Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 118

‫اجلمهوريّة اجلزائريّة الدميوقراطيّة الشعبيّة‬

‫العلمي‬
‫ّ‬ ‫وزارة التعليم العايل و البحث‬
‫جامعة ابن خلدون – تيارت‬
‫كليّة احلقوق و العلوم السياسيّة‬
‫قسم احلقوق‬
‫مذ ّكرة لنيل شهادة املاسرت يف شعبة احلقوق‬
‫التخصص‪ :‬قانون عقاري‬
‫ّ‬
‫بعنوان‪:‬‬

‫اآلليات القانونية لتحويل الطابع الفالحي‬


‫لألراضي الفالحية‬
‫حتت إشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬
‫د‪ .‬مادون كمال‬ ‫طهري مسية نور اهلدى‬

‫جلنة املناقشة‪:‬‬
‫ئيسا‬
‫ر ً‬ ‫أستاذة التعليم العايل‬ ‫‪ -‬د‪ .‬معمر خالد‬
‫مقرًرا‬
‫مشرفًا و ّ‬ ‫أستاذة حماضر "أ"‬ ‫‪ -‬د‪ .‬مادون كمال‬
‫مناقشا‬
‫عض ًوا ً‬ ‫أستاذ حماضر "أ"‬ ‫‪ -‬د‪ .‬حساين علي‬
‫مدعو‬ ‫أستاذ حماضر "أ"‬ ‫‪ -‬د‪ .‬قديري حممد توفيق‬
‫السنة اجلامعيّة ‪2022 / 2021‬‬
‫الشكر و اإلهداء‬
‫الشكر و التقدير‬
‫احلمد هلل رب العاملني و اللةاة و السةا عل أرر اأنبياء و املرسلني سيدان حممد و عل آله‬
‫و صحبه و من التابعني هلم إبحسان إىل يو الدين‪ ,‬وبعد ‪...‬‬

‫قال رسول هللا صل هللا عليه وسلم ‪َ " :‬م ْن َصنَ َع إ م ْ‬


‫ليُك معروفًا فَ ََك ِفئمو مه‪ ،‬فا ْن ْمل جتدم وإ ما تَك ِفئونَهم‪ ،‬فا ْد معوإ مهل‬
‫حىت تَ َر ْوإ أن َّ م ْ‬
‫ُك قدْ اكفَأْت م ممو مه " رواه ابو داوود‬

‫فإين أركر هللا تعاىل عل فضله حيث أاتح يل إجناز هذا العمل املتواض‪ ,,‬فله احلمد أو ا و آخرا‪.‬‬

‫مث أركر أولئك اأخيار الذين مدوا يل يد املساعدة خةال هذه الرحلة‪ ,‬ويف مقدمتهم اأستاذ الدكتور‪:‬‬
‫مادون كمال الذي حثين عل البحث ورغبين فيه‪ ,‬و قوى عزمييت عليه‪ ,‬فله من هللا اأجر و مين كل التقدير‬
‫و اإلحرتا ‪ ،‬حفظه هللا و متعه ابللحة و العافية و نف‪ ,‬بعلمه‪.‬‬

‫وكذا أود أن أركر اأساتذة املناقشني للبحث‪ ,‬أعضاء اللجنة املوقرة عل مسانديت و إررادي ابلنلح‬
‫و التلحيح‪.‬‬

‫مجيل من اإلنسان أن يكون مشعة ينري هبا درب احلائرين‪ ،‬و أيخذ أبيديهم ليقودهم اىل بر اأمان كشمعة‬
‫أضاءت من حوهلا فجزاك هللا خريا و سدد خطاك‪ :‬المـ ـ طهـر‪.‬‬

‫وأخريا أتقد جبزيل ركري اىل كل من مدوا يد العون و املساعدة من قريب و بعيد‪،‬يف إخراج هذه‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫مسية نور اهلدى طهري‬


‫اإلهداء‬

‫إلْ ِع ْ َ‬
‫ْل د ََر َجات } اجملادلة ‪11‬‬ ‫نُك َو َّ ِإَّل َين أُوتموإ‬
‫إَّلل َّ ِإَّل َين أ َمنموإ ِم م ْ‬
‫يقول هللا عز وجل‪ { :‬يَ ْرفَع ِ َّ م‬
‫يف هذه اللّحظة الفارقة حليايت‪ ،‬أهدي حلظة خترجي هذه إىل روح جديت الطاهرة ‪ -‬رمحها هللا ‪ -‬اليت‬
‫كانت وسو تظل مثا ا لأل اليت علمتين ما أان عليه‪ ،‬و جدي الذي به أصبحنا نساء و رجا ا ا ختا‬
‫اللعاب‪ ،‬و اىل جدي و جديت رحم هللا روحهم الطاهرة و أسكنها الفردوس اأعل ‪ ،‬و إىل من كلّله هللا بتاج‬
‫اهليبة و الوقار والدي العزيز‪ ،‬و إىل مةاكي يف احلياة‪ ،‬إىل من كان دعائها سر جناحي أمي الغالية‪.‬‬

‫إىل إخواين أمحد‪ ,‬وائل‪ ,‬سيف اإلسالم‪ ،‬عبد الرمحن‪ ،‬عبد القادر حمبتا و وفاء أنتم سندي و عضدي‬
‫و كياين املقربني من القلب و الداعمني و املساندين يف السراء و الضراء ركرا لكم ‪ ...‬دمتم يل‬

‫سحااب ممطرا ‪ ...‬أخوايت المية‪،‬‬ ‫إىل رفيقايت ابخلطوة اأوىل و اأخرية‪ ،‬إىل من كن يف سنوات العجا‬
‫أحالم‪ ،‬نور االميان‪ ,‬بشرى‪ ,‬هاجر‪.‬‬

‫و أخريا عائليت الداعمة خا ايت و عمايت سعاد‪ ,‬فاطمة‪ ,‬نصرية‪ ,‬فتيحة‪ ,‬خرية ‪ -‬رمحها هللا ‪ ، -‬حنيفة‪,‬‬
‫سعاد‪ ,‬فاطمة و أخوايل و أعمامي جميب‪ ,‬جياليل‪ ,‬بن علي ‪ ،‬خمتار‪ ،‬أمحد‪ ،‬وحيد‪ ،‬منور‪ ،‬منصور و بناهتم‬
‫أو ادهم حفظهم هللا و رعاهم‪.‬‬

‫مسية نور اهلدى طهري‬


‫قائمة املختصرات‬
‫أوال‪ :‬ابللغة العربية‪:‬‬
‫ص‪ :‬صفحة‬
‫ص‪.‬ص‪ :‬من اللفحة إىل اللفحة‬
‫ب‪.‬ط ‪ :‬بدون طبعة‬
‫إخل ‪ :‬إىل آخره‬
‫ج‪.‬ر‪ :‬اجلريدة الرمسية‬
‫ق‪.‬ت‪.‬ع‪ :‬قانون التوجيه العقاري‬
‫ق‪.‬ت‪.‬ف‪ :‬قانون التوجيه الفةاحي‬
‫ق‪.‬أ‪ :‬قانون اأوقا‬

‫اثنيا‪ :‬ابللغة الفرنسية ‪:‬‬


‫‪P : Page.‬‬
‫‪N° : Numéro‬‬
‫‪CRMA : LA CAISSE REGIONALE DE MUTUALITE AGRICOLE.‬‬
‫مقدمـ ـ ـة‬
‫‌ب‬
‫مق ّدمة‬

‫‪25-90‬‬ ‫عر املشرع اجلزائري اأراضي الفةاحية أو ذات الوجهة الفةاحية يف نص املادة ‪ 04‬من قانون‬
‫‪ ،‬املعدل واملتمم و املتعلق ابلتوجيه العقاري عل أن‪" :‬األراض الفالحية أو ذات الوجهة الفالحية يف مفهوم‬
‫هذا القانون ‪ ،‬كل أرض تنتج بتدخل اإلنسان سنواي أو خالل سنوات إنتاجا يستهلكه البشر أو احليوان‬
‫أو يستهلك يف الصناعة إستهالكا مباشرا أو بعد حتويله "‪ ،‬حيث تعترب هاته اأخرية حمور إهتما اأمم‬
‫و الدول يف العلر الراهن‪ ،‬ابعتبارها قطاعا إسرتاتيجيا ابمتياز ملا هلا من دور أساسي يف ضمان اأمن الغذائي‬
‫للبةاد ‪ ،‬الذي بتحققه يتحقق اإلستقةال و العزة و الكرامة‪ ،‬و ابلتايل إلغاء التبعية للخارج‪ ،‬و ما ينتج عنها من‬
‫رروط و قيود مهنية يف هذا الشأن‪ ،‬و هو الشيء الذي جعلها مقدمة عل بقية اجملا ات‪ ،‬حيث أولت اجلزائر‬
‫كغريها من دول العامل إهتماما كبريا هلذا املورد احليوي غري املتجدد‪ ،‬من خةال حماولتها إرساء سياسة عقارية‬
‫فةاحية‪ ،‬للنهوض ابلقطاع الفةاحي‪.‬‬

‫لكن أما زايدة التوس‪ ,‬العمراين و اللناعي و ا اقتلادي يف ظل النمو الدميغرايف و التطور ا اقتلادي‬
‫اهلائل‪ ،‬والذي أدى ابلندرة يف اأوعية العقارية‪ ،‬دف‪ ,‬ابلدولة للبحث عن بدائل لسد و إرباع حاجيات هاته‬
‫اأخرية‪ ،‬للحاق ابلتطور السري‪ ,‬الذي مس رىت اجملا ات خاصة التطور الذي مس ابملشاري‪ ,‬اخلاصة ابلبنية‬
‫التحتية و املشاري‪ ,‬العمومية التنموية‪ -‬اللحة‪ ،‬التعليم‪ ،‬الطرق‪ ،-...،‬مما جعل اللجوء إىل اأراضي الفةاحية‬
‫اخليار الوحيد و احلتمي حلل هذه اأزمة‪.‬‬

‫و أما هاته اأسباب و املستجدات أصبح من الضروري عل احلكومة اجلزائرية إجياد موازنة بني‬
‫مللحتني‪ ،‬اأوىل ممثلة يف احلفاظ عل اأراضي الفةاحية و توفري احلماية هلا و اليت تشكل أولوية و انشغا ا‬
‫وطنيا أساسيا ‪ ،‬إذ نلت عل ذلك يف املادة ‪ 21‬من الدستور ‪ 2020‬أبن "تسهر الدولة على محايتها"‪،‬‬
‫و الثاين توفري الوعاء العقاري إلجناز املشاري‪ ,‬ذات املنفعة العامة‪ ،‬و دعم التنمية ا اقتلادية و ا اجتماعية‪،‬‬
‫فلجأت إىل وض‪ ,‬إطار قانوين منظم للعقار الفةاحي وكيفية استغةاله و محايته‪ ،‬م‪ ,‬تبيني طرق املناسبة لتحويل‬
‫وجهته الفةاحية لتأدية اأغراض املذكورة سابقا‪ ،‬فأنتج عل فرتات ترسانة من النلوص القانونية والتنظيمية يف‬
‫هذا اجملال‪ ،‬منها قانون التوجيه العقاري و قانون التوجيه الفةاحي و تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 01‬و ‪ 02‬و ‪.03‬‬
‫‌ج‬
‫مق ّدمة‬

‫و تكمن أمهية حبثنا يف أن دراسة اآلليات القانونية لتحويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‪ ،‬موضوعا‬
‫آنيا و حديثا ملعاجلته موضوع الساعة‪ ،‬رغم أنه متولد منذ عدة سنني‪ ،‬لكن مبا أنه يتمت‪ ,‬اب استمرارية سيظل‬
‫يستمد احلداثة كلما استجدت الظرو و انتجت نلوصا قانونية جديدة موائمة هلا‪ ،‬كما تتمثل أمهية دراستنا‬
‫يف أن محاية اأراضي الفةاحية هي مسؤولية اجلمي‪ ,‬ابعتبارها ثروة دائمة بدميومة احلفاظ عليها و إستغةاهلا‬
‫أبفضل السبل‪ ،‬و يف نفس الوقت وجود مثل هاته الدراسات تساعد يف إجياد احللول و حتيني القوانني‪ ،‬كما‬
‫يتمت‪ ,‬هذا املوضوع خبلوصية واضحة و أمهية ابلغة تتمثل يف اجلم‪ ,‬بني فكرتني متناقضتني اأوىل توفري اأوعية‬
‫العقارية إلجناز خمتلف املشاري‪ ,‬العمومية للتنمية و ا استثمار‪ ،‬و ابلتايل حتقيق املللحة العامة‪ ،‬و الثانية حبماية‬
‫اأراضي الفةاحية ابعتبارها تكفل الغذاء عرب وض‪ ,‬نلوص قانونية و تنظيمية حتقق ذلك‪ ،‬و حتافظ عل‬
‫استغةال هاته اأراضي من طر الفةاحني الذين سيتضررون نتيجة إقتطاعها‪ ،‬فهي ملدر رزقهم و ابلتايل‬
‫حتقيق املللحة اخلاصة‪.‬‬

‫و اأسباب اليت دفعتنا يف إىل اختيار هذا البحث هو الرغبة يف دراسة موضوع مستحدث يف الساحة‬
‫العقارية ا سيما الفةاحية‪ ،‬و الذي يشد انتباه الدولة اجلزائرية من خةال جهازيها التشريعي و التنظيمي ‪ ،‬كما‬
‫ ا خنفي أيضا أن ما رجعنا عل اختياره هو البعد ا انساين الذي توفره اأراضي الفةاحية‪ ،‬ابلنظر ملا جتره من‬
‫مناف‪ ,‬عل الفرد و اجملتم‪ ,‬من جهة و عل اأجيال القادمة من جهة أخرى‪.‬‬

‫كما ا ننس الدواف‪ ,‬املوضوعية اليت تتمثل يف القيمة العلمية اليت يضيفها موضوع الدراسة‪،‬‬
‫و خلوصا أنه يعد نوعا ما فقريا من الناحية البحثية يف بةادان‪ ،‬مما يستلز البحث و اإلثراء‪ ،‬خاصة أنه يثري‬
‫العديد من التساؤ ات حوله‪ ،‬اسيما املتعلقة مبدى احرتامه للمبادئ اأساسية للقانون كمبدأ تدرج القوانني‪،‬‬
‫و مدى أتثريه عل مستقبل البةاد من جانب توفري اأراضي الفةاحية حلاجيات اأفراد الغذائية‪ ،‬و مدى خدمة‬
‫هاته اأخرية يف حل املشاكل املتعلقة ابلتنمية العامة ملا يتم تغيري وجهتها‪.‬‬

‫الدراسة إىل تسليط الضوء عل اآلليات القانونية عرب التطرق ملختلف جوانبها القانونية‬ ‫و هتد‬
‫و التنظيمية‪ ،‬من خةال عرض توجهات الدولة يف هذا اخللوص عرب ما أصدرته من نلوص قانونية‬
‫‌د‬
‫مق ّدمة‬

‫و تنظيمية ‪ ،‬مما يعد إضافة من أجل تطوير و تعديل النلوص القانونية اخلاصة هبا ‪ ،‬مما قد قحقق املساعي‬
‫املطلوبة مستقبةا‪.‬‬

‫و ككل حبث قانوين‪ ،‬تطلب منا البحث و التقلي جلم‪ ,‬املعلومات اخلاصة بعملية حتويل الطاب‪,‬‬
‫الفةاحي لألراضي الفةاحية من أجل إثراء املوضوع‪ ،‬إ ا أنه صادفتنا صعوابت حول املراج‪ ,‬املتعلقة مبوضوع‬
‫البحث رغم كثرة املراج‪ ,‬حول العقار الفةاحي‪ ،‬لكن إما أهنا جمرد مواضي‪ ,‬غري متخللة أو تطرقت للموضوع‬
‫من جانب واحد فقط‪ ،‬فلو ا بعض املساعدات غري الرمسية من طر موظف من مديرية امللاحل الفةاحية اليت‬
‫دعمت حبثنا مبختلف املراسةات املتعلقة إبلغاء و إقتطاع اأراضي الفةاحية‪ ،‬فاعتمدان عل تلك املعلومات‬
‫املتحلل عليها من قطاع الفةاحة‪ ،‬مما استدع منا التمحيص و التدقيق استخراج ما يهمنا منها‪ ،‬م‪ ,‬حتليل‬
‫النلوص القانونية املتعلقة ابملوضوع و التعليمات و املنارري امللحقة هبا‪.‬‬

‫أما ابلنسبة للدراسات السابقة فإما اقتلرت عل الرتكيز عل موضوع محاية اأراضيب الفةاحية فقط ‪،‬‬
‫أو ابلتطرق للنظا العا للعقار الفةاحي‪ ،‬أو نظا إلغاء تلنبف اأراضي الفةاحية‪ ،‬أو إدماج اأراضي‬
‫الفةاحية الوقفية و غريها‪ ،‬فحاولنا مج‪ ,‬كل اجلوانب املتعلقة هباته العناصر و التفليل فيها يف حبث واحد‪،‬‬
‫إلضافة النواقص و املعلومات اليت أتيحت لنا إضافتها‪ ،‬مما جيعل حبثنا ميتاز ابأصالة عن غريه من البحوث‬
‫السابقة لتطرقنا ملختلف جوانبه‪ ،‬وذلك عرب طرح خمتلف عمليات حتويل اأراضي الفةاحية من اخللبة جدا إىل‬
‫ضعيفة اخللوبة‪ ،‬وأيضا ذات الطبيعة اخلاصة " الوقفية" ‪ ،‬م‪ ,‬الرتكيز عل ما جاء به من آليات قانونية‬
‫و تنظيمية بعرض خمتلف النلوص و اإلجراءات و الرتتيبات اليت تنظم عملية حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي‬
‫الفةاحية‪.‬‬

‫و انطةاقا مما سبق‪ ،‬يعترب موضوع اآلليات القانونية لتحويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية من أبرز‬
‫و أهم املواضي‪ ,‬يف السياسة العقارية الفةاحية‪ ،‬ا سيما عل املستوى الوطين‪ ،‬مما يقودان لطرح اإلركالية‬
‫التالية‪:‬‬

‫ما هي اآلليات القانونية املؤطرة من قبل الدولة لتحوبل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية؟‬
‫‌ه‬
‫مق ّدمة‬

‫و لإلحاطة مبوضوع اآلليات القانونية لتحويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‪ ،‬إقتض منا هذا‬
‫البحث املتواض‪ ,‬املزج بني جمموعة من املناهج العلمية‪ ،‬حيث اعتمدان عل املنهج التحليلي و املنهج اإلستقرائي‬
‫لعرض ما ورد يف النلوص القانونية اخلاصة بعملية حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‪ ،‬و ذلك من‬
‫خةال تقدمي التحاليل و استنباط بعض اأفكار و املشاكل املرتبطة هبا‪ ،‬مث املنهج املقارن ملقارنة خمتلف‬
‫النلوص القانونية و التظيمية‪ ،‬كمقارنة التعليمات اللادرة عن الوزير اأول‪ ،‬لتبيني أوجه التشابه و طرح‬
‫بينها لسد النواقص و تلحيح الشوائب اليت نص عليها القانون اجلزائري‪ ،‬مما يرسم صورة واضحة‬ ‫ا اختةا‬
‫و متكاملة حول هاته العملية‪.‬‬

‫و لإلجابة عل اإلركالية السابقة الذكر‪ ،‬قمنا بتقسيم موضوع حبثنا إىل فللني بعد مقدمة عامة‬
‫حيث‪:‬‬

‫نتعرض يف الفلل اأول إلجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية ‪ ،‬و الذي نقسمه بدوره‬
‫ملبحثني اأول تناولنا فيه اإلجراءات التشريعية لتحويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‪ ،‬أما الثاين فتطرقنا فيه‬
‫إىل اإلجراءات التنظيمية لتحويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‪.‬‬

‫أما الفلل الثاين فنستعرض فيه آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‪،‬‬
‫والذي قسمناه بدوره إىل مبحثني اأول نتناول فيه آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‪ ،‬أما الثاين‬
‫فنتناول فيه آليات محاية اأراضي الفةاحية‪.‬‬

‫و يف اأخري خامتة عامة للموضوع‪ ،‬اليت تتضمن أهم النتائج املتوصل إليها من خةال الدراسة‪ ،‬مشفوعة‬
‫مبجموعة من ا اقرتاحات و التوصيات‪.‬‬
‫األول‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الفصل‬
‫إجراءات حتويل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪2‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطابع الفالح لألراضي الفالحية‬


‫تعد اأراضي الفةاحية من املوارد اأساسية يف أي دولة ملا تلعبه من دور حيوي يف توفري و ضمان‬
‫اأمن الغذائي‪ ،‬مما دف‪ ,‬ابملؤسس الدستوري أن جيعل محايتها تق‪ ,‬عل عاتق الدولة‪ ،‬لينتج عل فرتات ترسانة‬
‫قانونية حازمة(‪ ،)1‬مضموهنا املوازنة بني احملافظة عل العقار الفةاحي(‪ )2‬من جهة و توفري اأوعية العقارية‬
‫الةازمة لتحقيق السياسة املعاصرة من خةال سد احلاجيات املرتبطة إبجناز خمتلف املشاري‪ ,‬العمومية التنموية من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬و عليه هاته املوازنة ا تتجسد إ ا ابتباع و التطبيق اللار لإلجراءات اليت أفرزهتا خمتلف اآلليات‬
‫التشريعية و التنظيمية‪ ،‬و لتوضيح هاته اأخرية‪ ،‬سنتناول يف هذا الفلل مبحثني‪:‬‬

‫املبحث اأول‪ ،‬ارأتينا التطرق فيه بداية ابإلجراءات التشريعية لتحويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي‬
‫الفةاحية و ذلك إبلقاء الضوء عل أهم القوانني املتعلقة ابلعملية‪ ،‬و من مث ننتقل لإلجراءات التنظيمية اخلاصة‬
‫بذلك كمبحث اثين‪ ،‬لنعرض فيه خمتلف التعليمات و املراسيم ذات الللة ابلتحويل‪ ،‬حيث سنفلله كما يلي‪:‬‬

‫(‪ )01‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحبة التابعة لألمةاك اخلاصة للدولة إلجناز املشاري‪ ,‬العمومية التنموية‪ ،‬حوليات‬
‫جامعة اجلزائر ‪ ،01‬اجمللد ‪ ، 34‬العدد ‪ ،01‬مارس ‪ ،2020‬ص ‪.53‬موق‪WWW.ASJP.CERIST.DZ ,‬‬
‫(‪ )02‬العقار الفةاحي‪ :‬اجتهد الفقهاء يف تعريف العقار الفةاحي من بني هاته التعريفات "ذلك احلق العيين اأصلي‪ ،‬الذي يرد عل‬
‫أرض زراعية‪ ،‬ويعطي للاحبه سلطة ا استعمال و ا استغةال والتلر ‪ ،‬فكون اأرض الزراعية‪ ،‬هو الذي يؤدي إىل وصف امللكية هبذا‬
‫الوصف‪".‬أنظر معوض عبد التواب‪ ،‬اإلصةاح الزراعي‪ ،‬د ر ط‪ .‬دار الكتاب احلديث‪ ،1993 ،‬ص ‪.09‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪3‬‬

‫املبحث االول‪ :‬اإلجراءات التشريعية لتحويل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية‬


‫كانت و مازالت مسألة حتويل اأراضي الفةاحية قضية حساسة جدا‪ ،‬اأمر الذي استوجب عل‬
‫املشرع اجلزائري وض‪ ,‬إطار قانوين مرجعي ينظم عمليات التحويل يف إطار محاية و احملافظة عل العقار‬
‫الفةاحي‪ ،‬و عليه حاولنا يف هذا املبحث تسليط الضوء عل هاته النلوص القانونية اليت تبني كيفية تغيري‬
‫الوجهة الفةاحية لألراضي الفةاحية(‪ )01‬سواء كانت هاته اأراضي خلبة جدا(‪ )02‬أو خلبة(‪ )03‬أو كانت‬
‫(‪)06‬‬
‫ذات خلوبة متوسطة(‪ )04‬أو ضعيفة(‪ ()05‬مطلب أول )‪ ،‬أو كانت هاته اأراضي ذو طبيعة فةاحية وقفية‬
‫(مطلب اثين)‪.‬‬

‫(‪ )01‬اأرض الفةاحية‪ :‬هي اأرض اللاحلة أن تستغل عن طريق زراعتها أاي كانت احملاصيل اليت تزرع فيها‪ ،‬ويكفي اعتبار اأرض‬
‫فةاحية أن تكون صاحلة للزراعة حىت ولو مل يتم زراعتها ابلفعل‪ ،‬أنظر حممد حسن قاسم‪ ،‬امللكية الزراعية‪ ،‬اإلجيار الزراعي‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬سنة ‪، 1997‬ص ‪.22‬‬
‫أو هي كل أرض تنتج بتدخل اإلنسان سنواي أو خةال عدة سنوات إنتاجا يستهلكه البشر أو احليوان أو يستهلك يف اللناعة استهةاكا‬
‫مباررا أو بعد حتويله‪ ،‬املادة ‪ 04‬من الباب اأول اأمةاك العقارية ‪ -‬الفلل اأول القوا التقين يف اأمةاك العقارية‪ -‬القسم الثاين اأراضي‬
‫الفةاحية و اأراضي ذات الوجهة الفةاحية من القانون رقم ‪ 25/90‬املؤرخ يف أول مجادى اأوىل عا ‪1411‬ه املوافق ل ‪ 18‬نوفمرب ‪،1990‬‬
‫املتضمن قانون التوجيه العقاري‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪ ،49‬ص ‪1561‬‬
‫(‪ )02‬اأرض الفةاحية اخللبة جدا‪ :‬وهي اأراضي الفةاحية اليت تتميز بطاقة إنتاجية عالية جدا‪ ،‬وهي اأراضي العميقة حسنة الرتبة‪،‬‬
‫مسقية أو قابلة للسقي‪ ،‬املادة ‪ ، 06‬املرج‪ ,‬نفسه‪،‬ص ‪1561‬‬
‫(‪ )03‬اأرض الفةاحية اخللبة‪ :‬اأراضي املتوسطة العمق‪ ،‬املسقية أو القابلة للسقيأ او ااأراضي احلسنة العمق غري املسقية‪ ،‬الواقعة يف‬
‫مناطق رطبة أو ربه رطبة و ا حتتوي عل أي عائق طوبوغرايف‪ ،‬املادة ‪ ،07‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.1561‬‬
‫(‪)04‬اأرض الفةاحية املتوسطة اخللوبة‪ :‬تشتمل عل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اأراضي املسقية اليت حتتوي عل عوائق متوسطة يف الطوبوغرافية و يف العمق‪،‬‬
‫‪ -‬اأراضي غري املسقية املتوسطة العمق و نسبة اأمطار فيها متغرية‪ ،‬و ا حتتوي عل عوائق طوبوغرافية‪،‬‬
‫‪ -‬اأراضي غري املسقية اليت حتتوي عل عوائق متوسطة يف الطوبوغرافية و يف العمق و رسوخها كبري و نسبة اأمطار فيها متغرية‪،‬‬
‫‪ -‬اأراضي غري املسقية املتوسطة العمق‪ ،‬و نسبة اأمطار فيها متوسطة أو مرتفعة م‪ ,‬عوائق متوسطة يف الطوبوغرافية‪.‬املادة ‪،08‬‬
‫املرج‪ ,‬نفسه‪،‬ص ‪.1561‬‬
‫(‪ )05‬اأرض الفةاحية الضعيفة اخللب‪ :‬هي اأراضي اليت حتتوي عل عوائق طوبوغرافية كبرية‪ ،‬و عوائق يف نسبة اأمطار‪ ،‬و العمق و‬
‫امللوحة‪ ،‬و البنية و ا اجنرا ‪ .‬املادة ‪ ،09‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.1562‬‬
‫(‪ )06‬اأراضي الفةاحية الوقفية‪ :‬مل يعرفها املشرع اجلزائري و لكن أرار إليها يف املادة ‪ 04‬الفقرة ‪ 02‬من املرسو التنفيذي احملدد‬
‫لشروط و كيفيات إجيار اأراضي الوقفية املخللة للفةاحة‪":‬اأراضـي الوقفيـة املخللـة للفةاحـة املؤجرة يكـون ا انتفـاع هبـا قلـد تنميتهـا‬
‫واسـتغةاهلا اسـتغةا ا أمثل و جعلـها منتجة وتدع يف صلب النص ( أرض وقفية فةاحية)‪ ،‬مرسـو تنفيذي رقـم ‪ 70-14‬املؤرخ يف ‪ 10‬فرباير‬
‫سنة ‪،2014‬الذي قحدد لشروط و كيفيات إجيار اأراضي الوقفية املخللة للفةاحة‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪،09‬ب‪.‬ص‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪4‬‬

‫املطلب األول‪ :‬حتويل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية على حسب درجة خصوبتها‬
‫كان يتم اسرتجاع اأراضي الفةاحية التًابعة لألمةاك الوطنية املمنوحة يف إطار ا انتفاع الدائم يف ضوء‬
‫القانون رقم ‪ ،)1(19-87‬ممكنا إذا كانت هذه اأراضي مدجمة يف قطاع عمراين مبوجب أدوات التعمري امللادق‬
‫عليها طبقا للتشري‪ ,‬الساري املفعول‪ ،‬وذلك بعد اأخذ برأي اجمللس الشعيب الو ائي طبقا للمادة ‪ 53‬من قانون‬
‫املالية لسنة ‪ ،1998‬دون اللجوء إىل إجراءات نزع امللكية من أجل املنفعة العمومية اليت تستغرق وقتا طويةا‬
‫ابإلضافة إىل تكلفتها‪ ،‬حيث كان أصحاب حق ا انتفاع الدائم آنذاك مبناسبة عملية ا اسرتجاع احلق يف‬
‫ممارسة الشفعة إذا مت التنازل عن اأراضي املسرتجعة لفائدة اخلواص بغرض إجناز مشاري‪ ,‬استثمارية‪ ،‬كما كان‬
‫(‪)2‬‬
‫هلم احلق يف طلب ا اسرتداد الكلي إذا كانت هذه العملية ا تشمل إ ا جزء من أرض املستثمرة الفةاحية‪.‬‬

‫ليلدر بعد ذلك قانون التوجيه العقاري رقم ‪ 25-90‬و قانون التوجيه الفةاحي ‪ )3( 16-08‬الذي‬
‫فرض املشرع اجلزائري من خةاهلما إجراءات قانونية اليت مبوجبها تتم عملية حتويل لألراضي الفةاحية‪،‬‬
‫طبيعة الرتبة من خلبة جدا و خلبة ( فرع أول)‪ ،‬إىل متوسطة‬ ‫و ختتلف هذه العملية حبسب اختةا‬
‫اخللوبة و ضعيفة اخللوبة ( فرع اثين)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حتويل األراضي الفالحية اخلصبة جدا و اخلصبة‬


‫نظرا للطلب الواس‪ ,‬عل اأراضي الفةاحية من أجل تلبية طلبات و سد حاجيات قطاع التعمري‪ ،‬أجاز‬
‫املشرع عملية حتويل اأراضي الفةاحية امللنفة يف فئة اأراضي الفةاحية اخللبة جدا و اخللبة إىل أراضي‬

‫و عرفها البعض عل أهنا ‪ :‬هـي أراضي حمبوسة عن التملك عل وجه التأبيد‪ ،‬تنتج بتدخل اإلنسان سنواي أو خـةال عـدة سـنوات إنتاجـا‬
‫يسـتهلك مبارـرا و بعـد حتويلـه ‪ ،‬ويـتم التلـدق إبنتاجها عل وجه مـن وجوه الرب و اخلري‪ ،‬أنظر سعدان رطيبة‪ ،‬إدماج اأراضي الفةاحية الوقفية‬
‫ضمن اأراضي العمرانية يف التشري‪ ,‬اجلزائري‪ ،‬جملة الباحث للدراسات اأكادميية‪ ،‬العدد ‪ ،03‬جويلية ‪ ،2018‬ص ص ‪.823-822‬‬
‫(‪ )1‬القانون رقم ‪ 19-87‬املؤرخ يف ‪ 8‬ديسمرب ‪ 1987‬املتضمن ضبط كيفيات استغةال اأراضي الفةاحية التابعة لألمةاك الوطنية‬
‫وحتديد حقوق املنتجني وواجباهتم‪ ،‬ج ر ‪ ،‬العدد عدد ‪ ،50‬ص ‪ ،1918‬امللغاة أحكامه مبوجب القانون رقم ‪ 03-10‬املؤرخ يف ‪ 15‬غشت‬
‫‪ ،2010‬الذي قحدد رروط وكيفيات استغةال اأراضي الفةاحية التابعة لألمةاك اخلاصة للدولة‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،46‬ص ‪.04‬‬
‫(‪ )2‬حممد صاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫(‪ )3‬القانون ‪ 16-08‬املؤرخ يف ‪ 01‬رعبان ‪ 1429‬املوافق ‪ 03‬غشت سنة ‪ 2008‬املمتضمن التوجيه الفةاحي‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪46‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪5‬‬

‫قابلة للتعمري لكن وفق قيود معينة و صارمة (‪ ،)1‬نلت عليها املادة ‪ 36‬من القانون رقم ‪ 25-90‬عل أنه ‪" :‬‬
‫القانون هو الذي يرخص بتحويل أي أرض فالحية خصبة جدا أو خصبة إىل صنف األراضي القابلة‬
‫للتعمري كما حتدد ذلك املادة ‪ 21‬أعاله‪ ،‬وحيدد القانون القيود التقنية و املالية اليت جيب أن ترافق اجناز‬
‫عملية التحويل حتما‪.‬‬

‫و حتدد كيفيات التحويل و إجراءاته عن طريق التنظيم طبقا للتشريع املعمول به‪ ،‬يف االطار نفسه‬
‫و يف األصناف األخرى‪ ،)2(" .‬من خةال استقراء نص هذه املادة نستخلص أن حتويل اأراضي الفةاحية‬
‫اخللبة جدا واخللبة إىل صنف اأراضي القابلة للتعمري يتطلب استلدار نص تشريعي لتحديد اأرض املعنية‬
‫بعملية التحويل‪ ،‬و قحدد هذا النص التشريعي القيود التقنية و املالية اليت جيب أن ترافق اجناز عملية التحويل‪،‬‬
‫و كذا قيمة التعويض املرتتب عن نقص القيمة لفائدة الدولة و اجلماعات احمللية (‪،)3‬اأمر الذي يعكس حرص‬
‫املشرع يف تكريس مبادئ السياسة العقارية اجلديدة‪ ،‬وابأخص منها احلفاظ عل اأراضي الفةاحية (‪.)4‬‬

‫إ ا أنه ابلرجوع للمادة ‪ 21‬من نفس القانون‪ ،‬و اليت تنص‪ " :‬األرض القابلة للتعمري ‪ ،‬يف مفهوم هذا‬
‫القانون ‪ ،‬هي كل القطع املخصصة للتعمري يف أجال معينة بواسطة أدوات التهيئة والتعمري"‪ ،‬نةاحظ وجود‬
‫تناقضا بني املادتني سالفيت الذكر‪ ،‬حيث أن النص اأول أحال إىل القانون يف عملية حتويل اأراضي الفةاحية‬
‫إىل أراضي قابلة للتعمري‪ ،‬وبينما املادة ‪ 21‬حتيل إىل أدوات التهيئة والتعمري يف حتديد املناطق القابلة للتعمري ‪،‬‬
‫وهذه اأدوات هي من صميم صةاحيات البلدايت طبقا للمادة ‪ 113‬من قانون البلدية‪ ،‬خيتلف اعدادها‬
‫وامللادقة عليها عن إعداد وإصدار القانون (‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬سفيان سوامل‪ ،‬حتويل و إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية – بني مقتضيات احلماية و متطلبات التنمية‪ ، -‬جملة ا اقتلاد‬
‫و القانون‪ ،‬العدد ‪ ،2020 ، 07‬ص‪WWW.UNI-SOUKAHRAS.DZ/en /publication/article/2576 .05‬‬

‫(‪ )2‬املادة ‪ 36‬من الباب اأول اأمةاك العقارية ‪ -‬الفلل الثاين النظا القانوين و القيود اخلاصة –القسم الثاين القيود اخلاصة من‬
‫القانون رقم ‪ 25/90‬املؤرخ ‪ 18‬نوفمرب ‪ ،1990‬ج‪.‬ر ن العدد ‪ ،49‬صفحة ‪1564‬‬
‫(‪ )3‬مساعني رامة‪ ،‬النظا القانوين اجلزائري للتوجيه الفةاحي‪ ،‬ب‪.‬ط‪ ،‬دار هومه‪ ،‬بوزريعة‪ ،‬اجلزائر ‪، 2003‬ص ص ‪.186 -187‬‬
‫(‪ )4‬آسية هتشان‪ ،‬اسرتجاع الدولة لألراضي الفةاحية التابعة هلا وإدماجها يف القطاع العمراين‪ ،‬جملة دائرة البحوث و الدراسات القانونية‬
‫و السياسية‪ ،‬العدد ‪،01‬جانفي ‪ ،2017‬ص‪WWW.ASJP.CERIST.DZ .249‬‬
‫(‪ )5‬سفيان سوامل‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪6‬‬

‫و م‪ ,‬ذلك عند العودة إىل خمتلف النلوص القانونية والتنظيمية ذات الللة فإننا نرى أن قانون التوجيه‬
‫العقاري يكون قد أحال إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية(‪ )1‬اخللبة جدا أو اخللبة إىل أدوات التهيئة والتعمري‬
‫واملتمثلة كما هو معرو يف املخطط التوجيهي للتهيئة و التعمري و خمطط رغل اأراضي(‪ ،)2‬حيث تنص املادة‬
‫‪ 11‬فقرة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ 29-90‬املتعلق ابلتهيئة والتعمري ‪ ،‬املعدل واملتمم ابلقانون ‪ 05-04‬عل أنه ‪":‬‬
‫حتدد أدوات التهيئة والتعمرب التوجيهات األساسية لتهيئة األراضي املعنية كما تضبط توقعات التعمري‬

‫(‪ ) 1‬تلنيف اأراصي الفةاحية‪ :‬يشكل تلنيف اأراضي الفةاحية أمهية ابلغة ‪ ،‬نظرا ملا يرتتب من آاثر قانونية تشمل نطاق احلماية‬
‫اامقررة لكل صنف ‪ ،‬منط استغةال كل صنف ‪ ...‬اخل‪ ،‬وعليه قد يكون‪:‬‬
‫‪ ‬التلنيف القانوين‪ :‬فتقسم اأراضي الفةاحية تبعا لذلك ابلنظر اىل اجلهة املالكة فتكون اأراضي الفةاحية مملوكة ملكية‬
‫خاصة أو اتبعة أمةاك الوطنية اخلاصة للدولة أو أراضي فةاحية وقفية‪.‬‬
‫‪ ‬التلنبف التقين‪ :‬اأراضي الفةاحية تلنف ابعتماد عملية تقنية حمضة ‪ ،‬فتقسم تبعا لذلك ابلنظر إىل عوامل خمتلفة طبيعية‬
‫وجيولوجية وقد صنفها ‪.‬ج يف ق‪ .‬ت‪.‬ج يف املادة ‪ 05‬منه إىل أراضي فةاحية خلبة جدا و أراضي خلبة ‪ ،‬ومتوسطة‬
‫اخللب‪ ،‬وضعيفة اخللب تبعا لضوابط علم الرتبة واإلحندار و املناخ و السقي‬
‫‪ ‬و ميكن أيضا تلنيف العقار طبقا ملا جاء به قانون التوجيه العقاري إىل سبعة أصنا ‪ ،‬وذلك تبعا لتشابه خلائلها‬
‫الطبيعية و الغرض منها يف آن واحد ‪ -1‬العقار الفةاحي والعقارات ذات اللبغة الفةاحية ‪ -2-‬العقار الرعوي والعقار ذو‬
‫اللبغة الرعوية – ‪ -3‬العقار الغايب والعقارات ذات اللبغة الغابية – ‪ 4‬العقار احللفاوي‪ -5-‬العقار اللحراوي‪-6-‬‬
‫العقار العامر أو القابل للتعمري‪ -7-‬العقار احملمي‪ ،‬أنظر خمتار حديد‪ ،‬العقار من الندرة وسوء التسيري إىل حتمية انتهاج‬
‫أسلوب التخطيط‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬فرع التخطيط والتنمية‪ ،‬كلية العلو االقتلادية وعلو التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪-2001،‬‬
‫‪، 2002‬ص‪ .‬ص‪.29-27‬‬
‫‪ ‬تلنيف حسب املردودية‪:‬نص قانون التهيئة والتعمري اجلزائري عل ملطلح مغاير أ ا و هو اأراضي الفةاحية ذات املردود‬
‫العايل أو اجليد وهذا يف نص املادة ‪ 48‬منه وابلتايل يعتمد عل مردودية اأرض بناءا عل قدرهتا يف إنتاج احلبوب مثةا‪،‬‬
‫ولإلرارة فقط فإن اأراضي اللحراوية أصبحت تعطي مردودا عاليا غري أهناغري ملنفة ضمن هذه الفئات‪..‬‬
‫‪ ‬تلنيف اأراضي الفةاحية وفق املرسو التنفيذي رقم ‪ 124-12‬املؤرخ يف ‪ 26‬ربي‪ ,‬الثاين عا ‪ 1433‬املوافق ‪ 19‬مارس‬
‫سنة ‪، 2012‬قحدد املناطق ذات اإلمكانيات الفةاحية اليت يعتمد عليها كأساس حلساب إاتوة أمةاك الدولة بعنوان حق‬
‫اإلمتياز عل اأراضي الفةاحية التابعة أمةاك اخلاصة للدولة و الذي قسم يف املادة ‪ 02‬منه املناطق ذات اإلمكانيات‬
‫الفةاحية إىل عدة مناطق ابلنظر اىل موق‪ ,‬اأرض وكمية تساقط اأمطار حيث تنص عل ما يلي ‪ ":‬حتدد املناطق ذات‬
‫اإلمكانيات الفةاحية كما أييت‪ :‬املنطقة أ‪ :‬تضم أراضي السهول الواقعة يف املناطق الساحلية و ربه الساحلية اليت تستفيد‬
‫من كميات أمطار تفوق ‪ 600‬مم أو تساويها‪ ،‬املنطقة ب‪ :‬تضم أراضي السهول اليت تستفيد من كميات أمطار ترتاوح ما‬
‫بني ‪ 450‬و ‪ 600‬مم‪ ،‬املنطقة ج‪ :‬تضم أراضي السهول اليت تستفيد من كميات أمطار تراتوح ما بني ‪ 350‬و ‪ 450‬مم‪،‬‬
‫املنطقة د‪ :‬تضم كل اأراضي الفةاحية‪ ،‬مبا فيها تلك الواقعة ابملناطق اجلبلية‪ ،‬اليت تستفيد من كميات أمطار تقل عن ‪350‬‬
‫مم ‪ .‬و لتنفيذ أحكا هذا املرسو ‪ ،‬تعد أراضي سهول‪ ،‬اأراضي اليت يقل احندارها عن نسبة ‪ ،" % 12.5‬أنظر املرج‪,‬‬
‫نفسه‪ ،‬ص ص ‪.03،04‬‬
‫(‪ )2‬للمزيد من التفاصيل أنظر الفرع الثاين من املطلب الثاين من الفلل اأول ص‪.‬ص‪.14-10 ،‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪7‬‬

‫وقواعده و حتدد على وجه اخلصوص الشروط اليت تسمح من جهة برتشيد استعمال املساحات‬
‫و احملافظة على النشاطات الفالحية و محاية املساحات احلساسة و املواقع و املناظر‪ ،‬ومن جهة أخرى‪،‬‬
‫تعيني األراضي املخصصة للنشاطات االقتصادية و ذات املنفعة العامة و البناايت املوجهة لالحتياجات‬
‫احلالية و املستقبلية يف جمال التجهيزات اجلماعية و اخلدمات و النشاطات و املساكن و حتدد أيضا‬
‫شروط التهيئة والبناء للوقاية من األخطار الطبيعية و التكنولوجية"‪.‬‬

‫و تنص كذلك املادة ‪ 13‬من القانون نفسه عل أنه ‪ ":‬يتكفل املخطط التوجيهي للتهيئة والتعمري‬
‫و خمطط شغل االراضي بربامج الدولة واجلماعات االقليمية واملؤسسات واملصاحل العمومية وتفرض‬
‫املشاريع ذات املصلحة الوطنية نفسها على املخطط التوجيهي للتهيئة والتعمري و على خمطط شغل‬
‫األراضي‪ ".‬وعل هذا اأساس إما أن تدمج هذه اأراضي الفةاحية يف املخطط التوجيهي للتهيئة والتعمري‬
‫ضمن املناطق غري القابلة للتعمري ‪ ،‬وابلتايل حتافظ عل وجهتها الفةاحية ‪ ،‬واليت حددت املادة ‪ 23‬و ‪ 48‬من‬
‫قانون التهيئة والتعمري حقوق البناء عل اأراضي الفةاحية ذات املردود الفةاحي العايل أبن تكون يف خدمة‬
‫اأرض واستغةاهلا وليس أغراض أخرى‪ ،‬و إما ادماجها ضمن املناطق القابلة للتعمري يف إطار عملية حتويل‬
‫وإلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية اجناز املشاري‪ ,‬العمومية(‪.)1‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬حتويل األراضي الفالحية ذات اخلصوبة املتوسطة و الضعيفة‬


‫ابلنسبة لألراضي الفةاحية الواقعة خارج صنف اأراضي اخللبة جدا واخللبة فقد نلت املادة ‪ 36‬فقرة‬
‫‪ 02‬من ق‪.‬ت‪.‬ع‪.‬ج ‪ ":‬حتدد كيفيات التحويل وإجراءاته عن طريق التنظيم طبقا للتشريع املعمول به يف‬
‫(‪)2‬‬
‫اإلطار نفسه و يف األصناف األخرى"‪.‬‬

‫فضةا عل ذلك تنص املادة ‪ 15‬من ق‪.‬ت‪. .‬ج عل أنه ‪":‬دون اإلخالل ابألحكام املتعلقة‬
‫‪25-90‬‬ ‫بتحويل األراضي الفالحية اخلصبة جدا أو اخلصبة املنصوص عليها يف املادة ‪ 36‬من القانون رقم‬
‫املذكور أعاله ‪ ،‬ال ميكن إلغاء تصنيف األراضي الفالحية األخرى إال مبرسوم يتخذ يف جملس الوزراء"‪،‬‬

‫(‪)1‬سفيان سوامل‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.05‬‬


‫(‪ )2‬املادة ‪ 36‬الفقرة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ ،25/90‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬صفحة ‪1564‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪8‬‬

‫وعليه فإن عملية إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية متوسطة اخللوبة و ضعيفة اخللوبة‪ ،‬يكون مبوجب مرسو‬
‫يتخذ يف جملس الوزراء خارج إطار أدوات التهيئة و التعمرب(‪.)1‬‬

‫من خةال استقراء هذه املادة جند أن املشرع بعدما اررتط وجوب استلدار نص تشريعي لتحويل‬
‫اأراضي الفةاحية اخللبة جدا واخللبة أقر بشرط آخر يتعلق ابأراضي الفةاحية ذات اخللوبة املتوسطة‬
‫والضعيفة‪ ،‬واملتمثل يف وجوب استلدار مرسو يتخذ يف جملس الوزراء‪ ،‬و مثال عل ذلك املرسو التنفيذي رقم‬
‫‪ 370-12‬املؤرخ يف ‪ 24‬أكتوبر ‪ 2012‬املتضمن إلغاء تلنيف قط‪ ,‬أراضي الفةاحية و ختليلها اجناز‬
‫مشاري‪ ,‬عمومية للتنمية‪ ،‬الذي مت مبوجبه إلغاء تلنيف بعض اأراضي الفةاحية من بينها و اية تيارت إلجناز‬
‫مشاري‪ ,‬تنموية (أنظر امللحق رقم ‪)2( )01‬هذا من جهة‪.‬‬

‫و من جهة أخرى مل قحدد صراحة إن كانت اأراضي املعنية إبلغاء التلنيف مدجمة ضمن قطاعات‬
‫التعمري أو تق‪ ,‬خارجها‪ ،‬فةا ميكن إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية إ ا عن طريق مرسو تنفيذي‪ ،‬و املعيار يف‬
‫ذلك هو اللنف الطبوغرايف لألراضي موضوع العملية‪ ،‬بلر النظر عما إذا كانت هذه اأراضي مدجمة‬
‫(‪)3‬‬
‫ضمن قطاعات التعمري أو تق‪ ,‬خارجها‪ ،‬طاملا مل يلدر تنظيم (مرسو تنفيذي) قحدد ذلك صراحة‪.‬‬

‫يتضح جليا أن العمل مبقتضيات املادة ‪ 53‬من قانون املالية لسنة ‪ 1998‬واملرسو التنفيذي‬
‫‪ 03-313‬املؤرخ يف ‪ 16‬سبتمرب ‪ 2003‬كجهازين اسرتجاع اأراضي الفةاحية املدجمة يف القطاع العمراين‬
‫أصبح غري معمول هبما‪ ،‬بل تطبق أحكا املادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ 16-08‬املؤرخ يف ‪ 3‬أوت ‪ 2008‬املتضمن‬
‫التوجيه الفةاحي خبلوص إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية املتوسطة والضعيفة اخللوبة‪.‬‬

‫(‪ )1‬سفيان سوامل‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬


‫(‪ )2‬املرسو التنفيذي رقم ‪ 370-12‬املؤرخ يف ‪ 24‬أكتوبر ‪ ، 2012‬املتضمن إلغاء تلنيف قط‪ ,‬أراض فةاحية و ختليلها اجناز‬
‫مشاري‪ ,‬عمومية للتنمية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪ 59‬املؤرخة يف ‪ 28‬أكتوبر ‪،2012‬ص ص ‪.16-07‬‬
‫(‪ )3‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪9‬‬

‫املطلب الثاين‪:‬إجراءات إدماج األراضي الفالحية الوقفية ضمن االراضي العمرانية‬


‫اأراضي الفةاحية الوقفية تتميز عن غريها من اأراضي الفةاحية أبهنا حمبوسة عن التملك عل وجه‬
‫التأبيد ‪ ،‬ليتم التلدق إبنتاجها عل وجه من وجوه الرب واإلحسان‪ ،‬إ ا ان املشـرع اجلزائري أجاز يف نـص املـادة‬
‫‪ 26‬مكــرر‪ 3‬مـن قــانون اأوقا إبدماج اأراضي الفةاحية الوقفية اجملاورة للتجمعات السكنية ضمن اأراضي‬
‫العمرانية(‪ ،)1‬و أحال عملية اإلدماج إىل قانون التهيئة و التعمري‪.‬‬

‫و لنوضح كيفية ذلك‪ ،‬سنتناول عملية إدماج اأراضي الفةاحية الوقفية ضمن اأراضي العمرانية كفرع‬
‫أول‪ ،‬مث سنتناول تغيري وجهة الوقف كفرع اثين‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عملية ادماج األراضي الفالحية الوقفية ضمن األراضي العمرانية‬
‫كما سبق القول أن املشرع اجلزائري أجاز إدماج اأراضي الفةاحية الوقفية اجملاورة للتجمعات السكنية‬
‫ضمن اأراضي العمرانية‪ ،‬و ذلك يف نص املادة ‪ 26‬مكــرر‪ 3‬مـن قــانون اأوقا عل أنه "مع مراعاة األحكام‬
‫القانونيـة والتنظيميـة املعمـول هبـا و أحكـام املادتني ‪ 24‬و ‪ 25‬مــن قــانون ‪ 10-91‬املؤرخ يف ‪ 12‬شوال‬
‫عام ‪ 1411‬املوافق ل ‪ 27‬أبريل سنة ‪ 1991‬و املذكور أعاله ‪ ،‬ميكـن إدمـاج األراضـي الفالحيـة الوقفيـة‬
‫‪14‬‬ ‫اجملـاورة للتجمعـات السكنية ضمن األراضي العمرانية‪ ،‬طبقا ألحكام القـانون رقـم ‪ 29-90‬املؤرخ يف‬
‫مجادى األوىل عام ‪ 1411‬املوافق أول ديسمرب سنة ‪ 1990‬و املتعلق ابلتهيئة والتعمري"(‪.)2‬‬

‫و ابلرجوع إىل قانون التهيئة والتعمري‪ ،‬فحسب املادة ‪ 10‬منه فإن أدوات التهيئـة والـتعمري تتشـكل مـن‬
‫املخططات التوجيهية للتهيئة والتعمري وكذلك التنظيمات الـيت هـي جـزء ا يتجـزأ منهـا‪ ،‬وهي قابلة للمعارضة‬
‫هبا أما الغري‪.‬‬

‫كما ا جيوز استعمال اأراضي و البناء عل حنو يتناقض م‪ ,‬تنظيمات التعمري دون تعريض صاحبه‬
‫للعقوبة املنلوص عليها يف القانون(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬سفيان سوامل‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬


‫(‪)2‬املادة ‪ 26‬مكرر ‪ 03‬من القانون رقم ‪ 10 -91‬املؤرخ يف ‪ 27‬أبريل املتعلق ابأوقا ‪ ،1991‬املعدل و املتمم ابلقانون رقم ‪-01‬‬
‫‪ 07‬املؤرخ يف ‪ 22‬مايو سنة ‪ ، 2001‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،29‬ص ‪.09‬‬
‫(‪ )3‬أكثر تفاصيل أنظر املطلب الثاين من املبحث الثاين من الفلل الثاين‪ ،‬ص ص‪.87-85‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪10‬‬

‫و ابلرجوع إىل املادة ‪ 113‬من قانون البلدية(‪ )1‬جندها تنص عل أنه جيب أن تتزود البلدية بـأدوات‬
‫التهيئـة والـتعمري املنلوص عليهـا يف التشـري‪ ,‬والتنظيم املعمـول هبمـا ‪ ،‬وتنص املادة ‪ 12‬من قانون البلدية أنه يلز‬
‫رئيس اجمللس الشعيب البلدي بـاحرتا التشري‪ ,‬والتنظيم املـتعلقني ابلعقـار والسـكن والـتعمري و محايـة التـراث‬
‫الثقايف املعماري عل كامل تراب البلدية‪.‬‬

‫و مما سبق سنقو إبلقاء الضوء عل أدوات التهيئة و التعمري املتمثلة يف املخطط التوجيهي للتهئة‬
‫و للتعمري و خمطط مسح اأراضي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬املخطط التوجيهي للتهيئة و التعمري‪:‬‬


‫املخطط التوجيهي للتهيئة و التعمري حسب املادة ‪ 16‬من القانون ‪ 29-90‬املتعلق ابلتهيئة‬ ‫يعر‬
‫و التعمري عل أنه‪ ":‬أداة للتخطيط اجملايل و التسيري احلضري‪ ،‬حيدد التوجيهات األساسية للتهيئة‬
‫العمرانية للبلدية أو البلدايت املعنية أخذا بعني اإلعتبار تصاميم التهيئة و خمططات التنمية و يضبط‬
‫الصيغ املرجعية ملخطط شغل األراضي" حيث يستخلص من املادة أن املخطط التوجيهي للتهيئة و التعمري‬
‫عبارة عن وسيلة للتخطيط اجملايل و التسيري احلضري‪ ،‬قحدد التوجيهات اأساسية للتهيئة العمرانية لبلدية واحدة‬
‫أو عدة بلدايت جماورة جتمعها عوامل مشرتكة حسب املادة ‪ 12‬من نفس القانون(‪،)2‬‬

‫و حسب املادة ‪ 24‬مــن قــانون التهيئــة والــتعمري جيـب تغطيــة كل بلديــة مبخطط ـ التــوجيهي للتهيئــة‬
‫والــتعمري‪ ،‬الذي يــتم إعداده ابتباع قواعد و إجراءات معينة و مراحل ا ميكن جتاوزها (‪ ،)3‬تتمثل يف حتضري‬
‫و إعداد مشروعه مببادرة من رئيس اجمللس الشعيب البلدي وحتت مسؤوليته‪،‬‬

‫و بعد مداولة اجمللس الشعيب البلدي أو اجملالس الشعبية البلدية يف حالة ما يف حالة ما إذا كان املخطط‬
‫التوجيهي للتهيئة و التعمري يغطي بلديتني أو أكثر‪ ،‬تتم خمطط ـ التــوجيهي للتهيئــة والــتعمري(‪،)4‬‬

‫(‪ )1‬القانون رقم ‪ 10-11‬املؤرخ يف ‪ 22‬جوان ‪ 2011‬و املتضمن قانون البلدية‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،37‬سنة ‪.2011‬‬
‫(‪ )2‬إقلويل صافية‪ ،‬املخطط التوجيهي للتهيئة و التعمري و خمطط رغل اأراضي يف ظل القانون ‪ ،29-90‬اجمللة اجلزائرية للعلو القانونية‬
‫و ا اقتلادية و السياسية‪ ،‬اجمللد ‪ ،50‬رقم‪ ،2013/05/05،06‬ص ‪،233‬ص ‪WWW.ASJP.CERIST.DZ.249‬‬
‫(‪ )3‬إقلويل صافية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.241‬‬
‫(‪ )4‬املادة ‪ 25‬من القانون ‪ ،29-90‬املؤرخ يف ‪ 01‬ديسمرب ‪ 1990‬يتعلق ابلتهيئة و التعمري‪ ،‬العدد ‪،52‬ص ‪.1655‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪11‬‬

‫مث يطرح هذا اأخري للتحقيق العمومي بعد املوافقة عليه من طر رئيس اجمللس الشعيب البلدي أو‬
‫رؤساء اجملالس الشعبية البلدية خةال مدة ‪ 45‬يوما‪،‬‬

‫يعدل مشروع املخطط التوجيهي بعد التحقيق العمومي ليأخذ بعني ا اعتبار عند ا اقتضاء خةاصات‬
‫(‪)1‬‬
‫التحقيق مث يوجه إثر املوافقة عليه من قبل اجمللس الشعيب البلدي للسلطة املختلة من أجل امللادفة عليه‬
‫(‪)2‬‬
‫وحسب املادة ‪ 10‬مـن املرسـو التتفيذي احملدد إلجـراءات اعداد ااملخططـ التـوجيهي للتهيئـة والـتعمري‬
‫يلـدر قرارا رئيس اجمللس الشعيب البلدي أو رؤساء اجملالس الشعبية البلدية لفتح اإلستسقلاء العمومي‪ ،‬قحـدد‬
‫فيـه اأماكن الـيت يـتم فيهـا اإلستشـارة حـول املخططـ التـوجيهي ‪ ،‬و يعني املفوض احملقق أو املفوضـني احملققني‪،‬‬
‫ويـبني اتريخ انطةاق مدة التحقيق و واتريخ انتهائها‪ ،‬وقحدد كيفيات اجراءات التحقيق العمومي‪.‬‬

‫و ينشر هذا القرار مبقر اجمللس الشعيب البلدي أو مبقر اجملالس الشعبية املعنية و املدة التحقيق العمومي‬
‫(‪)3‬‬
‫و تبلغ نسخة من القرار للوايل املختص إقليميا‪.‬‬

‫و هنا يقو املوقو عليهم بتقدمي كافة املعلومات و الواثئق حول اأرض الفةاحية الوقفية إىل املفوض‬
‫احملقق‪ ،‬و ذلك بقلد إدراجها ضمن املخطط التوجيهي للتهيئة و التعمري و تبيني طبيعتها القانونية‪.‬‬

‫و تدون املةاحظات يف سجل خاص مرقم و موق‪ ,‬من طر رئيس اجمللس الشعيب البلدي املعين‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫أو يعرب عنها مباررة أو ترسل كتابيا إىل املفوض احملقق‪.‬‬

‫مث يقفل سجل التحقيق العمومي عند انقضاء املهلة القانونية و يوقعه املفـوض احملقق‪ ،‬مث يقو خةال‬
‫‪ 15‬يوما املوالية إبعداد حمضـر قفـل التحقيق و يرسـله إىل رئيس اجمللس الشعيب البلدي‪ ،‬ملحواب ابمللف الكامل‬
‫(‪)5‬‬
‫لةاستقلاء م‪ ,‬استنتاجاته‪.‬‬

‫(‪ )1‬املادة ‪ ، 26‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.1655‬‬


‫(‪ )2‬مرســو التنفيذي رقـ ـم ‪ 177-91‬املؤرخ يف ‪ 28‬مــايو ‪، 1991‬احملدد إجـ ـراءات إع ــداد املخططـ ـ التوجيهي للتهيئة والتعمري‬
‫وامللادقة عليه‪ ،‬وحمتوى الواثئق املتعلقة به‪،‬ج ر‪ ،‬ا لعدد ‪ ، 26‬سنة ‪.1991‬‬
‫(‪ )3‬املادة ‪ 11‬من املرسو التنفيذي ‪ ،177-91‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ص ‪.977-976‬‬
‫(‪ )4‬املادة ‪ ، 12‬املرج‪ ,‬نفسه‪،‬ص‪.977‬‬
‫(‪ )5‬املادة ‪ 13‬املرج‪ ,‬نفسه ‪،‬ص‪.977‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪12‬‬

‫و يلادق عل املخطط التوجيهي للتهيئة و التعمري حسب احلالة و تبعا أمهية البلدية أو البلدايت‬
‫املعنية‪:‬‬

‫‪200.000‬‬ ‫‪ ‬بقرار من الوايل ابلنسبة للبلدايت أو جمموعة من البلدايت اليت يقل عدد سكاهنا عن‬
‫ساكن‪.‬‬
‫‪ ‬بقرار من الوزير املكلف ابلتعمري مشرتك حسب احلالة م‪ ,‬وزير أو عدة وزراء ابلنسبة للبلدايت‬
‫أو جمموعة من البلدايت اليت يفوق عدد سكاهنا ‪ 200.000‬ساكن و يقل عن ‪ 500.000‬ساكن‪.‬‬
‫‪ ‬مبرسو تنفيذي يتخذ بناء عل تقرير من الوزير املكلف ابلتعمري ابلنسبة للبلدايت أو جمموعة من‬
‫البلدايت اليت يكون عدد سكاهنا ‪ 500.000‬ساكن فأكثر(‪.)1‬‬

‫و بعـد امللـادقة عل املخططـ التـوجيهي للتهيئـة والـتعمري‪ ،‬يلـبح هـذا اأخـري سـاري املفعول و له قوة‬
‫ملزمة اجتاه اأفراد واإلدارة‪ ،‬وتدمج اأرض الفةاحية الوقفية يف النطـاق العمراين‪.‬‬

‫و املخطط التوجيهي للتهيئة والتعمري يقسم املنطقـة الـيت يتعلـق هبـا إىل أربـ‪ ,‬قطاعـات هي‪:‬‬

‫‪ ‬القطاعات املعمرة‪.‬‬
‫‪ ‬القطاعات املربجمة للتعمري‪.‬‬
‫‪ ‬قطاعات التعمري املستقبلية‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫‪ ‬قطاعات غري قابلة للتعمري‪.‬‬

‫والقطاع الذي يهمنا هنا هو القطاع غري قابل للتعمري‪ ،‬كـون أن هـذا القطـاع أو اجلزء من البلدية مين‪,‬‬
‫عليه البناء‪ ،‬و ذلك نظرا لطبيعته اخلاصة أو لظرو اسـتثنائية ‪ ،‬كـون املنطقة حممية أو منطقة طبيعية أو أرض‬
‫فةاحية‪ ،‬وابلتايل اأراضي الفةاحيـة الوقفيـة‪ ،‬اأصل فيها أن تـدمج يف القطـاع غيـر قابـل للـتعمري نظـرا لطبيعتهـا‬
‫الفةاحيـة‪ ،‬و ابلتـايل ميكـن أن حتافظ اأراضي الفةاحيـة الوقفيـة عل طبيعتهـا الفةاحيـة بعـد دجمهـا ضـمن‬
‫املخطط التوجيهي للتهيئة والتعمري‪ ،‬مثلها مثل اأراضي الفةاحية العادية اليت هـي أيضا تبق حمافظة عل‬
‫( ‪)3‬‬
‫طبيعتهـا الفةاحيـة بعـد إدماجهـا ضـمن املخططـ التـوجيهي للتهيئـة والتعمري إ ا استثناء كما سنبني احقا‪.‬‬

‫(‪ )1‬املادة ‪ 25‬من القانون ‪ ،29-90‬املرج‪ ,‬السابق‪،‬ص ‪.1655‬‬


‫(‪ )2‬املادة ‪ ،19‬املرج‪ ,‬نفسه‪،‬ص ‪.1655‬‬
‫(‪ ) 3‬سعدان رطيبة‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.829‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪13‬‬

‫اثنيا‪ :‬خمطط شغل األراضي ‪:‬‬


‫تنص املـادة ‪ 31‬مـن قـانون التهيئـة والـتعمري عل أنه قحدد خمططـ رـغل اأراضـي ابلتفلــيل‪ ،‬يف إطــار‬
‫توجيهــات املخطط ـ التــوجيهي للتهيئــة والــتعمري اســتخدا حقــوق اأراضي والبناء‪.‬‬

‫وتنص املادة ‪ 34‬من قانون التهيئـة والـتعمري عل أنه جيـب تغطيـة كـل بلديـة أو جـزء منهــا مبخطط ـ رــغل‬
‫اأراضــي‪ ،‬قحضر مشــروعه مببــادرة مــن رئيس اجمللس الشعيب البلدي و حتت مسؤوليته‪ ،‬وتتم املوافقة عل مشروع‬
‫خمطط رغل اأراضي بعد مداولـة اجمللس الشعيب البلدي أو اجملالس الشعبية البلدية يف حالة مـا إذا كـان خمططـ‬
‫(‪)1‬‬
‫رـغل اأراضـي يغطـي بلـديتني أو عدة بلدايت‬

‫مث يطرح مشروع خمطط رغل اأراضي املوافق عليه لتحقيق العمومي من طر رئيس اجمللس الشعيب‬
‫البلدي أو رؤساء اجملالس الشعبية البلدية خةال ستني (‪ )60‬يوما‪.‬‬

‫يعدل خمطط رغل اأراضي بعد التحقيق العمومي ليأخذ يف احلسبان عند ا اقتضاء خةاصات التحقيق‬
‫(‪)2‬‬
‫العمومي مث يلادق عليه عن طريق مداولة اجمللس الشعيب البلدي أو اجملالس الشعبية البلدية‪.‬‬

‫وحسب املادة ‪ 10‬من املرسو التنفيذي احملدد إلجراءات إعداد خمطط رغل اأراضي(‪ ،)3‬يلدر رئيس‬
‫اجمللس الشعيب البلدي أو رؤساء اجملالس الشعبية البلدية قرارا لفتح ا استقلاء العمومي مدته ستني ‪ 60‬يو ‪،‬‬
‫قحدد فيه اأماكن اليت يتم فيها ا استشارة حول املخطط التوجيهي‪ ،‬ويعني املفوض احملقق أو املفوضني احملققني‪،‬‬
‫ويبني اتريخ انطةاق مدة التحقيق واتريخ انتهائها ‪ ،‬وقحدد كيفيات اجراء التحقيق العمومي‪.‬‬

‫وينشر هذا القرار مبقر اجمللس الشعيب البلدي أو اجملالس الشعبية املعنية طوال مدة التحقيق العمومي‪،‬‬
‫وتبلغ نسخة من القرار للوايل املختص إقليميا (‪.)4‬‬

‫وهنا يقو املوقو عليهم أيضا بتقدمي كافة املعلومات والواثئق حول اأرض الفةاحية الوقفية إىل املفوض‬
‫احملقق‪ ،‬وذلك بقلد إدراجها ضمن خمطط رغل اأراضي وكذا تبيني طبيعتها الفةاحية الوقفية‪.‬‬

‫(‪ )1‬املادة ‪ 35‬من القانون ‪ ،25-90‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.1656‬‬


‫(‪ )2‬املادة ‪ ،36‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.1656‬‬
‫(‪ )3‬املرسـو التنفيذي رقم ‪ 178-91‬املؤرخ يف ‪ 28‬مايو ‪،1991‬إجراءات إعداد خمططـ رـغل اأراضي وامللادقة عليه‪ ،‬وحمتوى‬
‫الواثئق اللتعلقة به‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪.26‬‬
‫(‪ )4‬املادة ‪ ،11‬املرج‪ ,‬نفسه‪،‬ص ‪.981‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪14‬‬

‫وتدون املةاحظات يف سجل خاص مرقم و موق‪ ,‬من رئيس اجمللس الشعيب البلدي املعين‪ ،‬أو يعرب عنها‬
‫(‪)1‬‬
‫مباررة أو ترسل كتابيا إىل املفوض احملقق‪.‬‬

‫مث يقفل سجل التحقيق العمومي عند انقضاء املهلة القانونية ويوقعه املفوض احملقق‪ ،‬مث يقو خةال‬
‫‪ 15‬يوما املوالية إبعداد حمضر قفل التحقيق ويرسله إىل رئيس اجمللس الشعيب البلدي‪ ،‬ملحواب ابمللف الكامل‬
‫(‪)2‬‬
‫لةاستقلاء م‪ ,‬استنتاجاته‪.‬‬

‫يوض‪ ,‬خمطط رغل اأراضي امللادق عليه حتت تلر اجلمهور ويلبح فاقد املفعول بعد ستني‬
‫‪ 60‬يوما من وضعه حتت تلرفه (‪ ، )3‬وبعد امللادقة عل املخطط تلبح اأرض الفةاحية الوقفية ضمن احمليط‬
‫العمراين وتدمج فيه م‪ ,‬احملافظة عل طبيعتها الفةاحية‪.‬‬

‫وهو املعيار املنلوص عليه مبوجب املنشور الوزاري (‪ )4‬اللادر عن وزير الفةاحة والتنمية الريفية‪ ،‬واملوجه‬
‫إىل السادة الو اة‪ ،‬وذلك بضرورة احملافظة عل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي حىت وإن كانت مدجمة يف قطاعات‬
‫(‪)5‬‬
‫التعمري للمخططات التوجيهية للتهيئة والتعمري امللادق عليها‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬تغيري وجهة الوقف‪:‬‬


‫عل أنه "يصح تغيري وجهة امللك الوقفي إىل‬ ‫كما نلت املـادة ‪ 26‬مكــرر ‪ 04‬مــن قانون اأوقا‬
‫ما هو أصلح لـه و للمسـتحقني مامل مينع ذلك شرط من شروط الواقف‪ ،‬و يف حالة وجود مـانع يلجـأ إىل‬
‫القاضـي الـذي يصـدر حكمـا يراعي مصـلحة الوقـف و املوقوف عليهم‪ ،‬وفقـا لألحكـام و اإلجـراءات‬
‫(‪)6‬‬
‫املنصوص عليها يف القانون‪".‬‬

‫(‪ )1‬املادة ‪ ،12‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.981‬‬


‫(‪ )2‬املادة ‪ ،13‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.981‬‬
‫(‪ )3‬املادة ‪ 36‬الفقرة اأخرية من القانون ‪ ،25-90‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.1656‬‬
‫(‪ )4‬املنشور الوزاري رقم ‪ 553‬اللادر عن وزير الفةاحة و التنمية الريفية يف ‪ 11‬نوفمرب ‪ ،2009‬و املوجه إىل السيدة و السادة الو اة‪،‬‬
‫بشأن حتواي أو إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية استعماهلا كأوعية عقارية اجناز مشاري‪ ,‬التجهيزات التنموية‪.‬‬
‫(‪ )5‬سعدان رطيبة‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.831‬‬
‫(‪ )6‬املادة ‪ 26‬مكرر ‪ 04‬من القانون ‪ ،10-91‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫املرسو التنفيذي ‪ 213-18‬املؤرخ يف ‪ 2018/08/20‬املتضمن حتديد رروط و كيفيات استغةال العقارات الوقفية املوجهة اجناز‬
‫املشاري‪ ,‬استثمارية‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪.52‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪15‬‬

‫الوقف ينقسم إىل نوعني‪ ،‬وقف عا ووقف خاص‪ ،‬ونظرا لكون كل نوع خيتلف عن آخر من حيث‬
‫اإلدارة والتسيري‪ ،‬سنتناول تغيري وجهة الوقف العا مث تغيري وجهة الوقف اخلاص‪.‬‬

‫أوال‪ -‬تغيري وجهة الوقف العام‪:‬‬

‫مفهوم الوقف العام‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫عرفه وهبة الزحيلي بقوله‪ (:‬أما الوقف اخلريي‪ :‬فهو الذي يوقف يف أول األمر على جهة خريية‪،‬‬
‫ولو ملدة معينة‪ ،‬يكون بعدها وقفا على شخص معني أو أشخاص معينني‪ .‬كأن يقف أرضه على مستشفى‬
‫(‪)1‬‬
‫أو مدرسة‪ ،‬مث بعد ذلك على نفسه وأوالده)‪.‬‬

‫أما املشرع عرفه بقوله‪ ( :‬الوقف العام هو ما حبس على جهات خريية من وقت إنشائه ‪ ،‬وخيصص‬
‫ريعه للمسامهة يف سبل اخلريات‪ ،‬وهو قسمان‪ :‬قسم حيدد فيه مصرف معني الريعه‪ ،‬فال يصح صرفه على‬
‫غريه من وجوه اخلري إال إذا استنفذ‪ ،‬وقسم ال يعرف فيه وجه اخلري الذي أراده الواقف فيسمى وقفا عاما‬
‫(‪)2‬‬
‫غري حمدد اجلهة ويصرف ريعه يف نشر العلم وتشجيع البحث فيه ويف سبل اخلريات)‪.‬‬

‫ب‪ -‬طلب تغيري وجهة الوقف العام‪:‬‬

‫تنص املادة ‪ 12‬من املرسو التنفيذي ‪ ،)3( 381-98‬عل أنه تسند رعاية التسيري املبارر للملك الوقفي‬
‫إىل انظر امللك الوقفي يف إطار أحكا قانون اأوقا ‪ ،‬ويراقبه يف ذلك وكيل اأوقا عل صعيد مقاطعته‬
‫حتت إررا انظر الشؤون الدينية حسب نص املادة ‪ 11‬من نفس املرسو ‪.‬‬

‫‪.151‬‬ ‫(‪ )1‬وهبة الزحيلي‪ ،‬موسوعة الفقـه اإلسـةامي والقضـااي املعاصـرة‪ ،‬دار الفكـر العربـي‪ ،‬دمشق ‪ ،‬اجلزء التاس‪، 2010 ،,‬ص‬
‫‪ -‬أيضا يعترب من األمالك العامة األمالك اليت اشرتاها أشخاص طبيعيون أو معنويون ابمسهم الشخصي لفائدة الوقف‪ ،‬واألمالك‬
‫اليت وقفت بعد أن اشرتيت أبموال مجاعة من احملسنني‪ ،‬األمالك اليت وقع اإلكتتاب عليها يف وسط هذه اجلماعة‪ ،‬أنظر زريقي‬
‫أمينة‪،‬بن عزوز فتيحة‪،‬رروط و صيغ استغةال العقارات الوقفية العامة املوجه اجناز مشاري‪ ,‬استثمارية‪ ،‬جملة نومريوس اأكادميية‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،02‬ع ‪ ،2021/06/01 ،02‬ص‪.63 ،‬‬
‫(‪ )2‬املادة ‪ 06‬الفقرة ‪ 01‬من القانون ‪ ،10-91‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.690‬‬
‫(‪ )3‬املادة ‪ 12‬من املرسو التنفيذي ‪ 381-98‬املؤرخ يف ‪ 01‬ديسمرب ‪ 1998‬احملدد لشروط إدارة اأمةاك الوقفية وتسيريها ومحايتها‬
‫وكيفيات ذلك‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪ ،90‬ص ‪.17‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪16‬‬

‫ومن مها انظر اأوقا املنلوص عليها يف املادة ‪ 13‬من املرسو السابق يف الفقرة ‪ 06‬منه‪ ،‬هو السهر‬
‫عل محاية امللك الوقفي واأراضي الفةاحية واستلةاحها وزراعتها‪ ،‬وفقا أحكا املادة ‪ 45‬من قانون‬
‫اأوقا ‪.‬‬

‫إ ا أنه بعد إدماج اأراضي الفةاحية الوقفية ضمن احمليط العمراين‪ ،‬قد تفقد اأرض الفةاحية منفعتها‬
‫أو تقل عن ما كانت عليه م‪ ,‬عد إمكانية إصةاحها ‪ ،‬هنا ميكن لناظر الوقف حسب املادة ‪ 26‬مكرر ‪04‬‬
‫من قانون اأوقا ‪ ،‬تغيري وجهة امللك الوقفي إىل ما هو أصلح له وللمستحقني‪ ،‬مامل مين‪ ,‬ذلك ررط من‬
‫رروط الواقف‪ ،‬ويف حالة وجود مان‪ ,‬يلجأ إىل القاضي الذي يلدر حكما يراعي فيه مللحة الوقف واملوقو‬
‫عليهم‪ ،‬وفقا أحكا واإلجراءات املنلوص عليها يف القانون‪.‬‬

‫وابلتايل ميكن لناظر الوقف تغيري وجهة اأرض الفةاحية الوقفية إذا كان هذا التغيري فيه مللحة لألرض‬
‫الفةاحية وللمستحقني هلا‪ ،‬ويف حالة وجود ررط من الواقف مينعه القيا بذلك‪ ،‬كأن يشرتط استغةال اأرض‬
‫عن طريق زراعتها‪ ،‬هنا جيب عل انظر الوقف اللجوء إىل القضاء إللغاء هذا الشرط‪ ،‬ويقو القاضي إبصدار‬
‫حكم بشأن تغيري وجهة اأرض الفةاحية من عدمه‪ ،‬مراعيا يف ذلك مللحة كل من املوقو عليهم واأرض‬
‫الفةاحية الوقفية‪.‬‬

‫ويف حالة قبول الطلب وصدور حكم بشأن تغيري وجهة اأرض الفةاحية‪ ،‬يكون الناظر الوقف استغةال‬
‫واستثمار اأرض الوقفية وذلك بطرق استثمار الوقف احلضري املنلوص عليها يف قانون اأوقا سواء عن‬
‫(‪)1‬‬
‫طريق تعمريها وبناء مسجد أو حمةات جتارية وقفية‪ ،‬وكذا إبرا عقود املقاولة واملرصد بشأهنا‪.‬‬

‫اثنيا‪ -‬تغيري وجهة الوقف اخلاص‪:‬‬


‫أ‪ -‬مفهوم الوقف اخلاص‪:‬‬

‫الوقف اأهلي أو الذري عرفه وهبة الزحيلي أبنه‪( :‬هو الذي يوقف يف ابتداء األمر على نفس‬
‫الواقف أو أي شخص أو أشخاص معينني‪ ،‬ولو جعل آخره جلهة خريية‪ : ،‬كأن يقف على نفسه‪ ،‬مث على‬
‫أوالده‪ ،‬مث بعدهم على جهة خريية) (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬سعدان رطيبة‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ص ‪.833-832‬‬


‫(‪ )2‬وهبة الزحيلي‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪17‬‬

‫أما املشرع فقد عرفه بقوله‪( :‬الوقف اخلاص وهو ما حيبسه الواقف على عقبه من الذكور واإلانث‬
‫أو على أشخاص معينني مث يؤول إىل اجلهة اليت يعينها الواقف بعد انقطاع املوقوف عليهم) (‪.)1‬‬

‫ب‪ -‬طلب تغيري وجهة الوقف اخلاص‪:‬‬

‫حسب نص املادة ‪ 14‬من املرسو التنفيذي رقم ‪ ،381-98‬ميارس الناظر املعتمد‪ ،‬لرعاية امللك الوقفي‬
‫اخلاص‪ ،‬مهامه حسب رروط الواقف طبقا أحكا هذا املرسو ‪ ،‬ويعترب مسؤو ا أما املوقو عليه والواقف إن‬
‫اررتط ذلك‪ ،‬وكذا أما السلطة املكلفة ابأوقا ‪.‬‬

‫وتقو السلطة املكلفة ابأوقا (‪ )2‬حسب املادة ‪ 15‬من نفس املرسو ‪ ،‬ابستخةا أو اعتماد انظر‬
‫للملك الوقفي أو مبن يقرتح توكيله إذا تعذر عل انظر الوقف ممارسة مهامه بلفة دائمة أو مؤقتة‪ ،‬حىت تتوفر‬
‫إمكانية استئنا ممارسة مهامه‪.‬‬

‫وحسب املادة ‪ 26‬مكرر ‪ 04‬من قانون اأوقا السابقة الذكر‪ ،‬ميكن لناظر الوقف اخلاص تغيري وجهة‬
‫اأرض الفةاحية الوقفية إىل أرض عمرانية وقفية‪ ،‬إذا كان هذا التغيري فيه مللحة للموقو عليهم ولألرض‬
‫الفةاحية اليت فقدت منفعتها‪ ،‬والقيا ببناء عقار وقفي أو حما ات جتارية وقفية يكون نفعها أكرب وهلا إيرادات‬
‫وري‪ ,‬أكثر‪ ،‬وأما يف حالة وجود ررط من الواقف مين‪ ,‬املوقو عليهم من القيا بذلك‪ ،‬هنا جيب عل انظر‬
‫الوقف اللجوء إىل القضاء إللغاء هذا الشرط وذلك بلفته ممثل ووكيل عن املوقو عليهم‪ ،‬ويقو القاضي‬
‫إبصدار حكم بشأن تغيري وجهة اأرض الفةاحية إىل أرض عمرانية‪ ،‬ويراعي يف ذلك مللحة كل من املوقو‬
‫(‪)3‬‬
‫عليهم واأرض الفةاحية الوقفية‪.‬‬

‫(‪ )1‬املادة ‪ 06‬الفقرة ‪ 02‬من القانون ‪ ،10-91‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪690‬‬


‫(‪ )2‬ختتص السلطة املكلفة ابأوقا ‪ ،‬ممثلة يف وزير الشؤون الدينية و اأوقا ‪ ،‬بعملية مباررة اإلجراءات ذات الللة ابستغةال‬
‫العقارات الوقفية املوجهة إلجناز مشاري‪ ,‬استثمارية‪ ،‬و تضم هذه السلطة جمموعة من اهليئات و املديرايت تشر عل إدارة اأوقا اضافة إىل‬
‫مجلة من اللةاحيات املتعلقة ابلتسيري املايل و الدور الرقايب‪ ،‬زريقي أمينة‪،‬بن عزوز فتيحة‪،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫(‪ )3‬سعدان رطيبة‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.834‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪18‬‬

‫وعليه ميكن أن نستخلص مما سبق أعةاه النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬أن عملية اإلدماج هذه ختص فقط اأراضي الفةاحية الوقفية اجملاورة للتجمعات السكنية‪،‬‬
‫‪ ‬أن عملية اإلدماج تكون يف إطار قانون التهيئة والتعمري وابلضبط مبوجب أدوات التهيئة والتعمري‬
‫املتمثلة يف املخطط التوجيهي للتهيئة و التعمري و خمطط رغل اأراضي‪،‬‬
‫‪ ‬أن عملية اإلدماج هذه ختتلف عن إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية و حتويلها ذلك أن الغرض‬
‫من اأوىل ليست ادماجها ضمن احمليط العمراين فقط بل يتعدى إىل استغةاهلا خارج وجهتها إلجناز‬
‫املشاري‪ ,‬العمومية عكس اآللية الثانية‪ ،‬و عليه تدمج اأراضي الفةاحية الوقفية ضمن خمططات التهيئة‬
‫والتعمري للمنطقة اليت تتبعها ضمن املناطق غري القابلة للتعمري‪،‬‬
‫‪ ‬أن عملية اإلدماج ا تؤدي ابلضرورة إىل تغيري الوجهة الفةاحية لألرض املوقوفة ابعتبار أن‬
‫الوقف تنظمه اررتاطات الواقف ومقاصد الشريعة اإلسةامية م‪ ,‬حظر كل التلرفات يف أصل امللك‬
‫(‪)1‬‬
‫الوقفي ‪ ،‬إ ا يف احلا ات القانونية اليت نص عليها القانون كحالة التعويض أو استبدال امللك الوقفي‪.‬‬
‫‪ ‬و ميكن القول أن وقت تغيري وجهة الوقف غري مرتبط بعملية اإلدماج السابق ذكرها‪ ،‬وأنه ميكن‬
‫أن يتم تغيري وجهة الوقف يف مرحلة احقة عل إعداد املخططات العمرانية‪ ،‬كما ميكن تغيري الطبيعة‬
‫الفةاحية للوقف الفةاحي إذا كان هذا التغيري فيه مللحة لألرض الفةاحية وللمستحقني هلا‪.‬‬

‫(‪ )1‬سفيان سوامل‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ص‪.07-06‬‬


‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪19‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬اإلجراءات التنظيمية لتحويل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية‬


‫بعد التطرق للنظا القانوين الذي سطرته الدولة يف جمال السياسة العقارية‪ ،‬و عل وجه اخللوص يف‬
‫جمال اأراضي الفةاحية‪ ،‬نشري إىل أن النلوص القانونية املتعلقة بعملية حتويل و إلغاء تلنيف اأراضي‬
‫الفةاحية نلت يف مضموهنا عل أن حتدد إجراءات هاته العملية عن طريق التنظيم‪ ،‬و ابلفعل مل تتهاون‬
‫‪،313-03‬‬ ‫السلطات املعنية إبصدار التعليمات و املنارري و املراسيم اخلاصة بذلك‪ ،‬منها املرسو التنفيذي رقم‬
‫و تعليمات الوزير اأول حتت رقم ‪ 02 ،01‬و ‪ ،03‬اليت توضح و تبني الكيفيات الواجب اتباعها عند كل‬
‫(‪)1‬‬
‫عملية اسرتجاع أو اقتطاع أو إلغاء‪.‬‬

‫و عليه سنلقي الضوء يف هذا املبحث بداية عل إجراءات إسرتجاع و إقتطاع اأراضي الفةاحية قبل‬
‫صدور قانون التوجيه الفةاحي ( املطلب األول)‪ ،‬مبا أنه يعترب من املراج‪ ,‬اأساسية أي إطار تنظيمي خاص‬
‫ابلعملية‪ ،‬لننتقل بعده لعرض إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية بعد صدور قانون التوجيه‬
‫الفةاحي( ملطلب الثاين)‪.‬‬

‫(‪ )1‬سنوضح مجي‪ ,‬مراج‪ ,‬املرسو و التعليمات و ابلتفليل‪ -‬أنظر املبحث الثاين من الفلل اأول‪.‬ص ص ‪46-20‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪20‬‬

‫املطلب األول‪ :‬إجراءات اسرتجاع و اقتطاع األراضي الفالحية قبل صدور قانون التوجيه الفالحي‬
‫عل غرار قانون التوجيه العقاري تضمن القانون رقم ‪ 16-08‬املؤرخ يف ‪ 3‬أوت ‪ 2008‬املتضمن التوجيه‬
‫الفةاحي‪ ،‬ضوابط إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية‪ ،‬حيث تلت صدور هذا القانون عدة تعليمات ومنارري‬
‫وزارية‪.‬‬

‫وعليه حناول من خةال هذا املطلب تسليط الضوء عل املرحلة املعنية ابلدراسة‪ ،‬أ ا وهي الفرتة املمتدة‬
‫ما بني نشر القانون رقم ‪ 02-97‬املؤرخ يف ‪ 31‬ديسمرب ‪ ،1997‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ 1998‬إىل غاية‬
‫لنشر القانون رقم ‪ 16-08‬بتاريخ ‪ 10‬أوت ‪ ، 2008‬يف اجلريدة الرمسية‪.‬‬

‫و عليه سنتطرق اسرتجاع و إقتطاع اأراضي الفةاحية وفق ما جاءت به املادة ‪ 53‬من قانون املالية‬
‫لسنة ‪ ، )1(1998‬وكذا املرسو التنفيذي رقم ‪ ،)2(313-03‬و عليه سنبني اإلجراءات املتبعة من خةاهلا عرب‬
‫مرحلتني‪ ،‬اأوىل تتمثل يف إنشاء جلنة و ائية لدراسة امللفات ( الفرع ‪ )01‬و الثانية إبصدار قرار ا اسرتجاع من‬
‫قبل الوايل (الفرع ‪:)02‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اسرتجاع األراضي الفالحية طبقا الحكام املرسوم ‪.313/03‬‬


‫مثل ما مت اإلرارة له سابقا‪ ،‬توجهت السياسة العقارية للدولة من أجل توفري اأوعية العقارية إىل إلغاء‬
‫تلنيف اأراضي الفةاحية املوجهة إلجناز املشاري‪ ,‬التنموية‪ ،‬حيث مسيت هاته العملية ب ـ ـ "اإلسرتجاع"‪،‬‬
‫و الذي يكون عل املستوى احمللي‪ ،‬و ذلك وفق ما جاءت به املادة ‪ 53‬من قانون املالية لسنة ‪، )3(1998‬‬

‫(‪ )1‬املادة ‪ 53‬من قانون رقم ‪ 02-97‬املؤرخ يف ‪ 31‬ديسمرب ‪ 1997‬يتضن قانون املالية لسنة ‪ ، 1998‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪،89‬‬
‫ص ‪. 28‬‬
‫(‪ )2‬املرسو التنفيذي رقم ‪ 313-03‬مؤرخ يف ‪ 16‬سبتمرب ‪ ، 2003‬قحدد رروط وكيفيت اسرتجاع اأراضي الفةاحية التابعة لألمةاك‬
‫الوطنية املدجمة يف قطاع عمراين‪،‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪ 57‬مؤرخة يف ‪ 21‬سبتمرب ‪ ، 2003‬ص ص ‪.10-08 ،‬‬
‫(‪ )3‬املادة ‪ 53‬من قانون رقم ‪ 02-97‬املؤرخ يف ‪ 31‬ديسمرب ‪ 1997‬يتضن قانون املالية لسنة ‪ ، 1998‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪،89‬‬
‫ص ‪. 28‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪21‬‬

‫وكذا املرسو التنفيذي رقم ‪ ،)1(313-03‬و عليه سنبني اإلجراءات املتبعة من خةاهلا عرب مرحلتني‪ ،‬اأوىل‬
‫تتمثل يف إنشاء جلنة و ائية لدراسة امللفات و الثانية إبصدار قرار ا اسرتجاع من قبل الوايل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إنشاء جلنة والئية لدراسة امللفات‬

‫‪ .1‬إنشاء اللجنة الوالئية‬


‫لقد مت إنشاء مبوجب هذا املرسو جلنة و ائية يرتأسها الوايل مسيت بـ ـ " جلنة اسرتجاع األراضي الفالحية‬
‫التابعة لألمالك الوطنية" (‪ ()2‬أنظر امللحق رقم ‪ )02‬تضم خمتلف امللاحل‪ ،‬حيث حتدد تشكيلتها وفق املادة‬
‫‪ 03‬من املرسو التنفيذي ‪ 313 -03‬كما أييت ‪:‬‬

‫‪ -‬الوايل أو ممثله‪ ،‬رئيسا‪،‬‬


‫‪ -‬مدير امللاحل الفةاحية ابلو اية‪،‬‬
‫‪ -‬املدير الو ائي املكلف ابلتعمري‪،‬‬
‫‪ -‬مدير اأمةاك الوطنية ابلو اية‪،‬‬
‫‪ -‬املدير الو ائي املعين ابملشروع‪،‬‬
‫‪ -‬املدير الو ائي املكلف ابلتنظيم‪،‬‬
‫(‪.)3‬‬
‫‪ -‬رئيس اجمللس الشعيب البلدي املعين‬
‫(‪)4‬‬
‫و هاته اللجنة ميكن أن يكون هلا رأي حول عملية ا اسرتجاع‪.‬‬

‫(‪ )1‬املرسو التنفيذي رقم ‪ 313-03‬مؤرخ يف ‪ 16‬سبتمرب ‪ ، 2003‬قحدد رروط وكيفيت اسرتجاع اأراضي الفةاحية التابعة لألمةاك‬
‫الوطنية املدجمة يف قطاع عمراين‪،‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪ 57‬مؤرخة يف ‪ 21‬سبتمرب ‪ ، 2003‬ص ص ‪.10-08 ،‬‬
‫(‪ )2‬املديرية العامة لألمةاك الوطنية‪/ ،‬ي حتديد الشروط و كيفيات اسرتجاع اأراضي الفةاحية التابعة لألمةاك الوطنية املدجمة يف‬
‫القطاع العمراين‪ ،‬مراسلة‪ ،‬رقم ‪ ،003634‬بتاريخ ‪ 13‬جويلية ‪ ،2004‬ص ‪.01‬‬
‫(‪ )3‬املادة ‪ 03‬من املرسو التنفيذي رقم ‪ 313-03‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫(‪ )4‬املديرية العامة لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق ‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪22‬‬

‫‪ .2‬دراسة امللف‬
‫قبل التطرق إىل مرحلة دراسة امللف‪ ،‬نشري إىل أن املادة ‪ 02‬من املرسو التنفيذي ‪ 313-03‬قد اررتطت‬
‫عل اإلدارة التقنية املعنية ملفا يضم‪:‬‬

‫‪ ‬كيفية متويل املشروع‪،‬‬


‫‪ ‬خمطط يبني وضعية املشروع‪،‬‬
‫‪ ‬بطاقة تقنية حتدد طبيعة املشروع و أمهيته و موقعه‪.‬‬
‫‪ ‬لريسل أو يوجه امللف إىل الوايل املختص إقليميا الذي يرسله للجنة الو ائية املذكورة آنفا‪ ،‬من أجل‬
‫دراسته‪ )1(،‬فيمر امللف ابملراحل التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬من قبل اللجنة الوالئية‬

‫كلفت اللجنة الو ائية بعدة مها وفق املادة ‪ 04‬من نفس املرسو ‪ ،‬حيث تتمثل عل اخللوص بـ‪:‬‬

‫‪ ‬حتديد مدى مةاءمة إقامة املشروع ابلنسبة لتلنيف القطعة اأرضية‪،‬‬


‫‪ ‬التحقق من مدى مةاءمة املشروع م‪ ,‬أدوات التعمري املوافق عليها قانوان‪،‬‬
‫‪ ‬القيا بتحديد احلقوق و اأمةاك الواجب إسرتجاعها‪.‬‬
‫ليتم قبول أو رفض املشروع من قبل اللجنة يف أجل ا يتجاوز ‪ 15‬يوما‪ )2( ،‬و عليه سنعرض ما يرتتب‬
‫عنه وفق هاتني النقطتني‪:‬‬

‫أ ‪ 1 -‬حالة رفض املشروع من قبل اللجنة‬

‫يف حالة الرفض املشروع من قبل اللجنة‪ ،‬يتم مباررة إلغاء كل ما مت إعداده بشأن هذا املشروع (‪.)3‬‬

‫)‪ (1‬املادة ‪ 02‬من املرسو التنفيذي رقم ‪، 313-03‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫(‪ )70‬املادة ‪ 04‬من املرسو التنفيذي رقم ‪ ،313-03‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫(‪ )3‬املديرية العامة لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق ‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪23‬‬

‫أ ‪ 2 -‬حالة قبول امل شروع من قبل اللجنة‬


‫يف حالة قبول املشروع من قبل اللجنة‪ ،‬يقو الوايل ( رئيس اللجنة) بعرض امللف عل اجمللس الشعيب‬
‫الو ائي(‪.)1‬‬

‫ب‪ -‬م ن قبل اجمللس الشعيب الوالئي‬

‫بعدما يتم قبول املشروع من قبل اللجنة الو ائية‪ ،‬يقو الوايل بلفته رئيس اللجنة بعرض امللف عل‬
‫اجمللس الشعيب الو ائي للبت فيه‪ ،‬حيث أنه ينبغي عل هذا اجمللس إبداء رأيه بقبول أو رفض املشروع يف أجل‬
‫ ا يتعدى رهرا واحدا (‪ 30‬يوما) من اتريخ إخطار الوايل له (‪.)2‬‬

‫ب ‪ 1 -‬حالة رفض امللف من قبل اجمللس الشعيب الوالئي‪:‬‬

‫عند صدور قرار رفض امللف من قبل اجمللس الشعيب الو ائي‪ ،‬يتم إلغاء كل ما مت إعداده‪.‬‬

‫ب ‪ 2 -‬حالة قبول امللف من قبل اجمللس الشعيب الوالئي‪:‬‬

‫يكون قبول اجمللس الشعيب الو ائي امللف إببداء رأيه ابملوافقة و امللادقة عليه يف اأجل احملدد قانوان‬
‫(‪)3‬‬
‫و املذكور آنفا‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬إصدار قرار االسرتجاع من قبل الوايل‬


‫بناء عل ما تقد و إذا حظي املشروع ابلقبول من قبل كل من اللجنة الو ائية و كذا اجمللس الشعيب‬
‫الو ائي‪ ،‬يلدر الوايل قرار إسرتجاع اأرض الفةاحية املعنية للاحل الدولة إبقرتاح من املدير الو ائي للملاحل‬
‫الفةاحية‪ ،‬م‪ ,‬احرتا اإلجراءات املنلوص عليها يف املادة ‪ 05‬من نفس املرسو التنفيذي السالف الذكر‪ ،‬عند‬
‫إصدار قرار اإلسرتجاع‪ ،‬و املتمثلة يف‪:‬‬

‫(‪ )1‬املديرية العامة لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه ‪ ،‬ص ‪ ،02‬املرج‪ ,‬من املادة ‪ 04‬من املرسو التنفيذي رقم ‪.313-03‬‬
‫(‪ )2‬املديرية العامة لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه ‪ ،‬ص ‪02‬‬
‫)‪ (3‬املديرية العامة لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه ‪ ،‬ص ‪03‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪24‬‬

‫‪ ‬سعة القطعة اأرضية املسرتجعة و موقعها‪،‬‬


‫‪ ‬املشروع املقرر إجنازه عل سطحها‪،‬‬
‫‪ ‬مبلغ التعويض(‪ )1‬الذي حتدده إدارة اأمةاك الوطنية الذي ينبغي أن يتزامن حتديده وقت إصدار‬
‫القرار‪ ،‬و الذي يغطي كل الضرر الناجم‪،‬‬
‫‪ ‬كما ينبغي أن خيض‪ ,‬هذا القرار لشكليات الشهر العقاري‪ ،‬و أن يتضمن القرار فقرة تنص عل أنه‬
‫سيتم احتما ا خلم من املبلغ اإلمجايل للتعويض قيمة املبالغ غري املدفوعة لبنك الفةاحة و التنمية‬
‫الريفية ‪ BADR‬مقابل حتويل ملكية املباين و رراء اأغراس و كذا قيمة مؤخرات اأاتوة املتعلقة‬
‫(‪)2‬‬
‫مبنح حق اإلنتفاع‪.‬‬

‫إضافة هلذا ينبغي عل الوايل تبليغ قرار اإلسرتجاع إىل اإلدارة املعنية ابملشروع‪ ،‬و إىل أعضاء املستثمرة‬
‫املعنيني‪ ،‬و إىل مدير امللاحل الفةاحية‪ ،‬مدير التعمري‪ ،‬مدير اأمةاك الوطنية‪ ،‬و هذا اأخري ينبغي من خةال‬
‫(‪)3‬‬
‫امللاحل التابعة له التفحص اجليد حملتوى القرار لتفادي الوقوع يف أي خطأ‪.‬‬

‫زايدة عل هذا يكون أصحاب حق ا انتفاع الدائم وفق هذا القانون‪ ،‬مبناسبة عملية ا اسرتجاع احلق يف‬
‫ممارسة الشفعة إذا مت التنازل عن اأراضي املسرتجعة لفائدة اخلواص بغرض إجناز مشاري‪ ,‬استثمارية‪ ،‬كما كان‬
‫هلم احلق يف طلب ا اسرتداد الكلي إذا كانت عملية ا اسرتجاع تشمل جزء من أرض املستثمرة الفةاحية‪،‬‬
‫حبيث يقد طلب ا اسرتداد الكامل من طر أصحاب حق ا انتفاع الدائم أما الوايل ‪ ،‬خةال رهر من اتريخ‬
‫إرعارهم مبمارسة هذا احلق من طر مدير اأمةاك الوطنية‪ ،‬قبل إعداد ملاحله لعقد التنازل لفائدة املستثمرين‬
‫اخلواص‪ ،‬ويتعني عليهم يف حالة إبدائهم لرغبتهم يف ممارسة حق الشفعة‪ ،‬أن يتعهدوا إبجناز املشروع املقرر بنفس‬
‫(‪)4‬‬
‫الشروط واأركال‪ ،‬أما إذا مل يتم الرد من طرفهم فيعترب ذلك مبثابة ختل عن حقهم‪.‬‬

‫)‪ (1‬أنظر الفلل الثاين‪ -‬املبحث الثاين – املطلب اأول‪ -‬الفرع اأول ‪ ،‬ص ص ‪.60-49‬‬
‫)‪ (2‬املديرية العامة لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه ‪ ،‬ص ‪ ،03‬املرج‪ ,‬من املادة ‪ 05‬من املرسو التنفيذي رقم ‪ 313-03‬و املادة ‪ 53‬من قانون‬
‫املالية لسنة ‪.1998‬‬
‫)‪ (3‬املديرية العامة لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه ‪ ،‬ص ‪ ،04‬املرج‪ ,‬من املادة ‪ 06‬من املرسو التنفيذي رقم ‪ -03‬و ‪ 313‬و املادة ‪ 53‬من‬
‫قانون املالية لسنة ‪.1998‬‬
‫)‪(4‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪ 57‬و ص ‪.59‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪25‬‬

‫و تعقيبا عل ما سلف سرده‪ ،‬نشري إىل أن الرقابة عل عملية اسرتجاع اأراضي الفةاحية املدجمة ضمن‬
‫القطاع العمراين كانت رقابة ضيقة سواء من حيث ا اختلاص الذي كان منحلرا عل املستوى احمللي‬
‫أو من حيث اأعضاء املعنيون ابلعملية‪ ،‬مما قد ينتج عنه تساهةات يف املوافقة عل اسرتجاع اأراضي الفةاحية‬
‫من رأهنا املساس برصيد العقار الفةاحي من جهة وابملنتجني الفةاحني من جهة أخرى والتأثري سلبا عل‬
‫(‪)1‬‬
‫القاعدة اإلنتاجية الفةاحية وابلنتيجة عل اأمن الغذائي للبةاد‪.‬‬

‫كما يتبني بوضوح مما تقد ‪ ،‬أن اأرض الفةاحية املسرتجعة ميكن أن متنح للخواص بغرض جتسيد‬
‫مشاري‪ ,‬استثمارية عليها من بينها مشاري‪ ,‬اإلستثمار اللناعي‪ ،‬اأمر الذي يتناىف م‪ ,‬خمططات رغل اأراضي‬
‫واليت من املفروض أن توجه معظمها إىل املناطق املنشأة خليلا هلا‪ ،‬لذا كان من اأوىل أن تنجز عل‬
‫اأراضي املسرتجعة مشاري‪ ,‬البنية التحتية واملشاري‪ ,‬التنموية من سكنات وجتهيزات عمومية بدل منحها‬
‫للخواص ‪ ،‬كما قحسن بنا أن نذكر أن طلب ا اسرتداد الكلي لألرض هو أمر منطقي إذا كان اجلزء املتبقي‬
‫منها ا ميكن ا انتفاع به عل أكمل وجه‪ ،‬أنه سيؤثر ا حمالة عل اإلنتاج الفةاحي مثلما ينص عليه قانون‬
‫(‪)2‬‬
‫نزع امللكية للمنفعة العمومية ومتاريا والقانون اخلاص ابملساحات املرجعية لألراضي الفةاحية‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬اقتطاع األراضي الفالحية طبقا الحكام تعليمة رئيس احلكومة‬
‫‪15‬‬ ‫رقم‬
‫بعد التطرق لعملية ا اسرتجاع اليت تقتلر عل اأراضي املدجمة يف احمليط العمراين فقط‪ ،‬أصبحت‬
‫العملية فيما بعد تشمل اأراضي الفةاحية الواقعة خارج قطاعات التعمري‪ ،‬و ذلك إلجناز املشاري‪ ,‬العمومية‬
‫التنموية‪ ،‬و هذا بلدور تعليمة رئيس احلكومة رقم ‪()3( 15‬أنظر امللحق رقم ‪،)03‬حيث مسيت هاته العملية‬
‫ب ـ ـ "اإلقتطاع"‪ ،‬مما أدى إىل زايدة استنزا اأوعية العقارية الفةاحية‪ ،‬ابلرغم من أن هاته التعليمة اعرتفت من‬

‫)‪ (1‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.59‬‬


‫)‪ (2‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫(‪ )3‬تعليمة رئيس احلكومة رقم ‪ 15‬املؤرخة يف ‪ 06‬ديسمرب ‪ 2005‬املتعلقة ابقتطاع اأراضي الفةاحية من أجل إجناز املشاري‪,‬‬
‫التنموية‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪26‬‬

‫خةاهلا حبظر أي حتويل لألراضي الفةاحية عن طبيعتها حتت طائلة املتابعة القضائية‪ ،‬وأهنا تضمنت مربرات‬
‫اللجوء ‪-‬حتت املراقبة ‪ -‬إىل اقتطاع اأراضي الفةاحية بلفة استثنائية يف غياب بدائل أخرى‪ ،‬نظرا للحجم‬
‫اهلائل للمشاري‪ ,‬التنموية الواجب إجنازها ابإلضافة إىل ندرة اأوعية العقارية‪ ،‬حىت و لو كانت اأولوية تتجه‬
‫حنو اأراضي ذات القيمة اإلنتاجية املعدومة‪.)1( .‬‬

‫و ابلرغم من أن هاته التعليمة املذكوزة آنفا‪ ،‬قد حددت الضوابط واملربرات واإلجراءات الواجب اختاذها‬
‫بلدد عملية ا اقتطاع إ ا أن ما يةاحظ عليها أهنا فتحت آنذاك جما ا آخر لتقليص مساحة اأراضي الفةاحية‬
‫واملساس بواجب احلفاظ عليها‪ ،‬إذ من جهة جاءت خمالفة للمادة ‪ 53‬من قانون املالية لسنة ‪ 1998‬واملرسو‬
‫التنفيذي رقم ‪ 313-03‬السابق ذكرمها‪ ،‬كوهنا أوجدت طريقا آخر اقتطاع اأراضي الفةاحية وهو اللجوء إىل‬
‫اقتطاع اأراضي الواقعة خارج قطاعات التعمري‪ ،‬مما زاد يف اهلوة بينها وبني اإلطار القانوين السليم‪ ،‬كما أهنا‬
‫تناقضت معها‪ ،‬حيث أن هاته اأخرية أجازت منح اأراضي الفةاحية املدجمة يف القطاع العمراين للخواص يف‬
‫إطار ا استثمار بعد اسرتجاعها‪ ،‬أما التعليمة فأرجعت ‪ -‬يف نفس الوقت ‪ -‬اللجوء إىل اقتطاع اأراضي‬
‫الفةاحية الواقعة خارج قطاعات التعمري إىل غياب بدائل أخرى‪ ،‬واىل ذريعة ندرة اأوعية العقارية‪ ،‬نظرا حلجم‬
‫اهلائل للمشاري‪ ,‬التنموية العمومية املكثفة الواجب إجنازها‪ ،‬وهي مفارقة عجيبة حىت ولو كانت اأولوية تتجه‬
‫(‪.)2‬‬
‫حنو اأراضي الفةاحية ذات القيمة اإلنتاجية املعدومة‬

‫أما ابلنسبة لإلجراءات اليت جاءت هبا تعليمة رئيس احلكومة(‪ ،)3‬تتمثل يف النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تقدمي طلب ا اقتطاع من طر الدائرة الوزارية و الو ائية املعنيتني إىل الوزير املكلف ابلفةاحة‪،‬‬
‫‪ ‬انتقال جلنة تقنية وزارية إىل موق‪ ,‬اأرض الفةاحية املربجمة إلجناز املشروع‪ ،‬وتقدمي توصية هبذا‬
‫اخللوص‪ ،‬عل أن يقود هذه اللجنة ممثةا عن وزير الفةاحة و التنمية الريفية ‪ ،‬إذ ا ميكن‬
‫تقدمي التوصية يف غيابه‪،‬‬
‫‪ ‬مبجرد تقدمي التوصية املقررة من طر اللجنة التقنية‪ ،‬يتم اجتماع اللجنة الوزارية املشرتكة‬
‫للفلل يف الطلب‪.‬‬

‫)‪ (1‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬


‫(‪ )2‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫(‪ )3‬تعليمة رئيس احلكومة رقم ‪ ،15‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪27‬‬

‫ميكن القول أن هذه التعليمة مهدت لوض‪ ,‬جهاز عل املستوى املركزي مكلف ابلفلل يف اقتطاع‬
‫اأراضي الفةاحية إلجناز املشاري‪ ,‬العمومية التنموية‪ ،‬سواء كانت هذه اأراضي مدجمة ضمن قطاعات التعمري‬
‫أو تق‪ ,‬خارجها‪ ،‬علما أهنا مل تشرتط صدور مرسو عن اللجنة الوزارية املشرتكة يتضمن إلغاء تلنيف اأراضي‬
‫الفةاحية املعنية يف حالة قبوهلا للطلب‪ ،‬عل عكس ما تضمنته املادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ 16-08‬املذكورة‬
‫(‪)1‬‬
‫آنفا‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬إجراءات حتويل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية بعد صدور قانون التوجيه الفالحي‬
‫ذكران سابقا أن عملية اسرتجاع و اقتطاع اأراضي الفةاحية من أجل إجناز املشاري‪ ,‬اإلستثمارية‬
‫و املشاري‪ ,‬العمومية التنموية كانت ختض‪ ,‬أحكا املادة ‪ 53‬من قانون املالية لسنة ‪ ،1998‬و املرسو التنفيذي‬
‫‪ ،313-03‬و كذا تعليمة رئيس احلكومة رقم ‪ ،15‬إىل أن جاء قانون رقم ‪ 08-16‬املتضمن التوجيه الفةاحي‬
‫حيث حدد يف مادته ‪ 15‬كيفية إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية متوسطة و ضعيفة اخللوبة‪ ،‬ابإلضافة للمادة‬
‫‪ 36‬من قانون التوجيه العقاري اليت تبني هي اأخرى كيفية حتويل اأراضي الفةاحية اخللبة جدا و اخللبة‬
‫‪ -‬أنظر املبحث اأول‪ ، -‬زايدة عل ذلك أضافت املادة ‪ 91‬من قانون التوجيه الفةاحي‪ ،‬عل‬
‫(‪)2‬‬
‫أنه‪ (:‬تلغى مجيع األحكام املخالفة هلذا القانون)‪.‬‬

‫فيتضح لنا جليا أن العمل مبقتضيات املادة ‪ 53‬من قانون املالية لسنة ‪ 1998‬واملرسو التنفيذي‬
‫‪ 03-313‬املؤرخ يف ‪ 16‬سبتمرب ‪ 2003‬كجهازين اسرتجاع اأراضي الفةاحية املدجمة يف القطاع العمراين‬
‫(‪)3‬‬
‫أصبح غري معمول هبما‪.‬‬

‫كما تل صدور قانون التوجيه الفةاحي عدة تعليمات ومنارري وزارية‪ ،‬حتدد اأحكا الواجب إتباعها‬
‫يف عملية إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية و حتويلها‪ ،‬أبرزها و أمهها التعليمة رقم ‪ 01‬و ‪ ( 02‬الفرع ‪) 01‬‬
‫و ‪ ( 03‬الفرع ‪ )02‬اللادرة عل التوايل‪ ،‬و اليت سنبني من خةاهلا اإلجراءات الةازمة لتحويل اأراضي‬
‫الفةاحية‪.‬‬

‫(‪)1‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬


‫(‪ )2‬املادة ‪ 91‬من قانون ‪ 16-08‬املؤرخ يف ‪ 03‬أوت ‪ 2008‬و املتضمن التوجيه الفةاحي‪ ،‬ج ر ‪ ،‬العدد ‪ ،46‬ص ‪.15‬‬
‫(‪)3‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪28‬‬

‫الفرع األول‪ :‬طبقا ألحكام التعليمة رقم ‪ 01‬و ‪:02‬‬


‫بعد صدور قانون التوجيه الفةاحي‪ ،‬تبعه صدور عدة تعليمات و منارري وزارية كما ذكران سابقا ‪ ،‬لكن‬
‫قبل التطرق هلاته اأخرية و عرض ما جاء فيها‪ ،‬سنلقي الضوء حول ملري امللفات اليت متت دراستها يف الفرتة‬
‫السابقة للدور القانون ‪ 16-08‬أي يف إطار النظا القانوين القدمي و مل تكتمل إجراءات معاجلتها بسبب‬
‫صدوره‪.‬‬

‫ففي هذا اإلطار سلكت املديرية العامة لألمةاك الوطنية مسلكا حسنا من وجهة نظران يف وض‪ ,‬حلول‬
‫منطقية ملختلف وضعيات هذه امللفات مبوجب املذكرة رقم ‪ 2561‬املؤرخة يف ‪ 25‬ديسمرب ‪ ،2012‬و ذلك‬
‫(‪)1‬‬
‫عل النحو اآليت‪:‬‬

‫‪ -‬خبصوص امللفات اليت متت املوافقة عليها من طرف اللجنة التقنية الوالئية وصادق عليها اجمللس‬
‫الشعيب الوالئي قبل صدور القانون رقم ‪ 16-08‬املؤرخ يف ‪ 3‬غشت ‪ ،2008‬املتضن التوجيه الفالحي‪ ،‬ومل‬
‫يبق سوى اختاذ بشأهنا قرارات والئية وشهرها ابحملافظة العقارية‪ :‬أما هذه الوضعية يتعني عل إدارة أمةاك‬
‫الدولة إعداد مشاري‪ ,‬قرارات ا اسرتجاع عل سبيل التسوية إن مل يتم ذلك بعد وتقدميها للوايل لإلمضاء والقيا‬
‫بعدها بتسجيلها ورهرها‪ ،‬قلد مواصلة إهناء هذه العمليات ومتكني املستغلني الفةاحني من التعويض‪.‬‬

‫‪-‬خبصوص امللفات اليت متت املوافقة عليها من طرف اللجنة التقنية الوالئية ومت رفض املصادقة‬
‫عليها من طرف اجمللس الشعيب الوالئي قبل صدور قانون التوجيه الفالحي‪ :‬فإن عملة ا اسرتجاع مل حتدث‬
‫أثرها من الناحية القانونية وابلتًايل ا ميكن تكريسها بقرار و ائي أو متابعة دراستها من طر اجمللس الشعيب‬
‫الو ائي‪ ،‬وعليه فإن كل عملية إلغاء تلنيف لألراضي الفةاحية بعد صدور قانون التوجيه الفةاحي‪ ،‬ا ميكن هلا‬
‫أن تتم إ ا يف إطار تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 01‬املؤرخة يف ‪ 19‬أبريل ‪ 2010‬اآليت ذكرها‪.‬‬

‫أما خبلوص عمليات اسرتجاع اأراضي الفةاحية اليت متت املوافقة عليها من طر اللجنة الو ائية وحىت‬
‫امللادقة عليها من طر اجمللس الشعيب الو ائي‪،‬و ذلك بعد صدور القانون رقم ‪ ، 16-08‬ولكن مل يتم اختاذ‬

‫(‪)1‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.62‬‬


‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪29‬‬

‫بشأهنا قرارات و ائية أو مل يتم رهرها ابحملافظة العقارية‪ ،‬واليت مت جتميدها مبوجب تعليمة املديرية العامة لألمةاك‬
‫الوطنية رقم ‪ 12773‬املؤرخة يف ‪ 25‬ديسمرب ‪ 2012‬إىل حني الفلل من طر السلطة العليا يف املسألة املتعلقة‬
‫تطهري وضعيتها من أجل انطةاق‬ ‫بكيفيات إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية‪ ،‬فيجب إعطائها اأولوية هبد‬
‫املشاري‪ ,‬املربجمة فوق اأراضي الفةاحية املعنية و ارساهلا من طر امللاحل املعنية ابلتنسيق م‪ ,‬الو اة‪ ،‬إىل وزير‬
‫(‪)1‬‬
‫الفةاحة والتنمية الريفية بغرض عرضها عل اللجنة الوزارية املشرتكة لدراستها‪.‬‬

‫و من جانب آخر صدر املنشور الوزاري رقم ‪ 553‬املؤرخ ‪ 11‬نوفمرب ‪ ( 2009‬أنظر امللحق رقم ‪)04‬‬
‫من طر وزارة الفةاحة و التنمية االريفية الذي مفاده حتديد إجراءات حتويل أو إلغاء تلنيف اأراضي‬
‫الفةاحية استعماهلا كأوعية عقارية إلجناز مشاري‪ ,‬التجهيزات التنموية‪ ،‬معتمدا كمرج‪ ,‬يف ذلك عل املادة‬
‫‪ 36‬من القانون ‪ 25-90‬و املواد ‪ 14‬و ‪ 15‬من القانون رقم ‪.16-08‬‬

‫حيث أكد املنشور الوزاري عل ضرورة التطبيق اللار أحكا قانون التوجيه الفةاحي ا سيما املادة‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 15‬منه‪ ،‬حيث تضمن هذا املنشور العناصر التالية‪:‬‬

‫‪-1‬األحكام العامة‪ :‬أنه يتم إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية مبوجب القانون يف حالة اأراضي‬
‫الفةاحية اخللبة جدا أو خلبة و املرسو التنفيذي يف حالة اأراضي الفةاحية ذات اخللوبة املتوسطة‬
‫و الضعيفة‪ )3( ،‬و اإلرارة أن قدرات اأراضي الفةاحية‪ ،‬قد حددت مبوجب املواد ‪ 5‬إىل ‪ 9‬من القانون‬
‫‪.25-90‬‬

‫(‪ )1‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة أمةاك الوطنية‪ ،‬مديرية تثمني اأمةاك التابعة للدولة‪ ،‬اإلرسالية رقم ‪ 05556‬املتعلقة لتوفري العقار‬
‫القابل للتعمري من أجل توطني مشاري‪ ,‬السكن و التجهيزات العمومية‪ ،‬املؤرخة يف ‪ 05‬جوان ‪ ،2013‬املرج‪ ,‬تعليمة الوزير اأول رقم ‪،02‬‬
‫ص ‪.03‬‬
‫(‪ )2‬وزير الفةاحة و التنمية الريفية‪ ،‬املنشور الوزاري رقم ‪ 553‬املؤرخ ‪ 11‬نوفمرب ‪ 2009‬املتضمن إجراءات حتويل أو إلغاء تلنيف‬
‫اأراضي الفةاحية استعماهلا كأوعية عقارية إلجناز مشاري‪ ,‬التجهيزات التنموية‪ ،‬إىل السادة الو اة‪ ،‬ص ص‪.4-1 ،‬‬
‫(‪ )3‬أنظر الفلل اأول – املبحث اأول – املطلب اأول – الفرع اأول و الثاين‪ ،‬ص ص‪08-04 ،‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪30‬‬

‫‪-2‬كيفيات و شروط إلغاء تصنيف األراضي الفالحية املوجهة إلجناز التجهيزات‪:‬‬


‫‪ ‬إنشاء جلنة هلذا الغرض عل مستوى الو اية‪ ،‬و املشكلة من الوايل رئيسا و مدير اأمةاك‬
‫الوطنية‪ ،‬مدير امللاحل الفةاحية‪ ،‬حمافظ الغاابت‪ ،‬مدير التعمري و البناء‪ ،‬مدير الري‪ ،‬رئيس‬
‫الغرفة الفةاحية‪ ،‬رئيس اجمللي الشعيب البلدي املعين أعضاء‪.‬‬
‫‪ ‬تتكفل هذه اللجنة عل مستوى الو اية‪ ،‬بدراسة و تقييم طلبات إلغاء تلنيف أوعية عقارية‬
‫فةاحية و اليت قدمتها خمتلف القطاعات عل أساس معايري تقنية و إقتلادية تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -1‬معيار احلفاظ عل اأراضي الفةاحية‬
‫‪ -2‬معيار توجيه إجناز مشاري‪ ,‬التجهيزات حنو اأراضي غري الفةاحية‬

‫و إذا اقتض اأمر اللجوء إىل اأراضي الفةاحية‪ ،‬بعد استبعاد كل اإلمكاانت اأخرى‪ ،‬و بعد قيا‬
‫اللجنة اخلاصة بزايرهتا امليدانية و الذي يتوج مبحضر‪ ،‬يرسل الوايل إىل كل من الوزير املكلف ابلداخلية‬
‫و اجلماعات احمللية‪ ،‬و الوزير املكلف ابملالية و الوزير املكلف ابلفةاحة و التنمية الريفية و الوزير املعين ابملشروع‬
‫تقريرا يتضمن رأي اللجنة و مربرات ا اختيار املؤسس عل املعايري املذكورة سابقا و إلعتبارت أخرى تبدو‬
‫ضرورية‪ ،‬حيث يتضمن هذا اأخري‪:‬‬

‫‪ -1‬طلب القطاع املعين‪،‬‬


‫‪ -2‬حمضر اللجنة اخلاصة يؤكد غياب أراضي غري فةاحية عل مستوى املنطقة املعنية أو‬
‫ما جياورها‪،‬‬
‫‪ -3‬نتائج دراسات قدرات اأراضي املزم‪ ,‬إلغاء تلنيفها م‪ ,‬إدراج خرائط التعيني‬
‫و التحديد‪،‬‬
‫‪ -4‬خةاصة دراسات اجلدوى التقنية ا اقتلادية للمشروع‪ ،‬وئيقة إثبات املشروع‪.‬‬
‫‪ ‬يتم تنليب جلنة مركزية عل مستوى وزارة الفةاحة و التنمية الريفية مكونة ممثلي وزراة‬
‫الفةاحة و التنمية الريفية‪ ،‬وزارة املالية‪ ،‬الوزارة املعنية ابملشروع‪ ،‬تنضب مهامها يف اأكد من‬
‫إحرتا اإلجراءات و امللادقة عل التقرير املرسل من طر الو اايت و اإلعتماد‪ ،‬إذا ما‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪31‬‬

‫الزايرات امليدانية التكميليةن و تقو بتحيني املعلومات‬ ‫اقتضت احلاجة‪ ،‬عل‬


‫و اإلحلاءات ذات الللة ابلعملية‪.‬‬
‫‪ ‬و بعد امللادقة عل التقرير من طر اللجنة الوزارية‪ ،‬ليتوىل بعدها الوزير املعين ابملشروع‬
‫إرسال ملف إىل اأمانة العامة للحكومة يتكون من‪ :‬مشروع متهيدي لقانون إذا تعلق‬
‫اأمر أبراضي فةاحية خلبة جدا و خلبة أو مشروع مرسو إذا تعلق اأمر ابرض ذات‬
‫خلوبة متوسطة أو ضعيفة‪ ،‬تقرير اللجنة الو ائية‪ ،‬رأي اللجنة املركزية‬

‫و من مث يشري املنشور الوزاري عل عد حيازة اأرض إ ا بعد نشر النص املعين يف اجلريدة الرمسية‬
‫للجمهورية الدميقراطية اجلزائرية الشعبية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعليمة رقم ‪01‬‬


‫جاءت مراسلة وزبر الفةاحة و التنمية الريفية رقم ‪ 281‬املؤرخة يف ‪ 02‬نوفمرب ‪ )1(2008‬كنداء صريح‬
‫ملعاجلة وضعية إقتطاع اأراضي الفةاحية اليت قرعت انقوس اخلطر‪ ،‬ليكن هلا اأثر إىل جانب عوامل أخرى‬
‫– منها القانون رقم ‪ 16-08‬املتضمن التوجيه الفةاحي ا سيما املادة ‪ 15‬منه نظا قانوين غاية يف التعقيد من‬
‫أجل إلغاء تلنيف الألراضي الفةاحية حنو فئة اأراضي القابلة للتعمري وابلتايل اعترب قيدا عل احلكومة يف‬
‫تكملة الربانمج اخلماسي ‪ 2009-2005‬و كذا إجناز الربانمج اخلماسي اجلديد ‪ - 2014-2010‬يف إصدار‬
‫إلغاء تعليمة رئيس احلكومة رقم ‪15‬‬ ‫تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 01‬املؤرخة يف ‪ 19‬أبريل ‪ ، 2010‬و اليت مبوجبها مت‬
‫املؤرخة يف ‪ 06‬ديسمرب ‪ 2005‬صراحة و اليت كانت تنظم العملية إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية الواقعة خارج‬
‫(‪)2‬‬
‫قطاعات التعمري‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫و لإلرارة فقد صدرت تعليمة وزارية من طر الوزير املكلف ابلفةاحة حتمل رقم ‪ 244‬مؤرخة يف‬
‫أفريل ‪ 2010‬املوجهة للسيدة و السادة الو اة‪ ،‬تتضمن إلغاء أحكا تعليمته السابقة الذكر رقم ‪ ، 533‬حيث‬

‫(‪ )1‬أنظر الفلل الثاين – املبحث الثاين ‪ -‬املطلب الثاين‪ ،‬ص ‪.‬‬
‫(‪ )2‬الوزير اأول‪ ،‬التعليمة رقم ‪ 01‬املؤرخة يف ‪ 19‬أفريل ‪ 2010‬تتعلق ابقتطاع اأراضي الفةاحية كحاجيات أساسية مرتبطة إبجناز‬
‫مشاري‪ ,‬عمومية للتنمية‪ ،‬ص ص‪.2 ،1،‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪32‬‬

‫تؤكد عل أن إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية سيتم حتديده احقا مبوجب تعليمة تلدر عن الوزير اأول‪)1(،‬و‬
‫يف هذا اللدد تظهر لنا نقطة ابد من الوقو عندها تتمثل يف مضمون منشور وزير الفةاحة رقم ‪ 553‬و‬
‫رقم ‪553‬‬ ‫استجةاء موقف القانون مما جاء به املنشور رقم ‪ 244‬الذي سرعان ما ألغاه‪ ،‬فإن منشور وزير الفةاحة‬
‫املذكور آنفا يعكس حقيقة الوض‪ ,‬القانوين السليم حيث جاء مضمونه متماريا م‪ ,‬أحكا املادة ‪ 36‬من قانون‬
‫التوجيه العقاري واملادة ‪ 15‬من قانون التوجيه الفةاحي و مفلةا أكثر وابلتبعية فإن إلغاء تلنيف اأراضي‬
‫الفةاحية اخللبة جدا واخللبة يكون ‪-‬حسب هذا املنشور ‪-‬مبوجب قانون و إلغاء تلنيف اأراضي اأخرى‬
‫(‪)2‬‬
‫يكون مبوجب مرسو تنفيذي‪.‬‬

‫عل عكس املنشور رقم ‪ 244‬السابق الذكر فقد ألغ املنشور رقم ‪ 553‬حتت مربر أن املادة ‪ 15‬من‬
‫قانون التوجيه الفةاحي تشكل قيدا عل احلكومة يف تكملة براجمها املذكورة وأن إلغاء تلنيف اأراضي‬
‫الفةاحية سيتم وفقا لتعليمة يلدرها الوزير اأول احقا‪ ،‬وهو ما يشكل تعداي صارخا عل مبدأ تدرج‬
‫(‪)3‬‬
‫القوانني‪ ،‬فكيف ملنشور وزاري أو تعليمة أن ختالف أو ابأحرى جتمد العمل بنص قانوين ساري املفعول؟!‬

‫و تبعا ملا مت ذكره و تطبيقا أحكا التعليمة الوزارية رقم ‪ ،244‬صدرت التعليمة الوزارية رقم ‪ 01‬املؤرخة‬
‫يف ‪ 19‬أفريل ‪ ( 2010‬أنظر امللحق رقم ‪ )05‬تتعلق ابقتطاع اأراضي الفةاحية حلاجيات أساسية مرتبطة‬
‫إبجناز مشاري‪ ,‬عمومية للتنمية‪ ،‬فهي حتدد كيفيات إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية استغةاهلا أغراض البناء‪،‬‬
‫سواء كانت هذه اأراضي داخل احمليط العمراين أو خارجه‪ ،‬و ذلك يف انتظار التعديل ذي الللة الذي‬
‫(‪)4‬‬
‫سيدخل عل أحكا القانون ‪- 16-08‬و ابلتايل تعترب هذه املرحلة وفق التعليمة رقم ‪ 01‬مرحلة انتقالية‪،-‬‬
‫ابإلضافة إىل صدور تعليمات و منارري و مذكرات إدارية تستقي من أحكا هذه التعليمة اليت تعترب املرج‪,‬‬
‫اأساسي لعملية إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية بعد صدور قانون التوجيه الفةاحي‪ ،‬منها التعليمة الوزارية‬
‫املشرتكة رقم ‪ – 191‬سنتطرق هلا احقا‪. -‬‬

‫(‪ )1‬الوزير اأول‪ ،‬التعليمة ‪ ،01‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.2‬‬


‫(‪ )2‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪. 64‬‬
‫(‪ )3‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪. 64‬‬
‫(‪ )4‬الوزير اأول‪ ،‬التعليمة ‪ ،01‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪33‬‬

‫و عليه تتمثل الرتتيبات ا انتقالية اليت نلت عليها هاته التعليمة‪ ،‬بداية عل أن القاعدة العامة هو‬
‫احلظر القانوين عل أي حتويل لألراضي الفةاحية خارج عن طبيعتها اأصلية‪ ،‬إ ا إستثناء يف حالة الضرورة‬
‫احلتمية خلدمة التنمية الوطنية و بقرار من السلطات العمومية املؤهلة وفق هاته التعليمة‪ ،‬وكل مساس ابأراضي‬
‫الفةاحية خارج هذا اإلطار يعد انتهاكا للقانون و ملضامني هاته التعليمة‪ ،‬مما ينجر عنه املتابعة القضائية‪.‬‬
‫(‪)1‬هذا من انحية‪.‬‬

‫و من انحية أخرى‪ ،‬اأولوية عند إجناز الربامج العمومية للتنمية هي اللجوء إىل اأراضي القابلة للتعمري‪،‬‬
‫و إمكانية حتويل هاته الربامج إىل بلدايت أخرى عند توفر عل أراض قابلة للتعمري‪ ،‬و عند استحالة ذلك‪،‬‬
‫تكون اأولية يف حتويل املشروع إىل أراض زراعية ذات مردودية متوسطة و ضعيفة‪ ،‬أما اللجوء إىل إقتطاع‬
‫مساحة زراعية من أرض جد خلبة أو خلبة يعترب آخر احللول‪ ،‬حينما يكون اأمر ضروري يستلز تقدمي‬
‫(‪)2‬‬
‫طلب اإلقتطاع بعرض أسباب جد مفلل‪.‬‬

‫و قبل التطرق لإلجراءات اليت حددهتا التعليمة الواجب إتباعها عندما يكون من الضروري اقتطاع‬
‫مساحة زراعية ( ذات مردودية ضعيفة‪ ،‬متوسطة‪ ،‬جيدة أو عالية)‪ ،‬جيب أن ننوه عل مسألة جد مهمة و هي‬
‫من خةال هذه التعليمة إبمكانية اللجوء إىل اقتطاع اأراضي الفةاحية اخللبة جدا واخللبة‬ ‫أنه مت ا اعرتا‬
‫أو كما جاءت حتت مسم اأراضي ذات القدرات اجليدة وذات اجلودة العالية وفق نفس إجراءات اقتطاع‬
‫اأراضي املتوسطة والضعيفة اخللوبة عل النحو اآليت بيانه‪ ،‬ويف ذلك خمالفة صرقحة للمادة ‪ 36‬من قانون‬
‫التوجيه العقاري اليت أوجبت أن يتم ذلك مبوجب قانون‪ ،‬فإذا كانت هذه التعليمة قد جاءت برتتيبات مؤقتة‬
‫خبلوص إقتطاع اأراضي الفةاحية املتوسطة أو ضعيفة املردودية إىل غاية تعديل القانون رقم ‪ 16-08‬املتضمن‬
‫التوجيه الفةاحي‪ ،‬فما الذي يربر اللجوء إىل اقتطاع اأراضي اخللبة واخللبة جدا خمالفة للمادة ‪ 36‬من قانون‬

‫(‪)1‬الوزير اأول‪،‬التعليمة ‪ ،01‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.2‬‬


‫‪ -‬أكثر توضيح حول املتابعة القضائية‪ ،‬أنظر املطلب الثالث‪ :‬املسؤولية اجلزائية املرتتبة عن اإلجراءات غري القانونية لتحويل الطاب‪,‬‬
‫الفةاحي لألراضي الفةاحية‪ ،‬املبحث الثاين‪ ،‬الفلل الثاين‪ ،‬ص ‪ 80‬و ما يليها‪.‬‬
‫(‪)2‬الوزير اأول‪ ،‬التعليمة ‪،01‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪34‬‬

‫ستتوج بلدور مرسو تنفيذي يتضمن إلغاء‬ ‫التوجيه العقاري املعل واملتمم‪ ،‬أن العملية يف هناية املطا‬
‫(‪)1‬‬
‫تلنيف اأراضي الفةاحية وليس مبوجب قانون كما نلت عليه املادة ‪ 36‬أعةاه ؟‬

‫اخلفي يشري إىل أبعاد سياسية‬ ‫حيث ا ميكن أن يفسر ذلك ‪-‬من وجهة نظران ‪ -‬إ ا ابلقول أن اهلد‬
‫أكثر منها تنظيمية‪ ،‬فالذي دف‪ ,‬احلكومة آنذاك إىل هذا اإلجراء هو أن عملية إلغاء تلنيف اأراضي اخللبة‬
‫جدا واخللبة جيب أن تتم املوافقة عليها من طر الربملان بينما إلغاء تلنيفها مبوجب مرسو يتخذ يف جملس‬
‫(‪)2‬‬
‫الوزراء ا يستوجب مروره عل رقابة الربملان‪.‬‬

‫من خةال تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 01‬السابق ذكرها مت إنشاء جلنتني تعمل اللجنة اأوىل عل‬
‫املستوى احمللي وهي عبارة عن جلنة تقنية قطاعية مشرتكة عل مستوى الو اية يشر عليها ممثل الوزارة املكلفة‬
‫ابلفةاحة ويرافقها ممثل الوزير أو الوايل الذي يقد طلب ا اقتطاع‪ ،‬أما اللجنة الثانية فأنشئت عل املستوى‬
‫(‪)3‬‬
‫املركزي و هي جلنة وزارية مشرتكة يرتأسها الوزير اأول‪:‬‬

‫أوال‪-‬على املستوى احمللي‪ :‬وفقا للتعليمة رقم ‪ 01‬فإن اإلجراءات املقررة اقتطاع اأراضي الفةاحية‬
‫مهما كانت نوعية تربتها‪ ،‬تكون عل النحو اآليت‪:‬‬

‫‪ -1‬تقدمي طلب مربر من طر الدائرة الوزارية أو الو ائية املعنية إىل الوزير املكلف ابلفةاحة موضوعه‬
‫اقتطاع مساحة زراعية من أجل إجناز مشروع عمومي تنموي ما‪.‬‬

‫‪ -2‬تنتقل جلنة تقنية و ائية قطاعية إىل امليدان بغرض تقييم مدى قابلية طلب ا اقتطاع مقارنة بطبيعة‬
‫اأرض الفةاحية املستهدفة‪ ،‬ويف مهمتها هذه جيب عليها أن تراعي الضوابط واأولوايت وفق الرتتيب السابق‬
‫عرضه‪.‬‬

‫(‪ )1‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪. 66‬‬


‫(‪ )2‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪. 66‬‬
‫(‪ )3‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪. 71‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪35‬‬

‫‪-3‬بعد املعاينة امليدانية‪ ،‬تقو اللجنة التقنية إبعداد تقريرها و توصياهتا اليت تقدمها إىل السيد وزير‬
‫(‪)1‬‬
‫الفةاحة و التنمية الريفية‪.‬‬

‫اثنيا‪ -‬على املستوى املركزي‪ :‬حسب التعليمة رقم ‪ 01‬فإن التقرير و التوصية املتوصل إليها من طر‬
‫اللجنة التقنية القطاعية (الوالئية) يعرضان عل الوزير املكلف ابلفةاحة‪ ،‬و الذي بدوره يعرضها عل اللجنة‬
‫الوزارية املشرتكة املشكلة من‪ :‬الوزير األول رئيسا‪،‬وزير الداخلية‪ ،‬وزير املالية‪ ،‬وزير القطاع الذي قدم طلب‬
‫االقتطاع‪،‬الوزير املنتدب املكلف ابجلماعات احمللية‪،‬األمني العام للحكومة‪ ،‬كما يقو وزير الفةاحة خةال‬
‫أسبوع قبل موعد ا اجتماع بتوجيه التوصيات اليت عرضت عل اهليئة لدراستها و اختاذ قرار بشأهنا‪ ،‬إىل ديوان‬
‫الوزير اأول‪،‬و ابقي أعضاء اللجنة الوزارية املشرتكة‪ ،‬حتسبا أي انقطاع يف ا اجتماع‪ ،‬لتقو هاته اأخرية ابختاذ‬
‫(‪)2‬‬
‫إحدى القرارات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬قبول التوصية و ابلتايل قبول عملية اقتطاع اأراضي الفةاحية‪،‬‬


‫‪ ‬أتجيل القرار املتعلق ابلتوصية من أجل القيا بتحقيق ميداين جديد من قبل اللجنة التقنية إذا‬
‫اقتض اأمر ذلك‪،‬‬
‫‪ ‬الرفض النهائي للتوصية يف حالة ما إذا كانت غري مربرة بشكل كا ‪ ،‬و ا سيما إذا ما تعلق‬
‫اأمر أبراض فةاحية ذات مردودية متوسطة أو جيدة أو عالية‪.‬‬

‫يف حالة قبول اقتطاع اأراضي الفةاحية بناء عل التوصيات املقدمة تكون قابلة للتنفيذ فور تبليغها من‬
‫قبل الوزير اأول إىل الوزراء والو اة املعنيون‪ ،‬إلجراء التسوية البعدية لقرارات اللجنة الوزارية املشرتكة مبوجب‬
‫(‪)3‬‬
‫مرسو يتخذ يف جملس الوزراء‪.‬‬

‫أما ابلعودة للتعليمة الوزارية املشرتكة رقم ‪ )1(191‬تضمنت تقريبا نفس إجراءات التعليمة الوزارية‬
‫رقم ‪ 01‬مبا أهنا مرجعها اأساسي‪ ،‬ومت التنويه من خةاهلا إىل أن آليات التهيئة و التعمري املعمول هبا جيب أن‬

‫(‪)1‬الوزير اأول‪،‬التعليمة ‪ ،01‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.3‬‬


‫(‪)2‬الوزير اأول‪،‬التعليمة ‪ ،01‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫(‪ )3‬الوزير اأول ‪،‬التعليمة ‪ ،01‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪36‬‬

‫تشكل أرضية العمل املرجعية يف حتديد املواق‪ ,‬املناسبة إلقامة املشاري‪ ,‬املزم‪ ,‬إجنازها‪ ،‬و أن اللجوء استغةال‬
‫اأراضي ذات الطبيعة الفةاحية يكون بنفس الرتتيبات املذكورة يف التعليمة ‪ 01‬سابقا‪ ،‬و زايدة عل ذلك‬
‫(‪)2‬‬
‫حددت التعليمة الوزارية املشرتكة رقم ‪ 191‬مايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬إختيار الوعاء العقاري‪:‬‬

‫عل ضوء ماسبق فإن موضوع ا اقتطاع يتم بناء عل حمضر موق‪ ,‬من طر أعضاء اللجنة الو ائية‬
‫املكلفة ابختيار اأراضي‪ ،‬بعد تقدمي الطلب من طر القطاع املعين م‪ ,‬مراعاة الشروط التًالية‪:‬‬

‫‪ ‬القابلية ا اقتلادية لةاستغةال‪،‬‬


‫‪ ‬القرب املبارر من قطاع التعمري‪،‬‬
‫‪ ‬ا استغةال املثايل لألراضي عن طريق اللجوء إىل البناءات العلوية‪ ،‬تفاداي للتوس‪ ,‬عل حساب‬
‫مساحات إضافية‪،‬‬
‫‪ ‬توفر رروط القابلية للبناء فيما خيص سهولة الريط مبختلف الشبكات‪.‬‬

‫‪-2‬دراسة الطلب‪:‬‬

‫يكون حمل دراسة من قبل اللجنة الو ائية املشكلة هلذا الغرض‪ ،‬و اليت تتكون‪ :‬من الوايل أو ممثله رئيسا‪،‬‬
‫مدير امللاحل الفةاحية‪ ،‬مدير التعمري و البناء‪ ،‬مدير أمةاك الدولة‪ ،‬ممثل عن القطاع الذي قد املشروع‪.‬‬

‫‪ -‬ملف طلب اقتطاع الوعاء العقاري‪:‬‬

‫يف حالة ما إذا كان الوعاء العقاري املختار مبدئيا قابل للبناء‪ ،‬فإن اللجنة الو ائية تعد ملفا يتكون من‪:‬‬

‫(‪ )1‬وزير الداخلية و اجلماعات احمللية و وزير الفةاحة و التنمية الريفية‪ ،‬تعليمة وزارية مشرتكة رقم ‪ 191‬فيما خيص اقتطاع اأراضي‬
‫الفةاحية إلجناز التجهيزات العمومية‪ ،‬املؤرخة يف ‪ 29‬مارس ‪،2011‬املرج‪ :,‬تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 001‬يف ‪ 19‬أفريل ‪ 2010‬و إرسال‬
‫الوزير اأول رقم ‪ 174‬يف ‪ 28‬فيفري ‪.2011‬‬
‫(‪ )2‬وزير الداخلية و اجلماعات احمللية و وزير الفةاحة و التنمية الريفية‪ ،‬تعليمة وزارية مشرتكة رقم ‪ ،191‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ص‪.3-2 ،‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪37‬‬

‫‪ ‬طلب مسبب من القطاع املعين‪،‬‬


‫‪ ‬نسخة عن قرار املخطط التوجيهي للتهيئة و التعمري ملادق عليه‪،‬‬
‫‪ ‬قرار تسجيل املشروع‬
‫‪ ‬املرجعيات و املعايري املتعلقة بتحديد مساحة الوعاء الضرورية إلقامة املشروع‪،‬‬
‫‪ ‬حمضر إجتماع اللجنة الو ائية اختيار اأراضي الفةاحية‪(،‬أنظر امللحق رقم ‪)06‬‬
‫‪ ‬خمطط حتديد قطعة اأرض‪،‬‬
‫‪ ‬تقرير تقييمي عن امللكية أجل تعويض املستغلني‪،‬‬
‫‪ ‬عرض أسباب اللجوء إىل أراضي ذات جودة فةاحية حسنة أو عالية‪.‬‬

‫ترسل الو اية امللف إىل وزارة الفةاحة و التنمية الريفية‪ ،‬م‪ ,‬احرتا التعليمة رقم ‪ 01‬حيث تكلف اللجنة‬
‫احمللية بتقدمي اآلراء و التوصيات املتعلقة إبمكانية قبول الطلب‪.‬‬

‫‪ -3‬اختاذ قرار االقتطاع‪:‬‬

‫نفس ما جاءت به التعليمة رقم ‪ 01‬حيث يتم اختاذ قرارات احليازة لةاراضي الفةاحية املوجودة خارج‬
‫القطاع العمراين بعد إخطار من طر الوزير ا اول لقرارات اللجنة الوزارية املشرتكة و تبليغها للو اة‬
‫املعنيني‪،‬ابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬ا بد عل مديرية اأمةاك الوطنية عل مستوى الو اية املعنية أن تقو إبعداد عقد‬
‫تعديلي لعقد ا امتياز اأصلي‪ ،‬حيث تعدل فيه مساحة املستثمرة الفةاحية املعنية بعملية ا اقتطاع وختض‪,‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لإلرهار العقاري‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬التعليمة رقم ‪02‬‬


‫ونظرا استمرار بعض العراقيل والتباطؤ الذي صعب تنفيذ اإلجراءات التنظيمية املعتمدة يف اقتطاع‬
‫اأراضي الفةاحية التابعة للقطاع العا واملوجهة لتوطني السكنات والتجهيزات العمومية وأعاق إجناز خمتلف‬
‫املشاري‪ ,‬املسجلة بعنوان خمططات التنمية املختلفة‪ ،‬صدرت تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 12‬ماي‬

‫(‪ )1‬تعليمة وزارية مشرتكة رقم ‪ 191‬فيما خيص اقتطاع اأراضي الفةاحية إلجناز التجهيزات العمومية‪ ،‬املؤرخة يف ‪ 29‬مارس‬
‫‪،2011‬املرج‪ :,‬تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 01‬يف ‪ 19‬أفريل ‪ 2010‬و إرسال الوزير اأول رقم ‪ 174‬يف ‪ 28‬فيفري ‪ .2011‬الوزير اأول‪،‬‬
‫تتعلق ابقتطاع اأراضي الفةاحية كحاجيات أساسية مرتبطة إبجناز مشاري‪ ,‬عمومية للتنمية‪ ،‬ص ص‪.2 ،1،‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪38‬‬

‫‪( 2003‬أنظر امللحق رقم ‪ )07‬املتعلقة ابقتطاع اأراضي الفةاحية من أجل تلبية احلاجيات الضرورية املرتبطة‬
‫إبجناز مشاري‪ ,‬عمومية للتنمية‪ ،‬سواء كانت هذه اأراضي داخلة ضمن القطاعات القابلة للتعمري‬
‫(‪)1‬‬
‫أو تق‪ ,‬خارجها‪.‬‬

‫فقد جاءت هاته التعليمة رقم ‪ 02‬املكملة بتعليمة الوزير اأول رقم ‪ 187‬املؤرخة يف ‪ 20‬جوان‬
‫‪01‬‬ ‫‪()2(2013‬أنظر امللحق رقم ‪ )08‬إلضفاء تناسق عل الرتتيبات السالفة الذكر يف التعليمة رقم‬
‫يف آن واحد‪،‬‬ ‫و التعليمة الوزارية املشرتكة رقم ‪ ،191‬و ذلك إبدخال بعض التدابري املخففة اليت تستهد‬
‫ا استجابة حلاجيات إجناز مشاري‪ ,‬العمومية التنموية‪ ،‬م‪ ,‬ررط التقيد اللار ابحملافظة عل اأراضي الفةاحية‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫و ابلتايل سيتم اتباع نفس الرتتيبات السابقة الذكر يف هذا املوضوع‪ ،‬م‪ ,‬استكماهلا كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬خبصوص حمتوى امللف‪ :‬فإن هذا اأخري يلبح مقلورا عل الواثئق التالية‪ :‬طلب معلل من‬
‫القطاع أو الوايل املعين‪ ،‬احملضر النموذجي للجنة احمللية مزود قانوان ابملعلومات و مؤرر عليه‪ ،‬البطاقة التقنية‬
‫لقطعة اأرض املشفوعة برأي مديرية امللاحل الفةاحية‪ ،‬مقرر تفريد املشروع‪ ،‬و خمطط تعيني و رسم حدود‬
‫القطعة املعنية ابملشروع‪.‬‬

‫‪ -2‬ابلنسبة إلجناز مشاريع ذات ضرورة ملحة‪:‬‬

‫بلفة استثنائية و ملرة واحدة يف السنة‪ ،‬ميكن للو اة بعد احللول عل موافقة مديرايت امللاحل‬
‫الفةاحية و مديرايت املوارد املائية للو اية‪ ،‬إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية املوجهة إلجناز املشاري‪ ,‬ذات‬
‫الضرورة امللحة‪ ،‬املتمثلة حلرا يف‪:‬‬

‫‪ ‬مراكز للتحويل الكهرابئي (التوزي‪،),‬‬

‫(‪ )1‬الوزير اأول‪ ،‬اإلرسالية رقم ‪ 187‬املؤرخة يف ‪20‬جوان ‪ 2013‬تتعلق خبلوص العقار املتعلق ابلتجهيزات العمومية‪ ،‬املوجه لوزير‬
‫الداخلية و اجلماعات احمللية‪ ،‬وزير املالية‪ ،‬وزير الفةاحة و التنمية الريفية‪.‬‬
‫(‪ )2‬الوزير اأول‪ ،‬التعليمة رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 12‬ماي ‪ 2013‬تتعلق ابقتطاع اأراضي الفةاحية من أجل تلبية احلاجيات الضرورية‬
‫املرتبطة إبجناز مشاري‪ ,‬عمومية للتنمية‪ ،‬ص‪.01 ،‬‬
‫(‪ )3‬الوزير اأول‪ ،‬التعليمة رقم ‪ ، 02‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪39‬‬

‫‪ ‬حمطات لتوسي‪ ,‬نطاق الغاز ( التوزي‪،) ,‬‬


‫‪ ‬خزاانت وأبراج للمياه‪،‬‬
‫‪ ‬املؤسسات املدرسية‪،‬‬
‫‪ ‬املؤسسات اجلوارية لللحة العمومية‪.‬‬
‫م‪ ,‬التأكيد عل التقيد حبتمية احلفاظ عل اأراضي الفةاحية و صوهنا‪ ،‬ابإلضافة إىل ضرورة تنفيذ‬
‫إجراءات تكوين امللفات املشار إليها أعةاه‪ ،‬عل أن تكون حمل موافقة من قبل اللجنة الوزارية املشرتكة‪.‬‬

‫‪ -3‬ابلنسبة الختيار الوعاء العقاري‪:‬‬

‫حسب هذه التعليمة جيب أن يؤخذ يف احلسبان عند اختيار اأرض موضوع عملية ا اقتطاع ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬اجلدوى ا اقتلادية للمستثمرة الفةاحية املعنية ابلعملية‪،‬‬


‫‪ ‬اجلوار املبارر للقطاع القابل للتعمري‪،‬‬
‫‪ ‬رغله اأمثل عل أن يتم تفادي أي فائض يف املساحة‪،‬‬
‫‪ ‬رروط قابلية املوق‪ ,‬للبناء وجدواه من حيث إمكانية الوصول وإجناز ربكات خمتلفة‪.‬‬
‫إ ا أن اأراضي الفةاحية ذات القدرات الزراعية العالية‪ ،‬ا سيما املسقية أو القابلة للسقي و‪/‬أو تتضمن‬
‫مزروعات‪ ،‬مستثناة مبوجب هذه التعليمة من اختيارها كأرضية موجهة لتوطني املشاري‪ ,‬العمومية التنموية عليها‪،‬‬
‫و بذلك ا يعين عد وجوب تقييد للو اة بواجب احلفاظ عل اأراضي الفةاحية‪.‬‬

‫‪ -4‬خبصوص إلغاء تصنيف األراضي الفالحية و حيازهتا‪:‬‬


‫إن إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية للضرورة امللحة أصبح ممكنا للو اة اختاذ قرار بشأنه‪ ،‬و ذلك وفق ما‬
‫جاءت به التعليمة رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 12‬ماي ‪ 2013‬و التعليمة املكملة رقم ‪ 187‬اللادرة عن الوزير اأول‬
‫– اليت بدورها أكدت عل ضرورة تكريس نظا الرتخيص ا استثنائي املخول للو اة إلجناز بعض املشاري‪ ,‬ذات‬
‫الضرورة امللحة و التعجيل ابلتنفيذ الرتتيبات و التدابري املقررة يف التعليمة رقم ‪ ، -)1(02‬إذ تتم حيازة اأراضي‬
‫حمل ا اقتطاع بلدور قرار من الوايل إللغاء تلنيف اأراضي املعنية إبجناز املشاري‪ ,‬العمومية احملددة عل سبيل‬
‫احللر أعةاه م‪ ,‬القرار احملدد ملبلغ التعويض املوافق للحقوق العينية العقارية احملازة من طر املستغلني‬
‫الفةاحيني‪ ،‬وهذا ا يعين استبعاد تكوين ملف ا اقتطاع ومروره عل اللجنة الوزارية املشرتكة‪ ،‬بل ميكن إصدار‬

‫(‪)1‬الوزير اأول‪ ،‬اإلرسالية رقم ‪ ،187‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬


‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪40‬‬

‫القرار الو ائي املتضمن إلغاء التلنيف دون انتظار صدور املرسو التنفيذي‪ ،‬ذلك أن مثل هذه املشاري‪ ,‬تتعلق‬
‫بضرورايت احلياة ذات اأولوية‪ ،‬كاللحة‪ ،‬التعليم واملشرب‪...‬إخل‬

‫فور اختاذ قرار اإللغاء من طر الوايل املختص إقليميا‪ ،‬يقو مدير أمةاك الدولة إبعداد عقد إيداع القرار‬
‫(‪)1‬‬
‫املعين و خيضعه لشكليات الشهر العقاري‪.‬‬

‫تعقيبا عل ما تضمنته التعليمة رقم ‪ 02‬املذكورة أعةاه ‪،‬ميكن القول أهنا وان جاءت برتتيبات جديدة‬
‫للتوفيق بني ضرورة ا استجابة حلاجيات إجناز مشاري‪ ,‬املساكن واملرافق العمومية والشرط امللح للمحافظة‬
‫القلوى عل العقار الفةاحي ‪ ،‬فإهنا تبق مربرات ليس هلا أساس قانوين‪ ،‬فهي خمالفة للمادة ‪ 15‬من قانون‬
‫التوجيه الفةاحي اليت تشرتط صدور مرسو للعملية‪ ،‬ذلك أهنا أجازت للو اة إصدار قرارات إبلغاء تلنيف‬
‫اأراض الفةاحية قبل صدور املرسو ‪ ،‬حىت وإن كانت هذه التعليمة قد رخلت للو اة بذلك مرة واحدة يف‬
‫(‪)2‬‬
‫السنة وحلرت جمال ذلك يف مخسة مشاري‪.,‬‬

‫و نتيجة لعد إحرتا الرتتيبات و اإلجراءات سابقة الذكر ضمن احلدود املسطرة هلا‪ ،‬قا اأمني العا‬
‫لوزارة الداخلية و اجلماعات احمللية بناء عل تعليمات و أوامر الوزير اأول مبراسلة الو اة خبلوص اأراضي اليت‬
‫مت إقتطاعها‪ ،‬قبل أن تبت اللجنة الوزارية يف الطلبات اخلاصة هبا‪ ،‬مما يعترب خمالفا للتنظيمات املعمول هبا‬
‫و خلوصا التعليمة ‪ ،02‬و عليه أمرهم بعد أخذ أي أرض فةاحية قبل احللول الو اية املعنية عل املوافقة‬
‫(‪)3‬‬
‫اللرقحة للجنة‪.‬‬

‫كما أنه خةال اجتماع اللجنة الوزارية املشرتكة ليو ‪ 16‬سبتمرب ‪ ،2015‬ذكر الوزير اأول ببعض املبادئ‬
‫العامة اليت حتكم عملية إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية ويتعلق اأمر مبا يلي (‪:)4‬‬

‫(‪ )1‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة أمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫(‪)2‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪)3(Le secretaire géneral du ministere de l’interieur et des collectivites locales, lettre‬‬
‫‪aux walis, a/s distraction des terres agricoles, N° 431 delivrée le 19/04/2014‬‬
‫(‪ )4‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪41‬‬

‫‪ ‬أن تتم معاجلة امللفات يف ظل ا احرتا اللار لبنود تعليمته رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 12‬ماي‬
‫‪ ،2013‬وذلك اب امتناع عن إجناز أي مشاري‪ ,‬للتجهيزات العمومية عل أراض ذات قدرات‬
‫عالية أو مسقية أو قابلة لسقي أو مغروسة ابأرجار أو أراضي غابية‪،‬‬
‫‪ ‬أن ا تتم حيازة اأراضي املعتز إلغاء تلنيفها إ ا بعد ملادقة اللجنة الوزارية املشرتكة‪،‬‬
‫‪ ‬أن ا يتم اختيار أي أراض إلجناز مشاري‪ ,‬مل تتحلل عل التمويل‪،‬‬
‫‪ ‬العمل عل وجود حلول توافقية لطلبات ا اسرتجاع‪،‬‬
‫‪ ‬قيا امللاحل املكلفة ابلفةاحة بتحديد املناطق غري الفةاحية اليت ميكن أن تنجز فيها خمتلف‬
‫املشاري‪ ,‬والتجهيزات العمومية‪ ،‬وتلك اليت جيب أن ا تكون أبي حال من اأحوال معنية‬
‫اب اقتطاع (الغاابت واأراضي املسقية والبساتني)‪.‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬طبقا ألحكام التعليمة ‪:03‬‬


‫كان عل البةاد أن تتدارك التأخر املسجل يف املنشآت القاعدية واإلجنازات ا اجتماعية والثقافية املولدة‬
‫لربامج مكثفة لإلجنازات يف مجي‪ ,‬امليادين‪ ،‬اأمر الذي اقتض إىل إصدار التعليمتني سالفيت الذكر ‪ ،‬لكن‬
‫نتيجة لذلك أدى إىل تعبئة اأوعية العقارية الفةاحية‪ ،‬و تسجيل جتاوزات يف امليدان‪ ،‬إذ كانت هناك‬
‫مستثمرات فةاحية قيد النشاط حمل اقتطاعات بغري وجه حق و حىت اللجوء إىل تسخري القوة العمومية‬
‫حليازهتا‪ ،‬فكشفت حليلة معدة يف هذا الشأن عن استهةاك مفرط وغري مسبوق لألراضي الفةاحية‪ ،‬جراء‬
‫عمليات إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية املوجهة أغراض التعمري والتلني‪ ,‬عرب الو اايت‪ ،‬إذ يتم اللجوء إىل‬
‫احللول السهلة يف اقتطاع اأراضي الفةاحية واليت غالبا ما تكون عل حساب اأراضي اخللبة مبا فيها املسقية‬
‫واملغروسة ‪ ،‬يف حا ات الضرورة امللحة ا استثنائية اقتطاع اأراضي الفةاحية احملددة عل سبيل احللر يف‬
‫التعليمة رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 12‬ماي ‪ 2013‬املذكورة سلفا‪ ،‬مما استلز وض‪ ,‬حد هلذا الوض‪.,‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪42‬‬

‫حيث مت وض‪ ,‬اللبنة اأوىل لتغيري العمل ابلرتتيبات ا استثنائية اليت تضمنتها التعليمة رقم ‪ ،02‬و ذلك‬
‫بلدور املنشور الوزاري رقم ‪ 558‬عن وزارة الفةاحة والتنمية الريفية(‪()1‬أنظر امللحق رقم ‪ ،)09‬املتعلق حبماية‬
‫اأراضي الفةاحية‪ ،‬والذي جاء فيه أن احلماية واحلفاظ عل اأراضي الفةاحية تشكل أولوية لكل سياسة‬
‫إىل ترقية وتنمية اإلنتاج الفةاحي وأن كل عملة اقتطاع أرض فةاحية لغاية التعمري والتلني‪ ,‬جيب أن‬ ‫هتد‬
‫ختض‪ ,‬إىل قواعد صارمة و ا جيب أن تتم مستقبةا إ ا ابملوافقة املسبقة للملاحل املركزية لوزارة الفةاحة والتنمية‬
‫(‪)2‬‬
‫الريفية‪.‬‬

‫و مبوجب تعليمة صادرة عن وزارة الداخلية واجلماعات احمللية والتهيئة العمرانية حتت رقم ‪ 02‬املؤرخة يف‬
‫‪ 24‬ماي ‪( 2018‬أنظر امللحق رقم ‪ )10‬مت من‪ ,‬الو اة القيا أبي عملية حتويل للطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي‬
‫الفةاحية ا سيما أراضي املستثمرات الفةاحية اجلماعية والفردية‪ ،‬من أجل إجناز املشاري‪ ,‬العمومية عليها‬
‫كالربامج السكنية مبختلف صيغها أو أي جتهيزات عمومية أخرى خارج اإلطار القانوين هلذه العملية‪ ،‬بل جيب‬
‫أن تكون ضمن إطارها املرجعي املتمثل يف أدوات التهيئة والتعمري املعمول هبا‪ ،‬حتت طائلة املتابعة القضائية ضد‬
‫(‪)3‬‬
‫أي خمالف‪.‬‬

‫عل ما تقد يظهر جليا حلول خمالفات وخيمة للقانون‪ ،‬و الدليل عل ذلك ما صرحت به السلطات‬
‫فيما خيص التعدي اللارخ عل اأراضي الفةاحية‪ ،‬حيث مست عملية ا اقتطاع أراض فةاحية اتبعة‬
‫ملستثمرات مغروسة ومسقية دون وجه حق‪ ،‬كل ذلك يرج‪ ,‬إىل اخلروج عن اإلطار القانوين اللحيح الذي‬
‫يشكل املرج‪ ,‬اأساسي للعملية‪ ،‬مما يؤثر سلبا عل جهود املنتجني الفةاحيني والقاعدة اإلنتاجية الفةاحية‬
‫‪ 02‬املؤرخة يف ‪12‬‬ ‫وعل اأمن الغذائي للبةاد تبعا لذلك (‪،)4‬لذلك كان من املنطقي جتميد العمل ابلتعليمة رقم‬

‫(‪)1‬وزير الفةاحة و التنمية الريفية‪ ،‬منشور وزاري رقم ‪ 558‬و الذي خيص محاية اأراضي الفةاحية‪ ،‬املوجه إىل السادة الو اة‪ ،‬املؤرخ يف‬
‫‪ 03‬سبتمرب ‪.2014‬‬
‫(‪ )2‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫و للمزيد من التفليل حول محاية اأراضي الفةاحية‪ ،‬أنظر املطلب الثاين من املبحث من الفلل الثاين‪ ،‬ص‬
‫(‪ )3‬وزير الداخلية و اجلماعات احمللية و التهيئة العمرانية‪ ،‬تعليمة رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 24‬ماي ‪ 2018‬املتعلقة حبماية اأراضي‬
‫الفةاحية‪ ،‬املوجهة إىل السيدات و السادة الو اة‪.‬‬
‫(‪ )4‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪43‬‬

‫‪22‬‬ ‫ماي ‪ 2013‬مبوجب قرار اللجنة الوزارية املشرتكة (أنظر امللحق رقم ‪ )11‬خةال اجتماعها املنعقد يو‬
‫ماي ‪ -)1( 2018‬يعترب هذا القرار منوذجا حقيقي حول عملية إقتطاع اأراضي الفةاحية‪ ،-‬لتلدر بعدها‬
‫تعليمة الوزير اأول رقم ‪( 03‬أنظر امللحق رقم ‪ )12‬املؤرخة يف ‪ 27‬ماي ‪ 2018‬املعدلة واملتممة للتعليمتني‬
‫رقم ‪ 01‬املؤرخة يف ‪ 19‬أبريل ‪ 2010‬و رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 12‬ماي ‪ 2003‬املتعلقتني ابقتطاع اأراضي الفةاحية‬
‫لتلبية ا احتياجات الةازمة املرتبطة إبجناز املشاري‪ ,‬العمومية للتنمية (‪ ،)2‬واليت جاءت لتقومي الوض‪ ,‬عل حنو‬
‫يفرض إحرتا اأحكا ذات الللة ابلقانونني رقم ‪ 25-90‬و رقم ‪ 16-08‬و كذا احلفاظ عل اأراضي‬
‫(‪)3‬‬
‫الفةاحية‪.‬‬

‫جاءت التعليمة ‪ 03‬برتتيبات اآلتية لتعديل و إمتا تعليميت الوزير اأول رقم ‪ 01‬و ‪ 02‬سالفيت الذكر (‪:)4‬‬

‫‪ ‬قحظر يف كل الظرو ‪ ،‬اللجوء إىل إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية اخللبة جدا أو اخللبة‪،‬‬
‫‪ ‬قحظر أي إلغاء تلنيف أراضي املستثمرات الفةاحية الفردية و اجلماعية‪،‬و اي عملية تستهد‬
‫هاته اأخرية ابد ان تتم املوافقة عليه مسبقا عل مستوى اللجنة الوزارية املشرتكة املكلفة مبلف‬
‫اأراضي الفةاحية‪ ،‬و اليت تفلل يف املر بناء عل تقرير بعثة قطاعية مشرتكة للتقييم حتت‬
‫إررا الوزير املكلف ابلفةاحة أو ممثله املعني قانوان‪.‬‬
‫‪ ‬كل عملية اقتطاع أراضي فةاحية من اأمةاك اخلاصة للدولة غري اتبعة ملستثمرات فةاحية فردية‬
‫أو مجاعية‪ ،‬و غري اتبعة أيضا للنف اأراضي الفةاحية اخللبة جدا أو اخللبة‪ ،‬سيتم الشروع‬
‫يف عملية اقتطاعها من خةال التنقل امليداين للجنة و ائية قطاعية مشرتكة يرتأسها رخليا الوايل‬
‫مرفوقا مبمثلي اإلدارات املعنية‪ ،‬و منها ملاحل الوزارة املكلفة ابلفةاحة‪ ،‬ويتعيت أن تعد هذه‬

‫(‪ )1‬الوزير اأول‪،‬اللجنة الوزارية املشرتكة اقتطاع اأراضي الفةاحية املنعقدة يف ‪ 22‬ماي ‪ ،2018‬املوجهة عل السيدات و السادة‬
‫الوزراء‪،‬ص ‪.02‬‬
‫(‪ )2‬الوزير اأول‪ ،‬التعليمة رقم ‪ 03‬املؤرخة يف ‪ 27‬ماي ‪ 2018‬املعدلة واملتممة للتعليمتني رقم ‪ 01‬املؤرخة يف ‪ 19‬أفريل ‪2010‬‬
‫و رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 12‬ماي ‪ 2003‬املتعلقتني ابقتطاع اأراضي الفةاحية لتلبية ا احتياجات الةازمة املرتبطة إبجناز املشاري‪ ,‬العمومية للتنمية‪.‬‬
‫(‪ )3‬الوزير اأول‪،‬اللجنة الوزارية املشرتكة اقتطاع اأراضي الفةاحية املنعقدة يف ‪ 22‬ماي ‪ ،2018‬املوجهة عل السيدات و السادة‬
‫الوزراء‪،‬ص ‪.02‬‬
‫(‪ )4‬الوزير اأول‪ ،‬التعليمة رقم ‪ ،03‬املرج‪ ,‬السابق‪،‬ص ‪.02‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪44‬‬

‫اللجنة تقريرا مفلةا حول نوعية اأرض الفةاحية املعنية ابلعملية‪ ،‬عل أن يتم التوقي‪ ,‬عل هذا‬
‫التقرير من قبل الوايل الذي يلز مسؤولته يف هذا اجملال ابلظر إىل القانون‬
‫‪ ‬إن طلب ا اقتطاع والتقرير املعدان من طر اللجنة الو ائية القطاعية املشرتكة‪ ،‬جيب عرضهما‬
‫عل اللجنة الوزارية املشرتكة املكلفة ابقتطاع اأراضي الفةاحية‪ ،‬اليت تتداول بشأنه وتفلل فيه‬
‫ابلسلب أو ابإلجياب‪ ،‬حيث إذا فللت ابإلجياب لن تلبح مداولتها تنفيذية إ ا عندما يتخذ‬
‫املرسو ذو الللة يف جملس الوزراء‪.‬‬
‫‪ ‬ا ميكن عند ا اقتضاء‪ ،‬جتسيد اللجوء إىل التلريح ابملنفعة العمومية مبوجب مرسو ‪ ،‬إ ا عندما‬
‫يلبح املرسو املتضمن إقتطاع اأرض الفةاحية املعنية جمسدا‪.‬‬
‫‪ ‬قحظر كل إجراء آخر اقتطاع اأراضي الفةاحية مبوجب قرار وايل الو اية‪.‬‬

‫وتعقيبا عل هذه الرتتيبات اجلديدة ميكن القول أن تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 03‬املؤرخة يف ‪ 27‬ماي‬
‫‪ 2018‬جاءت متناقضة م‪ ,‬التعليمة اللادرة عن الوزير املكلف ابلداخلية واجلماعات احمللية والتهيئة العمرانية‬
‫رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 24‬ماي ‪ 2018‬املتعلقة حبماية اأراضي الفةاحية ويظهر وجه التناقض بينهما يف أنه من‪,‬‬
‫عل الو اة مبوجب تعليمة وزير الداخلية اقتطاع اأراضي الفةاحية خارج اإلطار املرجعي هلا‪ ،‬املتمثل يف أدوات‬
‫التهيئة والتعمري‪ ،‬يف حني مل تشرتط تعليمة الوزير اأول هذا الشرط‪ ،‬بل علقت عملية ا اقتطاع عل موافقة‬
‫(‪)1‬‬
‫اللجنة الوزارية املشرتكة وصدور املرسو التنفيذي الذي كرس تلك املوافقة‪.‬‬

‫و يةاحظ أنه مت الرجوع من خةال تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 03‬املذكورة إىل اأساس القانوين الذي تقو‬
‫عليه عملية إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية متوسطة اخللوبة وضعيفة اخللوبة‪ ،‬والذي يعزز هذا القول‬
‫اررتاطها أبن ا تتم عملية إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية إ ا بعد صدور املرسو عن جملس الوزراء‪ ،‬لكن‬
‫ابملقابل ا تزال خمالفة للمادة ‪ 36‬من قانون التوجيه العقاري خبلوص إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية اخللبة‬
‫(‪)2‬‬
‫جدا واخللبة‪ ،‬وميكن أن يرج‪ ,‬التمسك بذلك إىل نفس ا اعتبارات السابق ذكرها‪.‬‬

‫(‪ )1‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ص ‪.70-69‬‬


‫(‪ )2‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪45‬‬

‫كما أوجبت التعليمة رقم ‪ 03‬عل تقبل أصحاب املشاري‪ ,‬املسؤولون عن الربامج العمومية‪ ،‬إقامتها‬
‫(‪)1‬‬
‫حيث يتوفر الوعاء وفق املعايري املذكورة‪ ،‬زايدة عل التوجه إىل البناء العلوي لتقليص املساحات املطلوبة‪.‬‬

‫حيث بعد إمتا مجي‪ ,‬اإلجراءات السابقة و بعد صدور املراسيم التفيذية املتضمنة إلغاء تلنيف اأراضي‬
‫الفةاحية‪ ،‬و بعد تبليغهم من طر اإلدارة املركزية لألمةاك الوطنية‪ ،‬يق‪ ,‬عل عاتق مديري أمةاك الدولة ‪-‬كةا‬
‫ضمن اختلاصه اإلقليمي‪ -‬إعداد مشاري‪ ,‬قرارات تكرس هذه العملية وتقدمها إىل الو اة لإلمضاء‪ ،‬لتلدر‬
‫بعدها قرارات و ائية تتضن الرتخيص ابقتطاع اأراضي الفةاحية‪ ،‬بناء عل املراسيم التنفيذية اللادرة‪ ،‬عل أن‬
‫حتدد ضمن هذه القرارات قيمة التعويض املوافق للحقوق العينية العقارية احملازة من طر املستغلني الفةاحني‬
‫إذا كانت اأرض املعنية مستغلة فةاحيا‪ ،‬كما يتعني عل مديري أمةاك الدولة العمل عل تسجيل و رهر هذه‬
‫القرارات ابحملافظات العقارية املختلة إقليميا‪ ،‬وعل هذا اأساس يتم إلغاء العقود املمنوحة للمستغلني‬
‫الفةاحني و ابلتايل تلبح القرارات املشهرة هي الوثيقة اليت يتم عل أساسها تعويضهم من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫(‪)2‬‬
‫أخرى ستمكن القرارات املشهرة اجلهة صاحبة املشروع من استعمال اأراضي املقتطعة إلجناز مشروعها‪.‬‬

‫(‪)1‬الوزير اأول‪ ،‬التعليمة رقم ‪ ،03‬املرج‪ ,‬السابق‪،‬ص ‪.03‬‬


‫(‪ )2‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬إجراءات حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫‪46‬‬

‫خالصة الفصل‬
‫إن عملية إسرتجاع أو إقتطاع اأراضي الفةاحية و حتويلها ضرورة حتمية‪ ،‬أحلتها الظرو املختلفة‪،‬‬
‫ ا سيما الطلب اهلائل لألوعية العقارية إلجناز املشاري‪ ,‬العمومية التنموية‪ ،‬مما دف‪ ,‬املشرع إىل وض‪ ,‬جمموعة من‬
‫القوانني اليت تنظم هاته العملية ‪ ،‬أمهها قانون التوجيه العقاري ‪ ،25-90‬و قانون التوجيه الفةاحي ‪.16-08‬‬

‫فمن اجلانب القانوين‪ ،‬يتم حتويل الوجهة الفةاحية لألراضي الفةاحية اخللبة جدا و اخللبة وفق‬
‫القانون‪ ،‬حميلة كيفيات إلغاءها إىل التنظيم املعمول به ( املادة ‪ 36‬من ق‪.‬ت‪.‬ع) و إىل أدوات التهيئة‬
‫و التعمري‪ ،‬أما ابلنسبة لألراضي الفةاحية متوسطة اخللوبة أو الضعيفة فيتم حتويلها عن طريق إصدار مرسو‬
‫تنفيذي يتخذ يف جملس الوزراء ( املادة ‪ 15‬من ق‪.‬ت‪.‬ف)‪ ،‬كما يتم إدماج اأراضي الفةاحية الوقفية ضمن‬
‫املادة ‪ 26‬مكرر ‪03‬‬ ‫اأراضي العمرانية عن طريق أدوات التهيئة و التعمري يف إطار عمليات التخطيط العمراين(‬
‫من ق‪.‬أ) يف احمليط العمراين م‪ ,‬ررط احملافظة عل طبيعتها الفةاحية‪ ،‬أما تغيري وجهة امللك الوقفي تعترب عملية‬
‫مستقلة‪ ،‬إذ أن اأصل هو احملافظة عل طبيعة اأرض الفةاحية‪ ،‬و اإلستثناء متكني املوقو عليهم من تغيري‬
‫وجهة الوقف‪ ،‬الذي قلت منفعته أو انعدمت م‪ ,‬عد القدرة عل استلةاحه‪.‬‬

‫أما من اجلانب التنظيمي‪ ،‬فقد صدر املرسو التنفيذي ‪ 313-03‬و العديد من التعليمات منها تعليمة‬
‫الوزير اأول رقم ‪ 01‬و ‪ 02‬و ‪ 03‬و املنارري الوزارية منها املنشور رقم ‪ 553‬و‪ ، 558‬إ ا أن البعض منها ركل‬
‫انتهاكا صرقحا للقانون‪،‬و تربيرها يف ذلك الضرورة امللحة إلمتا الربامج التنموية و اللحاق ابآلجال احملددة‪ ،‬م‪,‬‬
‫حتقيق الربامج املستقبلية‪ ،‬و حاولت السلطات املختلة استدراك اإلنتهاك الواق‪ ,‬عل النلوص القانونية‪،‬‬
‫ابصدار نلوص تنظيمية تضمن تطبيق اأمثل للقانون هدفها التوفيق بني صون العقار الفةاحي من اإلقتطاع‬
‫العشوائي‪ ،‬و توفري اأوعية العقارية لسد احلاجيات ا استثمارية و التنموية يف آن واحد‪.‬‬

‫والشيء اجلدير ابملةاحظة أن تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 01‬جاءت فقط برتتيبات مؤقتة انتقالية إىل غاية‬
‫تعديل قانون التوجيه الفةاحي ‪ ،‬لكن أضحت يف الواق‪ ,‬تشكل مرجعا أساسيا إللغاء تلنيف اأراضي‬
‫الفةاحية فأدت مكاهنا وترسخت يف أذهان القانونني و املهتمني و تولدت لدى السلطات قناعة بتعديلها‬
‫و تتمتها عوض إصدار مرسو تنفيذي ينظم العملية‪.‬‬
‫الفصل الثاين‪:‬‬
‫آاثر حتويل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية و آليات محايتها‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪48‬‬

‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫أدى التوس‪ ,‬العمراين و التطور ا اقتلادي و اللناعي للبةاد عل زايدة الطلب عل اأوعية العقارية‪،‬‬
‫إ ا أن نقص توفرها‪ ،‬أدى ابلدولة إىل اللجوء إىل إقتطاع العقارات ذات الطاب‪ ,‬الفةاحي و توجيهها حنو إجناز‬
‫املشاري‪ ,‬التنموية العامة املختلفة‪ ،‬هذه السياسة جعلت من العقار الفةاحي عرضة للتهديد ‪ ،‬مما استدع من‬
‫املشرع إصدار العديد من النلوص القانونية و التنظيمية اليت تنظم و تقيد عملية اإلقتطاع بغية توفري آليات‬
‫احلماية الةازمة للحفاظ عل العقار الفةاحي‪ ،‬هذا من جهة ‪.‬‬

‫و من جهة أخرى ا تنتهي عملية اإلقتطاع اأراضي الفةاحية مبجرد توفري العقارات الةازمة إلنشاء‬
‫و إجناز مشاري‪ ,‬التنمية التابعة للقطاع العا بل ينتج عنها آاثر خمتلفة‪ ،‬البعض منها يكسب صاحب اأرض‬
‫املسرتجعة حقوقا‪ ،‬و البعض اآلخر يكسب الدولة سلطات عل هاته اأخرية‪.‬‬

‫و عليه سنحاول يف هذا الفلل‪ ،‬إلقاء الضوء عل اآلاثر املرتتبة عل حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي‬
‫الفةاحية (املبحث األول)‪ ،‬لنتناول فيما بعد اآلليات املختلفة اليت وفرهتا الدولة من أجل محاية اأراضي‬
‫الفةاحية‪( .‬املبحث الثاين)‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪49‬‬

‫املبحث األول‪ :‬آاثر حتويل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية‪.‬‬


‫تتمثل اآلاثر القانونية املرتتبة عن عملية اسرتجاع اأراضي الفةاحية التابعة لألمةاك الوطنية اخلاصة يف‬
‫حقوق املستثمر صاحب ا انتفاع الدائم أو ا امتياز( املطلب األول)‪ ،‬وكذا السلطات املمنوحة للدولة عل‬
‫هذه اأراضي املسرتجعة ( املطلب الثاين)‪.‬‬

‫املطلب االول‪:‬حقوق املستثمر صاحب االنتفاع الدائم املتميز عن عملية اإلسرتجاع‬


‫أقر املرسو التنفيذي رقم ‪ – 313-03‬املذكور أعةاه‪ -‬مبجموعة من احلقوق للمستثمر إثر عملية‬
‫اسرتجاع الدولة لألراضي التابعة هلا و املتمثلة يف احلق يف التعويض‪ ،‬احلق يف طلب النزع التا لألراضي الفةاحية‬
‫واحلق يف ممارسة حق الشفعة‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه يف الفرعني املوالني‪:‬‬

‫الفرع االول‪ :‬حق املستثمر يف التعويض عن األراضي الفالحية املسرتجعة‬

‫لقد تطرقت جل القوانني و التعليمات و املنارري املتعلقة بعملية اسرتجاع اأراضي الفةاحية عل ضرورة‬
‫تعويض صاحب اأرض املسرتجعة‪ ،‬لذا سنحاول عرض أمهها ابلتدريج‪.‬‬

‫لقد نلت املادة ‪ 37‬من قانون ‪ 25-90‬عل (‪ " :)01‬جيب أن يرتتب عن كل حتويل تعويض لفائدة‬
‫‪36‬‬ ‫الدولة و اجلماعات احمللية مقابل نقص القيمة الناجم عن هذا التحويل يف إطار تطبيق أحكام املادة‬
‫أعاله"‪ - ،‬و عليه تقو املسؤولية املوضوعية اليت من أركاهنا ‪ ،‬الفعل غري املشروع ‪ ،‬الضرر والعةاقة السببية ‪،‬‬
‫والضرر املقلود هنا هو النقص يف القيمة‪ ،‬و هذه املسؤولية قائمة عل نص قانوين ‪ ،‬إ ا أنه من جهة أخرى‬
‫فإن التحويل يف اأرض أصبح مشروعا من خةال النلوص السابقة ‪ ،‬فةا جمال عن التعويض أصةا‪ ،‬لكن هذا‬
‫التعويض مبين عل أساس اإلنقاص يف القيمة‪ ،-‬و فيما يتعلق بقيمة التعويض فإنه يتم حتديدها كما سنبني‬
‫ احقا‪.‬‬

‫(‪ )1‬املادة ‪ 37‬من القانون رقم ‪ ،25-90‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.1564‬‬


‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪50‬‬

‫كما نلت املادة ‪ 05‬من املرسو التنفيذي رقم ‪ 313-03‬عل أنه(‪ ":)01‬يصدر الوايل قرار اإلسرتجاع‬
‫األرض الفالحية املعنية لصاحل الدولة‪ ،‬يف ظل إحرتام اإلجراءات املذكورة أعاله‪.‬‬
‫جيب أن يبني قرار الوايل ما أييت‪:‬‬
‫‪ -‬سعة قطع األرض املسرتجعة و موقعها‪،‬‬
‫‪ -‬املشروع املقرر‪،‬‬
‫‪ -‬مبلغ التعويض الذي حتدده إدارة أمالك الوطنية و الذي يغطي كل الضرر الناجم‪،‬‬
‫خيضع هذا القرار لشكليات الشهر العقاري و يرتتب عليه إنقضاء مجيع احلقوق املمنوحة من‬
‫الدولة إىل املستثمر الفالحي"‬

‫حيث تب‪ ,‬املرسو صدور مراسلة رقم ‪ 003634‬املؤرخة يف ‪ 2004/07/13‬من وزارة املالية ممثلة يف املدير‬
‫العا لألمةاك الوطنية (‪ )2‬حتدد فيها الشروط و كيفيات ا اسرتجاع‪ ،‬مستنبطة ذلك من أحكا املادة ‪ 53‬من‬
‫قانون املالية ‪ 1998‬و املرسو التنفيذي املذكور آنفا‪ ،‬حيث تضمنت عناصر منها عنلر التعويض‪ ،‬حيث‬
‫قررت الرتتيبات التالية‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬فيما خيص كيفية حتديد قيمة التعويض مقابل إسرتجاع األرض‬

‫لقد نلت املادة ‪ 05‬من املرسو ‪ 313-03‬سالفة الذكر عل أن يستلز أن يغطي مبلغ التعويض احملدد‬
‫من طر ملاحل إدارة اأمةاك الوطنية كل الضرر الناجم من عملية اإلسرتجاع و ابلتايل فإنه يتعني أن يشمل‬
‫املنتجني الفةاحيني و كذا احتما ا قيمة‬ ‫التعويض قيمة حق اإلنتفاع كحق عيين عقاري حماز من طر‬
‫اإلستثمارات ( البناايت و اأغراس) املنجزة من طرفهم أو اليت اكتسبوها من الدولة‪ ،‬و عليه فإن الوعاء‬
‫(‪)3‬‬
‫العقاري يتم تقييمه على أساس أنه أرض فالحية و ليس أبرض صاحلة للبناء‪.‬‬

‫(‪ )1‬املادة ‪ 05‬من القانون رقم ‪ ،313-03‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬


‫(‪)2‬وزارة املالية‪ ،‬مدير العا لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫(‪ )3‬وزارة املالية‪ ،‬مدير العا لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪51‬‬

‫‪ -1‬يف حالة عدم وجود عقارات مبنية أو أغراس‪:‬‬


‫يف هذه احلالة يتعني تقييم فقط الوعاء العقاري كأرض فةاحية و حسب طرق التقييم التقليدية املطبقة‬
‫عل هذا النوع من اأراضي‪)1(،‬و عليه سنبني هاته الطرق بعرض القواعد التقنية لتقدير التعويض‪:‬‬

‫– القواعد التقنية لتقدير التعوي ض لأل راضي الفالحية ‪:‬‬

‫نص املرسو التنفيذي رقم ‪ 63-96‬يف املادة ‪ 02‬منه‪ ،‬عل أنه‪" :‬يعترب ذا طابع فالحي يف مفهوم هذا‬
‫املرسوم‪ ،‬كل نشاط يرتبط بسري دورة ذو منتوج نبايت أو حيواين أو تكاثره"‪ .‬وجاء يف املادة ‪ 03‬منه‪ ":‬يعترب‬
‫ذا طابع فالحي يف مفهوم هذا املرسوم‪ ،‬كل نشاط يستند إىل االستغالل‪ ،‬أو هو امتداد له‪ ،‬ال سيما خزن‬
‫املنتوجات النباتية أو احليوانية‪ ،‬وحتويلها وتسويقها وتوضيبها‪ ،‬عندما تتولد هذه املنتوجات من‬
‫(‪)2‬‬
‫االستغالل"‪.‬‬

‫ويف سبيل التنمية الفةاحية نص القانون رقم ‪ ،16-08‬املتعلق ابلتوجيه الفةاحي‪ ،‬عل أدوات التوجيه‬
‫العقاري يف املادة ‪ ،07‬وهي الرسم البياين للتوجيه العقاري و خمططات و برامج التنمية الفةاحية والريفية‬
‫و أدوات أتطري العقار الفةاحي‪ ،‬هذه اأدوات حتدد التوجهات املستقبلية للتنمية الفةاحية عل املستوى احمللي‬
‫و الوطين وتسمح بوض‪ ,‬بطاقيات وخمططات لألراضي الفةاحية‪ ،‬ونلت املادة ‪ 04‬عل أن هذه النشاطات‬
‫حتتفظ بطابعها الفةاحي‪ ،‬سواء كانت مرتبطة ابأرض أ ا‪ ،‬ومهما كانت أمهيتها ا اقتلادية‪ ،‬أو طاب‪ ,‬الطرق‬
‫املستعملة‪ ،‬حديثة أو تقليدية‪ ،‬أو طبيعتها ا اصطناعية أو الطبيعية‪ .‬كما جاء يف املادة ‪ ،05‬أنه تدخل ضمن‬
‫(‪)3‬‬
‫الطاب‪ ,‬الفةاحي النشاطات املنجزة داخل مؤسسات الليد البحري‪.‬‬

‫(‪ )1‬وزارة املالية‪ ،‬مدير العا لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫(‪ )2‬محدان جيةايل‪ ،‬اإلجراءات اإلدارية لنزع امللكية للمنفعة العامة‪ ،‬أطروحة دكتوراة‪ ،‬جامعة جيةايل اليابس سيدي بلعباس ‪ ،‬السنة‬
‫اجلمعية ‪ ،2018-2017‬ص ص ‪ .250-249‬أنظر املرسو التنفيذي رقم ‪ 63-96‬يعر النشاطات الفةاحية و قحدد رروط اإلعرتا‬
‫بلفة الفةاح وكيفياهتا‪،‬اللادر يف ‪ ، 1996/06/14‬ج ر‪ ،‬العدد رقم ‪ 7‬اللادرة يف ‪1996./01/28‬‬
‫(‪ )3‬محدان جيةايل‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.251‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪52‬‬

‫هذه هي اأدوات القانونية اليت يستند إليها اخلبري املقيم يف تقدير قيمة اأراضي الفةاحية‪ ،‬ولكن‬
‫اأدوات القانونية وحدها ا تكفي‪ ،‬ابد من أدوات أخرى تقنية وعلمية وميدانية‪ .‬وتتمثل هذه اأدوات يف‬
‫طرق التقييم اليت يعتمد عليها اخلرباء املقيمني ومنه طريقة املقارنة‪ ،‬وطريقة الثمن املتوسط للهكتار‪ ،‬وطريقة‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وطريقة التقييم بناء عل الري‪ ,‬أو الدخل‪.‬‬

‫أ‪ -‬طريقة املقارنة‬


‫وتتمثل طريقة املقارنة يف قيا العون املكلف ابلتقييم وتقدير قيمة اأرض الفةاحية مبقارنتها م‪ ,‬اأراضي‬
‫اليت تشبهها من حيث املساحة و املنطقة و خلوبة الرتبة و كيفية استغةاهلا و نوع و كمية الغةال املغروسة‬
‫فيها‪ ،‬و طريقة سقيها و املناخ السائد‪ ،‬أهو معتدل‪ ،‬أو ابرد‪ ،‬أو صحراوي‪ ،‬و الرطوبة و امللوحة و كمية‬
‫اأمطار اليت تتساقط هبا‪ ،‬و الطوبوغرافيا‪ ،‬و قرهبا من اأسواق و املدن و وسائل املواصةات‪ ،‬كمحطات‬
‫السكك احلديدية و الطرق الكربى و املواىن و غريها‪ .‬و تتم هذه املقارنة ابلرجوع إىل املعامةات املسجلة يف‬
‫الفهرس املوجود مبديرية اأمةاك الوطنية‪ ،‬و يقارهنا م‪ ,‬تلك اليت هلا نفس اللفات و اخللائص لألرض املراد‬
‫(‪)2‬‬
‫تقييمها‪ ،‬أو لألقل صفات و خلائص قريبة منها‪.‬‬

‫ب‪ -‬طريقة الثمن املتوسط للهكتار‬


‫وهي طريقة يعتمد فيها عل حساب السعر املتوسط للهكتار من اأرض‪ ،‬ويتم هذا ابلرجوع‪ ،‬إىل‬
‫املعامةات أو اللفقات املسجلة ابملللحة واليت أبرمت منذ مدة غري بعيدة أراض مشاهبة لألرض حمل‬
‫التقييم‪ .‬فيقو املقيم بعمليات حسابية قحدد هبا السعر املتوسط للهكتار ويضربه يف مساحة اأرض موضوع‬
‫التقييم أي يف عدد اهلكتارات م‪ ,‬اأخذ بعني ا اعتبار نوع ا اغراس مثل احلبوب‪ ،‬أو الكرو ‪ ،‬أو اخلضر‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أو اأرجار املثمرة و غريها‪.‬‬

‫(‪ )1‬محدان جيةايل‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.251‬‬


‫(‪ )2‬محدان جيةايل‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ص ‪.252-251‬‬
‫(‪ )3‬محدان جيةايل‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪53‬‬

‫ج‪ -‬طريقة التقييم على أساس رمسلة املردود‬


‫ميثل التقييم عن طريق الرمسلة‪ ،‬الوجه ا اقتلادي للتقييم‪ ،‬و يتمثل يف اعتبار قيمة امللك مرتبطة ابلدخل‬
‫الذي يدره يف ظرو استغةال عادية‪ ،‬أو املقابل املايل السنوي استعمال أمةاك عقارية ابعتماد نسبة رمسلة يتم‬
‫حتديدها دوراي من قبل مديرية الفةاحة ومديرية اأمةاك الوطنية ‪ ،‬وتعتمد هذه الطريقة عل تقدير قيمة قطعة‬
‫اأرض الفةاحية عل أساس‪ ،‬ما تدره من مردود انتج عن احملاصيل‪ ،‬أو عل أساس الري‪ ,‬السنوي إذا كانت‬
‫(‪)1‬‬
‫اأرض مؤجرة‪.‬‬

‫و بعد حتديد القيمة وفق املعايري التقنية سالفة الذكر‪ ،‬يتم استخراج قيمة حق ا انتفاع الدائم الذي ميثل‬
‫‪ %60‬من القيمة التجارية للقطعة اأرضية الفةاحية‪ ،‬كما مت تكريسه مبوجب املادة ‪ 10‬من قانون املالية لسنة‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 2004‬اليت عدلت بعض مواد قانون التسجيل ا سيما املادة ‪ 7/353‬منه‪.‬‬

‫‪ -2‬يف حالة وجود عقارات مبنية أو أغراس‪:‬‬


‫يف حالة ما إذا كانت العقارات املبنية املتواجدة عل سطح اأرض الفةاحية املعنية ا تؤسس ملكا‬
‫للمستثمرة الفةاحية فإن حتديد قيمة التعويض يقتلر عل الوعاء العقاري فقط و يتم حتديده وفق ما هو وارد‬
‫(‪)3‬‬
‫يف النقطة السابقة‪.‬‬

‫أما إذا كانت كل أو جزء من العقارات املبنية ملك للمستثمرة الفةاحية فيستلز حينئذ إضافة إىل مبلغ‬
‫التعويض اخلاص ابلوعاء العقاري ( ‪ % 60‬من قيمته التجارية) قيمة املباين و اأغراس اليت تشكل ملكا للمنتج‬
‫(‪)4‬‬
‫أو املنتجني الفةاحيني املعنيني‪.‬‬

‫محدان جيةايل‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.252‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫وزارة املالية‪ ،‬مدير العا لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.04‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫وزارة املالية‪ ،‬مدير العا لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.04‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫وزارة املالية‪ ،‬مدير العا لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.04‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪54‬‬

‫و يف هذا اللدد‪ ،‬يبدو من املفيد اإلرارة لكم أن قيمة املباين حتدد حسب طريقة التقييم ابملقارنة و إذا‬
‫استلز اأمر عل أساس طريقة التقييم املسماة " إعادة البناء من جديد " عندما يكون اتريخ بناؤها نوعا ما‬
‫(‪)1‬‬
‫حديث‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق ابأغراس فقيمتها حتدد ا سيما عل أساس مبالغ اإلستثمارات النامجة م‪ ,‬حتيينها‬
‫احتما ا و هذا أبخذ بعني اإلعتبار حالة اأغراس ( فرتة اإلستثمار‪ ،‬فرتة أحسن إنتاج‪ ،‬فرتة إنتاج ضعيف‬
‫(‪)2‬‬
‫أو عاجز)‪.‬‬

‫و ا يفوت ملاحل إدارة اأمةاك الوطنية مبجرد حتديد قيمة التعويض تبليغها لكل من الوايل و مدير‬
‫امللاحل الفةاحية م‪ ,‬تبليغهم احتما ا ابملبلغ الذي ميثل مؤخرات دف‪ ,‬إاتوة حق ا انتفاع اإلمجايل و الذي جيب‬
‫مدير امللاحل الفةاحية من مبلغ التعويض و صبه يف انتج أمةاك‬ ‫خلمه يف الوقت املناسب من طر‬
‫الدولة(‪.)3‬‬

‫اثنيا ‪ -‬فيما خيص التكفل املايل ابلتعويض املايل ‌‬


‫‪ -1‬قبل صدور التعليمة رقم ‪:02‬‬

‫نلت املادة ‪ 09‬من املرسو التنفيذي رقم ‪ 313-03‬عل أنه " يتم التكفل ابلتعويض املايل ألصحاب‬
‫حق االنتفاع بعنوان أحكام هذا املرسوم من احلساب اخلاص للخزينة رقم ‪ 048/302‬الذي عنوانه "‬
‫تعويض بصدد األمالك املرصودة للصندوق الوطين للثورة الزراعية" املنصوص عليه يف املادة ‪ 194‬من‬
‫القانون رقم ‪ 20-87‬املؤرخ يف ‪ 23‬ديسمرب ‪ 1987‬و املذكر أعاله‪ ،‬على أساس تقدير االمالك الوطنية‬

‫(‪ )1‬وزارة املالية‪ ،‬مدير العا لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫(‪ )2‬وزارة املالية‪ ،‬مدير العا لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫(‪ )3‬وزارة املالية‪ ،‬مدير العا لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪55‬‬

‫(‪)1‬‬
‫من خةال نص هذه املادة‬ ‫الذي حيدد مبوجب قرار الوايل املنصوص عليه يف املادة ‪ 05‬أعاله"‪،‬‬
‫و املراسلة سابقة الذكر‪:‬‬

‫‪ -‬تقرر مبوجب هذا املرسو حتديد حساب اخلزينة رقم ‪ 302-048‬املسم " تعويض بصدد األمالك‬
‫املرصودة للصندوق الوطين للثروة الزراعية" للتكفل ابلتعويض املايل الذي حتدده ملاحل إدارة اأمةاك‬
‫(‪)2‬‬
‫الوطنية وفق ما تبيانه سابقا‪.‬‬

‫يتضح أن عل اإلدارة املختلة بعملية ا اسرتجاع أن تتكفل بتعويض املستثمر صاحب حق ا انتفاع‬
‫الدائم املمنوح موجب القانون رقم ‪ ،19-87‬و ما يةاحظ أيضا أنه مت حتديد صندوق يتكفل بعملية التعويض‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫و هذا اأمر يعد ضمانة أساسية و حقيقية تضمن للمستثمر حقه يف التعويض‪.‬‬

‫‪ -‬و بعدما يتم إرهار قرار ا اسرتجاع املتضمن قيمة التعويض الواجب منحها أفراد املستثمرة الفةاحية‬
‫املعنية هباته العملية‪ ،‬حيث‬ ‫من جراء عملية اإلسرتجاع‪ ،‬يقو الوايل كما ذكران سابقا إببةاغ كل اأطرا‬
‫يتكفل مدير امللاحل الفةاحية املسند إليه عملية التكفل ابلتعويض مبنح التعويض أفراد املستثمرة املعنية عل‬
‫(‪)4‬‬
‫عاتق احلساب اخلاص للخزينة املذكور آنفا‪.‬‬

‫‪ -‬يف هذا الشأن‪ ،‬يتعني عل مدير امللاحل الفةاحية قبل املبادرة يف دف‪ ,‬مبلغ التعويض التأكد من أن‬
‫(‪)5‬‬
‫أفراد املستثمرة قد سددوا كل املبالغ املستحقة لفائدة الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬ففي حالة ما إذا كانت هذه املستحقات غري مسددة كلية فيتعني عل مدير امللاحل الفةاحية‬
‫(‪)6‬‬
‫خلمها من مبلغ التعويض اإلمجايل و دفعها للجهات املعنية ( مؤسسة ‪ BADR‬أمةاك الدولة)‪.‬‬

‫(‪ )1‬القانون ‪ ، 313-03‬املرج‪ ,‬السابق ‪ ،‬ص ‪. 10‬‬


‫(‪ )2‬وزارة املالية‪ ،‬مدير العا لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫(‪ )3‬وزارة املالية‪ ،‬مدير العا لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫(‪ )4‬وزارة املالية‪ ،‬مدير العا لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫(‪ )5‬وزارة املالية‪ ،‬مدير العا لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫(‪ )6‬وزارة املالية‪ ،‬مدير العا لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪56‬‬

‫أما عن تعويض املنتجني الفةاحيني الذين يستغلون ابنتظا اأراضي املمنوحة هلم دون حلوهلم عل‬
‫العقد اإلداري أسباب موضوعية أو خارجة عن نطاق إرادهتم ( أتخر تسببت فيه اإلدارة‪ ،‬نزاعات خمتلفة‪،‬‬
‫إخل)‪ ،‬فإنه و وفقا للتعليمة رقم ‪ 1016‬املؤرخة يف ‪ 30‬جانفي ‪ 2008‬و اللادرة عن املديرية العامة لألمةاك‬
‫الوطنية‪ ،‬يتم تقدمي التعويض هلم وهذا بعد إعداد العقود اإلدارية لفائدهتم عل سبيل التسوية‪ ،‬رريطة ملادقة‬
‫(‪)1‬‬
‫السيد الوايل عل قرارات املنح اأصلية وذلك ابقرتاح من السيد مدير امللاحل الفةاحية‪.‬‬
‫و ملا جاءت تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 01‬مل تتطرق لنقطة التعويض‪ ،‬فتلتها التعليمة الوزارية املشرتكة‬
‫رقم ‪ 191‬املذكورة أعةاه‪ ،‬اليت اررتطت يف ملف طلب اقتطاع الوعاء العقاري تقريرا تقييما عن امللكية أجل‬
‫تعويض املستغلني‪ ،‬و ذلك ضماان لتوفر الغطاء املايل الكايف من أجل تسديد التعويضات مستقبةا بعد عملية‬
‫اإلقتطاع‪.‬‬

‫أما ابلنسبة لطريقة الدف‪ ,‬من اللندوق بعد استكمال مجي‪ ,‬اإلجراءات و الرتتيبات السالفة الذكر فقد‬
‫‪2012/04/15‬‬ ‫صدرت تعليمة رقم ‪ 412‬من املدير العا لللندوق الوطين للتعاضد الفةاحي املؤرخة يف‬
‫موجهة لللندوق اجلهوي للتعاضد الفةاحي ‪( CRMA‬أنظر امللحق رقم ‪ )13‬بعنوان إجراءات دف‪,‬‬
‫(‪)2‬‬
‫التعويضات اخلاصة الوطين الوطين للثورة الزراعية‪ ،‬حيث تضمنت بداية‪:‬‬

‫‪ -1‬التحقق من مطابقة امللف‪ :‬الذي جيب أن قحتوي عل‬

‫‪ ‬النسخة اأصلية من القرار اللادر عن مديرية امللاحل الفةاحية‪،‬‬


‫‪ ‬نسخة من قرار الوايل‪،‬‬
‫‪ ‬نسخة من التقييم املعد من طر ملاحل مديرية اأمةاك الوطنية‪،‬‬
‫‪ ‬إرعار فتح احلساب اخلاص ابملستفيد‪.‬‬

‫(‪ )1‬عز الدين وداعي‪ ،‬إلغاء تل نيف اأراضي الفةاحية التابعة لألمةاك الوطنية‪ :‬بني احلماية و جتسيد املشاري‪ ,‬العمومية للتنمية‪ ،‬جملة‬
‫الباحث للدراسات اأكادميية‪ ،‬اجمللد ‪ ،07‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪ 2020‬ص ‪.880‬‬
‫‪)2( Directeur general du caisse national de mutualité agricole, note au CRMA,‬‬
‫‪procedure de paiment des indemnisations au titre fnra, N° 412 delivrée le 15/04/2012,p.p‬‬
‫‪01-03.‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪57‬‬

‫حيث يتوجب عل ملاحل اللندوق (‪ )CRMA‬التحقق من توفر هذه الواثئق يف امللف‪ ،‬ليوقف‬
‫الدف‪ ,‬ابلنسبة للملفات الناقلة أو اليت مت جتميدا من طر مديرية الفةاحة فضةا عن القرارات املفسوخة‬
‫أو امللغاة‪.‬‬

‫و كذا ضمان عد وجود أي تكرار لنفس امللف حمل الدف‪ ,‬و ذلك بعد حلول ‪ CRMA‬عل ملف‬
‫الكامل جلمي‪ ,‬عمليات الدف‪ ,‬اخلاص ابللندوق الوطين للثروة الزراعية ‪ FNRA‬منذ إنشاءه‪ ،‬و يف مجي‪ ,‬هذه‬
‫احلا ات ابد من التبيلغ الفوري ملديرية املالية و اإلقتلاد ‪. DFE‬‬

‫‪ -2‬آلية الدفع‪:‬‬

‫مبجرد استةا التحويل من مديرية املالية ‪ DFE‬مرفقة ابلقائمة اإلمسية املرسلة من طر الوزير املسؤول‪،‬‬
‫‪ CRMA‬البدء يف إجراءات الدف‪ ,‬للمستفيدين ويكون إلزاميا عن طريق التحويل البنكي – حوالة‬ ‫عل‬
‫ملرفية‪ ، -‬ويتم ابلنحو اآليت‪:‬‬

‫التحقق من الديون اخلاصة أبمالك الدولة‪ :‬سيتم التلاد م‪ ,‬حالتني‪:‬‬

‫األوىل‪ -‬يف حالة وجود ديون‪:‬‬

‫يتم اإلستجابة لطلب مديرية اأمةاك الوطنية‪ ،‬فتقو ‪ CRMA‬بتحويل مبلغ الديون عل رقم احلساب‬
‫اخلاص مبديرية أمةاك الدولة‪ ،‬و من مث حتويل املبلغ املتبقي من اقتطاع الديون إىل رقم حساب املستفيد‬

‫اثنيا‪ -‬يف حالة عد وجود ديون‪:‬‬


‫تبدأ ‪ CRMA‬يف إجراء حتويل املبلغ الكامل احملدد يف القرار للاحل املستفيد‪.‬‬
‫و يف ما خيص املستثمرات الفردية أو اجلماعية يتم التحويل حلساب أعضائها ( املستثمرين‬
‫الفةاحيني)‬
‫‪ -3‬احلاالت اخلاصة‪:‬‬
‫املستفيدون الذين ا يستطيعون احلضور لظرو خارجة عن إرادهتم أو ورثة املستفيد جيب تكملة‬
‫امللف ايلواثئق التالية‪:‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪58‬‬

‫‪ ‬نسخة من الفريضة‬
‫‪ ‬وكالة صادرة عن املوثق للوكيل‪.‬‬
‫‪ ‬إرعار فتح احلساب امللريف للوكيل‪.‬‬

‫تقو ‪ CRMA‬ابلدف‪ ,‬مباررة لوكيل املستفيد بعد التحقق من امللف‪.‬‬

‫كما عل هاته اأخرية أخذ مجي‪ ,‬التدابري البنكية الةازمة مبا فيها إقتطاع ملاريف البنكية قبل تنفيذ‬
‫عمليات الدف‪.,‬‬

‫و جيب أن يكون هناك إرسال أسبوعي هلاته العمليات ملديرية املالية ‪ DFE‬عن طريق الفاكس أو‬
‫التعليمة‪ ،‬و يف حالة وجود أي عائق يتم التواصل معها ‪.‬‬ ‫اإلمييل مرفقا ابلنموذج امللحق هباته‬

‫مما سبق هذا قمنا بعرض تفليلي لإلجراءات املتبعة يف اللندوق اجلهوي للتعاضد الفةاحي من أجل‬
‫دف‪ ,‬مبالغ التعويضات للمعنيني من عمليات إقتطاع اأراضي الفةاحية‪.‬‬

‫‪ -2‬بعد صدور التعليمة رقم ‪:02‬‬

‫بعد صدور تعليمة رقم ‪ 02‬الوزير اأول املؤرخة يف ‪ 12‬ماي ‪ ،2013‬مل يعد معمو ا أبحكا القانون‬
‫‪- 313-03‬كما ذكران سابقا إ ا يف حا ات معينة كالتعويض اخلاص ابمللفات املوافق عليها قبل صدور هاته‬
‫التعليمة كما سنينب ‪ -‬و اليت تضمنت عدة ترتيبات منها تريتب حتت عنوان "خبصوص التعويضات"‪ ،‬الذي‬
‫(‪)1‬‬
‫إحتوى عل اآليت‪:‬‬

‫فإن احلاجيات املالية الضرورية جيب أن يتم حتديدها و رصدها م‪ ,‬حيازة اأراضي عل أساس تقييمها‬
‫من طر ملاحل أمةاك الدولة‪.‬‬

‫فبالنسبة للمشاري‪ ,‬اليت كانت موضوع مقررات بتفريدها‪ :‬فإن النفقات سيتواصل إقتطاعها اخلص‬
‫ابللندوق الوطين للثروة الزراعية‪.‬‬

‫(‪ )1‬الوزير اأول‪ ،‬التعليمة رقم ‪ ،02‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص‪.03‬‬


‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪59‬‬

‫أما ابلنسبة للمشاري‪ ,‬اليت مل تكن بعد موضوع مقررات بتفريدها‪ :‬فيتعني عل أصحاب املشاري‪ ,‬إقرار‬
‫مبلغ التعويض يف مقرر التفريد‪.‬‬

‫لتأيت بعدها إرسالية وزير املالية رقم ‪ )1(612‬املؤرخة يف ‪ 26‬ماي ‪ 2013‬املتعلقة مبا خيص التكفل املايل‬
‫لعمليات نزع امللكية من أجل املنفعة العامة و إعادة تلنيف اأراضي الفةاحية‪ ،‬حيث أكدت عل وجوب‬
‫ختليص موازنة ملختلف القطاعات املعنية لتعويض املنتجني الفةاحيني ملا يتم توطني الربامج عل أراضي‬
‫فةاحية عمومية( مستثمرات فةاحية مجاعية و فردية)‪ ،‬و هذا مقابل حق اإلنتفاع الدائم أو اإلمتياز الذي‬
‫حبوزهتم‪ ،‬لتعيد التذكري ببعض القواعد و اإلجراءات الواجب وضعها حيز التنفيذ قلد التكفل الناج‪ ، ,‬يف‬
‫(‪)2‬‬
‫جمال إعادة تلنيف اأراضي الفةاحية‪ ،‬و هي عل النوع اآليت‪:‬‬

‫‪ ‬بنفس الطريقة املتبعة ابلنسبة لألمةاك موضوع امللكية من أجل املنفعة العامة‪ ،‬تؤدي كذلك و حتما‬
‫إعادة تلنيف اأراضي املوجهة ملشاري‪ ,‬جتهيزات عمومية و‪/‬أو سكنات إىل تعويض مايل حمدد من‬
‫طر ملاحل أمةاك الدولة لفائدة املنتجني و الذي ميثل قيمة احلقوق العينية العقارية اليت قحوزون‬
‫عليه ( حق اإلنتفاع الدائم أو ا امتياز)‪ ،‬حيث تتمثل هاته الطريقة ‪:‬‬
‫‪ ‬أنه وفقا للدستور و القانون رقم ‪ 11-91‬املؤرخ يف ‪ 24‬أفريل ‪ 1991‬املتمم و املتعلق بنزع‬
‫امللكية‪ ،‬أنه تؤدي عملية نزع امللكية من أجل املنفعة العامة إىل دف‪ ,‬تعويض عادل و‬
‫منلف لفائدة اأرخاص املنتزع ملكيتهم‪.‬‬
‫‪ ‬و طبقا لألحكا التشريعية املشار إليها أعةاه فإن امللاحل املؤهلة إلدارة أمةاك الدولة هي‬
‫اليت حتدد مبالغ التعويض اليت جيب أن تعكس القيمة احلقيقية لألمةاك و احلقوق املنتزعة‪.‬‬
‫‪ ‬و عليه‪ ،‬فإنه من اأجدر و قبل إدخال طلب اإلستفادة من املفروض من ميزانية الدولة‬
‫مطالبة السادة الو اة تقييم رامل و مؤقت ملستوى املبلغ اإلمجايل للتعويض احملدد من طر‬

‫(‪ )1‬وزير املالية‪ ،‬مبا خيص التكفل املايل لعمليات نزع امللكية من أجل املنفعة العامة و إعادة تلنيف اأراضي الفةاحي ‪ ،‬إرسالية رقم‬
‫‪ ،612‬املؤرخ يف ‪ 26‬ماي ‪ ،2013‬املوجهة لوزراء الداخلية و اجلماعات احمللية‪ ،‬السكن و التعمري ‪ ،‬الفةاحة و التنمية الريفية‪.‬‬
‫(‪ )2‬وزير املالية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪60‬‬

‫ملاحل أمةاك الدولة املؤهلة إقليميا‪ ،‬و الذي جيب أن يشكل اأساس لطلب الغطاء املايل‬
‫املخلص للقطاع لغرض عملية نزع امللكية‪.‬‬
‫‪ ‬و يف هذا اإلطار و إذا كانت الربامج اليت مت الشروع يف إجنازها ا تواجه أي إركال حيث أن‬
‫التعويض يتم دفعه عل احلساب اخلاص رقم ‪" 048-302‬املعنون التعويض مقابل اأمةاك‬
‫املخللة يف اللندوق الوطين للثروة الزراعية"‪ ،‬فإن اأمر ليس كذلك ابلنسبة للربامج اجلديدة أين‬
‫يستلز تسجيل املبالغ الضرورية للتعويض يف قرار التفريد من طر القطاع املعين و هذا وفق ما أمر‬
‫ب‪ ,‬السيد الوزير اأول ضمن مذكرته رقم ‪ 281‬املؤرخة يف ‪ 24‬مارس ‪.2013‬‬

‫و عل هذا اأساس و أسباب مؤكدة متللة بعقلنة التفقات العمومية يتعني عل القطاع املبادر‬
‫ابملشروع اإلعتماد عل التقييم املعد من طر ملاحل أمةاك الدولة عند طلب منح القروض املالية‪.‬‬

‫لريسل بعد سنة تقريبا اأمني العا لوزراة الفةاحة و التنمية الريفية مراسلة حتت رقم ‪ 145‬اللادرة يف‬
‫‪ 28‬جانفي ‪ ،2014‬تؤكد عل نفس الرتتيبات و اإلجراءات السالفة الذكر‪ ،‬إذ أنه وفقها أي ملف عوجل بعد‬
‫اتريخ ‪ 12‬ماي ‪ 2013‬و مل قحرت هاته اإلجراءات يتم رفضه‪ ،‬و لعد حلول أي أتخري يف انطةاق اأرغال‬
‫اخلاصة ابملشاري‪ ,‬املعنية‪ ،‬قحرص اأمني العا عل اأخذ هباته الرتتيبات و التطبيق اللار هلا‪.‬‬

‫حيث ترمي هذه املنهجية السالفة الذكر إىل إدخال أكثر صرامة يف تسيري النفقات العمومية يف خمتلف‬
‫جوانبها قلد ضمان العودة تدرجييا و بتحكم إىل وضعيات ميزانية متكافئة‪.‬‬

‫حق املستثمر يف طلب النزع التام لألراضي الفالحية أو يف األخذ ابلشفعة‬ ‫الفرع الثاين ‪:‬‬
‫لقد وضحت املراسلة رقم ‪ 003636‬اللادرة عن مديرية عمليات أمةاك الدولة و العقارية املشار إليها‬
‫آنفا احلقوق املمنوحة أصحاب املستثمرة الفةاحية‪ ،‬فعدى التعويض املمنوح للمعنيني كما سبق تبيانه‪ ،‬أقرت‬
‫(‪)1‬‬
‫حبق املستثمر يف ‪:‬‬

‫(‪ )1‬وزارة املالية‪ ،‬مدير العا لألمةاك الوطنية‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.03‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪61‬‬

‫أوال‪ :‬حق املستثمر يف طلب النزع التام لألراضي الفالحية‬


‫لقد تضمنت املراسلة عل أنه إذا إرتمل فيها ا اسرتجاع جلزء مهم من أراضي املستثمرة الفةاحية املعنية‪،‬‬
‫و بقي جزء ا يسمح ببقائها‪ ،‬ففي هذه احلالة ميكن للمستثمر الفةاحي أو املستثمرين الفةاحيني املعنيني أن‬
‫يطلبوا من الوايل ا اسرتجاع الكامل لألمةاك لفائدة الدولة اليت بقي هلم عليها عيين عقاري‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬حق املستثمر يف األخذ ابلشفعة‬

‫لقد أكدت املراسلة السابقة ما نلت عليه املادة ‪ 08‬من املرسو رقم ‪ ،313-03‬حيث جاء فيها " طبقا‬
‫‪1997‬‬ ‫ألحكام املادة ‪ 53‬من القانون رقم ‪ 02-97‬املؤرخ يف ‪ 2‬رمضان عام ‪ 1418‬املوافق ‪ 31‬ديسمرب‬
‫و املذكور أعاله‪ ،‬إذا مل يكن الوعاء العقاري خمصصا لعمليات املنفعة العمومية‪ ،‬و إذا كان يتعني أن تتنازل‬
‫الدولة على القطعة األرضية املسرتجعة كاملة أو جزءا منها على حاهلا إىل أشخاص طبيعيني أو معنويني‬
‫خاضعني للقانون اخلاص الجناز مشروع استثماري فإن أصحاب حق االنتفاع املعنيني يستفيدون من حق‬
‫الشفعة شريطة أن يتعهدوا إذا رغبوا يف ممارسة هذا احلق ابجناز املشروع املقرر ضمن الشروط و األشكال‬
‫نفسها‪.‬‬

‫يعترب عدم الرد ضمن األجل احملدد أعاله كتخل من أصحاب حق اإلنتفاع عن حقهم يف ممارسة‬
‫(‪)1‬‬
‫الشفعة‪".‬‬

‫و عليه نرى من خةال املادة أن املشرع إبعطائه اأولوية أعضاء املستثمرة الفةاحية ابأخذ ابلشفعة‪،‬‬
‫قحفظ هلؤ اء و يلون جمهوداهتم املقدمة عل هاته اأرض م‪ ,‬تعلقهم هبا‪.‬‬

‫و كذا نستشف اإلجراءات القانونية اليت تتبعها اإلدارة لتبليغ املستثمر حبقه يف اأخذ ابلشفعة‪ ،‬و كذا‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلجراءات اليت يتخذها هذا اأخري لذلك م‪ ,‬توضيح الشروط واآلجال القانونية‪.‬‬

‫(‪ )1‬القانون ‪ ، 313-03‬املرج‪ ,‬السابق ‪ ،‬ص ‪. 10‬‬


‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪62‬‬

‫كما جاءت يف إرسالية املدير العا لألمةاك الوطنية رقم ‪ 2160‬اللادرة يف ‪ 08‬مارس ‪ 2008‬و اليت‬
‫موضوعها إسرتجاع الراضي الفةاحية – فيما خيص ممارسة حق الشفعة‪ ،‬يف حالة التساؤل الذي درحه وايل‬
‫و اية ميلة يف ما إذا إبمكان املنتجني الفةاحيني ممارسة حقهم يف الشفعة نتيجة اسرتجاع الدولة أراضيهم‬
‫بغرض إجناز مشروع لبرتقية العقارية و هذا يف إطار املادة ‪ 53‬من قانون املالية لسنة ‪ 1998‬و كذا املرسو‬
‫التنفيذي ‪ 313-03‬السالف الذكر‪ ،‬حيث أوضح املشؤول املعين أنه تطبيقا للمادة ‪ 08‬من املرسو املشار إليها‬
‫أعةاه‪ ،‬فإن ممارسة حق الشفعة من طر احلائز حلق ا انتفاع يكون عندما تكون القطعة اأرضية موضوع‬
‫ا اسرتجاع موجهة استيعاب مشروع استثماري‪ ،‬غري أنه يف قضية احلال اأمر يتعلق مبشروع الرتقية العقارية‪.‬‬

‫و يف هذا اإلطار‪ ،‬وضحت املراسلة أبنه وفق املادة ‪ 53‬املشار إليها سالفا‪ ،‬فإنه يف احلالة اليت يتم فيها‬
‫التنازل عن اأراضي لألرخاص التابعني للقانون اخلاص من أجل إجناز مشاريعهم‪ ،‬يستفيد املنتف‪ ,‬من حق‬
‫الشفعة‪.‬‬

‫حيث ذكرت اإلرسالية أن استثناء للحا ات اليت توجه فيه القطعة اأرضية لعملية ذات منفعة عامة‪ ،‬فإن‬
‫القط‪ ,‬اأرضية املعنية ختض‪ ,‬حلق الشفعة الذي ميارس من طر ا املنتجني الفةاحيني‪ ،‬عندما بتعلق اأمر‬
‫إبعادة التنازل عنها‪ ،‬عل حالتها‪ ،‬من اجل إجناز مشاري‪ ,‬إستثمار‪ ،‬و الدي يقلد هبا كل مشروع يدخل يف‬
‫إطار اجلهاز القانوين املنلوص عليه يف اأمر رقم ‪ 11-06‬املؤرخ يف ‪ 30‬أوت ‪ ،2006‬احملدد للشروط‬
‫و كيفيات منح حق اإلمتياز و التنازل عن اأراضي التابعة لةامةاك اخلاصة للدولة و املوجهة إلجناز املشاري‪,‬‬
‫إستثمار‪.‬‬

‫كما أن تطبق حق الشفعة للمنتجني الفةاحيني يف حالة التنازل لفائدة رخص طبيعي أو معنوي خاض‪,‬‬
‫للقانون اخلاص – كما بينا أعةاه‪ ،-‬فأنه ينبغي أيضا منح ممارسة احتما ا حق الشفعة للمنتجني الفةاحيني‬
‫عندما تكون القطعة موجهة لعملية ترقية عقارية ذات طبيعة جتارية حمضة اليت تعترب مبثابة إستثمار‪ ،‬غري أنه ا‬
‫ينبغي ممارسة هذا احلق عندما تكون اأرض موجهة إلجناز‪:‬‬

‫(‪ )1‬آسية هتشان‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق ‪ ،‬ص ‪.255‬‬


‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪63‬‬

‫‪ ‬مشروع ذو منفعة عامة‪،‬‬


‫‪ ‬مرفق عمومي‪،‬‬
‫‪ ‬مساكن إجتماعية إجيارية‪،‬‬
‫‪ ‬عملية ترقية عقارية ذات طبيعة إجتماعية ( البي‪ ,‬ابإلجيار‪،‬مساكن إجتماعية تسامهية‪ ،‬إمتلاص‬
‫(‪)1‬‬
‫املساكن القلديرية يف إطار املخطط اخلماسي )‪.‬‬

‫كما جاء يف إرسالية أخرى للمدير العا لةامةاك الوطنية رقم ‪ 8718‬املؤرخة يف ‪ 23‬سبتمرب ‪،2008‬‬
‫املتعلقة ابسرتجاع ا اراضي الفةاحية املدجمة ضمن القطاع العمراين‪ -‬فيما خيص ممارسة حق الشفعة من طر‬
‫املنتجني‪ ،‬و اليت يرد فيها حول ا انشغال املتعلق حول الظر الزمين و املرحلة اليت تتم فيها ممارسة حق الشفعة‬
‫( قبل أو بعد عرض امللف عل اللجنة املختلة) و هل من الضروري أن يلدر طلب ا اسرتجاع من املديرية‬
‫التقنية املعنية ابلقطاع‪ ،‬و لرف‪ ,‬أي لبس‪ ،‬جيب اتباع اإلجراءات املنلوص عليها يف املرسو ‪ 313-03‬من تقدمي‬
‫طلب اإلدارة التقنية املعنية هبذه املشاري‪ ،,‬لغاية مرحلة إصدار الوايل قرار اإلسرتجاع و خضوعه إلجراءات‬
‫الشهر العقاري‪ ،‬هنا عل مدير أمةاك الدولة مطالب بدعوة املنتجني الفةاحيني إىل ممارسة حقهم يف الشفعة‬
‫و ذلك قبل إعداد عقد التنازل عن القطعة اأرضية‪ ،‬و هذا يف حالة ما إذا كان املشروع املزم‪ ,‬إجنازه عل‬
‫(‪)2‬‬
‫القطعة اأرضية هو مشروع إستثماري‪ ،‬أما إذا مل يكن فةا داعي إلتباع إجراءات ممارسة حق الشفعة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ليلي زروقي‪ ،‬عمر محدي ابرا‪ ،‬املنازعات العقارية – يف ضوء آخر التعديةات و أحدث اأحكا ‪ ،‬طبعة جديدة ‪ ،2015‬دار‬
‫اهلومة للطباعة و النشر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ص ص‪.534 -532 ،‬‬
‫(‪ )2‬ليلي زروقي‪ ،‬عمر محدي ابرا‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ص‪.538 -536 ،‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪64‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬السلطات املمنوحة للدولة على األراضي الفالحية املسرتجعة‬


‫بعد إسرتجاع اأرض الفةاحية‪ ،‬قلنا أنه ترتتب عن هاته العملية حقوق للمستثمر الفةاحي املعين‪ ،‬لتمنح‬
‫بطبيعة احلال سلطات للدولة عل هاته اأراضي الفةاحية املسرتجعة‪ ،‬تتمثل يف سلطة التنازل الدولة هلاته‬
‫اأراضي إلجناز املشاري‪ ,‬اإلستثمارية ( الفرع األول)‪ ،‬و كذا ختليص هذه اأراضي إلجناز مشاري‪ ,‬ذات منفعة‬
‫عامة ( الفرع الثاين)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪:‬تنازل الدولة عن األراضي الفالحية إلجناز املشاريع االستثمارية‬

‫من بني أهم السلطات املمنوحة لإلدارة عل اأراضي الفةاحية املسرتجعة يف إمكانية إعادة التنازل عنها‬
‫للمستثمرين اخلواص‬

‫حيث أقر املرسو التنفيذي رقم ‪ 313-03‬بسلطة اإلدارة يف إعادة التنازل عن اأراضي الفةاحية اجناز‬
‫مشاري‪ ,‬استثمارية خاصة‪ ،‬وميكن إعادة التنازل للمستثمر صاحب حق ا انتفاع أو ا امتياز إذا مارس حق‬
‫الشفعة عل أن يتعهد بتنفيذ املشروع‪ ،‬و هذا طبقا للمادة ‪ 08‬من املرسو سابقة الذكر ‪ ،‬بإلضافة إلمكانية‬
‫التنازل أي مستثمر خاص سواء كان رخلا طبيعيا أو معنواي‪ ،‬و ذلك بعد إستيفاء اإلجراءات املنوه هلا‬
‫أعةاه‪ ،‬و بعد مرور املدة احملددة قانوان بشهر واحد‪ ،‬يف حالة عد ممارسة املستثمر صاحب حق ا انتفاع الدائم‬
‫(‪)1‬‬
‫أو ا امتياز حق الشفعة ‪.‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬ختصيص االراضي املسرتجعة الجناز مشاريع ذات منفعة عمومية‬
‫تتم عملية اسرتجاع اأراضي الفةاحية التابعة لألمةاك الوطنية اخلاصة وإدماجها يف القطاع العمراين عل‬
‫وجه اخللوص من أجل اجناز مشاري‪ ,‬حتقق النف‪ ,‬العا غالبا‪ ،‬أما املشاري‪ ,‬ا استثمارية اخلاصة فتكون أكثرها‬
‫(‪)2‬‬
‫استثناءات من انحية املمارسة العملية غري أن املرسو التنفيذي فقد أرار إليها مبوجب املادة ‪ 08‬منه‪.‬‬

‫(‪)1‬آسية هتشان‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق ‪ ،‬ص ‪.256‬‬


‫(‪)2‬آسية هتشان‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.256‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪65‬‬

‫مل تتم عملية حتديد املشاري‪ ,‬العمومية وابلتايل كل املشاري‪ ,‬اليت حتقق النف‪ ,‬العا قابلة لةاجناز عل‬
‫اأراضي الفةاحية املسرتجعة واملدجمة قي القطاع العمراين كبناء املدارس واجلامعات‪ ،‬املستشفيات والطرق ‪...‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اخل‪.‬‬

‫(‪)1‬آسية هتشان‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.256‬‬


‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪66‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬آليات محاية األراضي الفالحية ‪:‬‬


‫حاول املشرع وض‪ ,‬نظا قانوين متكامل لتوفري احلماية الةازمة لألراضي الفةاحية من أي عامل ميكن‬
‫أن يؤثر ابلسلب عل هذا املورد احليوي و غري املتجدد‪ ،‬و عل رأسه الدستور الذي يعترب أعل مرتبة يف اهلر‬
‫التشريعي‪،‬فقد وض‪ ,‬محايتها عل عاتق الدولة و ذلك يف خمتلف الدساترب السابقة إىل غاية الدستور احلايل‬
‫‪،‬حيث نلت املادة ‪ 21‬من دستور ‪ " : 2020‬تسهر الدولة على‪ - :‬محاية األراضي الفالحية‪، )1("...،‬‬
‫كما مت تشري‪ ,‬عدة قوانني و مراسيم و تعليمات جتسد تلك احلماية اليت أقرها‪ ،‬قد أرران إليها سابقا من‬
‫اجلانب اإلجرائي يف حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و سنبني يف هذا املبحث احلماية اليت حاولت‬
‫توفريها خةال تنفيذ تلك العملية أو أي تدخل آخر قد ميس ابلعقار الفةاحي‪.‬‬

‫إىل جانب إحداث هيئات تسهر و تعمل عل ذلك‪،‬كالديوان الوطين لألراضي الفةاحية(‪ ،)2‬الذي‬
‫حرص من خةاله املشرع اجلزائري عل فرض الرقابة عل اأراضي الفةاحية قبل الشروع يف القيا ابلتلرفات‬
‫اليت تؤدي إىل تغيري وجهتها الفةاحية‪ ،‬و هذا ما نلت عليه املادة ‪ 02‬من املرسو التنفيذي رقم ‪، 339-09‬‬
‫املعدلة للمادة ‪ 05‬من املرسو التنفيذي رقم ‪ ،87-96‬يف فقرهتا اأخرية اليت جاء فيها ‪" :‬يتوىل الديوان الوطين‬

‫(‪ )1‬املادة ‪ 21‬من دستور ‪ ، 2020‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬املؤرخ يف ‪ 30‬ديسمرب ‪ ،2020‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪،82‬‬
‫ص ‪.09‬‬
‫(‪)2‬الد يوان الوطين لألراضي الفةاحية‪ :‬يعترب الديوان الوطين لألراضي الفةاحية مؤسسة عمومية ذات طاب‪ ,‬صناعي وجتاري يتمت‪,‬‬
‫ابلشخلية املعنوية وا استقةال املايل‪ ،‬خيض‪ ,‬للقواعد اإلدارية املطبقة عل اإلدارة يف عةاقاته الدولة‪ ،‬ويعد اتجرا يف عةاقاته م‪ ,‬الغري‪..‬‬
‫يتكون الديوان الوطين لألراضي الفةاحية من ‪ 04‬مديرايت مركزية و‪ 09‬مديرايت جهوية تؤطر ‪ 44‬مديرية و ائية‪ ،‬ولقد صممت‬
‫املديرايت اجلهوية لتكون هياكل جمهزة ملنظمة مرنة تسمح ابلتكفل الفعال مبها الديوان الوطين لألراضي الفةاحية‪ ،‬الةامركزية وتنقسم املديرايت‬
‫الو ائية إىل ‪ 03‬ملاحل أساسية‪ :‬مللحة تسيري العقار الفةاحي‪ ،‬مللحة املنازعات العقارية‪ ،‬ومللحة املعامةات الفةاحية‪.‬‬
‫إذا كان الديوان الوطين لألراضي الفةاحية هيئة اتبعة للدولة‪ ،‬و يتلر حلساهبا وبتوىل تنفيذ السياسة العقارية الفةاحية مبفهو املادة‬
‫‪ 05‬من املرسو التنفيذي رقم ‪ 96-87‬واملتضمن إنشاء لديوان الوطين لألراضي الفةاحية‪ ،‬املعدل واملتمم‪ ،‬فإنه من املفروض أن يكون املراقب‬
‫اأول لعمليات ترخيص البناء يف اأراضي الفةاحية‪ ،‬وعل هذا النحو سار املشرع اجلزائري أبن وض‪ ,‬هلذا الديوان ملاحل مديرايت الفةاحة‪،‬‬
‫لتقو بتسجيل حا ات ا اعتداءات عل اأراضي الف ةاحية‪ ،‬ويتم عرض التجاوزات عل اللجان الو ائية املختلة‪ ،‬من أجل الفلل فيها مبا فيها‬
‫حا ات جتاوز احلدود املرسومة يف الرتاخيص للبناء عل اأراضي الفةاحية‪ ،‬غري أنه وحسب البعض فإن الواق‪ ,‬العملي غري ذلك‪ ،‬أن الديوان‬
‫الوطين لألراضي الفةاحية مل يلعب دوره كما ينبغي‪ ،‬وكان من اأجدر به مراقبة اأمور بفرض مفتشيات وزارية يف كل و اية‪ ،‬من أجل قم‪,‬‬
‫التقارير املزيفة من املديرايت الو ائية وهبد محاية اأراضي الفةاحية من اخلروج عن إطار الرتاخيص املمنوح هلا‪.‬‬
‫‪ -‬أنظر فاتن صربي سيد الليثي‪،‬نبيل أوكيد‪ ،‬اإلطار القانوين للبناء عل العقار الفةاحي‪ ،‬جملة العلو اإلنسانية ‪ ،‬اجمللد ‪،31‬العدد ‪،03‬‬
‫ديسمرب ‪ ،2020‬ص‪.‬ص‪.314-313،‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪67‬‬

‫لألراضي الفالحية ‪ ...‬السهر على أن ال تؤدي أي صفقة تتعلق ابألراضي الفالحية إىل تغيري وجهتها‬
‫الفالحية"‪ )1(،‬كما أن كل مؤسسات الدولة كمديرية امللاحل الفةاحيةـ‪ ،‬التهيئة و التعمري‪ ،‬وغريها مسؤولة عل‬
‫محاية و احلفاظ عل هذه ا اأراضي الفةاحية خةال تعامةاهتا و القيا مبسؤولياهتا‪.‬‬

‫و لنقلي الضوء أكثر عل موضوع محاية اأراضي الفةاحية‪ ،‬سنعرض أهم القوانني و التعليمات اليت‬
‫وضعها املشرع حلماية اأراضي الفةاحية (املطلب األول)‪ ،‬لنعرض بعده املسؤولية اجلزائية املرتتبة عل‬
‫اإلجراءات غري القانونية لتحويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية (املطلب الثاين)‪ ،‬عل النحو اآليت‪:‬‬

‫(‪ )1‬فاتن صربي سيد الليثي‪،‬نبيل أوكيد‪،‬املرج‪ ,‬نفسه‪،‬ص ‪.313‬‬


‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪68‬‬

‫املطلب األول‪:‬احلماية القانونية لألراضي الفالحية يف ظل القوانني والتعليمات‬


‫لتحقيق احلماية الةازمة للعقار الفةاحي‪ ،‬فرض املشرع نلوص قانونية حماو ا من خةاهلا توفري مجي‪,‬‬
‫اآلليات الةازمة لذلك ( الفرع األول)‪ ،‬إ ا أهنا مل تكفي وذلك لعدة ظرو كلعوبة إصدار او تعديل القوانني‬
‫لكثرة إجراءاهتا‪ ،‬و تبعا لذلك مت إصدار عدة تعليمات( الفرع الثاين) حلقتها منارري و مراسةات كما وضحنا‬
‫سابقا‪ ،‬حماولة توفري احلماية هلا خةال تنفيذ عمليات خمتلفة‪ ،‬اليت من بينها حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي للعقار‬
‫الفةاحي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬احلماية القانونية لألراضي الفالحية يف ظل القوانني‬


‫من أجل توفري اأوعية العقارية‪ ،‬اليت يتم توجيهها إلجناز املشاري‪,‬‬ ‫تتعرض اأراضي الفةاحية لةاستنزا‬
‫ا استثمارية من جهة و املشاري‪ ,‬العمومية التنموية من جهة أخرى‪ ،‬و يف هذا اللدد مت تقنني قوانني عدة‬
‫لتنظيم حتويل هاته اأراضي‪ ،‬و لدرئ هاته الظاهرة أو عل اأقل احلد منها‪ ،‬من بني أهم هاته القوانني قانون‬
‫التوجيه العقاري و التوجيه الفةاحي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬احلماية يف ظل القانون رقم ‪ 25-90‬و القانون ‪16-08‬‬

‫‪.1‬احلماية يف ظل القانون رقم ‪25-90‬‬


‫يعترب قانون التوجيه العقاري أول قانون قحمي اأراضي الفةاحية‪ ،‬حبيث صدر إثر سياسية ا انفتاح‬
‫و بداية التوجه ا اقتلادي احلر‪ ،‬و حاول املشرع مبوجبه أن جيد حلو ا حلماية اأراضي الفةاحية من التآكل‬
‫والزحف العمراين عليها‪ ،‬ومن جهة أخرى إنتاج و تكوين اأراضي املخللة للتعمري والبناء قلد مواجهة أزمة‬
‫السكن املتزايدة‪ ،‬و أما هذا الوض‪ ,‬اخلطري‪ ،‬فنلت املادة ‪ 36‬من قانون التوجيه العقاري – املذكورة آنفا‪-‬‬
‫عل أنه "القانون هو الذي يرخص بتحويل أي أرض فالحية خصبة جدا أو خصبة إىل األراضي القابلة‬
‫للتعمري كما حتدد ذلك املادة ‪ 2‬أعاله‪ ،‬وحيدد القانون القيود التقنية واملالية اليت جيب أن ترافق إجناز‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪69‬‬

‫عملية التحويل حتما‪ ،‬وحتدد كيفيات التحويل وإجراءاته عن طريق التنظيم طبقا للتشريع املعمول به يف‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلطار نفسه و يف األصناف األخرى"‪.‬‬

‫كما نلت املادة ‪ 34‬من القانون ‪" :25-90‬ال ميكن إجناز أية منشأة أساسية أو بناايت داخل‬
‫املستثمرات الفالحية الواقعة يف أراض خصبة جدا و ‪ /‬أو خصبة طبقا للمادة ‪ 33‬أعاله‪ ،‬و بعد احلصول‬
‫على رخصة صرحية تسلم على حسب األشكال و الشروط اليت حتددها األحكام التشريعية املتعلقة‬
‫ابلتعمري و حق البناء"‪.‬‬

‫و نلت كذلك املادة ‪ 55‬من نفس القانون‪ ":‬تنجر املعامالت العقارية اليت تنصب على األراضي‬
‫الفالحية يف شكل عقود رمسية و جيب أال تلحق هذه املعامالت ضررا بقابلية األراضي لإلستثمار و ال‬
‫(‪)2‬‬
‫تؤدي إىل تغيري وجهتها الفالحية‪ ،....،‬مع مراعاة تطبيق أحكام املادة ‪ 52‬أعاله"‪.‬‬

‫نةاحظ من املواد السابقة أن املشرع أعط أمهية كربى يف محاية العقار الفةاحي‪ ،‬من أركال التعدي‬
‫النامجة عن التوس‪ ,‬احلضري و اللناعي‪ ،‬و ابخللوص العقار الفةاحي ذو الطاب‪ ,‬اخللب جدا‬
‫(‪)3‬‬
‫و اخللب إذ قيده بشرط‪ ،‬أ ا و هو عد قدرة حتويل وجهته إ ا بعد إصدار نص تشريعي خاص بذلك‪.‬‬

‫كما أورد املشرع اجلزائري مبوجب القانون ‪ 25-90‬املتعلق ابلتوجيه العقاري‪ ،‬جمموعة من النلوص‬
‫محاية اأراضي الفةاحية‪ ،‬من ضمنها ما نلت عليه املادة ‪ 35‬اليت تلز أصحاب العقارات‬ ‫القانونية هبد‬
‫الفةاحية ابملسامهة اإلجبارية يف زايدة الطاقة اإلنتاجية‪ ،‬بغض النظر عن اللنف القانوين اليت تنتمي إليه‬
‫املستثمرة الفةاحية‪ ،‬حتت طائلة سقوط حق امللكية‪ )4( ،‬و يف حالة عد استغةال اأراضي الفةاحية يتم إسقاط‬
‫حق التملك‪ ،‬وذلك حسب نص املادة ‪ 48‬من القانون ‪.25-90‬‬

‫(‪ )1‬سعدان رطيبة‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.824-823،‬‬


‫(‪ )2‬القانون ‪ ،25-90‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.1566‬‬
‫(‪ )3‬سعدان رطيبة‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.824‬‬
‫(‪ )4‬أمحد برادي‪ ،‬رتوان حنان ‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪70‬‬

‫‪.2‬احلماية يف ظل القانون رقم ‪16-08‬‬


‫جاء هذا القانون من أجل رسم السياسة العامة للنشاط الفةاحي‪ ،‬وتثمني العقار الفةاحي كأحد وسائل‬
‫التنمية ا اقتلادية‪ ،‬كما صدر هبد إرساء ضوابط جديدة لطرق استغةال اأراضي الفةاحية‪ ،‬واملتمثل أساسا‬
‫يف تسوية العقار الفةاحي الذي يرتب‪ ,‬عل مساحة ا متثل سوى ‪ %3.5‬من املساحة اإلمجالية للبةاد‪،‬‬
‫‪2014/11/03‬‬ ‫و ا تشكل املساحة املسقية منها سوى ‪ 1/8‬طبقا للمنشور الوزاري رقم ‪ 558‬املؤرخ يف‬
‫السالف الذكر (‪ ،)1‬مما جيعل حجم هذه اأراضي يف تناقص مستمر‪ ،‬وهذا ما يستدعي ضرورة احلفاظ عليها‬
‫بلفة دائمة‪.‬‬

‫ويف مقابل ذلك جند أن قانون ‪ 16-08‬املتضمن التوجيه الفةاحي مؤرخ يف ‪ 30‬أوت ‪ ،2008‬وطبقا ملا‬
‫ورد ضمن املادة ‪ 15‬منه سابقا‪ ،‬ودون اإلخةال ابملادة ‪ 36‬من قانون التهيئة والتعمري‪ ،‬فإنه ا ميكن إلغاء‬
‫(‪)2‬‬
‫تلنيف اأراضي الفةاحية اأخرى إ ا مبوجب التنظيم‪.‬‬

‫كما نلت املشرع يف املادة ‪ 22‬من قانون التوجيه الفةاحي فنلت عل ‪ ":‬أن التصرفات الواقعة على‬
‫األراضي الفالحية أو األراضي ذات الوجهة الفالحية جيب أال تفضي إىل تغيري وجهتها الفالحية"‪،‬‬

‫فيما نلت املادة ‪ 23‬من قانون التوجيه الفةاحي عل ‪ ":‬مينع‪ ،‬حتت طائلة البطالن‪ ،‬كل تصرف واقع‬
‫على األراضي الفالحية واألراضي ذات الوجهة الفالحية يؤدي إىل تشكيل مستثمرات ذات مساحات أقل من‬
‫احلدود الدنيا اليت حتدد عن طريق التنظيم‪ ،‬اعتمادا على خمططات التوجيه الفالحي املؤسسة مبوجب املادة ‪ 8‬من‬
‫(‪)3‬‬
‫هذا القانون"‪.‬‬

‫(‪ )1‬املنشور الوزاري رقم ‪ ،558‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬


‫(‪ )2‬املادة ‪ 15‬من القانون ‪ ،16-08‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪. 08‬‬
‫(‪ )3‬املادة ‪ 22‬و ‪ 23‬من القانون ‪ ، 16-08‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص‪.08.‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪71‬‬

‫وعموما قد استهد هذا القانون توفري محاية خاصة للعقار الفةاحي وتتمثل أساسا يف ‪:‬‬

‫‪ ‬أتسيس خمططات التوجيه الفةاحي‪ ،‬واليت تعد مبثابة اإلطار املرجعي أعمال حفظ الفضاءات‬
‫الفةاحية واحملافظة عليها‪ ،‬واستغةاهلا العقةاين واستعماهلا اأفضل ضمن القدرات الطبيعية‪.‬‬
‫‪ ‬تكليف املستثمرين الفةاحيني سواء كانوا طبيعيني أو معنويني‪ ،‬اب استغةال الفعلي لألراضي‬
‫الفةاحية‪ ،‬بطريقة تضمن تنمية فةاحية مندجمة ومنسجمة ومستدامة عل املستوى احمللي والوطين‪.‬‬
‫‪ ‬عد جواز التلر يف اأراضي الفةاحية واأراضي ذات الوجهة الفةاحية‪ ،‬بشكل يؤدي إىل تغيري‬
‫وجهتها الفةاحية‪ ،‬أو كان مآل هذا التلر أن يفضي إىل تشكيل مستثمرات ذات مساحات أقل‬
‫من احلدود الدنيا‪ ،‬أو إىل جتزئتها حبيث يلعب استغةاهلا استغةا ا رريدا بسبب تشتت القط‪.,‬‬

‫اثنيا‪ :‬احلماية يف ظل القانون رقم ‪ 29-90‬و قانون رقم ‪03-10‬‬

‫‪ .1‬احلماية يف ظل قانون ‪29-90‬‬


‫إن قانون رقم ‪ 29-90‬املتعلق ابلتهيئة والتعمري – املذكور أعةاه‪ -‬و من خةال نص املادة ‪ 10‬اليت تنص‬
‫عل ما يلي‪:‬‬

‫" تشكل أدوات التعمري من املخططات التوجيهية للتهيئة والتعمري‪ ،‬وخمططات شغل األراضي‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يعترب خمطط رغل اأراضي من املخططات احمللية للتهيئة‪ ،‬اليت يلجأ إليها‬ ‫وتكون أدوات التهيئة ‪" ...‬‬
‫املشرع من أجل التخطيط لتوجهات التعمري املرسومة يف التخطيط التوجيهي للتهيئة والتعمري‪ ،‬و يعد اأداة‬
‫الثانية للتعمري اليت جاء هبا القانون ‪ ،29-90‬إىل جانب املخطط التوجيهي للتهيئة والتعمري‪ -‬لقد تطرقنا سابقا‬
‫لكيفية حتضري املخطط التوجيهي للتهيئة و التعمرب و خمطط رغل اأراضي ‪ ،-‬والذي مبوجبه قحدد حقوق‬

‫(‪ )1‬املادة ‪ 10‬من القانون ‪ ،29-90‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص‪.1654.‬‬


‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪72‬‬

‫استخدا اأراضي والبناء‪ ،‬حيث أرارت املادة ‪ 31‬من القانون ‪ 29-90‬عل أنه‪ ":‬املخطط الذي حيدد‬
‫(‪)1‬‬
‫ابلتفصيل يف إطار توجيهات املخطط التوجيهي للتهيئة والتعمري حقوق استخدام األراضي والبناء"‪.‬‬

‫اأساسية للتهيئة العمرانية من‬ ‫املخطط يف املادة املذكورة سالفا جمموعة من اأهدا‬ ‫وقد استهد‬
‫ضمنها تقرير محاية اأراضي الفةاحية ووقايتها‪ ،‬وتقييد البناء فيها بشكل يضمن ا استغةال العقةاين هلا‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫واحملافظة عل التوازانت الطبيعية من كل أركال التعدي والزحف العمراين عليها‪.‬‬

‫و ابستقراء نص املادة اأوىل من القانون ‪ 29 -90‬املتعلق ابلتهيئة و التعمري‪ ،‬فإنه يتضح أن واثئق‬
‫التعمري واملتمثلة يف املخطط التوجيهي للتهيئة والتعمري وخمطط رغل اأراضي‪ ،‬تتضمن القواعد الرامية إىل تنظيم‬
‫إنتاج اأراضي القابلة للتعمري وتكوين وحتوير املبىن يف إطار التسيري ا اقتلادي لألراضي‪ ،‬واملوازنة بني وظيفة‬
‫السكن والفةاحة واللناعة و وقاية احمليط واأوساط الطبيعية واملناظر والرتاث الثقايف والتارخيي‪ ،‬عل أساس‬
‫(‪)3‬‬
‫احرتا مبادئ وأهدا السياسة الوطنية للتهيئة العمرانية‪.‬‬

‫كما أن رخلة البناء جيب أن يراعي يف التحضري ملنحها توجيهات خمطط رغل اأراضي‪ ،‬خاصة تلك‬
‫املتعلقة مبجال محاية البيئة واحملافظة عل ا اقتلاد الوطين‪ ،‬م‪ ,‬إلزامية استشارة بعض اأرخاص العمومية يف‬
‫ذلك املنح قبل أعداد الرخلة‪ ،‬واليت من أمهها امللاحل الفةاحية عل مستوى الو اية‪ ،‬و حتما فإن محاية‬
‫اأراضي الفةاحية مدرجة ضمن أولوايهتا و مقاصدها‪ ،‬انطةاقا من أن اجلزائر تواجه ضرورة رف‪ ,‬إنتاجها‬
‫الفةاحي لتلبية حاجيات سكاهنا املتزايدة ابستمرار‪ ،‬وابلتايل ضمان أمنها الغذائي ‪ ،‬اأمر الذي قحتم علينا‬
‫(‪)4‬‬
‫ضرورة محاية هذا النوع من اأراضي‪.‬‬

‫(‪ )1‬قانون ‪ 29-90‬املتعلق ابلتهيئة و التعمري املعدل و املتمم‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫(‪ )2‬أمحد برادي‪ ،‬رتوان حنان ‪،‬آليات محاية العقار الفةاحي يف التشري‪ ,‬الفةاحي‪ ،‬جملة جيل اأحباث القانونية املعمقة‪ ،‬العدد ‪،38‬‬
‫فيفري ‪ ،2020‬ص ‪.53‬‬
‫(‪ )3‬أمحد برادي‪ ،‬رتوان حنان ‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫(‪ )4‬أمحد برادي‪ ،‬رتوان حنان ‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪،‬ص ‪.54‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪73‬‬

‫ويف هذا اإلطار فإن القط‪ ,‬اأرضية ا تكون قابلة للبناء إ ا إذا روعيت فيها بعض الشروط‪ ،‬واليت من‬
‫بينها‪:‬‬

‫‪ ‬وجوب احرتامها للحدود اليت ا تتعارض م‪ ,‬القابلية لةاستغةال الفةاحي عندما تكون عل أرض‬
‫فةاحية‪ ،‬وهو أحد التوجيهات اأساسية اليت أرار إليها املشرع اجلزائري يف إطار حتديد أدوات‬
‫التهيئة والتعمري‪ ،‬حيث اررتط احملافظة عل النشاطات الفةاحية‪ ،‬ومحاية املساحات احلساسة و‬
‫املواق‪ ,‬و املناظر‪ ،‬ابإلضافة إىل تعيني اأراضي املخللة للنشاطات ا اقتلادية وذات املنفعة‬
‫(‪)1‬‬
‫العامة‪.‬‬

‫املشرع اجلزائري من أجل إضفاء محاية أكرب وتوسي‪ ,‬دائرة ضبط املعتدين عل العقارات‬ ‫وقد أضا‬
‫الفةاحية وخمالفة الضوابط القانونية اخلاصة ابلتهيئة والتعمري‪ ،‬أعوان مكلفني ببعض مها الضبطية القضائية يف‬
‫هذا اجملال‪ ،‬كإضافة لرجال الضبط القضائي‪ ،‬املذكورين بلفة إمجالية ضمن املادة ‪ 14‬ق إ ج ج‪ ،‬وهم‪ :‬مفتشي‬
‫(‪)2‬‬
‫التعمري‪ ،‬أعوان البلدية املكلفني ابلتعمري وموظفي إدارة التعمري واهلندسة املعمارية‪.‬‬

‫كذلك ما نلت عليه املذكرة اللادرة عن املدير العا للعمران واهلندسة املعمارية‪ ،‬واليت حترص عل‬
‫من وراءها‬ ‫محاية اأراضي الفةاحية العمومية واخلاصة‪ ،‬وذلك ابنتهاج السلطات العمومية سياسة هتد‬
‫السلطات العمومية (الفةاحة‪ ،‬العمران…‪ ).‬إىل وض‪ ,‬حدا للوضعية املضرة ابلعقار الفةاحي‪ ,‬متثلت يف دعوة‬
‫كل احملافظني العقاريني إىل ا امتناع من إرهار بعض العقود‪ ،‬عل خلفية جلوء بعض اخلواص إىل بي‪ ,‬حقوق‬
‫مشاعة (‪ )..…2 300 ،2 200‬عل أراضي فةاحية ذات ملكية خاصة‪ ،‬حىت أن هذه الظاهرة أخذت يف‬
‫ا ازدايد مما قد يعرض الذمة العقارية الفةاحية للخطر‪ ،‬والغرض من هذه املعامةات هو إنشاء ختليلات غري‬
‫(‪)3‬‬
‫قانونية‪ ،‬بواسطة وكا ات عقارية وتكريسها بعقود توثيقية‪.‬‬

‫(‪ )1‬أمحد برادي‪ ،‬رتوان حنان ‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.54‬‬


‫(‪ )2‬أمحد برادي‪ ،‬رتوان حنان ‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫(‪ )3‬أمحد برادي‪ ،‬رتوان حنان ‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪74‬‬

‫وعل اعتبار أن احلقوق املشاعة املباعة هبذه الطريقة‪ ،‬انتهاكات ملساحات حمددة يف غياب اعرتاضات‬
‫وتدابري مناسبة للحفاظ عل هذه الفئة من اأراضي متخذة من طر ملاحل الفةاحة‪ ،‬العمران واجلماعات‬
‫احمللية‪ ،‬وتستعمل كأوعية لبناايت تشيد بطريقة غري قانونية ( بدون رخلة جتزئة و ا رخلة بناء)‪ ،‬مما يؤدي إىل‬
‫إنشاء أحياء فوضوية ‪ ،‬فاأمر يتعلق يف هذه احلالة مبمارسة ضارة ابلفةاحة‪ ،‬مما ينجر عنه تقليل املساحة‬
‫(‪)1‬‬
‫الفةاحية املفيدة للبةاد‪.‬‬

‫‪.2‬احلماية يف ظل القانون رقم ‪03-10‬‬


‫يف إطار احلفاظ عل اأراضي الفةاحية‪ ،‬وحرصا من املشرع اجلزائري عل توفري محاية أكثر هلا بلفتها‬
‫تدخل ضمن امللكية العامة للدولة‪ ،‬واحلد من سيطرة الفةاحني عليها‪ ،‬ابإلضافة إىل التأخر احلاصل يف النهوض‬
‫‪08‬‬ ‫هبذا القطاع احلساس‪ ،‬وفق الليغة القدمية اليت سنها املشرع اجلزائري مبقتض قانون ‪ 19-87‬املؤرخ يف‬
‫ديسمرب ‪ 1987‬يبني كيفية استغةال اأراضي الفةاحية التابعة لألمةاك الوطنية وحتديد حقوق املنتجني‬
‫وواجباهتم‪ ،‬واملتمثلة يف حق ا انتفاع الدائم‪ ،‬أصدر قانون ‪ 03-10‬املؤرخ يف‪ 15 :‬أوت ‪2010‬الذي يتضمن‬
‫رروط وكيفيات استغةال اأراضي الفةاحية التابعة لألمةاك اخلاصة ‪ ،‬الذي ألغ القانون القدمي‪ ،‬واستحدث‬
‫(‪)2‬‬
‫ما يسم حبق ا امتياز‪.‬‬

‫والذي عرفته املادة ‪ 04‬فقرة ‪ 01‬منه بقوهلا‪" :‬االمتياز هو العقد الذي متنح مبوجبه الدولة شخصاً‬
‫طبيعياً من جنسية جزائرية‪ ،‬يدعى يف صلب النص «املستثمر صاحب االمتياز» حق استغالل األراضي‬
‫الفالحية التابعة لألمالك اخلاصة للدولة‪ ،‬وكذا األمالك السطحية املتصلة هبا‪ ،‬بناء على دفرت شروط حيدد‬
‫عن طريق التنظيم‪ ،‬ملدة أقصاها (‪ )40‬سنة‪ ،‬قابلة للتجديد مقابل دفع إاتوة سنوية‪ ،‬تضبط كيفيات‬
‫حتديدها وحتصيلها وختصيصها مبوجب قانون املالية " (‪ ،)3‬حيث أنه مت حتويل حق ا انتفاع الدائم سابقا إىل‬

‫(‪ )1‬أمحد برادي‪ ،‬رتوان حنان ‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.55‬‬


‫(‪ )2‬أمحد برادي‪ ،‬رتوان حنان ‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫(‪ )3‬أمحد برادي‪ ،‬رتوان حنان ‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ص ‪.57،58‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪75‬‬

‫حق امتياز‪ ،‬عن طريق إلزا املستثمر ابخلدمة الشخلية واملباررة لألراضي التابعة للمستثمرة الفةاحية فردية‬
‫كانت أو مجاعية‪.‬‬

‫هذا املبدأ أيضا املادة ‪ 03‬من دفرت الشروط املرفق ابملرسو التنفيذي‬ ‫وقد أكدت عل‬
‫رقم ‪ 326-10‬قحدد كيفيات تطبيق هذا القانون‪ ،‬مما يعين أن املستثمر صاحب ا امتياز ملز قانوان ابخلدمة‬
‫الشخلية والفعلية لألرض الفةاحية‪ ،‬دون أن يعهد ابستغةاهلا لغريه حتت طائلة فسخ عقد ا امتياز املمنوح له‬
‫نتيجة إخةاله أبحد أهم ا التزامات القانونية امللقاة عل عاتقه وقد أحسن املشرع ما فعل عندما ألز املستثمر‬
‫الفةاحي ابإلدارة الشخلية والفعلية للمستثمرة الفةاحية اليت ينتمي إليها‪ ،‬وهذا بغية قط‪ ,‬الطريق متاما عل‬
‫املتطلعني اكتساب أراض فةاحية اتبعة للقطاع العمومي دون القيا خبدمتها بلفة رخلية ومباررة‪ ،‬أو‬
‫طمعا يف أتجريها للغري من الباطن‪ ،‬كما حدث يف ظل تطبيق أحكا القانون السابق رقم ‪ 19-87‬وهو ما‬
‫أثبته الواق‪ ،,‬وهو اأمر الذي تفطن له املشرع مبوجب القانون احلايل حتت طائلة حل الرابطة العقدية عن طريق‬
‫فسخ عقد ا امتياز املمنوح للمستثمر وابلطرق اإلدارية‪.‬‬

‫و تبعا هلذا نستنتج أن املشرع اجلزائري بتغيريه لطريقه استغةال اأرض من امللكية الكاملة اليت متنح‬
‫للمالك احلق يف استغةال الشيء واستعماله‪ ،‬ابإلضافة إىل التلر فيه جبمي‪ ,‬أركاله سواء ابلبي‪ ,‬أو اهلبة‪،‬‬
‫أو اإلجيار‪ ...‬و غري ذلك‪ ،‬إىل حق ا انتفاع فقط الذي يبيح للشخص أو اأرخاص املنتفعني ا استغةال‬
‫وا استعمال دون التلر ‪ ،‬ابإلضافة إىل حتديده ملدة زمنية حمددة قدرت ب ‪ 40‬سنة قابلة للتجديد‪ ،‬وكذا‬
‫ختليله إلاتوة تدف‪ ,‬كضريبة مقابل ا انتفاع‪ .‬أراد أن قحافظ عل أمةاك الدولة و ابخللوص اأراضي‬
‫الفةاحية من جهة‪ ،‬ويرف‪ ,‬من قيمة اإلنتاج الزراعي وا استغةال اأمثل هلذه الثروة‪ ،‬بعدما أثبتت الطريقة السابقة‬
‫(‪)1‬‬
‫املتمثلة يف ا انتفاع الدائم فشلها‪.‬‬

‫(‪ )1‬أمحد برادي‪ ،‬رتوان حنان ‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.60‬‬


‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪76‬‬

‫إضافة لذلك نلت املادة ‪ 29‬من القانون ‪ 03-10‬أنه‪ ":‬يعد إخالال ابإللتزامات املستثمر صاحب‬
‫االمتياز يف حالة‪:‬‬

‫أ‪-‬حتويل الوجهة الفالحية لألراضي و‪ /‬أو األمالك السطحية‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫ب‪-‬عدم استغالل األراضي الفالحية واألمالك السطحية خالل فرتة سنة‪"...‬‬
‫حيث تعر ابأمةاك السطحية‪ ،‬يف املادة ‪ 02‬فقرة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ ، 03-10‬عل أهنا‪" :‬يقصد‬
‫يف مفهوم هذا القانون ابألمالك السطحية جمموع األمالك امللحقة ابملستثمرة الفالحية والسيما منها املباين‬
‫واألغراس ومنشآت الري" فةا جيوز إذا التلر يف مةاحق املستثمرات الفةاحية ببيعها و ا بتعديل املباين‬
‫(‪)2‬‬
‫املوجودة فيها ابلزايدة يف مساحاهتا و ا يف زايدة حجم وارتفاع التجهيزات املوجودة داخل املستثمرة‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬احلماية القانونية لألراضي الفالحية يف ظل التعليمات‬


‫لقد تطرقنا سابقا للتعليمات املختلفة و املنارري اللادرة من اجلانب اإلجرائي اخلاص بعملية حتويل‬
‫الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‪ ،‬لنعرض اجلانب الوقائي املتمثل يف التدابري و التوصيات و الرتتيبات اخلاصة‬
‫بتوفري احلماية الةازمة للحفاظ عل طابعها الفةاحي قدر اإلمكان‪ ،‬خلوصا أما الطلبات اهلائلة إلجناز‬
‫املشاري‪ ,‬العمومية التنموية‪ ،‬و عليه سنحاول التطرق هلا عل النحو اآليت‪. :‬‬

‫أوال ‪ :‬احلماية املقررة لألراضي الفالحية يف ظل التعليمة رقم ‪ 01‬و ‪02‬‬


‫‪-1‬قبل صدور التعليمة رقم ‪:01‬‬

‫سنعرض بسرعة النلوص القانونية و ما تبعها من مراسةات و منارري أرارت يف مضموهنا لعنلر محاية‬
‫اأراضي الفةاحية و اليت كانت متوفرة قبل صدور التعليمة ‪ ، 01‬حيث تعارضت هاته اأخرية بني صرامة‬
‫و حرص و استنزا ‪:‬‬

‫(‪ )1‬لقا فهيمة‪ ،‬رهبوب هناد‪ ،‬حقوق و واجبات املستثمر الفةاحي‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل رهادة ماسرت‪ ،‬ختلص قانون عا داخلي‪،‬‬
‫ملية احلقوق و العلو السياسية‪ ،‬قسم احلقوق‪ ،‬جامعة حممد اللديق بن قحي‪ ،‬جيجل ‪ ،‬دفع ‪ ،2018-2017‬ص ص ‪.45-44‬‬
‫(‪ )2‬فاتن صربي سيد الليث ‪ ،‬نبيل أوكيد‪ ،‬املرج‪ ,‬نفسه‪ ،‬ص ‪.310‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪77‬‬

‫ففي ظل تطبيق املادة للمادة ‪ 53‬من قانون املالية ‪ 1998‬و املرسو التنفيذي ‪ – 313-03‬سابقي‬
‫الذكر‪ -‬كانت إجراءات اإلسرتجاع تعىن حبماية اأراضي الفةاحية حيث ا يتم اإلسرتجاع إ ا اأراضي‬
‫املتواجدة ضمن القطاع العمراين و بعد تطبيق القانون حبذافريه‪ ،‬و لكن كثرة املشاري‪ ,‬و الطلبات اهلائلة عل‬
‫اأوعية العقارية أنتج التعليمة رقم ‪- 15‬كما سبق القول‪ -‬و اليت مسحت إبقتطاع اأراضي الفةاحية الواقعة‬
‫اأراضي الفةاحية‪ ،‬رغم اهنا حددت الضوابط و اإلجراءات‬ ‫خارج النسيج العمراين‪ ،‬مما فتح اجملال استنزا‬
‫الواجب اختذاها أثناء عملية ا اقتطاع ‪،‬مما يبني أن احلماية كانت انقلة و خلوصا من جانب رقابة السلطات‬
‫(‪)1‬‬
‫املركزية عل أعمال اهليئات املعنية سواء عل املستوى احمللي أو املركزي‪.‬‬

‫و جاءت إرسالية رئيس احلكومة رقم ‪ 281‬اللادرة يف ‪ 02‬نوفمرب ‪ 2008‬املوجهة لوزير الفةاحة‬
‫و التنمية الريفية فيما خيص إقتطاع اأراضي املتضمنة لتوجيهات و أوامر ختص محاية اأراضي الفةاحية‪،‬‬
‫‪04‬‬ ‫فتعرض مدى احلال الذي وصلت إليه اأراضي الفةاحية حيث بلغت حليلة اإلقتطاعات بني الفرتة‬
‫ديسمرب ‪ 2005‬إىل غاية ‪ 21‬أفريل ‪ 2008‬حوايل ‪ 8000‬هكتار مقارنة ابلنسبة اإلمجالية املقدرة ب ‪ % 3.5‬من‬
‫مساحة الرتاب الوطين‪ ،‬مما يوحي بوجود ضغوط كبرية عل اأراضي الفةاحية‪ ،‬و عليه وجوب توفري احلماية‬
‫هلاته اأراضي و ذلك بتطبيق اللار للمواد ‪ 15 ،14 ،13‬من القانون ‪ ،16-08‬و أن يتقلص بشدة اللجوء‬
‫مستقبةا لألراضي الفةاحية و توجيه إجناز املشاري‪ ,‬التنموية عل أراضي غري فةاحية حىت و عن كانت وعرة‬
‫و رغم اأعباء املالية اليت ميكن أن تنجم عنها‪.‬‬

‫ليأيت بعدها املنشور الوزاري رقم ‪ 553‬املؤرخ ‪ 11‬نوفمرب ‪ 2009‬املتضمن إجراءات حتويل أو إلغاء‬
‫تلنيف اأراضي الفةاحية استعماهلا كأوعية عقارية إلجناز مشاري‪ ,‬التجهيزات التنموية‪ ،‬معتمدا كمرج‪,‬‬
‫أساسي يف ذلك عل املادة ‪ 36‬من القانون ‪ 25-90‬و املواد ‪ 14‬و ‪ 15‬من القانون رقم ‪ ،16-08‬م‪ ,‬أتكيده‬
‫عل ضرورة التطبيق اللار أحكا قانون التوجيه الفةاحي ا سيما املادة ‪ 15‬منه‪ ،‬مما يبني حرص وزير‬
‫الفةاحة عل توفري احلماية الةازمة للمساحات الزراعية‪.‬‬

‫(‪ )1‬أنظر الفلل اأول ‪ ،‬املبحث الثاين‪ ،‬املطلب اأول‪،‬الفرع اأول و الثاين‪ ،‬ص ص ‪.27-19‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪78‬‬

‫‪24‬‬ ‫كما صدرت عن اأمني العا لوزارة الفةاحة و التنمية الريفية مراسلة رقم ‪ 1737‬اللادرة يف‬
‫ديسمرب ‪ ،2009‬حتت عنوان تبديد اأراضي الفةاحية و املوجهة ملديرايت ملاحل الفةاحة‪ ،‬حيث تضمنت‬
‫التذكري ابلتعليمات اليت أبديت من قبل لتطبيق اأحكا التنظيمية املتعلقة ابملوضوع ‪ ،‬كما يعلم من خةاهلا ما‬
‫جاء عن الوزير من تعليمات املتمثلة‪ :‬يف ضرورة السهر عل محاية اأراضي الفةاحية طبقا للتشري‪ ،,‬و التحرك‬
‫الفوري ضد أي عملية غري قانونية متس ابأراضي املعنية‪ ،‬و اإلدعاء كطر مدين خبلوص هاته املخالفات‬
‫أما القضاء بعد إعةا السلطة املعنية‪ ،‬م‪ ,‬إعةا وزير الفةاحة بشكل منتظم عن أي خمالفة حتدث‬
‫(‪)1‬‬
‫مستقبةا‪.‬‬

‫نستنتج مما سبق أن الوض‪ ,‬حينها وصل إىل درجة خطرية من حيث إستغةال اأراضي الفةاحية خارج‬
‫وجهتها الفةاحية و ذلك لعد تطبيق اأحكا اخلاصة بذلك‪ ،‬مما دف‪ ,‬ابلسلطات املعنية ابللجوء إىل متابعات‬
‫القضائية اجتاه أي خمالف هلا‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪-2‬بعد صدور التعليمة رقم ‪:01‬‬

‫و بلدور التعليمة رقم ‪ 01‬اليت جاءت نتيجة حلول جتاوزات قانونية خةال عملية اإلقتطاع ‪ ،‬وضعت‬
‫ترتيبات هبذا اخللوص جعلت يف مقامها اأول أن أي حتويل لألراضي الفةاحية عن طبيعتها اأصلية يظل‬
‫حمظورا قانونيا‪ ،‬إ ا يف حالة الضرورة احلتمية خلدمة التنمية الوطنية و بقرار من السلطات املعنية‪ ،‬و وفق‬
‫الرتتيبات املذكورة سابقا – أنظر الفلل اأول‪ -‬معتربة أي مساس ابأراضي الفةاحية انتهاكا للقانون‬
‫و ملضامني هذه التعليمة سيؤدي إىل متابعات قضائية‪.‬‬

‫حيث متثلت هذه احلماية من خةال وجوب اللجوء من ابب اأولوية عند إختيار اأوعية العقارية إلجناز‬
‫املشاري‪ ,‬التنموية إىل اأراضي القابلة للتعمري‪ ،‬ليتم حتويل الربامج مىت كان ذلك ممكنا إىل البلدايت اأخرى اليت‬

‫‪)1( Le secretaire géneral du ministere de la agriculture et du devellopement rural,‬‬


‫‪lettre au directeur des services agricoles, delapidation des terres agricoles , N° 1737 delivrée‬‬
‫‪le 24/12/2009,.‬‬

‫(‪ )2‬التعليمة رقم ‪ ، 01‬املرج‪ ,‬السابق ص ص ‪.3-1‬‬


‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪79‬‬

‫تتوفر عل أراض قابلة للتعمري‪ ،‬و بعد التأكد من عد توفر هاته اأخرية يتم اللجوء إقتطاع الراضي الفةاحية‬
‫ذات مردودية متوسطة و ضعيفة ‪ ،‬و لتجعل أمر إقتطاع اأراضي الفةاحية اخللبة جدا أو اخللبة عندما‬
‫يكون اأمر ضروراي عن طريق تقدمي طلب مفلل‪.‬‬

‫مما سبق طرحه رغم التدابري و الضوابط اليت تضمنتها التعليمة من أجل محاية اأراضي الفةاحية ‪ ،‬إ ا أنه‬
‫من جانب ما تضمنته حول إمكانية اللجوء إىل اقتطاع اأراضي الفةاحية اخللبة جدا واخللبة وفق نفس‬
‫إجراءات اقتطاع اأراضي املتوسطة والضعيفة اخللوبة‪ ،‬يعترب خمالفة صرقحة للمادة ‪ 36‬من قانون التوجيه‬
‫العقاري اليت أوجبت أن يتم ذلك مبوجب قانون‪ ،‬مما يعترب إنقاصا و إجحافا يف حق محاية اأراضي الفةاحية‪،‬‬
‫مهما كانت اأسباب اليت علقت عليها ذلك‪.‬‬

‫فجاءت التعليمة الوزارية املشرتكة رقم ‪ 191‬املذكورة سالفا اهلادفة إىل حتديد إجراءات معاجلة طلبات‬
‫إقتطاع اأراضي الفةاحية املوضوعة أما اللجان الو ائية‪ ،‬ابلتذكري ابلرتتيبات الواجب إتباعها وفق ما ذكرته‬
‫التعليمة ‪، 01‬حيث أكدت عل عد اللجوء إىل استغةال اأوعية العقارية ذات الطبيعة الفةاحية إ ا بعد‬
‫التأكد من غياب أية إمكانية استغةال أراضي غري فةاحية و ذلك لعد توفر هذه اأخرية سواء داخل احمليط‬
‫العمراين املراد إجناز املشروع عليه أو يف البلدايت اأخرى‪ ،‬م‪ ,‬اللجوء إىل عقارات فةاحية داخل احمليط العمراين‬
‫(‪)1‬‬
‫فقط‪ ،‬و إستثناء خارج النطاق العمراين يف إطار و قواعد املذكورة يف هذه التعليمة الوزارية املشرتكة‪.‬‬

‫‪-3‬بعد صدور التعليمة رقم ‪:02‬‬

‫‪187‬‬ ‫جاءت تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 12‬ماي ‪ 2003‬املكملة بتعليمة الوزير اأول رقم‬
‫املؤرخة يف ‪ 20‬جوان ‪ 2013‬بعد العراقيل والتباطؤ الذي صعب تنفيذ اإلجراءات التنظيمية املعتمدة يف اقتطاع‬
‫اأراضي الفةاحية‪ -،‬كما وضحنا سابقا‪ ،-‬فمن جانب محاية املساحات الزراعية أكدت عل ضرورة التقيد‬
‫اللار يف هذا الشأن م‪ ,‬التوفيق بتوفري حاجيات املشاري‪ ,‬التنموية يف نفس الوقت و صون اأراضي الفةاحية‬
‫إىل أقل حد كشرط حتمي‪ ،‬لكن اإلجراءات املخففة حول عد إررتاط صدور مرسو وزاري مثلما نلت‬

‫(‪ )1‬أنظر الفلل اأول ‪ ،‬املبحث الثاين‪ ،‬املطلب اأول‪،‬الفرع اأول و الثاين‪ ،‬ص ص ‪.27-19‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪80‬‬

‫املادة ‪ 15‬من القانون ‪ ،16-08‬و الرتخيص للو اة ابختاذ قرار ابلغ اأمهية حىت و لو استثناء يف مشاري‪ ,‬حمددة‬
‫عل احللر‪ ،‬و لو مرة واحدة سنوية‪ ،‬يعترب انتهاكا عل القانون(‪، )1‬و ابلتايل ا خيد النقطة اأساسية و هي‬
‫محاية اأراضي الفةاحية‪.‬‬

‫ويف هذا اللدد جند أن املنشور الوزاري رقم ‪ 558‬اللادر عن وزير الفةاحة والتنمية الريفية بتاريخ‬
‫‪ ،2014/09/03‬قد أكد عل ضرورة اختاذ كل التدابري الضرورية الةازمة للتطبيق اللار للقانون من طر‬
‫السلطات احمللية‪ ،‬وابأخص مدراء امللاحل الفةاحية وحمافظي الغاابت للو اايت من أجل التدخل حلماية‬
‫اأراضي الفةاحية بلفة دائمة حملدودية مساحتها واليت ا متثل سوى ‪ %3.5‬من املساحة اإلمجالية للبةاد‪،‬‬
‫خاصة وأن هذه اأراضي قد استهلكت بشكل مفرط وغري مسبوق بسبب عملية إلغاء تلنيف اأراضي‬
‫الفةاحية وتوجيهها أغراض البناء والتلني‪ ،,‬واكتساهبا بطرق غري مشروعة‪ ،‬وبسبب خرق القوانني وتنظيمات‬
‫اجلمهورية‪ ،‬وابللجوء كذلك إىل احللول السهلة اقتطاع اأراضي الفةاحية واليت غالبا ما تكون عل حساب‬
‫اأراضي اخللبة مبا فيها املسقية واملغروسة‪ ،‬حيث ألز السلطات احمللية وابأخص مدراء امللاحل الفةاحية‬
‫وحمافظي الغاابت للو اايت ابختاذ التدابري الضرورية للتطبيق اللار للقانون مبا يف ذلك اللجوء إىل احملاكم‬
‫(‪)2‬‬
‫املختلة لوض‪ ,‬حد هلذه الوضعية‪.‬‬

‫اثنيــا‪ :‬احلماية املقررة لألراضي الفالحية يف ظل التعليمة رقم ‪03‬‬


‫نتيجة للتجاوزات اللارخة عل اأراضي الفةاحية من خةال الرتتيبات اليت أتت هبا التعليمة‬
‫رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 12‬ماي ‪ 2013‬املذكورة سلفا و اليت أجازت للو اة يف حا ات الضرورة امللحة ا استثنائية‬
‫ اقتطاع اأراضي الفةاحية احملددة عل سبيل احللر كما بيَنا سابقا‪ ،‬مت جتميد العمل ابلتعليمة رقم ‪ 02‬املؤرخة‬
‫‪2018‬‬ ‫يف ‪ 12‬ماي ‪ 2013‬مبوجب قرار اللجنة الوزارية املشرتكة خةال اجتماعها املنعقد يو ‪ 22‬ماي‬

‫(‪ )1‬الوزير اأول‪ ،‬التعليمة رقم ‪ ،02‬املرج‪ ,‬السابق ‪ ،‬ص ‪،02-01‬و اإلرسالية رقم ‪ ، 187‬املرج‪ ,‬السابق‪.‬‬
‫(‪ )2‬وزير الفةاحة و التنمية الريفية‪ ،‬وزير الداخلية و اجلماعات احمللية‪ ،‬رقم ‪ ،191‬املرج‪ ,‬السابق‪.‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪81‬‬

‫(‪)1‬صدرت التعليمة رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 24‬ماي ‪ 2018‬من وزير الداخلية و اجلماعات احمللية والتهيئة العمرانية‬
‫(‪)2‬‬
‫املتعلقة حبماية اأراضي الفةاحية‪ ،‬والذي جاء يف حمتواها‪:‬‬

‫‪ ‬إنه مين‪ ,‬من اآلن فلاعدا كل عملية حتويل للطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية سواء إبقتطاعها من‬
‫أجل مشاري‪ ,‬عمومية خارج إطارها القانوين أو إستغةاهلا خارج وجهتها الفةاحية اخلاصة عل‬
‫مستوى املستثمرات الفةاحية اجلماعية و الفردية‪،‬‬
‫‪ ‬إختاذ كل اإلجراءات الةازمة من أجل تنفيذ هذه التعليمات‪ ،‬و السهر رخليا عل عد جتسيد‬
‫أي عملية ختليص لألراضي الفةاحية لفائدة مشاري‪ ,‬عمومية كالربامج السكنية مبختلف صغيها أو‬
‫أي جتهيزات عمومية أخرى‪ ،‬و اليت جيب أن تكون من اآلن فلاعدا ضمن إطارها املرجعي املتمثل‬
‫يف أدوات التهيئة و التعمري املعمول هبا‪ ،‬و أن أي إخةال ابلنلوص القانونية و التنظيمية املتعلقة‬
‫ابأراضي الفةاحية‪ ،‬سيكون مآله املتابعة القضائية ضد أي مسؤول عن اجلرائم املرتكبة يف حق هذه‬
‫اأراضي‪،‬‬
‫‪ ‬توجيه تعليمات للملاحل الفةاحية لبمحلية املختلة من أجل تكثيف خرجاهتا امليدانية إىل‬
‫املستثمرات الفةاحية اجلماعية و الفردية لردع أي حماولة إخراجها عن طابعها الفةاحي‪ ،‬و اختاذ‬
‫اإلجراءات القانونية و التنظيمية بلورة فورية ضد كل املخالفات املرتكبة عليها‪ ،‬و عل رأسها‬
‫تشييد البناايت عليها أغراض غري فةاحية‪،‬و عد إدخار أي جهد يف مباررة املتابعات القضائية‬
‫ضد املخالفني‪.‬‬

‫من خةال هاته التعليمة‪ ،‬يظهر جليا احلرص الكبري الذي تبديه الدولة خبلوص محاية اأراضي الفةاحية‬
‫و هذا نستقيه صراحة من التعليمات اللادرة من وزير الداخلية ‪ ،‬و ذلك بداية من من‪ ,‬الو اة من الرتخيص‬
‫اإلستثنائي ‪ -‬حتويل وجهة اأراضي الفةاحية ‪ -‬الذي خولته تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 02‬إىل اأمر ابختاذ مجي‪,‬‬

‫(‪ )1‬الوزير اأول‪،‬اللجنة الوزارية املشرتكة اقتطاع اأراضي الفةاحية املنعقدة يف ‪ 22‬ماي ‪ ،2018‬املرج‪ ,‬السابق‪،‬ص ‪.02‬‬
‫(‪ )2‬وزير الداخلية و اجلماعات احمللية و التهيئة العمرانية‪ ،‬تعليمة رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 24‬ماي ‪ 2018‬املرج‪ ,‬السابق‪.‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪82‬‬

‫إجراءات املتابعة القضائية ضد كل خمالف هلاته التعليمات سواء كان مسؤو ا أو مستثمرا فةاحيا أو أي رخص‬
‫آخر‪.‬‬

‫لتلدر بعدها تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 03‬املؤرخة يف ‪ 27‬ماي ‪ 2018‬املعدلة واملتممة للتعليمتني رقم‬
‫‪ 01‬و رقم ‪ 02‬املتعلقتني ابقتطاع اأراضي الفةاحية لتلبية ا احتياجات الةازمة املرتبطة إبجناز املشاري‪ ,‬العمومية‬
‫لتقومي الوض‪ ,‬ليفرض إحرتا اأحكا املنلوص عليها‬ ‫للتنمية (‪ ، )1‬كما بينا سابقا حيث جاء حمتواها يهد‬
‫من خةاله‬ ‫يف القانون رقم ‪ 25-90‬ا سيما املادة ‪ 36‬و القانون رقم ‪ 16-08‬ا سيما املادة ‪ 15‬و اهلاد‬
‫توفري احلماية الةازمة و احلفاظ عل اأراضي الفةاحية‪ ،‬حيث وضعت ترتيبات جتسد القانونني السالفي ‪-‬‬
‫حبيث مت اإلرارة هلا ابلتفليل يف الفلل الألول‪ -‬و منها احلظر يف كل الظرو ‪ ،‬حتويل أي أرض فالحية‬
‫خصبة جدا أو خصبة ‪ ،‬مع األخذ يف احلسبان مستقبال عند إقامة املنشآت العمومية الضرورة امللحة‬
‫(‪)2‬‬
‫حلماية األراضي الفالحية اليت هي أصال اندرة ‪.‬‬

‫و مما سبق ممكن أن نقول أن تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 03‬ركزت عل نقطة أساسية أ ا و هي محاية‬
‫اأراضي الفةاحية‪ ،‬اسيما اخللبة جدا و اخللبة‪ ،‬ابلتشديد عل عد حتويلها مهما كانت اأسباب‪ ،‬و يف‬
‫حالة حتويل اأصنا اأخرى ابد من اإلحرتا و التطبيق اللار للنلوص القانونية و التعليمات املعمول هبا‪.‬‬

‫(‪ )1‬الوزير اأول‪ ،‬التعليمة رقم ‪ ، 03‬املرج‪ ,‬السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬الوزير اأول‪،‬اللجنة الوزارية املشرتكة اقتطاع اأراضي الفةاحية املنعقدة يف ‪ 22‬ماي ‪ ،2018‬املرج‪ ,‬السابق‪،‬ص ‪.02‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪83‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬املسؤولية املرتتبة عن اإلجراءات غري القانونية لتحويل الطابع الفالحي‬
‫لألراضي الفالحية‬
‫اأراضي الفةاحية أو ذات الوجهة الفةاحية يف مفهو القانون هي كل أرض تنتج بتدخل اإلنسان سنواي‬
‫أو خةال عدة سنوات إنتاجا يستهلكه البشر أو احليوان أو يستهلك يف اللناعة استهةاكا مباررا أو بعد‬
‫حتويله‪ ،‬وللحفاظ عل هذه الوظيفة لألراضي الفةاحية من‪ ,‬املشرع كل استعمال غري فةاحي أرض ملنفة‬
‫كأرض فةاحية – كما بينا سابقا‪ -‬أو ذات وجهة فةاحية إذ يلتز املستثمر الفةاحي ‪ -‬حال املستثمرة الفردية‬
‫أو املستثمرة اجلماعية ‪ -‬ابحرتا ختليص اأراضي وذلك بعد حتويلها عن وجهتها الفةاحية‪ ،‬أو أي رخص‬
‫أو هيئة أخرى‪ ،‬حيث تقو املسؤولية عل كل من خيالف ذلك‪ ،‬و يرتتب عليها عقوابت إدارية إذا كان‬
‫مستثمرا ( الفرع األول) إىل جانب عقوابت جزائية نتيجة قيا جنحة تغيري الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‬
‫(الفرع الثاين)‪ ،‬حيث سنعرضها عل النحو اآليت‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬العقوابت اإلدارية ‪:‬‬


‫نلت عليها املادة ‪ 28‬من القانون رقم ‪ 03-10‬الذي يتضمن رروط وكيفيات استغةال اأراضي‬
‫الفةاحية التابعة لألمةاك اخلاصة للدولة عل أنه ‪" :‬يرتتب على كل إخالل من املستثمر صاحب االمتياز‬
‫ابلتزاماته أن يعاينه حمضر قضائي طبقا للقانون‪ ،‬اعذاره من الديوان الوطين لألراضي الفالحية حىت ميتثل‬
‫ألحكام هذا القانون ودفرت الشروط وااللتزامات التعاقدية‪ .‬ويف حالة عدم امتثال املستثمر صاحب‬
‫االمتياز‪ ،‬بعد انقضاء األجل املذكور يف اإلعذار املبلغ قانوان‪ ،‬تقوم إدارة األمالك الوطنية‪ ،‬بعد إخطار من‬
‫(‪)1‬‬
‫الديوان الوطين لألراضي الفالحية‪ ،‬بفسخ عقد االمتياز ابلطرق اإلدارية"‪.‬‬

‫نةاحظ من خةال هذه املادة أن ملاحل الديوان الوطين لألراضي الفةاحية تقو إبعذار املعين لينفذ‬
‫اإللتزامات املققرة له قانوان‪ ،‬بعد معاينة يقو هبا احملضر القضائي‪.‬‬

‫(‪ )1‬املادة ‪ 28‬من القانون ‪ ،03-10‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.07‬‬


‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪84‬‬

‫يف حالة عد ا امتثال لذلك تقو ملاحل مديرية اأمةاك الوطنية‪ ،‬بتسجيل حا ات ا اعتداءات عل‬
‫اأراضي الفةاحية‪ ،‬ليتم عرض هاته التجاوزات عل اللجان الو ائية املختلة من أجل الفلل فيها‪ ،‬و ذلك‬
‫بعد إخطار الديوان الوطين لألراضي الفةاحية‪ ،‬دون اللجوء إىل اجلهات القضائية‪ ،‬لتقو اللجنة املختلة بفسخ‬
‫(‪)1‬‬
‫العقد اإلداري‪.‬‬

‫و يكون فسخ عقد اإلمتياز قابةا للطعن أما اجلهة القضائية املختلة يف أجل رهرين (‪ )02‬إبتداء من‬
‫اتريخ تبليغ فسخ هذا العقد ابلطرق اإلدارية‪ ،‬وفق ما نلت عليه الفقرة ‪ 03‬من املادة سالفة الذكر‪.‬‬

‫هذه اإلجراءات وان كانت تبدو من الوهلة اأوىل بسيطة وسهلة التطبيق إ ا أنه يف حقيقة اأمر حسب‬
‫رأي البعض فإن الوض‪ ,‬الكارثي الذي آلت إليه اأراضي الفةاحية‪ ،‬سببها هذه اإلجراءات اليت حتدث فيها‬
‫(‪)2‬‬
‫الكثري من التةاعبات ابخللوص عل مستوى املديرايت الو ائية للفةاحة‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬العقوابت اجلزائية جنحة تغيري الطابع الفالحي لألراضي الفالحية‬
‫ابإلضافة إىل العقوابت اإلدارية‪ ،‬قرر املشرع عقوابت جزائية لكل من يعتدي عل اأراضي الفةاحية‪،‬‬
‫إذ نلت عليها املادة ‪ 87‬من قانون التوجيه الفةاحي أبن‪" :‬يعاقب ابحلبس من سنة إىل مخسة سنوات‬
‫وبغرامة و بغرامة من من مائة ألف دينار ‪100.000‬دج إىل مخسمائة ألف دينار ‪ 500.000‬دج‪ ،‬كل من‬
‫يغري الطابع الفالحي ألرض مصنفة فالحية أو ذات وجهة فالحية ‪ ،‬خالفا ألحكام املادة ‪ 14‬من هذا‬
‫القانون"‪.‬‬

‫ومل يغفل املشرع اجلزائري حالة التعدي و استيةاء اأرخاص املعنوية العامة عل اأراضي الفةاحية‬
‫فنلت املادة ‪ 89‬من نفس القانون عل أنه‪ " :‬ميكن أن يكون الشخص املعنوي مسؤوال جزائيا عن اجلرائم‬
‫املنصوص عليها يف هذا القانون‪ ،‬وفقا ألحكام املادة ‪ 51‬مكرر من قانون العقوابت‪.‬‬

‫(‪ )1‬املنشور الوزاري ‪ ،2018/6189‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ص ‪ 08‬و ‪.11‬‬


‫(‪ )2‬فاتن صربي سيد الليث ‪ ،‬نبيل أوكيد‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.309‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪85‬‬

‫ويعاقب بغرامة ال تقل عن ‪ 04‬مرات عن احلد األقصى للغرامة احملددة للشخص الطبيعي‬
‫املنصوص عليها يف أحكام املادتني ‪ 87‬و ‪ 88‬و يتعرض إىل واحدة أو أكثر من العقوابت التكميلية‬
‫املنصوص عليها يف املادة ‪ 18‬مكرر من قانون العقوابت"‪.‬‬

‫ولقد حاول املشرع التشديد يف هذه العقوابت يف حالة العود إذ نلت املادة ‪ 90‬من القانون‬
‫رقم‪ 08 - 16‬املتضمن التوجيه الفةاحي‪ ،‬عل أنه‪" :‬يف حالة العود تضاعف العقوابت املنصوص عليها يف‬
‫هذا القانون‪".‬‬

‫وما يةاحظ عل هذه العقوابت أهنا ضئيلة جدا خلوصا الغرامات‪ ،‬و ا تردع السماسرة عن جين أموال‬
‫طائلة يف مقابل حتويل اأراضي الفةاحية عن وجهتها احلقيقية‪ ،‬أو البناء عليها وبي‪ ,‬السكنات املنشأة عليها‪،‬‬
‫فضةا عن اأضرار الكبرية اليت تلحق اب اقتلاد والتنمية(‪، )1‬هذا من جانب ‪.‬‬

‫و من جانب آخر مل جتر بنص خاص اأرخاص أو اهليئات املسؤولة عل حتويل اأراضي الفةاحية‬
‫من أجل إجناز املشاري‪ ,‬العمومية التنموية إذا قامت هاته اأخرية مبخالفة اإلجراءات و القوانني املتعلقة بذلك‪،‬‬
‫حيث يتم مقاضاهتا وفق اإلجراءات العامة املتعار عليها و توق‪ ,‬عليها العقوبة املقررة لذلك‪ ،‬مما يرتك اجملال‬
‫هذه اأراضي و التهرب من املسؤولية‪ ،‬مما ا جيسد الردع الكايف إلحرتا النلوص القانونية‬ ‫مفتوحا لةاستزا‬
‫اخلاصة بذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬فاتن صربي سيد الليث ‪ ،‬نبيل أوكيد‪ ،‬املرج‪ ,‬السابق‪ ،‬ص ‪.309‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية و آليات محايتها‬
‫‪86‬‬

‫خالصة الفصل‬
‫كخةاصة بسيطة هلذا الفلل‪ ،‬فإن اآلاثر املرتتبة عل حتويل اأراضي الفةاحية‪ ،‬تتمثل يف إقرار بعض‬
‫احلقوق للاحب اأرض املستقطعة و منح الدولة سلطات عل هاته اأخرية‪ ،‬حيث تتمثل ‪:‬‬

‫اأوىل يف حق التعويض العادل و املنلف للاحب املستثمرة اليت مت اقتطاعها‪ ،‬حبيث يتم حتديده‬
‫و تقييمة وفق معايري و قواعد تقنية معينة‪ ،‬كما مينح له احلق يف تقدمي طلب ا اسرتجاع الكامل لألمةاك‬
‫لفائدة الدولة نتيجة فقدان أمهيتها أو الفائدة املرجوة من وجودها‪ ،‬و ابملقابل أيضا حق اسرتجاع هاته اأرض‬
‫عن طريق تقدمي طلب بذلك ابستخدا حق الشفعة‪ ،‬عندما بتعني عل الدولة التنازل عنها كامةا أو جزء منها‬
‫ اجناز مشروع إستثماري‪،‬‬

‫أما الثانية متنح الدولة سلطات عل هذه اأراضي الفةاحية املسرتجعة‪ ،‬حيث تتمثل يف سلطة‬
‫التخليص من أجل إجناز مشاري‪ ,‬حتقق النف‪ ,‬العا ‪ ،‬و سلطة التنازل اجناز املشاري‪ ,‬ا استثمارية سواء‬
‫للاحب ا انتفاع إذا مارس حق الشفعة و تعهد إبجناز املشروع ا استثماري‪ ،‬أو أي مستثمر كان طبيعيا‬
‫أو معنواي‪.‬‬

‫أما خبلوص محاية اأراضي الفةاحية‪ ،‬قامت الدولة عن طريق جهازيها التشريعي و التنظيمي إبصدار‬
‫جمموعة من القوانني ‪-‬ق‪.‬ت‪.‬ع و ق‪.‬ت‪.‬ف‪، -‬و املراسيم ‪ -‬مرسوم التنفيذي رقم ‪، -313-03‬و املنارري‬
‫‪-‬كمنشور وزاري رقم ‪ -553‬و التعليمات ‪ -‬تعليمة الوزير األول رقم ‪ 01‬و ‪ 02‬و ‪ -03‬وغريها حماولة‬
‫توفري كل التدابري و اآلليات الةازمة للمحافظة عل اأراضي الفةاحية من جهة‪ ،‬و توفري اأوعيىة العقارية‬
‫إلجناز املشاري‪ ,‬التنموية من جهة أخرى‪ ،‬إ ا أن هاته الرتسانة القانونية من جانب كان بعضها جمرد نلوص‬
‫نظرية مل يتم تطبيقها رغم ما توفره من محاية لألراضي الزراعية ا سيما املادة ‪ 36‬من ق‪.‬ت‪.‬ع أو مت تطبيقها‬
‫اأوعية الفةاحية مثل تعليمة الوزير اأول رقم‬ ‫ابحتشا كاملادة ‪ 15‬من ق‪.‬ت‪ ، .‬أو كانت سببا يف استنزا‬
‫‪ ، 02‬أو وضعت حدا ملخالفة القانون حماولة حتقيق هاته احلماية‪ ،‬رغم وجود بعض النواقص كالتعليمة الوزير‬
‫اأول رقم ‪.03‬‬
‫خات ـمة‬
‫خامتة‬
‫‪88‬‬

‫تناولنا يف هذه الدراسة‪ ،‬موضوعا آنيا يف السياسة العقارية و املتمثل يف اآلليات القانونية لتحويل الطاب‪,‬‬
‫الفةاحي لألراضي الفةاحية‪ ،‬حيث تعترب اأراضي الفةاحية امللدر الرئيسي و الوحيد للغذاء يف العامل‪،‬‬
‫و تسع مجي‪ ,‬الدول للمحافظة عليه‪ ،‬إ ا أنه و للضرورة احلتمية جلأت الدولة إىل إستعمال هاته اأراضي‬
‫كأوعية عقارية إلجناز خمتلف املشاري‪ ,‬اليت ختد اللاحل العا ‪ ،‬نتيجة الطلب اهلائل و املتزايد يوميا هلا‪،‬بزايدة‬
‫ا اتساع العمراين و السكاين‪ ،‬و نتيجة للتطور اإلقتلادي و ا اجتماعي‪.‬‬

‫و لكي ا تطبق هاته العملية بطريقة عشوائية‪ ،‬إذ حاولت الدولة حتديد اآلليات القانونية السليمة لتنظيم‬
‫عملية حتويل اأراضي الفةاحية‪ ،‬من خةال إصدار العديد من النلوص القانونية و التنظيمية‪ ،‬لتوفري احلماية هلا‬
‫و حىت ا ترتك الباب مفتوحا استغةاهلا دون مراعاة خللوصيتها و أمهيتها اليت ا تقارن‪.‬‬

‫و لدراسة هاته اآلليات القانونية اخلاصة بتحويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية‪ ،‬تناولنا اإلجراءات‬
‫التشريعية لتحويل اأراضي الفةاحية سواء كانت خلبة جدا و خلبة أو متوسطة و ضعيفة اخللوبة أو ذات‬
‫طبيعة وقفية‪ ،‬م‪ ,‬توضيح اإلجراءات التنظيمية عرب املراحل اليت مرت هبا من حيث إصدارها لغاية آخر تنظيم‬
‫املتمثل يف تعليمة الوزير اأول رقم ‪ ،03‬و هذا ملا استدعته الظرو املناسبة لكل مرحلة تداولت عل إقتطاع‬
‫اأراضي الفةاحية‪.‬‬

‫و يف هذا اللدد كان ابد من أن يرتتب آاثر عل عملية التحويل‪ ،‬حيث مست هاته اأخرية املعين‬
‫صاحب اأرض اب اقتطاع فأكسبته حقوقا منها التعويض‪ ،‬كما مست الدولة أيضا أبن منحتها سلطات عل‬
‫اأراضي اليت مت إقتطاعها و أعطتها حق التلر فيها وفق ما يسمح به القانون‪ ،‬إ ا أن املشرع عند وضعه‬
‫هلاته اآلليات تفطن لضرورة توفري احلماية لألراضي الزراعية حىت ا تكون العملية مفتوحة دون قيد يذكر‪،‬‬
‫فوضعت تدابري و ضوابط ابد من إحرتامها أثناء تطبيق اإلجراءات اخلاصة ابإلقتطاع وصلت حلد املتابعة‬
‫القضائية‪.‬‬

‫و عليه متخضت دراستنا إىل جمموعة من النتائج و ا اقرتاحات و التوصيات‪ ،‬و اليت سنعرضها عل‬
‫التوايل‪:‬‬
‫خامتة‬
‫‪89‬‬

‫النتائج‪:‬‬
‫‪ ‬اأصل أو القاعدة العامة هي حمافظة اأراضي الفةاحية عل طابعها الفةاحي‪ ،‬و إستثناء جيوز تغيري‬
‫وجهتها الفةاحية يف حالة الضرورة امللحة وفق رروط و ترتيبات معينة‪.‬‬
‫‪ ‬إن عملية حتويل اأراضي الفةاحية اخللبة جدا و اخللبة ا تكون إ ا وفق قانون‬
‫( املادة ‪ 36‬ق‪.‬ت‪.‬ع) ‪ ،‬أما املتوسطة و ضعيفة اخللوبة تكون مبوجب صدور مرسو وزاري‬
‫( املادة ‪ 15‬من ق‪.‬ت‪.) .‬‬
‫إن عملية إدماج اأراضي الفةاحية الوقفية ضمن اأراضي العمرانية ( وفق املادة ‪ 26‬مكرر ‪ 03‬من ق‪.‬أ)‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،‬ا تؤدي إىل تغيري وجهة اأرض الفةاحية الوقفية بل تدمج هذه اأراضي الفةاحية الوقفية ضمن‬
‫احمليط العمراين م‪ ,‬ررط احملافظة عل طبيعتها الفةاحية‪ ،‬كما أن عملية تغيري وجهة امللك الوقفي‪ ،‬هي‬
‫عملية مستقلة عن عملية إدماج اأراضي الفةاحية الوقفية‪ ،‬إذ أن اأصل هو احملافظة عل طبيعة اأرض‬
‫الفةاحية‪ ،‬واستثناء متكني املوقو عليهم من تغيري وجهة الوقف الذي قلت منفعته أو انعدمت م‪ ,‬عد‬
‫القدرة عل إصةاحه‪.‬‬
‫خةال عملية "اإلسرتجاع" كان اأمر مقلورا عل اسرتجاع اأراضي الواقعة ضمن القطاع العمراين‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫لينتقل اأمر خةال عملية "اإلقتطاع" لضم اأراضي الفةاحية اخلارجة عن املناطق العمرانية والبعيدة عنها‬
‫فشج‪ ,‬عل إعادة مراجعة املخططات التوجيهية للتهيئة والتعمري للبلدايت عل حساب اأراضي‬
‫الفةاحية‪ ،‬مما مكن من إغتلاهبا وحتويل وجهتها الفةاحية‪.‬‬
‫اآلليات القانونية اجملسدتني ميدانيا يف عملييت "اإلسرتجاع" و"اإلقتطاع" ختالفان أحكا القانونني‬ ‫‪‬‬
‫‪ 16-08‬و‪ 25-90‬الذين يشكةان اإلطار القانوين اللار الذين قحميان اأراضي الفةاحية و إطار‬
‫عملية إجناز املشاري‪ ,‬العمومية للتنمية رغم صدرومها بعد العمليتني‪.‬‬
‫يتم حتويل الطاب‪ ,‬الفةاحي لألراضي الفةاحية ضمن حالتني‪ :‬اأوىل اخلاصة إبجناز املشاري‪ ,‬العمومية‬ ‫‪‬‬
‫و التنموية لسد احلاجيات العامة و الثانية املتعلقة اب استثمارات كبناء السكنات و التجهيزات يف إطار‬
‫املستثمرات الفةاحية‪.‬‬
‫خامتة‬
‫‪90‬‬

‫متيزت بعض املنارري ابلوض‪ ,‬القانوين السليم‪ ،‬كاملنشور الوزاري رقم ‪ ،553‬حيث كان مضمونه متماريا‬ ‫‪‬‬
‫م‪ ,‬املواد ‪ 36‬من ق‪.‬ت‪.‬ع و ‪ 15‬من ق‪.‬ت‪ ، .‬مقارنة ابملنشور الوزاري ‪ 244‬امللغي له و الذي‬
‫تضمن توقيف العمل ابملادة ‪ ،15‬مما ميثل تعد صريح عل مبدأ تدرج القوانني‪ ،‬كما اتسمت الرقابة‬
‫خةال هذه الفرتة ابلرقابة الضيقة حيث كان ا اختلاص منحلرا عل املستوى احمللي من جهة و من‬
‫حيث أعضاء اللجنة من جهة أخرى‪.‬‬
‫جاءت تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 01‬كمرحلة انتقالية لغاية صدور تعديل لقانون التوجيه الفةاحي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫و نلت كقاعدة عامة ابحلظر القانوين عل أي حتويل لألراضي الفةاحية خارج طابعها اأصلي‬
‫و استثاء يف حالة الضرورة و يتم التحويل من قبل السلطات احمللية و الوزارية املؤهلة‪ ،‬إ ا أهنا مسحت‬
‫ابقتطاع اأراضي الفةاحية اخللبة جدا و اخللبة وفق نفس إجراءات اأراضي ذات اخللوبة املتوسطة‬
‫أو الضعيفة‪ ،‬مما يعترب انتهاكا صرقحا للمادة ‪ 36‬من ق‪.‬ت‪.‬ع‪ ،‬مما جيعله فعةا غري مربر و ا ميكن‬
‫تفسريه إ ا أبن له بعدا سياسيا املتمثل يف جتنب املرور عل رقابة الربملان‪.‬‬
‫أسست تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 01‬جهاز ملراقبة اللجوء إىل اأراضي الفةاحية متمثل يف اللجنة التقنية‬ ‫‪‬‬
‫القطاعية املشرتكة و جلنة وزارية املشرتكة‪.‬‬
‫تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 02‬قامت بتحقيق اإلجراءات املتعلقة إبقتطاع اأراضي الفةاحية‬ ‫‪‬‬
‫و الرتخيص للو اة استثناء عل حيازة اأراضي الفةاحية من أجل إجناز املشاري‪ ,‬ذات الضرورة امللحة مرة‬
‫واحدة يف السنة ‪ ،‬ليفلل فيه بقرار يكرس احقا مبرسو تنفيذي‪ ،‬و هذا يعترب إنتهاكا صرقحا اجنر عنه‬
‫ا استنزا الكبري لألراضي الفةاحية النادرة بطبيعتها‪.‬‬
‫جاءت تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 03‬إلصةاح وتقومي ما خلفته التجاوزات اليت تضمنتها كل من‬ ‫‪‬‬
‫التعليمتني ‪ 01‬و ‪ ،02‬و ذلك بوض‪ ,‬ترتيبات صارمة أمهها فرض إحرتا اأحكا اخلاصة ابلقانونني‬
‫‪ 25-90‬و ‪ ( 16-08‬ا سيما املادتني ‪ 36‬و ‪ 15‬عل التوايل)‪ ،‬و توفري احلماية الةازمة للحفاظ عل‬
‫اأراضي الفةاحية‪.‬‬
‫يبدو من خةال اإلطار القانوين و التنظيمي الذي وضعته الدولة ملعاجة قضية توفري اأوعية العقارية لسد‬ ‫‪‬‬
‫حاجيات املشاري‪ ,‬التنموية عرب إقتطاع اأراضي الفةاحية‪ ،‬متسما ابلتناقض بني مطبق و منتهك‪ ،‬حيث‬
‫خامتة‬
‫‪91‬‬

‫أنه من اجلانب النظري كان متشبعا إ ا أنه من اجلانب التطبيقي رابه الكثري من النواقص و املخالفات‪،‬‬
‫يف ظل غياب نلوص تنظيمية تضبط عملية اإلقتطاع‪ ،‬مما أدى إىل ا استغةال الواس‪ ,‬لألراضي فةاحية‬
‫خارج وجهتها الفةاحية‪.‬‬
‫حتديد قيمة التعويض ضمن قرارات اإلقتطاع ررط أساسي للحته ويتم تقييمه وفق القواعد التقنية‬ ‫‪‬‬
‫التقليدية كطريقة املقارنة أو املردودية‪ ،‬إىل جانب ذلك ا يدف‪ ,‬مبلغ التعويض املستحق للمعين إ ا بعد‬
‫دف‪ ,‬اإلاتوة حق اإلنتفاع اإلمجايل و صبه يف الناتج الوطين للدولة‪.‬‬
‫كذلك ابلرغم من تعديل وتتميم التعليمتني رقم ‪ 01‬و‪ 02‬ابلتعليمة رقم ‪ 03‬لسنة ‪ ،2018‬وإستبعادها‬ ‫‪‬‬
‫أراضي املستثمرات الفةاحية الفردية واجلماعية واأراضي اخللبة جدا واخللبة من عملية اإلقتطاع‪ ،‬إ ا‬
‫أهنا مل حتمل احلماية الكافية لألراضي الفةاحية التابعة لألمةاك اخلاصة للدولة اأخرى‪.‬‬
‫حاولت السلطات التشريعية و التنظيمية توفري احلماية لألراضي الفةاحية و صوهنا‪ ،‬وصلت حلد‬ ‫‪‬‬
‫العقوابت اجلزائية ضد أي خمالف لذلك‪ ،‬إ ا أنه كان دائما غلب اجلانب التنظيمي يف التطبيق عل‬
‫اجلانب التشريعي‪ ،‬مما مثل خرقا صارخا للقانون‪ ،‬اعرتفت به السلطات ذاهتا يف مضمون التعليمة رقم‬
‫‪.03‬‬
‫خامتة‬
‫‪92‬‬

‫االقرتاحات‪:‬‬
‫‪ ‬عل املشرع اجلزائري وض‪ ,‬نلوص قانونية صارمة خبلوص اقتطاع اأراضي الفةاحية‪ ،‬من جهة‬
‫اإلجراءات و الرتتيبات اليت ختض‪ ,‬هلا عملية اإلقتطاع و من جهة النلوص اخلاصة ابلردع و معاقبة‬
‫املخالفني و املسؤولني بعقوابت صارمة ضمن نلوص خاصة هباته النقطة –مثلما خصصت قوانني‬
‫كقانون الفساد و مكافحته‪ -‬م‪ ,‬تشديد العقوبة عل املسؤولني‪ ،‬أهنم هم من لديهم السلطة يف‬
‫اختاذ القرارات هبذا الشأن‪ ،‬و ابلتايل توفري احلماية الضرورية للمحافظة عل اأراضي الفةاحية‪.‬‬
‫‪ ‬السهر عل التطبيق احلقيقي للقوانني و عد انتهاكها إبنشاء مؤسسات خارجة من القطاع املعين‬
‫ابلعملية‪ ،‬تكون مستقلة متاما مهمتها هي املراقبة و املتابعة الفعلية للتطبيق اللار للقوانني‬
‫و التنظيمات اللادرة عن السلطات املعنية م‪ ,‬إعطائها السلطة يف ا ادعاء كطر مدين أما القضاء‬
‫ضد املخافني‪.‬‬
‫‪ ‬ابد عل اهليئات املعنية ابلعملية أخذ اأمر عل حممل اجلد بتطبيق القانون و اإلجراءات‬
‫و التعليمات اخلاصة بعملية التحويل فةا يكفي الرقابة املركزية‪ ،‬فالكل مسؤول من موقعه يف احلفاظ‬
‫عل هذا املورد غري املتجدد إجتاه اأجيال القادمة‪.‬‬
‫‪ ‬إجياد حلول إجتاه إقتطاع اأراضي الفةاحية ابلبحث عل البديل ‪-‬كالتوجه حنو اجلنوب ا اراضي‬
‫اللحراوية‪ ،-‬و لو كلفت هاته احللول الدولة مبالغ طائلة فالعقار الفةاحي مورد حيوي غري متجدد و‬
‫ابلتايل ا ميكن املواصلة هباته الوترية و إ ا نفقد العنلر اأساسي لدى مجي‪ ,‬الدول‪ ،‬أ ا و هو املورد‬
‫القائم عل ضمان اأمن الغذائي للبةاد‪ ،‬و ابلتايل فقدان ا استقرار الذي هو عماد أي دولة‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ ‬تبين خطط حتسيسية لنشر الوعي لدى اجلمهور أبمهية اأراضي الفةاحية و دورها يف أتمني الغذاء‬
‫و احلفاظ عل استقرار البةاد الداخلي و اخلارجي‪.‬‬
‫‪ ‬دعوة املختلني و خاصة الباحثني من اأساتذة اجلامعيني سواء كانوا من علم ا اقتلاد أو اجليولوجيا‬
‫أو القانون أو من أي ختلص‪ ،‬إلجراء املزيد من الدراسات يف هذا املوضوع و ذلك إلثرائه و الكشف‬
‫عن عيوبه العملية و روائبه و نواقله م‪ ,‬إعطاء احللول املوائمة كل عل حسب ختلله ‪ ،‬اليت تتناسب‬
‫م‪ ,‬الظرو املختلفة اليت متر هبا البةاد‪ ،‬م‪ ,‬اقرتاح التعديةات اليت تساهم يف تكوين منظومة قانونية‬
‫متكاملة خاصة تضمن التطبيق اأفضل هلا‪ ،‬لتضمن املللحة العامة و اخلاصة معا‪.‬‬
‫املالحق‬
‫قائمة املراجع‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪95‬‬

‫املراجع‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬ابللغة العربية‬
‫‪ .I‬الكتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬الكتب العامة‪:‬‬
‫‪ -1‬وهبة الزحيلي‪ ،‬موسوعة الفقـه اإلسـةامي والقضـااي املعاصـرة‪ ،‬دار الفكـر العربـي‪ ،‬دمشق ‪ ،‬اجلزء التاس‪،,‬‬
‫‪.2010‬‬
‫ب‪ -‬الكتب املتخصصة‪:‬‬
‫معوض عبد التواب‪ ،‬اإلصةاح الزراعي‪ ،‬د ر ط‪ .‬دار الكتاب احلديث‪.1993 ،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫حممد حسن قاسم‪ ،‬امللكية الزراعية‪ ،‬اإلجيار الزراعي‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪1997‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ماعني رامة‪ ،‬النظا القانوين اجلزائري للتوجيه الفةاحي‪ ،‬ب‪.‬ط‪ ،‬دار هومه‪ ،‬بوزريعة‪ ،‬اجلزائر ‪2003‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ .II‬الرسائل العلمية و املذكرات اجلامعية‪:‬‬
‫أ‪-‬الرسائل العلمية‪:‬‬
‫‪ -1‬محدان جيةايل‪ ،‬اإلجراءات اإلدارية لنزع امللكية للمنفعة العامة‪ ،‬أطروحة دكتوراة‪ ،‬جامعة جيةايل اليابس‬
‫سيدي بلعباس ‪ ،‬السنة اجلمعية ‪.2018-2017‬‬
‫‪ -2‬خمتار حديد‪ ،‬العقار من الندرة وسوء التسيري إىل حتمية انتهاج أسلوب التخطيط‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬فرع‬
‫التخطيط والتنمية‪ ،‬كلية العلو االقتلادية وعلو التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪2002-2001،‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪96‬‬

‫ب‪-‬املذكرات اجلامعية‪:‬‬
‫لقا فهيمة‪ ،‬رهبوب هناد‪ ،‬حقوق و واجبات املستثمر الفةاحي‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل رهادة ماسرت‪،‬‬ ‫‪.III‬‬
‫ختلص قانون عا داخلي‪ ،‬ملية احلقوق و العلو السياسية‪ ،‬قسم احلقوق‪ ،‬جامعة حممد اللديق بن قحي‪،‬‬
‫جيجل ‪ ،‬دفع ‪،2018-2017‬‬
‫‪ .IV‬املقاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬أمحد برادي‪ ،‬رتوان حنان ‪،‬آليات محاية العقار الفةاحي يف التشري‪ ,‬الفةاحي‪ ،‬جملة جيل اأحباث القانونية‬
‫املعمقة‪ ،‬العدد ‪ ،38‬فيفري ‪،2020‬‬
‫‪ -2‬إقلويل صافية‪ ،‬املخطط التوجيهي للتهيئة و التعمري و خمطط رغل اأراضي يف ظل القانون ‪ ،29-90‬اجمللة‬
‫اجلزائرية للعلو القانونية و ا اقتلادية و السياسية‪ ،‬اجمللد ‪ ،50‬رقم‪2013/05/05،06‬‬
‫‪ -3‬آسية هتشان‪ ،‬اسرتجاع الدولة لألراضي الفةاحية التابعة هلا وإدماجها يف القطاع العمراين‪ ،‬جملة دائرة البحوث‬
‫و الدراسات القانونية و السياسية‪ ،‬العدد ‪،01‬جانفي ‪.2017‬‬
‫‪ -4‬زريقي أمينة‪،‬بن عزوز فتيحة‪،‬رروط و صيغ استغةال العقارات الوقفية العامة املوجه اجناز مشاري‪,‬‬
‫استثمارية‪ ،‬جملة نومريوس اأكادميية‪ ،‬اجمللد ‪ ،02‬ع ‪.2021/06/01 ،02‬‬
‫‪ -5‬سفيان سوامل‪ ،‬حتويل و إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية – بني مقتضيات احلماية و متطلبات التنمية‪ ،‬جملة‬
‫ا اقتلاد و القانون‪،‬العدد‪.2020، 07‬‬
‫‪ -6‬فاتن صربي سيد الليثي‪،‬نبيل أوكيد‪ ،‬اإلطار القانوين للبناء عل العقار الفةاحي‪ ،‬جملة العلو اإلنسانية ‪ ،‬اجمللد‬
‫‪،31‬العدد ‪ ،03‬ديسمرب ‪،2020‬‬
‫‪ -7‬عز الدين وداعي‪ ،‬إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية التابعة لألمةاك الوطنية‪ :‬بني احلماية و جتسيد املشاري‪,‬‬
‫العمومية للتنمية‪ ،‬جملة الباحث للدراسات اأكادميية‪ ،‬اجمللد ‪ ،07‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪. 2020‬‬
‫‪ -8‬ليلي زروقي‪ ،‬عمر محدي ابرا‪ ،‬املنازعات العقارية – يف ضوء آخر التعديةات و أحدث اأحكا ‪ ،‬طبعة‬
‫جديدة ‪ ،2015‬دار اهلومة للطباعة و النشر‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪ -9‬حممد اللاحل بلعقون‪ ،‬إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحبة التابعة لألمةاك اخلاصة للدولة إلجناز املشاري‪,‬‬
‫العمومية التنموية‪ ،‬حوليات جامعة اجلزائر ‪ ،01‬اجمللد ‪ ، 34‬العدد ‪ ،01‬مارس ‪ ،2020‬موق‪ ,‬جملة الباحث‬
‫للدراسات اأكادميية‪ ،‬العدد ‪.03‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪97‬‬

‫النصوص القانونية‪:‬‬ ‫‪-11‬‬

‫أ‪ -‬الدساتري‪:‬‬
‫دستور ‪ ، 2020‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬املؤرخ يف ‪ 30‬ديسمرب ‪ ،2020‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪.82‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب‪ -‬النصوص التشريعية‪:‬‬
‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 19-87‬املؤرخ يف ‪ 8‬ديسمرب ‪ 1987‬املتضمن ضبط كيفيات استغةال اأراضي الفةاحية‬
‫التابعة لألمةاك الوطنية وحتديد حقوق املنتجني وواجباهتم‪ ،‬ج ر ‪ ،‬العدد عدد ‪ ،50‬ص ‪ ،1918‬امللغاة‬
‫أحكامه مبوجب القانون رقم ‪ 03-10‬املؤرخ يف ‪ 15‬غشت ‪ ،2010‬الذي قحدد رروط وكيفيات‬
‫استغةال اأراضي الفةاحية التابعة لألمةاك اخلاصة للدولة‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪. 46‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 25-90‬املؤرخ يف أول مجادى اأوىل عا ‪1411‬ه املوافق ل ‪ 18‬نوفمرب ‪،1990‬‬
‫املتضمن قانون التوجيه العقاري‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪.49‬‬
‫‪ -3‬القانون ‪ ،29-90‬املؤرخ يف ‪ 01‬ديسمرب ‪ 1990‬يتعلق ابلتهيئة و التعمري‪ ،‬العدد ‪.52‬‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ 10 -91‬املؤرخ يف ‪ 27‬أبريل املتعلق ابأوقا ‪ ،1991‬املعدل و املتمم ابلقانون رقم ‪-01‬‬
‫‪ 07‬املؤرخ يف ‪ 22‬مايو سنة ‪ ، 2001‬ج‪.‬ر العدد ‪.29‬‬
‫‪ -5‬قانون رقم ‪ 02-97‬املؤرخ يف ‪ 31‬ديسمرب ‪ 1997‬يتضن قانون املالية لسنة ‪ ، 1998‬ج‪.‬ر‪،‬‬
‫العدد ‪.89‬‬
‫‪ -6‬القانون ‪ 16-08‬املؤرخ يف ‪ 01‬رعبان ‪ 1429‬املوافق ‪ 03‬غشت سنة ‪ 2008‬املمتضمن التوجيه‬
‫الفةاحي‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪.46‬‬

‫ج‪ -‬املراسيم التنفيذية‪:‬‬


‫‪ -1‬املرســو التنفيذي رق ــم ‪ 177-91‬املؤرخ يف ‪ 28‬مــايو ‪، 1991‬احملدد إجـ ـراءات إع ــداد املخطط ـ‬
‫التوجيهي للتهيئة والتعمري وامللادقة عليه‪ ،‬وحمتوى الواثئق املتعلقة به‪،‬ج ر‪ ،‬ا لعدد ‪ ، 26‬سنة ‪1991‬‬
‫‪ -2‬املرسـو التنفيذي رقم ‪ 178-91‬املؤرخ يف ‪ 28‬مايو ‪،1991‬إجراءات إعداد خمططـ رـغل اأراضي‬
‫وامللادقة عليه‪ ،‬وحمتوى الواثئق املتعلقة به‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪.26‬‬
‫‪ -3‬املرسو التنفيذي رقم ‪ 63-96‬يعر النشاطات الفةاحية و قحدد رروط اإلعرتا بلفة الفةاح‬
‫وكيفياهتا‪ ،‬اللادر يف ‪ ، 1996/06/14‬ج ر‪ ،‬العدد رقم ‪ 7‬اللادرة يف ‪1996/01/28‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪98‬‬

‫‪ -4‬املرسو التنفيذي ‪ 381-98‬املؤرخ يف ‪ 01‬ديسمرب ‪ 1998‬احملدد لشروط إدارة اأمةاك الوقفية‬


‫وتسيريها ومحايتها وكيفيات ذلك‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪.90‬‬
‫‪ -5‬املرسو التنفيذي رقم ‪ 313-03‬مؤرخ يف ‪ 16‬سبتمرب ‪ ، 2003‬قحدد رروط وكيفيت اسرتجاع‬
‫اأراضي الفةاحية التابعة لألمةاك الوطنية املدجمة يف قطاع عمراين‪،‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪ 57‬مؤرخة يف ‪21‬‬
‫سبتمرب ‪2003‬‬
‫‪ -6‬املرسو التنفيذي رقم ‪ 124-12‬املؤرخ يف ‪ 26‬ربي‪ ,‬الثاين عا ‪ 1433‬املوافق ‪ 19‬مارس سنة‬
‫‪ ،2012‬قحدد املناطق ذات اإلمكانيات الفةاحية اليت يعتمد عليها كأساس حلساب إاتوة أمةاك‬
‫الدولة بعنوان حق اإلمتياز عل اأراضي الفةاحية التابعة أمةاك اخلاصة للدولة‪.‬‬
‫‪ -7‬املرسو التنفيذي رقم ‪ 370-12‬املؤرخ يف ‪ 24‬أكتوبر ‪ ، 2012‬املتضمن إلغاء تلنيف قط‪ ,‬أراض‬
‫فةاحية و ختليلها إلجناز مشاري‪ ,‬عمومية للتنمية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪ ،59‬املؤرخة يف ‪ 28‬أكتوبر‬
‫‪2012‬‬
‫‪ -8‬املرسـو تنفيذي رقـم ‪ 70-14‬املؤرخ يف ‪ 10‬فرباير سنة ‪،2014‬الذي قحدد لشروط و كيفيات إجيار‬
‫اأراضي الوقفية املخللة للفةاحة‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪.09‬‬
‫‪ -9‬املرسو التنفيذي ‪ 213-18‬املؤرخ يف ‪ 2018/08/20‬املتضمن حتديد رروط و كيفيات استغةال‬
‫العقارات الوقفية املوجهة إلجناز املشاري‪ ,‬استثمارية‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪.52‬‬
‫د‪ -‬املناشري الوزارية‪:‬‬
‫‪ -1‬املنشور الوزاري رقم ‪ 553‬اللادر عن وزير الفةاحة و التنمية الريفية يف ‪ 11‬نوفمرب ‪ ،2009‬و املوجه‬
‫إىل السيدة و السادة الو اة‪ ،‬بشأن حتواي أو إلغاء تلنيف اأراضي الفةاحية استعماهلا كأوعية عقارية‬
‫ اجناز مشاري‪ ,‬التجهيزات التنموية‪.‬‬
‫‪ -2‬منشور وزاري رقم ‪ 558‬عن وزير الفةاحة و التنمية الريفية‪ ،‬و الذي خيص محاية اأراضي الفةاحية‪،‬‬
‫املوجه إىل السادة الو اة‪ ،‬املؤرخ يف ‪ 03‬سبتمرب ‪.2014‬‬
‫‪-3‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪99‬‬

‫ذ‪ -‬التعليمات‪:‬‬
‫‪ -1‬الوزير اأول‪ ،‬التعليمة رقم ‪ 01‬املؤرخة يف ‪ 19‬أفريل ‪ 2010‬تتعلق ابقتطاع اأراضي الفةاحية‬
‫كحاجيات أساسية مرتبطة إبجناز مشاري‪ ,‬عمومية للتنمية‪.‬‬
‫‪ -2‬الوزير اأول‪ ،‬التعليمة رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 12‬ماي ‪ 2013‬تتعلق ابقتطاع اأراضي الفةاحية من أجل‬
‫تلبية احلاجيات الضرورية املرتبطة إبجناز مشاري‪ ,‬عمومية للتنمية‪،‬‬
‫‪ -3‬الوزير اأول‪ ،‬التعليمة رقم ‪ 03‬املؤرخة يف ‪ 27‬ماي ‪ 2018‬املعدلة واملتممة للتعليمتني رقم ‪ 01‬املؤرخة يف‬
‫‪ 19‬أفريل ‪ 2010‬و رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 12‬ماي ‪ 2003‬املتعلقتني ابقتطاع اأراضي الفةاحية لتلبية‬
‫ا احتياجات الةازمة املرتبطة إبجناز املشاري‪ ,‬العمومية للتنمية‪.‬‬
‫‪-4‬تعليمة وزارية مشرتكة رقم ‪ 191‬فيما خيص اقتطاع اأراضي الفةاحية إلجناز التجهيزات العمومية‪ ،‬املؤرخة‬
‫يف ‪ 29‬مارس ‪،2011‬املرج‪ :,‬تعليمة الوزير اأول رقم ‪ 01‬يف ‪ 19‬أفريل ‪ 2010‬و إرسال الوزير اأول رقم‬
‫‪ 174‬يف ‪ 28‬فيفري ‪ .2011‬الوزير اأول‪ ،‬تتعلق ابقتطاع اأراضي الفةاحية كحاجيات أساسية مرتبطة‬
‫إبجناز مشاري‪ ,‬عمومية للتنمية‬
‫‪ -5‬وزير الداخلية و اجلماعات احمللية و التهيئة العمرانية‪ ،‬تعليمة رقم ‪ 02‬املؤرخة يف ‪ 24‬ماي ‪2018‬‬
‫املتعلقة حبماية اأراضي الفةاحية‪ ،‬املوجهة إىل السيدات و السادة الو اة‪.‬‬

‫ر‪ -‬اإلرساليات‪:‬‬
‫‪ -1‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة أمةاك الوطنية‪ ،‬مديرية تثمني اأمةاك التابعة للدولة‪ ،‬اإلرسالية رقم ‪05556‬‬
‫املتعلقة لتوفري العقار القابل للتعمري من أجل توطني مشاري‪ ,‬السكن و التجهيزات العمومية‪ ،‬املؤرخة يف ‪05‬‬
‫جوان ‪.2013‬‬
‫‪ -2‬الوزير اأول‪ ،‬اإلرسالية رقم ‪ 187‬املؤرخة يف ‪20‬جوان ‪ 2013‬تتعلق خبلوص العقار املتعلق ابلتجهيزات‬
‫العمومية‪ ،‬املوجه لوزير الداخلية و اجلماعات احمللية‪ ،‬وزير املالية‪ ،‬وزير الفةاحة و التنمية الريفية‪.‬‬
‫‪ -3‬وزير املالية‪ ،‬مبا خيص التكفل املايل لعمليات نزع امللكية من أجل املنفعة العامة و إعادة تلنيف‬
‫اأراضي الفةاحي ‪ ،‬إرسالية رقم ‪ ،612‬املؤرخ يف ‪ 26‬ماي ‪ ،2013‬املوجهة لوزراء الداخلية و اجلماعات‬
‫احمللية‪ ،‬السكن و التعمري ‪ ،‬الفةاحة و التنمية الريفية‪.‬‬
‫قائمة املراجع‬
10
0
:‫س – اإلجتماعات‬
،2018 ‫ ماي‬22 ‫ اللجنة الوزارية املشرتكة اقتطاع اأراضي الفةاحية املنعقدة يف‬،‫ الوزير اأول‬-
.،‫املوجهة عل السيدات و السادة الوزراء‬
‫ ابللغة الفرنسية‬:‫اثنيا‬

- LETTRE
1- Le secretaire géneral du ministere de la agriculture et du
devellopement rural, lettre au directeur des services agricoles,
delapidation des terres agricoles , N° 1737 delivrée le
24/12/2009
2- Directeur general du caisse national de mutualité agricole,
note au CRMA, procedure de paiment des indemnisations au
titre fnra, N° 412 delivrée le 15/04/2012.
3- Le secretaire géneral du ministere de l’interieur et des
collectivites locales, lettre aux walis, a/s distraction des terres
agricoles, N° 431 delivrée le 19/04/2014 .
‫الفه ـرس‬
‫الفهرس‬
‫‪102‬‬

‫فهرس احملتوايت‬
‫الشكر و اإلهداء ‪II ........................................ ................................‬‬

‫الشكر و التقدير ‪III ..................................... ................................‬‬


‫اإلهداء ‪IV.............................................. ................................‬‬

‫قائمة املختصرات ‪V ........................................ ................................‬‬

‫مقدم ـ ــة ‪ ................... ................................ ................................‬أ‬

‫األول‪ :‬إجراءات حتويل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية ‪1 ...........................‬‬


‫الفصل ّ‬
‫املبحث االول‪ :‬اإلجراءات التشريعية لتحويل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية ‪3 ..............‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حتويل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية على حسب درجة خصوبتها ‪4 ............‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تحويل األراضي الفالحية الخصبة جدا و الخصبة ‪4 ..........................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تحويل األراضي الفالحية ذات الخصوبة المتوسطة و الضعيفة ‪7 ..........................................................‬‬

‫املطلب الثاين‪:‬إجراءات إدماج األراضي الفالحية الوقفية ضمن االراضي العمرانية ‪9 .................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عملية ادماج األراضي الفالحية الوقفية ضمن األراضي العمرانية ‪9 .......................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير‪10 ..............................................................................................:‬‬
‫ثانيا‪ :‬مخطط شغل األراضي ‪13 ............................................................................................................ :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تغيير وجهة الوقف‪14 ............................................................................................................ :‬‬
‫أوال‪ -‬تغيير وجهة الوقف العام‪15 ........................................................................................................... :‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم الوقف العام‪15 ............................................................................................................. :‬‬
‫ب‪ -‬طلب تغيير وجهة الوقف العام‪15 ...............................................................................................:‬‬
‫ثانيا‪ -‬تغيير وجهة الوقف الخاص‪16 ........................................................................................................ :‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم الوقف الخاص‪16 ......................................................................................................... :‬‬
‫ب‪ -‬طلب تغيير وجهة الوقف الخاص‪17 ........................................................................................... :‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬اإلجراءات التنظيمية لتحويل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية ‪19 .............‬‬
‫املطلب األول‪ :‬إجراءات اسرتجاع و اقتطاع األراضي الفالحية قبل صدور قانون التوجيه الفالحي ‪20...........‬‬
‫الفرع األول‪ :‬استرجاع األراضي الفالحية طبقا الحكام المرسوم ‪20 ........................................................... .313/03‬‬
‫أوال‪ :‬إنشاء لجنة والئية لدراسة الملفات ‪21 .................................................................................................‬‬
‫‪ .1‬إنشاء اللجنة الوالئية ‪21 .................................................................................................................‬‬
‫الفهرس‬
‫‪103‬‬

‫‪ .2‬دراسة الملف ‪22 .........................................................................................................................‬‬


‫أ‪ -‬من قبل اللجنة الوالئية ‪22 .........................................................................................................‬‬
‫أ‪ 1-‬حالة رفض المشروع من قبل اللجنة‪22 ....................................................................................‬‬
‫أ‪ 2-‬حالة قبول المشروع من قبل اللجنة ‪23 .....................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬من قبل المجلس الشعبي الوالئي ‪23 .............................................................................................‬‬
‫ب‪ 1-‬حالة رفض الملف من قبل المجلس الشعبي الوالئي‪23 ............................................................... :‬‬
‫ب‪ 2-‬حالة قبول الملف من قبل المجلس الشعبي الوالئي‪23 ................................................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬إصدار قرار االسترجاع من قبل الوالي‪23 ...........................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اقتطاع األراضي الفالحية طبقا الحكام تعليمة رئيس الحكومة رقم ‪25 ................................................ 15‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬إجراءات حتويل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية بعد صدور قانون التوجيه الفالحي ‪27........‬‬
‫الفرع األول‪ :‬طبقا ألحكام التعليمة رقم ‪ 01‬و ‪28 ......................................................................................... :02‬‬
‫أوال‪ :‬التعليمة رقم ‪31 ....................................................................................................................... 01‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعليمة رقم ‪37 ....................................................................................................................... 02‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬طبقا ألحكام التعليمة ‪41 ................................................................................................. :03‬‬

‫خالصة الفصل ‪46 ....................................... ................................‬‬

‫الفصل الثاين‪ :‬آاثر حتويل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية و آليات محايتها ‪47 ...............‬‬

‫املبحث األول‪ :‬آاثر حتويل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية‪49 ............................ .‬‬
‫املطلب االول‪ :‬حقوق املستثمر صاحب االنتفاع الدائم املتميز عن عملية حتويل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية ‪49..‬‬
‫الفرع‌االول‪‌:‬حق‌المستثمر‌في‌التعويض‌عن‌األراضي‌الفالحية‌المسترجعة‪49 ........................................................‬‬
‫أوال ‪ -‬فيما يخص كيفية تحديد قيمة التعويض مقابل إسترجاع األرض ‪50 .............................................................‬‬
‫‪ -1‬في حالة عدم وجود عقارات مبنية أو أغراس‪51 ................................................................................. :‬‬
‫– القواعد التقنية لتقدير التعويض لألراضي الفالحية ‪51 ................................................................... :‬‬
‫أ‪ -‬طريقة المقارنة ‪52 ...................................................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬طريقة الثمن المتوسط للهكتار ‪52 ...............................................................................................‬‬
‫ج‪ -‬طريقة التقييم على أساس رسملة المردود ‪53 ..................................................................................‬‬
‫‪ -2‬في حالة وجود عقارات مبنية أو أغراس‪53 ...................................................................................... :‬‬
‫ثانيا ‪ -‬فيما يخص التكفل المالي بالتعويض المالي ‪54 ......................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬حق المستثمر في طلب النزع التام لألراضي الفالحية أو في األخذ بالشفعة ‪60 .....................................‬‬
‫أوال‪ :‬حق المستثمر في طلب النزع التام لألراضي الفالحية ‪61 .....................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق المستثمر في األخذ بالشفعة ‪61 ................................................................................................‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬السلطات املمنوحة للدولة على األراضي الفالحية املسرتجعة ‪64...............................‬‬
‫الفرع األول ‪:‬تنازل الدولة عن األراضي الفالحية إلنجاز المشاريع االستثمارية ‪64 .....................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تخصيص االراضي المسترجعة النجاز مشاريع ذات منفعة عمومية ‪64 .................................................‬‬
‫الفهرس‬
‫‪104‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬آليات محاية األراضي الفالحية ‪66 ......................................... :‬‬


‫املطلب األول‪:‬احلماية القانونية لألراضي الفالحية يف ظل القوانني والتعليمات ‪68..............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحماية القانونية لألراضي الفالحية في ظل القوانين ‪68 ......................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الحماية في ظل القانون رقم ‪ 25-90‬و القانون ‪68 ........................................................................ 16-08‬‬
‫‪.1‬الحماية في ظل القانون رقم ‪68 .............................................................................................. 25-90‬‬
‫‪.2‬الحماية في ظل القانون رقم ‪70 ............................................................................................. 16-08‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحماية في ظل القانون رقم ‪ 29-90‬و قانون رقم ‪71 ..................................................................... 03-10‬‬
‫‪ .1‬الحماية في ظل قانون ‪71 .................................................................................................... 29-90‬‬
‫‪.2‬الحماية في ظل القانون رقم ‪74 ............................................................................................ 03-10‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحماية القانونية لألراضي الفالحية في ظل التعليمات ‪76 ...................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬الحماية المقررة لألراضي الفالحية في ظل التعليمة رقم ‪ 01‬و ‪76 ......................................................... 02‬‬
‫ثانيــا‪ :‬الحماية المقررة لألراضي الفالحية في ظل التعليمة رقم ‪80 ................................................................ 03‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬املسؤولية املرتتبة عن اإلجراءات غري القانونية لتحويل الطابع الفالحي لألراضي الفالحية ‪83......‬‬
‫الفرع األول‪ :‬العقوبات اإلدارية ‪83 ............................................................................................................. :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات الجزائية المتمثلة جنحة تغيير الطابع الفالحي لألراضي الفالحية ‪84 ...........................................‬‬

‫خالصة الفصل ‪86 ....................................... ................................‬‬

‫خاتــمة ‪87 ................. ................................ ................................‬‬

‫املالحق ‪93 ................................................ ................................‬‬

‫قائمة املراجع ‪94 ........................................... ................................‬‬

‫الفهــرس ‪101 ............................................. ................................‬‬

‫فهرس احملتوايت ‪102 .................................... ................................‬‬

You might also like