Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة رقم 4 مدخل إلى العلوم القانونية
المحاضرة رقم 4 مدخل إلى العلوم القانونية
ينقسم القانون من حيث النطاق االقليمي لسريانه إلى قانون داخلي وقانون خارجي .فالقانون
الداخلي يضم مجموعة القواعد التي تطبق داخل اقليم الدولة ،أي القانون الذي يحكم العالقات والروابط
الداخلية .أما القانون الخارجي فيطبق خارج حدود الدولة ،وينظم العالقات التي تنشأ بين الدولة وغيرها من
الدول والمنظمات الدولية وهو ما يسمى بالقانون الدولي العام.
وبذلك يمكن تقسيم قواعد القانون العام إلى :قانون عام خارجي وقانون عام داخلي.
الفرع األول
ويعرف بالقانون الدولي العام ( )Droit international publicوهو مجموعة القواعد التي تنظم
العالقات بين الدول ،في زمن السلم وفي زمن الحرب وعالقتها بالمنظمات الدولية وعالقات هذه األخيرة
ببعضها البعض ،وكذلك القواعد التي تنظم سير واختصاص وسلطات هذه المنظمات التي تأتي في
مقدمتها منظمة األمم المتحدة ( ،)O.N.Uوهذا الفرع من القانون هو محل منازعة كما أشرنا إلى ذلك
سابقا ،وهذا ما يعتري إلزام قواعده من ضعف خاصة لعدم وجود سلطة عامة توقع الجزاء على من يخالف
هذه القواعد ،ومع ذلك فهو فرع موجود يدرس في كليات الحقوق كما يدعم وجوده بشكل قاطع قضاء
دولي مختص بالنظر في المنازعات الدولية هو محكمة العدل الدولية بـ ـ ـ "الهاي" ،وللقانون الدولي العام
مصادر حسب ترتيب المادة 38من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية .1ومن بين هذه المصادر
نجد:
المعاهدات الدولية والتي يطلق عليها المعاهدات الشارعة لتمييزها عن المعاهدات التعاقدية التي تنتهي
بمجرد تحقيق الهدف منها وهي تحتل مركز الصدارة بالنسبة لمصادر القانون الدولي وتمتاز بالتدوين(وهي
1
عبد المجيد زعالني ،مرجع سابق ،ص ص .37 ، 36
ميزة التشريع كمصدر للقانون الداخلي) ومن أهم المعاهدات الشارعة اتفاقيات جنيف األربعة لعام 1969
واتفاقية البحار لعام .11982
العرف الدولي ،والذي كان في السابق يحتل المرتبة األولى كمصدر للقانون الدولي ولكنه مع تطور
المعاهدات صار يتكلم عن أزمة العرف الدولي .لكنه يبقى مع ذلك متمتعا في هذا المجال مقارنة بالعرف
في القانون الداخلي بمكانة بارزة.2
الفرع الثاني
وهو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العالقات التي تقوم بين الدولة أو أحد فروعها (حين تعمل
بصفتها صاحبة سلطة عامة وسيادة) وبين األشخاص الطبيعيين أو األشخاص المعنوية الخاصة،
والعالقات التي تقوم بين الدولة وأحد فروعها أو فيما بين هذه الفروع ،وتشتمل القانون العام الداخلي على
فروع مختلفة أساسا :القانون الدستوري ،القانون اإلداري ،القانون المالي ،القانون الجنائي.
يرتكز القانون الدستوري على دراسة الدستور الذي يعد القانون األساسي للدولة ،ويتضمن دستور الدولة
عادة مجموعة القواعد التي تبين نظام الحكم في الدولة والسلطات العامة فيها وحقوق وواجبات المواطنين
واألفراد.
أما القانون الدستوري ،فيعرفه موريس دي فرجيه بقوله :القانون الدستوري هو قسم من القانون ينظم
المؤسسات السياسية للدولة ،ودراسة القانون الدستوري هي دراسة المؤسسات السياسية بطابعها القانوني.3
أما الدكتور إسماعيل الغزال فيعرفه بما يلي " :القانون الدستوري هو علم يهتم بالدرجة األولى بوضع
قواعد قانونية تتناول تنظيم السلطة في الدولة ،وتنظيم حياة الجماعات البشرية
1
عبد المجيد زعالني ،مرجع سابق ،ص .37وكذلك :محمد شكري سرور ،مرجع سابق.73 ،
2
عبد المجيد زعالني ،مرجع نفسه ،ص.37
3
مولود ديدان ،مباحث في القانون الدستوري والنظم السياسية ،دار بلقيس ،الجزائر ،طبعة ،2010ص .20
التي تعيش على أرضها بشكل يضمن فيه احترام حقوق كل من الطرفين وحمايتها".1
وهكذا تتعدد موضوعات القانون الدستوري ،فهو يبين أوال ،شكال الدولة :بسيطة ملال ،أو موحدة ،أو
اتحادية.....الخ وكذلك نظام الحكم فيها :ملكي ملال أو جمهوري ،استبدادي أو ديمقراطي ،رئاسي أو
برلماني....الخ .كما يبين السلطات العامة التي تباشر بها الدولة وظائفها ،واختصاص هذه السلطات
وتشكيلها .والدولة في العصر الحديث تقوم على لالث سلطات هي :السلطة التشريعية ،وهي التي تتولى
سن القوانين ،والسلطة القضائية وهي التي تتولى الفصل في المنازعات وفقا للقانون الوضعي ،والسلطة
التنفيذية وهي التي تتولى تنفيذ نشاط الدولة بجميع صوره ،كما يبين القانون الدستوري صلة كل من هذه
السلطات باألخرى وباألفراد.2
هو مجموعة القواعد التي تنظم قيام السلطة التنفيذية بأداء وظائفها اإلدارية المختلفة مركزيا ومحليا،
وتحدد عالقة الدولة بموظفيها وتتناول نشاط اإلدارة الذي تمارسه عن طريق الق اررات والعقود اإلدارية ،واذا
كان األصل في القانون اإلداري هو عدم التقنين ،إال أن ذلك ال يمنع من وضع نصوص محددة تنظم
جانبا من جوانب النشاط اإلداري.3
ويعرفه األستاذ محمد الصغير بعلي :بأنه مجموعة من القواعد القانونية غير المألوفة ،المتميزة عن قواعد
القانون الخاص ،التي تتعلق باإلدارة العامة حينما تتصرف كسلطة عامة .وهو قانون حديث النشأة مقارنة
بفروع القانون األخرى (القانون المدني ،القانون الجنائي ،)...كما أن القانون اإلداري غير مقنن ،4وهذا
خالفا للعديد من فروع القانون األخرى (القانون المدني ،القانون التجاري ،القانون الجنائي ،)..ويرجع ذلك
1مولود ديدان ،مباحث في القانون الدستوري والنظم السياسية ،مرجع نفسه ،ص.20
2
محمد شكري سرور ،مرجع سابق ،ص ص .79 ،78
ولمزيد من التفصيل أنظر :سعيد بوالشعير ،القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة-النظرية العامة للدولة والدستور،-
ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزء األول ،الطبعة العاشرة.2009 ،
3
عمار بوضياف ،المدخل إلى العلوم القانونية -النظرية العامة للقانون وتطبيقاتها في التشريع الجزائري ،مرجع سابق،
ص 67ومابعدها.
4
و يقصد بعملية التقنين ،تدخل السلطة التشريعية لوضع قواعد وأحكام قصد تنظيم ظاهرة أو موضوع ما بنظرة كلية
وشاملة .وهو األمر الذي تفتقد إليه الظاهرة اإلدارية (القانون اإلداري ) ،بالرغم من محاوالت بعض الدول القيام بتلك
العملية .
إلى طبيعة المواضيع و العالقات المتنوعة والمتشعبة التي يهتم بها .ولما يتميز به من حدالة النشأة وسعة
التغير والتطور ومع ذلك يبقى التقنين الجزئي خاصية يتميز بها القانون اإلداري ،ذلك أن العديد من
جوانب وأبعاد اإلدارة العامة قد صدرت بشأنها نصوص قانونية ،ملل قانون البلدية رقم ،08-90قانون
1
الوالية ،09-90قانون األمالك الوطنية رقم .30-90
ملال :1كأن تضع السلطة المختصة في الدولة قانونا يحكم الموظفين يبين فيه كيفية التوظيف (أمر رقم
03-06المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية.)2
هو مجموعة القواع د التي تحدد الجرائم والعقوبات وتبين اإلجراءات الواجب إتباعها من وقت وقوع
الجريمة إلى حين توقيع العقوبة ،من خالل هذا المفهوم فإننا نصل إلى تقسيم القانون الجنائي إلى قانون
عقوبات ،وقانون إجراءات جنائية.
-1قانون العقوبات
مجموعة القواعد التي تسنها الدولة لتبين الجريمة وما يقابلها من عقوبة ،هذا ويقسم قانون العقوبات إلى
قسم عام وهو الذي يبين القواعد العامة للمسؤولية الجزائية واألركان العامة للجريمة ،وقسم خاص ويشمل
مفهوم كل جريمة على حدى ويبين الحد األدنى واألقصى للعقوبة ويدخل تحت هذا التقسيم جريمة
الضرب ،الق تل ،الجرح ،السرقة ،والجرائم األخالقية ،والجرائم الماسة باالقتصاد والصحة واألسرة .وقد
صدر قانون العقوبات الجزائري باألمر رقم 156-66في 8يونيو .19663وقد نصت المادة األولى من
هذا القانون على مبدأ " ال جريمة وال عقوبة وال تدبير أمن بغير قانون" .وتضمن في مختلف أقسامه
العقوبات وتدبير األمن واألشخاص الذين يعاقبون ،والجنايات والجنح والمخالفات.
1
محمد الصغير بعلي ،القانون اإلداري -التنظيم اإلداري ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،2002 ،ص.18
2
القانون رقم 03-06المؤرخ في 15يوليو ،2006المتعلق بالقانون األساسي للوظيفة العمومية ،جريدة رسمية عدد.46
3
أمر رقم 156-66مؤرخ في 8جوان 1966يتضمن قانون العقوبات ،ج ر ع 49لسنة .1966
1
-2قانون اإلجراءات الجزائية
مجموعة القواعد اإلجرائية التي سنها المشرع لتطبيق قانون العقوبات ،فيبين من خاللها سلطة الضبطية
القضائية ،وسلطة التحقيق الجنائي ،واختصاصاتها فيها يخص القبض والتفتيش والحبس االحتياطي.
ويعرف الفقه قانون اإلجراءات الجزائية بأنه " :مجموعة القواعد القانونية التي تتضمن المطالبة القضائية
من جانب الدولة بصفتها شخصا معنويا بحقها الشخصي في توقيع العقوبة على مرتكب الجريمة " .2
أو هو " مجموعة القواعد القانونية التي يضعها المشرع بسبب جريمة معينة ،ارتكبت لتنظيم نشاط
السلطات العامة في ضبط مرتكب هذه الجريمة ونسبتها إليه ،لم توقيع العقاب عليه وتنفيذه".3
ويعرف كذلك بأنه " :مجموعة القواعد التي تحكم نشاط السلطة القضائية في كل ما يفيد في نسبة الجريمة
إلى محدلها والعقاب عليها".
يشترك التعريفين في جعلهما قواعد قانون اإلجراءات الجزائية ،تقوم على تنظيم شروط تطبيق الحق في
العقاب الذي تمارسه الدولة من خالل بيان عمل أجهزة الشرطة القضائية وتحديد كيفية المطالبة القضائية
بعد تحريك الدعوى العمومية ،مع حصر نشاط كل جهاز وتحديد الضمانات الممنوحة لألطراف داخل
الخصومة الجزائية.4
ومن خالل التعريف الذي تم توضيحه أعاله ،نالحظ أن قانون اإلجراءات الجزائية باعتباره قانون شكلي
يتضمن مجموعتين من القواعد .المجموعة األولى وتتضمن األجهزة التي تضعها الدولة بمناسبة جريمة
وقعت وتحديد مرتكبيها وانزال العقوبة عليهم ،كما تتضمن اختصاصات كل جهاز من خالل تحديد ما
يجب القيام به وما ال يجوز عمله .والمجموعة اللانية تتضمن النصوص التي تهدف إلى حماية حقوق
1
أحسن بوسقيعة ،قانون اإلجراءات الجزائية في ضوء الممارسة القضائية ،النص الكامل للقانون وتعديالته إلى غاية 31
يوليو 2018مدعم باإلجهاد القضائي.
2
مأمون محمد سالمة ،اإلجراءات الجنائية في التشريع المصري ،الجزء األول ،دون طبعة ،دار النهضة العربية،
القاهرة ،2005-2004،ص .7
3عبد الرحمان خلفي ،االجراءات الجزائية في التشريع الجزائري والمقارن ،2019-2018 ،دار بلقيس ،ص .10
4
عبد الرحمان خلفي ،مرجع سابق ،ص .10
أطراف الخصومة عبر تكريس جملة من القواعد والنصوص القانونية على جهات المتابعة وجهات التحقيق
منذ وقوع الجريمة إلى حين صدور الحكم وجاهزيته للتنفيذ.1
رابعا-القانون المالي
ويقصد به مجموعة القواعد التي تنظم مالية الدولة من حيث تحديد وجوه المصروفات المختلفة وبيان
مصادر اإلرادات ( رسوم وضرائب وغيرها) ،وكيفية تحصيلها واعداد الميزانية وتنفيذها وأسس الرقابة على
هذا التنفيذ .وتبدو الحكمة في اعتبار القانون المالي من فروع القانون العام أن الدولة حين تفرض ضريبة
مباشرة أو غير مباشرة أو تفرض رسما نتيجة االنتفاع بخدمة ما ،تكون طرفا في العالقة بوصفها
السيادي ،فمن موقع علوها تفرض ما وجب فرضه دون أن تساوم األفراد أو أن تقف معهم موقف المساواة
فتسن القوانين وترسم من االجراءات ما يلزمهم بدفع المستحقات.
وترجع فائدة القانون المالي إلى أن الدولة و الهيئات التابعة لها تحتاج حتى تمارس نشاطها وتشبع رغبات
األفراد إلى صرف نفقات عامة ،بهدف الحصول على سلعة أو االنتفاع من خدمة .فالفرد إن كان يحتاج
إلى أمن ودفاع وقضاء ويحتاج إلى طريق عام ومدرسة وغيرها من المرافق ،....فإن هذه الخدمات وهذه
الهياكل المختلفة و المصالح المتنوعة تحتاج بدورها إلى تمويل والوعاء المالي ال ينشأ من عدم بل يحتاج
إلى مصادر.
والشك أن لقل مسؤولية الدولة وتنوع مهامها وتشعب وظائفها زاد من أهمية القانون المالي ودفع الباحلين
والمختصين إلى ضرورة التفكير في طرق تحصيل األموال لتمويل الخزينة العامة ،وأصبحت المسائل
المالية للدولة تحظي منذ سنوات باهتمام األجهزة الرسمية للدولة خاصة بعد أن عرفت الجباية البترولية
انخفاضا محسوسا ،وهو ما فرض على الدولة إعادة النظر في المنظومة القانونية التي تحكم الجانب
المالي ،وتنحصر مصادر اإلرادات في ما يلي:2
1
عبد الرحمان خلفي ،مرجع نفسه ،ص .11
2
عمار بوضياف ،المدخل إلى العلوم القانونية -النظرية العامة للقانون وتطبيقاتها في التشريع الجزائري ،مرجع سابق،
ص 83ومابعدها.
-1إرادات الدومين العام:
أي ممتلكات الدولة سواء كانت خاضعة للقانون العام أو الخاص وسواء كانت ناتجة عن بيع أو إيجار أو
غيرها من تصرفات ،ويدخل تحت هذا الباب اإلرادات الناتجة عن استخدام
-2الض ارئب:
تساهم الضرائب سنويا في تمويل ميزانية الدولة بغالف مالي معتبر ولها أهداف اجتماعية ومالية
واقتصادية .وتنقسم إلى قسمين :ضرائب مباشرة وأخرى غير مباشرة.
أ• الضرائب المباشرة :وهي المبالغ المفروضة على المداخل مهما كانت طبيعتها كالضرائب المفروضة
على الموظفين والتجار والصناعيين وأصحاب المهن الحرة ....فكل هذه الطوائف وغيرها تساهم في
تمويل الخزينة العامة.
ب• الضرائب غير المباشرة :وهي الضرائب المفروضة على االستهالك والتي يتحملها المستهلك وحده
وتتشكل من حقوق التسجيل والطابع والضرائب على األعمال و الرسوم .وهي عبارة عن مورد مالي
تحصل عليه الدولة ممن يكون في حاجة إلى خدمة تنفرد هي (الدولة) ،بأدائها ،ويشترك الرسم مع
الضريبة كونه مبلغا من المال يدفع جب ار للدولة ويختلف عنها ،أنه يكون مقابل خدمة تؤديها الدولة لدافع
الرسم.
وقد الزم قانون المالية لسنة 1996المنتفعين بدفع الرسوم في حاالت معينة منها :استخراج رخصة الصيد
واستخراج رخصة البناء والتأشيرة بالنسبة لألجانب ورسم االمتحان بالنسبة لرخصة السياقة.
والجدير بالمالحظة أن نصوص قانون المالية المختلفة ،وقانون الضرائب المباشرة وغير المباشرة وقانون
التسجيل والطابع ،كلها نصوص تتسم بالطابع الفني وتتصل بالعلوم المالية وهي كليرة التغيير من زمن
إلى آخر.
المطلب الثالث
يشمل القانون الخاص مللما سبق تعريفه على الفروع التالي ،على سبيل الملال.
الفرع األول
القانون المدني
وهو أهم فروع القانون الخاص إذ يعتبر األصل بالنسبة لهذه الفروع ،ويعبر عن ذلك بالقول أن القانون
المدني ،يعد الشريعة العامة في عالقات القانون الخاص ،بحيث تطبق قواعده على هذه العالقات في كل
ما ال يوجد بشأنه نص خاص ،ومن المعلوم أن القانون المدني تنظم قواعده أساسا المعامالت.
واتفق الفقه على تعريف القانون المدني ":أنه مجموعة القواعد القانونية التي تنظم السلوك للمخاطبين به
سواء كان هذا السلوك مرتبط بعالقة الفرد بأسرته ،ويطلق عليه بقواعد األحوال الشخصية ،أو كان هذا
السلوك مرتبط بالعالقة المالية للشخص تجاه شخص أو أشخاص آخرين ويطلق عليه بقواعد األحوال
العينية.1
والمالحظ أن هذا التعريف ،قد ال يكون صائبا بالنسبة للقانون المدني الجزائري2والذي اكتفى بتنظيم
القواعد العينية تاركا تنظيم األحوال الشخصية لقانون األسرة .والمالحظ أن القواعد العينية أو المعامالت
تكتسي وصفين أساسين هما: 3
-إما حق عيني والذي يمكن تعريفه على أنه سلطة شخص على شيء معين.
-واما حق شخصي والذي يقصد به سلطة شخص على شخص آخر ،كما هو الحال في عالقة الدائن
بالمدين ،إن هذه العالقة تخول للدائن مطالبة المدين بإعطاء شيء أو القيام بعمل أو االمتناع عن عمل.
1
عجة الجيالني ،مدخل للعلوم القانونية ،نظرية القانون بين التقليد والحدالة طبقا للمعايير الدولية المقررة لنظام ،L M D
الجزء األول ،بيرتي للنشر ،2009 ،ص ص .138
2
أمر رقم 58-75المؤرخ في 30سبتمبر ،1975المتضمن القانون المدني ،ج ر ع 78الصادر في (1975معدل
ومتمم).
3
عجة الجيالني ،مرجع سابق ،ص.139
ويتولد عن هذا سلطة االلتزام ،والذي يعرف عادة بكونه سلطة لشخص على آخر محلها عمل أو االمتناع
عن عمل ذي قيمة مالية أو أدبية بمقتضاها يلتزم شخص نحو آخر.
الفرع الثاني
القانون التجاري
وهو مجموعة القواعد التي تنظم العالقات الناشئة عن المعامالت التجارية (التاجر والعمل التجاري،
العقود التجارية ،الشركات التجارية ،األوراق التجارية ،اإلفالس).
فهو يحدد معنى التاجر ،أي متى يعتبر الشخص تاجرا ،وما معنى األعمال التجارية ،ويبين واجبات
التاجر كالقيد في السجل التجاري ،ومسك الدفاتر التجارية ،وينظم الشركات التجارية بأنواعها المختلفة،
ويبين كيفية تكوينها ونشاطها وانقضائها ،كما ينظم أدوات التعامل في التجارة أي األوراق التجارية
كالسفتجة والشيك والسند ألمر ،وكذلك إفالس التاجر وما يترتب عليه من ألر ،وأعمال النقل الجاري
والسمسرة والوكالة بالعمولة وغيرها من المسائل المتصلة بالنشاط التجاري.
والحكمة من استقالل القانون التجاري عن القانون المدني ،تتملل في تفادي عدم مالئمة القواعد المدنية
لمتطلبات التجارة خاصة فيما يتعلق بالسرعة واالئتمان(اللقة) .وقد صدر القانون التجاري الجزائري
بمقتضى األمر رقم 59/75المؤرخ في11975-09-26وتمم وعدل عدة مرات ،وقسم القانون التجاري إلى
خمس كتب وهي كاآلتي:
التجارة بوجه عام ،المحل التجاري ،االفالس والتسوية القضائية ،األوراق التجارية ،الشركات التجارية.
أما عن مصادر القانون التجاري ،فينص التقنين المدني الجزائري في مادته األولى على ما يلي" :يسري
القانون المدني على جميع المسائل التي تتناولها نصوصه في لفظها وفحواها ،واذا لم يوجد نص تشريعي،
حكم القاضي بمقتضى العرف ،فإذا لم يوجد فبمقتضى مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة".
1
أنظر :قانون رقم 02-05مؤرخ في 6فبراير ،2005جريدة رسمية عدد 11المؤرخة في 9فيفري 2005المعدل
والمتمم لألمر رقم 59-75المؤرخ في 26سبتمبر 1975والمتضمن القانون التجاري.
ويعتبر القانون المدني الشريعة العامة لحكم عالقات األفراد في المجتمع ،ويتضح من نص المادة أعاله،
أن القانون هو الذي يعتبر المصدر األول لحكم عالقات األفراد لم يأتي حكم الشريعة االسالمية كمصدر
لاني لحكم هذه العالقات في حالة انعدام النص القانوني لم يأتي العرف إن وجد ،وان لم يوجد رجع
القاضي إلى مقتضى مبادئ العدالة الطبيعية ،وهذا معناه أن لحكم عالقات األفراد مصادر شتى،
المصادر الرسمية والمصادر التفسيرية.
وفي الحياة التجارية يعود القاضي إلى :المصادر الرسمية وتتملل في التشريع ،العرف .والمصادر
التفسيرية وتتملل في القضاء( ال يقصد بالقضاء الهيئة المنوط بها الفصل في المنازعات والمتمللة في
المحاكم ،وانما مجموع المبادئ القانونية التي تستخلص من استقرار أحكام المحاكم على اتباعها والحكم
بها ،).ضف لذلك الفقه ،ويقصد بالفقه آراء الفقهاء والنظريات التي استخلصوها من القواعد القانونية عند
تفسيرها لها ،غير أن الفقه ال يعتبر مصد ار رسميا للقانون التجاري بل مصد ار تفسيريا له ،وقد ساعد الفقه
على تطوير القانون التجاري عن طريق نقد الحلول القانونية والقضائية وابراز المزايا التي تتميز بها،
1
واظهار النقائص والعيوب فهو إذن يوجه بذلك القضاء والتشريع.
وهناك فروع أخرى كالقانون البحري ،وهو مجموعة القواعد التي تنظم العالقات التجارية الناشئة عن
المالحة البحرية(السفينة والتجارة البحرية ومسائل التأمين المرتبطة بهما) ،ويجب تفريقه عن قانون البحار
الذي هو جزء عن القانون الدولي العام .فالقانون البحري على هذا النحو يمكن تعريفه على أنه ":مجموعة
القواعد المتعلقة بالمالحة البحرية ،ونظ ار الرتباطه من حيث النشأة بتطور حركة التجارة فقد جرى العرف
على تسميته بالقانون التجاري البحري أو قانون التجارة البحري وهو فرع له كيان مستقل ومتميز عن
القانون التجاري.2
وكذلك هناك القانون الجوي ويتضمن مجموعة القواعد التي تنظم المالحة الجوية ويوجد جزء منها في
القانون رقم 06-98المؤرخ في 27جوان 1998المتعلق بالطيران المدني.
1
نادية فوضيل ،القانون التجاري الجزائري(األعمال التجارية ،التاجر ،المحل التجاري) ،الطبعة اللامنة ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر ،2006 ،ص 45ومابعدها.
2عمار بوضياف ،المدخل إلى العلم القانونية-النظرية العامة للقانون وتطبيقاتها في التشريع الجزائري ،مرجع سابق ،ص
.96
ويعتبر النقل في كل دولة الدعامة األساسية التي يرتكز عليها النشاط االقتصادي ،ومهما امتلكت الدولة
من قدرات عسكرية وتكنولوجية واقتصادية تحتاج إلى أن تتصل بغيرها من الدول.1
ويهتم القانون الجوي بتعريف الطائرة ،مالحتها وأنواع الطائرات وحق الدولة في ممارسة سيادتها على
الفضاء الجوي ،واجراءات تسجيلها ،والحقوق التي ترد عليها من حيث ملكيتها ،والمسؤولية عن األضرار
التي تقع بسبب المالحة الجوية ،وجنسية الطائرة ،واجازات أعضاء طاقمها ،وشهادة صالحيتها للطيران
فوق األراضي األجنبية ،والقواعد الواجب مراعاتها عند إقالع وهبوط الطائرة و األشياء المحظور نقلها،
وقمع الجرائم التي ترتكب على الطائرة وسلطات قائد الطائرة واالستالء على الطائرات وغيرها.2
الفرع الثالث
يشمل قانون اإلجراءات المدنية الصادر بمقتضى األمر رقم 154-66المؤرخ في 8جوان 1966على
مجموعتين من القواعد ،فمن ناحية أولى هناك القواعد المنظمة للتنظيم القضائي(المحاكم والمجالس
والمحكمة العليا) التي تكملها األحكام المتضمنة في قوانين خاصة بالمحاكم اإلدارية ومجلس الدولة ،وقد
سبقت اإلشارة إليها ،والى جانبها هناك مجموعة من القواعد تبين اإلجراءات الواجب إتباعها في رفع
ومباشرة الدعوى المدنية.
ونظ ار لعمق التغيرات التي أحدلها المشرع الجزائري في إطار اإلصالح الشامل للعدالة ،القانون رقم -08
09المؤرخ في ،32008-02-23المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ،وتقرر تأجيل
تطبيقه لمدة سنة وبالذات إلى غاية تاريخ .2009-04-25وتجدر االشارة إلى أن هذا القانون يختلف
عن سابقه في حجمه وفي المواضيع التي يشتمل عليها وكذلك في نوعية القواعد التي أرساها ،فمن حيث
الحجم يشمل القانون الجديد على 1065مادة موزعة على نوعين من القواعد :القواعد التي يطبقها القضاء
العادي والقواعد الخاصة بالقضاء االداري .وهنا تجدر المالحظة إلى أن المشرع توسع بشكل معتبر في
1عمار بوضياف ،المدخل إلى العلم القانونية ،مرجع نفسه ،ص 102ومابعدها.
2
محمد شكري سرور ،مرجع سابق ،ص .102
3
أنظر :قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،قانون رقم 09-08مؤرخ في 25فبراير ،2008طبعة جديدة ،2009مؤسسة
كوشكار للنشر والتوزيع.2009 ،
تفضيل القواعد المطبقة في مجال القضاء االداري ،الذي لم يكن يتوفر في ظل قانون اإلجراءات المدنية
الملغى.
الفرع الرابع
وهو مجموعة القواعد التي تنظم العالقات بين األشخاص ،حين تشتمل على عنصر أجنبي وتبين
المحكمة المختصة بالنزاع القانون الواجب التطبيق عليه ،وكذلك إجراءات تنفيذ األحكام األجنبية ومن
أمللة هذه العالقات تلك التي تنشأ عن زواج جزائري بفرنسية ،أو على شراء سلعة إيطالية من طرف
جزائري ،لبيعها في تونس أو امتالك وطني عقا ار في أرض دولة أجنبية.1
وقد يبدو من خالل تسمية هذا الفرع أن هناك تناقضا ،إذ كيف يكون من جهة دوليا وخاصا في ذات
الوقت ،والواقع أن تسمية الدولي مصدرها ،أن عناصر العالقة األشخاص أو السبب أو الموضوع" مركب
أي يتجاوز إقليم الدولة الواحدة ،مما يطرح إشكالية القانون الواجب التطبيق ،أما تسميته بالخاص ألنه
ينصب على تنظيم عالقة تخضع في أصلها للقانون الخاص(مدني ،أحوال شخصية ،تجاري).2
الفرع الخامس
قانون العمل
يحتل قانون العمل مكانة خاصة بين فروع القانون بالنظر ألهميته ،ذلك أن العمل يعد مصدر كل حضارة
وأساس كل تطور ،وله فائدة كبيرة خاصة من الناحية االجتماعية
واالقتصادية.
ويعتبر قانون العمل أحدث القوانين نسبيا ،ذلك أنه لم يأخذ شكله الحديث ولم تظهر أحكامه متميزة إال منذ
أواسط القرن التاسع عشر .وهو مجموعة من القواعد القانونية التنظيمية التي تضبط وتنظم العالقة بين
كل من العمال و أصحاب العمل في ظل حرية التعاقد وتحمي المصالح والحقوق المكتسبة لكل منهما،
1
عبد المجيد زعالني ،مرجع سابق ،ص .42
2
عمار بوضياف ،المدخل إلى العلوم القانونية ،مرجع سابق ،ص .100
ويهتم قانون العمل بتنظيم العالقة بين العمال وأصحاب العمل ومن أهم موضوعاته ،تنظيم ساعات
العمل ،وتدابير األمن والوقاية وتحديد أوقات الراحة األسبوعية و تنظيم األجر و الترقية وقواعد ضبط
1
المنازعات الفردية والجماعية........
الفرع السادس
قانون األسرة هو مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم األحوال الشخصية لألفراد ،وقد تم تنظيم هذه
القواعد بموجب القانون رقم 11-84المؤرخ في 9جوان 1984المتضمن قانون األسرة المعدل والمتمم
بالقانون 02-05المؤرخ في .2005
-تنظيم الزواج من حيث األركان ،ومن حيث عقد الزواج والباته وحقوق الزوجين ،وكذلك النسب وانحالل
الزواج ،تنظيم الطالق وآلاره ،تنظيم الميراث.
وتجدر االشارة إلى أن المشرع الجزائري نظم الحالة المدنية لألفراد ،بموجب قانون خاص يتملل في األمر
رقم 20-70المؤرخ في 1970-02-19المتعلق بالحالة المدنية.2
أما قانون التأمين االجتماعي ،فهو مجموعة القواعد التي تنظم مواجهة األخطار التي يتعرض لها الفرد أو
المجتمع مهددة ومضرة بصحتهم أو حياتهم ،فتكفل لهم معاشا أو تعويضا في حالة تحقق خطر.3
المطلب الرابع
الفروع األخرى
ليس هناك من يجادل في كون العصر الحالي هو عصر التقنية بامتياز ،حيث حققت
1
أنظر :قانون العمل ،في ضوء الممارسة القضائية ،النصوص الكاملة للقوانين وتعديالتها إلى غاية 19مارس 2012
مدعمة باإلجتهاد القضائي ،الطبعة السابعة ،برتي للنشر(لم يتم تقنين قانون العمل ،إال أننا استعملنا مصطلح قانون للداللة
على مجموعة النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بالعمل).
2
أنظر :رشيد خلوفي ،قانون الجنسية والحالة المدنية حسب آخر التعديالت ،كليك للنشر.2010،2011،
3
محمد الصغير بعلي ،المدخل للعلوم القانونية ،نظرية القانون-نظرية الحق ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،2006 ،ص .31
البشرية في هذا العصر اكتشافات تقنية يعجز عقل االنسان القديم على تخيلها أو تصديقها .ونظ ار لكون
القانون مرآة عصره فقد تألر هو أيضا بزخم ووهج التكنولوجيا ،ولم يتوقف اهتمام رجال القانون
بالتكنولوجيا عند وضع التشريعات ،بل امتد إلى الفقه الذي سارع إلى إنشاء مخابر للقانون تماشيا مع
عصر التكنولوجيا.
ومن بين فروع القوانين الجديدة ،نذكر :قانون التهيئة العمرانية ،1قانون التعمير ،2قانون الصحة ،3قانون
النقل ،4قانون المرور،5
1
يق صد به مجموعة القواعد القانونية التي تهدف إلى المحافظة على التوازن في المجال الجغرافي ،وحمايته على نحو أملل
من خالل هيكلة وتوزيع األنشطة االقتصادية والطبيعية والبشرية .وتجسد هذه القواعد اختيارات توزيع النشاطات االقتصادية
والسكان بما يحقق التوازن في التنمية بين األقاليم .ملل القانون رقم 08-02المؤرخ في 8ماي 2002المتعلق بشروط
إنشاء المدن الجديدة وتهيئتها .لمزيد من التفصيل أنظر :عجة الجيالني ،مدخل للعلوم القانونية ،جزء ،1مرجع سابق ،ص
180ومابعدها.
2
عرفت المادة 2من القانون رقم 29-90المؤرخ في ،1990-12-01ج ر عدد ، 52قانون التعمير على أنه مجموعة
القواعد العامة الرامية إلى تنظيم إنتاج األراضي القابلة للتعمير وتكوين وتحوير المبنى في إطار التسيير االقتصادي
لألراضي والموازنة بين وظيفة السكن و الفالحة والصناعة و أيضا وقاية المحيط و األوساط الطبيعية و المناظر والتراث
اللقافي والتاريخي على أساس احترام مبادئ و أهداف السياسة الوطنية للتهيئة العمرانية(.معدل ومتمم) بموجب ق -04
05المؤرخ في 14أوت ،2004ج ر عدد .51
3
عرفت المادة 3من القانون رقم 05-85المؤرخ في 1985 – 02- 16المعدل والمتمم بالقانون رقم 98-09المؤرخ
في ،1998-08-19قانون الصحة على أنه " :مجموعة القواعد القانونية التي تهدف إلى حماية االنسان من األمراض و
األخطار وتحسين ظروف المعيشة والعمل ال سيما عن طريق تطوير الوقاية و توفير العالج و أسبقية الحماية الصحية
لمجموعات السكان المعرضة لألخطار".
4
قانون النقل هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم كل نشاط يقوم من خالله شخص طبيعي أو اعتباري بنقل أشخاص
أو بضائع من مكان آلخر ب ار أو بح ار أو جوا ".وتدابير النقل البحري تخضع للقانون البحري الصادر بمقتضى األمر رقم
80-76المؤرخ في 1976-10-23المعدل والمتمم بالقانون رقم 05-98المؤرخ في 1998-06- 27وتدابير النقل
الجوي تخضع للقانون رقم 06-98المؤرخ في 1998-06-27المتعلق بقواعد الطيران البحري ،فإن النقل البري يخضع
للقانون رقم 13-01المؤرخ في 7أوت 2001المتضمن القانون التوجيهي للنقل البري والذي حدد مبادئ وقواعد هذا
النقل.
5
يعرف قانون المرور بأنه مجموعة القواعد القانونية المتعلقة بتنظيم حركة المرور عبر الطرق وسالمتها و أمنها .أنظر
عجة الجيالني ،مدخل للعلوم القانونية ،جزء ،1مرجع سابق ،ص .191
القانون المصرفي ،1قانون التأمين ،2قانون البيئة ،3القانون الجبائي ،القانون الجمركي ،قانون االستلمار،
قانون األعمال ،قانون حماية المستهلك ،قانون المنافسة ،قانون التقييس ،قانون الملكية الفكرية.
وتم المزج بين فروع القانون العام والخاص في بعض الموضوعات ،والتقسيمات السابقة أصبحت تقليدية و
ال تملل حقيقة الواقع.
ويشكل قانونا مختلطا DROIT MIXTEكل فرع يجمع في نفس الوقت بين قواعد القانون العام وقواعد
القانون الخاص ،فملال قانون العقوبات وان كان ينتمي إلى فروع القانون العام ،كما سبق تصنيفه ،على
األقل للدور الحاسم فيه للسلطة العامة فإنه من زاوية بيداغوجية ينتمي تقليديا إلى تخصصات القانون
الخاص ،خاصة لقدمه مقارنة مع ظهور القانون العام وألنه ال يخلو من حماية حقوق خاصة(الملكية
الخاصة ملال) ،وفي نفس الوقت يمكن أن يقال بالنسبة لقانون العمل والقوانين اإلجرائية وبعض
التخصصات الحديلة ،كقانون البناء والتعمير المنفصل عن القانون اإلداري أو قانون الملكية الفكرية
المنفصل عن القانون التجاري والمدني.4
المبحث الثاني
تقسم قواعد القانون من حيث درجة اإللزام إلى قواعد آمرة وقواعد مكملة.
1
القانون المصرفي هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العمليات المصرفية و القائمين بها على سبيل االحتراف.
لمزيد من التفصيل أنظر :القانون رقم 11-03المؤرخ في 26أوت ،2003ج ر عدد . 52
2
قانون التأمين ،هو مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم عقد التأمين وعمليات التأمين االلزامية وتنظيم ومراقبة نشاط
التأمين .وبعبارة أخرى يعرف قانون التأمي ن ،على أنه مجموعة وسائل يلجأ إليها الشخص لمواجهة خطر معين يلحقه في
شخصه أو ماله .لمزيد من التفصيل أنظر عجة الجيالني ،مرجع نفسه ،ص .195
3
نظم المشرع الجزائري قواعد حماية البيئة بموجب القانون رقم 03-10المؤرخ في ،2003-07- 19المتعلق بحماية
البيئة ،ج ر عدد ،43والذي حل محل القانون رقم 03-83المؤرخ في .1983-02-5
4
عبد المجيد زعالني ،مرجع سابق ،ص .45
المطلب األول
فائدة التمييز
تتلخص أهمية التمي يز بين هذين النوعين من القواعد ،في أن إرادة أطراف العالقة بشأن القواعد المكلمة
تتمتع بإمكانية استبدال القاعدة التي وضعها المشرع بقاعدة أخرى ،وهذا ما يتفق مع مبدأ سلطان اإلرادة ـ
في حين أن مخالفة النص إذا تعلق الموضوع بقاعدة آمرة ال يمكن وذلك ألهميتها وصلتها بالنظام العام.
المطلب الثاني
معيار التمييز
الفرع األول
قد تدل صياغة القاعدة القانونية أنها قاعدة آمرة ،كما لو أن النص القانوني ،ينص على عدم جواز
االتفاق على ما يخالف مضمونه فتأتي القاعدة القانونية على هذا النحو ،ملال بالصيغة التالية :ال يجوز،
يقع باطال ،يصح ،يتعين ،يلزم ،ليس ألحد ،وما إلى ذلك من األلفاظ التي تفيد األمر أو النهي.
وبذلك يمكن تعريف القاعدة اآلمرة ،بأنها تلك التي تأمر بسلوك معين أو تنهى عنه ،بحيث ال يجوز
لألفراد مخالفتها أ و االتفاق على خالف ما تقرره .وتتضمن خطابا موجها لألفراد تأمرهم بأداء عمل أو
باالمتناع عنه ،وال يجوز لهم االنحراف عنها أو االتفاق على مخالفتها .ويعتبر باطال بطالن مطلقا كل
اتفاق مخالف لهذه القواعد اآلمرة أو الناهية.1
ومن الواضح بأن القواعد القانونية التي تتخذ صورة األمر هي ذاتها التي تتخذ صورة النهي ،ذلك أن
اصطالح األمر أو النهي له مدلول واحد ،وهو ما جعل جانبا من الفقه يجمع صفتي النهي واألمر في
هذه القواعد ،ويفضل استعمال اصطالح القواعد المطلقة Règles absoluesوهو اصطالح يضم
1
أحمد سي علي ،محاضرات في النظرية العامة للقانون وتطبيقاتها في القوانين الجزائرية ،لطلبة السنة األولى حقوق،
الفصل األول ،جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ،2010،2011 ،ص .144
داخله القواعد اآلمرة والناهية التي ال يجوز االتفاق على مخالفتها ،غير أنه شاع استعمال اصطالح
القواعد اآلمرة للتمييز بينها وبين القواعد المكملة ،دون إلارة أي تمييز بين القواعد اآلمرة والقواعد المكملة.
وقد تتخذ القاعدة اآلمرة هذه الصفة في كل فروع القانون ،فهي ال تقتصر على القانون العام فقط وانما
تمتد أيضا إلى القانون الخاص .ويعتبر مجال القانون العام هو المجال الخصب.1
وقد تأتي بألفاظ تخالف األولى فتحمل بين طياتها إجازة مخالفة مضمون القاعدة ،كأن تنص :مالم
يوجد اتفاق على خالف ذلك ،يجوز االتفاق.
في هذا األساس نعتمد على األلفاظ والصيغ الموجودة بالقاعدة القانونية ،حتى نحدد طبيعة القاعدة
القانونية ،فال نحتاج لبذل جهد عقلي وهذا ما يجعلنا نقول أن هذا األساس جامد.
الفرع الثاني
في هذه الحالة ننظر لموضوع القاعدة القانونية ،فهل تحمل موضوعا له عالقة مباشرة بالنظام العام،
ويقصد بالنظام العام كما قلنا مجموعة المصالح األساسية للمجتمع سواء كانت هذه المصالح سياسية أو
اقتصادية أو اجتماعية .فكل قاعدة تحمل بين طياتها موضوعا له صلة بالمصلحة األساسية للمجتمع في
الجانب االجتماعي أو السياسي أو االجتماعي ،اعتبرت قاعدة آمرة.2
1
أحمد سي علي ،مرجع نفسه ،ص .145
2
عمار بوضياف ،المدخل إلى العلوم القانونية ،النظرية العامة للقانون ،مرجع سابق ،ص .117