Professional Documents
Culture Documents
المرأة في المخيال الذكوري- قراءة في الهيمنة الذكورية لبيير بورديو
المرأة في المخيال الذكوري- قراءة في الهيمنة الذكورية لبيير بورديو
المرأة في المخيال الذكوري- قراءة في الهيمنة الذكورية لبيير بورديو
(قراءة في "الهيمنة الذكورية" لبيير بورديو).
ملخص:
تشكل الهيمنة مفهوما ً محوريا ً في التحليل االجتماعي ،هذا المقال هو قراءة تحاول تتبع
مختلف المعاني التي أخدها المفهوم من قبيل الطاعة والعبودية عند بيير بورديو من خالل
كتابه الموسوم :الهيمنة الذكورية.
الكلمات المفتاحية :الهيمنة -علم االجتماع -الطاعة -العبودية...
Abstract :
Domination is a central concept of sociological analysis. So much so that a
sociology of domination has made it the master word of his explanations. This
article is a reading that traces the different acceptances of this concept such as
servitude and obedience in Pierre Bourdieu through his book entitled masculine
domination.
…Keywords: Domination- sociology- servitude- obedience
مقدمة:
الظواهر الّتي أثارت انتباهي منذ الطفولة حتّى قبل أن أفقه معنى للفروقات الجنسيّة من ّ
ي وما يترتّب عنها ،تلك المعاملة المتميّزة الّتي كان يحظى بها الذّكر في محيطنا االجتماع ّ
استقر في وعييّ دونا ً عن األنثى ،سواء في ذلك الطفل أو ّ
الرجل أعني البالغ ،إلى درجة أن
ت ازداد ومتفوق بال منازع ،وهو ذات الوعي الّذي ولّد تساؤال ٍ
ّ ٌ
ممتاز جنس
ٌ الطفولي ّ
أن الذكر
لتتحول إلى شبه معاناةٍ يومي ٍة تجلّت في ظواهر عديدةٍ كالعنف ضد المرأة ّ حجمها مع ّ
الزمن
بشتّى أشكاله ،وتفضيل الذّكر على األنثى ومنحه مراكز ّ
الريادة وغيرها.
إنّه اإلطار العام الّذي ينصبّ فيه موضوع هذا المقال الّذي يندرج في ميدان النّقد
ي( ،)sociocritiqueويعدّ بذلك مجاالً واسعا ً ومتشعّبا ً ضمن الدّراسات السّوسيولوجية، االجتماع ّ
وسيعتمد باألساس على قراءةٍ متم ّعن ٍة لكتاب الهيمنة الذّكورية ( )Domination masculineلعالم
ي المعاصر بيير بورديو( )1930-2002بما أحدثه من ثورةٍ رمزي ٍة في مجال االجتماع الفرنس ّ
العلوم االجتماعيّة .هذا األخير الّذي يقوم مؤلّفه على أطروح ٍة أساسي ٍة يمكننا إجمالها فيما
صية كونية متجذّرة في الوعي األفراد ذكوراً كانوا أو إناثاً، إن ال ّهيمنة الذّكورية خا ّ يليّ :
وبالرغم من أنّها ال تعلن عن نفسها باعتبارها معطى طبيعيا ً فإ ّنها تظ ّل في األصل بنا ًء ّ
آن معا ً تعيد مجموعة من المؤسّسات إنتاجه وتكريسه. تاريخيا ً واجتماعيا ً وثقافيا ً في ٍ
عرض:
يبدأ بورديو كتابه بنظرية "مفارقة المعتقد" ( ،)paradoxe de la doxaوالمعتقد عند بورديو
أن "العالم أو نظام الرأي السّائد والمشترك الّذي يخفي حقيقة األشياء والوقائع ،ومفاده ّ هو ّ
1
ّ
وكأن ك ّل الكون بمختلف تناقضات أو انتهاكاته وانقالباته وجنوحاته يعدّ مقبوالً ومحترما ً
شيءٍ فيه مقبول كما هو المحالة ،1"...وال يمكن عدّه مصدراً للمعرفة العملية بقدر ما هو
كبير من ٍ الرأي للممارسات السّائدة وهو بذلك يقترب بشك ٍل شرعنة ال واعية في مستوى ّ
فإن ح ّل إشكالية الهيمنة الذكورية مفهوم العائق اإلبستمولوجي بالمفهوم الباشالري ،ولذلك ّ
مبررا ً عمليا ً ألن
هو في إرجاع المعتقد إلى سمته المفارقة ( )paradoxalبأن يثبت أنّه ليس ّ
ليبرر هيمنته ،وكذلك من الطرف المهيمن ّ يحدث ما يحدث ،إنّما هو – المعتقد -من صنيع ّ
تحول التّاريخ إلى "طبيعة" وتحويل ّ صيرورات التّاريخية المسئولة عن خالل تفكيك ال ّ
االعتباطيّة الثّقافية بأن تكون طبيعية.
في هذا السّياق يعتمد المؤلّف أداتين منهجيتن أساسيتين في نظرنا هما :أوالً :المالحظة
بالمشاركة ( )observation participativeباعتبار معايشته للمجتمع القبايلي بالجزائر من خالل
دراس ٍة إثنوغرافية ( )étude éthnographiqueله في السّنوات 1958و.1964وثانياً :تحليل
المحتوى( )analyse du contenuباالعتماد على مضمون رواية فرجينيا وولف Virginia
2)1941-1882(Woolfالموسومة ،la promenade au phare)1927( :كما أنّنا سوف نعتمد
صورة المض ّخمة، الخطوات التّالية بحسب فصول كتابه الثالثة :الهيمنة الذكورية ،وهي :ال ّ
الثّوابت المخفية ،أوجه الدّوام والتّغير.
-أوالً :الجسد باعتباره موضعا ً لفرض الهيمنة.
الرجلتشترك مجتمعات البحر األبيض المتوسّط في النّظرة إلى الجنسين ،جاعلةً من ّ
ص ٍة في مجتمع برير القبائل الجزائري حيث تبلغ درجاتها وأشكالها مركز ك ّل شيءٍ بخا ّ
القصوى ،وذلك عبر ما يس ّميه بورديو بالنظرة الفالونرجسية ()phallonarcissiqueأو
األندرومركزية (3)androcentriqueحيث يعمل هذا المجتمع التّقليدي المحافظ والمتماسك على
الطبيعة واألصل ،وهو في نظر بورديو المحافظة على الهيمنة الذّكورية وتعزيزها باعتبارها ّ
يش ّكل نموذجا ً للتّقليد الثّقافي المتوسّطي ،4حيث تتقاسم هذه المجتمعات تلك النّظرة وإن
صورة المثلى أي الهيمنة في صورتها أن المجتمع القبائلي يعكس ال ّ اختلفت في درجاتها ،إالّ ّ
أن هذا النّظام الّذي يبدو لهم طبيعيا ً هو في واقع األمر المثلى ،ويرى بورديو في مقاربته له ّ
ي يعمل على تأسيس وكذا المحافظة على الهيمنة الذكورية ،لتقي وفي األصل بناء اجتماع ّ
إن قوة النّظام الذّكوري تتراءى شر التّشكيك والمساءلة .وفي هذا السّياق يقولّ ": نفسها بذلك ّ
الرؤية مركزية الذكورة تفرض نفسها كأنّها محايدة، أن ّفيه أمراً يستغني عن التّبرير ،ذلك ّ
ب تهدف إلى شرعنتها ،والنّظام االجتماعي وإنّها ليسن بحاج ٍة إلى أن تعلن عن نفسها في خط ٍ
يشتغل باعتباره آلة رمزية هائلة تصبو إلى المصادقة على الهيمنة الذكورية الّتي يتأسّس
أن هناك مؤسّسات وإن كانت ال تعلن عن نفسها بشك ٍل صريح هي عليها ،5"...ومعنى ذلك ّ
الّتي تعمل على تكريس هذا التّمييز والهيمنة ويضرب بورديو مثاالً بالعائلة والمدرسة
صحافة.6 والكنيسة والدولة وال ّ
بعد ذلك ينتقل إلى مقاربة الجسد الّتي تعكس الهيمنة ذاتها من خالل االختالفات
الفيزيولوجيّة المالحظة بين الجنسين ،لتوضع بعدها تصنيفات تعسّفية مجحفة توسّع الفوارق
بين الذّكور واإلناث ،وتتجلّى في نوعٍ من الهرمية أو التّراتبية ( )hiérarchieالّتي تعتمد
ي أي الحسّي بك ّل وتفوق الذّكر عليها ،وذلك من خالل ارتباطها الجسد ّ اإلقرار بدونية األنثى ّ
ي ( )négatifعلى عكسه هو ،ويخضع الجسد بذلك إلى نوعٍ من التّرويض ليكتسب ما هو سلب ّ
هوية جنسية باعتباره المنطقة األبرز للفروقات الجنسية وهو ما يظهر بجالءٍ من خالل
2
(جاف-رطب)، ّ مقوس)، الثّنائيات( :أعلى-أسفل)( ،أمام-وراء)( ،يمين-شمال)( ،مستقيمّ -
(صلب-رخو)( ،صعود-نزول)( ،خارج-داخل) ...وغيرها.7وعلى هذا األساس يت ّم تقسيم
للرجال والمنزل للنّساء ،الموقد والزمن واألدوات (السّوق ّ ّ النّشاط أي العمل ،والمكان
والزربية ،فترة الحمل الطويلة والسّنة الزراعيّة) .
8 ّ
أن الجسد حسب بورديو يخضع لنوعٍ من التّرويض حتّى يكتسب في نهاية يتّضح م ّما تقدّم ّ
المطاف هويّة جنسيّة ،فيكون الجسد بذلك بنا ًء اجتماعيا ً مهيكالً ناتجا ً عن تنشئ ٍة اجتماعيّة
لألول ،وهو ما تنعكس بدورها على الحياة الجنسيّة للرجل والمرأة لتكون األه ّمية والهيمنة ّ
إن الجسد بوصفه يعبّر يظهر في الوضعية الجنسية أثناء الممارسة ذاتها (وضع الفوقية) ،بل ّ
خاص االختالف ّ ت بيولوجية بين الجنسين ،وبشك ٍل يقرر من اختالفا ٍ عن حقيق ٍة بيولوجي ٍة وبما ّ
ّ
التّشريحي بين األعضاء التّناسلية "يبدو وكأنّه التّبرير الطبيعي لالختالف المبني اجتماعيا ً
بين النّوعين (.9")genres
جذور عند الفالسفة عموما ً ولدى أرسطو( )384-322ق.م الفيلسوف اليوناني ٌ هذه الفكرة لها
الرجل عليها وبالتّالي تسلّطه وانقيادها واعتبر وتفوق ّأقر بانحطاط المرأة ّ خاص ،حيث ّ ّ بشك ٍل
ي أنّها نظرة أنطولوجيّة دونيّة خالصة ،فالمرأة في اعتقاده هي ذلك فرقا ً طبيعيا ً ،ومن الجل ّ
10
ألن األصل في تكوين المولود هو النّطفة أي الحيوان المنوي أو ب مستقب ٍلّ ، مجرد وعاء سال ٍ ّ
ّ
شكل دون المضمون من خالل ما توفره له من مادّةٍ الرجل ،فال تمنحه األنثى سوى ال ّ بذرة ّ
غذائيةٍ.
الرجل كالسيّد من العبد بل وأقّل ،فهي ناقصة وتقف إنّها –المرأة -كما يضيف أرسطو من ّ
مكان لها هو ٍ في أدنى المراتب حيث تقترب من الطفل أو الغالم وكذلك الحيوان ،وأفضل
شؤون الحياة البيتية الهادئة الّتي تملك من خاللها السّيادة المنزليّة،بينما يتح ّكم الرجل في ال ّ
الخارجيّة وكذلك في شؤونها ،والمعنى زيادة الفوارق بينهما.
ألن جنس الذّكور مجرد االنقياد أي الطاعة لقيادة رج ٍل أي ذكرّ ، ّ إن شجاعتها إنّما تكمن في ّ
فالرجل يتمتّع بنسبة للرئاسة من جنس اإلناث ما لم يكن التّركيب مخالفا ً للطبيعةّ ،11 أصلح ّ
ذكاءٍ أعلى وعالقته بأنثاه هي عالقة تبعيّة ( )subordinationشبيهة بعالقاته بخدمه وأنعامه أي
تزوده باليد العاملة أي بالجهد العضلي الّذي يستنكف عن حيواناته المنزليّة الّتي يملك والّتي ّ
بالطبيعة من هو مؤ ّه ٌل ّ أن منَ النّاسي من ّ بذله ،وبذلك يظ ّل أرسطو وفيّا ً لمنطلقه الفلسف ّ
أن المرأة شك فيه ّ والطاعة ،وم ّما ال ّ ّ للسّيادة أو القيادة ،بينما البعض اآلخر مؤ ّه ٌل للعبوديّة
الرأي الّذي سينحدر إلى المسيحيين في العصر الوسيط ،ورأي صنف الثّاني وهو ّ تنتمي لل ّ
شبيه سنجده عند الفالسفة أمثال جون جاك روسو( )1712-1788وفردريك نيتشه (-1844
.)1900
الرجل والمرأة على حدّ أن المجتمع ينتج ّ إذن يمكننا أن نستخلص م ّما تقدّم مع بورديو ّ
سواء ويضع لك ّل منهما الحدود الّتي يسير بداخلها وال يتعدّاها ،من خالل االمتثال لجمل ٍة من
صراع والمنافسة لينتزع فالرجل عليه أن يتميّز بالفحولة ( )viriltéوال ّ األفعال والسّلوكياتّ ،
تتحول إلى شريكٍ في ّ االعتراف ،بينما المرأة فعليها الخنوع والخضوع ،وبذلك فهي
المحافظة على هذه الهيمنة وإعادة إنتاجها .إنّها تستدمج بطريق ٍة غير واعي ٍة من خالل التّنشئة
ي على االجتماعيّة الّتي تعمل على ترويض جسدها وانفعاالتها حيث يعمل النظام االجتماع ّ
فرض وترسيخ االستعدادات لديها ،ولع ّل هذا ما يبدو وبجالءٍ في التّقسيم الجنسي للعمل،
فللرجل توكل مه ّمات الذّبح والزرع والحصاد ،وللنّساء مه ّمات رعاية األطفال والحيوان ّ
3
الرجل بينما يقوم هو على إسقاط حبّاته ونقل سمادها والتقاط الزيتون أثناء القطاف عند قدمي ّ
بواسطة عصا ،وهو سلوكٌ ذو دالل ٍة رمزي ٍة على الهيمنة الذكورية .
12
ويكون لديها انتقاصأ ذاتيا ً أي "هوية ّ إن هذا التّرويض للجسد يخلق مهي َمنا ً عليه هو المرأة ّ
منتقصة" وهو ما يجعلها تريد االرتباط برج ٍل أقصر منها أو أصغر منها سنّاً ،ولإلشارة 13
فإن بورديو في دراسته لعادات وسلوكيات س ّكان منطقة القبائل بالجزائر يحدّد بعض مظاهر ّ
التّمييز االجتماعي غير الجنسيّة ،كأن يوضع المولود الذّكر على يمين أ ّمه لتوضع بينهما
ين كب ٍير أو واحد ٍة من حجارة المنزل ،بينما توضع األنثى على أغراض ذكورية بامتياز كس ّك ٍ
يسارها .وال يتوقف فعل التّرجيل ( )virilisationأي تجريدهم من ك ّل ما هو أنثوي عند هذا
شعر عالمة أنثوية -يقوم به للمرة األولى – علما ً ّ
أن ال ّ قص شعر الطفل ّ الحدّ ،بل يتعدّاه إلى ّ
للرجال -يلبّساألب ،وفي ّأول دخو ٍل له إلى السّوق بين السّادسة والعاشرة -والسّوق مكان ّ
حرير ويتلقى خنجرا ً وقفالً ومرآةً ،بينما ٍ زام من
الطفل الجديد ويغطى كما يقول بورديو بح ٍ
تضع أمه بيضةً في طاقية البرنس الّتي يتو ّجب عليها كسرها عند مدخل السّوق ويقوم بفتح
لفض البكار ،ويعمل األب إلى إرشاده ّ القفل ،وهي في حقيقة األمر تعبّر عن أفعا ٍل رجوليّة
الرجال اآلخرين ،وفي طريق العودة ي ،ويقدّمه إلى ّ ي حصر ّ في السّوق الّذي هو عال ٌم ذكور ّ
شرف (.14)nif ي ،بسبب قرونه ،ويرتبط بال ّ يقومان بشراء رأس عج ٍل ،وهو ٌ
رمز قضيب ّ
ص ٍة على جسدها أ ّما عن عملية تطبيع األنثى وتأنيثها فيتل ّخص في فرض حدو ٍد عليها وبخا ّ
ت دائم ٍة من اإلمساك صل في شكل حاال ٍ وحركاتها من أجل منحها هويّة أنثوية ،وهي تتأ ّ
ومحرم ..وهكذا تتعلّم المرأة القبائلية الشابّة المبادئ ّ أن الجسد مقدّس بالجسد والتّمالك ،بما ّ
لفن العيش أنثوياً ،وللهيئة الحسنة جسديا ً وأخالقياً ،وتعلّم اختيار لباسها باختالف الجوهريّة ّ
وضعياتها أو حاالتها المتعاقبة :طفلة صغيرة ،وعذراء بالغة ،وزوجة وربّة عائلة وأن تكسب
وتحرك أو تتبث هذا ّ الطاعة العلنية كيف تربط شعرها شيئا ً فشيئا ً بالمحاكاة الالّواعية أو ّ
الجزء أو ذاك من جسدها في السّر أو عرض الوجه أو تصويب النّظر على حدّ سواء.15
ي وترجمته في مفاهيم االنحدار والتذلّل إنّها التّربية الّتي تسعى إلى إظهار الخضوع األنثو ّ
المقوسة المتحفّظة ،بينما وضعية االسترخاء – ّ والطأطأة واالمتثال والوداعة والوضعيات
للرجل ألنّها تعبّر عن الثّقة الرجلين على المكتب ،التّأرجح على المقعد -..فهي ّ وضع ّ
أن استعماالت الجسد األنثوي كما هو في الدّعاية والسّلطة ،وفي السّياق ذاته يؤ ّكد بورديو ّ
نظر ذكوريّة .16إنّه وض ٌع يتّسم بنوعٍ من العنف النّاعم اليوم إنّما هو تاب ٌع بوضوحٍ لوجهة ٍ
الّذي تخلقه ذهنية الحكم السّلبي المسبق ضدّ المؤنّث ،والّذي تدعّمه النّساء وتؤ ّكدنه بفعل
التّربية والتّطبيع.
الرمزي أو العنف النّاعم الالّمحسوس. -ثانياً :العنف ّ
ويش ّكل قضيّةً محوريّة في أعمال بورديو ،وهو "يتمأسس بواسطة االنتساب الّذي ال يستطيع
للمهيمن ،وذلك عندما ال يحظى المهي َمن عليه –ألجل التّفكير بذلك ،أو ِ المهي َمن عليه إالّ منحه
يمن -إالّ بأدوات المعرفة المشتركة التّفكير بنفسه ،أو خيرا ً من ذلك التّفكير بعالقته مع المه ِ
شكل المستدمج لعالقة الهيمنة الّتي تظهر هذه العالقة على أنّها بينهما ،والّتي ليست سوى ال ّ
ي تسلّم بتبعيتها أن المرأة من دون أن تشعر ولكن بشك ٍل طوع ّ طبيعيّة ،17"..ومعنى ذلك ّ
للرجل األطول واألكبر سنّا ً كما سبقت اإلشارة إلى ذلك ،وبهيمنته ،هذا االستعداد الّذي في ّ
النّساء ما هو في واقع األمر إالّ نتيجة ذلك الحكم السّلبي المسبق ضدّ ك ّل ما هو مؤنّث
والمؤسّس في نظام األشياء ذاتها.
4
الرمزية كما يضيف بورديو هي أوالً شك ٌل للسّلطة تمارس على األجساد مباشرةً هذه القوة ّ
خارج ك ّل إكرا ٍه جسدي ..فتعمل على إثارة االستعدادات الّتي أودعها عمل التّلقين واالستدماج
المحركات
ّ في الّذي أو اللّواتي ،بفعل ذلك منحوه قوة ،18"...واالستعدادات هنا تقوم بعمل
الرجال والنّساء على حدّ سواء مع مراعاة ي يستهدف ضبط ّ وبالتّالي فإن النّظام االجتماع ّ
التّفاوت في مستوى الضّبط بينهما.
إن "أفعال المعرفة" هذه تشير ال محالة إلى أن المهي َمن عليهم يساهمون من دون علمهم ّ
غالباً ،وضدّ مشيئتهم أحياناً ،في تمرير الهيمنة عليهم عبر قبولهم الضّمني بالحدود
المفروضة (عيب ،خجل ،قلق أو حبّ ،إعجاب ،19)..هذه األخيرة قد تتّخذ لها مظهرا ً
فيزيولوجيا ً فاضحا ً كاالحمرار والتّلعثم واالرتجاف ،وهي في حقيقة األمر أساليب للخضوع
تصدر عن المهي َمن عليه رغما ً عنه ،وتبرز بجالءٍ ذلك االنشطار الدّاخلي الّذي يصيب األنا
إن العنف الرقابة االجتماعيّةّ .20 في صراعها بين توجيهات الوعي واإلرادة وما تفرضه ّ
صل في األجساد على شكل استعدادات. الرمزي يتأ ّ ّ
يتحول المهي َمن عليه ّ كرسه هذا األسلوب الماكر في فرض الهيمنة بحيث ّ
هذا الوضع الذي ّ
ذاته إلى أداةٍ لتكريسها ،يجعل المرأة تلجأ إلى ممارسة اإلقصاء الذاتي بدالً عن اإلقصاء
الحريات كالتّعليم أو غيرهن وهو ما يتجلّى لديها في رهاب ّ صريح في حال منحت بعض ال ّ
الرجال ،وهو ما األمكنة أو الفضاءات المفتوحة أو العموميّة الّتي هي في األصل حكراً على ّ
الرمزية أن تمارس من دون مساهمة يدعوه بورديو "رهاب األمكنة" .21ال يمكن لهذه السّلطة ّ
مخرج من هذا الوضع ٍ فإن لنا أن نتساءل :هل للنّساء من أولئك الّذين تصيبهم ،ولهذا ّ
الطوعي الّذي اندمجن فيه؟ االضطهادي وشبه ّ
إن الثّورة الّتي حاولت الحركة النّسائية القيام بها عبر المناداة بتحرير الضّمائر واإلرادات، ّ
شروط ي لتلك ال ّ تغيير وتحوي ٍل جذر ّ ٍ ال يكفي فيه الجهد التّنويري بقدر ما يحتاج إلى
االجتماع ّية الّتي تنتج االستعدادات لدى الم َهي َمن عليهم ،22والمقصود أنّه من الضّروري
الرمزي الّذي تعامل فيه النّساء ص ٍة ما يس ّميه بورديو سوق المتاع ّ تحويل البنى بخا ّ
كأشياء(.23)objets
أن مبدأ الدّونية واالستبعاد الممارس على المرأة والّذي تغذّيه تلك يتبيّن م ّما تقدّم ّ
الزواج ،حيث تظهر المرأة وبوضوح في مؤسّسة ّ
ٍ الطقوسية ،من شأنه أن يتجلّى الممارسات ّ
ي يت ّم تبادله الرجل وتختزل مكانتها بذلك إلى رأسما ٍل رمز ّ باعتبارها شيئا ً أي رمزا ً يمسك به ّ
ّ
بارهن ومقايضته ربّما بما أنّها سلعة متبادلة ،ومنه فداخل اقتصاد الممتلكات الرمزية يت ّم اعت
شرف والسّلطة ،بل ت للتّواصل بين القبائل وطريقة يكسب بها ّ
الرجال ال ّ ت للتّبادل وقنوا ٍ هبا ٍ
ي
ت من شأنها أن تنتج تحالفاتٍ ..أي رأسما ٍل اجتماع ّ قد " توظف بعض النّساء في مبادال ٍ ّ
ي".24ورمز ّ
الرجل ليس طرفا ً مستفيداً دائماً ،بل أن ّ في هذا السّياق تجدر اإلشارة إلى نقط ٍة مه ّم ٍة وهي ّ
الرجال هم أيضا ً سجناء وضحايا بتكتّم للتمثّل المهيمن ..فممارسة الهيمنة ليست مس ّجلة "إن ّ ّ
والرجولة بهذا المعنى ي طويلّ ، "..
25
تطبيع اجتماع ّ
ٍ في طبيع ٍة ما ،ويتو ّجب بناؤها عبر عمل
فالرجولة المتّفق على أنّها قدرة معيدة لإلنتاج :جنسيّة ّ القوة والعنف أيضاً.."، ترادف ّ
صراع وممارسة العنف (في الثّأر تحديداً)،26".. واجتماعيّة ،لكن أيضا ً على أنّها قابلة لل ّ
الرجل هو ي يمكن خسارته والدّفاع عنه (عذرية وإخالص) ،بينما شرف ّ فشرف المرأة سلب ّ
أن نستشف ّ
ّ في البحث عن المجد والتميّز في المجال العا ّم ،ومن هذا التّصيف يمكن أن
5
الرجولة كما نرى إن ّ صدد يقول بورديوّ ": االمتياز الذّكوري قد يكون ف ًّخا أيضاً .في هذ ال ّ
الرجال اآلخرين ومن أجلهم ،وضدّ األنوثة ،على شكل مقولة عالئقية للغاية ،شيّدت قبالة ّ
خوفٍ من المؤنّث ،وداخل النّفس ذاتها".27
-ثالثاً :الذّكورة بوصفها نبًالة.
ينظر النّظام االجتماعي للذّكورة على أنّها نبالةٌ وشرف وهو ما يالحظ بجالءٍ في التّراتب
المراعى في إسناد مناصب العمل ،وذلك بسبب منطق المعيار المزدوج ،28هذا األخير الّذي
شطة والسّكرتيرة بمقتضاه توكل إلى المرأة أعماالً سفلية أو دنيا من قبيل عمل المضيفة والمن ّ
والممرضة ،أي أنّها في حياتها المهنيّة تو ّجه نحو وظائف تكون فيها بمنزلة التّابع ،بينما ّ
إن المه ّمات ذاتها الطبيب والمدير ،بل " ّ الرجال المناصب القيادية والتّوجيهية ،فهو ّ يحت ّل ّ
الرجال تكون نبيلة وصعبة في حين هي تافهة ،ال معنى لها وسهلة عندما تقوم عندما يقوم بها ّ
الطاهي أقوى نموذج (. )le chef
29 بها النّساء ،ولعل مثال ّ
أن ك ّل األعمال ذات القيمة المجتمع ّية ،من حيث الحظوة أومن حيث والمعنى م ّما تقدّم ّ
الرجال بينما ال تشغل النّساء سوى المناصب البسيطة ،الّتي تكون التّعويض ،تبقى من نصيب ّ
فإن بعض المهن في غالبية األوقات تابعة لسلط ٍة عليا ذكورية .وكما سبقت اإلشارة إلى ذلك ّ
الرجالالتي كانت تمتهنها النّساء لم يكن ينظر لها باعتبارها عمالً وفنّا ً إال بعدما تعاطاها ّ
والرجل داخله فشيء آخر ّ ي ،بينماأمر طبيع ّومارسوها ،إذ وجود المرأة داخل المطبخ ٌ
تماما ً ...إنّه يعمل ويبدع.
أن المرأة تستبعد بشك ٍل متع ّم ٍد من مراكز السّلطة "وتختزل مطالبها إلى من الواضح ّ
ث تخفيفي ،أو بالتّربيت على الخدّ ..ولع ّل هذا ما يفسّر الضّعف ت يمكن تبريرها بحدي ٍ نزوا ٍ
الكبير في تمثيل النّساء في مراكز السّلطة ،وال سيما االقتصاديّة والسّياسية" ،وهذا في
30
ي
صة للمهيمنين بوصفهم قادرين على جعل أسلوب وجودهم الخصوص ّ الواقع ليس سوى "خا ّ
31
ي ("...)universelأسلوب كون ّ
ٌ في الوجود معترفا ً به على أنّه
صة عندما يتعلّق األمر صغر وبخا ّ ي قديم ألفناه منذ ال ّ الرجل ال يعيبه شيء هو مث ٌل شعب ّ إن ّ ّ
بزوج مستقبلي ،في حين ينظر إلى (األنثى-الجسد) الخاضع للهيمنة الذّكورية باعتباره في ٍ
الرمزية :إنّهن ّ بعية ّ ت ال من لٍ "حا في بورديو يقول كما أو ، ي
ّ الجسد األمان عدم من حال ٍة
ت مضيافة ،جذّابة موجوداتٌ بواسطة ،ومن أجل نظرة اآلخرين ،أي بمثابة موضوعا ٍ
يكن متحفّظات وحتّى منزويات.32".. وجاهزة وننتظر منهن أن ّ
من المسائل الخطيرة الّتي تترتّب ع ّما سلف هي وجود النّساء في وضعٍ من اإلكراه
كالرجال قوبلن باالستنكار ألنّهم بذلك يزاحمونهم على مراكز ّ تصرفن ّ ّ
إنهن المزدوج،
ت مع الوضع ،فإ ّما التفتّح أو ت وغير متكيّفا ٍ تصرفن بضعفٍ ظهرن عاجزا ٍ ّ السّلطة ،وإن هن
االنغالق ،أو التحفّظ واإلغراء ،وربّما يبقى الجمال ( )la beautéاألنثوي أحد أه ّم األسلحة
ّ
توظفه الفتّاكة ،فموادّ التّجميل تميل إلى تمجيد الجسد وجعله لغة إغراء ،ويظهر ذلك فيما
ت وما ٍل وجه ٍد لتجميله.33 النّساء من وق ٍ
الرؤية األنثويّة ربّما بوسعنا وصوالً إلى هذه المرحلة من التّحليل أن نطرح السّؤال عن ّ
للمركزية الذّكورية ،وهنا يلج بنا بورديو إلى عالم فرجييا وولف في روايتها نزهة في ّ
الفنارة ،فالسيّد رامسي هو نموذ ٌج للذكر ربّ العائلة اآلمر النّاهي الّذي ال يخطأ أبداً والّذي
ج ال محالة ألنّه ي من حيث لم يكن يتوقع ذلك ،وهو وض ٌع حر ٌ ب صبيان ّ يفاجأ في وضعية لع ٍ
تتصرف تجاه هذا السّلوك بحكم ٍة وعاطف ٍة أموي ٍة وكأنّها ّ ي ،بينما السّيدة رامسي وض ٌع طفول ّ
6
تجد نفسها عبر زوجها ،ألنّها تشارك في السّلطة من خالله "،وبما أنّهن-النّساء -مبعداتٌ عن
ألعاب السّلطة ،فإنّهن مه ّيئاتٌ للمشاركة فيها بواسطة رجا ٍل منخرطين فيها ،سواء تعلّق األمر
بالزوج أو اإلبن .34"...إنّه يعكس نوعا ً من الحبّ القدَري الّذي ليس في هذه الحالة سوى حبّ ّ
المهيمن وحبّ هيمنته. ِ
تحول عالقات الهيمنة. -رابعاًّ :
أن ك ّل شيء يتغيّر في المجتمع باستثناء البنيات الجنسيّة الّتي تبقى يذهب بورديو إلى ّ
بنظام طبيعي ٍ جام ٍد ال يمكن ٍ محافظة على استقرارها واستمرارها .هذه الديمومة ،لها عالقة
مستمر لبنيات الهيمنة الذّكورية ،الّتي تساهم مجموعة من ّ تغييره لكنها ثمرة بناءٍ وإعادة بناءٍ
سسات االجتماعيّة في استمرارها عن طريق إعادة إنتاجها ،هذه المؤسّسات هي الكنيسة المؤ ّ
والدولة والمدرسة ، ...فاألسرة تر ّجح كفّة األطفال الذّكور عند تقسيم العمل بين الجنسين ،
36 35
الحق اإللهي القائمة على سلطة ّ والكنيسة تؤ ّكد على قوامتهم وعلى القيم البطريكية ومملكة
األب،37أ ّما الدولة فتمركز ك ّل سياساتها حولهم ألنّها تصادق على سياسة الكنيسة وتؤيّد
للرجال.38التفوق المطلق ّ نظرتها باعتبار ّ
مكوناته على إنتاج وضمان استمرار الهيمنة الذّكورية، إن المجتمع تتضافر ك ّل ّ ومنه ف ّ
صة ٍفي سياسات الدولة الحديثة والمعاصرة تجاه المرأة ،حيث تعيد إنتاج وهو ما يتجلّى بخا ّ
ط بالدّولةالتقسيم المتقادم بين المذ ّكر والمؤنّث في بنيتها ذاتها ...فيكون للنّساء فيها جزء ٌ مرتب ٌ
بوصفهن متلقّيات مميّزات لرعايتها وخدماتها.39... ّ االجتماعيّة
تكف عن وعلى هذا األساس كان لزاما ً على الحركات النّسوية أن تنتبه لك ّل هذه البنيات و ّ
سسة األسرة باعتباره االبنية االجتماعيّة الوحيدة التي تنتج وتعيد إنتاج هذه التّركيز على مؤ ّ
ي يتّخذ من اإلصالحات الحقوقيّة هدفا ً الهيمنة .هذا الوضع لن يستقيم إالّ بفعل مقاوم ٍة جماع ّ
ويهز المؤسّسات الّتي تدعّمه وتؤيّده وهو ما يدعو إليه ّ له ،ويقوم على نبذ التّمييزات الجنسيّة
تبرأ منه ،ولع ّلالظاهرة شيئا ً يجب ي ّ بورديو ذاته ،عبر الحركة النّسوية الّتي جعلت من هذه ّ
بلوغهن مرحلة التّعليم الثّانوي ّ من أبرز العوامل الّتي أحدث التغيّر في وضعية النّساء هو
صحافة والتّلفزيون والعالي ،وما أعقبه من تمثيل النّساء في المهن الفكريّة أو في اإلدارة وال ّ
ص ٍة في االقتصاد والسّينما والعالقات العامةّ ....رغم بقائهن مستبعدات من مراكز النّفوذ بخا ّ
والمالية والسّياسة.40
فإن مبدأ التّقسيم الذّكوري ال زال يطبّق داخل االختصاصات الجامعيّة وأيضا ً برغم ذلك ّ
أن المساواة الّتي تحقّقت بمعية الحركة النّسوية هي في مسألة بلوغ مختلف المهن ..وخالصتها ّ
شة الرجال .إنّها مواقع وضيعة وه ّ ألن النّساء يشغلن دائما ً مواقع أق ّل حظوةً من ّ مساواة ٌ شكليّة ّ
الرجال بذلك مسيطرين على الفضاء العا ّم L’ESPACE وأق ّل رفعة كقطاع الخدماتية ،ليبقى ّ
الرجالي يظ ّل قائماً. أن فعل المقاومة ّ ) 41)PUBLICوعلى حقل السّلطة ،ومعنى ذلك ّ
في األخير يشير بوديو إلى مسألة أساسيّة تقلب عالقة السّيطرة رأسا ً على عقب ،فالحبّ هو
ومعترف بها عملياً ،في الهوى السّعيد أو البائس،42"... ٌ هيمنةٌ مقبولةٌ مجهولةٌ بصفتها كذلك،
الطرفين وهي عالقاتٌ سحرية ،قلبا ً لعالقة الهيمنة لتبدو حيث تحدث العالقات الحميمة بين ّ
الهيمنة مهي َم ٌن عليها ،وهو كما يس ّميه المف ّكر هدنة إعجازيّة ،ليكون الحبّ بذلك عالقة تجمع
إن عالقة الحبّ هي عالقة وتحط من قدرهاّ .43ّ الرجل والمرأة من غير أن تعلي من شأنه بين ّ
اعترافٍ متباد ٍل قد تخلو من طابع الهيمنة ،ألنّها تمنح المرأة مكانتها الحقيقيّة وتغيّر نظرة
ت تبادلية كاملة. الرجل إليها .إنّه عالم الالّعنف الّذي يسمح بإرساء عالقا ٍ ّ
7
خاتمة:
بأن التّحوالت التّاريخية الّتي عرفتها وال تزال تعرفها بنا ًء على سلف يمكننا أن نقول ّ
ت كانت خامدة ومه ّمشة ،راحت تطالب ت جديدةٍ بأصوا ٍالمجتمعات المعاصرة ،أبرزت ثورا ٍ
بحقوقها وهويّتها ،والنّسوية هي إحداها .هذه الحركة الّتي راحت تسعى بك ّل ما أوتيت من قوة
إلى الكشف عن المكنون وهدم التّصورات القاتمة ،من خالل النّقد الثّقافي لواقع الهيمنة
الذّكورية ،الّذي يستهدف إقرار نوعٍ ٍٍ من القوانين االجتماعيّة واإليديولوجيات الجديدة
الرجل على جميع والثّقافات الكونيّة الّتي تعترف بالمرأة وحقّها في الحياة بمساوا ٍة مع ّ
األبوة المستغلّة
ّ صعد ،وبالتّالي تأسيس خطوةٍ خارج النّسق الذّكوري بدءا ً بإسقاط قوانين ال ّ
والمتح ّكمة بها.
1بيار بورديو ،الهيمنة الذكورية ،ترجمة :سليمان فعفراني ،مراجعة :ماهر تريمش( ،بيروت :المنظمة العربية للترجمة،
،)2009ط ،1ص ص(.)15-16
2هي اديلين فيرجينيا وولف أديبة إنجليزية روائية ومن كتّاب المقاالت ،اشتهرت برواياتها التي تمتاز بإيقاظ الضمير
اإلنساني ،وتعد واحدة من أهم الرموز األدبية في القرن العشرين .كانت روايتها األولى ذات طابع تقليدي مثل رواية " الليل
والنهار" 1919واتخذت فيما بعد المنهج المعروف بمجرى الوعي أو تيار الشعور ،كما في "غرفة يعقوب" ،1922و"
السيدة دالواي" 1925و" إلى المنارة " ،1927و"األمواج" ،1931ولها روايات أخرى ذات طابع تعبيري ،منها رواية
«أورالندو» 1928و" األعوام".
ّ ّ ّ
3رغم عدم وجودها في المعجم الفرنسي إال أنها تعني تلك النظرة التي تختصر العالم في قطب واحد هو الذكر وتنحاز إليه،
أي تلك النظرة المتمركزة ذكورياً.
4بورديو ،الهيمنة الذكورية ،ص .22
5بورديو ،الهيمنة الذكورية ،ص.27
6المرجع نفسه ،ص .12
7المرجع نفسه ،ص.25
8المرجع نفسه ،ص.28
9المرجع نفسه ،ص .28
الروائع ،)1980 ،الباب10أرسطو ،في السياسة ،ترجمة :األب أغسطين بربارة البولسي( ،بيروت :اللجنة الدولية لترجمة ّ
،1الفصل ،2فقرة ،12ص .15
11المرجع نفسه ،فصل ،5فقرة ،1ص .37
12بيار بورديو ،الهيمنة الذكورية ،ص .47
13المرجع نفسه ،ص .56
14المرجع نفسه ،ص .50
15المرجع نفسه ،ص .51
16المرجع نفسه ،ص .54
17المرجع نفسه ،ص .62
18المرجع نفسه ،ص ص (.)66-67
19المرجع نفسه ،ص .67
20المرجع نفسه ،الصفحة نفسها.
21المرجع نفسه ،ص .68
22المرجع نفسه ،ص .71
23المرجع نفسه ،ص .72
24المرجع نفسه ،ص .76
25المرجع نفسه ،ص .82
26المرجع نفسه ،ص .84
27المرجع نفسه ،ص .86
28المرجع نفسه ،ص.94
8
29المرجع نفسه ،ص .95
30المرجع نفسه ،ص .94
31المرجع نفسه ،ص .98
32المرجع نفسه ص .103
33المرجع نفسه ،ص .148
34المرجع نفسه ،ص .121
35المرجع نفسه ،ص .127
36المرجع نفسه ،ص .130
37المرجع نفسه ،الصفحة نفسها
38المرجع نفسه ،ص .132
39المرجع نفسه ،ص .133
40المرجع نفسه ،ص .136
41المرجع نفسه ،ص .141
42المرجع نفسه ،ص .162
43المرجع نفسه.
المراجع:
-بيير بورديو ،الهيمنة الذكورية ،ترجمة:سليمان فعفراني ،مراجعة :ماهر تريمش( ،بيروت:
المنظمة العربية للترجمة ،)2009 ،ط.1
-أرسطو ،في السياسة ،ترجمة :األب أغسطين بربارة البولسي( ،بيروت :اللجنة الدولية لترجمة
الروائع.)1980 ،
ّ
9