إن عملية اإلدراك وكيفية إدراك موضوعات العالم الخارجي من القضايا الشائكة التي اهتمت بها نظرية املعرفة واتسمت با حتدام الجدل بين الكثير من النظريات و املذاهب الفلسفية , فقد كان علم النفس التقليدي يرجع عملية اإلدراك إلى الذات املدركة لكن علم النفس التقليدي أعاد النظر في هذه القضية انطالقا من املوضوعات ,السياق الفلسفي ويندرج النص الذي بين أيدينا( نص جان بياجي) ضمن مبحث املعرفة عامة واإلحساس و اإلدراك على وجه الخصوص ,أما الدوافع و األسباب التي كانت وراء كتابة هذا النص هو تجاوز النظرة الكالسيكية_ لعملية اإلحساس و اإلدراك ومن هنا نتساءل :هل طبيعة اإلدراك تقوم على الذات املدركة أم املوضوع املدرك ؟ وبالتالي :هل يمكن تفسير عوامل اإلدراك بالذاتية أو املوضوعية ؟ محاولة حل املشكلة : يرى صاحب النص جان بياجي أن عملية اإلدراك مصدرها العوامل املوضوعية التي تقوم على فكرة الشكل ( اإلطار ) أي أن ندرك الكل قبل الجزء ويتضح ذلك في قوله " :وعلية اإلدراك ليس تركيبا إلحساسات سابقة مترابطة " وقد برر صاحب النص موقفه بحجج تتمثل في مبادئ نظرية شجطالت وهي تقوم على فكرة إدراك الكل قبل الجزء ألن هذا األخير ال يكتسي معنى إال داخل الكل فاألنغام املوسيقية ال معنى لها إال في تواصلها ويتضح ذلك في قوله " أن نقطة سوداء واحدة إذا رئيت على ورقة كبيرة ،فإنه ال يمكن إدراگها كعنصر منعزل مهما كانت وحيدة ،إذ هي تنفصل بصفتها شكال على خلفية ،تكونها الورقة" وقد أكد أيضا على تأثير املوضوع في عملية اإلدراك ألن العالم الذي ندركه ليس عالم من الفوضى إنما هو منظم وفق قوانين تسمى بقوانين اإلنتظام وأهمها قانون التقارب ,التشابه , اإلغالق الصيغة املنطقية للحجة " :إما أن يكون مصدر اإلدراك العوامل الذاتية أو املوضوعية لكن مصدر اإلدراك ليس العوامل الذاتية ,إذن مصدر اإلدراك العوامل املوضوعية " النقد :لقد وفق صاحب النص بتجاوز النظرية الكالسيكية التي تعتمد على العوامل الذاتية و أبرز دور املوضوعات املدركة ولكن من جهة أخرى أهمل العوامل الذاتية خاصة العقل ألنه فعالية تتمثل في ترجمة وتفسير و تأويل الرأي الشخصي ................................................................................................................................................... الخاتمة :نستنتج مما سبق أن عملية اإلدراك تعود إلى عاملية مترابطين متكاملين العوامل املوصوعية املرتبطة بالذات ألن الواقع والعالم يؤكد بأنه الوجود لعملية إدراك لغياب أحدهما