Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 65

‫مفهوم مصطلح ذوى االحتياجات الخاصة‬

‫ما هو مفهوم مصطلح ذوى االحتياجات الخاصة ؟‬


‫هو الزيادة أو النقصان عن المستوى العادى فى جانب أو أكثر من جانب من‬
‫جوانب الشخصية ـ سواء فى القدرات العقلية أو النفسية أو من الناحية‬
‫الجسمية أو الحواس أو السلوكية المغايرة للمجتمع ‪ ...‬الخ‬
‫ماهى التسميات المستخدمة والتى اطلقت على هؤالء االفراد ؟‬
‫الشواذ – المعوقين – ذو العاهات – العجزة – البلهاء – المعتوهين –‬
‫المتخلفين – االخرس – االعمى – االعرج ‪..‬‬
‫ما هى االثار النفسية لهذه التسميات ؟‬
‫اثار سلبية وخيمة على افرادها وكانها وصمة عار ووصمة اجتماعية‬
‫لهؤالء االفراد وكأن غير مرغوب فيهم لقصورهم وعجزهم ‪ ،‬ويغفل‬
‫المجتمع لمظاهر الكفاءة ومقدرتهم على أداء الكثير من االعمال التى‬
‫تضاهى العاديين بل أحيانا يتفوقون عليهم ‪ .‬وهناك الكثير من االمثلة ( طه‬
‫حسين – بتهوفن – هيلين كيلر – برايل – فان جوخ – هنرى دو تولوز‬
‫لوتريك‪ ....‬الخ )‬
‫ماهى المصطلحات الحديثة التى تطلق على هؤالء االفراد ؟‬
‫لجأ علماء النفس والتربية واالجتماع الى استخدام مصطلحات بديلة حديثة‬
‫مثل غير العاديين ‪ ،‬الفئات الخاصة ‪ ،‬ذوى االحتياجات الخاصة ‪ .‬ومفهوم‬
‫هذه المصطلحات هو كل ما يزيد أو يقل فى جانب أو أكثر من جانب من‬
‫الشخصية ‪ ،‬إلى الحد الذى يتحتم ضرورة تقديم خدمات ورعاية تربوية‬
‫وطبية وتأهيلية ونفسية واجتماعية ‪...‬‬
‫ما الفرق بين مفهوم المصطلح قديما ً ومفهومه المصطلح حديثا ً ؟‬
‫المفهوم القديم يقتصر فقط على القصور والنقصان عن العادى ‪ ،‬اما المفهوم‬
‫حديثا ً أشمل ويتسع لجميع الجوانب االيجابية والسليبة فيتضمن فى معناه‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مظاهر التفوق والموهوبين وذو القدرات العقلية االكثر ذكاءاً عن العاديين‬


‫والمبدعين والمخترعين ‪ ،‬فهم ايضا يحتاجون الى رعاية خاصة الن الزيادة‬
‫فى هذه القدرات لها مشاكلها ايضا ً كتفاهة المقررات الدراسية ( نجد طفل‬
‫يدرس فى الجامعة ‪ ) ..‬أو اهماله لكثير من المجتمع المادى ( عدم المقدرة‬
‫على عد النقود او اهمال استالم باقى الحساب ‪) ..‬‬
‫ماهى جوانب االنحراف عن المستوى العادى ؟‬
‫‪ -‬االنحراف فى الجانب الجسمى والعصبى ‪ :‬وهى تشمل االعاقات الجسمية‬
‫التى تمثل القدرة على الحركة مثل ( الشلل النصفى أو الكلى ‪ ،‬بتر أحد‬
‫االطراف أو أكثر ‪ ،‬او مولود باعاقة جسمية ‪ ،‬أو شلل االطفال ‪ ،‬ضمور‬
‫العضالت ‪ ،‬التهاب العظام " هشاشة العظام " بحيث يعجز عن الحركة ‪،‬‬
‫وتشمل ايضا ً انحرافات اخرى من االعاقات الحركية ‪ ،‬مثل الصرع أو‬
‫الشلل المخى " اليعطى اشارة بالحركة كالعجز العصبى – العصبى " أو‬
‫التشنج أو االرتخائية أو االرتعاشية )‬
‫‪ -‬االنحراف فى الجانب الحاسى ‪ :‬وهى تشمل جميع االنحرافات فى االجهزة‬
‫الحاسية التى تمكننا من استقبال المثيرات والتفاعل معها وهى خمس حواس‬
‫– حاسة البصر وجهازها العين ‪ ،‬حاسة السمع وجهازها االذن ‪ ،‬وحاسة‬
‫اللمس وجهازها الجلد ‪ ،‬وحاسة الشم وجهازها االنف ‪ ،‬وحاسة التذوق‬
‫وجهازها اللسان ‪.‬‬
‫‪ ‬حاسة البصر وتصنف فى المرتبة االولى اذ هى أرقى الحواس‬
‫فهى أسهل وسيلة الستجابة واستقبال المثيرات وبها نكتشف‬
‫الكائنات الحية ‪ ،‬وتحديد وتقدير االبعاد والمسافات واالحجام‬
‫والمنظور ‪ ،‬االعماق واالرتفاعات ‪ ،‬االلوان ‪ ،‬السماء والسحب‬
‫والقمر والجبال والبرق ‪ ،‬الحركة والفراغ ‪ ،‬الحقيقة والصدق ‪..‬‬
‫وفقدانها تؤدى إلى عدم استقبال هذه المثيرات ‪ ،‬وفقد نسبة كبيرة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-2-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من المصداقية والتعلم وكأن كل شئ مشكوك فيه ويحتاج دائما ً‬
‫لفترة زمنية للتعلم ‪ ...‬ويستعوض هذه الحاسة بحاسة اللمس بجانب‬
‫السمع ( اللمس بديل للبصر ولكن السمع ليس بديل للبصر بل‬
‫مكمل لحاسة اللمس كما لديه قدرة فائقة على استـــخدام حاسة‬
‫السمع ) ‪.‬‬
‫‪ ‬حاسة السمع وهى فى المرتبة الثانية للتعلم وفقدانها يسبب مشاكل‬
‫خاصة قى السنوات االولى للنمو عند االطفال الن اكتساب اللغة‬
‫يتم عن طريق حاسة السمع ‪ ،‬وفقدان هذه الحاسة تتسبب فى عدم‬
‫التعرف على االصوات ‪ ،‬والموسيقى ‪ ،‬وتغريد الطيور واصوات‬
‫الحيوانات ‪ ،‬نفير السيارات ‪ ،‬البعيد والقريب ‪...‬‬
‫‪ ‬حاسة اللمس وهى فى المرتبة الثالثة للتعلم وفقدان هذه الحاسة‬
‫تتسبب فى عدم التمييز بين الحرارة والبرودة ‪ ،‬والمالمس ‪،‬‬
‫والخشن والناعم ‪ ،‬أو االحساس بالضغط أو االحساس بااللم ‪..‬‬
‫‪ ‬حاسة الشم وهى فى المرتبة الرابعة للتعلم وفقدانها يتسبب فى عدم‬
‫التمييز بين الروائح العطرة والكريهة أو التعرف على الغازات أو‬
‫التفرقة بين الناس أو األماكن بالروائح ‪.‬‬
‫‪ ‬حاسة التذوق وهى فى المرتبة الخامسة واالخيرة للتعلم وفقدانها‬
‫يتسبب فى عدم التمييز بين االطعمة والسوائل المر منها والحلو ‪،‬‬
‫أو الحوامض ‪..‬‬
‫‪ ‬وتعتبر فقدان حواس اللمس والشم والتذوق هم أقل خطورة من‬
‫فقدان حاستى البصر والسمع ويمكنهم التعايش فى المجتمع بشىء‬
‫بسيط من الجهد للتعلم ‪ ،‬ويمكن القول بأن ثلثين المعلومات التى‬
‫نتلقاها من المحيط االجتماعى عن طريق حاستى البصر والسمع ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-3-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬االنحراف فى الجانب العقلى – المعرفى ‪ :‬وهى تعتمد على معدل نسبة‬


‫الذكاء والتى تشمل على مجموعتين ‪:‬‬
‫‪ -‬التفوق العقلى ‪ ( :‬الموهوب – المبتكر – المبدع ) معدل الذكاء أكثر من‬
‫‪ 130‬درجة – معدل التحصيل مرتفع – لديه القدرة على التفكير االبداعى‬
‫واالبتكارى – ايجاد حلول للمشكالت فى اقل زمن – لديه القدرة على‬
‫القيادة االجتماعية – موهوب فى الفن كالرسم والموسيقى واالدب والشعر‬
‫واللغات واالختراعات والمعادالت الحسابية ‪ ..‬أو فى أحدى هذه القدرات (‬
‫بالنسبة للشخص العادى عادة ما يكون نسبة الذكاء من ‪ 90‬إل ‪ 120‬درجة‬
‫وتكون لديه القدرة على التفكير المنطقى لكن المتفوق عقليا يكون لديه‬
‫القدرة على تفوق المنطق بتفكير ابداعى )‬
‫‪ -‬التخلف العقلى ‪ :‬وتكون معدل نسبة الذكاء اقل من ‪ 70‬درجة وهذه الفئة‬
‫ليس لديها القدرة على التفكير المنطقى – وكلما تقل نسبة الذكاء كلما تقل‬
‫القدرة على رعاية أنفسهم ويكون معدل التحصيل ضعيف ‪.‬‬

‫االنحرافات فى الجانب االنفعالي – االجتماعى وهى تنقسم الى ‪:‬‬


‫االضطرابات النفسية مثل ( االكتئاب والقلق والوساوس القهرية والتفكك‬
‫والمخاوف المرضية "الفوبيا" ‪ (...‬مريض هذه االضطرابات يدرك تماما ً‬
‫بمدى اضطرابه ويلجأ الى العالج بمحض ارادته للسعى الى الشفاء )‬
‫واالضطرابات العقلية مثل ( الفصام والبارانويا والهوس الوجدانى‬
‫واالكتئاب الذهانى ) مريض هذه االضطرابات على يقين تماما ً بأنه سوى‬
‫وذهابه إلى الطبيب ليس له جدوى وضد ارادته ‪.‬‬
‫االضطرابات السلوكية مثل ( السلوك العدوانى "السيكوباتى" واالجرامى‬
‫واالحداث والكذب والسرقة والمخدرات واالدمان وااللفاظ التى تخرج عن‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-4-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫االداب العامة ) وهى اضطرابات تشكل السلوك غير السوى وعدم توافق‬
‫الفرد مع المجتمع والخروج عن المعايير االخالقية والعادات والتقاليد‬
‫والقانون والشرع والدين ‪...‬‬
‫االضطرابات النفسجسمية "السيكوسوماتية" مثل خفقان القلب وسرعة‬
‫ضربات القلب والضغط والسكر والصداع النصفى وتساقط الشعر او العمى‬
‫الهستيرى أوفقدان القدرة على الحركة "الشلل الهستيرى" واحمرار الوجه‬
‫من الخجل ‪...‬‬

‫االضطرابات النفسية والعقلية‬


‫يفترض بشكل عام ـ وجود فروق فردية بين الناس ‪ ،‬وأن لكلل فلرد ـ‬
‫طفالً كان أم راشداً ـ احتياجات خاصة به ـ يختلف فيها عن بقية أقرانه ممن‬
‫هلم فلى مثلل عملره الزمنلى ـ وهلذه االحتياجلات قلد تظلل فلى نطلاق العاديلة‬
‫طالما أمكن مواجتها واشلباعها ـ وقلد تحلول اللى مشلكالت نفسلية اذا للم يلتم‬
‫مواجتها أو إشباعها ‪ ،‬وهذه المشلكالت النفسلية هلى حاللة ملن علدم االتلزان‬
‫النفسللى تللؤدى بصللاحبها إلللى سللوء التوافللق النفسللى ‪ ،‬ويجللب االهتمللام بحللل‬
‫وعالج هذه المشكالت قبل أن يستفحل أمرها وتتطور الحالة إلى اضطراب‬
‫وظيفللى فللى الشخصللية كاالضللطراب النفسللى ( العصللابى ) أو ربمللا إللللى‬
‫اضطر اب ذهانى ( عقلى ) ‪ ،‬أو على األقل حتى التحول دون النمو النفسلى‬
‫السوى ودون تحقيق الصحة النفسية ‪.‬‬
‫وكثير من الناس يدركون فى وقت ملن أوقلات حيلاتهم أن سللوكهم أو‬
‫سلللوك أوالدهللم للليس كمللا يللودون أن يكللون وأن سلللوكهم مضللطرب بدرجللة‬
‫تخرج عن السلوك العلادى مملا يعلوق ممارسلة حيلاتهم الطبيعيلة ويلؤثر فلى‬
‫حياتهم االجتماعية وقلدراتهم التحصليلية وتعلوقهم علن أداء واجلبهم كلامالً ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-5-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ولمثللل هللؤالء يكونللون فللى حاجللة إلللى مسللاعدة فللى حللل مشللكالتهم النفسللية‬
‫‪.‬وعلى الرغم من هذا فإن السللوك العلام للمضلطرب ـ فإنله يظلل فلى حلدود‬
‫العادى ‪ ،‬أو تكون غرابته معقولة ألنه يساير المعايير االجتماعية ‪ ،‬ويحلافظ‬
‫على مظهره العام ويهتم بنفسه وبيئته ويشعر بمرضه ويعترف بله ويرغلب‬
‫فى العالج والشفاء ويتعاون مع المعالج ‪.‬‬
‫ومللن أبللرز الخصللائص التللى تميللز الشخصللية العصللابية هللى انتتابلله‬
‫مشلللاعر القللللق والتلللوتر ‪ ،‬وعلللدم تحملللل الضلللغط وبخلللس اللللذات والخلللوف‬
‫والتهيجية واإلعياء والتمركز حول الذات واألنانية وضعف الثقلة فلى اللذات‬
‫وإضللللطراب العالقللللات اإلجتماعيللللة والجمللللود ونقللللص البصلللليرة ووجللللود‬
‫المشكالت وعدم الرضا وعدم السلعادة والحساسلية النفسلية الزائلدة وخاصلة‬
‫فى مواقف النقد واإلحباط ‪.‬‬
‫وقللد أدللللى علمللاء مدرسلللة التحليللل النفسلللى بللالكثير ملللن المعلوملللات‬
‫والبيانات األساسية حول أسباب ومنشأ اإلضطرابات العصابية ‪ ،‬فقلد أرجلع‬
‫"فرويللد" العصللاب إلللى عوامللل بيولوجيللة وللليس إلللى العـــــللـوامل الثقافيللة‬
‫واالجتماعيللة ‪ ،‬وأن القلللق هللو لللب العصللاب ومحللوره ‪ ،‬ويللرى أنلله اليوج لد‬
‫عصاب نفسى دون استعداد عصابى ‪.‬‬
‫ويللرى "كللارل يللونج" أن االضللطراب العصللابى عبللارة عللن محاولللة‬
‫غير ناضجة للتوافق مع الواقع ‪ ،‬وأن الذكريات المكـبوتة فى الالشلعور لهلا‬
‫دور هام فى تكوين العصاب ‪ ،‬ويقول إنها ليست متصلة بالرغبلات الجنسلية‬
‫الطفلية بل إنها تتعلق بجميع مشكالت الفرد التى لم تحل ‪.‬‬
‫كما يرى "ألفريد" آدلر أن نشأة العصلاب هلو عبلارة علن خطلأ الفلرد‬
‫فلى ادراك وتفسللير بيئتلله ‪ ،‬وحينمللا يصللعب عللى الفللرد أن يتخللذ أسلللوبا ً فللى‬
‫الحيللاة يسللتطيع أن يعللوض مللا يشللعر بلله مللن نقللص فيخللاف مللن الفشللل فللى‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-6-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫تحقيق هدف الحياه ‪ ،‬فيلجلأ إللى حيلل اللدفاع النفسلى التلى تكلون األعلراض‬
‫العصللابية‪ ،‬ويللرى أيض لا ً أن أسللباب العصللاب ترجللع إلللى خبللرات الطفولللة‬
‫وخاصة تلك التى تتعلق بالعالقات المضطربة داخل األسرة ‪.‬‬
‫وتقول "كارين هورنى" أن هناك ثالثة اتجاهات عصابية يتضمن كل‬
‫منها عنصراً من عناصر القلق ‪ .‬االتجاه االول يتسم بالتحرك نحلو النلاس ‪،‬‬
‫ويصاحبه قبول الحب والقرب واالعتماد على النلاس ملع الشلعور بلالعجز ‪،‬‬
‫واالتجاه الثانى يتسم بتوتر العالقات مع الناس فى شكل قطيعة ومعارضـة ‪،‬‬
‫ويصاحبه الشعور بالعلداء ‪ ،‬واالتجلاه الثاللث يتسلم بلالهروب ملن النلاس فلى‬
‫عالم خصوصى ويصاحبه التمركلز حلول اللذات والشلعور بالعزللة ‪ ،‬إال أن‬
‫الفرد اليسير فقط فى اتجلاه واحلد دون االتجلاهين اخخلرين ‪ ،‬وأقواهلا دائملا ً‬
‫يكون هو االتجاه العصابى السائد ‪ ،‬فقد ينقلب االتجلاه العصلابى السلائد للدى‬
‫الفللرد إلللى اتجللاه آخللر نتيجللة لتعرضلله لظللروف جديللدة ‪ .‬وتضلليف "كللارين‬
‫هللورنى" أن العصللابى شللخص جامللد فللى سلللوكه ‪ ،‬بينمللا الشللخص السللوى‬
‫يسلللتجيب لمواقلللف الحيلللاه بمرونلللة ‪ .‬والعصلللابى يعكلللس قلقللله عللللى العلللالم‬
‫الخللارجى ‪ ،‬فيصللبح هللذا العللالم فللى نظللره أكثللر عللدوانا ً ‪ ،‬فيللزداد شللعوره‬
‫بالعجز ‪ ،‬ويتضخم شعوره باالنعزال ‪ ،‬وأن العملية العصابية عملية عكسلية‬
‫تتجلله ضللد النمللو الطبيعللى للشللخص ‪ ،‬تمللزق الشللخص العصللابى مللن جللراء‬
‫الصراع الداخلى الدائم ‪.‬‬
‫أمللا "أوتللو رانللك" فهللو يعتقللد أن العصللابى هللو ذلللك الشللخص الللذى‬
‫الينجح فى محاولة التغلب عللى صلدمة المليالد ‪ .‬والشخصلية العصلابية فلى‬
‫نظر رانك هلى تللك الشخصلية التلى وقفلت فلى نموهلا عنلد ملا أسلماه بلدور‬
‫الشللخص العصللابى ‪ ،‬فيشللعر العصللابى أنلله مبعللد عللن األكثريللة ‪ ،‬اليقبللل‬
‫معاييرها ‪ ،‬واليتقبل نفسله ‪ ،‬ويكلافح ضلد أى ضلغط خلارجى ‪ ،‬ويعليش فلى‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-7-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫حرب دائملة ملع نفسله وملع المجتملع ‪ ،‬وتسليطر عليله مشلاعر الخلوف ملن‬
‫الحياه النابعلة ملن شلعوره بلاالختالف واالنفصلال علن االخلرين ‪ ،‬وتسليطر‬
‫عليه فى نفس الوقت مشاعر الخوف من الموت النابعة ملن فقلدان الفرديلة ‪،‬‬
‫يبذل أى مجهود مشترك مع األخرين ‪ ،‬أو يشترك معهم فى خبرة مباشلرة ‪،‬‬
‫ويكون لديه استعداد لقبول ما يملى عليه وتبنى وجهات نظر اخخرين ‪.‬‬
‫ويرى "فلروم" أن العصلاب هلو أحلد مظلاهر الفشلل األخالقلى ‪ ،‬وأن‬
‫العرض العصابى يكون فى كثير من الحاالت تعبيراً عن نزاع أخالقى ‪.‬‬
‫ويلللربط "كلللارل روجلللرز" ( أحلللد علملللاء المدرسلللة السللللوكية ) بلللين‬
‫العصللاب وبللين مفهللوم الللذات ‪ ،‬فيقللول إنلله فللى العصللاب يشللبع الفللرد حاجللة‬
‫الشللعورية بوسللائل سلللوكية تتفللق مللع مفهللوم الللذات ‪ ،‬ومللن ثللم تقــللـبل علللى‬
‫مسللتوى الشللعور ‪ ،‬ويللأتى العص لـاب أيض لا ً نتيجللة عللدم تطللابق السلللوك مللع‬
‫الذات ‪ ،‬أو نتيجة عدم قبول الذات للرغبلات ‪ ،‬وملن ثلم تعلدلها عصلابيا ً ‪ ،‬أو‬
‫حيث يقل اعتبار الذات حتى يتطابق مع السلوك ‪.‬‬
‫وبعد استعراضلنا لتفسلير ومعرفلة اإلضلطراب العصلابى بشلكل علام‬
‫وتكللوين الشخصللية العصللابية وآراء علمللاء التحليللل النفسللى حللول أسللباب‬
‫ومنشلأ العصلاب ـ يجلدر بنلا اإلشلارة إللى التعلرف عللى أهلم اإلضلطرابات‬
‫العصللللابية والذهانيللللة ( اإلضللللطرابات النفسللللية والعقليللللة ) وفقللللا ً لللللبعض‬
‫التصنيفات الذى قام بتصنيفها علماء النفس والتربيلة والصلحة النفسلية وفلى‬
‫مجال الطب النفسى ـ وبعض من هذه اإلضطرابات هى‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ القلق‬
‫) ‪( PHOBIA‬‬ ‫‪ 2‬ـ المخاوف‬
‫‪ 3‬ـ الوساوس واألفعال قهرية‬
‫‪ 4‬ـ الهستيريا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-8-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 5‬ـ التفكك‬
‫‪ 6‬ـ اإلكتئاب‬
‫‪ -7‬الفصام‬
‫‪ – 8‬البارانويا‬
‫‪ -9‬الهوس الوجدانى‬

‫‪ 1‬ـ القلـــق ) ‪( ANXIETY‬‬


‫ـ تعريف إضطراب القلق ومفهومه ‪:‬‬

‫تختلف األراء فى تعريف القلق النفسى كإضطراب مسلتقل ‪ ،‬فيعلرف‬


‫بأنلله شللعور عللام غللامض غيللر سللار بللالتوجس والخللوف والتحفللز والتللوتر‬
‫مصحوب عادة بلبعض االحساسلات الجسلمية ـ خاصلة زيلادة نشلاط الجهلاز‬
‫العصللبى الللالرادى ويللأتى فللى نوبللات متكللررة مثللل ضلليق فللى التللنفس أو‬
‫الشعور بنبضات القلب أو الصداع أو كثرة الحركة أو السحبة فى الصدر ‪..‬‬
‫الخ ‪.‬‬
‫ويعرف القلق بأنه حالة توتر شامل ومستمر نتيجة توقع تهديلد خطلر‬
‫فعلللى أو رمللزى قللد يحللدث ‪ ،‬ويصللاحبه شللعور غللامض ‪ ،‬وأعللراض نفسللية‬
‫جسمية ‪ ،‬ورغم أن القلـــــلـق غالبلا ً ملا يكلون عرضلا ً للبعض االضلطرابات‬
‫النفسللية ‪ ،‬إال أن حالللة القلللق قللد تغلللب فتصللبح هللى نفسللها إضللطرابا ً نفسلليا ً‬
‫أساسيا ً ‪.‬‬
‫وقد قسم المشتغلون بعلم النفس المرضى ـ القلق ـ إلى نوعين ‪:‬‬

‫‪ -‬قلللق عللادى أو موضللوعى ـ وهللو أقللرب إلللى الخللوف ‪ ،‬ذلللك ألن‬


‫مصدره يكون واضح المعالم فى ذهن المصاب ‪ ،‬ويكلون غالبلا ً ملن مصلدر‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-9-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫معين فى العالم الخارجى يهدد بشدة كيان الفرد سواء أكان موضوعا ً خاصا ً‬
‫أو موقف لا ً معين لا ً ‪ ،‬مللثالً إذا مللا اقتربللت منلله سلليارة مسللرعة أثنللاء سلليره فللى‬
‫الطريللق ‪ ،‬والتلميللذ الللذى أمضللى عاملله الدراسللى فللى اللللـعب دون العنايللة‬
‫بتحصـيل دروسه فيشعر بالقلق ( الخوف ) عنما يقترب موعد االمتحان ‪.‬‬
‫‪ -‬قلق مرضى أو نفسى ‪ ،‬وهو نوع اخر ملن القللق اليلدرك المصلاب‬
‫بلله مصللدر علتلله ‪ ،‬فإنلله شللعور بالتهديللد مللن شللىء غيللر واضللح المعللالم فللى‬
‫العالم الخلارجى ‪ ،‬إذ يجهلل مصلادر التهديلد الالشلعورية ‪ ،‬وغالبلا ً ملا يكلون‬
‫مرتبطا ً باإلحساس بالذنب والخوف الغامض العام غير المحدد ‪.‬‬
‫وغالبا ً ما يشبه إضطراب القلق بالخوف ولكن فى ذاك الوقت يختللف‬
‫عنه ‪ ،‬فهو يشبه فى إنه يهدد كيان الفرد ويختلف عنه فلى أن الخلوف يكلون‬
‫غالبا ً من مصدر معين فى العالم الخارجى يهدد بشدة كيان الفرد ‪ .‬أما القللق‬
‫فهللو شللعور بالتهديللد مللن شللئ غيللر واضللح المعللالم فللى العللالم الخللارجى ‪،‬‬
‫وغالبا ً ما يكون مرتبطا ً باإلحساس بالذنب والخوف ‪ .‬فى حين أنه فلى حاللة‬
‫المخللاوف المرضللية عللادة يخللاف المللريض مللن شللئ معللين ‪ ،‬كللالخوف مللن‬
‫الحيوانات أو األماكن المرتفعة أو األماكن المغلقة ‪ ..‬إلخ ‪.‬‬
‫ـ أعراض إضطراب القلق ‪:‬‬
‫قد صنف علمـاء النفس والصلحة النفسلية أعلراض القللق إللى نلوعين‬
‫من األعراض ‪ :‬ـ‬

‫أولهملللا أعلللراض جسلللمية ‪ :‬وتشلللمل الضلللعف العلللام ونقلللص الطاقلللة‬


‫الحيوية والنشاط والمثابرة ‪ ،‬وتلوتر العضلالت ‪ ،‬والنشلاط الحركلى الزائلد ‪،‬‬
‫والتعب والصداع المستمر ‪ ،‬وتصلبب العلرق وارتعلاش األصلابع ‪ ،‬وبلرودة‬
‫األطلللراف وشلللحوب الوجللله ‪ ،‬وسلللرعة النلللبض والخفقلللان ‪ ،‬وآالم الصلللدر‬
‫واإلحساس بالنبضات فلى أجلزاء مختلفلة ملن الجسلم وإرتفلاع ضلغط اللدم ‪،‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-10-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وإضللطراب التللنفس ‪ ،‬والشللعور بالللدوار والغثيللان والقللئ واإلسللهال وعسللر‬


‫الهضم وجفاف الفم والحلق وفقد الشلهية ونقلص اللوزن ‪ ،‬وإرهلاق الحلواس‬
‫مع شدة الحساسية للصوت والضوء ‪ ،‬والالزمات العصبية الحركية ‪.‬‬

‫ثانيهمللا أعللراض نفسللية ‪ :‬وتشللمل القلللق العللام والقلللق علللى الصللحة‬


‫والعمللل والمسللتقبل ‪ ،‬والعصللبية والتللوتر العللام ‪ ،‬والشللعور بعللدم الراحللة ‪،‬‬
‫والحساسللية النفسللية الزائللدة وسللهولة اإلسللتثارة والهيللاج وعللدم اإلسللتقرار ‪،‬‬
‫والخللوف بصللفة عامللة والشللك واإلرتبللاك والتللردد فللى إتخللاذ القللرارات ‪،‬‬
‫والتشاؤم واإلنشغال بأخطاء الماضى وكوارث المستقبل ‪ ،‬وضعف التركيلز‬
‫وشلرود الللذهن ‪ ،‬وإضللطراب قللوة المالحظلة ‪ ،‬وضللعف القللدرة علللى العمللل‬
‫واإلنتلاج واإلنجللاز ‪ ،‬وسلوء التوافللق اإلجتمللاعى ‪ ،‬وسلوء التوافللق المهنللى ‪،‬‬
‫وقد يصل الحلد إللى السللوك العشلوائى غيلر المنضلبط ‪ .‬وعلدم القلدرة عللى‬
‫التركيللز و اإلنتبللاه ‪ ،‬واإلحسللاس الللدائم بتوقللع الهزيمللة والعجللز واإلكتئللاب ‪،‬‬
‫وعللدم الثقللة والطمأنينللة والرغبللة فللى الهللرب عنللد مواجهللة أى موقللف مللن‬
‫مواقف الحياه ‪.‬‬
‫أعراض القلق النفسى من الناحية اإلكلينيكية ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ القلق الحاد ‪:‬‬
‫ـ حالة الخوف أو الهلع ‪ :‬وهنلا يظهلر التلوتر الشلديد ‪ ،‬والقللق الحلاد‬
‫المصحوب بكثرة الحركة ‪ ،‬وعدم القدرة على اإلسـتقرار مع سرعة التلنفس‬
‫‪ ،‬وا لكللالم السللريع غيللر المتللرابط ‪ ،‬مللع نوبللات مللن الصللراخ والبكللاء تكللون‬
‫مصللللحوبة بجفللللاف الحلللللق ‪ ،‬وإتسللللاع حدقللللة العللللين ‪ ،‬وشللللحوب الجلللللد ‪،‬‬
‫واإلرتجاف الشديد لألطراف سواء الذراعين أو الساقين ‪.‬‬

‫ـ ع حالععة الرعععب الحععاد ‪ :‬أهللم مللايميز هللذه الحالللة هللو عللدم الحركللة‬
‫والسكون المستمر مع تقلص العضالت واإلرتجلاف ملع ظهلور علرق بلارد‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-11-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫عزير ‪ ،‬وهنلا اليسلتطيع الملريض إعطلاء معلوملات وافيلة علن حالتله ‪ ،‬بلل‬
‫أحيانا ً ال يعرف المكان والزمان ‪ ،‬وكثيراً ما يعترض هلذا السلكون الحركلى‬
‫‪ ،‬إندفاعا ً مفاجئا ً ‪ ،‬يجرى أثناءه دون هدف ‪.‬‬

‫ـ إعياء القلق الحاد ‪ :‬عندما يستمر القلق لمدة طويللة ‪ ،‬يصليب الفلرد‬
‫إجهللاداً جسلليما ً ويصللاب بللأرق شللديد بعللدة أيللام ‪ ،‬ويظهللر هللذا اإلعيللاء أثنللاء‬
‫حدوث الكوارث العامة كلالزالزل والحلـرائق ‪ ، ..‬ويبلدو الوجله جاملداً دون‬
‫عاطفة شاحبا ً غيلر ملنفعالً ملع التبللد اللذهنى ‪ ،‬والسلير بطريقلة أوتوماتيكيلة‬
‫بطيئة دون معرفة إتجاهه ‪.‬‬
‫وعندما يستمر القللق الحلاد لملدة طويللة دون شلفاء ‪ ،‬أو عنلدما يكلون‬
‫اإلجهاد بطيئا ً بحيث ال يسبب أى نوع من أنواع القلق الحاد ‪ ،‬فهنا يتعلرض‬
‫المريض لما يسمى بالقلق المزمن ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ القلق المزمن ‪:‬‬

‫ـ أعراض جسمية ‪ :‬وهى أكثر أعراض القلق النفسى شيوعا ً ‪ ،‬فلنحن‬


‫نعللللم إن جميلللع األجهلللزة العضلللوية فلللى الجسلللم متصللللة وتتغلللزى بالجهلللاز‬
‫العصبى الالإرادى المتصل بمراكز اإلنفعال ‪ ،‬ولذا فقلد يلؤدى اإلنفعلال إللى‬
‫تنبيه هذا الجهاز وظهور أعراض عضوية فى الجسم المختلفة ‪ ،‬بل وأحيانا ً‬
‫يكبللت المللريض اإلنفعللال وال يظهللر إال األعللراض العضللوية ‪ ،‬وهنللا يتجلله‬
‫المللريض نحللو أطبللاء القلللق والصللدر ‪ ،‬واألمللراض الباطنيللة حسللب نللوع‬
‫األعراض ‪.‬‬
‫ـ أعراض نفسعية ‪ :‬الخلوف والتلوتر والتهليج العصلبى وعلدم القلـدرة‬
‫عللللى التركيلللز ‪ ،‬وسلللرعة النسللليان والســلللـرحان ملللع الشلللعور باإلختنلللاق‬
‫والصللداع ‪ ،‬وفقللدان الشللهية للطعللام مللع فقللدان الللوزن ‪ ،‬واألرق الللذى يتسللم‬
‫بالصعوبة فى بداية النوم ‪ ،‬أى يرقد الفرد على سريره ‪ ،‬ويتقلب الساعة بعد‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-12-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫األخللرى دون أن تغفللل عينيلله ‪ ،‬وأن نللام يصللحب نوملله أحللالم وكلللوابيس‬
‫مزعجة ‪.‬‬
‫) ‪: ( PHOBIA‬‬ ‫‪ 2‬ـ المخاوف‬

‫يعتبلللر اضلللطراب المخلللاوف هلللو أحلللد اإلضلللطرابات ذات الطبيعلللة‬


‫القهلللـرية حيلللث وضعلللـت ملللع أعلللـراض أخلللرى تحلللت مسلللمى إصطلللـال‬
‫(السيكاثتينيا ) ‪.‬‬

‫وتشمل السيكاثتينيا األعراض المرضية األتية ‪:‬‬


‫ـ المخاوف‬
‫ـ الوساوس المتسلطة واألفعال القهرية ‪.‬‬

‫ـ تعريف إضطراب المخاوف ومفهومه ‪:‬‬


‫لقد تعددت تعريفلات المخلاوف المرضلية ـ ملن أهمهلا التعريلف اللذى‬
‫أصدرته الجمعية األمريكية للطب النفسى بأنها سلوك لمخاوف غير منطقية‬
‫وخوف من شلئ أو ملن موقلف ال يعتبلر فلى العلادة مخيفلة ‪ ،‬مثلل المصلاعد‬
‫والحيوانات األليفة وغير ذلك ‪ .‬وإما من خوف شديد بشكل غيلر علادى ملن‬
‫شللئ أو مللن موقللف يثيللر عللادة شلليئا ً مللن الخللوف عنللد معظللم النللاس مثللل‬
‫الجراحة ‪ ..‬وغيرها ‪.‬‬
‫كما أن المخاوف المرضية تعتبر ملا هلو إال خلوف مرضلى دائلم ملن‬
‫موضللوع أو موقللف أو شللخص أو شللئ أو فعللل أو مكللان ‪ ..‬غيللر مخيللف‬
‫بطبيعته ‪ ،‬وال يستند إلى أساس واقعى ‪ ،‬وال يمكلن ضلبطه أو اللتخلص منله‬
‫أو السيطرة عليه ‪ ،‬وال يعرف الفرد سلببا ً لهلا ‪ ،‬ويعلرف الملريض أنله غيلر‬
‫منطقى ‪ ،‬ورغم هذا فإن هذا الخوف يتملكه ويحكم سلوكه ‪ ،‬ويصاحبه القلق‬
‫والسلوك القهرى وال يستطيع اللتخلص منهلا ‪ ،‬وفلى الوقلت ذاتله يشلعر أنهلا‬
‫تؤدى إلى إثارة سخرية اخخرين ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-13-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ونفللرق بللين الخللوف العللادى وبللين الخللوف المرضللى ‪ .‬بللأن الخللوف‬


‫العادى غريزة ‪ ،‬وهو حالة يشعر بها كل فرد فى حياته العاديلة حلين يخلاف‬
‫ممللا يخيللف فع لالً مثللل حيللوان مفتللرس حللين يشللعر بإقترابلله ينفعللل ويخللاف‬
‫ويقلق ويسلك سلوكا ً ضروريا ً للمحافظة عللى الحيلاة هلو الهلرب ‪ .‬فلالخوف‬
‫العللادى إذن هللو خللوف موضللوعى أو حقيقللى ( مللن خطللر حقيقللى ) ‪ .‬أمللا‬
‫الخوف المرضى فهو خوف شاذ ودائم ومتكرر ومتضخم مما ال يخيف فلى‬
‫العللادة ‪ ،‬وال يعللرف المللريض سللببا ً لللذلك ‪ ،‬كللالخوف مللن األدوار العليللا أو‬
‫األماكن المغلقة أو الماء ‪ ،‬وقد يكلون الخلوف عاملا ً غيلر محلدد ‪ ،‬وهملـيا ً أو‬
‫غير حسى ‪ ،‬كالخـوف المرضى من الموت أو العفاريت ‪ ..‬إلخ ‪.‬‬

‫وتشير دراسات الطب النفسى إلى أن المخاوف المرضلية ملا هلى إال‬
‫حيلة دفاعية ال شعورية يحاول المريض أثنائها عزل القلق الناشئ من فكرة‬
‫أو موضوع أو موقف معين فى حياته اليوميلة وتحويلله لفكلرة أو موضلـوع‬
‫أو موقف رمزى ليس لله عالقلة مباشلرة بالسلبب األصللى ‪ ،‬وملن هنلا ينشلأ‬
‫الخوف الذى يعلم الملريض علدم جلدواه ‪ ،‬وأنله اليوجلد أى خطلر عليله ملن‬
‫تعرضه لهذا المنبه ‪ ،‬وعلى الرغم من معرفته التامة لذلك إال أنه ال يستطيع‬
‫التحكم أو السيطرة على هذا الخوف والذى يمثل الخوف من شئ آخر داخله‬
‫يعبر عنه بهذا الخوف الخارجى ‪ ،‬ومن ثم ال يواجه الصراع الداخلى بنفسله‬
‫ويحوله إلى مواقف خارجية رمزية ‪.‬‬

‫ويرجع الخوف إلى عدة أسباب وعوامل هى ‪:‬‬


‫ـ تخويف األطفال ‪ ،‬وعقابهم ‪ ،‬والحكايات المخيفلة التلى تحكلى لهلم ‪،‬‬
‫والخبرات المريرة القاسية التى يمرون بها ‪ ،‬الخبرات المخيفة المكبوتة ‪.‬‬

‫ـللل الظلللروف األسلللرية المضلللطربة ( الشلللجار واإلنفصلللال والطلللالق‬


‫والعطللف الزائللد والحمايللة الزائللدة والوالللدان العصللبيان ) والسلللطة الوالديللة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-14-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المتزمتة ‪ ،‬والتربية الخاطئة ( كالمنع والعقاب والرهبة ‪ ،‬وعدم المسواه فلى‬


‫المعاملة بين األبناء )‬
‫ـ ل خللوف الكبللار وإنتقللالهم عللن طريللق المشللاركة الوجدانيللة واإليحللاء‬
‫والتقليد ‪ ،‬وعدوى الخواف من مريض به إلى مخالطيه ‪.‬‬
‫ـ القصور الجسمى ‪ ،‬والقصور العقلى ‪ ،‬والرعب من المرض ‪.‬‬
‫ـ أعراض المخاوف المرضية ‪:‬‬

‫* ) كل أنواع المخاوف المرضية مثل الخوف المرضى ملن ‪ :‬النلاس‬


‫ـل الغربلاء ـ األعملاق ـ المرتفعلات ـ األملاكن الواسلعة ـ األملاكن الضليقة ـ‬
‫األملاكن المكشلوفة ـ األملاكن المغلقلة ـ النلور ـ الظلالم ـ البلرق ـ الرعلد ـ‬
‫المطلر ـ الملاء ـ النلار ـ اللدم ـ التللوث ـ الجلراثيم ـ الحشلرات ـ الديلدان ـ‬
‫الحيوانات األليفة ـ الفئران ـ التسمم ـ المرض ـ السلرطان ـ اخللم ـ الملوت ـ‬
‫الملدافن ـ الزحلام ـ الوحلدة ـ المدرسلة ـ المركبلات ـ الكبلارى ـ الماكينلات ـ‬
‫المسننات ـ الزهور … إلخ ‪.‬‬
‫* ) القلق والتوتر ‪.‬‬
‫* ) ضللعف الثقللة فللى الللنفس ‪ ،‬والشللعور بللالنقص ‪ ،‬وعللدم الشللعور‬
‫باألمن ‪ ،‬والتلردد وإضلاعة الوقلت بعملل أللف حسلاب لكلل أملر ‪ ،‬والجلبن ‪،‬‬
‫وتوقلللع الشلللر ‪ ،‬وشلللدة الحلللرص ‪ ،‬واإلنسلللحاب واإلنفلللراد والهلللروب ‪ ،‬أو‬
‫التهـاون أو اإلستهتار ‪ ،‬واإلندفاع ‪ ،‬وسوء السلوك ‪.‬‬

‫* ) اإلجهلللاد ‪ ،‬والصلللداع ‪ ،‬واإلغملللاء ‪ ،‬وخفقلللـان القللللب ‪ ،‬وتصلللبب‬


‫العرق ‪ ،‬والتقيؤ ‪ ،‬وآالم الظهر ‪ ،‬واإلرتجاف ‪ ،‬وإضطراب الكالم ‪.‬‬
‫* ) السلللوك التعويضللى مثللل ‪ :‬النقللد والسللخرية ‪ ،‬والللتهكم ‪ ،‬وتصللنع‬
‫الوقار والجرأة والشجاعة ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-15-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫* ) األفكار الوسواسية ‪ ،‬والسلوك القهرى ‪.‬‬


‫* ) اإلمتنللاع عللن بعللض مظللاهر السلللوك العللادى ‪ .‬ويصللبح الخللواف‬
‫عائقا ً معجزاً ( مثل اإلمتناع عن األكل فى المطلاعم أو اإلمتنلاع علن التنلزه‬
‫أو الرياضة أو حتى مغادرة المنزل أو عبور الطريق ) ‪.‬‬
‫وقد يعانى من أعراض حادة مؤلملة مثلل اإلجهلاد ‪ ،‬اإلغملاء والعلرق‬
‫الغزيللر ‪ ،‬الغثيللان ‪ ،‬القللئ ‪ ،‬سللرعة ضللربات القلللب ‪ ،‬إرتجللاف األطللراف ‪،‬‬
‫الشعور بغصة فى الحقل ‪ ،‬وصعوبة فى البلع ‪ ،‬وإحساس بفراغ وسحبة فلى‬
‫المعدة ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ الوساوس وأفعال قهرية ‪:‬‬


‫) ‪( OBSESSIVE - COMPULSIVE NEUROSIS‬‬
‫يعتبر عصاب الوسـاوس واألفعـال القهريلة هلى األعلـراض األخلرى‬
‫لمصطلح ( السيكاثتينيا ) ذات الطبيعة القهرية ـ كما سبق وأن ذكر ‪..‬‬
‫ـ تعريف عصاب الوسواس والقهر ‪:‬‬
‫يعللرف الوسللواس بأنلله فكللر متسلللط ‪ ،‬والقهللر سلللوك جبللرى ‪ ،‬يظهللر‬
‫بتكرار وقوة لدى المريض ويالزمه ويستحوذ عليه ويفرض نفسه عليله وال‬
‫يستطيع مقاومته ‪ ،‬على الرغم من وعى المريض وتبصره بغرابتله وسلخفه‬
‫وال معنويللة مضللمونه وعللدم فائدتلله ‪ ،‬ويشللعر بللالقلق والتللوتر إذا قللاوم مللا‬
‫توسوس بإلحا داخلى للقيام به ‪ .‬ويبدو أن اإلنفعاالت التى تصاحب األفكار‬
‫المتسلللطة والسلللوك القهللرى تناضللل ببسللالة لتسليطر علللى الشللعور وتسللكت‬
‫صوت المنطق وتطغى على العقل وتجبره على اإلعتلراف بهلا عللى اللرغم‬
‫مما يبذله الشعور من مقاومة ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-16-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ويعتبر الوسواس والقهر على انهما مظهلران متشلابهان ملن الملرض‬


‫النفسى ( وجهين لعملة واحدة ) ‪ ،‬ويكون وجه اإلخلتالف بينهملا هلو تتسللط‬
‫فكرة معينة على المريض وذلك فى حاالت الوساوس المتسللطة ‪ ،‬بينملا فلى‬
‫حاالت األفعال القهرية نجد أن المريض يجبر على القيام بسلوك معين ‪ .‬إن‬
‫وجه التشابه بين هذين المرضين يقوم على فكرة الجبر أو القهر أو اإللتلزام‬
‫فى الحالتين ‪.‬‬

‫ويعرف الوساوس أيضا ً عللى انهلا فكلرة معينلة أو أفكلار تشلغل ذهلن‬
‫الفرد بإستمرار وهى غالبا ً ما تكون غير مقبولة على اإلطلالق كاللذى يفكلر‬
‫فى موت أحد األشخاص أو األفكار العدوانية الشريرة وال يستطيع اللتخلص‬
‫من هذه األفكار ‪ .‬وغالبا ً ما تصاحب حالة الوساوس بأفعلال قهريلة يكررهلا‬
‫الفرد رغما ً عنه ‪ ،‬علما ً بأنه يعرف جيداً أنها سخيفة كجنون السلرقة بلالرغم‬
‫من عدم حاجته إلى المسروقات نفسها ‪ .‬وبالطبع فإن قيمة األعملال القهريلة‬
‫هنا رمزية للصراع النفسى ‪.‬‬
‫كمللا تعتبللر الوسللاوس علللى أنهللا أفكللار ملحللة علللى الفللرد ‪ ،‬لكنهللا فللى‬
‫العللادة ال تتحللول إلللى سلللوك وتظللل أفكللاراً وحللوافز ‪ .‬أمللا إن ترجمللت إلللى‬
‫تصللرف وفعللل ‪ ،‬قلنللا أنهللا تحولللت إلللى أفعللال قهريللة أو قهللار ‪ .‬والقهللار‬
‫تصللرف أو فعللل جامللد ‪ ،‬أشللبه بللالطقوس أحيانللا ً ‪ ،‬يتسللم بأنلله ذو خاصللية‬
‫إضطرارية شديدة تعتمد على الفعل القهرى اإلجبارى ‪.‬‬

‫وتأخذ هذه الوساوس صوراً مختلفة منها ‪:‬‬


‫ـ حاالت التسلط الفكرى ‪ :‬كأن تسليطر عللى الملريض فكلرة القتلل أو‬
‫فكرة اإلنتحار ‪ ،‬أو التشلكك فلى اللدين ‪ ،‬أو التفكيلر فلى الغنلى والفقلر بشلكل‬
‫يشغل البال دائما ً ‪ ،‬أو التفكير فى الظلم أو اإلضطهاد ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-17-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ـ الوساوس الحركيعة ‪ :‬كلأن يلأتى الملريض حركلات نمطيلة متكلررة‬


‫بدون سبب ظلاهر ‪ ،‬مثلل كثلرة غسلل األيلدى أو علدم المصلافحة أو الخطلو‬
‫على كل شق فى الرصيف ‪ ،‬وتكرار ذلك بدرجة شاذة ‪.‬‬

‫ـ الوساوس اإلنفعالية ‪ :‬والتى تبدو فى حاالت المخلاوف المتسللطة ‪،‬‬


‫والحاالت المتكررة كالشعور بالخجل من النفس ‪ ،‬والشعـور بالذنب ‪ ،‬وكثرة‬
‫تأنيللب الضللمير ‪ ،‬والشللعور بللالنقص بللدون سللبب ظللاهر ‪ ،‬وحللاالت الغيللرة‬
‫الشديدة ‪.‬‬
‫وتتسلللم الشخصلللية الوسواسلللية القهريلللة بلللالجمود والتزملللت والعنلللاد‬
‫والتسلللط والبخللل والتللردد والتشللكك والتللدقيق والحللذر واإلهتمللام بالتفاصلليل‬
‫وصعوبة التوافق ‪ ،‬والتمركز المتطلرف حلول اللذات ‪ ،‬ويتسلم الشلخص فلى‬
‫نفس الوقت بالحساسية ويقظة الضمير والفضيلة والتمسك بالكمال واألخالق‬
‫وحب النظام والنظافة والطاعلة والهلدوء ودقلة المواعيلد والتمسلك بلالحقوق‬
‫والواجبات ‪ ،‬وهكذا يبدو صاحب الشخصية الوسواسية شخصا ً فاضالً ولكنه‬
‫غير سعيد‬
‫ـ أعراض عصاب الوسواس القهرى ‪:‬‬
‫تقسم األعراض اإلكلينيكية إلضطراب الوسواس القهرى فى األتى ‪:‬‬
‫أ ـ أفكار وسواسية ـ وتنقسم إلى ‪:‬‬
‫* ) األفكار والصور ـ وهنا تسيطر على الملريض فكلرة خاصلة ‪ ،‬أو‬
‫صورة لمنظر ما حميلد أو كريله أو جملل معينلة تتلردد عللى ذهنله أو نغملة‬
‫موسيقية فى تفكيره ‪.‬‬
‫* ) اإلندفاعات ـ وفيها يشعر الملريض بإحسلاس مسليطر ‪ ،‬أو رغبلة‬
‫جامحلة ‪ ،‬أو إنللدفاع ألن يقللوم بأعمللال ال يرضلى عنهللا ‪ ،‬ويحللاول مقاومتهللا‬
‫ولكن تسيطر عليه هذه الرغبة بإلحا وبقوة وعادة ما تكون هذه اإلندفاعات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-18-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فلللى هيئلللة عدوانيلللة أو إنتحاريلللة ‪ ،‬فيشلللعر الملللريض بالرغبلللة واإلحسلللاس‬


‫بمشاكسة المارة فى الشارع ‪ ،‬أو دفع أخوته من الشرفة ‪ ،‬أو إلقاء نفسله ملن‬
‫األدوار العليا أو القطار أو األتوبيس ‪ ،‬وأحيانا ً اندفاعات مضحكة ‪ ،‬كالغنلاء‬
‫فى المسجد أو الكنيسة أو الضحك فى الجنازة ‪ ،‬أو الرغبة الجامحلة فلى علد‬
‫وضرب االعداد األحادية أو الثنائية إلى ما ال نهاية ‪.‬‬
‫* ) اجترار األفكار ـ وهنا تنتاب الملريض أفكلاراً وأسلئلة وتكهنلات ‪،‬‬
‫ال يمكللن اإلجابللة عنهللا ‪ ،‬ويحللاول الللتخلص مللن هللذه األسللئلة دون جللدوى‬
‫كالسؤال التقليلدى ‪ ،‬خلقنلا ‪ ، ،‬إذا ملن خللق ‪ ،‬ا وطالملا سلألنا أنفسلنا هلذا‬
‫السؤال ثم طردناه ملن ذهننلا ‪ ،‬واسلتمر كملا هلو اإليملان أو اإللحلاد ‪ ،‬ولكلن‬
‫هذا المريض ال يسلتطيع ردع هلذا السلؤال أو يتسلائل لملاذا نعليش ا ولملاذا‬
‫نموت ‪ ..‬ا واليستطيع القيام بأى نشاط ذهنلى آخلر ‪ ..‬وأحيانلا ً ملا تأخلذ هلذه‬
‫األفكار صورة أسئلة ال نهائية غير ممكن اإلجابة عنها ‪.‬‬

‫* ) المخعاوف القهريعة ـ تلرتبط المخلاوف القهريلة دائملا ً باألفكلار أو‬


‫الصللور ‪ ،‬واإلنللدفاعات ‪ ، ..‬فتكللون المخللاوف وسلليلة للهللروب مللن الموقللف‬
‫القهللللرى الللللذى تسللللببه األعللللراض األخللللرى ‪ ،‬كللللالخوف مللللن األمللللراض‬
‫والميكروبات والتلوث ‪ ،‬وعادة ما نجد فى حياة الفرد الخاصة عالقة رمزية‬
‫بنوعية الخوف ‪.‬‬
‫ب ـ أفعال قهرية ‪:‬‬

‫* ) الطقوس الحركية ـ وهى أكثر األعراض القهرية شيوعا ً ‪ ،‬وتأخذ‬


‫هيئة الرغبة الجامحلة المسليطرة للقيلام بحركلات معقلدة معينلة لللتخلص ملن‬
‫إلحا الفكرة الخاصة بذلك ‪ ،‬ومن أشهر األمثلة غسيل األيدى مئات المرات‬
‫أو غسلليل الجسللم أو اإلسللتحمام طللوال النهللار ـ فيمللا يقللرب مللن ثللالث إلللى‬
‫خمللس سللاعات متواصلللة إلنهللاء عمليللة اإلغتسللال ‪ ،‬وبللالطبع تنتهللى هللذه‬
‫العملية بإنهاك شديد وضياع وقت النهار ‪ ،‬والشلل اإلجتماعى عن القيام بأى‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-19-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫نشاط آخر ‪ ،‬فتبدأ المريضة فى غسل يدها ثم غسل الحوض ‪ ،‬ثم تشلك ثانيلا ً‬
‫فى نظافة يدها فتبدأ مرة ثانية وأحيانلا ً تقلوم بعلد غسلل يلديها مئلات الملرات‬
‫وإذا أخطأت تعاود الكرة ثانية ‪ ،‬كما أنها ال تستطـيع أن تصـافح أحلداً خوفلا ً‬
‫من العـدوى وتمسـك كل شئ بورقة حتى ال تتلوث يديها ‪.‬‬

‫) ‪: ( HYSTERIA‬‬ ‫‪ 4‬ـ الهستيريا‬

‫ـ تعريف إضطراب الهستيريا ‪:‬‬


‫يعتبللر الهسللتيريا اضللطراب نفسللى يحللدث نتيجللة الفشللل فللى مواجهللة‬
‫الحيللاة الواقعيللة ‪ ،‬والتعبيللر عللن الحيللرة واإلرتبللاك إزاء المواقللف التللى ال‬
‫يحتمللل الشللخص مواجهتهللا وذلللك بسللبب الصللراعات النفسللية فللى حيللاتهم‬
‫الماضية نتيجة لما القوة من ضروب الحرملان والكبلت اإلنفعلالى واإلحبلاط‬
‫‪ ..‬فبدل أن يحلاول الشلخص التغللب عللى صلعوبات الحيلاة ‪ ،‬فإنله يلجلأ إللى‬
‫السلوك الهستيرى كحيللة ال شلعورية تجعلله ينسلحب ويتراجلع ويحجلم علن‬
‫تحملل المسللئولية فيفقللد القللدرة علللى توجيله سلللوكه ويضللع نفسلله فللى موقللف‬
‫يتطلب استدراج العطف عليه ويدعو الغير لمعاونته على حل المشلكلة التلى‬
‫تعترضه ‪ ،‬أو العمل على حمايته ورعايته ‪ ،‬فلالمريض بالهسلتيريا غالبلا ً ملا‬
‫يكون سريع اإلنفعال ‪ ،‬خجوالً ‪ ،‬عاطفيا ً ‪ ،‬متحفظا ً ‪ ،‬بل غريبا ً إلى حلد ملا ‪،‬‬
‫قابالً لإلستهواء بسهولة ‪.‬‬

‫ويعرف الهسلتيريا عللى أنله ملرض عصلابى تظهلر فيله إضلطرابات‬


‫إنفعالية مع خلل فى أعصاب الحس والحركة ‪ .‬وهى عصاب تحولى تتحول‬
‫فيه اإلنفعاالت المزمنة إلى أعلراض جسلمية لليس لهلا أسلاس عضلوى ‪ ،‬أو‬
‫هروبا ً من الصراع النفسى أو من القللق أو ملن موقلف ملؤلم دون أن يلدرك‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-20-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الللدافع لللذلك ‪ .‬وعللدم إدراك الللدافع يميللز مللريض الهسللتيريا عللن المتمللارض‬
‫الذى يظهر المرض لغرض محدد مفيد ‪.‬‬
‫وفى الهستيريا تصاب مناطق الجسم التى يتحكم فيها الجهاز العصبى‬
‫المركزى اإلرادى مثل الحواس وجهاز الحركة ‪ .‬وهذا غير المرض النفسى‬
‫الجسللمى حيللث تصللاب األعضللاء التللى يللتحكم فيهللا الجهللاز العصللبى الللذاتى‬
‫الإلرادى ‪.‬‬

‫ويطلق اللبعض عللى الهسلتيريا اسلم " الهسلتيريا التحوليلة " أى التلى‬
‫تعنى تحويالً جسميا ً ألمور نفسية نظراً ألنها تعتمد على حيلة دفاعية نفسلية‬
‫أساسللية هللو التحويللل حيللث اإلنفعللاالت والصللراعات إلللى أعللراض جسللمية‬
‫كحل رمزى للصراع ‪.‬‬
‫كمللا يعللرف الهسللتيريا علللى أنلله مللرض عصللابى أولللى يتسللم بظهللور‬
‫عالمات وأعراض مرضية بطريقة الشعورية ويكون الدافع فى هلذه الحاللة‬
‫الحصللول علللى منفعللة خاصللة أو جلللب اإلهتمللام ‪ ،‬أو الهللروب مللن موقللف‬
‫خطير أو تركيز اإلهتمام عللى الفلرد كحمايلة لله ملن األللم النفسلى الشلديد ‪،‬‬
‫وعللادة مللا يظهللر هللذا المللرض فللى الشخصللية الهسللتيرية التللى تتميللز بعللدم‬
‫النضللوج اإلنفعللالى مللع القابليللة لإليحللاء ‪ ،‬وال يعنللى ذلللك أنهللا ال تظهللر فللى‬
‫الشخصيات األخرى بل وجد ملن خلالل التجلارب اإلكلينيكيلة ‪ ،‬إن كلل فلرد‬
‫مهيأ لألعلراض الهسلتيرية تحلت اإلجهلاد والشلدة ‪ ،‬ولكلن تختللف بلاختالف‬
‫حسب استعداد الفرد الخاص ‪ ،‬وحسب شدة الموقف ‪.‬‬
‫ويبرز سمات الشخصية الهستيرية فى النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬العاطفلللة الزائلللدة ‪ ،‬والقابليلللة الشلللديدة لإليحلللاء ‪ ،‬وحلللب المجامللللة‬
‫والمواساة والحساسلية الشلديدة ‪ ،‬وسلرعة الخجلل وعلدم النضلج اإلنفعلالى ‪،‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-21-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫والتذبلللذب اإلنفعلللال ى ‪ ،‬وتقللللب الملللزاج ‪ ،‬وعلللدم اللللتحكم فلللى اإلنفعلللاالت ‪،‬‬


‫وسطحية المشاعر ‪ ،‬وعدم النضج النفسى ‪.‬‬
‫‪ -‬التمللوكز حللول الللذات ‪ ،‬واألنانيللة ‪ ،‬ولفللت األنظللار ‪ ،‬واسللتدرار العطللف ‪،‬‬
‫واإلعتزاز بالنفس وحب الظهور ‪ ،‬واإلستعـراض ‪ ،‬وفى بعض األحيلان‬
‫اإلنبساط ‪ ،‬واإلجتماعية ‪ ،‬وحب اإلختالط وعلدم اإلسلتقرار ‪ ،‬واإلعتملاد‬
‫على اخخرين ‪ ،‬والتواكل ‪ ،‬واإلنقياد ( التبعية ) ‪ ،‬والشعور بالنقص ‪.‬‬

‫‪ -‬المبالغلللللة والتهويلللللل واإلسلللللتغراق فلللللى الخيلللللال ‪ ،‬والسللللللوك التمثيللللللى‬


‫واإلستعراض والتكلف واإلندفاع وعدم النضج ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعتمللاد عللللى الكبلللت كلللدفاع أساسللى ‪ ،‬واإلسلللتعداد لتكثيلللف اإلنفعلللاالت‬
‫وتحويلها إلى أعراض جسمية ‪.‬‬
‫أعراض إضطراب الهستيريا ‪:‬‬
‫تختـلف وجهـات النـظر فى تقسـيم أعـراض الهستيريا ‪ ،‬ونوجـزها‬
‫فى األعراض األتية ‪:‬‬
‫‪ -‬أعراض حركية ‪ :‬وتتمثلل فلى الشللل الهسلتيرى ( النصلفى أو الطرفلى أو‬
‫فللى الجلللانبين أو القعلللاد ) ‪ ،‬الرعشللة الهسلللتيرية ‪ ،‬التشلللـنج الهسلللتيرى ‪،‬‬
‫الصرع الهستيرى ‪ ،‬عقال العضل ( خاصة فى اليد وخاصة أثناء الكتابة‬
‫وهو ما يسمى عقال الكاتب ) ‪ ،‬والالزمات العصلبية الهسلتيرية ‪ ( ،‬مثلل‬
‫الرشللف والنحنحللة وبللل الشللفاه ورمللش العينللين وهللز الكتفللين ‪ ..‬إلللخ ) ‪،‬‬
‫وفقللدان الصللوت أو النطللق والخللرس الهيسللتيرى ‪ ،‬و الج لوال أو السللير‬
‫الهستيرى ( كالسلير بلإهتزازات شلديدة والتلرنح والتمايلل عللى الجلانبين‬
‫وكأنه تحت تأثير مخدر أو تناول الخمر ) ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-22-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬أعللراض حسللية ‪ :‬كللالعمى الهسللتيرى ‪ ،‬الصللمم الهسللتيرى ‪ ،‬فقللدان حاسللة‬


‫الشم ‪ ،‬فقدان حاسة الذوق ‪ ،‬فقلدان الحساسلية الجلديلة فلى عضلو أو علدة‬
‫أعضاء ‪ ،‬الخدار الهستيرى ( انعدام الحساسية العامة ) ‪ ،‬األلم الهستيرى‬

‫‪ -‬أعللراض غذائيللة ‪ :‬التللى تتضللمن مظهللرين ‪ :‬أولهمللا ‪ :‬فقللدان الشللهية الللذى‬


‫يكون إما جزئيا ً أو كامالً ‪ ،‬ويعتبر هذا العرض المرضى وسيلة للتعبير عن‬
‫عدم الرضا وللفت نظر اخخرين وإشعارهم بالقلق على المصاب ‪.‬‬

‫وثانيهما ‪ :‬الشهية الزائدة عن الحد ‪ ،‬حيث تعتبر هلذه الحاللة المرضلية حاللة‬
‫من حاالت الهستيريا نتيجة اإلضطرابات اإلنفعالية التى يعانيها الفرد ‪.‬‬
‫وأخيراً تعتبر الهستيريا بأنها أكثر أشكال العصلاب دراملة وتسلتهدف‬
‫التعبير الرمزى علن اللدوافع والنزعلات المكبوتلة التلى يأباهلا الضلمير ‪ ،‬أو‬
‫تجاهلهلللا أو نكرانهلللا ‪ ،‬أو تلللدعيم كبتهلللا ‪ ،‬والحصلللول عللللى انتبلللاه وعطلللف‬
‫وتسللامح الغيللر ‪ ،‬واإلنتقللام مللن اخخللرين وإرغللامهم علللى اإلبتعللاد عنلله ‪،‬‬
‫والهروب من المسئوليات واإلعفاء من الواجبات واإلرتباطات واإللتزاملات‬
‫‪ ،‬واإلعتللذار عللن فشللل محتمللل ‪ ،‬والتحللرر مللن الصللراع النفسللى الللذى ال‬
‫يحتمل ‪ ،‬وإحتمال األلم الجسمى الذى يكون أهون من إحتمال األلم النفسى ‪،‬‬
‫والظهور بمظهر البطولة المتألملة فلى صلبر وصلمت ‪ .‬وقلد يكلون الملرض‬
‫وسيلة إلرضاء حاجة الفرد إلى عقاب نفسه ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ التفكك ) ‪: ( DISSOCIATION‬‬


‫ـ تعريف إضطراب التفكك ‪:‬‬
‫يعتبر اضطراب التفكلك بأنله تفكلك نظلام الشخصلية وإنفصلال بعلض‬
‫أجزائها وإضطراب أدائها الوظيفى وقيام أحلـد أو بعلض جوانلب الشخصلية‬
‫باألداء الوظيفى مستقبالً ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-23-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وفللى بعللض األحيللان يكللون التفكللك كللامالً لدرجللة أن الجللزء المتفكللك‬


‫يحكللم الشللعور والشخصللية كلهللا ‪ ،‬ويفضللل المللريض جللزءاً مللن حياتلله عللن‬
‫مجال شعوره ووعيه ‪.‬‬

‫كما يشير البعض إللى أن األنملاط اإلكلينيكيلة للتفكلك تصلنف كلأنواع‬


‫مللن الهسللتيريا ‪ ،‬والحقيقللة أن عمليللة تحويللل اإلنفعللال موجللود فللى كللل مللن‬
‫الهستيريا والتفكك ‪ ،‬ولكن فى الهستيريا يحدث التحويل إلى مرض جسمى ‪،‬‬
‫وفى التفكك يحدث يحدث هروب إلى حالة من الالوعى والالشعور ‪.‬‬
‫ويعرف التفكك عللى أنله إنفصلال شخصلية الملريض إللى شخصليات‬
‫أخرى يقوم أثناءهلا بتصلرفات غريبلة عنله ‪ ،‬أو يفقلد أثناءهلا ذاكرتله وذللك‬
‫للهللروب مللن مواقللف مؤلمللة نفسلليا ً أو إلجللتالب إهتمللام اخخللرين أو رعايللة‬
‫خاصة ‪.‬‬
‫أعراض إضطراب التفكك ‪:‬‬

‫يستعرض زهران األعرض اإلكلينيكية للتفكك فى األتى ‪:‬‬


‫‪ -‬فقعدان العذاكر( ا النسعيان ) ‪ :‬وهلو عبللارة علن طملس ( كللى أو جزئللى )‬
‫للذاكرة الخاصة بخبلرة أليملة سلابقة ويكلون علادة نتيجلة للكبلت ( أى أن‬
‫الخبللرة تظللل فللى غياهللب الالشللعور ) ‪ .‬وعنللدما يواجلله المللريض موقف لا ً‬
‫يرمز إلى الخاصة المكبوتة تتعطل ذاكرته الواعية ليتجنب القلق ‪.‬‬
‫وقللد يشللمل فقللدان الللذاكرة نسلليان المللريض إسللمه وسللنه ومحللل إقامتلله وال‬
‫يتعرف على أهلله أو أصلدقائه ولكنله يظلل محتفظلا ً بقدرتله عللى الكتابلة‬
‫والكالم ويبدو عاديا ً فيما عدا فقدان الذاكرة الخاص ‪.‬‬
‫‪ -‬التجععوال ا الجععوال أو الشععرود ) ‪ :‬هوعبللارة عللن إضللطراب يهجللر فيلله‬
‫المريض بيئته ويتجول بعيداً ( عملية هلروب فعللى ال شلعورى ) ‪ ،‬وقلد‬
‫يحيا حياة مختلفة تماما ً فيعمل فى مهنة جديدة أو يتزوج من جديد ‪ ..‬إلخ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-24-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬الجوال أثناء النوم ا المشى أثنعاء النعوم ) ‪ :‬هلو عبلارة علن المشلى أثنلاء‬
‫النوم ومحاولة المريض القيام أثناء النوم بأعمال ذات دوافلع ال شلعورية‬
‫غير مقبولة إجتماعية ‪ .‬وقد ينتقل المريض إلى غـرفة أخرى غير غرفة‬
‫نومه أو حتى يخرج من منزله ‪.‬‬
‫ويالحظ أن المريض قد يقوم فى الجوال أثناء النوم بسللوك معقلد جلداً ثلم‬
‫يعود إلى نومه ‪ ،‬وفى الصبا ال يتذكر أى شئ مما فعل ‪ .‬وأثناء الجوال‬
‫تكون عينا المريض مفتوحتين كليا ً أو جزئيا ً ويتجنب العوائق ( ولكنه قد‬
‫يتعرض لبعض اإلصابات ) ويسمع من يحادثه ويمكن إيقاظه ويستجيب‬
‫لألوامر ‪.‬‬

‫وقد يحدث الجوال أثناء النوم كلل ليللة ‪ ،‬وقلد يحلدث فلى ليلال متباعلدة أو‬
‫مرات قليلة جداً ‪ .‬وقد تستمر الجوال أثناء النوم من ‪ 15‬ـ ‪ 30‬دقيقة ‪.‬‬
‫ويرجع هذا الجوال للكبت الشديد لصراع معين يعانى منه الفرد ومع قوة‬
‫الحيل الدفاعية الالشعورية أثناء اليقظة ‪ ،‬يبلدأ الملريض فلى التعبيلر علن‬
‫إنفعاالته أثناء النوم ‪ .‬وقد لوحظ أن البعض يحاول اإلنتحلار أو اإلعتلداء‬
‫على األخلرين أثنلاء نومله لعلدم قدرتله عللى اإلتيلان بهلذه األعملال أثنلاء‬
‫اليقظة ‪.‬‬
‫ومعظم حلدوث الجلوال يكلون فلى مرحللة المراهقلة ولكنله قلد يحلدث فلى‬
‫الطفولة أو فى الرشد ‪ ،‬ويحدث لدى الذكور أكثر من حدوثه عند اإلناث‬

‫‪ -‬تعدد الشخصية ‪ :‬يظلن اللبعض أن ملرض الفصلام هلو ازدواج الشخصلية‬


‫وذلللك خطللأ فللاد إذ أن المللرض تفكـللـك نفسللى ‪ ،‬ويختلللف فللى أسللبابه‬
‫ونشأته ‪ ،‬ويشار فى هذه الحالة التفكك بانها صلورة إزدواج الشخصلية ‪،‬‬
‫فتظهر لدى الشخص شخصيتان أو أكثر ‪ ،‬وتكون عادة مختلفة ومتمايزة‬
‫بعضلها علن األخلرى ‪ .‬فقلد تكلون إحلداها فاضللة واألخلرى سليئة ‪ ،‬وقلد‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-25-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫تكون إحداها جادة واألخرى هازلة ‪ ،‬وهكذا تبدو كل منهما عادية فى حد‬
‫ذاتها ‪ .‬وينتقل المريض من شخصية إلى أخرى دون وعلى ‪ ،‬وال يتلذكر‬
‫فى إحلداها ملا يحلدث فلى الشخصلية األخلرى ‪ .‬وقلد يحلدث اإلنتقلال ملن‬
‫شخصللية إلللى أخللرى فللى فتللرات تتللراو بللين بضللع سللاعات إلللى بضللع‬
‫سنوات ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ اإلكتئــاب العصابى ) ‪: ( DEPRESSION‬‬

‫تعريف إضطراب اإلكتئاب ‪:‬‬


‫يعرف اإلكتئاب على أنه حالة ملن الحلزن الشلديد المسلتمر تنلتج علن‬
‫الظروف المحزنة األليمة ‪ ،‬أو تعبير عن شئ مفقود ‪ ،‬وإن كان الملريض ال‬
‫يعى المصدر الحقيقى لحزنه ‪.‬‬
‫كما يعتبر اإلكتئاب حالة من التشاؤم ‪ ،‬ويكون الشخص فى حالة حداد‬
‫مستمر ‪ ،‬وإنفعال الحزن يكون واضحا ً على وجهه ‪ .‬ويكون المريض خالل‬
‫هللذه الحللاالت فريسللة اليللأس واألسللى والعجللز عللن التركيللز واألرق وفقللدان‬
‫الثقة فى النفس ‪ ،‬فيبدو وكأنله قلانط ‪ ،‬فهلو حاللة سللبية ملع مكونلات محيطله‬
‫الطبيعى واإلجتماعى ‪ ،‬وغارق فى إنفعاالته تغمره وال تدرى كيف هجـمت‬
‫عليه ‪ ،‬وال من أى مصدر أتت فأغرقته فلى لجتهلا ‪ ،‬فتطغلى عللى الملريض‬
‫مظللاهر اإلنزعللاج الللدائم ‪ ،‬ومخللاوف ال أسللاس لهللا ‪ ،‬أو تجللده يشللتكى مللن‬
‫وخزات الضلمير الحلادة ‪ ،‬أو أنله يعتقلد أنله إرتكلب خطيئلة وال أملل لله فلى‬
‫الغفران ‪ .‬أو قد يخيل إليه أنه مصاب بأمراض ال أمل فلى عالجله أو شلفائه‬
‫منها ‪ ،‬فتنعكس آثارها جلية على أنماط تفكير المريض وسلوكه ‪ .‬ولهذا فلإن‬
‫اإلكتئاب هو النافذة التى تنفذ منها على حياة المريض كلها ‪.‬‬

‫وقد صنف العلماء إضطراب اإلكتئاب إلى التصنيف األتى ‪:‬‬


‫ا أ ) حاالت اإلكتئاب البسيط ‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-26-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وفى هلذه الحلاالت يشلعر المصلاب بلبطء نشلاطه العقللى والجسلمى ‪،‬‬
‫كما يشكو دائما ً من سوء حظه ويعتقد أال وسيلة لتحسلن حالتله ‪ ،‬وملن ثلم ال‬
‫يشترك فى أى نشاط أو أنله يظلن أنله غيلر جلدير بالحيلاة ‪ .‬ونلادراً ملا يلأتى‬
‫اإلكتـئاب البسلـيط فلى شلكل حلزن ‪ ،‬وإنملا يلأتى فلى شلكل فقلدان للشلهية أو‬
‫عسر فى الهضم أو اإلمساك أو وجع فلى الصلدر أو خفقلان أو إخلتالف فلى‬
‫ضربات القلب أو نهجان أو سرعة اإلجهاد أو الصداع أو خمول فى العملية‬
‫الجنسلللية ‪ ..‬إللللخ ‪ ،‬وقلللد يتحلللول اإلكتئلللاب البسللليط إللللى النلللوع الحلللاد ولكلللن‬
‫الغــــــــالب أن يستمر بسيطا ً ‪ ،‬وقد يزول من تلقاء نفسله وقلد يسلتمر لفتلرة‬
‫طويلة مع المريض ‪.‬‬

‫ا ب ) حاالت اإلكتئاب الحاد( ‪:‬‬


‫وفللى هللذه الحللاالت أنلله نالحللظ أن المللريض يعللزل نفسلله تمام لا ً عللن‬
‫المجتمع ‪ ،‬كما أنه ال يجيب على ما يوجه إليه ملن كلالم إال بصلعوبة وجهلد‬
‫وتكللاد إجاباتلله ال تسللمع ‪ .‬وهنللاك إحتمللال مسلليطر دائم لا ً فللى إرتكللاب هللذه‬
‫الحاالت فكرة اإلنتحار ‪.‬‬
‫وتتسم هذه الدرجة من اإلكتئاب الحاد بما يلى ‪:‬‬
‫ـ يصبح المريض منعزالً ال يختلط مع اخخرين ‪.‬‬
‫ـ ل يكللاد المللريض ال يللتكلم إطالق لا ً ‪ ،‬فللإذا تكلللم فللإن إسللتجابته تكللون متللأخرة‬
‫وبطيئة ‪.‬‬

‫ـ تزداد الشكاوى المرضية العضوية بشكل ملحوظ ويميل أغلبها إلى هموم‬
‫ـ ل يصللعب عليلله معرفللة الزمللان والمللـكان واألشخللـاص لعللدم إكتراثلله بشللئ‬
‫وقصور إنتباهه ‪.‬‬
‫ـ قد يصاحب كل ذلك هالوس وضالالت تدور حول الشعور بالذنب وإتهلام‬
‫النفس ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-27-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ـ قد تكون له بداية حادة بال مبرر ظاهر فى العادة ويصاحبها شعور وخبرة‬
‫بتغير الذات ‪ ،‬وتغير العالم من حولله ( وهلى مشلاعر وخبلرات أكثلر منهلا‬
‫أفكار وإعتقادات مثلما هو الحال فى الوساوس والضالالت ) ‪.‬‬

‫وترج أسباب اإلكتئاب إلى العوامل النفسية األتية ‪:‬‬


‫ـللل التلللوتر اإلنفعلللالى والظلللروف المحزنلللة والخبلللرات األليملللة والصلللدمات‬
‫والكوارث القاسية ( مثلل ملوت عزيلز أو طلالق أو سلجن بلرز أو هزيملة‬
‫‪ ...‬إلخ ) ‪ ،‬واإلنهزام أمام هذه الشدائد ‪.‬‬
‫ـلل الحرمللان ( ويكللون اإلكتئللاب إسللتجابة لللذلك ) ‪ ،‬وفقللد الحللب والمسللاندة‬
‫العاطفيللة وفقللد حبيللب أو فراقلله أو فقللد وظيفللة أو فقللد ثللروة أو فقللد المكانللة‬
‫اإلجتماعية أو فقد الكرامة أو فقد الشرف أو فقد الصحة أو الفقر الشديد ‪.‬‬
‫ـ الصراعات الالشعورية ‪.‬‬
‫ـ اإلحباط والفشل وخيبة األمل والكبت والقلق ‪.‬‬

‫ـ ضعف األنا األعلى وإتهام الذات والشلعور باللذنب اللذى ال يغتفلر بالنسلبة‬
‫لسلللللوك سللللابق ‪ ،‬والعنوسللللة وسللللن اليللللأس وتللللدهور الكفايللللة الجنسللللية ‪،‬‬
‫والشيخوخة والتقاعد ‪.‬‬
‫ـ التربية الخاطئة ( التفرقة فى المعاملة والتسلط واإلهمال ‪ ..‬إلخ ) ‪.‬‬

‫تصنف األعراض اإلكتئابية فى األتى ‪:‬‬

‫‪ -‬األعراض الجسمية ‪:‬‬

‫ـ إنقباض الصدر والشعور بالضيق والوجه المقنع ‪.‬‬

‫ـ ل فقللدان الشللهية ورفللض الطعللام ( إلعتقللاده بعللدم إسللتحقاقه أو الرغبللة فللى‬


‫الموت وهذا نوع من أنواع اإلنتحار ) ونقص الوزن ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-28-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ـ الصداع والتعب ( ألقل مجهود ) واأللم خاصة آالم الظهر ( اللومباجو ) ‪.‬‬

‫ـ ضعف النشاط العام والتأخر النفسى الحركى والضعف والبطء الحركى ‪.‬‬

‫ـ الرتابة الحركية والالزمات الحركية ‪.‬‬

‫ـ توهم المرض واإلنشغال على الصحة الجسمية ‪.‬‬

‫‪ -‬األعراض النفسية ‪:‬‬


‫ـ البؤس واليلأس واألسلى وهبلوط اللرو المعنويلة والحلزن الشلديد اللذى ال‬
‫يتناسب مع سببه ‪.‬‬

‫ـ عدم ضبط النفس وضعف الثقة فى النفس والشعور بالنقص ونقص الكفائة‬
‫والشعور بعدم القيمة والتفاهة ‪.‬‬
‫ـ القلق والتوتر واألرق ‪.‬‬

‫ـللل فتلللور اإلنفعلللال واإلنطلللواء واإلنسلللحاب والوحلللدة واإلنعلللزال والصلللمت‬


‫والسكون والشرود حتى الذهول ‪.‬‬
‫ـل التشللاؤم المفللرط وخيبللة األمللل والنظللرة السللوداء للحيللاة وإجتللزاز األفكللار‬
‫السللوداء واإلعتقللاد بللأن ال أمللل فللى الشللفاء ‪ ،‬واإلنخللراط فللى البكللاء أحيانلا ً‬
‫والتبرم بأوضاع الحياة وعدم القدرة على اإلستمتاع بمباهجها ‪.‬‬
‫ـل الالمبللاالة بالبيئللة ‪ ،‬ونقللص الميللول واإلهتمامللات ونقللص الدافعيللة وإهمللال‬
‫النظافللة والمظهللر الشخصللى ‪ ،‬واإلهمللال العللام وعللدم اإلهتمللام بللاألمور‬
‫العادية ( فى المنزل وفى العمل وفى وقت الفراغ ) ‪.‬‬
‫ـ ل بللطء التفكيللر واإلسللتجابة وصللعوبة التركيللز والتللردد وبللطء وقلللة الكللالم‬
‫وإنخفاض الصوت ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-29-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ـ الشعور بالذنب وإتهام الذات وتصليد أخطلاء اللذات وتضلخيمها ( وخاصلة‬


‫حول األمور الجنسية ) ‪ ،‬وتوقع العقاب ‪.‬‬
‫ـ أفكار اإلنتحار أحيانا ً ‪ ،‬ومحاولة اإلنتحار فى الحاالت الحادة ‪ ،‬ويالحظ أن‬
‫أغلب محاوالت اإلنتحار ملن اإلنلاث ‪ ،‬وأكثلر الوسلائل شليوعا ً هلى تنلاول‬
‫جرعات كبيرة من األدوية ‪.‬‬

‫‪ -7‬الفصام‬
‫تعتبر الحياة العقلية للفرد هى األساس الذى يشكل سواء أو انحراف‬
‫الشخصية ‪ ،‬فإذا ساءت الظروف والعوامل التى تكون هلذه الشخصلية سليراً‬
‫سويا ً ‪ ،‬ولم تتعرض لعواملل الصلراع واإلحبلاط والضلغط واإلنفعلال والتلى‬
‫تتس لم بالشللدة والشللذوذ – أدى ذلللك إلللى اتللزان فللى الحيللاه العقليللة – أمللا إذا‬
‫سللاءت الظللروف وتعرضللت الشخصللية إلللى عوامللل الصللراع والصللدمات‬
‫اإلنفعاليلللة والخبلللرات األليملللة تسلللير الحيلللاة العقليلللة سللليراً شلللاذاً وينحلللرف‬
‫بصاحبها عن معايير السواء والتكامل واإلتزان ‪.‬‬
‫وعندما يختل اتزان الفرد فى الحياة العقلية تتعرض الشخصلية إللى‬
‫انحدار واختالل شديد فى القوى العقلية والتفكيلر والعجلز علن ضلبط اللنفس‬
‫ورعايتهلللا ‪ ،‬وربملللا يلللؤدى إللللى ملللرض عقلللـلى حلللاد يجعلللل السللللوك العلللام‬
‫مضطربا ً ‪ ،‬األمر الذى يحول بينه وبين التوافق اإلجتماعى ‪.‬‬
‫لقلد علرف اصللطال الفصلام منللذ زملن بعيلد بعللدة تعريفلات إال أنلله‬
‫كان غير مفهوم فهما ً جيداً لخصائصه ‪ ،‬ويرجع ذلك إلى تناقض آراء علماء‬
‫النفس الذين ال يتفقون على معنى محدد لهذا المصطلح ‪.‬‬
‫إال أن جاء المختصين من علملاء الطلب النفسلى المعاصلر بتعريلف‬
‫الفصام على أنه أحد األعراض الذهانية التى تؤدى بصاحبها إلى نقلص فلى‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-30-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اتللزان الشخصللية وإلللى تللدهورها التللدريجى فللى مختلللف النللواحى االنفعاليللة‬


‫والسلوكية والفكرية ‪.‬‬
‫والفصام يتسم بمجموعة من األعراض النفسية والعقلية التلى تلؤدى‬
‫إن لم تعالج فلى بلدء األملر إللى اضلطراب وتلدهور الشخصلية ‪ ،‬وأهلم هلذه‬
‫األعراض اضطرابات التفكير والوجدان واإلدراك والسلوك‬
‫كما أن الفصام هو عبارة علن مجموعلة ملن المتالزملات المرضلية‬
‫التى غالبا ً ما تبدأ فلى مرحللة مبكلرة ملن العملر وتلؤدى إللى االنسلحاب ملن‬
‫الواقع وتدهور الشخصلية ويحلدث بلالمرض أعلراض تلدل عللى اضلطراب‬
‫مختلف الشدة فى التفكير ‪ ،‬والعاطفة ‪ ،‬وإدراك الحواس ‪ ،‬والسلوك‬
‫ويعتبللر الفصللام أيضلا ً هللو نقللص انتظللام الشخصللية واالنفصللام عللن‬
‫العللالم الللواقعى الخللارجى ‪ ،‬والمللريض يعــللـيش فللى عللالم خللاص بعيللداً عللن‬
‫الواقللع ‪ ،‬وكأنلله فللى حلللم مسللتمر ‪ ،‬ويعللرف الفصللام أحيانللا ً باسللم انفصللام‬
‫الشخصية أى تشتت و تنلاثر مكوناتهلا فقلد يصلبح التفكيلر واالنفعلال كلل فلى‬
‫واد – ويختلللف الفصللام أو انفصللام الشخصللية عللن ازدواج الشخصللية الللذى‬
‫يعتبر أحد أشكال التفكك ‪.‬‬
‫وتعرف جمعية عللم اللنفس األمريكيلة الفصلام بأنله " مجموعلة ملن‬
‫االستجابات الذهانيلة التلى تتميلز باضلطراب أساسلى فلى العالقلات الواقعيلة‬
‫وتكوين المفهوم واضطرابات وجدانية وسلوكية وعقلية بلدرجات متفاوتلة ‪،‬‬
‫كما يتسم بميل قوى للبعد عن الواقع وعدم التناغم االنفعالى واالضلطرابات‬
‫فللى مجللرى التفكيللر والسلللوك االرتللدادى ويميللل إلللى التللدهور فللى بعللض‬
‫الحاالت ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-31-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫" وتشير الدراسات إلى ان معظم حاالت الفصام عادة تظهر ما بين‬
‫سن ‪ 40 : 15‬سنة وتصل أقصاها فى أواخر العقد الثالث من العمر ومن ثم‬
‫كان يسمى قديما ً خبل الشباب أو جنون المراهقة أو الخبل المبكر ‪.‬‬

‫للفصعام فعى‬ ‫مجموععة خصعائ‬ ‫ومن خالل ما سبق من التعريفات نلخع‬


‫النقاط االتية ‪:‬‬
‫‪ -‬أنه مرض عقلى ذهانى ‪.‬‬
‫‪ -‬يبدأ فى الغالب فى مرحلة المراهقة ‪.‬‬
‫‪ -‬ينتشر بين الفتيان والفتيات ‪.‬‬
‫‪ -‬قابليته الملحوظة فى االنسحاب من الواقع ‪.‬‬
‫‪ -‬اضطرابات فى التفكير والوجدان واإلدراك والسلوك ‪.‬‬
‫‪ -‬يعيش فى عالم خيالى خاص به ‪.‬‬
‫‪ -‬إن لم تعالج األعراض فى بادز األمر تلؤدى إللى اضلطراب وتلدهور فلى‬
‫الشخصية والسلوك ‪.‬‬
‫‪ -‬يتسم باضطراب أساسى فى العالقات الواقعية ‪.‬‬
‫وتشير الدراسات إلعى ان أسعباب معرض الفصعام ال يمكعن الجعزم حتعى ا ن‬
‫بأن هناك سبب واحد لهذا المرض وإنمعا هعو ععد( عوامعل مختلفعة تتفاععل‬
‫م بعضها البعض – وسنعرض بعضا ً منها فيما يلى ‪:‬‬
‫العوامل الوراثية ‪ :‬تشير الدراسات إلى أن مرض الفصام ال يورث‬
‫ولكلللن اللللذى يلللورث هلللو االسلللتعداد لإلصلللابة بالفصلللام وذللللك إذا تجمعلللت‬
‫وتفاعلت العوامل البيئية والنفسية والفسيولوجية …‪..‬‬
‫العوامل البيئية ‪ :‬تعتبر احباطات البيئة تؤدى إللى انهيلار اللدفاعات‬
‫النفسية للفرد كالفشل فى العالقات الغرامية والفشل فى النمو النفسى والفشل‬
‫فى الزواج وما يصاحب ذلك من مشاعر اإلحباط والشعور باإلثم ‪..‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-32-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫العوامععل الفسععيولوجية ‪ :‬مثللل التغيللرات المصللاحبة للبلللوغ الجنسللى‬


‫والنضج والحمل والوالدة وما يصاحب ذلك ملن هلزات انفعاليلة واجتماعيلة‬
‫وتوتر وقلق واخفاق المريض ذى الشخصية الفصامية فى مجابتها‬
‫أما بالنسبة إلى األعراض العامة للفصام فيمكن تلخيصها فى النقاط التالية‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬البعد عن الواقع ‪ ،‬وكأنه يعيش المريض سجينا ً داخل نفسه كما لو كان فى‬
‫جزيرة منعزلة تملؤها أوهـامه وخياالته ‪ ،‬وهى بالنسلبة لله حقيقلة ‪ ،‬ويكلون‬
‫مقطوع الصلة بعلالم الواقلع ‪ -‬والعليش فلى علالم خيلالى ملن صلنع الملريض‬
‫وتتحللول أوهاملله إلللى سلللوك ‪ ،‬ال يسللتطيع المللريض التمييللز بللين الحقيقللة‬
‫والخيال ‪.‬‬
‫‪ -‬اضطراب االنفعلال ‪ ،‬مثلل التذبلذب والتنلاقض االنفعلالت والتبللد االنفعلالت‬
‫وعللدم التجللاوب االنفعللالت وعللدم القللدرة علللى االتصللال االنفعللالت بللاخخرين‬
‫وسللطحية االنفعللال ‪ ،‬واالنفعللاالت الكاذبللة وغيللر المناسللبة ‪ ،‬وشللدة االنفعللال‬
‫والفزع ‪ ،‬والهياج ألقل مثير واالنفجارات االنفعالية الالإرادية والمبالغة فلى‬
‫االنفعال واالكتئاب االنسحاب والسلبية وفقدان اإلحساس بلالعواطف كالحلب‬
‫والحنان والمشاركة الوجدانية ‪.‬‬
‫‪ -‬اضللطراب التفكيللر واضللطراب الللتحكم فللى التفكيللر والتعبيللر عللن التفكيللر‬
‫سلوكيا ً واضطراب الذاكرة واالنتباه ‪.‬‬
‫‪ -‬االسلللتغراق فلللى أحلللالم اليقظلللة والالمبلللاالة ونقلللص الميلللول واالستسلللالم‬
‫لمشاركات الحياة واضطراب العالقات الشخصية واالجتماعية‬
‫‪ -‬الهلوسات السمعية والبصرية والشمية واللمسية والذوقية وهذا كله بالنسبة‬
‫إلى المريض حقيقة ويستجيب لها سلوكيا ً ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-33-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬الهللذاء ‪ ،‬مثللل هللذاء االضللطهاد أو العظمللة أو تللوهم المللرض أو التأويللل‬


‫والتلميح أو فقدان الشعور بالشخصية ‪.‬‬
‫‪ -‬الالزمات الحركية وخاصة حركات الوجله واليلدين واللرجلين واألوضلاع‬
‫الجسمية الغريبة التى قد تستمر لفترات طويلة ‪.‬‬
‫‪ -‬التردد وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وضبط النفس ‪.‬‬
‫‪ -‬كما انهم ال يهتمون عاطفيلا ً بمجريلات األحلداث ملن حولله ‪ ،‬اذ نجلده يفقلد‬
‫الميللل واالهتمللام بكللل مللن كللان يشللعر نحللوهم بالحللب ‪ ،‬وقللد يصللل بللرود‬
‫المريض افعاليا ً من أن انفعلال الخلوف أو الحلزن أو الغضلب أصلبح يقابلهلا‬
‫بشللتء مللن عللدم االكتللراث والالمبللاالة ‪ ،‬كمللا أنلله يفضللل أن يتجنللب النللاس‬
‫ويميل إلى العزلة واالنطواء ‪ ،‬باإلضافة إلى اعتقاد المريض بالجزم فلى أن‬
‫كللل شللئ يحللدث أو يقللال إنمللا هللو المقصللود بلله ‪ ،‬كقللراءة مقللاالً فللى إحللدى‬
‫الصحف ظن أن هذا المقال تلميحا ً للتشهير بسمعته أو رسم كاريكاتوري أو‬
‫سخرية الممثلين بالمسار وإنما هو المقصود به ‪ ،‬وربما تتطور الحالة إلى‬
‫األسوأ بظهور الهلوسات السمعية وكأن المريض يتخيل بأصلوات تناديله أو‬
‫تنتقده أو تسخر منه أو تطلب منله أن يقلوم بلبعض األفعلال اللذى يصلل إللى‬
‫حد اإليذاء – وأحيانا ً تتطور الحاللة لتأخلد أكثلر خطلورة بظهلور الهلوسلات‬
‫البصرية وكأن يرى أشخاص يتحدث إليهم ويتحدثون إليله – ويطلبلون منله‬
‫أشياء تصل إلى حد اإليذاء لنفسه أو لآلخرين ‪.‬‬
‫ويصنف علماء النفس الفصام حسعب األععراض السعائد( إلعى ععد(‬
‫أنماط إكلينيكية ويالحظ أن هناك تداخالً وتغير من نمعط إلعى نمعط مع تقعدم‬
‫المريض – ويصنف الفصام إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬الفصام البسيط ‪ :‬وبدايتله تدريجيلة وتسلير بلبطء ويبلدأ االنفصلال‬
‫عللن الواقللع بالتللدريج والسلللوك الغريللب قليللل نسللبيا ً واألوهللام نللادرة وقللد ال‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-34-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫توجد بالمرة ‪ ،‬وأعراضها الالزمات الحركية وعدم القلدرة عللى التركيلز –‬


‫ونقص االتصال االجتملاعت وانعلدام المسلؤلية ‪ ،‬وقللة الميلول واالهتماملات‬
‫ونقص مستوى الطملو واالنطلواء واالنسلحاب وسلوء التوافلق االجتملاعت‬
‫والتبلد االنفعالت والالمباالة واالستغراق فلى أحلالم اليقظلة وفقلدان االهتملام‬
‫بالمظهر الشخصت ويبدو المريض فى حالة حلم دائم ‪.‬‬
‫‪ -‬الفصام المبكر ‪ :‬وهو ما يسمى بفصام المراهقة أو فصام الشلباب‬
‫ويؤدى إلى تدهور الشخصية وعدم تكاملها ‪ ،‬وأعراضها علدم تلرابط الفكلر‬
‫والكللالم والسلللوك ‪ ،‬والتفكيللر الخيللالى الغريللب وضللعف التركيللز واالنطللواء‬
‫واالستغراق فى أحالم اليقظة والخلروج الغريلب عللى المعلايير االجتماعيلة‬
‫والتبللللد اإلنفعلللالى والتنلللاقض الوجلللدانت وعلللدم النضلللج االنفعلللالت وضلللعف‬
‫البصيرة ‪.‬‬
‫‪ -‬الفصام الحركى ‪ :‬وهو يبدأ فى سن متأخر ما بلين ‪ 45 : 20‬سلنة‬
‫وفيه أعراض حركية واضحة إما بالزيادة أو بالنقصان وهو يأخذ شكالن ‪:‬‬
‫أ) التصلب ‪ :‬وهو الوضع التصلبى التخشبى أو الوضلع التمثلالى أو‬
‫وضع الجنين أو وضع الميلت وغالبلا ً ملا يأخلذ شلكالً ووضلعا ً يلدوم لفتلرات‬
‫طويلة وبلدون تعلب وعلدم الحركلة وفقلدان النشلاط وتكلرار الكلالم وترديلده‬
‫واإلنسحاب والسلبية والصمت والطاعة اخلية العمياء وفقلد الشلهية ورفلض‬
‫الطعام ‪.‬‬
‫ب) الهيععا‪ : :‬وهللو الهيللاج الحركللى غيللر الهللادف واألرق واإلعيللاء‬
‫وفقلد اللوزن وعللدم التوافلق بللين الملزاج والتفكيلر وسللرعة الكلالم والعللدوان‬
‫والتصنع والتكلف فى الكالم والمشلى والحركلات ومحاوللة اإلنتحلار أو قتلل‬
‫الغير ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-35-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬الفصام الهذائى ا البارانوى ) ‪ :‬وهلو علادة ملا يبلدأ بعلد سلن ‪30‬‬
‫سنة ويتصف باألهاوم والهذيان غير المنسق وسرعة التغير ويكون السلوك‬
‫ليس من السهل التنبؤ به ‪ .‬والفصام الهذائى يأخذ شكالن ‪:‬‬
‫أ) اإلضععطهاد ‪ :‬وأعراضلله اإلحسللاس باإلضللطهاد والشللك والميللول‬
‫اإلتهاميللة والعزلللة الشللديدة واعتقللاد المللريض أن اخخللرين يت ل مرون عليلله‬
‫ويكيللدون للله ‪ ،‬والحقللد وعللدم الرضللا ومحاولللة اإلنتحللار والسلللوك المضللاد‬
‫للمجتمع ‪.‬‬
‫ب) العظمععة ‪ :‬وأعراضلله اعتقللاد المللريض بأنلله موهللوب بقللدرات‬
‫عقليللة عاليللة فريللدة أو أنلله يشللغل منصللبا ً كبيللراً ‪ ،‬واإلحسللاس بأوهللام القللوة‬
‫والقدرة على كل شئ ‪ ،‬والتناقض السلوكى ‪.‬‬
‫وأخيععراً نجللد أن الفصللام مللرض ال يمكللن تجاهللله ولللو قللدرنا أهميللة‬
‫المللرض بمللدى خطورتلله علللى الحالللة العقليللة أو بمللدى تللأثيره علللى كفللاءة‬
‫الوظلائف العقليللة ‪ ،‬لوجللدنا أن الفصللام يحتللل المرتبللة األولللى فللى األمللراض‬
‫العقلية‪.‬‬
‫وعلى هلذا يلأتى دور الخلدمات النفسلية واإلجتماعيلة لمحاوللة ربلط‬
‫الفصللامى بالبيئللة سللواء كللان ذلللك داخللل مستشللفيات األمللراض العقليللة عللن‬
‫طر يق العالج الجملاعى وغيلره ملن أنلواع العلالج التلى تحلاول إدماجله ملع‬
‫غيره من المرضى ‪ ،‬أو خارج مستشفيات األمراض العقليلة بمتابعتله داخلل‬
‫بيئته الطبيعية ومحاولة تصلحيح عالقاتله فلى المجتملع وادماجله فلى الحلـياه‬
‫اليومية ‪.‬‬
‫‪ -8‬البارانويا‬
‫يعتبر الهذاء أو البارانويا هو اضطراب ذهانت وظيفت يميزه‬
‫األوهام و الهذيان الواضح ‪ .‬أي الهذيانات والمعتقدات واألفكار الخاطئة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-36-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫عن مشاعر العظمة و اإلضطهاد مع اإلحتفاظ بالتفكير المنطقت وعدم‬


‫وجود هلوسات فت حالة الهذاء النقت ‪ ،‬أي أن الشخصية رغم وجود‬
‫المرض تكون متماسكة ومنتظمة نسبيا وعلى اتصال ال بأس به بالواقع ‪،‬‬
‫وال يرافقه تغير فت السلوك العام إال بقدر ما توحت به األوهام والهذيانات ‪.‬‬
‫وقد يبدو تبرير المريض مقنعا ً واستدالله سليما ً لوال استناده إلى مقدمات‬
‫باطلة وفروض متوهمة ومعتقدات خاطئة ‪ .‬ويعرف الهذاء ( البارانويا )‬
‫أحيانا باسم "رد فعل الهذاء" و أطلق عليه البعض اسم "جنون العظمة و‬
‫جنون اإلضطهاد"‬
‫وهذا االضطراب ينمو بشكل تدريجت حتى يصير مزمنا ً ويتميز‬
‫االضطهاد‬ ‫هذاءات‬ ‫ويتضمن‬ ‫منطقيا‬ ‫داخليا‬ ‫يبدو‬ ‫معقد‬ ‫بنظام‬
‫والشك واالرتياب فيسئ المريض فهم أية مالحظة أو إشارة أو عمل يصدر‬
‫عن اخخرين ويفسره على أنة ازدراء به ويدفعه ذلك إلى البحث عن‬
‫أسلوب لتعويض ذلك فيتخيل أنه عظيم وأنه عليم بكل شتء ‪.‬‬
‫والمريض بالهذاء يشك دائما فت نوايا اخخرين ويرتاب فت دوافعهم ‪،‬‬
‫ويعتقد دائما ً أن الناس اليقومون بتقديم خدماتهم أو مساعداتهم إال لغاية فت‬
‫انفسهم ‪ ،‬فتنصرف عنه الناس ‪ ،‬عندئذ تزداد شكوكه فيهم وتقوى عنده‬
‫مشاعر الحقد والغضب عليهم ‪ ،‬فهو يرى نفسه ضحية لت مرهم عليه‪.‬‬
‫وبمرور الوقت تتحول حالته إلى هذاء اضطهادي ‪ ،‬فيعزو ما لديه من‬
‫اختراعات وهمية وما أصابها من إخفاق إلى مضطهديه وكارهت الخير ‪.‬‬
‫كما أنه يضخم األمور‪ ،‬ويتصرف بشكل عداونت فيلجأ إلى اإلسقاط ‪ ،‬اي‬
‫بدالً من أن يعلن كرهه يقول إن اخخر هو الذي يكرهه‪ .‬وهو ال يؤمن‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-37-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫بالصداقة فهو دائم الشك ‪ ،‬ومن يتودد إليه خاسر‪ ،‬ألنه سيعتبر تودده فخا ً‬
‫يريد اخخر أن يوقعه فيه ‪.‬‬
‫ويشار بأن شخصية الهذاء ( البارانويا ) تتسم فى فترة الطفولة ذي المستقبل‬
‫الهذائت بسمات أهمها ‪ :‬الوحدة و قلة األصدقاء والعزلة اإلجتماعية وعدم‬
‫القدرة على تبادل الثقة ‪ ،‬والتقلب اإلنفعالت ‪ ،‬وعدم األمن ‪ ،‬والشك و العناد‬
‫والسرية ‪ ،‬والحزن والتهيجية ‪ .‬وكلما نما الفرد نحو الرشد تبدأ السمات‬
‫السابقة فت المبالغة ‪ ،‬فتتسم الشخصية بشدة الحساسية وخاصة للنقد ‪،‬‬
‫ومشاعر اإلضطهاد والعظمة ‪ ،‬والمبالغة ( يجعل من الحبة قبة ) ‪ ،‬وتأكيد‬
‫الذات و األنانية والتمركز حول الذات و التذمر والعدوان ‪ .‬وفت الرشد‬
‫تتضح سمات أهمها ‪ :‬الجمود و التزمت ‪ ،‬وعدم التسامح فت النقد ‪،‬‬
‫واإلستخفاف باخخرين ‪ ،‬والغيرة ‪ ،‬والطغيان والتسـلط على من هم دونه ‪،‬‬
‫واإليمان بالسحر و التفكير الخرافت ‪.‬‬
‫كما يعتبر اضطراب فى الشخصية يتميز بحساسية مفرطة نحو‬
‫الهزائم والرفض وعدم مغفرة االهانات وميل نحو حمل الضغائن بشكل‬
‫مستمر والشك وتفسير االفعال المحايدة أو المحببة لآلخرين على انها‬
‫عدوانية أو مليئة باالزدراء ‪ ،‬وميل إلى االحساس بأهمية الذات بطريقة‬
‫مفرطة ومبالغ فيها ‪ .‬وصاحب هذه الشخصية يعتقد على الدوام أن زمالئه‬
‫وجيرانه يريدون الحاق األذى به ‪ ،‬وال يمكن اقناعه بسوء ظنه ‪ ،‬واذا تكلم‬
‫أحد هامسا ً فان هذا يعنى أنه يتكلم عنه واذا وجد زوجته تتحدث فى التليفون‬
‫فانه يخطفه منها ليرى اذا كان المتحدث رجالً أم امراة ‪ ،‬بل أنه يترك عمله‬
‫أحيانا ً ليفاجئ زوجته بالمنزل ويرى ماذا تفعل ‪ ،‬فهو دام الشك والشجار مع‬
‫من حوله وهذا النوع من الشخصيات يصبح غير مرغوب فيه فى أى عمل‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-38-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ويحتاج إلى عالج خاص لتقويم هذه الشخصية المصابة بالضالالت‬


‫االضطهادية ‪.‬‬
‫أسباب الهذاء ا البارانويا ) إلى ‪:‬‬ ‫ويرج‬
‫‪ -‬الصراع النفست الدائم بين رغبات الفرد المكبوتة و الخوف من‬
‫الفشل فت إشباعها لتعارضها مع المعايير االجتماعية و مع‬
‫القيم والمثل العليا ‪ .‬مع االحباط والفشل واالخفاق فى معظم‬
‫مجاالت التوافق االجتماعى واالنفعالى ‪ ،‬واالعتماد المفرط‬
‫والزائد على حيل الدفاع النفسى وظهور هذه الحيل فى شكل‬
‫أعراض الهذاء ‪ ،‬ومن أهم هذه الحيل ‪ :‬االنكار والتبرير‬
‫والتعويض والكبت واالسقاط ‪.‬‬
‫‪ -‬خبرات الطفولة المبكرة المؤلمة و اضطراب الجو األسري‬
‫وسيادة التسلطية و النقد ونقص كفاية التنشئة االجتماعية و‬
‫الفشل فت تحديد مستوى طمو يتناسب مع القدرات ‪.‬‬
‫‪ -‬تهديد أمن الفرد من خالل المنافسة أو الرفض أو الخزي أو‬
‫الهزيمة ‪.‬‬
‫‪ -‬خبرات الحياه الصادمة ‪ ،‬والمشكالت التى تتمركز حول‬
‫احترام وقيمة الذات والمكانة االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬المشكالت الجنسية وسوء التوافق الجنست ‪ ،‬والعنوسة ‪ ،‬وتأخر‬
‫الزواج ‪ ،‬والحرمان الجنست ‪.‬‬
‫ومن أهم األعراض االكلينيكية للبارانويا ما يلى ‪:‬‬
‫توهم العظمة ا جنون العظمة ) ‪ :‬حيث يعتقد المريض أنه شخص‬
‫عظيم أو عبقرى أو زعيم أو قائد أو مخترع ‪.....‬إلخ ‪ ،‬ويؤمن بأهميته‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-39-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وتفوقه وامتيازه وعظمته وخطورته ورفعته ‪ ،‬ويالحظ عليه الحديث عن‬


‫الذات والتعالى والمباهاة والمفاخرة وتبنى أهداف غير عملية مستحيل‬
‫تحقيقها ‪ ،‬ويالحظ عليه أيضا ً تقلب المزاج وحدة الطباع والستياء والغضب‬
‫والعدوان ‪ ،‬واالخالل بنظام العمل ‪ ،‬وقد يصل الحال إلى البطالة ‪.‬‬
‫توهم االضطهاد ا جنون االضطهاد ) ‪ :‬حيث يعتقد المريض‬
‫أنه شخص مضطهد مظلوم يسئ الناس معاملته وأن اخخرين يحاولون‬
‫ويخططون إليذائه وتحطيمه وأنهم يكيدون له كيداً ويأتمرون به ليقتلوه‬
‫( يتوهم بانهم يضعون له السم فى الطعام ) ويشعر بالنقص وعدم‬
‫القيمة وينعزل ويملؤه الخوف ‪ ،‬وقد يعتقد أن المخابرات تتجسس عليه‬
‫وأن الشرطه تالحقه ‪ ،‬وقد يتوهم أن كل ذلك موجه ضده بنية سيئة‬
‫الظن ‪ ،‬مما يدفعه إلى اعتزال الناس ‪ ،‬ودائما ً ما يملؤه الشك والغيرة‬
‫والغضب والحقد والكراهية والعداء ‪ ،‬والميل لالنتقاد والشعور بالضياع‬
‫والحزن ‪ ،‬وقد يصل الحال إلى االكتئاب والتفكير فى االنتحار ‪.‬‬
‫وبعد ما تم االشارة إلى ماهية ومفهوم اضطراب البارانويا من‬
‫حيث التعريفات والتفسيرات واألسباب واألعراض ‪ ...‬يأتى دور الفن‬
‫واستخدام الرسم كأداه اسقاطية لتضع أبعاداً وأفاقا ً جديدة يمكن عن طريقها‬
‫الكشف عن المكنونات والصـــراعات النفسية داخل المضـــطرب‬
‫بالبارانويا ‪....‬‬
‫فهناك دوافع وانفعاالت ال شعورية لدى المضطرب بالبارانويا ال‬
‫يستطيع أن يطوع الكلمات وفق مقصده وما يكتنفه من أحاسيس ومشاعر‬
‫ورغبات نفسية وإحباطات ‪ .‬ولكن يمكن االفصا عنها باستخدام الرسم ‪...‬‬
‫باعتبار أن الرسم اداة اسقاطية وتشخيصية لدراسة الشخصية والخروج‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-40-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫منها بدالالت نفسية تكشف عن هوية الدوافع واالنفعاالت والعواطف‬


‫والرغبات والضغوط ‪...‬‬
‫ومهما كانت قدرات الفرد متواضعة وخبراته السابقة قليلة فإنه قادر علت‬
‫التعبير عن الالشعور من خالل استخدام الفن وطرقة ووسائله المختلفة إذ‬
‫ليس هناك حدود زمنية للعمر أو القدرة العقلية ‪ ،‬فالفن جزء حيوي متكامل‬
‫من حياتنا ‪ ،‬ولدية من اإلمكانيات التت تسمح بإخراج ما بداخل الفرد من‬
‫مكنونات الشعورية قد يعجز فت بعض األحيان بالتعبير عنها بالكالم ‪.‬‬
‫خبرات وذكريات الطفولة ومكبوتات وأحالم ‪ ،‬وما يعجز اإلنسان أو‬
‫يصعب عليه تحقيقه فت الواقع يجد منطلقة الطبيعت من خالل التعبير‬
‫بوسائط الفن المختلفة ‪ ،‬استخدام االسقاط فى الرسوم تمتلك صفه‬
‫سيكولوجية ودالالت عديدة تحمل داخلها المشكالت الالشعورية من قضايا‬
‫وهموم ورغبات ومشاعر ‪ ،‬ولها شأن كبير فت إبطال الصراع وتقليل‬
‫اإلحباط ‪.‬‬

‫‪ -9‬الهوس الوجدانى‬
‫يعتبللر اضللطراب الهللوس مللن االضللطرابات التللى تتسللم بالغرابللة‬
‫والنشاط النفسى الحركى الزائد بالهياج والمر الذى ال يسيطر عليه الفرد ‪،‬‬
‫والخلل األساسى لهذا االضطراب هلو تغيلر فلى الملزاج والوجلدان ‪ ،‬وعلادة‬
‫ملللا يكلللون فلللت اتجلللاه االكتئلللاب ‪ ،‬أو إللللى اتجلللاه االبتهلللاج ‪ ،‬وتميلللل أغللللب‬
‫األعراض إلى أن تكون متكررة ‪ ،‬كما تكون بداية النوبة مرتبطلة فلى كثيلر‬
‫من األحيان بمواقف أو أحداث شديدة الكرب ‪ ،‬وقد تم تحديد اختيار المعايير‬
‫الرئيسية التى قسمت االضطرابات الوجدانية للهوس بنوبات منفردة تصلاب‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-41-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫بنوبة واحدة فقط أو تصاب بعلدة اضلطرابات متعلددة النوبلات والتلى تسلمى‬
‫باضطرابات ثنائية القطب ‪.‬‬
‫يعتبر اضطراب الهوس هو اضطراب عقلى كان يعرف فت السابق‬
‫بإسم االكتئاب الهوست وهو يسبب نوبات من االكتئاب ونوبات‬
‫من االبتهاج غير الطبيعى ‪ ،‬تتسبب فت تقلبات مزاجية مفرطة تتضمن‬
‫االرتفاعات ( الهوس أو الهوس الخفيف ) واالنخفاضات ( االكتئاب )‬
‫العاطفية ‪ .‬وتعد نوبات االبتهاج المذكورة ‪ ،‬ذات أهمية فت تشخيص الحالة‬
‫وذلك اعتماداً على شدتها ‪ ،‬وتختلف نوبات االبتهاج غير الطبيعت عن‬
‫الشعور باالبتهاج فت الظروف العادية ‪ ،‬إذ فت الحالة المرضية يشعر المرء‬
‫حينها بنشاط وسعادة وتهيج مفرط وغير طبيعت ‪ ،‬كما أنها تؤدي بالشخص‬
‫فت بعض األحيان للقيام بأعمال طائشة ومتهورة وغير مسؤولة أو مدروسة‬
‫العواقب ‪ .‬فت حين أنه خالل نوبات االكتئاب قد يظهر على األشخاص‬
‫المصابين أعراض من قبيل نوبات الحزن والبكاء واالنطواء ‪ ،‬كذلك النظرة‬
‫السوداوية للحياة ‪ ،‬باإلضافة إلى تجنب االلتقاء مع اخخرين ‪ ،‬ويظل‬
‫خطر االنتحار عند المرضى المصابين باإلضطراب ثنائت القطب مرتفعا ً ‪،‬‬
‫بنسبة تفوق ‪ ،%6‬فت نفس الوقت قد تحدث أيضا ً حاالت من إيذاء‬
‫النفس عند حوالت ‪ %30‬إلى ‪ %40‬من الحاالت ‪ .‬كما يمكن إلضطرابات‬
‫نفسية أخرى مثل إضطراب القلق أو تعاطت المخدرات أن تكون مرتبطة‬
‫باالضطراب ثنائت القطب ‪.‬‬
‫وتنقسم اضطرابات الهوس بصفة عامة إلى نوعين ‪ :‬النوع األول‬
‫يتميز بحدوث نوبة هوس واحدة على األقل ‪ ،‬أما النوع الثانى فيتميز بوقوع‬
‫نوبة واحدة على األقل من الهوس الخفيف ( وليس الهوس ) ونوبة اكتئابية‬
‫رئيسية كبرى ‪ .‬وعندما يصاب الفرد باالكتئاب ‪ ،‬فإنه يشعر بالحزن واليأس‬
‫وفقدان اإلهتمام أو اإلستمتاع بمعظم األنشطة ‪ .‬وعندها قد تحول الحالة‬
‫المزاجية إلى الهوس أو الهوس الخفيف ( األقل حدة من الهوس ) ‪ ،‬ربما‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-42-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫يشعر باالبتهاج ‪ ،‬أو االمتالء بالطاقة أو سرعة الغضب على نحو غير‬
‫معتاد ‪ .‬من الممكــن أن تؤثر التقلبات المــزاجية المذكورة على النوم ‪،‬‬
‫والطاقة ‪ ،‬والنشاط ‪ ،‬والقدرة على اتخاذ القرارات ‪ ،‬والسلوك والقـدرة على‬
‫التفكير بوضو ‪.‬‬
‫ويصنف اضطرابات الهوس الوجدانى إلى ‪:‬‬
‫الهوس الخفيف وهو كما يوحت االسم حالة مخففة من الهوس ‪،‬‬
‫وعندها تمتد الحالة ألربعة أيام على األقل بأعراض مشابهة للهوس ‪ ،‬ولكن‬
‫من دون أن يسبب ذلك انخفاضا ً ملحوظا ً فت قدرة الفرد المصاب على‬
‫التواصل االجتماعت أو القيام بنشاط العمل اليومى ‪ ،‬باإلضافة إلى عدم‬
‫ظهور األعراض المرافقة المميزة للذهان مثل الوهام أو الهلوسة ‪ ،‬وال‬
‫يتطلّب اإلدخال إلى مستشفى األمراض النفسية ‪ .‬ويمكن أن تفهم حالة‬
‫الهوس الخفيف لدى البعض أنها حيلة دفاعية ضد االكتئاب ‪ ،‬كما أن‬
‫البعض ممن يبدى حالة هوس خفيف قد يبدون مقداراً متزايداً من اإلبداع‬
‫‪ ،‬فت حين أن البعض اخخر تكون أحكامهم مشوشة وقراراتهم خاطئة ‪.‬‬
‫من النادر أن تتطور نوبة الهوس الخفيف إلى نوبة هوس شديدة‬
‫حادة ‪ ،‬فت حاالت نادرة قد تترك نوبة الهوس الخفيف شعوراً جيداً لدى‬
‫بعض األشخاص الذين تتنابهم ‪ ،‬على الرغم من أن أغلب األشخاص الذين‬
‫عاشوا تلك التجربة كانوا قد صرحوا أن الكرب المرافق كان وقعه شديداً‬
‫‪ .‬بالرغم من ذلك فإن األشخاص الذين ينتابهم الهوس الخفيف يميلون أن‬
‫ينسوا آثار أفعالهم على المحيطين بهم ‪ ،‬حتى عندما تالحظ العائلة‬
‫واألشخاص المقربون حدوث تقلب فت المزاج ‪ ،‬إال أن الفرد المصاب غالبا ً‬
‫ما ينكر حدوث أى أمر خاطئ ‪.‬‬
‫إذا لم يرافق نوبة الهوس الخفيف أى نوبات اكتئاب فإن ذلك ال يعد‬
‫عالمة من عالمات اإلضطراب ثنائى القطـب النفست ‪ ،‬وال تعد ذات‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-43-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫إشكالية ‪ ،‬إال إذا كان تقلب المزاج غير منضبط ‪ .‬من الشائع أن تستمر‬
‫أعراض نوبة الهوس الخفيف من عدة أسابيع إلى عدة أشهر ‪.‬‬
‫الهععوس الحععاد فهللو حالللة يرتفللع فيلله المللزاج بدرجللة ال يتناسللب مللع‬
‫الموقف ويكاد يصل الى الهياج غير قابل للسيطرة عليه ‪ ،‬والحركة والنشاط‬
‫الزائد جدا ‪ ،‬وأعراضه عدم الترابط واضطراب الوعى واضطراب التوجيه‬
‫بالنسبة للزمان والمكان واألشخاص ‪ ،‬وقد تتبلور أفكار تفخيم الذات المتفاقم‬
‫وأفكار العظمة إلى ضالالت ‪ ،‬وقد يؤدى تسابق األفكار وضغط الكلالم إللى‬
‫أن يصللبح كللالم الشللخص غيللر مفهوملا ً ‪ ،‬وقللد يللؤدى النشللاط البللدنى الشللديد‬
‫المستمر االهتياج إلى عدوانية أو عنف أو عاشقا ً أو مازحا ً فى ظروف غير‬
‫مناسبة تماما ً ‪ .‬كما قد يؤدى اهمال األكل والشلرب والنظافلة الشخصلية اللى‬
‫حاالت خطيرة من الجفاف واهمال الذات ‪" .‬عكاشة ‪1998‬م"‬
‫والبد أن نفرق بين الهوس الحاد والهوس الخفيف هما نوعان‬
‫مختلفان من النوبات ‪ ،‬ولكن لهما نفس األعراض ‪ .‬الهوس الحاد أشد من‬
‫الهوس الخفيف ويسبب مشاكل أكثر وضوحا فت العمل والمدرسة واألنشطة‬
‫اإلجتماعية ‪ ،‬فضالً عن صعوبات فت العالقات مع الغير ‪ .‬والهوس الحاد‬
‫قد يؤدي أيضا ً إلى اإلنفصال عن الواقع (الذهان) وقد يتطلب دخول‬
‫المستشفى للعالج ‪.‬‬
‫اضطرابات الهوس ثنائى القطب ‪:‬‬
‫فهى تشمل عالمات خلط وجمع بين الهوس وبين أعراض نوبة‬
‫االكتئاب فت االضطراب ثنائت القطب بحيث تظهر مشاعر متواصلة‬
‫مبرر‬ ‫غير‬ ‫وشعور‬ ‫التلذذ‬ ‫من الحزن والتهيجية والغضب وانعدام‬
‫بالذنب وبفقدان األمل ‪ ،‬وعدم انتظام فت النوم وذلك إما بحدوث‬
‫مشاكل باألرق أو بفرط النوم ‪ ،‬وكذلك تغير فت الشهية والوزن ‪،‬‬
‫وكذلك اإلعياء ومشاكل بالتركيز ‪ ،‬والشعور بالعزلة والسوداوية باإلضافة‬
‫إلى كره الذات والشعور بعدم القيمة ‪ ،‬والتفكير فت االنتحار ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-44-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وفت الحاالت الشديدة ‪ ،‬قد يعانت الفرد المصاب من أعراض‬


‫الذهان مثل حدوث توهمات أو هلوسات أقل شيوعا ً نوعا ً ما ‪ .‬تستمر الحالة‬
‫االكتئابية الكبرى لفترة تزيد عن أسبوعين ويمكن أن تستمر ألكثر من ستة‬
‫أشهر إذا تركت دون عالج ‪ ،‬وحينئذ ترتفع خطورة محاولة االنتحار ‪.‬‬
‫كلما كانت الحالة فت أولها كلما زادت احتمالية أن تكون النوبات‬
‫األولى اكتئابية ‪ .‬بما أن تشخيص اإلضطراب ثنائى القطب يتطلب حدوث‬
‫نوبة هوس أو هوس خفيف ‪ ،‬لذلك فإن العديد من األشخاص المصابين‬
‫لهم مضادات‬ ‫اكتئابى وتوصف‬ ‫لديهم اضطراب‬ ‫بأن‬ ‫يشخصون‬
‫اكتئاب وذلك بشكل خاطئ ‪.‬‬
‫قد يحدث فت بعض حاالت االضطراب ثنائت القطب أن تكون‬
‫هناك حاالت مختلطة تظهر فيها أعراض متزامنة من الهوس واالكتئاب ‪.‬‬
‫من األمثلة على ذلك أن ينتاب المصاب أفكار متعلقة بهوس العظمة وذلك‬
‫بشكل متزامن مع ظهور أعراض اكتئابية مثل شعور عميق بالذنب أو‬
‫الرغبة باالنتحار ‪.‬‬
‫وتعد الحاالت المختلطة عموما ً ذات خطورة مرتفعة فيما يتعلق‬
‫بالميل نحو االنتحار ألن المشاعر االكتئابية مثل فقدان األمل تكون مترافقة‬
‫مع مشاكل فت ضبط المشاعر االندفاعية‪ .‬يمكن الضطرابات القلق أن‬
‫ترافق بشكل متكرر النوبات المختلطة لالضطراب ثنائت القطب أكثر من‬
‫النوبات غير المختلطة لهذا االضطراب ‪.‬‬
‫يرج أسباب اضطراب الهوس الى ‪:‬‬
‫‪ -‬وجود الصراعات واألفكار غير السارة ‪ ،‬وتكلون حاللة الهلوس‬
‫شكالً من أشكال حيل الدفاع النفسى كتعويض وكوسيلة للنسيان‬
‫‪ -‬الفشل واإلحباط ونقص الكفاءة ومحاولة إنكار ذلك علن طريلق‬
‫لعب دور النجا والكفاءة ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-45-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬وجلللللود إ ضلللللطرابات فلللللى العالقلللللة بلللللين الطفلللللل والواللللللدين‬


‫وإضطرابات فى العالقات اإلجتماعية بصفة عامة ‪ ،‬والضغوط‬
‫البيئية واإلنفعالية الضاغطة فى الحياة بصفة عاملة ‪ ،‬وصلعوبة‬
‫التوافللق معهللا ‪ ،‬واإلض لطراب اإلنفعللالى للوالللدين أثنللاء طفولللة‬
‫األبنلللاء ‪ ،‬وفقلللدان الحلللب والرعايلللة واألملللان وفشلللل العالقلللات‬
‫األسرية ‪ ،‬والمعايير الجامدة ‪ ،‬والعقاب الصارم ونقص المكانلة‬
‫اإلجتماعية ‪.‬‬
‫وجلللود ملللواد مكبوتلللة تلللنفس لتقليلللل الصلللراع واسلللترخاء األنلللا‬ ‫‪-‬‬
‫األعلى القاسى ‪ ،‬وعندما يسترخى األنلا األعللى يضلعف الكبلت‬
‫وتفلللت الرغبللات والللدوافع التللى يللدور حولهللا الصللراع وتظهللر‬
‫المللواد الممنوعللة فللى مسللتوى الشللعور وتجللد لهللا مخرج لا ً فللى‬
‫السلوك الهوسى ‪.‬‬
‫أعراض اضطراب الهوس ‪:‬‬
‫‪ -‬المر الشديد والسعادة الوهمية المفرطة والنشوة الزائدة والتفاؤل‬
‫المفرط والشعور بالقدرة وكثرة المشاريع غير العملية ‪.‬‬
‫‪ -‬هروب وطيران األفكار وسطحية التفكير ‪ ،‬وتشتت اإلنتباه وعدم‬
‫القدرة على التركيز ‪ ،‬واإلنتقال السريع بين الموضوعات ومقاطعة‬
‫اخخرين بمجرد ورود أفكار جديدة ‪ ،‬واألوهام وتوهم الغنى والقوة‬
‫والعظمة واألهمية والغرور الزائد ‪ ،‬وسرعة الكالم وعلوه ‪.‬‬
‫‪ -‬النشاط الحركى الزائد وعدم اإلستقرار وزيادة التوتر وعدم‬
‫المثابرة على العمل وسرعة اإلنجاز مع ضعف االنتاج والفوضى‬
‫فى العمل ‪.‬‬
‫سلللرعة اإلسلللتثارة والتهلللور واإلرهلللاق واإلنهلللاك ونقلللص اللللوزن‬ ‫‪-‬‬
‫واالدمان فلى بعلض الحلاالت ‪ ،‬واألرق واضلطرابات النلوم بصلفة‬
‫عاملللة ‪ ،‬وسلللرعة ضلللربات القللللب وفلللرط العلللرق واحمرارالوجللله‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-46-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫واهتزار األطراف ‪ ،‬والنشاط الجنسى الزائد واالستعراض الجنسى‬


‫والعرى والكتابات الغرامية‬
‫‪ -‬وهناك أشكال من األعراض الخاصة مثل هوس السرقة ‪ ،‬وهوس‬
‫اشعال النار ‪ ،‬وهوس الشك ‪ ،‬وهوس القتل ‪ ،‬وهوس التدين ‪...‬‬
‫‪ -‬فقدان االهتمام وفقدان االستمتاع بالنشاطات فى العادة ‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام االستجابة لألحداث المحيطة ‪.‬‬
‫ساعتين أو أكثر قبل الوقت المعتاد‬ ‫‪ -‬االستيقاظ فى الصبا‬
‫(اضطرابات النوم ) ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلكتئاب أسوأ فى الصبا ‪.‬‬
‫‪ -‬فقدان الشهية وفقدان الوزن وغالبا ً فقدان بالغ فى الرغبة الجنسية ‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض تقدير الذات والثقة بالنفس وكثيراً ما توجد بعض األفكار‬
‫حول االحساس بالذنب أو فقدان القيمة حتى فى الحاالت خفيفة‬
‫الشدة ‪ ،‬كما يبدو المستقبل مظلما وتشيع األفكار واألفعال‬
‫االنتحارية ‪.‬‬
‫اما بالنسبة لألطفال والمراهقين قد يصابون بنوبات اكتئابية كبرى‬
‫أو نوبات هوس أو هوس خفيف واضحة ‪ ،‬ولكن يمكن أن يتباين النمط عن‬
‫تلك التت تصيب البالغين الذين يعانون االضطراب ثنائت القطب ‪ .‬ويمكن‬
‫لألمزجة أن تتبدل سريعا خالل النوبات ‪ .‬قد يمر بعض األطفال بفترات‬
‫دون أعراض مزاجية بين النوبات‪.‬‬
‫ً‬
‫بروزا لالضطراب ثنائت القطب فت‬ ‫قد تتضمن العالمات األكثر‬
‫األطفال والمراهقين التقلبات المزاجية الشديدة المختلفة عن تقلباتهم‬
‫المزاجية المعتادة ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-47-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الدالالت النفسية للرسوم‬


‫دراسة تشخيصية ميدانية فى تحليل نماذ‪ :‬من الرسوم‬

‫يتعرض الفصل الحالى إلى استخدام ميكانزم االسقاط فى الرسوم كوسيلة‬


‫تهدف إلى تشخيص وتقييم عينة من المراهقين المضطربين نفسيا ً ‪ ،‬يعكس‬
‫لنا ماال يستطيع المراهق أن يتحدث عنه خجالً أو خوفا ً من الكبار ‪،‬‬
‫ويعكس لنا أيضا ً ما يحتوى بداخله على المستوى الالشعورى ‪ ،‬كما أنه‬
‫يعكس لنا مفهومه عن ذاته وتصوره لجسمه ‪ ،‬فالرسم ماهو إال لغة ـ وككل‬
‫لغة ـ هى وسيلة لإلتصال ‪ ،‬ولهذا اإلتصال نصل إلى فهم حالة المراهق‬
‫النفسية والعقلية والسلوكية واالجتماعية ‪ ،‬ونستطيع وضع تشخيصا ً للحالة‬
‫ونتنبأ بتطوراتها مستقبالً ووضـع لها الخطوات المناسبة لعالجها ‪ .‬ويجدر‬
‫االشارة إلى أن تحليل محتوى الرسوم وتفسيرها يجب أن يتم فى إطار نسق‬
‫جمع البيانات والمعلومات والتعليقات وتطبيق االختبارات النفسية بالمقابلة‬
‫والمالحظة المباشرة ‪ ،‬سعيا ً إلى التحقق من مصداقية البيانات والتفسيرات ‪،‬‬
‫ومن ثم فإن استخدام الرسـوم كوسيلة تشخيصية ال يجب أن تتم بمعزل من‬
‫مصادر المعلومات األخرى عن المفحوص ‪.‬‬
‫بناءاً على ذلك يعتمد الباحث إلى قراءة مضمون الرسم وتحليل المحتوى‬
‫فى ضوء وصف العناصر المرسومة توصيفا ً دقيقا ً بما تتضمنه من دالالت‬
‫نفسية للرموز ومن تعليقاته اللفظية المكملة للرسم فى ظل مفهومه عن‬
‫الذات وعن عالقاته مع اخخـرين وعن توحده مع بعض العناصر وعن‬
‫ميوله واتجاهاته نحو البيئة والمجتمع ‪ ،‬وعن ماضيه وحاضره ومستقبله ‪.‬‬
‫اللوحة رقم ا‪: )1‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-48-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫البيانات العامة للحالة ‪ :‬االسم ‪ :‬و ‪ .‬أ ‪ .‬س ‪ ،‬فتى فى الخامس عشر من‬
‫عمره ‪ ،‬يعانى من حالة اكتئاب نفسى ‪ ،‬معلقا ً على الرسم بالتعبير اختى ‪:‬‬
‫المستقبل‬
‫وغموض‬
‫المستقبل‬
‫طوال‬
‫‪،‬‬ ‫الطريق‬
‫من‬ ‫الخوف‬
‫الغد والخوف‬
‫من المستقبل‬
‫‪ ،‬أشق الطريق منفرداً دون مساعدة ‪ ،‬احساسى بالوحدة فى العالم الكئيب‬
‫انى حزين ‪ ،‬الرحيل بال عودة ‪.‬‬
‫وصف اللوحة ودالالتها النفسية ‪ :‬يتضح فى هذا الرسم من االنطباع األول‬
‫وجود بانوراما درامية تعبيرية تمتلئ بالرموز والمعانى الالشعورية التى‬
‫تعبر عن الحزن واالكتئاب المدعمة بتعليق من المفحوص ذاته عن الرحيل‬
‫بال عودة ‪ ،‬والمعتاد عند رسم أى عنصر عادة مايبدأ من منتصف ورقة‬
‫الرسم ثم يكتمل موضوعة إلى أن يصل لنهايات حدود ورقة الرسم ‪،‬‬
‫بإعتبار المنتصف هو مركز السيادة للعناصر ذات األهمية وخاصة عند‬
‫التعبير عن مفهوم الذات ‪ ،‬لكن ما نراه فى هذا الرسم هو أمر مختلف ‪،‬‬
‫فالعناصر رسمت على محيط الجوانب األربع لورقة الرسم وتكاد تنعدم فى‬
‫المنتصف ‪ ،‬ووجود هذا البعد الفراغى فى المنتصف يشير إلى اضطراب‬
‫فى األداء الوظيفى للمفحوص وفقد االتصال بالعالم الواقعى الذى يعيش فيه‬
‫‪ ،‬وقد عبر المفحوص فى هذا الموضوع برسم شخصان بزوايا مختلفة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-49-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وكالهما لشخص واحد كتعبير عن مفهوم الذات لصاحب الرسم ‪ ،‬الشخص‬


‫األول هو الشخصية الرئيسية مرسوم على أحد الجانبين فى تماس مع حدود‬
‫الجهة اليسرية من ورقة الرسم ‪ ،‬وفى وضع بروفيلى منحنى الرأس الى‬
‫األسـفل بعيون مغلقة يجلس القرفساء على شريط أرضى مظلل بطول ورقة‬
‫الرسم ‪ ،‬وهى إشارة إلى الحزن واالنطواء واحساسه المستمر باليأس‬
‫واالكتئاب – وعن وضعية الجلوس بطريقة القرفساء فى أحد األركان فهو‬
‫الحساسه بالعجز عن الحركة واحساسه بالوحدة ‪ ،‬ويؤدى هذا االحساس الى‬
‫عدم الشعور باألمن واألمان وعدم الثقة بالنفس ‪ ،‬فهو يخاف من المستقبل‬
‫ومن الغد ألنه غامض وغير واضح ‪ ،‬وعندما يريد ان يشق الطريق فيكون‬
‫وحيدا بمفرده دون مساعدة ممسكا ً بحقيبة سفر فى وضع من الخلف فى‬
‫منتصف ورقة الرسم تبدو عليه الحركة كلما اتجهنا الى العمق وكأنه يرحل‬
‫بعيداً عن عالمنا بال رجعة وهى داللة على الموت وهو ما يتمناه أى فرد‬
‫فى حالة اكتئاب ‪ .‬وقد احتلت الشخصية الرئيسية حجم ضخم بالمقارنة‬
‫بالشخص الثانى الذى ينتصف ورقة الرسم ‪ ،‬فالمفحوص على وعى‬
‫بالمنظور وليس اختالل عن مفهوم المبالغة أو مفهوم التصغير ‪ ،‬فهو مدرك‬
‫تماما ً بالعالقات المكانية ‪ ،‬ويتسم رسمه لالشخاص بالشكل الواقعى‬
‫ووضو المعنى فى التفاصيل مع استخدام التظليل الخفيف فى أكثر من‬
‫مكان ‪.‬‬
‫وفى الجهة اليمنى نجد رسم الشجرة فى الوضع الرأسى الممتد من األسفل‬
‫حيث ترتكز على الشريط األرضى المظلل ظاهراً فيه ايحاءات بوجود‬
‫جذور تتوغل فى األرض وتمتد الشجرة إلى األعلى وكأنها تخترق ورقة‬
‫الرسم لخارجها فنجدها غير مكتملة من األعلى وقطع حافتها بحافة ورقة‬
‫الرسم وهى داللة على المرور بخبرات وصراعات الشعورية مما ينشأ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-50-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫توتر انفعالى وفقدان المساندة العاطفية واالحباط ‪ ،‬وعن رسم الفروع نجد‬
‫الخطوط حادة وكأنها مكسورة وهى داللة على خبرات الماضى الصادمة‬
‫واالنكسار النفسى ‪ ،‬فتبدو حياته مثل هذه الشجرة خالية من األوراق وكأن‬
‫الشجرة بال رو وبال حياه ‪ ،‬تتساقط األوراق وتتطاير فى الهواء وعلى‬
‫األرض لتموت ولعدم وجود رغبة فى الحياة وهذا هو شعوره فى توحده مع‬
‫هذه الشجرة ‪ ،‬وعن رسم الجذور التى تبدو ضعيفة وايحائية فهى داللة على‬
‫اتصاله بالواقع ضعيف ‪ .‬وفى احداثيات منتصف ورقة الرسم يقف الشخص‬
‫الثانى على حدود خط ممتد بطول ورقة الرسم ليمثل خط األرض الذى‬
‫يقسم مساحة الورقة إلى نصفين متطابقين تقريبا ً ‪ ،‬النصف االعلى يظهر به‬
‫رؤية كاملة للجبال فى شكل تراكبى يعلوها منظر للسحب داللة على القلق‬
‫يتخللها جزء من قرص الشمس فى أحد أركان ورقة الرسم من الجهة‬
‫اليسرى وهى داللة تشير الى حاجته الى الحب والعطف لما قد ينشأ عنه‬
‫توتر عام ناتج من مشكالت دون حيلولة بالعالقات االجتماعية ‪ ،‬وقد اهتم‬
‫المفحوص برسم الظالل المترامية على األرض للعناصر المرسومة‬
‫كاالشخاص والشجرة والجبال كى تبدو احداثيات التباين فى الظالل بين‬
‫العناصر واضحة ليمثل عامالً من عوامل القلق على مستوى الشعور ‪ ،‬أما‬
‫عن استخدام الخطوط فى الرسم فتبدو غير مستقرة ومهزوزة وهى داللة‬
‫على عدم الثقة بالنفس والتردد وضعف التركيز وعدم الشعور باالمن ‪.‬‬
‫وعن استخدامه للقلم الرصاص فقط دون استخدام االلوان بالرغم من‬
‫توافرها فهو تعبير مظلم وداكن ليزيد االحساس بالدراما االكتئابية ‪.‬‬
‫االعرض النفسية كما اظهرتها الرسوم ‪ :‬يعانى المفحوص من نقص حاد‬
‫فى ثقته بنفسه وهبوط الرو المعنوية ‪ ،‬االنطواء واالنسحاب ‪ ،‬والوحدة‬
‫والعزلة ‪ ،‬والتشاؤم وخيبة االمل والنظرة السوداء للحياة واالعتقاد بأن ال‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-51-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أمل فى الشفاء ‪ ،‬والتردد وقلة الكالم ‪ ،‬وبطء التفكير وصعوبة التركيز ‪،‬‬
‫واتهام الذات وتصيد أخطاء الذات وتضخيمها ‪.‬‬
‫اللوحة رقم ا‪: )2‬‬
‫البيانات العامة للحالة ‪ :‬االسم ‪ :‬م ‪ .‬ع ‪ .‬ع ‪ ،‬فتاه فى الرابعة عشر من‬
‫عمرها ‪ ،‬تعانى من الوساوس القهرية ‪ ،‬معلقة على الرسم بالتعبير اختى ‪:‬‬
‫رسمت فتاه‬
‫تبكى وعين‬
‫تبكى وبحر‬
‫وشمس‬
‫ووردة‬
‫حمراء ملقاه‬
‫على الرمال‬
‫‪ ،‬رسمت هذا‬
‫التعبير ألنى‬
‫دائما أشعر بالحزن والضياع وال أحد يحبنى ‪ ،‬ورسمت العين باللون اللبنى‬
‫النى احب هذا اللون حبا كثيرا ‪ ،‬أما البحر فرسمته الننى اشعر بأنه الوحيد‬
‫الذى يفهمنى ‪ ،‬أما الوردة فرسمتها تعبيراً عن اننى اريد ان اموت ولونها‬
‫االحمر تعنى الدم ‪ .‬أما القلب رسمته على البحر ليعنى حبى للبحر ‪ ،‬وأريده‬
‫أن يحبنى ‪ ،‬أما الشمس فهى تقريبا المصدر الوحيد للضوء فى حياتى ألننى‬
‫آرى حياتى مظلمة ‪.‬‬
‫وصف اللوحة ودالالتها النفسية ‪ :‬يتضح من العناصر المرسومة لهذا‬
‫التعبير انها تغلب عليها طابع الحزن خاصة عند رسم فتاه تتوسط العمل‬
‫الفنى فى الوضع األمامى والتى تبدو حزينة بالرغم من هيئتها األنيقة ‪ ،‬هذه‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-52-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الفتاه هى الشخصية الرئيسية فى الرسم والتى تعبر عن مفهوم الذات‬


‫لصاحبة موضوع الرسم ‪ ،‬فنجد التعبير عن هذا الحزن برسم دموع تتساقط‬
‫من العين وقد قامت بتلوين قطرات الدموع باللون البرتقالى وكما نعلم ان‬
‫لون الدموع هو لون صافى ولكنها فضلت اثارة الدموع بهذا اللون ‪ ،‬النها‬
‫تحتوى على داللة الشعورية ومغزى نفسى يشير إلى الدفء فى العالقات‬
‫اإلنفعالية وهو ما يزيد اإلستحسان بالتعاطف مع صاحبة الرسم ‪ ،‬وقد‬
‫اهتمت بالتفاصيل الدقيقة فى الرسم كمالمح الوجة ورسم الشعر الطويل مع‬
‫اظهار بعض الخصالت على الجبين ورسم فستان أنيق كمظهر من مظاهر‬
‫االتصال االجتماعى ‪ ،‬واستخدام أدوات التجميل الخاصة بالفتيات كتلوين‬
‫الفم وتلوين األظافر ‪ -‬هى فى مجملها دالالت ألعراض وسواسية تشير الى‬
‫اهتمامها بكل دقة فى رسم التفاصيل حتى فى تحديد االظافر وتجميلها ‪،‬‬
‫وسبب هذا االهتمام هو التشكك والتدقيق والحذر والجدية المفرطة ورغبتها‬
‫لكل شئ يبدو فى غاية الكمال ‪ ،‬هذا باإلضافة إلى التنوع المفرط والواضح‬
‫فى استخدام األلوان المختلفة فى التعبير ‪ ،‬ولكن من المالحظ فى هذا التعبير‬
‫عدم االهتمام برسم األقدام وكأن الفتاة لم تستقر بقدميها على األرض وهى‬
‫داللة على عدم رضاها عن ما هى عليها اخن ‪ ،‬ولكن باإليحاء تبدو‬
‫مرسومة على البر وأمامها البحر فهى تصور مشهد مسرحى على البالتوه‬
‫وتقف على الرمال وبجوارها وردة وكما قالت فى تعليقها اللفظى ان الوردة‬
‫ملقاه على الرمال ‪ ،‬هذا يعنى ان المساحة البيضاء فى الخلفية التى تقف‬
‫عليها الفتاه وبجوارها الوردة هى بمثابة اإليحاء االيهامى بوجود األرض ‪،‬‬
‫وعن رسم الوردة الملقاة على الرمال فهى تشير لنفسها بالوردة الملقاة على‬
‫الرمال ‪ ،‬فمن حولها يسببون لها األلم يصل الى حد التعبير االسقاطى‬
‫اللفظى بقولها ‪ " :‬أما الوردة فرسمتها تعبيراً عن اننى اريد ان اموت ولونها‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-53-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫االحمر تعنى الدم " هذا التعبير هو توحد مع الوردة فى مفهوم الذات‬
‫واللون االحمر الذى يعنى الدم ما هو اال جر فى مشاعرها واالحساس‬
‫بااللم ‪ ،‬وفى الجهة اليمنى أعلى الزهرة رسم رمز العين بحجم مبالغ فى‬
‫رسمه بالمقارنة مع باقى العناصر ‪ ،‬وقد لجأت إلى تكبير رمز العين وكأنها‬
‫تريد أن يراه كل رائى لما تحتويه من قطرات الدموع المتساقطة باللون‬
‫البرتقالى الستكمال مشهد الحزن والتعاطف معها وكأن رسم الفتاه الرئيسية‬
‫فى منتصف ورقة الرسم والتى تبدو حزينة ال يشبع رغبتها فى اظهار‬
‫الدموع بحجم ضئيل ‪ ،‬وتبدو لون حدقة العين باللون اللبنى وهو لون البحر‬
‫والسماء ويعبر عن الصفاء والهدوء والتأمل وأيضا ً الحزن ‪ ،‬وفى زاوية‬
‫حافة أحد األركان لورقة الرسم نجد جزء من قرص الشمس ملون باللون‬
‫البرتقالى ليبدو منظر الغروب ‪ ،‬وبالرغم من عدم اكتمال القرص الذى يمثل‬
‫ربع القرص فقط بحافة الزاوية لورقة الرسم اال انه بالغ فى هذا الجزء من‬
‫حجمه بالنسبة للمساحة الكلية لورقة الرسم ويخرج من هذا الجزء خطوط‬
‫ممتدة تعبيرأ عن أشعة الشمس ‪ ،‬وهى بدورها تمد االنسان بالدفء‬
‫والحرارة التى تمثل الطاقة االنفعالية للفرد ورسم جزء منه هو تعبير عن‬
‫فقدان جزء من هذه الطاقة االنفعالية المتمثلة فى الحب والعطف ‪ ،‬ورسم‬
‫الخطوط المشعة من الشمس تجاه الفتاة تعنى شدة احتياجها لهذا العطف‬
‫والحنان المنبعث من الشمس ‪ ،‬وأسفل الشمس من الجهة اليسارية تعبير‬
‫رمزى لقلب ملون باللون البنفسجى وتشير داللة هذا اللون إلى الحزن‬
‫والسمو والكبرياء وقد رسم القلب وهو يغوص جزء منه داخل البحر وهى‬
‫كناية عن ارسال رسالة للبحر الذى يفهمها وتحبه وتريد ان يحبها كما قالت‬
‫فى تعبيرها اللفظى فهى شبهت البحر بالحبيب أو الصديق التى تشتكى له‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-54-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وتحاوره ويغمر حياتها شعوراً بالراحة ويمأل عليها الطمأنينة وهو فقط من‬
‫تثق به ‪.‬‬
‫االعرض النفسية كما اظهرتها الرسوم ‪ :‬تعانى الحالة من فقدان الشعور‬
‫باالمن ‪ ،‬التردد وعدم القدرة على اتخاذ القرارات ‪ ،‬التشكك ‪ ،‬االهتمام‬
‫بالتفاصيل الدقيقة ‪ ،‬والهدوء والتأمل ‪ ،‬تفتقد الحب والعطف والحنان ‪.‬‬
‫اللوحة رقم ا‪: )3‬‬
‫البيانات العامة للحالة ‪ :‬االسم ‪ :‬ى ‪ .‬ص ‪ .‬س ‪ ،‬فتى فى الخامس عشر‬
‫من عمره ‪ ،‬يعانى من القلق ‪ ،‬معلقا ً على الرسم بالتعبير اختى ‪ :‬رسمت هذا‬
‫الموضوع معبراً عن‬
‫سقوط كوب فى عدة‬
‫وقع‬ ‫حتى‬ ‫مراحل‬
‫وتفتت ‪ ،‬وهذا المنظر‬
‫تعبيراً عن صورة‬
‫أشعر بها فى داخلى ‪،‬‬
‫وهى عن فراق أحد‬
‫أعز أصدقائى الذى‬
‫تنكر من صداقتى لمجرد حدوث ظرف ما ليس من المستطاع أن أقابله بعد‬
‫تحديد ميعاد لمقابلته وقد اعتذرت له ولكن عند اتصالى به بعد فترة تنكر‬
‫منى وأغلق سماعة التليفون فى وجهى وقال لى ال أعرف شخص بهذ األسم‬
‫‪.‬‬
‫وصف اللوحة ودالالتها النفسية ‪ :‬يتضح من هذا الرسم هو خلو التعبير‬
‫من العناصر اإلسانية ولكن الرسم قدم أصدق تعبير فى التوحد مع هذا‬
‫المشهد الرمزى وهو مراحل سقوط كوب مملوء بالماء ‪ ،‬وكأنه يصور‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-55-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫لقطات تتابعية فى مشهد واحد ‪ ،‬وهذا يذكرنا بالمدرسة المستقبلية فى الفن‬


‫الحديث ‪ ،‬فنرى هذا التعبير انه يثير االنتباه فى المجال البصرى بوجود‬
‫فعل ورد فعل ‪ ،‬الفعل يتمثل فى العالقة الحميمة بين الصديقين بتعبير‬
‫رمزى لكوب مملوء بالماء الصافى ‪ ،‬ورد الفعل يكون داخليا ً فى الالشعور‬
‫قد يثور على هئية احاسيس ‪ ،‬واالحساس ينبئ بوجود خطر يثير االنفعاالت‬
‫‪ ،‬ومن هنا يتضح لنا تفسير هذه اللقطات التتابعية ‪ ،‬فاللقطة األولى نجد‬
‫الكوب ممتلئ بالماء الصافى وفى حالة اتزان ترتكز على قاعدة مستديرة‬
‫صلبة وهى داللة على االستقرار نظراً للعالقة الحميمة بين الصديقين ‪،‬‬
‫ولكن عند أول محاولة الهتزاز هذه القاعدة الصلبة يفقد الكوب اتزانه وهذه‬
‫هى بداية فقد االتزان االنفعالى ‪ ،‬ويبدأ الكوب فى السقوط وهو ما عبر عنه‬
‫المفحوص فى اللقطة الثانية وهو مشهد الكوب فى الهواء يتطاير منه بعض‬
‫قطرات الماء وكأن الزمن توقف لتسجيل هذه اللقطة فهاهو قد بدأ فى‬
‫استنفاذ هذا الماء وهو ما يرمز له عن الخطر الذى لحق به من توتر وقلق‬
‫وتوجس وارتباك فى العالقة الحميمية ‪ ،‬إلى أن يصل ألخر لقطة فى‬
‫المشهد وهى االرتطام وفقد كل الماء الذى يظهر متناثرا على األرض وبدا‬
‫هذا التعبير الرمزى هو رد الفعل الثائر االنفعالى الذى يثير لديه الشعور‬
‫بالقلق العام وعدم الشعور بالراحة وعدم األمان والتوتر العام‪.‬‬
‫وعن اسخدامه للخطوط فى هذا التعبير الرمزى فنجد أنه استخدم التعبير‬
‫بالخطوط المتقطعة والمتهشرة والتى يغلب عليها التأرجح بين الخطوط‬
‫الثقيلة والخفيفة وهى داللة يتسم بها القلقين من توتر وسمات اندفاعية وغير‬
‫متزنة ‪ ،‬وساعد على هذا استخدامه للقلم الرصاص فقط غير مبالى‬
‫باستخدام األلوان ‪ ،‬أما عن استمرارية رسم خط األرض فيبدو متقطعا‬
‫وغير مستمر ويعنى عدم الثبات وعدم االستقرار كما نجده يميل متجها ً إلى‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-56-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫األسفل من جهة اليمين فهى داللة على الشعور بأن المستقبل غير مضمون‬
‫وتهديد بالخطر والخوف من المستقبل ‪.‬‬
‫األعرض النفسية كما أظهرتها الرسوم ‪ :‬تعانى الحالة من التوتر العام ‪،‬‬
‫الشعور بعدم الراحة ‪ ،‬الحساسية النفسية الزائدة وسهولة االستثارة ‪ ،‬عدم‬
‫االستقرار ‪ ،‬الشك واالرتباك والتردد ‪ ،‬االحساس الدائم بتوقع الهزيمة‬
‫والعجز ‪ ،‬وعدم الثقة والرغبة فى الهرب عند مواجهة أى موقف‪.‬‬
‫اللوحة رقم ا‪: )4‬‬
‫البيانات العامة للحالة ‪ :‬االسم ‪:‬‬
‫‪ .‬س ‪ ،‬فتاه فى السادسة‬ ‫د ‪.‬‬
‫عشر من عمرها ‪ ،‬تعانى من‬
‫حالة قلق نفسى ‪ ،‬معلقة على‬
‫الرسم بالتعبير اختى ‪ :‬فى ذات‬
‫يوم أثناء ذهابى إلى المدرسة‬
‫حاول أحدهم مضايقتى والذى‬
‫تكرر أكثر من مرة ‪ ...‬وما‬
‫أشعرنى بالحزن هو أننى لم‬
‫والجرآة‬ ‫بالشجاعة‬ ‫أتحلى‬
‫لمواجهته أو حتى صفعه ‪.‬‬
‫وصف اللوحة ودالالتها النفسية ‪ :‬من المالحظ فى هذا الرسم وجود اثنان‬
‫من العناصر اإلنسانية أولهما هو الشخصية الرئيسية فى مقدمة ورقة الرسم‬
‫والتى تبدو لصاحبة الرسم بحجم اكبر من الشخصية الثانية والتى تبدو فى‬
‫خلفية الرسم ‪ ،‬من الغريب انها استخدمت التكبير والتصغير للعناصر‬
‫اإلنسانية بوعى كامل لاليحاء بوجود منظور مع أنها لم تستخدم أى خط‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-57-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫للتعبير عن المظور ولكن استخدمته بااليحاء اإليهامى بتكبير الشخصية‬


‫الرئيسية والتى تبدو فى مقدمة ورقة الرسم وتصغير الشخصية الثانية والتى‬
‫تبدو على بعد خطوات من خلفها ‪.‬‬
‫يتضح فى هذا التعبير هى قدرتها على رسم تفاصيل مالمح الوجة ويظهر‬
‫ذلك فى مالمح الشخصية الثانية ‪ ،‬ولكن الغريب أنها حذفت تفاصيل مالمح‬
‫وجهها كامالً ‪ -‬العين واألنف والفم واألذن ‪ -‬وهى داللة لمعاناه الحالة من‬
‫نظرات اخخرين ومضايقاتهم وما تشعر به من خوف وقلق وكأنها توحى‬
‫بأنها ال تكترث لآلخرين وال تنظر اليهم وال تستمع إليهم ‪ ،‬وهذا من شأنه‬
‫يشير إلى انعدام الثقة بالنفس وعدم القدرة على المواجهة واالحساس‬
‫بالخوف والقلق ‪ ،‬وقد يتضح من الرسم هزلية رسم األصابع وعدم‬
‫االكتراث لرسمها بصورة تتناسب مع التفاصيل المرسومة ‪ ،‬مما يدل‬
‫احساسها بالعجز المفاجئ والشعور بضعف الكفاءة ‪ ،‬وقد استخدمت التظليل‬
‫القوى والثقيل بالقلم الرصاص على الفستان التى ترتديه وهو ما يتسم به‬
‫القلقين فى رسومهم بإستخدام التظليل ‪ ،‬وكلما زاد التظليل زاد حدة القلق‬
‫والتوتر وهو انعكاس لمدى االستثارة االنفعالية لدى الحالة ‪ .‬اما الشخصية‬
‫الثانية فهى تراه برؤية مرسومة بعيون دائرية ثاقبة عدوانية تتجه بالنظر‬
‫إليها مع رسم الفم المقلوب وهى داللة على عدوانه اللفظى ‪،‬وقد نجده‬
‫يتحسس خطواته نحوها ليتطفل عليها مما يزيد احساسها باالرتباك والتوتر‬
‫وعدم األمن واألمان‬
‫األعرض النفسية كما أظهرتها الرسوم ‪ :‬تعانى الحالة من التوتر العام ‪،‬‬
‫الشعور بعدم األمن واألمان ‪ ،‬الضعف العام ونقص الطاقة الحيوية ‪،‬‬
‫الخوف بصفة عامة ‪ ،‬العجز ‪ ،‬االرتباك والتردد ‪ ،‬توقع األذى ‪ ،‬وعدم الثقة‬
‫بالنفس وباخخرين ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-58-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اللوحة رقم ا‪: )5‬‬


‫البيانات العامة للحالة ‪ :‬االسم ‪ :‬م ‪ .‬ى ‪ .‬م ‪ ،‬فتى فى الخامسة عشر‬
‫من عمره ‪ ،‬يعانى من حالة اكتئاب ‪ ،‬معلق على الرسم بالتعبير اختى ‪:‬‬
‫مشاعرى تتاثر كثيرا عند فراق شخص عزيز أو صديق ‪ ،‬وعند فراقه‬
‫اشعر بالحزن واالكتئاب ‪.‬‬
‫وصف اللوحة ودالالتها النفسية ‪ :‬نالحظ فى هذه اللوحة انه قسمها إلى‬
‫ثالث أجزاء ‪ ،‬الجزء األيسر رسم الرأس فقط وهو تعبير عن مفهوم الذات‬
‫لصاحب الرسم فى الوضع‬
‫البروفيلى مع قطع حافة‬
‫الرأس الخلفية بحافة ورقة‬
‫الرسم وهى داللة على التثبيت‬
‫على الماضى والخوف من‬
‫المستقبل ‪ ،‬ويبدو التعبير‬
‫الوجهى فى مظهر حزين‬
‫مكتئب برسم العين مغلقة وهو‬
‫ما يتسم به اإلكتئابيون من دالالت تشير إلى اإلنزواء واالنطواء ‪ ،‬وقد بالغ‬
‫فى حجم الرأس بالمقارنة لرسم باقى الجسم الذى ينفصل عنه فى الجهة‬
‫اليمنى وكأن رسم الشخص مقسم إلى جزئين – جزء للرأس فقط مبالغ فى‬
‫حجمه والجزء اخخر للجسم بدون الرأس فى الجهة االخرى فى نفس‬
‫االتجاه ‪ ،‬وكأن يكملون بعضهما البعض ‪ ،‬هذا االنقسام فى الشخصية يبدو‬
‫عليه الخلل واالرتباك فى العالقات الزمانية والمكانية ويصاحبه اعتقادات‬
‫وضالالت حول الشعور بالذنب مما يزيد صعوبة اإلتصال باخخرين‬
‫وانعدام الهوية ‪ ،‬وعن رسم باقى الجسم فى الجزء األيمن نجده واضعا يده‬
‫فى الجيوب وكأنه يخفيها عن اخخرين الحساسه باإلثم أو الذنب وغالبا ما‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-59-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫يرتبط اخفاء اليد فى الجيوب إلى ممارسة العادة السرية وال يريد أحد أن‬
‫يراها ‪ ،‬وفى منتصف ورقة الرسم نجد رمز لشمعة مضاءة بخطوط تموجية‬
‫بطول الشمعة وهى داللة رمزية تشير إلى العضو الذكرى حيث تتمركز‬
‫انشغاالته واهتماماته باألمور الجنسية ‪.‬‬
‫األعرض النفسية كما أظهرتها الرسوم ‪ :‬عدم التكيف وصعوبات فى‬
‫االتصال ‪ ،‬فقد المساندة العاطفية ‪ ،‬ارتباك فى العالقات الزمانية والمكانية ‪،‬‬
‫الحزن ‪ ،‬االنطواء والوحدة واالنعزال ‪ ،‬نقص الميول واالهتمامات ‪،‬‬
‫الشعور بالذنب واتهام الذات وتصيد أخطاء الذات وتضخيمها وخاصة فيما‬
‫يرتبط باالمور الجنسية ‪.‬‬
‫اللوحتان رقم ا‪، )6‬‬
‫ا‪: )7‬‬
‫العامة‬ ‫البيانات‬
‫للحالة ‪ :‬االسم ‪ :‬م‬
‫‪ .‬م ‪ .‬ر ‪ ،‬فتاه فى‬
‫الخامسة عشر من‬
‫عمرها ‪ ،‬تعانى من‬
‫المخاوف ‪ ،‬قامت‬
‫موضوعين‬ ‫برسم‬
‫تعبيريين ‪ ،‬اللوحة‬
‫رقم (‪ ، )6‬واللوحة‬
‫رقم (‪ ، )7‬التعليق‬
‫على اللوحة رقم‬
‫(‪ : )6‬أشعر احيانا‬
‫بأنى وحيدة فى هذا‬
‫العالم وال يوجد من‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-60-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يحبنى أو يهتم بى ‪ ،‬التعليق على اللوحة رقم (‪ : )7‬أخاف وأبكى كثيراَ‬
‫عندما ارى الشجار بين أبى وأمى حينها أدخل وأغلق حجرتى وكم أتمنى‬
‫الموت فى هذه اللحظة‬
‫وصف اللوحة ودالالتها النفسية ‪ :‬من المالحظ فى هاذين التعليقين أنهما‬
‫مكملين لبعضهما البعض من حيث احساسها بعدم األمن واألمان ‪ ،‬والشعور‬
‫بالخوف وخاصة الخوف من المستقبل نسبة لما تمر به من صراع لرؤيتها‬
‫عدم االستقرار فى محيط األسرة ‪ ،‬ويؤدى بها الى اإلنطواء واالنزواء ‪،‬‬
‫فاللوحة رقم (‪ )6‬يبدو فيها رسم االب واالم فى حالة شجار وتالحم فى‬
‫منتصف الورقة وهى رسمت نفسها فى الجهة اليسرى من ورقة الرسم‬
‫منزوية ومنعزلة عنهما فى زاوية خاصة بها ‪ ،‬بالنسبة لرسم التعبيرين فمن‬
‫الواضح ان هناك بداية لرسم العناصر االنسانية كامالً ولكن لم يكتمال ‪ ،‬فقد‬
‫اهتمت برسم الراس ومحاولة لرسم الجسم ولكن تظهر وكان العناصر‬
‫االنسانية خطوط تتدلى فى الهواء من منطقة الخصر ‪ ،‬فهى لم تقصد حذف‬
‫باقى الجسم الن الحذف هى عملية الشعورية ألحد أعضاء الجسم ‪ ،‬لكن فى‬
‫هذه الحالة هى عملية شعورية تقصد بها عدم الرغبة فى اكمال الرسم‬
‫للعناصر االنسانية من باب االهمال والالمبااله وعدم االكتراث ‪ ،‬ألنها‬
‫تعتبر أن باقى الجسم يلعب الدور الثانوى الذى ال تهتم به ‪ ،‬وإنما ما تهتم به‬
‫هو الرأس واتجاهات األذرع ففيها من التعبيرات التى تريد ان ترسل رسالة‬
‫إلى اخخرين عن فحوى هذه التعبيرات ‪ .‬وتبدو األشخاص مرسومة محلقة‬
‫فى الهواء بدون رسم خط األرض فى محاولة للبعد عن الوضع التى تعيش‬
‫فيه وهى داللة على عدم رضاها عن ما هو عليه اخن ‪.‬‬
‫وقد تبدو رسم المالمح فى الموضوعين بطريقة هزلية فقد رسمت كنقط فى‬
‫رسم العينين وخطوط لباقى المالمح ‪ ،‬وتفرق بين رسم االب وبين االم‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-61-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫بطول الشعر وبالنسبة لرسم االب نجد محاولة لمحو رسم المالمح بعد‬
‫رسمها وكأنما تريد أن تمحو هذه الشخصية من حياتها لتعاطفها مع األم ‪،‬‬
‫رسمت نفسها فى اللوحة رقم (‪ )6‬منزوية ترى الشجار بين ابويها وتقف‬
‫منزعجة تبكى دموع من عينها وقصدت ترسم وجهها باللون االحمر وهى‬
‫داللة على الغضب ‪ ،‬ونجد أنها ركزت على أحد الجوانب فى رسم‬
‫عناصرها وترك باقى الورقة بدون رسم ‪ ،‬الخطوط غير مستمرة ومتقطعة‬
‫وتبدو غير متوازنة وهى داللة على عدم الثقة بالنفس ‪ ،‬وفى الوحة رقم‬
‫(‪ )7‬نجد أنها رسمت نفسها فى عمق البحر وهى داللة على العزلة ‪ ،‬ورسم‬
‫البحر يمثل لها عدم األمان وعدم االستقرار ‪ ،‬ورسم شخصية أخرى على‬
‫البر وكأنه هو المنقذ أو الفارس التى تريد ان ينقذها من هذا العالم غير‬
‫اخمن وغير المستقر ‪ ،‬وقد رسمت زهرة وكأنها تشير لنفسها بهذه الزهرة‬
‫الملقاة على األرض ‪ ،‬فى احد اطراف الجهة اليسرية نجد جزء من قرص‬
‫الشمس فهى تمد اذرعها على شكل االشعة الخطية وكانها تريد ان تمدها‬
‫بالحياة والعطف والحنان النها تتفقد لهذا ‪ .‬نجد تقسيم فى ورقة الرسم الى‬
‫جزئين ‪ :‬الجزء العلوى يبدو بها خطوط متقطعة متباعدة باللون األزرق‬
‫ليمثل البحر تتوسطه الشخصية الرئيسية فى عالم خاص بها والنصف‬
‫اخخر السفلى هو بر األمان ال يوجد به سوى المنقذ والزهرة الملقاه ‪.‬‬
‫األعرض النفسية كما أظهرتها الرسوم ‪ :‬ضعف الثقة بالنفس والشعور‬
‫بالنقص وعدم الشعور باألمن واالنسحاب واالنطواء والجبن والقلق والتوتر‬
‫واضطرابات الكالم ‪ .‬ويرجع أسباب االضطراب النفسى لصاحبة هذه‬
‫الرسوم إلى الظروف األسرية المضطربة بين الوالدين ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-62-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اللوحة رقم ا‪: )8‬‬


‫العامة‬ ‫البيانات‬
‫للحالة ‪ :‬االسم ‪ :‬هـ‬
‫‪ .‬أ ‪ .‬س ‪ ،‬فتى فى‬
‫الخامسة عشر من‬
‫عمره ‪ ،‬يعانى من‬
‫المخاوف ‪ ،‬معلق‬
‫الرسم‬ ‫على‬
‫بالتعــبير اختى ‪ :‬زورق تحطم فى البحر ويغرق ‪.‬‬
‫وصف اللوحة ودالالتها النفسية ‪ :‬من المالحظ فى الرسم تعبير عن زورق‬
‫فى البحر ‪ ،‬هذا الزورق فى حالة حطام ‪ ،‬ومن المألوف عن الزورق فى‬
‫عرض البحر أنه تعبير عن داللة االمان واالمن واالستقرار ‪ ،‬وعندما يقول‬
‫انه تحطم فهو يريد أن يرسل برسالة أنه يعيش بدون أمان وبدون أمن أو‬
‫استقرار وعندما يقول ان المركب يغرق فأن فرص النجاة تكاد تكون‬
‫منعدمة ‪ ،‬وعدم االمان هو االحساس بالخوف المرضى من المجهول وهو‬
‫البحر الواسع ‪ ،‬قد نجد البحر مرسوم فى مساحة مظللة باللون االزرق على‬
‫شكل خطوط متموجة افقية وهو داللة على أنه متقلب المزاج واالنفعاالت‬
‫إزاء كل موقف يواجهه ‪ ،‬وفى منتصف البحر يتحطم ويغرق الزورق وقد‬
‫رسم بدون شراع وبدون عناصر انسانية فهو يتوحد مع الزورق فى‬
‫التعبير عن مفهوم الذات فهو يجد نفسه محطما نفسيا وسط الهاوية أما فى‬
‫تعبيره عن الغرق فيبدو احساسه فى نقطة الالعودة وفرصة النجاة تكاد‬
‫تكون ضعيفة ‪ .‬فيلجأ الى االنطواء بعيدا عن العالم غير االمن واالنزواء‬
‫وغير واثق من نفسه وال مع اخخرين فيميل الى العزلة واالنطواء ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-63-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫األعرض النفسية كما أظهرتها الرسوم ‪ :‬ضعف الثقة بالنفس واالحساس‬


‫بمشاعر الذنب وعدم الشعور باألمن واالنطواء والقلق والتوتر ‪ ،‬االندفاع‬
‫واالستهتار واالفكار الوسواسية ‪.‬‬
‫اللوحة رقم ا‪: )9‬‬
‫البيانات العامة للحالة ‪ :‬االسم ‪ :‬هـ ‪ .‬أ ‪ .‬م ‪ ،‬فتى فى الخامسة عشر من‬
‫عمره ‪ ،‬يعانى من حالة هوس ‪ ،‬معلق على الرسم بالتعبير اختى ‪ :‬اعبر عن‬
‫موقف مريب – الخوف والفزع –‬
‫فتخيلت هذا الشخص يقف امامى‬
‫يحمل كل معانى الشر ‪ ،‬فتخيلت الدنيا‬
‫شر فى هذا الرجل ‪.‬‬
‫وصف اللوحة ودالالتها النفسية ‪:‬‬
‫تحليل محتوى هذه اللوحة يعتمد على‬
‫تقمص الباحث داخل دنيا هذا الشكل‬
‫الخرافى ليفسر دالالته ورموزه مع‬
‫مراعاة التعليق اللفظى لصاحب هذا‬
‫الرسم ‪ ،‬فالتعبير الرمزى يقول أنا هو الكائن الخرافى القوى الذى ال يقهر‬
‫انا الذى أفترس الضعيف بأسنانى والدماء تسيل من فمى وآرى بعين دموية‬
‫ومن يرانى البد ان يخاف ويفزع ‪ ،‬انا لدى القدرة افعل ما شئت من الظلم‬
‫واستخدام العنف والقتل بالسكين ‪ ،‬انا الذى استخدم اساليب االفعى التى‬
‫تستهدف الفريسة وتصيب دائما بقوة وفى مقتل ‪ ،‬انا الموت وشعارى‬
‫الجمجمة بشهوة دموية وال يوجد رحمة فاقدا كل المعانى البشرية ‪ ،‬االدمان‬
‫هو طريقى ‪ ،‬لدى من القوة ذراعان على الجانبين تشتعل وتتوهج احمرارا‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-64-‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وأصيب بضربة واحدة قاضية والبد وان تخافون منى فانا المخلوق القادم‬
‫لمن ال يخاف فأنا هو‪ ...‬الشرير‬
‫األعرض النفسية كما أظهرتها الرسوم ‪ :‬الهوس الوجدانى والتوتر العام‬
‫واضطرابات فى التركيز وتشتت االنتباه ‪ ،‬االنتقال السريع بين‬
‫الموضوعات ومقاطعة اخخرين بمجرد ورود أفكار جديدة ‪ ،‬األوهام ‪،‬‬
‫التوهم ‪ ،‬الهلوسات ‪ ،‬الحركة الزائدة ‪ ،‬عدم االستقرار ‪ ،‬الالمبااله بالمعايير‬
‫االجتماعية ‪ ،‬وعدم مراعاة مشاعر اخخرين ‪ ،‬وسرعة االستثارة ‪ ،‬والتهور‬
‫واالرق واضطرابات النوم ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-65-‬‬

You might also like