سلم المتعلم المحتاج إلى معرفة رموز المنهاج

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 104

‫سلم المتعلم المحتاج‬

‫إلى معرفة رموز المنهاج‬

‫تصنيف‬
‫الفقيه المحقق السيد أحمد ميقري شميلة األهدل‬

‫اعتنى به‬
‫محمد الحبيشي‪,‬‬ ‫اهلل‬ ‫عبد‬ ‫فهد‬

‫‪1‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا حممد‪ ،‬وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم وبعد‪.‬‬
‫فإن عطاء هذه األمة معني ال ينضب‪ ،‬وإن تراثها الفقهي لثري يغنيها عن‬
‫التكفف على موائد اآلخرين ‪.‬‬
‫وإن من أوجه عظمة هذا الدين أن سخر اهلل خلدمته رجاالً أنفقوا الغايل‬
‫والرخيص يف سبيل احملافظة عليه‪ ،‬وتبيينه وتعليمه‪ ،‬والغوص يف دقائقه واالستنباط من‬
‫نصوصه‪ ،‬وتقدمي جهدهم هذا سهالً ميسوراً ملريدي تعلمه وتعليمه‪ ،‬وطاليب التفقه يف‬
‫دين اهلل عز وجل‪.‬‬
‫وقد كان من أهم ما حوته مكتبتنا الفقهية‪ ،‬كتاب (منهاج الطالبني) ملؤلفه اإلمام‬
‫حيىي بن شرف النووي رمحه اهلل‪ ،‬والذي يعد من أهم كتب اإلمام‪ ،‬والذي يشتمل‬
‫على الكثري من املسائل اليت يكثر دوراهنا وتتكرر يف حياتنا اليومية‪،‬الفردية أو‬
‫اجملتمعية‪ ،‬واليت تصل تعداد مسائله منطوقاً إىل سبعني ألف مسألة‪ ،‬أما مع ااملسائل‬
‫املفهومة فأكثر من ذلك بكثري‪.‬‬
‫هذا وقد اختصر اإلمام النووي كتابه (املنهاج) من كتاب (احملرر) لإلمام الرافعي‬
‫رمحه اهلل تعاىل ‪.‬‬
‫ولعظم أمهية هذا الكتاب فقد اهتم به العلماء وطالب العلم‪ ،‬إذ صار مرجعاً‬
‫للمفتني وعمدة للمتفقهني ‪.‬‬
‫وقد توالت العديد من الكتب والرسائل واألحباث اليت خدمت هذا الكتاب عرب‬
‫العصور التالية‪ ،‬واليت اختلفت أغراضها‪ ،‬وتنوعت أشكاهلا وأساليبها بني شرح‪،‬‬
‫وحاشية وتعليق‪ ،‬وذكر أدلة‪ ،‬وإيضاح مشكل‪ ،‬وتبيني غريب‪ ،‬واستدراك‪ ،‬واختصار‪،‬‬
‫ونظم وغريها‪.‬‬
‫ومنها ما هو موسوعي‪ ،‬وما هو خمتصر‪ ،‬وما هو بينهما‪ ،‬ومنها ما وىّف باملراد و‬
‫ما مل يوف‪ ،‬و ما أكمل وما مل يكمل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫كما أن قضية الرتميز الفقهي قضية مهمة جداً؛ إذ هبا ختتصر الكثري من اجلمل‬
‫والعبارات‪ ،‬وهذا كان من املطالب األساسية يف صياغة املتون‪ ،‬وكان بيان هذه‬
‫املصطلحات أمراً مهماً؛ كي ال تلتبس املسائل أو النقول بعضها ببعض‪ ،‬فاعتىن‬
‫الفقهاء ببيان معاين تلك الرموز واملصطلحات‪.‬‬
‫ومن هنا كان االهتمام ببيان مصطلحات اإلمام النووي يف كتابه املنهاج والذي‬
‫هو عمدة املفتني على مذهب اإلمام الشافعي ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬وهذه الرسالة اليت‬
‫بني أيدينا تندرج يف هذا اإلطار‪ ،‬وخادمة هلذا اجملال‪.‬‬
‫فقد كان من بني الرسائل اليت خدمت هذا الكتاب اجلليل‪ ،‬هذه الرسالة الرائعة‬
‫اليت بني أيدينا‪ ،‬واملسماة بـ(سلم املتعلم احملتاج) ملؤلفها الشيخ احملقق السيد‪ :‬أمحد‬
‫ميقري مشيلة األهدل ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬واليت خصصها إليضاح كثري من القضايا اليت‬
‫هتم كل عامل وطالب علم‪ ،‬خاصة للمتخصص يف الفقه الشافعي‪.‬‬
‫فقد بني وشرح فيها مؤلفها معاين الرموز الفقهية اليت ذكرها اإلمام النووي يف‬
‫كتابه املنهاج ‪-‬ومثله غريه من كتبه‪ -‬بأسلوب سهل ومجيل ومرتب‪ ،‬كما بني كثرياً‬
‫من القضايا املهمة اليت هلا تعلق هبذا املوضوع‪.‬‬
‫وقد ابتدأ املؤلف رسالته ببيان سبب تأليف الرسالة‪ ،‬وهو أن أحد األخوان طلب‬
‫منه بيان رموز ومصطلحات املنهاج مع ذكر أمهات املنهاج ومؤلفيها‪ ،‬وذكر‬
‫وفياهتم‪ ،‬وهذه كانت عادة العلماء غالباً أهنم ال يؤلفون من تلقاء أنفسهم بل كان‬
‫غالبهم ال يؤلف إال بطلب من تالميذه أو من أقرانه أوغريهم‪ ،‬ألهنم كانوا يرون‬
‫أنفسهم أقل من أن يستقلوا بالتأليف ابتداءا‪.‬‬
‫وبني املؤلف أن ما جاء يف رسالته من أحباث ليس جديداً أو مبتكراً بل هو‬
‫مسبوق ببيان الشراح وأصحاب احلواشي هلا‪ ،‬ويذكر املؤلف عن نفسه بأنه ناقل‬
‫وليس بقائل‪ ،‬وهذا يف حقيقته ال يغض من مستوى الرسالة بل على العكس يعطيها‬
‫قوة أكرب لكوهنا تعتمد على كالم جهابذة املذهب‪ ،‬كما أن غرض التأليف ال يقتصر‬
‫على االبتكار يف األفكار فقط كما هم معلوم بل هناك أغراض أخرى منها مجع‬

‫‪3‬‬
‫شتات ومتفرقات موضوع معني كان موزعاً يف كتب شىت ونظمها يف سلك مؤلف‬
‫واحد يسهل للباحث والقارئ وطالب العلم مطالعته وقراءته فيكسب اجلهد والوقت‪.‬‬
‫هذا وقد قسم املؤلف رسالته هذه إىل أربعة فصول‪:‬‬
‫تناول يف الفصل األول ذكر املنهاج ومؤلفه وذكر من اعتىن حبفظه واختصاره‬
‫ونظمه وشرحه ذكر فيه سنده لكتاب املنهاج‪ ،‬وخمتصرات ومنظومات وشروح‬
‫املنهاج ومعتمد الفتوى وغريها‪.‬‬
‫وخصص الفصل الثاين لذكر أمهات املنهاج اليت اختصر منها وهي احملرر للرافعي‬
‫والوجيز للغزايل مع بيان بعض الشروح اليت خدمت هذه الكتب‪.‬‬
‫أما الفصل الثالث فكان لبيان مصطلحات اإلمام النووي يف كتبه وما يقدم منها‬
‫إذا اختلف بعضها عن بعض‪ ،‬فبني كتب النووي ومراتبها‪ ،‬مث دلف لبيان‬
‫املصطلحات‪ ،‬مع بيان قضايا مهمة مثل زيادات النووي على احملرر‪ ،‬واملسائل الضعيفة‬
‫يف املنهاج‪ ،‬ومنزلة اختيارات النووي يف املذهب وغريها‪.‬‬
‫أما الفصل الرابع فكان يف اصطالحات صاحب التحفة والنهاية واملغين وغريهم‬
‫من الفقهاء وذكر اصطالحات مهمة ينبغي لطالب العلم اإلملام هبا ومعرفتها‪ ،‬واملؤلف‬
‫يف رسالته هذه مل خيلها من الفوائد اليت تكون أحياناً خارجة عن موضوعه بيد أنه‬
‫يرى أن بياهنا مفيد نظراً لتعلقها مبا طرقه أو لكي يزيل سآمة القارئ ‪-‬إن حصلت‪-‬‬
‫بذكر فائدة أو لطيفة فقهية أو حنوية أو غريمها كما يف مسألة حكم كتابة العلم ‪ ،‬ويف‬
‫إعراب كذا‪ ،‬وإغناء الطباعة عن الكتب وغريها‪.‬‬
‫هذا وقد مجع املؤلف شتات هذا املوضوع من كتب متعدده أمهها‪-:‬‬
‫الفوائد املدنية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الفوائد املكية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مطلب اإليقاظ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫حتفة احملتاج‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫هناية احملتاج‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪4‬‬
‫مغين احملتاج‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫وباجلملة فإن هذه الرسالة مثينة جداً‪ ،‬وبسبب ثرائها ووضوحها وترتيبها اجلميل متنيت‬
‫لو تطبع؛ كي يستفاد منها‪ ،‬وحبمد اهلل ها هي اآلن خترج لطالب العلم حبلة قشيبة ‪.‬‬
‫هذا وقد بذلت يف خدمتها جهداً طيباً يتلخص يف اآليت‪-:‬‬
‫عزو املواضع املنقولة إىل مصادرها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ترمجة األعالم‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إيضاح األلفاظ الغريبة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫عنونة كل موضوع غري الفصول فهي من وضع املؤلف‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫التعليق على املواضع اليت حتتاج إىل ذلك‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ويف األخري أسأل اهلل عز وجل أن يتقبل عملي هذا‪ ،‬وأرجو أن يدعو كل من قرأ‬
‫هذه الرسالة ملؤلفها واملعتين هبا‪ ،‬واحلمد هلل رب العلمني‪.‬‬

‫اهلل‬ ‫عبد‬ ‫فهد‬

‫‪5‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫احلمد هلل الذي جعل الشريعة الغراء منهاجاً ساطعاً للطالبني‪ ،‬وسلماً يرقى به إىل‬
‫الفوز برضا رب العاملني‪.‬‬
‫أمحده سبحانه وتعاىل وأشكره‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪،‬‬
‫وأشهد أن سيدنا ونبينا حممداً عبده ورسوله‪ ،‬جاءنا باهلدى والبينات‪ ،‬وأوضح سبل‬
‫اخلري والدالالت‪ ،‬اللهم صل وسلم على سيدنا حممد سيد األنام‪ ،‬وعلى آله وصحبه‬
‫الربرة الكرام وعلى التابعني هلم بإحسان إىل يوم الدين‪ ،‬أما بعد‪.‬‬
‫فإن كتاب منهاج الطالبني يف الفقه على مذهب اإلمام الشافعي رمحه اهلل تعاىل‬
‫كتاب عظيم القدر‪ ،‬كثري النفع‪ ،‬شهري الفائدة‪ ،‬غزير الربكة على من اشتغل بقراءته‬
‫وحتقيقه‪.‬‬
‫وكيف ال! وهو كتاب يعترب واسطة عقد النظام بني املطوالت واملختصرات‬
‫ومؤلفه هو من اشتهرت جاللته بني العلماء كافة‪ ،‬واعرتف بفضله املوءالف‬
‫واملخالف‪ ،‬فهو العالمة املتقن حمرر املذهب اإلمام النووي رمحه اهلل تعاىل ‪.‬‬
‫وقد قام فحول العلماء وجهابذة الفقهاء خبدمة هذا الكتاب شرحاً وإعراباً‬
‫كل منهم على حسب ما فتح اهلل عليه‪ ،‬راجني بذلك‬ ‫وتعليقاً واختصاراً ونظماً‪ٌ ،‬‬
‫خدمة العلم وطالبه‪ ،‬وحصول بركة اإلمام النووي وكتابه‪.‬‬
‫وممن شارك يف خدمة هذا الكتاب مبا ينفع الطالب فضيلة العالمة ساللة األجماد‬
‫وشريف اآلباء واألجداد الفقيه احملقق السيد‪ :‬أمحد ميقري مشيلة األهدل رمحه اهلل‬
‫تعاىل‪ ،‬فقد ألف رسالة صغرية احلجم‪ ،‬كبرية العلم‪ ،‬كثرية النفع مساها (سلم املتعلم‬
‫احملتاج إىل معرفة رموز املنهاج) أتى فيها مبا ال يستغين عنه طالب العلم‪ ،‬خصوصاً من‬
‫اشتغل بقراءة املنهاج وغريه من كتب الفقه يف مذهب الشافعية‪.‬‬
‫ونبه فيها على بعض ما حيتوي عليه كتاب املنهاج من جواهر املسائل وغرر‬
‫الفوائد‪ ،‬بل قد تكون قراءة هذه الرسالة من الضروريات ملن يشتغل بقراءة املنهاج‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫هذا وقد كنت واحلمدهلل حتصلت على الرسالة املذكورة يف أيام طليب للعلم‬
‫باليمن‪ ،‬وطالعتها واستفدت منها فائدة عظيمة‪.‬‬
‫علي بعض طلبة العلم فازددت هبا فائدة‪ ،‬مث ملا هاجرت إىل مكة‬ ‫مث قرأها ّ‬
‫املكرمة فقدت مين تلك النسخة‪ ،‬وكنت شديد احلسرة عليها؛ لكوهنا عزيزة الوجود‪،‬‬
‫حيث مل تطبع؛ فال توجد إال نادراً‪ ،‬ولكن الزلت مستحضراً هلا يف ذاكريت حىت يسر‬
‫اهلل يل وجود نسخة ساقها اهلل إيل بواسطة بعض األصدقاء احملبني؛ ففرحت هبا فرحاً‬
‫شديداً‪ ،‬وأمرت بعض تالمذيت أن يقرأها علي يف حلقة الدرس مبكة املكرمة ـ درس‬
‫هناية احملتاج شرح منت املنهاج ـ فكانت قراءة هذه الرسالة هلا مناسبة عظيمة استفاد‬
‫منها مجيع الطالب‪ ،‬وهلل احلمد‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ترجمة مؤلف الرسالة‬

‫مؤلف هذه الرسالة هو السيد العالمة احملقق الفقيه املدقق املتفنن ذو التآليف‬
‫املفيدة والتصانيف النافعة‪ :‬أبو حممد أمحد ميقري بن السيد أمحد بن السيد عبدالرمحن‬
‫بن السيد حسني بن السيد علي امللقب مشيلة بن السيد حسن بن السيد حممد بن‬
‫عبدالباري األهدل‪ ،‬أحد السادة األهدليني‪ ،‬وساللة البضعة الطاهرة بضعة سيد‬
‫املرسلني‪.‬‬
‫ولد رمحه اهلل تعاىل مبدينة املراوعة(‪ )1‬عام ألف وثالمثائة وستة وثالثني (‪)1336‬‬
‫هجرية‪.‬‬
‫وكانت مدينة املراوعة كعبة الطالب من خمتلف البلدان‪ ،‬فكانت تضاهي مدينة‬
‫زبيد(‪)2‬؛ ملا هبا من كثرة الوافدين لطلب العلم؛ وملا فيها من علماء أجالء حمققني‪،‬‬
‫أنفقوا نفائس أوقاهتم يف النهل من منري العلم يف خمتلف الفنون‪ ،‬وعمروا أوقاهتم‬
‫باملطالعة والتدريس واإلفتاء‪ ،‬وقد ساعدهم على ذلك توفيق اهلل عز وجل وإخالصهم‬
‫وإقبال الطالب على التعلم‪ ،‬إضافة إىل ما هم فيه من الزهادة والورع وكثرة‬
‫التنسكات‪ ،‬فغالبهم ال يفوته قيام الليل مهما كانت األحوال‪ ،‬وجلهم بل كلهم‬
‫حيفظون القرآن عن ظهر قلب‪ ،‬وعلى اجلملة فأرواحهم طاهرة وأسرارهم ظاهرة‪.‬‬
‫نشأ املرتجم له يف هذه البيئة العلمية‪ ،‬فقرأ القرآن برواية قالون عن نافع وأتقن‬
‫القراءة والكتابة ومبادئ احلساب وغري ذلك‪ ،‬مث قصد حلقات العلم املنعقدة يف‬

‫(?) املراوعة مدينةـ هتامية شرقي احلديدة مبسافة ‪ 35‬كم يعود تاريخ عمارهتا إىل القرنـ الثالثـ‬
‫‪1‬‬

‫اهلجري (معجم املقحفي)‬


‫(?) زبيدـ بفتح أوله وكسر ثانيهـ مث ياء مثناة من حتت اسم واد به مدينةـ يقال هلا احلصيب مث‬‫‪2‬‬

‫غلب عليها اسم الوادي فال تعرف إال به وهي مدينةـ مشهورة باليمن أحدثت يف أيام املأمون‬
‫وبإزائها ساحل غالفقة وساحل املندب وهو علم مرجتل هلذا املوضع ينسب إليها مجع كثري من‬
‫العلماء منهم أبو قرة موسى بن طارق الزبيديـ قاضيها (معجم البلدان‪)3/131‬‬

‫‪8‬‬
‫املساجد والبيوت برغبة أكيدة وذكاء حاد‪ ،‬حىت كان من رآه يف تلك السن ورآى‬
‫اجتهاده ومهته أيقن أنه سيكون من كبار العلماء وقد كان كذلك ‪.‬‬
‫فالزم شيخ اإلسالم السيد عبدالرمحن بن حممد األهدل‪ ،‬وقرأ عليه يف التوحيد‬
‫والتفسري وعلومه‪ ،‬واحلديث وعلومه‪ ،‬ويف العربية جبميع فروعها‪ ،‬والفقه وأصوله‬
‫واملنطق وغري ذلك من العلوم األدبية والعقلية‪.‬‬
‫كما أخذ عن السيد العالمة عبد الرمحن بن حسن األهدل‪.‬‬
‫وعن السيد العالمة حممد بن حسن بن عبد الباري األهدل وغريهم من أسرته‬
‫وآبائه بين األهدل‪ ،‬وجد واجتهد حىت بلغ درجة الفضالء والعلماء‪.‬‬
‫وتصدر للتدريس واإلفتاء بعد أن منحه شيوخه اإلجازة العلمية‪ ،‬فاستفاد به‬
‫كثري من طلبة العلم‪.‬‬
‫وقد تتلمذ على يده الكثري منهم ممن كانوا حيضرون دروسه اليت كان يلقيها يف‬
‫املسجد أو يف بيته‪ ،‬وكانت دروسه متميزة بالتدقيق‪ ،‬متسمة بالتحقيق ال ينتقل من‬
‫عبارة إىل أخرى إال بعد أن يوفيها حقها من الشرح واإليضاح‪.‬‬
‫وقد أخذ عنه خلق كثري وهم على قسمني‪:‬‬
‫قسم يعترب من أقرانه وزمالئه‪ ،‬ولكنهم أخذوا عنه ملا لديه من التحقيق منهم‪:‬‬
‫‪ .1‬أخونا العالمة الشيخ عبد اهلل بن سعيد اللحجي املقيم معنا يف مكة‬
‫املكرمة‪.‬‬
‫‪ .2‬ومنهم صديقنا وزميلنا العالمة السيد يوسف بن السيد حممد طاهر‬
‫األهدل رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪ .3‬ومنهم الفقيه العالمة السيد حممد إبراهيم حممد طاهر األهدل‪.‬‬
‫‪ .4‬ومنهم عبد اهلل حبر بغداد األهدل‪.‬‬
‫‪ .5‬والسيد أمحد بن حممد شعيب األهدل‪.‬‬
‫‪ .6‬والسيد حسن بن السيد علي حبر األهدل‬
‫‪ .7‬وأخوه شقيقه العالمة السيد محود بن أمحد مشيلة األهدل ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وقسم مل يشاركه يف مشاخيه منهم‪:‬‬
‫‪ .1‬األستاذ العالمة السيد عبد الرمحن بن عبداهلل مشيلة األهدل‪ ،‬وهو الذي‬
‫وافانا مبعظم هذه الرتمجة للمؤلف‪.‬‬
‫‪ .2‬والدكتور العالمة السيد حممد بن عبد الرمحن مشيلة‪.‬‬
‫‪ .3‬وأخونا وابننا وتلميذنا القاضي العالمة حممد بن قاسم عمر الصباغ‪ ،‬وهو‬
‫اآلن عضو حمكمة االستئناف ببندر احلديدة(‪.)1‬‬
‫‪ .4‬وأخوه تلميذنا األستاذ عبداهلل بن قاسم عمر الصباغ املشهور [عبداهلل‬
‫عبيد] وغريهم كثري كلهم مستفادون من غزير علمه‪ ،‬وثاقب فهمه‪.‬‬
‫وقد كان صاحب الرتمجة ذا وجاهة بني العامة واخلاصة‪ ،‬كلهم يعرتفون جباللة‬
‫قدره‪ ،‬وحيرتمونه لعلمه وشرفه وفضله‪.‬‬
‫وقد شغل منصب القضاء يف مدينة املراوعة نيابة عن قاضيها يف ذلك الوقت‬
‫مدة أربعة أشهر‪ ،‬أبرز خالهلا مهارة فائقة يف القضاء‪ ،‬وأصدر فيها عدة أحكام‪ ،‬وقد‬
‫وافق على تصديقها رجال التمييز وهيئات االستئناف من كبار علماء الدولة فلم‬
‫ينقض منها حكم واحد أصالً‪.‬‬
‫وقد كان مرضياً بني اجملتمع لإلصالح بني الناس؛ فكان وقته موزعاً بني‬
‫اإلصالح بني الناس والتدريس واإلفتاء واملطالعة والتأليف‪ ،‬وكان تعرض عليه مشاكل‬
‫معضالت فيوفق حللها‪ ،‬وكان مياالً إىل فعل اخلريات وحب املساكني ومواساهتم‪،‬‬
‫وصوالً للرحم‪ ،‬مكرماً ملشاخيه‪ ،‬باراً بأهله‪.‬‬
‫هذا وقد اجتمعت به أنا الفقري عدة مرات‪ ،‬وصحبته ليايل وأياماً يف مدينة‬
‫احلديدة‪ ،‬فكنا ساكنني يف منزل واحد‪ ،‬جنتمع أكثر األوقات على مائدة الطعام‬
‫والشراب‪ ،‬وجماذبة أطراف احلديث‪ ،‬فكان يتميز من بيننا بكونه شخصية بارزة‬
‫تتجسد فيه صالبة احلق وقوة املعرفة‪ ،‬وتظهر عليه طالقة الوجه وبشر اللقاء وحب‬

‫(?) احلُ َديدة‪ :‬أكرب مدن هتامة اآلن‪ ،‬وأشهر موانئ اليمن على البحرـ األمحر‪ ،‬ويرجع تارخيها‬
‫‪1‬‬

‫إىل القرن الثامن اهلجري‪ ،‬وهي على بعد ‪226‬كم من صنعاء غرباً‪( .‬معجم املقحفي)‬

‫‪10‬‬
‫األنس إىل الصغري والكبري‪ ،‬فكانت هيئته تذكرين ما قيل يف أحد علماء بلدنا مدينة‬
‫الضحي وهو الفقيه العالمة إبراهيم الزواك أنه تشم منه رائحة الفقه‪.‬‬
‫وكان املرتجم ذا شهامة عالية وكرم عظيم‪ ،‬حصلت يل مع جنله حممد قصة‬
‫ذكرتين بقصة سيدنا قيس بن سعد بن عبادة اليت وقعت له يف غزوة ذات السالسل‬
‫ففرح هبا أبوه سيدنا سعد ‪ ‬ومدحه على ذلك‪ ،‬والقصة هي أنين يف عام تسع‬
‫وسبعني وثالمثائة وألف (‪ )1379‬هجرية سافرت من مدينة املراوعة(‪ )1‬إىل مدينة‬
‫احلديدة هناراً‪ ،‬وكانت الطريق كثرية الرمال‪ ،‬صعبة وعرة‪ ،‬فتعطلت بنا السيارة يف‬
‫أثناء الطريق وارتفع النهار واشتد احلر‪ ،‬فإذا بولده املذكور قد مر علي راكباً على‬
‫دراجة نارية (دباب) فأشرت إليه‪ ،‬فوقف يل وأردفين خلفه حىت وصلت إىل مدينة‬
‫احلديدة يف منزل فيه أبوه‪ ،‬فحمدت له هذا الفعل‪ ،‬وأردت أن أعطيه شيئاً من املال‬
‫فامتنع‪ ،‬فلما عرف والده رمحه اهلل تعاىل ذلك فرح بفعل ابنه كثرياً‪ ،‬ومحده على‬
‫إردايف معه‪ ،‬ومحده على امتناعه عن أخذ املال‪ ،‬وأظهر البشر والسرور‪.‬‬
‫ويف احلقيقة أن مثل هذه املكارم العالية واألخالق الفاضلة ال تستغرب من أهل‬
‫بيت رسول اهلل ‪ ‬خاصة أهل العلم منهم‪.‬‬
‫ألف صاحب الرتمجة مؤلفات كثرية ورسائل مهمة مفيدة منها‪:‬‬
‫‪ .1‬حتقيق الربهان يف إعراب آيات القرآن‪ ،‬وهو أربعة أجزاء‬
‫بالقطع الكبري خمطوط مل يطبع‪.‬‬
‫‪ .2‬املنح العلية شرح منت اآلجرومية‪ ،‬خمطوط مل يطبع‪.‬‬
‫‪ .3‬تسهيل النحو السعيد‪ ،‬خمطوط مل يطبع‪.‬‬
‫‪ .4‬بغية املشتاق إىل أحكام الطالق وما يتعلق مبسائل الفراق‬
‫خمطوط مل يطبع‪.‬‬
‫‪ .5‬الدرر البهية يف املقاصد النحوية‪ ،‬خمطوط مل يطبع‪.‬‬

‫(?) املراوعة‪ :‬مدينةـ هتامية شرقي احلديدة مبسافة ‪ 35‬كم‪ ،‬يعود تاريخ عمارهتا إىل القرنـ‬
‫‪1‬‬

‫الثالثـ اهلجري (معجم املقحفي)‬

‫‪11‬‬
‫‪ .6‬رسالة يف احليض‪ ،‬كذلك مل يطبع‪.‬‬
‫‪ .7‬بغية احملتاج إىل ما جيب معرفته للحاج‪ ،‬خمطوط‪.‬‬
‫‪ .8‬جمموع الرسائل والفوائد واملسائل لكل طالب علم ومستفت‬
‫وسائل جزءان مل يطبعا‪.‬‬
‫‪ .9‬هذه الرسالة اليت بني أيدينا وهي سلم املتعلم احملتاج إىل معرفة‬
‫رموز املنهاج‪ ،‬نسأل اهلل تعاىل أن يطبع وينشر ويعم به النفع الكثري‪.‬‬
‫وهناك رسائل أخرى من خمتلف الفنون كلها خمطوطة‪.‬‬
‫تويف رمحه اهلل تعاىل صبح يوم اجلمعة الرابع والعشرين من شهر ربيع األول‬
‫عام تسعني وثالمثائة وألف هجرية‪ ،‬عن عمر بلغ أربعة ومخسني عاماً مثل عمر‬
‫إمامنا الشافعي رمحه اهلل تعاىل‪ ،‬وكان يوم وفاته يوماً ذرفت فيه العيون وهرع‬
‫الناس إىل تشييع جثمانه‪ ،‬وشارك يف ذلك جم كثري من العلماء والوجهاء‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫ودفن مبدينة املراوعة يف مقربة جده الشيخ السيد علي بن عمر األهدل‬
‫املشهور‪.‬‬
‫وقد رثاه كثري من العلماء واألدباء نثراً ونظماً‪.‬‬
‫هذا ما يسره اهلل لنا تصديراً ومقدمة للكتاب‪ ،‬راجني من اهلل سبحانه وتعاىل‬
‫جزيل الثواب وحسن املنقلب واملآب‪ ،‬وصلى اهلل على حممد وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم تسليماً كثرياً ‪.‬‬
‫سبحان ربك رب العزة عما يصفون‬
‫وسالم على املرسلني‬
‫واحلمدهلل رب العاملني‪.‬‬

‫كتبه الفقري إىل عفو اهلل راجي غفران الذنوب وسرت الشني‬
‫إمساعيل عثمان زين لطف اهلل به وعفا عنه آمني‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا حممد أشرف املوحدين‬
‫القائل‪" :‬من يرد اهلل به خرياً يفقهه يف الدين"(‪ )1‬وعلى آله وأصحابه والتابعني ‪.‬‬

‫سبب تأليف هذه الرسالة‬


‫وبعد فقد سألين من ال تسعين خمالفته من األعزة علي أن أبني له مصطلحات‬
‫رموز املنهاج الفقهي لإلمام النووي رمحه اهلل تعاىل مع ذكر أمهات املنهاج‬
‫ومؤلفيها‪ ،‬وذكر وفياهتم‪ ،‬فأجبته إىل ذلك طالباً للثواب‪ ،‬راغباً إىل اهلل تعاىل يف‬
‫التوفيق للصواب إنه على ما يشاء قدير‪ ،‬وباإلجابة جدير‪ ،‬وما توفيقي إال باهلل‬
‫عليه توكلت وإليه أنيب‪.‬‬
‫وليست إجابيت لسؤاله لقلة بياهنا يف الشروح‪ ،‬بل ألتربك مبن فضائله تغدو‬
‫وتروح‪ ،‬وقد زدت على سؤال السائل زيادات تتعلق بسؤاله يسر هبا الناظر إليها‪،‬‬
‫وفوائد مهمة يرفعها املطلع عليها‪.‬‬
‫ومسيت هذه الورقات بـ(سلم املتعلم احملتاج إىل معرفة رموز املنهاج) ورتبتها‬
‫على أربعة فصول وخامتة‪ ،‬أسأل اهلل العظيم أن ينفع هبا طالب التعليم وأن جيعلها‬
‫خالصة لوجهه الكرمي‪ ،‬وسبباً للفوز والنعيم املقيم‪ ،‬فإنه القادر على ذلك بكرمه‬
‫وإجابة سؤاله‪ ،‬وحسب من جعله وكيالً يف سائر أحواله‪.‬‬
‫واملؤمل ممن رأى فيها شيئاً من اإلخوان أن يلتمس يل عذراً واضح البيان ألن‬
‫العذر ملثلي مقبول؛ لقلة بضاعيت‪ ،‬ومجود قرحييت‪ ،‬وتشتت أفكاري؛ لكثرة‬
‫أوزاري‪ ،‬ال سيما وأنا ناقل لست بقائل‪.‬‬

‫(?) صحيح البخاريـ (‪ )1/39‬ومسلم (‪)2/718‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‬
‫في ذكر المنهاج ومؤلفه وذكر من اعتنى‬
‫بحفظه واختصاره ونظمه وشرحه فأقول‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫املنهاج معناه‪ :‬الطريق الواضح(‪ ،)1‬وقد وجدت تسمية الكتاب بذلك االسم‬
‫خبط جاللة اإلمام النووي على ظاهر نسخته رمحه اهلل رمحة األبرار‪ ،‬وأسكنه‬
‫جنات جتري من حتتها األهنار‪.‬‬
‫وهو كتاب جليل من أحسن خمتصرات الشافعية‪ ،‬مل تسمح مبثله القرائح فهو‬
‫العلم الذي يهتدي به سالك سبيل علم الفقه من الطالب‪ ،‬واإلمام الذي يتعني‬
‫االقتداء به؛ إذ كان أفقه من كثري من كتب األصحاب‪ ،‬فال شك أن اتباعه هو‬
‫العدل‪ ،‬ألن خمتصره رمحه اهلل تعاىل أتى فيه بالعجب العجاب‪ ،‬وبكل ما يستعذب‬
‫ويطاب‪.‬‬
‫أودعه املعاين الغزيرة باأللفاظ الوجيزة‪ ،‬وقرب املقاصد البعيدة باألقوال‬
‫السديدة‪ ،‬فهو يساجل املطوالت على صغر حجمه‪ ،‬ويباهي املختصرات لغزارة‬
‫علمه‪ ،‬وهلل در القائل حيث يقول فيه ‪:‬‬
‫يأتوا مبا اختصروه كاملنهاج‬ ‫قد صنف العلماء واختصروا فلم‬
‫ـرجيح عند تالطم األمواج‬ ‫مجع الصحيح مع الفصيح(‪ )2‬وفاق بالتـ‬
‫حربان بل حبران كالعجاج‬ ‫مل ال وفيه مع النواوي الرافعي‬
‫خسف ومن غنب وسوء مزاج‬ ‫من قاسه بسواه مات وذاك من‬

‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫بتصحيح الشريعة والفتاوي‬ ‫حوى يف الشرح منهاج النواوي‬
‫يزيد على رواية كل راوي‬ ‫كتاب ال يعادله كتاب‬
‫(‪) 3‬‬
‫وكم من كامنات يف الفحاوي‬ ‫روى سبعني ألفاً باختصار‬
‫(‪) 4‬‬
‫فهو يكفيك عن حبر وحاوي‬ ‫فحسبك درسه يف كل حني‬

‫(?)انظر لسان العربـ (‪)2/383‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?)املقصود بالفصيح ما استبدله اإلمام النووي باأللفاظ غري الفصيحة املوجودة يف احملرر كما‬ ‫‪2‬‬

‫نبهـ على ذلك يف مقدمة املنهاج‪.‬‬


‫(?)املقصود بالكامنات املسائل املفهومة من املنت‪.‬‬‫‪3‬‬

‫‪15‬‬
‫وقد تظافرت عليه اخلواطر‪ ،‬وتداولته أيدي علماء اإلسالم؛ ألنه عمدة املفتني‬
‫‪.‬‬
‫كيف ال! ومؤلفه شيخ اإلسالم بال نزاع‪ ،‬وبركة األنام بال دفاع القطب‬
‫الرباين‪ ،‬والعامل الصمداين‪ :‬حمي الدين شرف اإلسالم حيي بن شرف بن مرة بن‬
‫احلسن النواوي‪ ،‬نسبة إىل نوى قرية من قرى الشام‪.‬‬
‫اشتهر فضله وكراماته فيها ويف غريها‪ ،‬فمن كراماته املشهورة عنه ما حكاه‬
‫ابن النقيب ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬أن سبابة يده اليسرى أضاءت له عند التصنيف‪،‬‬
‫حني فقد يف وقت التصنيف ما يسرج عليه(‪. )3‬‬
‫فهذه الكرامة أبلغ من كرامة اإلمام الرافعي ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬اليت اشتهرت‬
‫عنه‪ ،‬وهي‪ :‬أن شجرة العنب أضاءت عليه ملا فقد يف وقت التصنيف ما يسرج‬
‫عليه‪ ،‬وكان جملسه للتصنيف عندها (‪.)3‬‬
‫ووجه األبلغية أن األصبع ليست من جنس ما يوقد خبالف الشجرة‪.‬‬
‫ولد اإلمام النووي ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬بعد وفاة اإلمام الرافعي بسبع سنني ألنه‬
‫ولد يف احملرم سنة إحدى وثالثني وستمائة وعمره حنو مخس وأربعني سنة ‪-‬رمحه‬
‫اهلل تعاىل‪ -‬وجزاه عن صنيعه جزاءً موفوراً‪ ،‬وجعل عمله متقبالً وسعيه مشكوراً‪.‬‬
‫ومل يزل كل من العلماء واألئمة األعالم قدمياً وحديثاً مذعناً لفضل املنهاج‬
‫املذكور‪ ،‬ومشتغالً بإقرائه‪ ،‬فاإلقراء فيه مقدم على غريه عند كثري من أويل الفضل‬
‫‪.‬‬

‫(?)(البحر)ـ كتاب للروياين مجع فيه (احلاوي) للماوردي وفوائد وفتاوى والده‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?)انظر طبقات الشافعية البن قاضي شهبة (‪.)2/75‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?)انظر القصةـ مع ترمجة اإلمام الرافعي يف املرجع السابق (‪.)2/75‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪16‬‬
‫سند المؤلف للمنهاج‬
‫وقد كثر االعتناء به ملوقع العناية فيه وصوب صوابه آثار هنج مقتفيه‪ ،‬فلقد‬
‫أخربين به شيخي شيخ اإلسالم عالمة دهره وفريد مصره وعصره العالمة فرعاً‬
‫وأصالً‪ ،‬الفهامة شرعاً وعقالً‪ ،‬قاضي اإلسالم ومفيت األنام السيد الزاهد عبد‬
‫الرمحن بن حممد بن عبد الرمحن بن حسن عبد الباري األهدل عافاه اهلل تعاىل‬
‫ومتعين واملسلمني حبياته‪ ،‬وال أخال الوجود من وجود ذاته بالقرآن وآياته وحممد ‪‬‬
‫ومعجزاته آمني يا رب العاملني ‪.‬‬
‫قراءةً عليه عن شيخه ووالده شيخ اإلسالم ومفيت األنام بدر الدين السيد‬
‫حممد بن عبد الرمحن بن حسن بن عبد الباري ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪. -‬‬
‫قراءةً عليه عن شيخه شيخ اإلسالم ومفيت األنام البدر الساري األكمل السيد‬
‫حممد بن أمحد عبد الباري األهدل ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪. -‬‬
‫قراء ًة عليه عن شيخه العالمة ويل اهلل بال نزاع‪ :‬شرف اإلسالم احلسن بن عبد‬
‫الباري االهدل ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬عن شيخه السيد اجلليل والعالمة النبيل مجال‬
‫اإلسالم السيد علي بن عبد اهلل املقبويل األهدل ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪. -‬‬
‫عن والده السيد اجلليل والعالمة النبيل شيخ اإلسالم عبد اهلل بن حيىي مقبول‬
‫األهدل رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ح قال السيد اجلليل احلسن بن عبد الباري األهدل‪ :‬وأخربين به شيخنا شيخ‬
‫اإلسالم ومفيت األنام وجيه الدين السيد عبد الرمحن بن سليمان بن حيىي مقبول‬
‫األهدل ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬عن والده اإلمام العالمة احملقق السيد سليمان بن حيىي‬
‫بن عمر مقبول األهدل ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬قاال‪ :‬أخربنا به اإلمام العالمة احملقق ويل‬
‫اهلل أمحد بن عمر مقبول األهدل رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ح وأخربين به شيخنا شيخ اإلسالم احملقق السيد حممد بن حسن رمحه اهلل‬
‫تعاىل عن السيد العالمة رزق بن رزق العلوي رمحه اهلل تعاىل عن السيد العالمة‬
‫اهلمام حممد بن املساوى االهدل ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬عن السيد العالمة وجيه الدين‬

‫‪17‬‬
‫عبد الرمحن بن سليمان األهدل ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬عن والده عن شيخه شيخ‬
‫اإلسالم اإلمام العالمة صفي الدين أمحد بن حممد مقبول األهدل رمحه اهلل تعاىل‬
‫عن خاله خامتة احملدثني عماد الدين السيد حيىي بن عمر مقبول األهدل رمحه اهلل‬
‫تعاىل قال أخربين به شيخنا العالمة السيد أبو بكر بن علي البطاح األهدل ‪-‬رمحه‬
‫اهلل تعاىل‪ -‬قال‪ :‬أخربين به شيخنا اإلمام العالمة شيخ اإلسالم يوسف بن حممد‬
‫البطاح األهدل ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬قال‪ :‬أخربين به شيخنا العالمة احلافظ احلجة‬
‫الطاهر بن حسني األهدل ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬قال‪ :‬أخربين به شيخنا اإلمام احلافظ‬
‫الضابط وجيه الدين عبدالرمحن بن علي الديبع الشيباين ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬قال‪:‬‬
‫أخربين به شيخنا اإلمام العالمة زين الدين أمحد بن عبد اللطيف الشرجي ‪-‬رمحه‬
‫اهلل تعاىل‪ -‬قال‪ :‬أخربين به شيخنا اإلمام الشهري حممد بن حممد بن حممد اجلزري‬
‫‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬قال‪ :‬أخربين به شيخنا القدوة برهان الدين إبراهيم بن الفقيه ‪-‬‬
‫رمحهما اهلل تعاىل‪ -‬قال‪ :‬أخربين به شيخنا العالمة عالء الدين بن العطار رمحه اهلل‬
‫تعاىل قال أخربنا به شيخنا اجملمع على جاللته وحيد عصره حميي سنة سيد‬
‫املرسلني عماد الدين حيىي بن شرف النواوي رمحه اهلل تعاىل ذو الرتجيحات يف‬
‫اخلالفات املتعددة‪.‬‬
‫قال اإلمام النووي ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ :-‬أخذت العلم والرتجيح عن اإلمام‬
‫العالمة الكمال سالر رمحه اهلل تعاىل‪ ،‬وهو عن اإلمام العالمة بدر الدين حممد‬
‫صاحب الشامل الصغري رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخذته عن شيخ اإلسالم اإلمام عبد الغفار القزويين صاحب احلاوي‬
‫الصغري رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخذته عن علم العلماء االعالم أيب القاسم بن عبد الكرمي بن حممد‬
‫القزويين الرافعي رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخذته عن شيخ اإلسالم بدر الدين حممد بن الفضل رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخذته عن اإلمام العالمة احلجة عز الدين حممد بن حيىي رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫قال‪ :‬أخذته عن شيخ اإلسالم احلجة حممد بن حممد بن حممد الغزايل رمحه‬
‫اهلل تعاىل‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخذته عن شيخ اإلسالم إمام احلرمني أيب املعايل عبد امللك بن حممد‬
‫اجلويين رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخذته عن والدي اإلمام العالمة شيخ اإلسالم حممد اجلويين رمحه اهلل‬
‫تعاىل‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخذته عن شيخ اإلسالم أيب بكر القفال املروزي رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخذته عن اإلمام العالمة أيب زيد املروزي رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخذته عن اإلمام العالمة ويل اهلل بال نزاع ابن سريج رمحه اهلل تعاىل‬
‫قال‪ :‬أخذته عن اإلمام العالمة زين الدين أيب سعيد األمناطي رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخذته عن اإلمام العالمة أحد رؤساء املذهب إمساعيل بن حيىي املزين‬
‫رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخذته عن إمام املذهب حرب األمة وسلطان األئمة أيب عبد اهلل حممد بن‬
‫إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الشافعي رمحه اهلل تعاىل‪ ،‬ولد بغزة اليت تويف‬
‫هبا هاشم جد النيب ‪ ‬سنة مخسني ومائة‪ ،‬مث محل إىل مكة وهو ابن سنتني ونشأ‬
‫هبا‪ ،‬وحفظ القرآن العظيم وهو ابن سبع سنني‪ ،‬وموطأ اإلمام مالك بن أنس وهو‬
‫ابن عشر سنني‪ ،‬وأذن له اإلمام مالك باإلفتاء وهو ابن مخس عشر سنة‪ ،‬ورحل يف‬
‫طلب العلم إىل اليمن والعراق إىل أن أتى مصر فأقام هبا إىل أن توفاه اهلل تعاىل هبا‬
‫شهيداً يوم اجلمعة سلخ رجب سنة أربع ومائتني وعمره حنو أربع ومخسني عاماً‪،‬‬
‫وفضائله أكثر من أن حتصى‪ ،‬ومناقبه مجة ال تستقصى(‪.)1‬‬
‫قال اإلمام الشافعي رمحه اهلل تعاىل‪ :‬أخذت العلم عن شيخي شيخ اإلسالم‬
‫اإلمام احلجة مسلم بن خالد الزجني رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫عن شيخه شيخ اإلسالم وحرب األنام حممد بن جريج رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬

‫(?) الكتب املؤلفة عن اإلمام الشافعي كثرية منها كتاب توايل التأسيسـ للحافظ ابن حجر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪19‬‬
‫وهو عن شيخه شيخ اإلسالم عطاء بن أيب رباح رمحه اهلل تعاىل‬
‫وهو عن شيخه شيخ اإلسالم وترمجان القرآن عبد اهلل بن عباس الصحايب‬
‫رضي اهلل عنهما‬
‫وهو عن سيدنا وموالنا ووسيلتنا إىل ربنا سيد املرسلني وحبيب رب العاملني‬
‫حممد بن عبد اهلل بن عبد املطلب صلى اهلل عليه وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫إذا عرفت هذا علمت أن كتاب املنهاج الفقهي من أحسن الكتب؛ لتضلع‬
‫صاحبه يف العلوم من األئمة األعالم واملشايخ العظام‪ ،‬فهو مع ما ترى من صغر‬
‫حجمه قد حوى جل مقاصد مذهب اإلمام األعظم حممد بن إدريس الشافعي‬
‫رمحه اهلل تعاىل ورضي عنه‪ ،‬فكم علماء من الشافعية يف اليمن واحلجاز والشام‬
‫بذلوا مهمهم يف قراءته وحتقيقه على املشايخ األعالم‪ ،‬وهلم املناظم عند ختم قراءته‪،‬‬
‫فمن ذلك منظومة السيد العالمة مجال الدين واإلسالم السيد علي بن عبد اهلل األهدل اليت قاهلا عند ختمه لقراءته على شيخه شيخ‬
‫اإلسالم احلسن بن عبد الباري األهدل رمحه اهلل تعاىل وهي‪:‬‬

‫نيل شأن العلى ألنت الناجي‬ ‫أيها الطالب األديب الراجي‬


‫جاهداً مقبالً بغري اعوجاج‬ ‫التزال سالكاً طريقة علم‬
‫إلله موىل الفتوح تناجي‬ ‫خملصاً عمالً أديباً منيبا‬
‫ليل جهل أمسى به يف ابتالج‬ ‫إمنا العلم منة من كرمي‬
‫واجتباهم لنوره الوهاج‬ ‫فهنيئاً ألهله إذ حباهم‬
‫وله الشكر إذ يثيب الالجي‬ ‫فله احلمد إذ هدانا هلذا‬

‫‪20‬‬
‫فختمنا دراسة املنهاج‬ ‫قد قرعنا لبابه وقرأنا‬
‫حبر علم للطالب احملتاج‬ ‫بالشيخ أعين اإلمام النواوي‬
‫نال يف العلم فتح باب الرتاج‬ ‫كم رقى يف العلى لنيل مرام‬
‫من به ظل وقتنا يف ابتالج‬ ‫حسن جنل عبد بار هو القطب‬
‫وعليهم خبري ما أنا راج‬ ‫أسأل اهلل أن مين علينا‬
‫وقهم يف احلساب شؤم احتجاج‬ ‫رب عنا فاجز املشايخ أجرا‬

‫‪21‬‬
‫واسقهم من كؤوس حلو املزاج‬ ‫أدخل الوالدين جنة عدن‬
‫وسالم لصاحب املعراج‬ ‫وصالة من املهيمن ترتى‬
‫وعلى من قفوا على املنهاج‬ ‫وعلى اآلل والصحابة طرا‬

‫وأما حفظه عن ظهر قلب فقد اعتىن به كثري من الرجال والنساء ‪.‬‬

‫مختصرات المنهاج‬
‫وأما اختصاره فقد اعتىن به شيخ اإلسالم أثري الدين أبو حيان حممد بن‬
‫يوسف األندلسي(‪ )1‬ومساه (الوهاج يف اختصار املنهاج) تويف سنة مخس وأربعني‬
‫وسبعمائة‪.‬‬
‫واختصره أيضاً شيخ اإلسالم القاضي زكريا االنصاري رمحه اهلل تعاىل ومساه‬
‫(منهج الطالب) فاختصر االسم واملسمى‪ ،‬وشرح خمتصره ذلك بشرح ممزوج‬
‫جداً أتى فيه بالدليل والتعليل‪ ،‬ومساه بـ(فتح الوهاب إىل شرح منهج الطالب)‪.‬‬
‫وقد اعتىن بالشرح املذكور اإلمام العالمة سليمان البجريمي(‪ )2‬وعمل عليه‬
‫حاشية عظيمة يف أربعة جملدات أظهر فيها خمبأه‪ ،‬وكذلك اإلمام العالمة سليمان‬

‫(?)حممد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النفزيـ اجلياين األندلسي مث املصري‪ ،‬الشيخ‬ ‫‪1‬‬

‫اإلمام العالمة احملدث البارع‪ ،‬ترمجان العرب ولسان أهل األدب‪ ،‬أثري الدين الغرناطيـ املولد‬
‫واملنشأ‪ ،‬املصري الدار والوفاة‪ ،‬الظاهري املذهب‪ ،‬ولد سنةـ أربع ومخسني وستماية نشأ‬
‫بغرناطة‪ ،‬وقرأ هبا القراآت والنحو واللغة‪ ،‬ومسع كثرياً‪ ،‬ونظم وأقرأ هبا العربيةـ من سنةـ أربع‬
‫وسبعني وما بعدها‪ ،‬ومسع أيضا باملالقة واملرية واجلزيرة اخلضراء وجبل الفتح وغريها‪ ،‬مث ارحتل‬
‫عن األندلس يف أول سنةسبعـ وسبعني ومسع بسبتةـ وجباية وتونس واإلسكندرية وقرأ هبا القراآت‬
‫أيضا(ذيل تذكرة احلفاظ ‪)1/23‬‬
‫(?)سليمان بن حممد بن عمر البجريمي الشافعي األزهري‪ ،‬عامل فقيه حسن األخالق‪ ،‬انتفع به‬ ‫‪2‬‬

‫أناس كثريون كف بصره يف آخر عمره‪ ،‬من تآليفه‪ :‬حاشيةـ على شرح املنهج‪ ،‬وحاشية على‬
‫اإلقناع للخطيب تويف‪13‬رمضان‪1221‬هـ (حلية البشر ‪)2/694‬‬

‫‪22‬‬
‫اجلمل(‪ )1‬كتب عليه حاشية جليلة يف حنو مخس جملدات‪ ،‬وكذلك شيخ اإلسالم‬
‫السيد حممد بن أمحد عبد الباري األهدل(‪ )2‬وضع عليه حاشية عظيمة ومساها‬
‫(مفتاح الباب) وغري من ذكر كثري‪.‬‬
‫وممن شرح املنهج اإلمام العالمة اجلالل أمحد بن حممد احمللي(‪ )3‬شارح املنهاج‬
‫‪.‬‬
‫والبن عبد احلق شيخ ابن حجر حاشية على شرح اجلالل كثرياً ما يستمد‬
‫منها ابن حجر يف حتفته‪.‬‬
‫ومنهج الطالب اختصره اإلمام العالمة اجلوهري(‪ )4‬ومساه (هنج الطلب)‬
‫اختصر االسم واملسمى أيضاً‪ ،‬وشرحه املختصر شرحاً عظيماً‪.‬‬

‫منظومات المنهاج‬

‫(?)سليمان بن عمر بن منصورـ العجيلي املصري األزهري‪ ،‬املعروف باجلمل‪ ،‬مفسر فقيه‬ ‫‪1‬‬

‫مشارك يف بعض العلوم‪ ،‬الزم دروس الشيخ عطية األجهوري‪ ،‬مل يتزوج‪ ،‬وتقشف ولبس‬
‫الصوف‪ ،‬تويف ‪1204‬هـ من تصانيفه‪ :‬حاشيةـ على تفسري اجلاللني‪ ،‬واملواهب اللدنية بشرح‬
‫الشمائل النبوية (حلية البشر‪)2/694‬‬
‫(?)حممد بن أمحد عبد الباريـ األهدل احلسيين التهامي‪ ،‬كان إماماً راسخاً يف مجيع العلوم‪ ،‬من‬ ‫‪2‬‬

‫مصنفاته‪:‬حاشية على اجلامع الصحيح‪ ،‬وهداية املعقول إىل ذريعةـ الوصول‪ ،‬ونشر األعالم‬
‫وغريها تويف سنةـ‪1289‬هـ (نيل الوطر‪)2/224‬‬
‫(?)جالل الدين حممد بن أمحد احمللي (‪791‬هـ‪884-‬هـ) كان عاملاً يف الفقهـ واألصول‬ ‫‪3‬‬

‫والتفسري وغريه لقبه بعضهم بتفتازاين العرب‪ ،‬كان مهيباً صداعاً باحلق‪ ،‬من مصنفاته‪ :‬شرح‬
‫املنهاج‪ ،‬وشرح مجع اجلوامع شرح الورقات (األعالم ‪.)5/333‬‬
‫(?)حممد بن أمحد بن حني اخلالدي اجلوهري املصري (‪1151‬هـ‪1215-‬هـ) كان آية يف‬ ‫‪4‬‬

‫الفهم والذكاء مصلحاً بني الناس‪ ،‬اختلط يف آخر عمره‪ ،‬اعرتته الكثري من اهلموم‪ ،‬وهنبت‬
‫مكتبتهـ الثمينة أيام احلملة الفرنسية من مصنفاته‪ :‬خمتصر النهج‪ ،‬والروض الوسيم املفىت به على‬
‫املذهب القدمي‪( .‬حلية البشر ‪.)3/321‬‬

‫‪23‬‬
‫وأما نظمه فقد اعتىن به اإلمام العالمة أبو بكر السيوطي(‪ ،)1‬ومساه (االبتهاج‬
‫إىل نظم املنهاج)‪.‬‬
‫كما نظمه عز الدين حممد بن عبد الكرمي املوصلي وغريمها كثري(‪.)2‬‬

‫شروح المنهاج‬
‫وأما الذين شرحوه فكثريون‪ ،‬فشرحه اإلمام العالمة صفي الدين أمحد بن‬
‫العماد األقفهسي(‪ )3‬بـ(البحر املواج إىل شرح املنهاج)‬
‫وشرحه اإلمام العالمة حممد بن عبد اهلل الزركشي(‪ )4‬بشرح مساه (الديباج إىل‬
‫شرح املنهاج)‬

‫(?)عبد الرمحن بن أيب بكر بن حممد اخلضريي الطولوين املصري الشافعي‪ ،‬عامل مشارك يف‬ ‫‪1‬‬

‫أنواع من العلوم‪ ،‬ملابلغ أربعني سنة اعتزل الناس وصنف أكثر كتبه تويف ‪911‬هـ من تصانيف‪:‬‬
‫الدر املنثور اإلتقان يف علوم القرآن واألشباه والنظائرـ يف القواعد الفقهيةـ وآخر يف النحو (البدرـ‬
‫الطالع‪)1/328‬‬
‫(?) كشهاب الدين امحد بن حممد الطوخي‪ ،‬املتوىف سنة ‪ 893‬ثالث وتسعني ومثامنائة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?)أمحد بن عماد بن حممد الشيخ شهاب الدين األقفهسي املصري‪ ،‬اشتغل يف الفقهـ والعربية‬ ‫‪3‬‬

‫وغري ذلك‪ ،‬من تصانيفهـ‪ :‬كتاب تسهيل املقاصد لزوار املساجد‪ ،‬وهو كتاب مفيد يف بابه‪،‬‬
‫وكتاب التبيان فيما حيل وحيرم من احليوان‪ ،‬وكتاب رفع اإللباس عن وهم الوسواس‪ ،‬واالقتصاد‬
‫يف االعتقاد‪ ،‬ونظم حوادث اهلجرة وشرحه‪ ،‬ونظم النجاسات املعفو عنها وشرحه‪ ،‬والقول التام‬
‫يف أحكام املأموم واإلمام‪ ،‬تويف سنة مثان ومثامنائة‪ ،‬واألقفهسي بفتح اهلمزة وسكون القاف‬
‫وفتح الفاء وسكون اهلاء (طبقات الشافعية البن قاضي شهبة‪)4/15‬‬
‫(?)حممد بن هبادر بن عبد اهلل العامل العالمةـ املصنف احملرر بدر الدين أبو عبد اهلل املصري‬ ‫‪4‬‬

‫الزركشي أخذ عن الشيخني مجال الدين اإلسنوي وسراج الدين البلقيين‪ ،‬ورحل إىل حلب إىل‬
‫فاضال يف مجيع‬
‫ً‬ ‫أصوليا أديباً‬
‫ً‬ ‫شهاب الدين األذرعي‪ ،‬وخترج مبغلطاي يف احلديث‪ ،‬كان ً‬
‫فقيها‬
‫ذلك (سابق‪)3/167‬‬

‫‪24‬‬
‫وشرحه اإلمام القدوة سراج الدين عمر بن رسالن البلقيين (‪)1‬بشرح (مساه‬
‫تصحيح املنهاج)‬
‫ولإلمام السيوطي (در التاج يف إعراب مشكل املنهاج)‬
‫وشرحه اإلمام العالمة بدر الدين حممد بن فخر الدين األبار املارديين بشرح‬
‫مساه (البحر املواج) أيضاً وهو أيضاً أربعة عشر جملداً‪.‬‬
‫وشرحه اإلمام العالمة احلجة مجال الدين حممد بن موسى الدمريي(‪ )2‬بشرح‬
‫مساه (النجم الوهاج إىل شرح املنهاج) أربعة جملدات‪.‬‬

‫(?) عمر بن رسالن بن نصري بن صاحل بن شهاب بن عبد اخلالق بن عبد احلق الشيخ الفقيه‬ ‫‪1‬‬

‫احملدث احلافظ املفسر األصويل املتكلم النحوي اللغوي املنطقي اجلديل اخلاليف النظارـ‪ ،‬شيخ‬
‫اإلسالم بقيةـ اجملتهدين‪ ،‬سراج الدين أبو حفص الكناين العسقالين األصل البلقيين املولد املصري‬
‫مولده يف شعبانـ سنةـ أربع وعشرين وسبعمائةـ ببلقينة من قرى مصر الغربيةـ‪ ،‬له تصانيفـ كثرية‬
‫مل تتم‪ ،‬يصنف قطعا مث يرتكها‪ ،‬وقلمه ال يشبه لسانه‪ ،‬تويف يف ذي القعدة سنةـ مخس ومثامنائة‪،‬‬
‫من تصانيفهـ‪ :‬كتاب حماسن االصطالح‪ ،‬وتضمني كتاب ابن الصالح يف علوم احلديث‪،‬‬
‫وتصحيح املنهاج أكمل منه الربع األخري يف مخسة أجزاء‪ ،‬وكتب من ربع النكاح تقديرـ جزء‬
‫ونصف الكشاف على الكشاف وصل فيه إىل اثناء سورة البقرة يف ثالث جملدات ضخمة‪،‬‬
‫وشرح البخاريـ كتب منه حنو مخسني كراسا على أحاديثـ يسرية إىل أثناء اإلميان‪ ،‬ومواضع‬
‫مفرقة مساه بالفيضـ الباريـ على صحيح البخاري (طبقات الشافعية ‪)4/36‬‬
‫(?)حممد بن موسى بن عيسى الدمريي املصري‪ ،‬كمال الدين‪ ،‬ولد يف حدود اخلمسني من‬ ‫‪2‬‬

‫القرنـ الثامن‪،‬ـ وتكسب باخلياطة‪ ،‬أخذ عن الشيخ هباء الدين السبكي‪ ،‬وعن الشيخ مجال الدين‬
‫اإلسنوي‪ ،‬كان ذا حظ يف العبادة والتالوة ال يفرت لسانه غالبا عنهما‪ ،‬له شرح املنهاج يف أربع‬
‫جملدات‪ ،‬ضمنه فوائد كثرية خارجة عن الفقه‪ ،‬والديباجة يف شرح سنن ابن ماجة يف أربع‬
‫كتابا مساه‪ :‬حياة احليوان ذكر فيه مجالً طبية وأدبيةـ وحديثية وغري ذلك‪ ،‬وله‬
‫جملدات‪ ،‬ومجع ً‬
‫خطب مدونة مجعيةـ وعظية (طبقات الشافعية ‪)4/61‬‬

‫‪25‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وشرحه الشيخ اإلمام العالمة تقي الدين أبو بكر بن أمحد بن قاضي شهبة‬
‫رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫وشرحه ولده العالمة بدر الدين أبو الفضل حممد بن أيب بكر املعروف بابن‬
‫شهبة األسدي(‪ )2‬بشرحني‪ ،‬أحدمها‪( :‬بداية احملتاج على شرح املنهاج) و (إرشاد‬
‫احملتاج إىل شرح املنهاج)‬
‫وشرحه اإلمام العالمة شيخ اإلسالم أبو الفضل حممد بن عبداهلل بن قاضي‬
‫عجلون(‪ )3‬بشرح مساه (هادي الراغبني إىل شرح منهاج الطالبني)‬
‫(‪)4‬‬
‫وشرحه اإلمام العالمة شهاب الدين أمحد بن حممد بن حجر اهليتمي‬
‫بشرح مساه (حتفة احملتاج إىل شرح املنهاج)‬

‫(?)أبو بكر بن أمحد بن حممد األسدي الشهيب الدمشقي الشافعي (‪779‬هـ‪851-‬هـ) فقيه‬ ‫‪1‬‬

‫مؤرخ مفسر‪ ،‬أخذ عن السراج البلقيين وتصدى لإلفتاء والتدريس‪،‬ـ من مصنفاته‪:‬ـ طبقات‬
‫الفقهاء الشافعية‪،‬ـ تفسري القرآن الكرمي طبقات النحاة واللغويني (معجم املؤلفني‪. )1/435‬‬
‫(?)ولد بدمشق وزار القاهرة واجتمع بعلمائها‪ ،‬وناب يف القضاء بدمشق‪ ،‬وتويف به سنة‬ ‫‪2‬‬

‫‪874‬هـ (سابق‪)3/164‬‬
‫(?)حممد بن عبد اهلل بن عبد الرمحن الزرعي الدمشقي الشافعي‪ ،‬املعروف بابن قاضي عجلون‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫فقيه متكلم ولد بدمشق ونشأ هبا مث رحل إىل القاهرة‪ ،‬وويل إفتاء دار العدل وتدريس الفقه يف‬
‫جامع طولون‪ ،‬تويف ‪876‬هـ من تصانيفه‪ :‬مغين الراغبني يف شرح منهاج الطالبني‪ ،‬وزوائد‬
‫الروضة على املنهاج (البدر الطالع‪.)2/297‬‬
‫(?) أمحد بن حممد بن حممد بن علي ابن حجر اهليتمي السعدي األنصاري‪،‬ـ ولد يف حملة أيب‬ ‫‪4‬‬

‫اهليتم مبصر وتويف مبكة (‪909‬هـ‪973-‬هـ) وهو فقيه مشارك يف أنواع من العلوم‪ ،‬له الكثري من‬
‫املؤلفات منها‪ :‬حتفة احملتاج‪ ،‬والصواعق‪ ،‬ومبلغ اإلرب (معجم املؤلفني‪)1/293‬‬

‫‪26‬‬
‫وشرحه اإلمام العالمة مجال الدين حممد بن أمحد الرملي(‪ )1‬بشرح مساه (هناية‬
‫احملتاج إىل شرح املنهاج)‬
‫وشرحه اإلمام العالمة اخلطيب حممد الشربيين(‪ )2‬بشرح مساه (مغين احملتاج إىل‬
‫شرح املنهاج)‬
‫وهذه الثالثة الشروح كل شرح يف أربعة جملدات ضخمة‪.‬‬
‫وشرحه اإلمام العالمة جالل الدين حممد بن أمحد احمللي ومل يسم كتابه‬
‫وشرحه اإلمام العالمة القدوة شهاب الدين أمحد بن محدان األذرعي(‪.)3‬‬

‫(?) حممد بن أمحد بن محزة الرملي األنصاري‪ ،‬الشهري بالشافعي الصغري‪ ،‬وذهب مجاعة إىل أنه‬ ‫‪1‬‬

‫جمدد القرنـ العاشر‪،‬ـ اشتغلـ على أبيه يف الفقه والتفسري والنحو والصرفـ واملعاين والبيانـ‬
‫والتاريخ‪،‬ـ تويف يف مجادى األوىل‪1004‬هـ‪ ،‬من مصنفاته‪:‬ـ هناية احملتاج‪ ،‬وشرح الزبد (خالصة‬
‫األثر ‪)3/342‬‬
‫(?) حممد بن أمحد الشربيين القاهري الشافعي املعروف باخلطيب (مشس الدين)ـ فقيه‪ ،‬مفسر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫متكلم‪ ،‬حنوي صريف تويف ‪977‬هـ من تصانيف‪:‬ـ السراج املنري‪ ،‬ومغين احملتاج‪ ،‬وفتح اخلالق‬
‫املالك شرح ألفية ابن مالك واملناسك الكربى (معجم املؤلفني‪.)3/69‬‬
‫(?)أمحد بن محدان بن أمحد بن عبد الواحد ‪ ،‬اإلمام العالمة املطلع صاحب التصانيفـ‬ ‫‪3‬‬

‫املشهورة‪ ،‬شهاب الدين أبو العباس األذرعي شيخ البالدـ الشامية‪ ،‬وفقيه تلك الناحيةـ ومفتيها‪،‬‬
‫واملشار إليه بالعلم فيها‪ ،‬مولده يف إحدى اجلماديني سنةـ مثان‪ ،‬وتويف يف مجادي األخرة سنة‬
‫ثالث ومثانني وسبعمائةـ حبلب (طبقاتـ الشافعية البن قاضي شهبة‪)3/143‬‬

‫‪27‬‬
‫وشرحه اإلمام العالمة تقي الدين علي بن عبد الكايف السبكي(‪ )1‬بشرح مساه‬
‫(االبتهاج إىل شرح املنهاج)‪.‬‬
‫وشرحه اإلمام العالمة مجال الدين عبد الرحيم بن حسن األسنوي‪.‬‬
‫وشرحه اإلمام العالمة احلجة بدر الدين فرج بن حممد األردبيلي(‪ )2‬رمحه اهلل‬
‫تعاىل‪.‬‬
‫وشرحه شيخ اإلسالم وقاضي األنام زكريا بن حممد األنصاري رمحه اهلل‬
‫تعاىل(‪.)3‬‬
‫وشرحه شيخ مشايخ مشاخينا البدر الساري األكمل السيد حممد بن أمحد‬
‫عبدالباري األهدل ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬بشرح مساه (إعانة احملتاج إىل شرح املنهاج)‬
‫شرع فيه إىل الطالق ومات رمحه اهلل تعاىل قبل إمتامه‪.‬‬
‫(?)علي بن عبد الكايف بن علي بن متام بن يوسف بن موسى بن متام األنصاريـ اخلزرجي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الشيخ اإلمام الفقيهـ‪ ،‬احملدث‪ ،‬احلافظ‪ ،‬املفسر‪ ،‬املقرىء‪ ،‬األصويل‪ ،‬املتكلم‪ ،‬النحوي‪ ،‬اللغوي‪،‬‬
‫األديب‪ ،‬احلكيم‪ ،‬املنطقي اجلديل‪ ،‬اخلاليف‪ ،‬النظارـ‪ ،‬شيخ اإلسالم‪ ،‬قاضي القضاة تقي الدين أبو‬
‫احلسن بن القاضي زين الدين أيب حممد السبكي‪ ،‬ولد بسبك من أعمال الشرقية سنة ثالث‬
‫ومثانني وستمائة‪ ،‬تويف يف مجادى األخرة سنةـ ست ومخسني وسبعمائةـ‪ ،‬ودفن مبقابرـ الصوفية‪،‬‬
‫ومن تصانيفهـ‪ :‬الدر النظيم يف تفسري القرآن العظيمـ يف ثالث جملدات مل يكمل‪ ،‬االبتهاج يف‬
‫شرح املنهاج وصل فيه إىل الطالق يف مثانيةـ اجزاء‪ ،‬والسيف املسلول وغريها (ابن قاضي شهبة‬
‫‪)3/37‬‬
‫(?) فرج بن حممد بن أمحد بن أيب الفرج األردبيلي‪ ،‬فقيه أصويل قرأ املعقوالت بتربيز‪ ،‬مث قدم‬ ‫‪2‬‬

‫دمشق وتويف هبا شهيداً (‪749‬هـ) من آثاره‪ :‬حقائق األصول شرح منهاج الوصول (معجم‬
‫املؤلفني‪)2/618‬‬
‫(?) زكريا بن حممد بن أمحد بن زكريا األنصاري السنيكي القاهري األزهري الشافعي‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫قاضي القضاة وامللقب بشيخ اإلسالم‪ ،‬كان فقيهاً كبرياً مشاركاً يف التفسري‪ ،‬والقراءات‪،‬‬
‫والتجويد‪ ،‬واحلديث‪ ،‬والنحو وغريها من العلوم املشهورة يف عصره تويف ‪926‬هـ من تصانيفه‪:‬‬
‫شرح خمتصر املزين‪ ،‬وحاشية على تفسري البيضاوي وشرح صحيح مسلم وغريها (البدر الطالع‬
‫‪)2/352‬‬

‫‪28‬‬
‫وغري من ذكر ممن شرحه كثري فمنهم من شرح وأجاد‪ ،‬ومنهم من شرح ومل‬
‫يف باملراد‪.‬‬
‫وقد توارد األئمة األعالم باحلواشي العظيمة والفوائد العزيزة على الشروح‬
‫املذكورة‪ ،‬ونقحوا مسائله‪ ،‬ووضحوا فوائده‪ ،‬فنسأل اهلل أن يثيبهم خرياً وحيشرنا‬
‫يف زمرهتم يوم القيامة إنه على ما يشاء قدير‪ ،‬وباإلجابة جدير‪.‬‬

‫أحسن شروح المنهاج‬


‫(تنبيه) من أحسن الشروح املذكورة شرح اإلمام العالمة ابن حجر اهليتمي‬
‫املسمى بـ(حتفة احملتاج) فقد قيل‪ :‬إهنا حوت العلم لفظاً وضمناً‪.‬‬
‫وشرح اإلمام العالمة حممد بن أمحد الرملي املسمى بـ(هناية احملتاج)‬
‫مث شرح اإلمام العالمة اخلطيب حممد الشربيين(‪.)1‬‬

‫الشروح المعتمدة‬
‫وقد اختلف يف شرح ابن حجر والرملي‪-:‬‬
‫فذهب علماء مصر إىل اعتماد ما قاله الشيخ حممد رملي يف كتبه‪ ،‬خصوصاً‬
‫يف هنايته؛ ألهنا قرأت عليه إىل آخرها يف أربعمائة من العلماء‪ ،‬فنقدوها‬
‫وصححوها‪ ،‬فبلغ صحتها إىل حد التواتر‪.‬‬

‫(?) قال الشرواين يف حواشيه على التحفةـ (‪" :)1/3‬قال اخلطيب الشربيين‪ :‬إنه شرع يف‬ ‫‪1‬‬

‫شرح املنهاج عام تسعمائة وتسعة ومخسني اهـ‬


‫ونقل عنه أنه فرغ منه سابع عشر مجادى اآلخرة‪ ،‬عام ثالثةـ وستني وتسعمائة اهـ ‪.‬‬
‫وقال اجلمال الرملي‪ :‬إنه شرع يف شرح املنهاج يف شهر ذي القعدة‪ ،‬سنةـ ثالث وستني‬
‫وتسعمائة اهـ ‪.‬‬
‫ونقل عنه أنه فرغ منه ليلة اجلمعة تاسع عشر مجادى اآلخرة‪ ،‬سنةـ ثالث وسبعني وتسعمائة اهـ‬
‫وعلم من ذلك أن تأليفـ النهايةـ متأخر عن تأليف التحفةـ واملغين ‪-‬كما نص عليه ع ش‪ -‬وأن‬
‫تأليف املغين متأخر عن تأليفـ التحفة"‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وذهب علماء‪ :‬حضرموت‪ ،‬والشام‪ ،‬واألكراد‪ ،‬وداغستان‪ ،‬وأكثر اليمن‬
‫واحلجاز إىل أن املعتمد ما قاله ابن حجر يف كتبه(‪ ،)1‬فإن اختلفت قدم ما يف‪-:‬‬
‫‪ .1‬حتفته ملا فيها من إحاطة بنصوص اإلمام مع مزيد تشبع املؤلف فيها‪،‬‬
‫ولقراءة احملققني هلا عليه الذين ال حيصون كثرة(‪. )2‬‬
‫‪ .2‬مث فتح اجلواد ‪.‬‬
‫‪ .3‬مث اإلمداد ‪.‬‬
‫‪ .4‬مث شرح العباب املسمى باإليعاب ‪.‬‬
‫‪ .5‬مث فتاواه(‪.)3‬‬

‫(?) انظر الفوائد املدنية للكردي (‪ )37‬والذي قال بعد ذلك‪ ":‬وإمنا قيدت بأكثر أهل اليمن‪،‬ـ‬ ‫‪1‬‬

‫ألين وجدت يف كالم بعضهم ترجيح مقالةـ الرملي يف مواضع كثرية "‪.‬‬
‫بيد أنه ميكن أن يقال بأن هذا ترجيح بسبب قوة املدرك وهذا ما فعله بعض اليمانني‪ ،‬بل‬
‫استنكرـ بعضهم هذا الرتتيبـ لألخذ من الكتب‪ ،‬وانتقد الرتتيب ألصحاب احلواشي ‪.‬‬
‫وقال يف الفوائد –أيضاً‪ -‬ص(‪":)41‬وأما أهل احلرمني فكان يف األزمنة السابقة القول عندهم‬
‫ما قاله ابن حجر‪ ،‬مث صار السادة املصريون يردون إىل احلرمني يف جماوراهتم هبما‪ ،‬ويقررون هلم‬
‫يف دروسهم معتمد اجلمال الرملي إىل أن فشا قوله فيهما‪ ،‬حىت صار من له إحاطة بقويل‬
‫اجلمال الرملي وابن حجر من أهل احلرمني يقررـ قوهلما من غري ترجيح بينهما"‪.‬‬
‫(?) بيد أن مما يؤخذ على التحفةـ ما ذكره الكردي يف الفوائد املدنيةـ (‪ )38‬حيث قال‪ ":‬رأيت‬ ‫‪2‬‬

‫يف كتاب الصالة من فتاوى السيد عمر البصري ما نصه ‪ :‬الشيخ ابن حجر بالغ يف اختصارـ‬
‫هذا الكتاب ‪-‬يعين التحفة‪ -‬إيثاراً للحرص على إفادة الطلبة جبميع الشوارد‪ ،‬وتكثري الفوائد‬
‫والفرائد إال أنه بلغ من االختصار إىل حالة حبيث الميكن اخلروج عن عهدة مطالعتهـ إال بعد‬
‫تقدم اإلحاطة مبنقول املتقدمني ومناقشات املتأخرين"‪.‬ـ‬
‫وقارن بعضهم بني الشرحني فقال‪" :‬الشيخ ابن حجر كثرياً ما يرتبك يف عبارتهـ يف األحباث اليت‬
‫ختتلف فيها أنظار من قبله؛ لقوة نظره‪ ،‬وجتد عبارة النهايةـ غالباً ‪-‬كاإلمداد وفتح اجلواد‪-‬‬
‫رشيقة سهلة قريبةـ التناول"ـ (عمدة املفيت واملستفيت للجمال األهدل ‪.)1/177‬‬
‫(?) انظر الفوائد املدنية (‪)38‬‬
‫‪3‬‬

‫‪30‬‬
‫قال الشيخ اإلمام العالمة علي بن عبد الرحيم باكثري(‪ )1‬يف منظومته يف التقليد‬
‫وما يتعلق به‪:‬‬
‫يف مين ويف احلجاز فاشتهر‬ ‫وشاع ترجيح مقال ابن حجر‬
‫األخذ بالتحفة مث الفتح‬ ‫ويف اختالف كتبه يف الرجح‬
‫(‪)2‬‬
‫إذ رام فيه اجلمع واإليعابا‬ ‫فأصله فشرحه العبابا‬

‫(?)علي بن عبد الرحيم بن حممد الكندي باكثري‪ ،‬كان أديباً وفقيهاً‪ ،‬وانتهت إليه رئاسةـ الفقهـ‬ ‫‪1‬‬

‫يف حضرموت من مصنفاته‪ :‬حاشية على حتفة احملتاج‪ ،‬والدليلـ القومي وغريمها تويف سنة‪1145‬هـ‬
‫(األعالم ‪. )5/113‬‬
‫(?) عزا الكردي يف الفوائد هذه األبيات إىل (بعضهم) وعزا لعلي بن عبد الرحيم باكثري هذه‬ ‫‪2‬‬

‫األبيات‪-:‬‬
‫وشاع ترجيح مقال ابن حجر‬
‫ويف اختالف كتب ابن حجر‬
‫فأصله ال شرحه العبابا‬
‫وحيث كان الشيخ زكريا‬
‫أو اخلطيب قدم الشيخ أبو‬
‫حممد الرملي يكايف ابن حجر‬
‫وإن يك الشيخ إذ اخلطيب‬
‫وال ترجح بابن قاسم أحد‬
‫يف قطرنا على سواه فاستقرـ‬
‫األخذ بالتحفةـ فالفتح حري‬
‫لزومه اجلمع به إجيابا‬
‫خالف ذا أو خالف الرمليا‬
‫حيىي لفضلـ فيه يوجب‬
‫فاخرت إذا ختالفا بال حذر‬
‫مع واحد فكلهم مصيبـ‬
‫كما سربه أكابر عمد‬

‫‪31‬‬
‫بيان معتمد الفتوى‬
‫(‪)1‬‬
‫وال جتوز الفتوى مبا خيالف ابن حجر والرملي بل مبا خيالف التحفة والنهاية‬
‫إال إذا مل يتعرضا له فيفىت‪:‬‬
‫بكالم شيخ اإلسالم زكريا‬
‫مث بكالم اخلطيب‬
‫(‪) 2‬‬
‫مث بكالم حاشية الزيادي‬
‫(‪) 3‬‬
‫مث بكالم حاشية ابن قاسم‬
‫(‪) 4‬‬
‫مث بكالم عمرية‬
‫(‪) 5‬‬
‫مث بكالم الشرباملسي‬

‫(?) قال يف الفوائد املدنية‪ ..." :‬صار شيخنا املرحوم الشيخ سعيد سنبل املكي‪ ،‬ومن حنا حنوه‬ ‫‪1‬‬

‫يقررونـ أنه ال جيوز للمفيت أن يفيت مبا خيالفهما‪ ،‬بل مبا خيالف التحفة والنهايةـ وإن وافق بقيةـ‬
‫كتبهما‪ ،‬ويف ظين أين مسعته يقول‪ :‬إن بعض األئمة من الزمازمةـ تتبعـ كالم التحفةـ والنهاية‬
‫فوجد ما فيهما عمدة مذهب الشافعي وزبدته"‪.‬‬
‫(?) هو‪ :‬علي بن حيىي الزياديـ نور الدين املصري الشافعي‪ ،‬رئيس العلماء مبصر من أجل‬ ‫‪2‬‬

‫مشاخيه الشهاب الرملي وولده الشمس‪ ،‬له حاشية على شرح املنهج‪ ،‬ت‪1024:‬هـ (خالصة‬
‫األثر ‪.)3/195‬‬
‫(?) هو‪ :‬شهاب الدين أمحد بن قاسم الصباغ العباديـ مث املصري الشافعي األزهري‪ ،‬أخذ عن‬ ‫‪3‬‬

‫ابن حجر واجلمال الرملي‪ ،‬ت‪994:‬هـ (األعالم‪.)1/198‬‬


‫(?) هو‪ :‬شهاب الدين أمحد الربلسي املصري‪ ،‬له حاشيةـ على مجع اجلوامع‪ ،‬وحاشية على‬ ‫‪4‬‬

‫شرح املنهج‪ ،‬ت‪987:‬هـ(انظر شذرات الذهب ‪.)8/316‬‬


‫(?) علي بن علي الشرباملسي الشافعي القاهري (‪997‬هـ‪1087-‬هـ) فقيه أصويل مؤرخ‬ ‫‪5‬‬

‫مشارك يف بعض العلوم تعلم باجلامع األزهر‪ ،‬كان دقيق النظر جيد الفهم‪ ،‬من تصانيفه‪:‬ـ حاشية‬
‫على هناية احملتاج وحاشيةـ على شرح الشمائل حلج‪ ،‬وحاشية على املواهب (حلية البشر‬
‫‪)3/174‬‬

‫‪32‬‬
‫(‪) 6‬‬
‫مث بكالم حاشية احلليب‬
‫(‪) 7‬‬
‫مث بكالم حاشية الشوبري‬
‫(‪) 8‬‬
‫مث بكالم حاشية العناين‬
‫ما مل خيالفوا أصل املذهب‪ ،‬كقول بعضهم‪ :‬لو نقلت صخرة من أرض‬
‫عرفات إىل غريها صح الوقوف عليها(‪.)11()10()9‬‬

‫(?) علي بن إبراهيم بن أمحد بن علي احلليب القاهري الشافعي (‪975‬هـ‪1044-‬هـ) صاحب‬ ‫‪6‬‬

‫السرية النبوية الزم الشمس الرملي سنني عديدة‪ ،‬من مصنفاته‪:‬ـ حاشية على شرح املنهج حاشية‬
‫على شرح الورقات للمحلي وإنسان العيون يف سرية األمني املأمون ‪( ‬خالصة األثر‪)3/122‬‬
‫(?) هو‪ :‬حممد بن أمحد اخلطيب الشوبري الشافعي (‪977‬هـ‪1069-‬هـ) كان يلقب بشافعي‬ ‫‪7‬‬

‫الزمان حضر الشمس الرملي مثان سنني‪ ،‬من مصنفاته‪ :‬حاشية على املواهب اللدنية‪،‬ـ وحاشيةـ‬
‫على شرح األربعني النووية‪،‬ـ وحاشيةـ على حترير اللباب وغريها (خالصة األثر ‪)3/385‬‬
‫(?) حممد بن داود العناين القاهري‪ ،‬نزل اجلنبالطية بالقاهرة‪ ،‬وأخذ عن علي احلليب صاحب‬ ‫‪8‬‬

‫السرية وآخرين من آثاره‪:‬حاشية على عمدة الرابح يف معرفة الطريقـ الواضح وشرح الربدة‬
‫(معجم املؤلفني‪. )3/285‬‬
‫(?) نقل هذا عن الزياديـ وابن شرف ونقله قليويب عن شيخهـ (انظرـ حاشية البجريمي على‬ ‫‪9‬‬

‫فتح الوهاب(‪ )2/130‬وإمثد العينني (‪.)5‬‬


‫(?)انظر الفوائد املدنيةـ (‪)44‬‬
‫‪10‬‬

‫(?) جاء يف فتاوي املرحوم بكرم اهلل الشيخ أمحد الدمياطي ما نصه‪ :‬فإن قلت ما الذي يفيت‬ ‫‪11‬‬

‫به من الكتب وما املقدم منها‪ ،‬ومن الشراح واحلواشي ككتب ابن حجر والرمليني وشيخ‬
‫اإلسالم واخلطيب وابن قاسم واحمللى والزياديـ والشرباملسي وابن زياد اليمين وغريهم‪ ،‬فهل‬
‫كتبهم معتمدة أو ال؟ وهل جيوز األخذ بقول كل من املذكورين إذا اختلفوا أو ال؟ وإذا‬
‫اختلفت كتب ابن حجر فما الذي يقدم منها؟‬
‫اجلواب كما يؤخذ من أجوبة العالمة الشيخ سعيد بن حممد سنبلـ املكي والعمدة عليه كل هذه‬
‫الكتب معتمدة ومعول عليها لكن مع مراعاة تقدمي بعضها على بعض‪ ،‬واألخذ يف العمل للنفس‬
‫جيوز بالكل‪ ،‬وأما اإلفتاء فيقدم منها عند االختالف التحفة والنهايةـ‪ ،‬فإن اختلفا فيخري املفيت‬
‫أهال له ففىت بالراجح‪ ،‬مث بعد ذلك شيخ اإلسالم يف‬ ‫أهال للرتجيح‪ ،‬فإن كان ً‬ ‫بينهما إن مل يكن ً‬

‫‪33‬‬
‫هذا ما قرره العلماء املتقدمون ‪.‬‬
‫وقال املتأخرون‪ :‬والذي يتعني اعتماده أن هؤالء األئمة املذكورين من أرباب‬
‫الشروح واحلواشي‪ ،‬كلهم إمام يف املذهب يستمد بعضهم من بعض‪ ،‬فيجوز‬
‫العمل واإلفتاء والقضاء بقول كل منهم وإن خالف من سواه‪ ،‬ما مل يكن سهواً‪،‬‬
‫أو غلطاً‪ ،‬أو ضعيفاً ظاهر الضعف(‪.)1‬‬
‫واعلم أن صاحب النهاية يف الربع األول من النهاية مياشي الشيخ اخلطيب‬
‫الشربيين ويوشح من التحفة ومن فوائد والده(‪ ،)2‬ولذا جتد توافق عبارات املغين‬
‫والنهاية والتحفة‪ ،‬وليس ذلك من باب وضع احلافر على احلافر كما قد يتوهم ويف‬
‫الثالثة األرباع مياشي التحفة ويوشح من غريها‪.‬‬
‫شرحه الصغري على البهجة‪ ،‬مث شرح املنهج له‪ ،‬لكن فيه مسائل ضعاف‪.‬‬
‫فإن اختلفت كتب ابن حجر مع بعضها فاملقدم أوال التحفة‪ ،‬مث فتح اجلواد‪ ،‬مث اإلمداد‪ ،‬مث‬
‫الفتاوي وشرح العباب سواء لكن يقدم عليهما شرح بافضل ‪.‬‬
‫وحواشي املتأخرين غالباً موافقة للرملي فالفتوى هبا معتربة‪ ،‬فإن خالفت التحفةـ والنهاية فال‬
‫يعول عليها وأعمد أهل احلواشي‪ :‬الزياديـ مث ابن قاسم مث عمرية مث بقيتهم‪ ،‬لكن ال يؤخذ مبا‬
‫خالفوا فيه أصول املذهب كقول بعضهم‪ :‬ولو نقلت صخرة من أرض عرفات إىل غريها صح‬
‫الوقوف عليها وليس كما قال" فتح املعني (‪. )1/19‬‬
‫(?) قال السيد عمر يف فتاويه‪" :‬واحلاصل أن ما تقرر من التخيري ال حميد عنه يف عصرنا هذا‬ ‫‪1‬‬

‫بالنسبة إىل أمثالنا القاصرينـ عن رتبةـ الرتجيح؛ ألنا إذا حبثنا عن األعلم بني احليني لعسر علينا‬
‫الوقوف فكيف بني امليتني فهذا هو األحوط األورع الذي درج عليه السلف الصاحلون املشهود‬
‫هلم بأهنم خري القرون"‪.‬ـ‬
‫ويف املسلك العدل حاشية شرح بافضل‪ :‬ورفع للعالمة السيد عمر البصريـ سؤال من اإلحساء‬
‫فيما خيتلف فيه ابن حجر واجلمال الرملي فما املعول عليه من الرتجيحني؟‬
‫فأجاب‪ :‬إن كان املفيت من أهل الرتجيح أفىت مبا ترجح عنده‪ ،‬قال‪ :‬وإن مل يكن كذلك ‪-‬كما‬
‫هو الغالبـ يف هذه األعصار املتأخرة‪ -‬فهو راو ال غري‪ ،‬فيتخري يف رواية أيهما شاء أو مجيعاً أو‬
‫بأيها من ترجيحات أجالء املتأخرين" الفوائد املكية(‪ )120‬واملدنية(‪.)218‬‬
‫(?)وهلذا فأكثر خمالفات م ر حلج بسبب متابعتهـ لوالده الشهاب الرملي (انظر املدنيةـ‪.)40‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪34‬‬
‫وأما شرح اخلطيب على املنهاج املسمى بـ(مغين احملتاج) فهو جمموع من‬
‫شروح املنهاج مع توشيحه من فوائد من تصانيف شيخ اإلسالم زكريا‪ ،‬ويستمد‬
‫كثرياً من كالم شيخه الشهاب الرملي ومن شرح ابن شهبة الكبري على املنهاج(‪.)1‬‬
‫واخلطيب متقدم على التحفة فهو يف مرتبة مشايخ شيخ اإلسالم ابن حجر‬
‫ألنه أقدم منه طبقة ‪.‬‬
‫واإلمام ابن حجر يستمد كثرياً يف التحفة من حاشية شيخه ابن عبد احلق‬
‫على شرح املنهج للجالل احمللي(‪.)2‬‬
‫ولكل من التحفة والنهاية واملغين اصطالحات تأيت إن شاء اهلل تعاىل يف‬
‫الفصل الرابع‪.‬‬

‫(?) قال يف الفوائد املنية (‪" : )221‬واخلطيب الشربيين ال يكاد خيرج عن كالم شيخه شيخ‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسالم والشهاب الرملي لكن موافقته للشهاب أكثر من موافقته لشيخ اإلسالم" وقال‪" :‬وقد‬
‫رزق اخلطيب –رمحه اهلل تعاىل –يف كتبه احلالوة يف التعبري وإيضاح العبارة كما هو مشاهد‬
‫حمسوس يف كالمه يف كتبه"‪.‬‬
‫(?) النظرـ الفوائد املدنيةـ (‪)222،221‬‬
‫‪2‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫في ذكر أمهات المنهاج التي اختصر منها‬
‫وذكر أسماء مؤلفيها وذكر وفياتهم‬

‫‪36‬‬
‫الرافعي وكتابه المحرر‬
‫اعلم أن املنهاج اختصره اإلمام النووي ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬من احملرر كتاب‬
‫لإلمام العالمة احلجة ويل اهلل بال نزاع‪ :‬أيب القاسم عبد الكرمي بن حممد القزويين‬
‫الرافعي‪ ،‬نسبة إىل رافع بن خديج الصحايب‪ ،‬كما وجد خبطه‪ ،‬قاله قاضي قزوين‪:‬‬
‫مظفر الدين‪.‬‬
‫وفيه رد على من قال‪ :‬هو نسبة إىل رافعان بلدة من بلدان العجم‪ ،‬بل قال‬
‫القاضي جالل الدين‪ :‬ال يعرف يف نواحي العجم بلدة تسمى بذلك االسم‪.‬‬
‫ورد أيضاً على من قال‪ :‬هي نسبة إىل بين رافع‪،‬قبيلة من العرب‪.‬‬
‫والرافعي املذكور أعجمي اللغة كاإلمام النووي‪ ،‬لكنهما تعلما العربية‪.‬‬
‫قال النووي‪ :‬كان الرافعي إماماً بارعاً يف املعارف والزهد والكرامات اخلارقة‪،‬‬
‫تويف يف قزوين أواخر سنة ثالث‪،‬أو أوائل سنة أربع وعشرين وستمائة‪،‬وعمره حنو‬
‫مخس وستني سنة‪ ،‬فعلى هذا يكون مولده يف سنة سبع أو مثان ومخسني‬
‫ومخسمائة‪.‬‬
‫كان ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬إماماً يف غالب العلوم‪ ،‬شديد االحرتاز يف ترجيحها ويف‬
‫نقلها وعزوها ألهلها إذا شك يف أصلها‪ ،‬وكان العلم يف أبيه وجده وجد جده‬
‫كما يف كتاب األمايل‪ ،‬وكتابه احملرر من أجل كتب الشافعية وأحكمها كما قال‬
‫اإلمام النووي رمحه اهلل تعاىل(‪.)1‬‬

‫(?) انظر طبقات الشافعية (‪ )2/77‬وطبقات الفقهاء (‪.)264‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪37‬‬
‫شروح المحرر‬
‫وقد اعتىن بشرح احملرر واختصاره األئمة األعالم ‪.‬‬
‫فشرحه القاضي شهاب الدين أمحد بن يوسف السندي(‪ )1‬املتوىف سنة مثامنائة‬
‫ومخس وتسعني يف أربعة جملدات مساه (كشف الدرر يف شرح احملرر) التزم فيه‬
‫ذكر اخلالف بني األئمة الثالثة مع تنقية مذهبه‪ ،‬وبيان خالف الرتجيح بني الرافعي‬
‫والنووي وما عليه الفتوى‪.‬‬
‫مث شرحه شرف الدين الشريازي رمحه اهلل تعاىل(‪.)2‬‬

‫مختصرات المحرر‬
‫(‪) 3‬‬
‫والذي اختصره من العلماء تاج حممود بن حممد األصفهيدين الكرماين‬
‫املتوىف سنة سبع ومثامنائة ومساه (اإلجياز) وهو كثري الفوائد مشتمل على ما حواه‬
‫احملرر مع زيادات لطيفة‪ ،‬ونكات شريفة‪.‬‬

‫(?) أمحد بن يوسف احلصكفي السندي احلليب الشافعي‪ ،‬عامل مشارك يف بعض العلوم‪ ،‬توىل‬ ‫‪1‬‬

‫القضاء‪ ،‬من مصنفاته‪ :‬كشف الدرر يف شرح احملرر‪ ،‬وشرح طوالع األنوار للبيضاوي (معجم‬
‫املؤلفني‪. )1/328‬‬
‫(?) كشف الظنون (‪)2/1612‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?)تاج بن حممود األصفهيدي‪ ،‬نزيل حلب قدم من بالد العجم حاجاً‪ ،‬مث رجع فسكن‬ ‫‪3‬‬

‫حبلب‪ ،‬وتصدى لالشتغال هبا‪ ،‬وأقام باملدرسة الرواحية‪ ،‬وأقرأ العربيةـ وغريها‪ ،‬وتكاثر عليه‬
‫الطلبة‪ ،‬مات يف شهر ربيع األول سنة(‪807‬هـ) من آثاره‪ :‬شرح احملرر يف الفقهـ وشرح على‬
‫ألفية ابن مالك (طبقات الشافعية ‪)4/22‬‬

‫‪38‬‬
‫واختصره أيضاً عالء الدين علي بن حممد الناجي(‪ )1‬املتوىف سنة أربع عشرة‬
‫وسبعمائة‪.‬‬
‫واختصره أيضاً اإلمام النووي يف املنهاج(‪ ،)2‬وقد مر يف الفصل األول‪.‬‬

‫سبب تسمية المحرر بهذا االسم‬


‫مث احملرر املذكور قال ابن حجر يف حتفته ما لفظه‪":‬وتسميته ‪-‬أي احملرر‪-‬‬
‫خمتصراً لقلة لفظه‪ ،‬ال لكونه ملخصاً من كتاب بعينه"(‪. )3‬‬
‫ومثله يف شرح البكري(‪ )4‬على املنهاج‪.‬‬

‫(?)علي بن حممد بن عبد الرمحن بن خطاب‪ ،‬الشيخ اإلمام العالمةـ عالء الدين أبو احلسن‬ ‫‪1‬‬

‫الباجي املصري اإلمام املشهور‪ ،‬ولد سنةـ إحدى وثالثني وستمائة سنة مولد النووي‪ ،‬وتفقه‬
‫بالشام على ابن عبد السالم‪ ،‬وكان أعلم أهل األرض مبذهب األشعريـ‪ ،‬وكان هو بالقاهرة‬
‫والصفي اهلندي بالشام القائمني بنصرةـ مذهب األشعري‪ ،‬وكان ابن دقيق العيد كثري التعظيمـ له‬
‫(طبقاتـ الشافعية‪)2/223‬‬
‫(?) كشف الظنون (‪)2/1612‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) حتفة احملتاج (‪ )1/35‬مع حواشي الشرواين وابن قاسم‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫(?) علي بن جالل الدين حممد بن عبد الرمحن بن أمحد البكري الصديقي‪،‬ـ أبو احلسن‬ ‫‪4‬‬

‫املصري‪ ،‬فقيه ناظم مشارك يف بعض العلوم‪ ،‬توىف ‪952‬هـ‪ ،‬من تصانيفه‪ :‬شرح العباب‪،‬ـ‬
‫وحاشيةـ على شرح احمللي وغريها (معجم املؤلفني ‪.)2/510‬‬

‫‪39‬‬
‫وقال البجريمي على شرح املنهج وغريه‪" :‬إن احملرر خمتصر من الوجيز"(‪ )1‬وهو‬
‫كتاب جليل لإلمام العالمة حجة اإلسالم أيب حامد حممد بن حممد بن حممد‬
‫الغزايل الشافعي(‪ -)2‬املتوىف سنة مخس ومخسمائة‪ -‬وقد قيل يف الوجيز‪ :‬لو كان‬
‫الغزايل نبياً لكان معجزته الوجيز‪.‬‬
‫اختصارات وشروح الوجيز‬
‫وقد اعتىن بشرحه واختصاره األئمة األعالم ‪.‬‬
‫فأول من اختصره صاحبه اإلمام الغزايل ومساه (اخلالصة)‪.‬‬
‫مث اختصره تاج الدين عبد الرمحن بن منعة املوصلي(‪- )3‬املتوىف سنة إحدى‬
‫وسبعني وستمائة‪ -‬ومساه (بالتعجيز يف خمتصر الوجيز)‪.‬‬
‫(?) قال البجريمي‪" :‬احملرر هو خمتصر من الوجيز‪ ،‬املختصر من الوسيط‪ ،‬املختصر من البسيطـ‬ ‫‪1‬‬

‫املختصر من النهاية إلمام احلرمني‪ ،‬وكل من الوجيز والوسيط والبسيطـ للغزايل" (حاشية بج‬
‫على فتح الوهاب ‪ )4/133‬والذي يرتجح هو قول بج؛ إذ من يقرأ ويقارن بني املنهاج‬
‫والوجيز –وهو مطبوع‪ -‬يظهر لديه رجحان هذا القول‪ ،‬فالعبارات متشاهبة ومتقاربة‪،‬ـ‬
‫والرتتيب متشابه إىل حد كبري‪ ،‬سواءً ترتيبـ األبواب أم الفصول أم املسائل والفروع‪ ،‬مما جيعل‬
‫القارئ غري العارف يظن أن املنهاج اختصار للوجيز‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫(?)حممد بن حممد بن حممد اإلمام‪ ،‬حجة اإلسالم‪ ،‬زين الدين أبو حامد الطوسي الغزايل‪ ،‬ولد‬ ‫‪2‬‬

‫بطوس سنة مخسني وأربعمائةـ‪ ،‬أخذ عن إمام احلرمني والزمه حىت صار أنظر أهل زمانه‪،‬‬
‫وجلس لإلقراء يف حياة إمامه‪ ،‬وبعد وفاة اإلمام حضر جملس نظام امللك فأقبل عليه وحل منه‬
‫حمال عظيماً‪ ،‬فواله نظاميةـ بغداد فدرس هبا مدة مث تركها وحج ورجع إىل دمشق وأقام هبا عشر‬ ‫ً‬
‫كتبا يقال‪ :‬إن اإلحياء منها مث سار إىل القدس واإلسكندريةـ‪ ،‬مث عاد إىل‬
‫سنني‪ ،‬وصنف فيها ً‬
‫وطنه بطوس مقبالً على التصنيفـ والعبادة ونشر العلم‪ ،‬ودرس بنظاميةـ نيسابورـ مدة مث تركها‬
‫وبىن خانقاه للصوفية ومدرسة للمشتغلني‪ ،‬وأقبل على النظر يف األحاديث خصوصا البخاري‬
‫وقد ذكر له السبكي يف الطبقات الكربى ترمجة طويلة‪ ،‬من مصنفاته‪:‬ـ املستصفى يف أصول الفقه‬
‫واملنخول‪ ،‬وإجلام العوام عن علم الكالم‪ ،‬والرد على الباطنيةـ‪ ،‬ومقاصد الفالسفة‪ ،‬وهتافت‬
‫الفالسفة‪ ،‬وجواهر القرآن‪ ،‬وشرح األمساء احلسىن‪ ،‬ومشكاة األنوار‪ ،‬واملنقذ من الضالل وغري‬
‫ذلك (طبقات الشافعية‪)2/293‬‬

‫‪40‬‬
‫واختصره اإلمام سراج الدين عمر بن حممد الزبيدي(‪ ،)1‬ومساه (اإلبريز يف‬
‫تصحيح الوجيز)‪.‬‬
‫وأما الذين شرحوه من األئمة األعالم فكثريون ‪.‬‬
‫فشرحه اإلمام العالمة أبو حامد حممد بن إبراهيم السهيلي احلاجري املتوىف‬
‫سنة ستمائة وعشر‪.‬‬
‫وشرحه جاللة اإلمام العالمة أيب القاسم عبد الكرمي بن حممد الرافعي القزويين‬
‫بشرحني‪ :‬صغري مل يسم‪ ،‬وكبري مساه (فتح العزيز إىل شرح الوجيز) يف عشرة‬
‫جملدات‪ ،‬وبعضهم يطلق (العزيز) على الشرح الكبري بدون ذكر لفظ (فتح)‪ ،‬لكنه‬
‫قد تورع بعض العلماء من هذا اإلطالق وقالوا‪ :‬إن إطالق (العزيز) خمتص بكتاب‬
‫اهلل عز وجل‪.‬‬

‫مختصرات فتح العزيز‬


‫وفتح العزيز املذكور اختصره اإلمام النووي رمحه اهلل تعاىل ومساه (الروضة)‬
‫يف أربعة جملدات‪.‬‬
‫واختصر الروضة الشيخ امساعيل بن املقري الزبيدي(‪ )2‬إىل الروض‬
‫واختصر الروض شيخ اإلسالم أمحد بن حجر اهليتمي إىل النعيم(‪.)3‬‬

‫(?)عبد الرحيم بن حممد بن حممد بن يونس بن منعة الفقيهـ احملقق العالمة تاج الدين أبو‬ ‫‪3‬‬

‫القاسم (طبقات الشافعية ‪)2/136‬‬


‫(?) عمر بن حممد بن عبيد األشعري الزبيديـ اليمين املعروف بالفىت‪ ،‬ولد بزبيد (‪801‬هـ)‬ ‫‪1‬‬

‫ونشأ هبا وتويف يف صفر(‪887‬هـ) من آثاره‪ :‬خمتصرـ مهمات املهمات تلخيص جواهر القمويل‬
‫(كشف الظنون‪)2/675‬‬
‫(?) إمساعيل بن أيب بكر بن عبد اهلل الشرجي الشاوري (نسبة إىل قبيلة شاور) اليماين‪ ،‬درس‬ ‫‪2‬‬

‫يف تعز وزبيد وهبا تويف سنةـ ‪837‬هـ‪ ،‬توىل إمرة بعض البالد يف دولة األشرف‪،‬ـ من مصنفاته‪:‬ـ‬
‫عنوان الشرف الوايف‪ ،‬واإلرشاد وغريمها (األعالم ‪.)1/188‬‬
‫(?) ولكنه ضاع عليه‪ ،‬انظر الفوائد املدنيةـ (‪.)9‬‬
‫‪3‬‬

‫‪41‬‬
‫مث اختصر الروضة اإلمام العالمة صفي الدين أمحد بن عمر املزجد(‪ )1‬إىل‬
‫العباب‪ ،‬فشرحه اإلمام ابن حجر ومسى هذا الشرح باإليعاب‪.‬‬
‫واختصر الروضة أيضاً اإلمام العالمة احلجة عبد الرمحن بن أيب بكر السيوطي‬
‫إىل الغنية‪.‬‬

‫حواشي الروضة‬
‫وقد اعتىن اإلمام األذرعي بتحشية الروضة باحلواشي اجلليلة‪ ،‬ومثله اإلمام‬
‫األسنوي(‪ ،)2‬وابن العماد‪ ،‬والبلقيين‪ ،‬كل منهم اعتىن باحلواشي عليها وأتى‬
‫بالعجب العجاب‪ ،‬وبكل ما استعذب ألويل األلباب ‪.‬‬
‫مث مجع حواشي األربعة املذكورين شيخ اإلسالم بدر الدين حممد بن هبادر‬
‫الزركشي ‪-‬املتوىف سنة أربع وتسعني وسبعمائة‪ -‬وهذا اجملموع أربعة عشر جملداً‪،‬‬
‫كل جملد يضم مخساً وعشرين كراسة ومساه بـ(اخلادم للروضة)‪.‬‬

‫(?) أمحد بن عمر املزجد السيفي املرادي املذحجي الزبيدي‪،‬ـ من فقهاء الشافعية الكبار‪ ،‬مولده‬ ‫‪1‬‬

‫ووفاته بزبيد (‪847‬هـ‪930-‬هـ) ويل قضاء عدن مث قضاء بلده‪ ،‬من مصنفاته‪:‬ـ العباب احمليط‬
‫وجتريد الزوائد (النورـ السافر‪ )137‬وكتاب العبابـ مطبوع‪.‬‬
‫(?)عبد الرحيم بن احلسن بن علي بن عمر بن علي بن إبراهيم‪ ،‬اإلمام العالمةـ‪ ،‬منقح األلفاظ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫حمقق املعاين ذو التصانيف املشهورة املفيدة‪ ،‬مجال الدين أبو حممد القرشي األموي اإلسنوي‬
‫املصري‪ ،‬ولد بإسنا يف رجب سنةـ أربع وسبعمائةـ‪ ،‬وقدم القاهرة سنة إحدى وعشرين‬
‫وسبعمائةـ‪ ،‬ومسع احلديث‪ ،‬واشتغل يف أنواع من العلوم من تصانيفه‪ :‬التمهيد واملهمات وغريها‬
‫(طبقاتـ الشافعية‪)3/98‬‬

‫‪42‬‬
‫وممن اختصر فتح العزيز اإلمام العالمة عبد الغفار القزويين(‪ )1‬ومساه (احلاوي‬
‫الصغري) ونظمه ابن الوردي(‪ )2‬ومسى ذلك النظم بالبهجة‪ ،‬فشرحها شيخ مشايخ‬
‫اإلسالم أبو حيىي زكريا األنصاري بشرحني‪.‬‬
‫مث احلاوي الصغري املذكور اختصره اإلمام العالمة إمساعيل بن املقري إىل‬
‫اإلرشاد‪ ،‬فشرحه ابن حجر بشرحني‪.‬‬
‫مث وجيز الغزايل اختصره من الوسيط له أيضاً‪ ،‬وهو كتاب أكرب من الوجيز‪،‬‬
‫وأحد الكتب اخلمسة املتداولة بني الشافعية اليت يعول عليها‪.‬‬

‫شروح الوسيط ومختصراته‬


‫وقد اعتىن بشرحه واختصاره األئمة األعالم‪ ،‬فشرحه تلميذ اإلمام الغزايل‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حمي الدين حممد بن حمي الدين حممد بن حيىي النيسابوري يف ستة عشر جملداً‬
‫ومساه بـ(احمليط إىل شرح الوسيط) املتوىف سنة مثان وأربعني ومخسمائة رمحه اهلل‬
‫تعاىل‪.‬‬

‫(?)عبد الغفارـ بن عبد الكرمي بن عبد الغفارـ القرويين الشيخ جنم الدين صاحب احلاوي‬‫‪1‬‬

‫الصغري‪ ،‬واللباب والعجاب‪ ،‬وكان أحد األئمة األعالم له اليد الطوىل يف الفقهـ واحلساب‬
‫وحسن االختصارـ (سابقـ‪)2/137‬‬
‫(?)عمر بن املظفر بن عمر بن حممد بن أيب الفوارس بن علي اإلمام‪ ،‬العالمةـ‪ ،‬األديب‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫املؤرخ‪ ،‬زين الدين أبو حفص املعري الشهري بابن الوردي‪ ،‬فقيه حلب ومؤرخها وأديبها‪ ،‬تفقه‬
‫على الشيخ شرف الدين البارزيـ‪ ،‬له مصنفات جليلة نظماً ونثراً من ذلك‪ :‬البهجة نظم احلاوي‬
‫الصغري يف مخسة آالف بيت‪ ،‬ومقدمة يف النحو اختصرـ فيها امللحة مساها النفحة‪ ،‬وشرحها‪ ،‬وله‬
‫تأريخـ حسن مفيد‪ ،‬وأرجوزة يف تعبري املنامات‪ ،‬وديوان شعر لطيف‪ ،‬ومقامات مستظرفةـ‪ ،‬تويف‬
‫حبلب يف آخر سنةـ تسع وأربعني وسبعمائةـ (سابقـ‪)3/45‬‬
‫(?)هو أبو حيىي الشيخ جنم الدين ابن الرفعة‪ ،‬كان فريد دهره ووحيد عصره‪ ،‬كان ً‬
‫إماما يف‬ ‫‪3‬‬

‫الفقهـ واخلالف واألصول‪ ،‬له تصانيفـ مشهورة‪ ،‬تفقهـ على أصحاب ابن العطار (طبقاتـ‬
‫الشافعية‪)1/273‬‬

‫‪43‬‬
‫وشرحه الشيخ اإلمام جنم الدين أبو العباس أمحد بن علي بن مرتفع املعروف‬
‫بابن الرفعة ‪-‬املتوىف سنة عشر وسبعمائة‪ -‬يف ستني جملداً مساه (املطلب العايل إىل‬
‫شرح وسيط الغزايل) ومل يكمله‪.‬‬
‫وشرحه الشيخ اإلمام جنم الدين أبو العباس أمحد بن حممد القمويل(‪-)1‬املتوىف‬
‫سنة سبع وسبعني وسبعمائة‪ -‬رمحه اهلل تعاىل يف جملدات مساه (البحر احمليط إىل‬
‫شرح الوسيط) مث خلصه ومساه (جواهر البحر احمليط) وخلص هذا التلخيص سراج‬
‫الدين عمر بن حممد اليمين‪-‬املتوىف سنة سبع ومثانني ومثامنائه‪( -‬ومساه جواهر‬
‫اجلواهر) وشرحه كثري غري من ذكر ‪.‬‬
‫وممن اختصره نور الدين إبراهيم بن هبة اهلل اإلسنادي(‪- )2‬املتوىف سنة‬
‫سبعمائة وإحدى وعشرين‪ -‬رمحه اهلل تعاىل‪ ،‬واختصره اإلمام الغزايل يف كتابه‬
‫الوجيز وقد مر‪.‬‬

‫(?)أمحد بن حممد بن مكي بن ياسني القرشي املخزومي الشيخ العالمة جنم الدين أبو العباس‬ ‫‪1‬‬

‫القمويل املصري‪ ،‬اشتغل إىل أن برع ودرس وأفىت وصنف وويل قضاء قوص‪ ،‬مث إمخيم مث‬
‫أسيوط واملنية والشرقيةـ والغربية‪ ،‬مث ويل نيابة احلكم بالقاهرة‪ ،‬وحسبة مصر‪ ،‬شرح الوسيط‬
‫فروعا وإن كان كثري االستمداد منه‪ ،‬قال‬
‫ً‬ ‫تناوال من املطلب وأكثر‬
‫مطوال أقرب ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شرحا‬
‫كتابا يف املذهب أكثر مسائل منه‪ ،‬ومساه البحرـ احمليط يف شرح الوسيط‪ ،‬مث‬
‫اإلسنوي‪ :‬ال أعلم ً‬
‫خلص أحكامه خاصة كتلخيص الروضة من الرافعي مساه‪ :‬جواهر البحرـ وشرح مقدمة ابن‬
‫احلاجب يف النحو شرحاً مطوالً‪ ،‬وشرح األمساء احلسىن يف جملد‪ ،‬مات يف رجب سنةـ سبع‬
‫وعشرين وسبعمائةـ عن مثانني سنةـ (طبقات الشافعية ‪. )2/255‬‬
‫(?)إبراهيم بن هبة اهلل بن علي القاضي نور الدين اجلميزي اإلسنوي(وتصحف على الكاتب‬ ‫‪2‬‬

‫إىل اإلسنادي)ـ أخذ ببلده عن البهاء القفطي مث رحل إىل القاهرة يف صباه وأخذ عن األصفهاين‬
‫‪-‬شارح احملصول‪ -‬والبهاء ابن النحاس وغريمها‪ ،‬صنف يف الفقهـ واألصول والنحو‪ ،‬واختصر‬
‫الوسيط وصحيح ما صححه الرافعي والنووي‪ ،‬واختصر الوجيز وشرح املنتخب يف األصول‬
‫ونثر ألفية أبن مالك وشرحها (طبقات الشافعية‪)2/244‬‬

‫‪44‬‬
‫وهذا أي كتاب (الوسيط) اختصره صاحبه من كتابه املسمى بـ(البسيط)‪،‬‬
‫وهو ‪-‬أعين البسيط‪ -‬كتاب جليل لإلمام العالمة احلجة حممد بن حممد الغزايل‬
‫اختصره من (هناية املطلب يف دراية املذهب) إلمام احلرمني عبد امللك بن حممد بن‬
‫عبد اهلل اجلويين(‪- )1‬املتوىف سنة أربعمائة ومثانية وسبعني‪ -‬مجعه مبكة املكرمة وأمته‬
‫بنيسابور‪ ،‬وقد مدحه ابن خلكان‪ ،‬وقال‪ :‬ما صنف يف اإلسالم مثله‪ ،‬قال ابن‬
‫النجار‪ :‬إنه مشتمل على أربعني جملداً‪ ،‬مث خلصه ومل يتم‪ ،‬مجعه من األم واإلمالء‬
‫واملسند للشافعي وخمتصر املزين‪.‬‬
‫وهناية املطلب اختصرها اإلمام أبو سعد عبد اهلل بن حممد اليمين املعروف بابن‬
‫أيب عصرون(‪- )2‬املتوىف سنة مخسمائة ومخس ومثانون‪ -‬ومساه (صفوة املذهب من‬
‫هناية املطلب) وهو سبعة جملدات(‪. )3‬‬

‫كتاب األم‬
‫مث كتاب (األم) من أعظم كتب الشافعية الشرقية والغربية‪ ،‬صنفه إمام‬
‫املذهب‪ :‬حممد بن إدريس الشافعي رضي اهلل تعاىل عنه‪ ،‬مجع فيه أصول املذهب‬

‫(?)عبد امللك بن عبد اهلل بن يوسف بن عبد اهلل بن يوسف بن حممد العالمةـ إمام احلرمني‬ ‫‪1‬‬

‫ضياء الدبن أبو املعايل بن الشيخ أيب حممد اجلويين رئيس الشافعية بنيسابورـ‪ ،‬مولده يف احملرم‬
‫سنةـ عشرة وأربعمائةـ‪ ،‬وتفقه والده وأتى على مجيع مصنفاته‪ ،‬وتويف أبوه وله عشرون سنةـ‬
‫فأقعد مكانه للتدريس تويف يف ربيع اآلخر سنة مثان وسبعني وأربعمائةـ ودفن بداره مث نقل بعد‬
‫سنني فدفن إىل جانب والده‪ ،‬ومن تصانيفه النهاية واإلرشاد والغياثي وغريها (سابق‪)2/255‬‬
‫(?)عبد اهلل بن حممد هبة اهلل بن املطهر بن علي بن أيب عصرون قاضي القضاة شرف الدين‬ ‫‪2‬‬

‫أبو سعد التميمي املوصلي مث الدمشقي‪ ،‬مولده يف ربيعـ األول سنةـ اثنتني‪ ،‬وقيل ثالث وتسعني‬
‫وأربعمائة‪ ،‬أخذ عن أيب علي الفارقي وأسعد امليهين‪ ،‬وأخذ األصول عن ابن برهان‪ ،‬وقرأ‬
‫بالسبع والعشر على البارعـ وأيب بكر املرزوقي وسبط اخلياط‪ ،‬وويل قضاء سنجار وحران مث‬
‫ويل قضاء دمشق سنة اثنتني وسبعني (طبقاتـ الشافعية ‪)2/27‬‬
‫(?)كشف الظنون ‪2/1990‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪45‬‬
‫وفروعه‪ ،‬عبادة ومعاملة‪ ،‬مع بيان النصوص القرآنية واحلديثية اليت أداه اجتهاده‬
‫باستنباط األحكام منها ‪.‬‬
‫وكان عزيز الوجود تسمع هبا األمة ومل تره إىل أن قيض اهلل صاحب اهلمة‬
‫الشماء عالمة دهره يف عصره سعادة صفي الدين أمحد بك احلسيين املعظم ‪-‬رمحه‬
‫اهلل تعاىل‪ -‬فجمع أجزاءه املتفرقة بعد شتاهتا من مصر فاحلجاز فاليمن فالشام‬
‫فأوربا برواية صاحب إمام املذهب رمحه اهلل تعاىل عنه الربيع بن سليمان املرادي‬
‫رمحه اهلل‪ ،‬فطبع على نفقته وانتشر‪.‬‬

‫هل تغني الطباعة عن الكتابة‪ ,‬؟‬


‫(فائدة) الطبع املعروف الذي حدث يف رأس األلف وفشا إىل زماننا هل يكفي‬
‫عن كتابة العلم أم ال ؟‬
‫أجاب السيد العالمة حممد بن أمحد عبد الباري األهدل أنه يكفي‪ ،‬قال‪ :‬ألن‬
‫الناس قد صاروا متكلني عليه يف غالب حتصيل الكتب؛ لتيسره وقلة مثنه؛ ألن به‬
‫حيصل حفظ العلم من الضياع‪ ،‬واملنفعة حاصلة به‪ ،‬ألنه ال يكون غالباً إال بعد‬
‫تصحيح املطبوع‪ ،‬وهو جواب وجيه‪.‬‬

‫حـكم كتابة العلـم‬


‫وكتابة العلم قال ابن حجر يف حتفته‪ :‬واجبة؛ إذ لو كانت كتابة الصكوك حلفظ‬
‫األموال خوفاً من ضياعها واجبة فكتابة العلم حلفظه وخوفاً من ضياعه أوىل‬
‫انتهى(‪.)1‬‬

‫(?) عبارة التحفة (‪" :)1/33‬وكتابة العلم مستحبةـ وقيل واجبة‪ ،‬وهو وجيه يف األزمنة‬ ‫‪1‬‬

‫املتأخرة وإال لضاع العلم‪ ،‬وإذا وجبت كتابة الوثائق حلفظ احلقوق فالعلم أوىل" وميكن أن‬

‫‪46‬‬
‫الفصـل الثالث‬
‫في بيان مصطلحات اإلمام النووي في كتبه‬
‫وما يقدم منها إذا اختلف بعضها عن بعض‬

‫جيمع بني القولني‪ :‬الوجوب واالستحباب بأن حيمل الوجوب على الكفاية أي بالنظرـ إىل‬
‫جمموع األمة‪ ،‬واالستحبابـ بالنظر إىل األعيان‪ ،‬وهو كذلك فإضاعة العلم ال جتوز مبعىن أنه‬
‫حيرم على األمة أن هتمل كتابة العلم أو طباعته مجلة وتفصيالً ألنه بيان للدين‪ ،‬وهذا األمر لن‬
‫يكون –بإذن اهلل‪ -‬ألن اهلل تكفل حبفظ القرآن والذي هو أصل العلم‪ ،‬وألن األمة معصومة من‬
‫اخلطأ‪ ،‬إال يف آخر الزمان عند رفع القرآن فحينها يرتفع العلم معه ‪.‬‬
‫أما كتابة أو طباعة بعضه وترك آخر فال حرج فيه وإن كان يستحب كتابة أو طباعة كل مفيد‬
‫يتيسر‪ ،‬وكذلك بالنسبةـ لألفراد إذا ما مسع علماً يستحب له كتابته كي يسهل له مراجعته أو‬
‫حفظه أو إعارتهـ أو إفادة آخرين بأي وجه كان‪ ،‬وال نقول بالوجوب ألنه حمفوظ يف حقيقة‬
‫األمر وموجود يف بطون الكتب املنتشرة ويف صدور العلماء‪.‬‬
‫وللفائدة فقد نقل الشاطيب يف املوافقات (‪ )4/98‬عن اإلمام مالك كراهت كتابة العلم‪ ،‬وقال‬
‫بأنهـ أراد "ما كان حنو الفتاوي‪ ،‬فسئل ما الذي نصنع؟ فقال‪ :‬حتفظون وتفهمون حىت تستنري‬
‫قلوبكم مث ال حتتاجون إىل الكتاب"‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫كتب النووي‬
‫وهي –أي كتب النووي‪:-‬‬
‫‪ .1‬التحقيق شرح التنبيه أليب إسحاق الشريازي‪.‬‬
‫‪ .2‬واجملموع شرح املهذب لإلمام أيب إسحاق الشريازي أيضاً‪.‬‬
‫‪ .3‬والتنقيح شرح وسيط اإلمام الغزايل رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪ .4‬والروضة خمتصر فتح العزيز لإلمام الرافعي رمحه اهلل تعاىل ‪.‬‬
‫‪ .5‬واملنهاج خمتصر احملرر لإلمام الرافعي أيضاً رمحه اهلل تعاىل ‪.‬‬
‫‪ .6‬وفتاواه ‪.‬‬
‫‪ .7‬وشرح مسلم‪.‬‬
‫‪ .8‬وتصحيح التنبيه‪.‬‬
‫‪ .9‬ونكته أي التنبيه‬

‫مراتب هذه الكتب‬


‫فهذه الكتب إذا اختلف بعضها عن بعض قدم‪:‬‬
‫‪ .1‬كالم التحقيق‪.‬‬
‫‪ .2‬مث اجملموع‪.‬‬
‫‪ .3‬مث التنقيح ‪ ،‬وهذا الثالثة مل يكملها اإلمام النووي‪.‬‬
‫‪ .4‬مث يليها ما هو خمتصر من كالم غريه كالروضة‪.‬‬
‫‪ .5‬مث املنهاج‪.‬‬
‫‪ .6‬مث فتاواه‪.‬‬
‫‪ .7‬مث شرح مسلم‪.‬‬
‫‪ .8‬مث تصحيح التنبيه‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ .9‬مث نكته (‪.)1‬‬

‫مصطلحات النووي في كتبه‬


‫وأما اصطالحاته يف هذه الكتب يف الرموز اليت رمز هبا يف املنهاج فهي‬
‫كاصطالحاته اليت سنذكرها يف رموز املنهاج ‪.‬‬
‫فذكر يف املنهاج عبارات يعلم منها أن اخلالف أقوال للشافعي‪ ،‬أو أوجه‬
‫ألصحابه‪ ،‬أو مركب منهما‪ ،‬وهي سبعة عشر‪.‬‬
‫فاألظهر‪ ،‬واملشهور‪ ،‬والقدمي‪ ،‬واجلديد‪ ،‬ويف قول‪ ،‬ويف قول قدمي‪ ،‬ويف قول كذا‪،‬‬
‫والقوالن‪ ،‬واألقوال‪ ،‬هذه يعرب هبا عن أقوال اإلمام الشافعي رضي اهلل تعاىل عنه‪.‬‬
‫واألصح‪ ،‬والصحيح‪ ،‬وقيل‪ ،‬ويف وجه‪ ،‬والوجهان‪ ،‬واألوجه‪ ،‬ألوجه األصحاب‬
‫والنص للمركب منهما يقينا‪.‬‬
‫واملذهب حني يعرب به حمتمل ألن يكون من أقوال الشافعي أو من أوجه‬
‫األصحاب أو من املركب منهما‪ ،‬وقد يعرب يف بعض املسائل باملنصوص ويف بعضها‬
‫بفي قول أو وجه‪ ،‬وقد يعرب ملا فيه خالف بقوله وكذا‪.‬‬

‫التعبير باألظهر‬
‫إذا عرفت هذا فاعلم أن تعبريه بـ(األظهر) يستفاد منه أربع مسائل‪-:‬‬
‫األوىل‪ :‬اخلالفية‪ ،‬يعين أن املسألة ذات خالف‪.‬‬

‫(?) قال يف التحفة (‪" :)1/39‬الغالب تقدمي ما هو متتبع فيه كالتحقيق‪،‬ـ فاجملموع فالتنقيح‪،‬ـ مث‬ ‫‪1‬‬

‫ما هو خمتصر فيه كالروضة‪ ،‬فاملنهاج‪ ،‬وحنو فتاواه‪ ،‬فشرح مسلم‪ ،‬فتصحيح التنبيه‪،‬ـ ونكته من‬
‫أوائل تأليفهـ فهي مؤخرة عما ذكر‪ ،‬وهذا تقريب وإال فالواجب يف احلقيقة عند تعارضـ هذه‬
‫الكتب مراجعة كالم معتمدي املتأخرينـ واتباع ما رجحوه منها"‪ ،‬وزاد يف حاشية‬
‫اإليضاح‪...":‬وماـ اتفق عليه األكثر من كتبه مقدم على ما اتفق عليه األقل منها غالباً‪ ،‬وما كان‬
‫يف بابه مقدم على ما يف غريه غالباً أيضاً" (الفوائد املدنية‪)34‬‬

‫‪49‬‬
‫والثانية‪ :‬األرجحية‪ ،‬يعين أن يف املسالة قوالً راجحاً وقوالً مرجوحاً‪ ،‬والراجح‬
‫هو املذكور‪ ،‬واملرجوح هو املقابل‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬كون اخلالف فيه قولياً‪ ،‬أي من قول اإلمام الشافعي ‪ ‬أو من أقواله ال‬
‫من األوجه اليت ذكرها أصحابه ‪.‬‬
‫والرابعة‪ :‬ظهور املقابل‪ ،‬يعين أن املقابل ظاهر يف نفسه وإن كان املعتمد يف‬
‫الفتوى واحلكم على األظهر‪.‬‬
‫ومجلة ما يف املنهاج من التعبري باألظهر أربعمائة إال مخسة‪:‬‬
‫منها‪ :‬التعبري بأظهرها يف موضعني‪ :‬أحدمها يف الرهن‪ ،‬واآلخر يف الوصايا‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬التعبري بأظهرمها يف كتاب العتق يف فصل أعتق يف مرض موته ‪.‬‬

‫التعبري باملشهور‬
‫وتعبريه بـ(املشهور) يستفاد منه أربع مسائل ‪-:‬‬
‫األوىل‪ :‬اخلالفية وقد مر معىن ذلك‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬األرجحية وقد مر معىن ذلك أيضاً‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬غرابة املقابل‪ ،‬أي كونه خفياً غري مشهور‪ ،‬فهو ضعيف ‪.‬‬
‫والرابعة‪ :‬كون اخلالف قولياً‪ ،‬أي من قويل اإلمام الشافعي ‪ ‬أو من أقواله ال من‬
‫األوجه اليت ألصحابه رضي اهلل عنهم ‪.‬‬
‫ومجلة ما يف املنهاج من التعبري باملشهور ثالث وعشرون عبارة‪ ،‬منها التعبري‬
‫باألشهر يف الشهادات يف فصل ال حيكم‪...‬اخل‪.‬‬

‫التعبير باألصح‬
‫وتعبريه بـ(األصح) يستفاد منه أربع مسائل‪ :‬اخلالفية‪ ،‬واألرجحية‪ ،‬وقد مر‬
‫معنامها‪.‬‬
‫والثالثة صحة املقابل‪ ،‬لقوة اخلالف بقوة دليل املقابل‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫والرابعة كون اخلالف وجهاً ألصحاب اإلمام الشافعي‪ ،‬يستخرجونه من قواعده‬
‫ونصوصه‪ ،‬وجيتهدون يف بعضها‪ ،‬فاخلالف ألصحابه يف املسألة(‪. )1‬‬
‫وقد يشذون(‪ )2‬عنها كاملزين وأبو ثور‪ ،‬فال تعد أقواهلم وجوهاً يف املذهب(‪.)3‬‬
‫ومجلة ما يف املنهاج من التعبري باألصح ألف ومثانية وثالثون عبارة تقريباً‪:‬‬

‫‪)?( 1‬ختريج الوجوه‪ :‬استنباطها من كالم اإلمام‪ ،‬كأن يقيس ما سكت عنه على ما نص‬
‫عليه لوجود معىن ما نص عليه فيما سكت عنه‪ ،‬سواء نص إمامه على ذلك املعىن أو استنبطهـ‬
‫من كالمه ‪.‬‬
‫عموم ذكره‪ ،‬أو قاعدة قررها كذا يف‬‫أو يستخرجـ حكم املسكوت عنه بعد دخوله بعد ٍ‬
‫اآليات البيناتـ البن قاسم ‪.‬‬
‫وقد تكون األوجه باجتهاد من األصحاب أن يستنبطوا األحكام من نصوص الشارع‪،‬‬
‫لكن يتقيدون يف استنباطهم منها باجلري على طريقةـ إمامهم يف االستدالل ومراعاة قواعده‬
‫وشروطه فيه‪ ،‬وهبذا يفارقون اجملتهد املطلق‪ ،‬فإنه ال يتقيد بطريق غريه‪ ،‬وال مبراعاة قواعده‬
‫وشروطه ‪.‬‬
‫والوجهان قد يكونان لشخصني أو لشخص‪ ،‬فإن كان لواحد فالراجح منهما ما عليه‬
‫املعظم ترجيحاً‪،‬ـ أو ما اتضح دليله‪ ،‬أو من أكثر فبرتجيح جمتهد آخر اجتهاداً نسبياً ‪.‬‬

‫اآلخذون عن الشافعي بالوساطةـ‬


‫وأصحاب الشافعي اآلخذون عنه بالوساطةـ كثريون ال حيصون‪ ،‬لكن اشتهر منهم مجاعة‬
‫يف استنباطـ األحكام من نصوصه‪ ،‬وتوجيهها والتفريع عليها‪ ،‬ويسمون بأصحاب الوجوه‬
‫منهم‪-:‬‬
‫‪ .1‬أمحد بن يسار ‪.‬‬
‫‪ .2‬وحممد بن نصر املروزي ومها من الطبقة الثانيةـ ‪.‬‬
‫ومنهم‪-:‬‬
‫‪ .1‬أبو الطيب بن سلمة‪.‬‬
‫‪ .2‬وأبو عبد اهلل الزبريي‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫منها ما لفظة (صحح) يف الضمان(‪.)1‬‬
‫ومنها تعبريه بـ(أصحها) يف موضعني‪ :‬أحدمها يف اجلراح(‪ ،)2‬وثانيهما‪ :‬يف‬
‫العدد(‪.)3‬‬
‫ومنها أصحهما الثاين يف الصلح(‪. )4‬‬
‫ومنها واحد ضعيف يف باب زكاة الفطر‪.‬‬

‫‪ .3‬وابن حربويه‪.‬‬
‫‪ .4‬وأبو حفص البابشامي‪.‬‬
‫‪ .5‬وأبو علي بن خريان‪.‬‬
‫‪ .6‬وأبو بكر النيسابوري‪.‬‬
‫‪ .7‬وأبو سعيد األصطخري‪.‬ـ‬
‫‪ .8‬وأبو بكر الصرييف‪.‬‬
‫‪ .9‬وابن القاص‪.‬ـ‬
‫‪ .10‬وأبو اسحق املروزي‪.‬‬
‫‪ .11‬وأبو بكر الصبغي‪.‬ـ‬
‫‪ .12‬وأبو علي بن أيب هريرة‪.‬‬
‫‪ .13‬وابن احلداد‪.‬‬
‫‪ .14‬وأبو علي الطربي‪.‬‬
‫‪ .15‬وأبو بكر احملمودي‪.‬‬
‫‪ .16‬وأبو احلسن الصابوين ‪.‬‬
‫‪ .17‬وابن القطان ‪.‬‬
‫‪ .18‬والقفال الشاشي ‪.‬‬
‫‪ .19‬وابن العفريس ‪.‬‬
‫‪ .20‬وابن سهل الصعلوكي ‪.‬‬
‫‪ .21‬وابن زيد املروزي ‪.‬‬
‫‪ .22‬وأبو أمحد اجلرجاين ‪.‬‬
‫‪ .23‬واملاسرجسي ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫التعبير بالصحيح‬
‫وتعبريه بـ(الصحيح) يستفاد منه أربع مسائل‪ :‬اخلالفية‪ ،‬واألرجحية‪ ،‬وقد مر‬
‫معنامها ‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬فساد املقابل‪ ،‬أي كونه ضعيفاً ال يعمل به‪ ،‬والعمل بالصحيح‪.‬‬

‫وأبو القاسم الصيمري ‪.‬‬ ‫‪.24‬‬


‫وزاهر السرخسي ‪.‬‬ ‫‪.25‬‬
‫وابن الل ‪.‬‬ ‫‪.26‬‬
‫واخلضري ‪.‬‬ ‫‪.27‬‬
‫وأبو احلسن اجلوري ‪.‬‬ ‫‪.28‬‬
‫وأبو عبد اهلل احلناطي‪ ،‬وهم من الطبقة الثالثةـ ‪.‬‬‫‪.29‬‬
‫ومنهم‪-:‬‬
‫‪ .1‬أبو طاهر الزياديـ ‪.‬‬
‫‪ .2‬وأبو أسحق اإلسفريين ‪.‬‬
‫‪ .3‬وأبو بكر البوقاين ‪.‬‬
‫‪ .4‬وأبو حامت القزويين ‪.‬‬
‫‪ .5‬والشريف ناصر العمري ‪.‬‬
‫‪ .6‬وأبو عبد اهلل القطان ‪.‬‬
‫‪ .7‬وأبو عبدالرمحنـ القزازيـ ‪.‬‬
‫‪ .8‬وأبو عاصم العباديـ ‪.‬‬
‫‪ .9‬والشالوشي ‪.‬‬
‫‪ .10‬وأبو خلف الطربي وهم من الطبقة الرابعة‪.‬ـ‬
‫مث جاء بعدهم بقيةـ أصحاب الوجوه طبقة بعد طبقة‪ ،‬حىت جاء الشيخ أبو حامد أمحد‬
‫الفقيه‪ ،‬املعروف باإلسفراييين‪ ،‬الذي انتهت إليه الرئاسةـ يف فقه الشافعي ببغداد‪ ،‬قيل كان حيضر‬
‫درسهـ سبعمائة فقيه‪ ،‬وتبعهـ مجاعة ال حيصون عدداً أخصهم به‪-:‬‬

‫‪53‬‬
‫والرابعة‪ :‬كون اخلالف وجهاً لألصحاب‪ ،‬يستخرجونه من كالم اإلمام الشافعي‬
‫فإن قوي اخلالف لقوة دليل املقابل عرب باألصح املشعر بذلك‪ ،‬وإن مل يقو اخلالف‬
‫بأن ضعف عرب بالصحيح ‪.‬‬

‫طريق علمنا بالراجح من أقوال اإلمام‬

‫‪ .1‬القاضي أبو احلسن املاوردي‪ ،‬صاحب احلاوي البصري‪،‬ـ املتوىف سنة أربعمائة‬
‫ومخسني للهجرة ‪.‬‬
‫‪ .2‬والقاضي أبو الطيبـ الطربي‪ ،‬صاحب الكتاب املسمى بالتعليقةـ يف حنو عشر‬
‫جملدات‪ ،‬كثري االستدالل واألقيسة‪ ،‬املتوىف سنة أربعمائه ومخسني للهجرة‪.‬‬
‫‪ .3‬والقاضي أبو علي البندنيجي ‪.‬‬
‫‪ .4‬وأبو احلسن أمحد بن حممد احملاملي‪ ،‬املتوىف سنة اربعمائةـ ومخس‪ ،‬صاحب كتاب‬
‫املقنع ‪.‬‬
‫‪ .5‬وسليم الرازي ‪.‬‬
‫وسلكوا طريقه يف تدوين الفروع‪ ،‬واشتهرت طريقتهم يف ذلك بطريقة العراقيني ‪.‬‬
‫وجاء القفال املروزي وسلك طريقه أيضا يف تدوين الفروع‪ ،‬وتبعهـ مجاعة أخصهم ‪-:‬‬
‫‪ .1‬الشيخ أبو حممد عبد اهلل بن يوسف النيسابوري املعروف باجلويين‪ ،‬املتوىف سنة‬
‫أربعمائةـ ومثانية وثالثني ‪.‬‬
‫‪ .2‬وصاحب كتاب اإلبانة أبو القاسم عبد الرمحن بن حممد الفوراين املروزي املتوىف‬
‫سنةـ أربعمائةـ وإحدى وستني ‪.‬‬
‫‪ .3‬والقاضي حسني بن حممد املروزي‪ ،‬املتوىف سنة اربعمائةـ واثنني وستني‪ ،‬وله كتاب‬
‫مساه التعليقةـ أيضاً يف الفروع ‪.‬‬
‫‪ .4‬وأبو علي السنجي ‪.‬‬
‫‪ .5‬واملسعودي ‪.‬‬
‫واشتهرت طريقةـ هؤالء ومن تبعهم بطريقةـ اخلراسانيني‪،‬ـ ويقال هلم‪ :‬املراوزة أيضاً؛ ألن‬
‫شيخهم ومعظم أتباعهم مراوزة‪ ،‬فتارة يقولون‪ :‬قال اخلراسانيون‪،‬ـ وتارة يقولون‪ :‬قال املراوزة‬
‫كذا‪ ،‬فهما عبارتان عن معرب واحد‪( .‬انظرـ االبتهاج)‬

‫‪54‬‬
‫واملراد بقوة اخلالف علمنا بالدليل الذي استند إليه اإلمام الشافعي رمحه اهلل‬
‫تعاىل‪ ،‬وقد ال نعلمه لكن نعلم الراجح‪ ،‬وطريق علمنا به حيصل بأمور‪:‬‬
‫‪ .1‬إما بالنص على أرجحيته ‪.‬‬
‫‪ .2‬وإما بالعلم بتأخريه‪.‬‬
‫‪ .3‬وإما بالتفريع عليه‪.‬‬
‫‪ .4‬وإما بالنص على فساد مقابله ‪.‬‬
‫‪ .5‬وإما مبوافقته ملذهب جمتهد(‪. )1‬‬
‫فإن مل يظهر مرجح فللمقلد أن يعمل بأي القولني شاء ‪.‬‬

‫حكم العمل بالمرجوح‬


‫وجيوز العمل باملرجوح يف حق نفسه‪.‬‬
‫قال السيد العالمة حممد بن أمحد عبد الباري األهدل رمحه اهلل تعاىل‪ :‬مما وجدته‬
‫خبط صحيح عن الشيخ سعيد هالل مفيت مكة املكرمة يف الكالم على املنهاج‪ :‬أنه‬
‫جيوز تقليد مقابل األظهر واألصح‪ ،‬دون مقابل املشهور والصحيح اهـ(‪ )2‬مث قال‪ :‬وال‬
‫يناقضه قوهلم‪ :‬جيوز تقليد غري األربعة يف عمل النفس دون القضاء واإلفتاء كما قالوا‪:‬‬

‫(?) " أي خيرجون عن قواعد الشافعي ونصوصه وجيتهدون يف مسألة من غري أخذ منهما بل‬ ‫‪2‬‬

‫على خالفهما" (حواشي الشرواين‪. )1/48‬‬


‫(?) انظر التحفة (‪.)1/48‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) انظر املنهاج(‪ )241‬مع السراج‪ ،‬وعبارته‪ " :‬وصحح القدمي ضمان ما سيجب"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) (‪)1223‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) (‪ )116‬وبقي عليه موضعان يف الصفحتني (‪ )95(,)50‬يف قوله‪ " :‬ويف وجوب أجرة‬ ‫‪3‬‬

‫املثل مدة النقل أوجه أصحها جتب أن نقل بعد القبض ال قبله" وقوله‪ " :‬ويف استحباب الصدقة‬
‫مبا فضل عن حاجة أوجه أصحها إن عليه الصرب استحب وإال فال"‪.‬‬
‫(?) (‪)61‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) انظر التحفةـ (‪)1/45‬‬‫‪1‬‬

‫‪55‬‬
‫يف حق نفسه ففي هذا سعة‬ ‫وجاز تقليد لغري األربعة‬
‫(‪)1‬‬
‫هذا عن السبكي اإلمام املشتهر‬ ‫قضاء مع ٍ‬
‫إفتاء ذكر‬ ‫ال يف ٍ‬

‫ومجلة ما يف املنهاج من التعبري بالصحيح مائة وستة وسبعون‪.‬‬

‫التعبير بالجديد‬
‫وتعبريه بـ(اجلديد) يعين من قول اإلمام الشافعي ‪ ‬إذ له قوالن قدمي وجديد‬
‫فالقدمي سيأيت‪ ،‬واجلديد هو ما قاله بعد دخوله مصر‪ ،‬وأشهر رواته‪-:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .1‬البويطي‬

‫(?)نقل صاحب فتح املعني عن الشيخ أمحد الدمياطي نقله عن الشيخ سنبل ف يهذه املسألة ما‬ ‫‪2‬‬

‫لفظه‪:‬ـ "وأما األقوال الضعيفةـ فيجوز العمل هبا يف حق النفس ال يف حق الغري ما مل يشتد‬
‫ضعفها‪ ،‬وال جيوز اإلفتاء وال احلكم هبا‪ ،‬والقول الضعيف شامل خلالف األصح وخالف‬
‫املعتمد وخالف األوجه وخالف املتجه‪ ،‬وأما خالف الصحيح فالغالبـ أنه يكون فاسداً ال‬
‫جيوز األخذ به" فتح املعني (‪.)1/19‬‬
‫(?)قال يف التحفةـ (‪" :)1/47‬وتبعوه –أي السبكي‪ -‬يف العمل خبالف املذاهب األربعة‪،‬ـ أي‬ ‫‪1‬‬

‫مما علمت نسبتهـ ملن جيوز تقليده ومجيع شروطه عنده‪ ،‬ومحل على ذلك قول ابن الصالح‪:‬ـ ال‬
‫جيوز تقليد غري األئمة األربعةـ أي يف ٍ‬
‫قضاء أو إفتاء‪ ،‬وحمل ذلك وغريه من سائر صور التقليد ما‬
‫مل يتتبع الرخص حبيث تنحل ربقة التكليف من عنقه وإال أمث به‪ ،‬بل قيل فسق وهو‬
‫وجيه"‪.‬وانظرـ بغيةـ املسرتشدين (‪.)8‬‬
‫(?)يوسف بن حيىي القرشي أبو يعقوب البويطي املصري الفقيه‪ ،‬أحد األعالم من أصحاب‬ ‫‪2‬‬

‫الشافعي وأئمة اإلسالم‪ ،‬قال الربيع‪ :‬وكان له من الشافعي منزلة‪ ،‬وكان الرجل رمبا يسأله عن‬
‫املسألة فيقول‪ :‬سل أبا يعقوب فإذا أجاب اخربه فيقول‪ :‬هو كما قال‪ ،‬ورمبا جاء إىل الشافعي‬
‫رسول صاحب الشرطة فيوجه الشافعي أبا يعقوب البويطي ويقول هذا لساين‪ ،‬وخلف الشافعي‬
‫يف حلقته بعده‪ ،‬قال الشافعي‪ :‬ليس أحد أحق مبجلسي من أيب يعقوب‪ ،‬وليس أحد من‬
‫أصحايب أعلم منه‪ ،‬وقال النووي يف مقدمة شرح اجملموع‪ :‬إن أبا يعقوب البويطي أجل من‬
‫املزين والربيعـ املرادي‪ ،‬مات ببغداد يف السجن والقيد يف احملنة يف رجب سنة إحدى وثالثني‬

‫‪56‬‬
‫‪ .2‬واملزين(‪. )1‬‬
‫‪ .3‬والربيع املرادي(‪. )2‬‬
‫‪ .4‬والربيع اجليزي(‪. )3‬‬
‫‪ .5‬وحرملة(‪. )4‬‬
‫‪ .6‬ويونس بن عبد األعلى(‪. )5‬‬

‫ومائتني ( طبقات الشافعية‪)2/70‬‬


‫(?)إمساعيل بن حيىي بن إمساعيل بن عمرو بن إسحاق أبو إبراهيم املزين املصري الفقيه‬ ‫‪1‬‬

‫اإلمام صاحب التصانيفـ‪ ،‬أخذ عن الشافعي وكان يقول‪ :‬أنا خلق من أخالق الشافعي‪ ،‬ذكره‬
‫حمجاجا غواصاً‬
‫ً‬ ‫جمتهدا مناظراًـ‬
‫ً‬ ‫عاملا‬
‫زاهدا ً‬
‫الشيخ أبو إسحاق أول أصحاب الشافعي وقال‪ :‬كان ً‬
‫على املعاين الدقيقة‪ ،‬صنف كتباً كثرية‪ ،‬قال الشافعي‪ :‬املزين ناصر مذهيب‪ ،‬ولد سنةـ مخس‬
‫وسبعني ومائة‪ ،‬وتويف يف رمضان‪ ،‬وقيل يف ربيع األول سنة أربع وستني ومائتني‪،‬وكان جماب‬
‫الدعوة (سابقـ ‪)2/58‬‬
‫(?)الربيع بن سليمان بن عبد اجلبار بن كامل املرادي موالهم أبو حممد املصري املؤذن‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫صاحب الشافعي وخادمه وراوية كتبه اجلديدة‪ ،‬قال الشيخ أبو إسحاق‪ :‬وهو الذي يروي‬
‫كتب الشافعي‪ ،‬قال الشافعي‪ :‬الربيع راوييت‪ ،‬قال الذهيب‪ :‬كان الربيع أعرف من املزين باحلديث‬
‫وكان املزين أعرف بالفقه منه بكثري حىت كأن هذا ال يعرف إال احلديث وهذا ال يعرفـ إال‬
‫الفقهـ‪ ،‬ولد سنةـ ثالث أو أربع وسبعني ومائة‪ ،‬وتويف يف شوال سنةـ سبعةـ ومائتني وقد قال‬
‫الشافعي فيه أنه أحفظ أصحايب (سابق ‪)2/65‬‬
‫(?)الربيع بن سليمان بن داود اجليزي أبو حممد األزدي موالهم املصري األعرج‪ ،‬أحد‬ ‫‪3‬‬

‫أصحاب الشافعي والرواة عنه‪ ،‬مات يف ذي احلجة سنة ست ومخسني ومائتني (سابق ‪)2/64‬‬
‫(?)حرملة بن حيىي بن عبد اهلل بن حرملة بن عمران التجييب أبو حفص املصري‪ ،‬أحد احلفاظ‬ ‫‪4‬‬

‫املشاهري من أصحاب الشافعي وكبار رواة مذهبه اجلديد‪ ،‬قال الشيخ أبو إسحاق‪ :‬كان حافظاً‬
‫للحديث‪ ،‬وصنف املبسوط واملختصرـ‪ ،‬وقال ابن يونس‪ :‬كان أعلم الناس حبديث ابن وهب‪،‬‬
‫ونظر إليه أشهب فقال‪ :‬هذا خري أهل املسجد ولد سنة ست وستني ومائة‪ ،‬ومات يف شوال‬
‫سنةـ ثالث وقيل أربع وأربعني ومائتني (سابق‪)2/61‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ .7‬وعبداهلل بن الزبري املكي(‪. )1‬‬
‫‪ .8‬وحممد بن عبداهلل بن عبداحلكم(‪. )2‬‬
‫‪ .9‬وأبوه(‪. )3‬‬
‫ومن الكتب اجلديدة لإلمام الشافعي‪ :‬املختصر‪ ،‬والبويطي‪ ،‬واألم‪ ،‬فإذا عرب اإلمام‬
‫النووي باجلديد فيستفاد منه أربع مسائل‪:‬‬

‫(?)يونس بن عبد األعلى بن ميسرة بن حفص بن حيان الصديف أبو موسى املصري‪ ،‬أحد‬ ‫‪5‬‬

‫أصحاب الشافعي وأئمة احلديث روى عنه مسلم يف صحيحه والنسائي وابن ماجه‪ ،‬قال‬
‫أقواال غريبةـ‪ ،‬قال الذهيب‪ :‬وانتهت إليه رئاسة العلم‬
‫الطحاوي‪ :‬كان ذا عقل‪ ،‬روى عن الشافعي ً‬
‫بديار مصر لعلمه وفضله وورعه ونسكه ومعرفته بالفقه وأيام الناس‪ ،‬مولده يف ذي احلجة سنة‬
‫سبعني ومائة‪ ،‬ومات يف ربيعـ اآلخر سنةـ أربع وستني ومائتني السنة اليت مات فيها املزين (سابق‬
‫‪)2/72‬‬
‫(?)هو أبو بكر عبد اهلل بن الزبري بن عيسى القرشي الأسدي املكي املعروف باحلميدي‪ ،‬رحل‬ ‫‪1‬‬

‫مع الشافعي من مكة إىل بغداد ومنها إىل مصر والزمه حىت مات‪ ،‬فرجع إىل مكة ليفيت لأهلها‬
‫إىل أن مات هبا سنةـ تسع عشرة ومائتني‪ ،‬وقيل سنةـ عشرين (طبقاتـ الفقهاء‪)188‬‬
‫(?)أبو عبد اهلل حممد بن عبد اهلل بن عبد احلكم املصري‪ ،‬ولد سنة اثنني ومثانني ومائة‪ ،‬وكان‬ ‫‪2‬‬

‫جليال رئيساً‪ ،‬كان حمسناً على الشافعي‪ ،‬وكان على مذهب مالك‪ ،‬ونشأ ابنهـ هذا‬ ‫عاملا ً‬ ‫أبوه ً‬
‫على مذهب أبيه‪ ،‬وأخذ العلم عن أشهب وابن وهب املالكيني‪ ،‬فلما قدم الشافعي مصر صحبه‬
‫وتفقه منه‪ ،‬وكان أبوه يأمره سراً مبالزمة الشافعي‪ ،‬وكان الشافعي حيبه حىت قال له مرة‪:‬‬
‫ولدا مثل هذا‪ ،‬مات يوم االربعاء يف عشر ذي القعدة سنة مثان وستني‬ ‫وددت لو أن يل ً‬
‫ومائتني‪ ،‬قال البيهقي‪ :‬وانتقلـ قبيل وفاته بشهرين إىل مذهب مالك؛ لأنه كان يطلب أن‬
‫الشافعي يستخلفه بعده واستخلف البويطي (سابق‪ 191‬والسري‪)4/340‬‬
‫(?)عبد اهلل بن عبد احلكم ابن أعني بن ليثـ اإلمام الفقيهـ مفيت الديار املصريةـ‪ ،‬أبو حممد‬
‫‪3‬‬

‫املصري املالكي صاحب مالك‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه من موايل عثمان رضي اهلل عنه‪ ،‬وكان حيرض ولده‬
‫حممد بن عبد اهلل على مالزمة الشافعي‪ ،‬مات يف شهر رمضان سنة أربع عشرة ومئتني‪ ،‬وله حنو‬
‫من ستني سنةـ رمحه اهلل (السري ‪)10/220‬‬

‫‪58‬‬
‫األوىل‪ :‬اخلالفية‪ ،‬واملعىن أن قوله يف اجلديد حبكم يف مسألة خيالف قوله القدمي‬
‫فيها‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬األرجحية‪ ،‬واملعىن أن يف املسألة قولني‪ :‬قوالً راحجاً‪ :‬وهو القول‬
‫اجلديد‪ ،‬وقوالً مرجوحاً‪ :‬وهو القدمي‪ ،‬واملراد القول اجلديد الذي عرب به‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬كون اخلالف من قول اإلمام الشافعي ‪.‬‬
‫والرابعة‪ :‬كون املقابل قدمياً‪ ،‬أي قوالً قدمياً للشافعي‪.‬‬
‫ومجلة ما يف املنهاج من التعبري باجلديد مخس وسبعون عبارة تقريباً ‪.‬‬

‫التعبير بالقديم‪,‬‬
‫وتعبريه بـ(القدمي) ‪-‬أي من قويل اإلمام الشافعي ‪ ‬وهو ما قاله قبل دخوله مصر‬
‫وأشهر رواته‪-:‬‬
‫‪ .1‬أمحد بن حنبل(‪.)1‬‬
‫‪ .2‬والزعفراين(‪.)2‬‬
‫‪ .3‬والكرابيسي(‪.)3‬‬

‫(?)أبو عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل بن هالل الشيباين رضي اهلل عنه‪ ،‬ولد سنة أربع وستني‬ ‫‪1‬‬

‫ومائة‪ ،‬ومات يف رجب يوم اجلمعة سنة إحدى وأربعني ومائتني‪ ،‬قال قتيبةـ بن سعيد‪ :‬لو أدرك‬
‫أمحد بن حنبل عصر مالك والثوريـ‪ ،‬واألوزاعي‪ ،‬والليث بن سعد لكان هو املقدم‪ ،‬فقيل‬
‫لقتيبةـ‪ :‬تضم أمحد إىل التابعني؟ فقال‪ :‬إىل كبار التابعني وقال أبو ثور أمحد بن حنبل أعلم‬
‫وافقه من الثوري (طبقاتـ الفقهاء‪)101‬‬
‫(?)احلسن بن حممد أبو علي البغدادي الزعفراين‪ ،‬قال ابن حبان يف الثقاتـ‪ :‬كان راوياً‬‫‪2‬‬

‫للشافعي‪ ،‬وكان حيضر أمحد وأبو ثور عند الشافعي وهو الذي يتوىل القراءة عليه‪ ،‬وقال‬
‫املاوردي‪ :‬هو أثبت رواة القدمي تويف‪ ،‬يف رمضان سنة ستني ومائتني (انظر طبقات الشافعية‪2/‬‬
‫‪62‬وطبقات الفقهاء‪)112‬‬
‫(?) احلسني بن علي بن يزيد أبو علي البغدادي الكرابيسي‪ ،‬أخذ الفقهـ عن الشافعي‪ ،‬وكان ً‬
‫أوال‬ ‫‪3‬‬

‫على مذهب أهل الرأي‪ ،‬قال ابن عدي‪ :‬وله كتب مصنفة ذكر فيها اختالف الناس يف املسائل‪،‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ .4‬وأبو ثور(‪.)1‬‬
‫‪-‬يستفاد منه أربع مسائل‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬اخلالفية‪ ،‬وهي أن قوله يف اجلديد يف مسألة خيالف قوله القدمي منها‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬املرجوحية‪ ،‬وهي كون القدمي مرجوحاً‪ ،‬واجلديد راجحاً‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬كون اخلالف قولياً‪.‬‬
‫والرابعة‪ :‬كون املقابل هو اجلديد‪ ،‬والعمل عليه‪ ،‬ومجلة ما يف املنهاج من التعبري‬
‫بالقدمي مثانية وعشرون لفظة‪.‬‬

‫المذهب القديم ليس مذهباً‪ ,‬للشافعي‬

‫أخبارا كثرية‪ ،‬قال العبادي‪ :‬مل يتخرجـ على يدي الشافعي‬‫ً‬ ‫حافظا له‪ ،‬وذكر يف كتبه‬
‫ً‬ ‫وكان‬
‫بالعراقـ مثل احلسني‪ ،‬قال اإلسنوي‪ :‬وكتاب القدمي الذي رواه الكرابيسي عن الشافعي جملد‬
‫ضخم‪ ،‬تويف سنةـ مخس وأربعني ومائتني (سابقـ‪)63‬‬
‫(?) إبراهيم بن خالد بن أيب اليمان‪ ،‬أبو ثور‪ ،‬وقيل‪ :‬كنيتهـ أبو عبد اهلل‪ ،‬الفقيه العالمة‪ ،‬أخذ‬
‫‪1‬‬

‫الفقهـ عن الشافعي وغريه‪ ،‬قال أبو بكر األعني‪ :‬سألتـ أمحد بن حنبل عنه‪ ،‬فقال‪ :‬اعرفه بالسنةـ‬
‫منذ مخسني سنةـ‪ ،‬وهو عندي يف مسالخ سفيان الثوري‪ ،‬قال اخلطيب البغدادي‪ :‬كان أحد‬
‫الثقاتـ املأمونني ومن األئمة األعالم يف الدين‪ ،‬وله كتب مصنفةـ يف األحكام مجع فيها بني‬
‫أوال يتفقهـ بالرأي ويذهب إىل قول أهل العراق‪ ،‬حىت قدم الشافعي‬ ‫احلديث والفقه‪ ،‬قال‪ :‬وكان ً‬
‫بغداد فاختلف إليه ورجع عن الرأي إىل احلديث‪ ،‬تويف سنة أربعني ومائتني وهو أحد رواة‬
‫القدمي وقال الرافعي يف باب الغضبـ أبو ثور وإن كان معدودا وداخال يف طبقة أصحاب‬
‫الشافعي فله مذهب مستقل وال يعد تفردهـ وجها (طبقات الشافعية‪)2/55‬‬

‫‪60‬‬
‫(تنبيه) "املذهب القدمي ليس مذهباً للشافعي؛ ألن املقلد مع اجملتهد كاجملتهد مع‬
‫الرسول ‪ ‬فكما أن احلادث من أدلة الشرع ناسخ للمتقدم منها إمجاعاً حىت جيب‬
‫على اجملتهد األخذ به كذلك املقلد مع اجملتهد(‪. )1‬‬

‫المسائل المفتى بها على القديم‬


‫وأما املسائل اليت عدوها وجعلوها مما يفىت به على القدمي فسببه أن مجاعة من‬
‫اجملتهدين يف مذهبه الح هلم يف بعض املسائل أن القدمي أظهر دليالً‪ ،‬فأفتوا به غري‬
‫ناسبني ذلك إىل الشافعي‪ ،‬فمن بلغ رتبة الرتجيح والح له الدليل أفىت هبا وإال فال‬
‫وجه لعلمه وفتواه‪ ،‬على أن املسائل اليت عدوها أكثرها فيه قول جديد فتكون الفتوى‬
‫به وهي مثانية عشرة مسئلة ‪-:‬‬
‫األوىل‪ :‬عدم وجوب التباعد عن النجاسة يف املاء الكثري بقدر القلتني(‪.)2‬‬
‫الثانية‪ :‬عدم تنجس املاء اجلاري إال بالتغري(‪.)3‬‬
‫الثالثة‪ :‬عدم النقض بلمس احملرم(‪.)4‬‬
‫الرابعة‪ :‬حترمي أكل اجللد املدبوغ(‪.)5‬‬
‫اخلامسة‪ :‬استحباب التثويب يف أذان الصبح(‪.)6‬‬

‫(?) انظر يف هذا املوضوع مقدمة اجملموع‪ ،‬وفرائد الفوائد‪ ،‬والفوائد املدنية‪.‬ـ‬
‫‪1‬‬

‫(?) قال يف الروضة (‪" :)1/23‬فرع إذا وقع يف املاء الكثري الراكد جناسة جامدة فقوالن‬ ‫‪2‬‬

‫أظهرمها وهو القدمي أنه جيوز االغرتاف من أي موضع شاء وال جيب التباعد ألنه طاهر كله‬
‫والثاين اجلديد جيب أن يبعد عن النجاسة بقدر قلتني"‪ .‬وحكى ابن الصالح عن أيب على‬
‫السنجي أن القول بعدم التباعد قاله الشافعي يف اختالف احلديث وهو من الكتب اجلديدة‪.‬‬
‫(فرائد الفوائد‪)134‬‬
‫(?) انظر اجملموع (‪)1/66‬‬‫‪3‬‬

‫(?) انظر املصدر السابق (‪ )1/27‬وعزي إىل رواية حرملة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?)انظر املصدر السابق (‪)1/230‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪61‬‬
‫السادسة‪ :‬مقدار وقت املغرب إىل مغيب الشفق األمحر(‪.)1‬‬
‫السابعة‪ :‬استحباب تعجيل العشاء(‪.)2‬‬
‫الثامنة‪ :‬عدم ندب قراءة السورة يف األخريتني(‪.)3‬‬
‫التاسعة‪ :‬اجلهر بالتأمني للمأموم يف اجلهرية(‪.)4‬‬

‫(?) قال يف الروضة (‪ " :)1/310‬هو سنة على املذهب الذي قطع به األكثرون‪ ،‬وقيل قوالن‬ ‫‪6‬‬

‫القدمي الذي يفىت به أنه سنة‪ ،‬واجلديد ليس سنة" ونقل التثويب عن نص الشافعي يف البويطي‬
‫فيكون منصوصاً يف القدمي واجلديد ‪.‬‬
‫(?) قال يف الروضة (‪ " :)1/291‬يف املغرب وجهان‪ :‬أصحهما جيوز مدها إىل مغيبـ الشفق‬ ‫‪1‬‬

‫والثاين منعهـ كغريها‪ ،‬مث األظهر من القولني اجلديد‪ ،‬واختار طائفةـ من األصحاب القدمي‬
‫ورجحوه وعندهم املسألة مما يفىت فيه على القدمي‪ ،‬قلت األحاديث الصحيحةـ مصرحة مبا قاله‬
‫يف القدمي وتأويل بعضها متعذر فهو الصواب" قال يف اجملموع (‪ " :)3/29‬فإذا عرفت‬
‫األحاديث الصحيحةـ تعني القول به جزماً ألن الشافعي نص عليه يف القدمي كما نقله أبو ثور‬
‫وعلق الشافعي القول به يف «اإلمالء» على ثبوت احلديث‪ ،‬وقد ثبت احلديث بل أحاديث‪،‬ـ‬
‫اإلمالء من كتب الشافعي اجلديدة‪ ،‬فيكون منصوصاً عليه يف القدمي واجلديد"‪.‬‬
‫(?) وأما العشاء ففيها قوالن قال يف القدمي واإلمالء تقدميها أفضل‪ ،‬وهو األصح كما يف سائر‬ ‫‪2‬‬

‫الصالة وقال يف اجلديد تأخريها أفضل واإلمالء من الكتب اجلديدة (انظر اجملموع‪)3/59‬‬
‫(?) قال يف الروضة (‪ " :)1/353‬وهل تسن السورة يف الركعة الثالثةـ والرابعةـ قوالن‬ ‫‪3‬‬

‫القدمي وبه أفىت األكثرون ال تسن‪ ،‬واجلديد تسن لكنها تكون أقصر" وقال يف اجملموع (‬
‫‪" :)3/387‬وصححت طائفةـ عدم االستحبابـ وهو األصح‪ ،‬وبه أفىت األكثرون وجعلوا‬
‫املسألة من املسائل اليت يفىت فيها على القدمي‪ ،‬قلت‪ :‬وليس هو قدمياً فقط‪ ،‬بل معه نصان يف‬
‫اجلديد"‪.‬‬
‫(?) قال يف اجملموع (‪" :)3/371‬وأما املأموم فقد قال املصنف ومجهور األصحاب قال الشافعي‬ ‫‪4‬‬

‫يف «اجلديد» ال جيهر‪ ،‬ويف «القدمي» جيهر‪ ،‬وهذا أيضاً غلط من حممود أو من املصنف بال‬
‫شك‪ ،‬ألن الشافعي قال يف املختصر وهو من اجلديد‪ :‬يرفع اإلمام صوته بالتأمني ويسمع من‬
‫خلفه أنفسهم‪ ،‬وقال يف األم‪ :‬يرفع اإلمام هبا صوته فإذا قاهلا قالوها وأمسعوا أنفسهم‪ ،‬وال‬

‫‪62‬‬
‫العاشرة‪ :‬ندب اخلط عند عدم الشاخص(‪.)1‬‬
‫احلادية عشرة‪ :‬جواز اقتداء املنفرد يف أثناء صالته(‪. )2‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬كراهة تقليم أظافر امليت(‪.)3‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬عدم اعتبار احلول يف الركاز(‪.)4‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬صيام الويل عن امليت الذي عليه صوم(‪.)5‬‬

‫أحب أن جيهروا‪ ،‬فإن فعلوا فال شيء عليهم‪ ... ،‬مث لألصحاب يف املسألة طرق أصحها‬
‫وأشهرها واليت قاهلا اجلمهور أن املسألة على قولني أحدمها جيهر والثاين يسر" قال يف الروضة (‬
‫‪ :)1/352‬واملذهب أنه جيهر وقيل قوالن‪.‬‬
‫(?) قال يف اجملموع (‪" :)3/218‬فإن مل جيد شيئاًـ شاخصاً فهل يستحبـ أن خيط بني يديه؟‬ ‫‪1‬‬

‫نص الشافعي يف القدمي وسنن حرملة أنه يستحب‪ ،‬ويف البويطي ال يستحب‪ ،‬ولألصحاب‬
‫طرق‪ :‬أحدها ‪-‬وبه قطع أبو حامد واألكثرون‪ -‬يستحب قوالً واحداً‪ ،‬ونقل يف البيانـ اتفاق‬
‫األصحاب عليه‪ ،‬ونقله الرافعي عن اجلمهور‪ ،‬والطريق الثاين ال يستحب‪،‬ـ وبه قطع إمام احلرمني‬
‫والغزايل وغريمها والثالث فيه قوالن"‬
‫(?) انظر فرائد الفوائد (‪)137‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) انظر الروضة (‪ )1/621‬واجملموع (‪)5/179‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) املسألة اليت يذكروها ليس اشرتاط احلول بل النصاب‪،‬ـ انظر اجملموع (‪ )1/67‬والفرائد (‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،)141‬وحاشيةـ البجريمي على اإلقناع (‪)1/66‬‬


‫(?) قال ابن الصالح يف فتاويه (‪" :)1/227‬من مات وعليه صيام فعلى القدمي يصوم عنه وليه‬ ‫‪5‬‬

‫وهو الصحيح لألحاديث الصحاح يف كتاب مسلم وغريه أن من مات وعليه صيام صام عنه‬
‫وليه وال تأويل له يفرح به" وقال يف اجملموع (‪" :)6/386‬احلال الثاين أن يتمكن من قضائه‬
‫سواء فاته بعذر أم بغريه‪ ،‬وال يقضيه حىت ميوت‪ ،‬ففيه قوالن مشهوران أشهرمها وأصحهما عند‬
‫املصنف واجلمهور وهو املنصوص يف اجلديد أنه جيب يف تركه لكل يوم مد من طعام‪ ،‬وال يصح‬
‫صيام وليه عنه‪ ،‬قال القاضي أبو الطيب‪ :‬هذا هو املنصوص للشافعي يف كتبه اجلديدة‪ ،‬وأكثر‬
‫القدميةـ والثاين وهو القدمي ‪-‬وهو الصحيح عند مجاعة من حمققي أصحابنا وهو املختار‪ -‬أنه‬
‫جيوز لوليهـ أن يصوم عنه‪ ،‬ويصح ذلك وجيزئه عن اإلطعام وتربأ به ذمة امليت"‬

‫‪63‬‬
‫اخلامسة عشرة‪ :‬جواز اشرتاط التحلل من احلج باملرض(‪.)1‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬إجبار الشريك على العمارة(‪. )2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السابعة عشرة جعل الصداق يف يد الزوج مضموناً‪.‬‬

‫(?) قال ابن الصالح يف فتاويه (‪" :)1/226‬وشرط التحلل يف احلج عند املرض وحنوه والقدمي‬ ‫‪1‬‬

‫أنه جيوز الشرط ويتحلل به"وقال يف الروضة (‪ " :)2/445‬فإن شرط أنه إذا مرض حتلل‬
‫والثاين‬ ‫فطريقانـ‪ :‬قال اجلمهور يصح الشرط يف القدمي‪ ،‬ويف اجلديد قوالن‪ :‬أظهرمها الصحة‬
‫املنع‪ ،‬والطريقـ الثاين قاله الشيخ أبو حامد وغريه القطع بالصحةـ لصحةـ احلديث فيه"‪.‬‬
‫(?) قال يف الروضة (‪ " :)3/450‬ولو إهندم اجلدار بنفسه أو هدماه معا الستهدامه أو غريه‬ ‫‪2‬‬

‫وامتنع‪ ،‬القدمي إجباره عليها دفعا للضرر وصيانة لألمالك املشرتكة عن التعطيلـ‪ ،‬واجلديد ال‬
‫إجبار كما ال جيرب على زرع األرض املشرتكة‪ ،‬وألن املمتنع يتضرر أيضا بتكليفه العمارة ‪...‬‬
‫قلت‪ :‬مل يبني اإلمام الرافعي األظهر من القولني وهو من املهمات‪ ،‬واألظهر عند مجهور‬
‫األصحاب هو اجلديد‪ ،‬ممن صرح بتصحيحهـ احملاملي واجلرجاين وصاحب التنبيه وغريهم‪،‬‬
‫وصحح صاحب الشامل القدمي وأفىت به الشاشي‪ ،‬وقال الغزايل يف الفتاوى‪ :‬األقيس أن جيرب‪،‬‬
‫وقال‪ :‬واإلختيار إن ظهر للقاضي أن امتناعه مضارة أجربه‪ ،‬وإن كان إلعسار أو غرض صحيح‬
‫أو شك فيه مل جيرب‪ ،‬وهذا التفصيلـ الذي قاله وإن كان أرجح من إطالق القول باإلجبار‬
‫فاملختار اجلاري على القواعد أن ال إجبار مطلقا واهلل أعلم" قال صاحب الفرائد (‪:)145‬‬
‫"وليس ذلك مبسلم له بل اجلاري على القواعد عدم األجبار"‪.‬‬
‫(?) اختلف األصحاب يف الصداق إذا تلف يف يد الزوج هل يضمنه ضمان عقد أو ضمان يد‬ ‫‪3‬‬

‫بناء على اختالف قول اإلمام الشافعي واملصحح يف املنهاج (‪ )3/221‬والروضة (‪)5/567‬‬
‫وهو املعتمد أنه مضون ضمان عقد "والفرق بني ضماين العقد واليد يف الصداق أنه على األول‬
‫يضمن مبهر املثل وعلى الثاين بالبدلـ الشرعي وهو املثل إن كان مثليا والقيمةـ إن كان متقوماً"‬
‫(مغين احملتاج ‪)3/221‬‬

‫‪64‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬وجوب احلد بوطء اململوكة احملرم يف دبرها(‪ ،)1‬ذكره يف حواشي‬
‫شرح الروض(‪.)3()2‬‬
‫قضاء القاضي وإفتاء المفتي بغير الراجح من مذهبه‬

‫(?) قال ابن الصالح يف فتاويه (‪ " :)1/226‬وإذا ملك حمرما من نسب أو رضاع ووطئها مع‬ ‫‪1‬‬

‫العلم بتحرميها القدمي أنه ال يلزمه احلد" وهو املصحح يف املنهاج (‪ 4/144‬مع املغين) والروضة‬
‫(‪.)7/311‬‬
‫(?)نظم بعضهم هذه املسائل فقال‪-:‬‬ ‫‪2‬‬

‫مسائل الفتوى بقول األقدم‬


‫ال ينجس اجلاري ومنع تباعد‬
‫واستجمرن مبجاوز عن خمرج‬
‫والوقت مد إىل مغيب املغرب‬
‫ال تاتني يف األخريني بسورة‬
‫واجلهر بالتأمني سن ملقتد‬
‫والظفر يكره أخذه من ميت‬
‫ويصح عن ميت صيام وليه‬
‫وجيوز إجبار الشريك على البناـ‬
‫والزوج إن يكن الصداق بيده‬
‫واجللد بعد الدبغ حيرم أكله‬
‫هي لإلمام الشافعي األعظم‬
‫والطهر مل ينقضـ بلمس احملرم‬
‫للصفحتني ولو تلوث بالدم‬
‫ثوب بصبح والعشاء فقدم‬
‫واالقتداء جيوز بعد حترم‬
‫واخلط بني يدي مصل علم‬

‫‪65‬‬
‫وجيب اتفاقاً نقض قضاء القاضي وإفتاء املفيت بغري الراجح من مذهبه إذ من‬
‫يعمل يف فتواه أو عمله بكل قول أو وجه يف املسألة‪ ،‬ويعمل مبا شاء من غري نظر إىل‬
‫ترجيح جاهل‪ ،‬خارق لإلمجاع"(‪.)1‬‬

‫التعبير بالمذهب‬
‫وتعبريه بـ(املذهب) يستفاد منه أربع مسائل‪-:‬‬
‫وكذا الركاز نصابه مل يلزم‬
‫وجيوز شرط حتلل للمحرم‬
‫وعلى عمارة كل ما ال يقسم‬
‫فضمان يد حكمه يف املغرم‬
‫واحلد يف وطىء الرقيق احملرم‬

‫(?) هذا وقد زاد بعضهم مسائل أخر وهي‪-:‬‬


‫‪3‬‬

‫‪ -1‬عدم االكتفاء باحلجر إذا انتشر البول‪.‬‬


‫‪ -2‬قبول شهادة فرعني على كل من األصلني‪.‬‬
‫‪ -3‬غرامة شهود املال إذا رجعوا‪.‬‬
‫‪ -4‬تساقط البينتني عند التعارض‪.‬ـ‬
‫‪ -5‬إذا كانت إحدى البينتني شاهدين وعارضها شاهد وميني يرجح‬
‫الشاهدان على القدمي‪.‬‬
‫‪ -6‬عدم حتليف الداخل مع بينتهـ إذا عارضها بينةـ اخلارج ‪.‬‬
‫‪ -7‬إذا تعارضت البينتان وأرخت أحدامها قدمت على القدمي‪.‬‬
‫‪ -8‬إذا علقت األمة من وطء شبهة مث ملكها الواطئ صارت أم ولد على‬
‫أحد القولني يف القدمي‪ ،‬واختلف يف الصحيح‪.‬‬
‫‪ -9‬تزويج أم الولد فيها قوالن واختلف يف الصحيح‪.‬‬
‫هذا وملريد التوسع فالرياجع مقدمة اجملموع‪ ،‬والفرائد للسلمي‪ ،‬واألشباه للسيوطي‪ ،‬وحواشي‬
‫البجريمي على اإلقناع ‪ ،‬والفوائد املدنيةـ والذي بني كالسلمي أن ما عد من القدمي هو يف‬
‫حقيقتهـ منصوصـ عليه يف اجلديد وأن األخذ به أخذ باجلديد‪ ،‬وذكر أن املسائل اليت قيل بأن‬

‫‪66‬‬
‫األوىل اخلالفية‪ :‬يعين أن يف املسألة خالفاً‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬األرجحية‪ ،‬يعين أن ما عرب فيه باملذهب هوالراجح‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬كون اخلالف بني األصحاب أي يف حكاية املذهب‪ ،‬فبعضهم حيكي‬
‫اخلالف يف املذهب‪ ،‬وبعضهم حيكي عدمه‪ ،‬وبعضهم حيكي القطع باملذكور وبعضهم‬
‫حيكي اخلالف أقواالً‪ ،‬وبعضهم حيكي وجوهاً‪ ،‬وغري ذلك‪ ،‬فيعرب النووي عن ذلك‬
‫باملذهب‪.‬‬
‫والرابعة‪ :‬مرجوحية املقابل‪ ،‬أي أن مقابل املذهب مرجوح ال يعمل به ‪.‬‬
‫ومجلة ما يف املنهاج من التعبري باملذهب مائة وسبعة ومثانون عبارة‪.‬‬

‫التعبير بقيل‬
‫وتعبريه بـ(قيل) يستفاد منه أربع مسائل ‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬اخلالفية‪ ،‬يعين أن يف املسألة خالفاً بني األصحاب ‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬كون اخلالف وجهاً من أوجه األصحاب ال قوالً من أقوال الشافعي‬
‫رمحه اهلل ‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬ضعف املذكور بقيل‪.‬‬
‫والرابعة‪ :‬كون مقابله االصح أو الصحيح الذين يعرب هبما يف أوجه األصحاب ال‬
‫أن مقابله األظهر أو املشهور؛ ألنه إمنا يعرب هبما عن أقوال الشافعي ال غري ومجلة ما‬
‫يف املنهاج من التعبري بقيل اربعمائة وتسعة وثالثون عبارة‪.‬‬

‫التعبير بفي قول‬


‫وتعبريه بـ(يف قول كذا) يستفاد منه أربع مسائل‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬اخلالفية يف املسالة‪.‬‬

‫العمل فيها على القدمي تزيد على الثالثني مسألة‪.‬‬


‫(?)بغية املسرتشدين (‪ )8‬نقالً عن األشخر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪67‬‬
‫والثانية‪ :‬كون اخلالف أقواالً للشافعي ‪. ‬‬
‫والثالثة‪ :‬ضعف القول املذكور ‪.‬‬
‫والرابعة‪ :‬كون مقابله األظهر أو املشهور‪ ،‬والعمل به‪.‬‬
‫ومجلة ما يف املنهاج من التعبري بفي قول كذا اثنتا ومائة عبارة فهي مع مجلة‬
‫التعبري بقيل ستمائة وواحدة وأربعون قوالً كلها ضعيفة ما عدا مخسة عشر موضعاً‬
‫رجح املتأخرون اعتمادها‪ ،‬اثنا عشر منها التعبري فيها بـ‪:‬قيل‪ ،‬و ثالثة التعبري فيها‬
‫بقوله‪ :‬ويف قول ‪.‬‬

‫القيالت المعتمده‬
‫وإليك مواضع القيالت املعتمدة اإلثىن عشر‪-:‬‬
‫أحدها‪ :‬يف فصل شرط زكاة التجارة احلول‪ ،‬وهي‪" :‬وقيل يتخري املالك" أي‬
‫فيقوم مبا شاء من األغبط للفقراء أوال‪ ،‬قال اجلالل احمللي‪" :‬وهو الذي صححه‬
‫الرافعي يف فتح العزيز عن العراقيني والروياين‪ ،‬وعرب عنه يف احملرر بأوىل الوجهني"(‪. )1‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫وقال القليويب ‪" :‬وهو املعتمد" ‪ ،‬واعتمده شيخنا –عافاه اهلل‪ -‬كوالده تبعاً‬
‫للسيد حممد بن أمحد عبدالباري األهدل‪.‬‬

‫(?)شرح احمللي على املنهاج (‪)2/31‬‬‫‪1‬‬

‫(?)أمحد بن أمحد بن سالمة املصري الشافعي‪ ،‬اإلمام العامل الفقيهـ احملدث‪ ،‬أخذ الفقهـ واحلديث‬
‫‪2‬‬

‫عن الشمس الرملي‪ ،‬والزمه ثالث سنني‪ ،‬والزم غريه من الشيوخ‪ ،‬تويف أواخر شوال‬
‫‪1099‬هـ‪ ،‬من مصنفاته‪:‬ـ حاشية على شرح املنهاج للمحلي‪ ،‬وحاشية على شرح التحرير‬
‫لزكريا األنصاريـ (خالصة األثر‪)1/175‬‬
‫(?)حاشيةـ قليويب على احمللي (‪ )2/31‬وانظرـ التحفة (‪ )3/302‬والنهاية (‪)3/106‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪68‬‬
‫ثانيها‪ :‬يف كتاب العارية بعد الفصل الثاين يف فصل‪" :‬لكل منهما رد العارية"‬
‫وهو‪" :‬قيل أو يتملكه بقيمته"(‪ )1‬اعتمده شيخنا عافاه اهلل كشيخ اإلسالم السيد حممد‬
‫بن أمحد عبدالباري األهدل تبعاً للقليويب(‪.)2‬‬
‫ثالثها‪ :‬يف كتاب الطالق‪ ،‬وهو قوله‪" :‬وقيل يكفي بأوله"(‪ )3‬اعتمده شيخنا عافاه‬
‫اهلل كشيخ اإلسالم السيد حممد بن أمحد عبد الباري األهدل رمحه اهلل تعاىل‪ ،‬وقال يف‬
‫التحفة‪" :‬ورجحه كثريون واعتمده األسنوي وغريه"(‪. )4‬‬
‫(‪) 5‬‬
‫رابعها‪ :‬يف كتاب الطالق –أيضاً‪ -‬يف أول الفصل الرابع وهو‪" :‬وقيل املنوي"‬
‫اعتمده شيخنا ‪-‬عافاه اهلل تعاىل‪ -‬كشيخ اإلسالم السيد حممد بن أمحد عبد الباري‬

‫(?) املسألة يف املنهاج كما يلي‪" :‬وإذا أعار للبناء أو للغراس ومل يذكر مدة مث رجع إن كان‬ ‫‪1‬‬

‫شرط القلع جمانا لزمهـ وإال فإن اختار املستعري القلع قلع وال تلزمه تسوية األرض يف األصح‬
‫قلت األصح يلزمه واهلل أعلم وإن مل خيرت مل يقلع جمانا بل للمعري اخليار بني أن يبقيه بأجرة أو‬
‫يقلع ويضمن أرش النقص ‪ ,‬قيل أو يتملكه بقيمته" ‪.‬‬
‫(?)قال القليويب(‪" :)3/23‬هو املعتمد كما يف املنهج وغريه" وانظرـ التحفة (‪ )5/431‬والنهاية‬ ‫‪2‬‬

‫(‪ )5/138‬واملغين (‪.)3/327‬‬


‫(?)قال يف املنهاج‪" :‬وشرط نية الكناية اقرتاهنا بكل اللفظ ‪ ,‬وقيل يكفي بأوله" ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?)حتفة احملتاج (‪ )8/18‬ومثله يف النهايةـ (‪ )6/435‬وانظر مغين احملتاج (‪ )3/362‬وذكر‬ ‫‪4‬‬

‫الرملي واخلطيبـ أن املعتمد تبعا البن املقري وهو املرجح يف أصل الروضة االكتفاء باقرتاهنا‬
‫ببعضـ اللفظ سواء كان أوله أم وسطه أم آخره‪ ،‬يف حني اعتمد حج ما يف املنت‪.‬‬
‫(?)قال يف املنهاج‪" :‬ولو قال ‪ :‬أنت طالق واحدة ونوى عددا فواحدة ‪ ,‬وقيل املنوي"‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪69‬‬
‫األهدل‪ ،‬وصححه الرافعي يف فتح العزيز تبعاً للبغوي‪ ،‬وغريه وعرب عنه يف احملرر‬
‫برجح قال القليويب‪" :‬وهو املعتمد"(‪.)1‬‬
‫خامسها‪ :‬يف باب كيفية القصاص‪ ،‬يف أول الفصل الثاين‪ ،‬وهو‪" :‬وقيل‪ :‬ال‬
‫يدخل"(‪" )2‬وهو الذي يف الروضة وأصلها‪ ،‬وعليه األكثرون‪ ،‬ونص عليه"(‪.)3‬‬
‫(‪) 5‬‬
‫قال ابن حجر‪ ":‬فهو املعتمد"(‪ )4‬ومثله القليويب‬
‫سادسها‪ :‬يف كتاب دعوى الدم والقسامة‪ ،‬يف فصل "إمنا يثبت موجب القصاص‬
‫بإقرار" إىل أن قال‪" :‬وقيل‪ :‬يكفي فأوضح رأسه" قال يف التحفة‪ :‬وهو املعتمد"(‪. )6‬‬
‫وقيد القليويب عن قول شيخه اعتماده يف العامي الذي ال يعرف مدلول اإليضاح‬
‫الشرعي وإال فال(‪.)7‬‬

‫(?)حاشيةـ قليويب (‪ )3/337‬وانظر التحفةـ (‪ )8/49‬والنهاية (‪ )6/457‬واملغين (‪)4/479‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) قال يف املنهاج‪" :‬وليتفقوا على مستوف وإال فقرعة يدخلها العاجز ويستنيب وقيل ال‬ ‫‪2‬‬

‫يدخل"‪.‬‬
‫(?)التحفةـ (‪ )8/435‬وحنوه يف النهاية (‪)7/300‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) سابق (‪ )8/435‬ومثله يف النهايةـ (‪)7/300‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?)حاشيةـ قليويب (‪)4/123‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) (‪)9/61‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?)حاشيةـ قليويب (‪ )4/169‬وعبارته‪" :‬هو املعتمد يف عامي ال يعرف مدلول اإليضاح‬ ‫‪7‬‬

‫الشرعي وإال فال كذا قاله شيخنا الرملي" والذي يف النهاية‪" :‬ويتجه تقييده مبا إذا مل يكن عاميا‬
‫حبيث ال يعرفـ مدلول حنو اإليضاح شرعا" مث رد قول بعضهم أن اإليضاح يشمل إيضاح‬
‫العظم واللحم فال ننزلـ كالم غري الفقيهـ على اصطالحات الفقهاء بأن الشارع أناط األحكام‬
‫بألفاظـ معينة كما يف ألفاظ الطالق‪ ،‬فكأن الرملي جعل الشهود هنا ثالثةـ أنواع‪ :‬عامي غري‬
‫فقيه وال يعلم املدلول الشرعي فال يكتفى بقوله‪:‬ـ أوضح رأسه‪ ،‬وعامي غري فقيه ويعرفـ املدلول‬
‫الشرعي أو كان عرفه كاالصطالح الشرعي‪ ،‬فيقبل قوله كالفقيه‪.‬ـ انظر النهاية (‪)7/399‬‬
‫واستوجه حج يف التحفة يف الشاهد العامي الذي ال يعرفـ مدلول اإليضاح شرعا أنه ال بد من‬
‫االستفصال فإن تعذر وقف األمر إيل البيانـ أو الصلح‪ .‬انظر التحفةـ (‪)9/61‬‬

‫‪70‬‬
‫سابعها‪ :‬يف كتاب الردة‪ ،‬وهو‪" :‬وقيل‪ :‬جيب التفصيل"(‪ )1‬قال شيخنا ‪-‬عافاه‬
‫اهلل‪ :-‬اعتمده شيخ اإلسالم زكريا(‪ ،)2‬قال يف التحفة‪" :‬وهو القياس‪ ،‬وأطال كثريون‬
‫يف االنتصار له نقالً ومعىن‪ ،‬وجرى عليه الرافعي والقاضي يف الدعاوى"(‪. )3‬‬
‫واعتمد القليويب عدم التفصيل(‪.)4‬‬
‫ثامنها‪ :‬يف آخر كتاب السري قبيل اجلزية‪ ،‬وهو‪" :‬وقيل‪ :‬قيمتها"(‪ )5‬قال شيخنا ‪-‬‬
‫عافاه اهلل‪ :-‬هو أحد القيالت املعتمدة‪ ،‬وقال القليويب‪" :‬وهو املعتمد"(‪. )6‬‬

‫(?) قال يف املنهاج‪" :‬وتقبل الشهادة بالردةـ مطلقا ‪ ,‬وقيل جيب التفصيلـ"‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫(?) قال يف منهج الطالب وشرحه فتح الوهاب (‪ 5/125‬مع اجلمل)‪(" :‬وجيب تفصيل‬ ‫‪2‬‬

‫شهادة بردة) الختالف الناس فيما يوجبها"وتبعه اخلطيب‪ .‬انظر املغين (‪)4/169‬‬
‫(?) (‪)9/94‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) أي اعتمد ما يف املنهاج انظر حاشيته (‪ )4/177‬كما اعتمده الرملي (‪ )7/418‬أما ابن‬ ‫‪4‬‬

‫حجر فذكر تعني التفصيل يف اخلارجي‪ ،‬والذي يظهر من كالمه أنه يقول به مطلقا "ألن‬
‫األلفاظ واألفعال املكفرة كثر االختالف فيها ال سيما بني أهل املذهب الواحد"‪ ،‬وذكر أن‬
‫"اللفظ املسموع قابل لالختالف فيه فيجب بيانهـ مطلقا" انظر التحفةـ (‪.)9/94‬‬
‫(?) قال يف املنهاج‪" :‬ولو عاقد اإلمام علجا يدل على قلعة وله منها جاريةـ جاز فإن فتحت‬ ‫‪5‬‬

‫بداللته أعطيها ‪ ,‬أو بغريها فال يف األصح ‪ ,‬فإن مل تفتح فال شيء له ‪ ,‬وقيل إن مل يعلق اجلعل‬
‫بالفتحـ فله أجرة مثل ‪ ,‬فإن مل يكن فيها جارية أو ماتت قبل العقد فال شيء ‪ ,‬أو بعد الظفرـ‬
‫قبل التسليم وجب بدل ‪ ,‬أو قبل ظفر فال يف األظهر ‪ ,‬وإن أسلمت فاملذهب وجوب بدل ‪,‬‬
‫وهو أجرة مثل ‪ ,‬وقيل قيمتها" ‪.‬‬
‫(?)حاشيةـ قليويب (‪ )4/227‬واعتمده ابن حجر (‪ )9/274‬والرملي (‪ )8/85‬واخلطيب (‬ ‫‪6‬‬

‫‪.)4/302‬‬

‫‪71‬‬
‫تاسعها‪ :‬يف كتاب الصيد والذبائح‪ ،‬وهو‪" :‬قيل‪ :‬حيرم العضو"(‪ )1‬قال القليويب‪:‬‬
‫"وهو املعتمد‪ ،‬أخذاً من تصحيحه يف الروضة كأصلها"(‪.)2‬‬
‫عاشرها‪ :‬يف كتاب املسابقة واملناضلة قبيل كتاب األميان‪ ،‬وهو‪" :‬وقيل‪:‬‬
‫بالسوية"(‪ )3‬قال القليويب‪" :‬وهو املعتمد كما ذكره يف الروضة"(‪. )4‬‬
‫حادي عشرها‪ :‬يف كتاب الدعوى والبينات آخر الفصل الثاين‪ ،‬وهو‪" :‬وقيل‪ :‬إن‬
‫ادعى مباشرة سببه حلف"(‪ )5‬قال يف التحفة‪" :‬هذا هو املعتمد"(‪. )6‬‬
‫وسكت القليويب عن اعتماده(‪. )7‬‬
‫ثاين عشرها‪ :‬يف كتاب العتق يف فصل "إذا ملك أهل تربع أصله" إىل أن قال‪:‬‬
‫"وقيل‪ :‬من رأس املال"(‪ )8‬قال القليويب –كالتحفة‪" :-‬هو املعتمد"(‪.)10()9‬‬
‫(?)قال يف املنهاج‪" :‬ولو رماه فقده نصفني حال ‪ ,‬ولو أبان منه عضوا جبرح مذفف حل‬ ‫‪1‬‬

‫العضو والبدن ‪ ,‬أو بغري مذفف مث ذحبه أو جرحه جرحا آخر مذففا حرم العضو وحل الباقي ‪,‬‬
‫فإن مل يتمكن من ذحبه ومات باجلرح حل اجلميع ‪ ,‬وقيل حيرم العضو"‪.‬‬
‫(?)حاشيةـ قليويب (‪ )4/242‬وانظر التحفةـ (‪ )9/321‬والنهاية (‪.)8/116‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) قال يف املنهاج‪" :‬وإذا نضل حزب قسم املال حبسب اإلصابة ‪ ,‬وقيل بالسوية"‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) (‪ )4/269‬وانظر املنهج مع شرحه‪ )5/286‬خالفا للتحفة (‪ )9/408‬والنهاية (‬ ‫‪4‬‬

‫‪ )8/172‬واملغين (‪.)4/402‬‬
‫(?) جاء يف املنهاج مع شرح احمللي (‪ (" :)4/344‬ولو ادعى ويل صيب دينا له ) على شخص‬ ‫‪5‬‬

‫( فأنكر ونكل ) عن احللف ( مل حيلف الويل ) ; ألن إثبات احلق لغري احلالف بعيد ( وقيل‬
‫حيلف ) ألنه املستويف ( وقيل إن ادعى مباشرةـ سببهـ حلف ) وإال فال حيلف"‪.‬‬
‫(?) (‪ )10/325‬خالفا للنهاية (‪ )8/360‬واملغين (‪ )4/607‬واملنهج (‪)5/426‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?) (‪)4/343‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) قال يف املنهاج‪" :‬ولو ملك يف مرض موته قريبه بال عوض عتق من ثلثه ‪ ,‬وقيل من رأس‬ ‫‪8‬‬

‫املال"‪.‬‬
‫(?) حاشية قليويب (‪ )4/354‬والتحفة (‪ )10/368‬وفاقا للمنهج (‪5/446‬مع اجلمل) للنهاية‬ ‫‪9‬‬

‫(‪ )10/389‬واملغين (‪)4/634‬‬


‫(?) وقد نظم الشيخ عبداهلل بن سعيد اللحجي هذه القيالت‪،‬ـ انظرها آخر الرسالة‪.‬ـ‬ ‫‪10‬‬

‫‪72‬‬
‫والثالثة املعرب عنها بـ يف قول ‪-:‬‬
‫(‪)11‬‬
‫أحدها‪ :‬يف كتاب اخللع قبل الفصل االول‪ ،‬وهو‪" :‬ويف قول يقع مبهر مثل"‬
‫اعتمده شيخنا ‪-‬عافاه اهلل‪ -‬كوالده‪ ،‬تبعاً لشيخ اإلسالم السيد حممد بن أمحد‬
‫عبدالباري األهدل‪ ،‬واعتمده القليويب(‪.)12‬‬
‫ثانيها‪ ،‬يف باب كيفية القصاص يف الفصل الثاين‪ ،‬وهو قوله‪" :‬ويف قول‬
‫السيف"(‪ )13‬اعتمده شيخنا كوالده تبعاً لشيخ اإلسالم السيد حممد بن أمحد‬
‫عبدالباري األهدل‪ ،‬واعتمده القليويب(‪.)14‬‬
‫ثالثها‪ :‬يف هذا الفصل أيضاً‪ ،‬وهو‪" :‬ويف قول كفعله"(‪ )15‬اعتمده شيخنا‪-‬عافاه‬
‫اهلل‪ -‬والسيد حممد بن أمحد عبد الباري والقليويب(‪ )16‬رمحهما اهلل تعاىل‪.‬‬

‫التعبير بالقولين‪,‬‬
‫وتعبريه بـ(القولني) يستفاد منه ثالث مسائل‪ :‬اخلالفية يف املسألة‪ ،‬وكون اخلالف‬
‫أقواالً للشافعي أكثر من اثنني‪ ،‬وأرجحية أحدمها برتجيح األصحاب له‪ ،‬أو بالنص‬
‫ومجلة ما يف املنهاج من التعبري باألقوال ستة عشر عبارة ‪-:‬‬
‫أحدها‪ :‬يف باب‪ :‬من تلزمه الزكاة‪.‬‬
‫ثانيها‪ ،‬وثالثها‪ :‬يف فصل‪ :‬شرط املرهون به ‪...‬اخل‪.‬‬
‫ورابعها يف اختالف املتبايعني‪.‬‬
‫وخامسها‪ :‬يف كتاب الوصايا يف فصل‪ :‬إذا ظننا‪..‬اخل‬

‫(?) قال يف املنهاج‪" :‬فلو قال لوكيله خالعها مبائة مل ينقص منها ‪ ,‬وإن أطلق مل ينقص عن‬
‫‪11‬‬

‫مهر مثل ‪ ,‬فإن نقص فيهما مل تطلق ‪ ,‬ويف قول يقع مبهر مثل"‪.‬‬
‫(?) (‪ )3/310‬وفاقا للتحفة (‪ )7/473‬والنهاية (‪ )6/402‬واملغين (‪)3/337‬‬ ‫‪12‬‬

‫(?) قال يف املنهاج‪" :‬ولو جوع كتجويعه فلم ميت زيد ‪ ,‬ويف قول السيف"‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫(?) (‪ )4/124‬وفاقا للنهاية (‪ )7/306‬واملغين (‪)4/56‬‬ ‫‪14‬‬

‫(?) قال يف املنهاج‪" :‬ولو مات جبائفة أو كسر عضد فاحلز ‪ ,‬ويف قول كفعله"‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫(?) (‪ )4/125‬واعتمده الرملي (‪ )7/306‬واخلطيب (‪ )4/57‬خالفا للتحفةـ (‪)8/442‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪73‬‬
‫وسادسها‪ :‬يف كتاب اإلجارة‪ ،‬يف فصل‪ :‬يصح عقد اإلجارة‪.‬‬
‫سابعها‪ :‬يف كتاب اجلراح‪.‬‬
‫ثامنها‪ :‬يف كتاب الكفارة‪.‬‬
‫تاسعها‪ :‬يف كتاب العدد‪.‬‬
‫وعاشرها‪ ،‬وحادي عشرها‪ :‬يف كتاب النفقات‪ ،‬يف فصل‪ :‬أعسر بنفقتها‪.‬‬
‫ثاين عشرها‪ ،‬وثالث عشرها‪ ،‬ورابع عشرها‪ :‬يف كتاب الردة‪.‬‬
‫وخامس عشرها‪ :‬يف كتاب العتق‪.‬‬
‫وسادس عشرها‪ :‬يف فصل الكتابة الفاسدة‪.‬‬

‫التعبير بالنص والمنصوص‬


‫وتعبريه بـ(النص‪ ،‬واملنصوص) خيتلف مقصودة بكل منهما‪ ،‬فإنه تار ًة يعرب بالنص‪،‬‬
‫ويعين به نص الشافعي فقط ‪.‬‬
‫وتار ًة يعرب باملنصوص‪ ،‬ويعين به الراجح عنده من نص الشافعي‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬أو وجه لإلصحاب‪ ،‬فيستفاد من تعبريه بالنص أربع مسائل‪-:‬‬
‫األوىل‪ ،‬اخلالفية‪ ،‬مبعىن أن مقابل النص خيالفه ‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬األرجحية‪ ،‬يعين أن ما عرب فيه بالنص هو الراجح يف املذهب ‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬كون النص من أقوال الشافعي فقط‪.‬‬
‫والرابعة‪ :‬أن مقابله ضعيف ال يعمل به‪.‬‬
‫ويستفاد من تعبريه باملنصوص أربع مسائل‪-:‬‬
‫األوىل‪ :‬اخلالفية‪ ،‬يعين أن يف املسالة خالفاً مذكوراً ‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬األرجحية‪ ،‬مبعىن أن ما عرب فيه باملنصوص هو الراجح‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬كون املنصوص عليه هو ّإما قول الشافعي‪ ،‬أو نص له‪ ،‬أو وجه‬
‫لألصحاب‪.‬‬
‫والرابعة‪ :‬كون مقابله ضعيفاً ال يعمل به‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ومجلة ما يف املنهاج من ذكر النص ستة عشر‪-:‬‬
‫األول‪ :‬يف كتاب الطهارة ‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬يف باب أسباب احلدث ‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬يف باب صفة الصالة ‪.‬‬
‫والرابع‪ ،‬واخلامس‪ ،‬والسادس‪ :‬يف باب سجود السهو ‪.‬‬
‫والسابع يف الكسوفني ‪.‬‬
‫والثامن‪ :‬يف باب صالة اجلماعة ‪.‬‬
‫والتاسع‪ ،‬والعاشر‪ :‬يف كتاب اجلنائز ‪.‬‬
‫واحلادي عشر‪ :‬يف الفصل بعد كتاب اإلقرار ‪.‬‬
‫والثاين عشر‪ :‬يف فصل جتب سكىن ‪.‬‬
‫والثالث عشر يف كتاب الزنا ‪.‬‬
‫والرابع عشر‪ :‬يف كتاب السرقة ‪.‬‬
‫واخلامس عشر‪ :‬يف فصل حلف ال يأكل هذه التمرة ‪.‬‬
‫والسادس عشر‪ :‬يف الفصل الثاين بعد كتاب التدبري‪.‬‬
‫ومجلة ما عرب فيه بلفظ املنصوص ثالثة عشر‪-:‬‬
‫األول‪ :‬يف التيمم ‪.‬‬
‫والثاين‪ ،‬والثالث‪ :‬يف باب صفة الصالة ‪.‬‬
‫والرابع‪ ،‬واخلامس‪ :‬يف باب صالة اجلماعة ‪.‬‬
‫والسادس‪ :‬يف كتاب اجلنائز ‪.‬‬
‫والسابع‪ :‬يف الفصل الثالث من اجلنائز ‪.‬‬
‫والثامن‪ :‬يف باب زكاة الفطر ‪.‬والتاسع‪ :‬يف كتاب الوقف ‪.‬‬
‫والعاشر‪ :‬يف باب قسم الصدقات ‪.‬‬
‫واحلادي عشر‪ :‬يف باب النكاح ‪.‬‬
‫والثاين عشر‪ :‬يف كتاب االضحية ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫والثالث عشر‪ :‬يف فصل من عتق عليه‪.‬‬

‫التعبير بـ(في وجه كذا)‬


‫وتعبريه بـ(يف وجه كذا) يستفاد منه أربع مسائل‪-:‬‬
‫اخلالفية يف املسألة بني األصحاب ‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬كون اخلالف أوجهاً ثالثة فأكثر لألصحاب ‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬ضعف الوجه املذكور ‪.‬‬
‫والرابعة‪ :‬كون مقابله هو األصح أو الصحيح‪ ،‬والعمل باملقابل ‪.‬‬
‫وقد يصف الوجه بالشذوذ‪ ،‬فيفيد قوة ضعفه‪ ،‬أو يصفه ٍ‬
‫بواه‪ ،‬واملراد ضعيف‬
‫جداً‪.‬‬
‫ومجلة ما يف املنهاج من الرمز بـ(يف وجه كذا) سبعة وعشرون موضعاً منها وجه‬
‫موصوف بالشذوذ يف الفصل الثالث بعد كتاب اإلقرار‪ ،‬ومنها وجه موصوف ٍ‬
‫بواه يف‬
‫كتاب الغصب‪.‬‬

‫التعبير بالوجهين‬
‫وتعبريه بـ(الوجهني) يستفاد منه اخلالفية واحنصارها يف وجهني‪ ،‬وكون اخلالف‬
‫لألصحاب‪ ،‬وكون مقابل الضعيف منهما األصح أو الصحيح‪.‬‬
‫ومجلة ما يف املنهاج من ذكر الوجهني سبعة مواضع‪-:‬‬
‫األول‪ :‬يف كتاب صالة اجلماعة‪ ،‬وفيه التعبري بالطريقني‪ ،‬وال ثاين له ‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬يف الوكالة ‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬يف باب الصلح ‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬يف فصل الطريق النافذ ‪.‬‬
‫واخلامس‪ :‬يف الفصل الثالث بعد كتاب الطالق ‪.‬‬
‫والسادس‪ :‬يف النفقات يف فصل‪ :‬يلزمه ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫والسابع‪ :‬يف باب صفة الصالة‪ ،‬وكلها مرجحة إال يف موضعني‪-:‬‬
‫أحدمها‪ :‬يف كتاب صالة اجلماعة ‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬يف كتاب النفقات فرتكهما اإلمام النووي بال ترجيح‬
‫فرجحهما األئمة األعالم رضي اهلل عنهم‪.‬‬

‫التعبير باألوجه‪,‬‬
‫وتعبريه بـ(األوجه) يستفاد منه أربع مسائل‪-:‬‬
‫اخلالفية‪ ،‬واحنصارها يف أكثر من وجهني ‪.‬‬
‫وكون اخلالف لألصحاب ‪.‬‬
‫وكون مقابل الضعيف منها األصح والصحيح‪.‬‬
‫ومجلة ما يف املنهاج من املسائل املذكورة بـ(يف قول أو وجه) ثالث مسائل‪-:‬‬
‫إحداها‪ :‬يف قسم الصدقات ‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬يف فصل‪ :‬عاشرها كزوج ‪.‬‬
‫وثالثها‪ :‬يف كتاب اجلراح‪ ،‬يف فصل‪ :‬قتل مسلماً‪.‬‬

‫التعبير بـ(في قول أو وجه)‬


‫وتعبريه بـ(يف قول أو وجه) يستفاد منه‪-:‬‬
‫اخلالفية‪ ،‬والرتدد يف كوهنا من أقوال الشافعي أو من أوجه األصحاب ‪.‬‬
‫وكون الوجه أو القول ضعيفاً ‪.‬‬
‫وكون مقابله يف القول‪ :‬األظهر أو املشهور‪ ،‬ويف الوجه‪ :‬األصح أو الصحيح‪.‬‬
‫ومجلة ما يف املنهاج من املسائل املذكورة بـ(يف قول أو وجه) ثالث‪-:‬‬
‫إحداها‪ :‬يف كتاب اخللع‪ ،‬يف الفصل الثاين ‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬يف العدد‪ ،‬يف فصل‪ :‬عاشرها كزوج ‪.‬‬
‫وثالثها‪ :‬يف كتاب الرضاع‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫التعبير بـ(كذا أو وكذا)‬
‫وتعبريه بـ(كذا أو وكذا) يستفاد منه‪ :‬اخلالفية فيما بعدها‪ ،‬فإن عرب بعدها بـ‪-:‬‬
‫األصح فمقابله الصحيح‪.‬‬
‫أو بالصحيح فمقابله الضعيف ‪.‬‬
‫أو باألظهر فمقابله الظاهر‪.‬‬
‫أو باملشهور فمقابله اخلفي‪ ،‬وقد علمت االصطالح فيها مما مر‪.‬‬
‫ومجلة ما يف املنهاج من التعبري بـ(كذا) ثالمثائة وثالثة وتسعون ‪.‬‬

‫إعراب ما بعد (كذا)‬


‫قال السيوطي يف در التاج على إعراب مشكل املنهاج ما لفظه‪" :‬قاعدة لطيفة‪:‬‬
‫وجدت خبط والدي ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬كل ما يف املنهاج بعد (كذا) مرفوع إال يف‬
‫ستة مواضع ‪-:‬‬
‫األول‪ :‬يف باب صفة الصالة‪ ،‬وهو قوله‪" :‬وكذا مضطجعاً"(‪. )1‬‬
‫والثاين‪ :‬يف اجلماعة‪ ،‬وهو قوله‪" :‬وكذا مجاعة"(‪. )2‬‬
‫والثالث‪ :‬يف احلوالة‪ ،‬وهو قوله‪" :‬وكذا حلوالً وأجالً وصحةً وكسراً"(‪. )3‬‬
‫والرابع‪ :‬يف السلم‪ ،‬وهو قوله‪" :‬وكذا كيالً "(‪. )4‬‬
‫واخلامس‪ :‬يف األميان‪ ،‬وهو قوله‪" :‬وكذا ظاهراً على املذهب"(‪. )5‬‬
‫والسادس‪ :‬يف العدد‪ ،‬وهو قوله‪" :‬وكذا ليالً إىل دار جارهتا"(‪ )6‬وما عدا هذه‬
‫الستة يقدر فيه وكذا احلكم انتهى‪.‬‬
‫(?) املنهاج (‪)10‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) سابق (‪)17‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) سابق (‪)62‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) سابق (‪)53‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) سابق (‪)144‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) سابق (‪)116‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪78‬‬
‫(تنبيه) مل يقع للمصنف التعبري بقوله‪( :‬وكذا يف قول قدمي) ولعله ظن صدور‬
‫ذلك منه فذكره(‪.)1‬‬

‫زيادات النووي على المحرر‬


‫(فائدة) اعلم أن مجلة ما زاده النووي على ما يف احملرر مائة واثنتان ومثانون‬
‫مسألة مميزة عن قول احملرر بقوله يف أوهلا‪" :‬قلت" ويف آخرها "واهلل اعلم" منها حنو‬
‫مخسني رد منه على صاحب احملرر‪ ،‬ألن صاحب احملرر ذكرها على خالف املختار يف‬
‫املذهب‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬مائة واثنتان وثالثون مسألة زيادة منه‪ ،‬وقد يزيد لفظة أو لفظتني بدون‬
‫ذكر (قلت) كقوله يف فصل اخلالء‪" :‬وال يتكلم"(‪ ،)2‬وكـ(ظاهر) و(كثري) يف قوله يف‬
‫التيمم‪" :‬يف عضو ظاهر"(‪" ،)3‬وجبرحه دم كثري"(‪ )4‬وكاهلمزة يف‪" :‬أحق ما قال‬
‫العبد"(‪ )5‬وهي جزء كلمة(‪.)6‬‬

‫مجلة كتب وأبواب وفصول وفروع املنهاج‬


‫(فائدة) مجلة كتب املنهاج‪ :‬أربعة وستون كتاباً‪.‬‬
‫وأبوابه‪ :‬اثنان ومخسون باباً‪.‬‬
‫وفصوله‪ :‬مائتا فصل وأحد عشر فصالً‪.‬‬

‫(?) قال يف التحفة (‪" :)1/54‬ال ينافيهـ عدم وقوع هذه يف كالمه؛ ألنه مل يذكر أنه قاهلا‪ ،‬بل‬‫‪1‬‬

‫إن صدرت فهي كسابقها)‪.‬‬


‫(?)املنهاج (‪)4‬‬
‫‪2‬‬

‫(?)سابق (‪)7‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?)سابق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?)سابق (‪.)11‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) انظر املغين (‪ )1/24‬والتحفة(‪)1/56‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪79‬‬
‫وفروعه‪ :‬أحد عشر فرعاً‪.‬‬

‫املسائل الضعيفة يف املنهاج بدون صيغة (قيل) و(يف قول)‬


‫ومجلة املسائل الضعيفة يف املنهاج بدون صيغة (قيل) و(يف قول) سبع عشرة‬
‫مسالة(‪-:)1‬‬
‫أوهلا‪ :‬يف التيمم‪ ،‬وهي قوله‪" :‬واستدامتها" يعين النية‪ ،‬واألصح أن االستدامة غري‬
‫واجبة(‪.)2‬‬
‫وثانيهما‪ :‬يف اجلماعة‪ ،‬وهي "أصحهما"(‪ )3‬واملعتمد أنه يشرتط القرب‪ ،‬وهي‬
‫ثالمثائة ذراع(‪.)4‬‬
‫وثالثها‪ :‬يف النفل‪ ،‬وهي "اثنا عشر يف الضحى" (‪)5‬واملعتمد أنه مثان ‪.‬‬
‫(?) ليست املسائل اآلتيةـ ضعيفةـ باتفاق علماء املذهب خاصة املتأخرينـ منهم كابن حجر‬ ‫‪1‬‬

‫والرملي‪ ،‬بل من هذه املسائل ما هو معتمد عند بعضهم ضعيف عند آخرين‪.‬‬
‫(?) قال يف املنهاج (‪" :)7‬وجيب قرهنا بالنقل وكذا استدامتها إىل مسح شيء من الوجه على‬ ‫‪2‬‬

‫الصحيح" و املقصود باالستدامةـ هنا أن يضل املتيمم مستحضراً لنيةـ االستباحة من حني النقلـ‬
‫إىل أن ميسح جزءاً من وجهه فلو عزبت قبل املسح مل يكف وعلل بأن النقل وإن كان ركناً‬
‫فهو غري مقصود يف نفسه‪ ،‬وهذه املسألة ضعفها الرملي واخلطيب تبعاً أليب خلف الطربي وتبعه‬
‫مجع كاإلسنوي فاملتجه االكتفاء باستحضارها عندمها‪ ،‬وكذلك شيخ اإلسالم زكريا والذي‬
‫علل التعبري باالستدامةـ بأنهـ جري على الغالبـ‪ ،‬ألن هذا الزمنـ يسري ال تعزب فيه النيةـ ً‬
‫غالبا‬
‫وعليه لو مل ينو إال إرادة مسح الوجه أجزأه‪ ،‬وقد خالف الشيخ ابن حجر واعتمد ما يف املنت‬
‫من وجوب االستدامةـ وقال مبيناً معىن املنت‪" :‬حىت لو عزبت قبل مسح شيء بطلت ألنه‬
‫املقصود وما قبله وسيله وإن كان ركناً فعلم من كالمهم بطالنهـ بعزوهبا فيما بني النقلـ املعتد‬
‫به واملسح وهو كذلك"‪ .‬انظر النهايةـ (‪ )1/296‬واملغين (‪ )1/138‬والتحفة مع حواشي‬
‫الشرواين‪.)1/360‬‬
‫(?)قال يف املنهاج (‪":)18‬فإن كانا يف بناءينـ كصحن وصفة أو بيتـ فطريقانـ‪ :‬أصحهما إن‬ ‫‪3‬‬

‫كان بناء املأموم ميينا أو مشاال وجب اتصال صف من أحد البناءين" وانظر املغين (‪.)1/343‬‬
‫(?) انظر التحفةـ (‪ )2/319‬واملغين (‪.)1/343‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪80‬‬
‫ورابعها‪ :‬يف باب صالة اخلوف‪ ،‬وهي قوله‪" :‬وال قضاء يف األظهر"(‪ )1‬واملعتمد‬
‫القضاء‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وخامسها‪ :‬يف اجلنائز‪ ،‬يف فصل (أقل القرب) وهي قوله‪" :‬ويكره املعصفر"‬
‫واملعتمد احلرمة ‪.‬‬

‫(?)قال يف املنهاج (‪":)16‬ومنه الضحى وأقلها ركعتان وأكثرها ثنتا عشرة" جاء يف املغين (‬ ‫‪5‬‬

‫‪ )1/306‬أن أقلها ركعتان وأدىن الكمال أربع وأكمل منه ست‪ ،‬قال‪ " :‬واختلف يف أكثرها‬
‫فقال املصنف هنا وأكثرها اثنتاـ عشرة ركعة خلرب أيب داود قال النيب صلى اهلل عليه وسلم إن‬
‫صليت الضحى ركعتني مل تكتب من الغافلني أو أربعا كتبت من احملسنني‪ ،‬أو ستا كتبت من‬
‫عشرا مل يكتب عليك ذلك اليوم ذنب‪ ،‬أو ثنيت عشرة‬ ‫القانتني‪ ،‬أو مثانيا كتبت من الفائزين‪ ،‬أو ً‬
‫بىن اهلل لك بيتاً يف اجلنة" رواه البيهقي وقال يف إسناده نظر‪ ،‬وضعفه يف اجملموع‪ ،‬وقال يف‬
‫الروضة‪ :‬أفضلها مثان وأكثرها ثنتا عشرة‪ ،‬ونقل يف اجملموع عن األكثرين أن أكثرها مثان‬
‫وصححه يف التحقيقـ وهذا هو املعتمد كما جرى عليه ابن املقري‪ ،‬وقال اإلسنوي بعد نقله ما‬
‫مر‪ :‬فظهر أن ما يف الروضة واملنهاج ضعيفـ خمالف ملا عليه األكثرون" و"عبارة النهاية وسم‬
‫واملعتمد كما نقله املصنف عن األكثرينـ وصححه يف التحقيقـ واجملموع وأفىت به شيخنا‬
‫الشهاب الرملي أن أكثرها مثان وعليه فلو زاد عليها مل جيز ومل يصح ضحى إن أحرم باجلميع‬
‫دفعة واحدة فإن سلم من كل ثنتني صح إال اإلحرام اخلامس فال يصح ضحى مث إن علم املنع‬
‫وتعمده مل ينعقد وإال وقع نفالً" (النهايةـ (‪ ،2/117‬حواشي الشرواين وابن قاسم ‪. )2/232‬‬
‫أما ابن حجر فقد آثر اجلمع بني ما يف املنهاج وما يف اجملموع والتحقيقـ فحمل ما يف اجملموع‬
‫والتحقيق موافقة للروضة على أن الثمان أفضلها ألهنا أكثر ما صح عنه‪ ‬وورود الزيادة يف‬
‫حديث ضعيفـ ال يعين ردها إذ إن الضعيفـ يعمل به يف فضائل األعمال وعليه فتصح الضحي‬
‫بنية الزيادة على مثان (انظرـ التحفة‪ )2/232‬وقد تبع حج يف مسلكه هذا شيخهـ شيخ اإلسالم‬
‫والذي قال يف التحرير (‪1/292‬مع الشرقاوي)‪" :‬وأقلها ركعتان وأفضلها مثان وأكثرها ثنتاـ‬
‫عشرة" وذكر حنو هذا يف منهجه‪.‬‬
‫(?)قال يف املنهاج(‪":)23‬ويلقى السالح إذا دمى فإن عجز أمسكه‪ ،‬وال قضاء يف األظهر"‬ ‫‪1‬‬

‫انظر التحفةـ (‪ )3/14‬والنهاية (‪ )2/369‬واملغين (‪)1/414‬‬

‫‪81‬‬
‫وسادسها‪ :‬يف باب زكاة الفطر‪ ،‬وهي قوله‪" :‬قلت األصح املنصوص ال يلزم‬
‫احلرة"(‪ )1‬واملعتمد خالفه ‪.‬‬
‫وسابعها‪ :‬يف كتاب احلج‪ ،‬يف فصل (ينوي ويليب) وهي قوله‪" :‬وكذا ثوبه يف‬
‫األصح"(‪ )2‬فهو مكروه عند ابن حجر‪ ،‬ومباح عند الرملي(‪.)3‬‬
‫وثامنها‪ :‬يف باب حمرمات اإلحرام‪ ،‬وهي "دم ترتيب"(‪ )4‬واملعتمد عند األكثرين‬
‫أن الدم يف ترك املأمورات دم ختيري وتعديل‪ ،‬كما يف دم احللق(‪. )5‬‬
‫وتاسعها‪ :‬يف باب اخليار‪ ،‬وهي قوله‪" :‬وكذا ذات الثواب"(‪ )6‬ألن اهلبة بثواب يف‬
‫معىن البيع(‪. )7‬‬

‫(?)قال يف املنهاج(‪":)28‬ويكره الكفن املعصفر" قال يف املغين (‪" :)1/486‬ويكره للمرأة‬ ‫‪2‬‬

‫الكفن املعصفر واملزعفر ملا يف ذلك من الزينةـ‪ ،‬وأما الرجل فقد مر يف باب اللباس أنه حيرم على‬
‫الرجل املزعفر دون املعصفر على خالف يف ذلك‪ ،‬وحينئذ فإطالق كالم املصنف كراهة‬
‫املعصفر للرجال والنساء صحيح‪ ،‬وأما املزعفر فإنه يكره يف حق املرأة بطريق األوىل وأما الرجل‬
‫فيحرم"ـ وانظر التحفة (‪ )3/185‬والنهايةـ (‪)3/21‬‬
‫(?) املنهاج (‪ )33‬بل املعتمد ما يف املنهاج انظر التحفةـ (‪ )3/316‬والنهاية (‪ )3/118‬واملغين‬ ‫‪1‬‬

‫(‪)1/546‬‬
‫(?)قال يف املنهاج (‪":)40‬وأن يطيبـ بدنه لإلحرام وكذا ثوبه يف األصح"‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫?‬
‫( )اعتمد حج يف قوله بالكراهة على ما فهمه من اجملموع من أنه ال يندب تطييبه جزماً‬ ‫‪3‬‬

‫للخالف القوي يف حرمته قال‪" :‬ومنه يؤخذ أنه مكروه" قال الشرواين‪" :‬وصحح يف الروضة‬
‫كأصلها اإلباحة وهو املعتمد هناية ومغين وونائي" التحفة (‪ )4/58‬وانظر املغين (‪)1/645‬‬
‫(?)املنهاج (‪ )170‬مع السراج‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?)انظر التحفة مع حواشي الشرواين (‪ )4/197‬واملغين (‪)1/712‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?)املرجع السابق(‪)184‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?)انظر التحفة (‪ )4/336‬والنهايةـ (‪ )4/7‬واملغين (‪ )2/61‬وفتح الوهاب (‪)3/104‬‬ ‫‪7‬‬

‫وقليويب (‪)2/191‬‬

‫‪82‬‬
‫وعاشرها‪ :‬يف باب حكم املبيع قبل قبضه وهي قوله‪" :‬وبيع الدين لغري من عليه‬
‫باطل"(‪ )1‬واملعتمد أنه يصح؛ الستقراره‪ ،‬كبيعه ممن هو عليه‪ ،‬وهو االستبدال(‪.)2‬‬
‫(‪) 4‬‬
‫احلادية عشرة‪ :‬يف كتاب اهلبة‪ ،‬وهي قوله‪" :‬ولغريه باطله"(‪ )3‬ضعفه ابن حجر‬
‫واعتمد القليويب(‪ )5‬واملغين بطالن هبة الدين فلم يضعفا كالم املنهاج(‪.)6‬‬
‫والثانية عشرة‪ :‬يف الوصايا يف الفصل الثالث‪ ،‬وهي قوله‪" :‬وال تدخل قرابة أم يف‬
‫وصية العرب يف األصح"(‪ )7‬واملعتمد(‪ )8‬أهنا تدخل كالعجم ‪.‬‬
‫والثالثة عشرة‪ :‬يف كتاب النكاح وهي قوله‪" :‬قلت وكذا بغريها على األصح‬
‫املنصوص"(‪ )9‬واملعتمد عدم احلرمة هنا(‪ ،)10‬قاله القليويب‪.‬‬

‫(?)املرجع السابق (‪)192‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) انظر التحفةـ (‪ )4/409‬والنهاية (‪ )4/92‬املغين (‪)2/97‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?)قال يف املنهاج (‪ ":)82‬وهبة الدين للمدين إبراء ولغريه باطلة يف األصح"‪.‬‬‫‪3‬‬

‫(?) انظر التحفةـ (‪. )6/305‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) قليويب (‪)2/112‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) واعتمده الشهاب وولده‪ ،‬انظر النهايةـ (‪ )5/413‬واملغين(‪ )2/540‬وقليويب (‪)2/112‬‬ ‫‪6‬‬

‫وحواشي الشرواين وابن قاسم على التحفة(ـ‪)6/305‬‬


‫(?)املنهاج (‪ )342‬مع السراج‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) يف املنهج (‪4/61‬مع اجلمل) والتحفة (‪ )7/58‬والنهاية (‪ ،)6/81‬واملغين (‪)3/80‬‬ ‫‪8‬‬

‫وقليويب (‪.)3/170‬‬
‫(?)قال يف املنهاج (‪":)95‬وحيرم نظر أمرد بشهوة قلت‪ :‬وكذا بغريها يف األصح املنصوص"‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫(?) صحح النووي حرمة النظر لألمرد وخصه جبميل الوجه والنقي البشرة‪ ،‬وعلله بأنه مظنة‬ ‫‪10‬‬

‫الفتنة كاملرأة‪ ،‬وقد نازع املصنف مجع متقدمون ومتأخرون حكماً ونقالً "حىت بالغ بعضهم –‬
‫كما قال حج‪ -‬فزعم أنه خرق لإلمجاع وليس يف حمله" وتصحيح النووي هنا خمالف لتصريح‬
‫الرافعي باجلواز وهو ما اعتمده مجع كالشهاب وولده واخلطيب وقليويب وآخرين خالفا حلج‬
‫والذي اعتمد ما يف املنهاج‪ ،‬وقد بسط اخلطيب الرد على تصحيح املصنف مث قال ‪-‬وحنوه‬
‫الرملي‪ " :-‬فعلم مما تقررـ أن ما قاله املصنف من اختياراته ال من حيث املذهب وأن املعتمد ما‬
‫صرح به الرافعي" انظر التحفةـ مع حواشيه (‪ )7/199‬والنهايةـ (‪ )6/192‬واملغين (‪)3/170‬‬

‫‪83‬‬
‫والرابعة عشرة‪ :‬يف كتاب الصداق‪ ،‬وهي قوله‪" :‬إن قلنا إنه جيرب"(‪.)1‬‬
‫واخلامسة عشرة‪ :‬يف كتاب السري يف الفصل الثاين‪ ،‬وهي قوله‪" :‬وزوجته احلربية‬
‫حريب أسلم" كما يف التحفة(‪.)3‬‬ ‫على املذهب"(‪" )2‬واملعتمد فيها اجلواز‪ ،‬كزوجة ٍ‬
‫والسادسة عشرة‪ :‬يف كتاب الشهادات آخر الفصل الثاين‪ ،‬وهي قوله‪" :‬أو خمتلف‬
‫فيه مل جيب"(‪ )4‬واألصح الوجوب(‪ ،)5‬قال القليويب‪" :‬هو املعتمد؛ ألن للشاهد أن‬
‫يتحمل شهادة على ما خيالف معتقده ويوءدي عند حاك ٍم يراها"(‪.)6‬‬
‫السابعة عشرة‪ :‬يف كتاب العتق آخر الفصل األول‪ ،‬وهي قوله‪" :‬عتق وسرى‬
‫وعلى سيده قيمة باقيه" وهو مرجوح‪ ،‬واملعتمد عدم السراية‪ ،‬كما يف القليويب(‪.)7‬‬
‫القوة والضعيف من المصطلحات‬
‫(تنبيه) اعلم أن املشهور أقوى من األظهر من جهة أن املشهور قريب من‬
‫املقطوع به‪ ،‬ألنه يقابله اخلفي‪ ،‬وهو ال جيوز العمل به ‪.‬‬
‫وأما من جهة التصحيح‪ ،‬فتصحيح األظهر أقوى من تصحيح املشهور‪ ،‬ألنه‬
‫يقابله الظاهر‪ ،‬وهو جيوز العمل به كما عرفت مما مر‪ ،‬ألن قوة مقابله تشعر بصرف‬

‫قليويب (‪)3/210‬‬
‫(?)املنهاج (‪ )389‬مع السراج‪ ،‬وانظرـ التحفة (‪ )7/382‬والنهايةـ (‪ )6/339‬واملغين (‬ ‫‪1‬‬

‫‪)3/286‬‬
‫(?)قال يف املنهاج (‪":)137‬وجيوز إرقاق زوجة ذمي وكذا عتيقه يف األصح ال عتيق مسلم‬ ‫‪2‬‬

‫وزوجته على املذهب"‪.‬‬


‫(?)(‪ )9/251‬وفاقاً للروض (‪ )4/194‬واملنهج (‪ )5/198‬وخالفاً للنهاية (‪ )8/70‬واملغين‬ ‫‪3‬‬

‫(‪ )4/286‬وقليويب (‪)4/221‬‬


‫(?)جاء يف املنهاج مع احمللي (‪( " :)4/330‬فإن دعي ذو فسق جممع عليه ) كشارب اخلمر (‬ ‫‪4‬‬

‫قيل أو خمتلف فيه ) كشارب النبيذـ ‪ ( .‬مل جيب ) عليه األداء"‪.‬‬


‫(?)كما يف التحفةـ (‪ )10/271‬والنهايةـ (‪ )8/324‬واملغين (‪)4/572‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) حواشي قليويب (‪)4/330‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?)حاشيةـ قليويب (‪ )4/355‬والنهاية (‪ )8/389‬واملغين (‪.)4/635‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪84‬‬
‫العناية للتصحيح صرفاً كلياً خبالف املشهور بضعف مقابله املغين عن متام صرف‬
‫العناية للتصحيح‪ ،‬وكذا يقال يف األصح والصحيح ‪.‬‬

‫اختيارات اإلمام النووي‬


‫واعلم أن اختيارات اإلمام النووي رمحه اهلل كلها ضعيفة من حيث املذهب وإن‬
‫كانت قوية من حيث الدليل إال اختياراته يف الروضة‪ ،‬فإهنا مبعىن الصحيح أو‬
‫الراجح(‪ )1‬إال يف اختياره عدم كراهة املشمس يف الروضة‪ ،‬فهو ضعيف من جهة‬
‫املذهب(‪.)2‬‬
‫اختالف عبارات النووي التصحيحية‬

‫(?) وقد وردت كلمة املختار يف الروضة (‪)81‬مرة ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) للنووي اختياراتـ كثرية كالوضوء من حلم اجلزور كما هو مذهب أمحد‪ ،‬وعدم كراهة‬ ‫‪2‬‬

‫االستياك يف رمضان مطلقاً كما هو مذهب املزين وأكثر العلماء‪ ،‬وأن ابتداء مدة مسح اخلف‬
‫من حني ميسح بعد احلدث وهو رواية عن أمحد وداود قال النووي‪ :‬وهو املختار الراجح دليالً‪،‬‬
‫وذهب فيمن خلع خفيه أو انقضت مدته وهو على طهارة املسح أنه ال شيء عليه‪ ،‬ال غسل‬
‫القدمني وال غريه بل طهارته صحيحةـ يصلي هبا ما مل حيدث كما لو مل خيلع وهذا املذهب‬
‫حمكي عن احلسن البصري وقتادة وسليمان بن حرب واختاره ابن املنذر قال النووي‪ :‬وهو‬
‫املختار األقوى‪ ،‬وحرمة النظر لألمرد‪،‬ـ وغريها من االختياراتـ بيد أنه ينبغي التنبيه هنا على‬
‫مسألة مهمة خيطئ فيها بعض الطلبة وهي أن اختياراتـ بعض علماء املذهب ألقوال خارجة‬
‫عن املذهب ال يعين بالضرورة خروجهم أو عدم انتساهبم للمذهب بل هم مع اختيارهم لتلك‬
‫األقوال باقون ضمن إطاره يقلدون أو يرجحون أو خيرجون –كأصحاب الوجوه‪ -‬وفق قواعد‬
‫وأصول املذهب‪ ،‬وهم إذا خالفوا املذهب يف مسائل فقد اعتمدوا عليه يف غريها من أصول‬
‫وفروع وال شك أن األخرية هي الكثرية الغالبة‪،‬ـ فاختيارات القفال الشاشي والقاضي احلسني‬
‫والبغوي وابن خزمية والنووي وغريهم ال خترجهم عن املذهب البتة‪،‬ـ ويكون اختيارهم هم أو‬
‫من هو دوهنم سببهـ قوة دليلـ أو تقليد أو طلب للتيسري على العامةـ واملستفتني‪ ،‬واملسألة طويلة‬
‫أكتفي منها هبذه اإلملاحة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫وقد يوجد منه التعبري يف الروضة بـ(األصح) ويف املنهاج بـ(الصحيح) يف حكم‬
‫واحد‪ ،‬وهذا منشأ اختالف االجتهاد يف األرجحية‪ ،‬فعند التعارض يرجع إىل تأمل‬
‫املدرك ‪.‬‬
‫ويوجد له يف بعض كتبه التعبري بـ(األظهر)‪ ،‬ويف بعضها التعبري عن ذلك‬
‫بـ(األصح)‪ ،‬فإن عرف أن اخلالف أقوال أو أوجه فواضح‪ ،‬واألرجح الدال على أنه‬
‫أقوال؛ ألن مع قائله زيادة علم بنقله عن الشافعي رضي اهلل تعاىل عنه خبالف نافيه‬
‫عنه‪.‬‬

‫بيان المعتمد‬
‫(فائدة مهمة) اعلم أنه حصل االتفاق بني األئمة األعالم من الشافعية على أن‬
‫املعتمد ما اتفق عليه الشيخان‪.‬‬
‫فإن اختلفا فاملعتمد ما قاله النووي رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫فإن وجد للرافعي ترجيح دون النووي فهو املعتمد‪.‬‬
‫وحمل هذا ما مل جيمع املتأخرون على أن ما قااله سهو‪ ،‬وإال فاملعتمد ٍ‬
‫حينئذ ما‬
‫قاله املتأخرون ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫فإن مل يتعرض الشيخان لذلك احلكم فالكتب املتقدمة على الشيخني ال يعتمد‬
‫على شيء منها إال بعد الفحص والتحري حىت يغلب على الظن أنه املذهب(‪.)2()1‬‬

‫شرط النقل من الكتب المعتمدة‬


‫وجيوز النقل من الكتب املعتمدة بشرط الوثوق بصحة النسخة املنقول منها أو‬
‫تعددها تعدداً يغلب على الظن صحتها‪ ،‬أو رأى لفظها منتظماً‪ ،‬وهو خبري فطن‬
‫يدرك السقط أو التحريف‪ ،‬فإن انتفى ذلك‪ ،‬وأراد النقل منها قال وجدت كذا‬
‫وحنوه(‪.)3‬‬

‫(?) قال يف التحفة (‪" :)1/39‬الكتب املتقدمة على الشيخني ال يعتمد شيء منها إال بعد‬ ‫‪1‬‬

‫مزيد الفحص والتحريـ حىت يغلب على الظن أنه املذهب‪ ،‬وال يغرت بتتابع كتب متعددة على‬
‫حكم واحد فإن هذه الكثرة قد تنتهي إىل واحد‪ ،‬أال ترى أن أصحاب القفال أو الشيخ أيب‬
‫حامد مع كثرهتم ال يفرعون ويؤصلون إال على طريقتهـ غالباً وإن خالفت سائر األصحاب‪،‬‬
‫فتعني سرب كتبهم‪ ،‬هذا كله يف حكم مل يتعرض له الشيخان أو أحدمها وإال فالذي أطبق عليه‬
‫حمققوا املتأخرين ومل تزل مشاخينا يوصون به وينقلونه عن مشاخيهم وهم عمن قبلهم وهكذا أن‬
‫املعتمد ما اتفقا عليه أي ما مل جيمع متعقبوا كالمهما على أنه سهو وأىن به ‪ ...‬فإن اختلفا‬
‫فاملصنف فإن وجد للرافعي ترجيح دونه فهو"‪.‬‬
‫(?) قال يف فتح املعني (‪" :)1/19‬املعتمد يف املذهب للحكم والفتوى ما اتفق عليه الشيخان‬ ‫‪2‬‬

‫فما جزم به النووي فالرافعي فما رجحه األكثر فاألعلم واألورع"‪.‬‬


‫(?) انظر املرجع السابق ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫في اصطالحات صاحب التحفة والنهاية والمغني‬
‫وغيرهم من الفقهاء مما أودعوه في طي إشاراتهم‬

‫‪88‬‬
‫اعلم أن االصطالح هو‪ :‬اتفاق طائفة خمصوصة على أمر خمصوص بينهم فحيث‬
‫قالوا‪(:‬اإلمام) يريدون به إمام احلرمني أبو املعايل عبد امللك بن حممد اجلويين‪.‬‬
‫و(القاضي) عند اإلطالق يريدون به القاضي حسني(‪.)1‬‬
‫أو (القاضيان) يريدون هبما الروياين(‪ )2‬واملاوردي(‪.)3‬‬
‫أو (الشارح) أو (الشارح احملقق) يريدون به اجلالل احمللي‪ ،‬شارح املنهاج‪.‬‬
‫أو (شارح) يريدون به واحداً من الشراح ألي كتاب كان‪.‬‬
‫أو (قال بعضهم) فهو أعم من شارح ‪.‬‬
‫أو (الشيخان) يريدون هبما الرافعي والنووي‪.‬‬
‫أو (الشيوخ) يريدون هبم الرافعي والنووي والسبكي‪.‬‬
‫وحيث قال يف التحفة‪( :‬شيخنا) فرييد به شيخ اإلسالم زكريا األنصاري‬
‫وكذلك اخلطيب‪ ،‬وهو مراد صاحب النهاية بقوله‪(:‬الشيخ)‪.‬‬

‫(?)احلسني بن حممد بن أمحد القاضي أبو علي املروذي‪ ،‬صاحب التعليقة املشهورة يف املذهب‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫تويف يف احملرم سنة اثنتني وستني وأربعمائةـ (طبقاتـ الشافعية‪)2/245‬‬


‫(?)عبد الواحد بن إمساعيل بن أمحد بن حممد بن أمحد‪ ،‬قاضي القضاة‪ ،‬فخر اإلسالم‪ ،‬أبو‬ ‫‪2‬‬

‫احملاسن الروياين الطربي صاحب البحرـ وغريه‪ ،‬كانت له الوجاهة والرئاسة والقبولـ التام‪ ،‬برع‬
‫يف املذهب حىت كان يقول‪ :‬لو احرتقت كتب الشافعي ألمليتها من حفظي‪ ،‬وهلذا كان يقال‬
‫له‪ :‬شافعي زمانهـ‪ ،‬وويل قضاء طربستان وبىن مدرسة بآمل‪ ،‬وكان فيه إيثار للقاصدين إليه‪ ،‬ولد‬
‫يف ذي احلجة سنة مخس عشرة وأربعمائةـ‪ ،‬واستشهد جبامع آمل عند ارتفاع النهار‪ ،‬بعد فراغه‬
‫من اإلمالء يوم اجلمعة حادي عشر احملرم سنة اثنتني‪ ،‬وقيل سنةـ أحدى ومخسمائة‪ ،‬قتله الباطنية‬
‫لعنهم اهلل تعاىل‪ ،‬ومن تصانيفهـ‪ :‬البحر وهو حبر كامسه‪ ،‬والكايف شرح خمتصر على املختصر‪،‬‬
‫واحللية جملد متوسط فيه اختياراتـ كثرية وكثري منها يوافق مذهب مالك وكتاب املبتدي بكسر‬
‫الدال وهو دون احللية بقليل وكتاب القولني والوجهني جملدان (سابق‪)2/287‬‬
‫(?)علي بن حممد بن حبيب القاضي أبو احلسن املاوردي البصريـ‪ ،‬أحد أئمة أصحاب‬ ‫‪3‬‬

‫الوجوه‪ ،‬قال اخلطيب‪ :‬كان ثقة من وجوه الفقهاء الشافعني‪ ،‬وله تصانيفـ عدة‪ :‬يف أصول الفقهـ‬
‫وفروعه‪ ،‬تويف يف ربيعـ األول سنةـ مخسني وأربعمائة (سابق‪)2/230‬‬

‫‪89‬‬
‫وإن قال اخلطيب (شيخي) فرييد به الشهاب أمحد الرملي(‪ ،)1‬وهو مراد اجلمال‬
‫بقوله‪( :‬أفىت به الوالد)أو (ال يبعد كذا) فهو احتمال‪.‬‬
‫أو (على ما مشله كالمهم) فهو إشارة إىل التربي منه‪ ،‬أو أنه مشكل‪.‬‬
‫أو (كذا قالوه) فهو ت ٍرب‪ ،‬أو مشكل ومثله (كذا قاله فالن)(وإن صح هذا فكذا)‬
‫فهو عدم ارتضائه‪.‬‬
‫أو (كما أو لكن) فهو املعتمد‪.‬‬

‫قاعدة كما ولكن في التحفة‬


‫واعلم "أن ما بعد كما معتمد يف التحفة‪ ،‬وأن ما اشتهر من أن املعتمد ما بعد‬
‫لكن حمله إذا مل يسبقه كما‪ ،‬وإال فهو ٍ‬
‫حينئذ املعتمد عنده"(‪ )2‬إال إن قال‪ :‬لكن‬
‫املعتمد كذا واألوجه كذا‪ ،‬فهو ٍ‬
‫حينئذ املعتمد(‪. )3‬‬
‫وقول ابن حجر‪( :‬على املعتمد) يعين به األظهر من القولني أو األقوال للشافعي‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬على األوجه) يعين به‪ :‬األصح من الوجهني أو األوجه لألصحاب‪.‬‬
‫أو (على ما اقتضاه كالمهم) فصيغة برت كقوهلم‪( :‬على ما قاله فالن) بذكر‬
‫(على) أو (هذا كالم فالن) كله برت‪ ،‬واملعتمد مقابله‪.‬‬

‫(?) أمحد بن أمحد بن محزة الرملي األنصاريـ الشافعي‪ ،‬تتلمذ على القاضي زكريا تويف سنة(‬‫‪1‬‬

‫‪971‬هـ) من مصنفاته‪:‬ـ شرح منظومة البيضاوي يف النكاح‪ ،‬ورسالة يف شروط اإلمامة (معجم‬
‫املؤلفني‪)1/94‬‬
‫(?) هذا منقول الشيخ سعيد سنبلـ عن شيخه عبد املصري عن شيخه الشوبري (الفوائد املكية‬ ‫‪2‬‬

‫‪)133‬‬
‫(?) جاء بعد هذا يف الفوائد املكية (‪ )133‬نقالً عن املسلك العدل للكردي‪" :‬وعندي أن‬ ‫‪3‬‬

‫ذلك ال يتقيد هباتني الصورتني بل سائر صيغ الرتجيح كهما ورأيت عن الشارح أن ما فيه‬
‫(لكن)إن كان تقييداً ملسألة بلفظ (كما)فما قبل (لكن) هو املعتمد وإن ل يكن لفظ (كما)‬
‫فما بعد لكن هو املعتمد ‪...‬لكن رأيت نقالً عن تقرير البشبيشي يف درسه أن ما بعد (لكن) يف‬
‫التحفة هو املعتمد سواء كان قبلها (كما) أو غريه "‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫(والذي يظهر) حبث‪ ،‬وهو‪ :‬ما يفهم فهماً واضحاً من الكالم العام لألصحاب‬
‫املنقول عن صاحب املذهب ٍ‬
‫بنقل عام‪.‬‬
‫أو (مل نر فيه نقالً) يريدون نقالً خاصاً‪.‬‬
‫أو (هو حمتمل) فإن ضبطوه بفتح امليم الثانية فهو راجح‪ ،‬أو بالكسر فاملعىن ذو‬
‫احتمال مرجوح‪ ،‬فإن مل يضبطوه بشيء يلزم مراجعة كتب املتأخرين‪ ،‬فإن وقع بعد‬
‫أسباب التوجيه فهو بالفتح راجح‪ ،‬أو بعد أسباب التضعيف فهو بالكسر مرجوح‪.‬‬
‫أو (على املختار) إن كان لغري النووي فهو خارج عن صاحب املذهب‪ ،‬فال‬
‫يعول عليه‪ ،‬وإن وقع للنووي يف الروضة فهو مبعىن األصح يف املذهب ال مبعناه‬
‫املصطلح عليه إال يف اختياره عدم كراهة املشمس فهو مبعىن الضعيف‪.‬‬
‫أو (وقع لفالن كذا) فهو ضعيف إال أن يلحقوه برتجيح فيكون راجحاً ‪.‬‬
‫أو (يف أصل الروضة) فاملراد عبارة النووي يف الروضة اليت خلصها واختصرها من‬
‫لفظ العزيز‪.‬‬
‫أو (يف زوائد الروضة) فاملراد الزائد فيها عن لفظ العزيز‪.‬‬
‫أو (نقله فالن عن فالن) أو (حكاه فالن عن فالن) فاملعىن واحد‪.‬‬
‫أو (سكت عليه) أي ارتضاه‪.‬‬
‫أو (أقره فالن) فهو كاجلازم به(‪.)1‬‬
‫أو (نبه عليه األذرعي) معناه أنه معلوم من كالم األصحاب‪ ،‬وإمنا لألذرعي التنبيه‬
‫عليه ال غري‪.‬‬
‫أو (كما ذكره األذرعي) فاملراد أن ذلك من عند نفسه‪.‬‬
‫أو (الظاهر كذا) فهو من حبث القائل‪.‬‬
‫و (الفحوى) هو ما فهم من األحكام بطريق القطع‪.‬‬
‫و (املقتضى) و (القضية) هو احلكم بالشيء ال على وجه الصراحة‪.‬‬

‫(?)"ألن نقله منه وسكوته عليه مع عدم التربي منه ظاهر يف تقريره" (الفوائد املكية ‪)138‬‬ ‫‪1‬‬

‫نقالً عن كشف اللثام للعالمة الكردي ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫أو (زعم فالن) فهو مبعىن قال إال أنه أكثر ما يقال فيما شك فيه‪.‬‬
‫ومن اصطالحهم أهنم إذا نقلوا عن اإلمام احلي فال يصرحون بامسه ألنه رمبا‬
‫رجع عن قوله وإمنا يقال‪( :‬قال بعض العلماء) فإن مات صرحوا بامسه ‪.‬‬
‫واملقرر الناقل مىت قال (وعبارته) تعني عليه سوق العبارة املنقولة بلفظها ومل جيز‬
‫له تغيري شيء منها وإال كان كاذباً‪.‬‬
‫ومىت قال‪( :‬قال فالن) كان باخليار بني أن يسوق عبارته بلفظها أو مبعناها من‬
‫غري نقلها‪ ،‬لكن ال جيوز له تغيري شيء من معاين ألفاظها‪.‬‬
‫وقوهلم‪( :‬ملخصاً) فاملراد أن يأيت من ألفاظه مبا هو املقصود ‪.‬‬
‫وقوهلم‪( :‬املعىن كذا) املراد به التعبري عن لفظه مبا هو املفهوم منه‪.‬‬
‫وقوهلم‪( :‬فريد عليه كذا) وما اشتق من الورود يقال ملا ال يندفع بزعم املعرتض ‪.‬‬
‫وقوهلم‪( :‬ويتوجه) وما اشتق منه أعم منه من غريه‪.‬‬
‫وقوهلم‪( :‬مع ضعف فيه)قد يقال ملا فيه ضعف شديد أيضاً‪.‬‬
‫وقوهلم‪( :‬ولقائل) ملا فيه ضعف ضعيف‪.‬‬
‫أو (وفيه حبث) وحنوه ملا فيه قوة سواءٌ حتقق اجلواب أم ال‪.‬‬
‫و (قيل) و(يقال) و(ال يبعد) و(ميكن) صيغ متريض تدل على ضعف مدلوهلا حبثاً‬
‫كان أو جواباً‪.‬‬
‫خاص بالقائل أو (حاصله) أو (حمصله) أو (حتريره)‬ ‫أو (أقول) أو (قلت) ملا هو ٌ‬
‫أو( تنقيحه) أو حنو ذلك فإشارة إىل قصور يف األصل أو اشتماله على حشو‪.‬‬
‫خدش فيه أخرى‪ ،‬فهو إشارة إىل اجلواب‬ ‫(تأمل) إشارة إىل دقة املقام مرة‪ ،‬وإىل ٍ‬
‫القوي‪.‬‬
‫(فتأمل) بالفاء إشارة إىل الضعيف‪.‬‬
‫(فليتأمل) إشارة إىل األضعف‪.‬‬
‫(وفيه نظر) يستعمل يف لزوم الفساد‪.‬‬
‫(ولقائل) إذا كان بسؤال قوي فجوابه أقول أو نقول بإعانة سائر العلماء‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫(فإن قيل) إذا كان السؤال ضعيفاَ فجوابه أجيب ويقال ‪.‬‬
‫(ال يقال) ملا كان أضعف وجوابه ألنا نقول ‪.‬‬
‫(فإن قلت) للسؤال إذا كان قوياً وجوابه قلنا أو قلت‪.‬‬
‫(قيل) يقال ملا فيه اختالف وضعف ما قالوه‪.‬‬
‫(حمصل الكالم)يقالـ لإلمجال بعد التفصيل‪.‬‬
‫(وحاصل الكالم) يقال للتفصيل بعد اإلمجال‪.‬‬
‫(والتعسف) ارتكاب ما ال جيوز عند احملققني وقد يطلق على ارتكاب ما ال‬
‫ضرورة فيه‪.‬‬
‫(وفيه تساهل) يستعمل يف ٍ‬
‫كالم ال خطأ فيه‪.‬‬
‫(التسامح) هو استعمال اللفظ يف غري موضعه األصلي كاجملاز‪.‬‬
‫(التأمل) هو إعمال الفكر‪.‬‬
‫(التدبر) تصرف القلب بالنظر يف الدالئل‪.‬‬
‫(تدبر) للسؤال يف املقام‪.‬‬
‫(فتدبر) مبعىن التقرير والتحقيق ملا بعده‪.‬‬
‫(ويف اجلملة) يستعمل يف اجلزئي واإلمجايل‪.‬‬
‫(وباجلملة) يف الكليات والتفصيل‪.‬‬
‫(اللهم إال أن يكون كذا) قد جييء حشواً أو بعد عموم حثاً للسامع‪ ،‬وتنبيهاً‬
‫للمقيد املذكور قبلها‪.‬‬
‫(وقد يفرق) و(إال أن يفرق) و(ميكن الفرق) صيغ فرق‪.‬‬
‫(وقد جياب) و(إال أن جياب) و(لك أن جتيب) كلها جواب من قائله‪.‬‬
‫(ولك رده) و(ميكن رده) صيغ رد‪.‬‬
‫(لو قيل كذا) صيغة ترجيح‪.‬‬
‫ومثله (مل يبعد) ومثله (ليس ببعيد) ومثله (لكان قريباً) ومثله (أو أقرب)‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫وإذا اختلف املصنف والفتوى فالعمدة ما يف املصنف‪ ،‬وإن وجدنا كالماً يف‬
‫الباب وكالماً يف غري الباب فالعمدة ما يف الباب‪.‬‬
‫وإن قالوا‪( :‬وإن) أو (ولو) فهو إشارة إىل اخلالف‪ ،‬فإن مل يوجد خالف فإن مل‬
‫يوجد خالف فهو لتعميم احلكم‪ ،‬وأن البحث واإلشكال واالستحسان والنظر ال يرد‬
‫املنقول واملفهوم ال يرد الصريح‪.‬‬
‫(األشهر كذا والعمل على خالفه) تعارض الرتجيح من حيث دليل املذهب‬
‫والرتجيح من حيث العمل فساغ العمل مبا عليه العمل‪.‬‬
‫وقول الشيخني (وعليه العمل) صيغة ترجيح‪.‬‬
‫(اتفقوا) و(هذا اجملزوم به) و(هذا الخالف فيه) يقال فيما يتعلق بأهل املذهب‬
‫الغري‪.‬‬
‫(هذا جممع عليه) يقال فيما اجتمعت عليه األئمة‪.‬‬
‫دليل على أهنم مل يرو فيه نقالً‪.‬‬
‫(ويف صحته نظر) ٌ‬
‫(ينبغي) األغلب استعماهلا يف املندوب تار ًة والوجوب أخرى‪ ،‬وحيمل على‬
‫أحدمها بالقرينة وقد يستعمل للجواب والرتجيح ‪.‬‬
‫(ال ينبغي) قد تكون للتحرمي أو الكراهة‪.‬‬
‫(وانتحله) ادعاه لنفسه وهو لغريه‪.‬‬
‫(وليس بشيء) تأكيد للضعيف‪.‬‬
‫(ويف النفس منه شيء) صيغة رد‪.‬‬
‫(وزعم كذا ممنوع) صيغة توجيه‪.‬‬
‫(مل أعثر عليه) صيغة استغراب‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫المراد باألصحاب المتقدمين‬
‫(تنبيه) يف فتاوى ابن حجر ما لفظه‪" :‬ويف االصطالح أن املراد باألصحاب‬
‫املتقدمون وهم أصحاب األوجه غالباً‪ ،‬وضبطوه بالزمن‪ ،‬وهم من األربعمائة‪ ،‬ومن‬
‫عداهم ال يسمون باملتقدمني وال باملتأخرين ‪.‬‬
‫ويوجه هذا اإلصطالح بأن بقية هذا القرن الثالث من مجلتهم السلف املشهود‬
‫هلم على لسانه ‪ ‬بأهنم خري القرون أي ممن بعدهم‪ ،‬فما قربوا من عصر اجملتهدين‬
‫خصوا متييزاً هلم على من بعدهم باسم املتقدمني" اهـ(‪.)2()1‬‬

‫(?) الفتاوى الفقهية الكربى (‪)4/63‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) أما اآلن وقبله فرياد باملتأخرينـ من بعد الشيخني (انظرـ الفوائد املكية‪ )145‬وقليالً ما يراد‬
‫‪2‬‬

‫هبم النووي والرافعي (انظر حواشي الشرواين‪)1/43‬‬

‫‪95‬‬
‫الخـاتمـة‬
‫نسأل اهلل حسنها‬
‫في تراجم الكتب‬
‫هي لغة‪ :‬آخر الشيء(‪. )1‬‬
‫معان خمصوصة جعلت آخر كتاب‬ ‫أللفاظ خمصوصة دالة على ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫واصطالحاً‪ :‬اسم‬
‫أو باب‪ ،‬ومنه هذه اخلامتة جعلتها آخر هذه الورقات يف تعريف تراجم الكتب وهي‪:‬‬
‫(الكتاب) هو مصدر معناه لغةً‪ :‬الضم واجلمع(‪.)2‬‬
‫واصطالحاًً‪ :‬اسم جلملة خمتصة من العلم‪ ،‬ويعرب عنها بالباب‪ ،‬وبالفصل أيضاً فإن‬
‫مجع بني الثالثة قيل‪ :‬الكتاب‪ :‬اسم جلملة خمتصة من العلم‪ ،‬مشتملة على أبواب‬
‫وفصول ومسائل غالباً(‪.)3‬‬
‫(والباب) لغةً‪ :‬فتحة مملوءة باهلواء‪.‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬اسم جلملة خمتصة من الكتاب‪ ،‬مشتملة على فصول ومسائل‬
‫غالباً(‪.)4‬‬
‫و(الفصل) لغةً‪ :‬احلاجز بني الشيئني(‪.)5‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬اسم جلملة خمتصة من الباب‪ ،‬مشتملة على مسائل غالباً(‪. )6‬‬
‫و(املسألة) لغةً‪ :‬السؤال(‪.)7‬‬

‫(?) انظر لسان العرب (‪)12/163‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) انظر خمتار الصحاح (‪)234‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) انظر جبريمي على اإلقناع (‪)1/78‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) انظر إعانة الطالبني (‪)1/20‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?)انظر لسان العربـ (‪)11/521‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) انظر شرح الزبد للرملي (‪ )29‬وإعانة الطالبني (‪)1/20‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?) انظر خمتار الصحاح (‪)119‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪96‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬مطلوب خربي يربهن عليه يف العلم‪ ،‬كما يف قولنا‪ :‬الوتر مندوب‪،‬‬
‫فثبوت الندب للوتر مطلوب خربي يربهن عليه يف العلم(‪. )1‬‬
‫و(الفرع) لغةً‪ :‬ما انبىن على غريه‪ ،‬ويقابله األصل(‪.)2‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬اسم أللفاظ خمصوصة‪ ،‬مشتملة على مسائل غالباً(‪.)3‬‬
‫و(التنبيه) لغةً‪ :‬اإليقاظ(‪.)4‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬عنوان البحث الالحق الذي تقدمت له إشارة‪ ،‬حبيث يفهم من‬
‫الكالم السابق إمجاالً‪ ،‬أي لفظ عنون به وعرب به عن البحث الالحق(‪.)5‬‬
‫و(الفائدة) لغةً‪ :‬ما استفيد من عل ٍم أو مال(‪.)6‬‬
‫واصطالحاً‪ :‬املسالة املرتبة على الفعل من حيث هي كذلك‪ ،‬وعرفت بأهنا كل‬
‫نافع ديين أو دنيوي‪ ،‬ويقال‪ :‬هي حصول مهم يؤثر يف الفؤاد(‪.)7‬‬
‫و(القاعدة) هي‪ :‬أمر كلي يتعرف منه أحكام جزئياته‪ ،‬ويرادفها الضابط(‪.)8‬‬
‫وقال أبو زرعة يف الغيث اهلامع‪ :‬املراد بالقاعدة‪ :‬ما ال خيص باباً من أبواب‬
‫الفقه‪ ،‬فإن اختص ببعض األبواب مسي ضابطاً(‪.)9‬‬
‫و(الضابط) أمر كلي ينطبق على بعض جزئياته‪ ،‬لتعرف احكامه(‪.)10‬‬
‫و(التتمة) ما متم به الكتاب أو الباب‪ ،‬وهو قريب من معىن اخلامتة‪.‬‬

‫(?) انظر إعانة الطالبني (‪)1/20‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) انظر التعريفات (‪)77‬احلدود األنيقة (‪)66‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) انظر إعانة الطالبني (‪)1/20‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) انظر اللسان (‪)13/546‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) انظر إعانة الطالبني (‪)1/21‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) انظر املختار (‪)216‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?) انظر حتفة احملتاج (‪)1/38‬‬ ‫‪7‬‬

‫(?) انظر غمز عيون البصائرـ (‪)1/2‬‬ ‫‪8‬‬

‫(?) وحنو هذا ذكره صاحب غمز عيون البصائرـ (‪)1/2‬‬ ‫‪9‬‬

‫(?)انظر غمز عيون البصائر (‪)1/2‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪97‬‬
‫و(املقدمة) مأخوذة من مقدمة اجليش للجماعة املتقدمة منها(‪ ،)2‬ومقدمة الكتاب‬
‫لطائفة من كالمه قدمت أمام املقصود الرتباط له هبا‪ ،‬وانتفاع هبا فيه‪ ،‬سواء توقف‬
‫عليها أم ال ‪.‬‬
‫و(التذنيب) جعل الشيء ذنابةً للشيء‪ ،‬وهو كالتتميم والتكميل ملا قبله(‪.)3‬‬
‫و(الدقيقة) مأخوذة من دق الشيء صار دقيقاً‪ ،‬أي غامضاً‪ ،‬وأصل الدقة ضد‬
‫الغلظ(‪.)4‬‬
‫و(اللطيفة) طائفة من الكالم إذا كان تأثريها يف النفس حبيث يورث نوعاً من‬
‫االنبساط‪.‬‬
‫و(النكتة) طائفة من الكالم منقحة‪ ،‬مشتملة على لطيفة مؤثرة يف القلوب(‪ ،)5‬ويف‬
‫املصباح "والنكتة هي‪ :‬اللطيفة املستخرجة بالفكرة املؤثرة يف القلب‪ ،‬من نكت يف‬
‫األرض نكتاً إذا أثر فيها بنحو قضيب"(‪.)6‬‬
‫و(اإلفادة) بيان ما يف الضمري ملن ليس له ذلك‪.‬‬
‫و(االستفادة) طلب حتصيل الشيء ممن عنده ذلك‪.‬‬
‫و(العبارة) ما قصد به اإلفادة من لفظ أو غريه‪.‬‬
‫و(الفرق) ما أبدى معىن مناسباً للحكم يف إحدى الصورتني غري مقصود يف‬
‫األخرى‪.‬‬
‫و(القانون) عبارة عن املعىن الكلي املنطبق على جزئياته عند تعرفها منه(‪.)7‬‬

‫(?) خمتار الصحاح (‪)219‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) انظر تاج العروس (‪)1/500‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?)انظر املصباح (‪)211‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) انظر التعريفات (‪)316‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) مل أعثر عليه يف املصباح وذكر الزبيدي يف تاج العروس كالماً قريبا من هذا (‪)3/51‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?) التعريفاتـ (‪)219‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪98‬‬
‫(اعلم) كلمة يؤتى هبا لشدة االعتناء مبا بعدها‪ ،‬واملخاطب بذلك كل من يتأتى‬
‫منه العلم جمازاً‪ ،‬ألنه موضوع ألن خياطب به‪.‬‬
‫وهاهنا أمسكنا جواد الرياع عن الطراد يف ميدان البيان‪ ،‬لعله عشا تاسع ذي‬
‫احلجة احلرام سنة تسعة وستني وثالمثائة وألف هجرية‪ ،‬على صاحبها أفضل الصالة‬
‫وأزكى التحية‪.‬‬
‫وصلى اهلل على سيدنا وموالنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫نظم القيالت‬
‫للشيخ‪ :‬عبداهلل بن سعيد اللحجي‬
‫إىل بيان مهيع الرشاد‬ ‫احلمدهلل العظيم اهلادي‬
‫على نيب شأنه املراحم‬ ‫مث الصالة والسالم الدائم‬
‫وقوله املقبول والصحيح‬ ‫حممد من نطقه الفصيح‬
‫والشاذ والصحيح والضعيف‬ ‫سواه يف أقواله السخيف‬
‫وتابع لنهجه من أمته‬ ‫وآله وصحبه وعرتته‬
‫معتمد القيالت نظماً حمكما‬ ‫وبعد ذا فعن يل أن أنظما‬
‫من أشرقت بنوره الدياجي‬ ‫يف سفرنا املعروف باملنهاج‬
‫وقد حتريت صريح لفظها‬ ‫قصدي هبا تيسريها حلفظها‬
‫فجئت باملمكن يف ذا القسم‬ ‫ورمبا ضاق جمال النظم‬
‫بعون ريب راحم العباد‬ ‫وها أنا أشرع يف املراد‬
‫شرط الزكاة يف التجار احلول‬ ‫فأول منه حواه فصل‬
‫املالك" يا نبيال‬
‫ختري ُ‬ ‫وهاك نصه بلفظ‪" :‬قيال‬
‫بعد الكتاب يا أخي كن دارية‬ ‫والثاين يف الفصل الذي يف العارية‬
‫ميلكه ٍ‬
‫بقيمة" كذا رووا‬ ‫ولفظه الصريح فيه "قيل‪ :‬أو‬
‫بثلثني قبل فصل أول‬ ‫ويف كتاب اخللع ثالث يلي‬
‫مثل" صاح مشر ترتفع‬ ‫مبهر ٍ‬ ‫مشهور لفظه‪" :‬ويف قول يقع‬
‫حمله منه بفصل رابع‬ ‫ويف الطالق أحلقوا برابع‬
‫إليك لفظه "وقيل املنوي"‬ ‫أوله وقبل قلت منطوي‬
‫بفصله الثاين أتى مندرجا‬ ‫كذاك يف كيفية القصاص جا‬
‫يدخل" فافهم واحذر التغافال‬ ‫خامسها ونصه "وقيل‪ :‬ال‬
‫السيف" مهم حفظه‬ ‫ُ‬ ‫"يف ٍ‬
‫قول‬ ‫ذا الفصل فيه سادس ولفظه‪:‬‬
‫"قول كفعله" فحاذر خيتفي‬ ‫ٍ‬ ‫وفيه أيضاً سابع تراه يف‬

‫‪100‬‬
‫يف الفصل بعده أيا من رامه‬ ‫وثامن قد جاء يف القسامة‬
‫أوضح رأسه" فخذ ما تلفي‬ ‫إليك نصه "وقيل‪ :‬يكفي‬
‫لفصله قد جاء آخر مجلة‬ ‫وتاسع جاء قبيل اجلزية‬
‫قيمتها" فادر تكن نبيال‬ ‫مسألة العلج وهاك "قيال‬
‫يف نصفه العاشر جا بواضح‬ ‫ويف كتاب الصيد والذبائح‬
‫العضو" إن ذا ألمر مربم‬ ‫صريح لفظه‪" :‬وقيل‪ :‬حيرم‬
‫حادي عشر جاء بال جمادلة‬ ‫ويف املسابقات واملناضله‬
‫ولفظه "وقيل بالسوية"‬ ‫قبيل أميان بغري مرية‬
‫للعلم خذه بكتاب الدعوى‬ ‫والثاين بعد العشر يامن قد حوى‬
‫وهو "وقيل‪ :‬إن ادعى مباشرة‬ ‫بفصله الثاين أتاك آخره‬
‫وثالث العشر أتاك بعده‬ ‫ف" مث لَقطُه‬
‫سببه َحلَ َ‬
‫بعد الكتاب فادر هذا واحتذي‬ ‫يف العتق قد جاءك يف الفصل الذي‬
‫من رَأس املال" مت ما قد قيال‬ ‫وهاكه بلفظه‪" :‬وقيال‪:‬‬
‫وهي به تكون أربع عشرا‬ ‫وصاحب املنهج زاد آخرا‬
‫التفصيل" فاحفظ ما ذكرت تنجب‬ ‫صريح لفضه‪" :‬وقيل‪ :‬جيب‬
‫محداً ملن يسر على ختمه‬ ‫هذا ومت ما قصدت نظمه‬
‫وصحبه ومن على منواله‬ ‫مث الصالة على النيب وآله‬

‫‪101‬‬
‫الفهــرس‬

‫املقدمة‬
‫ترمجة مؤلف الرسالة‬
‫سبب تأليف هذه الرسالة‬
‫الفصل األول يف ذكر املنهاج ومؤلفه وذكر من اعتىن به‬
‫سند املؤلف‬
‫خمتصرات املنهاج‬
‫منظومات املنهاج‬
‫شروح املنهاج‬
‫أحسن شروح املنهاج‬
‫الشروح املعتمدة‬
‫بيان معتمد الفتوى‬
‫الفصل الثاين يف ذكر أمهات ااملنهاج اليت اختصر منها‬
‫الرافعي وكتابه احملرر‬
‫شروح احملرر‬
‫خمتصرات احملرر‬
‫سبب تسمية احملرر هبذا االسم‬
‫شروح واختصارات الوجيز‬
‫خمتصرات فتح العزيز‬
‫حواشي الروضة‬
‫شروح الوسيط‬
‫كتاب األم‬
‫هل تغين الطباعة عن الكتابة ؟‬

‫‪102‬‬
‫حـكم كتابة العلـم‬
‫الفصـل الثالث‪ :‬يف بيان مصطلحات اإلمام النووي يف كتبه وما يقدم‬
‫منها إذا اختلف بعضها عن بعض‬
‫كتب النووي‬
‫مراتب هذه الكتب‬
‫مصطلحات النووي يف كتبه‬
‫التعبري باألظهر‬
‫التعبري باملشهور‬
‫التعبري باألصح‬
‫ختريج الوجوه‬
‫اآلخذون عن الشافعي بالوساطة‬
‫التعبري بالصحيح‬
‫طريق علمنا بالراجح من أقوال اإلمام‬
‫حكم العمل باملرجوح‬
‫التعبري باجلديد‬
‫التعبري بالقدمي‬
‫املذهب القدمي ليس مذهباً للشافعي‬
‫املسائل املفىت هبا على القدمي‬
‫قضاء القاضي وإفتاء املفيت بغري الراجح من مذهبه‬
‫التعبري باملذهب‬
‫التعبري بقيل‬
‫التعبري بفي قول‬
‫القيالت املعتمده‬
‫التعبري بالقولني‬

‫‪103‬‬
‫التعبري بالنص واملنصوص‬
‫التعبري بـ(يف وجه كذا)‬
‫التعبري بالوجهني‬
‫التعبري باألوجه‬
‫التعبري بـ(يف قول أو وجه)‬
‫التعبري بـ(كذا أو وكذا)‬
‫إعراب ما بعد (كذا)‬
‫زيادات النووي على احملرر‬
‫مجلة كتب وأبواب وفصول وفروع املنهاج‬
‫املسائل الضعيفة يف املنهاج بدون صيغة (قيل) و(يف قول)‬
‫القوة والضعيف من املصطلحات‬
‫اختيارات اإلمام النووي‬
‫اختالف عبارات النووي التصحيحية‬
‫بيان املعتمد‬
‫شرط النقل من الكتب املعتمدة‬
‫الفصل الرابع ‪:‬يف اصطالحات صاحب التحفة والنهاية واملغين‬
‫وغريهم من الفقهاء مما أودعوه يف طي إشاراهتم‬
‫قاعدة كما ولكن يف التحفة‬
‫اخلامتة‬
‫نظم القيالت‬

‫‪104‬‬

You might also like