Professional Documents
Culture Documents
مقدمة عامة
مقدمة عامة
احلمد هلل رب العاملني والصاله والسالم على سيدنا حممد وعلى اله وصحبه امجعني ،احلمد هلل الذي علم بالقلم،
علم االنس ان م ا مل يعلم .تلعب اللغ ة دوران هام ا يف ك ل اجلوانب النش اط االنس اين ،فه و مبثاب ه ذاك ره االمم
وهي هوي ه الف رد واجملتم ع ،وادى االهتم ام املتزاي د هلذه اللغ ه اىل ظه ور العدي د من العل وم والنظري ات العلمي ه
والفلسفيه ،ومن بينها العلوم التطبيقيه ،هذه االخريه اليت تعرف باهنا العلم الذي يدرس اللغه لذاهتا وحل ذاهتا.
وتع د اللغ ه من اهم مظ اهر الس لوك االنس اين ،الس يما اجلانب التواص لي ال ذي يعم ل على ق راءه النص لغوي ا
ودالليا ،قصد الوصول اىل احلجج املواجهه للمتلقي بغية الوصول للتاثري فيه واقناعه ،واهم وسيله تواصليه هي
اللغه اليت تتجسد عرب الكالم بني شخصني او اكثر ،فتنتج بينهم مناقشه تقودهم هذه االخريه اىل حوار يف ما
بينهم ،فاحلوار هو من اكثر الطرق املؤثره يف حتقيق اكرب قدر من التفاهم بني الناس ،فهو يتطلب مهارات معينه
حبيث له اداب وقواعد اجرائيه لتحقيق االهداف املرجوة منه ،اذ ان احلوار هو الطريق االمثل للوصول اىل اقناع
عن طريق احلجه والربهان والوسائل املنطقيه واحلجاجيه اليت تساعده على تثبيت افكاره ووجهات نظره ،وهبذه
االخريه نصل اىل مساله احلجاج ،اذ انه اسرتاتيجيه لغويه حيتاج هلا كل من احلوار واالقناع.
وهلذا اختذنا احلجاج جماال للبحث يف دراسه وتوظيف مبادئه واجراءاته على املدونه ،وانطالقا من هذا مسينا حبثنا
هذا « فنيات احلوار واالقناع لديوان مصطفى حممود « ، وقد حبثنا يف امكانيه وجود دراسات سابقه حول
موض وعنا ه ذا ،حيث اعتم دنا على م ذكره االس تاذه وف اء دبيش بعن وان « : الي ات االقن اع وس بل احلج اج
دراسه لسانيه تداوليه » وكتاب اللسان وامليزان او التكوثر العقلي لطه عبد الرمحن.
واالشكال املطروح هنا : ما هو احلوار؟ وما االقناع؟ ما هي وسائل االقناع؟ وكيف يكون احلوار ناجحا؟ وما
هي الروابط احلجاجيه املستعمله يف املدونه من خالل نصوصه؟
اذ اختذنا مدونه حوار م ع ص ديقي امللح د مص طفى حمم ود أمنوذج ا ملا في ه من ادوات اقناعي ه وحجج ووس ائل
وظفه ا ليحتج براي ه ساعيا القناع ه من خالل نص وص متنوعه وعب ارات وحماورات وه ذا م ا يفتح اجملال لتنوع
اساليب احلجاج اليت جتعل املدونه جماال متاثرا بالوصف والتحليل اللساين ،هلذا استخلصنا يف دراستنا للمنهج
الوصفي التحليلي ،وذلك من خالل الوصف العميق والتحليل الدقيق لظواهر احلوار ووظائفه يف املدونة ،وقد
قسمنا حبثنا هذا اىل فصلني نظري تطبيقي مقدمه خامته.
فاجلانب النظري معنون يب : االطار املفاهيمي للحوار واالقناع ،اذ تناولنا فيه متهيد عام ومبحثني وخالصه ،اذ
ان املبحث االول معاون يب : احلوار ،مفاهيم اساسيه وفيه اجنزنا : تعريف احلوار لغه واصطالحا ،امهيه احلوار،
اركانه ،وشروطه ،انواع احلوار ،اجيابياته وسلبياته ،اما املبحث الثاين معاون يب : االقناع .وفيه اجنزنا : تعريف
االقن اع لغ ه واص طالحا ،عناص ر العملي ه االقناعي ه ،الوس ائل االقناعي ه ،ام ا الفص ل التط بيقي خصص ناه لتحلي ل
ديوان مصطفى حممود يف نصه من خالل الفنيات احلجاجيه االقناعيه وفيه تناولنا ثالث مباحث ،املبحث االول
بعنوان نبذه عن حياه مصطفى حممود ،وفيه تطرقنا : نبذه عن حياته ،اعماله ،وفاده ،التعريف بكتاب حوار مع
ص ديقي امللح د ،ام ا البحث الث اين : فني ات لغوي ه تناولن ا في ه : التك رار ،االس اليب االنش ائيه من االس تفهام
والنفي ،ام ا املبحث الث الث : عنوان ه الفني ات التداولي ه وفي ه : الرواب ط احلجاجي ه ،واهنين ا حبثن ا خبامته فيه ا اهم
النتائج اليت توصلنا اليها ،وقد اضاءت طريق حبثنا مجله من املصادر واملراجع اليت كانت من امهها:
احلوار االجتماعي كاداه لتعزيز التنميه االقتصاديه واالجتماعيه جملدي عبد اهلل شراره
وغريهم الذين استعن هبم وكانوا عونا يف اجناز حبثنا هذا ،وككل حبث ال خيلو من الصعوبات ،فقد واجهنا
العديد من ابرزها ما يلي:
اتساع املوضوع ،قله املصادر واملراجع حول املوضوع ،صعوبه يف اجلانب التطبيقي من خالل استخراج روابط
وشرح دورها يف النص ،اجناز البحث من دون خطه تشبعها ،طبيعه املوضوع وجدته ودقته ،اما الدوافع اليت
ادت بنا اىل اختيار املوضوع
قله الدراسات اللسانيه فيه ،بالرغم من ضروره معرفته النه حمور التواصل بني البشر.
االميان بامهيته كاسرتاتيجيه تضمن العمليه التواصليه من خالل التفاعل بني عناصرها.
اما الدافع الذايت فكان الرغبه يف البحث يف علم اللسانيات التطبيقيه ،الشعور باملشكله ،وضعف احلوار الذي
ادى اىل املشاكل ،وعدم انتشار السالم والكره واحلقد بني الناس.
كل هذه الدوافع واالسباب ادت بناء اىل اختيار هذا املوضوع ودراسته وحماوله اثرائه بافكار جديده ،وما كان
هذا العمل ان يرى النور دوله فضل االستاذه املشرفه صاحبه الفضل الكبري يف هذه الدراسه ملا ساعدتنا فيه من
نصائح وتوجيهات ،كما ال انسى التفاهم الكبري بيين وبني زميليت يف البحث والسهر والتعب واالجتهاد حىت
وصلنا اىل هذه النتيجه ويف االخري نتمىن اننا ولو قليال يف هذا املوضوع ازلنا عليه بعض الغموض واللبس.