Professional Documents
Culture Documents
إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة إقليم شيشاوة نموذجا
إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة إقليم شيشاوة نموذجا
إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة إقليم شيشاوة نموذجا
جغرافـيا
موضوع األطروحة
لجنة المناقشة:
دة .رشيدة نافع :كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،المحمدية ،رئيســة ومقررة
د .عبد المجيد السامي :كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،المحمدية ،مشــرفــا
د .عز الديــن شوقـي :كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،المحمدية ،مشـــرفــا
" ولهذا فقد آن األوان لنغير جذريا نظرتنا وسلوكنا اتجاه الماء من
خالل تدبير الطلب عليه ،وعقلنة استهالكه "...
1
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
فهرس المحتويات
الباب األول :المقومات الطبيعية والبشرية لمنطقة البحث :مجال إيكولوجي جاف
يعرف نموا ديمغرافيا هاما 82 .....................................................
مقدمة الباب 81 ..................................................................
الفصل األول :خصائص طبيعية هشة محدودة الموارد المائية 04 ......................................
2
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
الفصل الثاني :وضعية مناخية غير منتظمة ساهمت في بروز شبكة هيدروغرافية موسمية 46 .
3
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
الفصل الثالث :نمو سكاني هام يزيد من صعوبة سد الحاجيات المائية79 ...........................
4
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
5
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
الفصل الثاني :استهالك المياه والنشاط الفالحي بإقليم شيشاوة 117 ..................................
الفصل الثالث :استعمال الماء في األغراض غير الفالحية "الماء المنزلي" 199 .....................
7
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
8
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
الفصل األول :تدبير تقليدي متواضع واكبه تدبير عصري لمياه السقي بالمنطقة 201 .............
9
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
211 ................................................ .IIIيتميز التدبير الحديث للمياه بالضغط على الفرشة الباطنية
.1يعتبر الجفاف العامل األساس في انتشار عملية الضخ 243 .............................................
.2تثمين مياه السقي عن طريق تقنية الري الموضعي (التنقيط) 244 ........................................
.0توجيه مياه السقي باالعتماد على المنتوجات الموسمية والدائمة244 ......................................
244 ................................................................... .2تنويع موارد الحيازة
.3الضخ بوصفه تقنية حديثة الستغالل مياه اآلبار244 ....................................................
2.3ارتفاع تكاليف المتر المكعب من الماء المستخرج 223..................................................................
2.3مصادر تمويل الفالحين 222..........................................................................................
الفصل الثاني :تشريع مائي وبناء مؤسساتي للحفاظ على الموارد المائية 296 .....................
10
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
.2المخططات الوطنية باعتبارها رؤية استراتيجية لقطاع الماء بالمغرب 242 ................................
2.2المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية 242...................................................... PDAIRE
2.2المخطط الوطني للماء 242..................................................................................... PNE
0.2دور مخطط المغرب األخضر في الحفاظ على الموارد المائية والرفع من اإلنتاج الفالحي 244............................
11
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
الفصل الثالث :تحديات كبرى وآفاق مستقبلية مرهونة بتطور اإلمكانات المائية المتاحة 140 ....
12
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
13
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إهــــــــــــداء
إلى رفيقة دربي ،التي صبرت معي على الخوض في أعماق البحث زوجتي...؛
إلى ابني الصغير ،الكتكوت "عمران" أصلحه اهلل وأنبته نباتا حسنا؛
أهدي هذا الجهد العلمي المتواضع الذي أرجو أن يكون لبنة تساهم في الحفاظ على
هذه األرض المعطاة من خالل المحافظة على مصدر الحياة والنماء واألمل
والمستقبل ...الماء.
14
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ك ـلـ ـم ـة ش ـ ـ ـكر
أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى ألاستاذين الفاضلين الدكتور عبد املجيد السامي والدكتور عز الدين شوقي
اللذان فتحا لي الباب ملواصلة البحث في سلك الدكتوراه ،وتفضال باإلشراف على هذا البحث منذ البداية وفي كل
مراحله ،من خالل توجيهاتهما النيرة ومالحظاتهما القيمة التي ساهمت في تدليل كل الصعوبات ،وتقديم كل الدعم إلخراج
هذا البحث إلى الوجود ،لقد وجدت فيهما املحفز القوي على البدل والعطاء ،واملرشد واملوجه في ما يرتبط بهذا البحث،
فإليهما يعود الفضل بعد هللا ،في إيجاد كل السبل الكفيلة لتدليل صعوباته ،كما أشكر ألاستاذتين الجليلتين الدكتورة
رشيدة نافع والدكتورة رشيدة املرابط على إشرافهن على هذا العمل وتخصيص وقتا ومجهودا لتقويمه ،الشكر موصول
إلى كل أساتذة الجغرافيا بكلية آلاداب والعلوم إلانسانية املحمدية وإلى كل إلاداريين بها .ال يفوتني أن أتقدم ببالغ شكري
لألستاذة الدكتورة ليلى ماندي بكلية العلوم السماللية مراكش ومديرة "املركز الوطني لألبحاث والدراسات حول املاء
والطاقة" التابع لجامعة القاض ي عياض ،التي أتاحت لي الفرصة للقيام بالتحاليل املخبرية على عينات املاء في "مختبر
املاء" ،من جهة ،وإشرافها على هذا العمل من جهة أخرى ،فأشكرها على كل مالحظاتها القيمة وتوجيهاتها النيرة التي
قومت هذا العمل فلها مني كل الامتنان والتقدير ،الشكر كذلك للزمالء الذين قدموا لي يد املساعدة للقيام بالعمل
املخبري وباملركز ،والشكر موصول لألستاذ الجليل الدكتور حسن ملباركي بكلية آلاداب والعلوم إلانسانية بمراكش ،الذي
أنار لنا الطريق إلتمام هذا البحث من خالل توجيهاته القيمة ،كما أتقدم بالشكر لكل إلاداريين والتقنيين في عدد كبير
من املؤسسات املختصة والتي تمت زيارتها خالل مراحل البحث والذين قدموا لي املساعدة املرجوة وأخص بالذكر موظفي
وكالة الحوض املائي لتانسيفت بمراكش واملديرية إلاقليمية للفالحة واملندوبية إلاقليمية للمياه والغابات ومحاربة التححر
بشيشاوة ،والسيد مدير املكتب الوطني للماء والكهرباء (قطاع املاء) بشيشاوة ،أشكر زمالئي وأصدقائي في العمل أساتذة
وإداريين بالثانوية التقنية بشيشاوة وكل الزمالء الذين يعملون بشيشاوة ،أتوجه بالشكر لكل ألاصدقاء الذين ساعدوني
خالل العمل امليداني وتعبئة الاستمارة وتجاوبوا مع غايات البحث ومتطلباته .كما أود أن أشكر فالحي منطقة مجاط
وأسيف املال الذين لم يبخلوا عني بأجوبتهم أثناء ملء الاستمارة امليدانية وأخذ عينات مياه آلابار ،وأخيرا أتقدم بشكري
البالغ إلى كل أفراد عائلتي وإلى أخي الذي لم يبخل عني بتوجيهاته إلنجاز هذا البحث كما أشكر لجنة املناقشة على
قبولهم الاطالع على مضمون هذا العمل ولهم مني كل التقدير والاحترام.
أحمد بوحامد
15
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ملخص:
يتوفر إقليم شيشاوة على موارد مائية لعبت دورا أساسيا في تأمين املاء الشروب واملاء الفالحي .وتعتبر العناصر املناخية من
العوامل ألاساسية في تحديد أهمية املوارد املائية باإلقليم ،إلى جانب عناصر طبيعية أخرى كالجيولوجيا والجيومورفولوجيا والتربة
والغطاء النباتي ،دون أن ننس ى دور العامل البشري .هذا الرهان الكبير دفعنا إلى دراسة إشكالية تدبير املياه واستعمالها بمنطقة
جغرافية سمتها الرئيسية القحولة.
وارتباطا بالنشاط الفالحي الذي يعد الركيزة ألاساسية لغالبية الساكنة املحلية (يشغل حوالي %19من السكان باملنطقة)،
قمنا بدراسة مفصلة الستعمال املاء الفالحي باملناطق القروية داخل إلاقليم وتحديدا "حوض أسيف املال" ،وكذا دراسة املاء
املنزلي داخل املجال الحضري "املركز الحضري شيشاوة" ،حيث اعتمادنا على بحث ميداني مستعملين تقنية الاستمارة فيما يخص
استعمال املاء الفالحي واملاء املنزلي ،والعمل املخبري بالنسبة ملعرفة تلوث مياه الفرشة املائية من جراء الاستغالل الزراعي والتلوث
البيولوجي.
أظهرت النتائج املحصل عليها ،أن النشاط الزراعي يرتكز على مياه السقي وبدونه يستحيل إقامة نشاط زراعي باملنطقة ،مما
ساهم في استنزاف املياه الجوفية بعد إدخال زراعات مسقية جديدة باملنطقة " البطيخ ألاحمر ،خضروات وغيرها" ،الش يء الذي
أدى إلى تراجع مستوى الفرشة املائية.
كما أظهرت نتائج هذه الدراسة ،أن الاستعمال املكثف وغير العقالني للمخصبات الكيماوية واملبيدات من طرف الفالح
بهدف الربح السريع ،ساهم بشكل كبير في تدهور جودة مياه الفرشة املائية؛ إذ أظهرت التحاليل املخبرية أن هذه ألاخيرة تعاني من
تلوث فيزو -كيميائي (النترات NO3+حوالي 78ملغ/لتر ،ألامونيوم NH4-حوالي 2,01ملغ/لتر ،)... ،نظرا لعدم مطابقة جودة مياه
املنطقة للمعايير املغربية املتعلقة بجودة مياه السقي.
بينت النتائج املتعلقة باستعمال مياه الشرب باملجال الحضري شيشاوة ،تركز كبير ملؤشر "السلفات" ،مما أثر على جودة
هذه املياه .أما فيما يخص استعمال املاء في املناطق القروية وتحديدا منطقة "مجاط" ،حيث اعتماد الساكنة على صهاريج
"مطفيات" لتخزين مياه ألامطار لفترات معينة ،مما قد يساهم في تلوث هذه املياه واحتمالية وجود بكتريا قد تصيب إلانسان
القروي بأمراض خطيرة .كما أظهرت النتائج املخبرية وجود تلوث بيولوجي برازي( coliformes fécaux :حوالي ،1430 (UFC/100 ml
، Streptocoques Fécaux ،coliformes totauxناتج عن تسرب مياه الصرف الصحي آلبار منطقة مجاط ،حيث يتم استعمال هذه
املياه للسقي والشرب معا ،علما أن املياه املخصصة إلنتاج املاء الشروب حسب املعايير املغربية ،تستوجب الغياب التام
للمؤشرات الثالثة املذكورة .STP ،CT ،CFمما قد يشكل تهديدا للححة العامة واملوارد الطبيعية ،املائية بالخصوص.
هذه الوضعية جعلت املوارد املائية باملنطقة تواجه تحديات كبرى ،أثرت على وفرتها واستدامتها ،مما فرض على الساكنة
املحلية اتخاذ تدابير تقليدية وحديثة لتوفير وتدبير مواردها املائية ،لكن تبقى غير كافية في ظل الطلب املتزايد على املاء خاصة في
الفالحة ،ألامر الذي يفرض تدبيرا جيدا يأخذ بعين الاعتبار كل املتدخلين في تدبير قطاع املاء.
الكلمات املفاتيح :إقليم شيشاوة ،منطقة جافة ،موارد مائية ،ندرة ،مؤشرات فيزو – كيميائية وبيولوجية ،تدبير مائي.
16
إقليم شيشاوة نموذجا: إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة............................................................ أحمد بوحامد
Résumé:
La province de Chichaoua a des ressources hydrauliques, qui assurent l'eau potable, ainsi que les
besoins d'irrigation, l'importance de ces ressources dépend des conditions climatiques de la province, et
d'autres influences de nature géologique, géomorphologique, pédologique, on de la couverture végétale,
sans oublier surtout l'impact de l'activité humaine.
Ce grand défi nous a poussé à étudier la problématique que pose la gestion, l'utilisation de l'eau
dans cette zone géographique affectée par un climat aride.
En vue l'activité agricole, qui est la principale activité de la majorité des autochtones (91% des
habitants la zone), nous avons mené une étude détaillée de l'irrigation dans les campagnes de la province
et précisément le bassin "d'Assif El Mal", ainsi qu'une deuxième étude détaillée au sien de la zone
urbaine " centre urbaine de Chichaoua".
Nous avons adopté pour l'étude sur le terrain, l'utilisation des questionnaires, pour cerner
l'utilisation de l'eau d'irrigation et l'eau potable aux foyers.
Pour l'étude de la pollution de la nappe phréatique; noud avons adopté pour l'adaptation des
analyses au laboratoire pour déterminer les causes de la pollution biologique et celle qui revient à
l'exploitation agricole.
Les résultats obtenus montrent que l'activité agricole, qui se base sur l'eau d'irrigation, sans laquelle
aucune activité agricole ne sera possible, participe à l'épuisement de l'eau de la nappe phréatique, après
l'implantation de nouvelles plantes irriguées dans la region, comme "le pastèque rouge, certaines
légumes et d'autres". Cette activité dégrade et diminue le niveau de la nappe phréatique.
Ces résultats d'études ont montré aussi que l'utilisation massive et non rationnelle des produits
chimiques "engrais" et les insecticides par les agriculteurs pour des raisons du profit rapide ont
beaucoup affecté la pureté des eaux profonds, car les analyses au laboratoire ont montré que ces eaux
sont touchées par la pollution de nature biochimiques: Nitrates N03+ environ 87 mg/l, Ammonium NH4-
environ 2,01 mg/l …). D’où cette eau n'est pas conforme aux normes marocaines concernent la pureté
des eaux d'irrigation.
Pour l'eau potable, les résultats d'étude ont aussi montré que l'eau dans la ville de Chichaoua
contient une très forte concentration de 'sulfate", ce qui dégrade la pureté de l'eau.
Dans les zones rurales, précisément dans la région de "Mejjat", les habitants se base surtout sue
l'eau des réservoirs d'eau "Matfiat" de pluie où l'eau risque d'être polluer par des bactéries pathogènes
pour l'homme. Les résultats du laboratoire y détectent l'existence de polluants biologiques: coliformes
fécaux (environ 1430 UFC/100 ml), coliformes totaux, streptocoques fécaux. Qui proviennent de
l'infiltration des eaux, des ordures aux puits dans la région de Mejjat, en plus cette eau est utilisée comme
eau potable et aussi pour l'irrigation. Tout en sachant qu'au Maroc l'eau potable ne doit pas contenir les
facteurs, cités: CF, CT, STP, qui peuvent menacer la santé public et les ressources naturelles en eau
principalement.
Cette situation ont mis les ressources en eau dans la région dans des situations délicates, car ces
facteurs limitent l'abondance et la durabilité de l'eau. Ce qui oblige la pollution locale a adopté des
gestions non classiques et contemporaines pour économiser et gérer son potentiel en eau. Ces efforts
restent encore insuffisants, en vue de la demande accrue de l'eau, surtout en agriculture. Le problème
demande toujours une gestion rationnelle de l'eau qui prend en consideration tous les intervenants dans
le domaine de l'eau.
Mots clés: province de Chichaoua, zone aride, rareté, ressources en eau, indicateurs physico-
chimiques et biologiques, gestion de l'eau.
17
إقليم شيشاوة نموذجا: إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة............................................................ أحمد بوحامد
Abstract:
The province of Chichaoua is thriving of water resources that have played a key role in securing
drinking water and agricultural water. Climate factors are key factors in determining the importance of
water resources in the region, along with other natural elements such as geology, geomorphology, soil
and vegetation, without forgetting the role of the human factor. This big issue led us to study the problem
of water management and its use in a dry geographical area.
In the context of agricultural activity, which is the mainstay of the majority of the local population
(about 91% of the population in the region), we conducted a detailed study of the use of agricultural
water in the rural areas of the region especially in the basin of Assif El Mal. As well as the study of
domestic water within the urban area of the urban center of Chichaoua, where we relied on field research
using questionnaires regarding the use of agricultural and domestic water, in addition to the laboratory
work to detect water pollution due to agricultural exploitation and biological pollution.
The results showed that the agricultural activity is based on irrigation water and without which, it is
impossible to establish agricultural activity in the area. All this contributed to the depletion of
groundwater after introducing new irrigation plants in the area "watermelon, vegetables ...", which led to
a decrease in water level.
The results of this study illustrated also that the intensive and irrational use of chemical fertilizers
and pesticides by the farmer for quick profit contributed greatly to the deterioration of the water quality.
Laboratory tests have shown that this latter is contaminated with physio-chemical (Nitrate NO3 + about
87 mg /l, Ammonium NH4- about 2.01 mg / l, ...), due to the fact that the water quality of the region does
not match the Moroccan standards of the quality of water used in irrigation.
The results related to the use of drinking water in the urban area of Chichaoua showed significant
concentration of the sulfate index, which affected the quality of this water. As for the use of water in the
rural areas, specifically the area of "Mejjat", where the adoption of the population on the tank "Matfiat"
storage of rain water for certain periods, which may contribute to the pollution of this water and the
possibility of bacteria that may affect the rural people with serious diseases. Laboratory results also
showed a biochemical fecal contamination: fecal coliforms(about 1430 UFC/100 ml), total colliforms,
Fecal Streptococci. This is due to the leakage of sewage water to the wells of the Mejjat area. This water
is used for both irrigation and drinking. The drinking water according to Moroccan standards requires
the complete absence of the three indicators mentioned CF, CT, STP. Which may threaten the public
health and natural resources particularly water resources.
This situation made water resources in the region face major challenges that affected their
availability and sustainability, which forced the local population to adopt traditional and modern
measures to provide and manage their water resources. However, these measures remain insufficient due
to the increasing demand for water, especially in agriculture, which imposes a rational management that
takes into account all those involved in the management of the water sector.
Key words: province of Chichaoua, dry area, water resources, drought, indicators physico -
chemical and biological, water management.
18
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
مقدمة عامة
يعتبر الماء مصدر الحياة وأساس كل حضارة ،هو مورد أساسي يستعمل في مختلف األنشطة
االقتصادية( ،الصناعة ،والفالحة ،والسياحة ،)1فبدون الماء تستحيل الحياة ،باإلضافة إلى هذه األهمية ،فهو
لم يبدأ االهتمام بموضوع الماء بوصفه مبحثا خاصا وبشكل واضح في الدراسات الجغرافية في عالقاته
مع الوسط الطبيعي واالستغالل البشري إال منذ فترة قصيرة .وقد ارتبط هذا الوضع بكون مسألة تزود البشرية
بالمياه العذبة لم تصبح مطروحة بإلحاح إال بعد بروز معضلة تراجع حجم اإلمكانات المائية الطبيعية المتاحة
إن اهتمام الجغرافيا بمبحث الماء ينبع من كونه يشكل في الوقت نفسه ظاهرة طبيعية وبشرية تتوزع في
المجال وتستمر في الزمن وفق تركيبات متغيرة تتخذ مالمح مختلفة ومتضاربة ،وتفرض على الجغرافيا أن
تكون في آن واحد علما للطبيعة وعلما لألنشطة البشرية فوق المجال ،وعلما للعالقات بين الطبيعة واإلنسان،
مع العلم أن اإلنسان هو أحد عناصر الوسط الطبيعي األكثر تأثي ار وتحويال .وعليه إذا كان من الالزم تحديد
األسس الجغرافية لدراسة المياه العذبة ،فإنه من الممكن تركيزها في :موقع الماء داخل النظام الطبيعي
القاري ،وقدرة الماء على هيكلة المجال والمجتمع ،وعالقة الساكنة بالماء بوصفه ثروة طبيعية ،والتدخل في
إن للماء قدرة عالية على هيكلة المجال وتشكيل المجتمع إلى درجة أصبح يمثل معها أحد األدوات
الفعالة في عمليات إعداد المجال وفي كل محاوالت التنمية الرامية إلى تحقيق استقرار المجتمع وتوازنه.
وادراك المشاهد الجغرافية والبنيات االجتماعية واالقتصادية المرتبطة بالماء ال يمكن أن يحصل إال إذا تم
1
- Narjis SERHANE(2005), impact du système de distribution de l’influent et de collecte de
l’effluent sur le régime hydraulique et les performances épuratoires des réacteurs anaérobies à
flux ascendant et à deux étages, Mémoire Pour l’obtention de Diplôme d’ingénieur d’état. IAVH
II. P 12.
-2منشورات المنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم الثقافية ( ،)2444تدبير الموارد المائية ،ص .3
19
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
األخذ بعين االعتبار طبيعة هذا العنصر الذي يتميز بخاصيات نوعية تجعل منه مادة أساسية لوجود اإلنسان
دائما ما شكلت المياه ثروة طبيعية وعنصر جذب للسكان ،وفي حالة ندرتها نجدها تفرض على
اإلنسان اختيار نوع أنشطته ونمط عيشه وتوجه نظامه االجتماعي أيضا ،لذلك فليس غريبا أن نجد أن أعرق
الحضارات البشرية وأكثرها تطو ار هي تلك التي نشأت ونمت حول األنهار الكبرى وبالمناطق الجافة وشبه
وتحت ضغط تزايد الحاجيات وتنوعها ،أصبح اإلنسان يتدخل في الوسط المائي قصد تعبئة ما يحتاجه
من أحجام مائية دون إعطاء الوقت الكافي لتحديد طريقة التدخل وحجمه ودون ضبط التأثيرات الممكنة على
الوسط ،فالمخططات المائية التي اهتمت بهذا الجانب تبقى قليلة حتى داخل المجتمعات المتقدمة اقتصاديا.
يمتلك المغرب موارد مائية مهمة ،تصل إلى حوالي 24مليار متر مكعب كمياه سطحية و 4,2مليار
متر مكعب كمياه باطنية في السنة ،كما يتوفر على حوالي 224من السدود الكبرى والمتوسطة بقدرة
إن الموقع الجغرافي للمجال المغربي ضمن النطاق الجاف وشبه الجاف ،جعله يعرف إشكالية ندرة
الموارد المائية إلى جانب بلدان الضفة الجنوبية للحوض المتوسطي .وعلى الرغم من انفتاحه على واجهتين
السريع وطبيعة المناخ الجاف وشبه الجاف الذي يسود معظم مناطقه ،ووجود نسبة كبيرة من الساكنة النشيطة
تشتغل في قطاع الفالحة .هذا القطاع الذي يستحوذ على نسبة مهمة من الماء تقدر بحوالي ،2%43إضافة
إلى خضوع مناخ المغرب للتأثيرات المتوسطية شماال والمحيطية غربا والصحراوية جنوبا جعلته يتميز بصيف
1
- Mariam KEDDAR et Saukaina TAZIMI (2013), contribution à l’évaluation des performances
hydrauliques du projet de barrage Boulaouane, projet de fin d’études pour l’obtention du
diplôme d’ingénieur d’état en génie rural. IAVH.P 16.
2
- Iksander BENHADJ (2008), observation spatiale de l’irrigation d’agro systèmes semi-aride et
gestion durable de la ressource en eau en plaine de Marrakech, doctorat de l’université de
Toulouse. France, P11.
20
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
حار وجاف وتساقطات مطرية ضعيفة ونسبة تبخر مرتفعة خصوصا في النصف الجنوبي من المجال
المغربي.
أمام تفاقم مشاكل تدبير الموارد المائية ،فإن الوضع أصبح يتطلب القيام بدراسة الظواهر المائية في
عالقتها بكل عناصر الوسط الطبيعية والبشرية .ومن الواضح حاليا أن السلطات الوصية على القضايا المائية
بدأت تنتبه إلى هذا التداخل بين عناصر الوسط المذكورة ،فتم تكوين مجلس أعلى للماء والمناخ سنة ،2442
وكاالت األحواض المائية ،واصدار قانون الماء 23.43والمحين في ،04.23واالستراتيجية الوطنية للتنمية
لقد أصبح من الضروري وضع استراتيجيات ورهانات إليجاد طرق لتوفير الموارد المائية وحمايتها من
أجل تلبية الحاجيات اليومية للسكان وتوفير المياه الالزمة لتنمية األنشطة االقتصادية من خالل وضع سياسة
محكمة ومعقلنة لتدبير وترشيد استعمال الموارد المائية ،في ظل التزايد الديمغرافي السريع والتغيرات المناخية،
إذ إ ن متوسط الفرد السنوي من المياه المتجددة تبقى دون حد الفقر المائي المحدد دوليا في 2333م 0للفرد
سنويا .1وستزداد هذه الندرة من المياه في المستقبل بفعل التزايد الديموغرافي من جهة ،ومخاطر التغيرات
المناخية من جهة أخرى .وتجمع معظم الدراسات على أن القطاع الفالحي يعد من القطاعات التي ستواجه
عج از مائيا كبي ار في المستقبل بحكم ارتفاع الطلب على الغذاء والمنافسة على الموارد المائية وتوالي سنوات
الجفاف واالستهالك المرتفع للمياه ،حيث تقدر المساحة الصالحة للزراعة بالمغرب ب 8,7مليون هكتار
وهذه المساحة أصبحت غير كافية لسد الحاجيات الغذائية للعدد المتزايد للسكان ،وهكذا تشير التوقعات أن
هكتار لكل
ا هكتار لكل 2333ساكن إلى 23
ا المساحة المعتمدة لسد حاجيات السكان ستنخفض من 02
2333ساكن إلى حدود سنة .2323مما يطرح إشكالية التوفيق بين االكتفاء في المجال الزراعي والحفاظ
-1دليل الفالح في الري الموضعي ( ،)2332أعد هذا الدليل في إطار مشروع GEP/MOR/O33/SPAالممول في
إطار التعاون بين المملكة المغربية والمملكة اإلسبانية ومنظمة األمم المتحدة لألغذية والزراعة ( ،(FAOص .2
-2المرجع ذاته ،ص .2
21
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إن مشكل الموارد المائية ال يرتبط بندرة المياه فقط ،بل بالحفاظ على جودتها في ظل هذه اإلكراهات
المتزايدة ،بحيث أصبحت مسألة التدبير ضرورة ملحة ،مما فرض على المغرب بذل مجهودات مهمة منذ
الستينيات (سياسة السدود) لتلبية حاجيات السكان أمام النمو المتزايد وضمان تدبير مستدام لهذا المورد
وانحصار إقليم شيشاوة بين مرتفعات األطلس الكبير جنوبا والجبيالت شماال ،وخضوعه للمؤثرات
الصحراوية الجنوبية بشكل كبير ،يجعالنه في وضع يتميز بقلة التساقطات المطرية ،وتردد للمواسم الجافة،
تزال التنمية المحلية بالمنطقة في عالقة مباشرة وتكاملية مع وفرة هذا المورد الطبيعي (الماء) وندرته.
وهكذا ،فالموقع الجغرافي وامكاناته الطبيعية ،جعل المجال يتسم بمناخ جاف فرض على الساكنة منذ
القدم توخي العقلنة والتدبير المحكم ،لخلق توازن بين حاجياتهم وبين مجاالتهم الشيء الذي خلق تدبي ار تقليديا
تشوبه بعض نقاط الخلل والتي دفعت المجتمعات الحالية إلى وضع تدبير حديث لهذا المورد ،مما جعلنا أمام
دينامية انتقالية ،حيث تم االنتقال من السواقي الترابية إلى آبار الضخ الميكانيكي والسدود وغيرها.
يأتي موضوع هذا البحث في خضم النقاش الحالي حول كيفية التغلب على أزمة المياه التي يعيشها
المغرب ككل ،ويعتبر االستنزاف والتلوث أهم مظاهرها ،مما دفع المختصين للبحث عن أسباب هذه األزمة
وايجاد طرق العالج المناسبة لها ،والتي تبين أن االستغالل الزراعي المكثف وضعف العمل التشريعي
والمؤسساتي في قطاع المياه ،باإلضافة إلى ضعف العمل التوعوي ،من أهم أسباب ظهورها .لذلك جاء طرح
إشكالية تدبير الموارد المائية واستعمالها بإقليم شيشاوة -وتحديدا بحوض أسيف المال -في ظل التحوالت
22
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
واقليم شيشاوة بحكم استق ارره خلف الحاجز التضاريسي الذي تمثله مرتفعات األطلس الكبير الغربي،
مرشح مثل باقي المناطق المغربية الجنوبية لعدم انتظام التساقطات المطرية ،1وتردد المواسم الجافة بالمقارنة
مع المناطق الشمالية – األطلسية المنفتحة على المحيط بشكل واسع .وهذه الظروف المحلية جعلت منطقة
كما وكيفا.
شيشاوة تحتضن موارد مائية سطحية وجوفية ضعيفة ّ
وهكذا ،فاإلقليم يعاني بشكل كبير من ندرة المياه ،المرتبطة بقلة التساقطات البيسنوية وعدم انتظامها
(أقل من 033ملم سنويا) ،كما يعرف ارتفاعا في درجة الح اررة (تصل إلى 24درجة مئوية خالل فصل
الصيف) ومعدل تبخر مرتفع يصل إلى حوالي 0333ملم سنويا في المتوسط .وعلى الرغم من وجود بعض
األودية بالمنطقة كواد شيشاوة وواد أسيف المال اللذان ينبعان من جبال األطلس ،وأودية ثانوية أخرى كواد
أمزناس ،وواد إمنتانوت ،وواد سكساوة وغيرها ،إال انها تعد أودية موسمية وجافة ،لذلك تبقى إشكالية ندرة
وباإلضافة إلى ندرة المياه هناك مشكل تراجع جودة المياه نتيجة تأثير اإلنسان خالل تدخالته في
المجال على المياه السطحية والباطنية أيضا ،فغياب شبكة التطهير بالمنطقة -ولسنوات طويلة -ساهم في
تلوث الفرشة المائية الباطنية وذلك من خالل تصريف المياه العادمة بطرق غير رشيدة ،مما أدى إلى تسربها
إلى الفرشة المائية وتلوتها ،كما ساهم االستغالل الزراعي بشكل مكثف بالمنطقة في تلوث مياه الفرشة
الباطنية وتراجع مستواها عبر استعمال غير معقلن للمبيدات الكيماوية والمخصبات في الزراعة خاصة
بالمناطق المسقية التي تعرف ضغطا كبي ار على مياه الفرشة (كسهل مجاط) .ويظهر تدخل اإلنسان غير
المعقلن أيضا بهذا المجال من خالل القضاء على بعض العيون المائية ،كعين أغرماش التي لطالما شكلت
م از ار سياحيا مهما ،وكذلك مصد ار لمياه الشرب والسقي للعديد من السكان المجاورين لها ،2بسبب االستغالل
المفرط لمياه هذه العيون في مجال السقي إضافة إلى تأثير الجفاف التي عرفته المنطقة.
1
- Fahd ABOURIDA (2007), approche hydrologiques de la nappe du haouz (Maroc) par
télédétection, isotopie, SIG et modélisation, thèse spécialité ‘Hydrologie’, faculté des sciences-
SEMLALIA- Marrakech. P 20.
-2بوغوليد نادية ( ،)2334التنمية المجالية بالمدن الصغرى – شيشاوة -نموذجا ،بحث لنيل شهادة الماستر ،كلية اآلداب
والعلوم اإلنسانية ،مراكش ،ص .22
23
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ولهذا ،فحدة ندرة المياه المرتبطة بتوالي السنوات الجافة جعلت الفالحين يستعملون طرق سقي تقليدية
وعرفية تعتمد باألساس على حقوق المياه ودوراتها ،مؤثرة بذلك على أساليب الري المتبعة على مستوى
وبناء على هذه العوامل ،فمسألة حدة أو مشكلة الماء قائمة باألساس في المنطقة ،والمتمثلة في
الجفاف وتصرفات غير متحكم فيها من طرف المستغلين وغيرها ،خصوصا وأننا في منطقة سمتها األساسية
القحولة .وعلى الرغم مما قامت به التجمعات المحلية من تعبئة الماء المتوفر وعرضه ،فإن ذلك ما هو إال
مجهود ضعيف وناقص إزاء الطلب المتزايد ،ولذلك جاء اختيار إقليم شيشاوة لتفسير وجود تهديدات مائية
تمس توازن الموارد الترابية للمجال الحضري والريفي ولوثيرة تنميته ،فهو مجال هش بمكوناته الطبيعية
من أجل المساهمة في معالجة إشكالية تدبير المياه بإقليم شيشاوة ،ونظ ار لشساعة مجال اإلقليم ،ركزنا
في دراستنا في استعمال مياه السقي المتعلقة بالبحث الميداني والعمل المخبري على حوض "أسيف المال"
في سافلته (جماعة مجاط) وعاليته (جماعة أسيف المال) وذلك العتبارات متعددة منها؛ أنه يضم فرشة مائية
غنية وهي فرشة سهل مجاط ،كما يعد مجاال فالحيا وتزويد األسواق المحلية والجهوية والوطنية بمنتوجات
مزروعات جديدة مستهلكة للماء كالبطيخ األحمر واألصفر زراعية ،وعرف في اآلونة األخيرة إدخال
وغيرها ،مما كان له تأثير واضح على ت ارجع مستوى الفرشة الباطنية وتلوثها .وفيما يخص الماء المنزلي
قمنا بعمل ميداني ارتكز على المجال الحضري شيشاوة لكون الساكنة المحلية تعاني على مستوى مياه
الشرب لضعف جودتها وخدماتها ،وبالتالي كان علينا توضيح طبيعة السلوك االستهالكي للماء المنزلي
1- Ait ABDELOUAHED Sahar et Hind HAFID (2012), pratiques d’irrigation de l’olivier en
rapport avec sa production et les pénuries d’eau dans la PMH, projet de fin d’études présenté
pour l’obtention du Diplôme d’ingénieur en Génie rural, option Irrigation de l’eau et
environnement. IAVH, P 41.
24
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ولإلجابة عن إشكالية البحث ،وجب االستعانة ببعض مناهج البحث التي من شأنها اإلسهام في
اإلحاطة بمختلف جوانب الموضوع .لهذه الغاية فقد عملنا على توظيف المنهج الوصفي التحليلي ،قصد
معالجة شمولية لمختلف الخصائص الجغرافية ،من خالل تشخيص للمنطقة وتوضيح مميزاتها في مختلف
الميادين ،حتى يتسنى لنا الوقوف على مختلف اإلمكانيات و مواطن القوة ،و للعمل على استثمارها و
تثمينها ،وكذا الوقوف على مكامن الضعف للعمل على تجاوزها .ومن جهة أخرى فقد عملنا على تتبع
مجموعة من المراحل العلمية من أجل جمع أكبر قدر من المعطيات الكفيلة بمعالجة الموضوع من كل
جوانبه ،إضافة إلى توظيف مجموعة من األدوات و الوسائل الضرورية لخدمة إشكالية البحث.
تقتضي معالجة إشكالية تدبير الموارد المائية بإقليم شيشاوة ،خاصة مياه السقي والماء الشروب،
االعتماد على مجموعة من مناهج التحليل من قبيل المنهج الكمي الوصفي الذي يسمح لنا بتشخيص مختلف
المعطيات المرتبطة بالمجال ،إضافة إلى دوره في التعامل مع البيانات الكمية ،وتفسيرها بغية استخالص
دالالتها .ثم كذلك استعمال األسلوب اإلحصائي الذي يسمح بتعدد مختلف الظواهر الديمغرافية وكذا
الطبيعية .وارتباطا بضرورة الرجوع إلى الماضي لمحاولة فهم بعض ما هو سائد في الحاضر البد من
االستعانة بالمنهج التاريخي ،وفي سياق االعتماد على هذا المنهج أو ذاك البد من اتباع خطوات منهجية
ممثلة في:
* تحديد الحيز المجالي لدراستنا :ونعني به الحيز الجغرافي ،وهنا سنحتاج إلى الدعامات الجغرافية
األساسية "الخرائط " ،أي ضرورة االنطالق من عمل كرطوغرافي لبلورة إشكاليتنا ،حيث نعتمد على خرائط
طبوغرافية وجيولوجية وخريطة التربة والغطاء النباتي وغيرها للمجال المدروس .وذلك باالستفادة من برنامج
نظام معلومات جغرافي ) (SIGومن اإلمكانيات التي يوفرها Arc Gisالستنتاج مجموعة من الخرائط
واستخراجها ،حيث ستحدد لنا هذه التقنية توزيع اآلبار بالمجال مع اإلشارة إلى العمق ،الجودة.
* دراسة بيبليوغرافية :جرد لكل الدراسات والتقارير التي سبق وأن تناولت موضوع الموارد المائية إما
25
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
* القيام بزيارات ميدانية ألغلب المصالح اإلدارية والتقنية ذات صلة إما مباشرة أو غير مباشرة
بموضوع دراستنا ،انطالقا من المصالح المحلية :عمالة شيشاوة ،جماعة مجاط ،جماعة أسيف المال ،وكالة
الحوض المائي لتانسيفت ،المديرية الفالحية بشيشاوة ،مركز االستثمار الفالحي الجهوي بمراكش ،والمصالح
وهكذا ،فعلى ضوء استثمار الخطوات السالفة الذكر سأسعى إلى إعادة بلورة اإلشكالية من جديد ،وذلك من
أجل التخطيط للخطوات المنهجية الالحقة ،في مجالها الميداني ،ونعني به مساءلة حيز الدراسة وفق تقنيات
أخرى:
* تقنية االستمارة :تتمثل أساسا في الوعي بميدان الدراسة ،وتعدد المالحظات ،وطرح الفرضيات .وفق
استمارة متعلقة بالساكنة حول استعمال الماء المنزلي الحضري (الماء الشروب) لمركز شيشاوة.
*استغالل االستمارة :وذلك بتفريغها وعكسها عن طريق استعمال برنامج Sphinxأو l'Excel
لتسهيل عملية الفرز في شكل :جداول إحصائية ،ورسوم بيانية ،وخرائط ،وتوظيف واستثمار نتائج االستمارة
*العمل المخبري :يكتسي العمل المخبري أهمية كبرى في البحث الجغرافي الطبيعي ،فاالشتغال على
موضوع الموارد المائية يستدعي القيام بعمل مخبري .لذلك قمنا بتحاليل مخبرية لمياه آبار فرشة مجاط
بمختبر تحاليل المياه "بالمركز الوطني للدراسات واألبحاث حول الماء والطاقة" التابع لجامعة القاضي عياض
بمراكش:
-قياس نسبة النترات NO3-والنتريت NO2+في المياه التي تمكننا من معرفة درجة تلوث الفرشة
المائية؛
26
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
* تحاليل مخبرية لدراسة المؤشرات البيولوجية لمعرفة وجود تلوث برازي للمياه الباطنية وتهم:
تقع منطقة الدراسة بإقليم شيشاوة ،الذي ينتمي إلى جهة مراكش أسفي(خريطة رقم ،)2وتعود أهمية
اإلقليم إلى كونه يتوسط ثالثة أقطاب كبرى وهي مراكش وأكادير والصويرة ،والتي تعتبر من أهم المدن
السياحية في المغرب.
27
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية Arc gis
يحد منطقة الدراسة شماال 'إقليم اليوسفية' ،وجنوبا 'إقليم تارودانت' ،وشرقا 'إقليم الحوز' ،وغربا 'إقليم
الصويرة' ،وتمتد على مساحة تقدر ب 6872كلم .2وقد تم إنشاء إقليم شيشاوة بالحوز الغربي إثر تقسيم
28
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إداري بتاريخ 22يناير ،2442وطبقا لمقتضيات المرسوم ،90.91.2ويضم أربع دوائر وهي :شيشاوة،
وامنتانوت ،ومجاط ،وامتوكة ،ويضم 00جماعة قروية وجماعتين حضريتين هما شيشاوة وامنتانوت (خريطة
المصدر ،إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية Arc gis
29
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تعد مسألة تحديد المفاهيم خطوة مهمة ورئيسية لكل باحث خالل تناوله لموضوع بحثه أو دراسته،
بحيث يتسنى للقارئ وضع المصطلح أو المفهوم المستعمل في سياقه العلمي والصحيح وذلك بغية عدم
يحتل الماء الفالحي مكانة مهمة ألي فعل تنموي باعتباره دعامة أساسية ألي نشاط فالحي .إذ يعد
من أقدم استعماالت الماء التي مارسها اإلنسان عبر تاريخ البشرية الطويل .والمقصود هنا باستعمال المياه
هو التدخل في النظام المائي الطبيعي القائم من أجل تحويل اتجاه مياهه أو جزء منها نحو مجال مزروع
قصد سد عجز حصيلة قطاعه الترابي المائية ،وأيضا لضمان اشتغال وظائف الجهاز النباتي بشكل أمثل
وبذلك يمكن القول إن لجوء اإلنسان إلى السقي جعله يعتمد على الماء كمحرك أساسي للنشاط الزراعي قصد
تلبية الحاجيات المائية المتزايدة للمزروعات النباتية داخل االستغالليات الفالحية .وحسب طبيعة وأهمية
يشمل مفهوم الموارد المائية كل المياه المتواجدة فوق سطح األرض وفي باطنها ،وبعبارة أدق،
الرصيد المائي المتاح والقابل لالستغالل في وقت من طرف القطاعات السوسيو اقتصادية " .إن مفهوم
الموارد المائية يحدد العالقة بين الحاجيات المائية لمختلف األنشطة البشرية والموارد المتاحة بالوسط الطبيعي
2
السهلة االستغالل".
يقصد بالموارد المائية السطحية تلك المياه المرئية فوق سطح األرض ،سواء أكانت جارية في األودية
-1الحسن المحداد ( ،)2330الماء واإلنسان بحوض سوس ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،أكادير ،ص .222 -220
-2محمد صباحي ( ،)2332إشكالية الموارد المائية بالمغرب بين االستهالك والحاجيات الجهوية ،أطروحة نيل الدكتوراه،
كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،المحمدية ،ص 40
30
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يراد بالمياه الباطنية أو الجوفية تلك المياه غير المرئية ،أو باألحرى تلك الكامنة في باطن األرض.
وتنفرد المياه الجوفية بخاصية كونها مياها تقل حمولتها من الموارد العالقة ،فهي تمتاز في معظم الحاالت
بجودة حسنة .كما أنها سهلة االستغالل وال تتطلب تكاليف باهظة عند استثمارها مقارنة مع المياه السطحية.
1
تصنف المياه الباطنية إلى مياه متجددة ومياه غير متجددة:
هي المياه التي تتجدد من وقت آلخر بفعل تدخل الطبيعة واإلنسان .وبمعنى آخر ،فهي المياه
المستغلة من طرف اإلنسان بواسطة الضخ أو باستعمال اليد ،وتعوض بتسرب مياه األمطار وذوبان الثلوج
في باطن األرض .ويهم هذا الصنف من المياه بالخصوص الطبقات الجوفية السطحية ،وهو األكثر انتشا ار
هي المياه الراكدة باستمرار والمعروفة بالمياه "األحفورية" ،التي هي عبارة عن مخزون مائي ظل
يتراكم بشكل بطيء منذ العصور المطيرة القديمة .وهي مت ـجمعة في خزانات طبيعية جوفية مغلقة أو
منعزلة في أعماق بعيدة في باطن األرض .هذا الصنف من المياه متواجد بالمغرب ،غير أن المعلومات حوله
هناك عدة تعاريف بخصوص تدبير الموارد المائية نأخذ منها مثال:2
-يعرف تدبير الموارد المائية ب " العناية بكل األبحاث واألشغال التقنية والتدابير الضرورية للحصول
على أحسن فعالية ممكنة للتحكم في الماء بالبلد أو بإحدى جهاته ،سواء من حيث الوجهة الكمية أو الكيفية".
-هناك تعريف آخر ظهر سنة 2443يصف تدبير الموارد المائية على الشكل اآلتي:
31
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
" مجموعة المهام الضرورية إلنتاج البضائع والخدمات المرتبطة بالماء ،إنها وظيفة إنتاجية حيث
تتحول خصائص المياه السطحية والباطنية ،كما وكيفا ،موقعا وزمنا ،إلى خصائص بنفس المعايير السابقة".
-وهناك تعريف آخر أكتر عمومية لتدبير الموارد المائية يرى بأن " تدبير الموارد المائية هو العناية
وعلى ضوء هذه التعاريف يمكن استخالص أن تدبير الموارد المائية يشمل مجموعة من المسؤوليات
هي كل المصادر التي ال نحصل من خاللها على الماء مباشرة ،بل ال بد من تدخل اإلنسان في
معالجة الماء وتحويله من ماء مالح أو غير صالح للشرب إلى ماء عذب يمكن استعماله لألكل أو الشرب أو
استعماله في أنشطة فالحية وغيره من أمور حياة اإلنسان مثل :تحلية مياه البحر ،معالجة المياه العادمة
وغيرها.
أنشىء هذا المجلس سنة ،2442يتكلف بصياغة التوجهات العامة للسياسة الوطنية في مجال الماء
والمناخ .وعالوة على االختصاصات التي يمكن للسلطة الحكومية أن تخولها له ،يقوم المجلس األعلى للماء
-االستراتيجية الوطنية لتحسين المعرفة بالمناخ والتحكم في آثاره على نمو موارد المياه؛
-مخططات التنمية المندمجة لموارد المياه باألحواض المائية وال سيما توزيع الماء بين مختلف
القطاعات المستعملة وبين مختلف جهات البالد أو نفس الحوض ،وكذا مقتضيات استثمار وحماية موارد
-محمد بنيحي ( ،)2333قانون الماء ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة نصوص ووثائق ،الطبعة 1
األولى.
32
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
أنشئت سنة ،2444وهي مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية وباالستقالل المالي .ويناط
-إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية التابعة لمنطقة نفوذها؛
-السهر على تنفيذ المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية داخل منطقة نفوذها؛
-منح الرخص واالمتيازات الخاصة باستعمال الملك العام المائي التي ينص عليها المخطط
-تقديم كل مساعدة مالية وكل خدمة وخصوصا المساعدة التقنية لألشخاص العامة أو الخاصة التي
تطلب منها ذلك سواء من أجل وقاية موارد المياه من التلوث أو من أجل القيام بتهيئة الملك العام المائي أو
استعماله؛
كلمة مشتقة لغويا من المصدر" :جف" ،ومعناه القحط الذي يصيب األراضي نتيجة انحباس المطر
وشح المياه ،فمصطلح الجفاف يدل على عجز في الموارد المائية الطبيعية (تساقطات ،أو جريان مائي ،أو
مياه جوفية) ،بحيث تصبح اإلمكانات المائية اآلتية أقل بكثير ع ّما كانت عليه سابقا ،وهو ما يعني عدم
جاء اختيار مجال شيشاوة من أجل المساهمة في دراسة نظام مائي مغربي لم يأت من مجرد كونه
يحتل موقعا جنوبيا ،وانما يشكل وضعا طبيعيا خاصا يخضع للمؤثرات المحيطية والصحراوية في الوقت
نفسه ،ويتميز بوجود موارد مائية سطحية وباطنية شكلت منذ القديم قاعدة ومحركا القتصاد المنطقة ،لكنها
اليوم أصبحت تتعرض لضغوط متزايدة ومتنوعة مصدرها بروز نظام استعمال مائي جديد أخذ يتقلص أمامه
33
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
بجالء هذا المورد المائي ،إضافة إلى الظروف المناخية غير المالئمة ،وأيضا بسبب التدهور والتبذير الذي
ال شك أن دراسة الموارد المائية ومدى توفرها أو قلتها بمنطقة ما ،وطبيعة التوفيق بين قلتها وتزايد
الطلب عليها ،يساعد على الوصول إلى أهداف تلك الدراسة ،ومن هنا فإن دراسة إشكالية تدبير الموارد
-تقييم ودراسة ما قامت به المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني وغيرها ،من مشاريع للحفاظ على
-دراسة آفاق تطوير الموارد المائية وانعكاس تدبيرها على المجال واإلنسان وأنشطته المختلفة.
-قلة الدراسات األكاديمية بل انعدامها وكذا المتخصصة في تدبير موارد المياه بمنطقة شيشاوة؛
-كون إقليم شيشاوة ،إقليما فالحيا بامتياز ،وبالتالي معرفة الضغط الذي تتعرض له الموارد المائية
وطبيعة استهالك الماء الفالحي بالمنطقة وأثر هذا االستغالل على المياه الباطنية؛
-االستعمال العشوائي وغير العقالني للمواد الكيماوية والمبيدات في الزراعة ،وبالتالي معرفة أثر ذلك
34
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
-ادخال مزروعات جديدة بالمنطقة مستهلكة للمياه (كالبطيخ األحمر واألصفر) ومعرفة تأثيرها على
الفرشة بالمنطقة؛
-وجود طرق مختلفة تستعمل للتأقلم مع التغيرات المناخية ،وهذا ما ينبغي معرفتها واظهارها من أجل
صعوبات البحث
واجهتنا في إعداد هذا البحث مجموعة من الصعوبات همت جوانب متعددة ،وهي كاآلتي:
-حساسية موضوع الماء لدوره االجتماعي والصحي واالستراتيجي خاصة عندما تعلق األمر بملء
-قلة الدراسات األكاديمية المرتبطة بموضوع الماء ،خاصة بالمناطق الجافة وشبه الجافة؛
-غياب المعطيات المتعلقة بالجانب النظري (مناخية ،وبشرية ،هيدرولوجية ...وغيرها) بإقليم شيشاوة
-صعوبة التنقل بين ضيعات منطقة البحث الميداني لملء االستمارة الموجهة للفالحين؛
-التكلفة العالية القتناء الوثائق والخرائط والصور الجوية وتكلفة الزيارات الميدانية المتعددة؛
-قصورنا في الحصول على صور األقمار االصطناعية لفترتين أو ثالث فترات متباعدة وبجودة
بعد كل هذه الصعوبات والعراقيل ،كان لزاما علينا العمل بشكل مكثف ومنظم ،من أجل إخراج هذا
الدراسات السابقة
أصبحت مشكلة المياه تكتسب أهمية متزايدة بمعظم أنحاء العالم في العقود األخيرة ،وأخذت ترقى إلى
مستوى المجاالت الحيوية والموضوعات االستراتيجية ،وحظيت باهتمام اإلنسان في كل مكان محاوال تنميتها
35
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
والمحافظة عليها والبحث عن بدائل مائية جديدة غير تقليدية لسد حاجياته األساسية المتزايدة .1وما يؤكد حدة
وخطورة هذه اإلشكالية على المستويين الدولي والوطني هناك العديد من الدراسات األكاديمية التي تناولت
الموضوع إما بشكل عام أو بالتفصيل ،فتناولتها دراسات غربية ،نذكر منها :دراسة "،"Christin MEYER
الذي قام من خالل دراسته المفصلة ( Intergrated water ressources management- the
Orange -Senqu River bassin in South Africa, University of Hamburg, Institute of
)Geographyسنة 2320بتحديد التحديات التي تواجه تنفيذ التدبير المتكامل للموارد المائية داخل حوض
أورانج -سينكو بجنوب إفريقيا ،كما خلصت الدراسة إلى ضرورة إشراك المستخدمين وصناع القرار في تنمية
المياه وتدبيرها .وكذلك دراسة لـ " "Bérengère Charnayالذي قام من خالل دراسته ( pour une
gestion intégrée des ressources en eau sur un territoire de montagne, le Cas du
، 2323بالبحث عن حلول مستدامة للتوفيق بين االستخدام االقتصادي والمحافظة على الموارد المائية
بالمناطق الجبلية كحالة حوض جيفر بمنطقة سافوا بفرنسا .هذا إضافة إلى العديد من الدراسات األكاديمية
العربية والوطنية ،نذكر منها :حسن محمد جديدي ،الذي قام من خالل دراسته (مسألة الموارد المائية في
منطقة طرابلس ،تكثيف االستعماالت وتناقص المياه الجوفية والبدائل المطروحة) بكلية اآلداب والعلوم
اإلنسانية الرباط ،سنة .2442ثم دراسة" :سعيد يسلم عوض باكركر"(تدبير واستعمال المياه بمحافظة شبوة
"اليمن" بين قلة الموارد وتزايد الحاجيات) بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية المحمدية ،سنة ،2320حيث توصل
في دراسته المفصلة إلى ضرورة تكثيف الجهود من أجل تدبير جيد ومستدام للتكيف مع ندرة المياه وحمايتها
من االستنزاف والتلوث بمحافظة شبوة باليمن .أما فيما يخص الدراسات التي تناولت هذا الموضوع بالمغرب
فهي عديدة ،نذكر منها :مقاربة إدريس الحافيظ ،الذي قام بدراسة عامة تناولت (الموارد المائية بالمغرب،
اإلمكانات والتدبير والتحديات) ،سنة ،2324وطرح إشكالية التوزيع الجغرافي للموارد المائية بالمغرب وتحديد
-1حسن محمد الجديدي ( ،) 2442مسألة الموارد المائية في منطقة طرابلس ،تكثيف االستعماالت وتناقص المياه الجوفية
والبدائل المطروحة ،دكتوراه الدولة في الجغرافيا ،كلية اآلداب بالرباط ،ص .32
36
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
اإلمكانات المائية وتأثير التغايرية التي يعرفها مناخ المغرب على الحصيلة المائية ،وكذا إبراز حكامة تدبير
وهناك دراسة تفصيلية جيدة أكاديمية قام بها ،الحسن المحداد (الماء واإلنسان بحوض سوس) ،سنة
،2444تناولت نظام الموارد المائية بحوض سوس وعناصر بنية وكيفية اشتغال نظام استعمال المياه،
وانعكاسات إعداد وتطور حجم استهالك الموارد المائية .ودراسة أخرى همت مجال الدراسة (إقليم شيشاوة)
قام بها Multi tracteurs d'évaluation de la qualité des eaux des ( AZIZ Faissal
السماللية بمراكش سنة ،2322فمن خالل دراسته المفصلة لجودة مياه خزانات المطفيات بأسيف المال،
أظهرت النتائج المحصل عليها مستوى عال من التلوث العضوي والبكتيري ،فضال عن وجود أمراض معدية
بطريقة مركزة ،مما ينتج عنه عدم صالحية المياه المخزنة للشرب .لذلك فاألبحاث ذات الطابع األكاديمي
دراسة تفصيلية إلقرار النتائج النهائية لهذه الثروة التي ال تقدر بثمن ،وهو ما سنحاول في هذه الدراسة التطرق
إليه وتحليل العالقة بين التوسع في الزراعة المسقية والموارد المائية الباطنية في ضوء التحوالت الديمغرافية
37
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
هيدروغرافية موسمية
38
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
مقدمة الباب
إن دراسة المميزات الطبيعية للمنطقة ،لها أهمية كبرى في معرفة اإلمكانات المائية المتاحة ومدى
ولتحقيق ذلك ،ومن خالل دراسة الباب األول سوف يتم التطرق إلى البنية التضاريسية والتركيب
الجيولوجي والجيومرفولوجي والتطو ارت التي تعرض لها إقليم شيشاوة ،وآثار ذلك على تشخيص المكامن
المائية الجوفية.
كما تعتبر عناصر المناخ من محددات الموارد المائية بالمنطقة ،والدور الذي تؤديه على مستوى توجيه
التيارات المائية داخل المجال .بينما تساعد درجة الح اررة المرتفعة على زيادة التبخر والجفاف ،الشيء الذي
وسنتطرق إلى دراسة اإلطار البنيوي للمجال الهيدرولوجي ،حيث سنقوم برؤية تشخيصية للشبكة
كما سنتناول في هذا الباب دراسة المميزات الديمغرافية التي تساهم في تفسير العديد من التحوالت
المجالية ،فتزايد الحاجيات له عالقة بوثيرة تزايد السكان ،كما أن النمو الديمغرافي يطرح مشاكل داخل
المجتمعات التي تعتمد اقتصاداتها على النشاط الفالحي والتي تعاني من نقص كبير في الموارد المائية.
ومن أجل التشخيص األمثل للعالقة بين الخصائص الطبيعية والبشرية والموراد المائية ،ستتم دراسة
الخصائص الطبيعية للمجال وتأثيرها على الموارد المائية ،وابراز عناصر المناخ ودورها في تحديد طبيعة
الشبكة الهيدرولوجية .إضافة إلى تشخيص للخصائص البشرية وعالقتها بالموارد المائية المتاحة بالمنطقة.
39
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
مقدمة الفصل
تؤدي طبيعة المجال المدروس دو ار هاما ومحددا للموارد المائية ومدى توفرها بالمنطقة ،ويتعلق األمر
يقوم التكوين الجيولوجي بمعرفة طبيعة الصخور وقابليتها لالحتفاظ بالمياه وبالتالي استعمالها
واضافة إلى دور التضاريس والتكوين الجيولوجي والمورفولوجي في تحديد كميات الموارد المائية،
تساعد كذلك نوعية التربة والغطاء النباتي في تحديد كميات التبخر من سطوحها ،وسهولة جريان المياه
إن كل ع نصر من هذه العناصر الطبيعية له أهميته وتأثيره على الموارد المائية ومدى توفرها بشكل
ومن أجل معرفة ذلك ،ستتم دراسة البنية التضاريسية والتركيب الجيولوجي لمنطقة شيشاوة ،وبيان
دورها في التأثير على المراحل المختلفة لدورة الماء ،كالجريان السطحي وتغذية الفرشات الباطنية وغيرها.
وسيتم التطرق أيضا للغطاء النباتي والترابي والدور الذي يلعبانه في توجيه وتنظيم التيارات المائية بالمنطقة.
40
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية Arc gis
41
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تتباين الوحدات التضاريسية بالمنطقة ،ويزداد االرتفاع كلما اتجهنا من الشمال إلى الجنوب:
شمال اإلقليم :يضم المجال السهلي ،يمتد في النطاق الشمالي لمنطقة شيشاوة ،ويشكل حوالي
40%من حجم المساحة اإلجمالية ،يتناقص ارتفاعه من الجنوب حيث يصل إلى 433م إلى الشمال بمجرى
واد تانسيفت حيث ال يتعدى االرتفاع 033م .ويشمل جميع الجماعات التابعة لدائرة شيشاوة.
وسط اإلقليم :يضم منطقة الدير ،يمتد من إمنتانوت إلى مشارف أمزميز .وتتواجد بها مخارج
يعد مجاال انتقاليا بين المناطق المرتفعة (الكتلة الجبلية) والمناطق المنخفضة ،تسوده ارتفاعات
معتدلة ،تنتظم بشكل تدريجي ،إذ تنخفض في اتجاه الشمال هذا المجال الطبوغرافي يتوفر على مجموعة من
التالل والسفوح الطويلة وعلى شبكة مائية مهمة تنطلق من المنطقة الجبلية ،وتعبر هذا المجال نحو المناطق
المنخفضة ،وبالتالي فهو منطقة تالقي بين الكتلة الجبلية والسهول المجاورة ،ويمثل حوالي 16%من حجم
المساحة اإلجمالية.
جنوب اإلقليم (القسم الجبلي) :ذو امتداد مجالي كبير يغطي حوالي 44%من حجم المساحة
اإلجمالية ،خصوصا شمال وشمال شرق المنطقة ،ويتميز بمستويات ارتفاعية مختلفة ،وهو جزء من األطلس
الكبير الغربي ،يتكون من قمم عالية وهضاب مثل موالي علي 0024م وهضبة تيشكا 2333م وأحواض
نهرية أهمها واد سكساوة وواد أسيف المال وواد إمنتانوت .وهذا المجال االرتفاعي ينخفض كلما اتجهنا شماال
أو نحو الشمال الغربي ،وهو عبارة عن شريط مسترسل يمتد نحو الشرق والشمال الشرقي إلى أقصى حدود
المنطقة الشمالية الشرقية حيث نجد أدنى االرتفاعات (شكل رقم .)2
42
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية Arc gis
تختلف المستويات االرتفاعية باختالف الوحدات الطبوغرافية ،وبغياب التجانس المجالي في المنطقة،
ومن خالل خريطة االرتفاعات (خريطة رقم ،)2يتضح أن المجال الجنوبي والجنوبي الشرقي هو
المتوفر على أعلى االرتفاعات (أكتر من 2333متر) ،لتنخفض وبشكل تدريجي في اتجاه الشمال،
43
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية Arc gis
تختلف االنحدارات السائدة بالمنطقة باختالف الوحدات التضاريسية ،ويؤدي هذا العامل دو ار مهما في
تحديد طبيعة وأساليب تشكيل السفوح .كما يساعد على معرفة حجم األراضي الصالحة لالستغالل.
44
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية Arc gis
45
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
االنحدارات ضعيفة جدا أقل من :5%تمتد على حيز كبير جدا خصوصا في الجهة الشمالية
والشمالية الشرقية والغربية بالمنطقة ،وتنتشر في منطقة امتداد المنخفض الطبوغرافي وقدم الجبل (الدير).
االنحدارات الضعيفة من 5%إلى :15%امتدادها المجالي غير متكافئ حيث تنتشر في مختلف
االنحدارات القوية من 25%إلى :40%ذات امتداد مجالي محدود ،يتوافق هذا االنتشار مع
الوحدة المرتفعة.
االنحدارات القوية جدا من 40%إلى :70%يتوافق امتداد هذا النوع من االنحدارات مع الكتلة
يؤدي توجيه السفوح دو ار مهما في تحديد المجاالت الجافة ،والمجاالت األكثر رطوبة ،حيث تستفيد
السفوح المطلة على البحر عموما ذات االتجاه الشمالي من رطوبة أكثر ،وتشميس أقل ،وبالتالي تبخر أقل،
إذن فهي أكثر مالءمة الحتوائها على غطاء نباتي يضمن إلى حد ما استقرار سفوحها 1عكس السفوح
األخرى التي تشكل المجاالت الخلفية حيث التشميس أكثر والرطوبة أقل ،وبالتالي فعمل التعرية أكثر بهذه
المجاالت.
ومن خالل (الخريطة رقم ،)4نالحظ أن جنوب المنطقة يتميز بسفوح شديدة االنحدار ،إذ يعرف وجود
مرتفعات جبلية قوية بإمنتانوت ،بينما في مجال الوسط والشمال فهناك غياب لتلك السفوح بسبب االنبساط.
-1عبد المجيد المنصوري( ،) 2334تقييم تقنيات وأساليب المحافظة على المياه واألتربة بجماعة دار الكبداني بالريف
الشرقي ،بحث لنيل شهادة الماستر ،كلية اآلداب والعلوم االنسانية ،القنيطرة ،ص .23
46
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية Arc gis
47
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،الخريطة الجيولوجية بالمغرب مقياس +1/2000000باستعمال نظام المعلومات الجغرافية Arc gis
تشكل الطبقات الكلسية اإليوسينية فرشة مائية عميقة ومهمة تحت سهل الحوز الغربي بشيشاوة
(خريطة رقم ،)2يقدر محيطه ب 423كيلو متر مربع ،تمتزج الطبقات الكلسية اإليوسينية المنحدرة في
48
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
اتجاه الشمال تحت غطاء متعرج يمكن من إغناء الفرشة المائية انطالقا من الكلس الهش.1
يتواجد اإليوسين بطريقة متقطعة انطالقا من غرب الحدود الجنوبية لسهل الحوز في اتجاه جزئه
الشرقي .يبلغ سمكه 223متر في إمنتانوت وحوالي 233متر في آيت أورير ،وهو يشكل عمق القعيرات.
كما يتنوع المنظر السطحي بين إمنتانوت غربا وآيت أورير شرقا ،حيث يتكون من الكلس الصدفي
السلكس ( (silexأو الكلس الدولوميتي وتخترقه بعض األعمدة الصلصالية ( (des ( (coquillesأو
باالتجاه من آيت اورير شرقا الى امينتانوت غربا يزداد سمك الرواسب المنتمية لهذه الحقبة (اإليوسين)
من 233م الى 223م ،حيث يالحظ أهمية الصخور الفوسفاطية في تداخل مع الصلصال والكلس والحث.
.7الجيوراسي
تشكيلة من يتكون إمنتانوت، بمنطقة )2 رقم األعلى(خريطة الجوراسي يتواجد
بخارية( (Evaporatiqueدولوميتية ذات سمك يناهز 233متر مع تغير مفاجئ في السحنة( (Facièsالتي
يوجد الجيوراسي األسفل( اللياس) بشكل واضح في الجهة الشرقية من أطلس مراكش ،بسمك يصل
1
- Bouchra RAZOKI(2001), mise en place d’un système de gestion de base de données pour la
gestion des ressources en eaux souterraines de la plaine du Haouz(Meseta Occidentale,
MAROC), mémoire pour obtenir le grade de docteur, option : hydrogéologie, Faculté des
sciences SEMLALIA – Marrakech – P 51.
49
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
اللياس األعلى :يتواجد بمنطقة امينتانوت ويضم سحنات فتاتية ودولوميتية ذات سمك متوسط.
يضم الجيوراسي األعلى بمنطقة امينتانوت تكوينات إبخارية ( جبص -طباشير) ودولوميتية بسمك بلغ
233م .وفي شمال مدينة شيشاوة يزداد سمك الجيوراسي األعلى وتتغير سحناته حيث يسود الكلس والكلس-
الحثي.
يشكل اللياس سلسلة ذات سمك يترواح بين 233متر و 033متر ويتواجد أساسا بالحوز الشرقي
.8الكريتاسي
أ -الكريتاسي األسفل : 1يتكون في مجال امينتانوت من رواسب كاربوناتية ذات سمك 033م ،ثم
يتواجد الكريتاسي األسفل نسبيا في الحدود الجنوبية الغربية لسهل الحوز(بمنطقة شيشاوة) ،حيث إن
يظهر هذا بنسبة قليلة في منطقة إمنتانوت بسمك يتجاوز 033متر ،ويتكون أساسا من رواسب حمراء
سيليسية كربونية ،كما يمكن مالحظة هذه السلسلة في منطقة أمزميز أيضا لكن بسمك أقل (أقل من 23
متر).
يوجد أبسيان – بارمي على مستوى إمنتانوت ،مكونا من حوالي 223متر من السمك .وهو ذو طبيعة
جمعرية( ،(Marneuseتتخلله بعض الطبقات الدولوميتية ،ويصبح هذا الكل المتجانس حثيا على مستوى
أمزميز بسمك يتجاوز 23مترا ،تم يختفي تماما غرب كماسة(في اتجاه الحوز).
األلبي Albien
1
- André MICHARD(1976), éléments de géologie marocaine, éditions du service géologique du
MAROC, Rabat, 189 – 190.
50
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يبرز بقوة ،وخصوصا على الحدود الشمالية لألطلس الكبير بين إمنتانوت ،حيث يصل سمكه حوالي
تتنوع الصخارية من الغرب في اتجاه الشرق أيضا فهي أساسا صلصالية ( (Marneuseتتخللها
أعمدة كلسية دولوميتية في إمنتانوت ،بينما هي كلسية حثية ذات لون يميل إلى االصفرار في منطقة آيت
أورير.
ب -الكريتاسي األوسط : 1يتواجد الكريتاسي األوسط في منطقة امينتانوت ويتكون من صلصال يضم
دكات من صخور إبخارية وأخرى من الكلس الدولوميتي تنتمي إلى فترة الصينوماني يصل سمكها 023م.
السنوماني
يبرز في الشرق خصوصا على مستوى إمينتانوت حيث يبلغ سمكه 023متر ،ويتميز بهيئة
على مستوى آيت أورير ،تصبح هيئة السنوماني طينية أكثر ،وال يتجاوز سمكه 33مترا ،بينما يختفي كليا
1
- Bouchra RAZOKI(2001), mise en place d’un système de gestion de base de données pour la
gestion des ressources en eaux souterraines de la plaine du Haouz (meseta occidentale,
MAROC), mémoire pour obtenir le grade de docteur, option : hydrogéologie, Faculté des
sciences SEMLALIA – Marrakech – P 40-41.
51
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
باتجاه الشرق.
ويشكل السنوماني إذا هيئة وسيطة بين التراجع والتجاوز األلبي Albieneوبداية أكبر تجاوز بحري
يشكل أهم معلم مورفولوجي للحدود الشمالية لألطلس الكبير في مراكش ،ويتكون أساسا من هيئة
كلسية أو كلسية دولوميتية بسمك يبدأ من 23مت ار على مستوى إمنتانوت وينتهي بحوالي 23مت ار في آيت
أورير.
وتوازي هذه الطبقة تجاو از بحريا أقصى ،يجري من الغرب في اتجاه الشرق وربما من الشمال إلى
الجنوب .ويشكل السنومانو -ترونيان الفرشة المائية العميقة األكثر أهمية تحت سهل الحوز ،وتقدر مساحته
بحوالي 333كيلومتر مربع وتحديدا تحت الحوز األوسط .وتمر المياه التي تتواجد بهذه المنطقة مباشرة عبر
الفرشة الغربية أو تتحول إلى عدة عيون ،خصوصا في واد شيشاوة .فالمخرج الرئيسي لهذه الفرشة هي الفرشة
ذات التعرجات المربعة حيث تظهر عيون متعددة في واد شيشاوة على مستوى قعيرة "وانينا".
ج -الكريتاسي األعلى :تضم فترة السينوني صلصاال وجبصا وحثا أحمر بلغ سمكها 43م بمنطقة آيت
أما فترة المايستريشي Maestrichtienفهي أكثر تطو ار باألطلس الكبير الغربي (223م بامينتانوت)
ويتكون أساسا من صلصال ودكات كلس -دولوميتية ،إضافة الى الحث والرمال الفوسفاطية في أعلى
السلسلة الرسابية .وتشير هذه الفترة إلى الغمر البحري الكبير الذي عرفه المغرب وخلف رواسب فوسفاطية.
يبرز انطالقا من إمنتانوت حيث سمكه األقصى حوالي 023مت ار إلى ما وراء آيت أورير( بين آيت
يتخلله الجبص أورير وتساوت) بسمك ينخفض إلى 43مت ار .والسنوماني الصلصالي( ) Marneux
وطبقات حمراء ( )grés rougesأساسا باستثناء آيت أورير التي يصبح فيها طينيا تتخلله بعض الطبقات
الكلسية.
52
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
مستوى إمنتانوت حيث يصل سمكه إلى 223مت ار ويختفي في اتجاه الشرق قبل الوصول إلى أمزميز.
ويتكون أساسا من صلصال رمادي تتخلله طبقات كلسية دولوميتية صغيرة ،وتظهر في القمة رمال
فوسفاطية وحث .ويتميز الماستريشتي بنظام من الخلجان التي تربطها بالمحيط األطلسي في الغرب ،والذي
في هذه المرحلة كانت المنطقة الوسطى ساهمت التطورات الجيولوجية في امتداده برواسب فوسفاطية
لألطلس الكبير تمثل في الجنوب منطقة شبه عالية يربطها "الجبيلي" بمشارف كماسة (شكل رقم .)2
تعتبر الخزانات العميقة الجوراسية ،والكريتاسية ،واإليوسينية طبقات كلسية ذات نفاذية موضعية عبر
الشقوق الهشة ،وتضعف صالبة الكلس تدريجيا في اتجاه الشمال حيث تغدي الفرشة المائية بواسطة التسرب
المباشر في الحوز الغربي وبالتحديد بحوض "مجاط" ،حيث تتواجد الفرشة المائية الباطنية العميقة في قلب
القعيرات البارزة في كل من إمنتانوت وشيشاوة .هذه الفرشة المنتمية إلى السينومانو -ترونيان تبقى أهم
لقد مكن تحليل الطبقات الجيولوجية من التمييز بين مستويات نفاذة وأخرى غير نفاذة من المحتمل أن
53
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تختلف التشكيالت الثانوية واإليوسينية حسب األهمية الهيدروجيولوجية من الغرب إلى الشرق .وفي
الحوز الغربي يتم تخزين الثروات المائية اإليوسينية في أعماق القعيرات المتواجدة بإمنتانوت وشيشاوة .في
حين أن هذه المخزونات المائية تتواجد بالنسبة إلى الحوز األوسط والشرقي على طول الحدود الجنوبية للسهل
وتختف ي سريعا باتجاه الشمال موصلة الجزء الباليوزي بالتشكيالت النيوجينية والرباعية وتعتبر هذه األخيرة
مكان فرشة مائية شمولية .وتكون هذه الفرشة المائية خزانا مهما يؤدي دو ار رائدا في عملية السقي والتزود
الجغرافي المتوسطي ،ومن جهة ثرواته الجيولوجية وخصوصا الجيومرفولوجية التي تمتاز بتضاريس حديثة
كما يتوفر المغرب على عناصر إيجابية :المستويات الخالصة ،جودة حفظ الترسبات الموروثة،
األلوان وكثافة الغطاء النباتي ،التي تمكننا من تصنيف هذا البلد بوصفه متحفا جيومورفولوجيا ،لقد أقر العديد
من الباحثين الذين اشتغلوا في مختلف مناطق المغرب ،أن الدراسة الجيولوجية للقشرة األرضية خالل الرباعي
بالمغرب تظل موضوع نقاش .ونضيف أن هاته المناطق تبقى حقل أبحاث مكثفة لدراسات مهمة بغية فهم
ومن أجل فهم تطور األرشيفات المورفوترسابية القارية بالمنطقة ،ال بد من معرفة األشكال والمواد
المعدنية المترسبة الرباعية وعالقتها بالعوامل المورفومناخية والمورفوتكتونية المكونة إلحدى األسطح القديمة.
إن األحواض النهرية للكتلة الغربية القديمة لها أهمية أقل من تلك التي توجد في "نفيس" أو في الكتلة
1
- Abderrazzak NAHID(2004), La genèse des archives morpho sédimentaires continentales
marocaines, typologie et relations des cons- terrasses plio-pléistocènes du versant nord du Haut-
– Atlas de Marrakech(MAROC), Thèse pour obtenir le grade de docteur es-Science. Faculté
SEMLALIA – MARRAKECH. P 5.
54
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
الشرقية القديمة ،حيث يحدها من الجنوب القمة الكلسية العالية التي تجتاز الكتلة بشكل منحرف وتمتد إلى
الشرق لتصل إلى فوق نطاق القسم األطلسي من ناحية الغرب "كتلة تابكورت" ،التي تنتدب إلى الشمال
1
وتنتشر في نطاق القسم األطلسي.
إن تجانس القاعدة المتعرية dénudéبكاملها في جنوب نطاق القسم األطلسي ،وبساطة الشقوق
األطلسية تفسر غياب تلك المنخفضات الطولية التي تميز الوديان الكبرى للكتلة الشرقية القديمة " ولنفيس".
فأحواض الكتلة الغربية القديمة قصيرة وليست لها األهمية نفسها :في الشرق ،نجد أحواض "أنوكال" وأحواض
"واد كير" .Akkerأما في الغرب فهناك أحواض "أسيف آيت امحند داو موسى" ،تلك التي توجد بأسيف"
أيت الحسن" .بالنسبة إلى أسيف "آيت امحند" ،فهي ال تمتد في الجنوب بنطاق القسم األطلسي ،وفي الوسط
نجد حوضين هما األهم :أحواض "أسيف المال" وأحواض "سكساوة" ،هذه األخيرة تمتد على عكس غيرها إلى
ما فوق نطاق القسم األطلسي حتى امتداد القمة الكلسية العالية.
بالنسبة إلى حوض أسيف المال فهو ليس محدودا على مستوى نطاق القسم األطلسي :يمتد في اتجاه
الجنوب ،لكن منعرج نطاق القسم األطلسي يقسمه إلى فرعين مختلفين واضحين .اتجاه السهل ،الواد وروافده،
كالوديان المجاورة ،المضايق الضيقة بعمق في القاعدة ،كما توجد في أسيف المال قمم وهضاب قليلة
يستقبل أسيف المال في "أنبدور" على الضفة اليمنى ،واد زاوية "تيفريت" الذي يتجه أثره غالبا في
يتبع أسيف المال جبهة الساحل الكريتاسي ليغرز في نضائد (وهي نوع من الحجارة مكونة من صفائح رقيقة
متراص ة) القاعدة ،بينما يتراجع الساحل إلى الجنوب ليسمح للسطح تحث الكريتاسي الذي يتمدد بظهور شرفة
ضيقة محفوضة في قاعدتها .في هذا الواد القديم ،subséquentملتقى نهرين في اليسار حيث نجد سلسلة
1
- Dresch J.(1941), Recherches sur l’évolution du relief dans le massif central du grand Atlas, le
Haouz et le souss, thèse lettres Paris, imprimerie Arrault, Ed, Tours . P 311- 312. 712 P.
2
)مرجع سابق( - Dresch J, P 313-314
55
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ويعتبر الحوض األعلى ألسيف المال طية واسعة تحيط بها من الشرق والغرب ،من خالل الطبقات
الكلسية العليا لـ "إريدوز" و تيكدير' و "تامزر" لكل من "تيريست " و"تندري" .وتتعلق باتجاه الغرب والشمال
الغربي من خالل الذروة الطويلة الممتدة من شمال جبل "تندري" والتي تنحني باتجاه "أفو ازر" حتى "أداسيل".
حيث تكون في طبقات لينة من الشيست في أغلب األحيان وتتوسطها حفر مقعرة هرسينية ،تبدو هذه البنية
رمادية وداكنة إذ هي معزولة -تقريبا -بين كتل عالية وثقيلة لكن ذات منحدرات منعرجة تمتد حولها طبقات
معتدلة دائرية وقد تعرضت للتعرية ،كما تبدو من بعيد خالية من األلوان والتضليل المتوفرة في الحوض
المجاور "ألوكدمت" ،حتى إنها متنوعة ألن السلسلة الكمبرية والكمبري األردوفيسي غير متجانسة بقدر كاف
على هذا المستوى .وتتخلل هذه الثنية واديان رئيسيان :واد "يونسكتن" وواد "ايت غاير".
في مقدمة الحوض األول تظهر قمم ضيقة تخترقها طبقات لينة من الشيست في المستوى األعلى من
السلسلة ،ويتلقى الواد على مستوى الضفة اليمنى من الترسبات الصادرة عن الطبقة الكلسية الوسطى التي
تشكل طيات أولية وسط الطبقات الكلسية والشيستية .غير أن حوض واد "ايت غادير" يظهر تارة على
مستوى الطبقات الشيستية وتارة داخل الطبقات الكلسية خاصة على مستوى مقدمة "إكلوان" الظاهرة على
الطبقات المحيطة بالحوض في الجهة الغربية .وبخصوص القمم المشكلة لجنبات الحوض فهي تظهر كأنها
على شاكلة أسيف المال ،يتكون حوض واد سكساوة من قطاعين متناقضين تماما ،من ناحية المنعرج
شبه األطلسي .ففي القطاع السفلي ،يتجه الواد منذ زمن بعيد إلى الجنوب الشرقي ،وفي مقدمة الطية
القصيرة يخترق الواد من خالل الغطاء الكريتاسي واإليكوسيني ليصل إلى السهل.
يمتد الواد باتصال مع هذا الغطاء والكتلة القديمة في حوض صغير اسمه "حوض توزومت" ،حيث
يتلقى واد "ايت لحسن" وروافد أقل أهمية .ثم تختفي داخل الكتلة القديمة ،لكنه بعمق أقل فقط عندما تخترق
طبقات من "الحث الصواني" الصلب ،بين "إمينيغلي" و"تالث" .وعند آيت موسى يتبع الواد محو ار هرسينيا
من الشيست األسود والحث الصواني شبه العمودي .بينما يرتفع الجزء الشمالي بهدوء في اتجاه القمم
56
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
من جهة يبدو الجزء الجنوبي أكثر خشونة ،لكنه أقل ارتفاعا ،حيث تظهر مساحة منبسطة ما قبل
الكريتاسي في مقدمة التالل ،في حين تظهر اصطفافات عديدة مقابلة للطبقات الكلسية للسلسلة الجوراسية –
وهذا المدرج الواسع والمعقد الذي تحده طبقات من الشيست والحث الصواني الداكن ويختفي وسطه
الواد ،تهيمن عليه مساحات مستديرة لجبال "واومريرت" و "فادكا" ،الذي تتخلله روافد تحتوي على صلصال
.Marneهكذا يتكيف القطاع األسفل لواد سكساوة بحسب البنية الجيولوجية ،إنه مثال آخر لواد شبه مقحم
في طبقة جيولوجية متماسكة لكن الجرف اللين لهذه الطبقة تمت تعريته .بينما بقي الجرف الصلب
يشكل الغالف الترابي حلقة موجهة لسلوك الماء ومؤهلة للتدخل في تنظيم الدورة الهيدرولوجية سطحيا
وجوفيا .فالتربة بحكم وجودها عند السطح أو فوق الركائز الصخرية ،فإن ذلك يجعلها في وضع المستقبل
والمتلقي للوارد المائي المطري ويؤهلها للتحكم في مصير المياه المتساقطة .كما أن التربة باإلضافة إلى
وللتربة عالقة تفاعلية مع الغطاء النباتي ،إذ يشكل نوعها وسمكها ومحتوياتها المعدنية المحدد
إن الظروف البيومناخية القاسية السائدة بمنطقة شيشاوة ،أعطت مشهدا ترابيا يتركب من وحدات
57
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،خريطة التربة بالمغرب مقياس + 1/1000000باستعمال نظام المعلومات الجغرافية Arc gis
من خالل (الخريطة رقم ،)4يغطي نوع تربات التعرية والتربات المعدنية الخام مجاال واسعا داخل
إقليم شيشاوة ،فهي تشغل سفوح المجال الجبلي (إمنتانوت) والجهة الغربية للمنطقة .ويرتبط وجود هذا النوع
من التربة بظروف المناخ الحالي ،ويتميز هذا النوع من التربة بافتقاره للمادة النباتية ،حيث ال تسمح األمطار
القليلة والفوارق الح اررية الكبيرة إال ببعض التغيرات الفيزيائية للصخور الصلبة دون المساس بتكوينها
الكيماوي .والغياب شبه الكامل للغطاء النباتي يجعل تأثير النبات على تلك التربات منعدما تماما.
58
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إضافة إلى نوع تربات التعرية والتربات المعدنية الخام ،هناك نوع التربات السيدبالية ،حيث تحتوي
التربات السيدبالية على كمية من الحديد كافية إلعطائها لونا أحمر ،ينتشر بالخصوص في المجال السهلي
كما نجد نوع التربات الغنية بالحديد ،وينتشر بالخصوص في شمال إقليم شيشاوة ،وهناك نوع تربات
الحجر الجيري الذي ينتشر في الجهة الغربية للمنطقة بسيدي المختار والجهة الشرقية بمجاط وكماسة وعلى
ضفاف األودية.
إجماال ،وباإلضافة إلى الظروف المناخية الجافة ،والتقلبات التي تعرفها المنطقة اليوم تحت تأثير
الضغط الديمغرافي وتراجع الغطاء النباتي ،جعلت القطاع الترابي يتعرض للتدهور وفقدان بعض خاصياته
يقوم الغطاء النباتي بدور حماية السطح من عوامل التعرية وفي استقرار التربة ،ومن تم خلق
زيادة على دور الحماية ،فإن النباتات عن طريق الجذور والمادة العضوية تضمن استقرار البنيات
الترابية ،مما يجعل التربة أكثر مقاومة للتعرية ،وفي الوقت نفسه يرفع قدرتها على احتضان المياه وتمريرها
نحو الخزانات المجاورة ،وتساهم النباتات عن طريق التنفس في تنشيط وتنظيم تيارات المياه المتصاعدة من
59
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،خريطة الغطاء النباتي بالمغرب مقياس + 1/1000000باستعمال نظام المعلومات الجغرافية Arc gis
يتضح من خالل (الخريطة رقم ،)4أن جل هذه األصناف مرتبطة باألساس بطبيعة المناخ الجاف
السائد بالمنطقة (البلوط األخضر ،العرعار ،الكاليتوس وغيرها) ،إضافة إلى نسبة محدودة من األركان ،حيث
ينتشر في الحدود بين إمنتانوت وتارودانت .كما تعرف المنطقة انتشار نباتات شوكية تسمى "بالسدرة" (
صورة رقم .)2ويتميز المجال بشكل عام بغياب الغطاء النباتي وهو الشيء الذي يساهم في حدوث
60
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
صورة رقم ' :2السدرة' نوع من نباتات السهوب المرتبطة أساسا بطبيعة المناخ الجاف قرب دوار الخريبات بشيشاوة
23نونبر 2322
وارتباطا بالظروف المناخية السائدة بالمنطقة ،فإن الغطاء النباتي بمنطقة شيشاوة جد محدود من حيث
الكثافة والتنوع .حيث نالحظ ذلك من خالل جرد أصناف النباتات الطبيعية الموجودة في المجال (جدول رقم
.)2
61
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يتميز الغطاء النباتي بشيشاوة بنسبة تغطية محدودة للسطح ،حيث لم يخرج من نطاق المناطق
الصحراوية الجافة .لكن يبقى له دور في توجيه واشتغال الدورة المائية بالمنطقة خاصة من الجهة الغربية
والجنوبية ،حيث نجده يتركز بشكل كبير على ضفاف األودية بالمنطقة (صورة رقم .)2
صورة رقم :7انتشار شجر الكاليتوس على ضفاف واد شيشاوة
3نونبر 2322
غير أن هذا العنصر النباتي أصبح يتعرض اليوم لضغط بشري كبير يترجم إلى تراجع أو تقلص
مجال انتشار الغطاء النباتي الطبيعي (صورة رقم ،)0وذلك أمام تقدم القطاعات الزراعية المسقية والبورية
62
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
واذا كان هذا التراجع يتم عن طريق اجتثاث النباتات بشكل مباشر من قبل السكان ،فإنه يبقى أقل حدة
من التأثير غير المباشر الذي ينتج عن االستغالل المفرط للخزانات المائية الجوفية.
63
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خاتمة
من خالل هذا الفصل نالحظ أن منطقة شيشاوة تتميز باختالف المعطيات التضاريسية المتميزة
بالتناقض بين مجاالت مرتفعة وأخرى منخفضة ،حيث نجد وحدات تضاريسية متباينة يزداد ارتفاعها كلما
اتجهنا من الشمال نحو الجنوب ،ومستويات ارتفاعية في المجال الجنوبي والجنوبي الشرقي ،وأخرى منخفضة
كما توجد انحدارات تختلف هي األخرى حسب الوحدات التضاريسية ،بحيث تكون جد ضعيفة في
الجهة الشمالية لإلقليم ،ومتوسطة في الجهة الجنوبية الغربية ،وجد قوية في جنوب اإلقليم .سفوح قوية تمتد
لقد مكن تحليل البنية الجيولوجية من التمييز بين مستويات نفاذة وأخرى غير نفاذة من المحتمل أن
تضم بين طياتها مخزونات مائية مهمة خاصة في الجهة الشرقية حيث توجد الفرشة المائية لحوض أسيف
المال ،هذا األخير يعتبر خزانا مهما يؤدي دو ار كبي ار في عملية السقي والتزود بالماء الصالح للشرب.
كما يتعرض الغطاء النباتي لضغط كبير في فترات مختلفة ،والنتيجة هي تدهور شبه تام لهذا المورد
الطبيعي ،وبقاء بعض أنواع النباتات مبعثرة مجاليا ،وتنتشر على مساحات ضيقة على مجاري األودية .وقد
ساهم ذلك في تدهور التربة بالمنطقة والتي ال تساعد على قيام النشاط الفالحي ،حيث إن األنواع الجيدة من
التربة ال تمثل إال نسبا ضعيفة ويقتصر تركزها بالجهة الشرقية والغربية لإلقليم حيث وجود فرشة حوز مجاط
64
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
هيدروغرافية موسمية
مقدمة
يؤدي المناخ دو ار مهما في تحديد الحالة المائية لكل منطقة ،وذلك من خالل التأثير على الخصائص
السائدة ،والتي توجد في عالقة مباشرة مع وفرة أو ندرة الموارد المائية .كما هو الشأن بالنسبة إلى إقليم
شيشاوة ،حيث نرصد مختلف التقلبات المناخية التي تعرفها المنطقة والوقوف على حجم الموارد المائية بها
وديناميتها ،عبر جرد جملة من المعطيات اإلحصائية المتعلقة بالعناصر المناخية الرئيسية من مثل
وعلى الرغم من الموقع الجغرافي لشيشاوة ضمن العروض شبه المدارية ،وانفتاحه على المؤثرات الجافة
القادمة من الشرق (الحوز) تارة ،ومؤثرات رطبة قادمة من الغرب (الصويرة) تارة أخرى ،إال أن هذا ال يمنع
من سيادة مناخ جاف من مميزاته األساسية البرودة خالل فصل الشتاء (بدرجة أكبر في المناطق المرتفعة
"إمنتانوت") ،وبصيف حار وجاف ناتج عن هبوب رياح الشركي الحارة اآلتية من الشرق ،والتي لها تأثير
وبدون شك ،فالمناخ يؤثر على توفر الموارد المائية أو قلتها ،لذلك ال بد من تشخيص الوضعية
المناخية بالمنطقة ،وذلك بدراسة أهم العوامل المؤثرة عليه ،باعتماد معطيات الرصد الجوي ،واالستدالل
ببعض المؤشرات العملية المساعدة على تحديد الجفاف بالمنطقة مع إبراز تأثيرها على الموارد المائية.
65
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تتميز األراضي المغربية إجماال بعدم انتظام ما تتلقاه من واردات مائية ،وذلك بسبب ارتباط التساقطات
المطرية بالنظام الجوي الشمالي – األطلنتي الشتوي المشكل من المرتفع الجوي المعروف باألسور ومنخفض
إسلندا .1إن هاتين الخليتين الجويتين تعرفان تغيرات مستمرة في موضعها وفي فارق الضغط بينهما.
والمغرب بحكم موقعه على الهامش الجنوبي لهذا النظام الجوي الشمالي -أطلنتي الشتوي ،فإنه يظهر
حساسية كبرى تجاه هاته التغيرات ،تترجم إلى التغيرات والفوارق الواسعة الزمنية والمجالية التي يعرفها على
يتحكم في وضعية الموارد المائية بالمغرب عنصر المناخ ،ففي المناطق التي يسود بها المناخ
المتوسطي تعرف تساقطات مطرية مهمة أكثر من 333ملم ،بينما المناطق التي تخضع لمناخ صحراوي
تقل بها التساقطات المطرية عن 233ملم (خريطة رقم ،)23وبالتالي يسجل بها عجز مائي كبير .2ويعد
إقليم شيشاوة من بين المناطق التي ال تتعدى فيها التساقطات المطرية 033ملم في السنة وبالتالي وجود
مناخ جاف ساهم بشكل كبير قلة الموارد المائية السطحية بالخصوص مما يولد ضغطا كبي ار على المياه
الباطنية بالمنطقة.
66
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
67
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
هذا التوزيع المجالي المتفاوت لألمطار هو نتاج تظافر ثالثة عوامل جغرافية رئيسية ،وهي :الموقع
العرضي والتضاريس ،ثم القرب أو البعد من البحر(درجة القارية) ،إضافة إلى عامل حركات الدورة الهوائية.1
إن إقليم شيشاوة معرض مثل باقي المناطق الجنوبية لعدم انتظام التساقطات المطرية .ويمكن الوقوف
على عدم انتظام التساقطات المطرية وتردد المواسم الجافة من خالل وصف التوزيع المجالي للتساقطات ،مع
إبراز الوحدات الطبيعية التي تتلقى تساقطات أكثر من مثيالتها ،وذلك باحتساب مجموع متوسط التساقطات
2.2التساقطات البيسنوية
يعرف إقليم شيشاوة نقصا واضحا في شبكة محطات الرصد الجوية ،ألن المحطة الوحيدة (شيشاوة)
العاملة حاليا غير كافية .وهي بذلك ال تعطي نظرة شاملة و متكاملة عن مختلف األوساط ،علما بأن هذه
األخيرة متنوعة طبقا الختالف التضاريس والطبوغرافيا .لذلك تم االعتماد على محطة رصد جوية أخرى
"عبادلة" ( خريطة رقم ،)22وتعد أقرب محطة لمجال الدراسة ،وعليه يكون القصد من دراسة المعطى
المناخي هو إعطاء فكرة إجمالية فقط عن حيثيات المناخ ومتغيراته المهمة ،من أجل إبراز ترابطه الوثيق مع
ظروف الجريان المائي على السطح ومدى مساهمته في توفير كمية مائية من أجل تعبئة الفرشة الباطنية.
-1بوشعيب السالك ( ،)2322/2320المناخ ودينامية السطح وعالقتهما بالتنمية المستدامة -منطقة مليلة نموذجا -مقاربة
باالستشعار البعدي ونظم المعلومات الجغرافية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الجغرافية المناخية ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية
المحمدية ،ص .42
68
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،إنجاز شخصي بواسطة برنامج نظم المعلومات الجغرافية +Arc gisمعطيات وكالة الحوض المائي لتانسيفت
69
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
نالحظ من خالل سلسالت توزيع التساقطات المطرية السنوية (مبيان رقم ،)2أن المنطقة تعرف
رسم بياني رقم :0التوزيع البيسنوي للتساقطات لمحطة شيشاوة ما بين 7103 - 0131
350
300
250
200
150ملم
100
50
0
السنوات
رسم بياني رقم :7التوزيع البيسنوي للتساقطات لمحطة عبادلة ما بين 7103 – 0131
350
300
250
200
ملم
150
100
50
0
السنوات
مصدر المعطيات ،إحصائيات مناخية ،وكالة الحوض المائي لتانسيفت.
هناك تفاوت ضعيف في حجم الواردات المائية المطرية بين محطتي شيشاوة وعبادلة:
70
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
-محطة شيشاوة :تم تسجيل 242.4ملم كمعدل عام للتساقطات (مبيان رقم ،)2وأقصى معدل
.2442/2440
-محطة عبادلة :سجل بها 244.2ملم كمعدل عام للتساقطات (مبيان رقم ،)2ويسجل كذلك أقصى
معدل التساقطات هو 032ملم سجل في موسم 2443/2444وأدنى معدل هو 30ملم سجل في موسم
.2442/2440
ومن خالل تتبع التغايرية المطرية لكال المحطتين شيشاوة وعبادلة (المبيانين رقم 0و ،)2يتضح أن
هناك ارتفاع تردد سنوات الجفاف بالمنطقة ،ذلك أن 24سنة ضمن سلسلة شيشاوة مثال تقل فيها التساقطات
71
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إن معرفة التساقطات المطرية السنوية مكننا من تكوين فكرة عن حجم الواردات المطرية التي يستقبلها
إقليم شيشاوة .غير أن االعتماد على هذه المتوسطات السنوية ال يمكن وحده من فهم أو إدراك الحقيقة
35
30
25
20
ملم
15
10
5
0
الشهور
72
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
30
25
20
ملم 15
10
5
0
الشهور
من خالل المبيانين 3و 4يمكن أن نسجل بخصوص معدل التساقطات المطرية الشهرية بالمنطقة
المالحظات التالية:
-يمثل فصل الصيف (يونيو ،يوليوز ،غشت) الفصل األكثر جفافا ،إذ لم تتجاوز التساقطات الشهرية
ويمكن تفسير هذا "الجفاف" المميز خالل الصيف بالوجود الدائم للضغوط المرتفعة شبه المدارية
(خالل الصيف) ،والتي تشكل حاج از يصعب اختراقه من طرف الهواء القطبي ،الذي يعتبر محركا للتساقطات
-تتميز شهور فصل الشتاء والربيع ( يناير ،فبراير ،مارس ،أبريل) بتركز مهم للتساقطات المطرية ،إذ
تصل خالل األشهر األربعة السابقة إلى حوالي 22ملم بمحطة عبادلة وأقل من 23ملم بمحطة شيشاوة.
-تمثل الشهور المتبقية (أكتوبر ،نونبر ،دجنبر ،ماي) مرحلة تراجع الفترة المطيرة ،لذلك فالتساقطات
0.2التساقطات الفصلية
73
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تقتضي دراسة التساقطات الفصلية تقسيم السنة إلى أربعة فصول ،ويتكون كل واحد من ثالثة شهور:
يبتدئ فصل الشتاء مع شهر دجنبر ،ويبتدئ فصل الربيع مع شهر مارس ،وذلك للحصول على متوسط
التساقطات الفصلية.
80
70
60
50
40ملم
30
20
10
0
80
70
60
50
40ملم
30
20
10
0
الخريف الشتاء الربيع الصيف
الفصول
74
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
-تبين هذه المعطيات أن فصل الشتاء يحتل المرتبة األولى من حيث حجم األمطار المتساقطة على
فصول السنة (أكثر من 23ملم بمحطتي شيشاوة وعبادلة) ،أي بنسبة 47%من مجموع التساقطات
السنوية.
-يحتل فصل الربيع المرتبة الثانية (أكثر من 33ملم) ،بنسبة 28.5%من مجموع متوسط األمطار
السنوية.
-خالل فصل الخريف يتراجع حجم األمطار المتساقطة على المنطقة إلى حدود 23ملم بمحطة
شيشاوة (وقد يتجاوز ذلك بمحطة عبادلة) أي بنسبة 22.6%من مجموع التساقطات السنوية ،حيث تبقى
-أما فصل الصيف ،فإن إقليم شيشاوة يسجل خالله تراجعا حادا في حجم التساقطات المطرية ،فال
ينال إال 2.2%من مجموع الحجم السنوي ،أي بوارد إجمالي ال يتجاوز معدله 2ملم في كلتا المحطتين.
.7نظام حراري متباين
تساهم الح اررة إلى جانب الحياة النباتية في تنشيط التيارات المتبادلة واشتغالها بين مختلف الخزانات
المائية والنهرية والترابية والجوفية المشكلة للحوض من جهة ،وللغالف الجوي من جهة ثانية.
داخل إقليم شيشاوة ،القياسات الح اررية المختلفة الممكن االعتماد عليها لتحديد النظام الحراري ال
تتجاوز مرة أخرى المحطة السالفة وهي "عبادلة" .ولإلشارة فإن إقليم شيشاوة ال يتوفر على محطات للقياسات
الح اررية ،لهذا سيتم االعتماد على محطة "عبادلة ،والتي تم تحديد موقعها سالفا من خالل إبراز توزيع
وسوف نعتمد على معطيات هذه المحطة قصد مقاربة اإليقاع الفعلي للح اررة ،وعلى مدار السنة
ومحاولة التعرف على تغيراتها .ومنذ البداية يجب التذكير بأن إقليم شيشاوة يعرف ح اررات مرتفعة بشكل عام،
وذلك على الرغم من قربه من المحيط األطلسي الذي يبقى تأثيره محدودا ليترك المجال للتأثيرات القارية.
75
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
لدراسة عنصر الح اررة بمجال الدراسة اعتمدنا على المعطيات المتوفرة بمحطة عبادلة والتي تغطي مدة
زمنية تقدر ب 03سنة ،وذلك بناء على السلسلة اإلحصائية (.)2322 -2442
يصل المدى الحراري ضمن متوسطات درجات الح اررة الشهرية القصوى والدنيا للسلسلة اإلحصائية
( 2322 -2442مبيان رقم )4إلى ،41.6 C°ويعتبر يوليوز الشهر األكثر ح اررة بمتوسط حراري شهري
يقدر ب ،44.9 C°في المقابل يعد شهر يناير هو األقل ح اررة بمتوسط شهري يقدر ب ،1.3C°وذلك
رسم بياني رقم :1المتوسط واألقصى واألدنى لدرجات الحرارة الشهرية بمحطة عبادلة ()7100 -0120
76
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم :01توزيع متوسط الحرارة القصوى بمحطة عبادلة ()7100-0121
50
48
46
44
C°
42
40
38
36
السنوات
رسم بياني رقم :00توزيع متوسط الحرارة الدنيا بمحطة عبادلة ((7101-0121
77
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
نالحظ من خالل (المبيانين رقم 23و ،)22أن توزيع الح اررة البيسنوية القصوى والدنيا لمحطة
عبادلة ،يتميز بالتفاوت من سنة إلى أخرى ،إذ تصل أدنى درجة ح اررة -11.2°Cبينما أقصى درجة ح اررة
إجماال ،يمكن القول إن المعدالت الح اررية السنوية الشهرية بشيشاوة تعرف تباينات صارخة من سنة
ألخرى وضمن شهور السنة .إذ تعرف في شهري يوليوز وغشت أقصى الدرجات ،وفي المقابل يتم رصد
أدنى المعدالت خالل شهر فبراير .هذا التباين الكبير في درجة الح اررة يؤثر بدرجة كبيرة في نسبة التبخر
وبالتالي التأثير بشكل مباشر على الموارد المائية بالمنطقة خصوصا السطحية منها ،وبشكل كبير خالل
إضافة إلى الظواهر المناخية السالفة الذكر من ح اررة وتساقطات ،فإن ظاهرة التبخر ال تقل أهمية في
وهكذا ،فالتبخر هو تحول الماء من حالته السائلة إلى بخار بمعنى "التحول المادي" .فالمسطحات
المائية والغطاء النباتي هي المصادر الرئيسية لبخار الماء .كما يعتبر التبخر إحدى المكونات األساسية
إن تيار بخار الماء المتصاعد في اتجاه الغالف الجوي ال يتم بفعل تبخر الخزانات المائية السطحية
وعموما ،فمعدالت التبخر بإقليم شيشاوة جد مرتفعة ،سواء الشهرية أو السنوية ،الشيء الذي يمكن
ربطه بارتفاع درجة الح اررة .إال أن اإلشكال الذي واجهنا من خالل تتبع هذه النسب هو قلة المحطات التي
تهتم بهذه القياسات ،لكن تبقى محطة عبادلة الوحيدة التي تتوفر على معطيات يمكن االعتماد عليها
1
- Karima BOUKHARI(2008), la plaine de Mejjate et sa bordure occidentale : actualisation des
connaissances hydrogéologiques et version prospective de la mobilisation des ressources en eau,
mémoire pour obtenir le grade de docteur, Spécialité : Hydrogéologie, Faculté des sciences
SEMLALIA – MARRAKECH. P 19.
78
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
وعلى غرار باقي محطات الرصد الجوي المغربية ،يتم قياس التبخر بواسطة مبخار Picheأو مبخار
،Coloradoوذلك تحت مراقبة مديرية األرصاد الجوية أو مصالح هندسة المياه .1والمعطيات المتوفرة تهم
محطة عبادلة خالل الفترة ما بين 2442و .2323ومهما اختلفت تقنيات القياس ،يظهر أن إقليم شيشاوة
رسم بياني رقم :07توزيع التبخر السنوي بمحطة عبادلة (مبخار ) Coloradoما بين 7101-0120
79
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم :08توزيع التبخر السنوي بمحطة عبادلة (مبخار ) Picheما بين 7101-0120
من خالل المبيانين رقم 22و ،20تبين معطيات مبخار Coloradoأن التبخر يعرف تغيرات سنوية
واسعة ،حيث سجل أكثر من 0333ملم خالل موسم 2334-2323مقابل 2220ملم خالل موسم
،2332-2333بينما تبين معطيات مبخار Picheأنه تم تسجيل أكثر من 2433مل خالل موسم
80
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم :04توزيع التبخر الشهري بمحطة عبادلة (مبخار )Coloradoما بين 7101 -0120
رسم بياني رقم : 15توزيع التبخر الشهري بمحطة عبادلة (مبخار ) Picheما بين 7101 -0120
بالنسبة إلى التوزيع الشهري (مبيانين رقم 22و )23لمتوسطات التبخر عند محطة عبادلة (حسب
مبخاري Picheو ،)Coloradoيظهر التعارض واضحا بين شهور الصيف التي تتميز بتبخر حاد (أكثر
من 033مل حسب مبخار Coloradoو 233مل حسب مبخار Picheخالل شهور فصل الصيف)،
81
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
وشهور فصل الشتاء التي يعرف خاللها متوسط التبخر الشهري تراجعا واضحا وال يسجل سوى أقل من 233
.4رطوبة متغيرة
بما أ ن الرطوبة النسبية تتحكم في قدرة الغالف الجوي على التبخر ،فإنها لذلك تعتبر أساسية في
تختلف الرطوبة النسبية عموما خالل النهار بمنطقة الدراسة ،ويمكن تفسير ذلك وفق معطيات الفترة ما
فاألشهر األكثر رطوبة هي شهر نونبر ودجنبر ( 60%سجل في شهر دجنبر) ،في حين أن األشهر األكثر
60
الرطوبة ب %
40
20
0
الشهور
المصدر ،إحصائيات مناخية ،وكالة الحوض المائي لتانسيفت
82
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المتغيرات المتوسطية السنوية :يمكن تسجيل اختالف واضح بين المواسم (مبيان رقم ،)22فالمواسم
األكثر رطوبة هي 2332-2333و ( 2322 – 2323سجل أكثر من .)80%في حين نجد المواسم
رسم بياني رقم :02متوسط الرطوبة السنوية للرطوبة بمحطة عبادلة 7101 - 0121
80
60
الرطوبة ب %
40
20
0
السنوات
يرتبط مفهوم الجفاف بعجز الموارد المائية الطبيعية (تساقطات ،جريان سطحي ،مياه جوفية وغيرها)
لفترة من الزمن قد تشمل عدة شهور أو بضع سنوات ،بحيث تصبح االمكانيات المائية اآلتية أقل بكثير عما
وبما أن منطقة الدراسة تعاني من قلة التساقطات المطرية إجماال ،وارتفاع معدالت درجة الح اررة وتزايد
الرطوبة النسبية ،باإلضافة إلى تربة ضعيفة التركيب وعارية من الغطاء النباتي ،فإن تلك العوامل جميعها
ولمعرفة فترات الجفاف التي تعانيها المنطقة خالل السنوات المختلفة ،ارتأينا وضع بعض المؤشرات
التي تساعد على االستدالل على سيادة الجفاف بالمنطقة وتأثيره على الموارد المائية.
83
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
بما أن قلة األمطار هي السائدة بالمنطقة ،فإن مؤشر كوسن قد يساعد في االستدالل على مناخها،
فكلما كانت كمية األمطار السنوية أقل من ضعف درجة الح اررة دل ذلك على جفاف المنطقة ،ويعبر ذلك
وعليه ،وبعد تطبيق العالقة السابقة ،ظهرت النتائج في المبيان رقم .24
من خالل المبيان رقم ،24نستخلص أن جل الشهور بمحطة شيشاوة تعتبر جافة ،ذلك أن كمية
التساقطات في غالبية الشهور أقل من ضعفي درجة الح اررة ،باستثناء شهر يناير الذي تتجاوز به كمية
التساقطات المعدل الحراري .وبالتالي يمكن اعتبار المنطقة ذات مناخ جاف حسب مؤشر كوسن ،وهذا ال
يساعد على تواجد نبات طبيعي غني ومتنوع ،كما يصعب إقامة فالحة مستدامة دون االعتماد على سقي
منتظم.
1
- MOUKHTARI, R. MRABET, P. LEBAILLY, L (2013), spatialisation des bioclimats, de
l'aridité et des étages de végétation du Maroc, Rev. Mar. Sci. Agron. Vét, P 50 - 66.
84
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
في حسابه على توفر مقاييس الح اررة والتساقطات بالمحطات المعنية ،وقد اقترح مؤشر يعتمد
"أومبيرجي" في األصل ليطبق على النطاق المتوسطي ،1ولكن سنطبقه هنا على محطة الدراسة من أجل
التأكد واالستئناس بنتائجه في منطقة تختلف نوعا ما على النطاق الذي تم اقتراح تطبيقه فيه.
يرتكز التصنيف المناخي لـ "أومبيرجي" و "صوفاج" على دراسة تغاير متوسط الح اررة الدنيا( (mألبرد
الشهور ،وتغاير متوسط الح اررة العليا ( )Mألدفأ الشهور ،وكذلك على تغاير متوسط التساقطات السنوية،2
وتترجم معادلة "أومبيرجي" الحاصل الرطوبي الذي يقدم على الشكل اآلتي:
يتم التعبير عن الح اررة بالدرجة المطلقة أو بدرجة " كلفن" التي تساوي .K = C° + 273 :ويقتضي
استعمال هذا المعامل التمثيل البياني حيث يوضع الحاصل Q2على محور األ ارتيب ومتوسط الح اررة الدنيا
وبتطبيق هذه الطريقة على مقاييس العناصر المناخية الممثلة لمنطقة الدراسة ،تم الحصول على النتائج في
الجدول التالي:
جدول رقم :8تطبيق المعامل – الحراري ألمبيرجي لتحديد النطاق المناخي بشيشاوة
تصنيف المجال Q2 M-m M+m(K) P2000 )m(°C )M(°C P المحطة
مناخ جاف 20,9 30,34 344,54 022333 6,10 36,44 242 شيشاوة
85
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ويمكن وضع نتائج الجدول في المبيان رقم ،24وعند تطبيق المعامل – الحراري ألمبيرجي في تحديد
النطاق المناخي ،اتضح أن المنطقة تنتمي إلى الطابق البيومناخي الجاف وقريبة من الطابق الصحراوي.
هو مؤشر عددي يدل على درجة جفاف المناخ وقحولة األرض ،ويعتمد في حسابه على متوسط درجة
الح اررة ومتوسط األمطار لكل شهر .ويتخذ مؤشر دو مارتون العالقة اآلتية:
:23معامل ثابت.
1
).مرجع سابق(- MOUKHTARI, R. MRABET, P. LEBAILLY, L, P 52
86
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
1,2
قيمة معمامل الجفاف
1
0,8
0,6
0,4
0,2
I
0
وبتطبيق مؤشر دو مارتون على المعطيات المناخية لمحطة شيشاوة ،ظهرت النتائج في المبيان رقم
.23إذ نستخلص أن قيمة Iفي محطة شيشاوة أقل من 3حسب مؤشر دو مارتون ،وبالتالي تدخل ضمن
إذا كان للرطوبة النسبية دور أساسي في تحديد قدرة الغالف الجوي على التبخر ،فإن الرياح يمكن
أن تقوم بدور الكابح لهذه القدرة ،كما يمكن أن تقوم بتقويتها .وذلك باالرتباط مع دوامتها (السرعة) ومع
طبيعتها (مصدرها ،جافة أم رطبة) .1وللرياح دور كبير في تعرية التربة ،وتحدث بصورة أساسية في المناطق
87
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المنبسطة ،بسبب عدم وجود حواجز لها ،ووجود تربة جافة غير محمية بغطاء نباتي ،لكن ذلك هو شديد
االرتباط بسرعة هذه الرياح ودواميتها وسرعتها أيضا .1ولقياس سرعة الرياح بمنطقة الدراسة ،نعتمد على
متوسط التغيرات الشهرية لمحطة عبادلة خالل السنة (مبيان رقم ،)22يعرف درجات عالية خاصة
خالل أشهر فصل الصيف حيث تصل في شهر يوليوز إلى 2م/ث ،وذلك تحت تأثير رياح الصحراء ،كما
تنخفض تدريجيا خالل أشهر فصل الشتاء حيث تصل في شهر يناير إلى أقل من 2م/ث ،تحت تأثير رياح
المحيط.
رسم بياني رقم :70المتوسط الشهري لسرعة الرياح بمحطة عبادلة 7100
-1محمد بنعدي ،)2334( ،تدبير مخاطر تدهور التربة بوادي الزات األوسط ،بحث لنيل شهادة الماستر ،كلية اآلداب والعلوم
اإلنسانية ،مراكش ،ص .32
88
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
60
سرعة الرياح م/ث
40
20
0
السنوات
أما متوسط التغيرات السنوية للمحطة نفسها (مبيان رقم )22فهو منخفض نسبيا (حسب 24
موسم من المالحظة) ،مع تسجيل الحد األقصى للسرعة خالل مواسم (-2332 ،44-44 ،40 -42
ويمكن تفسير اختالف سرعة الرياح إلى تأثر مناخ منطقة الدراسة بعوامل خارجية نذكر منها:
-تأثير العواصف والرياح الساخنة (الشركي والسيروكو) القادمة من الجنوب والجنوب الشرقي ،والتي
تمتاز بالسرعة القوية واستمرارها ألسابيع عدة خاصة في فصلي الصيف والربيع .هذه الرياح الساخنة تساهم
-تأثير الرياح المحيطية (رياح رطبة) اآلتية من الغرب والشمال الغربي ،لكن تبقى ضعيفة بسبب
بحكم طبيعة المناخ الجاف السائد بالمنطقة ،فإن الشبكة المائية السطحية تتلخص في واديين يتميز
مجراهما بدوام نسبي في المجال الجبلي وبالتقطع والموسمية بالسهل (خريطة رقم :)22
89
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية Arc gis
-واد أسيف المال :ذو جريان موسمي ،ينبع من األطلس الكبير ويمتد مجراه إلى أن يلقى واد تانسيفت
حيث يعد من روافد الضفة اليسرى لهذا األخير ،وهو ذو اتجاه عام من الجنوب نحو الشمال ،ويقدر معدل
صبيبه السنوي ب 34.0مليون متر مكعب.
90
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
واد شيشاوة :الذي يعتبر الواد األكثر أهمية بالمنطقة ،ويتخذ اتجاها عاما من الجنوب الشرقي نحو -
الشمال الغربي ،ويمتد حوض صرفه من المنطقة الجبلية إلمنتانوت ليرفد واد تانسيفت على الضفة اليسرى
ويتميز واد شيشاوة بدوام نسبي ،ويتلقى العديد من العيون النابعة من الطبقات الكريتاسية بجنوب
المدينة .باإلضافة إلى تلقيه عدة روافد جبلية أهمها "واد سكساوة" الذي يقدر صبيبه ب 40مليون م مكعب و
"واد إمنتانوت" الذي يقدر صبيبه ب 22.3مليون م مكعب ،و "واد أمزناس" وصبيبه 20مليون م مكعب.1
إضافة إلى هذه األودية تتوزع بإقليم شيشاوة 022عين ،وتوجد أهم هذه العيون بالحوز الغربي (فرشة
مجاط) ،ومن أهم العيون نذكر "عين أباينو" صبيبها 233ل/ث ،و "رأس العين" صبيبها ما بين 23إلى
تضم المنطقة فرشات مائية متباينة أهمها فرشة سهل مجاط التي تبلغ طاقتها 233ل/ث ،إال أنها
عميقة حيث يزيد عمقها عن 23متر ،وفرشة أوالد سيدي بوسبع التي تقدر طاقتها ب 233ل/ث.
وهناك مساحات شاسعة تنعدم فيها المياه سواء السطحية أم الجوفية ،فيعتمد السكان على مياه السيول
العرضية ومياه األمطار لملء مطفيات مهيأة لخزن مياه الشرب .وتوجد بجماعة السعيدات بدائرة شيشاوة
على الرغم من قلة المحطات الهيدروغرافية بالمنطقة ،وضعف تجهيزاتها ،فإنه من الممكن االعتماد
على قياساتها إلعطاء نظرة تقريبية عن أهم مميزات نظام جريان األودية بالمنطقة.
ويرتبط الجريان في منطقة البحث بعدة عوامل تجعله يتميز بعدم انتظام بيسنوي واضح مع تغييرات
2.2التغييرات السنوية
1
(, P 28.مرجع سابق( - Karima BOUKHARI,
-2منوغرافية شيشاوة.2322 ،
91
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تشير دراسة صبيب األودية بالمنطقة إلى أنها تتميز بتغييرات هامة على مستوى التوزيع السنوي
والبيسنوي ،بحيث تتعاقب فترات ذات صبيب مرتفع وفترات جافة تتميز بنزول مفاجئ وسريع للصبيب وهذا
هو الشيء الذي يجعل جريان هذه األودية يمتاز بعدم االنتظام (مبيانين رقم 20و.)22
رسم بياني رقم :78توزيع الصبيبات السنوية لمحطة شيشاوة 7111 - 0128
رسم بياني رقم :74توزيع الصبيبات السنوية لمحطة عبادلة 7101 - 0128
92
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تتميز الصبيبات السنوية بمحطتي شيشاوة وعبادلة بالتباين وعدم انتظامها من سنة ألخرى ،حيث
تعتبر مواسم ،42-44 ،44-43 ،44-42على العموم مواسم رطبة .وبلغت هذه الرطوبة إلى أعلى حد
خالل موسم 42-42بمحطة عبادلة .وعلى العكس من ذلك فمواسم ،2332-2333 ،40-42 ،40-42
،2333-2332هي مواسم جافة ،خالل هذه الفترة تميزت األودية عموما بالجفاف.
93
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يتضح من خالل (المبيانين رقم 23و ،)24أن الصبيبات الشهرية ضعيفة وغير منتظمة خالل
-محطة عبادلة :حيث تبدأ في االرتفاع من شهر أكتوبر وتبلغ قمتها القصوى خالل شهر نونبر(فصل
-محطة شيشاوة :ترتفع من شهر مارس وتبلغ القيمة القصوى خالل شهر ماي.
عند ذوبان الثلوج ترتفع الصبيبات ،لتبدأ فجأة في التراجع خالل أشهر فصل الصيف يونيو ،يوليوز،
مقارنة الصبيبات الشهرية لمحطتي عبادلة وشيشاوة ،مكن من مالحظة أن محطة "عبادلة" تظهر أرقام
إن عدم انتظام الجريان على المستوى البعيد والقصير بالمنطقة يطرح مجموعة من اإلشكاليات حول
يرتبط إذن تركز الصبيب خالل فصلي الشتاء والربيع ،باإلضافة إلى المعطيات المناخية ،بالخاصيات
الطبيعية لألحواض .وفي هذا اإلطار تعتبر التركيبة الصخارية ألحواض التغذية إضافة إلى طبيعة االنحدار
ون وعية التغطية النباتية ،وطبيعة االستغالل البشري ذات أهمية بالغة في تحديد الكميات السائلة والصلبة
94
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المحاور الرئيسية :تتخذ الصخور الكتيمة والضعيفة النفاذية بحوضي سكساوة وأسيف المال نسبا
جد مهمة تصل إلى ،70%وتتكون في مجملها من شيست الركيزة األولية والصلصال الجبسي والطين الذي
إضافة إلى ضعف نفاذية مواد حوض الصرف ،فإنها تتميز بمقاومة ضعيفة الشيء الذي يجعل إزالتها
تتم بسرعة كبيرة ،وتفسر هذه المعطيات أهمية الجريان الشتوي حيث تتشبع مسامية الصخور بسرعة وتسمح
بجريان قوي.
المحاور الثانوية :بالنسبة إلى أسيف تيسخت تشكل فيه نسبة الصخور النافذة 50%الشيء الذي
يجعل المجرى يتميز بانتظام نسبي داخل الحاشية الجبلية حيث تلعب الصخور الراشحة دور المنظم .أما
حوضا أسيف با يعقوب وجبل بابا السايح فتبلغ نسبة الصخور الضعيفة النفاذية حوالي ،80%وهي صخور
كوارتزيتية وشيستية باألساس ،الشيء الذي يجعلها شبيهة بخصائص حوضي أسيف المال وسكساوة.
نستشف من كل هذا ،أن النسب المهمة للصخور الكتيمة في أحواض المنطقة ال تساعد على تنظيم
جيد للجريان بقدر ما تساهم في تركيزه خالل فترة سقوط أمطار فصلي الشتاء والربيع ،وكذا في حدوث
فيضانات ذات صبيب وحمولة صلبة شديدة األهمية ،وتظهر حدة هذه الدينامية من خالل أهمية التوضعات
السطحية التي غطت المنطقة طيلة الفترات الرباعية سواء الحاشية الجبلية أو بالمنطقة السهلية ،حيث تنتشر
هذه المواد على شكل مخاريط واسعة ودرجات غرينية ذات امتداد واسع.1
لقد أكدت الدراسة الصخرية لألحواض المائية لألودية التي تستقطب مياه منطقة شيشاوة ،أنها مكونة
- 1خليد بلمودن ،2332 ،منخفض مجاط وهوامشه الجبلية في األطلس الكبير الغربي بين الدينامية الطبيعية وتدخالت
التهيئة ،أطروحة الدكتوراه في اآلداب شعبة الجغرافيا ،وحدة الجغرافيا الطبيعية .كلية اآلداب الرباط ،ص .224
95
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
معدل الصبيب معامل عجز عن العجز عن كمية الحمولة المائية المساحة اسم الواد
السنوي الجريان الجريان األمطار (ملم) (كلم )
7
األحواض تقدر مساحتها بين 033كلم و 2033كلم ،حيث يحتل الحوض المائي لشيشاوة أكبر مساحة،
تبلغ مساحته 2022كلم بنطاق الدراسة ،وأهم كميات المياه تأتي من أودية سكساوة وأسيف المال والنفيس
هذه األودية توفر صبيبات هامة ومتميزة ،إنها األحواض المائية األكثر نشاطا في نطاق الدراسة.
96
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خاتمة
تتميز منطقة شيشاوة بوضعية مناخية خاصة ،والمتمثلة في التساقطات المطرية الضعيفة والمختلفة
مجاليا وغير المنتظمة زمانيا ،حيث ال توجد لها فصلية واضحة تساعد على القيام بأنشطة تنموية وبشرية
هامة ،كما تعرف من الناحية الح اررية وجود شتاء بارد وصيف حار تزداد فيه معدالت التبخر والتي تؤثر
على الموارد المائية بشكل عام ،كما تؤدي الرياح القوية دو ار كبي ار في تعرية التربة ،بسبب عدم وجود حواجز
تعترض طريقها ،ووجود تربة جافة غير محمية بغطاء نباتي ،ومن تم تزايد مظاهر الجفاف بالمنطقة.
وبالنظر إلى قلة التساقطات المطرية ،وارتفاع درجة الح اررة ،تم االستدالل بواسطة عدة مؤشرات على
سيادة الجفاف بمنطقة الدراسة .وهذه الوضعية المناخية الصعبة أنتجت إكراهات وتحوالت مجالية متعددة
أهمها :هجرة السكان من األرياف نحو المدن المغربية الكبرى نتيجة قلة توفر المياه ،وتزايد معاناة السكان
وقد ساهمت االمتطاحات المفاجئة في دينامية المجال ،حيث تعمل في العالية المشرفة على تهيئ
مواد حطامية وتهديم درجات رباعية وتكونات ترابية ليتم ترسيبها بالسافلة ،وتعمل على تحديد الصبيب
باألودية .وجل الصبيبات الشهرية بالمنطقة ضعيفة وغير منتظمة خالل أشهر السنة ،ثم هناك صبيبات
سنوية تتميز بالتباين وعدم االنتظام من سنة ألخرى .وتعتبر المياه الجوفية بالمنطقة المصدر األساسي
97
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
مقدمة
إن دراسة المميزات الديمغرافية من أهم المؤشرات التي تساهم في تفسير العديد من الظواهر
والتحوالت المجالية ،والتي من شأنها أن تؤثر على الدينامية العامة للمجال .فتزايد الحاجيات له عالقة بوثيرة
تزايد السكان ،وهذه العالقة ليست مباشرة فقط ،ألن اإلنسان له حاجيات مائية فزيولوجية ،وانما تتخذ طابعا
غير مباشر أيضا ألن النمو الديمغرافي يطرح مسألة الرفع من اإلنتاج الفالحي الذي يشكل قاعدة لألمن
الغذائي.
لقد أصبح من الواضح أن الظاهرة الحضرية أصبحت تشكل معضلة عالمية ،وأن تطور البشرية
أصبح ينزع بسرعة نحو التمدين الشامل .ويرى المحللون الديمغرافيون أن نسبة سكان العالم الحضريين
تجاوزت عند بداية القرن الواحد والعشرين ،60%وسيطرح هذا التطور مشاكل ملحة داخل الدول
ولقد ساعدت الظروف الطبيعية بمنطقة شيشاوة على استقرار السكان مند القدم حول المجاري المائية
الموسمية (واد شيشاوة ،واد أسيف المال وغيرها) ،بغية الحصول على الموارد المائية الضرورية للشرب وللقيام
بأنشطة زراعية .لكن وبفعل تزايد السكان أصبح الحصول على هذه الموارد المائية يطرح إكراهات كبرى
98
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
على الرغم من كون شيشاوة لم تحظ بطريقة التشييد نفسها التي حظيت بها المدن المغربية القديمة،
ومن بينها مراكش أي بوضع سور ُيسي ُجها ،ومسجد ،وسجن ،وقصور ،وهي كلها خاصيات مدن العصر
الوسيط في المغرب ،إال أن الرحالة "أبو عبيد اهلل البكري" كان أول من ذكرها بوصفها محطة (الذي تحدث
عن شيشاوة باسم شيشاون توجد بالقرب من الواد) ،ومن بعده أبو زرع الفاسي 1بوصفها مدينة ،وهو ما
يدفعنا ،إلى أن نرصد لها عام (243ه – 2344م) كتأريخ لزمن تشييدها .وهي السنة نفسها التي انتهى فيها
البكري 2من كتابته .يمكن أن نحدد هوية مؤسسها .فال يسعنا في هذا الباب ،إال أن نعتمد على الزياني وهو
المؤرخ الرسمي للدولة العلوية الشريفة خالل القرن 24م – إذ يسعفنا بمعلومات قيمة حول المؤسسين
وال غرابة في ذلك ،خصوصا إذا ما سلّمنا مع مجموعة من المؤرخين ،وفي مقدمتهم البكري ،بأن
المصامدة من (إمص ُمودن باألمازيغية) يشكلون األفواج األساس في تعمير المغرب في واجهته األطلنتيكية
على الخصوص.
إذا كانت الروايات الشفوية التي ترددت على ألسنة بعض السكان في بعض الدواوير الشيشاوية ،قد
اتفقت على أن المنطقة تمثل الموضع الذي كان حريا بالمرابطين ،والموحدين ،والسعديين من بعدهم أن
يشيدوا فوقه عاصمة المغرب .فإن ما يشفع للذين رددوها هو توفر شيشاوة ،بالفعل ،على معطيات مختلفة من
شأنها أن تثير انتباه مؤسسي المدن .لكن ليس هناك من شك في أن الذي جعلها تأتي في مرتبة أدنى من
-1عبد العزيز بن صالح ،)2322( ،شيشاوة منذ ما قبل التاريخ إلى اآلن ،الطبعة األولى ،ص .24
- 2ورد في كتاب أبو عبيد اهلل البكري 'المسالك والممالك' ،فحرصنا على أن يتزامن تأريخ التشييد مع انتهاء البكري من
كتابته ،دون أن تحتسب أن شيشاوة كبلدة تعيش وتتحرك قبل أن يذكرها هذا الرحالة األندلسي.
-3أبوالقاسم الزياني ،) 2442( ،الترجمانة الكبرى في أخبار المصمود ب ار وبحرا ،تحقيق عبد الكريم الفاللي ،و ازرة اإلعالم،
ص .24
99
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
العاصمة المرابطية مراكش ،هي وضعيتها البعيدة عن وسط المغرب ،وخاصة عن زاوية اإلشعاع الرابطة بين
المحوريين فاس ومكناس من جهة ،ومراكش من جهة ثانية ،وكان بعدها عن المغرب األوسط (الجزائر)،
القطر الذي تشوقت إلى إخضاعه الدول ،التي حكمت المغرب في العصر الوسيط .1وهي معطيات جعلت
مدينة مراكش المكان المفضل لالستقرار األول للمرابطين ،وأيضا لتوفر مجاالتها على شبكة مائية هامة تكمن
في واد تانسيفت وروافده ،وكذا اإلشعاع الذي توفره بعض السواقي ،وهي معطيات وهبت لمراكش مجاالت
عرفت شيشاوة منذ أيام المرابطين كاسم يطلق على منطقة فالحية تمتد على طول الواد ،وكذلك اسم
مدينة صغيرة ذات موقع استراتيجي تعبرها طرق مهمة من مراكش نحو الصويرة وأكادير وسوس والصحراء
الجنوبية ،كما أصبحت مرك از عمرانيا وتجاريا مهما خالل العهد المرابطي .وعرفت في عهد الموحدين ازدها ار
اقتصاديا .وقد تعرض عمران شيشاوة للتخريب في أيام المرينيين الذين أرسلوا جيوشهم إلى المنطقة لكسر
انطالقة القبائل الجبلية ودحرها إلى جبالها .واستعادت مدينة شيشاوة أيام السعديين أهميتها االقتصادية
والفالحية ،وانتعشت بها زراعة قصب السكر أيام أحمد المنصور الذهبي (2430 -2324م) ،الذي عاش
المغرب أيام حكمه ازدها ار اقتصاديا ،حيث كان للمغرب آنذاك وزن اقتصادي عالمي ،إذ كان يتاجر مع
العديد من الدول األوربية ،وال بد أن سكر شيشاوة كان من بين أهم مواد المغرب التجارية ،وقد عرفت
المنطقة إنشاء معمل الستخراج السكر الذي مازالت أطالله واضحة على بعد 3كلم من المركز الحالي
لشيشاوة ،أي في "زاوية بلمقدم" .3وفي عهد العلويين ازدادت المدينة انتعاشا ،واشتهرت بها كتاتيب ومدارس،
وانتشرت الزوايا والطرق الصوفية في كل مناطق شيشاوة .وفي عهد الحماية شمل االستعمار الفرنسي
المنطقة منذ بداية القرن 23م فتوحدت القبائل واختفت النزاعات بين سكان األودية الجبلية والقبائل الرعوية
بالسهل حول المراعي والمياه .ولعبت قبائل أوالد بوسبع والقبائل المجاورة لها دو ار طليعيا في الحملة التي
قادها الشيخ ماء العينين على مدينة مراكش في يوليوز 2422م حيث زودته بأعداد من الرجال والخيالة.
100
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
على الرغم من أن سيطرة الفرنسيين المبكرة على مجال شيشاوة ،إال أنها لم تخضع الستعمار فالحي
على غرار المناطق الفالحية األخرى ،وذلك ألسباب متعددة يمكن حصرها في العوامل الطبيعية (المناخ،
التربة ،وضعف الموارد المائية وغيرها) وأخرى اقتصادية كالبعد عن مراكز القرار وموانئ التصدير.
أظهرت المعطيات المتعلقة بالسكان على نمو ديمغرافي هام جدا رغم التراجع الضعيف في سنة
( 2322خريطتين رقم 20و ،)22حيث وصل عدد سكان الدوائر األربعة بإقليم شيشاوة سنة 2442إلى
022433نسمة ،وانتقل سنة 2332إلى ،004424أي بنسبة نمو ال تتجاوز .3.4%ليتراجع سنة 2322
101
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،اإلحصاء العام للسكان والسكنى +2332 -2442خريطة التقسيم اإلداري شيشاوة
102
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
سجلت دائرة شيشاوة بهذا المجال أعلى نسبة نمو ،إذ انتقلت ساكنتها من 42402نسمة سنة 2442
إلى 230222نسمة سنة ،2332أي بمعدل ،%1.22مقابل أقل نسبة نمو وهي تلك التي عرفتها دائرة
103
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
متوكة حيث لم تتعد .3.04%وحسب إحصاء سنة ( 2322خريطة رقم ،)22تم تسجيل ت ارجع في عدد
إن ما يسجل من خالل الجدول رقم ،4هو أن هناك تراجعا نسبيا في عدد السكان في جل الدوائر ما
عدا دائرة مجاط خالل آخر إحصاء سنة ،2322حيث انتقلت نسبة النمو باإلقليم من 3.44%سنة 2332
إلى -0.54 %حسب إحصاء .2322ويعود هذا التراجع في عدد سكان اإلقليم إلى أسباب ديمغرافية
متعلقة بانخفاض في مؤشر الخصوبة بالمغرب وبداية دخوله مرحلة جديدة من نظرية االنتقال الديمغرافي
(انفاض الوالدات والوفيات معا) ،وأسباب اجتماعية تعود إلى ظاهرة الهجرة التي مست المنطقة في اآلونة
األخيرة في اتجاه المدن الكبرى كمراكش ،الدار البيضاء ،أكادير ،حيث تراجع الموارد المائية وحدة الجفاف
دفع بالعديد من األسر القروية إلى مغادرة المنطقة بحثا عن فرص الشغل.
نسبة النمو % سكان 7104 نسبة النمو % سكان 7114 سكان 0114 الدوائر
-0.71 43432 2.22 230222 42402 شيشاوة
-2.03 40242 2.32 43334 22023 إمنتانوت
0.97 44322 3.23 43224 40232 مجاط
-0.56 42424 3.04 44042 40443 متوكة
-0.54 022224 3.44 004424 022433 المجموع
المصدر ،اإلحصاء العام للسكان والسكنى 2322 -2332 –2442
لقد كان هذا التحول السكاني سببا في ازدياد الضغط على الموارد المائية جراء ارتفاع الحاجيات
السكانية على الماء ،خاصة فيما يتعلق بالماء الصالح للشرب ومياه السقي .وهذه الوضعية التي احتدت بفعل
توالي سنوات الجفاف ،هي ما فرض بالضرورة ارتفاعا في تكلفة الماء العذب تبعا لما يسمى بازدواجية
العرض والطلب.
وفي اإلطار نفسه ،عرفت الموارد المائية الموجهة نحو األغراض الفالحية ضغطا كبي ار أثر بشكل
مباشر على كثافة المجال المزروع بالمنطقة وامتداده ،حيث برزت مجموعة من تيارات الهجرة في اتجاه
104
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المركز الحضري لشيشاوة ،ونذكر هنا نزوح ساكنة دواوير النواصر ،زاوية شرقاوة ،وغيرها .نحو مركز شيشاوة
وذلك هروبا من الظروف القاسية التي تسود بالمنطقة خاصة فيما يتعلق بتراجع الموارد المائية .وهذا ما
يجعلنا بصدد دراسة مجال طارد بامتياز كان وال يزال نتاج تداخل األزمات وتواليها( ضغط ديمغرافي ،ضغط
على المياه) ،فقد شكلت مدن مراكش ،وأكادير ،والدار البيضاء أهم وجهة لساكنة شيشاوة.
تتداخل عدة عوامل في توزيع الكثافة السكانية بالمنطقة سواء البشرية أو الطبيعية ،حيث نجد عوامل
طرد السكان كظاهرة الجفاف ونضوب الموارد المائية وتدهور التربة .ويمكن تسجيل تفاوت واضح بمنطقة
شيشاوة من حيث الكثافة السكانية وهذا ما تبينه ( الخريطة رقم )23التي تم إنجازها باالعتماد على
105
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خريطة رقم :05توزيع الكثافة السكانية بإقليم شيشاوة خالل 0114و 7114
المصدر ،اإلحصاء العام للسكان والسكنى + 2442خريطة التقسيم اإلداري شيشاوة 2332
106
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خريطة رقم :03توزيع الكثافة السكانية بإقليم شيشاوة خالل سنة 7104
107
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
لقد اتضح أن غالبية الجماعات بها كثافة سكانية ضعيفة إلى متوسطة (خريطة رقم ،)24في حين أن
هناك جماعات قليلة تتميز بكثافة سكانية عالية ،ومن بينها بلدية شيشاوة التي سجلت بها كثافة سكانية
عالية ،ويعود سبب هذه الكثافة المنخفضة أساسا إلى ظاهرة الهجرة القروية نحو المراكز الحضرية المجاورة
صورة رقم :4بعض المنازل المهجورة بدوار آيت همان جماعة مجاط
22نونبر 2322
والمالحظ أنه بالرغم من أن الكثافة السكانية ضعيفة ،غير أننا نجد داخل الجماعة القروية نفسها
تجمعا سكانيا في مساحة ضعيفة ،في حين تبقى مساحات شاسعة خالية من السكان وذلك تبعا لطبيعة التربة
ويعاني إقليم شيشاوة من تفاقم عدة مشاكل ناتجة باألساس إلى حدة الظواهر االجتماعية كالفقر
(خريطة رقم ،)22حيث يصل عدد الفقراء باإلقليم إلى أزيد من 232324شخص حسب اإلحصاء العام
108
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
مصدر المعطيات ،منوغرافية إقليم شيشاوة +2322خريطة التقسيم اإلداري شيشاوة وباستعمال نظام المعلومات الجغرافية
Arc gis
نالحظ أن غالبية الجماعات القروية تسجل معدالت فقر كبيرة تتجاوز ،20%أما الجماعتان
ويعود احتدام ظاهرة الفقر باإلقليم إلى اعتماد غالبية السكان على عائدات القطاع الفالحي ،وهو
قطاع يعاني من ضعف المردودية ،بسبب الظروف المناخية للمنطقة و المتمثلة أساسا في حدة الجفاف
وندرة الموارد المائية ،باإلضافة إلى ضعف المشاريع التنموية الكفيلة بالتخفيف من حدة البطالة.
109
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ال يختلف توجه األنشطة بالمنطقة عن اإلطار العام الذي تعيش فيه المجتمعات القروية بالمغرب.
وهكذا تسيطر نسبة العاملين بالقطاع الفالحي بأكثر من ،90%يليها العاملون بالتجارة ب ،7.9%في حين
تشكل النسب المتبقية باقي القطاعات اإلنتاجية .وهذا هو الشيء الذي يجعل المنطقة ككل تدور في فلك
اقتصاديات الهامش .وتشمل الفالحة النشاط الزراعي بشقيه البوري والسقوي وتربية الماشية ،حيث إن هذا
القطاع موجه أساسا إلى االستهالك الذاتي .تقدر المساحة الصالحة للزراعة ب 243333هكتار ،وبنسبة
%20من المساحة الكلية لإلقليم (مبيان رقم ،)22وتنقسم هذه األخيرة بدورها إلى أراضي بورية وأخرى
سقوية مع طغيان القطاع البوري .وتنقسم المساحة المتبقية إلى أراضي رعوية ومساحتها 022233هكتار
وأراضي غابوية ومساحتها 223333ه وتبقى مساحة 233333ه غير صالحة للزراعة ،وهي عبارة عن
15% 23%
األراضي الصالحة للزراعة
16%
األراضي الرعوية
األراضي الغابوية
46%
األراضي غير الصالحة للزراعة
110
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يظهر من خالل واقع الزراعة في هذا المجال أنها تقليدية معيشية ،ولكنها تحتل مكانة مهمة لكونها
تشكل العنصر األساس في االقتصاد المحلي والمورد الرئيسي للدخل الفردي إلى جانب تربية الماشية.
حسب إحصائيات مندوبية الفالحة بإقليم شيشاوة (سنة ،)2322تهيمن زراعة الحبوب على باقي
الزراعات العلفية إال ،1.1%وهي معطيات تتغير بالجبل ،حيث يتم التركيز على األشجار المثمرة بالمناطق
المسقية والقريبة من الماء والتي تتكيف جيدا مع مناخ المنطقة ،وتتكون باألساس من الزيتون (،)34.4%
اللوز( .) 45.2%غير أنها تشكو من ندرة مياه السقي خصوصا أثناء فصل الصيف ،إذ يبدأ موسم نضج
الثمار .كما أن استغالل المجال الفاصل بين األشجار بواسطة زراعات حولية ،يحول دون عملية االهتمام
باإلضافة للزراعة تعتبر تربية الماشية بالمنطقة أحد أهم األنشطة المزاولة ،حيث تشكل الدعامة
الثانية في االقتصاد المحلي ،فالتوفر على قطيع ال يعكس مظه ار من مظاهر الرفاهية بقدر ما يشكل بن ًكا
لالدخار تتم من خالل عملية السحب تبعا للمتطلبات االقتصادية واالجتماعية ببيع رأس أو مجموعة من
رؤوس الماشية .ويرجع ذلك باألساس إلى مالءمة المعطيات المناخية والتضاريسية ،غير أنه يبقى مرتبطا
في مجمله بزراعات معيشية ضعيفة المردود .ويتكون القطيع باألساس من الغنم والماعز والبقر ،وهي في
111
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
56% اإلبل
الخيليات
يالحظ من خالل (مبيان رقم ،)24أن بنية القطيع تتميز بالتنوع وبنسب متفاوتة ،ويسود قطاع تربية
وعلى العموم ،فالقطيع يعرف تطو ار مهما بفعل توعية العنصر البشري ،وعلى الرغم من أن التأطير
التقني يقتصر على الجانب الصحي فقط دون االهتمام بالتغذية وتحسين النسل .كما أن ضعف المساحات
وعموما فإن اإلنتاج الزراعي والحيواني بالمنطقة المتأثر بندرة التساقطات يصطدم بعدة عراقيل تحول
وهكذا فإن الزراعات البورية التي تشكل مساحات مهمة تبقى ضعيفة المردودية .كما أن البنيات
العقارية المتميزة بمكرو -استغالليات صغيرة الحجم ومتفرقة مجاليا تحول دون أية مبادرة تحسين اإلنتاج
112
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
بإدخال المكننة .إضافة إلى ذلك ،فإن إنتاج المناطق الجبلية يصطدم بإشكالية تسويقه لضعف التجهيزات
الطرقية مما يحد من تمريره لألسواق الجهوية من جهة ،ويساهم في عزل الفالحين عن أي اتصال خارجي
على الرغم من أن الفالحة تعتبر النشاط الرئيسي بالمنطقة إال أنها ما زالت تقوم على نظام عقاري
معرقل وبأساليب جد تقليدية .وتهيمن األراضي الجماعية بكل المناطق (مبيان رقم ،)24سواء الجبلية أو
السهلية باستثناء حالتين هما ادويران والزاوية النحلية حيث تسيطر أراضي الملك 95.5%و 86.2%على
التوالي.
وهذا ما يطرح العديد من المشاكل في تدبير هذا الرصيد العقاري .ولعل ما يميز البنية العقارية
بالمنطقة هو تواجد مشارات صغيرة الحجم ومتفرقة مما يحول دون تطوير اإلنتاج (جدول رقم .)2
113
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إن الحديث عن وجود مدينة يعني بالضرورة حسب علماء االقتصاد الحديث عن تركز للسكان وتزايد
على مستوى الخدمات واألنشطة االقتصادية واالستثمار .وهذا الوضع سيحتاج إلى توفير مجموعة من
الشروط بالمدينة ومحيطها لكي تنمي قطاعاتها االقتصادية لتحقيق الرفاه االقتصادي واالجتماعي للساكنة.
أي أن هذا الهدف يقتضي بالضرورة توفير مجموعة من العوامل كالبنيات التحتية والتجهيزات ووسائل النقل.1
إن توفر هذه العوامل من شأنه أن يخلق أرضية مساعدة لنمو مختلف األنشطة االقتصادية التي تستفيد منها
وقد استطاع هذان القطاعان استقطاب يد عاملة هائلة بالمنطقة ،لكن ال تزال تعترضهما جملة من
المشاكل تتعلق بالتمويل والبنيات التحتية والتسويق واإلشهار ،وترتبط هذه المشاكل فيما بينها بشكل كبير،
ويشكل العامل المادي المتعلق بالتمويل المتحكم الرئيسي في هذه المشاكل ،بحيث ال يمكن الحديث عن
تنمية البنيات التحتية والتسويق واإلشهار ،في غياب موارد مالية لتغطية مختلف هذه العمليات.
يعرف إقليم شيشاوة ضعفا كبي ار على مستوى األنشطة غير الفالحية ،باستثناء جماعة "لمزوضية"
على طريق مراكش ،التي يوجد بها معمل صناعي عصري "سيمار اإلسمنت" والذي "يشغل حوالي 243
-1بوغوليد نادية ،)2334( ،التنمية المجالية بالمدن الصغرى -شيشاوة -نموذجا ،بحث لنيل شهادة الماستر ،كلية اآلداب
والعلوم اإلنسانية ،مراكش ،ص .23
114
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
عامال رسميا ،وحوالي 203عامال موسميا ،وينتج سنويا ما يعادل 433333طن من اإلسمنت معتمدا على
تتوفر ال منطقة على مجموعة من المؤهالت السياحية غير المستغلة ،بحيث إذا تم ترشيد استغاللها
واستثمارها ،سيكون للمنطقة مستقبال سياحيا واعدا ،خصوصا وأنها توجد بالقرب من المراكز السياحية الكبرى
(مراكش ،أكادير ،والصويرة) ،فالعمل على تطوير هذا القطاع بالمنطقة ،قادر على أن يجعلها قطبا سياحيا
مهما ،خصوصا وأن المغرب اليوم يعمل على خلق مجاالت سياحية بديلة في إطار ما يسمى بالسياحة
القروية ،والسياحة البيئية ،والترفيهية .كما تتوفر المنطقة على مناطق جبلية وغابوية مهمة ،كالمنطقة الجبلية
الغابوبة ألسيف المال وامندونيت التي تشكل فضاء للنزهة والترفيه ،حيث يكسوها الثلج ،أشجار األرز واللوز
والجوز في فصل الشتاء كما تشكل خضرة األرز ونسيم الجبل مشاهد طبيعية مستقطبة للزائرين .إضافة إلى
وجود منتجع جبلي غابوي بتيشكا (شرق سكساوة) المتميز بمشاهد تتنوع حسب فصول السنة (االخضرار
والمياه العذبة ،والهواء النقي) ،حيث يرتادها سكان المناطق المجاورة للترفيه والتمتع بمناظرها.
بإمكان هذه المؤهالت السياحية الطبيعية ،وأخرى ثقافية وتاريخية (خريطة رقم ،)24أن تجعل من
إقليم شيشاوة مجاال ذا طبيعة جبلية يميزها تدرج متناغم ومنسجم ،وجهة سياحية بإمكانها أن تستقطب أعدادا
هامة من السياح والمهتمين بشؤون البيئة والتراث .ونالحظ أن إقليم شيشاوة على الرغم من موقعه الجغرافي
االستراتيجي وسط ثالثة أقطاب سياحية كبرى (مراكش ،أكادير ،الصويرة) ،فإنه لم يعرف لحد اآلن إسقاطا
115
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يمكن حصر الهدف من اإلنتاج الفالحي عند سكان شيشاوة في سد الحاجيات الغذائية والمادية
األساسية التي تتطلبها الحياة اليومية ألفرادها .إال أن أهم األعمال واألنشطة التجارية كانت تتم باألسواق
116
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المحلية التي يتردد عليها سكان المنطقة بكثرة (جدول رقم ،)4موزعة مجاليا بطريقة تجعل كل سوق يبتعد
عن اآلخر بمسافة معينة تمكن كل وحدة سوسيو -مجالية (قبيلة) من التوفر على سوق أثناء يوم واحد من
أيام األسبوع ،ولذلك فكل سوق يحمل عادة اسم اليوم الذي ينعقد فيه.
والسوق المحلي ،باإلضافة إلى وظيفته االقتصادية ،فإنه مكان اللتقاء أفراد القبيلة لمناقشة وتدارس
مختلف المشاريع بين األفراد والمجموعات وكتابة مختلف العقود ،وكذا تحرير الذات من وطأة المكبوت ورتابة
الزمان والمكان بالبادية ،فالسوق يشكل فرصة سانحة للتسلية بأبعادها المختلفة ،فضال عن استغالله كمناسبة
-1المختار األكحل ،) 2332( ،دينامية المجال الفالحي ورهانات التنمية المحلية ،حالة :هضبة بنسليمان ،الطبعة األولى ،ص
.44-43
117
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خاتمة
من خالل هذا الفصل يتبين أن منطقة شيشاوة عرفت استيطانا بشريا مبك ار ،وذلك عبر عدة مراحل
تاريخية ،حيث كانت المنطقة في فترة ليس بالبعيدة في عهد الدولة السعدية تزخر بزراعة قصب السكر التي
يتوزع السكان بدوائر إقليم شيشاوة بشكل متباين ،فهناك دوائر ذات كثافة سكانية مرتفعة مثل دائرة
متوكة ،وأخرى ذات كثافة سكانية أقل مثل دائرة شيشاوة ،والمفارقة أن األولى أصغر الدوائر من حيث
المساحات ،بينما الثانية تعتبر أكبر الدوائر مساحة .إال أن القاسم المشترك بين جماعات هذه الدوائر ھو
انتشار ظاهرة الفقر إذ تفوق نسبة الفقر %23في جماعات دائرة متوكة ،و يعود السبب األساسي النتشار
ظاهرة الفقر إلى اعتماد مدخول نسبة كبيرة من السكان النشيطين ) ( 72 %على القطاع الفالحي الذي
يعاني من تردد كبير لسنوات الجفاف مما يؤثر سلبا على مستوى عيش األسر ،ويساھم ذلك إلى جانب
ضعف البنيات التحتية كالمدارس و المستشفيات إلى جانب استفحال ظاهرة الهجرة القروية بالمنطقة.
يهيمن القطاع الفالحي بالمنطقة ويشغل أعلى نسبة ساكنة نشيطة مهمة ،مع ضعف القطاع الثاني
(الصناعة) والقطاع الثالث (التجارة والخدمات) .فوجود أودية رئيسية بالمنطقة كواد شيشاوة وواد أسيف المال
وفرشتين مائيتين مهمتين (فرشة حوز مجاط وفرشة أوالد بوسبع) ،جعلت الساكنة المحلية منذ القدم استغالل
المياه السطحية والباطنية في المجال الفالحي ،الشيء الذي خلق ضغطا متزايدا لهذه الموارد المائية.
118
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خاتمة الباب
يتميز المجال المدروس بهشاشة الوسط الطبيعي ،فمن خالل دراسة مقوماته الطبيعية والمتمثلة في
العوامل المورفولوجية والجيولوجية وطبيعة الغطاء النباتي والترابي وكذا الوضعية المناخية وعالقتها بالموارد
تتميز المنطقة بانحدارات طبوغرافية تختلف حسب الوحدات التضاريسية ،حيث نجدها ضعيفة شماال
وقوية جنوبا ،وسفوح قوية تمتد مع الكتلة الجبلية للمنطقة .كما تتوفر على بنية جيولوجية متنوعة ،ساهمت
في وفرة خزانات مائية (فرشة مجاط ،فرشة أوالد بوسبع) ،الشيء الذي جعل المجال يعرف نشاطا فالحيا
تعرف المنطقة تساقطات مطرية ميزتها األساسية عدم االنتظام مجاليا وزمانيا ،مع ارتفاع في درجات
الح اررة خصوصا في فصل الصيف ،مما يزيد من معدالت التبخر والتي تؤثر على الموارد المائية المتاحة.
وجود غطاء نباتي محدود من حيث الكثافة والتنوع ،جل أنواعه مرتبطة أساسا بطبيعة المناخ الجاف السائد
بالمنطقة.
تسود بالمنطقة أتربة غير مساعدة على قيام النشاط الفالحي ،باستثناء الجهة الشرقية والغربية التي
تنتشر بها أنواع من أتربة صالحة للزراعة لكن بنسب ضعيفة ،وغالبا ما تنتشر على مساحات ضيقة وعلى
مجاري األودية.
كما تتوفر المنطقة على مياه سطحية موسمية وذات صبيبات سنوية وشهرية ضعيفة (واد شيشاوة،
واد أسيف المال وغيرها) ،حيث تبقى كمورد ثانوي لتشكل بذلك المياه الباطنية المصدر األساسي الذي تعتمد
ومن الناحية البشرية عرفت المنطقة استيطانا بشريا قديما ،ونموا ديمغرافيا متدبدبا ،وكثافة سكانية
119
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
وعلى المستوى االقتصادي تبين أن الماء هو المحرك األساسي ألنشطة السكان منذ استق اررهم قديما
بهذا المجال وحتى األن؛ إذ يهيمن النشاط الفالحي على باقي األنشطة االقتصادية األخرى ،مما جعل الموارد
120
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
121
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
مقدمة الباب
تفتقر منطقة الدراسة لبحيرات أو أنهار دائمة تزودها بالمياه السطحية الالزمة وتغذي فرشاتها الباطنية،
وذلك راجع إلى الموقع الجغرافي والمناخ الجاف الذي تعيشه وعدم انتظام األمطار من موسم آلخر.
كما تخترق المنطقة العديد من األودية الرئيسية والثانوية ،وهي تؤدي دو ار هاما في االستفادة من مياه
األمطار ،ورغم الفترة القصيرة التي تجري فيها المياه في تلك األودية ،إال أنها تشكل أساس السقي الزراعي
وتغذية المياه الجوفية بالمنطقة ،على اعتبار أن المنطقة هي منطقة زراعية مسقية متخصصة في إنتاج
العديد من المنتوجات الفالحية (الزيتون ،البطيخ األحمر ،البطيخ األصفر) .وارتبط ذلك بظهور قطاع الضخ
إلى جانب استعمال الماء الفالحي داخل إقليم شيشاوة يحتل الماء المنزلي "الشروب" مكانة تستحق
االهتمام والتوقف عندها بنوع من التفضيل .صحيح أن حجم المياه المعبأة داخل اإلقليم والموجهة لسد
حاجيات الماء الشروب ال يزال متواضعا بالقياس مع الحجم الموجه للنشاط الفالحي ،لكنه بات يعرف تزايدا
متواصال ويتميز باحتضانه لمستعملين جدد لهم حاجيات كبيرة ومتنافرة أحيانا .فالتفاوت في المتطلبات المائية
المستهلكة تختلف بين المجتمعات المتطورة اقتصاديا والمجتمعات الفقيرة ،واألوساط الريفية والحضرية ،بل يتم
داخل المجتمع الواحد تسجيل تفاوت صارخ في االستهالك بين الفئات والشرائح االجتماعية نتيجة لتفاوت
يتطرق هذه الباب إلى دراسة تشخيصية للموارد المائية السطحية والباطنية بالمنطقة ،وأيضا طبيعة
استهالك الماء في النشاط الفالحي وغير الفالحي (الماء المنزلي) ،وبحكم االستغالل المتزايد للماء في
الزراعة وأمام إدخال منتوجات زراعية سقوية مستهلكة للماء واستعمال مواد كيماوية ومبيدات بشكل مكثف،
سوف نالحظ مدى تأثير ذلك على جودة مياه الفرشة الباطنية.
122
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
مقدمة
عرفت المنطقة منذ وقت مبكر تأثير الحركات التكتونية ،واذا كانت الحركات الهريسينية قد عملت على
توجيه الوحدات البنيوية حسب اتجاه شمال شمال شرقي /جنوب جنوب غربي ،فقد اتخذت الحركات األطلسية
اتجاها متعامدا ،غرب جنوب غربي /شرق شمال شرقي .واستقرت المجاري الرئيسية داخل هذه الوحدات
خالل دورات التعرية النهرية األولى التي ترجع أقدمها إلى الفترة اإليوجينية .ومن تم يظهر الدور األساس
الذي تؤديه البنية الهرسينية في تضاريس المنطقة ،إذ إن األحواض النهرية توافقت مقعرات هريسينية ما زالت
وهكذا يظهر أن التناقض البنيوي بين البنية الهريسينية والبنية األطلسية يبقى عامال حاسما في توجيه
من أهم أودية المنطقة ،هناك أودية رئيسية كواد شيشاوة وروافده ( أمزناس ،سكساوة ،إمنتانوت) ،وواد
أسيف المال حيث تساهم مرتفعات األطلس الكبير في تغذية جريان هذه األودية وتنشيطها .وأودية ثانوية كواد
وعلى الرغم من توفر المنطقة على موارد مائية سطحية ،وبالنظر إلى الظروف المناخية السائدة
والمتمثلة في قلة التساقطات وعدم انتظامها في الزمان والمكان ،جعلت الجريان السطحي موسمي ومرتبط
بفترات فجائية محدثة فيضانات ،لتبقى المياه السطحية موردا ثانويا ،وتشكل بذلك الموارد المائية الباطنية
المصدر األساس الذي تعتمد عليه ساكنة المنطقة ،إذ تعتبر فرشة "مجاط" و"أوالد بوسبع" خزانات المياه
123
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
مغذية للجريان السطحي غير اإلتاوات المطرية ،فإن نظام جريان المياه السطحية لحوض شيشاوة ينطبع
وعلى الرغم من كون واد شيشاوة محور الجريان السطحي الرئيسي بالمنطقة ،فهو يبقى متواضعا
ومتشابها ألودية المناطق الجافة وشبه الجافة ،كما يتميز بتغيرات بيسنوية واسعة ،ويعرف جريانه ترك از قويا
في شكل فيضانات فجائية وقصيرة تأتي بأحجام مائية ضخمة من حين آلخر ،حيث إن جزءا من هذه
اإلتاوات المائية تمسكه الفرشتان وهما فرشة مجاط وفرشة أوالد بوسبع.
ونظ ار للتفاوت الذي يميز توزيع التساقطات المطرية ،واالختالفات التي تطبع الوحدات المرفوبنيوية،
فإن مرتفعات األطلس الكبير تؤدي الدور الرئيسي في تغذية وتنشيط الجريان المائي السطحي بالمنطقة.
ينتمي واد شيشاوة إلى حوض تانسيفت ،وهو حوض كبير تبلغ مساحته 22.433كلم مربع ،بنسبة
3.5%من مساحة المملكة ،ويستقبل حوالي 2مليار و 433مليون متر مكعب من مجموع الموارد المائية
اإلجمالية ،منها 2222مليون متر مكعب من الموارد المائية السطحية و 020مليون متر مكعب من الموارد
المائية الجوفية (دون احتساب تسربات المياه في مجاري األودية ومياه السقي).1
يعد واد شيشاوة من أهم األودية األساسية في المنطقة ،وهو يرتبط بمجموعة من الروافد وهي واد
أمزناس ،وواد إمنتانوت ،وواد سكساوة ،التي تنبع من األطلس الكبير؛ إذ تعتبر أودية جافة ،بحيث إن جريانها
1
Zakaria SMAIJ (2011), typologie de la qualité des ressources en eaux du bassin de tensift Al-
Haouz et cadre juridique de protection et de préservation, mémoire de master sciences et
techniques eau et environnement, FST, Marrakech, P 7.
124
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
صورة رقم :5واد شيشاوة خالل التساقطات المطرية الفجائية نونبر ( 7104ارتفاع صبيب الواد)
صورة رقم :3واد أمزناس بدوار أيت هادي خالل فترة الموسم الممطر نونبر ( 7104ارتفاع صبيب الواد)
22نونبر 2322
125
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
صورة رقم :2واد إمنتانوت على مستوى قنطرة إمنتانوت خالل فترة الموسم الممطر نونبر (7104ارتفاع صبيب الواد)
22نونبر 2322
محور رئيسيا بالمنطقة (صورة رقم ،)4ينبع من قلب الكتلة القديمة لألطلس
ا يعتبر واد أسيف المال
الكبير وبالضبط من السفوح الشمالية لكتلة تيشكا الكرانيتية .وينتظم على شكل مستطيل متوازي الجانبين يمتد
من الجنوب الغربي نحو الشمال الشرقي .وتحده شرقا الهضاب الكريتاسية لعالية أمزميز والعرف الكلسي
ألردوز عن حوض نفيس .وفي الغرب يشكل العرف الطولي ألفوزار وهضاب دويران الكريتاسية حدا فاصال
عن حوض واد سكساوة .ويتكون الحوض العلوي ألسيف المال من رافدين مهمين :أسيف آيت كادير وآسيف
126
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يونسكتن ،اللذان يلتقيان بدوار أداسيل (2343م) حيث يشكالن مجرى أسيف المال . 1ويتخذ هذا األخير
صورة رقم :2واد أسيف المال بمنطقة إميندونيت خالل التساقطات المطرية الفجائية نونبر 7104
22نونبر 2322
إذا كانت المجاري الرئيسية متكيفة مع البنية الهريسينية ومستقلة عن البنية األطلسية ،فكيف يمكن
2.2واد سكساوة
يعد من أهم روافد واد شيشاوة (صورة رقم ،)4وهو واد ذو اتجاه جنوب /شمال ،ينطلق من األطلس
الكبير .عند خروجه إلى السهل يشكل مخروطا ضخما يتقدم بعيدا نحو الشمال ،حيث يتخذ المجرى قلب
المروحة التي تتميز بانخفاض واضح في جزئها الشرقي على مسافة حوالي 4كلمترات قبل أن تصبح متماثلة
في اتجاه السافلة إذ يقترن واد سكساوة بواد إمنتانوت ليشكال معا واد شيشاوة.
127
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يتغذى واد سكساوة من السفوح الجنوبية لألطلس الكبير ،ويمتد على مساحة تقدر ب 342ه،
صورة رقم :1واد سكساوة خالل التساقطات المطرية الفجائية نونبر ( 7104ارتفاع صبيب الواد)
22نونبر 2322
أما فيما يخص الخصائص الجيولوجية لهذا الواد فيشتمل على طبقات كلسية دولوميتية ،تتوسط
تكونات صلصالية من النوع القاعدي وحث سطحي .هذه الوضعية التي ساعدت على التوسيع من إمكانية
عبارة عن حوض صرف مستقل ينبع من هضبة أزك نتيكيدار (2443م) يتخذ اتجاها شرقيا غربيا،
حيث ينزل من سطح الهضبة على شكل شالل قبل أن يغير اتجاهه عند دوار محاجد نحو الشمال داخل
منخفض طيني ،1وقبل خروجه إلى السهل يقطع العارضة التيرونية بواسطة خانق على شكل Vثم يتجه نحو
0.2أسيف بايعقوب
128
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ينطبع أسيف بايعقوب بالعالية فوق سطح التعرية القبكريتاسي المغطى بشواهد من الغطاء الرسوبي ،ثم
يرسم خانقا ضيقا وطويال ومنعرجا داخل طيات النسق الرسوبي بالحاشية ،وعند خروجه إلى السهل يصبح
أكتر اتساعا حيث يجري على الجانب األيسر لمخروطه القديم ليتيه وسط اإلتاءات الطمية حيث يلتقي
بأسيف تيسخت.
عبارة عن مسيالت وشعاب متعددة االمتداد واالتجاه ،أهمها أسيف بوزوكا الذي ينبع من هضبة بابا
السايح باتجاه جنوبي غربي /شمالي شرقي ،ويبلغ تعمقه أحيانا حوالي 233متر ،وبمجرد اختراقه لالندساس
الكرانيتي لبوزوكا يغير اتجاهه ليصبح جنوبيا شرقيا /شماليا غربيا ،قبل أن يتيه داخل الوحدة السهلية عند
سبت مزوضة.
إن االهتمام بالموارد المائية بمنطقة شيشاوة جعله يحظى بمحطات هيدرولوجية؛ إذ وضعت محطتين
لقياس الصبيب على طول جريان بعض األودية الرئيسية كواد أسيف المال وقياس صبيب بعض روافد واد
تستقر على واد أسيف المال ،وتم تجهيزها لقياس صبيب واد أسيف المال عند خروجه نحو واد
تانسيفت ،وقد شرعت في العمل مع موسم 2442-2440لكن االنطالقة الحقيقية لم تتم إال مع موسم
،2443-2442ومنذ ذلك الحين والمحطة تقدم سلسلة مستمرة للقياسات اليومية وان كانت تقطعها بعض
الثغرات المحدودة.
تستقر على واد سكساوة ،حيث تشكل مجال تحول في طبيعة جريان واد سكساوة من جريان مركز
ودائم عند المجال الجبلي إلى جريان شبكي ومتقطع عند سهل شيشاوة ،وقد شرعت في العمل مع موسم
،2423-2422لكن انطالقتها الفعلية لم تتم إال مع موسم ،2424-2423الذي يشكل بداية سلسلة
القياسات المستمرة.
129
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية Arc gis
130
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
على الرغم من توفر المنطقة على موارد مائية سطحية ،إال أنها تبقى موردا ثانويا وذلك لعدم تلبيتها
للحاجيات األساسية ،وعدم انتظامها في الزمان والمكان ،مما يطرح إشكالية التحكم فيها ،لتشكل بذلك الموارد
المائية الباطنية المصدر األساسي الذي تعتمد عليه الساكنة في مختلف أنشطتها اليومية ،حيث تعد إشكالية
الوصول إلى المياه الجوفية هي أهم انشغاالت جل الفالحين منذ القدم خاصة في المناطق التي تعرف ندرة
المياه السطحية كمنطقة البحث ،هذا الوضع استوجب ضرورة تشخيص للموارد المائية الباطنية بالمنطقة .في
منطقة البحث يمكن أن نميز بين فرشتين رئيسيتين ،هما فرشة "مجاط" وفرشة "أوالد بوسبع" ،حيث تعتبران
2.2توطين الفرشة
تتركز الفرشة المائية ألوالد بوسبع في المجال السهلي المسمى بأوالد بوسبع ،وتوجد على مساحة تقدر
ب 2433كلم ،2هذا المجال الذي يضم الجزء الشرقي لحوض الصويرة – شيشاوة.1
-من الشرق ،واد شيشاوة الذي يشكل حدود هذه الفرشة مع فرشة مجاط.
من الناحية اإلدارية ،تضم فرشة أوالد بوسبع حوالي 24جماعة ،موزعة في ثالث دوائر ،وهي دائرة "
شيشاوة" ودائرة " إمنتانوت" ودائرة "متوكة " .ولإلشارة فجماعات أهديل وآيت هادي وسيدي بوزيد الركراكي،
1
- Monographie des ressources en eau, province de Chichaoua, octobre 2008.ABHT. p 4
2
- Étude gestion des principales nappes de la région hydrauliques du Tensift, ABHT, 2004,
Mission 3. P 22.
131
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية Arc gis
يتميز سهل أوالد بوسبع بهيمنة طية أو غشاء كلس إيوكريتاسي calcaire éo- crétacéمع وجود
طفيف للرباعي .Plio – quaternaireفالتكوينات الرباعية الحديثة في هذه الفرشة هي أقل أهمية ،حيث
132
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
نجد الموارد المائية الباطنية تتكون من اإليوكريتاسي ،l’aquifère éo – crétacéهذا األخير الذي يتشكل
من كلس سينومانو – ترونيان les calcaires cénomano – turonienخاصة بإمنتانوت ،وتاولوكولت،
زاوية سيدي عبد المومن .والكلس اإليوسيني الذي يمتد على نطاق واسع على مستوى فرشة أوالد بوسبع.1
-المنطقة المحدبة ،المسماة "بالذروة المحدبة ألوالد بوسبع ،Créte anticlinaleالتي تحدد من
-منطقة طية مقعرة في جنوب سيدي المختار ،تسمى بطية مقعرة أوالد بوسبع التي تظهر عبر غطاء
تظهر وضعية فرشة أوالد بوسبع من خالل الصلصال األخضر Marnes vertesوالطين الذي
ينتمي إلى الكريتاسي السفلي ،هذه الطبوغرافية غير الدقيقة تظهر على مستوى ذروة الطية المحدبة ألوالد
133
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إن مالحظة المحتوى الهيدروليكي (جدول رقم ،)23يظهر أن الموارد المائية الباطنية لفرشة أوالد
عجز طفيفا ،هذا العجز يرتبط قطعا ببروز أو تكاثر محطات الضخ
ا ويعرف هذا المحتوى الهيدروليكي
في المنطقة.
تتركز فرشة مجاط على مجال سهل مجاط ،لتصل مساحتها حوالي 233كلم ،7فهي امتداد غربي
للحوز.
-من الجنوب ،وجود سفوح سلسلة األطلس الكبير ،التي تشكلت بواسطة تراكمات تحاتية (الطمي،
الحصى وغيرها).
-من الشرق ،حيث الخط الذي يفصل المياه بين حوض واد لخظر (حوض أم الربيع) وحوض واد
134
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
-من الشمال ،نجد واد تانسيفت الذي يوازي ظهور القاعدة األولى للجبيالت الممتدة حتى الغرب عن
-من الغرب ،حيث توجد تكوينات هياكل الطيات المقعرة لشيشاوة – الصويرة.
من الناحية اإلدارية تظم فرشة مجاط حوالي 22جماعة ،موزعة في دائرتين هما "شيشاوة" و"مجاط".
المصدر ،إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية Arc gis
135
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يعرف ترسب النيوجين Néogéne تتحدد فرشة مجاط في حوض رسوبي ذي أصل تكتوني،
تدفق المياه الجوفية بهذه الفرشة أنشئ في التراكمات الطمية alluvionsوالرباعية Plio -
quaternaireوالتكوينات النيوجينية بقوة شاملة تتغير بين 33و 43متر وقد تصل إلى 223متر.
ويحتوي سهل مجاط على طبقتين من المياه الجوفية ،فرشة مائية رباعية Plio-quaternaireوفرشة
مائية إيوكريتاسية .éocrétacéحيث تعتبر عدة أودية كواد أمزناس وواد امنتانوت أهم المصادر الرئيسية
لتغذية هاتين الفرشتين ،هذه األودية تعد من روافد واد شيشاوة ،هذا األخير يساهم في تغذية فرشة مجاط.
تقدر التعبئة بحوالي 223ملم / 0السنة (جدول رقم ،)22ويتأكد ذلك عبر العناصر اآلتية:
-تسربات على طول األودية بحوالي 42ملم ،0المالئمة للواردات الرئيسية على الضفة اليسرى لواد
تانسيفت.
تقدر مخرجات sortiesفرشة حوز -مجاط إلى حوالي 303ملم /0السنة ،وتتكون من العناصر
اآلتية:
-االقتطاعات الخامة les prélèvements brutsللسقي عبر الضخ حوالي 332ملم /0السنة
136
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
-اقتطاعات ماء الشروب والصناعة حوالي 24.0ملم 24.4( 0ملم 0لفرشة الحوز و 2.2ملم 0لفرشة
مجاط).
االقتطاعات الصافية عبر الضخ 204ملم 0التي وصلت في سنة 2422حوالي 222ملم .0والتي فاقت
التعبئة الموجودة والحالية للفرشة بحوالي 022ملم 0والمستقرة عند عجز وصل -95ملم /0السنة.
137
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خاتمة
مكن تشخيص الموارد المائية بمنطقة شيشاوة ،من معرفة أهم مصادر هذه الموارد والمتمثلة في
المجاري الموسمية والمياه الجوفية ،وبالنسبة للمجاري الموسمية فإنها تجري في األودية الرئيسية (واد شيشاوة،
واد أسيف المال) وفي مواسم تساقطات األمطار على شكل تساقطات مطرية فجائية ،ويتم االستفادة منها في
سقي األراضي الزراعية وتغذية الفرشات الباطنية المتواجدة باإلقليم "فرشة مجاط وفرشة اوالد بوسبع" ،لكن
تبقى هذه المجاري المائية ثانوية لعدم تلبيتها للحاجيات األساسية ،وعدم انتظامها في الزمان والمكان مما
وتبقى المياه الجوفية حاليا المصدر المضمون نسبيا لالستغالل سواء الشرب أو لالستعماالت
الزراعية وغيرها .كما تشكل بذلك المصدر األساسي الذي تعتمد عليه الساكنة في مختلف أنشطتها اليومية،
حيث تعد إشكالية الوصول إلى المياه الجوفية هي أهم انشغاالت جل الفالحين منذ القدم خاصة في منطقة
تعرف ندرة المياه السطحية وتتميز بتساقطات مطرية قليلة وغير منتظمة في الزمان والمكان .فاالعتماد على
يؤثر ذلك االستغالل المكثف لهذه الموارد على جودة المياه وتلوثها أمام االستغالل العشوائي للفرشة في
النشاط الزراعي عبر استعمال المخصبات الكيميائية والمبيدات بطرق غير معقلنة.
138
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
مقدمة
يعد القطاع الفالحي أكثر القطاعات االقتصادية استهالكا للماء في العالم ،خاصة مع تطور مساحات
الزراعة المسقية ،حيث انتقلت ما بين الستينات والثمانينات من 223مليون هكتار إلى 223مليون هكتار،
وأكثر تلث سكان العالم يعتمدون على الزراعة المسقية في سد حاجياتهم الغذائية.1
كما تعتبر الفالحة قطاعا أساسيا في النسيج االقتصادي المغربي ،وتحظى بمكانة متميزة في
المخططات االقتصادية الوطنية لما تؤدي من أدوار في تحقيق األمن الغذائي .وتمثل نسبة األراضي
الصالحة للزراعة في المغرب حوالي 23%من مساحة البالد ،وتساهم الفالحة ب %23من الناتج الداخلي
ويعد القطاع الفالحي أكبر قطاع مستهلك للماء على الصعيد الوطني بحوالي %42من مجموع المياه
المعبأة ،بينما تمثل المياه المستعملة في القطاع الصناعي واالستعمال المنزلي %22وسيعرف الطلب على
مياه السقي تزايدا مضطردا في السنوات المقبلة .ويرتبط حجم االستهالك المائي داخل القطاع الفالحي بوفرة
أو قلة التساقطات المطرية ،فكلما كانت الحصيلة المائية إيجابية سمح ذلك بتعبئة موارد مائية كافية داخل
حقينة السدود ليتم استعمالها في مجال السقي خاصة خالل الفترات الجافة.3
وتكتسي الفالحة أهمية كبيرة ضمن األنشطة االقتصادية بإقليم شيشاوة عامة وحوض أسيف المال
خاصة ،حيث تعد األنشطة الزراعية من أقدم األنشطة التي مارسها السكان خصوصا في المناطق التي تقع
على األودية الزراعية الرئيسية كواد أسيف المال ،حيث اعتمدوا على أنفسهم في إنتاج متطلبات حياتهم
1
- Water and Ethics, Water in agriculture. Series on Water and Ethics, Essay 5, Published in
2004 by UNESCO.
-2إدريس الحافيظ ،مرجع سابق ،ص .242
-3ابراهيم التركي( ،) 2334-2332إشكالية استدامة الماء بمنطقة زعير بين قلة الموارد وتزايد الطلب ،أطروحة الدكتوراه في
الجغرافيا ،كلية اآلداب والعلوم االنسانية المحمدية ،ص .20
139
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المعيشية وبالتالي تراكمت لديهم خبرات مختلفة شكلت إرثا حضاريا في المجال الزراعي توارثته األجيال
يتميز حوض أسيف المال بتنوع تضاريسه ما بين السهل (جماعة مجاط) والدير والجبل (جماعة
أسيف المال) ،وهذا ما ينعكس على تنوع المحاصيل الزراعية ،كما تتمتع المنطقة بمساحات زراعية خصبة
تصل إلى حوالي 24033هكتار بجماعتي مجاط وأسيف المال ويشغل قطاع الفالحة حوال %42من
سكان المنطقة ،وتتوزع باقي الساكنة على باقي القطاعات كالتجارة والصناعة التقليدية لكن بنسب ضعيفة
جدا.1
ويعد النشاط الفالحي نشاطا رئيسيا تعرفه المنطقة خاصة الساكنة الريفية منها ،وبالتالي ال بد من فهم
العالقة الدينامية بين الموارد المائية المتاحة والساكنة الريفية للمجال المدروس .إذ يتم إنتاج الكثير من
المنتوجات الزراعية سواء المحلية أو الدخيلة (الزيتون ،البطيخ األحمر ،البطيخ األصفر وغيرها) ،لتلبية
الحاجيات المحلية ،لكن أغلب تلك المحاصيل تستهلك كميات كبيرة من المياه.
-1برنامج دعم التخطيط الجماعي :المخطط الجماعي لجماعتي مجاط وأسيف المال.2322 ،
140
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
لدراسة عالقة الماء الفالحي بمستعمليه (الفالحين) تم االعتماد على منهج وصفي تحليلي وتفسير
لمختلف البيانات المحصل عليها من العمل الميداني وربط العالقات بينها ،واستخالص نتائج هذه البيانات.
من أجل جمع البيانات وتمثيلها ،كان ال بد من االرتكاز على الوسيلة األساسية "االستمارة" ،إضافة
إلى المعاينة الميدانية ،حيث تتضمن االستمارة خمسة محاور رئيسية بحيث شمل كل محور مجموعة من
.7اختيار العينة
لدراسة طبيعة استهالك الماء الفالحي قمنا ببحث ميداني ،شملت العينة 033مستجوبا من مجموع
2333فالح ،أي ما يمثل نسبة % 03من الفالحين ،وتم توزيعها على مستوى الحيازات الفالحية لمجاط
141
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
لإلشارة ،فقد تم اختيار حوض أسيف المال (وضمنه جماعتي مجاط وأسيف المال) ،لكونه يعد مجاال
فالحيا بامتياز داخل إقليم شيشاوة وهو المزود الرئيسي لساكنة اإلقليم من حيث المنتوجات الفالحية ويجمع
بين زراعة عصرية تسويقية (مجاط) وزراعة تقليدية معاشية (أسيف المال) ،وأيضا العتبارات عدة:
-كون جماعة مجاط تنتمي إلى سافلة حوض أسيف المال ،كما عرفت الجماعة في اآلونة األخيرة
توسع المجال المسقي عن طريق عصرنة طرق الري (التقطير ،الرش وغيرها) وادخال مزروعات جديدة
مستهلكة للماء كالبطيخ األحمر ،البطيخ األصفر ،الجلبانة وغيرها ،مما كان له تأثير على تراجع الفرشة
الباطنية.
-كون جماعة أسيف المال ،تنتمي إلى عالية حوض أسيف المال ،كما تختلف عن جماعة مجاط،
حيث ما زالت تحتفظ بالطابع التقليدي لطرق الري (السواقي الت اربية ،العيون ،األكوك وغيرها) واالعتماد على
مزروعات علفية لتربية الماشية أقل استهالك للمياه كالفصة ،الذرة ،الشعير.
يخترق هاتين الجماعتين واد أسيف المال ،الذي يزود المنطقة بمياه السقي ،لكن يبقى دوره ثانويا نظ ار
للجفاف الذي تعرفه المنطقة ،لتلعب العيون الدور الحيوي والمكمل في توفير مياه السقي بأسيف المال
واستغالل مياه الفرشة الباطنية بمجاط .هذه المفارقة بين مجالين متباينين ومختلفين من سلوك استهالك الماء
الفالحي سوف تكون لها انعكاسات سوسيو -اقتصادية واجتماعية داخل المجال.
خصصت إذن نسبة %23من عينة البحث لجماعة أسيف المال ،و % 75لجماعة مجاط ،والمالحظ
أنه تم تخصيص نسبة كبيرة لجماعة مجاط باعتبارها منطقة سهلية تضم ضيعات كبرى معتمدة على اآلبار
في السقي ،كما تعرف تنوع في المحاصيل الزراعية (حبوب ،خضروات ،فواكه ،أشجار مثمرة) ،إضافة إلى
وبناء على ذلك ،فقد تم اختيار بعض الدواوير وانتقاءها في كل جماعة على حدة (خريطة رقم ،)22
وتبعا لبعض المعايير كالتوزيع الجغرافي ،بحيث شمل البحث نقط مختلفة في سافلة وعالية حوض أسيف
المال ،وتم أخذ بعين االعتبار الدواوير التي تعرف استغالل فالحي كثيف.
142
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية Arc gis
تكتسي هذه المرحلة أهمية كبرى في البحث الميداني ،فملء االستمارة عن طريق القيام بمقابلة مع
الفالحين بالمنطقة وزيارة مجموعة من الحيازات الفالحية بشكل مسترسل يمكن من استقراء للميدان ويساعد
143
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
هناك العديد من البرامج لتفريغ االستمارات وتحليل نتائج البحث الميداني ،Excel ،Sphinx ،SPSS
كلها برامج توفر إمكانيات مهمة في التحليل اإلحصائي ومعالجة المعطيات .ففي بحثنا هذا تم االعتماد على
برنامج Excelإلنجاز الجداول والمبيانات حيث يكتسي الدقة والجمالية عند اشتغاله.
خالل هذه المرحلة تمت عملية تحليل نتائج البحث من خالل تحليل الجداول والمبيانات المحصل
عليها ،والقيام بالترابطات ،والتوصل إلى االستنتاجات .وتمت هذه العملية وفق المحاور التي تم تحديدها في
االستمارة.
.0الجنس
شملت عينة البحث التي تمت كما أشرنا سابقا 033فالح ،ومن خالل مبيان رقم ،03تبين أن أغلبهم
ذكور بنسبة ،%44و %2فقط من اإلناث اللواتي قمن بالنشاط الفالحي وهي نسبة ضعيفة صادفناها في
الحيازات الفالحية جماعة مجاط ،وهي فئة تنحدر من مناطق أخرى (أجانب) قامت باقتناء األرض
واستغاللها فالحيا.
2%
ذكر أنثى
98%
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
144
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
.7السن
داخل منطقة الدراسة وتحديدا في جماعة أسيف المال ،نجد أن النشاط الفالحي ال تزال تقوم به شريحة
اجتماعية كبيرة السن .ومن خالل مبيان رقم ،02نالحظ أن حوالي %33من الفالحين ينحصر سنهم بين
43 - 23سنة ،ونسبة %24من الفالحين فئة شابة حيث يتراوح سنهم بين 23 – 22سنة ،و %24من
المستجوبين يفوق سنهم 43سنة .وهذا التفاوت في هذه النسب يوضح مدى اعتماد كل الفئات العمرية
55
60
50
40
26
30
18
20
10 1
0
أقل من 20سنة 40-21سنة 60 -41سنة 61سنة فأكثر
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
من خالل إحصائيات المبيان رقم ،02هناك نسبة مرتفعة من الفالحين تتميز بضعف مستواها
و %02.4أمي) ،مما انعكس سلبا على التنمية الفالحية التعليمي وانتشار األمية ( %22.2ابتدائي
بالمنطقة كتبذير مياه السقي واستعمال منتوجات فالحية مستهلكة للماء دون معرفة ما لهذه المنتوجات من
145
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
4.3% 0.2%
18% أمي
32.8%
ابتدائي
إعدادي
ثانوي
جامعي
44.7%
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
إن ضعف المستوى التعليمي لدى الفالحين له ارتباط بمستوى الشواهد الدراسية المحصلين عليها،
ومن خالل مبيان رقم ،00تبين أن نصفهم ليست لديهم أية شهادة %33.4و %24.4حاصلين على
شواهد ابتدائية ،بينما نجد نسبا ضعيفة ذات شواهد عليا جامعية %4وثانوية ،%0,2فعلى الرغم من ضعف
هذه األخيرة إال أن لها انعكاسات إيجابية ،حيث يستغلون تكويناتهم العلمية في ممارسة أنشطتهم الفالحية.
60
50
50,9
40 28,8
% 30
20 12,1
10
0 0,2 8
شهادة ابتدائية
ش .إعدادية
ش .ثانوية
ش .جامعية
بدون
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
146
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يمكن أن نميز في مبيان رقم ،02أنماط حيازة األرض بمنطقة الدراسة ،حيث نسجل غلبة الملك
الخاص بنسبة %24وتخضع هذه الملكية ألفراد أو أسر ،ثم نسبة % 22.2إرث مشترك ونسبة %23.4
%0.4
%10.4
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
يتباين حجم الحيازة الزراعية في منطقة الدراسة (مبيانين رقم 03و ،)04ففي جماعة مجاط نسجل
ارتفاع نسبة الفالحين (نسبة )%20.4الذين تتراوح حيازتهم بين 23 – 3هكتارات ،بينما في جماعة أسيف
147
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
%5.3
أقل من ھكتار واحد
%31.2 %19.7
ما بين 5 - 2ه
10ه فأكثر
%43.8
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
10ه فأكثر
%51.4
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
إن اختالف أحجام الحيازات الزراعية بسافلة حوض أسيف المال وعاليته ،يرجع إلى عامل التضاريس
بالمنطقة ،فوجود جماعة مجاط في سافلة الحوض والتي تتميز بالشساعة واالنبساط جعلتها تعرف ارتفاع في
حجم الحيازات الزراعية ،عكس أسيف المال المتواجدة في عالية الحوض والمتسمة باالرتفاعات جعلت عائقا
148
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
أمام المشارات الزراعية الواسعة .وهذا التجزؤ في األراضي الزراعية بأسيف المال ال يساعد على قيام زراعة
نشيطة تعمل على توفير مداخيل مهمة للمزارعين باستثناء بعض المنتوجات التي يستعملونها محليا مثل
توجد بالمجال محاصيل متعددة ومختلفة (صورة رقم )23من مزروعات ،ومغروسات شجرية،
ومغروسات أرضية؛ ويطرح هذا التنوع مسألة تقدير كمية المياه التي يحتاجها كل نوع على حدة .كما يعد هذا
التنوع دليال على تكثيف المنتوجات التي يحتاجها السكان مع ضمان العمل طول السنة ،والتغذية المتواصلة
لهم ولماشيتهم مع التفكير في التسويق لسد الحاجيات التي ال تفي بها األرض.
صورة رقم : 01توضح التداخل بين األشجار المثمرة وزراعة الحبوب والفصة وما لهذا التدرج من تأثير سلبي على الماء
والتربة واإلنتاج بسبب اختالف االحتياجات المائية للمحاصيل "بدوار إمنواسيف جماعة أسيف المال "
22يناير 2324
.0المنتوجات الزراعية
149
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تتنوع الحبوب بالمنطقة (مبيان رقم ،)02لكن األساسية منها تقتصر على القمح بنوعيه بنسبة
%22.2والشعير ،%24.4ثم الذرة الصفراء ،%22.4إضافة إلى مزروعات علفية كالفصة بنسبة
%22.2والتي تستفيد أحيانا من إمكانيات السقي .وتهيمن مساحة القمح على مساحة باقي الحبوب وتحديدا
على مستوى جماعة أسيف المال ،لكونه ال يستهلك كميات كبيرة من الماء مقارنة مع الشعير والذرة .إن قلة
مساحة وانتاجية الحبوب بجماعة مجاط ،يرجع باألساس لقلة المياه السطحية ،لذلك لجأ الفالحون إلى
االعتماد على المنتوجات األخرى كالزيتون ،الخضروات ،والفواكه الصيفية (البطيخ االحمر واالصفر) ،والتي
%11.2
قمح
%17.8 %41.4 شعير
ذرة
فصة
%29.6
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
2.2مغروسات شجرية
تغلب زراعة الزيتون على زراعة األشجار المثمرة بالمنطقة بنسبة ،%03.4تليها زراعة العنب والرمان
ب %24.0و %23على التوالي (مبيان رقم .)04وتنتشر زراعة الزيتون على صعيد مجال الدراسة ككل
باعتبارها أكثر قدرة على التأقلم مع ظروف الجفاف .لإلشارة فزراعة الزيتون بالمنطقة تتنوع بين ما هو بوري
وسقوي.
150
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
%2.1
%8.1 رمان زيتون
%15
%11
عنب ليمون
%18.3 مشمش
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
صورة رقم :00الزراعة البورية للزيتون بدوار إمنواسف بأسيف المال حيث تظهر تراجع في نمو أشجار الزيتون
22فبراير 2322
151
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
صورة رقم :07زراعة الزيتون المسقية بدوار دار أكيماخ حيث تعتمد على السقي باآلبار
22فبراير 2322
واذا كان الجفاف قد مس حوض أسيف المال بشكل خاص واقليم شيشاوة عامة ،فألنه يعتبر من أهم
المناطق المغربية توف ار على مساحات ال بأس بها من مختلف األشجار المثمرة كالمشمش ،والعنب،
والحوامض ،والتفاح ،والكروم .وقد كلف ذلك الفالحين تضحيات مادية ضخمة تتباين حسب قدراتهم التي
0.2مغروسات أرضية
تشكل الخضروات والفواكه الصيفية (صور رقم 20و )22أهم الزراعات المسقية األرضية المهمة
بالمنطقة ،وتعتبر جماعة مجاط مجال إنتاج هذه المزروعات ،لما لها من أهمية غذائية واقتصادية عند
الخضروات والفواكه
ا السكان ،وتعد الطماطم والجلبانة والبطاطس والبطيخ األحمر واألصفر وغيرها ،أهم أنواع
152
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
صورة رقم :08إنتاج البطيخ األحمر بإحدى الضيعات الفالحية بدوار آيت همان
22ماي 2322
صورة رقم :04إنتاج الفول بإحدى ضيعات دوار دار أكيماغ بجماعة أسيف المال
22فبراير 2322
153
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
بطاطس طماطم
11
20
16,2
جلبانة بصل
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
من خالل مبيان رقم ،04تأخذ الفواكه الصيفية حصة األسد ،فالبطيخ األحمر %02والبطيخ
الخضروات والفواكه الصيفية كميات مياه كبيرة ،لذلك فهي تعتمد على مياه السقي عبر
ا تستهلك
استغالل اآلبار ،األمر الذي يؤدي إلى استنزاف مستمر للموارد المائية الباطنية بالمنطقة.
يتسم توزيع األراضي المسقية والبورية بالتفاوت (مبيان رقم )23ما بين سافلة حوض أسيف المال
وعاليته ،فاألراضي المسقية مهمة في عالية الحوض (جماعة أسيف المال) ،فنسبة %43من الفالحين
يقومون بزراعة مسقية مقابل %23يزاولون زراعة بورية ،ويرجع ذلك التفاوت إلى توفر جماعة أسيف المال
154
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم :41نسبة توزيع األراضي المسقية والبورية بجماعتي مجاط وأسيف المال
مسقية بورية
80
80 62,8
60
37,2
% 40
20
20
0
مجاط أسيف المال
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
وفي الوقت نفسه ارتفعت نسبة األراضي المسقية في سافلة حوض أسيف المال (جماعة مجاط) عن
األراضي البورية ،حيث وصلت %42.4و نسبة %02.2لألراضي البورية .فهيمنة األراضي المسقية في
جماعة مجاط يرجع إلى العدد الكبير لآلبار التي تتوفر عليها المنطقة ،كما أن تراجع نسبة األراضي البورية
مرتبط بقلة التساقطات المطرية وبعد حيازات مجاط عن مصادر المياه السطحية.
أمام الظروف المناخية السائدة بالمنطقة ،والمتسمة بتساقطات مطرية تتميز بعدم االنتظام والتوزيع
خالل السنة ،فذلك ال يساعد على تحسين اإلنتاج الزراعي باألراضي البورية ،ليبقى السقي الخيار األنسب
لدى الفالح بالمنطقة المعتمد على استغالل مياه اآلبار والعيون .ولقد عرف القطاع السقوي بالمنطقة في
الفترة األخيرة توسعا ملحوظا بجماعة مجاط من حيث المساحة ،خاصة وأن المنطقة تتوفر على فرشة مائية
باطنية ذات إمكانيات مهمة ،مما أدى إلى إدخال أصناف جديدة من المزروعات مسقية ،وهذا ما يفسره مبيان
رقم ،22حيث أن نسبة %42.2من الفالحين صرحوا بأن المساحة المسقية ازدادت و %22.4تقلصت،
155
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم :40تطور مساحة المزروعات المسقية (حسب رأي الفالحين)
11%
تزايد
21.6%
تقلص
بدون رأي
67.4%
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
إن ازدياد المساحة المسقية سوف يكون له تأثير واضح على وضعية الفرشة المائية الباطنية ،ومن
خالل مبيان رقم ،22نالحظ أن %32.2من الفالحين سجلوا تراجع مستوى الفرشة المائية خاصة في مجال
مجاط الذي عرف ضغطا فالحيا بامتياز ،ونسبة %04صرحوا بأن الفرشة المائية في استقرار بالخصوص
رسم بياني رقم :47تراجع مستوى الفرشة المائية الباطنية (حسب رأي الفالحين)
9.3%
تقلص
51.7% استقرار
39%
بدون رأي
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
156
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تعتمد الفالحة بالمنطقة على القطاع السقوي ،حيث يشغل هذا األخير مساحة تقدر ب %24من
المساحة الصالحة للزراعة ،مما يساعد في تنوع المزروعات التي تستفيد أساسا من قطاع السقي المعتمد على
30 25,4
25 20,1 19,7
20 13
% 15 10,2 10
10
5 1 0,6
0
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
من خالل المبيان رقم ،20نالحظ أن الفواكه الصفية تحتل المرتبة األولى من حيث الزراعات األكثر
استعماال للماء بنسبة %23.2للبطيخ األحمر (الدالح) ونسبة %23.2للبطيخ األصفر (السويهلة) ،ثم تليها
زراعة الجلبانة بنسبة ،%24.2لكن انتشار هذه المزروعات المستهلكة للماء بكثرة في مجال سماته الجفاف
لذلك يبقى التوجه المناسب لدى الفالح هو االعتماد على المزروعات األكثر مردودية واألقل حاجة
للماء ،كالحبوب ،الرمان ،العنب وغيرها ،حيث يبين المبيان رقم ،22أن زراعة الحبوب تحتل الصدارة من
حيث المنتوجات األكثر مردودية واألقل حاجة للماء بنسبة ،%22.3الرمان ،%24العنب .%20.3
157
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم :44أهم المنتوجات الفالحية األكثر مرد ودية واألقل حاجة للماء
50 41,5
40
%
30 18
20 13,5 11
7 5
10 1,5 1,1 0,9 0,5
0
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
لقد سبقت اإلشارة إلى أن حجم االستهالك المائي داخل القطاع الفالحي مرتبط بوفرة أو قلة
التساقطات المطرية ،فكلما كانت الحصيلة المائية إيجابية سمح ذلك بتعبئة موارد مائية كافية ليتم استعمالها
ومن خالل الدراسة الميدانية تعتبر مياه الفرشة الباطنية الركيزة األساسية لالقتصاد الفالحي بالمنطقة
برمتها خاصة بالحيازات الفالحية الكبرى لمجاط ،إذ تساهم المياه الجوفية بنسبة %42.2مقابل %2.4
للمياه السطحية بمجاط (مبيان رقم ،)24وبأسيف المال %40.4مياه جوفية و %04.2مياه سطحية في
سقي األراضي الزراعية .إذ تعد اآلبار المصدر الرئيس للمياه الجوفية في مجاط ،بينما في أسيف المال،
فباإلضافة إلى اآلبار هناك العيون التي يتم استغالل مياهها في السقي.
158
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
20
2,6
0
مجاط أسيف المال
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
تعتبر اآلبار المصدر الرئيس لمياه السقي التي يعتمد عليها الفالح بالمنطقة ،ويتضح ذلك من خالل
االنتشار الكبير لمحطات الضخ اآللي لآلبار ،حيث تتوزع بشكل متفاوت بين جماعات إقليم شيشاوة ويرجع
ذلك إلى تباين أهمية الفرشة الباطنية من حيث صبيبها والمساحة التي تعتمد عليها ،إذ إن مجاط تمتد على
ومن خالل العمل الميداني ،نسجل أن هناك تفاوتا واضحا في توزيع اآلبار بالمنطقة لدى الفالحين
بسهل مجاط ،إذ سجلت أكبر حصة في هذا الجانب نظ ار لغياب مصدر آخر لمياه السقي وبالتالي تم التوجه
بشكل كبير نحو حفر اآلبار .وهذا على عكسه جماعة أسيف المال التي يبقى فيها استغالل مياه الفرشة
الباطنية ضعيفا حيث تستفيد من مياه األنهار ومسيالت آتية من جبال األطلس الكبير الغربي.
ومن خالل المبيان رقم ،24تبين أن نسبة %22.2من الفالحين يملكون بئرين ،و %22.0يملكون
0آبار فأكثر و %02لديهم بئر واحد .إن هذا العدد الضخم من اآلبار سيستخرج كميات كبيرة من المياه
الباطنية تتفاوت حسب قدرة المستهلكين مما يزيد من ضغط على الفرشة الباطنية واستنزافها.
159
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
41,7
50 34
40 24,3
30
%
20
10
0
بئر بئرين 3أبار فأكثر
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
رأينا أن نسبة كبيرة من الفالحين بالمنطقة يستغلون مياه الفرشة الباطنية ،حيث ال توجد إال مياه
سطحية قليلة .1ومن تم تزايد عدد الضيعات المغروسة وتكثيف المزروعات .ولمواجهة طلبات هذا التوسع من
المياه حدث ضغط قوي على الموارد المائية الباطنية الذي تجلى في حفر المزيد من اآلبار وبالتالي استغاللها
من خالل المبيان رقم ،22نالحظ أن 223فالحا (من حجم عينة الدراسة الميدانية )033يسقون
منتوجاتهم الزراعية خالل فصل الصيف أي من شهر ماي إلى شهر غشت بنسبة ،% 23ونسبة %02.0
موزعة على باقي فصول السنة ،في حين نجد نسبة % 22.0من المستجوبين يسقون منتوجاتهم طيلة أشهر
-1باستثناء جماعة أسيف المال التي يستغل الفالحين بها مياه واد أسيف المال خالل فترات معينة.
160
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
300
200
100
0
من شهر من شهر من شهر طيلة أشهر المجموع
شتنبر إلى يناير إلى ماي إلى السنة
دجنبر أبريل غشت
النسبة % 13,33 19,33 40 27,33 99,99
حجم العينة 40 58 120 82 300
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
لم يقتصر استغالل الفالح بالمنطقة على المياه الجوفية في سقي المساحات الزراعية طيلة أشهر السنة
وما لها من انعكاسات واستنزاف لهذه المياه ،بل نجد أن حدة هذا االستغالل تظهر خالل األسبوع الواحد
أيضا.
300
250
200
150
100
50
0
يوميا 5أيام 4أيام 3أيام يومين المجموع
النسبة % 66 22,33 7 3,66 1 99,99
حجم العينة 198 67 21 11 3 300
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
161
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
من خالل المبيان رقم ،24نالحظ أن %44من الفالحين يقومون بسقي حيازاتهم الزراعية يوميا،1
و %22.0يسقون مدة 3أيام في األسبوع ،في حين نجد النسب المتبقية الضعيفة خالل 2أيام ،و 0أيام،
ويومين .فوجود نسبة مهمة من الفالحين يسقون أراضيهم خالل فصل الصيف بشكل يومي؛ يعود باألساس
إلى وجود مزروعات صيفية تحتاج إلى الماء بشكل مستمر من قبيل البطيخ األحمر .إن تزايد االستعمال
لمياه السقي بشكل كبير خالل األسبوع من طرف الفالحين سوف يطرح ال محالة مشكل استنزاف مياه
واألصفر ،فهذه األخيرة تستهلك كميات كبيرة من المياه ،وبحكم الظروف المناخية السائدة كارتفاع درجة
الح اررة في فصل الصيف وحيث يقام هذا المنتوج خالل هذا الفصل ،كل هذا سوف يجعل هذه المنتوجات
%49.66 %50.33
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
-1المعطيات الميدانية وملء االستمارة تم خالل فصل الصيف ،وبالتالي فإن طبيعة إستهالك مياه السقي سواء السنوية أو
الشهرية أو اليومية تهم فصل الصيف.
162
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
حسب المبيان رقم ،24يتبين أن نصف الفالحين حوالي %33.00يسقون منتوجاتهم الصيفية
(الفواكه الصيفية مثال) مرتين في اليوم ،و % 24.44مرة واحدة في اليوم .لذلك فتوسع المساحات الزراعية
المسقية ما بين منتوجات دائمة وأخرى موسمية وادخال مزروعات جديدة مستهلكة للمياه ،جعلت المنطقة
تعرف ضغطا متزايدا على المياه الجوفية سواء طيلة أشهر السنة أو في األسبوع أو في اليوم ،مما يطرح
نظ ار الرتباط الفالحة بالظروف المناخية السائدة والمعتمدة على تساقطات مطرية غير منتظمة
وضعيفة ،إضافة إلى طبيعة تضاريس المنطقة ،كل هذا جعل اإلنتاج الفالحي إنتاج معاشي باألساس بنسبة
82%مقابل %18تسويقي (مبيان رقم .)33هذه النسبة المتواضعة من الفالحين ( )%24التي تقوم
بتسويق منتوجاتها ،نجدها تتركز على مستوى ضيعات مجاط حيث الزراعة تقام فيه على مساحات شاسعة
ووجود تربة خصبة .أما في عالية حوض أسيف المال فتمارس الزراعة في حيازات فالحية صغيرة ،تشكو من
التقسيم الدائم بسبب اإلرث وبسبب ضعف التجهيز ،كما أن األراضي التي يمارس فوقها هذا النوع من
18%
82%
معاشية تسويقية
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
163
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
وأمام هذا الوضع يكون المردود الزراعي السنوي ضعيفا حيث يلبي فقط حاجيات السكان خاصة إذا
علمنا أن جل الفالحين بهذا المجال الجبلي هم فئة الفالحين الصغار حيث يعرفون نقصا كبي ار في القدرة
على التجهيزات الضرورية ،نظ ار للوضعية االجتماعية واالقتصادية التي يعيشونها .الشيء الذي يحول دون
إقامة فالحة تسويقية متطورة .ونظ ار لكون الخضروات والفواكه الصيفية (الدالح والسويهلة) ،تمثل أعلى نسبة
من المساحة المزروعة خاصة بسافلة الحوض ،فإنها تمثل تبعا لذلك نسبة هامة من المنتوجات الزراعية
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
من خالل المبيان رقم ،32تتنوع أسواق تصريف هذه المنتوجات الزراعية (الخضروات ،الفواكه
الصيفية ،الحبوب وغيرها) ،لكن أكثر من نصف الفالحين بالمنطقة %34.2يسوقون منتوجاتهم محليا ،إما
في المكان عينه (داخل الضيعة) أو في السوق المحلي األسبوعي لمجاط الذي يقام كل يوم أحد ،ونسبة
%24.4من الفالحين يبيعون منتوجاتهم في أسواق جهوية أو إقليمية كسوق الخميس بشيشاوة أو سوق
السبت بمزوضة ،ونسبة %20.2من المنتوجات تسوق في أسواق وطنية خاصة فيما يخص البطيخ األحمر
164
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
الذي اقتحم منذ سنوات السوق الوطنية كأول منتوج وطني ،ويرجع ذلك للعوامل الطبيعية والمتجلية أساسا في
ارتفاع درجات الح اررة بالمنطقة في وقت مبكر على غرار المناطق األخرى (مراكش ،أكادير).1
يعتمد مستغلو الحيازات الزراعية بمجال الدراسة على تقنيات حرث مختلفة منها ما هو تقليدي كالمعول
100 87,6
80 69,7
20 12,4
0
مجاط أسيف المال
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
داخل جماعة مجاط ،نجد أن نسبة % 42.4من الفالحين يستعملون الجرار في عملية الحرث ،بينما
نجد %22.2فقط يعتمدون على محراث خشبي أو معول (صور رقم 23و .)24فامتالك الجرار يدل
على أن الحيازة قطعت شوطا في تحديثها خصوصا في حيازات مجاط العصرية وشبه العصرية ،وهي
حيازات مكننت نفسها نتيجة عوامل مختلفة منها :ارتفاع مدخول الحيازة عن طريق بيع محاصيلها الزراعية
(زيتون ،حوامض ،مشمش وغيرها) ،أو وجود أراضي زراعية شاسعة منبسطة .وفي جماعة أسيف المال ،نجد
-1لإلشارة ،سوف يتم تخصيص محور لزراعة البطيخ األحمر ،باعتباره إنتاج متميز بالمنطقة وكمنتوج مستهلك للماء بكثرة.
165
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
أن نسبة كبيرة من الحيازات % 44.2ال زالت تستخدم المحراث الخشبي (الجر الحيواني) والمعول ،ويرجع
ذلك باألساس إلى التكاليف التي يتطلبها الحرث بالجرار ،إضافة إلى أن الحرث بواسطة المحراث الخشبي أو
المعول يقوم بدور تكميلي للجرار ،إذ بواسطته يتم حرث القطع أو أجزاء القطع التي ال يستطيع حرثها
ألسباب طبوغرافية خاصة في المناطق المرتفعة كما هو الشأن بمجال أسيف المال.
صورة رقم :05استعمال المحراث الخشبي (الجر الحيواني) في إحدى الحيازات الزراعية بدوار إمنواسيف
صورة رقم : 03استعمال آلة المعول في حرث القطع التي لم يصل لها المحراث الخشبي في إحدى الحيازات الزراعية بدوار
إمنواسيف جماعة أسيف المال
22أبريل 2324
166
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
للحصول على مردود فالحي مقبول ،يعمل الفالحون على تخصيب التربة بمخصبات طبيعية وكيماوية
رسم بياني رقم :58نوعية األسمدة المستعملة للرفع من كمية المنتوجات الزراعية
60 43,1
31
40 25,9
%
20
0
حيوانية كيماوية حيوانية وكيماوية
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
فاألولى (السرقين) ما زالت تستعمل بنسبة %23.4في الحيازات الفالحية الصغيرة والكبيرة ،وهي
مصدر قطعان األبقار واألغنام التي يتوفر عليها الفالح ،أو من مصدر خارجي حيث يتم شراؤها من أرباب
شاحنات يأتون به من مناطق مجاورة كشيشاوة ،مزوضة ،وبأسعار تترواح بين 233 – 333درهم لكل
حمولة.1
وفي الوقت نفسه تستعمل نسبة %20.2من الحيازات األسمدة الكيماوية مع تفاوت فيما بينها حسب
قدراتها المادية .وتزيد أهميتها بازدياد وعي الفالح بها وبنتائجها االيجابية على اإلنتاج.
لكن المالحظ (المبيان رقم ،)32أن هذه المواد الكيماوية يتم اقتناءها في األسواق المحلية بنسبة
%42.0واألسواق الخارجية بنسبة %24.0وبأثمنة رخيصة ،مما يكون له تأثير سلبي على الفرشة المائية
167
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
والتربة عن طريق االستعمال العشوائي لهذه المواد وبطرق غير منتظمة ،بينما نجد نسبة ضعيفة جدا من
الفالحين الذين يقتنون هذه المواد الكيماوية في إحدى المعارض الفالحية كالمعرض الدولي للفالحة بمكناس.
فاعتماد هؤالء الفالحين على اقتناء هذه المواد من مثل هذه المعارض مرتبط باألساس بتصدير هذه
المنتوجات الزراعية إلى األسواق الخارجية ،حيث ال بد من االعتماد على معايير أساسية إلنتاج جودة عالية.
0.4%
18.3%
أسواق حملية
أسواق خارجية
معارض فالحية
81.3%
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
ونالحظ من خالل المبيان رقم ،33أن عملية استعمال هذه المواد الكيماوية تتم دون وجود تقنيين
فالحيين ،حيث صرحت نسبة كبيرة من الفالحين حوالي %42.2أنها ال تعتمد على تقنيين فالحيين في
استعمال هذه المواد ،بل يتم استعمالها عشوائيا "الرش باليد" (صورة رقم ،)22بينما نجد فقط نسبة قليلة
%4.0هي التي تعتمد على تقنيين فالحيين وغالبا ما نجد أصحاب الحيازات الفالحية العصرية ،إضافة إلى
الفالحين الكبار الذين يجهزون ضيعاتهم ويعتمدون على أطر تقنية في استغالل منتوجاتهم الفالحية وانتاجها
168
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
8.3%
نعم ال
91.7%
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
صورة رقم :02طريقة استعمال المواد الكيماوية (الرش) في إحدى الضيعات الفالحية
22فبراير 2324
إن االستعمال المكثف وغير العقالني لهذه المخصبات الكيماوية من قبل الفالحين المنشغلين بالربح
السريع وما يصاحب ذلك من استعمال مبالغ فيه للمبيدات واألسمدة الكيماوية ،سوف تكون له آثار سلبية
169
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
سم بياني رقم :53اآلثار السلبية للمواد الكيماوية على التربة ومياه الفرشة الباطنية
60
52
50
39,7
40
% 30
20
10 8,3
0
تدهور خصوبة التربة تراجع جودة المياه الباطنية ملوحة التربة
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
وهكذا ،فمن خالل المبيان رقم ،34تبين أن نسبة %32من الفالحين صرحوا بأن من بين اآلثار
السلبية لهذه المواد هو تراجع خصوبة التربة ومن تم تناقص جودة المنتوجات الزراعية ومردوديتها ،ونسبة
%04.2من المستغلين أكدوا أن األسمدة الكيماوية المستعملة في اإلنتاج الزراعي بالمنطقة لها تأثير على
مستوى تلوث المياه الباطنية وبالتالي تراجع جودتها ،و نسبة %4.0من الفالحين صرحت بأن هذه المواد
تكونت طبقة عمالية أجيرة دائمة اكتسبت تجربة ال بأس بها في األشغال الفالحية استغلها المالك
بالمنطقة باستخدام جزء كبير منها في حيازتهم ،ويعمل بعضها في حراسة الضيعات ومرافقها ومحطات
الضخ كما يعمل بعضها في حراسة األشغال الفالحية كالري ،وسياقة الج اررات ،والبستنة أو في مراقبة العمال
الموسميين.
170
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
من خالل المبيان رقم ،32يتضح أن نسبة %22.4من المستخدمين في القطاع الفالحي بالمنطقة
هم ذكور ،مقابل %22.2إناث ،وكل استغاللية فالحية تشغل في المتوسط ما بين 2و 23عمال دائمين.1
رسم بياني رقم :52توزيع نسبة العمال الذين يشتغلون في القطاع الفالحي (ذكور -إناث)
100
80 77,6
60
%
40
22,4
20
0
ذكور إنات
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
ومن جهة أخرى يتم استخدام مأجورين آخرين وبشكل موسمي كلما دعت الضرورة إلى ذلك مثال في
موسم جمع المحاصيل الشتوية ( الطماطم ،الزيتون ،غيرها) أو جمع الفواكه الصيفية خالل فصل الصيف
(الدالح ،السويهلة) ،وهم إما من الساكنة المحلية بنسبة %02.0أو أجانب بنسبة ( % 44.2مبيان رقم
.)34
171
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم :52توزيع نسبة الفالحين الذين يشغلون أبناءهم واألجانب
70 61,3
60
50
38,7
40
%
30
20
10
0
أبناء المنطقة أجانب عن المنطقة
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
هؤالء العمال هم إما محليون يسكنون في الدواوير القريبة من تلك الحيازات (صور رقم 24و24
و ،)23أو حضريون الذين يقطنون في المراكز الحضرية القريبة كشيشاوة ،ويتكونون من الذكور واإلناث
وينتقلون بواسطة الشاحنات ذهابا وايابا ،حيث نجد الفئة العمرية األكثر نشاطا في هذه المجال هي ما بين
34 – 23سنة بنسبة ،%22.2والنسبة المتبقية %24.4تشمل الفئات الصغرى وأكثر من 34سنة (مبيان
رقم .)34
80 71,4
70
60
50
% 40
30
20 12 16,6
10
0
أقل من 15سنة بين 59 - 15سنة 59سنة فأكثر
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
172
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
صورة رقم :02جانب من العمال الذين يقومون بجني الطماطم من أجل تصديرها في إحدى الضيعات المغطاة بدوار آيت
22أبريل 2324
صورة رقم : 01جني منتوج البطيخ األصفر بإحدى الضيعات المغطات بالقرب من دوار آيت علواش بجماعة مجاط
22أبريل 2324
173
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
صورة رقم :71اشتغال النساء في النشاط الزراعي من خالل تنقية جذور البطيخ األحمر من األعشاب بإحدى الضيعات
22أبريل 2324
الفالحية.
50
41
40
30
% 20,2
20 15,6
12
8,2
10
0
أمي ابتدائي إعدادي ثانوي جامعي
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
174
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يتبين من خالل معطيات المبيان رقم ،43مدى التدني العام في المستوى التعليمي للعاملين في
الفالحة ،إذ تصل نسبة الذين ال يتوفرون على أي مستوى تعليمي %22و %23.2يتوفرون على مستوى
ابتدائي %23.4 ،ذات مستوى إعدادي .كما نالحظ التراجع الكبير في نسب العمال الذين يتوفرون على
مستوى التعليم الثانوي والجامعي %22و ،%4.2حيث نجد أن أصحاب هذه المستويات التعليمية يشتغلون
في األنشطة الفالحية خالل فترات العطل القتناء حاجياتهم المدرسية ،وغالبا ما نجد هؤالء من أبناء المنطقة.
تكتسي زراعة البطيخ األحمر( )Pastèque rougeأهمية قصوى بمنطقة مجاط ،فمن سنة إلى أخرى
أصبحت مساحة األراضي الزراعية المستغلة في زراعة هذا المنتوج إلى جانب البطيخ األصفر melon
تعرف توسعا مهما ،ويتميز مجال مجاط بجودة منتوجه وظهوره في السوق الوطنية كثاني إنتاج بعد اإلنتاج
المبكر لمنطقة زاكورة ،وهذا مرتبط بعوامل طبيعية كارتفاع درجة الح اررة .إال أن مجاالت زراعة هذا المنتوج
تتطلب صيانة ضرورية كآليات السقي العصرية وتنوع أصناف البذور المهجنة ،وهذه التقنيات متوفرة نسبيا
أمام الظروف المناخية السائدة بالمنطقة والتي قد تالئم قيام زراعة هذا المنتوج تم الزيادة في حفر
اآلبار ،مما أدى إلى تهافت كبير بين الفالحين إلى توسيع المساحة المزروعة للبطيخ األحمر .إذ تبين من
خالل المبيان رقم ،42أن نسبة %22.2من الفالحين بمنطقة مجاط تستغل أكثر من 0هكتارات لزراعة
هذا المنتوج ،ونسبة %20.4تمتلك 0هكتارات ،بينما النسبة المتبقية %03من الفالحين تستغل هكتارين
وهكتار واحد.
175
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم :30نسبة توزيع المساحة المزروعة للبطيخ األحمر بمجاط
50 41,4
40
30 23,6
% 19
20 16
10
0
هكتار واحد هكتارين 3هكتارات أكثر من 3
هكتارات
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
ونظ ار للتكاليف الباهضة التي تتطلبها هذه الزراعة سواء المتعلقة بحفر اآلبار ،أو بالمحركات الضخمة
لجلب المياه ،أو بالتجهيز الداخلي للحيازة كاستعمال تقنيات ري حديثة (التقطير) كل هذه الوسائل تتطلب
تمويالت كبيرة الشيء الذي يجعل الفالحين بالمنطقة يشتغلون بشراكة بنسبة ،%24أو كراء الحيازة
49
50
40
30 24,7
% 20
20
10 6,3
0
ملك رهن كراء شراكة
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
176
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تعد اآلبار المزود األساسي لسقي المساحات في زراعة البطيخ ،لكن ما تتطلبه من إمكانيات مادية
وتقنية لحفرها وتعميقها وتجهيزها ،جعل ملكية آبار سقي هذا المنتوج جماعية بنسبة %32و %24ملكية
49%
51%
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
تتسم زراعة البطيخ األحمر بسيادة االستغالل العصري والتقليدي في الوقت نفسه ،وذلك لما تتطلبه
هذه الزراعة من تقنيات ووسائل عصرية قصد تحسين المنتوج والرفع من المردودية والجودة .ومن خالل
العمل الميداني نالحظ أن نسبة %23من الفالحين يزاوجون بين االستغالل التقليدي والعصري 1معا حسب
الظروف المادية لكل فالح مع ميولهم نحو عصرنة هذه الزراعة .فيما يشكل االستغالل العصري الصرف
-1للتوضيح ،فالمقصود باالستغالل العصري والتقليدي هنا ،هو اعتماد الفالح على تقنيات يدوية في حرث وتسوية األرض
مع ا ستعمال وسائل حديثة في الحرث أيضا والسقي وتحضير الشتائل باإلضافة إلى تغطية البذور بأغطية بالستيكية.
177
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم :42نوع االستغالل المعتمد في زراعة البطيخ األحمر بمجاط
%1
%24
عصري
%75
تقليدي وعصري
غير مصرح
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
فيما يتعلق بطبيعة البذور المعتمدة في زراعة البطيخ األحمر ،فإنها تختلف حسب رغبة الفالح
وامكانياته المادية وكذا درايته بتحضير الشتائل ،حيث نميز بين البذور المهجنة وغير المهجنة .ومن خالل
المبيان رقم ،43نالحظ أن %23من فالحي المنطقة يستعملون بذور مهجنة ،وما يناهز %22يعتمدون
%8
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
178
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يحظى استعمال األسمدة باإلقبال المتزايد من طرف الفالحين في زراعة البطيخ األحمر ،حيث
يزاوجون بين األسمدة العضوية والكيماوية ،ويعود ذلك إلى مالئمة اإلمدادات مع الحاجيات حسب مراحل نمو
المنتوج للحصول على إنتاجية عالية كما وكيفا ،وبالتالي مردودية اقتصادية .ومن خالل المبيان رقم ،44
يظهر أن كمية استعمال األسمدة تختلف من فالح آلخر ،إذ نالحظ أن %02من الفالحين يستعملون أكثر
قنطار في الهكتار
ا قنطار في الهكتار الواحد أي 2333كلغ ،و %22يستعملون ما بين 23و 23
ا من 23
الواحد ،في حين نجد أن %24من الفالحين يستعملون ما بين 2و 23قنطارات في الهكتار الواحد.
40 37
30 27
23
% 20
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
إن استعمال هذه األسمدة تعود على اإلنتاج بعدة إيجابيات من بينها:
وعلى الرغم من هذه اإليجابيات التي توفرها األسمدة للنبات ،إال أنها تعود عليها بالسلب حيث تحدث
اضطرابا في التغذية واحتمال حدوث تفاعل كيماوي قد يؤدي إلى إتالف المنتوج ،إضافة إلى تضرر الفرشة
179
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المائية الباطنية وارتفاع التكاليف المادية .وتعرض هذا المنتوج لعدة أمراض كاالصفرار ،والحراقية والرتيال،
صورة رقم :70إتالف في منتوج البطيخ األحمر وتعرضه ألمراض كاإلصفرار بدوار آيت همان
23يوليوز 2323
أما على مستوى تكاليف استعماالت األسمدة ،فيتضح من خالل المبيان رقم ،44أن %02من
الفالحين يكلفهم استعمال األسمدة من 0333إلى 0444درهم للهكتار ،ونسبة %24ينفقون من 2333
إلى 2444درهم لتسميد الهكتار الواحد ،بينما نجد %24يكلفهم التسميد أقل من 2333درهم في حين نجد
180
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
40
31
28
30
22
19
% 20
10
0
أقل من 2000 بين - 2000 بين -3000 أكثر من 3999
درهم 2999 3999
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
ويقوم فالحو منطقة مجاط باستغالل هذا المنتوج في فترتين (مبيان رقم )44؛ إذ تبدأ الفترة األولى في
23مارس إلى أواخر شهر يوليوز ،وتشكل النسبة المنتجة في هذا التاريخ ،%24في حين نجد %22
يفضلون اإلنتاج خالل الفترة الثانية التي تبدأ من 23أبريل إلى أواخر غشت.
%21
%79
من 15مارس إلى آواخر يوليوز من 15أبريل إلى أواخر غشت
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
181
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يعد منتوج البطيخ األحمر من أهم المنتوجات الزراعية مردودية في المنطقة ،لكن رغم هذه المردودية
كبير ،فمن
ا المهمة فاإلنتاج يتطلب مصاريف مالية مهمة ،الشيء الذي يجعله يعرف طلبا خارجيا ومحليا
خالل المبيان رقم ،44تبين أن نسبة كبيرة من المستثمرين %42.0الذين يقومون بهذا المنتوج هم أجانب،
رسم بياني رقم :31طبيعة األشخاص الذين يقومون بزراعة البطيخ األحمر بالمنطقة
%38.7
%61.3
يتطلب إنتاج زراعة البطيخ األحمر كميات كبيرة من الماء ،فمن خالل المبيان رقم ،23أكدت نسبة
%44من الفالحين أن هذا المنتوج يستهلك المياه بشكل كبير ،و %02.4بشكل متوسط ،في حين نجد
182
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم :21حجم المياه التي تستهلكها زراعة البطيخ األحمر
%2.4
%31.6 كثير
متوسط
%66 قليل
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
رسم بياني رقم :20أهم المشاكل التي تقف في وجه تطور هذا المنتوج
50 41
40
30
% 19,3 18
20 11,7
10
0
ندرة المياه التكلفة المالية الظروف المناخية صعوبة التسويق
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
ومن خالل التحريات الميدانية ،تبين أن 2كلغ من البطيخ األحمر يستهلك حوالي 32لتر من الماء
باعتماد السقي العصري منذ البداية إلى النضج .فالحاجة إلى المياه الباطنية فرض الزيادة في حفر اآلبار
وتعميقها من أجل مزاولة هذا المنتوج ،مما يطرح إشكالية استنزاف هذه المياه خصوصا في مجال يتسم
بالجفاف وظروف مناخية غير مالئمة ،وهذا ما يبينه المبيان رقم ،23حيث نجد أن نسبة مهمة من الفالحين
%44أكدوا أن ندرة المياه بالمنطقة ال تساعد على القيام بزراعة البطيخ األحمر.
183
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يعتبر اإلنتاج الحيواني جزءا من النشاط الزراعي ،ويعتمد نظام الزراعة بالمنطقة على المزج غالبا
بين المزروعات وتربية الماشية ،فالفالح المحلي يعطي األولوية لزراعة الحبوب واألعالف التي تستعمل
كغذاء لإلنسان والحيوان ،إلى جانب الخضروات .وتعتبر الماشية عنص ار مندمجا في اقتصاد المناطق
الزراعية بما توفره من أسمدة طبيعية وما تنتجه من لحوم وألبان تساهم في تغذية السكان وفي تنويع
7%
غنم
22.3%
بقر
ماعز
70.7%
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
وتنتشر بمجال الدراسة تربية األغنام واألبقار بدرجة أساسية ،ثم الماعز .ومن خالل مبيان رقم ،22
تمثل األغنام حصة األسد ،%23.2تليها األبقار بنسبة ،%22.0وتتركز تربية األغنام واألبقار بشكل كبير
في المجال السهلي لمجاط ،وبالنسبة إلى الماعز فتربيتها تتركز في المجال الجبلي ألسيف المال وذلك
لتحملها قساوة الظروف الطبيعية واالستغالل األمثل في التغذية على النباتات الرعوية ،كما أن صغر حجمها
يجعل من السهل على أفراد عائلة الفالح إدارة قطيعها بكفاءة عالية .ويرافق هذه الماشية (األغنام ،األبقار،
184
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
الماعز) تفاوت في مالكيها من الفالحين؛ إذ نالحظ من خالل المبيان رقم ،20أن نسبة %42من الفالحين
يملكون بين 23و 43رأس ،و %03.2يملكون أقل من 23رأس ،ونسبة %4.4يملكون 43رأس فأكثر.1
80
61
60
20 8,6
0
أقل من 40رأس بين 40و 80رأس 80رأس فأكثر
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
رسم بياني رقم :24كمية المياه المستهلكة من طرف رؤوس الماشية حسب الفالحين (اللترفي اليوم)
70 61,3
60
50
40
%
30 21 17,7
20
10
0
أقل من 40لتر بين 40و 80لتر 80لتر فأكثر
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
-1تبقى هذه االحصائيات نسبية ،فخالل البحث الميداني صادفنا تهرب بعض الفالحين بتصريحات دقيقة حول عدد رؤوس
الماشية.
185
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
وهكذا ،فقطاع تربية الماشية لم يقتصر على وجود مزروعات علفية لتغذية القطيع فقط ،1بل ما يتطلبه
فحسب تصريحات الفالحين (مبيان رقم ،)22تبين أن نسبة %42.0صرحوا بأن ما بين 23و 43
لت ار من الماء في اليوم يستهلكه قطيع الماشية ،ونسبة %22تستهلك أقل من 23لت ار في اليوم و %22.2
-1شملت عينة البحث أيضا فصل الصيف ،وبالتالي فحجم استهالك الماء من طرف الماشية خالل الصيف.
186
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خاتمة
من خالل البيانات والدراسات المتعلقة بالوضع الزراعي ،وبعد التحليل اإلحصائي للدراسة الميدانية
بمنطقة البحث ،تبين أن النشاط الزراعي يرتكز على السقي والذي بدونه يستحيل إقامة نشاط زراعي
بالمنطقة؛ وبما أن الفالحة هي المصدر األساسي للعيش في هذا الوسط ،فقد حاول اإلنسان التكيف مع
المعطيات المحلية وتسخيرها لتلبية حاجياته ،لذلك حاول استغالل جميع مصادر المياه المتوفرة في بيئته
وابتكر تقنيات مختلفة لالستفادة من الموارد المائية المتاحة إلى أقصى حد ممكن.
تتميز المنطقة باإلسراف في استهالك المياه ،وخاصة الجوفية ،بسبب تداخل أنواع متعددة من
المحاصيل الزراعية تختلف حسب احتياجاتها المائية على مدار السنة ،ثم إدخال مزروعات للمنطقة مستهلكة
للمياه بكثرة (البطيخ األحمر واألصفر) ،األمر الذي أدى إلى الزيادة في استنزاف مستوى الفرشة المائية
وتشير ا ألرقام التي وضحتها الدراسة الميدانية ،أن هناك أخطاء يرتكبها الفالح بقصد أو بغير قصد
ترتبت عليها نتائج سلبية على الوضع المائي تتمثل في ارتفاع نسبة المياه التي توجه للزراعات المسقية
كالخضروات أكثر من حاجتها الفعلية ،كما أن هناك زيادة في كمية المياه الموجهة لبعض المحاصيل
الصيفية كالبطيخ األحمر واألصفر وغيرها ،دون أخذ إكراهات المجال بعين االعتبار مثل ارتفاع درجة
لذلك ،فإن استعمال المياه لسقي المزروعات بالصورة التي تتم بها حاليا ال يساعد في استدامة موارد
المياه المتاحة بالمنطقة مستقبال ،إذ على العكس من ذلك سيزداد االستنزاف لموارد المياه الجوفية خصوصا
إذا لم يتم اتخاذ ما يمكن من الوسائل والطرق التي تساعد على المحافظة عليها وتنميتها من أجل استخدامها
كما بينت الدراسة الميدانية أن االستعمال المكثف وغير العقالني للمخصبات الكيماوية والمبيدات من
قبل الفالحين المنشغلين بالربح السريع خصوصا أنه يتم بطرق مبالغ فيها ،سيساهم في تدهور التربة وتلوث
187
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المنزلي"
مقدمة
يتم استعمال قسم كبير من الموارد المائية المعبأة في أغراض غير فالحية ،وخاصة ما يسمى ب
"الماء المنزلي" .والماء أحد العناصر األساسية الستمرار اإلنسان فوق األرض ،فهو يحتاج إلى تغذية مستمرة
بالماء ،حتى يضمن اشتغال وظائف مختلف أنظمة جسمه العضوية بشكل سليم 1.ومن المعروف أن متوسط
حاجيات الفرد البشري الواحد من المياه العذبة يتراوح بين لتر واحد ولترين يوميا .2وباإلضافة إلى مياه الشرب
هناك المياه المستهلكة في حاجيات أخرى تفرضها طبيعة الحياة االجتماعية اليومية ،وطبيعة المحيط الذي
نعيش فيه والتي تتطلب أحجاما مائية تفوق حجم مياه الشرب.
وهذه الحاجيات المختلفة تعرف اختالفات كبيرة من محيط إلى آخر ،وهو ما يؤدي إلى تفاوت األحجام
المائية المستعملة ،حيث ترتبط بعوامل مختلفة بالغة التعقيد كدرجة رطوبة الوسط ومدى وفرة الموارد المائية
وتظهر التفاوتات المائية المستهلكة بشكل واضح في المناطق الرطبة عن المناطق الجافة ،وبين
المجتمعات الفقيرة والمجتمعات الغنية القادرة على تعبئة الموارد المائية .ونجد هذه التفاوتات داخل المجتمع
الواحد أيضا حيث يسجل تفاوت صارخ في االستهالك بين الفئات والشرائح االجتماعية ،وذلك بتفاوت قدرتها
على الولوج إلى الخدمة المائية ،وفي المجتمع المغربي تظهر التفاوتات بشكل واضح بين الريف والمدينة،
وليس على مستوى االستهالك المائي فقط بل على مستوى عدة مستويات تضمن توفير الراحة واالستقرار.
وداخل إقليم شيشاوة ،نجد أن نظام استعمال المياه ،المعروف بالماء الشروب ،يستلزم القيام بتحليل
مختلف مكوناته ،سواء تعلق األمر بمكونات التوزيع أو االستهالك أو شبكة الربط ،وذلك بحكم طبيعة بنيته،
- 1سعيد يسلم عوض باكركر( ،)2322 -2320تدبير واستعمال المياه بمحافظة شبوة (اليمن) بين قلة الموارد وتزايد
الحاجيات ،أطروحة الدكتوراه ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية المحمدية ،شعبة الجغرافيا ،ص .02
-2الحسن المحداد ،مرجع سابق ،ص .22
188
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
وحاجي ات العالقات التي تربط عناصره ،وبحكم التوسع والتضخم الذي يسجله بشكل مستمر تحت تأثير تزايد
ولتوضيح طبيعة السلوك االستهالكي للماء المنزلي ،يحتاج ذلك إلى دراسة ميدانية ،حتى نتمكن من
معرفة سلوك تجاه الماء ،وهل للخصوصيات االجتماعية والثقافية وغيرها دور في الحفاظ أو تبذير الماء
المنزلي؟ .
189
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ويعد المكتب الوطني للكهرباء والماء الشروب "قطاع الما" الجهة المسؤولة األولى عن تدبير قطاع ماء
الشروب بالمنطقة ،حيث يتدخل إلنتاج الماء قصد تزويد المراكز الحضرية بالدرجة األولى ،واالستجابة
وداخل نظام استعمال الماء ،يتم اإلنتاج من أجل سد حاجيات وطلب المستعملين .وبين هاتين
الحلقتين "اإلنتاج واالستهالك " ال بد من مرور المياه عبر حلقة شبكة النقل والتوزيع التي تتميز بخصائص
تختلف حسب حجم نظام االستعمال ،وحسب إذا كان االستهالك يتم محليا أي عند أو حول نقطة اإلنتاج
نفسها ،أم بعيدا عنها مما يتطلب تحويل المياه بواسطة مجالب تطول مسافتها أو تقصر ويتزايد قطرها أو
من خالل الجدول رقم ،20يسجل المركز الحضري شيشاوة تركز أكبر لكثافة شبكة توزيع الماء
الشروب داخل إقليم شيشاوة ،حيث بلغ طول شبكته اإلجمالي سنة 2322أكتر من 125000م من القنوات،
بكثافة تصل إلى 0223م /كلم 2ونسبة ربط لألسر وصلت .%44بحكم ارتباط أغلبية أحيائه بالشبكة،
جدول رقم :08خاصيات شبكات توزيع الماء الشروب بالمراكز الحضرية بشيشاوة سنة 7102
نسبة ربط األسر ()% كثافة الشبكة (م/كلم)7 طول الشبكة (م) المركز
44 0223 125000 شيشاوة
43 2323 61000 امنتانوت
43 204 71400 سيدي المختار
مصدر المعطيات ،المكتب الوطني للكهرباء والماء الشروب "قطاع الماء" ،شيشاوة 2322
190
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
بباقي المراكز الحضرية األخرى تضعف أهمية شبكة التوزيع طبعا من حيث طولها اإلجمالي وكذلك
من حيث الكثافة .حيث قدرت كثافة الشبكة بمركز إمنتانوت ب 2323م/كلم 2ووصلت إلى أقل من 033
ولهذا التفاوت في الكثافة تأثير واضح على درجة تغطية األحياء ونسبة المستغلين للماء الشروب
يعتبر استهالك الماء أي حجم المياه التي يتم تسليمها للمنخرطين عند مدخل نظام توزيعهم الخاص
(منزل ،مصنع ،فندق ،إدارة وغيرها) ويتم ضبط وقياس هذا الحجم عن طريق عدادات خاصة تحدد
إن دراسة وتتبع نظام استهالك الماء الشروب بإقليم شيشاوة يرتكز مرة أخرى على المراكز الحضرية
الثالثة :مركز شيشاوة ،إمنتانوت ،وسيدي المختار ،حيث يسهر على تسيير شبكات توزيع الماء الشروب بها
خالل سنة ،2320بلغت حصة االستهالك الفردية للماء بالمركز الحضري شيشاوة حوالي 33لتر في
اليوم للفرد الواحد ،وتبقى هذه الحصة طبيعية ما دامت نسبة األسر المستفيدة من خدمات شبكة توزيع المياه
حوالي ،%43وتبلغ نسبة %44خالل سنة 2323بنسبة ربط بلغت ،%44لتتراجع الحصة إلى 22لتر
في اليوم للفرد الواحد بنسبة ربط مرتفعة %44سنة (2322جدول رقم .)22
جدول رقم :04تطور حصة االستهالك الفردية للماء ونسبة الربط بشبكة توزيع الماء الشروب
191
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
عرف المركز الحضري سيدي المختار تطو ار واضحا من حيث حصة استهالك الفرد للماء وكذلك
نسبة االرتباط بشبكة توزيع الماء الشروب ،حيث انتقلت الحصة من 02ل/ي /ف ،1خالل سنة 2320إلى
وتعود هذه الزيادة في حصة استهالك الفرد للماء ونسبة االرتباط بشبكة توزيع الماء الشروب بهذه
المراكز الحضرية ،إلى جعل هذه المراكز مجال استقرار أنشطة متعددة ومتنوعة ذات متطلبات مائية ،إضافة
إلى ارتباط تطور حصة استهالك الفرد للماء بتزايد عدد السكان.
أمام تزايد عدد السكان وتوسع القاعدة االقتصادية واالجتماعية للمدن ،تبين العجز الذي تراكم على
مستوى تزويد الوسط الحضري بالماء الشروب ،فتم تأسيس المكتب الوطني للماء الشروب سنة ،2422الذي
أدمج في 20أبريل سنة 2322مع قطاع الكهرباء فأصبح يحمل اسم "المكتب الوطني للكهرباء والماء
الصالح للشرب" 2حيث يشكل الجهاز المسؤول عن إنتاج الماء الشروب بكافة التراب الوطني .كما أعطيت
لهذا المكتب صالحية اإلشراف على شبكات توزيع الماء داخل المدن.
داخل إقليم شيشاوة ،أصبح المكتب الوطني للماء يشرف على إنتاج الماء الشروب وتوزيعه منذ سنة
،2422حيث تزايدت بشكل ملحوظ المراكز المزودة بالماء الشروب إلى أن أصبحت سنة 2322أزيد من
192
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
جدول رقم :05توزيع نسبة استهالك المياه من شبكات التوزيع بإقليم شيشاوة سنة 7102
جدول رقم : 16توزيع نسبة المشتركين في شبكات التوزيع بإقليم شيشاوة سنة 7102
مصدر المعطيات ،المكتب الوطني للكهرباء والماء الشروب "قطاع الماء" ،شيشاوة.
193
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
من خالل جدول رقم 23و ،24تتركز نسبة استهالك ونسبة المشتركين بشكل كبير داخل المركزين
الحضريين "شيشاوة وامنتانوت" .كما أن هناك نوعا من عدم التجانس بهاذين المركزين على مستوى نسبة
حجم االستهالك ونسبة المشتركين .فالمركزان يستهلكان معا نسبة %40من مجموع المياه المستهلكة داخل
إقليم شيشاوة ،لكنهما ال يحتضنان سوى نسبة %33من مجموع المنخرطين في شبكات التوزيع العمومية.
والشيء نفسه بالنسبة إلى استهالك الماء المنزلي لدى األسر المرتبطة بشبكة التوزيع ،حيث نجد دائما مركزي
شيشاوة وامنتانوت يأخذان حصة األسد أكثر من 244اللتر /لليوم /لكل منخرط (جدول رقم .)22
جدول رقم :02التوزيع المجالي الستهالك الماء المنزلي لدى األسر المرتبطة بشبكة التوزيع سنة 7102
مصدر المعطيات ،المكتب الوطني للكهرباء والماء الشروب "قطاع الماء" ،شيشاوة.
ويعكس هذا الخلل في التوازن أهمية فئة المستعملين للمياه بمركزي شيشاوة وامنتانوت ،أي الوحدات
والخاصية نفسها يمكن استنتاجها من خالل مقارنة الحصص االستهالكية المائية المحصل عليها
بالعالقة مع عدد السكان .لذلك فحصة استهالك الماء الشروب تخضع باألساس إلى عدد السكان بكل مركز.
194
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
في معظم البلدان النامية ،غالبا ما يكون هناك خصاص كبير على مستوى البنية التحتية لمياه الشرب،
خاصة بالمناطق القروية .حيث نجد غالبية الساكنة القروية تعتمد على أساليب وخزانات مر عليها الزمن
وفي المغرب ،هناك صهاريج التخزين التقليدية وهي أنظمة خاصة تزود المناطق القروية بالماء ،تسمى
ب"المطفية" ويتم تغذية هذه الخزانات التقليدية بمياه األمطار أو مياه األودية ،ويستخدم الماء للشرب دون
فالتخزين غير المراقب للمياه في هذا النوع من الصهاريج ،قد يؤدي إلى تدهور جودتها ،وبالتالي
انتشار أمراض والتهابات 1في بعض األحيان مثل التيفويد ( Typhoïdeالناتج عن وجود بكتيريا السالمونيل
وداخل إقليم شيشاوة ،وعلى مستوى المناطق القروية كمركزي مجاط وأسيف المال ،ال تزال الساكنة
المحلية تعتمد على صهاريج تقليدية لتخزين المياه ،لكن هناك تفاوتا في توزيع هذه التقنيات ،إذ يحتوي
مجال أسيف المال على حوالي 43مطفية وأقل من 23مطفية بجماعة مجاط ،2ففي هذه األخيرة يغلب
استعمال اآلبار تبعا لما فرضته البنية الجيولوجية ووجود مجال سهلي ساعد على القيام بذلك ،بينما في
أسيف المال ال تزال هذه الخزانات التقليدية سائدة بشكل كبير إذ ال يخلو منزل من "مطفية" رغم االعتماد
على مياه بعض العيون .فالمطفيات تمثل إحدى عناصر جغرافية المجال الجبلي ألسيف المال.
.0مفهوم "المطفية"
المطفية هي خزانات مائية مختلفة األشكال واألحجام ،عرفت مواد بنائها تطو ار ملموسا ،إذ انتقلت من
الحجارة والجير إلى اإلسمنت المسلح .3وهي خزانات تقام عادة لجمع المياه السطحية سواء اآلتية من األودية
1
- AZIZ Faissal(2014), Multitracteurs d’évaluation de la qualité des eaux des réservoirs de
stockage traditionnels, impact épidémiologique par approche moléculaire et optimisation de
nouveaux procédés de traitement, mémoire de thèse, Faculté des sciences Samlalia- Marrakech,
P 1.
-2بحث ميداني ،صيف .2323
-3مقال ،للمصطفى عيشان ،النطفيات أسلوب تراثي لتعبئة مياه الشرب ،مجلة المزارع المغربي ،إشكالية المديونية القروية.
العدد الرابع ،2444ص .22
195
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
أو مياه التساقطات .ويختلف نطق المصطلح الدال على هذه الخزانات من منطقة ألخرى ،إذ هناك من
يفضل تسميتها "بالنطفية" ،وهناك من يسميها "بالمطفية" ،وهناك من يطلق عليها "تنضيفت".
تحكم عدة ظروف جغرافية بناء المطفيات كالنمو الديمغرافي والجفاف وتحول نمط اإلنتاج وأخرى
اجتماعية كالرغبة في عمل الخير أو النزاعات بين السقاة .أما شكل المطفيات فيعكس التطور الذي عرفته
-المطفيات القبرية أو الظهرية وهي مطفيات قديمة البناء ذات شكل مقبب ،مبنية بالحجارة أو الجير
مخلوط بالقطران.
-المطفيات المكعبة :ارتبط ظهور هذا النوع باإلسمنت والحديد اللذين أديا إلى تغير الشكل الهندسي
حتى يمكن من تزويد أنابيب جر الماء إلى أماكن معينة بالمنزل كالمطبخ مثال .وهذا النوع نادر بالمجاالت
الريفية المغربية.
تتكون المطفية من خزان مبني بالحجر ،جزء من هذا الخزان يتم دفنه يستخدم لتخزين الماء(صورة
رقم ،)22إضافة إلى قناة لجلب الماء ،مدخلين األول إلدخال الماء إلى حوض التصفية والثاني إلدخال
الماء المصفى نحو الخزان ،ثم فتحة المطفية مغطاة بغطاء حديدي.
196
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إن دراسة استهالك الماء المنزلي بالوسط الحضري وتحديد معدل االستهالك الفردي بالعالقة مع
مختلف الخاصيات االقتصادية واالجتماعية لألسر ،تقتضي إنجاز بحت ميداني على مستوى األسر ،إذ تعد
األسر المستهلك األول للماء الشروب ،ولهذا يجب معرفة سلوكها اتجاه الماء.
لمعرفة سلوك الفرد اتجاه الماء المتوفر في محيطه أي داخل مسكنه ،يجب أوال ضبط خصائص هذا
المحيط ارتباطا مع حجم المياه المستهلكة ،وفي غياب المعطيات الضرورية الكفيلة بضبط هذه العالقة ،كان
من الالزم القيام ببحت ميداني مباشر مع األسر داخل المجال الحضري شيشاوة.
ومن أجل ضبط عالقة هذه الخاصيات مع مستويات استهالك الماء المنزلي فقد تم التركيز على
المؤشرات التالية:
-رب األسرة :مستواه التعليمي ونوع نشاطه باعتباره المعيل الرئيسي وصاحب الق اررات داخل األسرة.
-ربة البيت :مستواها التعليمي ونوع نشاطها باعتبارها هي المسؤولة عن تدبير شؤون البيت.
197
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
-حجم األسرة
-معطيات تتعلق بجودة الماء ،تسعيرة الماء ،ضغط الماء ،انقطاع الماء ،استهالك الماء وعالقته
بحجم األسرة.
وسعيا وراء تحقيق تمثيلية جيدة فقد تم تحديد حجم العينة في %33؛ أي ما يعادل 333أسرة ،وزعت
إن معرفة طبيعة السلوك االستهالكي للماء المنزلي يكمن في التحليل االحصائي للمعطيات السابقة،
2.2المستوى التعليمي
يعتبر المستوى التعليمي لرب األسرة وربة البيت ،عنص ار مهما في ارتفاع أو انخفاض حصة
االستهالك المائي الفردي .فمن خالل نتائج البحت ،تبين أن حصة االستهالك لدى الفرد ترتفع بشكل متواز
مع ارتفاع المستوى التعليمي لرب األسرة وكذلك ربة البيت ( جدول رقم .)24
جدول رقم :18عالقة استهالك الماء المنزلي بالمستوى التعليمي لرب األسرة
مصدر المعطيات ،نتائج بحت أجري على صعيد أسر مدينة شيشاوة ،صيف 2323
نالحظ أن هناك تباينات في حصص االستهالك في عالقتها مع المستويات التعليمية لدى أرباب
األسر فأعلى حصة استهالك سجلت بالنسبة ألرباب األسر ذات مستوى تعليمي جامعي بلغت 43
198
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
جدول رقم :01عالقة استهالك الماء المنزلي بالمستوى التعليمي لربة البيت
ومن خالل جدول رقم ،24يتبين أن هناك تزايدا في حجم الحصة المائية المستهلكة المرتبطة بتحسن
المستوى التعليمي لدى ربات البيوت ،كما هو الشأن بالنسبة ألرباب األسر؛ حيت سجلت أعلى حصة
استهالك لألسر التي تدبر شؤونها نساء حاصالت على مستوى تعليمي جامعي أكتر من 233لتر في اليوم
للفرد .وفقط 23لتر في اليوم للفرد ،بالنسبة لألسر التي تدبر شؤونها ربة البيت أمية .معنى هذا أن التعليم ال
يؤدي دو ار أساسيا في التوعية بضرورة التدبير واالقتصاد في استهالك الماء بقدر ما يساعد األفراد على
تبذيره ،تماشيا مع ضروريات ومتطلبات العصر من نظافة وأناقة ،ألن تحسين المستوى التعليمي لألسرة يعني
2.2مهنة رب األسرة
لوظيفة أو مهنة رب األسرة تأثير كبير على تحديد استهالك السكان لحصة الماء ،فالمهن التي توفر
دخال منتظما مثل الوظيفة العمومية تؤهل األشخاص الستهالك حجم أكبر من المياه 23ل/ي/ف ،في حين
أن أرباب العائال ت المشتغلين كعمال غير متخصصين أو حرفيين أو متقاعدين ،فإن إمكانياتهم المادية
المحدودة تجعل أفراد عائالتهم يستهلكون حصصا متواضعة أقل من 03ل/ي/ف (جدول رقم .)23
199
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
مصدر المعطيات ،نتائج بحت أجري على صعيد أسر مدينة شيشاوة ،صيف 2323
0.2حجم األسرة
داخل الوسط الحضري شيشاوة ،حينما يرتفع عدد األفراد المقيمين تحت سقف واحد ،فإن حصة
االستهالك المائي الفردي تتراجع بشكل هام ،وكأن تضخم عدد أفراد العائلة هو مرادف لضعف التجهيزات
مصدر المعطيات ،نتائج بحت أجري على صعيد أسر مدينة شيشاوة ،صيف 2323
من خالل جدول رقم ،22تتميز فئة األسر المتراوح حجمها بين 4 – 2أشخاص باستهالكها لحصة
مائية فردية معتدلة حوالي 03ل/ي/ف ،وحينما يتراجع حجم األسرة فإن االستهالك الفردي يعرف تزايدا
متقدما ويصبح يمتل 22ل/ي/ف بالنسبة لألسر المشكلة ما بين 4 -2أفراد ،ثم 43ل/ي/ف لفئة العائالت
المشكلة من شخص واحد إلى 0أشخاص .لكن حينما يرتفع حجم األسرة فإن االستهالك يتراجع بشكل
200
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
لدراسة سلوك األسر تجاه الماء المنزلي ،وخاصة الماء الشروب ،فقد تم تحديد مدى اعتماد أرباب
األسر على شبكة توزيع المياه التي يشرف عليها المكتب الوطني للكهرباء قطاع "الماء" الشروب كمياه
أساسية للشرب.
رسم بياني رقم :25رأي أرباب األسر حول مدى االعتماد على مياه شبكة التوزيع كمياه للشرب
31%
نعم ال
69%
مصدر المعطيات ،نتائج بحت أجري على صعيد أسر مدينة شيشاوة ،صيف 2323
يظهر من خالل المبيان رقم ،23أن غالبية األسر بمدينة شيشاوة ال يعتمدون على شبكة توزيع
المياه كمياه أساسية للشرب بنسبة ،%44في حين نجد حوالي % 02فقط من األسر التي تعتمد عليها
بشكل أساسي .وترجع أسباب ذلك ،إلى تركز نسبة مهمة من السلفات بمياه الشرب حسب رأي أرباب
األسر.
إضافة إلى جودة مياه الشرب ،نجد كذلك أن لمستوى ضغط ماء الشبكات العمومية وانقطاع التيار
تأثير واضحا في جودة الخدمات المائية .فحسب أجوبة األسر التي شملها البحت ،تبين أن حوالي 23
ا المائي
%من هذه األسر يتوصلون بمياه ذات ضغط متوسط والباقي أي حوالي % 43يتوصلون بمياه ذات
201
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم :23أري أرباب األسر في جودة الخدمات المائية "ضغط الماء"
مصدر المعطيات ،نتائج بحت أجري على صعيد أسر مدينة شيشاوة ،صيف 2323
هذا التفاوت في التيار المائي ،ال يعود باألساس إلى طبيعة شبكة التوزيع وانما إلى عدم التمكن من
حقنها بشكل مستمر ارتباطا مع عدم انتظام مردودية المنشآت المائية والجوفية على الخصوص .فخالل
فترات ارتفاع الطلب على الماء خاصة خالل فصل الصيف مثال ،ال يتمكن اإلنتاج على مستوى الحقول
الجوفية من توفير الحجم المائي الكافي واألمر الذي تجعل مجاالت واسعة من الشبكة تتعرض النخفاض
الضغط المائي.
زي ادة على تغير ضغط ماء الشبكات العمومية ،فإن نسبة عالية من أرباب األسر سجلت حدوث
انقطاع في التيار المائي ،فحوالي % 43من األسر تعرف انقطاع الماء من حين آلخر ،ونسبة % 02من
أرباب األسر ال ينقطع عنها الماء ،في حين نجد نسبة ضعيفة فقط حوالي % 0تعرف انقطاع الماء
202
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم 22 :أري أرباب األسر في جودة الخدمات المائية "انقطاع الماء"
3%
32%
65%
مصدر المعطيات ،نتائج بحت أجري على صعيد أسر مدينة شيشاوة ،صيف 2323
باإلضافة إلى تأثير ضغط الماء وانقطاع الماء على الخدمات المائية ،فإن األسر المستجوبة بينت
أن هناك تفاوتا في تسعيرة الماء ،من خالل المبيان رقم 24نجد أن حوالي % 24.3من أرباب األسر
صرحت بأن تسعيرة الماء باهظة ،ونسبة % 23.3باهظة جدا ،والباقي أي %33من األسر يؤدون فاتورة
29,5
30
25 20,5 19 17,5
20
% 13,5
15
10
5
0
باهظة جدا باهظة مناسبة رخيصة رخيصة جدا
مصدر المعطيات ،نتائج بحت أجري على صعيد أسر مدينة شيشاوة ،صيف 2323
203
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
أمام التراجع المسجل على مستوى الخدمات المائية ،فإن األسر تتخذ حسب إمكانياتها المادية المبادرة
من أجل تحسين جودة الخدمات المائية ،فهناك عدد من األسر تلجأ إلى تعويض مياه الشرب المتاحة وذلك
48,1 48,8
50
40
30
%
20
10 3,1
0
مياه خارجية مياه معدنية أخرى
مصدر المعطيات ،نتائج بحت أجري على صعيد أسر مدينة شيشاوة ،صيف 2323
من خالل المبيان رقم ،43نالحظ أن غالبية األسر بمدينة شيشاوة تعتمد على مياه معدنية بنسبة
،%48,8أو مياه خارجية (تأتي من عيون وآبار خارج المدينة) بنسبة ،% 24.2لتعويض مياه الشرب
وذلك عن طريق شراء المياه المعدنية أو جلب مصادر مائية من خارج مدينة شيشاوة (إمنتانوت ،مراكش
وغيرها) أو االعتماد على السقايات العمومية كاآلبار الخاصة كمياه للشرب دون معرفة أو دراسة مخبرية
لجودة هذه المياه ،مما يكون له نتائج سلبية على صحة اإلنسان.
204
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خاتمة
إن حجم الماء المنزلي المستهلك ،بسبب التوسع العمراني إلقليم شيشاوة ،وعلى الخصوص السكان
الحضريون منهم ،مرشح للتزايد بشكل متواصل ،خاصة وأن العجز الموروث على مستوى تغطية األحياء
ويتميز هذا االستهالك بتفاوتات مجالية واجتماعية واسعة .فهناك مدن كشيشاوة وامنتانوت اللتين
تعرفان تغطية جيدة للتجهيزات المائية األساسية تجعلهما تسجالن أعلى معدالت االستهالك الفردية ،بينما
المراكز القروية المتبقية كمجاط وبوابوط ولمزوضية ،وبسبب ضعف هذه التغطية ،فإن معدل استهالك الماء
المنزلي لدى أفراد األسر القاطنة بها يبقى متواضعا وغير كاف لالستجابة لمتطلبات الحياة اليومية.
يتميز الماء المستعمل في الشرب واألغراض المنزلية ،بخاصية تجمع بين مستهلكيه وتتحكم فيه
خصائص ديموغرافية واجتماعية واقتصادية متعددة ،وبالتالي يمكن اعتبار هذه الخصائص هي المسؤولة إلى
حد كبير عن تشخيص أو تحديد طبيعة سلوك األسر واألفراد تجاه الماء المستعمل ،ومن ثم فإنها تشكل
األرضية األساسية ألي دراسة للماء توجه لسد حاجيات االستهالك البشري وتقويم حاجياته المستقبلية.
وتعتمد المناطق الريفية بمجال شيشاوة ،بشكل كبير لتوفير مياه الشرب ،على استعمال صهاريج أو
خزانات مائية "المطفيات" ،حيث تعد كإرث تاريخي بالمنطقة وتتعدد دوافع بناء هذه المطفيات كالظروف
الجغرافية المتمثلة في النمو الديمغرافي والجفاف ،إضافة إلى قلة التساقطات التي تتميز بها المنطقة،
الشيء الذي دفع بالساكنة إلى تخزين مياه األمطار داخل هذه الخزانات لفترات معينة .لكن عملية تخزين
المياه ولفترات طويلة قد يؤدي إلى تلوث هذه المياه ووجود بكتريا قد تصيب اإلنسان الريفي بأمراض خطيرة،
مما وجب على الجهات المسؤولة اتخاذ إجراءات وقائية وتدابير مستعجلة للحد من تفاقم هذه األمراض ،علما
تتداخل عدة عوامل في استهالك األسر للماء المنزلي ،منها ما هو اجتماعي يتعلق بحجم األسرة ،إذ
يتراجع االستهالك كلما ازداد عدد أفراد األسرة؛ حيث إن ما تستهلكه أسرة صغيرة يضاعف معدل استهالك
أسرة كبيرة ،ومنها ما هو ثقافي ويتعلق األمر بالمستوى الدراسي لرب األسرة ،حيث يزداد االستهالك عند
205
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
أصحاب المستويات الجامعية عنه عند األميين الذين يحسنون تدبيره ،ومنها ما هو اقتصادي حيث المهن
التي توفر دخال منتظما مثل الوظيفة العمومية تؤهل األشخاص الستهالك حجم مائي أكبر.
206
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
مقدمة
ينتمي مجال الدراسة إلى النطاق الجاف ،أثرت هذه الوضعية على موارده المائية والترابية من حيث
الكمية والجودة ،مما ساهم في تعبئة المياه وتدبيرها واستغالل مياه الفرشات الباطنية لسقي األراضي الزراعية
لقد ساهم االستغالل المكثف للنشاط الزراعي باعتماد الزراعة المسقية ،في ظهور مشكلة تلوث المياه
الجوفية ،لذلك أصبح تلوث هذه المياه من بين المظاهر المقلقة جدا وبهذه المنطقة خاصة .إذ تعتبر النترات
NO3-من أهم العناصر الكيميائية الملوثة للمياه بسبب حركيتها السريعة وبسبب حمولتها الكهربائية السالبة،
لذلك فإنها سهلة الحلحلة ،حيث يتم نقلها إلى األعماق بإزالتها من األتربة بفعل نشاط البكتريا .وتحدث هذه
العملية بتواجد أو حضور كمية كبيرة من اآلزوت في التربة ،حيث تنتقل النترات من السطح إلى األعماق في
اتجاه الفرشة الباطنية ،وذلك جراء استعمال المخصبات االصطناعية في االستغالليات الزراعية.
وقد ظهر هذا المشكل مبك ار ببعض البلدان المتقدمة كالواليات المتحدة األمريكية التي عملت على
تحديد معدل النترات المسموح به في المياه ب 23ملغ /لتر خالل فترة الستينات .أما في فرنسا فلم يظهر
هذا النقاش إال خالل السبعينيات ،ولم يتم االهتمام بمشكل تلوث المياه بالنترات بشكل جدي إال خالل
ثمانينيات القرن الماضي .1أما في البلدان السائرة في طريق النمو ،فاستعمال هذه المخصبات ضعيف مقارنة
بالدول المتقدمة ،باستثناء بعض الدول التي تبنت أسلوب تحديث فالحتها كالمغرب ،فكانت لذلك انعكاسات
سلبية.
-1بنسالم الرويجل ( ،) 2322 -2322انعكاسات التكثيف الفالحي على المنظومة البيئية الساحلية بين مصب واد سبو
والمرجة الزرقاء ،أطروحة الدكتوراه في الجغرافيا ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية الربط ،ص .242
207
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ويشكل وجود المؤشرات البكتيرية les indicateurs Bactériologiques 1مثل (القولونيات الب ارزية
،CFالقولونيات الكلية أو االجمالية ،CTالمكورات العقدية الب ارزية )STPفي المياه تهديدا هاما على
مستوى صحة اإل نسان ،خاصة عندما يتعلق األمر باستهالك مياه الشرب من اآلبار القريبة من حفر الصرف
الصحي les Fosses Septiquesبالمناطق الريفية ،حيث إن غالبية السكان يستعملون المياه الجوفية
1
- M.Rohoui et Autres (2000) , situation actuelle de le pollution nitrique des eaux souterraines
dans le périmètre Irrigué des DOUKALA, séminaire intensification agricole et qualité des sols et
des eaux, Rabat 2-3, Novembre, P 122.
208
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
الصحة العالمية ) ،(OMS, 2010فإن خمسة ماليين من األطفال الرضع يموتون سنويا بسبب أمراض
.2.2اآلزوت
توجد جزيئة اآلزوت N2في الهواء وفي الماء والتربة وتدخل ضمن دورة اآلزوت .وتمثل عملية
االلتحام البيولوجي لآلزوت انطالقا من الغالف الجوي بواسطة خاليا النباتات اليخضورية (البكتريا والطحالب
الخضراء) ظاهرة طبيعية يتم عن طريقها تكوين المادة العضوية وتدعى هذه العملية بعملية االستمثال
اليخضوري ،إذ بواسطتها يتم تجميع ما يقارب على األقل 233مليون طن من اآلزوت في السنة ويتم اختزال
اآلزوت الجوي إلى األمونياك وتقوم الخاليا العضوية المجهرية المثبتة لآلزوت على تحرير واختزال جزيئات
المجهرية بتحويل جزيئات اآلزوت المتواجدة في التربة إلى أمونياك (الشكل رقم .)0
1
- Kassim COULIBALY (2005), étude de la qualité physico – Chimique et bactériologique de
l’eau des Puits de certains quartiers du district de BAMAKO », Mémoire pour obtenir Docteur
en Pharmacie, Faculté de médecine de Pharmacie et D’odontostomatologie, université de
Bamako. P 11.
209
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يتم تثبيت اآلزوت داخل الطبيعة ضمن مسلسل يمكن من تعويض اآلزوت الضائع نتيجة عملية إزالته
بواسطة البكتيريا؛ إذ تخضع بقايا النباتات خاصة البروتينية ،للتحلل في التربة لتعطي مادة األمونياك جزء
منه يدخل ضمن التركيبة البروتينية بواسطة العضيات المجهرية أو عن طريق النباتات ،لكن الجزء األكبر
يتأكسد ويتحول إلى نترات ،1إذ يعرف بدوره عدة تحوالت حسب ظروف الوسط فإذا كان هذا الوسط يتميز
بنقص في األوكسجين فالنترات تخضع لعملية النترجة 2أي تعمل على تحرير اآلزوت الجزيئي وهذا يعتبر
ضياعا لآلزوت داخل التربة ،ونتيجة عدم وجود العضيات المجهرية داخل التربة المثبتة لآلزوت يتم ضياع
هذه المادة مقابل ذلك هناك سيرورات لتثبيت اآلزوت كالظاهرة الفزيائية ،سواء ظاهرة اإلشعاع الكوني أو
الضوئي.
توجد النترات NO3-والنتريت NO2-على شكل أيونات بالطبيعة ،وينتجان عن تأكسد اآلزوت ب
%24بالغالف الجوي وبواسطة العضيات المجهرية في التربة والماء ،وتتشكل النترات نتيجة تأكسد اآلزوت
210
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
األكثر استق ار ار كما يتعرض لعملية االختزال فينتج عنه النتريت ،NO2-وتستعمل النترات كمواد لتخصيب
التربة على شكل أمالح معدنية شديدة الذوبان ، 1فأيونات النترات تتحرك بسرعة داخل التربة ليصل إلى
الفرشة المائية الباطنية عندما تتجاوز كمية ما تحتاجه النباتات لصناعة موادها البروتينية ،ويمثل النشاط
البيولوجي في التربة عامال حاسما أيضا في تحول اآلزوت واألمونياك إلى نترات.
تستخدم النباتات النترات كغذاء لها تساعدها على النمو ،ولهذا تستخدم النترات في الزراعة لتسميد
وتوزع النترات في األراضي الزراعية في شكل أسمدة اصطناعية أو في شكل روت الماشية
( )Fumierأو مخلفات الدواجن ( ،)Lisierحيث أنها تكون غنية بالنترات ،هذا السماد الطبيعي أو الحيواني
يحتوي على نترات الكالسيوم وكذلك على نترات األمونيوم وفوسفات األمونيوم ،وعن طريق النترجة ينشأ في
التربة من أيونات األمونيوم ( )NH4+نتريت ثم يتحول النتريت إلى نترات عن طريق أنواع من البكتيريا تقوم
بذلك.
وبسبب االستعمال المكثف لتسميد األرض في المجال الزراعي ،إما بسماد طبيعي أو اصطناعي ،فقد
زاد ذلك في نسبة النترات في التربة في بعض المناطق وتسربت هذه األخيرة إلى المياه الجوفية ،مما كان له
تشكل مياه الشرب الملوثة بالنترات خط ار على صحة اإلنسان ،وتتسبب في عدة أمراض خطيرة ،كما
-األخطار القريبة المدى :وهي تصيب األطفال وتعمل على تثبيت النترات على مستوى الكريات
الدموية ،التي تعمل على نقل األوكسجين إلى أنسجة الجس م ، 2فتتسبب في مرض الميتيموكلوبين
Méthémoglobineالذي يؤدي إلى اضطرابات جسمية كإزرقاق في لون البشرة الناتج عن نقص في
1
- GH.R.Jahed KHASNIKI (2014), Investigation of Nitrate in ground water sources of
Hamadan Province, IRAN, University Tahran, IRAN. P 2
2 - Landeau (1990), La pollution des eaux par les nitrates, eau et développement N° 10, Article,
P 49/58.
211
إقليم شيشاوة نموذجا: إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة............................................................ أحمد بوحامد
كما،1 اإلصابة بمرض سرطان الجهاز الهضمي وسرطان المثانة: األخطار على المدى البعيد-
) على تحديد الكميةOMS( ولقد عملت المنظمة العالمية للصحة.2يتسبب في النمو الزائد للغدة الدرقية
لتر لتفادي األضرار المحتملة على/ ملغ33 المقبولة المتواجدة في المياه المخصصة للشرب في أقل من
.صحة اإلنسان
NH4+ األمونيوم.ب
فهو يوجد في المياه التي عادة تفقد مادتها العضوية،NH4+ يحمل األمونيوم الصيغة الكيميائية
عن طريق األكسدة3 يتحول آزوت األمونيوم بسرعة إلى نتريت ونت ار ت،Matière Organique
1 - Hatman, P,E (1983), Article, Putative Mutagensand Carcionogens in Food, Nitrateet Nitrite
Ingestion and Gastic Cancer Mortality “,department og Biology, The Johns Hopkins University,
Baltimore, Environmental Mutagenesis, 5/ P 111
2
- Van Mannen et al (1994), Nitrate Contamination of Drinking Water : Evaluation og
Genotoxic Risk in Human Population, Environmental Health Perspectives (EHP), P 189
3
- M.M. Djermakoye HAMSATOU (2005), les eaux residnaires des Tonneries et des
Teinturéries : Caractéristiques Physico – Chimiques Bacteriologiques et Impact sur les Eaux de
Surface et les eaux Souterraines », Mémoire d’Obtenir le Grade fr Docteur en Pharmacie, FMP,
P 33.
212
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تتواجد نترات األمونيوم في األسمدة الزراعية ،حيث تضاف هذه األسمدة لتحسين مردود المحاصيل
الزراعية.
يرجع تركيز األوكسجين الذائب في المياه إلى عوامل كدرجة الح اررة ،والضغط والملوحة ،إضافة إلى
كثافة التمثيل الضوئي .والواقع أن األوكسجين المذاب يأتي من الغالف الجوي ويستهلك من طرف النباتات
والحيوانات بحضور الماء ،ومن تحلل بعض الكائنات الحية الدقيقة وأكسدة بعض المواد الكيميائية.1
تعني pHأو ،Potentiel Hydrogèneنسبة إيونات الهيدروجين في الوسط (الماء العذب يحتوي
على كمية متعادلة من حيث عدد إيونات الهيدروجين ( )H+الموجبة المنفصلة وايونات الهيدروكسيدOH-
السالبة).
فإذا كان عدد اإليونات متعادال يكون الماء في حالة حياد ،واذا زاد عدد إيونات الهيدروجين الموجبة
( )H+فإن الوسط يصبح حامضا ،واذا حدث العكس ،صار قاعديا .وتختلف النباتات من حيث قابليتها
للتكيف مع حموضة التربة ،إال أن معظم المزروعات تتكيف مع تربة يت اروح فيها pHما بين 4و .2.3
يقصد بالموصلية الكهربائية ( )CEقياس موصلية الماء للتيار الكهربائي ،تقاس بوحدة
الميليسمنس/سم؛ إذ إنه كلما كان تركيز المواد الصلبة الذائبة في الماء أكبر ،كانت الموصلية أكبر.2
تعتمد الموصلية الكهربائية للماء على مجموع المواد الصلبة الذائبة ،ودرجة ح اررة المياه ،ثم تركيز
األيونات.
تعبر الموصلية الكهربائية عن نسب األمالح الكلية الذائبة في المياه ،فارتفاعها يدل على ارتفاع نسب
األمالح في الماء ،حيث إنه كلما زادت األمالح في المياه زادت موصليتها الكهربائية .وزيادة األمالح إما أن
1
- Ouafae EL HACHEMI (2012), traitement des eaux usées par lagunage naturel en milieu
désertique (Oasis de Figuig) , performances épuratoires et aspect Phytoplanctonique, Mémoire
de pour Obtenir le grade de docteur spécialité ecologie végétal, F.S. Oujda, P 37
-2محمد زيد حسين وآخرون ( ،)2322مقال ،تصنيف نوعية المياه الجوفية نوع بالسبي باستخدام شبكة كوهين العصبية،
المجلة العراقية للعلوم اإلحصائية ( .)422 -344ص .342
213
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تكون بفعل طبيعي كطبيعة المياه واألرض الجوفية أو ما تذيبه وتسقطه مياه األمطار من عناصر أو بفعل
صناعي كصرف مياه الصرف الصحي أو الصناعي على المسطحات المائية الطبيعية وغيرها.
يقصد بالتلوث البيولوجي وجود كائنات حية مرئية أو غير مرئية بالعين المجردة (نباتية كانت أم
حيوانية) في البيئة المائية العذبة أو المالحة – السطحية أو الجوفية .والتلوث الذي يحدث للماء غالبا يكون
بفعل بعض أنواع الكائنات الحية الدقيقة المسببة لألمراض ،مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات الممرضة،
أو بفعل الكائنات الحية المائية النباتية والحيوانية التي تتواجد في المياه ،وينتج التلوث البيولوجي البرازي ،عن
اختالط فضالت اإلنسان أو الحيوان بالماء ،بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ،وتعد مياه الصرف الصحي
مرتعا خصبا لتواجد أنواع كثيرة من الكائنات الدقيقة الممرضة (الفيروسات ،البكتيريات ،الفطريات) ويؤدي
اختالطها بالمياه أو صرفها مباشرة في الطبيعة بدون أدنى معالجة ،إلى عواقب وخيمة على الصحة العامة
ومن بين المؤشرات البيولوجية الدالة على التلوث البرازي للمياه ،1نجد أنواعا متعددة من البكتيريا،
Totauxثم المكورات العقدية الب ارزية ،Streptocoque Fécauxوتنتمي هذه األنواع إلى فصيلة
matières Fécalesعلى مستوى أمعاء اإلنسان أو الحيوان .ووجودها في مياه الشرب دليل قاطع على
وجود تلوث برازي وبالتالي احتمال وجود متعضيات مجهرية ممرضة قد تتسبب في أمراض خطيرة مثل:
1
- Recommandations Pour la Qualité de L’eau Potable ou Canada, Document Technique : « les
Coliformes Totaux ». Préparer Par le Comité Fédéral – Provincial – Territorial sur l’eau Potable,
Février 2006.P 2.
214
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
شمل مجال البحث المخبري ،الفرشة المائية لسهل مجاط وتحديدا اآلبار القريبة من استقرار الساكنة
المحلية (خريطة رقم )20؛ إذ توجد هذه اآلبار قريبة من حفر الصرف الصحي ،وبالتالي احتمال وجود
215
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تم جمع العينات من خالل 2آبار نموذجية ومعبرة ومأخوذة في يوم 22يوليوز ( 2324صورة رقم
،)20وتم ترقيم هذه اآلبار من 2إلى 2مع أخذ إحداثياتها الجغرافية اعتمادا على الدوار الذي تنتمي إليه
العينة ،حتى نتمكن من وضع خرائط باالعتماد على برنامج نظام المعلومات الجغرافية ،Arc gisوالموزعة
على عموم مجال الدراسة وذلك ألخذ فكرة شاملة عن حالة المياه الجوفية بالمنطقة .وقد تم جمع المياه في 2
عبوات زجاجية (كل عبوة همت بئر معين) ،معقمة وتم حفظها في مبردة ( )Glacièreتحت درجة ح اررة
.4°C
22يوليوز 2324
2.2العمل المخبري
بعد جمع عينات المياه ،تم أخذها مباشرة من اآلبار واجراء التحاليل عليها في "مختبر علوم المياه
والبيئة" بالمركز الوطني للدراسات واألبحاث حول الماء والطاقة التابع لكلية العلوم والتقنيات بمراكش (صورة
رقم .)22
216
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
24يوليوز 2324
-األوكسجين O2؛
-النترات NO3-؛
-األمونيوم .NH4+
وباإلضافة إلى ثالثة مؤشرات بيولوجية ،نظ ار لتواجد بعض مصادر التلوث البرازي بالقرب من
اآلبار(مخلفات الحيوانات المستعملة كمخصبات ،جريان مياه الصرف الصحي على السطح):
.7أدوات الدراسة
217
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
أجريت تحاليل المؤشرات الكيميائية المتمثلة في مؤشر نسبة الهيدروجين ( ،)pHوالموصلية الكهربائية
( ،)CEواألوكسجين المذاب ( )Oxygène dissousداخل المختبر ،باالعتماد على المسبار متعدد
صورة رقم :75المسبار متعدد المهامLa Sonde multi- paramètre HANNA HI9829
24يوليوز 2324
أما بالنسبة إلى تحاليل جودة المياه المتعلقة بالمؤشرات األخرى ،فتم قياسها حسب البروتوكوالت
Nitroprussiateكمحفز ،الشيء الذي يكسب المحلول لونا أزرق والذي يعاير بواسطة الفحص الطبقي
معايرته لونيا تحت طول موجة 540 nmحسب معيار (.)AFNOR, T90- 013
218
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
-النترات ( :)NO3-يتم اختزال النترات إلى نتريت بتمرير المحلول عبر عمود مختزل مكون من
الكادميوم والنحاس ،cadmium et cuivreثم تثم معايرة النتريت المحصل عليه بنفس الطريقة التي تم
24يوليوز 2324
المؤشرات البيولوجية :المتعضيات المجهرية التي نبحث عنها اختيرت مراعاة الهتمامات المنظمة
219
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
البكتريا المتبعة هي مؤشرات التلوث البرازي ،والجدول رقم ،22يلخص طرق الكشف عنها وكذا
أوساط زراعتها:
220
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
وبعد القيام بالتحاليل المخبرية لعينات مياه آبار منطقة الدراسة ،من حيث المؤشرات الفيزيو – كيميائية
جدول رقم :78خصائص مياه السقي آلبار منطقة الدراسة حسب المؤشرات الفيزيو – كيميائية والبيولوجية
المعايير المغربية البئر 2 البئر 3 البئر 5 البئر 4 البئر 8 البئر 7 البئر 0
4.3 -4.3 2.43 2.20 2.44 2.20 2.44 4.24 2.44 نسبة الهيدروجين pH
>7 3.24 4.34 2.22 3.43 3.33 4.23 3.33 األوكسجين O2
)<750 (µs/cm 203 234 223 343 433 433 303 الموصلية الكهربائية((CE
)10 (mg/l 42 24 22 33 22.23 03 42 النترات ()NO3+
)0.1(mg/l 3 3 2.42 3 3 2.34 2.32 األمونيوم ()NH4+
= <1000مياه السقي 3 3 433 3 3 200.00 2200.00 القولونيات البرازية CF
= 3مياه الشرب
((UFC/100 ml
= 3مياه الشرب 3 3 2333 3 3 2200 3433 القولونيات الكلية CT
)(UFC/100 ml ()UFC/100 ml
= 3مياه الشرب 3 3 244.42 3 3 233 244.42 العقديات البرازية STP
)(UFC/100 ml ()UFC/100 ml
نتائج التحاليل المخبرية 24 ،يوليوز 2324
تمثل المخصبات الكيماوية ،وخصوصا النترات أهم عناصر تلوث المياه القارية خاصة الفرشات
الباطنية؛ إذ تعمل مياه السقي على غسل التربة من هذه المواد وتسريبها وتركزها بهذه األخيرة.
اعتمدنا ترتيبا لمياه اآلبار السبعة المدروسة حسب جودتها باعتماد المعايير المغربية في ذلك ،على
شبكة تصنيف جودة المياه والتي ستمكننا من تصنيف المجاالت حسب هشاشتها باالعتماد على مؤشر
النترات داخل منطقة الدراسة وتضم 3مستويات وهي موزعة على الشكل التالي (جدول رقم :)22
221
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
جدول رقم :74شبكة تصنيف جودة المياه حسب تركز النترات ب ملغ /لتر
من خالل تحليل نتائج مياه اآلبار السبعة المدروسة النموذجية بمجال الدراسة المأخوذة في صيف
( 2324مبيان رقم 43وخريطة رقم ،)22نالحظ أن نسبة النترات ترتفع في البئر رقم 2حوالي 42ملغ/لتر
بعمق أقل من 33متر ،بينما تنخفض نسبة النترات بشكل كبير (أقل من 03ملغ /لتر) في اآلبار التي
تعرف عمق في اآلبار أكثر من 33مت ار وعي اآلبار رقم .3 ،0 ،2
90 100
80 90
70 80
النترات (ملغ /ليتر)
60 70
60
50
50
40
40
النترات )ملغ/لتر(
30 30 العمق) م(
20 20
10 10
0 0
1 2 3 4 5 6 7
اآلبـــــار
222
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
نالحظ أن اآلبار ذات العمق األقل تعرف تركز النترات أكثر من اآلبار ذات عمق أكبر .واعتمادا
على تصنيف جودة المياه حسب تركز النترات وعلى المعايير المغربية للجودة (المعتمدة سابقا)؛ نجد أن
البئر رقم 0يتميز بمياه ذات جودة جيدة ،واآلبار 4 ،3 ،2ذات جودة متوسطة ،بينما اآلبار 2 ،2 ،2ذات
إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية + Arc gisنتائج التحاليل المخبرية 24 ،يوليوز 2324
223
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تتحكم في تلوث مياه الفرشة بالنترات عدة متغيرات ،منها مدى تأثير نفاذية السطح وقدرته على
تسرب النترات إلى األعماق ،ثم طبيعة نظام السقي المتحكم في تصريف المياه وحمولتها بشكل عمودي
وأفقي ،وعمق الفرشة المائية ،وحسب كمية استعمال المخصبات لكل نوع من الزراعة.
وبالنسبة إلى مؤشر النتريت ،NO2-ومن خالل التحاليل المخبرية لعينات آبار الدراسة ،بينت النتائج
انعداما لمؤشر النتريت وبالتالي فهي تستجيب لمعايير جودة المياه العالمية والمغربية.
يعتبر عنصر األمونيوم NH4+مؤش ار جيدا لتشخيص وضعية المياه الباطنية ،نتيجة االستعمال
المكثف للمخصبات في إطار التكثيف الفالحي ،لذلك اعتمدنا عليه في دراستنا من خالل إجراء التحاليل
اعتمدنا لتصنيف عينات مياه اآلبار المدروسة بمجال الدراسة حسب جودتها على المعايير المغربية
Normes de la qualité de l’eau d’irrigation, décret No. 1275-01, promulgué, en décembre 2002
224
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
من خالل نتائج التحاليل المخبرية (مبيان رقم 42وخريطة رقم ،)23تبين أن مؤشر األمونيوم يتواجد
فقط في اآلبار رقم 3 ،2 ،2؛ حيث ال يتعدى معدل األمونيوم 2.32ملغ /لتر في هذه اآلبار وبعمق ال
يفوق 43مترا ،بينما يسجل غياب هذا المؤشر في اآلبار األخرى المدروسة.
70
1,5 60
50
1 40
30
0,5 20
10
0 0
1 2 3 4 5 6 7
اآلبـــار
األمونيوم(ملغ /لتر) العمق( م)
وعلى مستوى تصنيف جودة المياه حسب مؤشر األمونيوم بالمنطقة ،تصنف اآلبار ،2 ،4 ،2 ،0
ضمن مياه ذات جودة ممتازة ،بينما اآلبار ،3 ،2 ،2مياه ذات جودة متوسطة.
225
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية + Arc gisنتائج التحاليل المخبرية 24 ،يوليوز 2324
ينتج مشكل ملوحة المياه بشكل أساسي ،عن االستعمال غير المعقلن للمخصبات المعدنية والعضوية
والمبيدات .إن السقي بمياه مالحة يؤدي إلى تملح األتربة وبموجبها تتغير خصائصها الفيزيائية والكيميائية
وتتقلص إنتاجيتها ،إذ إن االستمرار في السقي بمياه مالحة لفترة زمنية طويلة يقلل من نفاذية التربة.
226
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
اعتمدنا ترتيبا لعينات مياه اآلبار المدروسة باالرتكاز على شبكة تصنيف جودة مياه اآلبار حسب
هشاشتها باالعتماد على مؤشر الموصلية الكهربائية داخل المنطقة والمأخوذة من المعايير المغربية للجودة
جدول رقم :73شبكة تصنيف جودة المياه حسب مؤشر الموصلية الكهربائية
710 708
700 650
100
600 565
530
80
500
400 60
300
40
200
20
100
0 0
1 2 3 4
5اآلبــار 6 7
227
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يتبين من خالل قياسات مؤشر الموصلية الكهربائية التي أجريت على اآلبار السبعة المدروسة ( مبيان
رقم ،)42أنها ال تعاني من مشكل الملوحة ،إذ نجد اآلبار ،2 ،4 ،3 ،2 ،0 ،2تضم مؤشر موصلية
وهي في حالة ممتازة ،بينما البئر رقم 2سجل به 433 أقل من 203ميليسمنس /سم، كهربائية
إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية + Arc gisنتائج التحاليل المخبرية 24 ،يوليوز 2324
إن ما يميز جودة مياه اآلبار المدروسة حسب مؤشر الموصلية الكهربائية ،أنها ذات جودة ممتازة
228
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يعتبر مؤشر نسبة الهيدروجين من بين المؤشرات الهامة لتحديد جودة المياه ،إذ يحدد نسبة تركز
إيونات الهيدروجين بها ،كما يؤشر على درجة عدوانيتها لذلك اعتمدناه في دراستنا لتشخيص وضعية المياه
بالمنطقة.
اعتمدنا لتصنيف عينات اآلبار المدروسة ،حسب جودتها على المعايير المغربية لتصنيف المجاالت
من خالل نتائج التحاليل المخبرية على مستوى حموضة الماء ( pHالمبيان رقم ،)40تبين أن القيم
المسجلة على مستوى مياه اآلبار المدروسة بمنطقة مجاط يتراوح فيها مؤشر pHبين 2.43و ،4وتندرج
ضمن القيم المعمول بها بالمغرب فيما يخص معايير جودة مياه السقي (جدول رقم ،)22والدالة على الجودة
الممتازة والجيدة لمياه آبار الدراسة وكمياه صالحة لالستعمال خاصة في األنشطة الزراعية.
229
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
8,5 120
8,00
نسبة الهيدروجين )(pH
تقاس نسبة األوكسجين بمدى تركز األوكسجين المذاب في الماء ،ويساهم في أغلبية العمليات
الكيميائية والبيولوجية للوسط المائي ،وتتضمن المياه غير الملوثة نسبة األوكسجين 4ملغ /لتر.1
تم االعتماد على تصنيف جودة المياه حسب نسبة األوكسجين ،O2على المعايير المغربية 2332
(جدول رقم ،)24وذلك لتصنيف اآلبار المدروسة حسب نسبة O2داخل المنطقة.
1
- Abboudi AKIL, et al (2014), Étude de la qualité physico – chimiques contamination
métallique des eaux de surface du bassin versant de GUIGOU, Maroc, article publier dans
European Scientific Journal, ISSN 1857 – 7431. P 92.
230
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
2-3 جيدة
3-0 متوسطة
0-2 متدهورة
بعد القيام بالتحاليل المخبرية فيما يخص نسبة األوكسجين ( O2المذاب في الماء) على مستوى آبار
الدراسة ،تبين أن البئر رقم 3تصل فيه نسبة األوكسجين O2إلى حوالي 2.22ملغ /لتر ،بينما اآلبار
األخرى تتراوح بها نسبة األوكسجين ما بين 3و 4.34ملغ /لتر (مبيان رقم .)42
8 120
7,11
7 6,58
نسبة األوكسجين (O2ملغ /لتر)
231
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
كما نسجل مالحظة أخرى ،هي أن أغلب عينات مياه آبار الدراسة ذات جودة عالية من حيث نسبة
األوكسجين اعتمادا على المعايير السابقة ،إذ سجل بالبئر رقم 3جودة ممتازة وجودة جيدة بباقي اآلبار
األخرى.
قمنا بتحاليل مخبرية للمؤشرات البكتيريولوجية للتلوث البرازي على مستوى عينات مياه اآلبار المدروسة
لمعرفة جودتها ،خصوصا وأن المنطقة ريفية تعتمد على حفر الصرف الصحي التقليدية.
اعتمدنا في تصنيف جودة المياه على المعايير الدولية ،وذلك لتصنيف عينات اآلبار المدروسة حسب
جودتها وكذا هشاشتها داخل المنطقة؛ حيث يعتمد التصنيف المغربي لمياه السقي حسب المؤشرات
جدول رقم :71تصنيف جودة مياه السقي حسب مؤشر القولونيات البرازية ()CF
Normes de la qualité de l’eau d’irrigation, décret No. 1275-01, promulgué, en décembre 2002
2.2.2تحليل النتائج
تشكل القولونيات الب ارزية ( )CFمجوعة فرعية من القولونيات الكلية أو اإلجمالية ( ،)CTفوجودهما
1
مثل ،Klebseilla ،Citrobacter في مياه اآلبار دليل على وجود متعضيات مجهرية ممرض ة
،Entérobactérieخصوصا وأن مصدر هذه البكتيريا من المواد الب ارزية لإلنسان أو الحيوان.
ومن خالل التحاليل المخبرية التي أجريت على اآلبار السبعة لمنطقة الدراسة (مبيان رقم ،)43تبين
وجود بكتيريا القولونيات الب ارزية ( )CFفي اآلبار 2و 2و .3حيث تتركز بالبئر رقم 2حوالي 1430
1
- Jora, 2000, Les Normes de potabilité d’une Eau de Consommation. Journal officiel de la
République Algérienne N° 51, 20 aout 2000, Alger, 4 P.
232
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
UFC/100 ml1من القولونيات الب ارزية ،بعمق 34مترا ،والبئر رقم 2حوالي 733 UFC/100 mlبعمق
43مترا ،والبئر رقم 3حوالي 850 UFC/100 mlوتصنف جودة مياهها بجودة متوسطة .بينما ال تتأثر
اآلبار األربعة األخرى بالقولونيات الب ارزية .فوجود هذا النوع من البكتيريا ( )CFمرتبط بقرب اآلبار من حفر
الصرف الصحي وكذا المياه المنزلية التي تصرف بالقرب من هذه األخيرة .كما تستعمل مياه هذه اآلبار
للشرب بالمنطقة ،الشيء الذي سيساهم في تفاقم خطر هذا النوع من البكتيريا على صحة اإلنسان ،علما أن
المياه المخصصة إلنتاج الماء الشروب حسب المعايير المغربية ،تستوجب الغياب التام للمؤشرات الثالثة
1600 120
القولونيات البرازية ()UFC/ 100 ml
1400 100
1200
1000 80
800 60
600 40
400
200 20
0 0
1 2 3 4 5 6 7
اآلبــار
1
- UFC : Unité Formant Colonie.
233
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يرتبط وجود القولونيات الب ارزية ( )CFبشكل كبير بوجود بكتيريا القولونيات الكلية أو االجمالية
( ،)CTفوجودهما يدل على تلوث برازي لحق مياه اآلبار المدروسة 1.ومن خالل نتائج التحاليل المخبرية،
يتبين أن اآلبار ،3 ،2 ،2يوجد بها هذا النوع من البكتيريا أي القولونيات الكلية أو االجمالية ( CTمبيان
رقم ،)44إذ تتركز بها أكثر من ،5000 UFC/ 100 mlوالبئرين ،3 ،2ال تتعدى 2500 UFC/ 100
.ml
رسم بياني رقم :21معدالت القولونيات الكلية أو اإلجمالية والعمق بآبار الدراسة
60000 120
القولنيات الكلية ()UFC/100 ml
50000 100
40000 80
30000 60
20000 40
10000 20
0 0
1 2 3 4 5 6 7
اآلبــار
إن وجود النوعين السابقين من البكتيريا في مياه اآلبار المدروسة ( ،)CT ،CFيصاحبهما وجود نوع
آخر من البكتيريا يدعى العقدية الب ارزية ( ،)STPفهو اآلخر مرتبط بتلوث المياه الجوفية 2بالمواد الب ارزية
.Fécaux
1
- BARWICK et Al, 2000, surveillance for waterborne – disease outbreaks – United States.
Mortality and Morbidity weekly Review Surveillance Summaries, 49 (SS04), 26 Mai, 1 – 35.
2
- Wassila HAMDI (2011), qualité hygiénique et caractérisatiques physico – chimiques des eaux
domestiques de quelques localités de la cuvette de Ouargla, Mémoire d’obtention du diplôme de
234
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
2000 120
العقديات البرازية (UFC/100 ml
100
1500
80
1000 60
40
500
20
0 0
1 2 3 4 5 6 7
اآلبـــار
العقديات البرازية ( )UFC/100 ml العمق (م)
من خالل التحاليل المخبرية على مستوى معدل العقديات الب ارزية لآلبار المدروسة (مبيان رقم ،)42
يتبين أن اآلبار التي وجدنا فيها بكتيريا القولونيات الكلية ،صادفنا فيها وجود العقديات الب ارزية وهي آبار رقم
،3 ،2 ،2حيث سجل البئران 2و 3معدل فاق ،1600 UFC/ 100 mlبينما سجل في البئر رقم 1000
.UFC/100 ml
235
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خاتمة
يظهر من خالل نتائج التحاليل المخبرية لعينات مياه اآلبار السبعة المدروسة بمنطقة مجاط ،أن
الفرشة المائية تعاني من تلوث فيزيو – كيميائي وبيولوجي ،نظ ار لعدم مطابقة جودة مياه المنطقة للمعايير
فاالستغالل المكثف للنشاط الزراعي واستعمال مخصبات كيماوية ومبيدات بشكل عشوائي ،ساهم في
وكذا تركيز مرتفع تدهور جودة مياه الفرشة ،ثم تركيز مرتفع للنترات ( ،)NO3-األمونيوم )،(NH4+
لمؤشرات التلوث البيولوجي البرازي ببعض اآلبار .أما فيما يخص مؤشر الموصلية الكهربائية ( )CEفقد
بينت النتائج أن مياه الفرشة ال تعاني من مشكل الملوحة .أما على مستوى القيم المسجلة في آبار الدراسة من
حيث مؤشر نسبة الهيدروجين pHفتتراوح بين 2.43و ،4وهي تندرج ضمن قيم المعايير المعمول بها
ويعد التلوث البيولوجي البرازي المترتب أساسا عن تسرب مياه الصرف الصحي ،إلى جانب التلوث
الكيميائي الناتج عن األنشطة الزراعية ،مصدرين مهمين لتدهور جودة المياه الجوفية والسطحية ،الشيء الذي
يؤدي إلى عدم مطابقة مياه السقي للمعايير المعمول بها .مما يشكل تهديدا للصحة العامة والموارد الطبيعية
والمائية خاصة.
أمام هذا الوضع الخطير ،يستدعي هذا األمر تدخال عاجال من طرف السلطات المعنية ،يتمثل في
-ترشيد استعمال األسمدة الكيماوية عن طريق تحسيس الفالحين بإجراء دورات تكوينية لصالحهم من
قبل الجهات المختصة تعنى بكيفية استعمال هاته المواد بطريقة جيدة؛
-تحسيس وتوعية وتكوين الفالحين بكيفية االستعمال المعقلن للموارد المائية واألسمدة الكيماوية
-تفعيل بنود قانون الماء 23.43وتم تحيينه في القانون الجديد ،23.04من أجل تقنين استعمال
236
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
-وضع شبكات الصرف الصحي الفردية والجماعية ،لتفادي التلوث البرازي للموارد المائية؛
-إنشاء مخازن خاصة ال تسمح بتسرب األسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية للفرشة المائية.
237
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خاتمة الباب
لقد تبين من خالل تشخيص الموارد المائية ،أن المجاري المائية موسمية ومؤقتة ،كما أن المنطقة
تعرف أحيانا تساقطات مطرية فجائية تساهم في ارتفاع صبيب األودية ،في حين تبقى المياه الباطنية
كما أن هناك عالقة بين المياه وساكنة المجال عن طريق أنشطتهم االجتماعية واالقتصادية ،وأن الماء
هو المحرك األساسي ألنشطة السكان منذ استقرارهم قديما بهذا المجال حتى اآلن .إذ ازدادت الجهود المبذولة
من أجل توفير المياه للسكان بالمجال ،ورغم ذلك فإنها تبقى دون المستوى بالنظر إلى التزايد المستمر لعدد
السكان ،وخاصة الساكنة الريفية ،وبالتالي ازدياد الحاجيات .حيث ال تستطيع المؤسسات الرسمية بوضعيتها
ومن حيث استهالك الماء في النشاط الفالحي ،فإن االستغالل المكثف للنشاط الزراعي لم يأخذ بعين
االعتبار محدودية تلك الموارد ،بل على العكس من ذلك تتم زراعة المنتوجات التي تستهلك كميات كبيرة من
المياه (كالبطيخ األحمر ،واألصفر ،والخضروات وغيرها ) ،مع ضعف استعمال وسائل ري حديثة تزيد فيها
وارتباطا بطبيعة استهالك السكان للمياه ،نجد العديد من العوامل التي تؤثر على ذلك ،منها ما هو
اجتماعي يتعلق بحجم األسرة؛ إذ يزداد االستهالك بزيادة عدد أفراد األسرة ،ومنها ما هو ثقافي ويتعلق األمر
بالمستوى الدراسي لرب األسرة؛ حيث يزداد االستهالك عند أصحاب المؤهالت الدراسية الجامعية أكثر من
األميين الذين يحسنون تدبيره ،ومنها ما هو اقتصادي مثل ثمن الماء؛ إذ يقل استهالك الماء المنزلي كلما
إن االستغالل غير المعقلن للمياه الجوفية في المجال الزراعي ،لم يؤثر فقط على استنزاف المياه
الجوفية ،بل يتجاوز ذلك إلى تلوثها عبر االستعمال العشوائي للمخصبات الكيماوية والمبيدات ،مما يساهم
في ارتفاع المؤشرات الفيزيو – كيميائية ( كالنترات ،األمونيوم ،نسبة الهيدروجين وغيرها).
238
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ثم إن من بين المخاطر األخرى التي تعرفها مياه الفرشة الباطنية بالمنطقة ،وجود أنواع من
البكتيريا( ،)STP ،CT ،CFالناجمة عن قرب حفر الصرف الصحي من آبار والسقي والماء الشروب ،ثم
صرف المياه المستعملة في الطبيعة ،الشيء الذي ساهم في تلوث مياه الفرشة .هذا الوضع يستدعي التدخل
239
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
الفصل األول :تدبير تقليدي متواضع واكبه تدبير عصري لمياه السقي
بالمنطقة
الفصل الثاني :تشريع مائي وبناء مؤسساتي للحفاظ على الموارد المائية
المائية المتاحة
240
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
مقدمة الباب
تعد مشكلة تدبير المياه في المناطق الجافة ،من أهم الموضوعات التي تحتاج إلى دراسات تفصيلية،
وذلك ألهميتها المستقبلية ولطبيعتها المتميزة بين البيئات األخرى ،فقد عرفت األراضي الجافة بأنها" :تلك
األراضي التي لم تتلق تساقطات مطرية كافية إلنتاج المزروعات بشكل منتظم" ، 1أما المناطق التي تحظى
بتساقطات مطرية تكفي لنمو الزراعة خالل مواسم قصيرة فيطلق عليها (المناطق شبه الجافة) .وحيث إن
حاجة اإلنسان للمياه تتزايد ارتباطا بالنشاط االقتصادي ،خاصة الفالحة ،يؤثر ذلك بشكل كبير في استنزاف
الموارد المائية ،فقد بذل اإلنسان جهودا عديدة لمعالجة نقص المياه واستغاللها والحفاظ عليها مع تغييراتها
باستخدام وسائل وتقنيات كفيلة بتعبئة وتوزيع الموارد المائية المتوفرة لديه ،وذلك من أجل الموازنة بين الموارد
المتاحة والحاجيات اليومية للسكان ،الشيء الذي دفع بمستعملي المياه إلى ابتكار أساليب وطرق تقليدية
لتحويل المياه السطحية من مناطق الوفرة إلى مناطق الندرة ،كالعيون والسواقي الترابية وغيرها ،وطرق
عصرية تتمثل في تجهيزات هيدروفالحية حديثة كالسدود ،وتقنيات الري العصرية كالرش بالتقطير ،والسواقي
اإلسمنتية ،إضافة إلى وضع مجموعة من القوانين والقواعد الملزمة ،والتي يسري مفعولها على جميع
ويولي المغرب أهمية بالغة لتدبير موارده المائية ،لما لها من أدوار مهمة في تحقيق التنمية
االقتصادية ،أخذا بعين االعتبار زيادة الطلب على الماء بفعل النمو الديمغرافي المتزايد ،وتراجع المخزون
المائي نتيجة للتغيرات المناخية التي حدثت خالل السنوات األخيرة والتي تميزت بطابع الجفاف .2ويعرف
قطاع الماء بالمغرب عدة إصالحات تهم مختلف المجاالت االقتصادية واالجتماعية والمؤسساتية والتقنية،
فتحديات تقلص المخزون المائي على المستوى الوطني بفعل توالي سنوات الجفاف ،وزيادة الطلب على
الماء ،وتراجع جودة الموارد المائية بفعل التلوث ،عوامل تفرض ضرورة وضع مخططات واستراتيجيات وطنية
-1أحمد آدم خليل أحمد ( ،)2332مشكلة إدارة موارد المياه في األراصي الجافة في السودان ،دراسة حالة لوالية شمال
دارفور ،كلية اآلداب ،جامعة أم درمان اإلسالمية ،ص .2
2
-El.M.Arrifi (2008), la gestion intégrée en eau au Maroc : ressources, contraintes et
implications sur l’économie d’eau, revue HTE N° 140, Septembre. P 77.
241
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ومحلية للحفاظ على الموارد المائية وحمايتها ،وذلك عن طريق وضع تشريعات وآليات تنظيمية وتقنية
مناسبة ،وضمان تزويد الساكنة الحضرية والقروية بالماء الصالح للشرب ،والمساهمة في التنمية الفالحية عن
طريق توفير مياه السقي لتحقيق األمن الغذائي ،واألخذ بعين االعتبار حماية البيئة الطبيعية ،لتحقيق التنمية
المستديمة ،وبهدف التدبير الجيد للموارد المائية تم إصدار قوانين تشريعية كقانون الماء 23.43وتم تحيينه
في القانون الجديد ،04.23واحداث مؤسسات تسهر على تدبير قطاع الماء كالمجلس األعلى للماء والمناخ
سنة ،2442ووكاالت األحواض المائية ،ثم القيام بتدابير تقنية ،واصدار المخطط المديري للتدبير المندمج
للموارد المائية ،والتحسيس بأهمية االقتصاد في الماء ،والحفاظ على جودته ضمانا لصحة المستهلك ،والرفع
من المخزون المائي وتعبئته عن طريق تبني سياسة بناء السدود الكبرى والمتوسطة ،لضمان تزويد المناطق
لقد ظل التدبير الكمي والكيفي للموارد المائية يشكل أحد االنشغاالت الكبرى لإلنسان عامة والفالح
خاصة بمنطقة شيشاوة ،خصوصا في منطقة تعاني من محدودية مواردها المائية واالتجاه المتزايد نحو
استهالكها بطرق غير معقلنة وبشكل يهدد مدى استدامتها لألجيال الالحقة.
فبعد أن قامت الساكنة المحلية ببذل جهود كبيرة للتكيف مع ندرة المياه وحسن تدبيرها ،طرح مشكل
يتمثل في كيفية نقل هذه المياه نحو مناطق االستغالل وكيفية تقسيمها بشكل عادل يحول دون نشوب
صراعات قبلية ،على مستوى القبيلة الواحدة أو على مستوى عدة قبائل ،ومع تراكم عمليات وتجارب التهيئة
المائية التي عرفتها المنطقة عبر مراحل إعدادها المختلفة ،أصبحت تتوفر على نظام استغالل المياه يجمع
بين التقنيات القديمة الموروثة كالسواقي التقليدية الترابية ،العيون" ،أكوك ،والتجهيزات الهيدروفالحية الحديثة
كالسدود ،السواقي اإلسمنتية وغيرها ،فوجود منشآت مائية بالمنطقة يدل على أهمية الماء وحسن تدبيره في
استقرار سكان المنطقة ،حيث جاء بناء تلك المنشآت قصد المساهمة في التدبير بمنطقة تعاني من شح
242
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
الفصل األول :تدبير تقليدي متواضع واكبه تدبير عصري لمياه السقي
بالمنطقة
مقدمة
شكل الماء انشغاال كبي ار للبشرية عبر التاريخ ،مما فرض على مستعمليه ابتكار مجموعة من التقنيات
التقليدية الستغالل الموارد المائية ،وتعبئتها واستغاللها في مختلف األنشطة الفالحية والصناعية
واالستعماالت المنزلية ،وتنوعت هذه التقنيات التقليدية التي ابتكرها االنسان عبر تاريخ البشرية وعمل على
وتعرف المنطقة كغيرها من المناطق المغربية قواعد ومرتكزات فيما يخص تنظيم المياه منذ زمن قديم
إلى يومنا هذا طبقا لمجموعة من األعراف المتوارثة ،جيال عن جيل ،والتقاليد السائدة بالمنطقة ،ونظ ار النتماء
شيشاوة إلى المجال الجاف وشبه الجاف المتميز بقلة التساقطات وعدم انتظامها من سنة إلى أخرى ،فقد
فرض على السكان القيام بزراعة سقوية تعتمد في البداية على المياه الجارية في واد "أسيف المال" ،واستلزم
نظام جريان الواد إقامة شبكة من السواقي لالستفادة من هذه المياه ،إضافة إلى مياه اآلبار المستعملة
الستغالل الفرشة الباطنية والتي تعتمد على طرق عصرية حديثة أحدثها مستعملو المياه بالمنطقة لمواجهة
وتكمن أهمية االعراف القديمة السائدة بالمنطقة على تدبير الموارد المائية ،كونها تحفظ حقوق
مستخدمي المياه وخصوصا عند استعمال مياه السيول الموسمية ،وذلك على مستوى مختلف مناطق إقليم
شيشاوة ،لكن الهاجس األكبر لدى الساكنة المحلية من تلك األعراف هو المحافظة عليها وتطويرها لالستفادة
منها بصورة أفضل ،وباإلضافة إلى هذه األعراف يعد التشريع اإلسالمي عامل مساعد في التقليل من
التبذير والمحافظة على المياه .وعلى الرغم من اعتماد ساكنة المنطقة على التدبير التقليدي للمياه من أجل
سقي األراضي الزراعية أو استعمالها كمياه الشرب ،إال أنها تناست مشكل تدبير المياه والمحافظة عيلها
بشكل مستديم؛ حيث استعمال السواقي الترابية والسقي بالغمر قد يؤديان إلى تبذير وضياع هذا المورد
243
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
الطبيعي ،لذك تم التفكير في إدخال آليات عصرية كمحاولة للتقليل من ضياع مياه السقي على سبيل المثال
تقنيات التقطير ،تقنيات الرش ،وبناء خزانات مائية ،و تبليط السواقي الترابية.
سيتم استعراض مصادر التدبير الحالي للمياه من األعراف والتقاليد السائدة بحوض أسيف المال وكذا
إبراز أهمية التدبير العصري في معالجة إشكالية تدبير مياه السقي بالمنطقة.
244
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
اقتصادية للبالد ،فكل مرحلة تميزت بتنظيم إداري معين يتماشى مع خصوصيات الزمان والمكان .ويمكن
القول ،إن مخلفات الماضي وهفوات الحاضر تركت بصمات سلبية على تدبير الماء.
باختصار شديد ،نشير إلى أن تدبير المياه بالمغرب قبل الحماية كان يقوم أساسا على مبادئ العرف
والشريعة اإلسالمية ،فقد اعتبرت الجماعة بمثابة الجهاز اإلداري المسؤول على تدبير المياه ،انطالقا من
كون الماء ملكا ل لجماعة ال يجب احتكاره وتبذيره .إن المؤسسة العرفية التي تستمد قوتها من القانون العرفي،
لم يكن تدخلها يقتصر على ممارسة الشرطة المائية والنظر في المخلفات وفض النزاعات الناجمة عن مشاكل
المياه ،بل يتعداه إلى اإلشراف على كل ممتلكات القبيلة .وذلك سي ار على مناهج المجتمعات القديمة التي
في عهد الحماية ،شهد تدبير المياه بالمغرب تعديالت جوهرية ،تتمثل في وضع إطار تنظيمي حديث
للمياه .في البداية ،تميزت القوانين الصادرة (ظهير )2422بالمرونة؛ إذ تحفظ الحقوق المكتسبة للسكان
والقبائل ،مخافة المجابهة المباشرة .ثم جاء قانون 2423المتعلق بنظام الماء الذي حدد المعايير واألنظمة
التي يجب العمل بها الستغالل المياه عبر مختلف جهات البالد.
في يوم 4شتنبر ،2422أصدر المقيم العام الفرنسي ق ارره بإحداث اإلدارة العامة لألشغال العمومية.
كانت تضم هذه المؤسسة العديد من المصالح التقنية ذات االختصاصات المتعددة ،كمصلحة المياه والغابات
وفي سنة ،2420تم إنشاء مصلحة الفالحة التي عهد إليها استثمار الموارد المائية في المجال
الزراعي .وبعد سنتين ،تم تحويل مصلحة الفالحة إلى مديرية مستقلة عن إدارة األشغال العمومية ،بحيث
245
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
اتخذت اسم مديرية الفالحة والتجارة وأشغال االستعمار .وكانت تضم مصلحة المياه والغابات ومصلحة
التحسنات العقارية.
وفي سنة ،2423تم إنشاء اإلدارة العامة لألشغال العمومية .عندها أصبح تدبير المياه من
صالحيات مديرية األشغال العمومية بتنسيق مع مديرية الفالحة والتجارة وأشغال االستعمار.
إضافة إلى ذلك ،هناك المصالح البلدية التي عهد إليها هي األخرى إنتاج وتوزيع الماء الصالح للشرب
بالوسط الحضري .وفي قطاع السقي واستغالل األراضي الخصبة ،تم إنجازه سنة 2422في الوسط القروي
فقد كان السكان يعتمدون في تزويدهم بالماء على وسائلهم التقليدي ة ( 1اآلبار ،العيون ،المطفيات،
الخطارات).
.8مرحلة االستقالل
بعد االستقالل ،أضحت الموارد المائية تشكل بعدا استراتيجيا لتنمية البالد اقتصاديا واجتماعيا .ففي
أوائل هذه المرحلة ،ذهب المسؤولون المغاربة إلى إعادة النظر في التنظيم الموروث عن فترة الحماية .ومن
خالل ذلك ،تم بالفعل تحقيق بعض التقدم على عدة مستويات ،لكن دون التوصل إلى تدبير فعال قادر على
رفع اإلكراهات المطروحة لمواجهة الحاجيات المائية المتزايدة .لقد تم إدخال إصالحات جذرية ما فتئت
تتطور مع مرور الزمن ،في محاولة للتخلص من اإلرث االستعماري ،والتكيف مع األساليب الحديثة تقوم
على قاعدة توزيع المهام واإلمكانات بين اإلدارات المركزية والمصالح المحلية .وعلى الرغم من المجهودات
التي بذلت ،ظل تدبير المياه عاج از عن تجاوز المعوقات التي تعترضه.
2.2تعريف العرف
العرف هو ما تعارف الناس وساروا عليه من قول ،أو فعل ،أو ترك ،ويسمى العادة وفي لسان
2
ال فرق بين العرف والعادة .والعرف المرتبط بالماء لم يخرج عن هذه القاعدة ،فاألعراف المائية الشرعيين
246
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
هي القواعد التي تحكم حقوق الماء بين المستعملين ،وكذا طرق التوزيع في إطار نظام اجتماعي قبلي معين،
إذ تباينت األنظمة العرفية بين جهات المغرب حسب التوزيع الجغرافي ،والعامل المناخي ،واإلمكانات المائية
إن الهدف األسمى من سن األعراف المرتبطة بتدبير الماء هو ضمان حقوق الماء المكتسبة والحفاظ
على السلم االجتماعي بين األفراد والجماعات داخل المجتمع المغربي .فتوزيع الماء عبر التاريخ شكل مصدر
نزاع بين القبائل فيما بينها من جهة وبين األفراد من جهة ثانية ،خاصة في حاالت الشح والندرة ،وبهدف
تدبير معقلن وتقنين توزيع الماء وأحقية استعماله ،سنت كذلك مختلف القبائل المغربية تقاليد وأعرافا لتدبير
وتوزيع هذا المورد الحيوي ،وتباينت القوانين العرفية بين جهات المغرب ،وكذا بين المناطق الجبلية والمناطق
السهلية ثم في الواحات.
تشكل األعراف المحلية القديمة أساس النظام التقليدي لتدبير المياه بالمنطقة وخاصة المياه الموجهة
لالستعمال الفالحي ،وهذا النظام ال يقوم على قاعدة موحدة ،بل على مجموعة من المبادئ تولدت وسط
سعى الفالح بعالية حوض أسيف المال إلى محاولة حل مشكل تحويل المياه نحو المناطق البعيدة عن
الواد ،ضمانا منه إلقامة نشاط فالحي ،وهو ما تأتى له عن طريق إقامته لمجموعة من السواقي التقليدية،
وذلك في إطار قوانين عرفية مضبوطة ،حيث تمثل الساقية بالمنطقة القاعدة الرئيسة في عمليات اإلعداد
المائي يتكلف بتنظيمها شخص يسمى محليا " أمزال" ،حيث يتتبع ويسير توزيع مياه الساقية ويتكلف بتنظيم
مياه الري .يعين هذا الشخص "أمزال" من طرف أعيان القبيلة وتشترط فيه عدة شروط كالثقة ،والتوفر على
247
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم :22مؤهالت الشخص المكلف بتنظيم مياه السقي " أمزال"
نتائج بحث ميداني أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف 2323
يتبين أن ،من بين الشروط الضرورية في هذا الشخص المكلف بتنظيم مياه السواقي ،هي أن يكون
شخصا متخلقا ال تشوبه شوائب يثق به الجميع وهو ما يتضح من خالل أجوبة %42من الفالحين
بالمنطقة ،وأن تكون له مساحة أرضية كبيرة ،وهو األمر الذي أكد عليه %3من المستجوبين ،وأن تكون له
حصة مائية مهمة ،حتى يكون حريصا على الماء من الضياع ،كما يجب أن تكون فيه صفة الصرامة مع
الذين يخالفون العرف المتبع في توزيع الماء ،وأن تكون له الدراية الكافية بالحقوق المائية وبنوبات
تختلف حقوق الماء بين األفراد حسب نوع الملكية وحق االنتفاع ،وكذا الخالف بين أحقية االستفادة
من ماء السقي بين العالية والسافلة ،ومتى يكون لفالح العالية أحقية الماء من فالح السافلة أو العكس ،وقد
يكون الحق في الماء مدونا بواسطة اتفاق عرفي بين أفراد القبيلة أو عبر عقد رسمي.2
248
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ويمكن أن نجد فالحا يملك الحق في مصدر مائي وليس له أرض زراعية أو العكس .فكانت حصص
الماء تعرض للبيع أو الشراء أو الكراء بين الفالحين .إن ملكية األرض داخل مجال الدراسة ،ال تخول لمالكها
االستفادة من مياه الري بشكل كبير ،فالماء عامل حيوي في المنطقة ،وملكية الماء ترتكز على الشريعة
اإلسالمية والعادات التي اعترف بها القانون الحالي للماء ،04.23وهي ملكية حصة وقتية وكميتها تحدد
تشكل العيون المائية مصد ار دائما لري المنتوجات الزراعية ومصد ار لمياه الشرب للدواوير المتواجدة
ونظ ار ألهميتها البالغة في المنطقة ،فإن استعمال مياهها يخضع ألعراف وتقاليد محلية غير مكتوبة
متوارثة بين األجيال ،بهدف االستخدام األمثل لمياه تلك العيون والمحافظة عليها .ويتم إعطاء كل مزارع
الحصة المتعارف عليها من المياه وفق نظام شفهي معروف ،وأحيانا ال يتناسب حجم الماء الممنوح مع
الحاجة الفعلية للمزارع أو المتالكه أراضي زراعية شاسعة وبالتالي يلجأ إلى أخذ الماء من مزارع آخر لديه
فائض في الحصة وفق مقابل أو بدون .إال أنه داخل منطقة أسيف المال ،ونظ ار لحاجة بعض الفالحين لمياه
السقي بشكل كبير ،نجد ملكية مياه العيون تتفرع إلى ما هو مشترك وما هو فردي:
-ملكية فردية :تمكن صاحبها من التصرف المطلق في عين فوق أرضه ،كما هو الشأن بالنسبة لعين
-ملكية مشتركة :حيث إن الماء في ملك الجماعة فلكل فرد حق االنتفاع ويشارك الجميع في
عمليات الحفر والصيانة ،كمياه عين "سيدي عبد الكريم" المشتركة بدوار "دار أكيماخ" بأسيف المال.
249
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تعتبر الساقية من المكونات الرئيسية لنظام استغالل المياه السطحية ،وتسمى محليا ،كما الشأن بالنسبة
للعديد من المناطق األمازيغية " تاركا" ، 1وهي قناة تمكن من حمل مياه الواد نحو الحقول المزروعة التي
تتواجد عادة في منطقة مرتفعة عن مجرى الواد ،وتحمل كل ساقية غالبا اسم الدوار أو اسم القطاع المسقي
بها.
ومن خالل موقع مجال الدراسة عند عالية وسالفة جبال األطلس الكبير الغربي ،واختراقه ألنهار
منحدرة من هذا األخير "كواد أسيف المال" ،ومن قدم االستقرار بالمنطقة ،فإن الفالحين حاولوا منذ القدم
تحريك المياه التي تمكن من اإلنتاج الفالحي بواسطة السواقي المشتقة من العيون المتواجدة بالمنطقة ومن واد
-1امحمد مهدان ( ،) 2322الماء والتنظيم االجتماعي ،دراسة سوسيولوجية ألشكال التدبير االجتماعي للسقي بواحة تودغى،
جامعة ابن زهر أكادير ،ص .42
250
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
من خالل الخريطة رقم ،22يتبين أن المنطقة تخترقها سواقي رئيسية عبر سافلة وعالية حوض أسيف
المال:
251
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
-ساقية تاسليمانت :توجد في الضفة اليسرى لواد أسيف المال ،وتضم الدواوير التالية :السهب،
الدهر ،الحمرش ،إكفاين ،تزات ،تماسوت ،أورير ،سيدي ابراهيم ،أكادير الجديد ،تيت ،آيت أوحاللوف،
جمر ،بردون ،تكاديرت ،آيت وارحمان ،آيت منصور ،بزوكة ،تدهونا ،آيت سعيد ،تاشياشت ،المرس،
الشويحية ،أزربوك ،الولجة .وكلها دواوير تابعة لتراب جماعتي مجاط ومزوضة.
-ساقية تاركا أوكليد :توجد في الضفة اليسرى لواد أسيف المال وتضم الدواوير نفسها التي تضمها
ساقية تاسليمانت.
-ساقية تافشتالت :توجد في الضفة اليمنى لواد أسيف المال ،وتضم تراب دواوير :تالوتيمت ،تكرار،
أجمي ،وتافروخت.
-ساقية تماسوت :توجد في الضفة اليسرى للواد ،وتضم تراب دواوير ساقية تاسليمانت.
-ساقية تادراويت :توجد في الضفة اليمنى للواد ،وتضم دواوير :دار أكيماخ ،بونو ،تفراتين ،إحشاش،
آيت عبايد ،آيت حدو وتافروخت .وتوجد كلها بجماعة أسيف المال.
-ساقية تاورداست :توجد في الضفة اليسرى للواد ،وتضم دواوير :آيت ديت ،آيت امحند ،ورار
الفوقاني ،ورار التحتاني ،تاوريرت ،تاكنزا ،لغريبي ،تهناوين ،تشكوين ،آيت احساين ،تازرين ،آيت ورداست،
آيت ناصر ،تزاد ،تامتوست ،آيت وارحمان ،شويحية ،أزربوك ،المرس ،إركادن.
-ساقية إكورامن :توجد في الضفة اليمنى للواد ،وتضم تراب دواوير ورثة آيت وانعيم ،آيت اعبايد
ولحشاش.
-ساقية سيدي عبد الكريم :توجد في الضفة اليسرى لواد أسيف المال ،تضم دواوير :دار أكيماخ،
-ساقية الشويحية :توجد في الضفة اليسرى للواد ،تضم دواوير :آيت امحند ،ورار الفوقاني ،ورار
التحتاني ،تاوريرت ،تاكنزا ،آيت احساين ،تاشكيوين ،زاوية الفنزة ،آيت عديت ،آيت سعيد ،أزربوك ،الولجة،
-ساقية أفروخ :توجد في الضفة اليسرى للواد ،وتضم دواوير :أزربوك ،آيت العربي ،الشرفاء ،بن
252
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
"األكوك" ،L’ouggougعبارة عن سد عرفي يقام على الواد ،يراد منه تحويل مياه هذا األخير نحو
السواقي ،1يتم بناؤه بواسطة األحجار وأغصان األشجار ثم الوحل ،إضافة إلى النباتات الشوكية .هذا الخليط
يمكن من رفع مستوى المياه الشيء الذي يجعلها تنحرف نحو الساقية (صورة رقم ،)24إال أن هذه المواد
سرعان ما يأتي عليها الواد في كل فيضان ،مما يسبب للسكان متاعب كثيرة في بناء "األكوك" عل امتداد
الواد.
صورة رقم :71تحويل مياه واد أسيف المال عن طريق تقنية "أكوك" بالقرب من دوار دار أكيماخ
22يناير 2324
وعند كل أكوك تنحرف ساقية ،وتشكل ساقية "تاسليمانت" أكبر هذه السواقي نظ ار ألهمية كمية الماء
التي تحملها ،كما تتجلى في أهمية المساحة التي تسقيها متبوعة بساقية "تاركا أوكليد".
1
- Lekbir OUHAJOU(1996), espace hydraulique et société au Maroc, cas des systèmes
D’irrigations dans la vallé du Dra , FLSH, Agadir, Série : Thèses et mémoires, P 101.
253
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
لكي تتم عملية السقي على الوجه األمثل وفي ظروف حسنة ،داخل المشارات التي تعتمد على السقي
عن طريق مياه الساقية أو مباشرة من الواد ،استلزم األمر اعتماد نظام توزيع مضبوط "النوبة".
ونظام النوبة ،نظام اجتماعي يتمثل في توزيع حصص الماء بشكل دوري بين المستفيدين كل حسب
الحصة المائية المخولة له .1وتسمى محليا باألمازيغية "أرّابو" ،ويجوز لصاحب حق الماء بيع نوبة أو عدد
من النوبات أ و كرائها بموجب اتفاق شفوي أو عقد مكتوب ،والذي يحدد فيه صاحب الملك واسم الساقية واسم
وتنحصر مهام موزع الماء ،في توزيع حصص الماء حسب النوبات ومراقبة نقط الماء والسواقي من
االختالسات وصيانة وترميم السواقي وفك النزاعات البسيطة بين مستعملي الماء.
يرتكز تقسيم السواقي التقليدية لواد أسيف المال ،على التوافق والتراضي بين مختلف التجمعات حول
مبدإ " أسبقية العالية على السافلة" ولكل ساقية الحق في أخذ كمية المياه المناسبة .إن تطبيق هذا النظام
يعتمد على ممارسات اجتماعية محلية تعمل على التخفيف من تركز المياه في العالية وتناقصها في السافلة،
254
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
من خالل الشكل رقم ،3يتم توزيع مياه واد أسيف المال في هذا المستوى حسب دورة مائية تتكون من
23يوما أي 03فردية ، 1موزعة على القيادات التابعة للمدار المسقي ألسيف المال ،ويتم العمل بمبدإ "
أسبقية العالية على السافلة" ،حيث تستفيد جماعة أسيف المال " العالية" بحصة مائية مهمة ( 22فردية) ،في
حين تستفيد مجاط – فروكة ب 4فرديات ،ومزوضة ب 4فرديات ،بحكم تواجدهما في سافلة حوض أسيف
المال.
-1الفردية :تسمى محليا باألمازيغية " تيرمت" ،وهي نوبة تمثل 22ساعة تتفرق على أصحابها.
255
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
شكل رقم :3توزيع مياه واد أسيف المال على دواوير جماعة أسيف المال
تعد الساقية نموذجا للتكافل االجتماعي السائد والمتوارث بين قبائل المنطقة ،إذ يتم توزيع مياه سواقي
العيون بطرق تقليدية وتتطلب خبرة عالية ومعرفة دقيقة بأمور توزيع الماء.
تتصف طرق تحويل مياه الساقية ما بين العالية والسافلة بنوع من الغموض والتعقيد ،خاصة عندما
نجد اشتراك قبائل عدة في ساقية واحدة ،وكل قبيلة تملك عددا من النوبات التي ترغب في جلبها إلى
أراضيها.
توجد بالمنطقة عدة عيون يتم استغالل مياهها لسقي الحيازات الزراعية (خريطة رقم ،)24ويتم تحويل
مياه سواقي العيون بالمنطقة بشكل منظم بين السافلة والعالية ،كما عملت الساكنة على تدبير اجتماعي يعتمد
على " النوبة" ،كما هو الشأن بالنسبة لتوزيع مياه ساقية عين "سيدي عبد الكريم"(جدول رقم )03وساقية عين
256
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية + Arc gisعمل ميداني
257
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
جدول رقم :81توزيع مياه سواقي العيون "ساقية عين سيدي عبد الكريم"
المستغلون
حصة اسم الفردية الماءعدد
بالساعة الفرديات
14ساعة -ورثة آيت وانعيم(الحاج عمر) +ورثة واحسين محماد بن الحسن 1آيت وانعيم
-ورثة الحاج الحسن الدباح +ورثة علي أمحمد(حسن بوسالم 42 4بوحسين
ومحمد بن علي)
-ورثة آيت سكورة +ورثة محمد بن عثمان قنديل +عمر آيت 42 4آيت الحاج
مبارك وإخوانه +ورثة محمد قنديل
-ورثة محماد بن الحاج لحسن آيت مبارك +عاللي الحسين + 42 4آيت مبارك
ورثة عدي آيت مبارك
-ورثة آيت سعيد +آيت محمد عمر بن ابيه 42 4آيت سعيد
-ورثة أبريك مرعوش +ورثة محمد أوقاح 21 2آيت وانعيم
-ورثة بلعيد أباحوس 42 4بلعيد أباحوس
-ورثة قنديل محمد بن عثمان +ورثة الحسين أصبان +ورثة أحمد 42 4آيت جاعا
بن الحسين +ورثة جامع إبيقي
-ورثة آيت بولمصاوير +ورثة الحسين الشيخ علي 42 4آيت لمقدم
-ورثة آيت أبوزيا +ورثة عبو +ورثة الحسين أصبان +ورثة 42 4آيت منصور
آيت راھنيت +ورثة جامع إبيقي
-ورثة سي ابريك بن محمد +ورثة عبد السالم إقرير +ورثة 42 4آيت أوفقير
الحاج العربي أجراي +ورثة ميلود بن بريك آيت مبارك
-ورثة الحسين بن الحاج عدي آيت وانعيم 21 2الحسين بلحاج
+آيت وانعيم
-ورثة حدوش بن عمر +عمر أمشتاك 42 4احماد أوعدي
-الحاج محمد أكفاي +الحاج عمر باعنيز +ورثة جامع إبيقي + 42 4عبد الكريم
ورثة الحاج محمد اھنيت واكريم
-ورثة ابيه بن علي لزعر +ورثة آيت بولمصاوير +ورثة محماد 42 4آيت بيهي
أوعلي +ورثة آيت بيهي
-أوعلي محماد +جامع إبيقي 21 2آيت وانعيم
-ورثة بلعيد أباحوس 42 4بلعيد أباحوس
-ورثة حوسا محمد +الحاج العربي أزراي +عمر أقنديل +ورثة 42 4آيت محمد
أباه آيت محمد (عمر وعبد الكريم) +ورثة الحسين عمر آيت محمد
-ورثة آيت المحجوب +ورثة آيت الحاج علي أومنصور +ورثة 42 4أهل أسيف
محمد بن الحاج الحسين آيت مبارك المال
24فردية المجموع
بحث ميداني ،أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف .2323
258
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
من خالل الجدول رقم ،03يالحظ مدى التفاوت الحاصل في عدد الفرديات بين القبائل المستفيدة من
مياه الساقية المشتركة " سيدي عبد الكريم " ،إذ تستحوذ ورثة "آيت وانعيم" على أكبر عدد من الفرديات 4
وتقام النوبة بعين سيدي عبد الكريم بين الليل والنهار على امتداد 23يوما ،متداولة ليال على 23
يوما ،ونها ار على 20يوما .1ويرجع هذا التفاوت الحاصل في تقسيم المياه إلى عدد المشا ارت التي توجد في
حوزة المستفيدين .أما على مستوى توزيع مياه ساقية عين " تصبحين" (الشكل رقم ،)2فتعرف هي األخرى
تفاوتا من قبيلة إلى أخرى ،حيث تأخذ قبيلة "دار النمس" حصة األسد ب 4فرديات ،تليها قبيلة " آيت وانعيم
" و"لمحاجو" و"تافروخت" ب 4فرديات لكل قبيلة ،في حين تأخذ قبيلة " تالوتيمت" 0فرديات و" أجماني"
فردية واحدة.
-1تحريات ميدانية مع أحد شيوخ المنطقة السيد " عمر آيت مبارك"
259
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
واعتمادا على الجدول السابق رقم ،03نجد أن كل فردية من تلك الفرديات بساقية عين "سيدي عبد
الكريم " ،تتفرع إلى مستغلين ،يقتسمون الحصة المائية فيما بينهم .فمثال فردية " آيت الحاج" المكونة من 22
ساعة ،يتم استغاللها بشكل متفاوت بين المستفيدين ،حيث تحصل ورثة "آيت سكورة" على 4ساعات أي
نصف فردية ،و 4ساعات المتبقية موزعة على "ورثة محمد بن عثمان قنديل" ،و"عمر آيت مبارك" مع إخوانه
شكل رقم :2توزيع نموذج فردية بساقية عين " سيدي عبد الكريم" :فردية آيت الحاج
بعد الحديث عن كيفية توزيع حصص السواقي على الفالحين ،ال بد من اإلشارة إلى الكيفية التي تزود
فصاحب حصة الماء يعمل على وضع معايير متعددة من أجل التوفيق ما بين مساحة مشارته المراد
سقيها ،وبين المدة الزمنية لنوبته .وبهذا فإن الفالح يقسم مشارته إلى عدة أجزاء ،يراعي خاللها نوعية
260
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المزروعات وحاجتها للمياه ،إضافة إلى مستوى العلو داخل المشارة ،حيث يبدأ بالمستويات العليا في اتجاه
المستويات المنخفضة ألن األولى تحتاج إلى كمية قوية وكبيرة من الماء بحكم االرتفاع.
شكل رقم :1طريقة توزيع مياه ساقية تادراويت بالقرب من دوار دار أكيماخ
يظهر من خالل الشكل رقم ،4أن الساقية تقسم إلى عدة مصاريف كبيرة وتقسم هذه األخيرة إلى
مصاريف ثانوية عن طريق عارضة تغير المياه بواسطة الربط أو "الربطة" ،تصل المياه في النهاية إلى
األراضي الفالحية وان كانت هذه العملية تبدو بسيطة ،فهي في حد ذاتها معقدة وموروثة عن تجارب قديمة.1
تظل طريقة الربطة 2التقليدية الطريقة األكثر استعماال في منطقة أسيف المال والمناطقة المجاورة
المسقية بالسقي السطحي ،وهذه الطريقة هي عبارة عن تقسيم المشارة إلى عدة أحواض صغيرة المساحة
-2الربطة ،مصطلح يتم تداوله باللغة العامية لدى الفالح ،ويقصد بها الشكل الذي تتخذه الساقية داخل الحقل.
261
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إن استعمال الربطة التقليدية ينتج عنه ضياع كبير في كميات الماء حيث تتقلص مردودية السقي إلى
%33عوض %23المحدد في التجهيز .كما أن هناك سلبيات كثيرة تطبع هذه الطريقة التي الزال الفالح
-ضياع المواد المخصبة بسبب تسربها إلى جوف األرض بكثرة الماء؛
ورغم كل المجهودات التي بذلها اإلنسان بالمنطقة من أجل إيصال المياه إلى مناطق االستغالل
وبكميات وافرة ،إال أنه تناسى مشكل تبذير المياه والذي كانت من وراءه بالدرجة األولى السواقي التقليدية
الترابية ،حيث تقدر نسبة الضياع ب %43من حجم المياه المنقولة ،مما يضعنا أمام مشكل عدم نجاعة هذه
السواقي التقليدية في المحافظة على المياه ،وبالتالي تراجع إمكانية الحديث عن تنمية مستدامة تراعي حقوق
األجيال المستقبلية.
هذا ما دفع المهتمين بشؤون تدبير مياه السقي بالمنطقة ،إلى البحث عن حلول بديلة من أجل التقليل
من هذا التبذير ،لتكون السواقي الحديثة اإلسمنتية من بين أهم المشاريع التي تبرهن عن التدبير الحديث لمياه
السقي بالمنطقة.
يعتمد مجتمع أسيف المال عند قيامه بصيانة سواقيه على نوعين من التعامل .فالتعامل األول ،إذا
كانت الساقية المشتركة بين جميع الفالحين مثال ساقية عين " سيدي عبد الكريم" فإن صيانة الساقية يتم بما
يعرف محليا "بالتويزة" ،هذه العملية يشرك فيها جميع الذكور الذين بلغوا "سن الصيام" أي "سن الرشد" ،واذا
262
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تغيب فرد من القبيلة عند صيانة هذه الساقية تفرض عليه ضريبة عينية أو مادية ،يحددها "أمزال" باتفاق مع
أعيان القبيلة.
أما النوع الثاني فيفرض على الفالح صيانة الساقية بالحجم الذي يملكه من الماء أو بالقدر أو الحصة
صورة رقم :81نموذج لساقية غير محفورة بدوار دار اكيماخ " جزء من ساقية تادراويت"
صورة رقم :80حفر السواقي وتطهيرها من الحشائش واألتربة وسط المشارات الفالحية بدوار دار أكيماخ
22يناير 2324
263
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تتم عملية حفر السواقي وتطهيرها من الحشائش واألتربة التي تنهار من جوانبها ،بشكل دوري مرتين
في السنة ،وذلك لمحاولة تسهيل عملية مرور المياه .وهناك حاالت استثنائية لصيانة السواقي ،عندما تنتهي
مجموعة من الشعاب النازلة من المرتفعات نحو السواقي حيث تفرغ حموالتها وسط الساقية ،مما يؤدي إلى
غمرها بالمنقوالت ،وهو ما يستدعي ضرورة إزالة هذه الحموالت حتى ال تعيق مرور المياه (صورتين رقم
03و.)02
لقد ظل الماء يشكل الهاجس األساس لمعظم ساكنة المنطقة ،فهاجس الخوف من الجفاف خلق
نزاعات حول المياه عند نضوب العيون وانخفاض مستوى مياه األنهار مما يؤدي إلى توثر العالقات
االجتماعية .ويقول صاحب االستبصار" :إذا رأيت قوما يتخاصمون وقد عال صوتهم فأعلم أنه في أمر
الماء".1
وتظهر ظاهرة الصراع على الماء بالمنطقة خاصة بين المشاركين في ملكية ساقية واحدة ،ويرجع ذلك
باألساس إلى رغبة بعض القبائل أو األسر التي تتحكم في عالية الساقية في االستفادة من مياه الساقية بكيفية
تُدا ُس معها حقوق سكان السافلة ،وتكون االستفادة من الماء في الغالب في الليل ألن سكان السافلة ال
وعليه فإن الصراعات كثي ار ما كانت تعصف بروح التساكن التي تطبع العالقات العامة بين السكان
وتؤدي إلى اضطرابات كبيرة في تنظيم الري كما تؤثر بشكل سلبي على توزيع الماء على كافة المستويات.
الجهات المعنية عامة والفالح خاصة ،بمزاولة أنشطة زراعية تعتمد على استغالل المياه الجوفية ،وذلك عبر
القيام بعدة تدابير عصرية تهدف إلى تحسين إدارة الموارد المائية ورفع كفاءة استعمال المياه في الري وادخال
-1حياة رحو ( ،)2322مشكل الماء في المغرب :خالل القرن العاشر والحادي عشر للهجرة (22 -24م) ،ص .22
264
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
سبقت اإلشارة إلى المميزات المناخية للمنطقة ،وتبين على أن مناخها مناخ جاف؛ إذ يتميز بقلة
التساقطات ،وارتفاع معدل التب خر ،هذا ما جعل المنطقة تعاني من عجز في الميزانية المائية التي لم تعد
قادرة على تلبية متطلبات الزراعة السقوية ،وغير كافية لضمان نشاط فالحي ذي محصول زراعي كثيف مع
العلم أن المنطقة تسود بها مزروعات متنوعة تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء (البطيخ األحمر واألصفر
والخضروات وغيرها).
ومن خالل العمل الميداني (مبيان رقم ،)44تبين أن نسبة مهمة من الفالحين حوالي ،%22.4تأثروا
بالجفاف ،في حين نجد %22.4غير معنيين بهذه الظاهرة ،إما لصغر حيازتهم الفالحية أو وجود مياه
باطنية كافية.
رسم بياني رقم :21رأي الفالحين حول تأثير الجفاف على استقرار السكان بالمنطقة
300
300
250 224
50 24,6
0,6 2 100
0
نعم ال غير مصرح المجموع
بحث ميداني ،أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف .2323
ونتيجة ،لهذه العوامل ظهرت مجموعة من الظواهر بالمنطقة أمام حدة الجفاف كهجرة بعض الفالحين
إلى المدن وهذا ما صرحت به نسبة ،%22أو بيع قطعان الماشية ،%42.0وأقل من %22يبيعون قطع
أرضية ،أو مزاولة نشاط مواز أو بديل عن النشاط الفالحي (مبيان رقم .)43
265
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يقصد بتثمين مياه السقي تحقيق اقتصاد في الماء عن طريق اتباع أساليب وتقنيات تمكن من
الحصول على مرد ودية أكبر بأقل حاجيات مائية ممكنة .أمام قلة المياه المتزايدة ،وتزايد تكاليف المياه
الباطنية نجد مشكال مطروحا يتلخص في مدى االستعمال االقتصادي للمياه والوصول إلى تحقيق أكبر
%2.6
266
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إن أهم ما في عمليات الري المستعملة في أغلب الحيازات هي تقنية الري الجاذبي (بالغمر) بنسبة
( %32مبيان رقم ،)42فالماء يغمر األرض المراد ريها انطالقا من مصاريف تتفرع عن الساقية الثانوية أو
من حوض البئر مباشرة ،إذ تنتشر هذه الطريقة بشكل كبير بمجال الدراسة في عالية حوض بأسيف المال
صورة رقم :87طريقة السقي بالغمر بدوار دار أكيماغ بجماعة أسيف المال
22يوليوز 2323
صورة رقم :88طريقة السقي بالتنقيط في إحدى الضيعات الفالحية إلنتاج البطيخ األحمر
22يوليوز 2323
267
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إن تحسين وسائل الري أتاح فرصا أفضل للحفاظ على الماء والحد من تبذيره ،لذا اتجه الفالحون
بالمنطقة إلى استعمال طرق حديثة تمكن من تكثيف االستفادة من المياه المتاحة لري مغروسات الحيازات
الفالحية المهددة بالجفاف منها الري بالتنقيط بنسبة ( %24.2مبيان رقم ،)43فبعد نجاحها نشرت على قسم
واسع في األراضي الفالحية ،وهي تسمح باقتصاد في المياه وبالتالي تسمح بتوسيع المساحات المسقية (صورة
رقم .)00وتعتبر التقنيات الحديثة الموجهة للسقي (السقي الموضعي "التقطير" ،السقي عن طريق الرش
بواسطة األنابيب وغيرها) ،هي الطريقة التي بموجبها يصل الماء والمواد المخصبة إلى منطقة جذور األشجار
بكفية مقننة ،بحيث ال تصل للنبتة إال حاجياتها اليومية ،ولذا فهي طريقة اقتصادية جدا .ومن خصائص هذه
التقنيات :1ربح %23من كمية الماء المستعملة ،والتحكم الجيد في عملية التسميد.
وهناك نسبة ضعيفة جدا من الفالحين الكبار الذين يستعملون طريقة الري بالرش إال أن هذه التقنية
بالرغم من ميزاتها ال يمكن أن تكون إال تجربة ذات انتشار محدود ألسباب منها:2
-الحاجة إلى استثمارات ضخمة :شراء العتاد ،الصيانة ،حفر اآلبار بعمق شديد وتجهيزها بمحركات
قوية وغيرها؛
من جملة الحلول األخرى التي لجأ إليها بعض الفالحين ،أنهم يعملون على تحويل المياه وتوجيهها إلى
المغروسات الدائمة كالكروم ،الحوامض...الخ ،والى المزروعات الموسمية خصوصا البقلية والعلفية الحتياجها
إلى الماء وعدم صبرها على العطش ولكونها تدر مداخيل مالية أهم مما تدره الحبوب.
-1مصطفى الراضي ( ،)2332استعمال الموارد المائية في المجال الفالحي بسهل تادلة أية آفاق لتدبير مستديم للماء؟،
بحث نيل الدكتوراه ،كلية اآلداب والعلوم االنسانية –المحمدية .ص .232
2
- Moshé Sné (2007), L’irrigation au Goutte – a – Goutte, deuxième édition, centre de
coopération international pour le développement Agricole, P 8.
268
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
وفي ظروف مناخية غير مضمونة اإلنتاج ،نالحظ نوعا من الرجوع إلى ممارسة االستغالل غير
المباشر ،فكل فالح يعتبر أنه من مصلحته تشتيت رصيده العقاري إلى عدد معين من القطع يشترك في
منذ السنوات األخيرة قام الفالحون بتنويع أنشطتهم الفالحية ،فمنهم من يغرس صنفين شجريين
مثمرين ،زيتون ومشمش ،تفاح ،ومشمش وغيرها ،إن لم تكن ثالثة أصناف فأكثر ،وذلك في نفس الحيازة،
باإلضافة إلى تربية عدة رؤوس أبقار متيحة للحليب ،وال يمكن أن ننسى كذلك أنهم يمارسون زراعات بقلية
من أجل جلب المياه الباطنية واستغاللها في سقي الحيازات الفالحية ،اعتمد الفالح بالمنطقة على عدة
%6
%14.7
غاز بنزين
كهرباء
%79.3
من خالل المبيان رقم ،42نالحظ أن نسبة كبيرة من الفالحين % 24.0يعتمدون على الغاز في
جلب مياه السقي و %22.2يستعملون البنزين بينما %4من الفالحين هم الذين يعتمدون على الكهرباء.
269
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تتطلب إقامة محطة ضخ تكاليف مادية متعددة ،يمكن أن نجملها في ثالثة أصناف:
-تكاليف متعلقة بالبئر :يمثل البئر استثما ار ذا قيمة كبيرة في حد ذاته ،فحفره يتطلب عادة ما بين
22333 -4333درهم حسب عمق البئر والوسائل المستعملة في الحفر وهي إما يدوية كالحفر بالفؤوس
كما يفعل العمال المتخصصون 1الذين يدعون "بالبيارة" أو آلية "كالمحجاج" .Sondeوهي ال يستعملها إال
المالكين الكبار ،كما يتم تبليط بعض اآلبار حتى ال تنهدم وتعميقها حتى يتجاوز مستوى الماء؛
-تكاليف متعلقة بعتاد الضخ :يستلزم شراء هذا العتاد رأسمال مرتفع كذلك ( 23333 -4333درهم
وأكثر) ،وهي محركات تعمل بالبنزين أو الكهرباء ،غير أن المحركات الكهربائية لم تنتشر بشكل كبير في
-تكاليف متعلقة بالتجهيز الداخلي للحيازة :ويتعلق األمر بمد قنوات إيصال الماء إلى الحيازات،
وانشاء أحواض لجمع المياه واطالقها عند الضرورة ،وهي كلها تتطلب مصاريف إضافية ولو أن فعاليتها
بينة ،2وهي منشآت تقام باإلسمنت فيما يخص القنوات واألحواض أو تشترى جاهزة وتستغل بشكل مباشر كما
هو الشأن بالنسبة إلى قنوات التقطير ( Goutte à Goutteصورتين رقم 02و ،)03إضافة إلى هذه
التكاليف هناك تكاليف أخرى تهم جانب صيانة كل هذه التجهيزات المتنوعة كما تهم الجانب البشري ،أي
ساعات من الماء ،إذ تصل كلفة الساعة الواحدة حسب تصريحات بعض الفالحين إلى ما بين (33 – 03
درهم للساعة الواحدة) .3لكن ما يمكن تسجيله من خالل المبيان رقم ،40هو أن فئة قليلة من الفالحين الذين
بئر حوالي ،%22فيما نجد فئة عريضة من الفالحين الذين يسقون أراضيهم مجانا أي أنهم
لم يمتلكوا ا
-1لإلشارة ففي السنوات األخيرة هناك توافد كبير على المنطقة لعمال أجانب (سوريين) يقومون بهذه الخدمة (حفر اآلبار
بواسطة .)la Sonde
-2اقتصاد الماء وعدم ضياعه خصوصا وأنه مادة نادرة في منطقة جافة كمنطقة مجاط – أسيف المال.
-بحث ميداني مع الفالحين ،صيف .2323 3
270
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
12%
مجانا
88% باألداء
صورة رقم :84نموذج من اآلبار المجهزة بمحرك آلي (المسخر في جلب المياه) بدوار أيت همان جماعة مجاط
22يوليوز 2323
271
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
صورة رقم :85استعمال غاز البوتان في جلب المياه الجوفية واستعمالها في السقي بإحدى الضيعات الفالحية المغطاة
بدوار سيدي سعيد جماعة مجاط
22يوليوز 2324
وفيما يتعلق بمصادر تمويل هذا التجهيز فإن الفالحين يلجئون إلى عدة طرق (مبيان رقم :)42
50
40,3 39,7
40
30
% 19,8
20
10
0,2 0
0
بيع رؤوس بيع المحصول األموال القرض المبادرة
الفالحي الماشية المكتسبة من الفالحي الوطنية للتنمية
الهجرة البشرية
بحث ميداني ،أجري مع فالحي مجاط وأسيف المال ،صيف .2323
272
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
-التمويل الذاتي وهو ناتج عن بيع المحاصيل الزراعية (زيتون ،بطيخ أحمر وأصفر وغيرها) أو بيع
رؤوس الماشية ،وهي حالة %43من المستجوبين ،كما يمول فالحون آخرون شراء عتادهم من مصادر
-الحصول على قرض من صندوق القرض الفالحي ،وهذا حال صغار الفالحين أو متوسطيهم لكن
بنسبة ضعيفة جدا .%3.2إن عزوف الفالحين عن االعتماد على القروض لتمويل حفر اآلبار وشراء
المحركات ،يرجع باألساس إلى تعقد المساطر القانونية (حسب رأي الفالحين).
إضافة إلى اعتماد تقنيات مقتصدة للماء ،لجأ الفالح بالمنطقة إلى بناء صهاريج لحصر الماء واطالقه
متى استدعت الضرورة ذلك (صورة رقم ،)04حيث قام بعض المستغلين بشراء قنوات بالستيكية رقيقة
ورخيصة الثمن وأخرى سميكة تساعدهم على نقل الماء من هذه الصهاريج إلى المزروعات.
صورة رقم :83اعتماد الخزانات السطحية لحصر مياه السقي قبل االستعمال بدوار سيدي سعيد جماعة مجاط
22يوليوز 2324
لكن على الرغم من الدور اإليجابي لهذه الخزانات المائية والمتمثل في توفير مياه السقي للفالح خالل
فترات معينة؛ إال أن ذلك من شأنه أن يساهم في تبذير كميات مهمة من الماء ،فحصر المياه ولمدة طويلة
في هذه الخزانات يعرضها للتبخر ،خصوصا في فصل الصيف حيث ارتفاع درجة الح اررة.
273
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خاتمة
عمل اإلنسان بالمنطقة قديما على إيجاد وسائل تساعده في حفظ وصيانة وتخزين موارده المائية
وتنظيم استعمالها لزراعة المشارات الفالحية وتوفير الغذاء بشكل مستمر .إذ قام بابتكار أساليب وطرق
تقليدية لتحويل المياه السطحية من مناطق الوفرة إلى مناطق الندرة ،كالسواقي ،العيون ،أكوك ،...حيث اعتمد
توزيع مياه هذه السواقي على تنظيم تقليدي قبلي استند إلى أعراف وتقاليد محلية...
لكن ضعف هذا التدبير التقليدي وعدم تحقيقه لتدبير محكم للموارد المائية ،جعل الساكنة المحلية تفكر
في خلق تدبير عصري بديل ومواز للتدبير القديم ،خصوصا في منطقة تعاني من محدودية مواردها المائية،
فاعتمادا على طرق تقليدية كالسواقي ،لجأ الفالح بالمنطقة إلى االعتماد على اآلبار التي أصبحت تشكل
حاليا المصدر الرئيسي للمياه الجوفية بالمنطقة في جميع االستعماالت خاصة في سقي المزروعات ،فظهرت
طرق عصرية بموازاة ذلك تتمثل في تقنيات ري حديثة (التقطير) ،وادخال زراعات جديدة متأقلمة مع الوسط
لكن يبقى هاذان التدبيران التقليدي والعصري محدودي األهمية ،مع توالي سنوات الجفاف وتراجع المياه
السطحية ،ونضوب المياه الجوفية ،ليبقى التوجه الحقيقي المستقبلي لتدبير المياه هو تنظيم مياه "سد
تاسكورت" على واد أسيف المال ،حيث يعد هذا السد خطوة مهمة لضمان استدامة المياه والحياة بالمنطقة،
إلى جانب السياسة المائية المعتمدة بالمنطقة ،واتباع تدبير مندمج للموارد المائية يقوم على مشاركة كل
274
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المائية
مقدمة
يشكل قطاع الماء أهمية كبيرة في السياسات الحكومية بالمغرب ،ويعتبر من األولويات ضمن
االستراتيجيات الوطنية لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية وتحقيق األمن الغذائي في بعض المنتوجات
الزراعية .وسخرت الحكومات المتعاقبة استراتيجيات ومخططات وطنية وتدابير مؤسسية للحفاظ على هذا
المورد الحيوي ،وتعبئة وحسن تدبيره باعتباره تراثا طبيعيا يجب تنميته واستدامته ،بعد أن أبانت الترسانة
القانونية والتنظيمية المتبعة سابقا ،بما في ذلك القوانين واألنظمة العرفية ،عدم نجاعتها في تدبير الموارد
المائية ،وذلك الحتوائها على جملة من االختالالت والثغرات ،إضافة إلى استعمال أساليب وتقنيات ال
تتماشى مع الطرق الحديثة للتدبير المتكامل لهذا المورد ،خصوصا في ظل الخصاص المائي الذي تعاني
وفي هذا اإلطار تم إصدار عدة تشريعات قانونية تأخذ بعين االعتبار حماية الموارد المائية ،كقانون
الماء 23.43وتم تحيينه في القانون الجديد ،04.23كما بذل المغرب جهوداً هامة في قطاع الماء تتمثل
في خلق مؤسسات تقوم بإنتاج وتدبير الموارد المائية خاصة مياه السقي ككتابة الدولة لدى وزير التجهيز
والنقل واللوجستيك والماء المكلفة بالماء ،ووكاالت األحواض المائية ،والمكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي،
والمديريات اإلقليمية للفالحة ،إضافة إلى فاعلين محليين وجمعيات مستعملي مياه السقي.
يتجلى الدور األساسي لهذه التشريعات القانونية والمؤسسات اإلدارية ،في تحديد المسؤوليات المتعلقة
بحماية وتنمية الموارد المائية السطحية والباطنية واجراءات فض النزاعات على حقوق المياه ،وتنظيم استخراج
المياه الجوفية .لكن ما يميز منطقة الدراسة أنها ال زالت تمثل فيها األعراف والتقاليد جزءا مهما في تدبير
المياه.
275
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
منذ القديم ،والمغرب يتميز بحرية التصرف في استغالل وتدبير موارده المائية ،فهي ملك له دون
منازع ،حيث تنبع وتصب داخل حدوده الجغرافية .وبذلك ،فهي ال تخضع لقانون المسارات المائية الدولية
(كالنيل والدجلة والفرات والدانوب وغيرها) .1وفي هذه الحالة ،يبقى المغرب بعيدا عن الضغوط الخارجية ،بيد
أنه على المستوى الداخلي تظل النزاعات حول مصادر المياه واردة ،نظ ار لمحدوديتها في العديد من مناطق
البالد .ومن المتوقع ،أن تزداد النزاعات مع تفاقم العجز المائي على المدى المتوسط والبعيد.
لقد شهد التشريع المائي بالمغرب تغييرات كثيرة واكبت تطور األحداث التاريخية ،فهناك قانون عرفي
موروث عن األجداد وآخر إسالمي محض يقوم على أحكام الشريعة اإلسالمية .يضاف إلى ذلك ،قانون
عصري تولد مع فترة الحماية وترعرع في أحضان االستقالل .ومن أجل إعادة توجيه السياسة المائية التي
أبانت عن عجزها في العديد من القضايا ،صدر قانون الماء ( 23.43بتاريخ .)2443 -34 -23يكرس
هذا القانون شكليا ،المبادئ الحديثة المخصصة لضمان االستقاللية المادية للقطاع ولحفظ الموارد المائية من
الضياع .كما تم تحيين هذا القانون في ( 04 .23الصادر بتاريخ 23غشت )2324الذي حدد قواعد
التدبير المندمج والالمركزي والتشاركي للموارد المائية لضمان حقوق األفراد في الحصول على الماء واستعمال
-2-2قبل الحماية
لقد تمخض عن دخول الفينيقيين في مناطق متعددة من المغرب ظهور قواعد وتشريعات جديدة ،منها
تلك المتعلقة بتنظيم المياه ،ثم ازدهرت مع مجيئ الرومان وغيرهم ،والى يومنا هذا ،ال زالت بعض اآلثار
الرومانية تطبع بعض األعراف والتقاليد السائدة لدى التجمعات الزراعية التقليدية المغربية ،وبدخول اإلسالم
عرف التشريع المائي تغييرات جوهرية تنسجم مع أحكام الشريعة اإلسالمية .وان كانت مصنفات النصوص
276
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
التقليدية العرفية حملت موروث األجداد ،فإن الفقهاء المسلمين اعتنوا بشؤون الماء ،ومنحوها عناية كبيرة على
2.2.2األعراف المحلية
تشكل األعراف المحلية القديمة أساس النظام التقليدي للمياه بالمغرب .وهذا النظام ال يقوم على قاعدة
موحدة ،بل على مجموعة من المبادئ تولدت وسط بيئات متباينة ،تماشيا مع عادات وتقاليد كل جماعة.
ويعتبر النظام العرفي للمياه ،وسيلة للملكية الجماعية أو الملكية الفردية .فإذا كانت وافرة تفوق حاجيات
السكان والفالحة تكون ملكا للجماعة .أما إذا كانت قليلة فتملك من طرف األفراد والعائالت .وفي استطاعة
حق الملكية على المياه التصرف فيها كما يشاء ،كبيعه أو كراءه مستقال عن األرض.
وفي الغالب ،تكون الحقوق العرفية على الماء شفوية ،واثبات ملكية الماء أو حق استعماله والتصرف
1
فيه ،يقع على عاتق الجماعة.
2.2.2التشريع اإلسالمي
تعتبر أحكام الشريعة اإلسالمية ،مصد ار مهما في التشريع المائي بالمغرب ،ويتجلى البعد التشريعي
لهذه األحكام في جل النصوص القانونية المتعلقة بالماء ،وخاصة على مستوى تحديد الحقوق على مصادر
فحسب الشريعة اإلسالمية ،المسلم له الحق في استعمال الماء عند الحاجة بدون قيد وال شرط .فهو
ملك الجماعة حتى ال يستغل كوسيلة للضغط ،بل يبقى شركة بين الناس ينتفع منه الكل شربا وسقيا وغير
ذلك.
ورد في القرآن الكريم لفظ الماء ،في ثالثة وستين موضعا ،مجملها ذكر في السور المكية (24
موضعا) ،لقد ارتبط بدء الخلق بعنصر الماء ،وقد نطقت بهذه الحقيقة اآلية الثالثون من سورة األنبياء في
وما انفك الرسول (ص) ،يتحدث عن الماء مئات المرات .فهو يوصي بضرورة االقتصاد فيه وعدم
تبذيره وحسن استغالله عند الحاجة وال يجب احتكاره ،فهو ملك للجميع ومشاع بين أفراد األمة اإلسالمية.
277
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
جاء في الحديث الشريف " :الناس شركاء في ثالثة أشياء :الماء والكأل والنار" .1لذا ،فال تجوز ملكية األنهار
2.2فترة الحماية
في بداية القرن العشرين ومع دخول الفرنسيين ،شهد التشريع المائي بالمغرب تغييرات جذرية ،فالقوانين
لم تكن في عهد الحماية تصدر دفعة واحدة ،بل كان يتم إصدار قانون معين وتجربته على أرض الواقع ،وقد
تم إصالح الهفوات واصدار قانون آخر (حتى ال يؤدي ذلك إلى ثورة األهالي المالكين لألرض والماء) .وقد
اعتبرت الظهائر الثالثة ( 2422و 2424و ،)2423األصل والمرجع الرئيسي للتشريع المائي في فترة
2
الحماية.
وأول نص قانوني منظم للملك المائي العمومي صدر في .2422 -22 – 22وقد وضع هذا القانون
قائمة من األمالك غير القابلة للتصرف ،من ضمنها الموارد المائية (األنهار ،الضايات ،اآلبار ،العيون
وغيرها).
وفي شأن الملك العمومي ،أصدرت سلطة الحماية ظهير فاتح يوليوز ،2422واعتبر بمقتضاه الماء
ملكا عموميا للدولة ،مع اعترافها للمستفيد من ملكية ماء العيون والسواقي بهذا الحق .وبذلك ،فهو يعد أول
ظهير حدد المشرع من خالله المياه التي تدخل ضمن الملك العمومي .ومن أجل التوفيق بين مصالح الحقوق
المكتسبة والمعمرين ،تم تعديل 3قانون ،2422وذلك بصدور ظهير 4نونبر .2424
وبحكم الظهيرين ،أضحت مجمل الموارد المائية محتكرة من طرف الدولة .فمثال ،ال يجب على أي
شخص استغالل المياه في أغراض فالحية أو صناعية ( يفوق صبيبها 233ل/ي) دون الحصول على
رخصة إدارية تسلمها اإلدارة العامة لألشغال العمومية المكلفة بإدارة الملك العمومي.
وفي شأن تنظيم المياه ،في فاتح غشت 2423أصدر المشرع ظهي ار جديدا ،اعتبر الماء ملكا عموميا،
-1إدريس بلمحجوب ( ،)2322المائدة المستديرة الثالثة حول قانون الماء ودور القضاء وشرطة المياه في تفعيله ،ص .42
-المرجع ذاته ،ص .224 2
-قانون يجمع بين التشريع والتنظيم ،كما يتضمن مجموعة من األعراف المحلية ومبادئ التشريع اإلسالمي. 3
278
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إلى وقت قريب كان التشريع المائي بالمغرب يتكون من نصوص يعود تاريخ بعضها إلى بداية عهد
الحماية .إال أن هذه النصوص أضحت غير مالئمة لحاجيات العصر .فالتنمية االقتصادية واالجتماعية في
ظل العولمة تفرض قانونا حديثا وفعاال يتماشى مع المتطلبات الراهنة .وذلك من أجل تنمية الرصيد المائي،
وتأمين الحاجيات المائية المتزايدة .ومن هذا المنطلق ذهب المشرع إلى إصدار قانون جديد للمياه.
وعلى هذا األساس تم إخراج قانون الماء 23.43للوجود ،الذي ضم 220مادة موزعة على 20
بابا ،1تتشكل من عدة نصوص تشريعية تنصب كلها في السياق العام لتنظيم المياه على جميع المستويات.
وبذلك ،يعتبر اعتماد هذا القانون مرحلة مهمة نحو سياسة وطنية كفيلة باالستجابة للحاجيات المائية
يسعى هذا القانون ( )23.43بشكل عام ،إلى إقرار سياسة وطنية مائية تقوم على نظرة مستقبلية،
تأخذ بعين االعتبار تطور الموارد المائية من جهة ،والحاجيات الوطنية من جهة أخرى ،وذلك في إطار
ترشيد استعمال الماء وتعميم االستفادة منه وتضامن الجهات وتدارك الفوارق بين المدن ،وصوال إلى غاية
هذا إلى جانب مجموعة من األهداف الفرعية التي يمكن تلخيصها في النقط التالية:
-وحدانية الموارد التي تأخذ بعين االعتبار ،النظرة الموحدة الشمولية للموارد المائية على المستويين
الكمي والكيفي؛
-تخطيط منسجم ومرن الستعمال المياه على مستوى الحوض المائي أو على المستوى الوطني؛
-تدبير المياه في إطار وحدة جغرافية هي الحوض المائي في اتجاه تدبير ال مركزي للمياه؛
279
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
-خلق إدارة مالئمة وفعالة تمكن من تحقيق األهداف المرسومة ،بإشراك السلطات العمومية وكافة
-حماية كمية األمالك العامة المائية ونوعيتها في مجموعها والحفاظ عليها من الضياع والتبذير؛
-الرفع من قيمة االستثمارات الخاصة بالماء ،أخذا بعين االعتبار المصالح االقتصادية واالجتماعية
يرتكز قانون الماء 23.43على عدة مبادئ أساسية تتلخص فيما يأتي:
-التشاور حول سياسة الماء على المستويات الثالثة الوطني والجهوي والمحلي؛
-التضامن الوطني من خالل ال مركزية قرار تدبير الماء بفضل خلق وكاالت األحواض؛
-الرفع من المردودية الزراعية بفضل تحسين شروط تهيئة واستعمال المياه المخصصة لالستعمال
الفالحي؛
-وضع جزاءات واحداث شرطة للمياه لجزر كل استعمال غير مشروع للماء ،أو كل فعل من شأنه
ويالحظ أن قانون الماء ،23.43يرتكز على مبدإ مهم متعلق بضمان جودة الماء وحمايته من
التلوث ،فهناك نصوص ذات طابع مباشر تعالج مجاالت المحافظة على الملك المائي العام ومحاربة
التلوث .وأيضا ،على مدارات المحافظة ومدارات المنع ،وأخرى ذات طابع غير مباشر تعالج مسألة الحقوق
من خالل قراءتنا لقانون الماء ،23.43خلصنا إلى كون هذا القانون حمل بين طياته أشياء جديدة
استهدفت تقنين مكونات الملك المائي العمومي (اعتبار الماء ملكا عموميا) ،واعتبار الماء عنص ار اقتصاديا
280
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
واقرار مبدأ التضامن في مجال الماء ،واتخاذ الحوض المائي كوحدة متكاملة لتدبير الموارد المائية .إضافة
إلى نظام محاربة التلوث ومدارات المحافظة والمنع ،ووضع آليات الحماية المائية.
يقدر مجموع المواد القانونية التي تطرقت للماء المخصص لالستعمال المنزلي ،بحوالي 22مادة
قانونية أي ما يناهز % 24.3من مجمل المواد القانونية الواردة في القانون الجديد .ولعل هذا ما يعكس،
األهمية القصوى التي يحتلها قطاع الماء الصالح للشرب ضمن السياسة العامة للدولة ،نظ ار للطلب المتزايد
لقد أصبح بموجب هذا القانون لزاما على المياه المخصصة لالستعمال الغذائي أن تكون صالحة
للشرب ،طبقا لمعايير الجودة المحددة بنص تنظيمي .فقد تم منع عرض أو بيع ماء غير صالح للشرب موجه
للتغذية .إضافة ،إلى منع كل نظام للتوزيع يكشف الماء الموجه للتغذية.
كما تم إحداث مناطق للحماية حول نقط أخذ المياه المخصصة للتغذية العمومية ،سواء تعلق األمر
بمدار حماية مباشرة للمنشآت من التلوث البكتيري ،أو بمدار الحماية من التلوث الكيميائي ،ومن شأن هذه
المدارات أن تؤمن جودة الماء بكيفية قانونية صارمة .وألجل أداة أكثر فعالية في مراقبة هذه الجودة ،تم إلزام
اإلدارة المعنية بهذه المراقبة بتحليل الماء بصورة دورية من طرف مختبرات معترف بها وطنيا.
في الواقع ،لم يعط قانون الماء 23.43أهمية كبرى للمياه المخصصة للقطاع الصناعي .فهناك غياب
شبه تام لمواد قانونية واضحة وصريحة بشأن استعماالت الماء في القطاع الصناعي (الصناعة من أكثر
القطاعات تلويثا للمياه العذبة) ،باستثناء بعض المواد القانونية التي تمنع تلويث المياه .فقد منع المشرع
(المادة )32القيام بدون ترخيص مسبق بصب أو رمي أو إيداع مباشر أو غير مباشر في مياه سطحية
281
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
وطبقات جوفية .1ألن ذلك من شأنه أن يغير من جودة المياه .وقد ربط إيداع أو إفراغ النفايات الصناعية في
وبموجب قانون الماء ( 23.43المادة ،)32تم منع إفراغ المياه المستعملة في األودية الجافة وفي
اآلبار والسواقي .2كما تم منع رمي المياه المستعملة داخل المدارات الحضرية والمراكز المحددة والتجمعات
عموما بمكن القول ،إن النصوص القانونية المتعلقة باالستعمال الصناعي للماء ،غير واضحة وغير
كافية للحد من التلوث الصناعي وخاصة الكيميائي .وتعكس مرونة القوانين ،من خالل ارتباط توجهات الدولة
الرامية إلى تشجيع االستثمارات األجنبية في القطاع الصناعي .فحسب المسؤولين ،إن صرامة القوانين قد
تؤدي إلى انخفاض االستثمارات .باإلضافة إلى ذلك ،يالحظ الغياب التام ألية مادة قانونية تحدد قدر
يتضمن قانون الماء ،23.43عدة نصوص ذات بعد بيئي .فهناك نصوص قانونية صريحة وضمنية
يستشف من خاللها تعدد صيغ المحافظة على الموارد المائية من التلوث ،حيث نجد نصوصا تفيد المنع
الكلي لرمي النفايات الملوثة في مجاري المياه ،وأخرى تشترط الحصول على ترخيص مسبق أو االلتزام
بشروط محددة .بينما نصوص أخرى تفرض عقوبات على المخالفين اتجاه الملك العام المائي (إقرار مبدأ
لقد أخذ هذا القانون على عاتقه بعض االحتياطات لتفادي تدهور الموارد المائية ،وصلت إلى
عقوبات زجرية في حق المخالفين .3ويالحظ أن النصوص المنظمة لسلطات الشرطة المائية (الباب 20من
المادة 232إلى )220مكونة من الشرطة القضائية ،واألعوان الذين يتم إعدادهم لهذا الغرض ،ويترأسهم
-1محمد بنيحيى ( ،)2333قانون الماء ،سلسلة نصوص ووثائق ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،الطبعة
األولى ،ص .24
-2المرجع ذاته ،ص .22
-3المرجع ذاته ،الباب الثالث عشر ،شرطة المياه المخالفات والعقوبات ،ص .40-42
282
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
وكيل الملك ،واداريين من طرف و ازرة التجهيز .استنادا إلى المادة ،234- 232حيث تبرز اختصاصات
الشرطة المائية والوسائل المخولة لها ممارسة مهامها ،فإن دور الشرطة المائية يتجلى في السهر على ضبط
المخالفات (تلويث الماء وسرقة الماء ورخص جلب الماء وغيرها) التي ترتكب في حق الملك المائي العمومي
العقوبات
المالية (درهم) الحبسية المادة المخالفات
433إلى 2333 شهر إلى سنة 223 هدم كلي أو جزئي لمنشآت الملك
العام المائي
(222فقرة)2 الترامي على الملك العام المائي أو
2233إلى 2333 شهر إلى سنة بدون المستعملة المياه استعمال
رخصة
233إلى 3333 شهر إلى سنتين 220 جلب المياه بدون رخصة
224 صب وسيالن وايداع ورمي مباشر أو
2233إلى 3333 شهر إلى سنة غير مباشر للمياه والمواد الملوثة في
الملك المائي العام بدون رخصة
223 والتهييئات باألشغال القيام عدم
2233إلى 3333 _ والواجبات التي حكمت بها المحكمة
داخل األجل المحدد
2233إلى 3333 تالثة أشهر إلى سنة 222 شغل منشأة صدر في شأنها منع من
طرف المحكمة
المصدر :قانون الماء ،سلسلة نصوص ووثائق ،الطبعة األولى .2333ص .42-44-43
يمكن القول إذن ،إن قانون الماء 23.43جاء ببعض المستجدات همت البعد البيئي ،لكنها تظل
غير كافية لحماية الموارد المائية من مخاطر التلوث .كما يصعب تطبيقها بمعزل عن اآلليات الضرورية
لتفعيلها على أرض الواقع .ويبقى غياب نصوص قانونية صريحة لتقنين بعض العمليات ،كتحديد الكميات
القصوى التي ال يجب تجاوزها أو إفراغها في المجاري المائية ،أكبر ثغرة تستوجب المعالجة.
283
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إن أهم فكرة جاء بها قانون الماء ،23.43تتمثل في التدبير المندمج والالمركزي للماء في إطار
جغرافي مالئم ،أال وهو "الحوض المائي" ،1وذلك ،بإدخال تدبير تشاركي وتشاوري وال مركزي غير شرعي
للمجلس األعلى للماء والمناخ ،وعبر إحداث وكاالت األحواض .وحسب المادة 23و 22من قانون الماء
،23.43أصبحت وكالة الحوض مؤسسة تقوم بإعداد التخطيط المائي وادارة شؤون الماء بصفة شاملة.
لعدد القوانين التي صدرت كآلية لتعزيز حماية البيئة ودعم كل الجهود الرامية للنهوض بهذا القطاع وقد
في هذا الصدد ،جاء قانون الماء في صيغته الجديدة رقم 04.23بعد عشرين سنة من إصدار القانون
رقم ،23.43ويعد هذا القانون الجديد ثمرة مشاورات موسعة على المستويين الوطني والجهوي ،كما جاء هذا
حد من ضرورة
القانون في سياق ما أقره دستور سنة 2322بربط الحق بالواجب ،والمسؤولية بالمحاسبة كما ّ
االندماج بين السياسات والفاعلين.2
وتتمثل أهمية هذا القانون في تعزيز المكتسبات التي تحققت بفضل قانون 23.43فضال عن تطوير
الحكامة في قطاع الماء من خالل دعم التدبير المندمج والتشاوري والالمركزي للموارد المائية ،باإلضافة إلى
سن مقتضيات جديدة تتعلق بتشجيع استعمال المياه غير االعتيادية والحماية من الفيضانات واألخطار
المرتبطة بالماء.
المخططات التنموية .وأصبحت الحكامة الجيدة في تدبير الماء مطلبا أساسيا في ظل التغيرات المناخية
-1يراد بالحوض المائي ،كل المساحة التي يصرفها مجرى مائي وروافده من المنبع إلى المصب .أو كل مجموعة جهوية
مكونة من أحواض وأجزاء أحواض مائية .وتعين حدود كل حوض بنصوص تنظيمية.
-2قانون الماء رقم ،23.04الجريدة الرسمية ،عدد 4242المؤرخة في 22ذو القعدة 2202الموافق 23غشت .2324
284
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
والهيدرولوجية وخاصة توالي سنوات الجفاف .وبالنظر أيضا إلى الطلب المتزايد على الموارد المائية ،وهو ما
لقد نهج المغرب منذ 2443استراتيجية مالئمة للتحكم في موارده المائية لتلبية الطلب المتزايد،
وارتكزت هذه االستراتيجية على سياسة السدود ،التي شكلت عنص ار مهيكال في تدبير الموارد المائية الوطنية،
خاصة في مجال تخزين المياه السطحية ،مما أتاح توسيع مساحة األراضي المسقية إلى مليون ونصف مليون
من جانب آخر ،وفي مجال تدبير الموارد المائية ،شكل نظام الحكامة المعتمد على وحدة الحوض
المائي دعامة أساسية في وضع مقاربة محلية لتدبير المورد المائي ،مع تبني مبادئ التضامن بين الجهات
والمساعدة عن طريق الدعم من قبل الدولة ،كما تم أيضا تسجيل خطوات مهمة في المجال المؤسسي،
خصوصا مع صدور قانون الماء 23.43والمحين في ،04.23الذي جاء ليدعم التدبير المندمج والتشاركي
والالمركزي للموارد المائية لكل حوض مائي ،وادخال آليات مالية لحماية الموارد المائية والحفاظ عليها.
بدأ اهتمام المغرب بإنشاء السدود منذ حقبة االستعمار الفرنسي ،خالل القرن الماضي ،حيث أنشئت
عدة سدود أهمها سد " سيدي امعاشو" 2424وسد "القنصرة" و"اللة تاكركوست" ،2403وسد
"إنفوت" ،2422وأقيمت هذه السدود بهدف إنتاج الطاقة الكهربائية ،وتلبية حاجيات مياه السقي.
واصل المغرب بعد االستقالل سياسة بناء السدود (جدول رقم ،)43وذلك بهدف تعبئة الموارد المائية
واالستجابة للحاجيات المتزايدة لمياه السقي وضمان تزويد المناطق الفالحية بمياه الري في ظل التقلبات
-1تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي ( ،)2323-2322الحكامة عن طريق التدبير المندمج للموارد المائية في
المغرب ،رافعة أساسية للتنمية المستدامة ،ص .22
285
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم :15تطور عدد السدود وطاقتها االستيعابية بالمغرب بين 7108 - 0153
160 18000
140 16000
120 14000
12000
100
10000
80
8000
60
6000
40 4000
20 2000
0 0
1956 1974 1981 1995 1997 2002 2010 2013
ويتوفر المغرب على شبكة مهمة من السدود الكبرى والمتوسطة والتي يفوق عددها 224سدا ،تفوق
0
طاقتها االستيعابية 2.3مليار متر ،0ويصل عدد السدود التي تتجاوز طاقتها االستيعابية 233مليون متر
22سدا أي ما يمثل %43من مجموع الطاقة االستيعابية لمجموع المنشآت المائية بالمغرب .بينما السدود
تبنى المغرب منذ بداية التسعينات من القرن الماضي سياسة جديدة في مجال بناء وتشييد السدود
حيث أوصى المجلس األعلى للماء والمناخ في دورته الثانية في ماي ،2444بضرورة االهتمام بالسدود
التلية والبحيرات .وانطلق هذا البرنامج على الصعيد الوطني لبناء حوالي 333بحيرة تلية ،1تتراوح مساحة
األحواض المائية التي أنشأت عليها هذه السدود التلية ما بين 233و 23333هكتار ،وال تتجاوز حجم مياه
286
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
وتتجلى األهداف المتوخاة من إنشاء السدود التلية بالمغرب ،في سقي بعض المجاالت المحيطة بها
لكنها ذات مساحات زراعية محددة .وتساهم هذه السدود أيضا في توريد الماشية بالمناطق الشبه جافة وتغذية
تطور مسلسل التخطيط للموارد المائية في المغرب بشكل كبير في العشر سنوات األخيرة ،واعتمد على
آليات عصرية ومقاربة ال ممركزة وتشاركية جهوية ،مكنت السلطات العمومية من رؤية واضحة على المدى
شكل قانون الماء ،23.43توجها أساسيا في إعداد مشروع المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة
للموارد المائية ،PDAIREكما استهدف هذا المخطط احترام التوجهات المحددة في االستراتيجية الوطنية
لقطاع الماء وتوخي مواكبة البرامج القطاعية وبلوغ التكامل الضروري ونخص بالذكر برنامج المغرب
تم وضع هذا المخطط لمدة 23سنة على األقل ،ويمكن مراجعة هذا المخطط كل خمس سنوات ما
عدا إذا اقتضت الظروف االستثنائية تغير محتواه قبل هذه المدة .وتحدد نصوص تنظيمية شروط ومسطرة
قدم المغرب سنة 2334مخططا وطنيا للماء PNEيهدف إلى توفير 3مليارات مكعبة من الماء
مستقبال منها 2.3مليار متر 0عبر التحكم في تدبير القطاع واالقتصاد في استعمال الماء بإدخال تقنيات
وتقدر الحاجيات المائية بالمغرب حسب المخطط الوطني للماء( )2334ب 20.2مليار متر ،0ويتوقع
أن يصل هذا الطلب إلى 24.2مليار متر 0في أفق سنة .2303وتروم االستراتيجية الوطنية التي تضمنها
المخطط الوطني للماء سنة 2334إلى تحقيق جملة من األهداف ،نجملها في ما يأتي:
287
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
-التدبير المحكم للطلب على الماء وتثمينه ،واالقتصاد في الماء عبر السقي الموضعي عوض السقي
االنجذابي وغيرها؛
-تدبير وتنمية اإلمكانات المائية وذلك من خالل تعبئة حوالي 2.3مليار متر 0عن طريق تعبئة 2.2
مليار متر 0من المياه السطحية ،وذلك ببناء 43سدا كبيرا ،ومجموعة من السدود الثلية في مختلف األحواض
-حماية الموارد المائية والمحافظة على المجال الطبيعي ،يتمثل ذلك في المحافظة على الفرشات
المائية ،واعادة تكوين مخزونها وتطعيم الفرشات المائية وحماية جودة الموارد المائية ومحاربة التلوث؛
-متابعة إصالح اإلطار التشريعي والقانوني ،عن طريق مراجعة قانون الماء من أجل جعله أكثر
0.2دور مخطط المغرب األخضر في الحفاظ على الموارد المائية والرفع من اإلنتاج الفالحي
يروم مخطط المغرب األخضر PMVالذي أطلقته الدولة المغربية سنة ،2334إلى تمكين القطاع
الفالحي على الصعيد الوطني من دينامية متطورة ومتوازنة ،تراعي الخصوصيات المحلية ،وتعمل على
تثمي ن اإلمكانات ومواجهة تحديات رهان العولمة ،وضمان تنمية للفالحة المغربية والتحكم في اإلكراهات التي
تواجه قطاع الفالحة على مستوى مياه السقي ،من خالل تقديم الدعم الستعمال أنظمة السقي المقتصد للمياه
(من 232ألف هكتار حاليا إلى 422ألف هكتار في أفق ،1)2323وتنمية فالحية عصرية ذات إنتاجية
عالية أو ذات قيمة مضافة عالية تساهم في الرفع من دخل الفالح وتساهم كذلك في الرفع من قيمة الناتج
الداخلي الخام.
إن من أولويات مخطط المغرب األخضر ،PMVالحفاظ على الموارد الطبيعية الهشة ،في مقدمتها
الموارد المائية .من ثم قدمت الدولة عدة تسهيالت للفالحين من أجل اعتماد تقنية التنقيط Goutte à
،Goutteوالتي تتجلى في استفادة الفالح من نسبة تمويل قد تصل إلى (%233معطيات المديرية اإلقليمية
288
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إلى جانب هذه المخططات ،هناك العديد من البرامج الوطنية التي تم وضعها بهدف تشجيع اقتصاد
1
وتثمين الموارد المائية في الفالحة ،نذكر منها على الخصوص:
-البرنامج الوطني القتصاد الماء في السقي ،PNEEIالذي يهدف إلى إعادة تحويل 333333
هكتار إلى السقي المركز ( ،)2323 -2334والرفع من إنتاجية وتثمين الماء ،والتدبير المستدام للموارد
المائية.
-برنامج توسيع السقي ،PRIالذي يرمي إلى تثمين 22مليار متر 0في السنة ،وتحقيق االستفادة
من االستثمارات العمومية في مجال تعبئة موارد المياه (السدود) ،والرفع من القيمة المضافة الفالحية بما
يقارب 2.0مليار درهم في السنة ،والرفع من مداخيل الفالحين ،والتخفيف من ظاهرة الهجرة صوب المدن.
يتميز تدبير الماء في المغرب بتعدد المتدخلين على المستوى المركزي والجهوي والمحلي ،من هيئات
استشارية وادارية وفاعلين محليين ومنتخبين ومستعملي الماء ،وكذلك تعدد المؤسسات العمومية وشبه
العمومية التي تعمل على تدبير إنتاج وتوزيع الماء الصالح للشرب ومياه السقي (الشكل رقم .)23
289
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إن بلوغ تنمية مستديمة للمياه -بمجال جغرافي يتسم بخصوصيات ومميزات تشابه معطيات تلك
التي تتوفر عليها منطقة أسيف المال -مجاط ،في إطار تطبعه ندرة الموارد المائية وارتفاع الطلب ،ال يمكنها
أن تحقق إال باإلشراك الفعلي لكل المتدخلين وخاصة مستعملي مياه السقي في كل مراحل مسلسل تنمية
الموارد المائية وأهمية التفكير بشكل جماعي للتغلب على التحديات التي تطرحها عملية تعبئة الماء ونذرته
بالنظر لكون هذه المادة الحيوية تشكل أحد مفاتيح التنمية المستدامة.
2.0تشكل وكالة الحوض المائي لتانسيفت مؤسسة لخدمة تدبير الموارد المائية المحلية بالمنطقة
290
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تمتد منطقة نفوذ وكالة الحوض المائي لتانسيفت على حوالي 0.3من التراب الوطني (مساحة
منطقة نفوذ الوكالة تقدر بحوالي 22.433كلم .)2تضم في ذلك الحوض المائي لتانسيفت ،وأحواض صغرى
كحوض أسيف المال ،حوض شيشاوة ،...إضافة إلى الحوض الساحلي لقصوب – إيكوزولن.
ثم إن المجال الجغرافي الذي تشغله الدائرة السقوية أسيف المال – مجاط ،يعتبر مجاال تابعا لنفوذ
دائرة وكالة الحوض المائي لتانسيفت من حيث توزيع الموارد المائية كامله.
فوكالة الحوض المائي لتانسيفت تعمل على تدبير الموارد المائية بالمنطقة مراعية في ذلك العالقة
بين الحاجيات والموارد وذلك طبعا بعد إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية التابعة
لنفوذها ،وكذا السهر على تنفيذه وتطبيقه ،وبناء على ذلك يتم تزويد المكتب الجهوي لالستثمار الفالحي
بالكميات المائية المبرمجة لهذا األخير والموجهة للسقي أساسا سواء السقي الكبير أو المتوسط أو الصغير،
ليكون المكتب الجهوي لالستثمار الفالحي هو اآلخر مسؤوال عن تدبير وتوزيع هذه الكميات المائية في
تتمتع وكاالت األحواض المائية بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي وتترأس مجلسها اإلداري الذي
-إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية التابعة لمنطقة نفوذها؛
-السهر على تنفيذ المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية داخل منطقة نفوذها؛
التي ينص عليها المخطط -منح الرخص واالمتيازات الخاصة باستعمال الملك المائي العام
291
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
-تقديم كل مساعدة مالية وكل خدمة وخصوصا المساعدة التقنية لألشخاص العامة أو الخاصة التي
تطلب منها ذلك سواء من أجل وقاية موارد المياه من التلوث أو من أجل القيام بتهيئة الملك المائي العام أو
استعماله؛
-إنجاز كل قياسات مستوى المياه والمعايير وكذا الدراسات الهيدرولوجية والهيدروجيولوجية والخاصة
-إنجاز كل قياسات الجودة ،وتطبيق مقتضيات قانون الماء والقوانين الجاري بها العمل والمتعلقة
بحماية موارد المياه واعادة جودتها وذلك بتعاون مع السلطة الحكومية المكلفة بالبيئة؛
2.2.0تلعب وكالة الحوض المائي لتانسيفت دو ار مهما في المحافظة على جودة الموارد المائية
تعمل وكالة الحوض المائي لتانسيفت من جهتها على بذل مجهودات كبيرة في مجال تدبير الموارد
المائية ،باعتبارها القائمة على شؤون الحوض فيما يخص تدبير الموارد المائية وتسييرها ،كما أن مسألة
الحفاظ على جودة هذه الموارد تعتبر من بين أولوياتها الرئيسية ،حتى يتسنى لها تطبيق المهام المنوطة بها.
ففي إطار تدبير الموارد المائية المتوفرة بكافة الحوض المائي لتانسيفت والذي تنبسط تحت نفوذه
الدائرة السقوية ألسيف المال – مجاط (موضوع البحث والدراسة) تحتل مسألة محاربة التلوث أهمية قصوى
ضمن أهداف وكالة الحوض المائي ،وذلك أن هذه األخيرة واعية جدا بمدى تأثير التلوث الناجم عن مختلف
األنشطة االقتصادية المتواجدة بالمنطقة .في هذا السياق قامت اللجنة بوضع مخطط للتدابير المستعجلة
الكفيلة بالوقاية من كل أنواع التلوث واجتنابها والتي تهدد مياه حوض تانسيفت ،خصوصا في المقاطع التي
تعرف استغالال مكثفا للموارد المائية ،ويعتبر المجال السقوي أسيف المال – مجاط أكثر هذه المقاطع تعرضا
0.2.0دور المخطط المديري للتهيئة المندمجة للموارد المائية بأحواض تانسيفت في المحافظة على
تعتبر مهمة المراقبة والمحافظة على جودة الموارد المائية التي تتكلف بها وكالة الحوض المائي
لتانسيفت ،خطوة رئيسية ضمن مسلسل التدبير المستدام للموارد المائية بالمنطقة .حيث تتخذ من المخطط
292
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
لحماية جودة المياه بحوض تانسيفت مرجعا أساسيا في مجال المحافظة على الموارد المائية من التلوث
بجميع أشكاله ،ويبرز هذا المخطط االستراتيجية التي يجب إتباعها من أجل تحقيق نمو مستدام للموارد
المائية والمحافظة عليها ،وهذا من شأنه أن يؤمن تلبية الحاجيات المتوقعة من الماء على المدى البعيد
والمتوسط بالنسبة لجميع القطاعات وعلى رأسها القطاع الفالحي .كما يسعى هذا المخطط إلى تحقيق
-تقويم قابلية الموارد المائية للتلوث ومدى تأثير مصادر التلوث على جودة المياه السطحية والجوفية؛
-وضع تصورات حول أهداف الجودة ،عمليات إزالة التلوث ،باإلضافة إلى مجموعة من الخطوات
2.0يقوم المكتب الجهوي لالستثمار الفالحي للحوز بمجهودات كبيرة في مجال تدبير الموارد المائية
لعل المناخ الذي يطبع المنطقة ،والذي يتسم بكونه مناخا جافا إلى شبه جاف ،يتميز بتغيرات وتقلبات
مطرية حادة سواء على المستوى السنوي أو البيسنوي ،هذه األخيرة تنعكس سلبا على متطلبات السقي وكذا
لهذا السبب فإن االستغالل العقالني للموارد المائية وكذا المحافظة على عدم تبذيرها كان وال يزال من
أهم األهداف التي تحظى باألولوية في البرنامج العملي التي تسهر إدارة المكتب الجهوي لالستثمار الفالحي
على تنفيذه.
في هذا اإلطار يشرف المكتب الجهوي لالستثمار الفالحي للحوز ،على إعداد برنامج استغالل مياه
السقي ،الذي يقتضي تقنين الدورات المائية والتدبير الصارم لمختلف التجهيزات والمنشآت الهيدروفالحية.
-1وكالة الحوص المائي لتانسيفت ،المخطط المديري للتهيئة المندمجة للموارد المائية بأحواض تانسيفت وقصوب واكوززلن،
تقرير توليفي ،دجنبر ،2322ص .2
293
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
كما تجدر اإلشارة إلى أن إعداد هذا البرنامج يتم بإشراك جميع الهيئات المستفيدة من مياه السقي
والمؤسسات المعنية بمنطقة نفوذ المكتب الجهوي لالستثمار الفالحي ،وعلى رأسها وكالة الحوض المائي
تعتبر المديرية اإلقليمية للفالحة DPAبشيشاوة المؤسسة الوصية على تدبير الموارد المائية داخل
التراب اإلقليمي لشيشاوة ،إذ لع بت دو ار فعاال في عملية تدبير هذا المورد الحيوي من خالل مراقبة الموارد
المائية وتتبعها.
لقد عرفت المنطقة وضعية بيئية متدهورة ،واستغالال كبي ار للموارد المائية المتاحة في فترات الجفاف
على الخصوص ،كما أن نمط السقي االنجذابي المعتمد من قبل الفالح ساهم إلى حد كبير في ضياع وتبذير
كميات هامة من المياه ،مما انعكست سلبا على الميزانية المائية التي تتوفر عليها المنطقة .هذه العوامل
شكلت دافعا حقيقيا إلى ضرورة التدخل بصفة استعجالية من قبل المديرية اإلقليمية للفالحة بشيشاوة ،وذلك
بوضع برنامج عملي ينبني على مجموعة من التدابير واالستراتيجيات وخطط العمل من أجل الوقوف على
كل المظاهر التي تجسد تبذير الموارد المائية المتوفرة ،كما يروم هذا البرنامج إلى استعمال عقالني للموارد
ولكي يكون تدخل المديرية اإلقليمية للفالحة أكثر نجاعة ،لم يستثن الجانب التواصلي مع الفالح الذي
يعتبر الحلقة األساسية ضمن مسلسل تدبير وتنمية الموارد المائية بالمجال.
294
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم :13نوعية الدعم المقدم من مديرية الفالحة للفالحين بالمنطقة
فمن خالل نتائج العمل الميداني (مبيان رقم ،)44تبين أن نسبة %24من الفالحين يتلقوا إرشادات
من المديرية اإلقليمية للفالحة بشيشاوة ،وذلك من أجل تحسيسهم بالمشاكل البيئية وأخذ التدابير الالزمة
للحفاظ عليها ،ثم تحسيسهم باالستعمال العقالني لألسمدة ودفعهم للقيام بتحاليل للمياه والتربة ،قبل بداية
الموسم الفالحي ،وذلك لمعرفة الحاجيات الحقيقية للمزروعات من األسمدة .فيما النسبة المتبقية %22من
الفالحين استفادت من دعم تقني يتمثل في تزويد الفالحين بالعتاد الفالحي (تقنيات جديدة مقتصدة للماء
2.0دور المركز الوطني للدراسات واألبحاث حول الماء والطاقة بمراكش في تدبير الموارد المائية
تم إنشاء المركز الوطني للدراسات واألبحاث حول الماء والطاقة ( ،)CNEREEالتابع لجامعة
القاضي عياض بمراكش سنة .2332وذلك في إطار برنامج السنوات الخمس ( )2332 -2333من طرف
و ازرة التعليم العالي وتكوين األطر والبحث العلمي ،وبنية البحث والتنمية .ويعد هذا المركز جزءا من السياسة
العامة التي وضعتها جامعة القاضي عياض من أجل االندماج في المجال االجتماعي واالقتصادي في
295
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
البالد .وهذا يعكس رغبة في دعم جهود التنمية وجعل الجامعة أداة للتنمية التكنولوجية واالجتماعية
واالقتصادية.
تعتبر مواضيع الماء والطاقة ،من األولويات الرئيسية لهذا المركز ،نظ ار لآلثار والقضايا االجتماعية
واالقتصادية التي يمثلها ،خاصة في بلد كالمغرب ،حيث يتم التعبير عن نذرة الموارد بطريقة هيكلية ومواتية
لالقتصاد الوطني ،ومواجهة التحديات ،وتحسين المعرفة وتطوير التكنولوجيات المالئمة ،والتكامل المندمج
لهذه الموارد .وذلك في إطار تكامل المؤسسات األخرى المعنية بقطاع الماء كوكالة الحوض المائي.
وي هدف البحث العلمي للمركز إلى تحقيق تنمية ترافق البرامج الوطنية ،التي تندمج في إطار األولويات
الوطنية للبحث ،والذي حددته اللجنة الدائمة المشتركة للبحوث العلمية والتكنولوجية المغربية للتنمية.
وتجرى المشاريع البحثية الجارية أو المقترحة على البحوث الجامعية (سواء أكانت هذه البحوث تتناول
مواضيع حول حوض تانسيفت ومناطق أخرى من المغرب) داخل المركز ،في مختبرات تابعة له (مختبر
ويقوم مركز الدراسات واألبحات حول الماء والطاقة ،بدراسة مواضيع عدة حول المياه ،وتتلخص أهم
محاورها في ما يأتي:
296
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إن انخراط الفالحين بالمنطقة في برامج تكوينية أقيمت من قبل المؤسسات المعنية بتدبير مياه السقي،
خاصة المديرية اإلقليمية للفالحة بشيشاوة ،تبقى ذات أهمية كبيرة في مجال تدبير الموارد المائية وعقلنة
تدبيرها.
من خالل المبيان رقم ،42تبين أن نسبة %23.42من الفالحين بالمنطقة انخرطت في برامج
تكوينية ،فرغم قلتها إال أن لها وقعا إيجابيا لدى الفالحين من خالل تحسين اإلنتاج الفالحي ،وعقلنة تدبير
الموارد المائية.
رسم بياني رقم : 97نسبة انخراط الفالحين في البرامج التكوينية الخاصة بتحسين اإلنتاج الفالحي وعقلنة تدبير الموارد
المائية
10.62%
ال نعم
89.38%
وتتم هذه التكوينات في مختلف المناطق المجاورة (مبيان رقم ،)44أي المؤسسات التابعة للدائرة
السقوية أسيف المال -مجاط والتي ينتمي إليها فالحو المنطقة ،فمثال شيشاوة تمثل بنسبة ،%24مراكش
،%22أو في ملتقيات دولية أو وطنية كالملتقى الوطني للزيتون بالعطاوية نسبة %2أو في الملتقى الدولي
297
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
4.0يشكل الوعي بتدبير الموارد المائية بالمنطقة ،ضرورة أكيدة لنجاح وتكريس مفهوم التدبير لهذه
الموارد
يعتبر سلوك اإلنسان على وجه العموم والفالح على وجه الخصوص ،مؤشر أساس في فهم عقليته
وبالتالي مستوى الوعي الذي يعبر عنه هذا الفالح ،فأغلب فالحي المنطقة لهم وعي كامل بأهمية الماء
وضرورة تدبيره بصورة استعجالية وناجعة ،لكن مشكل هذه الفئة هو أن التصور الذي تحمله في ذهنها يظل
تصو ار نظريا ،يحتاج إلى جهة مسؤولة تترجم هذا الطموح ،محملة المسؤولية لآلخر الذي تجسده المديرية
اإلقليمية للفالحة .وفئة قليلة من الفالحين ال تحمل فك ار محددا ووجيها عن الماء وضرورة تدبيره ،في ظل ما
يتضح إذن ،أن أولى خطوات تحقيق التدبير المستدام للموارد المائية فوق رقعة مجالية كيفما كانت
خصائصها الجغرافية ،هو إنجاح ثقافة التدبير وعقلنة السلوك فيما يخص استعمال الماء السيما ضمن
2.0إحداث جمعيات مستعملي مياه السقي الهدف من ورائها إدماج الفالحين وتحسيسهم بترشيد
298
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تتطلب عمليات الصيانة والتجهيز الهيدروفالحي وتدبير مياه السقي إمكانات لوجيستيكية ومالية
وبشرية مهمة .ولتحقيق هذا المطلب لجأت الدولة إلى خلق جمعيات مستعملي المياه ألغراض زراعية في
إطار التسيير التشاركي ،وتم بموجب ذلك تفويت تدبير مياه السقي للفالحين المستفيدين داخل المدارات
السقوية المعنية .وأنشأت هذه الجمعيات بمقتضى مرسوم رقم 2 -42 -234المتعلق بجمعيات مستعملي
1
المياه ألغراض زراعية.
وتتشكل مداخيل الجمعية من مساهمة المنخرطين ،أو من اإلعانات المقدمة من قبل الدولة ثم إتاوات
واجبات السقي للمنخرطين ،ويتم خلق هذه الجمعيات إما من قبل الدولة أو بطلب من تلثي مستغلّي األراضي
الزراعية.
كما يتوفر مجال الدراسة ،على جمعيات لتدبير مياه السقي في إطار التدبير التشاركي وذلك بالدائرة
السقوية أسيف المال – مجاط ،ومن خالل العمل الميداني تم جرد 2جمعيات موزعة على المجال.
299
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
من خالل الجدول رقم ،02نسجل أن الجمعيات المهتمة بتدبير السقي بالمنطقة حديثة العهد ،حيث
تم إحداث جميعها في سنة ،2323لذلك فإنشاء هذه الجمعيات دليل على مسؤولية الفالحين فيما يخص
تدبير مواردهم المائية ،على اعتبار أن منخرطي هذه الجمعيات هم فالحو المنطقة .وبحكم حداثة هذه
الجمعيات نجد تدخالتها غير كافية حسب آراء الفالحين نسبة ( %22.00مبيان رقم .)44
28.76%
71.33%
وحسب تصريحات الفالحين فيما يخص نتائج أو أدوار هذه الجمعيات ،فتتمثل في توفير مياه السقي
بنسبة ،%24.22وتنظيم مياه السقي بنسبة ،%04.22فيما نسبة %02.32من الفالحين متشائمون من
300
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
31.02% 29.77%
توفير مياه السقي
تنظيم السقي
ليست ھناك نتائج
39.21%
صورة رقم :82جانب من الدورات التكوينية الميدانية لفائدة الفالحين نظمت من طرف مديرية الفالحة بمعية جمعية
المستقبل لتدبير مياه السقي "بأسيف المال"
22يوليوز 2323
-القيام بأشغال صيانة السواقي الترابية واإلشراف على بناء السواقي اإلسمنتية؛
-القيام بدورات تكوينية لفائدة الفالحين بمعية مسؤولي مديرية الفالحة بشيشاوة (صورة رقم )02؛
301
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
-التقليص من سرقة المياه واألضرار التي تعرفها شبكة الري وذلك بتحسيس الفالحين ،بالمسؤولية مع
-تدبير مياه السقي ،وفرض غرامات مالية على المخالفين للقانون الداخلي للجمعية.
302
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خاتمة
يحتل الماء أهمية استراتيجية في المخططات االقتصادية واالجتماعية للمغرب لما له من أدوار في
التنمية المستدامة ،وبالنظر إلى الموقع الجغرافي لمجال الدراسة ضمن مناخ جاف يتميز بفصلية واضحة
تجعل من نذرة الموارد المائية أحد اإلكراهات األساسية التي فرضت على المنطقة تعبئة مواردها المائية
والحفاظ عليها وترشيد استعمالها عبر إصدار قوانين ونصوص تنظيمية لحماية الموارد المائية ،وانشاء
مؤسسات ،وخلق جمعيات مستعملي المياه ألغراض زراعية وغيرها ،بهدف التحكم في عمليات االستخراج
إن السياسة المائية المتبعة في المنطقة ،لم تتمكن من تجاوز كل التحديات المطروحة ،فإذا نجحت
في تحقيق بعض المكاسب ،فإنها فشلت في الكثير .فلحد اآلن لم تتمكن من معالجة مجموعة من القضايا،
كاستفحال مخاطر التلوث المائي ،وتبذير مياه السقي وغيرها ،بل وعجزت عن تحقيق تعبئة مائية متوازنة.
فإصدار القوانين وبلورة استراتيجيات يكتسي أهمية كبيرة في قطاع الماء ،من حيث تحديد المسؤوليات
وتوزيع األدوار على المؤسسات المعنية ،بهدف تحسين استغالل المياه والمحافظة عليها ،لكن اإلشكال
المطروح هو أج أرة هذه السياسة على أرض الواقع ،فهناك ثغرات جوهرية تستوجب المعالجة الفورية ،مع
تفعيل التدابير التي جاء بها قانون الماء 23.43والمحين في 04.23على أرض الواقع .وهذا مطلب
أساسي إذا ما أردنا تدبير مندمج ومستدام لمواردنا المائية ،لذلك فمسؤولو قطاع الماء بالمغرب مدعوون أكثر
من أي وقت مضى إلى تقييم وتقويم السياسة المائية المتبعة ،للتمكن من تحصين المكتسبات ورفع التحديات
لتحقيق رهان أمن مائي وغذائي لحوالي أربعين مليون نسمة في أفق سنة .2323
303
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
مقدمة
إذا كانت السياسة المائية المتبعة بالمنطقة قد أعطت أولوية مطلقة لتعبئة الماء ،فإنها لم تعطه أهمية
كبرى من حيث التدبير العقالني والمستدام والحفاظ على جودته ،فهي تظل غير قادرة على المحافظة على ما
هو متوفر من المياه كما ونوعا .كما يصعب عليها التحكم في الطلب المائي الذي يرتبط باحتياجات السكان
وسلوكاتهم.
أمام هذا الوضع ،وبالنظر إلى الوضعية الحالية للموارد المائية بالمنطقة ،نجد السياسة المائية تعرف
تحديات عدة ،قد تطرح تخوفا كبي ار حول مستقبل الماء بالمجال تصل به إلى درجة العجز المائي ،مما
يفرض ضرورة اللجوء لموارد مائية غير تقليدية لتلبية حاجيات السكان.
ولتجاوز هذا األمر ،استلزم ذلك التفكير في خلق مشاريع مائية مستقبلية ،الهدف منها توفير المياه
لمختلف الحاجيات التنموية الحالية ،وتجاوز تحديات المنطقة .في هذا الصدد ثم إنشاء سد "تاسكورت" أو
"أبو العباس السبتي" على واد أسيف المال كمنشأة مائية توفر كميات مهمة من المياه لالستعمال المنزلي
وألغراض زراعية .إضافة إلى القيام بمشروع تبليط السواقي الترابية بالمنطقة ،حيث يقلل من هدر المياه
ورغم وجود هذه المشاريع المائية ،إال أنها تبقى غير كافية في منطقة تعاني بشكل كبير من نذرة
مواردها المائية خاصة السطحية منها .مما استوجب طرح فرص أخرى لتجاوز هذه الوضعية الحالية،
وبمعرفتها يمكن اتخاذ ما يلزم من إجراءات ترتكز على سياسة التدبير المندمج للموارد المائية .هذه األخيرة
تقوم على إشراك كافة الفاعلين والمعنيين في قطاع الماء في إطار مقاربة تشاركية .سياسة تلبي حاجيات
304
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تكون لها انعكاسات وخيمة على األمن المائي بالمنطقة إذا لم يتم اعتماد تدبير مندمج للمياه يستجيب
لمقاييس الحداثة .فالوضع الحالي ،يقتضي إيجاد أجوبة مالئمة لنقائص تدبير المياه وتحديات الندرة التي
تعتبر الموارد المائية من بين القطاعات المرتبطة مباشرة بالمناخ في المغرب ،لذا فالتغيرات المناخية
المرتقبة ستكون لها تأثيرات قوية على هذا المورد الحيوي .وقد أنجزت العديد من الدراسات التوقعية حول
في القرن .22هذه الدراسات ركزت على ما سيجري في بعض األحواض المائية الرئيسية ، 1مثل ورغة
.)2010
تعاني المنطقة من مشاكل متعددة ،ارتبطت جلها بالظروف الصعبة التي تعيشها الساكنة في ظل
التغير المناخي وتوالي سنوات الجفاف .لقد عجزت الدولة وكذا المجتمع المدني عن التصدي لهذه المشاكل
في هذا الصدد ،قمنا باستطالع آراء الفالحين حول المشاكل التي ال تزال المنطقة تعاني منها خاصة
في الميدان الفالحي بشكل كبير ،والتي تعيق استدامة مياه السقي بها.
-1سعيد الهينا ( ،)2320 -2322آثار التغيرات المناخية على البيئة المغربية والتدابير المتخذة على مستوى الميثاق الوطني
للبيئة والتنمية المستدامة لمواجهتها ،بحث الماستر ،كلية اآلداب والعلوم االنسانية ،الجغرافيا ,ص .4
305
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
الفالحين %
50
41,9
40
32,1
30
20
20
10
10 5,5 5
0
قلة ارتفاع عمق جفاف ملوحة التربة شدة التبخر ارتفاع درجة
التساقطات اآلبار العيون الحرارة
من خالل المبيان رقم ،232يتبين أن المنطقة تعاني من تحديات طبيعية مرتبطة بالماء ،في مقدمتها
قلة التساقطات المطرية هذا ما صرحت به نسبة %22.4من الفالحين ،و %02.2من الفالحين يعانون
من ارتفاع عمق اآلبار ،ونسبة %23يشتكون من جفاف العيون ،بينما نجد %23.3موزعة على الفالحين
الذين يعانون من ارتفاع درجة الح اررة وشدة التبخر وملوحة التربة.
يتزايد الطلب على الماء بالمغرب بوثيرة سريعة نتيجة النمو الديمغرافي وتوسع المساحات المسقية
إن حجم استعمال الماء لألغراض المنزلية بإقليم شيشاوة ،يعرف تدبدبا كبي ار بين مختلف المناطق،
وهذا نتيجة الظروف الطبيعية بين مناطقها ،وأنه نتيجة كذلك لضعف مشاريع التنمية المتوازنة بين تلك
المناطق وعدم إعطاء األولوية القصوى للمناطق ذات الحاجة الملحة لتوفير المياه لها .وبما أن عدد سكان
المنطقة يزداد باستمرار في كل جماعة من جماعات إقليم شيشاوة ستزداد معه الحاجيات المائية للسكان
بشكل كبير ما بين 2323و ( 2303جدول رقم ،)00األمر الذي لن تستطيع الموارد المتاحة حاليا تلبيته
306
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
جدول رقم :88تطور احتياجات السكان من الماء الشروب ببعض جماعات إقليم شيشاوة ()7181 -7105
يعد قطاع الفالحة أكثر القطاعات االقتصادية استهالكا للموارد المائية بالمغرب .يستهلك لوحده أكثر
من %42من مجموع الموارد المائية المعبأة ،والباقي يتم استغالله في الصناعة والخدمات السياحية وفي
االستعماالت المنزلية ،ويقدر حاليا الطلب على الماء بحوالي 20.2مليار متر ،0ومن المنتظر أن يرتفع هذا
الطلب في أفق 2303إلى 24.2مليار متر ،0بينما سيزيد حجم العجز المائي خالل الفترة نفسها من 2إلى
3مليار متر.0
يلعب القطاع الفالحي دو ار هاما في األمن الغذائي وفي الجهود المبذولة لتحقيق تنمية ريفية متكاملة
داخل منطقة الدراسة ،باإلضافة إلى مساهمته في االستقرار السكاني من خالل التقليل من الهجرة القروية.
لكن توسع المساحة المزروعة والمسقية ،لم يرافقه استخدام طرق ري حديثة تقلل من تبذير استهالك
الماء وتزيد من كفاءة الري خاصة المزروعات الصيفية (البطيخ األحمر واألصفر) ،وبالتالي ازدياد الحاجة
إلى ضخ كميات كبيرة من المياه ،وهو األمر الذي يؤدي إلى تراجع مستويات الفرشات الباطنية.
307
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تشرف على تدبير قطاع الماء بالمغرب عدة مؤسسات سبقت اإلشارة إليها في هذا البحث ،1وتشمل
الجهات المعنية بخدمة الماء الصالح للشرب ومياه السقي ...الخ ،لكن المالحظ في هذه المؤسسات أنها تحد
من تداخل االختصاصات واألدوار وبالتالي تضارب المصالح نتيجة ضعف التنسيق فيما بينها ،ويمكن أن
هذه التحديات تنعكس سلبا على مردودية العمل المؤسساتي لقطاع الماء وفعاليته ،مما يؤدي إلى
ضعف التدبير المندمج للمياه .إن التدبير الجيد والمعقلن للموارد المائية يقتضي التقليل من التعددية وخلق
إطار مؤسسي واحد قادر على تنسيق العمل وتأمين الحاجيات المائية المتزايدة.2
إن القوانين والتشريعات العاملة في القطاع المائي ،خاصة مجال السقي ،تضمن الحفاظ على استدامة
ال عقالني لألسمدة وللمبيدات ،والحفر العشوائي لآلبار وبدون رخص ،وتبذير مياه السقي عبر استعمال طرق
تقليدية وغيرها.
وباعتبار قانون الماء ،23.43أداة منظمة للمياه بالمغرب ،حيث يتضمن عدة مواد تتناول المحافظة
على مصادر المياه وت نظيم طرق االنتفاع بها وأولويات استخدامات المياه ،والعقوبات بحق المخالفين لهذا
النظام ،ورغم إخراج قانون الماء الجديد 04.23إال أن تطبيق هذه القوانين وكل األنظمة المتعلقة بتدبير
308
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
قطاع الماء في المغرب يتطلب الحزم وعدم التهاون في ذلك .ونسرد بعض التحديات التي تعيق تنفيذ قانون
الماء 04.23والتي من شأنها أن تؤثر سلبا على كفاءة تخطيط وتدبير الموارد المائية ،كاآلتي:
-شح الموارد المائية وسرعة استنزافها مما يجعل مواد القانون ال تواكبها؛
-ضعف دور الجهات المعنية بتنفيذ مواد القانون والتشريعات المناطة بها؛
-ضعف التنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة مما يؤدي أحيانا إلى عدم تطبيق القوانين؛
-العديد من المناطق المغربية تعمل في تدبير مواردها المائية باألعراف المحلية دون تطبيق القانون.
تتعرض الموارد المائية بالمغرب على الرغم من قلتها ،لخطر التلوث مما يقلل من جودتها ومنها المياه
السطحية التي تجري داخل بعض األودية التي تخترق المجاالت الحضرية والمناطق الصناعية ،وتستقبل
بعض األودية أحجاما مهمة من المقذوفات الصناعية والمنزلية والتي تلقى داخل المجاري المائية دون معالجة
أولية ،وبعض من هذه المياه التي تصرفها األودية تستعمل دون معالجة في عمليات السقي.
وتتعرض الفرشة المائية لمجال الدراسة للتلوث بشكل كبير الناتج عن االستغالل المفرط للمواد
الكيماوية في المجال الزراعي واستعمال مخصبات كيماوية ومبيدات بشكل عشوائي من جهة والتلوث
البيولوجي الناتج عن تسرب مياه الصرف الصحي التي تضم مؤشرات ب ارزية .ومن خالل العمل المخبري
واألمونيوم ) ،(NH4+وباإلضافة إلى وجود مؤشرات هناك تركز كبير لمؤشرات النترات ()NO3-
بكتيريولوجي .إذ يعتبر هاذين المؤشرين الكيماوي والبكتيريولوجي مصدرين مهمين لتدهور جودة المياه
الجوفية والسطحية ،الشيء الذي يؤدي إلى عدم مطابقة مياه السقي للمعايير المعمول بها .مما يشكل تهديدا
للصحة العامة والموارد الطبيعية والمائية خاصة .وهذا ما يستدعي تدخال عاجال من طرف السلطات المعنية
309
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
لمختلف الحاجيات التنموية الحالية ،باإلضافة إلى إيالء االهتمام الكامل بضرورة تنويع تلك المنشآت المائية،
وبنائها على أسس مدروسة ،ألن ذلك هو السبيل األهم لالستفادة منها مستقبال.
في هذا الصدد ،ومن أجل التخفيف من العجز المائي الذي تعانيه المنطقة ،تم بناء منشآت مائية
تهدف إلى االقتصاد في المياه والمحافظة عليها ،وتتمثل هذه المنشآت في إنشاء سد "أبو العباس السبتي"
على واد أسيف المال ،ثم تبليط السواقي الترابية ،من الطبيعي ،أن هذه المنشآت تساعد على توفير المياه
.0سد " أبو العباس السبتي " منشأة مائية لضمان استقرار ساكنة المنطقة
يعد سد " تاسكورت" أو سد " أبو العباس السبتي" ،من بين السدود الرئيسية في المنطقة ،إذ يعتبر
يقع سد "أبو العباس السبتي" على بعد 233كلم من مدينة مراكش ،وحوالي 43كلم شرق شيشاوة
(خريطة رقم ،)24تم تشييده على واد أسيف المال بجماعة أسيف المال سنة 2334وأعطيت انطالقته سنة
،2322كما تطلب بناء هذا السد 223مليون درهم .1وتم ترحيل العديد من األسر القروية القريبة من مكان
تشييد هذه المنشأة المائية ،وتعويض األراضي التي تم استغاللها للساكنة المحلية.
1
- Agence de Bassin hydraulique Tensift, 2015.
310
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
المصدر ،إنجاز شخصي باعتماد برنامج نظم المعلومات الجغرافية +Arc gisمعطيات وكالة الحوض المائي لتانسيفت.
وقد تم اختيار موضع سد أبي العباس السبتي بعناية روعيت فيه مجموعة من الشروط منها
الطبوغ ارفية ،الجيولوجية ،البيومناخية ،باعتبار موضع السد ملتقى معظم الروافد اآلتية من جبال األطلس
الكبير الغربي .وذلك بسعة تخزين تقدر بحوالي 23مليون متر( 0صورة رقم ،)04وقد وصلت سنة 2322
سعة تخزينه 22مليون متر .0أما في ما يتعلق بالمواصفات التقنية للسد ،فهو من نوع الخرسانة المدكوكة،
311
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ويبلغ علوه األقصى 23مت ار .ويتماشى إنجاز هذا السد مع روح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،ومع
24أبريل 2322
ويضم السد مفرغا للحموالت (صورة رقم )04يتكون من عتبة تتوسط المنشأة بعرض 44مت ار يتناقص
ليصل إلى 23مت ار بالسافلة ،يمكن من إفراغ 2323متر 0في الثانية ،كما تم إنجاز مفرغ آخر للقعر فوق
األساس بالضفة اليمنى للسد يتكون من ممر يبلغ عرضه مترين وعلوه 0أمتار وطوله 03مترا ،إضافة إلى
ممر جانبي بقطر 333ملم ،ويمكن هذا المفرغ من تمرير صبيب يبلغ 42مت ار مكعبا في الثانية عند
يعتمد السد على آليات تقنية لمراقبة منسوب المياه أو تحركات المياه ،خاصة عند حدوث تساقطات
مطرية فجائية ،ويتم تسجيل مؤشر منسوب السد بواسطة كاميرات للمراقبة (صورة رقم .)23ففي سنة 2322
عاشت منطقة أسيف المال عزلة تامة عن العالم الخارجي بسبب األودية والسيول المحاصرة لها جراء
الفيضانات واألمطار التي شهدتها ،وكذلك بسبب المياه القادمة من سد أبي العباس السبتي الذي امتأل عن
312
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
أخره ،وشملت دواوير "تلمعدنت ،دار النمس ،سيدي ابراهيم أوسحاق ،تكدار ،أمين غزر ،أنبذور ،تاسكورت"
24أبريل 2322
24أبريل 2322
313
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
يهدف سد "أبو العباس السبتي" إلى تنظيم الري ،وسقي 4433هكتار في منطقة أسيف المال
ومجاط ،و 2333هكتار في منطقة ادويران ،وتزويد مدينة شيشاوة والمراكز والدواوير المجاورة بالماء الصالح
للشرب ،وكذا حماية المناطق والبنيات التحتية المتواجدة بالسافلة من الفيضانات .كما تكمن أهمية هذا السد
في كونه يستهدف منطقة تشتغل أغلبية ساكنتها بالفالحة ،وتشكو من خصاص كبير في البنيات التحتية
وسيوفر السد حماية أفضل للساكنة وممتلكاتها من مخاطر الفيضانات التي قد تنتج عن الحموالت
يتضمن مشروع اإلعداد الهيدرو -فالحي للدائرة السقوية أسيف المال ،إنجاز قنوات الربط بين سد "أبي
العباس السبتي" والدائرة السقوية ( 02كلم) ،وتأهيل شبكة الري التقليدية من أجل تحسين نجاعتها وضمان
تدبير أفضل للمياه ( 223كلم) ،وتطوير قدرات الفالحين في مجال تدبير وصيانة شبكة الري.1
وحسب مسؤولي وكالة الحوض المائي لتانسيفت سوف يتم العمل بأهداف السد أواخر سنة ،2322
لكن إلى حدود بداية سنة 2324لم يتم الشروع في تزويد ساكنة شيشاوة بالماء الشروب وأجرأة أهداف السد
في أرض الواقع ،مما يطرح العديد من التساؤالت لدى الساكنة حول أسباب تأخر ذلك.
من خالل المبيان رقم ،232يتضح التذبذب الكبير في الواردات المائية لسد "أبو العباس السبتي"
خالل سنة ،2322إذ تظل في مجملها ضعيفة إلى متوسطة ،هذا ما يمكن إرجاعه إلى ندرة التساقطات التي
تلقتها منطقة تشييد السد ،وهو ما سيكون له بالضرورة تأثير سلبي على المجال الفالحي.
314
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم :017جحم الواردات المائية لسد "أبو العباس السبتي" سنة 7104
25
حجم المياه (بمليون متر)3
20
15
10
5
0
الشهور
أمام االرتباط الوثيق ما بين الفالحين وسواقيهم التقليدية ،هذه األخيرة ،أصبحت عاجزة عن القيام
بتحويل المياه إلى الحقول الفالحية ،وأمام هذا الوضع عملت المديرية الفالحية بشيشاوة وبشراكة مع جمعيات
مستعملي المياه ألغراض زراعية على تبليط السواقي الترابية (صورة رقم ،)22حيث همت هذه العملية
سواقي أسيف المال اعتبرت مرحلة أولى لتشمل في مرحلة ثانية سواقي مجاط ،وذلك للحفاظ على مياه
المنطقة من التبذير وعقلنة استعمال المياه .وفي هذا اإلطار يتم تقديم مجموعة من اإلعانات التي ترتبط في
غالبيتها بتزويد هذه الجمعيات باإلسمنت والحديد ،تتكلف بعد ذلك الساكنة بتقديم اليد العاملة في كثير من
األحيان.
315
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
صورة رقم :40عملية تبليط السواقي بالمنطقة "ساقية تاورداست" بأسبف المال
24يناير 2324
دول العالم خاصة منها الدول التي تعاني من ندرة المياه وتدهور جودتها .هذا باإلضافة إلى ارتفاع كلفة
توفير الكميات الضرورية منها من أجل تلبية احتياجات الساكنة من الماء الشروب واإليفاء بمستلزمات التنمية
وبموازاة مع توفير المياه يتحتم كذلك تطوير أنظمة الصرف الصحي لحماية الموارد من التلوث في
إطار التدبير المندمج للموارد المائية .وكما هو معلوم فإن وضعية وظروف توفير خدمات الماء تشكل أحد
.0مفهوم التدبير المندمج للموارد المائية La gestion intégrée des ressources en eau
أصبح مفهوم التدبير المندمج للموارد المائية يشكل أحد األولويات الرئيسية في قطاع الماء ،من خالل
دعم العديد من االبتكارات التقنية والمقتصدة للماء "كتقنية التقطير" ،بهدف تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية
-1أسماء بلقاسمي وبلعباس بلمامون ( ،)2322إدراج مقاربة النوع في التدبير المندمج للموارد المائية بالوسط القروي
بالمغرب ،دراسة تقنية مدعومة ببحث ميداني بإقليمي إفران وتنغير ،بشراكة بين جامعة األخوين واإلينسكو.
316
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
للحفاظ على وظائف النظم اإليكولوجية ويجعل المشاركة والتعاون بين مختلف الجهات المعنية في تدبير
وأعطت اللجنة االستشارية للشراكة العالمية من أجل المياه ،التعريف التالي للتدبير المندمج للموارد
المائية " :هو عملية تتيح التنمية المنسقة للموارد المائية البرية وغيرها من الموارد ذات الصلة ،لتحقيق أكبر
قدر من الرفاهية االقتصادية واالجتماعية الناجمة عنها وذلك بشكل عادل ال يؤثر على استدامة النظم
اإليكولوجية الحيوية".2
طرحت فكرة العمل بمفهوم التدبير المندمج للموارد المائية خالل السبعينات ،حيث أدرك المهتمون
بقطاع الماء ضرورة تكثيف الجهود لتدبير هذا المورد الحيوي ،في ظل اإلكراهات التي أصبحت تعرفها
الموارد المائية.3
تناولت مجموعة من المؤتمرات الدولية المعنية بالمياه والبيئة ،مسألة الحصول على الموارد األساسية
والحق في الماء ،واتفق المؤتمر الرائد والمعني بالمياه 4الذي عقدته األمم المتحدة في "مار ديل بالتا" سنة
،1977على أن للجميع الحق في الحصول على المياه الصالحة للشرب لتلبية احتياجاتهم األساسية.
ويشتمل إعالن عام 2444بشأن الحق في التنمية ،الذي اعتمدته الجمعية العامة لألمم المتحدة ،على التزام
بأن تكفل جميع الدول فرصا متساوية للجميع في الحصول على الموارد األساسية .وينص هذا اإلعالن
وتم إرساء أسس التوافق على مبدأ التدبير المندمج للموارد المائية خالل المشاورة الدولية بشأن تنمية
1
- Sabrina Kirschke(2011), integrated water resources management : forum research to
implementation, 2nd revised edition, center for environmental research – Leipzig, Germany. P 8
2
- Anil Agarwal et Autre(2000), la gestion intégrée des ressources en eau, partenariat mondial
pour l’eau, comité technique consultatif (TAC), P 24.
3 - Asitk. Biswas (2004), Essay, integrated Water Resources Management : A Reassessment A
Water Forum Contribution, International Water Resources Association , P 249.
4
- Costicà Sofronie and F. S. Stoica (2014), Principles of Integrated Management of Water
Resources within a Hydrographic Basin Application in somes – Tisa Hydrographic Basin, 2nd
International Conference – Water and wetlands, 11 – 13 September 2014, Tulcea (Romania), P
571.
317
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
األرض الذي عقد في ريو دي جانيرو سنة ، 12442الذي ارتكز على تلبية االحتياجات األساسية
واإليكولوجية ،حيث ورد النص على " وجود إعطاء أولوية لتلبية االحتياجات األساسية للنظم االيكولوجية
وعلى نحو مماثل ،تعهدت الحكومات ،في خطة التنفيذ في مؤتمر قمة جوهانسبرغ 2332باستخدام
كافة أنواع األدوات األساسية العامة ،بما في ذلك وضع األنظمة ،والرصد ،واسترداد تكاليف خدمات توفير
المياه" .وبات التدبير المندمج للموارد المائية ،يعتبر اإلطار األنسب من أجل " إدارة سليمة للمياه" وبالفعل،
فإن السياسات الخاصة بالمياه لدى العديد من الشركاء في التنمية أو مؤسسات تمويل التنمية ومن بينها البنك
الدولي ومصرف التنمية األفريقي واالتحاد األوربي وغير ذلك من المؤسسات ،يشددون على ضرورة إرساء
إطار للسياسات العالمية الخاصة بالمياه ،والغاء الطابع المركزي إلدارة الخدمات وزيادة مشاركة أصحاب
ينبغي أن تستند السياسات المتكاملة الخاصة بالمياه ،إلى مبادئ التدبير المندمج للموارد المائية،
ويجب تنسيق هذه السياسات مع القطاعات االقتصادية (الزراعة ،الصناعة ،الطاقة وغيرها) ،على أن يكون
مصدر المياه من الناحية المنطقية الوحدة الجغرافية المعتمدة لتطبيق التدبير المندمج والمتكامل للموارد المائية
ويتعين على الدول بالتالي إرساء إطار تنظيمي يفرض اتخاد تدابير مؤسساتية وقانونية وتنظيمية 2من
أجل:
-إشراك المجتمع المدني والسكان في عملية تخطيط الموارد المائية واعادة تنظيم الخدمات العامة
-إرساء إطار قانوني منطقي وآليات لحل النزاعات وحماية المياه من التلوث ومن االستغالل المفرط؛
1 - Butterworth. J. and Batchelor. C, (2010), finding practical approaches’ to integrated water
resources management, international water and sanitation center, The Hague, Netherlands, P 69.
2
- Vanessa Vaessen et Ramon Bentfuler (2015), intégration de la gestion des eaux souterraines,
dans les organismes de Bassin Transfrontaliers en Afrique, p 10.
318
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
-إعطاء قيمة اقتصادية للمياه التي ينبغي معاملتها على اعتبارها سلعة اقتصادية حيثما تخدم
في غياب الموارد المائية السطحية وضعف إنتاجية الفرشات المائية الجوفية بسبب االكراهات الطبيعية
واالستغالل الزراعي المفرط ،أصبحت عملية التدبير المندمج للموارد المائية ضرورة ملحة تفرضها الوضعية
الحالية بالمنطقة .حيث يؤمل من هذه العملية إشراك كافة الفاعلين المعنيين بتدبير الماء بالمنطقة والتنسيق
إن الهدف من التدبير المندمج للموارد المائية بالمنطقة ،هو االستخدام األمثل والمستدام للمياه في
منطقة أسيف المال – مجاط .ولتحقيق هذا الهدف ال بد من التوصل إلى إعادة التوازن بين العرض والطلب
على المياه (خاصة المياه الجوفية التي هي في حالة حرجة) ،والمحافظة على هذا التوازن من ناحية العرض
(المياه) والطلب ( مستخدمي المياه) .ومن أجل تدبير جيد للموارد المائية بالمنطقة ،يجب على مستعملي
المياه في جميع القطاعات ،خاصة الفالحة ،بذل جهود كبيرة لالقتصاد في الماء وتحسين كفاءة استخدام
المياه ،والحد من تبذيرها .وعلى هذا األساس ،تنبني استراتيجية التدبير المندمج للموارد المائية بالمنطقة ،على
1
- Etude du plan de gestion intégrée des ressources en eau dans la plaine du Haouz (2012),
ABHT, p 19.
319
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
وسعيا وراء تصحيح االختالالت وتجديد السياسة المائية و تبني مقاربة مائية تشاورية و مندمجة في
تدبير الشأن المائي أمام ارتفاع نسبة الخصاص ،الذي أصبح يشكل أزمة خانقة أمام مستقبل استم اررية هذه
المجاالت ،يمكن اتخاذ عدة إجراءات لتجاوز المشكالت المستقبلية وهي كاآلتي:
أمام غياب مؤسسات صناعية كبرى بالمنطقة ،فإن القطاع الزراعي يستهلك الكمية األكبر من المياه
ثم يأتي قطاع استعمال المياه لألغراض المنزلية ،وهذان القطاعان يستهلكان المياه بشكل غير منظم في
الغالب ،إذ تحفر اآلبار بدون ترخيص ويتم تعميقها لعدة مرات من أجل البحث عن المياه الستعمالها في
320
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
كما يقل التزام المزارعين باالحتياجات المائية الفعلية للمزروعات المسقية (البطيخ األحمر واألصفر
على الخصوص) ،واستعمال طريقة الري التقليدي بالغمر والتي تؤدي إلى فقد كميات كبيرة من المياه.
أمام هذا الوضع الحرج القائم بالمنطقة ،لن يكون بذلك الحال إذا ما تدخلت المؤسسات المعنية بقطاع
الماء بشكل جيد والتزمت بمسؤولياتها .وعليه فإن مؤسسات الدولة ذات العالقة بقطاع الماء ستلعب دو ار كبي ار
وهاما في التدخل االيجابي لترشيد استعمال المياه في إطار مخططات مدروسة قابلة للتنفيذ وغير متسمة
باالرتجالية وضعف التخطيط والتنسيق الذي تسير عليه حاليا .باإلضافة إلى دورها في تنفيذ قانون الماء
وتطبيق السياسات المائية والتي تعنى أساس بتنمية مصادر المياه ومراقبة الحفر العشوائي لآلبار.
ورغم كل هذا ،ال يجب إغفال مستخدمي المياه عند تخطيط وتنفيذ مشاريع اإلعداد المائي بالمنطقة،
وبدون تدابير معقلنة لترشيد الطلب على المياه ،فإن كميات من المياه يتم هدرها بالمنطقة ،وهو ما
يشكل خسارة كبيرة لالستثمار المائي ،فهناك مياه تهدر بفعل التسرب في قنوات الشرب والري ،مع العلم أنه
باإلمكان توفيرها بواسطة عمليات الصيانة المستمرة .إن حتمية تزايد الطلب المائي يفرض ضرورة ترشيد
وذلك بالعمل على التقليل من استعمال األساليب التقليدية في الري ومحاولة تعميم استعمال تقنيات
مقتصدة للمياه ،حيث تعمل هذه األخيرة على ترشيد استعمال الموارد المائية كما أنها ذات كفاءة عالية في
استعمال المياه ،إضافة إلى إعادة النظر في نوعية المزروعات المستهلكة للمياه وامكانية زراعة البديل
المناسب.
إذ إن تكلفة هذه التجهيزات مرتفعة جدا وال تتالءم مع دخل الفالحين بالمنطقة من جهة و ضعف
المستوى التعليمي لديهم مما يجعل من إمكانية تسيير و صيانة هذه التجهيزات يشوبها نوع من الخلل.
تقوم بعض الجمعيات بالمنطقة بتوعية الفالحين بضرورة االقتصاد في استعمال المياه ،خصوصا وأن
321
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
إضافة إلى دور الجمعيات ،يمكن تسجيل كذلك دور المؤسسات المعنية بقطاع تدبير المياه بالمنطقة،
خاصة المديرية اإلقليمية للفالحة ،حيث تبذل جهودا كبيرة في مجال االرشاد الزراعي وفي توعية المزارعين
بسقي المزروعات حسب االحتياجات الفعلية ،واستعمال طرق الري الحديثة وذلك عبر الزيارات الميدانية
واللقاءات الجماعية.
إن إلقاء أول نظرة على آلية عمل بعض المؤسسات المعنية بقطاع الماء وكيفية تدخلها ،يعطي فكرة
واضحة عن غياب العمل القانوني أو المؤسسي الواضح .إذ نسجل غياب التطبيق الفعال لقانون الماء -43
23من قبل مؤسسات الدولة المعنية بالتدبير ،حيث يتم حفر اآلبار من قبل الفالحين بطرق عشوائية وبدون
ترخيص من هذه المؤسسات ،كما تتم هذه العملية بالقرب من آبار أخرى مما يساهم في زيادة الضخ وبالتالي
ونتوخى من القانون الجديد (المحين) 04.23أن يأخذ بعين االعتبار جل هذه الثغرات ليتجاوزها وأن
إن تحقيق التدبير المندمج للموارد المائية ،وترشيد استعمال المياه بطرق معقلنة ،ال يتم إال بإشراك
الفاعلين والمجتمع المدني والمؤسسات المحلية والسلطات ،باعتماد مقاربة تشاركية تهدف إلى إرساء سياسة
مائية واضحة عن طريق إعطاء الفرصة للمتدخلين في قطاع المياه التخاذ الق اررات المناسبة.
ويعد العمل التشاركي أحد أهم عوامل نجاح التنمية المجتمعية ،وادماجها في السياسات التنموية يعتبر
منهجية عمل مساعدة على التنمية العادلة ،ويتم ذلك من خالل إشراك الجميع في تسيير جميع مراحل
322
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
-المساعدة على تجاوز المشاكل التي يمكن أن تنتج عن ضعف التنسيق بين مقترحات المؤسسات
-إدماج المواطنين بشكل مباشر في التنمية المحلية وابعادهم عن التصرفات المعارضة مثل التخريب
تشكل مصادر المياه غير التقليدية حال مناسبا لتوفير المياه واستخدامها في عدة مجاالت ،خاصة في
وتعتبر تقنية معالجة واعادة استخدام مياه الصرف الصحي إحدى هذه المصادر غير التقليدية ،والقيام
بهذه التقنية أصبح أم ار تدعو إليه الحاجة الملحة من أجل توفير المياه واالنتفاع بها ألغراض أخرى .وهي
الخيارت التي لجأ إليها المغرب في اآلونة األخيرة رغم كلفتها الباهظة .لتوفير مصدر مائي إضافي من
ا من
جهة والمحافظة على البيئة من جهة أخرى ومن أجل االستجابة للمتطلبات اآلنية والمستقبلية من هذه المادة
الحيوية ،فرض ذلك على المغرب البحث عن تقنية بديلة "تقنية تحلية مياه البحر" .وتعد محطة تحلية مياه
البحر بالعيون بالجنوب المغربي واحدة من أهم المحطات التي تم إنشاؤها للحد من ندرة المياه وفي ظل
غياب خزانات مائية جوفية .وعليه ،فالوقت قد حان للعمل الجدي على إنشاء محطات لتحلية مياه البحر،
خصوصا والمغرب يمتلك ساحال طويال يقدر بحوالي 0333كلم ،وتوجد عليه كثافة سكانية مهمة.
تعاني معظم مصادر المياه الجوفية من التلوث ،بفعل االستعمال المكثف لألسمدة والمبيدات الكيماوية
في النشاط الزراعي ،مما أدى إلى ارتفاع مؤشرات فيزيو – كيميائية كالنترات واألمونيوم ونسبة الهيدروجين،1
وبحكم غياب شبكة الصرف الصحي بالمنطقة ،حيث يتم االعتماد فقط على حفر إليواء المياه المستعملة،
ساهم ذلك في تلوث مياه اآلبار القريبة من هذه الحفر ووجود مؤشرات بكتيريولوجية.
-1انظر الفصل الرابع من الباب الثاني ،المتعلق بجودة الموارد المائية الباطنية بالمنطقة.
323
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
لذلك ،فإن اتخاذ تدابير خاصة لحماية المياه من التلوث ،وأهمها تعميم خدمات الصرف الصحي على
مختلف دواوير المنطقة ،إذ يعتبر أولوية هامة في هذا الجانب .إضافة إلى تجهيز مطارح عمومية للمخلفات
الصلبة ومراقبتها ،ومحاولة رفع مستوى الساكنة والتي تتعامل حاليا برمي تلك المخلفات في مجاري األودية
القريبة بشكل تلقائي غير مدركين للضرر الكبير الذي تحدثه على مستوى تلوث مصادر المياه على المدى
الطويل .هنا ،ال بد من البحث حلول للنفايات الصلبة والسائلة (صورة رقم )22اآلتية من مجازر اللحوم
بسوق األحد بمجاط والتي يتم رميها مباشرة بالقرب من المباني السكنية.
صورة رقم :47النفايات الصلبة والسائلة الناتجة عن مخلفات مجازر اللحوم بسوق األحد بمجاط
2يوليوز 2324
وعلى الرغم من الدور اإليجابي الذي تقوم به الخزانات التقليدية " المطفيات" والمتمثل في تزويد
الساكنة القروية ،إال أن تخزين هذه المياه لمدة طويلة واعتماد مصادر مياه أودية أو أمطار دون معالجة ال
– 1 - Abbott, S., Caughley, B., and Douwes, J., (2007), The microbiological quality of roof
collected rainwater of private dwellings in New Zealand‖ Rainwater and Urban Design 2007,
Sydney, Australia, p 1.
324
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ومن خالل الدراسة المخبرية التي قام بها ( )AZIZ Faissal, 2014التي أجريت على صعيد خزانات
"المطفيات" عبر أخذ عينات موزعة على المجال الريفي ألسيف المال والتي تستخدم لمياه الشرب ،حيث
شملت الدراسة تحاليل بيولوجية وفيزو -كيميائية بين فصل الشتاء والصيف .اتضح أن هناك تلوث في مياه
الخزانات المائية "المطفيات" بمجال الدراسة ،حيث أظهرت النتائج وجود مستوى عال من التلوث العضوي
والبكتيريا والتلوث بالمعادن في هذه الخزانات .فتلوت خزانات المياه بالمعادن مثال راجع إلى نقل الملوثات
الدقيقة من مخلفات منجم وادي أسيف المال نحو هذه الخزانات ،مما يؤدي إلى تراكم بعض هذه الملوثات
في هذه ومن الواضح أن مياه هذه الخزانات "المطفيات" ،تستعمل للشرب واالستعمال المنزلي
المجاالت الريفية ،لذلك إذا لم يتم تطهيرها ومعالجتها بشكل جيد سوف تكون لها أضرار وخيمة على صحة
اإلنسان.
325
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خاتمة
يعاني قطاع تدبير المياه بالمنطقة سلسلة من التحديات تتمثل أهمها في كيفية تدبير ندرة المياه ،والتي
تؤثر بدورها على زيادة استعمال المياه ألغراض مختلفة ،وما يزيد صعوبة التدبير هو تعدد المتدخلين
وضعف التنسيق بينهم باإلضافة إلى ضعف تطبيق القوانين والسياسات المائية .لذلك فإن مستقبل الموارد
المائية بالمنطقة يتأثر بتلك التحديات ،إذ إن بنية المشاريع المبنية والمخططة تعتبر قليلة الفعالية في إحداث
غير أن اتخاد بعض المميزات رغم صعوبة الوضع المائي ،قد يساعد استثمارها في تطوير الموارد
المائية وتدبيرها بالمنطقة ،واألمر يحتاج إلى تحسين إجراءات حماية المياه من االستنزاف والتلوث ،إضافة
إلى زيادة فعالية اإلطار القانوني والمؤسسي ،وزيادة التنسيق والعمل بالمشاركة واالهتمام بالموارد المائية غير
يستدعي ضرورة البحث عن الفرص المتاحة ونقاط القوة التي تميز الوضع المائي بالمجال المدروس وتساعد
على تدبير جيد للمياه ،إذا تمت معرفتها وأُحسن استغاللها ،من خالل إشراك كافة الفاعلين والتخطيط
326
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خاتمة الباب
إن السياسة المائية المتبعة بمنطقة أسيف المال – مجاط ،لم تعط أهمية كبرى للتدبير العقالني
والمستدام ،فهي غير قادرة على الحفاظ على المياه المتوفرة كما وكيفا.
إن تطبيق قانون الماء 23.43والذي تم تحيينه في القانون الجديد ،04.23ووجود مؤسسات تسهر
على تدبير الماء بالمنطقة ،إضافة إلى األعراف التي ابتكرها اإلنسان المحلي ،كل ذلك قد يساعد على خلق
تدبير جيد ،ويقلل من المشاكل الناجمة عن استعمال الماء الفالحي بشكل خاص.
إن بناء المنشآت المائية كسد "أبو العباس السبتي" وادخال أنظمة ري حديثة "كالتقطير" بالمنطقة
لتوفير المياه والحماية من أضرار الفيضانات ،وتحقيق تنمية هيدروفالحية .لكن الملفت للنظر أن هذه
المشاريع الم بنية والمستقبلية غير كافية وقليلة الفعالية في إحداث تدبير فعلي يجمع بين العرض والطلب على
المياه ،خصوصا في مجال يرتكز اقتصاده على النشاط الفالحي الذي يستهلك كميات كثيرة من الماء.
إن الوضع الحالي للمياه بالمنطقة ،يطرح العديد من التحديات التي تقف وراء هذا التدبير الجيد
للمحافظة على الموارد المائية ،أهمها كيفية مواجهة آثار التغيرات المناخية كالجفاف والفيضانات ،وتزايد
استعمال المياه ،وكذا تعدد المؤسسات المتدخلة وتضارب مصالحها ،إضافة إلى ضعف مشاركة الساكنة
المحلية (غياب المقاربة التشاركية) في تخطيط وتنفيذ المشاريع المائية التي تهم مستقبل الساكنة.
وعليه ،فإن مستقبل الموارد المائية بالمنطقة سيتأثر سلبا بتلك التحديات المطروحة ،خصوصا وأنها
تستغل حاليا بشكل غير معقلن ما لم تتخذ اإلجراءات الكفيلة لتحقيق تدبير مندمج للموارد المائية ،والذي
يستلزم تظافر كافة الجهود المؤسسية والضرورية في سبيل تحسين تدبيرها واالستخدام المستقبلي المستدام لها.
327
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خاتــــمة عامـــة
حاولنا من خالل هذه الدراسة المتواضعة ،أن نالمس مختلف أوجه عالقة السكان بالموارد المائية
بإقليم شيشاوة وتحديدا حوض أسيف المال ،فاستنتجنا أن الموارد المائية تتأثر بمدى توفرها وامكانية تجديدها
بالقدرة على االستغالل األمثل ،فالنمو السكاني المتزايد يؤدي إلى زيادة الضغط والطلب على الموارد التي
يحتاجها اإلنسان كالماء والغذاء ،األمر الذي ينتج عنه بعض االختالالت بين ما هو متاح ومحدود ،وهذا
إن زيادة عدد السكان تعني انخفاض حصة الفرد من الموارد المائية ،فالمغرب ومن ضمنه مجال
الدراسة ي تسم بالموارد المائية المحدودة ،أمام التزايد الكبير في مساحة األراضي الزراعية المسقية ،إلى جانب
االستغالل المكثف لهذه األراضي .ومن المعروف أن منطقة شيشاوة تعاني من عجز مائي ،بسبب قلة
التساقطات المطرية التي تغذي المخزون المائي الجوفي ،والحفر العشوائي لآلبار ،واستخدام الطرق التقليدية
في السقي ،وضعف الترشيد في االستخدام األمثل للمياه المنزلية ،وتلوث مياه الفرشة الباطنية جراء االستعمال
العشوائي في الزراعة للمخصبات الكيماوية والمبيدات وغيرها .كل هذه العوامل ساهمت في انخفاض نصيب
جاء موضوع هذا البحث ،في خضم النقاش حول أزمة المياه على المستوى الدولي والوطني وتأثيرها
على التنمية ،والبحث المستمر على البدائل المتاحة للتكيف مع نقصها في ظل التغيرات المناخية التي تستأثر
الرأي العالمي من خالل عقد عدة مؤتمرات أو اتفاقات دولية للنظر في عدة مواضيع كموضوع ندرة الموارد
المائية والتغيرات المناخية ،وكان آخرها مؤتمر األطراف Cop 21بفرنسا 2323و cop 22المنعقد
إن دراسة ومناقشة موضوع الموارد المائية وتدبيرها ،يعتبر موضوعا معقدا بفعل أبعاده المتعددة
االقتصادية واالجتماعية والسياسية والثقافية والتقنية ،ولمعالجته يتطلب ذلك توفر آليات ووسائل متعددة تساهم
في رصد حجم وتوزيع الموارد المائية ،مع توضيح أهم العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة فيها.
328
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
تتميز منطقة الدراسة بمحدودية مواردها المائية وتباينها في الزمان والمكان ،تبعا لهشاشة الوسط
الطبيعي العام ،حيث أن موقعها ضمن المناطق الجافة يجعل سمة الجفاف وندرة المياه معطى بنيويا يؤثر
لقد خلصت هذه الدراسة من خالل مراحلها المختلفة إلى النتائج اآلتية:
-يقع المجال في الجزء الغربي من األطلس الكبير ،يتميز بوجود ثالث وحدات طبوغرافية (الجبل،
-يتسم المجال بهشاشة الوسط الطبيعي ،وتساعد التضاريس المتنوعة في كثافة الشبكة المائية ،إذ
يزداد عدد األ ودية في الجنوب والشرق حيث تشغل المرتفعات ،ويقل عددها في الوسط والشمال حيث
-تساعد البنية الجيولوجية السائدة بالمنطقة على خزن المياه الجوفية (سيادة الصخور الرسوبية) ،كما
تنتشر التربة الضعيفة التطور والخالية من الغطاء النباتي على مساحات واسعة بإقليم شيشاوة ،مما يجعلها
عامل هام لزيادة مخاطر الفيضانات ،نتيجة األمطار الفجائية في مجاري األودية الموسمية.
-يتميز مناخ المجال بالقحولة ،ويعرف تساقطات مطرية غير منتظمة في الزمان والمكان ،كما أنه ال
توجد فصلية واضحة لها ،كما تتميز بشتاء بارد وصيف حار تزداد فيه معدالت التبخر – نتح والتي تؤثر
-يسود الجفاف بالمنطقة ،وتكمن أهم أسبابه في تأثير الرياح الشرقية القادمة من الشرق (الحوز)،
كما تتأثر بنسبة قليلة بالمؤثرات المحيطية القادمة من الغرب (المحيط األطلنطي) .تعتبر المياه الجوفية ومياه
األدوية أهم موارد المياه بالمنطقة ،لكن تعد الموارد المائية الجوفية المصدر الرئيسي لكل االستعماالت
-نظ ار لقلة الموارد المائية المتاحة للسكان ،فإنهم يتوزعون في تجمعات سكانية تتبع أماكن توفر
المياه ،إذ يعيش غالبية السكان بالقرب من ضفاف األودية كواد شيشاوة وواد أسيف المال وغيرها.
بالنظر إلى ظروف السكان الحالية ،فإن الطبيعة االستهالكية للمياه تختلف من منطقة إلى أخرى ،إذ
تعتبر مسألة محورية في تطور المجتمع وأهمية المحافظة على الماء وحسن تدبيره ،ويمكن توضيح ذلك من
329
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
خالل دراسة طبيعة االستهالك عن طريق استمارة البحث الميداني حول أسر المركز الحضري لشيشاوة من
خالل:
يؤثر حجم األسرة على استهالك المياه ،فكلما ازداد عدد األفراد ارتفع حجم االستهالك ،كما أن التعليم
ال يلعب دو ار أساسيا في التوعية بضرورة التدبير واالقتصاد في استهالك الماء بقدر ما يساعد األفراد عل
تبذيره ،تماشيا مع ضروريات ومتطلبات العصر من نظافة وأناقة ،ألن تحسين المستوى التعليمي لألسرة يعني
فيما يتعلق بجودة مياه الشرب بالوسط الحضري شيشاوة؛ نجد أن نسبة كبيرة من األسر أكثر من
%23ال يعتمدون على شبكة توزيع المياه كمياه أساسية للشرب ،ويعود ذلك إلى ضعف جودة الخدمات
المائية ،واحتواء الماء المنزلي على كميات مهمة من السلفات (حسب آراء أرباب األسر).
والى جانب طبيعة استعمال الماء المنزلي ،ومن خالل البحث الميداني المتعلق باستعمال الماء
الفالحي في حوض أسيف المال ،تعتمد المنطقة في النشاط الفالحي على استغالل المياه الجوفية بشكل
كبير(سهل مجاط)؛ حيث تتعدد المنتوجات الزراعية واختالفها حسب احتياجاتها المائية على مدار السنة،
الذي زاد من استنزاف وتراجع مستوى الفرشة الباطنية وتلوث جودة مياهها دون مراعاة ضمان استدامتها.
وبفعل االستغالل الفالحي المكثف ،عرفت مياه الفرشة المائية ارتفاع في المؤشرات الفيزيو – كيميائية
(النترات ،األمونيوم ،نسبة الهيدروجين ،وغيرها) ،كما رأينا من خالل نتائج العمل المخبري ،ويرجع ذلك بفعل
االستعمال العشوائي وغير المعقلن للمخصبات الكيماوية والمبيدات من أجل الرفع من مردودية اإلنتاج ،مما
ساهم في تلوث مياه الفرشة .باإلضافة إلى ذلك ،وبفعل غياب شبكة التطهير بمنطقة مجاط ،يعتمد اإلنسان
القروي على حفر للصرف الصحي ،لكن المشكلة الكبرى هي تأثر مياه آبار السقي والشرب بمياه الصرف
الصحي وبالتالي تواجد للمؤشرات البكتيريولوجية (القولونيات الب ارزية ،CFالقولونيات الكلية أو االجمالية
،CTالعقدية الب ارزية .)STPوهذا الوضع الحرج بالمنطقة يستدعي اتخاد تدابير واجراءات وقائية عاجلة
وآليات لمعالجة فعالة ومستدامة قبل أن يصبح األمر خط ار يهدد حياة اإلنسان الريفي بالمنطقة.
330
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
بالرغم من ذلك ،اتخذت العديد من االجراءات العملية لتدبير المياه ولتفادي العجز الدائم مستقبال ،ومن
ذلك إصدار قانون الماء 23.43والذي تم تحيينه في القانون الجديد ،04.23وتفعيل المؤسسات المختصة
وبناء المنشآت المائية والتنسيق المشترك مع المستخدمين أثناء التخطيط وتنفيذ المشاريع المائية ،ورغم قلة
كفاءة تلك االجراءات إال أنها ساعدت نسبيا على توفير المياه واالستفادة منها بشكل أكبر.
تواجه الموارد المائية تحديات كبرى تؤثر على استدامتها وحسن استغاللها ،لكن أصبح من الضروري
اتخاذ االجراءات الالزمة للتقليل من تلك التحديات ،وكذا تظافر جهود جميع القائمين على الشأن المائي من
واجماال ،يعتبر تدبير الموارد المائية بشيشاوة غير مالئم حاليا ،نظ ار الفتقاده إلى التخطيط والتنسيق
الجيد بين جميع المتدخلين ،باإلضافة إلى االرتجالية التي تطبع معظم التدخالت في هذا القطاع الحيوي
الهام .فعلى سبيل المثال؛ فمن بين أهداف سد "أبو العباس السبتي" تزويد المركز الحضري لشيشاوة بالماء
الشروب وذلك بربط مياه السد بمياه شبكة التوزيع ،لكن الالفت للنظر وحسب آراء الساكنة المحلية هناك
تماطل من طرف المسؤولين في تدبير هذا الشأن ،حيث منذ سنة 2322والساكنة تنتظر بشغف كبير هذا
المشروع الذي تطمح إليه ،كما صرحت نسبة كبيرة من السكان بضرورة تعجيله واخراجه إلى أرض الواقع.
ولكن يجب أن ال ننسى أن الظروف الطبيعية للمجال ،ال تساعد على توفير كميات مائية مهمة
لإليفاء بالمتطلبات المتزايدة منها ،وبالتالي فالتدبير الجيد يستلزم محاولة التكيف مع ندرة المياه من جهة،
وترشيد االستعمال المنزلي والزراعي من جهة أخرى ،وذلك عن طريق زيادة الوعي واإلرشاد المائي واعادة
النظر في النظام الزراعي الحالي عن طريق تقليل استعمال طريقة الري بالغمر ،ومحاولة تعميم طريقة الري
بالتنقيط ،وايجاد البدائل المناسبة التي تغني عن استمرار زراعة المنتوجات ذات االستهالك المائي الكبير مثل
البطيخ األحمر واألصفر وغيرها؛ خصوصا أن 2كلغ من البطيخ األحمر يستهلك حوالي 33لتر من الماء
(منذ البداية إلى النضج) ،واذا قمنا بعملية حسابية حيث حبة واحدة تزن حوالي 24كلغ سوف يتم استهالك
حوالي طن واحد من الماء في كل حبة ،وهذا يفرض إعادة النظر في زرع مثل هذه المنتوجات في مجال
331
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ورغم الحاجة إلى تلك المنتوجات ،إال أن التقليل من زراعتها أو االستعانة بمناطق مجاورة ذات مياه
متوفرة للحصول عليها ،يعتبر أفضل من أن يأتي يوم وقد استهلكت تلك المزروعات جميع مواردنا المتاحة،
إن التحدي الكبير الذي يواجهه المغرب ،هو ترشيد الموارد المائية في القطاع الفالحي واعادة النظر
في االستراتيجية الخاصة باقتصاد وتثمين الماء على مستوى مخطط المغرب األخضر ،فهذه االستراتيجية
تعتمد أساسا على عصرنة الفالحة السقوية عبر تنمية السقي الموضعي على نطاق واسع وتقوية شبكات الري
وصيانتها من خالل دعم الفالح المغربي بمساعدات تقنية ،فالدولة قامت بمجهودات لتشجيع السقي
الموضعي وسطرت هدف ري 333ألف هكتار بالري الموضعي .لكن هذه المجهودات لن تنعكس بشكل
إيجابي على اقتصاد البلد ما لم تصاحبها تغييرات على مستوى نوعية المنتوجات والزراعات ،وبالتالي
فاستمرار االعتماد على الزراعات المستنزفة للمياه يهدد استدامة الموارد المائية .فحاجيات بعض المزروعات
المستنزفة للمياه لن تتغير بتغير طبيعة السقي .إذا فالمشكل المطروح يتمثل في نوعية الزراعات وليس في
لذلك ،أصبح من الضروري تشجيع بعض الزراعات التي تتطلب مياه أقل ولها إنتاجية وعائدات مالية
كبيرة مثل :سلسلة الزيتون ،والتمور ،وهو المنحى الذي اتخذته بعض الدول العربية ،تونس مثال ،حيث يتضح
الفرق بين الزراعة التونسية والمغربية على مستوى المنتوجات الموجهة للتصدير ،فأكبر إنتاج موجه للتصدير
بالمغرب هو الطماطم الطرية والتي تصل إلى حوالي 233ألف طن متبوعة بالبرتقال ،بينما يأتي زيت
الزيتون ب 233ألف طن والتمور على رأس المنتوجات المصدرة بتونس وال يخفى الفارق بين هذه الزراعات
هذا الوضع يدفعنا إلى طرح العديد من التساؤالت ،من قبيل ،هل االستراتيجية المغربية المتبعة في
مجال المياه قادرة على تدبير جيد ومستدام لهذا المورد الحيوي؟ ما الجدوى من خلق مخططات فالحية مثل
مخطط المغرب األخضر ،تشجع على القيام بزراعات مسقية مستنزفة للمياه كالطماطم والبطيخ األحمر
وغيرها؟ لماذا يتم تشجيع الفالح على القيام بمثل هذه الزراعات خصوصا وأنها تُنتج في مناطق تتميز
بالقحولة وندرة المياه؟ أليس من الضروري التفكير في مخططات أخرى بديلة للمخططات السابقة تشجع القيام
332
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
بمزروعات أقل استهالكا للمياه؟ إلى متى سيبقى المغرب يعتمد على الزراعات المسقية مثل الطماطم والفواكه
صحيح أننا لم ندخل مرحلة الخطر في الوضع المائي حتى اآلن ،لكننا لسنا بعيدين عن مشكلة أزمة
المياه التي يعود سببها إلى االستهالك الزائد للمياه الجوفية ،وعدم التوازن بين استثمار الموارد المائية وخاصة
في القطاع الزراعي ،وتناقص كميات التساقطات المطرية وعجزها عن تعويض الفاقد .لذلك االهتمام بالثروة
المائية والحد من تبذيرها وتنظيم استخداماتها أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
333
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
البيبليوغرافيا
بيبليوغرافيا عربية
آدم خليل أحمد ،أحمد ( ،)7117مشكلة إدارة موارد المياه في األراضي الجافة في السودان ،دراسة حالة -
لوالية شمال دارفور ،كلية اآلداب ،جامعة أم درمان اإلسالمية.
أبوالقاسم ،الزياني ( ،)0132الترجمانة الكبرى في أخبار المصمود ب ار وبحرا ،تحقيق عبد الكريم الفاللي، -
و ازرة اإلعالم.
األكحل ،المختار ( ،)7114دينامية المجال الفالحي ورهانات التنمية المحلية ،حالة هضبة بنسليمان، -
الطبعة األولى ،نونبر .2332
برنامج دعم التخطيط الجماعي :المخطط الجماعي لجماعتي مجاط وأسيف المال.2322 ، -
بلقاسمي ،أسماء ،بلعباس بلمامون ( ،)7104إدراج مقاربة النوع في التدبير المندمج للموارد المائية -
بالوسط القروي بالمغرب ،دراسة تقنية مدعومة ببحث ميداني بإقليمي إفران وتنغير ،بشراكة بين جامعة
األخوين واليونسكو.
بلمحجوب ،إدريس ( ،)7100المائدة المستديرة الثالثة حول قانون الماء ودور القضاء وشرطة المياه في -
تفعيله.
بلمودن ،خليد ( ،)7114منخفض مجاط وهوامشه الجبلية في األطلس الكبير الغربي بين الدينامية -
الطبيعية وتدخالت التهيئة .أطروحة الدكتوراه في اآلداب شعبة الجغرافيا ،وحدة الجغرافيا الطبيعية ،كلية
اآلداب ،الرباط.
بوغوليد ،نادية ( ،)7111التنمية المجالية بالمدن الصغرى – شيشاوة -نموذجا ،بحث لنيل شهادة -
الماستر ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،مراكش.
بنسالم ،الرويجل ( ،)7107 -7100انعكاسات التكثيف الفالحي على المنظومة البيئية الساحلية بين -
مصب واد سبو والمرجة الزرقاء ،أطروحة الدكتوراه في الجغرافيا.
بن صالح ،عبد العزيز ( ،)7107شيشاوة منذ ما قبل التاريخ إلى اآلن ،الطبعة األولى. -
334
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
بنعدي ،محمد ( ،)7111تدبير مخاطر تدهور التربة بوادي الزات األوسط ،بحث لنيل شهادة الماستر، -
كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية.
بنيحي ،محمد ( ،)7115قانون الماء ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة نصوص -
ووثائق .الطبعة األولى.
التركي ،ابراهيم ( ،)7112-7112إشكالية استدامة الماء بمنطقة زعير بين قلة الموارد وتزايد الطلب، -
أطروحة الدكتوراه في الجغرافيا ،كلية اآلداب والعلوم االنسانية المحمدية.
تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي ( ،)2323-2322الحكامة عن طريق التدبير المندمج -
للموارد المائية في المغرب ،رافعة أساسية للتنمية المستدامة.
الجديدي ،حسن محمد ( ،)0112مسألة الموارد المائية في منطقة طرابلس ،تكثيف االستعماالت وتناقص -
المياه الجوفية والبدائل المطروحة ،دكتوراه الدولة في الجغرافيا ،كلية اآلداب بالرباط.
(.(FAO
الراضي ،مصطفى ( ،)7112استعمال الموارد المائية في المجال الفالحي بسهل تادلة أية آفاق لتدبير -
مستديم للماء؟ ،بحث نيل الدكتوراه ،كلية اآلداب والعلوم االنسانية –المحمدية.
رحو ،حياة ( ،)7107مشكل الماء في المغرب :خالل القرن العاشر والحادي عشر للهجرة (22 -24م). -
335
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
زيد حسين ،محمد ،آخرون ( ،)7100مقال تصنيف نوعية المياه الجوفية نوع بالسبي باستخدام شبكة -
كوهين العصبية ،المجلة العراقية للعلوم اإلحصائية (.)422 -344
السالك ،بوشعيب ( ،)7104-7108المناخ ودينامية السطح وعالقتهما بالتنمية المستدامة -منطقة -
مليلة نموذجا -مقاربة باالستشعار البعدي ونظم المعلومات الجغرافية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الجغرافية
السلوي ،عبد المالك ( ،)7113التساقطات والحصيلة المائية بالسهول األطلنطية المغربية ،منشورات كلية -
اآلداب والعلوم اإلنسانية المحمدية ،سلسلة ندوات رقم 4
صباحي ،محمد ( ،)7114إشكالية الموارد المائية بالمغرب بين االستهالك والحاجيات الجهوية ،أطروحة -
نيل الدكتوراه ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية – المحمدية.
عيشان المصطفى ،)0111( ،المطفيات أسلوب تراثي لتعبئة مياه الشرب ،مجلة المزارع المغربي، -
إشكالية المديونية القروية .العدد الرابع
المحداد ،الحسن ( ،)7118الماء واإلنسان بحوض سوس ،إسهام في دراسة نظام مائي مغربي .كلية -
اآلداب والعلوم اإلنسانية ،أكادير.
المنصوري ،عبد المجيد ( ،)7111تقييم تقنيات وأساليب المحافظة على المياه واألتربة بجماعة دار -
الكبداني بالريف الشرقي ،بحث لنيل شهادة الماستر ،كلية اآلداب والعلوم االنسانية – القنيطرة.
المنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافة إسيسكو ( ،)2444تدبير الموارد المائية في العالم اإلسالمي. -
منوغرافية شيشاوة .2322 -
مهدان ،امحمد ( ،)7107الماء والتنظيم االجتماعي ،دراسة سوسيولوجية ألشكال التدبير االجتماعي -
للسقي بواحة تودغى ،جامعة ابن زهر أكادير.
الهينا ،سعيد ( ،)7108 -7107آثار التغيرات المناخية على البيئة المغربية والتدابير المتخذة على -
مستوى الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة لمواجهتها ،بحث الماستر ،كلية اآلداب والعلوم االنسانية،
الجغرافيا.
336
إقليم شيشاوة نموذجا: إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة............................................................ أحمد بوحامد
المخطط المديري للتهيئة المندمجة للموارد المائية بأحواض،2322 وكالة الحوص المائي لتانسيفت -
.2322 دجنبر، تقرير توليفي،تانسيفت وقصوب واكوزولن
تدبير واستعمال المياه بمحافظة شبوة (اليمن) بين قلة،)7104 -7108( سعيد،يسلم عوض باكركر -
. شعبة الجغرافيا، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية المحمدية، أطروحة الدكتوراه،الموارد وتزايد الحاجيات
338
إقليم شيشاوة نموذجا: إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة............................................................ أحمد بوحامد
339
إقليم شيشاوة نموذجا: إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة............................................................ أحمد بوحامد
340
إقليم شيشاوة نموذجا: إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة............................................................ أحمد بوحامد
341
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
فهرس الخرائط
خريطة رقم :2توطين مجال الدراسة 82.......................................................................................................
خريطة رقم :2التقسيم االداري إلقليم شيشاوة 82............................................................................................
خريطة رقم :0هم الوحدات التضاريسية بإقليم شيشاوة 14..................................................................................
خريطة رقم :2االرتفاعات بإقليم شيشاوة 11..................................................................................................
خريطة رقم :3االنحدارات بإقليم شيشاوة14...................................................................................................
خريطة رقم :4توجيه السفوح بإقليم شيشاوة 14..............................................................................................
خريطة رقم :2جيولوجية منطقة شيشاوة 12..................................................................................................
خريطة رقم :4أنواع التربة السائدة بشيشاوة 42..............................................................................................
خريطة رقم :4توزيع الغطاء النباتي بإقليم شيشاوة 06.......................................................................................
خريطة رقم :23التوزيع الجغرافي للتساقطات بالمغرب 04.................................................................................
خريطة رقم :22توزيع محطات األرصاد الجوية بإقليم شيشاوة02......................................................................
خريطة رقم :22الشبكة المائية بإقليم شيشاوة 26............................................................................................
خريطة رقم :20توزيع السكان بإقليم شيشاوة خالل 2442و 468.............................................................. 2332
خريطة رقم :22توزيع السكان بإقليم شيشاوة خالل سنة 461..................................................................... 2322
خريطة رقم :23توزيع الكثافة السكانية بإقليم شيشاوة خالل 2442و 460................................................... 2332
خريطة رقم :24توزيع الكثافة السكانية بإقليم شيشاوة خالل سنة 464.......................................................... 2322
خريطة رقم :17توزيع معدالت الفقر بإقليم شيشاوة 462.......................................................................... 2322
خريطة رقم :24البنية السياحية بإقليم شيشاوة 440..........................................................................................
خريطة رقم :24توزيع المحطات الهيدرولوجية بمنطقة شيشاوة 416.....................................................................
خريطة رقم :23التوطين الجغرافي لفرشة أوالد بوسبع418...............................................................................
خريطة رقم :22التوطين الجغرافي لفرشة مجاط 414....................................................................................
خريطة رقم :22توزيع دواوير مجال الدراسة 411...........................................................................................
خريطة رقم :20 :توزيع اآلبار المدروسة بسهل مجاط844.................................................................................
خريطة رقم :22 :توزيع مؤشر النترات NO3-بمياه آبار الدراسة 881.................................................................
خريطة رقم :23توزيع مؤشر األمونيوم +NH4بمياه آبار الدراسة 880................................................................
خريطة رقم :24توزيع مؤشر الموصلية الكهربائية بمياه آبار الدراسة 882...............................................................
خريطة رقم :22 :توزيع السواقي بالمنطقة 844..............................................................................................
342
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
343
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم 24 :توزيع الصبيبات الشهرية لمحطة عبادلة 21 ..................................................................... 2322
رسم بياني رقم :22توزيع األراضي بإقليم شيشاوة 446 .........................................................................................
رسم بياني رقم : 28بنية القطيع بإقليم شيشاوة 448 ..............................................................................................
رسم بياني رقم :24النظام العقاري بإقليم شيشاوة 441 ...........................................................................................
رسم بياني رقم : 30توزيع عينة الدراسة حسب الجنس 411 .....................................................................................
رسم بياني رقم :02توزيع عينة الدراسة حسب السن 414 .......................................................................................
رسم بياني رقم :02المستوى التعليمي للفالحين 410 ............................................................................................
رسم بياني رقم :00الشواهد المحصل عليها الفالحون 410 ....................................................................................
رسم بياني رقم :02أنماط حيازة األرض بمجال الدراسة 414 ..................................................................................
رسم بياني رقم :03حجم الحيازة الزراعية بمجاط 412 ..........................................................................................
رسم بياني رقم :04حجم الحيازة الزراعية بأسيف المال 412 ..................................................................................
رسم بياني رقم :02أنواع الحبوب والمزروعات العلفية بالمنطقة 446 .........................................................................
رسم بياني رقم :04توزيع المغروسات الشجرية 444 ............................................................................................
رسم بياني رقم :04توزيع أهم المغروسات األرضية 441 .......................................................................................
رسم بياني رقم :23نسبة توزيع األراضي المسقية والبورية بجماعتي مجاط وأسيف المال 444 ...........................................
رسم بياني رقم :22تطور مساحة المزروعات المسقية (حسب رأي الفالحين) 440 ........................................................
رسم بياني رقم :22تراجع مستوى الفرشة المائية الباطنية (حسب رأي الفالحين) 440 ....................................................
رسم بياني رقم :20أهم المنتوجات الفالحية األكثر استعماال للماء 444 ......................................................................
رسم بياني رقم :22أهم المنتوجات الفالحية األكثر مرد ودية واألقل حاجة للماء 442 .....................................................
رسم بياني رقم :23مصادر مياه الري بالمنطقة 442 ............................................................................................
رسم بياني رقم :24توزيع الفالحين حسب عدد اآلبار بمجاط 406 ............................................................................
رسم بياني رقم :22شهور السقي في السنة 404 .................................................................................................
رسم بياني رقم :24عدد أيام السقي في األسبوع404 ............................................................................................
رسم بياني رقم :24عدد مرات السقي في اليوم 408 .............................................................................................
رسم بياني رقم :33نوعية الزراعة بالمنطقة 401 .................................................................................................
رسم بياني رقم :32أسواق بيع المنتوجات الزراعية 401 ........................................................................................
رسم بياني رقم :32تقنيات الحرث المستعملة بالمنطقة404 ....................................................................................
رسم بياني رقم :30نوعية األسمدة المستعملة للرفع من كمية المنتوجات الزراعية 404 ....................................................
رسم بياني رقم :32مكان اقتناء المواد الكيماوية 402 ..........................................................................................
344
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
رسم بياني رقم :33استعمال المواد الكيماوية بواسطة تقنيين فالحيين 402 ..................................................................
سم بياني رقم :34اآلثار السلبية للمواد الكيماوية على التربة ومياه الفرشة الباطنية 446 ...................................................
رسم بياني رقم :32توزيع نسبة العمال الذين يشتغلون في القطاع الفالحي (ذكور -إناث) 444 .........................................
رسم بياني رقم :34توزيع نسبة الفالحين الذين يشغلون أبناءهم واألجانب 448 ............................................................
رسم بياني رقم :34توزيع الفئات العمرية المشتغلة في النشاط الفالحي 448 ................................................................
رسم بياني رقم :43المستوى التعليمي للمشتغلين في النشاط الفالحي 441 ..................................................................
رسم بياني رقم :42نسبة توزيع المساحة المزروعة للبطيخ األحمر بمجاط440 .............................................................
رسم بياني رقم :42نوعية ملكية زراعة البطيخ األحمر 440 ...................................................................................
رسم بياني رقم :40ملكية آبار سقي منتوج البطيخ444 .........................................................................................
رسم بياني رقم :42نوع االستغالل المعتمد في زراعة البطيخ األحمر بمجاط 442 .........................................................
رسم بياني رقم 43 :طبيعة بذور زراعة البطيخ األحمر بمجاط442 ..........................................................................
رسم بياني رقم :44كمية استعمال األسمدة بالقنطار في الهكتار الواحد 442 ................................................................
رسم بياني رقم :42تكاليف استعمال األسمدة424 ...............................................................................................
رسم بياني رقم :44فترات زراعة وانتاج البطيخ األحمر بمجاط 424 ..........................................................................
رسم بياني رقم :44طبيعة األشخاص الذين يقومون بزراعة البطيخ األحمر بالمنطقة 428 ................................................
رسم بياني رقم :23حجم المياه التي تستهلكها زراعة البطيخ األحمر 421 ...................................................................
رسم بياني رقم :22أهم المشاكل التي تقف في وجه تطور هذا المنتوج 421 .................................................................
رسم بياني رقم :22توزيع نسبة أنواع تربية الماشية 421 ........................................................................................
رسم بياني رقم :20توزيع عدد رؤوش الماشية حسب الفالحين 424 ..........................................................................
رسم بياني رقم :22كمية المياه المستهلكة من طرف رؤوس الماشية حسب الفالحين (اللترفي اليوم) 424 ..............................
رسم بياني رقم :23رأي أرباب األسر حول مدى االعتماد على مياه شبكة التوزيع كمياه للشرب864 ..................................
رسم بياني رقم :24رأي أرباب األسر في جودة الخدمات المائية "ضغط الماء" 868 ......................................................
رسم بياني رقم 22 :رأي أرباب األسر في جودة الخدمات المائية "انقطاع الماء" 861 ......................................................
رسم بياني رقم :24تقييم أرباب األسر لتسعيرة الماء 861 ......................................................................................
رسم بياني رقم :24متوسط حموضة الماء PHباآلبار المدروسة 816 ........................................................................
رسم بياني رقم :43معدالت القولونيات الكلية أو اإلجمالية والعمق بآبار الدراسة 811 .....................................................
رسم بياني رقم :42معدالت العقديات الب ارزية والعمق بآبار الدراسة814 ....................................................................
345
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
فهرس الجدول
جدول رقم :2مصادر السينومانو -ترونيان واإليوسين 44 .....................................................................................
جدول رقم :2بعض األصناف النباتية العشبية بالمنطقة و مجاالت استعماالتها 04 ........................................................
جدول رقم :0تطبيق المعامل – الحراري ألمبيرجي لتحديد النطاق المناخي بشيشاوة 24 ..................................................
جدول رقم :2الخصائص الطبيعية ألحواض المجاري المائية الرئيسية والثانوية 21 ........................................................
جدول رقم :3مميزات أحواض التصريف بشيشاوة 20 .........................................................................................
جدول رقم :4تطور سكان الدوائر 461 .......................................................................... 2322 - 2332 – 2442
جدول رقم :2توزيع الملكيات حسب الفالحين 441 .............................................................................................
جدول رقم :4توزيع األسواق األسبوعية بإقليم شيشاوة 444 ....................................................................................
جدول رقم :4مميزات األحواض المائية بشيشاوة 480 ..........................................................................................
جدول رقم :23الخزان الهيدروليكي لفرشة أوالد بوسبع 411 ...................................................................................
جدول رقم :22الخزانات الهيدروليكية لفرشة حوز -مجاط 414 .............................................................................
جدول رقم :22توزيع حجم عينة البحث والنسبة ب %بمجال الدراسة 414 ...............................................................
جدول رقم :20خاصيات شبكات توزيع الماء الشروب بالمراكز الحضرية بشيشاوة سنة 426 ................................... 2322
جدول رقم :22تطور حصة االستهالك الفردية للماء ونسبة الربط بشبكة توزيع الماء الشروب 424 .....................................
جدول رقم :23توزيع نسبة استهالك المياه من شبكات التوزيع بإقليم شيشاوة سنة 421 ........................................ 2322
جدول رقم : 16توزيع نسبة المشتركين في شبكات التوزيع بإقليم شيشاوة سنة 421 ................................................ 2322
جدول رقم :22التوزيع المجالي الستهالك الماء المنزلي لدى األسر المرتبطة بشبكة التوزيع سنة 421 ....................... 2322
جدول رقم :18عالقة استهالك الماء المنزلي بالمستوى التعليمي لرب األسرة 422 .........................................................
جدول رقم :24عالقة استهالك الماء المنزلي بالمستوى التعليمي لربة البيت 422 .........................................................
جدول رقم :23عالقة استهالك الماء المنزلي بمهنة رب األسرة 866 ........................................................................
جدول رقم :22عالقة استهالك الماء المنزلي بحجم األسرة 866 .............................................................................
جدول رقم :22طرق تحليل المتعضيات المدروسة 886 ......................................................................................
جدول رقم :20خصائص مياه السقي آلبار منطقة الدراسة حسب المؤشرات الفيزيو – كيميائية والبيولوجية 884 .....................
جدول رقم :22شبكة تصنيف جودة المياه حسب تركز النترات ب ملغ /لتر 888 ..........................................................
جدول رقم :23شبكة تصنيف جودة المياه حسب األمونيوم 881 .................................................................... NH4+
جدول رقم :24شبكة تصنيف جودة المياه حسب مؤشر الموصلية الكهربائية 884 ........................................................
جدول رقم :22شبكة تصنيف جودة المياه حسب 882 .................................................................................... PH
346
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
جدول رقم :24شبكة تصنيف المياه حسب نسبة األوكسجين 814 ...................................................................... O2
جدول رقم :24تصنيف جودة مياه السقي حسب مؤشر القولونيات الب ارزية (818 .................................................... )CF
جدول رقم :03توزيع مياه سواقي العيون "ساقية عين سيدي عبد الكريم" 842 ..............................................................
جدول رقم :02العقوبات المنصوص عليها في قانون الماء 23.43في حق المخالفات821 ............................................
جدول رقم :02جمعيات مستعملي مياه السقي بالمنطقة 822 ................................................................................
جدول رقم :00تطور احتياجات السكان من الماء الشروب ببعض جماعات إقليم شيشاوة (164 .................. )2303 -2323
فهرس األشكال
شكل رقم :2مقطع ثالثي األبعاد إلقليم شيشاوة11 ..............................................................................................
شكل رقم :2مقطع جيولوجي على مستوى سهل الحوز الغربي 41 ...........................................................................
شكل رقم :0دورة اآلزوت 846 .....................................................................................................................
شكل رقم :2أكسدة آزوت األمونيوم 848 ..........................................................................................................
شكل رقم :3توزيع مياه واد أسيف المال 844 ....................................................................................................
شكل رقم :4توزيع مياه واد أسيف المال على دواوير جماعة أسيف المال 840 .............................................................
شكل رقم : 7توزيع مياه ساقية عين " تصبيحين" 842 ...........................................................................................
شكل رقم :4توزيع نموذج فردية بساقية عين " سيدي عبد الكريم" :فردية آيت الحاج 806 .................................................
شكل رقم :4طريقة توزيع مياه ساقية تادراويت بالقرب من دوار دار أكيماخ 804 ..........................................................
شكل رقم :23مختلف المتدخلين في تدبير وتوزيع الماء بالمغرب 826 ......................................................................
فهرس الصور
صورة رقم ' :2السدرة' نوع من نباتات السهوب المرتبطة أساسا بطبيعة المناخ الجاف قرب دوار الخريبات بشيشاوة 04 ...............
صورة رقم :2انتشار شجر الكاليتوس على ضفاف واد شيشاوة 08 ............................................................................
صورة رقم :0تدهور التراث الغابوي وقطع األشجار بمركز شيشاوة 08 .......................................................................
صورة رقم :2بعض المنازل المهجورة بدوار آيت همان جماعة مجاط 462 ..................................................................
صورة رقم :3واد شيشاوة خالل التساقطات المطرية الفجائية نونبر ( 2322ارتفاع صبيب الواد) 484 ..................................
صورة رقم :4واد أمزناس بدوار أيت هادي خالل فترة الموسم الممطر نونبر ( 2322ارتفاع صبيب الواد) 484 .......................
صورة رقم :2واد إمنتانوت على مستوى قنطرة إمنتانوت خالل فترة الموسم الممطر نونبر (2322ارتفاع صبيب الواد) 480 .......
صورة رقم :4واد أسيف المال بمنطقة إميندونيت خالل التساقطات المطرية الفجائية نونبر 484 ............................... 2322
صورة رقم :4واد سكساوة خالل التساقطات المطرية الفجائية نونبر ( 2322ارتفاع صبيب الواد) 482 .................................
347
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
صورة رقم :23توضح التداخل بين األشجار المثمرة وزراعة الحبوب والفصة وما لهذا التدرج من تأثير سلبي على الماء والتربة
واإلنتاج بسبب اختالف االحتياجات المائية للمحاصيل "بدوار إمنواسيف جماعة أسيف المال " 412 ..............................
صورة رقم :22الزراعة البورية للزيتون بدوار إمنواسف بأسيف المال حيث تظهر تراجع في نمو أشجار الزيتون444 ................
صورة رقم :22زراعة الزيتون المسقية بدوار دار أكيماخ حيث تعتمد على السقي باآلبار 448 ...........................................
صورة رقم :20إنتاج البطيخ األحمر بإحدى الضيعات الفالحية بدوار آيت همان 441 ....................................................
صورة رقم :22إنتاج الفول بإحدى ضيعات دوار دار أكيماغ بجماعة أسيف المال 441 ............................................
صورة رقم :23استعمال المحراث الخشبي (الجر الحيواني) في إحدى الحيازات الزراعية بدوار إمنواسيف400 ........................
صورة رقم :24استعمال آلة المعول في حرث القطع التي لم يصل لها المحراث الخشبي في إحدى الحيازات الزراعية بدوار
إمنواسيف جماعة أسيف المال400 ..........................................................................................................
صورة رقم :22طريقة استعمال المواد الكيماوية (الرش) في إحدى الضيعات الفالحية 402 ..............................................
صورة رقم :24جانب من العمال الذين يقومون بجني الطماطم من أجل تصديرها في إحدى الضيعات المغطاة بدوار آيت همان
جماعة مجاط 441 .............................................................................................................................
صورة رقم :24جني منتوج البطيخ األصفر بإحدى الضيعات المغطات بالقرب من دوار آيت علواش بجماعة مجاط 441 .........
صورة رقم :23اشتغال النساء في النشاط الزراعي من خالل تنقية جذور البطيخ األحمر من األعشاب بإحدى الضيعات الزراعية
بالقرب من دوار آيت همان جماعة مجاط 441 ............................................................................................
صورة رقم :22إتالف في منتوج البطيخ األحمر وتعرضه ألمراض كاإلصفرار بدوار آيت همان426 ...................................
صورة رقم :22مكونات صهريج "المطفية" 424 ..................................................................................................
صورة رقم :20أخذ عينات المياه من آبار الدراسة 840 ......................................................................................
صورة رقم 22 :مرحلة التحاليل الفيزيو -كيميائية 844 .........................................................................................
صورة رقم :23المسبار متعدد المهام842 .......................................... LA SONDE MULTI- PARAMETRE HANNA HI9829
صورة رقم :24الطريقة اللونية لمعايرة النترات (842 .................................................................................. )NO3-
صورة رقم :22عملية زرع البكتريا 842 ...........................................................................................................
صورة رقم :24نهاية عملية زرع البكتيريا قبل وضعها في الحاضنة 886 ....................................................................
صورة رقم :24تحويل مياه واد أسيف المال عن طريق تقنية "أ ُكوك" بالقرب من دوار دار أكيماخ 841 ..................................
صورة رقم :03نموذج لساقية غير محفورة بدوار دار اكيماخ " جزء من ساقية تادراويت" 801 ............................................
صورة رقم :02حفر السواقي وتطهيرها من الحشائش واألتربة وسط المشارات الفالحية بدوار دار أكيماخ 801 ........................
صورة رقم :02طريقة السقي بالغمر بدوار دار أكيماغ بجماعة أسيف المال 804 .........................................................
صورة رقم :00طريقة السقي بالتنقيط في إحدى الضيعات الفالحية إلنتاج البطيخ األحمر804 ..........................................
صورة رقم :02نموذج من اآلبار المجهزة بمحرك آلي (المسخر في جلب المياه) بدوار أيت همان جماعة مجاط844 ................
348
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
صورة رقم :03استعمال غاز البوتان في جلب المياه الجوفية واستعمالها في السقي بإحدى الضيعات الفالحية المغطاة بدوار
سيدي سعيد جماعة مجاط 848 ..............................................................................................................
صورة رقم :04اعتماد الخزانات السطحية لحصر مياه السقي قبل االستعمال بدوار سيدي سعيد جماعة مجاط 841 ..................
صورة رقم :02جانب من الدورات التكوينية الميدانية لفائدة الفالحين نظمت من طرف مديرية الفالحة بمعية جمعية المستقبل
لتدبير مياه السقي "بأسيف المال" 164 .......................................................................................................
صورة رقم :04سد أبو العباس السبتي 148 .......................................................................................................
صورة رقم :12مفرغ حمولة قعر السد (من التوحل) 141 .....................................................................................
صورة رقم :23كاميرات لمراقبة منسوب مياه السد 141 .........................................................................................
صورة رقم :22عملية تبليط السواقي بالمنطقة "ساقية تاورداست" بأسبف المال 140 .......................................................
صورة رقم :22النفايات الصلبة والسائلة الناتجة عن مخلفات مجازر اللحوم بسوق األحد بمجاط 181 ..................................
349
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
مـــالحـق
350
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
مـلــحق 0
جدول رقم :0المعايير المغربية لجودة مياه السقي حسب المؤشرات الفيزيو -كيميائية
Normes de la qualité de l’eau d’irrigation, décret No. 1275-01, promulgué, en décembre 2002.
جدول رقم :7المعايير المغربية لجودة مياه السقي حسب المؤشرات البكتيريولوجية
Normes de la qualité de l’eau d’irrigation, décret No. 1275-01, promulgué, en décembre 2002.
351
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
ملحق 2
نماذج االستمارات التي تمت تعبئتها بالمنطقة:
بسم هللا الرحمن الرحيم
مركز دراسات الدكتوراه المملكة المغربية
المجال ،المجتمع ،والثقافة جامعة الحسن الثاني
شعبة "الجغرافيا" كلية اآلداب والعلوم االنسانية – المحمدية
استمارة استبيان خاصة بأطروحة " إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا"
(( هذه االستمارة هدفها البحث العلمي وبياناتها تخص الباحث فقط ،لذا فالرجاء توخي الموضوعية في اإلجابة على
أسئلتها))
رقم االستمارة ........................التاريخ ........................الجماعة .........................الحي أو الدوار...........................
352
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
أخر ،حدده ؟..................... سد ثلي خزان سطحي مطفية -44إذا كانت نعم ،كيف؟:
-48كم المدة الزمنية التي يتم فيها تخزين ھذه المياه؟.............................................................................. :
-21الحجم( :الطول*العرض*العمق) .................................................................................................
-24ما ھي شهور السقي في السنة؟.................................................................................................. :
-22كم عدد أيام السقي في األسبوع؟................................................................................................. :
-25كم عدد مرات السقي في اليوم؟.................................................................................................. :
بنزين غاز كهرباء -21طاقة ضخ المياه:
-21كمية الطاقة بداللة ساعة المياه المستخرجة................................................................................... :
-21صبيب المياه المستخرجة( :اللتر/الساعة)..................................................................................... :
باألداء مجانا -25تسعيرة مياه الري:
-24إذا كانت التسعيرة باألداء ،فما كلفة السقي في الساعة؟..................................................................... :
-28ما ھي شهور السقي في السنة؟................................................................................................. :
-51كم عدد ساعات السقي في األسبوع؟........................................................................................... :
ال نعم -54ھل ھناك استراحة لألرض أو ما يعرف بالدورة الزراعية؟
ال نعم -52ھل مياه السقي كافية؟:
كلفة المياه الباھظة عمق اآلبار الجفاف -55إذا كان الجواب بال ،فلماذا؟ :سوء التدبير
أخر ،حدده .........................؟
ال نعم -51ھل تعتمد على المياه المنزلية المستعملة في السقي؟
-51إذا كان الجواب بنعم ،فما المزروعات التي تسقى من ھذه المياه؟
........................................................
أسواق دولية أسواق وطنية أسواق جهوية أسواق محلية -51أين يتم تسويق المنتوجات؟:
-55ما ھو المغروس أو المزروع األكثر استعماال للماء؟
أخرى ،حددھا؟ .................. ذرة شعير قمح * مزروعات:
أخرى ،حددھا؟ ............ أركان ليمون لوز عنب زيتون رمان * مغروسات شجرية:
أخرى ،حددھا؟ .................... بطاطس طماطم جلبانة بصل * مغروسات أرضية - :خضر:
أخرى ،حددھا؟ .............................................. بطيخ أصفر(سويهلة) بطيخ أحمر(دالح) -فواكه:
-54ما ھو المغروس أو المزروع األكثر مردودية واألقل حاجة للمياه؟
أخرى ،حددھا؟ .................. ذرة شعير قمح * مزروعات:
أركان أخرى ،حددھا؟ .............. لوز ليمون عنب زيتون رمان * مغروسات شجرية:
أخرى ،حددھا؟ ..................... بطاطس طماطم جلبانة بصل * مغروسات أرضية - :خضر:
أخرى ،حددھا؟ ........... بطيخ أصفر(سويهلة) بطيخ أحمر(دالح) * فواكه:
ال نعم -58ھل تزاول تربية الماشية؟:
-11إذا كان الجواب بنعم ،فما؟ - :نوعها................................................. :
-عددھا.................................................... :
-كمية المياه اليومية المستهلكة........................ :
عصرية تقليدية -14طبيعة تربية الماشية:
الجزء الثالث :المشاكل والتحديات
ارتفاع عمق اآلبار ارتفاع درجة الحرارة جفاف العيون قلة التساقطات -12مشاكل طبيعية (مرتبطة بالماء):
أخر ،حدده؟ ...................... ملوحة التربة شدة التبخر
أخر ،حدده؟ ..... الصراع بين الفالحين مشكل اإلرث صغر الملكية -15مشاكل مرتبطة باألرض:
عالية متوسطة رديئة -11مشاكل مرتبطة بجودة المياه:
حيوانية وكيماوية كيماوية حيوانية -11نوعية المبيدات المستعملة للرفع من كمية المنتوجات الزراعية:
353
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
354
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
355
أحمد بوحامد ............................................................إشكالية تدبير المياه واستعمالها بالمناطق الجافة :إقليم شيشاوة نموذجا
أخر (حدده ........................... جامعي ثانوي إعدادي ابتدائي أمي -ربت بيت:
اإلدارة الحرف والصناعة التقليدية /5المهنة - :رب األسرة :عامل غير متخصص
أخرى (حددھا ............................. عامل بالخارج التجارة والخدمات والمهن الحرة
التجارة والخدمات والمهن الحرة اإلدارة -ربت بيت :عامل غير متخصص الحرف والصناعة التقليدية
أخرى (حددھا ............................. عامل بالخارج
غير محدد صهريج سد ساقية /1مصدر مياه الشرب :بئر
الجزء الثاني :استعمال الماء المنزلي
/1ھل تعتمدون على شبكة توزيع المياه التي يشرف عليها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ،كمياه للشرب؟
ال نعم
جودة متوسطة جودة ضعيفة جودة رديئة /1إذا كان الجواب بال ،فلماذا:
/5ما البدائل التي تعتمدون عليها في مياه الشرب بشكل أساسي؟
أخرى (حدده .......................................... مياه معدنية مياه خارجية
غير مشترك جماعي فردي /4استعمال الماء :اشتراك
رخيصة جدا رخيصة مناسبة باھضة /8كيف تقيم تسعيرة الماء؟ باھضة جدا
ضعيف متوسط قوي /41ضغط الماء:
باستمرار من حين ألخر ال ينقطع /44انقطاع الماء:
/42عالقة استهالك الماء المنزلي بحجم األسرة (ل/ي/ف):
أكتر من 41 ما بين 11و 41ل/ي/ف *أسرة مكونة من فرد واحد أو فردين أقل من 11ل/ي/ف
أكتر من 41 ما بين 11و 41ل/ي/ف أقل من 11ل/ي/ف *أسرة مكونة من 5أفراد:
أكتر من 41 ما بين 11و 41ل/ي/ف أقل من 11ل/ي/ف *أسرة مكونة من 1أفراد:
أكتر من 41ل/ي/ف ما بين 11و 41ل/ي/ف أقل من 11ل/ي/ف *أسرة مكونة من 1أفراد فأكتر:
دون رأي غير كافية /45ما رأيك حول تدخالت المكتب الوطني للماء الصالح للشرب؟ جيدة
بدون رأي ليست ھناك نتائج /41ما ھي نتائج تدخالت م .و .م .ش؟ توفير مياه الشرب
/41ما اإلكراھات التي تعيق قطاع الماء الصالح للشرب بالمنطقة؟
/41ما الحلول المقترحة لتدبير مياه الشرب بالمنطقة؟
356