضالت فيوفق حللها ،وكان مياالً إىل فعل اخلريات وحب املساكني ومواساهتم،
وصوالً للرحم ،مكرماً ملشاخيه ،باراً بأهله.
هذا وقد اجتمعت به أنا الفقري عدة مرات ،وصحبته ليايل وأياماً يف مدينة
احلديدة ،فكنا ساكنني يف منزل واحد ،جنتمع أكثر األوقات على مائدة الطعام
والشراب ،وجماذبة أطراف احلديث ،فكان يتميز من بيننا بكونه شخصية بارزة
تتجسد فيه صالبة احلق وقوة املعرفة ،وتظهر عليه طالقة الوجه وبشر اللقاء وحب
(?) احلُ َديدة :أكرب مدن هتامة اآلن ،وأشهر موانئ اليمن على البحرـ األمحر ،ويرجع تارخيها
1
إىل القرن الثامن اهلجري ،وهي على بعد 226كم من صنعاء غرباً( .معجم املقحفي)
10
األنس إىل الصغري والكبري ،فكانت هيئته تذكرين ما قيل يف أحد علماء بلدنا مدينة
الضحي وهو الفقيه العالمة إبراهيم الزواك أنه تشم منه رائحة الفقه.
وكان املرتجم ذا شهامة عالية وكرم عظيم ،حصلت يل مع جنله حممد قصة
ذكرتين بقصة سيدنا قيس بن سعد بن عبادة اليت وقعت له يف غزوة ذات السالسل
ففرح هبا أبوه سيدنا سعد ومدحه على ذلك ،والقصة هي أنين يف عام تسع
وسبعني وثالمثائة وألف ( )1379هجرية سافرت من مدينة املراوعة( )1إىل مدينة
احلديدة هناراً ،وكانت الطريق كثرية الرمال ،صعبة وعرة ،فتعطلت بنا السيارة يف
أثناء الطريق وارتفع النهار واشتد احلر ،فإذا بولده املذكور قد مر علي راكباً على
دراجة نارية (دباب) فأشرت إليه ،فوقف يل وأردفين خلفه حىت وصلت إىل مدينة
احلديدة يف منزل فيه أبوه ،فحمدت له هذا الفعل ،وأردت أن أعطيه شيئاً من املال
فامتنع ،فلما عرف والده رمحه اهلل تعاىل ذلك فرح بفعل ابنه كثرياً ،ومحده على
إردايف معه ،ومحده على امتناعه عن أخذ املال ،وأظهر البشر والسرور.
ويف احلقيقة أن مثل هذه املكارم العالية واألخالق الفاضلة ال تستغرب من أهل
بيت رسول اهلل خاصة أهل العلم منهم.
ألف صاحب الرتمجة مؤلفات كثرية ورسائل مهمة مفيدة منها:
.1حتقيق الربهان يف إعراب آيات القرآن ،وهو أربعة أجزاء
بالقطع الكبري خمطوط مل يطبع.
.2املنح العلية شرح منت اآلجرومية ،خمطوط مل يطبع.
.3تسهيل النحو السعيد ،خمطوط مل يطبع.
.4بغية املشتاق إىل أحكام الطالق وما يتعلق مبسائل الفراق
خمطوط مل يطبع.
.5الدرر البهية يف املقاصد النحوية ،خمطوط مل يطبع.
(?) املراوعة :مدينةـ هتامية شرقي احلديدة مبسافة 35كم ،يعود تاريخ عمارهتا إىل القرنـ
1
11
.6رسالة يف احليض ،كذلك مل يطبع.
.7بغية احملتاج إىل ما جيب معرفته للحاج ،خمطوط.
.8جمموع الرسائل والفوائد واملسائل لكل طالب علم ومستفت
وسائل جزءان مل يطبعا.
.9هذه الرسالة اليت بني أيدينا وهي سلم املتعلم احملتاج إىل معرفة
رموز املنهاج ،نسأل اهلل تعاىل أن يطبع وينشر ويعم به النفع الكثري.
وهناك رسائل أخرى من خمتلف الفنون كلها خمطوطة.
تويف رمحه اهلل تعاىل صبح يوم اجلمعة الرابع والعشرين من شهر ربيع األول
عام تسعني وثالمثائة وألف هجرية ،عن عمر بلغ أربعة ومخسني عاماً مثل عمر
إمامنا الشافعي رمحه اهلل تعاىل ،وكان يوم وفاته يوماً ذرفت فيه العيون وهرع
الناس إىل تشييع جثمانه ،وشارك يف ذلك جم كثري من العلماء والوجهاء
وغريهم.
ودفن مبدينة املراوعة يف مقربة جده الشيخ السيد علي بن عمر األهدل
املشهور.
وقد رثاه كثري من العلماء واألدباء نثراً ونظماً.
هذا ما يسره اهلل لنا تصديراً ومقدمة للكتاب ،راجني من اهلل سبحانه وتعاىل
جزيل الثواب وحسن املنقلب واملآب ،وصلى اهلل على حممد وعلى آله وصحبه
وسلم تسليماً كثرياً .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسالم على املرسلني
واحلمدهلل رب العاملني.
كتبه الفقري إىل عفو اهلل راجي غفران الذنوب وسرت الشني
إمساعيل عثمان زين لطف اهلل به وعفا عنه آمني.
12
بسم اهلل الرحمن الرحيم
احلمد هلل رب العاملني ،والصالة والسالم على سيدنا حممد أشرف املوحدين
القائل" :من يرد اهلل به خرياً يفقهه يف الدين"( )1وعلى آله وأصحابه والتابعني .
13
الفصل األول
في ذكر المنهاج ومؤلفه وذكر من اعتنى
بحفظه واختصاره ونظمه وشرحه فأقول:
14
املنهاج معناه :الطريق الواضح( ،)1وقد وجدت تسمية الكتاب بذلك االسم
خبط جاللة اإلمام النووي على ظاهر نسخته رمحه اهلل رمحة األبرار ،وأسكنه
جنات جتري من حتتها األهنار.
وهو كتاب جليل من أحسن خمتصرات الشافعية ،مل تسمح مبثله القرائح فهو
العلم الذي يهتدي به سالك سبيل علم الفقه من الطالب ،واإلمام الذي يتعني
االقتداء به؛ إذ كان أفقه من كثري من كتب األصحاب ،فال شك أن اتباعه هو
العدل ،ألن خمتصره رمحه اهلل تعاىل أتى فيه بالعجب العجاب ،وبكل ما يستعذب
ويطاب.
أودعه املعاين الغزيرة باأللفاظ الوجيزة ،وقرب املقاصد البعيدة باألقوال
السديدة ،فهو يساجل املطوالت على صغر حجمه ،ويباهي املختصرات لغزارة
علمه ،وهلل در القائل حيث يقول فيه :
يأتوا مبا اختصروه كاملنهاج قد صنف العلماء واختصروا فلم
ـرجيح عند تالطم األمواج مجع الصحيح مع الفصيح( )2وفاق بالتـ
حربان بل حبران كالعجاج مل ال وفيه مع النواوي الرافعي
خسف ومن غنب وسوء مزاج من قاسه بسواه مات وذاك من
وقول اآلخر:
بتصحيح الشريعة والفتاوي حوى يف الشرح منهاج النواوي
يزيد على رواية كل راوي كتاب ال يعادله كتاب
() 3
وكم من كامنات يف الفحاوي روى سبعني ألفاً باختصار
() 4
فهو يكفيك عن حبر وحاوي فحسبك درسه يف كل حني
(?)املقصود بالفصيح ما استبدله اإلمام النووي باأللفاظ غري الفصيحة املوجودة يف احملرر كما 2
15
وقد تظافرت عليه اخلواطر ،وتداولته أيدي علماء اإلسالم؛ ألنه عمدة املفتني
.
كيف ال! ومؤلفه شيخ اإلسالم بال نزاع ،وبركة األنام بال دفاع القطب
الرباين ،والعامل الصمداين :حمي الدين شرف اإلسالم حيي بن شرف بن مرة بن
احلسن النواوي ،نسبة إىل نوى قرية من قرى الشام.
اشتهر فضله وكراماته فيها ويف غريها ،فمن كراماته املشهورة عنه ما حكاه
ابن النقيب -رمحه اهلل تعاىل -أن سبابة يده اليسرى أضاءت له عند التصنيف،
حني فقد يف وقت التصنيف ما يسرج عليه(. )3
فهذه الكرامة أبلغ من كرامة اإلمام الرافعي -رمحه اهلل تعاىل -اليت اشتهرت
عنه ،وهي :أن شجرة العنب أضاءت عليه ملا فقد يف وقت التصنيف ما يسرج
عليه ،وكان جملسه للتصنيف عندها (.)3
ووجه األبلغية أن األصبع ليست من جنس ما يوقد خبالف الشجرة.
ولد اإلمام النووي -رمحه اهلل تعاىل -بعد وفاة اإلمام الرافعي بسبع سنني ألنه
ولد يف احملرم سنة إحدى وثالثني وستمائة وعمره حنو مخس وأربعني سنة -رمحه
اهلل تعاىل -وجزاه عن صنيعه جزاءً موفوراً ،وجعل عمله متقبالً وسعيه مشكوراً.
ومل يزل كل من العلماء واألئمة األعالم قدمياً وحديثاً مذعناً لفضل املنهاج
املذكور ،ومشتغالً بإقرائه ،فاإلقراء فيه مقدم على غريه عند كثري من أويل الفضل
.
(?)(البحر)ـ كتاب للروياين مجع فيه (احلاوي) للماوردي وفوائد وفتاوى والده. 4
16
سند المؤلف للمنهاج
وقد كثر االعتناء به ملوقع العناية فيه وصوب صوابه آثار هنج مقتفيه ،فلقد
أخربين به شيخي شيخ اإلسالم عالمة دهره وفريد مصره وعصره العالمة فرعاً
وأصالً ،الفهامة شرعاً وعقالً ،قاضي اإلسالم ومفيت األنام السيد الزاهد عبد
الرمحن بن حممد بن عبد الرمحن بن حسن عبد الباري األهدل عافاه اهلل تعاىل
ومتعين واملسلمني حبياته ،وال أخال الوجود من وجود ذاته بالقرآن وآياته وحممد
ومعجزاته آمني يا رب العاملني .
قراءةً عليه عن شيخه ووالده شيخ اإلسالم ومفيت األنام بدر الدين السيد
حممد بن عبد الرمحن بن حسن بن عبد الباري -رمحه اهلل تعاىل. -
قراءةً عليه عن شيخه شيخ اإلسالم ومفيت األنام البدر الساري األكمل السيد
حممد بن أمحد عبد الباري األهدل -رمحه اهلل تعاىل. -
قراء ًة عليه عن شيخه العالمة ويل اهلل بال نزاع :شرف اإلسالم احلسن بن عبد
الباري االهدل -رمحه اهلل تعاىل -عن شيخه السيد اجلليل والعالمة النبيل مجال
اإلسالم السيد علي بن عبد اهلل املقبويل األهدل -رمحه اهلل تعاىل. -
عن والده السيد اجلليل والعالمة النبيل شيخ اإلسالم عبد اهلل بن حيىي مقبول
األهدل رمحه اهلل تعاىل.
ح قال السيد اجلليل احلسن بن عبد الباري األهدل :وأخربين به شيخنا شيخ
اإلسالم ومفيت األنام وجيه الدين السيد عبد الرمحن بن سليمان بن حيىي مقبول
األهدل -رمحه اهلل تعاىل -عن والده اإلمام العالمة احملقق السيد سليمان بن حيىي
بن عمر مقبول األهدل -رمحه اهلل تعاىل -قاال :أخربنا به اإلمام العالمة احملقق ويل
اهلل أمحد بن عمر مقبول األهدل رمحه اهلل تعاىل.
ح وأخربين به شيخنا شيخ اإلسالم احملقق السيد حممد بن حسن رمحه اهلل
تعاىل عن السيد العالمة رزق بن رزق العلوي رمحه اهلل تعاىل عن السيد العالمة
اهلمام حممد بن املساوى االهدل -رمحه اهلل تعاىل -عن السيد العالمة وجيه الدين
17
عبد الرمحن بن سليمان األهدل -رمحه اهلل تعاىل -عن والده عن شيخه شيخ
اإلسالم اإلمام العالمة صفي الدين أمحد بن حممد مقبول األهدل رمحه اهلل تعاىل
عن خاله خامتة احملدثني عماد الدين السيد حيىي بن عمر مقبول األهدل رمحه اهلل
تعاىل قال أخربين به شيخنا العالمة السيد أبو بكر بن علي البطاح األهدل -رمحه
اهلل تعاىل -قال :أخربين به شيخنا اإلمام العالمة شيخ اإلسالم يوسف بن حممد
البطاح األهدل -رمحه اهلل تعاىل -قال :أخربين به شيخنا العالمة احلافظ احلجة
الطاهر بن حسني األهدل -رمحه اهلل تعاىل -قال :أخربين به شيخنا اإلمام احلافظ
الضابط وجيه الدين عبدالرمحن بن علي الديبع الشيباين -رمحه اهلل تعاىل -قال:
أخربين به شيخنا اإلمام العالمة زين الدين أمحد بن عبد اللطيف الشرجي -رمحه
اهلل تعاىل -قال :أخربين به شيخنا اإلمام الشهري حممد بن حممد بن حممد اجلزري
-رمحه اهلل تعاىل -قال :أخربين به شيخنا القدوة برهان الدين إبراهيم بن الفقيه -
رمحهما اهلل تعاىل -قال :أخربين به شيخنا العالمة عالء الدين بن العطار رمحه اهلل
تعاىل قال أخربنا به شيخنا اجملمع على جاللته وحيد عصره حميي سنة سيد
املرسلني عماد الدين حيىي بن شرف النواوي رمحه اهلل تعاىل ذو الرتجيحات يف
اخلالفات املتعددة.
قال اإلمام النووي -رمحه اهلل تعاىل :-أخذت العلم والرتجيح عن اإلمام
العالمة الكمال سالر رمحه اهلل تعاىل ،وهو عن اإلمام العالمة بدر الدين حممد
صاحب الشامل الصغري رمحه اهلل تعاىل.
قال :أخذته عن شيخ اإلسالم اإلمام عبد الغفار القزويين صاحب احلاوي
الصغري رمحه اهلل تعاىل.
قال :أخذته عن علم العلماء االعالم أيب القاسم بن عبد الكرمي بن حممد
القزويين الرافعي رمحه اهلل تعاىل.
قال :أخذته عن شيخ اإلسالم بدر الدين حممد بن الفضل رمحه اهلل تعاىل.
قال :أخذته عن اإلمام العالمة احلجة عز الدين حممد بن حيىي رمحه اهلل تعاىل.
18
قال :أخذته عن شيخ اإلسالم احلجة حممد بن حممد بن حممد الغزايل رمحه
اهلل تعاىل.
قال :أخذته عن شيخ اإلسالم إمام احلرمني أيب املعايل عبد امللك بن حممد
اجلويين رمحه اهلل تعاىل.
قال :أخذته عن والدي اإلمام العالمة شيخ اإلسالم حممد اجلويين رمحه اهلل
تعاىل.
قال :أخذته عن شيخ اإلسالم أيب بكر القفال املروزي رمحه اهلل تعاىل.
قال :أخذته عن اإلمام العالمة أيب زيد املروزي رمحه اهلل تعاىل.
قال :أخذته عن اإلمام العالمة ويل اهلل بال نزاع ابن سريج رمحه اهلل تعاىل
قال :أخذته عن اإلمام العالمة زين الدين أيب سعيد األمناطي رمحه اهلل تعاىل.
قال :أخذته عن اإلمام العالمة أحد رؤساء املذهب إمساعيل بن حيىي املزين
رمحه اهلل تعاىل.
قال :أخذته عن إمام املذهب حرب األمة وسلطان األئمة أيب عبد اهلل حممد بن
إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الشافعي رمحه اهلل تعاىل ،ولد بغزة اليت تويف
هبا هاشم جد النيب سنة مخسني ومائة ،مث محل إىل مكة وهو ابن سنتني ونشأ
هبا ،وحفظ القرآن العظيم وهو ابن سبع سنني ،وموطأ اإلمام مالك بن أنس وهو
ابن عشر سنني ،وأذن له اإلمام مالك باإلفتاء وهو ابن مخس عشر سنة ،ورحل يف
طلب العلم إىل اليمن والعراق إىل أن أتى مصر فأقام هبا إىل أن توفاه اهلل تعاىل هبا
شهيداً يوم اجلمعة سلخ رجب سنة أربع ومائتني وعمره حنو أربع ومخسني عاماً،
وفضائله أكثر من أن حتصى ،ومناقبه مجة ال تستقصى(.)1
قال اإلمام الشافعي رمحه اهلل تعاىل :أخذت العلم عن شيخي شيخ اإلسالم
اإلمام احلجة مسلم بن خالد الزجني رمحه اهلل تعاىل.
عن شيخه شيخ اإلسالم وحرب األنام حممد بن جريج رمحه اهلل تعاىل.
(?) الكتب املؤلفة عن اإلمام الشافعي كثرية منها كتاب توايل التأسيسـ للحافظ ابن حجر. 1
19
وهو عن شيخه شيخ اإلسالم عطاء بن أيب رباح رمحه اهلل تعاىل
وهو عن شيخه شيخ اإلسالم وترمجان القرآن عبد اهلل بن عباس الصحايب
رضي اهلل عنهما
وهو عن سيدنا وموالنا ووسيلتنا إىل ربنا سيد املرسلني وحبيب رب العاملني
حممد بن عبد اهلل بن عبد املطلب صلى اهلل عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
إذا عرفت هذا علمت أن كتاب املنهاج الفقهي من أحسن الكتب؛ لتضلع
صاحبه يف العلوم من األئمة األعالم واملشايخ العظام ،فهو مع ما ترى من صغر
حجمه قد حوى جل مقاصد مذهب اإلمام األعظم حممد بن إدريس الشافعي
رمحه اهلل تعاىل ورضي عنه ،فكم علماء من الشافعية يف اليمن واحلجاز والشام
بذلوا مهمهم يف قراءته وحتقيقه على املشايخ األعالم ،وهلم املناظم عند ختم قراءته،
فمن ذلك منظومة السيد العالمة مجال الدين واإلسالم السيد علي بن عبد اهلل األهدل اليت قاهلا عند ختمه لقراءته على شيخه شيخ
اإلسالم احلسن بن عبد الباري األهدل رمحه اهلل تعاىل وهي:
20
فختمنا دراسة املنهاج قد قرعنا لبابه وقرأنا
حبر علم للطالب احملتاج بالشيخ أعين اإلمام النواوي
نال يف العلم فتح باب الرتاج كم رقى يف العلى لنيل مرام
من به ظل وقتنا يف ابتالج حسن جنل عبد بار هو القطب
وعليهم خبري ما أنا راج أسأل اهلل أن مين علينا
وقهم يف احلساب شؤم احتجاج رب عنا فاجز املشايخ أجرا
21
واسقهم من كؤوس حلو املزاج أدخل الوالدين جنة عدن
وسالم لصاحب املعراج وصالة من املهيمن ترتى
وعلى من قفوا على املنهاج وعلى اآلل والصحابة طرا
وأما حفظه عن ظهر قلب فقد اعتىن به كثري من الرجال والنساء .
مختصرات المنهاج
وأما اختصاره فقد اعتىن به شيخ اإلسالم أثري الدين أبو حيان حممد بن
يوسف األندلسي( )1ومساه (الوهاج يف اختصار املنهاج) تويف سنة مخس وأربعني
وسبعمائة.
واختصره أيضاً شيخ اإلسالم القاضي زكريا االنصاري رمحه اهلل تعاىل ومساه
(منهج الطالب) فاختصر االسم واملسمى ،وشرح خمتصره ذلك بشرح ممزوج
جداً أتى فيه بالدليل والتعليل ،ومساه بـ(فتح الوهاب إىل شرح منهج الطالب).
وقد اعتىن بالشرح املذكور اإلمام العالمة سليمان البجريمي( )2وعمل عليه
حاشية عظيمة يف أربعة جملدات أظهر فيها خمبأه ،وكذلك اإلمام العالمة سليمان
(?)حممد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النفزيـ اجلياين األندلسي مث املصري ،الشيخ 1
اإلمام العالمة احملدث البارع ،ترمجان العرب ولسان أهل األدب ،أثري الدين الغرناطيـ املولد
واملنشأ ،املصري الدار والوفاة ،الظاهري املذهب ،ولد سنةـ أربع ومخسني وستماية نشأ
بغرناطة ،وقرأ هبا القراآت والنحو واللغة ،ومسع كثرياً ،ونظم وأقرأ هبا العربيةـ من سنةـ أربع
وسبعني وما بعدها ،ومسع أيضا باملالقة واملرية واجلزيرة اخلضراء وجبل الفتح وغريها ،مث ارحتل
عن األندلس يف أول سنةسبعـ وسبعني ومسع بسبتةـ وجباية وتونس واإلسكندرية وقرأ هبا القراآت
أيضا(ذيل تذكرة احلفاظ )1/23
(?)سليمان بن حممد بن عمر البجريمي الشافعي األزهري ،عامل فقيه حسن األخالق ،انتفع به 2
أناس كثريون كف بصره يف آخر عمره ،من تآليفه :حاشيةـ على شرح املنهج ،وحاشية على
اإلقناع للخطيب تويف13رمضان1221هـ (حلية البشر )2/694
22
اجلمل( )1كتب عليه حاشية جليلة يف حنو مخس جملدات ،وكذلك شيخ اإلسالم
السيد حممد بن أمحد عبد الباري األهدل( )2وضع عليه حاشية عظيمة ومساها
(مفتاح الباب) وغري من ذكر كثري.
وممن شرح املنهج اإلمام العالمة اجلالل أمحد بن حممد احمللي( )3شارح املنهاج
.
والبن عبد احلق شيخ ابن حجر حاشية على شرح اجلالل كثرياً ما يستمد
منها ابن حجر يف حتفته.
ومنهج الطالب اختصره اإلمام العالمة اجلوهري( )4ومساه (هنج الطلب)
اختصر االسم واملسمى أيضاً ،وشرحه املختصر شرحاً عظيماً.
منظومات المنهاج
(?)سليمان بن عمر بن منصورـ العجيلي املصري األزهري ،املعروف باجلمل ،مفسر فقيه 1
مشارك يف بعض العلوم ،الزم دروس الشيخ عطية األجهوري ،مل يتزوج ،وتقشف ولبس
الصوف ،تويف 1204هـ من تصانيفه :حاشيةـ على تفسري اجلاللني ،واملواهب اللدنية بشرح
الشمائل النبوية (حلية البشر)2/694
(?)حممد بن أمحد عبد الباريـ األهدل احلسيين التهامي ،كان إماماً راسخاً يف مجيع العلوم ،من 2
مصنفاته:حاشية على اجلامع الصحيح ،وهداية املعقول إىل ذريعةـ الوصول ،ونشر األعالم
وغريها تويف سنةـ1289هـ (نيل الوطر)2/224
(?)جالل الدين حممد بن أمحد احمللي (791هـ884-هـ) كان عاملاً يف الفقهـ واألصول 3
والتفسري وغريه لقبه بعضهم بتفتازاين العرب ،كان مهيباً صداعاً باحلق ،من مصنفاته :شرح
املنهاج ،وشرح مجع اجلوامع شرح الورقات (األعالم .)5/333
(?)حممد بن أمحد بن حني اخلالدي اجلوهري املصري (1151هـ1215-هـ) كان آية يف 4
الفهم والذكاء مصلحاً بني الناس ،اختلط يف آخر عمره ،اعرتته الكثري من اهلموم ،وهنبت
مكتبتهـ الثمينة أيام احلملة الفرنسية من مصنفاته :خمتصر النهج ،والروض الوسيم املفىت به على
املذهب القدمي( .حلية البشر .)3/321
23
وأما نظمه فقد اعتىن به اإلمام العالمة أبو بكر السيوطي( ،)1ومساه (االبتهاج
إىل نظم املنهاج).
كما نظمه عز الدين حممد بن عبد الكرمي املوصلي وغريمها كثري(.)2
شروح المنهاج
وأما الذين شرحوه فكثريون ،فشرحه اإلمام العالمة صفي الدين أمحد بن
العماد األقفهسي( )3بـ(البحر املواج إىل شرح املنهاج)
وشرحه اإلمام العالمة حممد بن عبد اهلل الزركشي( )4بشرح مساه (الديباج إىل
شرح املنهاج)
(?)عبد الرمحن بن أيب بكر بن حممد اخلضريي الطولوين املصري الشافعي ،عامل مشارك يف 1
أنواع من العلوم ،ملابلغ أربعني سنة اعتزل الناس وصنف أكثر كتبه تويف 911هـ من تصانيف:
الدر املنثور اإلتقان يف علوم القرآن واألشباه والنظائرـ يف القواعد الفقهيةـ وآخر يف النحو (البدرـ
الطالع)1/328
(?) كشهاب الدين امحد بن حممد الطوخي ،املتوىف سنة 893ثالث وتسعني ومثامنائة. 2
(?)أمحد بن عماد بن حممد الشيخ شهاب الدين األقفهسي املصري ،اشتغل يف الفقهـ والعربية 3
وغري ذلك ،من تصانيفهـ :كتاب تسهيل املقاصد لزوار املساجد ،وهو كتاب مفيد يف بابه،
وكتاب التبيان فيما حيل وحيرم من احليوان ،وكتاب رفع اإللباس عن وهم الوسواس ،واالقتصاد
يف االعتقاد ،ونظم حوادث اهلجرة وشرحه ،ونظم النجاسات املعفو عنها وشرحه ،والقول التام
يف أحكام املأموم واإلمام ،تويف سنة مثان ومثامنائة ،واألقفهسي بفتح اهلمزة وسكون القاف
وفتح الفاء وسكون اهلاء (طبقات الشافعية البن قاضي شهبة)4/15
(?)حممد بن هبادر بن عبد اهلل العامل العالمةـ املصنف احملرر بدر الدين أبو عبد اهلل املصري 4
الزركشي أخذ عن الشيخني مجال الدين اإلسنوي وسراج الدين البلقيين ،ورحل إىل حلب إىل
فاضال يف مجيع
ً أصوليا أديباً
ً شهاب الدين األذرعي ،وخترج مبغلطاي يف احلديث ،كان ً
فقيها
ذلك (سابق)3/167
24
وشرحه اإلمام القدوة سراج الدين عمر بن رسالن البلقيين ()1بشرح (مساه
تصحيح املنهاج)
ولإلمام السيوطي (در التاج يف إعراب مشكل املنهاج)
وشرحه اإلمام العالمة بدر الدين حممد بن فخر الدين األبار املارديين بشرح
مساه (البحر املواج) أيضاً وهو أيضاً أربعة عشر جملداً.
وشرحه اإلمام العالمة احلجة مجال الدين حممد بن موسى الدمريي( )2بشرح
مساه (النجم الوهاج إىل شرح املنهاج) أربعة جملدات.
(?) عمر بن رسالن بن نصري بن صاحل بن شهاب بن عبد اخلالق بن عبد احلق الشيخ الفقيه 1
احملدث احلافظ املفسر األصويل املتكلم النحوي اللغوي املنطقي اجلديل اخلاليف النظارـ ،شيخ
اإلسالم بقيةـ اجملتهدين ،سراج الدين أبو حفص الكناين العسقالين األصل البلقيين املولد املصري
مولده يف شعبانـ سنةـ أربع وعشرين وسبعمائةـ ببلقينة من قرى مصر الغربيةـ ،له تصانيفـ كثرية
مل تتم ،يصنف قطعا مث يرتكها ،وقلمه ال يشبه لسانه ،تويف يف ذي القعدة سنةـ مخس ومثامنائة،
من تصانيفهـ :كتاب حماسن االصطالح ،وتضمني كتاب ابن الصالح يف علوم احلديث،
وتصحيح املنهاج أكمل منه الربع األخري يف مخسة أجزاء ،وكتب من ربع النكاح تقديرـ جزء
ونصف الكشاف على الكشاف وصل فيه إىل اثناء سورة البقرة يف ثالث جملدات ضخمة،
وشرح البخاريـ كتب منه حنو مخسني كراسا على أحاديثـ يسرية إىل أثناء اإلميان ،ومواضع
مفرقة مساه بالفيضـ الباريـ على صحيح البخاري (طبقات الشافعية )4/36
(?)حممد بن موسى بن عيسى الدمريي املصري ،كمال الدين ،ولد يف حدود اخلمسني من 2
القرنـ الثامن،ـ وتكسب باخلياطة ،أخذ عن الشيخ هباء الدين السبكي ،وعن الشيخ مجال الدين
اإلسنوي ،كان ذا حظ يف العبادة والتالوة ال يفرت لسانه غالبا عنهما ،له شرح املنهاج يف أربع
جملدات ،ضمنه فوائد كثرية خارجة عن الفقه ،والديباجة يف شرح سنن ابن ماجة يف أربع
كتابا مساه :حياة احليوان ذكر فيه مجالً طبية وأدبيةـ وحديثية وغري ذلك ،وله
جملدات ،ومجع ً
خطب مدونة مجعيةـ وعظية (طبقات الشافعية )4/61
25
()1
وشرحه الشيخ اإلمام العالمة تقي الدين أبو بكر بن أمحد بن قاضي شهبة
رمحه اهلل تعاىل.
وشرحه ولده العالمة بدر الدين أبو الفضل حممد بن أيب بكر املعروف بابن
شهبة األسدي( )2بشرحني ،أحدمها( :بداية احملتاج على شرح املنهاج) و (إرشاد
احملتاج إىل شرح املنهاج)
وشرحه اإلمام العالمة شيخ اإلسالم أبو الفضل حممد بن عبداهلل بن قاضي
عجلون( )3بشرح مساه (هادي الراغبني إىل شرح منهاج الطالبني)
()4
وشرحه اإلمام العالمة شهاب الدين أمحد بن حممد بن حجر اهليتمي
بشرح مساه (حتفة احملتاج إىل شرح املنهاج)
(?)أبو بكر بن أمحد بن حممد األسدي الشهيب الدمشقي الشافعي (779هـ851-هـ) فقيه 1
مؤرخ مفسر ،أخذ عن السراج البلقيين وتصدى لإلفتاء والتدريس،ـ من مصنفاته:ـ طبقات
الفقهاء الشافعية،ـ تفسري القرآن الكرمي طبقات النحاة واللغويني (معجم املؤلفني. )1/435
(?)ولد بدمشق وزار القاهرة واجتمع بعلمائها ،وناب يف القضاء بدمشق ،وتويف به سنة 2
874هـ (سابق)3/164
(?)حممد بن عبد اهلل بن عبد الرمحن الزرعي الدمشقي الشافعي ،املعروف بابن قاضي عجلون، 3
فقيه متكلم ولد بدمشق ونشأ هبا مث رحل إىل القاهرة ،وويل إفتاء دار العدل وتدريس الفقه يف
جامع طولون ،تويف 876هـ من تصانيفه :مغين الراغبني يف شرح منهاج الطالبني ،وزوائد
الروضة على املنهاج (البدر الطالع.)2/297
(?) أمحد بن حممد بن حممد بن علي ابن حجر اهليتمي السعدي األنصاري،ـ ولد يف حملة أيب 4
اهليتم مبصر وتويف مبكة (909هـ973-هـ) وهو فقيه مشارك يف أنواع من العلوم ،له الكثري من
املؤلفات منها :حتفة احملتاج ،والصواعق ،ومبلغ اإلرب (معجم املؤلفني)1/293
26
وشرحه اإلمام العالمة مجال الدين حممد بن أمحد الرملي( )1بشرح مساه (هناية
احملتاج إىل شرح املنهاج)
وشرحه اإلمام العالمة اخلطيب حممد الشربيين( )2بشرح مساه (مغين احملتاج إىل
شرح املنهاج)
وهذه الثالثة الشروح كل شرح يف أربعة جملدات ضخمة.
وشرحه اإلمام العالمة جالل الدين حممد بن أمحد احمللي ومل يسم كتابه
وشرحه اإلمام العالمة القدوة شهاب الدين أمحد بن محدان األذرعي(.)3
(?) حممد بن أمحد بن محزة الرملي األنصاري ،الشهري بالشافعي الصغري ،وذهب مجاعة إىل أنه 1
جمدد القرنـ العاشر،ـ اشتغلـ على أبيه يف الفقه والتفسري والنحو والصرفـ واملعاين والبيانـ
والتاريخ،ـ تويف يف مجادى األوىل1004هـ ،من مصنفاته:ـ هناية احملتاج ،وشرح الزبد (خالصة
األثر )3/342
(?) حممد بن أمحد الشربيين القاهري الشافعي املعروف باخلطيب (مشس الدين)ـ فقيه ،مفسر، 2
متكلم ،حنوي صريف تويف 977هـ من تصانيف:ـ السراج املنري ،ومغين احملتاج ،وفتح اخلالق
املالك شرح ألفية ابن مالك واملناسك الكربى (معجم املؤلفني.)3/69
(?)أمحد بن محدان بن أمحد بن عبد الواحد ،اإلمام العالمة املطلع صاحب التصانيفـ 3
املشهورة ،شهاب الدين أبو العباس األذرعي شيخ البالدـ الشامية ،وفقيه تلك الناحيةـ ومفتيها،
واملشار إليه بالعلم فيها ،مولده يف إحدى اجلماديني سنةـ مثان ،وتويف يف مجادي األخرة سنة
ثالث ومثانني وسبعمائةـ حبلب (طبقاتـ الشافعية البن قاضي شهبة)3/143
27
وشرحه اإلمام العالمة تقي الدين علي بن عبد الكايف السبكي( )1بشرح مساه
(االبتهاج إىل شرح املنهاج).
وشرحه اإلمام العالمة مجال الدين عبد الرحيم بن حسن األسنوي.
وشرحه اإلمام العالمة احلجة بدر الدين فرج بن حممد األردبيلي( )2رمحه اهلل
تعاىل.
وشرحه شيخ اإلسالم وقاضي األنام زكريا بن حممد األنصاري رمحه اهلل
تعاىل(.)3
وشرحه شيخ مشايخ مشاخينا البدر الساري األكمل السيد حممد بن أمحد
عبدالباري األهدل -رمحه اهلل تعاىل -بشرح مساه (إعانة احملتاج إىل شرح املنهاج)
شرع فيه إىل الطالق ومات رمحه اهلل تعاىل قبل إمتامه.
(?)علي بن عبد الكايف بن علي بن متام بن يوسف بن موسى بن متام األنصاريـ اخلزرجي، 1
الشيخ اإلمام الفقيهـ ،احملدث ،احلافظ ،املفسر ،املقرىء ،األصويل ،املتكلم ،النحوي ،اللغوي،
األديب ،احلكيم ،املنطقي اجلديل ،اخلاليف ،النظارـ ،شيخ اإلسالم ،قاضي القضاة تقي الدين أبو
احلسن بن القاضي زين الدين أيب حممد السبكي ،ولد بسبك من أعمال الشرقية سنة ثالث
ومثانني وستمائة ،تويف يف مجادى األخرة سنةـ ست ومخسني وسبعمائةـ ،ودفن مبقابرـ الصوفية،
ومن تصانيفهـ :الدر النظيم يف تفسري القرآن العظيمـ يف ثالث جملدات مل يكمل ،االبتهاج يف
شرح املنهاج وصل فيه إىل الطالق يف مثانيةـ اجزاء ،والسيف املسلول وغريها (ابن قاضي شهبة
)3/37
(?) فرج بن حممد بن أمحد بن أيب الفرج األردبيلي ،فقيه أصويل قرأ املعقوالت بتربيز ،مث قدم 2
دمشق وتويف هبا شهيداً (749هـ) من آثاره :حقائق األصول شرح منهاج الوصول (معجم
املؤلفني)2/618
(?) زكريا بن حممد بن أمحد بن زكريا األنصاري السنيكي القاهري األزهري الشافعي، 3
قاضي القضاة وامللقب بشيخ اإلسالم ،كان فقيهاً كبرياً مشاركاً يف التفسري ،والقراءات،
والتجويد ،واحلديث ،والنحو وغريها من العلوم املشهورة يف عصره تويف 926هـ من تصانيفه:
شرح خمتصر املزين ،وحاشية على تفسري البيضاوي وشرح صحيح مسلم وغريها (البدر الطالع
)2/352
28
وغري من ذكر ممن شرحه كثري فمنهم من شرح وأجاد ،ومنهم من شرح ومل
يف باملراد.
وقد توارد األئمة األعالم باحلواشي العظيمة والفوائد العزيزة على الشروح
املذكورة ،ونقحوا مسائله ،ووضحوا فوائده ،فنسأل اهلل أن يثيبهم خرياً وحيشرنا
يف زمرهتم يوم القيامة إنه على ما يشاء قدير ،وباإلجابة جدير.
الشروح المعتمدة
وقد اختلف يف شرح ابن حجر والرملي-:
فذهب علماء مصر إىل اعتماد ما قاله الشيخ حممد رملي يف كتبه ،خصوصاً
يف هنايته؛ ألهنا قرأت عليه إىل آخرها يف أربعمائة من العلماء ،فنقدوها
وصححوها ،فبلغ صحتها إىل حد التواتر.
(?) قال الشرواين يف حواشيه على التحفةـ (" :)1/3قال اخلطيب الشربيين :إنه شرع يف 1
29
وذهب علماء :حضرموت ،والشام ،واألكراد ،وداغستان ،وأكثر اليمن
واحلجاز إىل أن املعتمد ما قاله ابن حجر يف كتبه( ،)1فإن اختلفت قدم ما يف-:
.1حتفته ملا فيها من إحاطة بنصوص اإلمام مع مزيد تشبع املؤلف فيها،
ولقراءة احملققني هلا عليه الذين ال حيصون كثرة(. )2
.2مث فتح اجلواد .
.3مث اإلمداد .
.4مث شرح العباب املسمى باإليعاب .
.5مث فتاواه(.)3
(?) انظر الفوائد املدنية للكردي ( )37والذي قال بعد ذلك ":وإمنا قيدت بأكثر أهل اليمن،ـ 1
ألين وجدت يف كالم بعضهم ترجيح مقالةـ الرملي يف مواضع كثرية ".
بيد أنه ميكن أن يقال بأن هذا ترجيح بسبب قوة املدرك وهذا ما فعله بعض اليمانني ،بل
استنكرـ بعضهم هذا الرتتيبـ لألخذ من الكتب ،وانتقد الرتتيب ألصحاب احلواشي .
وقال يف الفوائد –أيضاً -ص(":)41وأما أهل احلرمني فكان يف األزمنة السابقة القول عندهم
ما قاله ابن حجر ،مث صار السادة املصريون يردون إىل احلرمني يف جماوراهتم هبما ،ويقررون هلم
يف دروسهم معتمد اجلمال الرملي إىل أن فشا قوله فيهما ،حىت صار من له إحاطة بقويل
اجلمال الرملي وابن حجر من أهل احلرمني يقررـ قوهلما من غري ترجيح بينهما".
(?) بيد أن مما يؤخذ على التحفةـ ما ذكره الكردي يف الفوائد املدنيةـ ( )38حيث قال ":رأيت 2
يف كتاب الصالة من فتاوى السيد عمر البصري ما نصه :الشيخ ابن حجر بالغ يف اختصارـ
هذا الكتاب -يعين التحفة -إيثاراً للحرص على إفادة الطلبة جبميع الشوارد ،وتكثري الفوائد
والفرائد إال أنه بلغ من االختصار إىل حالة حبيث الميكن اخلروج عن عهدة مطالعتهـ إال بعد
تقدم اإلحاطة مبنقول املتقدمني ومناقشات املتأخرين".ـ
وقارن بعضهم بني الشرحني فقال" :الشيخ ابن حجر كثرياً ما يرتبك يف عبارتهـ يف األحباث اليت
ختتلف فيها أنظار من قبله؛ لقوة نظره ،وجتد عبارة النهايةـ غالباً -كاإلمداد وفتح اجلواد-
رشيقة سهلة قريبةـ التناول"ـ (عمدة املفيت واملستفيت للجمال األهدل .)1/177
(?) انظر الفوائد املدنية ()38
3
30
قال الشيخ اإلمام العالمة علي بن عبد الرحيم باكثري( )1يف منظومته يف التقليد
وما يتعلق به:
يف مين ويف احلجاز فاشتهر وشاع ترجيح مقال ابن حجر
األخذ بالتحفة مث الفتح ويف اختالف كتبه يف الرجح
()2
إذ رام فيه اجلمع واإليعابا فأصله فشرحه العبابا
(?)علي بن عبد الرحيم بن حممد الكندي باكثري ،كان أديباً وفقيهاً ،وانتهت إليه رئاسةـ الفقهـ 1
يف حضرموت من مصنفاته :حاشية على حتفة احملتاج ،والدليلـ القومي وغريمها تويف سنة1145هـ
(األعالم . )5/113
(?) عزا الكردي يف الفوائد هذه األبيات إىل (بعضهم) وعزا لعلي بن عبد الرحيم باكثري هذه 2
األبيات-:
وشاع ترجيح مقال ابن حجر
ويف اختالف كتب ابن حجر
فأصله ال شرحه العبابا
وحيث كان الشيخ زكريا
أو اخلطيب قدم الشيخ أبو
حممد الرملي يكايف ابن حجر
وإن يك الشيخ إذ اخلطيب
وال ترجح بابن قاسم أحد
يف قطرنا على سواه فاستقرـ
األخذ بالتحفةـ فالفتح حري
لزومه اجلمع به إجيابا
خالف ذا أو خالف الرمليا
حيىي لفضلـ فيه يوجب
فاخرت إذا ختالفا بال حذر
مع واحد فكلهم مصيبـ
كما سربه أكابر عمد
31
بيان معتمد الفتوى
()1
وال جتوز الفتوى مبا خيالف ابن حجر والرملي بل مبا خيالف التحفة والنهاية
إال إذا مل يتعرضا له فيفىت:
بكالم شيخ اإلسالم زكريا
مث بكالم اخلطيب
() 2
مث بكالم حاشية الزيادي
() 3
مث بكالم حاشية ابن قاسم
() 4
مث بكالم عمرية
() 5
مث بكالم الشرباملسي
(?) قال يف الفوائد املدنية ..." :صار شيخنا املرحوم الشيخ سعيد سنبل املكي ،ومن حنا حنوه 1
يقررونـ أنه ال جيوز للمفيت أن يفيت مبا خيالفهما ،بل مبا خيالف التحفة والنهايةـ وإن وافق بقيةـ
كتبهما ،ويف ظين أين مسعته يقول :إن بعض األئمة من الزمازمةـ تتبعـ كالم التحفةـ والنهاية
فوجد ما فيهما عمدة مذهب الشافعي وزبدته".
(?) هو :علي بن حيىي الزياديـ نور الدين املصري الشافعي ،رئيس العلماء مبصر من أجل 2
مشاخيه الشهاب الرملي وولده الشمس ،له حاشية على شرح املنهج ،ت1024:هـ (خالصة
األثر .)3/195
(?) هو :شهاب الدين أمحد بن قاسم الصباغ العباديـ مث املصري الشافعي األزهري ،أخذ عن 3
مشارك يف بعض العلوم تعلم باجلامع األزهر ،كان دقيق النظر جيد الفهم ،من تصانيفه:ـ حاشية
على هناية احملتاج وحاشيةـ على شرح الشمائل حلج ،وحاشية على املواهب (حلية البشر
)3/174
32
() 6
مث بكالم حاشية احلليب
() 7
مث بكالم حاشية الشوبري
() 8
مث بكالم حاشية العناين
ما مل خيالفوا أصل املذهب ،كقول بعضهم :لو نقلت صخرة من أرض
عرفات إىل غريها صح الوقوف عليها(.)11()10()9
(?) علي بن إبراهيم بن أمحد بن علي احلليب القاهري الشافعي (975هـ1044-هـ) صاحب 6
السرية النبوية الزم الشمس الرملي سنني عديدة ،من مصنفاته:ـ حاشية على شرح املنهج حاشية
على شرح الورقات للمحلي وإنسان العيون يف سرية األمني املأمون ( خالصة األثر)3/122
(?) هو :حممد بن أمحد اخلطيب الشوبري الشافعي (977هـ1069-هـ) كان يلقب بشافعي 7
الزمان حضر الشمس الرملي مثان سنني ،من مصنفاته :حاشية على املواهب اللدنية،ـ وحاشيةـ
على شرح األربعني النووية،ـ وحاشيةـ على حترير اللباب وغريها (خالصة األثر )3/385
(?) حممد بن داود العناين القاهري ،نزل اجلنبالطية بالقاهرة ،وأخذ عن علي احلليب صاحب 8
السرية وآخرين من آثاره:حاشية على عمدة الرابح يف معرفة الطريقـ الواضح وشرح الربدة
(معجم املؤلفني. )3/285
(?) نقل هذا عن الزياديـ وابن شرف ونقله قليويب عن شيخهـ (انظرـ حاشية البجريمي على 9
(?) جاء يف فتاوي املرحوم بكرم اهلل الشيخ أمحد الدمياطي ما نصه :فإن قلت ما الذي يفيت 11
به من الكتب وما املقدم منها ،ومن الشراح واحلواشي ككتب ابن حجر والرمليني وشيخ
اإلسالم واخلطيب وابن قاسم واحمللى والزياديـ والشرباملسي وابن زياد اليمين وغريهم ،فهل
كتبهم معتمدة أو ال؟ وهل جيوز األخذ بقول كل من املذكورين إذا اختلفوا أو ال؟ وإذا
اختلفت كتب ابن حجر فما الذي يقدم منها؟
اجلواب كما يؤخذ من أجوبة العالمة الشيخ سعيد بن حممد سنبلـ املكي والعمدة عليه كل هذه
الكتب معتمدة ومعول عليها لكن مع مراعاة تقدمي بعضها على بعض ،واألخذ يف العمل للنفس
جيوز بالكل ،وأما اإلفتاء فيقدم منها عند االختالف التحفة والنهايةـ ،فإن اختلفا فيخري املفيت
أهال له ففىت بالراجح ،مث بعد ذلك شيخ اإلسالم يف أهال للرتجيح ،فإن كان ً بينهما إن مل يكن ً
33
هذا ما قرره العلماء املتقدمون .
وقال املتأخرون :والذي يتعني اعتماده أن هؤالء األئمة املذكورين من أرباب
الشروح واحلواشي ،كلهم إمام يف املذهب يستمد بعضهم من بعض ،فيجوز
العمل واإلفتاء والقضاء بقول كل منهم وإن خالف من سواه ،ما مل يكن سهواً،
أو غلطاً ،أو ضعيفاً ظاهر الضعف(.)1
واعلم أن صاحب النهاية يف الربع األول من النهاية مياشي الشيخ اخلطيب
الشربيين ويوشح من التحفة ومن فوائد والده( ،)2ولذا جتد توافق عبارات املغين
والنهاية والتحفة ،وليس ذلك من باب وضع احلافر على احلافر كما قد يتوهم ويف
الثالثة األرباع مياشي التحفة ويوشح من غريها.
شرحه الصغري على البهجة ،مث شرح املنهج له ،لكن فيه مسائل ضعاف.
فإن اختلفت كتب ابن حجر مع بعضها فاملقدم أوال التحفة ،مث فتح اجلواد ،مث اإلمداد ،مث
الفتاوي وشرح العباب سواء لكن يقدم عليهما شرح بافضل .
وحواشي املتأخرين غالباً موافقة للرملي فالفتوى هبا معتربة ،فإن خالفت التحفةـ والنهاية فال
يعول عليها وأعمد أهل احلواشي :الزياديـ مث ابن قاسم مث عمرية مث بقيتهم ،لكن ال يؤخذ مبا
خالفوا فيه أصول املذهب كقول بعضهم :ولو نقلت صخرة من أرض عرفات إىل غريها صح
الوقوف عليها وليس كما قال" فتح املعني (. )1/19
(?) قال السيد عمر يف فتاويه" :واحلاصل أن ما تقرر من التخيري ال حميد عنه يف عصرنا هذا 1
بالنسبة إىل أمثالنا القاصرينـ عن رتبةـ الرتجيح؛ ألنا إذا حبثنا عن األعلم بني احليني لعسر علينا
الوقوف فكيف بني امليتني فهذا هو األحوط األورع الذي درج عليه السلف الصاحلون املشهود
هلم بأهنم خري القرون".ـ
ويف املسلك العدل حاشية شرح بافضل :ورفع للعالمة السيد عمر البصريـ سؤال من اإلحساء
فيما خيتلف فيه ابن حجر واجلمال الرملي فما املعول عليه من الرتجيحني؟
فأجاب :إن كان املفيت من أهل الرتجيح أفىت مبا ترجح عنده ،قال :وإن مل يكن كذلك -كما
هو الغالبـ يف هذه األعصار املتأخرة -فهو راو ال غري ،فيتخري يف رواية أيهما شاء أو مجيعاً أو
بأيها من ترجيحات أجالء املتأخرين" الفوائد املكية( )120واملدنية(.)218
(?)وهلذا فأكثر خمالفات م ر حلج بسبب متابعتهـ لوالده الشهاب الرملي (انظر املدنيةـ.)40 2
34
وأما شرح اخلطيب على املنهاج املسمى بـ(مغين احملتاج) فهو جمموع من
شروح املنهاج مع توشيحه من فوائد من تصانيف شيخ اإلسالم زكريا ،ويستمد
كثرياً من كالم شيخه الشهاب الرملي ومن شرح ابن شهبة الكبري على املنهاج(.)1
واخلطيب متقدم على التحفة فهو يف مرتبة مشايخ شيخ اإلسالم ابن حجر
ألنه أقدم منه طبقة .
واإلمام ابن حجر يستمد كثرياً يف التحفة من حاشية شيخه ابن عبد احلق
على شرح املنهج للجالل احمللي(.)2
ولكل من التحفة والنهاية واملغين اصطالحات تأيت إن شاء اهلل تعاىل يف
الفصل الرابع.
(?) قال يف الفوائد املنية (" : )221واخلطيب الشربيين ال يكاد خيرج عن كالم شيخه شيخ 1
اإلسالم والشهاب الرملي لكن موافقته للشهاب أكثر من موافقته لشيخ اإلسالم" وقال" :وقد
رزق اخلطيب –رمحه اهلل تعاىل –يف كتبه احلالوة يف التعبري وإيضاح العبارة كما هو مشاهد
حمسوس يف كالمه يف كتبه".
(?) النظرـ الفوائد املدنيةـ ()222،221
2
35
الفصل الثاني
في ذكر أمهات المنهاج التي اختصر منها
وذكر أسماء مؤلفيها وذكر وفياتهم
36
الرافعي وكتابه المحرر
اعلم أن املنهاج اختصره اإلمام النووي -رمحه اهلل تعاىل -من احملرر كتاب
لإلمام العالمة احلجة ويل اهلل بال نزاع :أيب القاسم عبد الكرمي بن حممد القزويين
الرافعي ،نسبة إىل رافع بن خديج الصحايب ،كما وجد خبطه ،قاله قاضي قزوين:
مظفر الدين.
وفيه رد على من قال :هو نسبة إىل رافعان بلدة من بلدان العجم ،بل قال
القاضي جالل الدين :ال يعرف يف نواحي العجم بلدة تسمى بذلك االسم.
ورد أيضاً على من قال :هي نسبة إىل بين رافع،قبيلة من العرب.
والرافعي املذكور أعجمي اللغة كاإلمام النووي ،لكنهما تعلما العربية.
قال النووي :كان الرافعي إماماً بارعاً يف املعارف والزهد والكرامات اخلارقة،
تويف يف قزوين أواخر سنة ثالث،أو أوائل سنة أربع وعشرين وستمائة،وعمره حنو
مخس وستني سنة ،فعلى هذا يكون مولده يف سنة سبع أو مثان ومخسني
ومخسمائة.
كان -رمحه اهلل -إماماً يف غالب العلوم ،شديد االحرتاز يف ترجيحها ويف
نقلها وعزوها ألهلها إذا شك يف أصلها ،وكان العلم يف أبيه وجده وجد جده
كما يف كتاب األمايل ،وكتابه احملرر من أجل كتب الشافعية وأحكمها كما قال
اإلمام النووي رمحه اهلل تعاىل(.)1
37
شروح المحرر
وقد اعتىن بشرح احملرر واختصاره األئمة األعالم .
فشرحه القاضي شهاب الدين أمحد بن يوسف السندي( )1املتوىف سنة مثامنائة
ومخس وتسعني يف أربعة جملدات مساه (كشف الدرر يف شرح احملرر) التزم فيه
ذكر اخلالف بني األئمة الثالثة مع تنقية مذهبه ،وبيان خالف الرتجيح بني الرافعي
والنووي وما عليه الفتوى.
مث شرحه شرف الدين الشريازي رمحه اهلل تعاىل(.)2
مختصرات المحرر
() 3
والذي اختصره من العلماء تاج حممود بن حممد األصفهيدين الكرماين
املتوىف سنة سبع ومثامنائة ومساه (اإلجياز) وهو كثري الفوائد مشتمل على ما حواه
احملرر مع زيادات لطيفة ،ونكات شريفة.
(?) أمحد بن يوسف احلصكفي السندي احلليب الشافعي ،عامل مشارك يف بعض العلوم ،توىل 1
القضاء ،من مصنفاته :كشف الدرر يف شرح احملرر ،وشرح طوالع األنوار للبيضاوي (معجم
املؤلفني. )1/328
(?) كشف الظنون ()2/1612 2
(?)تاج بن حممود األصفهيدي ،نزيل حلب قدم من بالد العجم حاجاً ،مث رجع فسكن 3
حبلب ،وتصدى لالشتغال هبا ،وأقام باملدرسة الرواحية ،وأقرأ العربيةـ وغريها ،وتكاثر عليه
الطلبة ،مات يف شهر ربيع األول سنة(807هـ) من آثاره :شرح احملرر يف الفقهـ وشرح على
ألفية ابن مالك (طبقات الشافعية )4/22
38
واختصره أيضاً عالء الدين علي بن حممد الناجي( )1املتوىف سنة أربع عشرة
وسبعمائة.
واختصره أيضاً اإلمام النووي يف املنهاج( ،)2وقد مر يف الفصل األول.
(?)علي بن حممد بن عبد الرمحن بن خطاب ،الشيخ اإلمام العالمةـ عالء الدين أبو احلسن 1
الباجي املصري اإلمام املشهور ،ولد سنةـ إحدى وثالثني وستمائة سنة مولد النووي ،وتفقه
بالشام على ابن عبد السالم ،وكان أعلم أهل األرض مبذهب األشعريـ ،وكان هو بالقاهرة
والصفي اهلندي بالشام القائمني بنصرةـ مذهب األشعري ،وكان ابن دقيق العيد كثري التعظيمـ له
(طبقاتـ الشافعية)2/223
(?) كشف الظنون ()2/1612 2
(?) علي بن جالل الدين حممد بن عبد الرمحن بن أمحد البكري الصديقي،ـ أبو احلسن 4
املصري ،فقيه ناظم مشارك يف بعض العلوم ،توىف 952هـ ،من تصانيفه :شرح العباب،ـ
وحاشيةـ على شرح احمللي وغريها (معجم املؤلفني .)2/510
39
وقال البجريمي على شرح املنهج وغريه" :إن احملرر خمتصر من الوجيز"( )1وهو
كتاب جليل لإلمام العالمة حجة اإلسالم أيب حامد حممد بن حممد بن حممد
الغزايل الشافعي( -)2املتوىف سنة مخس ومخسمائة -وقد قيل يف الوجيز :لو كان
الغزايل نبياً لكان معجزته الوجيز.
اختصارات وشروح الوجيز
وقد اعتىن بشرحه واختصاره األئمة األعالم .
فأول من اختصره صاحبه اإلمام الغزايل ومساه (اخلالصة).
مث اختصره تاج الدين عبد الرمحن بن منعة املوصلي(- )3املتوىف سنة إحدى
وسبعني وستمائة -ومساه (بالتعجيز يف خمتصر الوجيز).
(?) قال البجريمي" :احملرر هو خمتصر من الوجيز ،املختصر من الوسيط ،املختصر من البسيطـ 1
املختصر من النهاية إلمام احلرمني ،وكل من الوجيز والوسيط والبسيطـ للغزايل" (حاشية بج
على فتح الوهاب )4/133والذي يرتجح هو قول بج؛ إذ من يقرأ ويقارن بني املنهاج
والوجيز –وهو مطبوع -يظهر لديه رجحان هذا القول ،فالعبارات متشاهبة ومتقاربة،ـ
والرتتيب متشابه إىل حد كبري ،سواءً ترتيبـ األبواب أم الفصول أم املسائل والفروع ،مما جيعل
القارئ غري العارف يظن أن املنهاج اختصار للوجيز ،واهلل أعلم.
(?)حممد بن حممد بن حممد اإلمام ،حجة اإلسالم ،زين الدين أبو حامد الطوسي الغزايل ،ولد 2
بطوس سنة مخسني وأربعمائةـ ،أخذ عن إمام احلرمني والزمه حىت صار أنظر أهل زمانه،
وجلس لإلقراء يف حياة إمامه ،وبعد وفاة اإلمام حضر جملس نظام امللك فأقبل عليه وحل منه
حمال عظيماً ،فواله نظاميةـ بغداد فدرس هبا مدة مث تركها وحج ورجع إىل دمشق وأقام هبا عشر ً
كتبا يقال :إن اإلحياء منها مث سار إىل القدس واإلسكندريةـ ،مث عاد إىل
سنني ،وصنف فيها ً
وطنه بطوس مقبالً على التصنيفـ والعبادة ونشر العلم ،ودرس بنظاميةـ نيسابورـ مدة مث تركها
وبىن خانقاه للصوفية ومدرسة للمشتغلني ،وأقبل على النظر يف األحاديث خصوصا البخاري
وقد ذكر له السبكي يف الطبقات الكربى ترمجة طويلة ،من مصنفاته:ـ املستصفى يف أصول الفقه
واملنخول ،وإجلام العوام عن علم الكالم ،والرد على الباطنيةـ ،ومقاصد الفالسفة ،وهتافت
الفالسفة ،وجواهر القرآن ،وشرح األمساء احلسىن ،ومشكاة األنوار ،واملنقذ من الضالل وغري
ذلك (طبقات الشافعية)2/293
40
واختصره اإلمام سراج الدين عمر بن حممد الزبيدي( ،)1ومساه (اإلبريز يف
تصحيح الوجيز).
وأما الذين شرحوه من األئمة األعالم فكثريون .
فشرحه اإلمام العالمة أبو حامد حممد بن إبراهيم السهيلي احلاجري املتوىف
سنة ستمائة وعشر.
وشرحه جاللة اإلمام العالمة أيب القاسم عبد الكرمي بن حممد الرافعي القزويين
بشرحني :صغري مل يسم ،وكبري مساه (فتح العزيز إىل شرح الوجيز) يف عشرة
جملدات ،وبعضهم يطلق (العزيز) على الشرح الكبري بدون ذكر لفظ (فتح) ،لكنه
قد تورع بعض العلماء من هذا اإلطالق وقالوا :إن إطالق (العزيز) خمتص بكتاب
اهلل عز وجل.
(?)عبد الرحيم بن حممد بن حممد بن يونس بن منعة الفقيهـ احملقق العالمة تاج الدين أبو 3
ونشأ هبا وتويف يف صفر(887هـ) من آثاره :خمتصرـ مهمات املهمات تلخيص جواهر القمويل
(كشف الظنون)2/675
(?) إمساعيل بن أيب بكر بن عبد اهلل الشرجي الشاوري (نسبة إىل قبيلة شاور) اليماين ،درس 2
يف تعز وزبيد وهبا تويف سنةـ 837هـ ،توىل إمرة بعض البالد يف دولة األشرف،ـ من مصنفاته:ـ
عنوان الشرف الوايف ،واإلرشاد وغريمها (األعالم .)1/188
(?) ولكنه ضاع عليه ،انظر الفوائد املدنيةـ (.)9
3
41
مث اختصر الروضة اإلمام العالمة صفي الدين أمحد بن عمر املزجد( )1إىل
العباب ،فشرحه اإلمام ابن حجر ومسى هذا الشرح باإليعاب.
واختصر الروضة أيضاً اإلمام العالمة احلجة عبد الرمحن بن أيب بكر السيوطي
إىل الغنية.
حواشي الروضة
وقد اعتىن اإلمام األذرعي بتحشية الروضة باحلواشي اجلليلة ،ومثله اإلمام
األسنوي( ،)2وابن العماد ،والبلقيين ،كل منهم اعتىن باحلواشي عليها وأتى
بالعجب العجاب ،وبكل ما استعذب ألويل األلباب .
مث مجع حواشي األربعة املذكورين شيخ اإلسالم بدر الدين حممد بن هبادر
الزركشي -املتوىف سنة أربع وتسعني وسبعمائة -وهذا اجملموع أربعة عشر جملداً،
كل جملد يضم مخساً وعشرين كراسة ومساه بـ(اخلادم للروضة).
(?) أمحد بن عمر املزجد السيفي املرادي املذحجي الزبيدي،ـ من فقهاء الشافعية الكبار ،مولده 1
ووفاته بزبيد (847هـ930-هـ) ويل قضاء عدن مث قضاء بلده ،من مصنفاته:ـ العباب احمليط
وجتريد الزوائد (النورـ السافر )137وكتاب العبابـ مطبوع.
(?)عبد الرحيم بن احلسن بن علي بن عمر بن علي بن إبراهيم ،اإلمام العالمةـ ،منقح األلفاظ، 2
حمقق املعاين ذو التصانيف املشهورة املفيدة ،مجال الدين أبو حممد القرشي األموي اإلسنوي
املصري ،ولد بإسنا يف رجب سنةـ أربع وسبعمائةـ ،وقدم القاهرة سنة إحدى وعشرين
وسبعمائةـ ،ومسع احلديث ،واشتغل يف أنواع من العلوم من تصانيفه :التمهيد واملهمات وغريها
(طبقاتـ الشافعية)3/98
42
وممن اختصر فتح العزيز اإلمام العالمة عبد الغفار القزويين( )1ومساه (احلاوي
الصغري) ونظمه ابن الوردي( )2ومسى ذلك النظم بالبهجة ،فشرحها شيخ مشايخ
اإلسالم أبو حيىي زكريا األنصاري بشرحني.
مث احلاوي الصغري املذكور اختصره اإلمام العالمة إمساعيل بن املقري إىل
اإلرشاد ،فشرحه ابن حجر بشرحني.
مث وجيز الغزايل اختصره من الوسيط له أيضاً ،وهو كتاب أكرب من الوجيز،
وأحد الكتب اخلمسة املتداولة بني الشافعية اليت يعول عليها.
(?)عبد الغفارـ بن عبد الكرمي بن عبد الغفارـ القرويين الشيخ جنم الدين صاحب احلاوي1
الصغري ،واللباب والعجاب ،وكان أحد األئمة األعالم له اليد الطوىل يف الفقهـ واحلساب
وحسن االختصارـ (سابقـ)2/137
(?)عمر بن املظفر بن عمر بن حممد بن أيب الفوارس بن علي اإلمام ،العالمةـ ،األديب، 2
املؤرخ ،زين الدين أبو حفص املعري الشهري بابن الوردي ،فقيه حلب ومؤرخها وأديبها ،تفقه
على الشيخ شرف الدين البارزيـ ،له مصنفات جليلة نظماً ونثراً من ذلك :البهجة نظم احلاوي
الصغري يف مخسة آالف بيت ،ومقدمة يف النحو اختصرـ فيها امللحة مساها النفحة ،وشرحها ،وله
تأريخـ حسن مفيد ،وأرجوزة يف تعبري املنامات ،وديوان شعر لطيف ،ومقامات مستظرفةـ ،تويف
حبلب يف آخر سنةـ تسع وأربعني وسبعمائةـ (سابقـ)3/45
(?)هو أبو حيىي الشيخ جنم الدين ابن الرفعة ،كان فريد دهره ووحيد عصره ،كان ً
إماما يف 3
الفقهـ واخلالف واألصول ،له تصانيفـ مشهورة ،تفقهـ على أصحاب ابن العطار (طبقاتـ
الشافعية)1/273
43
وشرحه الشيخ اإلمام جنم الدين أبو العباس أمحد بن علي بن مرتفع املعروف
بابن الرفعة -املتوىف سنة عشر وسبعمائة -يف ستني جملداً مساه (املطلب العايل إىل
شرح وسيط الغزايل) ومل يكمله.
وشرحه الشيخ اإلمام جنم الدين أبو العباس أمحد بن حممد القمويل(-)1املتوىف
سنة سبع وسبعني وسبعمائة -رمحه اهلل تعاىل يف جملدات مساه (البحر احمليط إىل
شرح الوسيط) مث خلصه ومساه (جواهر البحر احمليط) وخلص هذا التلخيص سراج
الدين عمر بن حممد اليمين-املتوىف سنة سبع ومثانني ومثامنائه( -ومساه جواهر
اجلواهر) وشرحه كثري غري من ذكر .
وممن اختصره نور الدين إبراهيم بن هبة اهلل اإلسنادي(- )2املتوىف سنة
سبعمائة وإحدى وعشرين -رمحه اهلل تعاىل ،واختصره اإلمام الغزايل يف كتابه
الوجيز وقد مر.
(?)أمحد بن حممد بن مكي بن ياسني القرشي املخزومي الشيخ العالمة جنم الدين أبو العباس 1
القمويل املصري ،اشتغل إىل أن برع ودرس وأفىت وصنف وويل قضاء قوص ،مث إمخيم مث
أسيوط واملنية والشرقيةـ والغربية ،مث ويل نيابة احلكم بالقاهرة ،وحسبة مصر ،شرح الوسيط
فروعا وإن كان كثري االستمداد منه ،قال
ً تناوال من املطلب وأكثر
مطوال أقرب ً ً ً
شرحا
كتابا يف املذهب أكثر مسائل منه ،ومساه البحرـ احمليط يف شرح الوسيط ،مث
اإلسنوي :ال أعلم ً
خلص أحكامه خاصة كتلخيص الروضة من الرافعي مساه :جواهر البحرـ وشرح مقدمة ابن
احلاجب يف النحو شرحاً مطوالً ،وشرح األمساء احلسىن يف جملد ،مات يف رجب سنةـ سبع
وعشرين وسبعمائةـ عن مثانني سنةـ (طبقات الشافعية . )2/255
(?)إبراهيم بن هبة اهلل بن علي القاضي نور الدين اجلميزي اإلسنوي(وتصحف على الكاتب 2
إىل اإلسنادي)ـ أخذ ببلده عن البهاء القفطي مث رحل إىل القاهرة يف صباه وأخذ عن األصفهاين
-شارح احملصول -والبهاء ابن النحاس وغريمها ،صنف يف الفقهـ واألصول والنحو ،واختصر
الوسيط وصحيح ما صححه الرافعي والنووي ،واختصر الوجيز وشرح املنتخب يف األصول
ونثر ألفية أبن مالك وشرحها (طبقات الشافعية)2/244
44
وهذا أي كتاب (الوسيط) اختصره صاحبه من كتابه املسمى بـ(البسيط)،
وهو -أعين البسيط -كتاب جليل لإلمام العالمة احلجة حممد بن حممد الغزايل
اختصره من (هناية املطلب يف دراية املذهب) إلمام احلرمني عبد امللك بن حممد بن
عبد اهلل اجلويين(- )1املتوىف سنة أربعمائة ومثانية وسبعني -مجعه مبكة املكرمة وأمته
بنيسابور ،وقد مدحه ابن خلكان ،وقال :ما صنف يف اإلسالم مثله ،قال ابن
النجار :إنه مشتمل على أربعني جملداً ،مث خلصه ومل يتم ،مجعه من األم واإلمالء
واملسند للشافعي وخمتصر املزين.
وهناية املطلب اختصرها اإلمام أبو سعد عبد اهلل بن حممد اليمين املعروف بابن
أيب عصرون(- )2املتوىف سنة مخسمائة ومخس ومثانون -ومساه (صفوة املذهب من
هناية املطلب) وهو سبعة جملدات(. )3
كتاب األم
مث كتاب (األم) من أعظم كتب الشافعية الشرقية والغربية ،صنفه إمام
املذهب :حممد بن إدريس الشافعي رضي اهلل تعاىل عنه ،مجع فيه أصول املذهب
(?)عبد امللك بن عبد اهلل بن يوسف بن عبد اهلل بن يوسف بن حممد العالمةـ إمام احلرمني 1
ضياء الدبن أبو املعايل بن الشيخ أيب حممد اجلويين رئيس الشافعية بنيسابورـ ،مولده يف احملرم
سنةـ عشرة وأربعمائةـ ،وتفقه والده وأتى على مجيع مصنفاته ،وتويف أبوه وله عشرون سنةـ
فأقعد مكانه للتدريس تويف يف ربيع اآلخر سنة مثان وسبعني وأربعمائةـ ودفن بداره مث نقل بعد
سنني فدفن إىل جانب والده ،ومن تصانيفه النهاية واإلرشاد والغياثي وغريها (سابق)2/255
(?)عبد اهلل بن حممد هبة اهلل بن املطهر بن علي بن أيب عصرون قاضي القضاة شرف الدين 2
أبو سعد التميمي املوصلي مث الدمشقي ،مولده يف ربيعـ األول سنةـ اثنتني ،وقيل ثالث وتسعني
وأربعمائة ،أخذ عن أيب علي الفارقي وأسعد امليهين ،وأخذ األصول عن ابن برهان ،وقرأ
بالسبع والعشر على البارعـ وأيب بكر املرزوقي وسبط اخلياط ،وويل قضاء سنجار وحران مث
ويل قضاء دمشق سنة اثنتني وسبعني (طبقاتـ الشافعية )2/27
(?)كشف الظنون 2/1990 3
45
وفروعه ،عبادة ومعاملة ،مع بيان النصوص القرآنية واحلديثية اليت أداه اجتهاده
باستنباط األحكام منها .
وكان عزيز الوجود تسمع هبا األمة ومل تره إىل أن قيض اهلل صاحب اهلمة
الشماء عالمة دهره يف عصره سعادة صفي الدين أمحد بك احلسيين املعظم -رمحه
اهلل تعاىل -فجمع أجزاءه املتفرقة بعد شتاهتا من مصر فاحلجاز فاليمن فالشام
فأوربا برواية صاحب إمام املذهب رمحه اهلل تعاىل عنه الربيع بن سليمان املرادي
رمحه اهلل ،فطبع على نفقته وانتشر.
(?) عبارة التحفة (" :)1/33وكتابة العلم مستحبةـ وقيل واجبة ،وهو وجيه يف األزمنة 1
املتأخرة وإال لضاع العلم ،وإذا وجبت كتابة الوثائق حلفظ احلقوق فالعلم أوىل" وميكن أن
46
الفصـل الثالث
في بيان مصطلحات اإلمام النووي في كتبه
وما يقدم منها إذا اختلف بعضها عن بعض
جيمع بني القولني :الوجوب واالستحباب بأن حيمل الوجوب على الكفاية أي بالنظرـ إىل
جمموع األمة ،واالستحبابـ بالنظر إىل األعيان ،وهو كذلك فإضاعة العلم ال جتوز مبعىن أنه
حيرم على األمة أن هتمل كتابة العلم أو طباعته مجلة وتفصيالً ألنه بيان للدين ،وهذا األمر لن
يكون –بإذن اهلل -ألن اهلل تكفل حبفظ القرآن والذي هو أصل العلم ،وألن األمة معصومة من
اخلطأ ،إال يف آخر الزمان عند رفع القرآن فحينها يرتفع العلم معه .
أما كتابة أو طباعة بعضه وترك آخر فال حرج فيه وإن كان يستحب كتابة أو طباعة كل مفيد
يتيسر ،وكذلك بالنسبةـ لألفراد إذا ما مسع علماً يستحب له كتابته كي يسهل له مراجعته أو
حفظه أو إعارتهـ أو إفادة آخرين بأي وجه كان ،وال نقول بالوجوب ألنه حمفوظ يف حقيقة
األمر وموجود يف بطون الكتب املنتشرة ويف صدور العلماء.
وللفائدة فقد نقل الشاطيب يف املوافقات ( )4/98عن اإلمام مالك كراهت كتابة العلم ،وقال
بأنهـ أراد "ما كان حنو الفتاوي ،فسئل ما الذي نصنع؟ فقال :حتفظون وتفهمون حىت تستنري
قلوبكم مث ال حتتاجون إىل الكتاب".
47
كتب النووي
وهي –أي كتب النووي:-
.1التحقيق شرح التنبيه أليب إسحاق الشريازي.
.2واجملموع شرح املهذب لإلمام أيب إسحاق الشريازي أيضاً.
.3والتنقيح شرح وسيط اإلمام الغزايل رمحه اهلل تعاىل.
.4والروضة خمتصر فتح العزيز لإلمام الرافعي رمحه اهلل تعاىل .
.5واملنهاج خمتصر احملرر لإلمام الرافعي أيضاً رمحه اهلل تعاىل .
.6وفتاواه .
.7وشرح مسلم.
.8وتصحيح التنبيه.
.9ونكته أي التنبيه
48
.9مث نكته (.)1
التعبير باألظهر
إذا عرفت هذا فاعلم أن تعبريه بـ(األظهر) يستفاد منه أربع مسائل-:
األوىل :اخلالفية ،يعين أن املسألة ذات خالف.
(?) قال يف التحفة (" :)1/39الغالب تقدمي ما هو متتبع فيه كالتحقيق،ـ فاجملموع فالتنقيح،ـ مث 1
ما هو خمتصر فيه كالروضة ،فاملنهاج ،وحنو فتاواه ،فشرح مسلم ،فتصحيح التنبيه،ـ ونكته من
أوائل تأليفهـ فهي مؤخرة عما ذكر ،وهذا تقريب وإال فالواجب يف احلقيقة عند تعارضـ هذه
الكتب مراجعة كالم معتمدي املتأخرينـ واتباع ما رجحوه منها" ،وزاد يف حاشية
اإليضاح...":وماـ اتفق عليه األكثر من كتبه مقدم على ما اتفق عليه األقل منها غالباً ،وما كان
يف بابه مقدم على ما يف غريه غالباً أيضاً" (الفوائد املدنية)34
49
والثانية :األرجحية ،يعين أن يف املسالة قوالً راجحاً وقوالً مرجوحاً ،والراجح
هو املذكور ،واملرجوح هو املقابل.
والثالثة :كون اخلالف فيه قولياً ،أي من قول اإلمام الشافعي أو من أقواله ال
من األوجه اليت ذكرها أصحابه .
والرابعة :ظهور املقابل ،يعين أن املقابل ظاهر يف نفسه وإن كان املعتمد يف
الفتوى واحلكم على األظهر.
ومجلة ما يف املنهاج من التعبري باألظهر أربعمائة إال مخسة:
منها :التعبري بأظهرها يف موضعني :أحدمها يف الرهن ،واآلخر يف الوصايا.
ومنها :التعبري بأظهرمها يف كتاب العتق يف فصل أعتق يف مرض موته .
التعبري باملشهور
وتعبريه بـ(املشهور) يستفاد منه أربع مسائل -:
األوىل :اخلالفية وقد مر معىن ذلك.
الثانية :األرجحية وقد مر معىن ذلك أيضاً.
والثالثة :غرابة املقابل ،أي كونه خفياً غري مشهور ،فهو ضعيف .
والرابعة :كون اخلالف قولياً ،أي من قويل اإلمام الشافعي أو من أقواله ال من
األوجه اليت ألصحابه رضي اهلل عنهم .
ومجلة ما يف املنهاج من التعبري باملشهور ثالث وعشرون عبارة ،منها التعبري
باألشهر يف الشهادات يف فصل ال حيكم...اخل.
التعبير باألصح
وتعبريه بـ(األصح) يستفاد منه أربع مسائل :اخلالفية ،واألرجحية ،وقد مر
معنامها.
والثالثة صحة املقابل ،لقوة اخلالف بقوة دليل املقابل.
50
والرابعة كون اخلالف وجهاً ألصحاب اإلمام الشافعي ،يستخرجونه من قواعده
ونصوصه ،وجيتهدون يف بعضها ،فاخلالف ألصحابه يف املسألة(. )1
وقد يشذون( )2عنها كاملزين وأبو ثور ،فال تعد أقواهلم وجوهاً يف املذهب(.)3
ومجلة ما يف املنهاج من التعبري باألصح ألف ومثانية وثالثون عبارة تقريباً:
)?( 1ختريج الوجوه :استنباطها من كالم اإلمام ،كأن يقيس ما سكت عنه على ما نص
عليه لوجود معىن ما نص عليه فيما سكت عنه ،سواء نص إمامه على ذلك املعىن أو استنبطهـ
من كالمه .
عموم ذكره ،أو قاعدة قررها كذا يفأو يستخرجـ حكم املسكوت عنه بعد دخوله بعد ٍ
اآليات البيناتـ البن قاسم .
وقد تكون األوجه باجتهاد من األصحاب أن يستنبطوا األحكام من نصوص الشارع،
لكن يتقيدون يف استنباطهم منها باجلري على طريقةـ إمامهم يف االستدالل ومراعاة قواعده
وشروطه فيه ،وهبذا يفارقون اجملتهد املطلق ،فإنه ال يتقيد بطريق غريه ،وال مبراعاة قواعده
وشروطه .
والوجهان قد يكونان لشخصني أو لشخص ،فإن كان لواحد فالراجح منهما ما عليه
املعظم ترجيحاً،ـ أو ما اتضح دليله ،أو من أكثر فبرتجيح جمتهد آخر اجتهاداً نسبياً .
51
منها ما لفظة (صحح) يف الضمان(.)1
ومنها تعبريه بـ(أصحها) يف موضعني :أحدمها يف اجلراح( ،)2وثانيهما :يف
العدد(.)3
ومنها أصحهما الثاين يف الصلح(. )4
ومنها واحد ضعيف يف باب زكاة الفطر.
.3وابن حربويه.
.4وأبو حفص البابشامي.
.5وأبو علي بن خريان.
.6وأبو بكر النيسابوري.
.7وأبو سعيد األصطخري.ـ
.8وأبو بكر الصرييف.
.9وابن القاص.ـ
.10وأبو اسحق املروزي.
.11وأبو بكر الصبغي.ـ
.12وأبو علي بن أيب هريرة.
.13وابن احلداد.
.14وأبو علي الطربي.
.15وأبو بكر احملمودي.
.16وأبو احلسن الصابوين .
.17وابن القطان .
.18والقفال الشاشي .
.19وابن العفريس .
.20وابن سهل الصعلوكي .
.21وابن زيد املروزي .
.22وأبو أمحد اجلرجاين .
.23واملاسرجسي .
52
التعبير بالصحيح
وتعبريه بـ(الصحيح) يستفاد منه أربع مسائل :اخلالفية ،واألرجحية ،وقد مر
معنامها .
والثالثة :فساد املقابل ،أي كونه ضعيفاً ال يعمل به ،والعمل بالصحيح.
53
والرابعة :كون اخلالف وجهاً لألصحاب ،يستخرجونه من كالم اإلمام الشافعي
فإن قوي اخلالف لقوة دليل املقابل عرب باألصح املشعر بذلك ،وإن مل يقو اخلالف
بأن ضعف عرب بالصحيح .
.1القاضي أبو احلسن املاوردي ،صاحب احلاوي البصري،ـ املتوىف سنة أربعمائة
ومخسني للهجرة .
.2والقاضي أبو الطيبـ الطربي ،صاحب الكتاب املسمى بالتعليقةـ يف حنو عشر
جملدات ،كثري االستدالل واألقيسة ،املتوىف سنة أربعمائه ومخسني للهجرة.
.3والقاضي أبو علي البندنيجي .
.4وأبو احلسن أمحد بن حممد احملاملي ،املتوىف سنة اربعمائةـ ومخس ،صاحب كتاب
املقنع .
.5وسليم الرازي .
وسلكوا طريقه يف تدوين الفروع ،واشتهرت طريقتهم يف ذلك بطريقة العراقيني .
وجاء القفال املروزي وسلك طريقه أيضا يف تدوين الفروع ،وتبعهـ مجاعة أخصهم -:
.1الشيخ أبو حممد عبد اهلل بن يوسف النيسابوري املعروف باجلويين ،املتوىف سنة
أربعمائةـ ومثانية وثالثني .
.2وصاحب كتاب اإلبانة أبو القاسم عبد الرمحن بن حممد الفوراين املروزي املتوىف
سنةـ أربعمائةـ وإحدى وستني .
.3والقاضي حسني بن حممد املروزي ،املتوىف سنة اربعمائةـ واثنني وستني ،وله كتاب
مساه التعليقةـ أيضاً يف الفروع .
.4وأبو علي السنجي .
.5واملسعودي .
واشتهرت طريقةـ هؤالء ومن تبعهم بطريقةـ اخلراسانيني،ـ ويقال هلم :املراوزة أيضاً؛ ألن
شيخهم ومعظم أتباعهم مراوزة ،فتارة يقولون :قال اخلراسانيون،ـ وتارة يقولون :قال املراوزة
كذا ،فهما عبارتان عن معرب واحد( .انظرـ االبتهاج)
54
واملراد بقوة اخلالف علمنا بالدليل الذي استند إليه اإلمام الشافعي رمحه اهلل
تعاىل ،وقد ال نعلمه لكن نعلم الراجح ،وطريق علمنا به حيصل بأمور:
.1إما بالنص على أرجحيته .
.2وإما بالعلم بتأخريه.
.3وإما بالتفريع عليه.
.4وإما بالنص على فساد مقابله .
.5وإما مبوافقته ملذهب جمتهد(. )1
فإن مل يظهر مرجح فللمقلد أن يعمل بأي القولني شاء .
(?) " أي خيرجون عن قواعد الشافعي ونصوصه وجيتهدون يف مسألة من غري أخذ منهما بل 2
(?) انظر املنهاج( )241مع السراج ،وعبارته " :وصحح القدمي ضمان ما سيجب". 1
(?) ( )116وبقي عليه موضعان يف الصفحتني ( )95(,)50يف قوله " :ويف وجوب أجرة 3
املثل مدة النقل أوجه أصحها جتب أن نقل بعد القبض ال قبله" وقوله " :ويف استحباب الصدقة
مبا فضل عن حاجة أوجه أصحها إن عليه الصرب استحب وإال فال".
(?) ()61 4
55
يف حق نفسه ففي هذا سعة وجاز تقليد لغري األربعة
()1
هذا عن السبكي اإلمام املشتهر قضاء مع ٍ
إفتاء ذكر ال يف ٍ
التعبير بالجديد
وتعبريه بـ(اجلديد) يعين من قول اإلمام الشافعي إذ له قوالن قدمي وجديد
فالقدمي سيأيت ،واجلديد هو ما قاله بعد دخوله مصر ،وأشهر رواته-:
()2
.1البويطي
(?)نقل صاحب فتح املعني عن الشيخ أمحد الدمياطي نقله عن الشيخ سنبل ف يهذه املسألة ما 2
لفظه:ـ "وأما األقوال الضعيفةـ فيجوز العمل هبا يف حق النفس ال يف حق الغري ما مل يشتد
ضعفها ،وال جيوز اإلفتاء وال احلكم هبا ،والقول الضعيف شامل خلالف األصح وخالف
املعتمد وخالف األوجه وخالف املتجه ،وأما خالف الصحيح فالغالبـ أنه يكون فاسداً ال
جيوز األخذ به" فتح املعني (.)1/19
(?)قال يف التحفةـ (" :)1/47وتبعوه –أي السبكي -يف العمل خبالف املذاهب األربعة،ـ أي 1
مما علمت نسبتهـ ملن جيوز تقليده ومجيع شروطه عنده ،ومحل على ذلك قول ابن الصالح:ـ ال
جيوز تقليد غري األئمة األربعةـ أي يف ٍ
قضاء أو إفتاء ،وحمل ذلك وغريه من سائر صور التقليد ما
مل يتتبع الرخص حبيث تنحل ربقة التكليف من عنقه وإال أمث به ،بل قيل فسق وهو
وجيه".وانظرـ بغيةـ املسرتشدين (.)8
(?)يوسف بن حيىي القرشي أبو يعقوب البويطي املصري الفقيه ،أحد األعالم من أصحاب 2
الشافعي وأئمة اإلسالم ،قال الربيع :وكان له من الشافعي منزلة ،وكان الرجل رمبا يسأله عن
املسألة فيقول :سل أبا يعقوب فإذا أجاب اخربه فيقول :هو كما قال ،ورمبا جاء إىل الشافعي
رسول صاحب الشرطة فيوجه الشافعي أبا يعقوب البويطي ويقول هذا لساين ،وخلف الشافعي
يف حلقته بعده ،قال الشافعي :ليس أحد أحق مبجلسي من أيب يعقوب ،وليس أحد من
أصحايب أعلم منه ،وقال النووي يف مقدمة شرح اجملموع :إن أبا يعقوب البويطي أجل من
املزين والربيعـ املرادي ،مات ببغداد يف السجن والقيد يف احملنة يف رجب سنة إحدى وثالثني
56
.2واملزين(. )1
.3والربيع املرادي(. )2
.4والربيع اجليزي(. )3
.5وحرملة(. )4
.6ويونس بن عبد األعلى(. )5
اإلمام صاحب التصانيفـ ،أخذ عن الشافعي وكان يقول :أنا خلق من أخالق الشافعي ،ذكره
حمجاجا غواصاً
ً جمتهدا مناظراًـ
ً عاملا
زاهدا ً
الشيخ أبو إسحاق أول أصحاب الشافعي وقال :كان ً
على املعاين الدقيقة ،صنف كتباً كثرية ،قال الشافعي :املزين ناصر مذهيب ،ولد سنةـ مخس
وسبعني ومائة ،وتويف يف رمضان ،وقيل يف ربيع األول سنة أربع وستني ومائتني،وكان جماب
الدعوة (سابقـ )2/58
(?)الربيع بن سليمان بن عبد اجلبار بن كامل املرادي موالهم أبو حممد املصري املؤذن، 2
صاحب الشافعي وخادمه وراوية كتبه اجلديدة ،قال الشيخ أبو إسحاق :وهو الذي يروي
كتب الشافعي ،قال الشافعي :الربيع راوييت ،قال الذهيب :كان الربيع أعرف من املزين باحلديث
وكان املزين أعرف بالفقه منه بكثري حىت كأن هذا ال يعرف إال احلديث وهذا ال يعرفـ إال
الفقهـ ،ولد سنةـ ثالث أو أربع وسبعني ومائة ،وتويف يف شوال سنةـ سبعةـ ومائتني وقد قال
الشافعي فيه أنه أحفظ أصحايب (سابق )2/65
(?)الربيع بن سليمان بن داود اجليزي أبو حممد األزدي موالهم املصري األعرج ،أحد 3
أصحاب الشافعي والرواة عنه ،مات يف ذي احلجة سنة ست ومخسني ومائتني (سابق )2/64
(?)حرملة بن حيىي بن عبد اهلل بن حرملة بن عمران التجييب أبو حفص املصري ،أحد احلفاظ 4
املشاهري من أصحاب الشافعي وكبار رواة مذهبه اجلديد ،قال الشيخ أبو إسحاق :كان حافظاً
للحديث ،وصنف املبسوط واملختصرـ ،وقال ابن يونس :كان أعلم الناس حبديث ابن وهب،
ونظر إليه أشهب فقال :هذا خري أهل املسجد ولد سنة ست وستني ومائة ،ومات يف شوال
سنةـ ثالث وقيل أربع وأربعني ومائتني (سابق)2/61
57
.7وعبداهلل بن الزبري املكي(. )1
.8وحممد بن عبداهلل بن عبداحلكم(. )2
.9وأبوه(. )3
ومن الكتب اجلديدة لإلمام الشافعي :املختصر ،والبويطي ،واألم ،فإذا عرب اإلمام
النووي باجلديد فيستفاد منه أربع مسائل:
(?)يونس بن عبد األعلى بن ميسرة بن حفص بن حيان الصديف أبو موسى املصري ،أحد 5
أصحاب الشافعي وأئمة احلديث روى عنه مسلم يف صحيحه والنسائي وابن ماجه ،قال
أقواال غريبةـ ،قال الذهيب :وانتهت إليه رئاسة العلم
الطحاوي :كان ذا عقل ،روى عن الشافعي ً
بديار مصر لعلمه وفضله وورعه ونسكه ومعرفته بالفقه وأيام الناس ،مولده يف ذي احلجة سنة
سبعني ومائة ،ومات يف ربيعـ اآلخر سنةـ أربع وستني ومائتني السنة اليت مات فيها املزين (سابق
)2/72
(?)هو أبو بكر عبد اهلل بن الزبري بن عيسى القرشي الأسدي املكي املعروف باحلميدي ،رحل 1
مع الشافعي من مكة إىل بغداد ومنها إىل مصر والزمه حىت مات ،فرجع إىل مكة ليفيت لأهلها
إىل أن مات هبا سنةـ تسع عشرة ومائتني ،وقيل سنةـ عشرين (طبقاتـ الفقهاء)188
(?)أبو عبد اهلل حممد بن عبد اهلل بن عبد احلكم املصري ،ولد سنة اثنني ومثانني ومائة ،وكان 2
جليال رئيساً ،كان حمسناً على الشافعي ،وكان على مذهب مالك ،ونشأ ابنهـ هذا عاملا ً أبوه ً
على مذهب أبيه ،وأخذ العلم عن أشهب وابن وهب املالكيني ،فلما قدم الشافعي مصر صحبه
وتفقه منه ،وكان أبوه يأمره سراً مبالزمة الشافعي ،وكان الشافعي حيبه حىت قال له مرة:
ولدا مثل هذا ،مات يوم االربعاء يف عشر ذي القعدة سنة مثان وستني وددت لو أن يل ً
ومائتني ،قال البيهقي :وانتقلـ قبيل وفاته بشهرين إىل مذهب مالك؛ لأنه كان يطلب أن
الشافعي يستخلفه بعده واستخلف البويطي (سابق 191والسري)4/340
(?)عبد اهلل بن عبد احلكم ابن أعني بن ليثـ اإلمام الفقيهـ مفيت الديار املصريةـ ،أبو حممد
3
املصري املالكي صاحب مالك ،ويقال :إنه من موايل عثمان رضي اهلل عنه ،وكان حيرض ولده
حممد بن عبد اهلل على مالزمة الشافعي ،مات يف شهر رمضان سنة أربع عشرة ومئتني ،وله حنو
من ستني سنةـ رمحه اهلل (السري )10/220
58
األوىل :اخلالفية ،واملعىن أن قوله يف اجلديد حبكم يف مسألة خيالف قوله القدمي
فيها.
والثانية :األرجحية ،واملعىن أن يف املسألة قولني :قوالً راحجاً :وهو القول
اجلديد ،وقوالً مرجوحاً :وهو القدمي ،واملراد القول اجلديد الذي عرب به.
والثالثة :كون اخلالف من قول اإلمام الشافعي .
والرابعة :كون املقابل قدمياً ،أي قوالً قدمياً للشافعي.
ومجلة ما يف املنهاج من التعبري باجلديد مخس وسبعون عبارة تقريباً .
التعبير بالقديم,
وتعبريه بـ(القدمي) -أي من قويل اإلمام الشافعي وهو ما قاله قبل دخوله مصر
وأشهر رواته-:
.1أمحد بن حنبل(.)1
.2والزعفراين(.)2
.3والكرابيسي(.)3
(?)أبو عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل بن هالل الشيباين رضي اهلل عنه ،ولد سنة أربع وستني 1
ومائة ،ومات يف رجب يوم اجلمعة سنة إحدى وأربعني ومائتني ،قال قتيبةـ بن سعيد :لو أدرك
أمحد بن حنبل عصر مالك والثوريـ ،واألوزاعي ،والليث بن سعد لكان هو املقدم ،فقيل
لقتيبةـ :تضم أمحد إىل التابعني؟ فقال :إىل كبار التابعني وقال أبو ثور أمحد بن حنبل أعلم
وافقه من الثوري (طبقاتـ الفقهاء)101
(?)احلسن بن حممد أبو علي البغدادي الزعفراين ،قال ابن حبان يف الثقاتـ :كان راوياً2
للشافعي ،وكان حيضر أمحد وأبو ثور عند الشافعي وهو الذي يتوىل القراءة عليه ،وقال
املاوردي :هو أثبت رواة القدمي تويف ،يف رمضان سنة ستني ومائتني (انظر طبقات الشافعية2/
62وطبقات الفقهاء)112
(?) احلسني بن علي بن يزيد أبو علي البغدادي الكرابيسي ،أخذ الفقهـ عن الشافعي ،وكان ً
أوال 3
على مذهب أهل الرأي ،قال ابن عدي :وله كتب مصنفة ذكر فيها اختالف الناس يف املسائل،
59
.4وأبو ثور(.)1
-يستفاد منه أربع مسائل:
األوىل :اخلالفية ،وهي أن قوله يف اجلديد يف مسألة خيالف قوله القدمي منها.
والثانية :املرجوحية ،وهي كون القدمي مرجوحاً ،واجلديد راجحاً.
والثالثة :كون اخلالف قولياً.
والرابعة :كون املقابل هو اجلديد ،والعمل عليه ،ومجلة ما يف املنهاج من التعبري
بالقدمي مثانية وعشرون لفظة.
أخبارا كثرية ،قال العبادي :مل يتخرجـ على يدي الشافعيً حافظا له ،وذكر يف كتبه
ً وكان
بالعراقـ مثل احلسني ،قال اإلسنوي :وكتاب القدمي الذي رواه الكرابيسي عن الشافعي جملد
ضخم ،تويف سنةـ مخس وأربعني ومائتني (سابقـ)63
(?) إبراهيم بن خالد بن أيب اليمان ،أبو ثور ،وقيل :كنيتهـ أبو عبد اهلل ،الفقيه العالمة ،أخذ
1
الفقهـ عن الشافعي وغريه ،قال أبو بكر األعني :سألتـ أمحد بن حنبل عنه ،فقال :اعرفه بالسنةـ
منذ مخسني سنةـ ،وهو عندي يف مسالخ سفيان الثوري ،قال اخلطيب البغدادي :كان أحد
الثقاتـ املأمونني ومن األئمة األعالم يف الدين ،وله كتب مصنفةـ يف األحكام مجع فيها بني
أوال يتفقهـ بالرأي ويذهب إىل قول أهل العراق ،حىت قدم الشافعي احلديث والفقه ،قال :وكان ً
بغداد فاختلف إليه ورجع عن الرأي إىل احلديث ،تويف سنة أربعني ومائتني وهو أحد رواة
القدمي وقال الرافعي يف باب الغضبـ أبو ثور وإن كان معدودا وداخال يف طبقة أصحاب
الشافعي فله مذهب مستقل وال يعد تفردهـ وجها (طبقات الشافعية)2/55
60
(تنبيه) "املذهب القدمي ليس مذهباً للشافعي؛ ألن املقلد مع اجملتهد كاجملتهد مع
الرسول فكما أن احلادث من أدلة الشرع ناسخ للمتقدم منها إمجاعاً حىت جيب
على اجملتهد األخذ به كذلك املقلد مع اجملتهد(. )1
(?) انظر يف هذا املوضوع مقدمة اجملموع ،وفرائد الفوائد ،والفوائد املدنية.ـ
1
(?) قال يف الروضة (" :)1/23فرع إذا وقع يف املاء الكثري الراكد جناسة جامدة فقوالن 2
أظهرمها وهو القدمي أنه جيوز االغرتاف من أي موضع شاء وال جيب التباعد ألنه طاهر كله
والثاين اجلديد جيب أن يبعد عن النجاسة بقدر قلتني" .وحكى ابن الصالح عن أيب على
السنجي أن القول بعدم التباعد قاله الشافعي يف اختالف احلديث وهو من الكتب اجلديدة.
(فرائد الفوائد)134
(?) انظر اجملموع ()1/663
61
السادسة :مقدار وقت املغرب إىل مغيب الشفق األمحر(.)1
السابعة :استحباب تعجيل العشاء(.)2
الثامنة :عدم ندب قراءة السورة يف األخريتني(.)3
التاسعة :اجلهر بالتأمني للمأموم يف اجلهرية(.)4
(?) قال يف الروضة ( " :)1/310هو سنة على املذهب الذي قطع به األكثرون ،وقيل قوالن 6
القدمي الذي يفىت به أنه سنة ،واجلديد ليس سنة" ونقل التثويب عن نص الشافعي يف البويطي
فيكون منصوصاً يف القدمي واجلديد .
(?) قال يف الروضة ( " :)1/291يف املغرب وجهان :أصحهما جيوز مدها إىل مغيبـ الشفق 1
والثاين منعهـ كغريها ،مث األظهر من القولني اجلديد ،واختار طائفةـ من األصحاب القدمي
ورجحوه وعندهم املسألة مما يفىت فيه على القدمي ،قلت األحاديث الصحيحةـ مصرحة مبا قاله
يف القدمي وتأويل بعضها متعذر فهو الصواب" قال يف اجملموع ( " :)3/29فإذا عرفت
األحاديث الصحيحةـ تعني القول به جزماً ألن الشافعي نص عليه يف القدمي كما نقله أبو ثور
وعلق الشافعي القول به يف «اإلمالء» على ثبوت احلديث ،وقد ثبت احلديث بل أحاديث،ـ
اإلمالء من كتب الشافعي اجلديدة ،فيكون منصوصاً عليه يف القدمي واجلديد".
(?) وأما العشاء ففيها قوالن قال يف القدمي واإلمالء تقدميها أفضل ،وهو األصح كما يف سائر 2
الصالة وقال يف اجلديد تأخريها أفضل واإلمالء من الكتب اجلديدة (انظر اجملموع)3/59
(?) قال يف الروضة ( " :)1/353وهل تسن السورة يف الركعة الثالثةـ والرابعةـ قوالن 3
القدمي وبه أفىت األكثرون ال تسن ،واجلديد تسن لكنها تكون أقصر" وقال يف اجملموع (
" :)3/387وصححت طائفةـ عدم االستحبابـ وهو األصح ،وبه أفىت األكثرون وجعلوا
املسألة من املسائل اليت يفىت فيها على القدمي ،قلت :وليس هو قدمياً فقط ،بل معه نصان يف
اجلديد".
(?) قال يف اجملموع (" :)3/371وأما املأموم فقد قال املصنف ومجهور األصحاب قال الشافعي 4
يف «اجلديد» ال جيهر ،ويف «القدمي» جيهر ،وهذا أيضاً غلط من حممود أو من املصنف بال
شك ،ألن الشافعي قال يف املختصر وهو من اجلديد :يرفع اإلمام صوته بالتأمني ويسمع من
خلفه أنفسهم ،وقال يف األم :يرفع اإلمام هبا صوته فإذا قاهلا قالوها وأمسعوا أنفسهم ،وال
62
العاشرة :ندب اخلط عند عدم الشاخص(.)1
احلادية عشرة :جواز اقتداء املنفرد يف أثناء صالته(. )2
الثانية عشرة :كراهة تقليم أظافر امليت(.)3
الثالثة عشرة :عدم اعتبار احلول يف الركاز(.)4
الرابعة عشرة :صيام الويل عن امليت الذي عليه صوم(.)5
أحب أن جيهروا ،فإن فعلوا فال شيء عليهم ... ،مث لألصحاب يف املسألة طرق أصحها
وأشهرها واليت قاهلا اجلمهور أن املسألة على قولني أحدمها جيهر والثاين يسر" قال يف الروضة (
:)1/352واملذهب أنه جيهر وقيل قوالن.
(?) قال يف اجملموع (" :)3/218فإن مل جيد شيئاًـ شاخصاً فهل يستحبـ أن خيط بني يديه؟ 1
نص الشافعي يف القدمي وسنن حرملة أنه يستحب ،ويف البويطي ال يستحب ،ولألصحاب
طرق :أحدها -وبه قطع أبو حامد واألكثرون -يستحب قوالً واحداً ،ونقل يف البيانـ اتفاق
األصحاب عليه ،ونقله الرافعي عن اجلمهور ،والطريق الثاين ال يستحب،ـ وبه قطع إمام احلرمني
والغزايل وغريمها والثالث فيه قوالن"
(?) انظر فرائد الفوائد ()137 2
(?) املسألة اليت يذكروها ليس اشرتاط احلول بل النصاب،ـ انظر اجملموع ( )1/67والفرائد ( 4
وهو الصحيح لألحاديث الصحاح يف كتاب مسلم وغريه أن من مات وعليه صيام صام عنه
وليه وال تأويل له يفرح به" وقال يف اجملموع (" :)6/386احلال الثاين أن يتمكن من قضائه
سواء فاته بعذر أم بغريه ،وال يقضيه حىت ميوت ،ففيه قوالن مشهوران أشهرمها وأصحهما عند
املصنف واجلمهور وهو املنصوص يف اجلديد أنه جيب يف تركه لكل يوم مد من طعام ،وال يصح
صيام وليه عنه ،قال القاضي أبو الطيب :هذا هو املنصوص للشافعي يف كتبه اجلديدة ،وأكثر
القدميةـ والثاين وهو القدمي -وهو الصحيح عند مجاعة من حمققي أصحابنا وهو املختار -أنه
جيوز لوليهـ أن يصوم عنه ،ويصح ذلك وجيزئه عن اإلطعام وتربأ به ذمة امليت"
63
اخلامسة عشرة :جواز اشرتاط التحلل من احلج باملرض(.)1
السادسة عشرة :إجبار الشريك على العمارة(. )2
()3
السابعة عشرة جعل الصداق يف يد الزوج مضموناً.
(?) قال ابن الصالح يف فتاويه (" :)1/226وشرط التحلل يف احلج عند املرض وحنوه والقدمي 1
أنه جيوز الشرط ويتحلل به"وقال يف الروضة ( " :)2/445فإن شرط أنه إذا مرض حتلل
والثاين فطريقانـ :قال اجلمهور يصح الشرط يف القدمي ،ويف اجلديد قوالن :أظهرمها الصحة
املنع ،والطريقـ الثاين قاله الشيخ أبو حامد وغريه القطع بالصحةـ لصحةـ احلديث فيه".
(?) قال يف الروضة ( " :)3/450ولو إهندم اجلدار بنفسه أو هدماه معا الستهدامه أو غريه 2
وامتنع ،القدمي إجباره عليها دفعا للضرر وصيانة لألمالك املشرتكة عن التعطيلـ ،واجلديد ال
إجبار كما ال جيرب على زرع األرض املشرتكة ،وألن املمتنع يتضرر أيضا بتكليفه العمارة ...
قلت :مل يبني اإلمام الرافعي األظهر من القولني وهو من املهمات ،واألظهر عند مجهور
األصحاب هو اجلديد ،ممن صرح بتصحيحهـ احملاملي واجلرجاين وصاحب التنبيه وغريهم،
وصحح صاحب الشامل القدمي وأفىت به الشاشي ،وقال الغزايل يف الفتاوى :األقيس أن جيرب،
وقال :واإلختيار إن ظهر للقاضي أن امتناعه مضارة أجربه ،وإن كان إلعسار أو غرض صحيح
أو شك فيه مل جيرب ،وهذا التفصيلـ الذي قاله وإن كان أرجح من إطالق القول باإلجبار
فاملختار اجلاري على القواعد أن ال إجبار مطلقا واهلل أعلم" قال صاحب الفرائد (:)145
"وليس ذلك مبسلم له بل اجلاري على القواعد عدم األجبار".
(?) اختلف األصحاب يف الصداق إذا تلف يف يد الزوج هل يضمنه ضمان عقد أو ضمان يد 3
بناء على اختالف قول اإلمام الشافعي واملصحح يف املنهاج ( )3/221والروضة ()5/567
وهو املعتمد أنه مضون ضمان عقد "والفرق بني ضماين العقد واليد يف الصداق أنه على األول
يضمن مبهر املثل وعلى الثاين بالبدلـ الشرعي وهو املثل إن كان مثليا والقيمةـ إن كان متقوماً"
(مغين احملتاج )3/221
64
الثامنة عشرة :وجوب احلد بوطء اململوكة احملرم يف دبرها( ،)1ذكره يف حواشي
شرح الروض(.)3()2
قضاء القاضي وإفتاء المفتي بغير الراجح من مذهبه
(?) قال ابن الصالح يف فتاويه ( " :)1/226وإذا ملك حمرما من نسب أو رضاع ووطئها مع 1
العلم بتحرميها القدمي أنه ال يلزمه احلد" وهو املصحح يف املنهاج ( 4/144مع املغين) والروضة
(.)7/311
(?)نظم بعضهم هذه املسائل فقال-: 2
65
وجيب اتفاقاً نقض قضاء القاضي وإفتاء املفيت بغري الراجح من مذهبه إذ من
يعمل يف فتواه أو عمله بكل قول أو وجه يف املسألة ،ويعمل مبا شاء من غري نظر إىل
ترجيح جاهل ،خارق لإلمجاع"(.)1
التعبير بالمذهب
وتعبريه بـ(املذهب) يستفاد منه أربع مسائل-:
وكذا الركاز نصابه مل يلزم
وجيوز شرط حتلل للمحرم
وعلى عمارة كل ما ال يقسم
فضمان يد حكمه يف املغرم
واحلد يف وطىء الرقيق احملرم
66
األوىل اخلالفية :يعين أن يف املسألة خالفاً.
والثانية :األرجحية ،يعين أن ما عرب فيه باملذهب هوالراجح.
والثالثة :كون اخلالف بني األصحاب أي يف حكاية املذهب ،فبعضهم حيكي
اخلالف يف املذهب ،وبعضهم حيكي عدمه ،وبعضهم حيكي القطع باملذكور وبعضهم
حيكي اخلالف أقواالً ،وبعضهم حيكي وجوهاً ،وغري ذلك ،فيعرب النووي عن ذلك
باملذهب.
والرابعة :مرجوحية املقابل ،أي أن مقابل املذهب مرجوح ال يعمل به .
ومجلة ما يف املنهاج من التعبري باملذهب مائة وسبعة ومثانون عبارة.
التعبير بقيل
وتعبريه بـ(قيل) يستفاد منه أربع مسائل :
األوىل :اخلالفية ،يعين أن يف املسألة خالفاً بني األصحاب .
والثانية :كون اخلالف وجهاً من أوجه األصحاب ال قوالً من أقوال الشافعي
رمحه اهلل .
والثالثة :ضعف املذكور بقيل.
والرابعة :كون مقابله االصح أو الصحيح الذين يعرب هبما يف أوجه األصحاب ال
أن مقابله األظهر أو املشهور؛ ألنه إمنا يعرب هبما عن أقوال الشافعي ال غري ومجلة ما
يف املنهاج من التعبري بقيل اربعمائة وتسعة وثالثون عبارة.
67
والثانية :كون اخلالف أقواالً للشافعي .
والثالثة :ضعف القول املذكور .
والرابعة :كون مقابله األظهر أو املشهور ،والعمل به.
ومجلة ما يف املنهاج من التعبري بفي قول كذا اثنتا ومائة عبارة فهي مع مجلة
التعبري بقيل ستمائة وواحدة وأربعون قوالً كلها ضعيفة ما عدا مخسة عشر موضعاً
رجح املتأخرون اعتمادها ،اثنا عشر منها التعبري فيها بـ:قيل ،و ثالثة التعبري فيها
بقوله :ويف قول .
القيالت المعتمده
وإليك مواضع القيالت املعتمدة اإلثىن عشر-:
أحدها :يف فصل شرط زكاة التجارة احلول ،وهي" :وقيل يتخري املالك" أي
فيقوم مبا شاء من األغبط للفقراء أوال ،قال اجلالل احمللي" :وهو الذي صححه
الرافعي يف فتح العزيز عن العراقيني والروياين ،وعرب عنه يف احملرر بأوىل الوجهني"(. )1
()3 () 2
وقال القليويب " :وهو املعتمد" ،واعتمده شيخنا –عافاه اهلل -كوالده تبعاً
للسيد حممد بن أمحد عبدالباري األهدل.
(?)أمحد بن أمحد بن سالمة املصري الشافعي ،اإلمام العامل الفقيهـ احملدث ،أخذ الفقهـ واحلديث
2
عن الشمس الرملي ،والزمه ثالث سنني ،والزم غريه من الشيوخ ،تويف أواخر شوال
1099هـ ،من مصنفاته:ـ حاشية على شرح املنهاج للمحلي ،وحاشية على شرح التحرير
لزكريا األنصاريـ (خالصة األثر)1/175
(?)حاشيةـ قليويب على احمللي ( )2/31وانظرـ التحفة ( )3/302والنهاية ()3/106 3
68
ثانيها :يف كتاب العارية بعد الفصل الثاين يف فصل" :لكل منهما رد العارية"
وهو" :قيل أو يتملكه بقيمته"( )1اعتمده شيخنا عافاه اهلل كشيخ اإلسالم السيد حممد
بن أمحد عبدالباري األهدل تبعاً للقليويب(.)2
ثالثها :يف كتاب الطالق ،وهو قوله" :وقيل يكفي بأوله"( )3اعتمده شيخنا عافاه
اهلل كشيخ اإلسالم السيد حممد بن أمحد عبد الباري األهدل رمحه اهلل تعاىل ،وقال يف
التحفة" :ورجحه كثريون واعتمده األسنوي وغريه"(. )4
() 5
رابعها :يف كتاب الطالق –أيضاً -يف أول الفصل الرابع وهو" :وقيل املنوي"
اعتمده شيخنا -عافاه اهلل تعاىل -كشيخ اإلسالم السيد حممد بن أمحد عبد الباري
(?) املسألة يف املنهاج كما يلي" :وإذا أعار للبناء أو للغراس ومل يذكر مدة مث رجع إن كان 1
شرط القلع جمانا لزمهـ وإال فإن اختار املستعري القلع قلع وال تلزمه تسوية األرض يف األصح
قلت األصح يلزمه واهلل أعلم وإن مل خيرت مل يقلع جمانا بل للمعري اخليار بني أن يبقيه بأجرة أو
يقلع ويضمن أرش النقص ,قيل أو يتملكه بقيمته" .
(?)قال القليويب(" :)3/23هو املعتمد كما يف املنهج وغريه" وانظرـ التحفة ( )5/431والنهاية 2
الرملي واخلطيبـ أن املعتمد تبعا البن املقري وهو املرجح يف أصل الروضة االكتفاء باقرتاهنا
ببعضـ اللفظ سواء كان أوله أم وسطه أم آخره ،يف حني اعتمد حج ما يف املنت.
(?)قال يف املنهاج" :ولو قال :أنت طالق واحدة ونوى عددا فواحدة ,وقيل املنوي". 5
69
األهدل ،وصححه الرافعي يف فتح العزيز تبعاً للبغوي ،وغريه وعرب عنه يف احملرر
برجح قال القليويب" :وهو املعتمد"(.)1
خامسها :يف باب كيفية القصاص ،يف أول الفصل الثاين ،وهو" :وقيل :ال
يدخل"(" )2وهو الذي يف الروضة وأصلها ،وعليه األكثرون ،ونص عليه"(.)3
() 5
قال ابن حجر ":فهو املعتمد"( )4ومثله القليويب
سادسها :يف كتاب دعوى الدم والقسامة ،يف فصل "إمنا يثبت موجب القصاص
بإقرار" إىل أن قال" :وقيل :يكفي فأوضح رأسه" قال يف التحفة :وهو املعتمد"(. )6
وقيد القليويب عن قول شيخه اعتماده يف العامي الذي ال يعرف مدلول اإليضاح
الشرعي وإال فال(.)7
(?) قال يف املنهاج" :وليتفقوا على مستوف وإال فقرعة يدخلها العاجز ويستنيب وقيل ال 2
يدخل".
(?)التحفةـ ( )8/435وحنوه يف النهاية ()7/300 3
(?)حاشيةـ قليويب ( )4/169وعبارته" :هو املعتمد يف عامي ال يعرف مدلول اإليضاح 7
الشرعي وإال فال كذا قاله شيخنا الرملي" والذي يف النهاية" :ويتجه تقييده مبا إذا مل يكن عاميا
حبيث ال يعرفـ مدلول حنو اإليضاح شرعا" مث رد قول بعضهم أن اإليضاح يشمل إيضاح
العظم واللحم فال ننزلـ كالم غري الفقيهـ على اصطالحات الفقهاء بأن الشارع أناط األحكام
بألفاظـ معينة كما يف ألفاظ الطالق ،فكأن الرملي جعل الشهود هنا ثالثةـ أنواع :عامي غري
فقيه وال يعلم املدلول الشرعي فال يكتفى بقوله:ـ أوضح رأسه ،وعامي غري فقيه ويعرفـ املدلول
الشرعي أو كان عرفه كاالصطالح الشرعي ،فيقبل قوله كالفقيه.ـ انظر النهاية ()7/399
واستوجه حج يف التحفة يف الشاهد العامي الذي ال يعرفـ مدلول اإليضاح شرعا أنه ال بد من
االستفصال فإن تعذر وقف األمر إيل البيانـ أو الصلح .انظر التحفةـ ()9/61
70
سابعها :يف كتاب الردة ،وهو" :وقيل :جيب التفصيل"( )1قال شيخنا -عافاه
اهلل :-اعتمده شيخ اإلسالم زكريا( ،)2قال يف التحفة" :وهو القياس ،وأطال كثريون
يف االنتصار له نقالً ومعىن ،وجرى عليه الرافعي والقاضي يف الدعاوى"(. )3
واعتمد القليويب عدم التفصيل(.)4
ثامنها :يف آخر كتاب السري قبيل اجلزية ،وهو" :وقيل :قيمتها"( )5قال شيخنا -
عافاه اهلل :-هو أحد القيالت املعتمدة ،وقال القليويب" :وهو املعتمد"(. )6
(?) قال يف املنهاج" :وتقبل الشهادة بالردةـ مطلقا ,وقيل جيب التفصيلـ".
1
(?) قال يف منهج الطالب وشرحه فتح الوهاب ( 5/125مع اجلمل)(" :وجيب تفصيل 2
شهادة بردة) الختالف الناس فيما يوجبها"وتبعه اخلطيب .انظر املغين ()4/169
(?) ()9/94 3
(?) أي اعتمد ما يف املنهاج انظر حاشيته ( )4/177كما اعتمده الرملي ( )7/418أما ابن 4
حجر فذكر تعني التفصيل يف اخلارجي ،والذي يظهر من كالمه أنه يقول به مطلقا "ألن
األلفاظ واألفعال املكفرة كثر االختالف فيها ال سيما بني أهل املذهب الواحد" ،وذكر أن
"اللفظ املسموع قابل لالختالف فيه فيجب بيانهـ مطلقا" انظر التحفةـ (.)9/94
(?) قال يف املنهاج" :ولو عاقد اإلمام علجا يدل على قلعة وله منها جاريةـ جاز فإن فتحت 5
بداللته أعطيها ,أو بغريها فال يف األصح ,فإن مل تفتح فال شيء له ,وقيل إن مل يعلق اجلعل
بالفتحـ فله أجرة مثل ,فإن مل يكن فيها جارية أو ماتت قبل العقد فال شيء ,أو بعد الظفرـ
قبل التسليم وجب بدل ,أو قبل ظفر فال يف األظهر ,وإن أسلمت فاملذهب وجوب بدل ,
وهو أجرة مثل ,وقيل قيمتها" .
(?)حاشيةـ قليويب ( )4/227واعتمده ابن حجر ( )9/274والرملي ( )8/85واخلطيب ( 6
.)4/302
71
تاسعها :يف كتاب الصيد والذبائح ،وهو" :قيل :حيرم العضو"( )1قال القليويب:
"وهو املعتمد ،أخذاً من تصحيحه يف الروضة كأصلها"(.)2
عاشرها :يف كتاب املسابقة واملناضلة قبيل كتاب األميان ،وهو" :وقيل:
بالسوية"( )3قال القليويب" :وهو املعتمد كما ذكره يف الروضة"(. )4
حادي عشرها :يف كتاب الدعوى والبينات آخر الفصل الثاين ،وهو" :وقيل :إن
ادعى مباشرة سببه حلف"( )5قال يف التحفة" :هذا هو املعتمد"(. )6
وسكت القليويب عن اعتماده(. )7
ثاين عشرها :يف كتاب العتق يف فصل "إذا ملك أهل تربع أصله" إىل أن قال:
"وقيل :من رأس املال"( )8قال القليويب –كالتحفة" :-هو املعتمد"(.)10()9
(?)قال يف املنهاج" :ولو رماه فقده نصفني حال ,ولو أبان منه عضوا جبرح مذفف حل 1
العضو والبدن ,أو بغري مذفف مث ذحبه أو جرحه جرحا آخر مذففا حرم العضو وحل الباقي ,
فإن مل يتمكن من ذحبه ومات باجلرح حل اجلميع ,وقيل حيرم العضو".
(?)حاشيةـ قليويب ( )4/242وانظر التحفةـ ( )9/321والنهاية (.)8/116 2
(?) قال يف املنهاج" :وإذا نضل حزب قسم املال حبسب اإلصابة ,وقيل بالسوية". 3
)8/172واملغين (.)4/402
(?) جاء يف املنهاج مع شرح احمللي ( (" :)4/344ولو ادعى ويل صيب دينا له ) على شخص 5
( فأنكر ونكل ) عن احللف ( مل حيلف الويل ) ; ألن إثبات احلق لغري احلالف بعيد ( وقيل
حيلف ) ألنه املستويف ( وقيل إن ادعى مباشرةـ سببهـ حلف ) وإال فال حيلف".
(?) ( )10/325خالفا للنهاية ( )8/360واملغين ( )4/607واملنهج ()5/426 6
(?) قال يف املنهاج" :ولو ملك يف مرض موته قريبه بال عوض عتق من ثلثه ,وقيل من رأس 8
املال".
(?) حاشية قليويب ( )4/354والتحفة ( )10/368وفاقا للمنهج (5/446مع اجلمل) للنهاية 9
72
والثالثة املعرب عنها بـ يف قول -:
()11
أحدها :يف كتاب اخللع قبل الفصل االول ،وهو" :ويف قول يقع مبهر مثل"
اعتمده شيخنا -عافاه اهلل -كوالده ،تبعاً لشيخ اإلسالم السيد حممد بن أمحد
عبدالباري األهدل ،واعتمده القليويب(.)12
ثانيها ،يف باب كيفية القصاص يف الفصل الثاين ،وهو قوله" :ويف قول
السيف"( )13اعتمده شيخنا كوالده تبعاً لشيخ اإلسالم السيد حممد بن أمحد
عبدالباري األهدل ،واعتمده القليويب(.)14
ثالثها :يف هذا الفصل أيضاً ،وهو" :ويف قول كفعله"( )15اعتمده شيخنا-عافاه
اهلل -والسيد حممد بن أمحد عبد الباري والقليويب( )16رمحهما اهلل تعاىل.
التعبير بالقولين,
وتعبريه بـ(القولني) يستفاد منه ثالث مسائل :اخلالفية يف املسألة ،وكون اخلالف
أقواالً للشافعي أكثر من اثنني ،وأرجحية أحدمها برتجيح األصحاب له ،أو بالنص
ومجلة ما يف املنهاج من التعبري باألقوال ستة عشر عبارة -:
أحدها :يف باب :من تلزمه الزكاة.
ثانيها ،وثالثها :يف فصل :شرط املرهون به ...اخل.
ورابعها يف اختالف املتبايعني.
وخامسها :يف كتاب الوصايا يف فصل :إذا ظننا..اخل
(?) قال يف املنهاج" :فلو قال لوكيله خالعها مبائة مل ينقص منها ,وإن أطلق مل ينقص عن
11
مهر مثل ,فإن نقص فيهما مل تطلق ,ويف قول يقع مبهر مثل".
(?) ( )3/310وفاقا للتحفة ( )7/473والنهاية ( )6/402واملغين ()3/337 12
(?) قال يف املنهاج" :ولو جوع كتجويعه فلم ميت زيد ,ويف قول السيف". 13
(?) قال يف املنهاج" :ولو مات جبائفة أو كسر عضد فاحلز ,ويف قول كفعله". 15
73
وسادسها :يف كتاب اإلجارة ،يف فصل :يصح عقد اإلجارة.
سابعها :يف كتاب اجلراح.
ثامنها :يف كتاب الكفارة.
تاسعها :يف كتاب العدد.
وعاشرها ،وحادي عشرها :يف كتاب النفقات ،يف فصل :أعسر بنفقتها.
ثاين عشرها ،وثالث عشرها ،ورابع عشرها :يف كتاب الردة.
وخامس عشرها :يف كتاب العتق.
وسادس عشرها :يف فصل الكتابة الفاسدة.
74
ومجلة ما يف املنهاج من ذكر النص ستة عشر-:
األول :يف كتاب الطهارة .
والثاين :يف باب أسباب احلدث .
والثالث :يف باب صفة الصالة .
والرابع ،واخلامس ،والسادس :يف باب سجود السهو .
والسابع يف الكسوفني .
والثامن :يف باب صالة اجلماعة .
والتاسع ،والعاشر :يف كتاب اجلنائز .
واحلادي عشر :يف الفصل بعد كتاب اإلقرار .
والثاين عشر :يف فصل جتب سكىن .
والثالث عشر يف كتاب الزنا .
والرابع عشر :يف كتاب السرقة .
واخلامس عشر :يف فصل حلف ال يأكل هذه التمرة .
والسادس عشر :يف الفصل الثاين بعد كتاب التدبري.
ومجلة ما عرب فيه بلفظ املنصوص ثالثة عشر-:
األول :يف التيمم .
والثاين ،والثالث :يف باب صفة الصالة .
والرابع ،واخلامس :يف باب صالة اجلماعة .
والسادس :يف كتاب اجلنائز .
والسابع :يف الفصل الثالث من اجلنائز .
والثامن :يف باب زكاة الفطر .والتاسع :يف كتاب الوقف .
والعاشر :يف باب قسم الصدقات .
واحلادي عشر :يف باب النكاح .
والثاين عشر :يف كتاب االضحية .
75
والثالث عشر :يف فصل من عتق عليه.
التعبير بالوجهين
وتعبريه بـ(الوجهني) يستفاد منه اخلالفية واحنصارها يف وجهني ،وكون اخلالف
لألصحاب ،وكون مقابل الضعيف منهما األصح أو الصحيح.
ومجلة ما يف املنهاج من ذكر الوجهني سبعة مواضع-:
األول :يف كتاب صالة اجلماعة ،وفيه التعبري بالطريقني ،وال ثاين له .
والثاين :يف الوكالة .
والثالث :يف باب الصلح .
والرابع :يف فصل الطريق النافذ .
واخلامس :يف الفصل الثالث بعد كتاب الطالق .
والسادس :يف النفقات يف فصل :يلزمه .
76
والسابع :يف باب صفة الصالة ،وكلها مرجحة إال يف موضعني-:
أحدمها :يف كتاب صالة اجلماعة .
والثاين :يف كتاب النفقات فرتكهما اإلمام النووي بال ترجيح
فرجحهما األئمة األعالم رضي اهلل عنهم.
التعبير باألوجه,
وتعبريه بـ(األوجه) يستفاد منه أربع مسائل-:
اخلالفية ،واحنصارها يف أكثر من وجهني .
وكون اخلالف لألصحاب .
وكون مقابل الضعيف منها األصح والصحيح.
ومجلة ما يف املنهاج من املسائل املذكورة بـ(يف قول أو وجه) ثالث مسائل-:
إحداها :يف قسم الصدقات .
وثانيها :يف فصل :عاشرها كزوج .
وثالثها :يف كتاب اجلراح ،يف فصل :قتل مسلماً.
77
التعبير بـ(كذا أو وكذا)
وتعبريه بـ(كذا أو وكذا) يستفاد منه :اخلالفية فيما بعدها ،فإن عرب بعدها بـ-:
األصح فمقابله الصحيح.
أو بالصحيح فمقابله الضعيف .
أو باألظهر فمقابله الظاهر.
أو باملشهور فمقابله اخلفي ،وقد علمت االصطالح فيها مما مر.
ومجلة ما يف املنهاج من التعبري بـ(كذا) ثالمثائة وثالثة وتسعون .
78
(تنبيه) مل يقع للمصنف التعبري بقوله( :وكذا يف قول قدمي) ولعله ظن صدور
ذلك منه فذكره(.)1
(?) قال يف التحفة (" :)1/54ال ينافيهـ عدم وقوع هذه يف كالمه؛ ألنه مل يذكر أنه قاهلا ،بل1
(?)سابق. 4
79
وفروعه :أحد عشر فرعاً.
والرملي ،بل من هذه املسائل ما هو معتمد عند بعضهم ضعيف عند آخرين.
(?) قال يف املنهاج (" :)7وجيب قرهنا بالنقل وكذا استدامتها إىل مسح شيء من الوجه على 2
الصحيح" و املقصود باالستدامةـ هنا أن يضل املتيمم مستحضراً لنيةـ االستباحة من حني النقلـ
إىل أن ميسح جزءاً من وجهه فلو عزبت قبل املسح مل يكف وعلل بأن النقل وإن كان ركناً
فهو غري مقصود يف نفسه ،وهذه املسألة ضعفها الرملي واخلطيب تبعاً أليب خلف الطربي وتبعه
مجع كاإلسنوي فاملتجه االكتفاء باستحضارها عندمها ،وكذلك شيخ اإلسالم زكريا والذي
علل التعبري باالستدامةـ بأنهـ جري على الغالبـ ،ألن هذا الزمنـ يسري ال تعزب فيه النيةـ ً
غالبا
وعليه لو مل ينو إال إرادة مسح الوجه أجزأه ،وقد خالف الشيخ ابن حجر واعتمد ما يف املنت
من وجوب االستدامةـ وقال مبيناً معىن املنت" :حىت لو عزبت قبل مسح شيء بطلت ألنه
املقصود وما قبله وسيله وإن كان ركناً فعلم من كالمهم بطالنهـ بعزوهبا فيما بني النقلـ املعتد
به واملسح وهو كذلك" .انظر النهايةـ ( )1/296واملغين ( )1/138والتحفة مع حواشي
الشرواين.)1/360
(?)قال يف املنهاج (":)18فإن كانا يف بناءينـ كصحن وصفة أو بيتـ فطريقانـ :أصحهما إن 3
كان بناء املأموم ميينا أو مشاال وجب اتصال صف من أحد البناءين" وانظر املغين (.)1/343
(?) انظر التحفةـ ( )2/319واملغين (.)1/343 4
80
ورابعها :يف باب صالة اخلوف ،وهي قوله" :وال قضاء يف األظهر"( )1واملعتمد
القضاء.
()2
وخامسها :يف اجلنائز ،يف فصل (أقل القرب) وهي قوله" :ويكره املعصفر"
واملعتمد احلرمة .
(?)قال يف املنهاج (":)16ومنه الضحى وأقلها ركعتان وأكثرها ثنتا عشرة" جاء يف املغين ( 5
)1/306أن أقلها ركعتان وأدىن الكمال أربع وأكمل منه ست ،قال " :واختلف يف أكثرها
فقال املصنف هنا وأكثرها اثنتاـ عشرة ركعة خلرب أيب داود قال النيب صلى اهلل عليه وسلم إن
صليت الضحى ركعتني مل تكتب من الغافلني أو أربعا كتبت من احملسنني ،أو ستا كتبت من
عشرا مل يكتب عليك ذلك اليوم ذنب ،أو ثنيت عشرة القانتني ،أو مثانيا كتبت من الفائزين ،أو ً
بىن اهلل لك بيتاً يف اجلنة" رواه البيهقي وقال يف إسناده نظر ،وضعفه يف اجملموع ،وقال يف
الروضة :أفضلها مثان وأكثرها ثنتا عشرة ،ونقل يف اجملموع عن األكثرين أن أكثرها مثان
وصححه يف التحقيقـ وهذا هو املعتمد كما جرى عليه ابن املقري ،وقال اإلسنوي بعد نقله ما
مر :فظهر أن ما يف الروضة واملنهاج ضعيفـ خمالف ملا عليه األكثرون" و"عبارة النهاية وسم
واملعتمد كما نقله املصنف عن األكثرينـ وصححه يف التحقيقـ واجملموع وأفىت به شيخنا
الشهاب الرملي أن أكثرها مثان وعليه فلو زاد عليها مل جيز ومل يصح ضحى إن أحرم باجلميع
دفعة واحدة فإن سلم من كل ثنتني صح إال اإلحرام اخلامس فال يصح ضحى مث إن علم املنع
وتعمده مل ينعقد وإال وقع نفالً" (النهايةـ ( ،2/117حواشي الشرواين وابن قاسم . )2/232
أما ابن حجر فقد آثر اجلمع بني ما يف املنهاج وما يف اجملموع والتحقيقـ فحمل ما يف اجملموع
والتحقيق موافقة للروضة على أن الثمان أفضلها ألهنا أكثر ما صح عنه وورود الزيادة يف
حديث ضعيفـ ال يعين ردها إذ إن الضعيفـ يعمل به يف فضائل األعمال وعليه فتصح الضحي
بنية الزيادة على مثان (انظرـ التحفة )2/232وقد تبع حج يف مسلكه هذا شيخهـ شيخ اإلسالم
والذي قال يف التحرير (1/292مع الشرقاوي)" :وأقلها ركعتان وأفضلها مثان وأكثرها ثنتاـ
عشرة" وذكر حنو هذا يف منهجه.
(?)قال يف املنهاج(":)23ويلقى السالح إذا دمى فإن عجز أمسكه ،وال قضاء يف األظهر" 1
81
وسادسها :يف باب زكاة الفطر ،وهي قوله" :قلت األصح املنصوص ال يلزم
احلرة"( )1واملعتمد خالفه .
وسابعها :يف كتاب احلج ،يف فصل (ينوي ويليب) وهي قوله" :وكذا ثوبه يف
األصح"( )2فهو مكروه عند ابن حجر ،ومباح عند الرملي(.)3
وثامنها :يف باب حمرمات اإلحرام ،وهي "دم ترتيب"( )4واملعتمد عند األكثرين
أن الدم يف ترك املأمورات دم ختيري وتعديل ،كما يف دم احللق(. )5
وتاسعها :يف باب اخليار ،وهي قوله" :وكذا ذات الثواب"( )6ألن اهلبة بثواب يف
معىن البيع(. )7
(?)قال يف املنهاج(":)28ويكره الكفن املعصفر" قال يف املغين (" :)1/486ويكره للمرأة 2
الكفن املعصفر واملزعفر ملا يف ذلك من الزينةـ ،وأما الرجل فقد مر يف باب اللباس أنه حيرم على
الرجل املزعفر دون املعصفر على خالف يف ذلك ،وحينئذ فإطالق كالم املصنف كراهة
املعصفر للرجال والنساء صحيح ،وأما املزعفر فإنه يكره يف حق املرأة بطريق األوىل وأما الرجل
فيحرم"ـ وانظر التحفة ( )3/185والنهايةـ ()3/21
(?) املنهاج ( )33بل املعتمد ما يف املنهاج انظر التحفةـ ( )3/316والنهاية ( )3/118واملغين 1
()1/546
(?)قال يف املنهاج (":)40وأن يطيبـ بدنه لإلحرام وكذا ثوبه يف األصح". 2
?
( )اعتمد حج يف قوله بالكراهة على ما فهمه من اجملموع من أنه ال يندب تطييبه جزماً 3
للخالف القوي يف حرمته قال" :ومنه يؤخذ أنه مكروه" قال الشرواين" :وصحح يف الروضة
كأصلها اإلباحة وهو املعتمد هناية ومغين وونائي" التحفة ( )4/58وانظر املغين ()1/645
(?)املنهاج ( )170مع السراج. 4
وقليويب ()2/191
82
وعاشرها :يف باب حكم املبيع قبل قبضه وهي قوله" :وبيع الدين لغري من عليه
باطل"( )1واملعتمد أنه يصح؛ الستقراره ،كبيعه ممن هو عليه ،وهو االستبدال(.)2
() 4
احلادية عشرة :يف كتاب اهلبة ،وهي قوله" :ولغريه باطله"( )3ضعفه ابن حجر
واعتمد القليويب( )5واملغين بطالن هبة الدين فلم يضعفا كالم املنهاج(.)6
والثانية عشرة :يف الوصايا يف الفصل الثالث ،وهي قوله" :وال تدخل قرابة أم يف
وصية العرب يف األصح"( )7واملعتمد( )8أهنا تدخل كالعجم .
والثالثة عشرة :يف كتاب النكاح وهي قوله" :قلت وكذا بغريها على األصح
املنصوص"( )9واملعتمد عدم احلرمة هنا( ،)10قاله القليويب.
(?) واعتمده الشهاب وولده ،انظر النهايةـ ( )5/413واملغين( )2/540وقليويب ()2/112 6
وقليويب (.)3/170
(?)قال يف املنهاج (":)95وحيرم نظر أمرد بشهوة قلت :وكذا بغريها يف األصح املنصوص". 9
(?) صحح النووي حرمة النظر لألمرد وخصه جبميل الوجه والنقي البشرة ،وعلله بأنه مظنة 10
الفتنة كاملرأة ،وقد نازع املصنف مجع متقدمون ومتأخرون حكماً ونقالً "حىت بالغ بعضهم –
كما قال حج -فزعم أنه خرق لإلمجاع وليس يف حمله" وتصحيح النووي هنا خمالف لتصريح
الرافعي باجلواز وهو ما اعتمده مجع كالشهاب وولده واخلطيب وقليويب وآخرين خالفا حلج
والذي اعتمد ما يف املنهاج ،وقد بسط اخلطيب الرد على تصحيح املصنف مث قال -وحنوه
الرملي " :-فعلم مما تقررـ أن ما قاله املصنف من اختياراته ال من حيث املذهب وأن املعتمد ما
صرح به الرافعي" انظر التحفةـ مع حواشيه ( )7/199والنهايةـ ( )6/192واملغين ()3/170
83
والرابعة عشرة :يف كتاب الصداق ،وهي قوله" :إن قلنا إنه جيرب"(.)1
واخلامسة عشرة :يف كتاب السري يف الفصل الثاين ،وهي قوله" :وزوجته احلربية
حريب أسلم" كما يف التحفة(.)3 على املذهب"(" )2واملعتمد فيها اجلواز ،كزوجة ٍ
والسادسة عشرة :يف كتاب الشهادات آخر الفصل الثاين ،وهي قوله" :أو خمتلف
فيه مل جيب"( )4واألصح الوجوب( ،)5قال القليويب" :هو املعتمد؛ ألن للشاهد أن
يتحمل شهادة على ما خيالف معتقده ويوءدي عند حاك ٍم يراها"(.)6
السابعة عشرة :يف كتاب العتق آخر الفصل األول ،وهي قوله" :عتق وسرى
وعلى سيده قيمة باقيه" وهو مرجوح ،واملعتمد عدم السراية ،كما يف القليويب(.)7
القوة والضعيف من المصطلحات
(تنبيه) اعلم أن املشهور أقوى من األظهر من جهة أن املشهور قريب من
املقطوع به ،ألنه يقابله اخلفي ،وهو ال جيوز العمل به .
وأما من جهة التصحيح ،فتصحيح األظهر أقوى من تصحيح املشهور ،ألنه
يقابله الظاهر ،وهو جيوز العمل به كما عرفت مما مر ،ألن قوة مقابله تشعر بصرف
قليويب ()3/210
(?)املنهاج ( )389مع السراج ،وانظرـ التحفة ( )7/382والنهايةـ ( )6/339واملغين ( 1
)3/286
(?)قال يف املنهاج (":)137وجيوز إرقاق زوجة ذمي وكذا عتيقه يف األصح ال عتيق مسلم 2
84
العناية للتصحيح صرفاً كلياً خبالف املشهور بضعف مقابله املغين عن متام صرف
العناية للتصحيح ،وكذا يقال يف األصح والصحيح .
(?) للنووي اختياراتـ كثرية كالوضوء من حلم اجلزور كما هو مذهب أمحد ،وعدم كراهة 2
االستياك يف رمضان مطلقاً كما هو مذهب املزين وأكثر العلماء ،وأن ابتداء مدة مسح اخلف
من حني ميسح بعد احلدث وهو رواية عن أمحد وداود قال النووي :وهو املختار الراجح دليالً،
وذهب فيمن خلع خفيه أو انقضت مدته وهو على طهارة املسح أنه ال شيء عليه ،ال غسل
القدمني وال غريه بل طهارته صحيحةـ يصلي هبا ما مل حيدث كما لو مل خيلع وهذا املذهب
حمكي عن احلسن البصري وقتادة وسليمان بن حرب واختاره ابن املنذر قال النووي :وهو
املختار األقوى ،وحرمة النظر لألمرد،ـ وغريها من االختياراتـ بيد أنه ينبغي التنبيه هنا على
مسألة مهمة خيطئ فيها بعض الطلبة وهي أن اختياراتـ بعض علماء املذهب ألقوال خارجة
عن املذهب ال يعين بالضرورة خروجهم أو عدم انتساهبم للمذهب بل هم مع اختيارهم لتلك
األقوال باقون ضمن إطاره يقلدون أو يرجحون أو خيرجون –كأصحاب الوجوه -وفق قواعد
وأصول املذهب ،وهم إذا خالفوا املذهب يف مسائل فقد اعتمدوا عليه يف غريها من أصول
وفروع وال شك أن األخرية هي الكثرية الغالبة،ـ فاختيارات القفال الشاشي والقاضي احلسني
والبغوي وابن خزمية والنووي وغريهم ال خترجهم عن املذهب البتة،ـ ويكون اختيارهم هم أو
من هو دوهنم سببهـ قوة دليلـ أو تقليد أو طلب للتيسري على العامةـ واملستفتني ،واملسألة طويلة
أكتفي منها هبذه اإلملاحة.
85
وقد يوجد منه التعبري يف الروضة بـ(األصح) ويف املنهاج بـ(الصحيح) يف حكم
واحد ،وهذا منشأ اختالف االجتهاد يف األرجحية ،فعند التعارض يرجع إىل تأمل
املدرك .
ويوجد له يف بعض كتبه التعبري بـ(األظهر) ،ويف بعضها التعبري عن ذلك
بـ(األصح) ،فإن عرف أن اخلالف أقوال أو أوجه فواضح ،واألرجح الدال على أنه
أقوال؛ ألن مع قائله زيادة علم بنقله عن الشافعي رضي اهلل تعاىل عنه خبالف نافيه
عنه.
بيان المعتمد
(فائدة مهمة) اعلم أنه حصل االتفاق بني األئمة األعالم من الشافعية على أن
املعتمد ما اتفق عليه الشيخان.
فإن اختلفا فاملعتمد ما قاله النووي رمحه اهلل تعاىل.
فإن وجد للرافعي ترجيح دون النووي فهو املعتمد.
وحمل هذا ما مل جيمع املتأخرون على أن ما قااله سهو ،وإال فاملعتمد ٍ
حينئذ ما
قاله املتأخرون .
86
فإن مل يتعرض الشيخان لذلك احلكم فالكتب املتقدمة على الشيخني ال يعتمد
على شيء منها إال بعد الفحص والتحري حىت يغلب على الظن أنه املذهب(.)2()1
(?) قال يف التحفة (" :)1/39الكتب املتقدمة على الشيخني ال يعتمد شيء منها إال بعد 1
مزيد الفحص والتحريـ حىت يغلب على الظن أنه املذهب ،وال يغرت بتتابع كتب متعددة على
حكم واحد فإن هذه الكثرة قد تنتهي إىل واحد ،أال ترى أن أصحاب القفال أو الشيخ أيب
حامد مع كثرهتم ال يفرعون ويؤصلون إال على طريقتهـ غالباً وإن خالفت سائر األصحاب،
فتعني سرب كتبهم ،هذا كله يف حكم مل يتعرض له الشيخان أو أحدمها وإال فالذي أطبق عليه
حمققوا املتأخرين ومل تزل مشاخينا يوصون به وينقلونه عن مشاخيهم وهم عمن قبلهم وهكذا أن
املعتمد ما اتفقا عليه أي ما مل جيمع متعقبوا كالمهما على أنه سهو وأىن به ...فإن اختلفا
فاملصنف فإن وجد للرافعي ترجيح دونه فهو".
(?) قال يف فتح املعني (" :)1/19املعتمد يف املذهب للحكم والفتوى ما اتفق عليه الشيخان 2
87
الفصل الرابع
في اصطالحات صاحب التحفة والنهاية والمغني
وغيرهم من الفقهاء مما أودعوه في طي إشاراتهم
88
اعلم أن االصطالح هو :اتفاق طائفة خمصوصة على أمر خمصوص بينهم فحيث
قالوا(:اإلمام) يريدون به إمام احلرمني أبو املعايل عبد امللك بن حممد اجلويين.
و(القاضي) عند اإلطالق يريدون به القاضي حسني(.)1
أو (القاضيان) يريدون هبما الروياين( )2واملاوردي(.)3
أو (الشارح) أو (الشارح احملقق) يريدون به اجلالل احمللي ،شارح املنهاج.
أو (شارح) يريدون به واحداً من الشراح ألي كتاب كان.
أو (قال بعضهم) فهو أعم من شارح .
أو (الشيخان) يريدون هبما الرافعي والنووي.
أو (الشيوخ) يريدون هبم الرافعي والنووي والسبكي.
وحيث قال يف التحفة( :شيخنا) فرييد به شيخ اإلسالم زكريا األنصاري
وكذلك اخلطيب ،وهو مراد صاحب النهاية بقوله(:الشيخ).
(?)احلسني بن حممد بن أمحد القاضي أبو علي املروذي ،صاحب التعليقة املشهورة يف املذهب، 1
احملاسن الروياين الطربي صاحب البحرـ وغريه ،كانت له الوجاهة والرئاسة والقبولـ التام ،برع
يف املذهب حىت كان يقول :لو احرتقت كتب الشافعي ألمليتها من حفظي ،وهلذا كان يقال
له :شافعي زمانهـ ،وويل قضاء طربستان وبىن مدرسة بآمل ،وكان فيه إيثار للقاصدين إليه ،ولد
يف ذي احلجة سنة مخس عشرة وأربعمائةـ ،واستشهد جبامع آمل عند ارتفاع النهار ،بعد فراغه
من اإلمالء يوم اجلمعة حادي عشر احملرم سنة اثنتني ،وقيل سنةـ أحدى ومخسمائة ،قتله الباطنية
لعنهم اهلل تعاىل ،ومن تصانيفهـ :البحر وهو حبر كامسه ،والكايف شرح خمتصر على املختصر،
واحللية جملد متوسط فيه اختياراتـ كثرية وكثري منها يوافق مذهب مالك وكتاب املبتدي بكسر
الدال وهو دون احللية بقليل وكتاب القولني والوجهني جملدان (سابق)2/287
(?)علي بن حممد بن حبيب القاضي أبو احلسن املاوردي البصريـ ،أحد أئمة أصحاب 3
الوجوه ،قال اخلطيب :كان ثقة من وجوه الفقهاء الشافعني ،وله تصانيفـ عدة :يف أصول الفقهـ
وفروعه ،تويف يف ربيعـ األول سنةـ مخسني وأربعمائة (سابق)2/230
89
وإن قال اخلطيب (شيخي) فرييد به الشهاب أمحد الرملي( ،)1وهو مراد اجلمال
بقوله( :أفىت به الوالد)أو (ال يبعد كذا) فهو احتمال.
أو (على ما مشله كالمهم) فهو إشارة إىل التربي منه ،أو أنه مشكل.
أو (كذا قالوه) فهو ت ٍرب ،أو مشكل ومثله (كذا قاله فالن)(وإن صح هذا فكذا)
فهو عدم ارتضائه.
أو (كما أو لكن) فهو املعتمد.
(?) أمحد بن أمحد بن محزة الرملي األنصاريـ الشافعي ،تتلمذ على القاضي زكريا تويف سنة(1
971هـ) من مصنفاته:ـ شرح منظومة البيضاوي يف النكاح ،ورسالة يف شروط اإلمامة (معجم
املؤلفني)1/94
(?) هذا منقول الشيخ سعيد سنبلـ عن شيخه عبد املصري عن شيخه الشوبري (الفوائد املكية 2
)133
(?) جاء بعد هذا يف الفوائد املكية ( )133نقالً عن املسلك العدل للكردي" :وعندي أن 3
ذلك ال يتقيد هباتني الصورتني بل سائر صيغ الرتجيح كهما ورأيت عن الشارح أن ما فيه
(لكن)إن كان تقييداً ملسألة بلفظ (كما)فما قبل (لكن) هو املعتمد وإن ل يكن لفظ (كما)
فما بعد لكن هو املعتمد ...لكن رأيت نقالً عن تقرير البشبيشي يف درسه أن ما بعد (لكن) يف
التحفة هو املعتمد سواء كان قبلها (كما) أو غريه ".
90
(والذي يظهر) حبث ،وهو :ما يفهم فهماً واضحاً من الكالم العام لألصحاب
املنقول عن صاحب املذهب ٍ
بنقل عام.
أو (مل نر فيه نقالً) يريدون نقالً خاصاً.
أو (هو حمتمل) فإن ضبطوه بفتح امليم الثانية فهو راجح ،أو بالكسر فاملعىن ذو
احتمال مرجوح ،فإن مل يضبطوه بشيء يلزم مراجعة كتب املتأخرين ،فإن وقع بعد
أسباب التوجيه فهو بالفتح راجح ،أو بعد أسباب التضعيف فهو بالكسر مرجوح.
أو (على املختار) إن كان لغري النووي فهو خارج عن صاحب املذهب ،فال
يعول عليه ،وإن وقع للنووي يف الروضة فهو مبعىن األصح يف املذهب ال مبعناه
املصطلح عليه إال يف اختياره عدم كراهة املشمس فهو مبعىن الضعيف.
أو (وقع لفالن كذا) فهو ضعيف إال أن يلحقوه برتجيح فيكون راجحاً .
أو (يف أصل الروضة) فاملراد عبارة النووي يف الروضة اليت خلصها واختصرها من
لفظ العزيز.
أو (يف زوائد الروضة) فاملراد الزائد فيها عن لفظ العزيز.
أو (نقله فالن عن فالن) أو (حكاه فالن عن فالن) فاملعىن واحد.
أو (سكت عليه) أي ارتضاه.
أو (أقره فالن) فهو كاجلازم به(.)1
أو (نبه عليه األذرعي) معناه أنه معلوم من كالم األصحاب ،وإمنا لألذرعي التنبيه
عليه ال غري.
أو (كما ذكره األذرعي) فاملراد أن ذلك من عند نفسه.
أو (الظاهر كذا) فهو من حبث القائل.
و (الفحوى) هو ما فهم من األحكام بطريق القطع.
و (املقتضى) و (القضية) هو احلكم بالشيء ال على وجه الصراحة.
(?)"ألن نقله منه وسكوته عليه مع عدم التربي منه ظاهر يف تقريره" (الفوائد املكية )138 1
91
أو (زعم فالن) فهو مبعىن قال إال أنه أكثر ما يقال فيما شك فيه.
ومن اصطالحهم أهنم إذا نقلوا عن اإلمام احلي فال يصرحون بامسه ألنه رمبا
رجع عن قوله وإمنا يقال( :قال بعض العلماء) فإن مات صرحوا بامسه .
واملقرر الناقل مىت قال (وعبارته) تعني عليه سوق العبارة املنقولة بلفظها ومل جيز
له تغيري شيء منها وإال كان كاذباً.
ومىت قال( :قال فالن) كان باخليار بني أن يسوق عبارته بلفظها أو مبعناها من
غري نقلها ،لكن ال جيوز له تغيري شيء من معاين ألفاظها.
وقوهلم( :ملخصاً) فاملراد أن يأيت من ألفاظه مبا هو املقصود .
وقوهلم( :املعىن كذا) املراد به التعبري عن لفظه مبا هو املفهوم منه.
وقوهلم( :فريد عليه كذا) وما اشتق من الورود يقال ملا ال يندفع بزعم املعرتض .
وقوهلم( :ويتوجه) وما اشتق منه أعم منه من غريه.
وقوهلم( :مع ضعف فيه)قد يقال ملا فيه ضعف شديد أيضاً.
وقوهلم( :ولقائل) ملا فيه ضعف ضعيف.
أو (وفيه حبث) وحنوه ملا فيه قوة سواءٌ حتقق اجلواب أم ال.
و (قيل) و(يقال) و(ال يبعد) و(ميكن) صيغ متريض تدل على ضعف مدلوهلا حبثاً
كان أو جواباً.
خاص بالقائل أو (حاصله) أو (حمصله) أو (حتريره) أو (أقول) أو (قلت) ملا هو ٌ
أو( تنقيحه) أو حنو ذلك فإشارة إىل قصور يف األصل أو اشتماله على حشو.
خدش فيه أخرى ،فهو إشارة إىل اجلواب (تأمل) إشارة إىل دقة املقام مرة ،وإىل ٍ
القوي.
(فتأمل) بالفاء إشارة إىل الضعيف.
(فليتأمل) إشارة إىل األضعف.
(وفيه نظر) يستعمل يف لزوم الفساد.
(ولقائل) إذا كان بسؤال قوي فجوابه أقول أو نقول بإعانة سائر العلماء.
92
(فإن قيل) إذا كان السؤال ضعيفاَ فجوابه أجيب ويقال .
(ال يقال) ملا كان أضعف وجوابه ألنا نقول .
(فإن قلت) للسؤال إذا كان قوياً وجوابه قلنا أو قلت.
(قيل) يقال ملا فيه اختالف وضعف ما قالوه.
(حمصل الكالم)يقالـ لإلمجال بعد التفصيل.
(وحاصل الكالم) يقال للتفصيل بعد اإلمجال.
(والتعسف) ارتكاب ما ال جيوز عند احملققني وقد يطلق على ارتكاب ما ال
ضرورة فيه.
(وفيه تساهل) يستعمل يف ٍ
كالم ال خطأ فيه.
(التسامح) هو استعمال اللفظ يف غري موضعه األصلي كاجملاز.
(التأمل) هو إعمال الفكر.
(التدبر) تصرف القلب بالنظر يف الدالئل.
(تدبر) للسؤال يف املقام.
(فتدبر) مبعىن التقرير والتحقيق ملا بعده.
(ويف اجلملة) يستعمل يف اجلزئي واإلمجايل.
(وباجلملة) يف الكليات والتفصيل.
(اللهم إال أن يكون كذا) قد جييء حشواً أو بعد عموم حثاً للسامع ،وتنبيهاً
للمقيد املذكور قبلها.
(وقد يفرق) و(إال أن يفرق) و(ميكن الفرق) صيغ فرق.
(وقد جياب) و(إال أن جياب) و(لك أن جتيب) كلها جواب من قائله.
(ولك رده) و(ميكن رده) صيغ رد.
(لو قيل كذا) صيغة ترجيح.
ومثله (مل يبعد) ومثله (ليس ببعيد) ومثله (لكان قريباً) ومثله (أو أقرب).
93
وإذا اختلف املصنف والفتوى فالعمدة ما يف املصنف ،وإن وجدنا كالماً يف
الباب وكالماً يف غري الباب فالعمدة ما يف الباب.
وإن قالوا( :وإن) أو (ولو) فهو إشارة إىل اخلالف ،فإن مل يوجد خالف فإن مل
يوجد خالف فهو لتعميم احلكم ،وأن البحث واإلشكال واالستحسان والنظر ال يرد
املنقول واملفهوم ال يرد الصريح.
(األشهر كذا والعمل على خالفه) تعارض الرتجيح من حيث دليل املذهب
والرتجيح من حيث العمل فساغ العمل مبا عليه العمل.
وقول الشيخني (وعليه العمل) صيغة ترجيح.
(اتفقوا) و(هذا اجملزوم به) و(هذا الخالف فيه) يقال فيما يتعلق بأهل املذهب
الغري.
(هذا جممع عليه) يقال فيما اجتمعت عليه األئمة.
دليل على أهنم مل يرو فيه نقالً.
(ويف صحته نظر) ٌ
(ينبغي) األغلب استعماهلا يف املندوب تار ًة والوجوب أخرى ،وحيمل على
أحدمها بالقرينة وقد يستعمل للجواب والرتجيح .
(ال ينبغي) قد تكون للتحرمي أو الكراهة.
(وانتحله) ادعاه لنفسه وهو لغريه.
(وليس بشيء) تأكيد للضعيف.
(ويف النفس منه شيء) صيغة رد.
(وزعم كذا ممنوع) صيغة توجيه.
(مل أعثر عليه) صيغة استغراب.
94
المراد باألصحاب المتقدمين
(تنبيه) يف فتاوى ابن حجر ما لفظه" :ويف االصطالح أن املراد باألصحاب
املتقدمون وهم أصحاب األوجه غالباً ،وضبطوه بالزمن ،وهم من األربعمائة ،ومن
عداهم ال يسمون باملتقدمني وال باملتأخرين .
ويوجه هذا اإلصطالح بأن بقية هذا القرن الثالث من مجلتهم السلف املشهود
هلم على لسانه بأهنم خري القرون أي ممن بعدهم ،فما قربوا من عصر اجملتهدين
خصوا متييزاً هلم على من بعدهم باسم املتقدمني" اهـ(.)2()1
(?) أما اآلن وقبله فرياد باملتأخرينـ من بعد الشيخني (انظرـ الفوائد املكية )145وقليالً ما يراد
2
95
الخـاتمـة
نسأل اهلل حسنها
في تراجم الكتب
هي لغة :آخر الشيء(. )1
معان خمصوصة جعلت آخر كتاب أللفاظ خمصوصة دالة على ٍ ٍ واصطالحاً :اسم
أو باب ،ومنه هذه اخلامتة جعلتها آخر هذه الورقات يف تعريف تراجم الكتب وهي:
(الكتاب) هو مصدر معناه لغةً :الضم واجلمع(.)2
واصطالحاًً :اسم جلملة خمتصة من العلم ،ويعرب عنها بالباب ،وبالفصل أيضاً فإن
مجع بني الثالثة قيل :الكتاب :اسم جلملة خمتصة من العلم ،مشتملة على أبواب
وفصول ومسائل غالباً(.)3
(والباب) لغةً :فتحة مملوءة باهلواء.
واصطالحاً :اسم جلملة خمتصة من الكتاب ،مشتملة على فصول ومسائل
غالباً(.)4
و(الفصل) لغةً :احلاجز بني الشيئني(.)5
واصطالحاً :اسم جلملة خمتصة من الباب ،مشتملة على مسائل غالباً(. )6
و(املسألة) لغةً :السؤال(.)7
96
واصطالحاً :مطلوب خربي يربهن عليه يف العلم ،كما يف قولنا :الوتر مندوب،
فثبوت الندب للوتر مطلوب خربي يربهن عليه يف العلم(. )1
و(الفرع) لغةً :ما انبىن على غريه ،ويقابله األصل(.)2
واصطالحاً :اسم أللفاظ خمصوصة ،مشتملة على مسائل غالباً(.)3
و(التنبيه) لغةً :اإليقاظ(.)4
واصطالحاً :عنوان البحث الالحق الذي تقدمت له إشارة ،حبيث يفهم من
الكالم السابق إمجاالً ،أي لفظ عنون به وعرب به عن البحث الالحق(.)5
و(الفائدة) لغةً :ما استفيد من عل ٍم أو مال(.)6
واصطالحاً :املسالة املرتبة على الفعل من حيث هي كذلك ،وعرفت بأهنا كل
نافع ديين أو دنيوي ،ويقال :هي حصول مهم يؤثر يف الفؤاد(.)7
و(القاعدة) هي :أمر كلي يتعرف منه أحكام جزئياته ،ويرادفها الضابط(.)8
وقال أبو زرعة يف الغيث اهلامع :املراد بالقاعدة :ما ال خيص باباً من أبواب
الفقه ،فإن اختص ببعض األبواب مسي ضابطاً(.)9
و(الضابط) أمر كلي ينطبق على بعض جزئياته ،لتعرف احكامه(.)10
و(التتمة) ما متم به الكتاب أو الباب ،وهو قريب من معىن اخلامتة.
(?) وحنو هذا ذكره صاحب غمز عيون البصائرـ ()1/2 9
97
و(املقدمة) مأخوذة من مقدمة اجليش للجماعة املتقدمة منها( ،)2ومقدمة الكتاب
لطائفة من كالمه قدمت أمام املقصود الرتباط له هبا ،وانتفاع هبا فيه ،سواء توقف
عليها أم ال .
و(التذنيب) جعل الشيء ذنابةً للشيء ،وهو كالتتميم والتكميل ملا قبله(.)3
و(الدقيقة) مأخوذة من دق الشيء صار دقيقاً ،أي غامضاً ،وأصل الدقة ضد
الغلظ(.)4
و(اللطيفة) طائفة من الكالم إذا كان تأثريها يف النفس حبيث يورث نوعاً من
االنبساط.
و(النكتة) طائفة من الكالم منقحة ،مشتملة على لطيفة مؤثرة يف القلوب( ،)5ويف
املصباح "والنكتة هي :اللطيفة املستخرجة بالفكرة املؤثرة يف القلب ،من نكت يف
األرض نكتاً إذا أثر فيها بنحو قضيب"(.)6
و(اإلفادة) بيان ما يف الضمري ملن ليس له ذلك.
و(االستفادة) طلب حتصيل الشيء ممن عنده ذلك.
و(العبارة) ما قصد به اإلفادة من لفظ أو غريه.
و(الفرق) ما أبدى معىن مناسباً للحكم يف إحدى الصورتني غري مقصود يف
األخرى.
و(القانون) عبارة عن املعىن الكلي املنطبق على جزئياته عند تعرفها منه(.)7
(?) مل أعثر عليه يف املصباح وذكر الزبيدي يف تاج العروس كالماً قريبا من هذا ()3/51 6
98
(اعلم) كلمة يؤتى هبا لشدة االعتناء مبا بعدها ،واملخاطب بذلك كل من يتأتى
منه العلم جمازاً ،ألنه موضوع ألن خياطب به.
وهاهنا أمسكنا جواد الرياع عن الطراد يف ميدان البيان ،لعله عشا تاسع ذي
احلجة احلرام سنة تسعة وستني وثالمثائة وألف هجرية ،على صاحبها أفضل الصالة
وأزكى التحية.
وصلى اهلل على سيدنا وموالنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم.
99
نظم القيالت
للشيخ :عبداهلل بن سعيد اللحجي
إىل بيان مهيع الرشاد احلمدهلل العظيم اهلادي
على نيب شأنه املراحم مث الصالة والسالم الدائم
وقوله املقبول والصحيح حممد من نطقه الفصيح
والشاذ والصحيح والضعيف سواه يف أقواله السخيف
وتابع لنهجه من أمته وآله وصحبه وعرتته
معتمد القيالت نظماً حمكما وبعد ذا فعن يل أن أنظما
من أشرقت بنوره الدياجي يف سفرنا املعروف باملنهاج
وقد حتريت صريح لفظها قصدي هبا تيسريها حلفظها
فجئت باملمكن يف ذا القسم ورمبا ضاق جمال النظم
بعون ريب راحم العباد وها أنا أشرع يف املراد
شرط الزكاة يف التجار احلول فأول منه حواه فصل
املالك" يا نبيال
ختري ُ وهاك نصه بلفظ" :قيال
بعد الكتاب يا أخي كن دارية والثاين يف الفصل الذي يف العارية
ميلكه ٍ
بقيمة" كذا رووا ولفظه الصريح فيه "قيل :أو
بثلثني قبل فصل أول ويف كتاب اخللع ثالث يلي
مثل" صاح مشر ترتفع مبهر ٍ مشهور لفظه" :ويف قول يقع
حمله منه بفصل رابع ويف الطالق أحلقوا برابع
إليك لفظه "وقيل املنوي" أوله وقبل قلت منطوي
بفصله الثاين أتى مندرجا كذاك يف كيفية القصاص جا
يدخل" فافهم واحذر التغافال خامسها ونصه "وقيل :ال
السيف" مهم حفظه ُ "يف ٍ
قول ذا الفصل فيه سادس ولفظه:
"قول كفعله" فحاذر خيتفي ٍ وفيه أيضاً سابع تراه يف
100
يف الفصل بعده أيا من رامه وثامن قد جاء يف القسامة
أوضح رأسه" فخذ ما تلفي إليك نصه "وقيل :يكفي
لفصله قد جاء آخر مجلة وتاسع جاء قبيل اجلزية
قيمتها" فادر تكن نبيال مسألة العلج وهاك "قيال
يف نصفه العاشر جا بواضح ويف كتاب الصيد والذبائح
العضو" إن ذا ألمر مربم صريح لفظه" :وقيل :حيرم
حادي عشر جاء بال جمادلة ويف املسابقات واملناضله
ولفظه "وقيل بالسوية" قبيل أميان بغري مرية
للعلم خذه بكتاب الدعوى والثاين بعد العشر يامن قد حوى
وهو "وقيل :إن ادعى مباشرة بفصله الثاين أتاك آخره
وثالث العشر أتاك بعده ف" مث لَقطُه
سببه َحلَ َ
بعد الكتاب فادر هذا واحتذي يف العتق قد جاءك يف الفصل الذي
من رَأس املال" مت ما قد قيال وهاكه بلفظه" :وقيال:
وهي به تكون أربع عشرا وصاحب املنهج زاد آخرا
التفصيل" فاحفظ ما ذكرت تنجب صريح لفضه" :وقيل :جيب
محداً ملن يسر على ختمه هذا ومت ما قصدت نظمه
وصحبه ومن على منواله مث الصالة على النيب وآله
101
الفهــرس
املقدمة
ترمجة مؤلف الرسالة
سبب تأليف هذه الرسالة
الفصل األول يف ذكر املنهاج ومؤلفه وذكر من اعتىن به
سند املؤلف
خمتصرات املنهاج
منظومات املنهاج
شروح املنهاج
أحسن شروح املنهاج
الشروح املعتمدة
بيان معتمد الفتوى
الفصل الثاين يف ذكر أمهات ااملنهاج اليت اختصر منها
الرافعي وكتابه احملرر
شروح احملرر
خمتصرات احملرر
سبب تسمية احملرر هبذا االسم
شروح واختصارات الوجيز
خمتصرات فتح العزيز
حواشي الروضة
شروح الوسيط
كتاب األم
هل تغين الطباعة عن الكتابة ؟
102
حـكم كتابة العلـم
الفصـل الثالث :يف بيان مصطلحات اإلمام النووي يف كتبه وما يقدم
منها إذا اختلف بعضها عن بعض
كتب النووي
مراتب هذه الكتب
مصطلحات النووي يف كتبه
التعبري باألظهر
التعبري باملشهور
التعبري باألصح
ختريج الوجوه
اآلخذون عن الشافعي بالوساطة
التعبري بالصحيح
طريق علمنا بالراجح من أقوال اإلمام
حكم العمل باملرجوح
التعبري باجلديد
التعبري بالقدمي
املذهب القدمي ليس مذهباً للشافعي
املسائل املفىت هبا على القدمي
قضاء القاضي وإفتاء املفيت بغري الراجح من مذهبه
التعبري باملذهب
التعبري بقيل
التعبري بفي قول
القيالت املعتمده
التعبري بالقولني
103
التعبري بالنص واملنصوص
التعبري بـ(يف وجه كذا)
التعبري بالوجهني
التعبري باألوجه
التعبري بـ(يف قول أو وجه)
التعبري بـ(كذا أو وكذا)
إعراب ما بعد (كذا)
زيادات النووي على احملرر
مجلة كتب وأبواب وفصول وفروع املنهاج
املسائل الضعيفة يف املنهاج بدون صيغة (قيل) و(يف قول)
القوة والضعيف من املصطلحات
اختيارات اإلمام النووي
اختالف عبارات النووي التصحيحية
بيان املعتمد
شرط النقل من الكتب املعتمدة
الفصل الرابع :يف اصطالحات صاحب التحفة والنهاية واملغين
وغريهم من الفقهاء مما أودعوه يف طي إشاراهتم
قاعدة كما ولكن يف التحفة
اخلامتة
نظم القيالت
104