مسؤولية المرافق الصحية العمومية في القانون الجزائري

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 90

‫جامعـة محمـد خيضــر بسك ـرة‬

‫كمية الحقوق و العموم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫عنوان المذكرة‬
‫مسؤولٌة المرافق الصحٌة العمومٌة فً القانون‬
‫الجزائري‬

‫مذكـرة مكممة من متطمبات نيـل شيـادة الماستر فـي الحقـوق‬


‫تخصص قانون إداري‬

‫إشراف األستــاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬


‫د‪ /‬زوزو ىدى‬ ‫مفتـاح عبد الرحيم‬

‫الموسم الجامعي ‪6102/6102 :‬‬

‫‪6‬‬
‫أىدي عملي إلى روح أبي رحمو اهلل‬
‫وإلى والدتي الكريمة نور حياتي أطال اهلل في عمرىا‬
‫والتي سهرت على تعليمي‬
‫و إلى زوجتي المخلصة دائما‬
‫وإلى ابنتي قرة عيني نور اليقين‬
‫و إلى إخوتي األعزاء‬
‫و إلى كل زمالئي طلبة الحقوق في جامعة بسكرة‬
‫وكل النفوس الطيبة و النقية ‪.‬‬

‫مفتاح عبد الرحيم‬

‫‪7‬‬
‫الحمد هلل الذي بنعمتو تتم الصالحات أما بعد‪:‬‬

‫تحية تقدير واحترام‪،‬لكل من ساعدنا في إنجاز ىذا العمل‬


‫المتواضع الذي نأمل أن يكون عمال يستفيد منو الجميع‪.‬‬

‫شكرا لألستاذة المشرفة األستاذة‪":‬زوزو ىدى" التي كانت نعم‬


‫السند الذي رافقتني بتوجيهاتها و نصحها طيلة المدة إلتمام ىذه‬
‫المذكرة‪.‬نفعنا اهلل بعملها وجزاىا عنا خير الجزاء ‪.‬‬

‫ونتقدم بالشكر الجزيل أيضا‪ ،‬إلى كل من ساعدنا من بعيد أو قريب‬


‫من أساتذة كلية الحقوق‪ ،‬بجامعة بسكرة‬

‫كما نشكر كل من قدم لنا يد العون ولو بكلمة طيبة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫قائمة المختصرات‬
‫ص‪ :‬صفحة‬

‫ص ص‪ :‬من الصفحة اىل الصفحة‬

‫ط‪ :‬الطبعة‬

‫د‪.‬ط‪ :‬دون طبعة‬

‫ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ :‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية‬

‫ق م ج‪ :‬القانون املدين اجلزائري‬

‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ :‬قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية‬

‫‪9‬‬
‫المقدمــة‬

‫‪10‬‬
‫مقدمــة‬

‫إف المسؤولية اإلدارية تنطوي عمى تحميؿ اإلدارة تبعات ما يسببو نشاطيا مف أضرار‬
‫لألفراد ووفقا لضوابط قانونية معينة ليصبح دعامة أساسية لدولة القانوف‪ ،‬فالمسؤولية اإلدارية‬
‫تنعقد باجتماع ثالث شروط ‪ ،‬بداية يجب أف يكوف الضرر المسبب قابال لمتعويض مف الناحية‬
‫القانونية ‪ ،‬واف يجد مقصده مباشرة في النشاط اإلداري‪ ،‬ويجب أف يشكؿ الفعؿ المنشأ لمضرر‬
‫إما خطأ موجب لممسؤولية أو مخاطر أو إخالال بالمساواة أماـ األعباء العامة‪ ،‬واذا كاف جوىر‬
‫المسؤولية اإلدارية قائما عمى أساس الخطأ فقد استوحى مبادئو مف المسؤولية التقصيرية ‪ ،‬والتي‬
‫تقوـ عمى ثالث أركاف‪ ،‬وقوع الخطأ مف جانب اإلدارة أو ارتكابيا لعمؿ غير مشروع ينتج عنو‬
‫ضرر تربطيما عالقة سببية‪ ،‬واذا توافرت ىذه األركاف الثالثة تقوـ المسؤولية اإلدارية‪ ،‬ومنو‬
‫يحكـ القضاء اإلداري بالتعويض لممضرور عف الضرر الذي لحؽ بو مف جراء نشاط اإلدارة ‪،‬‬
‫إال انو في بعض األحياف يصعب إثبات الخطأ وتقوـ المسؤولية بقوة القانوف بسبب الضرر‬
‫الحاصؿ يستفيد الضحية بذلؾ مف التعويض عف الضرر الذي حصؿ لو وىي المسؤولية عمى‬
‫أساس المخاطر ) دوف خطأ‪( .‬‬

‫وعميو فالمسؤولية اإلدارية تشغؿ اليوـ مكانة ىامة و متميزة وحي از واسعا مف التطبيؽ في‬
‫مختمؼ المياديف و خاصة في ميداف الصحة العامة ‪ ،‬باعتبار أف ىذه األخيرة مف أولى‬
‫اىتمامات الدولة ‪ ،‬التي أنشأت ليا مرافؽ صحية عديدة ‪ ،‬فالمستشفيات العامة مرافؽ عامة‬
‫إدارية تؤدي خدمات طبية ىامة لممواطنيف‪ ،‬وعمى ذلؾ فإف عالقة المريض والطبيب الممارس‬
‫في مستشفى عاـ ىي عالقة غير مباشرة ال تقوـ إال مف خالؿ المرفؽ الطبي‪ ،‬كما أف حقوؽ‬
‫والتزامات كؿ مف الطبيب والمريض تحدد بمقتضى الموائح المنظمة لنشاط المرفؽ الطبي العاـ‪،‬‬
‫وبناء عمى ما تقدـ فإ ف النظر في دعاوى التعويض عف األضرار الناجمة عف نشاط المرفؽ‬
‫ً‬
‫العاـ الطبي يدخؿ في اختصاص القضاء اإلداري الذي يطبؽ في ىذا الشأف قواعد المسئولية‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫وتقوـ مسئولية المرافؽ الصحية العمومية بصفة أساسية‪ ،‬كما ىو حاؿ مسئولية المرافؽ‬
‫العامة ومع توسيع مفيوـ نظرية المرفؽ وظيور فكرة مسؤولية اإلدارة عف األعماؿ الضارة صار‬
‫باإلمكاف مقاضاتيا أماـ المحاكـ اإلدارية‪ ،‬والمشرع الجزائري كغيره مف التشريعات اعتمد ىذا‬
‫المبدأ وخص بو بعض المجاالت حسب الطبيعة القانونية لكؿ مرفؽ‪.‬‬

‫و مرفؽ الصحة كغيره مف المرافؽ العمومية قد خصو المشرع الجزائري بموجب المرسوـ‬
‫رقػػـ ‪ 242- 81‬المػؤرخ ف ػ ػػي ‪ 1981/09/05‬الم ػ ػػعدؿ و المتمـ بالمرسوـ التنفيذي رقػػـ ‪- 97‬‬
‫‪ 466‬المتضمف إنشاء القطاعات الصحية وتنظيميا وسيرىا ‪ ،‬وأخضع موظفي ىذا المرفؽ إلى‬
‫قانوف الوظيؼ العمومي‪ ،‬و بذلؾ يتضح أف المشرع سيؿ عمى المتضرر الحصوؿ عمى‬
‫التعويضات أماـ الجيات القضائية المختصة ماداـ المرفؽ عمومي والعامميف بو موظفيف‬
‫يخضعوف لقواعد المسؤولية اإلدارية ‪ ،‬وفي محور ىذه الدراسة تـ التطرؽ لمسؤولية المرافؽ‬
‫الصحية العمومية في القانوف الجزائري‪.‬‬

‫*أسباب و دوافع اختيار الموضوع‬


‫إف سبب اختيارنا ليذا الموضوع يعود مف جية‪ ،‬نتيجة لتعدد وتنوع الخدمات الصحية التي‬
‫تقدميا ىذه المرافؽ أدى بالضرورة الرتكاب أخطاء بسبب الممارسة ‪ ،‬مما نشأ عنو مسؤولية ىذا‬
‫المرفؽ‪ ،‬ومف جية أخرى نظ ار لحداثة ىذا الموضوع ‪،‬وارتباطو الشديد بالواقع‪.‬‬
‫*أىمية الموضوع‬
‫إف دراستنا لموضوع مسؤولية المرافؽ الصحية العمومية‪ ،‬يعتبر موضوعا ذو أىمية نظرية و‬
‫عممية و التي تتمثؿ فيما يمي ‪:‬‬

‫األىمية النظرية‬

‫‪ -‬تعميؽ الدراسة في ىذا الموضوع إلفادة الباحثيف فيو‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬إلقاء الضوء عمى الضمانات الممنوحة لممتقاضيف وطرؽ رفع الدعوى‪ ،‬إلجراء دراسة تحميمية‬
‫نقدية‪.‬‬
‫األىمية العممية‬
‫‪ -‬معرفة ما إذا كاف المشرع الجزائري كفيؿ بحماية صحة المرضى مف أضرار المرافؽ العامة‬
‫الصحية‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة مدى مسايرة التشريع لمتطور السريع الذي يشيده القطاع الصحي في مجاؿ الطب‬
‫‪ -‬توضيح األسس التي يستطيع المتضرر االعتماد عمييا لبناء دعواه وتوضيح الجيات‬
‫القضائية المختصة لمنظر في النزاع و األطراؼ التي يمكف مطالبتيا بتعويض األضرار المترتبة‬
‫عف النشاط الذي تـ القياـ بو ‪.‬‬
‫*أىداف الدراسة‪:‬‬
‫نيدؼ مف خالؿ ىذه الدراسة إلى‪:‬‬
‫‪ -‬المساىمة في تزويد مكتبتنا الجامعية ببسكرة (كمية الحقوؽ والعموـ السياسية) بمواضيع حوؿ‬
‫ىذا الموضوع لممرفؽ الصحي العمومي ‪.‬‬
‫‪ -‬توعية األفراد و القارئ الكريـ و المواطف بصفة عامة مف ىذه المرافؽ الصحية العمومية‬
‫وكيفية المطالبة بحقيـ أماـ القضاء في حالة حدوث ضرر مف طرؼ ىذه المرافؽ‬
‫‪ -‬محاولة محاربة اإلىماؿ والالمباالة الناتجة عف أعماؿ موظفي المرفؽ الصحي العمومي‬
‫بشتى أنواعيا تجاه المرضى‪،‬و إيضاح مدى أىمية حياة المواطف بالنسبة ليذه المرافؽ الصحية‬
‫باعتبارىا المرافؽ األكثر ترددا عمييا مف قبؿ المواطنيف مقارنة بالمرافؽ العامة األخرى ‪.‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫وعميو مف خالؿ ما سبؽ بيانو يمكف صياغة إشكالية البحث عمى النحو التالي‪:‬‬
‫كيف جسد المشرع الجزائري المسؤولية اإلدارية التي يمكن أن تتحمميا المرافق العامة‬
‫الصحية بموجب القانون اإلداري الجزائري ؟‬
‫ومنو يمكف تفكيؾ ىذه اإلشكالية الرئيسية إلى مجموعة مف التساؤالت الفرعية ىي‪:‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬ما ىي المرافؽ الصحية العمومية ؟‬
‫‪ -‬عمى أي أساس تقوـ مسؤولية المرفؽ الصحي العمومي ؟‬
‫‪ -‬فيما تتمثؿ طبيعة المسؤولية اإلدارية لممرفؽ الصحي العمومي؟‬
‫المنيج المتبع‪:‬‬
‫ولإلجابة عمى اإلشكالية اتبعنا في دراسة ىذا الموضوع المنيج التحميمي‪ ،‬و ذلؾ مف خالؿ‬
‫اإلنطالؽ مف دراسات و أفكار فقيية‪ ،‬ونقدىا و تحميمي ا وصوال إلى نتائج قانونية تتماشى مع‬
‫المنطؽ القانوني السميـ ‪.‬‬
‫أما فيما يخص الدراسات السابقة التي تطرقت ليذا الموضوع فيي ‪:‬‬
‫‪ -‬دىنوف فوزية ‪،‬المسؤولية اإلدارية لممرافؽ االستشفائية في التشريع الجزائري التي تمحورت‬
‫دراستيا واعتمدت عمى الخطأ كأساس متيف ليا بإظيار خصوصيتو ‪ ،‬و التمييز بيف الخطأ‬
‫المرفقي و الشخصي ‪،‬و المسؤولية دوف خطا عمى أساس المخاطر واألضرار المتولدة عف‬
‫اإلعماؿ الطبية ‪.‬‬
‫‪ -‬فاطمة عيساوي ‪،‬المسؤولية اإلدارية عف أضرار المرافؽ العامة الطبية‪،‬حاولت تبياف مسؤولية‬
‫المرفؽ الطبي وعالقتو بالمريض ‪،‬وعالقة الطبيب بيذا المرفؽ العاـ الطبي باعتباره تابعا لو‬
‫ومكمؼ بأداء ىذه الخدمة لممريض الوافد اليو ‪.‬‬
‫ولقد قمنا في عممية تقديـ البحث بتقسيمو إلى (مبحث تمييدي) تكممنا فيو عف المرافؽ‬
‫الصحية العمومية‪ ،‬والنظاـ القانوني ليا وكيفية سيرىا‪ ،‬ثـ (الفصؿ األوؿ) شممنا فيو قياـ‬
‫ال مسؤولية اإلدارية عمى المرفؽ الصحي‪ ،‬مف خالؿ معرفة نطاؽ و أساس قياميا عمى أساس‬
‫الخطأ أو عمى أساس المخاطر‪ ،‬وأخي ار (الفصؿ الثاني) خصصناه لدراسة أثر قياـ المسؤولية‬
‫اإلدارية عمى المرفؽ الصحي العمومي ‪ ،‬كونيا تحقؽ حؽ لممتضرر في رفع دعوى المسؤولية‬
‫اإلدارية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المبحث التمييدي‬
‫‪15‬‬
‫المبحث التمييدي‬
‫المرافق الصحية العمومية و النظام القانوني ليا‬
‫إف دراسة المرفؽ الصحي العمومي‪،‬تستدعي بالضرورة معرفة عالقة الصحة العامة بالمرافؽ‬
‫الصحية(المطمب األوؿ)‪،‬باإلضافة إلى ذلؾ‪ ،‬يجب دراسة النظاـ القانوني ليذه المرافؽ(المطمب‬

‫‪16‬‬
‫الثاني)‪ ،‬واألحكاـ التنظيمية ليا(المطمب الثالث)‪،‬وأخي ار الطبيعة القانونية لممرافؽ الصحية‬
‫العمومية وواجباتيا تجاه المرضى(المطمب الرابع)‪.‬‬
‫المطمب األول‬
‫تعريف الصحة العامة و المرافق الصحية‬
‫يمكف القوؿ بأف عالقة الصحة العامة بالمرافؽ الصحية ىي عالقة اليدؼ بالوسيمة‪،‬‬
‫فالمرافؽ الصحية تعتبر مف وسائؿ الدولة في تحقيؽ الصحة العامة‪ ،‬والحفاظ عمييا وتطويرىا‪،‬‬
‫مف ىنا سنتعرض لتعريؼ كؿ مف الصحة العامة والمرافؽ الصحية مف أجؿ تقريب الفكرة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الصحة العامة‬
‫قد جرت عدة محاوالت لتعريؼ الصحة كاف مف أبرزىا تعريؼ العالـ بركنز)‪)perkins‬‬
‫حيث عرؼ الصحة بأنيا "حالة التوازف النسبي لوظائؼ الجسـ ‪ ،‬و إف حالة التوازف ىذه تنتج‬
‫مف تكيؼ الجسـ مع العوامؿ الضارة التي يتعرض ليا ‪ ،‬واف تكيؼ الجسـ عممية ايجابية تقوـ‬
‫‪1‬‬
‫بيا قوى الجسـ لممحافظة عمى توازنو"‪.‬‬
‫أما التعريؼ األكثر تداوال ىو الذي وصفتو المنظمة العالمية لمصحة)‪ )O.M.S‬في المادة‬
‫األولى مف ميثاقيا أثناء الندوة العالمية بنيويورؾ بتاريخ ‪ ،6491/70/22‬بنصيا عمى أنيا "حالة‬
‫السالمة والكفاية البدنيػ ػ ة والعقمية واالجتماعية الكاممة وليست مجرد الخمو مف المرض أو‬
‫العجز" ‪ ،‬وقد عد ىذا التعريؼ بمثابة ىدؼ أكثر مف كونو تعريؼ حيث أنو أكد ارتباط الجوانب‬
‫البدنية والنفسية واالجتما عية في اإلنساف وىذه العناصر بالنسبة لمصحة مثؿ عناصر الطيؼ‬
‫الضوئي بالنسبة لمضوء األبيض فإذا انتقص أي عنصر مف ىذه العناصر ينتج عنو عدـ‬
‫‪2‬‬
‫تكامؿ الصحة ‪.‬‬
‫مف ىنا نمر إلى فكرة الصحة العامة في مفيوميا الحديث‪ ،‬ومف أىـ التعاريؼ وأشيرىا‬
‫التعريؼ الذي وضعو العالـ ) ‪ ( Winslow‬سنة ‪ 1920‬وقد أورد أف الصحة العامة ىي عمـ‬
‫وفف الوقاية مف المرض‪ ،‬واطالة العمر وترقية الصحة والكفاية وذلؾ بمجيودات منظمة المجتمع‬
‫مف أجؿ صحة البيئة‪ ،‬ومكافحة األمراض المعدية وتعميـ الفرد الصحة الشخصية وتنظيـ‬
‫خدمات الطب والتمريض لمعمؿ عمى التشخيص المبكر‪ ،‬والعالج الوقائي لألمراض وتطوير‬

‫‪ - 1‬حمزة الجبالي‪،‬الصحة العامة‪،‬دار أسامة لمنشر‪،‬األردف‪،‬الطبعة األولى‪،2006،‬ص‪03‬‬


‫‪ - 2‬منى عبد الرحيـ‪،‬مبادئ في الصحة و السالمة العامة‪،‬دار المسيرة‪ ،‬ب ط‪ ،‬ب س ‪،‬ص‪13‬‬
‫‪17‬‬
‫الحياة االجتماعية والمعيشية ليتمكف كؿ مواطف مف الحصوؿ عمى حقو المشروع في الصحة و‬
‫الحياة ‪ ،‬إف الصحة العامة أو الصحة االجتماعية في مفيوميا الحديث أشمؿ وأوسع مف‬
‫الصحة الشخصية أو صحة البيئة أو الطب الوقائي أو الطب االجتماعي وفي الواقع أف‬
‫الصحة العامة تشمؿ كؿ المفاىيـ األخرى مجتمعة‪.‬‬
‫العامة ىي عمـ الوقاية مف األمراض بيدؼ حماية اإلنساف مف التيديدات التي‬
‫ّ‬ ‫ف الصحة‬
‫الصحية‬
‫ّ‬ ‫صحتو‪ ،‬ودفعيا مف خالؿ مجموعة مف األعماؿ المنظّمة‪ ،‬وتشم ُؿ الحالة‬‫ّ‬ ‫تواجوُ‬
‫مجرد غياب المرض أو وجود‬ ‫االجتماعية وليس ّ‬
‫ّ‬ ‫النفسية‪ ،‬و‬
‫الجسدية‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫العقمي ة‪ ،‬و‬
‫ّ‬ ‫لإلنساف منيا‬
‫السموكية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫البيئية‪ ،‬والصحة‬
‫ّ‬ ‫وتتفرع إلى عدة فروع منيا الصحة‬
‫ّ‬ ‫حالة مف العجز أو الضعؼ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫المينية‪ ،‬وصحة المجتمع ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والصحة‬
‫أيضا الصحة العامة باإلنجميزية )‪: (Public health‬ىي "عمـ وفف الوقاية مف األمراض‪،‬‬
‫إطالة الحياة واالرتقاء بالصحة مف خالؿ الجيود المنظمة واالختيارات االستعالمية لممجتمع‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المنظمات‪ ،‬المجتمعات الخاصة والعامة واألفراد كذلؾ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫عمى أنيا "مجموعة التدابير الوقائية و‬ ‫و لقد عرؼ المشرع الجزائري الصحة العمومية‬
‫العالجية و التربوية و االجتماعية التي تستيدؼ المحافظة عمى صحة الفرد‪ ،‬والجماعة و‬
‫تحديثيا" ‪ ،‬فالجميع يدرؾ ماذا يعني المرض مف أجؿ مقاومتو واجتنابو لكف‪ ،‬تبدأ الصعوبة في‬
‫المقابؿ عندما يستدعي األمر إعطاء تعريؼ لمصحة‪ ،‬رسـ الحد الفاصؿ بيف الحالة المرضية‬
‫والحالة السميمة‪ ،‬القاموس يشير إلى أف الصحة ىي غياب المرض وعمة مالزمة لعضو في‬
‫جسـ اإلنساف‪ .‬وعند الكثير مف الناس أف يكوف في صحة جيدة يعني أف يشعر بأنو في حالة‬
‫جيدة‪ ،‬عدـ التألـ‪ ،‬القدرة عمى العمؿ واالستراحة بشكؿ عادي‪.‬‬
‫في سنة ‪ 1973‬وسعت لجنة الخبراء لممنظمة العالمية لمصحة مفيوـ الصحة العامة‪،‬‬
‫فالمفيوـ التقميدي يشمؿ أساسا حفظ صحة الوسط والكفاح ضد األمراض المتنقمة‪ ،‬فوسع‬
‫تدريجيا‪ ،‬إذ يستعمؿ مصطمح الصحة العامة بمعناه الواسع مف أجؿ إثارة المشاكؿ المتعمقة‬
‫بصحة المجموعة‪ ،‬فالصحة العامة أصبحت فرعا أو عمما مستقال ييتـ بالصحة الشاممة‬

‫‪1‬‬
‫مفهوم ‪-‬الصحة ‪-‬العامة‪-- mawdoo3.com/‬‬
‫‪2‬‬
‫صحة ‪-‬عمومية‪-https://ar.wikipedia.org/wiki/‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 25‬مف القانوف رقـ ‪، 05- 85‬المتضمف قانوف حماية الصحة و ترقيتيا‪،‬المعدؿ و المتمـ‬
‫‪18‬‬
‫لمشعوب تحت جميع مناظرىا العالجي‪ ،‬الوقائي‪ ،‬التربوي واالجتماعي ‪.‬ىدفيا وضع نظـ‬
‫وعمميات لترقية الصحة‪ ،‬الوقاية وعالج األمراض واعادة تأىيؿ المعاقيف ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬تعريف المرافق الصحية‬
‫المرفؽ العاـ بمفيومو العضوي ىو األجيزة اإلدارية أو المؤسسات اإلدارية بشكؿ عاـ‬
‫فحيث توجد مؤسسة إدارية يوجد مرفؽ عمومي ‪ ،‬أما المفيوـ المادي فيو كؿ نشاط شرع فيو‬
‫بيدؼ تحقيؽ مصمحة عامة فيعني نشاط متميز عف النشاط الخاص لألفراد بيدفو الذي ىو‬
‫(‪)1‬‬
‫المصمحة العامة ومبدأ المجانية‪.‬‬
‫فمف خالؿ التعريؼ يتبيف لنا العناصر األساسية الضرورية لوجود مرفؽ عمومي‪ ،‬وىي‬
‫تحقيػ ػػؽ المصمح ػ ػػة العامػػة و تقديـ خدمات لممواطنيف و العنصر الثاني ىو تواجد سمطة‬
‫(‪)2‬‬
‫عمومية‪.‬‬
‫مف خالؿ ىذه التقدمة يمكف القوؿ بداية بأف المرفؽ العاـ الصحي ميداف نشاط إداري ذي‬
‫أىمية بالغة‪ ،‬ومف جية ثانية ىو قواـ ومحور المنظومة الصحية في الدولة‪ ،‬واذا كاف مرفؽ‬
‫الصحة العامة يعني بوجو عاـ ىياكؿ إدارية ىي زيادة عمى و ازرة الصحة المؤسسات العمومية‪،‬‬
‫فإف المرافؽ الصحية منظمة في شكؿ أشخاص معنوية لمقانوف العاـ ىي مؤسسات عمومية‬
‫ذات طابع إداري‪ ،‬تممؾ بسبب مياميا الواسعة تنوعا لمموارد البشرية والمادية المعتبرة‪.‬‬
‫كما تـ تعريؼ المرافؽ الصحية االستشفائية بأنيا‪":‬كؿ مؤسسة عالجية استوفت الشروط‬
‫القانونية الطبية و العالجية الممارس فييا فف الطب المباح قانونا‪ ،‬و ىو المكاف الذي يدخمو‬
‫المرضى لال ستشفاء عف طريؽ أطباء مجموعة مف المختصيف و األجيزة في شتى فروع الرعاية‬
‫الصحية التي يحتاجيا المريض لتحقيؽ األىداؼ األساسية التي تنشا مف أجميا ‪ ،‬و تمخص في‬
‫(‪)3‬‬
‫تحقيؽ أقصى رعاية مكنة لممريض"‪.‬‬
‫ويعتبر المرفؽ العاـ الصحي االستشفائي المالذ التقميدي وشبو اإلجباري لألفراد بالنسبة‬
‫لألمراض واإلصابات الخطيرة‪ ،‬إلى جانب استقباؿ الحاالت المرضية العادية‪ ،‬كما تضمف‬
‫التكويف لقسـ كبير مف الطاقـ الصحي وتمثؿ الوسط األمثؿ لمبحث الطبي‪.‬‬

‫‪ - 1‬ناصر لباد‪،‬األساس في القانون اإلداري‪ ،‬سمسة القانوف‪،‬الطبعة األولى‪،‬دار المجدد‪،‬ص‪147‬‬


‫‪ - 2‬ناصر لباد‪،‬نفس المرجع‪،‬ص‪151‬‬
‫‪- 3‬أكرـ محمود حسيف البدو‪،،‬المسؤولية المدنية لممستشفيات الخاصة‪،‬دراسة مقارنة‪،‬دار الحامد‪،‬عماف‪،2003،‬ص‪24‬‬
‫‪19‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫النظام القانوني لممرافق الصحية العمومية في الجزائر‬
‫لقد قامت النصوص القانونية الجزائرية بتنظيـ القطاع الصحي العمومي‪ ،‬وتحديد مياـ‬
‫مؤسساتو‪ ،‬وطبيعتيا‪ ،‬بموجب نصوص قانونية وتنظيمية عديدة‪ ،‬إف ىذه النصوص أكدت عمى‬
‫أف تؤدي ىذه اليياكؿ واجباتيا في صالح المرضى‪ ،‬و في صالح كؿ أفراد المجتمع‪ ،‬كما ىو‬
‫محدد قانونا ابتداء مف قانوف حماية الصحة و ترقيتيا‪ ،‬و في سبيؿ تحقيؽ ذلؾ‪ ،‬حرص المشرع‬
‫عمى أف يكوف القطاع الصحي العمومي‪ ،‬اإلطار األساسي الذي يوفر مجانية العالج ‪ ،‬والتي‬
‫يجب أف نمتمسيا عمى مستوى جميع ىياكؿ الصحة العمومية‪ ،‬وفي ما يخص كؿ أعماؿ‬
‫العالج‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫فيي مجموعة‬ ‫وىكذا فإف المؤسسة الصحية العمومية‪ ،‬تنشط في إطار الصحة العمومية‬
‫مف ىياكؿ الوقاية‪ ،‬و التشخيص‪ ،‬والعالج واالستشفاء‪ ،‬واعادة التأىيؿ الموجودة داخؿ إقميـ نفس‬
‫الدائرة ‪ ،‬إف ىذه اليياكؿ تتكوف مف مستشفيات و العيادات متعددة الخدمات‪ ،‬و المراكز‬
‫الصحية‪ ،‬وقاعات الفحص والعالج‪ ،‬ومراكز األمومة‪ ،‬ومراكز المراقبة عمى مستوى الحدود‪.‬‬
‫وكؿ منشأة صحية عمومية تعمؿ تحت وصاية و ازرة الصحة و السكاف‪.‬‬
‫تتكوف المنظومة الصحية في الجزائر أساسا مف مؤسسات الصحة العمومية والخاصة (‪،)2‬‬
‫التي تمارس نشاطا إستشفائيا موجو لمتشخيص والعالج‪ ،‬إلى جانب مؤسسات عمومية ذات‬
‫طبيعة تقنو طبية تعمؿ في ميداف الصيدلة ومخابر التحاليؿ والبيولوجيا ونقؿ الدـ ‪.‬‬
‫وبالبقاء في الميداف العاـ يتنوع المشيد االستشفائي في الجزائر مف خالؿ مؤسسات الصحة‬
‫التي تتنوع مياميا‪ ،‬وتوجو أحيانا لمتكفؿ بمجموعة مف األمراض حصريا‪.‬‬
‫ونحصي ثالثة ىياكؿ وىي المراكز اإلستشفائية الجامعية‪،‬و المؤسسات االستشفائية‬
‫المتخصصة‪ ،‬والمؤسسات العمومية االستشفائية‪ ،‬والمؤسسات العمومية لمصحة الجوارية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الفرع األول‪:‬المراكز االستشفائية الجامعية‬

‫‪ - 1‬طاىري حسيف‪ ،‬الخطأ الطبي والعالجي في المستشفيات العامة‪،‬دار ىومو‪ ،‬الجزائر‪ . 200،‬ص‪10‬‬
‫‪ - 2‬المرسوـ رقـ ‪ 204/88‬المؤرخ في ‪ 1988/10/18‬المحدد شروط إنجاز العيادات الخاصة و فتحيا وعمميا المعدؿ و‬
‫المتمـ بالمرسوميف التنفيذييف رقـ ‪ 380/92‬و‪69/02‬‬
‫‪20‬‬
‫يتـ إنشاء المراكز االستشفائية الجامعية بموجب مرسوـ تنفيذي بناء عمى اقتراح مشترؾ بيف‬
‫الوزير المكمؼ بالصحة والوزير المكمؼ بالتعميـ العالي والبحث العممي‪ ،‬ويتقاسـ كؿ مف‬
‫الوزيريف ممارسة الوصاية عمى المستشفى الجامعي‪ ،‬األوؿ لو وصاية إدارية والثاني لو وصاية‬
‫(‪)2‬‬
‫بيداغوجية ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫في ميداف الصحة‪ ،‬يضمف النشاط‬ ‫ويمارس المركز االستشفائي الجامعي مياـ متعددة‬
‫الخاص بأعماؿ التشخيص والعالج واالستشفاء واالستعجاالت الطبية والجراحية والوقاية‪ ،‬إلى‬
‫جانب ضماف الخدمات لمسكاف القاطنيف بالقرب منو الذيف ال تغطييـ القطاعات الصحية التي‬
‫حمت محميا مؤسسات الصحة العمومية االستشفائية والمؤسسات العمومية لمصحة الجوارية‪.‬‬
‫وفي ميداف التكويف يوفر المركز اإلستشفائي الجامعي تكويف التدرج وما بعد التدرج في‬
‫عموـ الطب‪ ،‬بالتعاوف مع مؤسسات التعميـ العالي والمشاركة في إعداد وتطبيؽ البرامج المتعمقة‬
‫بيا ‪.‬أما في ميداف البحث العممي يقوـ بكؿ أعماؿ الدراسة والبحث في ميداف عموـ الصحة‪.‬كما‬
‫يقوـ بتنظيـ مؤتمرات و ندوات و أياـ دراسية و تظاىرات أخرى تقنية و عممية‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫عمى مصالح و وحدات‪ ،‬و عيادات‪ ،‬حيث تنظـ‬ ‫و يشتمؿ كؿ مركز استشفائي جامعي‬
‫كتالي‪:‬‬
‫أوال‪:‬الوحدة ‪ :‬والتي تتكوف عموما إما مف اليياكؿ العالجية ذات اإلسعافات األولية (مجمع‬
‫صحية ‪ ،‬مراكز صحية ‪ ،‬قطاعات لمفحص ) واما مف مجموعة األسرة اإلستشفائية‪ ،‬واما مف‬
‫جممة أجيزة طبية تقنية مثؿ جياز القمب أو مخابر بيولوجية‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬المصمحة ‪ :‬والتي ىي أيضا تتكوف مف وحدتيف أو أكثر وتعمؿ عمى ضماف األنشطة‬
‫التعميمية أو اإلضافية لموحدة‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬عيادة متعددة الخدمات‪ :‬وأيضا تتكوف مف وحدتيف أو أكثر ‪ ،‬وتعمؿ عمى ضماف األنشطة‬
‫التكميمية لممصمحة ‪ ،‬كما يمكنو أف تتكوف بصفة إستثنائية مف مصمحة واحدة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫فيتكوف مف مجمس إدارة‪ ،‬و جياز‬ ‫أما فيما يخص التنظيـ اإلداري لممركز االستشفائي‬

‫‪ - 1‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 467/97‬المؤرخ في ‪ 1997/12/02‬المحدد لقواعد إنشاء المراكز اإلستشفائية الجامعية وتنظيميا‬
‫وسيرىا‪.‬‬
‫‪ - 2‬المادة ‪ 02‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪. 467/97‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 03‬و ‪ 04‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪. 467/97‬‬
‫‪ - 4‬المادة ‪ 11‬مف المرسوـ التنفيذي ‪ 467- 97‬المتعمؽ بقواعد انشاء المراكز االستفائية الجامعية‬
‫‪21‬‬
‫استشاري يسمى" المجمس العممي"‪ ،‬ومدير عاـ ينتمي إلى سمؾ اإلدارييف في نظاـ مديري‬
‫اإلدارات الصحية‪ ،‬يتـ تعيينو بموجب مرسوـ باقتراح مف وزير الصحة‪ ،‬كما أنو يتولى مياـ‬
‫التسيير‪ ،‬والسمطة التدرجية‪ ،‬ومف ميامو كذلؾ تمثيؿ المركز االستشفائي أماـ القضاء‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬المؤسسات االستشفائية المتخصصة‬
‫يتـ إنشاء المؤسسات االستشفائية المتخصصة بموجب مرسوـ تنفيذي بناء عمى اقتراح مف‬
‫الوزير المكمؼ بالصحة بعد استشارة الوالي‪ ،‬الذي توضع تحت وصايتو(‪)3‬وتمارس المؤسسة‬
‫االستشفائية المتخصصة مياما متعددة (‪)4‬تتمثؿ في ‪:‬‬
‫‪ -‬تقوـ بتطبيؽ البرامج الوطنية والجيوية والمحمية لمصحة‪.‬‬
‫‪-‬المساىمة في إعادة تأىيؿ مستخدمي مصالح الصحة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-‬استخداميا كميداف لمشبو الطبي و التسيير اإلستشفائي‬
‫و ىي تتكوف مف ىيكؿ واحد أو ىياكؿ متعددة متخصصة‪ ،‬إف ىذه المؤسسات تتكفؿ بنوع‬
‫معيف مف العالج التخصصي دوف غيره‪ ،‬وذلؾ مثال كما ىو الحاؿ بالنسبة لممؤسسات‬
‫االستشفائية المتخصصة في األمراض العقمية التي نصت عمييا المادة ‪ 103‬مف قانوف حماية‬
‫الصحة و ترقيتيا‪ ،‬ويمكف اإلشارة كذلؾ في ىذا النطاؽ إلى وكالة نقؿ الدـ المنظمة وفؽ‬
‫المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 108- 95‬المؤرخ في ‪ ، 1995/06/09‬الذي يعتبر بأف ىذه الوكالة‪،‬‬
‫ىي مؤسسة عمومي ذات طابع إداري‪ ،‬ووجية عممية‪ ،‬و تقنية‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية و‬
‫‪6‬‬
‫االستقالؿ المالي‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 12‬مف المرسوـ التنفيذي ‪ 467- 97‬المؤرخ في ‪1997/12/02‬‬


‫‪ -- 2‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 465/97‬المؤرخ في ‪ 1997/12/04‬المتضمف قواعد إنشاء المؤسسات االستشفائية المتخصصة‬
‫وتنظيميا وسيرىا ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ 81‬لسنة ‪. 1997‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 02‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪. 465/97‬‬
‫‪ - 4‬المادة ‪ 03‬مف المرسوـ التنفيذي ‪،‬السالؼ الذكر‬
‫‪ - 5‬المادة ‪ 05‬و ‪ 06‬مف المرسوـ التنفيذي ‪،‬السالؼ الذكر‬
‫‪ - 6‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪،108- 95‬المؤرخ في ‪ 1995/06/09‬و المتضمف إنشاء و كالة نقؿ الدـ و تنظيميا‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫ويدير المؤسسة اإلستشفائية المتخصصة مجمس إدارة ويسيرىا مدير يمثميا بتمؾ الصفة أماـ‬
‫الجيات القضائية(‪ ،)1‬ويحدد الممحؽ قائمة المؤسسات االستشفائية المتخصصة في‬
‫االختصاصات المتوفرة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المؤسسات العمومية االستشفائية والمؤسسات العمومية لمصحة الجوارية‬
‫في سنوات ماضية وذلؾ قبؿ سنة ‪ 2007‬كاف ىناؾ نظاـ يسمى بالقطاع الصحي يتـ‬
‫إنشاؤه باقتراح مف الوزير المكمؼ بالصحة بعد استشارة الوالي‪ ،‬وىي عبارة عف مؤسسة تتكوف‬
‫مف مجموعة مف اليياكؿ الصحية موزعة عمى مستوى البمديات‪ ،3‬المنظمة بالمرسوـ التنفيذي‬
‫رقـ ‪ 466/97‬المؤرخ في ‪ 1997/12/02‬المحدد لقواعد إنشاء القطاعات الصحية وتنظيميا‬
‫وسيرىا‪ ،‬بعد ذلؾ تـ إنشاء نظاـ جديد بديال عف ىذه القطاعات الصحية و تـ إلغاءىا بموجب‬
‫أحكاـ المادة ‪ 35‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ‪ 140/07‬المؤرخ في ‪ 2007/05/19‬المتضمف‬
‫إنشاء وتنظيـ وسير المؤسسات العمومية االستشفائية والمؤسسات العمومية لمصحة الجوارية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المؤسسات العمومية اإلستشفائية‪:‬‬
‫طبقا لممرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 07-140‬سابؽ اإلشارة إليو فيي مؤسسة ذات طابع إداري‬
‫تتمتع بالشخصية المعنوية و اإلستقالؿ المالي‪ ،‬و ىي تتكوف مف ىياكؿ لمتشخيص والعالج و‬
‫اإلستشفاء و إعادة التأىيؿ الطبي‪ ،‬تغطي حاجة سكاف بمدية واحدة أو مجموعة بمديات التابعة‬
‫لو ازرة الصحة‪.‬‬
‫وتحدد المشتمالت المادية لممؤسسة العمومية اإلسشفائية بقرار مف الوزير المكمؼ بالصحة‪،‬‬
‫وتوكؿ إلييا مياـ بموجب المادة ‪ 4‬و ‪ 5‬مف المرسوـ‪ 07-140‬منيا‪:‬‬
‫‪ -‬التكفؿ بالحاجات الصحية لمسكاف و ضماف نشاطات العالج و التشخيص واإلستشفاء‬
‫واإلستعجاالت الطبية الجراحية ‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف تقديـ و برمجة توزيع العالج و التشخيص و إعادة التأىيؿ الطبي و اإلستشفاء‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيؽ البرامج الوطنية لمصحة‪.‬‬

‫‪- 1‬المادة ‪ 19‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪. 465/97‬‬


‫‪ - 2‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 140/07‬المؤرخ في ‪ 2007/05/19‬المتضمف إنشاء و تنظيـ وسير المؤسسات العمومية‬
‫االستشفائية و المؤسسات العمومية لمصحة الجوارية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 03‬مف المرسوـ التنفيذي ‪ 466/97‬السالؼ الذكر‬
‫‪23‬‬
‫‪ -‬ضماف حفظ الصحة و النقاوة و مكافحة األضرار و اآلفات اإلجتماعية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬ضماف تحسيف مستوى مستخدمي مصالح الصحة و تحديد معارفيـ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المؤسسة العمومية لمصحة الجوارية‪:‬‬
‫طبقا لممرسوـ نفسو ‪ ،‬فميا نفس تعريؼ المؤسسة العمومية اإلستشفائية‪ ،‬إذ أنيا تتكوف مف‬
‫مجموعة عيادات متعددة الخدمات و قاعات العالج‪ ،‬وتحدد مشتمالت المادية و الحيز‬
‫الجغرافي ليا بقرار مف الوزير المكمؼ بالصحة‪ ،‬أما مياميا حسب المادة ‪ 8‬مف ىذا المرسوـ‪،‬‬
‫فيي تكفؿ بصفة متكاممة و متسمسمة مما يمي‪:‬‬
‫*الوقاية و العالج القاعدي‬
‫* تشخيص المرض‬
‫* الفحوص الخاصة بالطب العاـ و الطب المتخصص القاعدي‪.‬‬
‫* األنشطة المرتبطة بالصحة اإلنجابية و التخطيط العائمي‪.‬‬
‫* تنفيذ البرامج الوطنية لمصحة و السكاف‪.‬‬
‫* ترقية وحماية المحيط في مجاؿ النظافة والصحة والكفاح ضد األضرار واآلفات اإلجتماعية‬
‫‪2‬‬
‫* المساىمة إعادة تأىيؿ مستخدمي المصالح الصحية‬
‫وتحدد التركيبة البنيوية لممؤسسات العمومية االستشفائية والمؤسسات العمومية لمصحة‬
‫(‪)3‬‬
‫كما حدد الممحؽ قائمة بالمؤسسات العمومية االستشفائية‬ ‫الجوارية بموجب قرار الوزير‬
‫والمؤسسات العمومية لمصحة الجوارية‪.‬‬

‫المطمب الثالث‬
‫األحكام التنظيمية لمرفق الصحة العمومية في الجزائر‬
‫تشمؿ المرافؽ االستشفائية كؿ اليياكؿ الصحية الخاضعة لمقانوف العاـ‪ ،‬ويستوي في ذلؾ‬
‫أف تكوف ذات اختصاص عاـ أو متخصصة‪ ،‬فاألولى تتكفؿ بتوفير العالج لمختمؼ األمراض‬
‫واإلصابات عموما‪ ،‬و تعتبر المستشفيات العمومية مف حيث تنظيـ القانوف ليا مؤسسات عامة‬

‫‪- 1‬المادة ‪ 04‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪140/07‬‬


‫‪ - 2‬المادة ‪ 08‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪140/07‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ - 3‬المادة ‪ 03‬و‪ 07‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪140/07‬‬
‫‪24‬‬
‫ذات طابع ٳداري و ذلؾ حسب ما تنص عميو المراسيـ التنفيذية المقررة إلنشائيا‪.‬‬
‫وفي ىذا السياؽ ستتـ دراسة سير المؤسسات الصحية العمومية مف حيث ىياكميا ومواردىا‬
‫البشرية(الفرع األوؿ)‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد نظاميا القانوني(الفرع الثاني)‬
‫الفرع األول ‪ :‬سير المؤسسات اإلستشفائية العمومية في الجزائر‪.‬‬
‫إف تحديد سير المؤسسات الصحية العمومية في الجزائر يتـ عمى الشكؿ التالي‪:‬‬
‫أوال ‪:‬اليياكل التنظيمية لمقطاع الصحي في الجزائر‬
‫يتكوف القطاع الصحي العمومي مف مجموعة مف المؤسسات الصحية العمومية ذات الطابع‬
‫اإلداري‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية و كذا باإلستقاللية المالية و عمى ىذا األساس فاإلطار‬
‫التنظيمي لمقطاع الصحي العمومي يشمؿ ثالث مستويات‪:‬‬
‫أ ‪-‬المستوى المركزي‪:‬‬
‫تشمؿ و ازرة الصحة و السكاف و إصالح المستشفيات عمى عشر وحدات مؤسسة‪ ،‬ويكوف‬
‫ذلؾ عف طريؽ مرسوـ و باإلضافة إلى ذلؾ توجد لجاف وطنية و قطاعية سمطتيا مباشرة مف‬
‫الو ازرة المكمفة بالصحة و السكاف‪ ،‬وتكمؼ ىذه المجاف بالفحص‪ ،‬وتمعب دو ار ىاما في التنمية‬
‫والمتابعة و كذا تقييـ البرامج الوطنية لمصحة‪ ،‬وفي المقابؿ توجد عشر ىيئات تحت وصاية‬
‫الو ازرة‪ ،‬مسيرة مف طرؼ مجمس اإلدارة‬
‫ب‪-‬المستوى الجيوي‪:‬‬
‫لكي تكوف ىناؾ مالئمة بيف عرض العالج واحتياجات السكاف‪ ،‬و كذلؾ مف أجؿ ضماف‬
‫المساواة أو العدالة بيف األفراد في اإلستفادة مف الخدمات الصحية‪ ،‬أسست الجيوية لمصحة‬
‫سنة ‪ ،1995‬حيث يعتبر المجمس الجيوي ىيئة فاحصة متعددة القطاعات مكمفة بػ ػ ػ ػ‪:‬‬
‫*تدعيـ التشاور بيف المتدخميف والمجتمع المدني فيما يتعمؽ بتحديد التوجيات اإلستراتيجية‪.‬‬
‫*إتخاذ القرار مف خالؿ التخصيص األمثؿ لمموارد‪.‬‬
‫كما يمكف اعتبار المراقبيف الجيوييف لمصحة كممحقات لممعيد الوطني لمصحة العمومية‬
‫تمارس ميمة خاصة مرتبطة بالعولمة الصحية‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى وجود خمس مناطؽ صحية‬
‫في الوطف ىي‪:‬‬
‫‪ -‬منطقة الوسط ‪ :‬تنظـ ‪ 11‬والية‪.‬‬
‫‪ -‬منطقة الشرؽ ‪ :‬تنظـ ‪ 14‬والية‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬منطقة الغرب ‪ :‬تنظـ ‪ 11‬والية‬
‫ؽ ‪ :‬تنظـ ‪ 7‬واليات‪.‬‬
‫‪ -‬جنوب الشر ّ‬
‫‪ -‬جنوب غرب ‪ :‬تنظـ ‪ 5‬واليات‪.‬‬
‫ج ‪-‬المستوى الوالئي‪:‬‬
‫في كؿ والية مف واليات الجزائر()‪ 48‬والية نجد ما يعرؼ بمديرية الصحة و السكاف‪ ،‬والتي‬
‫تـ تأسيسيا بمقتضى المرسوـ التنفيذي‪ 261/97‬المؤرخ في ‪ 14‬جويمية‪1 1997‬و تتمثؿ مياميا‬
‫أساسا في ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬جمع و تحميؿ المعمومات الصحية‪.‬‬
‫‪ -‬وضع حيز التنفيذ لمبرامج القطاعية لمنشاط الصحي‪.‬‬
‫‪ -‬التنسيؽ بيف نشاطات اليياكؿ الصحية‬
‫‪ -‬مراقبة ىياكؿ القطاع الخاص‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬تسيير الموارد البشرية عمى مستوى المرافق الصحية العمومية‬
‫يعتبر تسيير مستخدمي المؤسسات الصحية العمومية ميمة إستراتيجية في المستشفى نظ ًار‬
‫إلختالؼ الفئة العاممة داخؿ المؤسسة‪ ،‬مف العامؿ الميني‪ ،‬و الطبيب‪ ،‬والشبو الطبي‪ ،‬وىذا ما‬
‫أوجب سف قوانيف عامة خاصة لتسيير ىذه الفئات‪ ،‬أما عف تركيبة المستخدميف فمقد تنوعت‬
‫الموارد داخؿ المؤسسة االستشفائية العمومية وقامت بدور محوري لحسف سير المؤسسة و‬
‫خدماتيا وشممت ثالث فئات و ىي كاآلتي‪:‬‬
‫‪)1‬المستخدمون الطبيون ‪:‬‬
‫وتشمؿ كؿ مف‪:‬‬
‫*األطباء اإلستشفائيين الجامعيين‪:‬يعتبروف مف خريجي الجامعات و الذيف يقرنوف ميمة‬
‫‪2‬‬
‫العالج مع التعميـ‪.‬‬
‫*األطباء اإلختصاصيين ‪ :‬وىـ األطباء المتحصميف عمى درجات عممية أعمى مثؿ الدبمومات‬

‫‪ - 1‬المرسوم التنفيذي ‪ 162- 79‬المؤرخ في ‪، 2779/79/21‬المتضمن القواعد الخاصة بتنظيم مديريات الصحة و السكان‬
‫الوالئية وسيرها‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ 19‬لسنة ‪. 2779‬‬
‫‪ - 2‬المرسوـ التنفيذي‪ 471/91‬المؤرخ في ‪ 1991/12/07‬المتضمف القانوف األساسي الخاص باألطباء المتخصصيف‬
‫االستشفائييف الجامعييف‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ 66‬لسنة ‪، 1991‬والمعدؿ و المتمـ بموجب المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 491- 92‬المؤرخ‬
‫في ‪ 1991/12/28‬و المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 186- 97‬المؤرخ في ‪1997/05/14‬‬
‫‪26‬‬
‫العالية و الماجستير و الدكتوراه‪ ،‬و تتكوف مف ىؤالء الييئة الفنية المتخصصة في المستشفى‬
‫والتي تعتمد عمييـ في تقديـ الخدمات الطبية التشخيص و العالج و المتابعة‪.1‬‬
‫*األطباء العامون‪ :‬حيث تشمؿ ىذه الفئة أطباء الصحة العمومية‪ 2‬و ىـ فئة مكمفيف بالمياـ‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اإلستعداد لمعمؿ بصفة دائمة و القياـ بشكؿ إجباري بالمداومة الطبية الفعمية المبرمجة داخؿ‬
‫المصمحة أو المؤسسة الصحية‪.‬‬
‫‪ -‬تسيير كؿ مصمحة طبية يكوف مسؤولية اإلدارة التقنية لممارس طبي عاـ في الصحة‬
‫العمومية بصفتو رئيس مصمحة‪.‬‬
‫‪ )2‬المستخدمين شبو الطبيين‪:3‬‬
‫و ينقسموف إلى ثالث أقساـ حسب درجة التكويف و التخصص ىـ‪:‬‬
‫‪-‬التقنيوف الساموف لمصحة ‪ :‬يشمؿ كؿ مف القابالت و الممرضيف المؤىميف بتنوع إختصاصيـ‪،‬‬
‫وىؤالء يمثموف اليد اليمنى لمطبيب‪ ،‬ويمارسوف أعماؿ التمريض‪ ،‬ومساعدة األطباء أثناء‬
‫العمميات‪ ،‬وتنفيذ تعميمات األخصائييف ومتابعة حاالت العالج حتى خروج المريض مف‬
‫العمميات وتطور حالتو‪.‬‬
‫‪-‬التقنيوف الصحيوف ‪:‬ويشمؿ كؿ مف الممرضيف في العالج العاـ‪ ،‬الممرضيف في النظافة‬
‫والتطيير‪ ،‬نواب الممرضيف في األشعة والصيدلة‪.‬‬
‫‪-‬المستخدموف التقنيوف ‪:‬ويشمؿ المساعدات في العالجات ‪ ،‬التمريض‪ ،‬التوليد والتطيير‬
‫وسائقي سيارات اإلسعاؼ‪.‬‬
‫‪ )3‬المستخدموف اإلداريوف ‪:‬ويشمموف الييئة اإلدارية والمحاسبية في المستشفى ‪ ،‬ويتحدد‬
‫عددىـ حسب حجـ المستشفى وعدد أقساميا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرسوـ التنفيذي ‪ 394/09‬المؤرخ في ‪ 2009/11/24‬المتضمف القانوف األساسي لمممارسيف الطبييف المتخصصيف في‬
‫الصحة العمومية ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ 70‬لسنة ‪. 2009‬‬
‫‪ - 2‬المرسوـ التنفيذي ‪ 393/09‬المؤرخ في ‪ 2009/11/24‬المتضمف القانوف األساسي لمممارسيف الطبييف العموميوف في‬
‫الصحة العمومية ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ 70‬لسنة ‪. 2009‬‬
‫‪ - 3‬المرسوـ التنفيذي ‪ 121/11‬المؤرخ في ‪ 2011/03/20‬المتضمف القانوف األساسي الخاص بالموظفيف المنتميف ألسالؾ‬
‫شبو الطبييف لمصحة العمومية ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ 17‬لسنة ‪. 2011‬‬

‫‪27‬‬
‫المطمب الرابع‬
‫الطبيعة القانونية لممرافق الصحية العمومية وواجباتيا تجاه المرضى‪.‬‬
‫تعتبر المؤسسات الصحية مؤسسات تتمتع بالطابع اإلداري‪ ،‬تيدؼ إلى تحقيؽ األىداؼ‬
‫والمصمحة العامة‪ ،‬فمف خالؿ ىذه الدراسة سوؼ نتعرؼ عمى الطبيعة القانونية لممؤسسة‬
‫الصحية العمومية وواجباتيا إتجاه المرضى‪.‬‬
‫وفي ىذا الصدد تنص المادة ‪ 2‬و المادة ‪ 6‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ‪ 140- 07‬عمى أف ‪:‬‬
‫"كؿ مف المؤسسة العمومية االستشفائية و المؤسسة العمومية لمصحة الجوارية ىي مؤسسة‬
‫عمومية ذات طابع إداري و تتمتع باالستقالؿ المالي و الشخصية المعنوية‪" .‬‬
‫وفي نفس السياؽ تنص المادة ‪ 2‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ‪ 467- 97‬عمى أف "‪:‬المركز‬
‫االستشفائي الجامعي مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالؿ‬
‫المالي‪ "...‬و مف خالؿ ىذه النصوص القانونية سنحاوؿ تحديد الطبيعة القانونية لممؤسسات‬
‫الصحية العمومية(الفرع األوؿ)‪ ،‬ثـ واجباتيا إ تجاه المرضى(الفرع الثاني)‬
‫الفرع األول ‪:‬الطبيعة القانونية لممؤسسات اإلستشفائية العمومية‪.‬‬
‫في ىذا المجاؿ‪ ،‬نالحظ بأف القواعد المنظمة لسير المؤسسات الصحية العمومية‪ ،‬تنص‬
‫صراحة أف ليذه األخيرة الطابع اإلداري‪ ،‬ومف ىنا يمكف القوؿ بأف ىذه المؤسسات ىي مف‬
‫أشخاص القانوف العاـ‪ ،‬وبمعنى آخر فإف الطبيعة القانونية ليذه المؤسسات ىي التي تسمح لنا‬
‫بمعرفة نوع الدعاوى التي يقيميا المضرور مف األعماؿ الطبية في سبيؿ حصولو عمى‬
‫التعويضات‪ ،‬وعميو فإف االختصاص بيذه الدعاوى يرجع كقاعدة عامة إلى القاضي اإلداري‪،‬‬
‫وىذا بالضبط ما يعرؼ بنظاـ المرفؽ العاـ في القانوف اإلداري‪ 1‬بمفيومو التقميدي‪ ،‬حيث يكمؼ‬
‫فيو الشخص العاـ بتحقيؽ و إشباع المصمحة العامة وفؽ المعيار العضوي‬
‫إف ىذه األفكار تنطبؽ عمى المؤسسات الصحية العمومية‪ ،‬ماداـ أنيا أشخاصا عامة‬
‫تؤدي مصمحة عامة‪ ،‬ومع ذلؾ فإف تطبيؽ المعيار المادي ممكف في ىذا المجاؿ‪ ،‬نظ ار ألف‬
‫المبدأ الذي يقوـ عميو المعيار المادي ىو عدـ األخذ بعيف االعتبار طبيعة الجية التي أدت‬
‫العمؿ ‪ ،‬وانما وجوب النظر إلى طبيعة النشاط الذي يجب أف يكوف موجيا لمصالح العاـ‪ ،‬إف‬

‫‪ - 1‬أحمد محيو ‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية(ترجمة محمد عرب صاصيال)‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪، 1979 ،‬ص‪. 430‬‬
‫‪28‬‬
‫ىذا اليدؼ أي القياـ بعمؿ مف أجؿ المصمحة العامة‪ ،‬يظير مف خالؿ مبدأ مجانية الخدمات‬
‫التي يؤدييا المرفؽ‪ ،‬و الذي ينطبؽ تماما مع طبيعة نشاط المؤسسات الصحية العمومية‪ ،‬ماداـ‬
‫أف ميمتيا ترتكز أساسا عمى إدارة العالج الطبي‪ ،‬واتخاذ سبؿ الوقاية ضد األمراض‪ ،‬مف أجؿ‬
‫حماية صحة أفراد المجتمع‪ ،‬وذلؾ عمى أساس مبدأ مجانية الخدمات‪.‬‬
‫وىكذا يمكف تفسير الطابع اإلداري لممؤسسات الصحية العمومية‪ ،‬سواء مف الناحية النظرية‪،‬‬
‫وذلؾ بموجب المعياريف المادي والعضوي المعروفيف في القانوف اإلداري‪ ،‬أو مف الناحية العممية‬
‫‪1‬‬
‫و اإلجرائية‪ ،‬و ذلؾ بموجب أحكاـ المادة ‪ 800‬مف قانوف اإلجراءات المدنية و اإلدارية‬
‫و باإلضافة إلى ذلؾ‪ ،‬فإف ما يميز المؤسسات الصحية العمومية وفؽ النصوص سابقة‬
‫الذكر‪،‬ىو أنيا تتمتع بالشخصية المعنوية العامة‪ ،‬وبنظاـ مالي مستقؿ‪ ،‬و تطبيقا لذلؾ يمكف‬
‫لممريض المضرور مف األعماؿ الطبية‪ ،‬أف ينازع مباشرة ىذه الييئات أماـ القضاء اإلداري‬
‫لممطالبة بالتعويضات ‪.‬‬
‫كما أف المشرع حينما يذكر بأنيا مؤسسات ليا الشخصية المعنوية‪ ،‬و كذا االستقاللية المالية‬
‫فيو يؤكد عمى ىذه النقطة مف منطمؽ عدـ الخضوع و التبعية في التسيير و اتخاذ الق اررات‬
‫وبالمساواة مع ذلؾ نالحظ أف األمر ال يخمو مف الوصاية ‪ ،‬حيث يمارس وزير الصحة‬
‫الوصاية اإلدارية ووزير التعميـ العالي و البحث العممي الوصاية البيداغوجية‪ ،‬وذلؾ عمى‬
‫مستوى المراكز اإلستشفائية الجامعية ‪ ،‬أما المراكز اإلستشفائية المتخصصة‪ ،‬فيي توضع تحت‬
‫وصاية والي الوالية‪.‬‬
‫و نظ ار ألنيا مؤسسات عمومية تسير مرفقا عاما ‪ ،‬فإنيا تخضع لقواعد القانوف العاـ التي‬
‫تتميز بالصرامة في المحافظة عمى الماؿ العاـ ‪ ،‬كما تخضع لقواعد المحاسبة العمومية‪21- 90‬‬
‫‪2‬‬
‫و ذلؾ فيما يتعمؽ بوضع تنفيذ و‬ ‫المؤرخ في ‪15‬أوت ‪ 1990‬المتعمقة بالمحاسبة العمومية‬
‫مراقبة الميزانية‪ ،‬وبتطبيؽ ىذه القواعد فإف المؤسسة الصحية تجد نفسيا في وضعية حرجة‬
‫تمتاز بثقؿ وتباطؤ اإلجراءات‪ ،‬البيروقراطية والخضوع لقواعد صارمة خاصة في عمميات‬
‫اإلنفاؽ ‪ ،‬باعتبارىا مؤسسات عمومية تتميز بالطابع اإلداري و تخضع لصفقات عمومية‪ ،‬ومنو‬

‫‪ - 1‬القانوف رقـ ‪ 09- 08‬المؤرخ في ‪، 2008/02/25‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ 21‬لسنة‬
‫‪. 2008‬‬
‫‪ - 2‬قانوف رقـ ‪ 21- 90‬المؤرخ في ‪،1990/06/15‬المتعمؽ بالمحاسبة العمومية‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد‪ 35‬لسنة ‪. 1990‬‬
‫‪29‬‬
‫الخضوع لعدة قواعد قانونية لتمويف خدماتيا‪ ،‬فقواعد الشراء تخضع ألحكاـ المرسوـ‬
‫‪1‬‬
‫الرئاسي‪ 236- 10‬المتضمف قانوف الصفقات العمومية و المعدؿ و المتمـ‪.‬‬
‫إذف مف خالؿ ىذه المراسيـ توصؿ المشرع إلى نجاعة الطمبات العمومية‪ ،‬وحسف إنفاؽ‬
‫الماؿ العاـ مف جية ومف جية أخرى فيي تيدؼ إلى تحديد الشروط واألشكاؿ التي تخضع ليا‬
‫صفقات األشغاؿ‪ ،‬الموازـ و الخدمات لحساب الدولة‪ ،‬وكذا بعض المواد المتعمقة بإدارتيا‬
‫ومراقبتيا‪ ،‬و باعتبارىا مؤسسات عمومية ذات طابع إداري ‪ ،‬فإف تطبيؽ القانوف اإلداري عمييا‬
‫يمتد ليس فقط عمى مستوى التسيير أو التنظيـ‪ ،‬بؿ كذلؾ فيما يخص مستخدمييا و منازعتيا‬
‫أيضا كما سبقت اإلشارة إليو‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬واجبات المؤسسات اإلستشفائية العمومية تجاه المرضى‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أف الفقو يرى بأف الطابع اإلداري و العاـ لممؤسسات الصحية العمومية‪،‬‬
‫ىو في الحقيقة ميزة يجعؿ منيا أجيزة محؿ ثقة لدى األفراد‪ ،‬مقارنة ببقية المؤسسات الصحية‬
‫األخرى التي تنشط في قطاع الصحة ‪ ،‬بؿ أكثر مف ذلؾ إف ىذا الطابع يبدو أكثر تالؤما‬
‫وتجاوبا مع نشاط ىذه المؤسسات‪ ،‬التي ليا تأثير مباشر عمى حياة األشخاص‪.‬‬
‫فإذا قمنا بأف الواجبات القانونية ليذه المؤسسات تخص كؿ نشاطات التشخيص والعالج‬
‫و االستعجاالت الطبية و الوقاية مف األمراض‪ ،‬وكذلؾ تطبيؽ برامج الصحة‪ ،‬و المساىمة في‬
‫حماية المحيط‪ ،‬باإلضافة إلى دورىا في التكويف‪ ،‬والدراسة و البحث‪ ،‬فإنو ال يمكف ليذه‬
‫المؤسسات الصحية العمومية أف تؤدي ىذه المياـ إال إذا تـ ذلؾ وفؽ المبادئ العامة الواجب‬
‫احتراميا مف طرؼ كؿ المرافؽ العمومية ‪ ،‬بؿ يمكف اعتبار أف ىذه المبادئ‪ ،‬ىي مف نتائج‬
‫الطابع اإلداري لممرفؽ‬
‫إف ىذه المبادئ تنقسـ إلى أربعة ‪:‬مبدأ استم اررية خدمات المرفؽ الصحي العمومي‪،‬ومبدأ‬
‫نوعية الخدمة التي يؤدييا المرفؽ الصحي العمومي أو القابمية لمتبدؿ‪ ،‬ومبدأ مساواة الجميع أماـ‬
‫خدمات المرفؽ الصحي العمومي ‪ ،‬باإلضافة إلى مبدأ مجانية العالج ‪.‬‬
‫أوال ‪:‬مبدأ استمرارية خدمات المرفق الصحي العمومي‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرسوـ الرئاسي ‪ 236- 10‬المؤرخ في ‪، 210/10/07‬المتضمف قانوف الصفقات العمومية و المعدؿ و المتمـ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫العدد ‪ 58‬لسنة ‪2010‬‬
‫‪30‬‬
‫إف مبدأ االستم اررية ىذا أو الديمومة‪ ،‬يجد أساسو في أف المرفؽ العاـ ييدؼ إلشباع‬
‫المصمحة العامة ‪.‬إف ىذا اليدؼ البد و أف يتسـ بطابع الديمومة‪ ،‬خصوصا لما يتعمؽ األمر‬
‫بنشاط حيوي وحساس مثؿ نشاط الصحة‪.‬‬
‫لذلؾ تعمؿ المؤسسات اإلدارية‪ ،‬و مف بينيا المؤسسات الصحية العمومية‪ ،‬عمى ضماف مبدأ‬
‫‪1‬‬
‫االستم اررية في تنفيذ الخدمة العامة بطريقة منتظمة و دائمة‬
‫فمف جية اإلدارة‪ ،‬فيي ممزمة بتأميف سير المرافؽ التي تديرىا‪ ،‬طالما أف أي قرار نظامي‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬وأف القوة القاىرة وحدىا فقط ىي التي تحررىا مف ىذا االلتزاـ‪ ،‬و يترتب‬ ‫بإيقافيا لـ يتخذ‬
‫عمى ذلؾ أف أي انقطاع في أداء المرفؽ لخدماتو يعتبر خطأ‪ ،‬مف شأنو أف يؤدي إلى قياـ‬
‫مسؤولية اإلدارة ‪ ،‬بؿ أكثر مف ذلؾ إف مجرد التأخير أو التنفيذ السيئ في الخدمة قد يفتح‬
‫مجاال لممطالبة بالتعويض‪.‬‬
‫و بالنسبة لمستخدمي المرفؽ الصحي العمومي‪ ،‬فإنيـ يخضعوف كذلؾ لقاعدة االستم اررية‬
‫و في ىذاالمجاؿ‪ ،‬ىناؾ عدة مظاىر تبيف مدى توافر عنصر الديمومة في القطاع الصحي‪،‬‬
‫فمثال إف جميع أعضاء السمؾ الطبي‪ ،‬وكذا المساعديف‪ ،‬يعمموف وفؽ نظاـ التوقيت الكامؿ‪،‬‬
‫وماداـ أف ىؤالء المستخدميف يخضعوف لمقانوف األساسي لموظيفة العمومية‪ ،‬حسب ما أشارت‬
‫إليو صراحة المادة ‪ 201‬مف قانوف حماية الصحة و ترقيتيا‪ ، ،‬فإنو بتطبيؽ المادة ‪ 43‬مف‬
‫القانوف األساسي لموظيفة العمومية ‪ ،3‬يجب أف يخصص مستخدمي الصحة كؿ نشاطيـ‬
‫الميني لممياـ التي أسندت إلييـ فقط‪ ،‬وال يمكنيـ بالتالي ممارسة النشاطات المربحة‪ ،‬إال فيما‬
‫يتعمؽ بمجاؿ النشاط التكويني والتعميمي و البحث العممي كنشاط ثانوي ضمف شروط محددة‬
‫قانونا‪ ،‬و يستثنى مف ذلؾ الممارسيف الطبييف المتخصصيف الذي يحؽ ليـ ممارسة النشاطات‬
‫‪4‬‬
‫المربحة‪.‬‬
‫و مف مظاىر مبدأ استم اررية خدمات المرفؽ الصحي العمومي‪ ،‬كذلؾ ما تـ النص عميو‬
‫صراحة عمى أف الممارسيف الطبييف في الصحة العمومية‪ ،‬ميما كانت مناصب عمميـ‪ ،‬وفي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أحمد محيو‪،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪187‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أحمد محيو‪،‬نفس المرجع‪،‬ص ‪184‬‬

‫‪ - 3‬األمر رقـ ‪،03- 06‬المؤرخ في ‪، 2006/07/15‬والمتضمف القانوف األساسي العاـ لموظيفة العمومية‬
‫‪ - 4‬المادة ‪ 44‬مف األمر رقـ ‪،03- 06‬المؤرخ في ‪. 2006/07/15‬‬
‫‪31‬‬
‫كؿ ظرؼ‪ ،‬يستمزـ مساىمتيـ في إطار المياـ المخولة ليـ ‪.‬عمى أف يكونوا عمى استعداد تاـ‬
‫لمعمؿ بصفة دائمة‪ ،‬و كذا القياـ بالمداومة التنظيمية المبرمجة داخؿ المصمحة أو المؤسسة‪.‬‬
‫كما ىنالؾ عدة مواد مختمفة مف قانوف حماية الصحة و ترقيتيا تشير إلى مبدأ االستم اررية‬
‫بشكؿ غير مباشر‪ ،‬و مف بينيا المادة ‪ 155‬التي تنص عمى ما يمي " ‪ :‬يتعيف عمى جميع‬
‫الوحدات الصحية اإلستعجالية أف تقدـ العالج الطبي المستعجؿ باستمرار في أي ساعة مف‬
‫ساعات النيار أو الميؿ‪." ...‬‬
‫و أيضا نص المادة ‪ 209‬حيث أكدت عمى مسألة المناوبة التي يجب عمى األطباء وجراحي‬
‫األسناف و الصيادلة وفقا لما يحدده وزير الصحة و إال سمطت عمييـ عقوبات إدارية‪.‬‬
‫و نص المادة ‪ 210‬التي تتناوؿ موضوع التسخير الذي يمكف لمسمطة العمومية القياـ بو‬
‫ويتعيف عندىا عمى المعنييف الخضوع لو إجباريا‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬مبدأ نوعية الخدمة التي يؤدييا المرفق الصحي العمومي‪.‬‬
‫إف ىذا االلتزاـ يتوقؼ في الحقيقة عمى مدى احتراـ المؤسسة الصحية العمومية القوانيف‬
‫‪1‬‬
‫وفي ىذا اإلطار‪ ،‬فإف‬ ‫والموائح المتعمقة بتنظيـ و تسيير اليياكؿ الصحية العمومية‬
‫االختصاص بتوجيو االقتراحات و اآلراء حوؿ تحسيف نوعية الخدمة الصحية‪ ،‬واقتناء المعدات‬
‫الطبية الحديثة‪ ،‬ومواكبة األصوؿ العالجية الجديدة‪ ،‬يؤوؿ لممجالس اإلدارية و المجالس العممية‬
‫والطبية لمقطاعات الصحية‪ ،‬أو المراكز االستشفائية الجامعية‪ ،‬وكذا المؤسسات االستشفائية‬
‫المتخصصة‪.‬‬
‫إف مبدأ نوعية الخدمة‪ ،‬يندرج ضمف مبدأ ىاـ معروؼ في القانوف اإلداري‪ ،‬وىو مبدأ‬
‫التكيؼ الدائـ لإلدارة ‪ ،‬فعمى اعتبار أف المصمحة العامة تتطور بمرور الزمف‪ ،‬فإف المرفؽ العاـ‬
‫في مقابؿ ذلؾ مجبر عمى تطوير أنظمتو و إمكانياتو المادية‪ ،‬استجابة لمستجدات المصمحة‬
‫العامة‪ ،‬خصوصا بالنسبة لممرافؽ الصحية العمومية‪ ،‬ماداـ أف العموـ الطبية تعرؼ تطورات‬
‫كبيرة جدا وسريعة مف حيث وسائميا‪ ،‬ومف حيث أصوليا العممية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬يروف بأف مبدأ تكييؼ الخدمات المرفقية‪ ،‬مرتبط ىو اآلخر بمبدأ‬ ‫بؿ إف بعض الفقياء‬
‫استمرار المرفؽ العمومي‪ ،‬و ذلؾ استنادا إلى أف جمود الخدمة المرفقية‪ ،‬عند حاؿ نشأتيا‬

‫‪ - 1‬طاىري حسيف‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪13‬‬


‫‪ - 2‬ناصر لباد‪ ،‬القانون اإلداري( النشاط اإلداري) ‪ ،‬الجزء األوؿ‪ ،‬لباد‪ ،‬الجزائر‪ ، 2004 ،‬ص‪. 162‬‬
‫‪32‬‬
‫األولى في مقابؿ التطور المستمر الحتياجات المواطنيف كما وكيفا‪ ،‬سوؼ يؤدي إلى التوقؼ‬
‫الفعمي ليذه الخدمات‪ .‬ومف ىذا المنطمؽ‪ ،‬تمتزـ اإلدارة بضرورة التطوير المستمر لمخدمات‬
‫المرفقية حتى تتجنب انفصاليا عف االحتياجات العامة التي تسعى إلى تغطيتيا‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مبدأ مساواة الجميع أمام خدمات المرفق الصحي العمومي‪.‬‬
‫إف ىذا المبدأ مستمد مف مبدأ دستوري و ىو مبدأ مساواة الجميع أماـ القانوف بشقيو‪ ،‬أي‬
‫‪1‬‬
‫وفي إطار المرفؽ الصحي العمومي‪ ،‬وما يقدمو‬ ‫المساواة في الحقوؽ و في األعباء العامة‪،‬‬
‫مف خدمات عالجية لممرضى ‪ ،‬فإنو مكمؼ بالتالي بتقديـ نفس المنافع لجميع مرتفقي ىذا‬
‫المرفؽ الموجوديف عمى مستواه‪ ،‬وىـ في وضع متشابو‪ ،‬ويفيـ مف ذلؾ وجوب استبعاد كؿ‬
‫أشكاؿ التفرقة بيف المرضى ميما كاف أساسيا ‪ ،‬كما يالحظ معظـ الفقياء مدى االرتباط الوثيؽ‬
‫بيف ىذا و بقية المبادئ األخرى خصوصا منيا مبدأ حياد اإلدارة‪.‬‬
‫فالمساواة أماـ المرافؽ العامة تعتبر قاعدة أساسية و تحكـ مختمؼ المرافؽ العامة بما فييا‬
‫مرفؽ الصحة‪ ،‬وبمقتضاىا يفترض في المرفؽ أف يقدـ خدماتو لمف يطمبيا مف الشعب‪ ،‬وتستمد‬
‫ىذه القاعدة و جودىا مف مبدأ عاـ نجده في مختمؼ الدساتير و ىو مساواة األفراد أماـ القانوف‪.‬‬
‫فالقانوف بطبيعتو ينشىء قواعد عامة ‪ ،‬و مجردة ال يراعي فييا أفرادا بذواتيـ وبيذا يكوف‬
‫الجميع في نظرة سواسية و ذلؾ بنص المادة ‪ 11‬مف قانوف حماية الصحة و ترقيتيا التي تنص‬
‫" ال يجب أف تكوف اليياكؿ الصحية في متناوؿ جميع السكاف مع توفير أكبر درجة مف الفعالية‬
‫والسيولة واحتراـ كرامة اإلنساف‪" .‬‬
‫و أيضا ال يمكف لمسيري مرفؽ عاـ أف يفضموا بعض المرفقيف عمى البعض اآلخر العتباره‬
‫شخصية‪ ،‬فقد جاء في نص المادة ‪ 238‬مف قانوف حماية الصحة وترقيتيا " يمنع كؿ طبيب أو‬
‫جراح أسناف أو صيدلي أو مساعد طبي أثناء ممارستو ميامو أف يشيد زو ار و عمدا قصد‬
‫تفضيؿ شخص طبيعي أو معنوي أو تعمد اإلساءة عميو و تطبيؽ أحكاـ المادة ‪ 226‬مف قانوف‬
‫العقوبات عمى كؿ مف خالؼ ذلؾ‪" .‬‬

‫‪ - 1‬أحمد محيو‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص ‪481‬‬

‫‪33‬‬
‫إف تكافؤ الفرص بالنسبة لممواطنيف في الحصوؿ عمى المناصب و الوظائؼ العمومية يعد‬
‫وجيا آخر ليذه القاعدة‪ ،‬فيو تعبير عف وجوب الحياد مف طرؼ المرفؽ العاـ و ذلؾ بوضع‬
‫شروط موضوعية لمحصوؿ عمى منصب‪ ،‬وفي ىذا الصدد نصت المادة ‪ 197‬مف قانوف حماية‬
‫الصحة وترقيتيا عمى أنو" تتوقؼ مف ممارسة مينة الطبيب عمى شروط الشيادات‪ ،‬عدـ وجود‬
‫عاىة أو عمة مرضية تتنافى مع ممارسة المينة‪ ،‬عدـ التعرض لعقوبة مخمة بالشرؼ الجنسية‬
‫الجزائرية‪" ...‬‬
‫رابعا ‪:‬مجانية العالج‪:‬‬
‫إف المجانية تعتبر مف ميزات المرافؽ اإلدارية‪ ،‬أبعد مف أف تكوف عامة و مطمقة‪ ،‬ففي‬
‫الكثير مف األحياف تطالب مساىمات مالية مف المنتفعيف أي المستخدميف المرفؽ العاـ‪ ،‬أما فيما‬
‫خص مرفؽ الصحة فتطبيقا لنص المادة ‪ 67‬مف الدستور خصص المشرع في قانوف حماية‬
‫الصحة و ترقيتيا فصال كامال حوؿ موضوع مجانية العالج ابتداء مف نص المادة ‪ 20‬منو ‪،‬‬
‫حيث أشار المشرع إلى أف القطاع العمومي ىو اإلطار الذي يوفر مجانية العالج‪ ،‬عمى أف‬
‫الدولة تسخر جميع الوسائؿ الكفيمة بحماية الصحة و ترقيتيا وفقا لنص المادة ‪ 21‬منو‪ ،‬كما‬
‫حدد المشرع أنواع الخدمات التي تعنى بموضوع المجانية في نص المادة ‪ 22‬منو و المتمثمة‬
‫في جميع أعماؿ الصحة العمومية والفحوص التشخيصية ومعالجة المرضى و استشفائيـ‪ ،‬عمى‬
‫أف ىذه العممية يجب ضمانيا عمى مستوى جميع ىياكؿ الصحة العمومية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أف ىذا الطرح يؤخذ عمى سبيؿ التحفظ حاليا ‪.‬فابتداء مف أفريؿ ‪،2002‬‬
‫قررت و ازرة الصحة إعادة النظر في نظاـ مجانية العالج ‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ مقرر وزاري‬
‫مشترؾ‪ ،‬بيف و ازرة الصحة‪ ،‬وو ازرة المالية‪ ،‬حددت مف خاللو تعريفات خاصة بكؿ مف‬
‫التشخيصات ‪ ،‬األشعة ‪ ،‬اإليواء ‪ ...‬ويستثنى مف دفعيا أشخاص معينوف مثؿ ‪ :‬ضحايا‬
‫الكوارث الطبيعية ‪ ،‬مرضى السرطاف و السيدا وكذا الربو‪...‬‬

‫‪34‬‬
35
‫األول الفصل‬
‫أسس المسؤولٌة‬
‫اإلدارٌة للمرافق‬
‫الصحٌة‬

‫‪36‬‬
‫تعتبػػر نظريػػة المسػػؤولية اإلداريػػة مػػف النظريػػات التػػي ابتػػدعيا االجتيػػاد القضػػائي‪ ،‬والتػػي جػػاءت‬

‫نتيجة حتمية الزدياد تدخؿ الدولة وتوسع أنشػطتيا التػي غالبػا مػا تػؤدي إلػى حػدوث أخطػاء تسػفر‬

‫عف إص ابة األشخاص مف جراء ىذه األنشطة‬

‫فػالمرافؽ الصػحية بكػؿ ىياكميػػا الصػحية خاضػعة لمقػانوف العػػاـ سػواء كانػت ذات اختصػػاص‬

‫ع ػػاـ أو متخصص ػػة‪ ،‬ف ػػاألولى تتكف ػػؿ بت ػػوفير الع ػػالج لمختم ػػؼ األمػ ػراض‪ ،‬وتعتب ػػر المستش ػػفيات‬

‫العموميػة مػػف حيػػث تنظػػيـ القػػانوف ليػػا مؤسسػػات عامػػة ذات طػػابع إداري حسػػب مػػا تػػنص عميػػو‬

‫المراسيـ التنفيذية المقررة إلنشائيا‪.‬‬

‫و لتحديػػد المسػػؤولية اإلداريػػة لممرفػػؽ الصػػحي البػػد مػػف تحديػػد األسػػس التػػي ترتكػػز عمييػػا ‪،‬‬

‫فالمسػػؤولية تقػػوـ عام ػػة عمػػى ثالث ػػة أركػػاف أساسػػية و ى ػػي الخطػػأ و الض ػػرر و العالقػػة الس ػػببية‬

‫وىػي نوعػػاف إمػػا مسػػؤولية إداريػػة عمػػى أسػػاس الخطػػأ (المبحػػث األوؿ) أو مسػػؤولية إداريػػة بػػدوف‬

‫خطأ (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫‪25‬‬
‫مسؤولية المرافق الصحية القائمة على أساس الخطأ‬

‫تتميز المسؤولية اإلدارية عمى أساس الخطأ في الفرؽ بيف طبيعة الخطأ و النتائج المترتبة‬
‫عنو‪ ،‬فإذا كاف كؿ خطأ في القانوف المدني يؤدي إلى مسؤولية مرتكبو أو المسؤوؿ عنو و يمزمو‬
‫بتعويض الضرر الذي ألحقو بالضحية‪ ،‬فإف ىذه القاعدة المطمقة في القانوف المدني ال توجد‬
‫بنفس القوة في قانوف المسؤولية اإلدارية بحيث ال تكوف اإلدارة مسؤولة عف كؿ خطأ ارتكب مف‬
‫أحد موظفييا أو أحد مرافقيا‪ ،‬و لقد عرفت نظرية الخطأ في المسؤولية اإلدارية تطو ار ممحوظا‬
‫بالنسبة لمدفاع عف حقوؽ الضحايا ‪ ،‬و ظير ىذا التطور أثناء مراحؿ عممية التمييز التي قاـ‬
‫بيا القضاء اإلداري بيف الخطأ المرفقي و الخطأ الشخصي بحيث توسع مجاؿ الخطأ المرفقي‬
‫عمى حساب الخطأ الشخصي كما تـ ىذا التطور بفضؿ نظرية الجمع بيف الخطأ الشخصي و‬
‫المرفقي وما يترتب عنيا( ‪.)1‬‬

‫المطلب األول‬
‫األخطاء الشخصية و المرفقية كأساس لمسؤولية المرافق الصحية‬

‫باعتبار أف اإلدارة شخصا معنويا يمارس نشاطو عف طريؽ موظفيف تابعيف لو‪ ،‬فاإلدارة‬
‫ال تخطئ إال بواسطة العامميف بيا والذي قد يكوف إما خطأ شخصيا يسأؿ عنو مرتكبو أو خطأ‬
‫مرفقيا تسأؿ عنو اإلدارة ‪.‬‬
‫فالخطأ ىو انحراؼ عف السموؾ المألوؼ لمشخص العادي‪ ،‬ويتمثؿ في الدرجة األولى في‬
‫اإلخالؿ بااللتزاـ القانوني تمحؽ األضرار بالغير( ‪.) 2‬‬
‫كما عرؼ الخطأ بأنو إخالؿ الشخص عند تصرفو بواجبات الحيطة و الحذر التي يفرضيا‬
‫القانوف‪ ،‬و عدـ حيمولتو تبعا لذلؾ دوف أف يفضي إلى حدوث الضرر‪ ،‬في حيف كاف ذلؾ في‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫استطاعتو ومف واجبو‬

‫‪ - 1‬عمار عوابدي‪،‬األساس القانوني لممسؤولية اإلدارة عن أعماليا الضارة‪،‬الجزائر‪،1982،‬ص‪90‬‬


‫‪ - 2‬عبد الحميد الشواربي‪،‬مسؤولية اآلباء و الصيادلة و المستشفيات المدنية الجنائية التاديبية‪،‬منشاة المعارؼ‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪، 2006‬ص‪. 156‬‬
‫‪-3‬عبد القادر بف تيشة‪،‬الخطأ الشخصي لمطبيب في المستشفى العام‪،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬مصر‪،2011،‬ص‪18‬‬
‫‪26‬‬
‫وىو كذلؾ"كؿ فعؿ أو ترؾ إرادي تترتب عميو نتائج لـ يردىا الفاعؿ مباشرة وال بطريؽ غير‬
‫مباشر‪ ،‬ولكنو كاف في وسعو تجنبيا"(‪.)1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الخطأ الشخصي و الخطأ المرفقي لممرافق الصحية‬
‫يختمؼ الخطأ الشخصي عف الخطأ المرفقي‪ ،‬حيث يكوف األوؿ مرتبط بالموظؼ أي‬
‫الطبيب أو مساعديو‪ ،‬أما الثاني فيتعمؽ بالخطأ الذي يرتبط بمرفؽ الصحي‪ ،‬وىذا ما يؤدي‬
‫بالضرورة إلى التمييز بينيما ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفيوم الخطأ الشخصي‬
‫إف الخطأ الشخصي خطأ منفصؿ عف المرفؽ‪ ،‬يعني أنو منقطع الصمة بالمرفؽ العاـ وذلؾ‬
‫تحديد الخطأ الشخصي بالنظر إلى وضعيتو تجاه المرفؽ العاـ‪ ،‬أي في إطار‬ ‫مف خالؿ‬
‫العالقة بيف الخطأ العوف و المرفؽ العاـ و بذلؾ يتـ تحديد فئتي األخطاء مف خالؿ تحديد‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫نطاؽ الواحدة تجاه األخرى‬
‫و يقصد بالخطأ الشخصي الخطأ الذي ينسب إلى الطبيب نفسو‪ ،‬عندما يكوف ىناؾ تقصير‬
‫منو‪ ،‬ويعد الخطأ شخصيا في حالة ما إذا قاـ الطبيب بعمؿ ال عالقة لو ماديا بواجبات وظيفتو‬
‫كأف يقوـ الطبيب العامؿ في المستشفيات العامة بإجراء عممية جراحية لجاره في منزلو‪ ،‬غير أنو‬
‫نجد أف مرتكبو قصد بو إحداث ضرر لممريض‪ ،‬فالعمؿ بموجب ذلؾ ينفصؿ عف الوظيفة (‪،)3‬‬
‫لذلؾ تقع المسؤولية عمى الطبيب شخصيا‪ ،‬وبالتالي ىو الممزـ بالتعويض وال يستطيع الرجوع‬
‫عمى إدارة المستشفى العاـ الذي يعمؿ فيو‪ ،‬وتكوف المحاكـ العادية ىي المختصة بالنظر في‬
‫ىذه الدعوى ‪ ،‬إذا فالخطأ الشخصي ىو الخطأ الذي ينفصؿ عف أداء الخدمة العامة المطموبة‬
‫مف الطبيب أدائيا و تقوـ بو المسؤولية الشخصية لمطبيب‪ ،‬ويمكف حصر ىذه األخطاء في‬
‫ثالث حاالت ‪:‬‬

‫‪ - 1‬منير رياض حنا‪،‬المسؤولية الجنائية لألطباء و الصيادلة‪،‬دار المطبوعات الجامعية‪،‬مصر‪ ،1989،‬ص‪24‬‬


‫‪- 2‬بف عبد اهلل عادؿ‪،‬المسؤولية اإلدارية لممرافق االستشفائية‪،‬أطروحة مقدمة لنيؿ شيادة دكتوراه العموـ في الحقوؽ تخصص‬
‫قانوف عاـ‪،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية قسـ حقوؽ‪،‬سنة ‪،2011‬ص‪.51‬‬
‫‪ - 3‬سعيدي الشيخ‪ ،‬الخطأ الشخصي و الخطأ المرفقي بين موقفي الفقو و القضاء‪ ،‬مجمة الموسوعة القضائية‪،‬ج‪ ، 1‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.100‬‬
‫‪27‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬األخطاء الجسيمة غير العمدية ‪ ،‬فكمما كاف الخطأ جسيما كاف خطئو شخصيا‬
‫‪ -‬األخطاء المرتكبة خارج نطاؽ المرفؽ و منقطعة الصمة بو تماما‪ ،‬كالتي يرتكبيا عند‬
‫قيامو بأعماؿ لحسابو الخاص ‪.‬‬
‫‪ -‬الخطأ المرتكب بمناسبة أداء الخدمة‪ ،‬أي التي تيدؼ إلى مقاصد تتنافى مع أغراض‬
‫الصحة العامة أو مصمحة المريض‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفيوم الخطأ المرفقي‬
‫يقصد بالخطأ المرفقي الخطأ الذي ينسب لممرفؽ ذاتو و المتمثؿ في عدـ أداء المرفؽ لمعمؿ‬
‫(‪)2‬‬
‫المكمؼ بأدائو‬
‫و ىو الخطأ الذي ننسبو إلى المرفؽ واف قاـ بو ماديا أحد الموظفيف في حالة عدـ اعتبار‬
‫ىذا الخطأ شخصيا‪ ،‬وعميو فاف الخطأ المرفقي ىو خطا موضوعي ينسب إلى المرفؽ مباشرة‬
‫عمى اعتبار أف ىذا المرفؽ قد قاـ بارتكاب الخطأ بغض النظر عف مرتكبو‪ ،‬فسواء أمكف إسناد‬
‫الخطأ إلى الموظؼ معيف بالذات أو تعذر ذلؾ فإنو يفترض أف المرفؽ ذاتو ىو الذي قاـ بنشاط‬
‫يخالؼ القانوف ومف ثـ فيو وحده الذي قاـ بارتكاب الخطأ‪.‬‬
‫كما و أف المسؤولية عف الخطأ المرفقي تعتبر أصمية غير تبعية‪ ،‬ذلؾ أنيا ال تقوـ عمى‬
‫أساس مسؤولية المتبوع عف أعماؿ تابعة‪ ،‬فالمسؤولية عف الخطأ المرفقي تقع أصال عمى‬
‫(‪)3‬‬
‫المرفؽ ذاتو‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪:‬معاٌٌر التمٌٌز بٌن الخطأ الشخصً و الخطأ المرفقً‬
‫لـ يضع القضاء معيا ار ممي از لمدلوؿ الخطأ الشخصي و الخطأ المرفقي‪ ،‬و إنما رسـ‬
‫اتجاىات متعددة البد مف إيضاحيا‪ ،‬إذ تـ اإلجماع عمى أف الخطأ الشخصي ىو كؿ خطأ‬
‫منفصؿ عف الوظيفة‪ ،‬وذلؾ إذا ارتكب في إطار خارج عف الوظيفة المؤداة مف قبؿ الموظؼ‪،‬‬
‫أو سواء كاف في إطار ىذه األخيرة و لكنو ينفصؿ عنيا ألسباب معينة‪.‬‬

‫‪- 1‬سمير عبد السميع االودف‪ ،‬مسؤولية الطبيب والجراح و طبيب التخذير ومساعدييم‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬طرابمس‪،2004 ،‬‬
‫ص‪234‬‬
‫‪- 2‬عبد القادر عدو‪،‬المنازعات اإلدارية‪،‬دار ىومة لمنشر و التوزيع‪،‬الجزائر‪،2012،‬ص‪336‬‬
‫‪ - 3‬سمير دنوف‪ ،‬الخطأ الشخصي والخطأ المرفقي في القانونين المدني واإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬المؤسسة الحديثة لمكتاب‪،‬‬
‫لبناف‪ ، 2009 ،‬ص ص‪171،172،‬‬
‫‪28‬‬
‫ويمكف أف نستخمص مف أحكاـ القضاء بعض األفكار التي يسترشد بيا لمتفرقة بيف نوعي‬
‫الخطأ‪ ،‬وىي أفكار عامة و عوامؿ مرنة‪ ،‬وتدور ىذه العوامؿ أساسا حسب وضع الخطأ بالنسبة‬
‫لموظيفة موضوعيا و حوؿ نسبة مساىمة الموظف المرتكب العمؿ الضار و مدى جسامة‬
‫(‪)1‬‬
‫الخطا ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬معٌار الخطا العمدي ‪l'intention mauvaise‬‬
‫يسمى أيضا معيار الفرييػػر "‪ "Laferriere‬يقوـ ىذا المعيار عمى أساس النزوات الشخصية‬
‫لمموظؼ المنسوب إليو الخطأ‪ ،‬فيو يرى أف الخطأ يعتبر شخصيا إذا كاف التصرؼ الضار‬
‫مطبوعا بطابع شخصي يكشؼ عف نية و ضعؼ وعدـ تبصر الموظؼ‪ ،‬أما إذا كاف العمؿ‬
‫الضار غير مطبوع بطابع شخصي وينبئ عف موظؼ عرضة لمخطأ والصواب فيكوف الخطأ‬
‫مرفقيا أو مصمحيا ‪.‬‬
‫ىذا المعيار نادى بو الفقيو الفريير ىو معيار شخصي يقوـ بو الموظؼ وىو يؤدي واجباتو‬
‫الوظيفية عمى أساس القصد السيئ و يتحقؽ في حالتيف‪ :‬كمما قصد اإلضرار بالغير أو قصد‬
‫فائدتو الشخصية ‪.‬‬
‫و يتحمؿ الموظؼ مسؤولية التعويض بتطبيؽ القواعد العامة ويعود اختصاص الفصؿ إلى‬
‫القاضي العادي‪.‬‬
‫ويعاب عمى ىذا المعيار عدـ أخذه بالخطأ الجسيـ الذي يقع مف جانب الموظؼ حسف النية‬
‫ورغـ ذلؾ أدرجو القضاء اإلداري في بعض الحاالت في نطاؽ الخطأ الشخصي‪.2‬‬
‫ثانيا‪:‬معيار الخطأ الشخصي المنفصل عن الوظيفة ‪faute personnelle détachable‬‬
‫‪de la fonction‬‬
‫وىو معيار ىوريو "‪ "Hauriou‬يقوـ ىذا المعيار عمى أساس فصؿ الخطأ عف الوظيفة‬
‫ففرؽ بيف حالتيف ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬حالة الخطأ الشخصي المنفصؿ انفصاال ماديا عف الواجبات الوظيفية ‪.‬‬

‫‪- 1‬ياسميف بو الطيف‪،‬التعويض عن األضرار الناجمة عن األخطاء المرفقية و الشخصية في القضاء اإلداري‪ ،‬مذكرة تخرج‬
‫لنيؿ إجازة المدرسة العميا لمقضاء‪،‬الجزائر‪،2006- 2005،‬ص‪13‬‬
‫‪- 2‬سمير دنوف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص‪213/212 ،‬‬
‫‪29‬‬
‫ب ‪-‬حالة الخطأ الشخصي المنفصؿ انفصاال معنويا عف واجب الوظيفة (أغراض ال تخص‬
‫الوظيفة)‪.‬‬
‫و يعاب عمى ىذا المعيار أنو واسع نوعا ما لكونو يجعؿ كؿ عمؿ إداري ميما كانت‬
‫بساطتو خطأ شخصيا بمجرد كونو منفصؿ عف الوظيفة‪.‬‬
‫وقد أقر مجمس الدولة الفرنسي في ق اررات عدة مسؤولية اإلدارة عف الخطأ الشخصي الواقع‬
‫أثناء الخدمة في قضية ‪ lemmonier‬و التي قضى فييا بمسؤولية البمدية عف خطأ العمدة‬
‫الشخصي لعدـ اتخاذه االحتياطات لمنع إصابة األشخاص و التي يمكف أف تنشأ عف إطالؽ‬
‫(‪)1‬‬
‫نار في حقؿ عاـ خصوصا و أنو قد سبؽ تنبيو إلى خطر إطالؽ األعيرة النارية‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬معيار اليدف ‪le but poursuivi‬‬
‫وىو معيار دوجي " ‪ " Duguit‬يقوـ ىذا المعيار عمى أساس الغاية مف العمؿ اإلداري‬
‫الخاطئ‪ ،‬فإذا كاف الموظؼ قصد بعممو تحقيؽ أغراض شخصية ال عالقة ليا بالوظيفة أو‬
‫االستفادة مف سمطات وظيفتو فإف الخطأ يعتبر شخصيا ‪ ،‬واذا قصد بعممو تحقيؽ أغراض‬
‫(‪)2‬‬
‫الوظيفة فإف الخطأ يعد مرفقيا‪.‬‬
‫ومعنى ىذا أف الموظؼ ال يسأؿ حيف يستعمؿ سمطات ىذه الوظيفة ألغراضو الشخصية ‪.‬‬
‫ويعاب ىذا المعيار أنو غير عممي فيؤدي إلى إعفاء الموظؼ مف المسؤولية في جميع الحاالت‬
‫التي يكوف فييا خطأه بحسف نية‪.‬‬
‫رابعا‪:‬معيار الخطأ الجسيم ‪la faute lourde‬‬
‫يقوـ ىذا المعيار عمى أساس جسامة الخطأ فيعتبر الخطأ شخصيا إذا كاف جسيما بحيث ال‬
‫يمكف اعتباره مف األخطاء العادية التي يأتييا الموظؼ في حياتو الوظيفية‪ ،‬وتظير جسامة‬
‫الخطأ في الصور التالية‪:‬‬
‫‪ /1‬أف يخطئ الموظؼ خطا جسيما كتسمـ األطفاؿ بسبب قياـ احد األطباء بتطعيميـ ضد‬
‫البكتيريا بدوف اتخاذ اإلجراءات الوقائية‪ ،‬بحيث يعد الخطأ في نظر اإلداري خطا شخصيا يرتب‬
‫و يعقد مسؤولية الموظؼ ‪.‬‬

‫‪ - 1‬سمير دنوف‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪. 217‬‬


‫‪ - 2‬اعاد عمي محمود القيسي‪،‬القضاء اإلداري و قضاء المظالم‪،‬دار وائؿ لمنشر‪،‬ص‪.249‬‬
‫‪30‬‬
‫‪/ 2‬أف يخطأ الموظؼ خطأ قانوني جسيـ‪ ،‬كتجاوز الموظؼ اختصاصو و سمطتو واستعماليا‬
‫بدوف وجو حؽ ‪.‬‬
‫‪/ 3‬أف يكوف الفعؿ الصادر مف أحد الموظفيف مكونا لجريمة تخضع لقانوف العقوبات سواء‬
‫(‪)1‬‬
‫أكانت الجريمة مقصورة عمى الموظفيف كجريمة إفشاء األسرار و جريمة الخيانة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الخطأ الطبي وصوره في إطار المرفق الصحي‬
‫الخطأ الطبي ليس كالخطأ العادي لما ينظري عميو مف طبيعة فنية و تعقيد عممي و دقة‬
‫معينة ‪ ،‬فااللتزاـ الذي يقع عمى عاتؽ الطبيب ىو مف حيث المبدأ التزاـ ببذؿ عناية‪ ،‬و ىو بذؿ‬
‫الجيود الصادقة و اليقضة التي تتفؽ و الظروؼ القائمة و األصوؿ السميمة الثابتة بيدؼ‬
‫(‪)2‬‬
‫شفاء المريض و تحسيف حالتو الصحية‪.‬‬
‫فعالقة الطبيب بالمريض في المستشفى العاـ ىي عالقة شخص مكمؼ بأداء خدمة عامة‪،‬‬
‫وتتحدد بمقتضى الموائح المنظمة لنشاط المرفؽ الصحي العاـ الذي يديره المستشفى‪ ،‬فيي ليست‬
‫عالقة عقدية بؿ ىي مف طبيعة إدارية أو الئحية‪ ،‬ومف ثمة ال يمكف إقامة مسؤولية المستشفى‬
‫عمى أساس المسؤولية العقدية (‪.)3‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الخطأ الطبي‬
‫فالخطأ الطبي يعرؼ بأنو كؿ مخالفة أو خروج مف الطبيب في سموكو عمى القواعد و‬
‫(‪)4‬‬
‫األصوؿ الطبية المتعارؼ عمييا نظريا و عمميا وقت قيامو بالعمؿ الطبي ‪.‬‬
‫بأنو تقصير في مسمؾ الطبيب ال يقع مف طبيب فقط يقظ وجد في نفس‬ ‫و يعرؼ أيضا‬
‫(‪)5‬‬
‫الظروؼ الخارجية التي أحاطت بالطبيب المسؤوؿ‪.‬‬

‫‪- 1‬عمار عوابدي‪ ،‬المرجع ال سابؽ‪،‬ص‪141‬‬


‫‪- 2‬طاىري حسيف‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪21‬‬
‫‪- 3‬محمد حسيف منصور‪،‬المسؤولية الطبية‪،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪،‬مصر‪،‬ص‪113‬‬
‫‪- 4‬ىشاـ عبد الحميد فرج‪،‬األخطاء الطبية‪،2007،‬ص‪107‬‬
‫‪- 5‬اسعد عبد الجميمي ‪،‬الخطأ في المسؤولية الطبية المدنية‪،‬دراسة مقارنة‪،‬دار الثقافة‪،‬األردف‪،‬الطبعة األولى‪، 2009،‬ص‪177‬‬
‫‪31‬‬
‫ثانيا ‪:‬صور الخطأ الطبي‬
‫سنحاوؿ ذكر أىـ األخطاء الطبية التي قد يرتكبيا أطباء المرافؽ الصحية العمومية خالؿ‬
‫ممارستيـ لنشاطيـ الطبي‪ ،‬ومع ذلؾ ال يمكف حصر أو تصور جميع ىذه األخطاء في غطار‬
‫قائمة محددةدوف سواىا‬
‫‪ - 1‬رفض عالج المريض‪:‬‬
‫ىناؾ واجب إنساني وأدبي عمى الطبيب تجاه المرضى والمجتمع الذي يعيش فيو‪ ،‬إال إف‬
‫ىذا االلتزاـ يتحدد بنطاؽ معيف و في ظروؼ معينة ‪ ،‬فيبدو ىذا االلتزاـ في الحالة التي يوجد‬
‫فييا الطبيب في المركز المحتكر‪ ،‬بمعنى أنو في الظروؼ القائمة ال يوجد سواه إلسعاؼ و‬
‫عالج المريض‪ ،‬كوجود المريض في مكاف ما‪ ،‬ولـ يكف ىناؾ سوى طبيب معيف إلنقاذه أو‬
‫عالجو آو في ساعة معينة مف الزماف ال يوجد فييا غيره‪ ،‬فالطبيب الذي يعمؿ بمستشفى عاـ‬
‫ليس لو أف يرفض عالج المرضى الذي ينبغي عميو عالجو وسأؿ الطبيب في حالة التأخير‬
‫عف الحضور أو التدخؿ في إنقاذ المريض أو انقطاعو عف معالجتو في وقت غير الئؽ‪ ،‬ماعدا‬
‫(‪)1‬‬
‫المريض نفسو كإىمالو إتباع تعميمات الطبيب أو تعمد عدـ إتباعيا‪.‬‬
‫‪ - 2‬حالة تخمف رضا المريض‬
‫تعتبر مرحمة دخوؿ المريض في عالقة طبية عالجية أيا كاف مصدرىا و ميما كانت‬
‫طبيعتيا مف المراحؿ الضرورية‪ ،‬حيث تجعؿ الطبيب ممزما بالحصوؿ عمى رضا مسبؽ مف‬
‫المريض المعالج‪ ،‬و ىذا قبؿ أي تدخؿ عالجي فمسألة الرضا تتعمؽ باحتراـ الحرية الفردية و‬
‫(‪)2‬‬
‫الحقوؽ الشخصية التي يتضمنيا الدستور و ىي الحؽ في السالمة الجسدية‪.‬‬
‫ولقد جسد المشرع الجزائري االلتزاـ بالحصوؿ عمى الرضا المسبؽ و منحو قيمة قانونية‬
‫تسمو إلى درجة التشريع‪ ،‬وذلؾ في إطار مدونة أخالقيات مينة الطب و قانوف الصحة‬

‫‪- 1‬حسيف طاىري‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪22‬‬


‫‪- 2‬نبيمة نسيب‪،‬الخطأ الطبي في القانون الجزائري و المقارن‪،‬رسالة ماجستير فرع العقود و المسؤولية‪،‬كمية الحقوؽ‪،‬جامعة‬
‫الجزائر‪،‬سنة ‪،2002‬ص ص‪70/69،‬‬
‫‪32‬‬
‫العمومية‪ ،‬ومنو نستنتج أنو ينبغي أف يصدر الرضا مف المريض نفسو طالما أنو في حالة تسمح‬
‫لو بذلؾ واف رضاه يعتد بو قانونا‪.‬‬
‫يعفى الطبيب مف المسؤولية إف رفض المريض التدخؿ الطبي‪،‬‬ ‫‪ - 3‬رفض المريض العالج‪:‬‬
‫ولكف يدور الشؾ حوؿ مسؤولية الطبيب عندما يكوف تدخمو ضروريا و تستدعيو حالة المريض‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فينا يشترط القضاء لمتخمص مف المسؤولية إثبات رفض المريض كتابة لتدخمو‪.‬‬
‫‪ - 4‬حالة عدم إعالم المريض‬
‫حتى يكوف رضاء المريض صحيحا و معتب ار نحو الطبيب وخاليا مف الشوائب‪ ،‬قد تشوبو‬
‫بنوعية التدخؿ العالجي الطبي‪ ،‬فإنو يقع عمى عاتؽ الطبيب عمى المريض بإحاطتو عمما‬
‫بطبيعة العالج وما قد ينجـ عنو مف مخاطر‪ ،‬واال كاف الطبيب مخطئا بحيث أف يكوف مسؤوال‬
‫عف كؿ النتائج الضارة التي تنتج مف جراء تدخمو ولو لـ يصدر مف الطبيب أي خطأ أثناء‬
‫عممو في التدخؿ العالجي ‪.‬‬
‫كذلؾ فانو يجب أف تك وف المعمومات التي يتمقاىا المريض مف الطبيب مطابقة تماما‬
‫لحالتو ‪ ،‬و ىكذا حتى تكوف واضحة و مفيومة لديو ولذلؾ ينبغي أف تحتوي ىذه المعمومات‬
‫عمى كؿ المعطيات المتعمقة و المرتبطة بطبيعة و طرؽ التكفؿ بالمريض‪ ،‬و كذلؾ بالنسبة لكؿ‬
‫البيانات العممية األخرى ببقائو في المستشفى(‪ ،)2‬فالمشرع الجزائري قد كرس ىذا االلتزاـ و أكد‬
‫عميو في المادة (‪ ) 43‬مف مدونة أخالقيات مينة الطب‪ ،‬وذلؾ عمى ضرورة تبصير المريض‬
‫(‪)3‬‬
‫بحالتو تبصي ار كامال و شامال ‪.‬‬
‫‪ - 5‬الخطأ في التشخيص‬
‫تبد جيود الطبيب في عالج المريض بتشخيص المرض‪ ،‬في ىذه الحالة يحاوؿ الطبيب‬
‫تعرؼ عمى ماىية المرض و درجتو في الخطورة و تاريخو مف جميع ما يؤثر فيو مف ظروؼ‬

‫‪- 1‬طاىري حسيف‪،‬المرجع ال سابؽ‪،‬ص‪23‬‬


‫‪- 2‬عبد القادر بف تيشة‪،‬المرجع ال سابؽ‪،‬ص‪72‬‬
‫‪- 3‬عبد القادر بف شيتة‪،‬نفس المرجع ‪،‬ص‪74‬‬
‫‪33‬‬
‫المريض مف حيث حالتو الصحية العامة و سوابقو المرضية واثر الوراثة فيو‪ ،‬ثـ يقرر بناءا‬
‫عمى ما اجتمع لديو مف كؿ ذلؾ نوع المرض الذي يشكوه المريض و درجة تقدمو‪.‬‬
‫وتقدي ار خطا الطبيب في التشخيص ينظر فيو إلى مستواه مف جية و تخصصو مف جية أخرى‬
‫(‪)1‬‬
‫فمف البدييي خطا الطبيب األخصائي يعتبر أدؽ في التقدير مف الطبيب العاـ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‬
‫الضرر وعالقتو بالعمل الموجب لمتعويض‬
‫إف إصابة المريض بضرر أثناء خضوعو ألعماؿ العالج أو مف جرائيا‪ ،‬ىي نقطة بداية‬
‫لمحديث عف المسؤولية الطبية‪ ،‬فوقوع الضرر لممريض يعد عنص ار الزما إلث ػػارة تمػ ػػؾ المسؤولية‬
‫(‪ ، )2‬غير أنو يمكف رغـ حدوث األضرار أال تثور المسؤولية الطبية إذا لـ يثبت أي تقصير أو‬
‫إىماؿ‪ ،‬أي الخطأ مف جانب إدارة المرفؽ الصحي العمومي‪ ،‬فالضرر ركف أساسي إلقامة‬
‫نظرية عالقة السببية التي تربط بينو وبيف الخطأ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفيوم الضرر‬
‫يقصد بالضرر بوجو عاـ عمى أنو"ما يصيب الشخص في حؽ مف حقوقو أو في مصمحة‬
‫مشروعػ ػ ػػة لػو سواء كػاف ذلؾ الحػؽ أو تمػؾ المصمحػة متعمقػة بسالم ػػة جسمػػو أو مالو أو‬
‫(‪)3‬‬
‫عاطفتو "‬
‫(‪)4‬‬
‫أيضا ىو األذى الذي يصيب اإلنساف في جسمو أو مالو أو شرفو أو عواطفو‪.‬‬
‫فالضرر الطبي ال يتمثؿ في عدـ شفاء المريض‪ ،‬بؿ ىو أثر خطأ الطبيب أو إىمالو‬
‫بالقياـ بالواجب الحيطة و الحذر و الحرص أثناء ممارستو لمعمؿ الطبي‪ ،‬ألف األصؿ التزاـ‬
‫(‪)1‬‬
‫الطبيب بوسيمة أو ببذؿ عناية و ال يعتبر التزاما بتحقيؽ نتيجة‪.‬‬

‫‪ - 1‬طاىري حسيف‪ ،‬المرجع ال سابؽ‪ ،‬ص ص‪25/24،‬‬


‫‪ - 2‬طاىري حسيف‪،‬نفس المرجع‪،‬ص‪48‬‬
‫‪- 3‬سميماف حاج عزاـ‪،‬المسؤولية اإلدارية لممستشفيات العمومية‪،‬أطروحة مقدمة لنيؿ شيادة الدكتوراء في الحقوؽ‪،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪،‬بسكرة‪،2010.2011،‬ص‪156‬‬
‫‪- 4‬ىشاـ عبد الحميد فرج‪،‬مجع سابؽ‪،‬ص‪125‬‬
‫‪34‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الضرر‬
‫ينقسـ الضرر بصفة عامة إلى ضرر مادي يصيب الشخص في جسمو أو مالو و آخر‬
‫معنوي يصيب شعوره أو عواطفو ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الضرر المادي‬
‫ىو تمؾ الخسارة التي يتعرض ليا المريض في ذمتو المالية بسبب خطا الطبيب أو‬
‫المستشفى‪ ،‬فقد يكوف ناتجا عف تدخؿ أجري لو بطريقة خاطئة أو عف إىماؿ فعؿ‪ ،‬كاف يجب‬
‫عمى المسؤوؿ إتيانو لمنع حدوث مضاعفات أو فشؿ في التشخيص أو التأخر في وصؼ دواء‬
‫محدد(‪ ،)2‬وتتمثؿ األضرار المادية في مختمؼ تمؾ المصاريؼ التي ينفقيا المريض مف أجؿ‬
‫جبر الضرر الذي حدث مف نفقات االستشفاء و األدوية‪ ،‬و مصاريؼ التنقؿ و قد يكوف الضرر‬
‫سببا في إضعاؼ القدرة عمى كسب لممريض أو انعداميا تماما‪ ،‬و الضرر المادي بيذا قد ال‬
‫يصيب فقط المريض ذاتو‪ ،‬و إنما قد يمتد إلى أقاربو أو ذويو فتتعرض ىذا األخير إلصابة‬
‫معينة تفقده القدرة عمى الكسب‪ ،‬يمكف أف يؤثر سمبا عمى األشخاص الذيف يعوليـ و الذيف‬
‫(‪)3‬‬
‫تحت نفقتيـ‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬الضرر المعنوي‬
‫ىو الذي يصيب المريض في شعوره أو عاطفتو أو كرامتو‪ ،‬كالشعور بالمعاناة و العجز أو‬
‫فقد أحد الوالديف أو األبناء‪ ،‬ويظير ىذا الضرر بمجرد المساس بسالمة جسـ المريض بأذى أو‬
‫إصابة أو عجز نتيجة لخطأ طبي‪ ،‬كما يشمؿ اآلالـ النفسية التي قد يتعرض ليا المريض أو‬
‫ذويو في حالة االعتداء عمى اعتبار المريض في حالة إفشاء الطبيب لسر المينة‪ ،‬ما يجعؿ‬
‫المريض يصاب بضرر في حياتو الخاصة ‪.‬‬

‫‪- 1‬أحمد الحياوي‪،‬المسؤولية المدنية لمطبيب في القطاع الخاص‪،‬دار الثقافة‪،‬األردف‪،2005،‬ص‪101‬‬


‫‪- 2‬ىشاـ عبد الحميد فرج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪127‬‬
‫‪ - 3‬طاىري حسيف ‪،‬القانون اإلداري و المؤسسات اإلدارية ‪،‬التنظيـ اإلداري‪،‬النشاط اإلداري‪،‬دراسة مقارنة‪،‬دار الخمدونية‪،‬‬
‫الجزائر ‪،2007،‬ص‪.203‬‬
‫‪35‬‬
‫فالضرر المعنوي يمحؽ المضرور و يمسو في مشاعره أو عواطفو أو شرفو و غيرىا مف‬
‫األمور المعنوية‪ ،‬وقد اختمؼ في ذلؾ بحجة عدـ سيولة تقدير التعويض المستحؽ فكاف‬
‫التذبذب في القوانيف يجوز لمضرور أف يطالب بالتعويض عف الضرر إف كاف محقؽ الوقوع‪،‬‬
‫مثػ ػ ػػال فػي حالػ ػ ػ ػة الطاعػػف الذي لـ يقتصر في طمباتو عمى تعويضو عما تكبده مف نفقات‬
‫(‪)1‬‬
‫العالج‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬شروط الضرر‬
‫يشترط لمضرر لكي يكوف قابال لمتعويض أف يمس بمصمحة مشروعة لممضرور و اف يكوف‬
‫خاصا ومباش ار و محققا‪.‬‬
‫‪/ 1‬أن يكون الضرر خاصا‪:‬‬
‫يعني أف يمحؽ الضرر فردا معينا أو أفراد معينيف‪ ،‬أما الضرر العاـ فيو الذي يمس عددا‬
‫غير محدد مف األشخاص‪ ،‬وىذا النوع مف الضرر يشترط غالبا في المسؤولية الناتجة عف‬
‫المخاطر‪ ،‬أيف يشترط أف يكوف ضر ار جسيما و غير عادؿ و في الكثير مف األحياف يشترط أف‬
‫(‪)2‬‬
‫يكوف عاما يمس مجموعة مف األفراد‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون مباشر‪:‬‬
‫وىو أف يكوف نتيجة طبيعة لخطأ الطبيب الذي أحدثو وترتب عنو‪ ،‬وىذا الضرر ىو فقط‬
‫الذي تكوف بينو وبيف الخطأ المنشئ لو عالقة سببية و فقا لمقانوف‪ ،‬و أف يكوف الضرر مباش ار‬
‫ىو الذي ينشأ عف العمؿ الضار بحيث إف وقوع ىذا العمؿ يؤدي حتما إلى نشوء ىذا الضرر‪،‬‬
‫ويكوف كافيا لحدوثو و الضرر إما أف يكوف مباش ار أو غير مباشر ويكوف الضرر متوقعا أو‬
‫غير متوقع‪ ،‬و القاعدة في المسؤولية المدنية سواء كانت عقدية أو تقصيرية أنو ال تعويض عف‬
‫(‪)3‬‬
‫الضرر غير مباشر بؿ يقتصر التعويض عمى الضرر المباشر فقط‪.‬‬

‫‪- 1‬مقدـ السعيد‪،‬التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية‪،‬دار الحداثة‪،‬لبناف‪ ،1985،‬ص ص‪17/16،‬‬
‫‪- 2‬طاىري حسيف‪،‬القانون اإلداري و المؤسسات اإلدارية‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪202‬‬
‫‪- 3‬المحتسب باهلل بساـ‪،‬المسؤولية الطبية المدنية و الجزائية‪،‬ط‪،2‬دار اإليماف‪،‬دمشؽ‪،1984،‬ص‪.241‬‬
‫‪36‬‬
‫‪/ 3‬أن يكون الضرر محققا‪:‬‬
‫أي أف يكوف قد وقع فعال‪ ،‬أو سيقع حتما فالضرر المحقؽ ال يشمؿ الضرر الحاؿ فقط بؿ‬
‫يشمؿ الضرر الذي تأخرت آثاره بعضيا أو كميا إلى المستقبؿ‪ ،‬كما لو أعطى الطبيب عالجا‬
‫لممريض بيدؼ االختبار‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أف الضرر المستقبمي يتميز عف الضرر المحتمؿ‪،‬‬
‫فالضرر المستقب ؿ ىو ضرر وقع بالفعؿ ولكف آثاره ستظير في المستقبؿ‪ ،‬أما الضرر المحتمؿ‬
‫فيو ضرر غير محقؽ‪ ،‬قد يقع أو ال يقع بذلؾ فال يكوف ىذا الضرر األخير موجبا لمتعويض‬
‫(‪)1‬‬
‫إال عندما يقع فعال‪.‬‬
‫المطمب الثالث‬
‫عالقة السببية بين الخطأ الطبي و الضرر‬
‫ال يكفي مجرد وقوع الضرر لممريض وثبوت الخطأ عمى الطبيب أو المرفؽ العاـ الطبي‪،‬‬
‫بؿ البد أف تكوف ىناؾ عالقة مباشرة بيف ىذا الخطأ وذاؾ الضرر‪ ،‬ىذا ما يعبر عنو بالعالقة‬
‫أو الرابطة السببية ‪ ،‬ومتى أثبت المضرور الخطأ و الضرر وكاف مف شأف ذلؾ الخطأ أف‬
‫يحدث –عادة ‪-‬الضرر فاف القرينة عمى توافر ع القة السببية بينيما تقوـ لصالح المضرور و‬
‫لممسؤوؿ نفي ىذه القرينة بإثبات أف الضرر قد نشأ عف سبب أجنبي ال يد لو فيو‪.‬‬
‫فخطأ المريض ينفي رابطة السببية إذا كاف المريض ىو وحده السبب في إحداث الضرر‪،‬‬
‫أما إذا كاف قد ساىـ مع خطا الطبيب فيوقع الضرر فاف ذلؾ يؤدي إلى انتقاص و تخفيؼ‬
‫المحكوـ بو عمى الطبيب بقدر نسبة خطا المريض واشتراكو في إحداث أو تفاقـ الضرر‪.‬‬
‫ويعرؼ السبب األجن بي بأنو كؿ أمر ال يد لممدعي عميو فيو‪ ،‬ويكوف السبب األجنبي السبب‬
‫في إحداث الضرر و يترتب عميو انتفاء مسؤولية الطبيب كميا أو بعضيا وليذا فاف السبب‬
‫األجنبي لو ركناف ىما‪:‬‬
‫‪ -‬استحالة دفع الضرر فالمدعي عميو أي الطبيب لـ يتمكف مف مقاومة الضرر الحاصؿ‬
‫ولمقاضي السمطة التقديرية في ذلؾ ‪.‬‬

‫‪- 1‬ىشاـ عبد الحميد فرج‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪126‬‬


‫‪37‬‬
‫‪ -‬انتفاء اإلسناد بأف يكوف خارجا عف إرادة المدعي عميو واال ال يمكف إسناده إليو ولذلؾ‬
‫فإنو النعداـ رابطة السببية لقياـ السبب األجنبي يكوف لو عدة صور أىميا الحادث‬
‫(‪)1‬‬
‫الفجائي و القوة القاىرة وخطا المريض(المضرور) وخطأ الغير ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫مسؤولية المرافق الصحية دون خطأ‬
‫إذا كاف الخطأ بنوعيو الشخصي و المرفقي أساسا قانونيا و سندا معقوال ومقبوال لتحميؿ‬
‫إدارة المستشفى و الطبيب و الموظؼ فييا المسؤولية‪ ،‬فإف ذلؾ يقابمو واقع البد منو و ىو‬
‫حدوث أضرار في مناسبات عديدة ال يمكف إسنادىا ألي خطأ يذكر‪ ،‬لتسوية ىذه الوضعية تـ‬
‫االىتداء إلى فكرة المسؤولية دوف خطأ‪ ،‬وذلؾ لتحميؿ عبء التعويض عف الضرر الالحؽ حتى‬
‫في غياب الخطأ‪ ،‬أو في حالة استحالة إثباتو‪ ،‬وذلؾ في حدود معينة ومحددة‪.‬‬

‫المطمب األول‬
‫مفيوم المسؤولية دون الخطأ لممرافق الصحية‬
‫قػػد يػػؤدي تطبيػػؽ المسػػؤولية بنػػاءا عمػػى الخطػػأ فػػي بعػػض الحػػاالت‪ ،‬إلػػى اسػػتحالة اسػػتيفاء‬
‫التعػػويض عػػف الضػػرر بسػػبب عػػدـ قػػدرة الضػػحية عمػػى إثبػػات وجػػود خطػػأ مسػػند إلػػى اإلدارة ‪،‬‬
‫ويمكػػف ليػػذه الحالػػة أف تتحقػػؽ إمػػا ألف إثبػػات الخطػػأ أمػػر مسػػتحيؿ –كاسػػتعماؿ سػػالح نػػاري أو‬
‫انفجػار ‪ -‬وامػا ألف إثبػات الخطػأ يمكػػف أف يكػوف فػي غيػر محمػو –كػػأف يكػوف الضػرر ناجمػا عػػف‬
‫أحد أعماؿ السيادة‪ ،‬واما ألنو ليس ىناؾ خطأ‪.‬‬
‫كمػػا تعتبػػر المسػػؤولية اإلداريػػة عمػػى أسػػاس الخطػػأ غيػػر كافيػػة لمواجيػػة العديػػد مػػف الحػػاالت‬
‫التػػي يترتػػب عنيػػا تعػػويض المتضػػرريف مػػف ج ػراء تسػػيير الم ارفػػؽ العموميػػة‪ ،‬وحتػػى تػػتـ مواجيػػة‬
‫مختمػؼ ىػذه االحتمػاالت‪ ،‬فقػد ابتكػر القاضػي المجػػوء إلػى نظػاـ آخػر لممسػؤولية‪ ،‬يسػمح بتعػػويض‬
‫الضحايا‪ :‬ىذا النظاـ ىو نظاـ المسؤولية بدوف خطأ‪.‬‬

‫‪- 1‬عبد القادر بف تيشة‪،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص‪56،57،‬‬


‫‪38‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف المسؤولية دون خطأ لممرافق الصحية‬
‫تؤدي المسؤولية دوف خطأ إلى تسييؿ حصوؿ الضحية عمى التعويض نتيجة تجنبيا كميا‬
‫الصطداميا بالعائؽ الصعب المتمثؿ في إثبات الخطأ‪ ،‬إال أنيا في حقيقة األمر تحقؽ في‬
‫المقابؿ فائدة لإلدارة يجعؿ عمميا بمنأى عف عممية البحث فيو مف أجؿ تقدير طابع الخطأ‪ ،‬فإف‬
‫المسؤولية دوف خطأ نظاـ امتياز و أفضمية لمضحية أيضا نظ ار لطابعيا الحيادي بالنسبة لعمؿ‬
‫اإلدارة (‪.)1‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬خصائص المسؤولية دون خطا لممرفق الصحي‬
‫إف المسػػؤولية عم ػػى المخ ػػاطر ال تش ػػمؿ بتات ػػا رك ػػف الخطػػأ‪ ،‬ب ػػؿ إني ػػا تقت ػػرب م ػػف المس ػػؤولية‬
‫القائمػػة عمػػى الخطػػأ المفتػػرض التػػي مػػا عمػػى المتضػػرر فػػي إطارىػػا إال أف يثبػػت وجػػود الضػػرر‬
‫والعالقة السببية بيف الضرر والشغؿ ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أفضمية المسؤولية دون خطأ لمضحية و اإلدارة‬
‫إف تطبيؽ نظاـ المسؤولية المستقؿ عف فكرة الخطأ يصب في مصمحة الضحية مباشرة‬
‫بإعفائيا مف عبئ إثبات الخطأ‪ ،‬وفي ذات الوقت يسمح ذلؾ التطبيؽ بإعفاء المرفؽ العاـ مف‬
‫تقدير صحة سموكو المولد لمضرر‪ ،‬فتتشكؿ المسؤولية دوف خطأ نظاـ أفضمية بالنسبة لمضحية‬
‫مف خالؿ إعفائيا مف البحث في إثبات ارتكاب اإلدارة ألي خطأ ‪ ،‬فيكفي الضحية إثبات بأنو‬
‫قد لحقيا ضرر واسناده لفعؿ اإلدارة‪ ،‬و في بعض الفرضيات الطابع غير العادي و الخاص‬
‫لمضرر الذي يمحقيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المسؤولية دون خطا من النظام العام‬
‫في المنازعات اإلدارية نطاؽ الدعوى يحدد بطمبات أطراؼ الدعوى ذاتيا‪ ،‬وال يمكف لمقاضي‬
‫تخطي ذلؾ بالنظر في عناصر أو أسباب لـ يثرىا أحد مف األطراؼ وال يكوف األمر بخالؼ‬
‫ذلؾ إال في الحاالت التي يكوف العنصر أو بسبب مسألة مف النظاـ العاـ حيث يكوف بالنتيجة‬

‫‪- 1‬عادؿ بف عبد اهلل‪،‬المرجع ال سابؽ‪،‬ص‪180‬‬


‫‪39‬‬
‫عمى الق اضي إثارة مف تمقاء نفسو‪ ،‬حتى واف لـ ينتبو األطراؼ أو لـ يتمسؾ بذلؾ العنصر و‬
‫ىذا األمر ينطبؽ عمى المسؤولية دوف الخطأ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‬
‫حاالت قيام المسؤولية بدون خطأ و شروطيا‬
‫قػػد عػػرؼ القضػػاء اإلداري تط ػػو ار ميمػػا فػػي مجػػاؿ المس ػػؤولية بػػدوف خطػػأ أو عمػػى أس ػػاس‬
‫المخػػاطر‪ ،‬لكػػف ىػػذا لػػـ يمنػػع المشػػرع مػػف تبنػػي نصػػوص قانونيػػة خاصػػة ترمػػي إلػػى سػػف نظػػاـ‬
‫لتعويض المتضرريف مػف جػراء األضػرار الالحقػة بيػـ نتيجػة عمػؿ الم ارفػؽ‪ ،‬لػذلؾ فػإف أمػر تنػاوؿ‬
‫حاالت المسؤولية اإلدارية عمػى المخػاطر ينطمػؽ مػف زاويتػيف ترتبطػاف بحػاالت المسػؤولية اإلداريػة‬
‫عم ػػى المخ ػػاطر بموج ػػب ن ص ػػوص تشػ ػريعية‪ ،‬ث ػػـ بتطبيق ػػات المس ػػؤولية اإلداري ػػة عم ػػى المخ ػػاطر‬
‫بموجب االجتياد القضائي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حاالت قيام المسؤولية بدون خطا‬
‫تقاـ مسؤولية المرفؽ العاـ الصحي عمى أساس المخاطر في حاالت عديدة نذكر منيا‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الحوادث الناشئة عن المواد و المعدات المستخدمة‪:‬‬
‫ت دخمت اآللة بشكؿ ممحوظ وظاىر حاليا في العالج الطبي‪ ،‬فقد يصاب المريض بضرر‬
‫بسبب تمؾ اآلالت أو األجيزة التي يستخدميا األطباء أثناء قياميـ بالعمؿ الطبي‪ ،‬و كثي ار ما‬
‫تحدث أضرار عديدة لممرضى بسبب و جود عيب أو عطؿ في األجيزة و األدوات حيث يقع‬
‫التزاـ عمى عاتؽ المشفى باستخداـ آالت سميمة خالية مف أي عيب يؤثر عمى استخداميا‬
‫السميـ(‪، )1‬و المستشفى مسؤوؿ عف كؿ المعدات الخطيرة التي يستعمميا‪ ،‬و يجب عمى موظيفيو‬
‫أخذ الحيطة والحذر مف أف ال تسبب أض ار ار لممرضى إما أثناء تركيبيا أو أثناء استعماليا‪،‬‬
‫فيمتزـ المستشفى بسالمة المريض مف األضرار المستقمة عف المرض الذي لجأ إليو مف أجؿ‬
‫عالجو ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحوادث الناتجة عن النشاطات الطبية‪:‬‬

‫‪ - 1‬شريؼ الطباخ‪،‬جرائـ الخطأ الطبي و التعويض عنيا‪،،‬دار الفكر الجامعي‪،‬مصر‪ ،2005،‬ص‪255،‬‬


‫‪40‬‬
‫تنجز ىذه الحوادث عف النشاطات التي يقوـ بيا الطبيب أو الموظفيف اآلخريف‪ ،‬والتي‬
‫تسبب أضرار بالمرضى كاألعماؿ التي تقوـ بيا المستشفيات أو الترميمات الداخمية‪ ،‬والتي قد‬
‫تأثر بشكؿ أو آخر بسالمة المرضى و كذلؾ النشاطات الخطيرة التي يقوـ بيا األطباء أثناء‬
‫عمميـ الطبي‪ ،‬مف خالؿ مختمؼ الوسائؿ الحديثة المبتكرة في ىذا المجاؿ ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحوادث الناتجة عن األوضاع الخطرة‪:‬‬
‫إمتدت المسؤولية بدوف خطأ لتشمؿ حاالت العدوى باألمراض أثناء التواجد بالمستشفيات(‪،)1‬‬
‫و األضرار الجسيمة الناشئة عف أعماؿ العالج منيا األضرار الناتجة عف عمميات نقؿ الدـ‬
‫فتثور المسؤولية ىنا عند التعرض لخطر انتقاؿ فيروس ألحد المرضى‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬شروط تطبيق ال مسؤولية بدون خطا لممرفق الصحي‬
‫تـ تحديد الشروط الالزمة لقبوؿ المسؤولية بدوف خطأ في مجاؿ األضرار الناشئة عف‬
‫أعماؿ الطبية التي تقوـ بيا المستشفيات كما لي‪:‬‬
‫‪ -‬وجود عمؿ طبي ضروري‪ ،‬فإف كاف العمؿ الطبي ال فائدة منو و ترتبت عنو مخاطر‬
‫معينة ‪ ،‬كاف ذلؾ في حد ذاتو خطأ في جانب المستشفى ‪ ،‬وذلؾ يعد مف قبيؿ المجازفة‬
‫أو المخاطرة بحياة المريض‪.‬‬
‫‪ -‬أف يشكؿ العمؿ الطبي خط ار استثنائيا ‪ ،‬و الخطر االستثنائي ىو الخطر الغير المألوؼ‬
‫وفقا لمتطور العادي لحالة مماثمة لحالة المريض الخاضع لمعالج وعمى ذلؾ فاآلثار‬
‫الثانوية التي تصحب الفحص الطبي عادة ال تخضع لقواعد المسؤولية بدوف خطأ‪.‬‬
‫‪ -‬انتفاء أي خطأ مف جانب المضرور‪ ،‬وكذلؾ انعداـ الصمة بيف الخطأ و حالة المريض‬
‫التي يعالج منيا‪ ،‬وال يعتب ػػر تطو ار لتمؾ الحالة آو نتيجة لحساسية لدى المريض أو‬

‫‪- 1‬عبد الحميد ثروت‪ ،‬تعويض الحوادث الطبية مدى المسؤولية عن التداعيات الضارة لمعمل الطبي‪،‬دار الجامعية الجديدة‪،‬‬
‫االسكندرية‪،2007،‬ص‪.80‬‬
‫‪41‬‬
‫الستع ػػداده المرضي بؿ يجب أف يكوف شيئا جديدا يضاؼ إلى ما يعاني منو‬
‫(‪)1‬‬
‫المريض‪.‬‬
‫‪ -‬أف يكػ ػػوف الض ػ ػػرر الحاصؿ جسيما بصورة غير عادية‪ ،‬وصؿ إلى درجة معينة مف‬
‫(‪)2‬‬
‫الخطر‪.‬‬
‫‪ -‬وجود عالقة سببية بيف الضرر الحاصؿ و عمؿ اإلدارة و ىذا خالفا لممسؤولية القائمة‬
‫عمى الخطأ فشرطيا إثبات تصرؼ اإلدارة الخاطئ و عالقتو بالضرر‪ ،‬وال تستطيع‬
‫اإلدارة التممص مف المسؤولية‪.‬‬
‫‪ -‬و في حاؿ إثبات ىذه الرابطة السببية لمسؤولية المرفؽ العاـ الطبي إال في حالة القوة‬
‫(‪)3‬‬
‫القاىرة و خطأ الصحية‪.‬‬
‫المطمب الثالث‬
‫االعتبارات التي تقوم عمييا المسؤولية دون خطا لممرافق الصحي‬
‫تعددت الدوافع و االعتبارات التي أدت بالقضاء اإلداري خاصة لتطبيؽ المسؤولية بدوف خطأ‬
‫الفرع األول ‪:‬فكرة التزام المستشفى بسالمة المريض‬
‫يعتبر المريض في الوقت الذي يتواجد فيو بالمستشفى كائنا ضعيفا يعيد بصحتو و سالمتو‬
‫كميا لمقائميف عمييا ويضع كؿ ثقتيـ بيـ‪ ،‬وذلؾ بيدؼ العناية و الرعاية و حمايتو مف األخطار‬
‫التي قد تحدؽ بو‪ ،‬ومف ثـ كاف عمى عاتؽ المستشفى ضماف سالمة األغذية و األدوية المقدمة‬
‫لممرضى وكذا نفس الشيء بالنسبة لألجيزة المستخدمة و التحاليؿ المخبرية المجردة ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬المخاطر‬

‫‪- 1‬ثروت عبد الحميد‪،‬نفس المرجع‪،‬ص‪85‬‬


‫‪- 2‬عميري فريدة‪ ،‬مسؤولية المستشفيات في المجال الطبي ‪،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في قانوف المسؤولية المينية‪،‬جامعة‬
‫مولود معمري تيزي وزو‪،‬الجزائر‪،2011،‬ص‪.42‬‬
‫‪- 3‬طاىري حسيف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪42‬‬
‫ييدؼ النشاط اإلداري إلى تحقيؽ الصالح العاـ وقد يحمؿ ىذا النشاط في طياتو مخاطر قد‬
‫تضر باألفراد لذا يجب عمى اإلدارة أف تتحمؿ نتائج ىذه المخاطر ومف ذلؾ األضرار الناتجة‬
‫(‪)1‬‬
‫عف األشغاؿ العامة أو استعماؿ أشياء خطرة و كذا المخاطر المينية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬اإلخالل بمبدأ المساواة أمام األعباء العامة‬
‫إف نظرية المساوا ة أماـ األعباء العامة ىي مف صنع الفقياء المؤيديف الستقالؿ المسؤولية‬
‫العامة‪ ،‬وتحريرىا كميا مف قواعد المسؤولية الخاصة‪ ،‬تستجيب فكرة المساواة لمفاىيـ العدالة‬
‫االجتماعية‪ ،‬ذلؾ أنو بموجب ىذا المبدأ لف يعود ممكنا تحميؿ أفراد معينيف أعباء عامة أكثر‬
‫مف غيرىـ‪ ،‬بؿ إف األعباء العامة التي تفرضيا السمطة تحقيقا لمصمحة العامة توزع بالتساوي‬
‫عمى أفراد المجتمع‪ ،‬وينظر مف زاوية ىذه النظرية إلى األضرار و الحوادث التي تسببيا السمطة‬
‫العامة لمخواص كأع باء عامة أو كنوع مف النفقات العامة المخصصة لممرافؽ العمومية‬
‫كالمستشفى‪.‬‬
‫تكمف ميزة ىذه النظرية في إعفاء الضحية مف عبء و إثبات اإلخالؿ بالمساواة في‬
‫األعباء‪ ،‬إذ أي احتجاج ضد الدولة يستوجب إذف بالتصريح بمسؤوليتيا سواء كاف النشاط‬
‫مشروعا أو غير مشروع‪ ،‬خاطئا أ و غير خاطئ‪ ،‬لقد نبو مجمس الدولة إلى خطورة ىذا التعميـ‬
‫و لذلؾ وضع شروطا لتطبيؽ النظرية فمـ يبقى سوى بتعويض األضرار التي بمغت درجة كبيرة‬
‫مف األىمية و الخطورة معتب ار بذلؾ األضرار العادية بمثابة أعباء عادية عمى الغير الواجب‬
‫تحمميا(‪، )2‬ويعود الفضؿ في أصالة المسؤولية بدوف خطأ عمى أساس قطع المساواة أماـ األعباء‬
‫العامة ‪.‬‬

‫‪- 1‬طاىري حسيف‪ ،‬القانوف اإلداري و المؤسسات اإلدارية‪،...‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪.201‬‬


‫‪- 2‬مسعود شييوب‪،‬المسؤولية عن إخالل بمبدأ المساواة و تطبيقاتيا في القانون اإلداري‪،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪،2000 ،‬ص‪.1‬‬

‫‪43‬‬
‫و المسؤولية دوف خطأ بسبب اإلخالؿ بمبدأ المساواة أماـ األعباء العامة تسمح بالتعويض‬
‫عف األضرار الناجمة عف تصرفات غير خاطئة‪ ،‬األضرار الناجمة بفعؿ القوانيف و االتفاقيات‬
‫الدولية‪ ،‬االضرار الناشئة عف ا متناع اإلدارة عف مد يد المساعدة في تنفيذ أحكاـ القضاء بسبب‬
‫دواعي المحافظة عمى النظاـ العاـ‪ ،‬وتتميز ىذا المسؤولية بخاصيتيف‪:‬‬
‫‪-‬ىو أف الضرر الذي محؿ مطالبو بالتعويض ليس ناجما عف حادث و إنما ىو نتيجة طبيعية‪،‬‬
‫وحتى حتمية لبعض األوضاع و التدابير‪.‬‬
‫‪-‬و الخاصية الثاني ة ىو أف الحؽ في التعويض ليس مشروطا فقط بتحقؽ ضرر ‪ ،‬وانما يمزـ أف‬
‫(‪)1‬‬
‫يكوف الضرر في آف واحد خاص بتحقؽ الضرر ‪.‬‬
‫وتقوـ المسؤولية دوف الخطأ ليدؼ تحقيؽ و تسييؿ عبء اإلثبات عف المريض المضرور‪،‬‬
‫فكثي ار ما يحدث وأف يتجو المريض لممستشفى لمتخفيؼ مف عمة ويجد نفسو في عمة أكبر وما‬
‫يزيد الوضع تأزما ىو استحالة أو صعوبة الحصوؿ عمى تعويض و ذلؾ في غياب خطأ مف‬
‫الطبيب أو المستشفى ‪ ،‬وىذا كمو ما جعؿ القضاء يؤكد ويكرس المسؤولية غير الخطيئة‬
‫لممستشفى عف األضرار التي تمحؽ بالمنتفعيف بخدماتو‪ ،‬ولـ يعد لممضرور في ىذه الحالة إقامة‬
‫دليؿ عمى خطأ المستشفى ولـ يعد القاضي محمال بعناء البحث عف وقائع يستخمص منيا ىذا‬
‫الخطأ وال يبقى أماـ المستشفى مف طريؽ لتخمص مف ىذه المسؤولية إال إثبات القوة القاىرة أو‬
‫خطأ المضرور نفسو‪ ،‬كما يمكف لمقاضي االعتداد بظروؼ الحاؿ في القضية المطروحة كؿ‬
‫(‪)2‬‬
‫عمى حدة‪.‬‬

‫‪- 1‬عبد القادر عدو‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬ص ‪.361‬‬


‫‪- 2‬قرفة عامرية‪ ،‬مسؤولية المستشفيات في المجال الطبي‪ ،‬مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماستر في الحقوؽ‪،‬تخصص قانوف‬
‫إداري جامعة محمد خيضر‪،‬بسكرة‪،2013،‬ص‪. 26‬‬
‫‪44‬‬
‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫إذا كاف االعتراؼ بوجود مسؤولية اإلدارة أصبح قائما‪ ،‬إال أف النقاش بقي حوؿ األساس‬

‫القانوني الذي ترتكز عميو ىذه المسؤولية ‪ ،‬فإذا كانت القواعد العامة في التشريعات المدنية‬

‫تستند إلى مبدأ عاـ يقرر وجوب التعويض عف كؿ خطأ يسبب ضر ار لمغير ‪ ,‬فإف المشكمة التي‬

‫يمكف أف تثار بصدد مسؤولية اإلدارة تبرز مف خالؿ التساؤؿ عف نطاؽ ىذه المسؤولية و مدى‬

‫تطبيؽ المبدأ السابؽ الذكر خصوصا إذا الحظنا أف اإلدارة شخص اعتباري ناد ار ما يستند‬

‫الخطأ إليو وأف األخطاء التي تقع منيا تصدر عف عماليا و موظفييا‪،‬الذيف ىـ أشخاص‬

‫طبيعييف يمكف نسب تمؾ األخطاء إلييـ‪.‬‬

‫ثـ إف ىناؾ مف األنشطة التي تقوـ بيا اإلدارة ال تعد أخطاء بالمعنى القانوني المقرر في‬

‫المسؤولية و قواعدىا العامة ‪ ,‬و ينتج عف ممارستيا أضرار تمحؽ باألفراد ‪.‬‬

‫فيمكف القوؿ أف األساس القانوني الرئيسي الذي تقوـ عميو مسؤولية المرفؽ الصحي العمومي‬

‫في الوقت الحاضر يتمثؿ في الخطأ و استكمؿ ىذا األساس بنظرية المخاطر و ىناؾ مسؤولية‬

‫ال تبنى عمى أساس الخطأ أو المخاطر و إنما عمى القانوف المباشرة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫األثر المترتب على‬
‫المسؤولٌة االدارٌة‬
‫للمرافق الصحٌة‬

‫‪46‬‬
‫إف موضوع المسؤولية الطبية و كيفية تحديد مداىا لـ يكف باألمر السيؿ وذلؾ لتعمؽ األمر‬

‫بجسـ اإلنساف و حياتو ومشاعره و عواطفو‪ ،‬ولذا أثار تحديد طبيعة المسؤولية الطبية جدال‬

‫واسعا لدى الفقياء القانوف‪ ،‬فمنيـ مف اعتبر المريض ح ار في تعاممو وفي إبرامو ما شاء مف‬

‫العقود‪ ،‬وكاف مما أريد بيذا شموؿ مسؤولية الطبيب بذلؾ‪ ،‬واعتبارىا مسؤولية مدنية عقدية‪،‬‬

‫ومنيـ مف رأى أف المساس بجسـ اإلنساف و حياتو إنما ىو أمر مف النظاـ العاـ و اآلداب‬

‫ليخمص إلى أف مسؤولية الطبيب مسؤولية تقصيرية‪.‬‬

‫وعمى العموـ إذا لـ يكف ىناؾ ثمة عقد أو إذا حدث الضرر خارج نطاؽ العمؿ فإف‬

‫الخطأ بموجب أحكاـ القانوف يكوف خطأ تقصيريا إذ أف المسؤولية العقدية ال توفر الحماية إال‬

‫لما يتضمنو العقد صراحة أو ضمنا ‪ ،‬وكثي ار ما يخطئ الطبيب و ينجـ عف خطئو ضرر‬

‫بالمريض‪ ،‬فيسأؿ عف تعويض ما أحدثو مف ضرر ويصبح المرفؽ الصحي العمومي في‬

‫مواجية مع الشخص المضرور‪.‬‬

‫فقمت بوضع ىذا الفصؿ الذي يحتوي عمى مبحثيف‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬طبيعة مسؤولية المرفؽ الصحي‬

‫المبحث الثاني ‪:‬دعوى التعويض عف مسؤولية المرافؽ الصحية‬

‫‪47‬‬
‫المبحث األول‬
‫طبيعة مسؤولية المرفق الصحي‬
‫يتجاذب فكرة الحديث عف طبيعة المسؤولية لممرفؽ الصحي اتجاىاف‪،‬ىما مسؤولية عقدية أـ‬
‫مسؤولية تقصيرية ‪.‬‬

‫المطمب األول‬
‫المسؤولية العقدية لممرفق الصحي‬
‫تقوـ المسؤولية العقدية عند وقوع ضرر نتيجة مخافة االلتزاـ التعاقدي فإف الطبيب يكوف‬
‫مسؤوال طبقا ألحكاـ المسؤولية العقدية إذا ما تحقؽ الخطأ العقدي مف أحد الجانبيف سواء كاف‬
‫دائنا بااللتزاـ أو مدينا ‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬مفيوم المسؤولية العقدية‬
‫مسؤولية المرفؽ االستشفائي قد تكوف مسؤولية عقدية‪ ،‬وىي جزاء عدـ تنفيذ المديف‬
‫اللتزاماتو أو تأخره عف ذلؾ‪ ،‬فيمتزـ المديف عف تمؾ بتعويض الضرر الذي أصاب المتعاقد‬
‫معو‪ ،‬ولكي تقوـ المسؤولية التعاقدية البد مف توافر أركاف معينة‪ ،‬وىي الخطأ العقدي واف يترتب‬
‫عمى ىذا الخط ػ ػأ ضرر يصيػ ػب المتعاقػ ػد اآلخر وأف يكوف ىناؾ رابطة سببية بيف الخطأ‬
‫(‪)1‬‬
‫والضرر‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تطور الطبيعة العقدية لممسؤولية الطبية‬
‫تعتبر سنة ‪ 1936‬كنقطة انطالؽ لتقدـ مفيوـ المسؤولية الطبية و اتخاذىا الطبيعة‬
‫التعاقدية و ذلؾ لصدور قرار ‪ 20‬ماي ‪ 1936‬عف محكمة النقض الفرنسية‪.‬‬
‫و تفترض ىذه المسؤولية وجود عقد يمتزـ مف خاللو الطرفاف بما جاء فيو إذ يقوـ الطبيب‬
‫بأداء خدمة‪ ،‬بينما يقوـ الطرؼ الثاني بدفع مقابؿ تمؾ الخدمة‪ ،‬و بالتالي فالعالقة بيف الطبيب‬

‫‪- 1‬محمد حسيف قاسـ‪،‬الوجيز في نظرية االلتزام‪،‬اإلسكندرية‪،1994،‬ص‪.94‬‬


‫‪48‬‬
‫و المريض تشكؿ عقدا حقيقيا و كؿ إخالؿ بااللتزامات يرتب المسؤولية العقدية‪ ،‬و يقع عبء‬
‫إثبات إخالؿ الطبيب بالتزاماتو عمى المريض‪.‬‬
‫و العقد الطبي ىو توافؽ إرادتيف أو أكثر عمى إنشاء أثر قانوني بيف الممارس الطبي مف‬
‫جية و المريض مف جية أخرى عمى محؿ معيف‪ ،‬ىذا األخير المتمثؿ في الدواء المعبر عنو‬
‫في شكؿ وصفة‪ ،‬إسعافات أو عممية جراحية‪ ،‬و يشترط في ىذا المحؿ ‪:‬‬
‫‪ -‬الوجود أو إمكانية الوجود عند إبراـ العقد‪.‬‬
‫‪ -‬القابمية لمتعييف‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬أف يكوف مشروعا غير مخالؼ لمنظاـ العاـ و اآلداب العامة‬
‫و بما أف المريض يتعاقد مباشرة مع الطبيب فإف ىذا األخير يعد مسؤوال بصفة شخصية و‬
‫تعاقدية تجاه المريض‪ .‬كما أف ىذا العقد يمزـ الطبيب بتقديـ عالج مناسب لحالة المريض‪ ،‬بناء‬
‫عمى المعمومات و الخبرات التي اكتسبيا الممارس طيمة حياتو المينية‪ ،‬و عميو فأي خرؽ و لو‬
‫كاف غير عمدي ليذا االلتزاـ التعاقدي يعاقب عميو تحت طائمة المسؤولية التعاقدية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬شروط قيام المسؤولية العقدية‬
‫لقياـ المسؤولية العقدية البد مف توافر الشروط التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن يكون ىناك عقد بين الطبيب و المريض‬
‫فإذا لـ يكف ىناؾ عقد ونشأ ضرر لممريض كانت مسؤولية الطبيب مسؤولية تقصيرية ونثير‬
‫ىذه النقطة عدة فروض وىي ‪:‬‬
‫‪ -‬فرض اختيار المريض لمطبيب وفي ىذه الحالة ال يمكف إنكار الرابطة العقدية بيف‬
‫الطبيب و المريض ‪.‬‬
‫‪ -‬فرض تدخؿ الطبيب بغير دعوة مف المريض وىي تدخؿ الطبيب مف تمقاء نفسو فال‬
‫نستطيع القوؿ بوجود عقد بيف الطبيب و المريض فيو عمؿ فضولي ‪.‬‬
‫‪ -‬فرض عمؿ الطبيب المعالج في المستشفى الخاص أو لدى صاحب مشروع خاص ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن يكون العقد بين الطبيب و المريض صحيح‬
‫فإف المسؤولية ال تنشأ عف عقد باطؿ‪ ،‬وال بد ىنا مف الرجوع إلى أحكاـ المسؤولية‬
‫التقصيرية‪ ،‬ويجدر باإلشارة ىنا أف مما يجعؿ العقد باطال ىو مخالفتو لمنظاـ العاـ و اآلداب و‬
‫ذلؾ كما في حالة عدـ إجراء التداخؿ الجراحي لمشفاء مف مرض يعاني منو المريض بؿ إلجراء‬
‫تجارب طبية‪ ،‬إذ ال يجوز أبدا أف يكوف اإلنساف حقال أو محال لمتجارب‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن يكون المضرور ىو المريض‪:‬‬
‫يشترط لمقوؿ بأف مسؤولية الطبيب ىي مسؤولية عقدية أف يكوف مف أصابو الضرر ىو‬
‫المريض و ذلؾ ألنو لو كاف شخصا آخر غير المريض مثؿ مساعد الطبيب الذي يصاب‬
‫بجرح خالؿ إجراء العممية لما جاز االستناد إلى العقد و لكانت مسؤولية الطبية تقصيرية‬
‫رابعا‪ :‬أن يكون الخطأ ال منسوب إلى الطبيب متصال بعقد العالج‬
‫قد يرتكب الطبيب أخطاء يتولد عنيا الضرر لمريض أو لغيره خارج دائرة عقد العالج مع‬
‫المريض‪ ،‬وىذا أمر ليس بالمستبعد فالطبيب بشر‪ ،‬وفي كؿ زماف وفي كؿ مكاف ال يمر يوـ‬
‫واال ويكوف ىناؾ شخص أو أكثر قد أصابو ضرر و شخص أو أكثر أحدث ىذا الضرر‬
‫مباشرة أو تسببا‪ ،‬أو تداخمت مع ما صدر مف ىذا األخير مداخمة أو أكثر‪ ،‬مثؿ القوة القاىرة أو‬
‫عمؿ المضرور نفسو أو عمؿ الغير‪ ،‬وذلؾ كأف ال ينتبو الطبيب إلى أخطاء مطبعية بتحديد‬
‫جرعة الدواء فيتسبب عف ذلؾ وفاة الشخص الذي تناوؿ الدواء‪ ،‬فيذا الخطأ المنسوب إلى‬
‫الطبيب ال يمد لعقد العالج بصمة‪ ،‬واذا كاف األمر كذلؾ فإف المسؤولية تكوف تقصيرية وليست‬
‫(‪)1‬‬
‫عقدية ‪.‬‬

‫‪-1‬محمد حسف منصور‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪40‬‬


‫‪50‬‬
‫(‪)1‬‬
‫خامسا‪:‬أن يكون المدعي صاحب حق في االستناد الى العقد‪:‬‬
‫وىنا يجب التمييز بيف حالتيف‪:‬‬
‫أ)الحالة األولى‪:‬‬
‫ىي حالة قياـ المريض أو مف ينوب عنو قانونا باختيار الطبيب‪ ،‬فإذا كاف ىو مف رفع‬
‫الدعوى لممطالبة بالتعويض فالمسؤولية تكوف عقدية‪ ،‬ولكف إذا توفي المريض نتيجة لخطأ‬
‫الطبيب‪ ،‬فإف دعوى التعويض قد يرفعيا الورثة أو غير الورثة‪ ،‬فإذا رفع الورثة فيـ خمؼ عاـ‬
‫لممتوفى في جميع حقوقو‪ ،‬ويحؽ ليـ المطالبة مف ثـ التعويض عمى أساس إخالؿ الطبيب‬
‫بالتزاماتو في تنفيذ عقد إبرامو مورثيـ و تكوف المسؤولية عقدية ‪.‬‬
‫ب)الحالة الثانية‪:‬‬
‫وىي حالة قياـ شخص ىو غير المريض وغير مف يمثمو قانونا أو اتفاقا بإبراـ عقد العالج‬
‫فإذا لـ يقـ المريض نفس و أو مف يمثمو بصمة ما كاف يكوف أحد أقاربو المريض أو رب عممو أو‬
‫نحوىما‪ ،‬ففي ىذه الحالة يجب التمييز بيف عدة فروض أبرزىا‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كاف المتعاقد مع الطبيب قد تعاقد باسمو مشترطا حقا لممريض‪ ،‬ىنا نطبؽ أحكاـ‬
‫االشتراط لمصمحة الغير‪ ،‬فتكوف المسؤولية عقدية‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كاف المتعاقد قد تعاقد باسـ المريض و لصالحو يندرج ىذا الفرض ضمف النيابة ويكوف‬
‫المتعاقد ىنا مركز الفضولي وتكوف العالقة بيف المريض و الطبيب تعاقدية ‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا تعاقد شخص مع الطبيب باسمو و لتحقيؽ مصمحتو الشخصية‪ ،‬ولـ يقصد مف ذلؾ‬
‫ترتيب حؽ لممريض عف طريؽ العقد‪ ،‬فيذا ال يمكف اعتباره اشتراطا لمصمحة الغير و ذلؾ ألنو‬
‫لـ يقصد ترتيب مصمحة لممريض‪ ،‬كما ال يمكف اعتباره نائبا عف المريض بوصفو فضوليا وذلؾ‬
‫ألنو لـ يقصد ترتيب حؽ المريض ‪.‬‬

‫‪- 1‬إبراىيـ صالح عطية‪،‬المسؤولية المدنية لمطبيب الناتجة عن خطئو العادي‪،‬دراسة مقارنة‪،‬مجمة ديالي‪،‬كمية التربية لمعموـ‬
‫اإلنسانية‪،‬العدد ‪،29،2011،49‬ص ‪31‬‬
‫‪51‬‬
‫ورغـ اعتبار العالقة القائمة بيف الطبيب و مريضو عالقة تعاقدية‪ ،‬إال انو ىناؾ حاالت‬
‫كثيرة يقوـ فييا الطبيب بتقديـ العالج ألشخاص‪ ،‬ال يمكف عمى موافقتيـ مثؿ حالة الغيبوبة و‬
‫(‪)1‬‬
‫وحاالت االستعجاؿ و المرضى عقميا وليس بإمكاف االتصاؿ بأوليائيـ ‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬حاالت كون المسؤولية العقدية لممرافق الصحية‬
‫استقر قضاء محكمة النقض الفرنسية في حكـ ليا عمى أنو مف المقرر نشوء عقد بيف‬
‫الطبيب و المريض ال يمتزـ بمقتضاه األوؿ بشفاء الثاني‪ ،‬بؿ بتقديـ العناية اليقظة التي تقتضييا‬
‫الظروؼ الخاصة لممريض‪ ،‬والتي تتفؽ مع أصوؿ المينة و مقتضيات التطور العممي‪ ،‬وترتب‬
‫عمى اإلخالؿ بيذا االلتزاـ التعاقدي ولو عف غير قصد ‪ ،‬وبناءا عمى ىذا االلتزاـ التعاقدي فإنو‬
‫يقع عمى المريض الذي يدعي تخمؼ ىذا االلتزاـ أف يثبت ذلؾ عف طريؽ القواعد العامة في‬
‫اإلثبات ‪،‬أما إف تمثمت نتيجة العناية الطبية في حدوث إضرار عمى درجة مف الجسامة‪.‬‬
‫ومف جية أخرى فاف التزاـ الطبيب ينحصر في اإللزاـ ببذؿ عناية حتى ولو تعمؽ األمر‬
‫بجراحة التجميؿ‪ ،‬ويكفي في ىذا الصدد إلثارة مسؤولية الطبيب وجود أي خطأ مف جانبو ولو‬
‫يستر طالما كاف ىذا الخطأ مؤكدا‪ ،‬فال يشترط أف يكوف ىذا الخطأ جسيما‪ ،‬وتظؿ مسؤولية‬
‫المرفؽ االستشفائي تعاقدية حتى ولو كاف العالج والرعاية الطبية قد تمت بدوف مقابؿ مف‬
‫جانب المريض ‪.‬‬
‫وتتمثؿ أركاف العقد الطبي فيما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التراضي في عقد الطبي‬
‫نصت المادة ‪ 59‬مف القانوف المدني عمى أنو "يتـ العقد بمجرد أف يتبادؿ الطرفاف التعبير‬
‫عف إرادتيما المتطابقتيف دوف اإلخالؿ بالنصوص القانونية"‪، 2‬كما تنص الفقرة األولى مف المادة‬

‫‪- 1‬لمياء حموش‪،‬المسؤولية عن األخطاء الطبية في المستشفيات العمومية‪،‬مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماستر في‬
‫الحقوؽ‪،‬قانوف إداري‪،‬جامعة محمد خيضر‪،2010،2011،‬بسكرة‪،‬ص‪.40‬‬
‫‪-2‬المادة‪ 59‬القانوف المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ 154‬مف القانوف ‪ 05/85‬المتعمؽ بحماية الصحة و ترقيتيا‪،‬يقدـ العالج الطبي بموافقة‬
‫(‪)1‬‬
‫المريض أو مف يخوليـ القانوف إعطاء موافقتيـ عمى ذلؾ‪.‬‬
‫ونصت المادة ‪ 44‬مف مدونة أخالقيات الطب أف" يخضع كؿ عمؿ طبي يكوف فيو خطر‬
‫جدي عمى المريض لموافقة المريض موافقة حرة ومتبصرة أو لموافقة األشخاص المخوليف منو‬
‫أو مف القانوف وعمى الطبيب أو الجراح األسناف أف يقدـ العالج الضروري إذا كاف المريض في‬
‫(‪)2‬‬
‫خطر أو غير قادر االدالء بموافقتو"‪.‬‬
‫والتعبير عف اإلرادة قد يكوف ضمنيا أو صريحا‪ ،‬غير أف حصوؿ الرضا و وجود إرادة‬
‫الطرفيف و التعبير عنيا ال يكفي دوف توافؽ ىاتيف اإلرادتيف و يتـ توافقيما عبر ‪:‬‬
‫‪ -‬اإليجاب‪ :‬و ىو العرض الذي يتقدـ بو شخص معيف آلخر بغية الحصوؿ عمى قبولو‪.‬‬
‫‪ -‬القبوؿ‪ :‬و ىو الرد الذي يتقدـ بو الطرؼ الثاني عمى اإليجاب الذي تقدـ بو العارض‪.‬‬
‫‪ -‬اقتراف القبوؿ باإليجاب‪ :‬و ال يحصؿ ذلؾ إال إذا اتصؿ القبوؿ بعمـ الموجب‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬المحـ ـ ـ ـل‬
‫أي محؿ االلتزاـ و الذي يقصد بو الشيء الذي يمزـ المديف بإعطائو أو بعممو‪ ،‬أو االمتناع‬
‫عف عممو‪ ،‬فالطبيب المعالج في العقد الطبي يمتزـ بضماف تقديـ العالج لممريض يتـ‬
‫باإلخالص و التفاني وضمانة سالمة المريض‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬السب ـ ـ ــب‬
‫باعتباره ركنا في العقد الغرض الذي يقصد الممتزـ الوصوؿ إليو ورضاه التحمؿ بااللتزاـ‪،‬‬
‫وعمى ىذا السبب في عقد العالج الطبي ىو الغرض الذي يقصده المريض مف وراء تعاقده مع‬
‫الطبيب‪ ،‬و الغرض مف ىذا التعاقد ىو قصد الشفاء مف طرؼ المريض و الحصوؿ عمى الماؿ‬
‫بالنسبة لمطبيب‪.‬‬

‫‪- 1‬المادة‪ 154‬مف القانوف‪ 05/85‬المؤرخ في ‪، 1985/04/16‬المتضمف حماية الصحة و ترقيتيا المعدؿ و المتمـ‬
‫‪- 2‬مرسوـ تنفيذي رقـ ‪ 246/92‬المؤرخ في ‪ 6‬يوليو‪،1992‬يتضمف مدونة أخالقيات الطب‪ ،‬ج‪.‬ر‪،‬ج‪،‬ج ‪،‬عدد‪52،1992‬‬
‫‪،‬ص‪.1419‬‬
‫‪53‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫المسؤولية التقصيرية‬
‫يرى جانبا مف الفقو عدـ إمكانية المتضرر الخيار بيف نظاـ المسؤولية العقدية ونظاـ‬
‫المسؤولية التقصيرية‪ ،‬فمكؿ نظاـ دائرتو الخاصة بو‪ ،‬مما يجعؿ قياـ العقد بيف المريض و‬
‫الطبيب حاجبا لقياـ المسؤولية التقصيرية ‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬مفيوم المسؤولية التقصيرية‬
‫بات واضحا أف الطبيعة العقدية لممسؤولية الطبية أنيا تنيض كمما وجدت رابطة عقدية‬
‫بيف الطبيب و مريضو‪ ،‬ومف ىنا يتبادر السؤاؿ عف طبيعة الحاؿ بينيما‪ ،‬أو عف النظاـ الذي‬
‫تخضع لو في حالة غياب مثؿ ىذه الرابطة و إصابة المريض بضرر جراء خطأ صادر مف‬
‫الطبيب المعالج أو الجراح إذا لـ تربط بيف المريض و الطبيب عالقة عقدية و إلحاؽ الطبيب‬
‫بالمريض ضر ار ناشئا عف خطئو‪ ،‬فإف ىذه الحالة و أمثاليا تخضع ألحكاـ المسؤولية‬
‫التقصيرية و ىي ما نص عميو المشرع الفرنسي في الباب الخاص بااللتزامات التي تنشأ دوف‬
‫اتفاؽ ‪.‬‬
‫فيي تعالج الضرر عندما ال يربط عقد بيف المضرور و المسؤوؿ بأنو اإلخالؿ بااللتزاـ‬
‫الذي يفرضو القانوف عمى األشخاص بعد اإلضرار بالغير‪ ،‬ولكف اإلجماع يكاد ينعقد اليوـ‪،‬‬
‫ف قياء وقضاء عمى أف الخطأ التقصيري ىو عبارة عف اإلخالؿ بالتزاـ سابؽ مع إدراؾ المخؿ‪،‬‬
‫واف االلتزاـ السابؽ ىو واجب محدد أو عاـ يفرضو القانوف عمى الكافة بعدـ اإلضرار بالغير‪.‬‬
‫إف العالقة بيف الطبيب و المريض في إطار المستشفى العاـ عالقة الئحية‪ ،‬عمى أساس أف‬
‫الطب يب مكمؼ فيو بأداء خدمة عامة‪ ،‬وىو ما قضت بو محكمة النقض المصرية بأنو ال يمكف‬
‫مساءلة طبيب المستشفى العاـ إال عمى أساس المسؤولية التقصيرية‪ ،‬ألنو ال يمكف القوؿ في‬
‫ىذه الحالة باف المريض قد اختار طبيب لعالجو حتى ينعقد عقد بينيما ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫يظير موقؼ المشرع الجزائري م ف العمؿ الطبي مف خالؿ القوانيف الصادرة في مجاؿ‬
‫الصحة و أىميا القانوف ‪ 05/85‬سالؼ الذكر المتعمقة بحماية الصحة وترقيتيا و الذي نص‬
‫في المادة الثامنة منو عمى ما يمي ‪:‬‬
‫يشمؿ العالج الصحي الكامؿ ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬الوقاية مف األمراض في جميع المستويات‪.‬‬
‫‪ -‬تشخيص المرض و عالجو‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة تكييؼ المرضى‪.‬‬
‫‪ -‬التربية الصحية ‪.‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 195‬مف القانوف ‪ 05/85‬يتعيف عمى األطباء و الصيادلة و جراحي‬
‫األسناف القياـ بما يأتي "السير عمى حماية صحة السكاف بتقديـ العالج الطبي المالئـ‪. "...‬‬
‫كذلؾ المادة‪ 16‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 276/92‬المتضمف مدونة أخالقيات الطب‬
‫تنص عمى‪:‬‬
‫"يخوؿ الطبيب أو جراح األسناف القياـ بكؿ أعماؿ التشخيص و الوقاية و العالج وال يجوز‬
‫لطبيب أو جراح األسناف أف يقدـ عالجا أو يواصمو أو يقدـ وصفات في مياديف تتجاوز‬
‫اختصاصاتو أو إمكانية إال في الحاالت االستثنائية "‬
‫يظير موقؼ المشرع الجزائري بوضوح أكثر مف خالؿ المراسيـ التنفيذية المتضمنة القانوف‬
‫األساسي الخاص بالممارسيف الطبييف و المتخصصيف في الصحة العمومية‪ ،‬حيث أوردت في‬
‫مواده مياـ األطباء و جراحي األسناف و األطباء المتخصصيف و يمكف إجماؿ ىذه المياـ في‬
‫التشخيص و العالج و الوقاية العامة‪ ،‬و التربية الصحية و الخبرة الطبية و التحميالت الطبية و‬
‫البحوث في المخابر ‪.‬‬
‫فالمشرع الجزائري قد حذا حذو المشرع الفرنسي و المصري حيث لـ يورد األعماؿ الطبية‬
‫عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬كما انو لـ يتطرؽ إلى الخطأ الطبي و اغفؿ اإلشارة إليو سواء في القانوف‬

‫‪55‬‬
‫المدني أو القوانيف المتعمقة بالصحة و مينة الطب‪ ،‬واف ىذه األخيرة اقتصرت فقط عمى تحديد‬
‫واجبات و التزامات الطبيب مما يجعمو غير مجدية في مجاؿ المسؤولية الطبية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬حاالت كون المسؤولية لممرافق الصحية تقصيرية‬
‫أوال‪:‬المسؤولية التقصيرية لمطبيب في مواجية المريض‪:‬‬
‫إف مسؤولية الطبيب وفقا عمى ما استقر عميو الفقو و القضاء ىي مسؤولية تعاقدية‪ ،‬إال أف‬
‫ىناؾ حاالت تكوف فييا تمؾ المسؤولية تقصيرية وىذه الحاالت ىي ‪:‬‬
‫‪ -‬عندما تأخذ مخالفة الطبيب اللتزاماتو ببذؿ العناية طابعا جنائيا‪ ،‬أي يصبح فعمو يشكؿ‬
‫جريمة فالمسؤولية الطبية ىو الفعؿ المكوف لمجريمة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا نجـ ضرر لمغير بسبب المريض ذاتو‪ ،‬فتكوف المسؤولية الطبيب أماـ ىذا الغير‬
‫مسؤولية تقصيرية‪ ،‬حتى ولو كاف بيف الطبيب و المريض أو نائبو عقد صحيح ونافذ‪،‬‬
‫ومف قبيؿ ذلؾ ولو تسبب المريض بنقؿ مرضو إلى الغير عف طريؽ العدوى‪.‬‬
‫‪ -‬تدخؿ الطبيب بغير دعوة المريض كاف يصاب شخص في الطريؽ العاـ فيسارع بعض‬
‫المارة باستدعاء الطبيب إلنقاذه فالمسؤولية ىنا تكوف تقصيرية لعدـ وجود عقد ‪.‬‬
‫‪ -‬الطبيب الذي يعمؿ موظفا يعتبر في مركز تنظيمي أو الئحي وأنو يخضع تبعا لذلؾ‬
‫القواني ف و الموائح الخاصة بالعامميف بالدولة و في ىذه الحالة ال يمكف مساءلة الطبيب‬
‫إال عمى أساس المسؤولية التقصيرية‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة امتناع الطبيب مف عالج المريض‪،‬أو إنقاذه بال مبرر مشروع‪ ،‬فمسمؾ الطبيب‬
‫في ىذه يخالؼ المسمؾ المألوؼ لمطبيب اليقظ إذ في نفس الظروؼ‪ ،‬الطبيب و إف‬
‫كاف ح ار في مزاولة مينتو ولو الحؽ في مباشرتيا بالكيفية التي يراىا فعمية أف يحيط‬
‫(‪)1‬‬
‫المريض عمما لطريقة العالج و كيفية آثاره‬
‫ثانيا‪:‬المسؤولية التقصيرية لمطبيب في مواجية الغير‪:‬‬

‫‪ - 1‬مصطفى معواف‪ ،‬المسؤولية اإلدارية لمطبيب عن األعمال الطبية االستشفائية‪،‬مجمة االجتياد القضائي‪،‬العدد‬
‫الثاني‪،‬جامعة محمد خيضر‪،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪ ،2005،‬ص ‪ -‬ص‪153 - 152،‬‬
‫‪56‬‬
‫تكوف مسؤولية الطبيب تقصيرية أيضا في مواجية الغير‪ ،‬ونقصد بالغير ىنا الذي لحؽ بو‬
‫الضرر إما مف العمؿ الطبي و إما إثر وفاة المريض‪ ،‬أو مف ىذا األخير الموجود تحت إشراؼ‬
‫الطبيب‪.‬‬
‫يتحمؿ الطبيب المسؤولية التقصيرية تجاه الغير بسبب العمؿ الطبي‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ مساعد‬
‫الجراح الذي يتعرض إلصابة جراء عمؿ الطبيب أثناء التدخؿ الطبي الجراحي‪.‬‬
‫وتكوف أيضا مسؤوليتو كذلؾ في الحاالت التي ينجـ عنيا ضرر يسببو المريض لمغير‪،‬‬
‫نتيجة إىماؿ الطبيب في مراعاة وعالج مريض مختؿ عقميا فيصيب الغير بضرر‪ ،‬ينطبؽ نفس‬
‫(‪)1‬‬
‫الحكـ في حالة إصابة الغير مف عدوى المريض الذي كاف تحت رعاية الطبيب‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬موقف المشرع الجزائري من الطبيعة التقصيرية‬
‫نص قانوف حماية الصحة وترقيتيا في مادتو ‪ 239‬عمى مسؤولية الطبيب التقصيرية و أكد‬
‫ىذا النص عمى أنو يتابع طبقا ألحكاـ المادتيف ‪ 288‬و‪ 289‬مف قانوف العقوبات أي طبيب أو‬
‫جراح أسناف أو صيدلي عمى كؿ تقصير أو خطأ ميني يرتكبو خالؿ ممارستو ميامو أو‬
‫بمناسبة القياـ بيا و يمحؽ ضرار بسالمة الجسدية ألحد األشخاص أو بصحتو أو يحدث لو‬
‫(‪)2‬‬
‫عج از مستديما أو يعرض حياتو لمخطر أو يتسبب في وفاتو‪.‬‬
‫كذلؾ يفيـ مف النص المادة ‪ 10‬مف مدونة أخالقيات الطب أنو ال يسوغ لمطبيب أف يتنازؿ‬
‫عف استقاللو الميني بأي صورة كا نت‪ ،‬مما يوحي بأف المشرع الجزائري قد اتجو نحو فكرة‬
‫ضرورة توفير االستقالؿ التاـ لمطبيب في ممارسة مينتو الطبية ‪ ،‬بحيث ال يخضع إلى أي‬
‫توجيو كاف‪ ،‬و إذا لـ يحترـ الطبيب االلتزامات الممقاة عمى عاتقو‪ ،‬يوجز لمف تضرر مف ذلؾ‬
‫رفع دعوى قضائية أماـ المحاكـ المدنية وفقا لممادة ‪ 221‬مف ذات المدونة ‪،‬عمى أساس‬
‫المسؤولية التقصيرية في حالة التي يخالؼ فييا الطبيب بواجب قانوني ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫‪- 1‬محمد حسيف منصور‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪202‬‬


‫‪- 2‬المادة ‪ 239‬مف قانوف‪،05/85‬المؤرخ في ‪، 1985/04/16‬المتضمف حماية الصحة وترقيتيا المعدؿ و المتمـ ‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫دعوى التعويض عن مسؤولية المرافق الصحية‬
‫إف الطمبات المتضمنة الحصوؿ عمى التعويض مف جراء األخطاء الواقعة في المرافؽ‬
‫الصحية العمومية ‪،‬سواء كانت أخطاء طبية‪ ،‬أو أخطاء تتعمؽ بسوء تنظيـ المرافؽ‪ ،‬تعتبر‬
‫نتيجة أساسية في مجاؿ المسؤولية الطبية أماـ القضاء اإلداري‪ ،‬وعميو فإف الوسيمة الوحيدة‬
‫لجبر الضرر ىي المطالبة بالتعويض ‪.‬‬

‫المطمب األول‬
‫موضوع دعوى المسؤولية اإلدارية عمى المرفق الصحي و أطرافيا‬
‫يعتبر المجوء إلى القضاء الطريقة التي يمكف مف خالليا حصوؿ المريض المتضرر عمى‬
‫التعويض مف المتسبب في إحداث الضرر الذي ألحؽ بو‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬موضوع دعوى المسؤولية اإلدارية عمى المرفق الصحي‬
‫إف موضوع الدعوى التي يباشرىا المريض المتضرر عمى المرفؽ الصحي العاـ‪ ،‬ىو‬
‫المطالبة بالتعويض(دعوى التعويض) عف ما لحقو مف ضرر‪ ،‬والسبب الذي يدفعو لرفع ىذه‬
‫الدعوى ضد المرفؽ العاـ الصحي ىو شعوره بأف ىذا المرفؽ ألحؽ مساس و إخالؿ بمصمحة‬
‫مشروعة لو‪ ،‬و المتمثمة في الحفاظ عمى سالمة جسده وصوف كرامتو‪ ،‬بذلؾ يسعى جاىدا إلى‬
‫إصالح االختالؿ الحاصؿ و إعادة التوازف لو بتعويض عف ما لحقو مف ضرر‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أطراف دعوى المسؤولية اإلدارية عمى المرفق الصحي‬
‫يكوف لدعوى المسؤولية اإلدارية ضد المرفؽ الصحي العمومي أطراؼ وىما‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المدع ـ ـ ـي‬
‫المدعي في دعوى التعويض المرفوعة ضد المرفؽ الصحي ىو المريض المتضرر وحده‬
‫دوف غيره‪ ،‬وىذا التحديد ال يمنع بطبيعة الحاؿ مف أف ينصرؼ إلى خمفو العاـ والى نائبو‬
‫ووكيمو حسب األحواؿ‪ ،‬ويشترط في المدعي المريض المتضرر جممة مف الشروط لتكوف دعواه‬

‫‪58‬‬
‫مقبولة لمفصؿ فييا أماـ القضاء و الواردة في نص المادة ‪ 13‬مف قانوف اإلجراءات المدنية و‬
‫اإلدارية (‪ )1‬والتي ىي الصفة و المصمحة و اإلذف عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ )1‬الصفـ ـ ـة‪:‬‬
‫الصفة عموما ىي لصاحب المركز القانوني الذاتي أو الحؽ الشخصي و يمكف أف نعتبره‬
‫المعتدى عميو‪ ،‬و في مجاؿ المسؤولية الطبية صاحب الحؽ ىو الذي وقع عميو الضرر الطبي‬
‫أو ضرر ناتج عف سوء تنظيـ و تسيير المرفؽ الصحي‪ ،‬وسواء كاف ىذا الضرر ماديا أو‬
‫معنويا ‪ ،‬ليذا مف الطبيعي أف يكوف المريض و في حالة وفاتو أو عجزه تنتقؿ ىذه الصفة إلى‬
‫ذويو أو نائبو أو وكيمو حسب الحالة ‪.‬‬
‫وتعتبر الصفة مف النظاـ العاـ يثيرىا القاضي مف تمقاء نفسو في حالة مخالفتيا ‪.‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫فبالتالي ىي جوىر أي دعوى‬ ‫مف المسمـ "ال دعوى بدوف مصمحة "‬ ‫‪ )2‬المصمحة‪:‬‬
‫قضائية و كذلؾ المعيار الذي يعتمد عميو القاضي أساسا لقبوؿ أو رفض الدعوى أصال‪،‬‬
‫ويمكف تعريفيا الفائدة العممية التي يسعى مف خالليا المدعي إلى رفع دعوى قضائية‬
‫لتحقيقيا‪.‬‬
‫فالمريض المتضرر مصمحتو مف رفع دعوى قضائية ضد المرفؽ الصحي العمومي‪ ،‬تكمف‬
‫في الحصوؿ عمى تعويض كامؿ و مقابؿ لما ألحقو مف ضرر أصابو مباشرة أو ارتد عميو مف‬
‫ضرر أصاب غيره بحكـ وجود عالقة قائمة بينيما‪ ،‬وعادة ما نجدىا بيف األقارب وكؿ مف لحقو‬
‫ضرر محققا نتيجة الواقعة الضارة‪ ،‬و بالنسبة لمورثة أو ذوي المريض يمكنيـ في حالة الوفاة‬
‫رفع دعوى متعمقة بالتعويض عف الضرر المعنوي لحادثة وفاة المريض ودعوى أخرى لتعويض‬
‫المادي في حالة إثبات انو كاف يعوليـ في حياتو‪ ،‬كما تعتبر المصمحة مف النظاـ العاـ ‪ ،‬حيث‬
‫(‪)3‬‬
‫يمكف لمقاضي إثارتيا في حاؿ عدميا ‪.‬‬

‫‪- 1‬المادة‪ 13‬مف قانوف االجراءات المدنية و االدارية ‪09/08‬‬


‫‪- 2‬نبيؿ صقر‪،‬الوسيط في شرح القانوف االجراءات المدنية و اإلدارية‪،‬دار اليومة‪،‬الجزائر‪،2009،‬ص‪125‬‬
‫‪3‬عميري فريدة‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص ‪116‬‬
‫‪59‬‬
‫‪ )3‬األىمية كشرط لمباشرة الدعوى‪:‬‬
‫ىذا الشرط لـ يعد مف الشروط الواجب توافرىا بالمدعي بؿ أصبح شرطا لمصحة إجراءات‬
‫التقاضي فقط‪ ،‬و ىذا ما تأكده النصوص القانونية الثالثة الواردة في قانوف اإلجراءات المدنية و‬
‫اإلدارية ‪ ،‬والتي اعتبرىا مف النظاـ العاـ يثيرىا القاضي تمقائيا في حاؿ عدميا ‪ ،‬لكف يمكف‬
‫تصحيحيا بإجراء الحؽ ‪ ،‬ألف الحؽ في رفع الدعوى قد يثبت لعدـ األىمية لكف ال يستطيع‬
‫مباشرة الدعوة بنفسو بؿ يحتاج في ذلؾ إلى مف ينوب عنو كالوصي أو الولي أو القيـ‪ ،‬كما أف‬
‫المدعي الذي رفع الدعوى وىو كامؿ األىمية ثـ فقدىا أثناء سيرىا ألي سبب ‪ ،‬فال ترفض‬
‫الدعوى وال تشطب بؿ يوقؼ سير إلى أف يصحح الوضع فيحؿ محمو مف يمثمو قانونيا ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬المدعى عميو‬
‫‪ )1‬تحديد المدعى عميو الطبيب او المرفق الصحي العمومي التابع لو‪:‬‬
‫طبقا لمقواعد في المسؤولية المدنية المدعى عميو ىو الشخص المسؤوؿ عف الفعؿ الضار‪،‬‬
‫سواء كاف مسؤوال عف فعمو غيره أو مسؤوال عف الشيء الذي في حراستو‪ ،‬وعميو يكوف الطبيب‬
‫أو أي عامؿ تحت المرفؽ الصحي ىو المسؤوؿ المباشر عف إحداث الضرر‪ ،‬إال أنو ومع كوف‬
‫عالقة الطبيب أو غيره مف المستخدميف العامميف في المرفؽ تابعيف لو فإف ىذا األخير ىو‬
‫المسؤوؿ الوحيد عف تبعة األفعاؿ الضارة التي تصدر منيـ أثناء مزاولة أعماليـ‪.‬‬
‫وبذلؾ يكوف المرفؽ الصحي ىو المدعى عميو في دعوى المسؤولية الناتجة عف أخطاء‬
‫األطباء حتى مف غير األطباء‪ ،‬و ذلؾ ألف المرفؽ الصحي ميما كاف نوعو ىو شخص معنوي‬
‫معترؼ بو قانونا‪ ،‬فبالتالي يممؾ أىمية التقاضي حيث يسأؿ عف كؿ خطأ ارتكب عف تياوف أو‬
‫عدـ بذؿ العناية الالزمة وسبب ذلؾ ضر ار لممريض‪ ،‬ويمثؿ ىذا الشخص المعنوي (المرفؽ‬
‫(‪)1‬‬
‫الصحي العمومي )‪.‬‬

‫‪ - 1‬عميري فريدة‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص ‪117‬‬


‫‪60‬‬
‫‪ )2‬شرط الصفة بالمدعى عميو‪:‬‬
‫عمى خالؼ نص المادة ‪ 459‬مف قانوف إجراءات المدنية القديـ ‪ 154/66‬الممغى بقانوف‬
‫‪ 09/08‬التي اشترطت توافر الصفة لدى المدعي دوف المدعى عميو‪ ،‬فاف المادة ‪ 2/13‬مف‬
‫(ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ) اشترطت كذلؾ توافرىا لدى المدعى عميو‪ ،‬فبذلؾ ترفع مف ذي صفة عمى ذي صفة‪،‬‬
‫وخالؼ ذلؾ يرتب عنو رفض القاضي تمقائيا لدعوى المدعي ألف الصفة ىي شرط مف النظاـ‬
‫العاـ وال يجوز مخالفتو‪.‬‬

‫المطمب الثاني‬
‫الجية القضائية المختصة بدعوى المسؤولية اإلدارية عمى المرفق الصحي‬
‫تخضع دعوى التعويض في إطار المسؤولية الطبية عمى المرافؽ العامة الصحية‪ ،‬شأنيا‬
‫شأف دعوى التعويض في إطار المسؤولية المدنية أو المسؤولية اإلدارية تجاه المرفؽ العاـ ميما‬
‫كاف نوعو‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االختصاص النوعي‬
‫لطبيعة المرفؽ العاـ الصحي كونو مرفؽ تابع لمقطاع العاـ ‪ ،‬فاف القضاء اإلداري ىو الذي‬
‫يتكفؿ وحده في معالجة القضايا التي يكوف فييا طرفا‪ ،‬فالطبيعة القانونية ليذا المرفؽ ىي التي‬
‫تحدد نوع الدعوى التي يقدميا المريض ضده‪ ،‬فيذا المبدأ العاـ يقوـ عمى أساس أف األخطاء‬
‫التي يرتكبيا الطبيب العامؿ بالمرفؽ الصحي يدخؿ في اختصاص القضاء اإلداري بشرط أال‬
‫‪1‬‬
‫يشكؿ أخطاء شخصية منفصمة عف آداء الخدمة الصحية المكمفة بآدائيا ‪.‬‬
‫فيذا المبدأ قد يستغمو بعض األطباء بعدـ المثوؿ أماـ القضاء اإلداري ‪،‬حيث نجد الجدية في‬
‫العمؿ لمطبيب نفسو الذي يعمؿ في القطاع العاـ ليست نفسيا التي يعمؿ بيا لحسابو الخاص‬
‫أو بالمؤسسة الطبية الخاصة يعمؿ تحت إطارىا ‪،‬عمى الرغـ مف وجود نية حسنة مف قبؿ‬
‫المشرع‪ ،‬وعميو لمطبيعة القانونية لممرفؽ الصحي المنصوص عمييا بنص المادة ‪ 02‬مف‬

‫‪- 1‬عميري فريدة‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص ص‪118،119،‬‬

‫‪61‬‬
‫المرسوـ التنفيذي‪ 466/97‬عمى أف "القطاع الصحي مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية و االستقالؿ المالي "(‪ ، )1‬وبما أف المرفؽ الصحي العمومي ىي مؤسسة‬
‫عمومية ذات صبغة إدارية‪ ،‬فإف القضاء اإلداري ىو المختص في القضايا المرفوعة ضده وىذا‬
‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 800‬مف (ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ) التي تنص عمى "المحاكـ اإلدارية ىي جيات‬
‫الوالية العامة في المنازعات اإلدارية " تختص بالفصؿ في أوؿ درجة‪ ،‬بحكـ قابؿ لالستئناؼ في‬
‫جميع القضايا التي تكوف الدولة أو الوالية أو البمدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات‬
‫الصبغة اإلدارية طرؼ فييا "‪.‬‬
‫فالمحاكـ اإلدارية ىي وحدىا المختصة بالنظر في الدعوى التي يرفعيا المريض ضد المرفؽ‬
‫العاـ الطبي كقاعدة عامة ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬االختصاص اإلقميمي‬
‫أما عف االختصاص اإلقميمي لمقاضي اإلداري فيرجع وفقا لنص المادة ‪( 8‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ)‬
‫بالنسبة لمخدمات الطبية إلى الجية القضائية التي يوجد بيا مكاف تقديـ العالج‪ ،‬إلى أف القضاء‬
‫أحكاـ االختصاص القضائي وىو ما تأكد في قرار المحكمة‬ ‫الجزائري حريص عمى تطبيؽ‬
‫العميا بتاريخ ‪ 1998/10/20‬الذي جاء في حيثياتو"‪ ...‬حيث أف قضاة الموضوع لما قضوا‬
‫عمى الطاعف(المستشفى) بضماف دفع تعويضات نتيجة األخطاء المينية التي ارتكبيا الطبيباف‬
‫مسببيف قرارىـ بأف دعوى التعويض ىي دعوى تبعية لمدعوى األصمية‪ ،‬و إف قاضي األصؿ‬
‫الجزائي ىو قاضي الفرع‪...‬فاف تسبيبيـ ىذا جاء مخالؼ لمقانوف‪ ..‬حيث أف المراكز‬
‫االستشفائية الجامعية تعتبر مؤسسات عمومية ذات طابع إداري‪ ،‬كما نص عميو مرسوـ ‪- 25‬‬
‫‪ 86‬المؤرخ في ‪ ، 1986/02/11‬وأف الدعوى المدنية التبعية‪،‬المتعمقة بالمسؤولية المدنية ليذه‬
‫المراكز‪ ،‬يرجع الفصؿ فييا إلى الغرفة اإلدارية لممجمس القضائي كدرجة أولى ‪،‬ىذا و إف بدا‬

‫‪ - 1‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 466- 97‬المؤرخ في ‪ 1997- 12- 02‬المحدد لقواعد إنشاء تنظيـ و سير القطاعات الصحية ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫واضحا أف القاضي اإلداري ىو المختص مبدئيا بنظر دعاوى مسؤولية المرافؽ الصحية‬
‫العمومية‪.‬‬

‫المطمب الثالث‬
‫تقدير القاضي اإلداري لعناصر المسؤولية الطبية‬
‫إف نقطة االنطالؽ في إثارة مسؤولية المرفؽ االستشفائي ىي تحديد نظاـ المسؤولية التي‬
‫ينوي الضحية إثارتيا‪ ،‬والتي تضمف استفاء حقو في التعويض‪ ،‬وذلؾ بما يتالءـ و طبيعة‬
‫الضرر الذي أصابو‪ ،‬فعميو أف يظير أركانيا‪ ،‬ويثبتيا بشكؿ قاطع أما مسألة البحث عف‬
‫األساس القانوني الذي تبنى عميو المسؤولية فيتعيف عمى القاضي القياـ بيا‪ ،‬لتبرير حكمو في‬
‫تعويض الضحية ‪.‬‬
‫يدخؿ في سمطة القاضي اإلداري مسألة تحقؽ الفعؿ أو الترؾ أو عدـ حصولو وىي مسألة‬
‫واقعية تدخؿ ضمف سمطة القاضي اإلداري‪ ،‬وال معقب لتقديره إال أف وصؼ الفعؿ أو الترؾ بأنو‬
‫خطا أو غير خطأ يعد مف المسائؿ القانونية التي يخضع فييا القاضي اإلداري لرقابة مجمس‬
‫الدولة ‪.‬‬
‫فاستخالص الخطأ الواجب لممسؤولية يدخؿ في حدود السمطة التقديرية لمقاضي اإلداري‪،‬‬
‫ماداـ ىذا االستخالص مستمد مف عناصر تؤدي إليو مف وقائع الدعوى‪ ،‬أما تكييؼ الفعؿ‬
‫المؤسس عميو طمب التعويض بأنو خطأ أو نفي ىذا يعد مف الوسائؿ التي يخضع ليا قضاء‬
‫المحكمة اإلدارية لرقابة مجمس الدولة ويرجع لممحكمة اإلدارية التثبت و التأكد مف قياـ العالقة‬
‫السببية وكذا الضرر شريطة أف نذكر في الحكـ ما ىو الضرر الذي أصاب المدعى‪ ،‬ويقع‬
‫عمى المريض دائما عبء و إثبات خطأ الطبيب فال يحؽ لمقاضي اإلداري أف يقوـ بإثبات ما‬
‫يجب عمى المريض إثباتو‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫لكف القاضي اإلداري يمزـ بالتحقؽ مف حدوث الوقائع التي أثبتيا المريض المضرور و عمى‬
‫الطبيب أف يثبت مف انطباؽ وصؼ الخطأ عمى تمؾ الوقائع‪ ،‬وذلؾ بعرضيا عمى معيار الخطأ‬
‫(‪)1‬‬
‫لمعرفة ما إف كاف مف الممكف استنباط خطا الطبيب منيا‪.‬‬
‫ولمقاضي اإلداري السمطة المطمقة في استنباط القرائف القضائية التي يعتمد عمييا في تكويف‬
‫اعتقاده و يسيؿ عمى القاضي اإلداري أف يثبت بنفسو بما يتعمؽ باألعماؿ العادية التي يمتزـ‬
‫بيا الطبيب إال انو يبدو عسي ار بالنسبة لألعماؿ الطبية التي تنتمي إلى الفف الطبي ‪.‬‬
‫لذلؾ عمى القاضي اإلداري أف يستعيف في ىذا الصدد بأىؿ الخبرة ‪ ،‬فمو أف ينتدب خبي ار أو‬
‫أكثر لتحقيؽ الواقع في الدعوى و إبداء الرأي في المسائؿ الفنية التي يصعب عميو استقصائيا‬
‫بنفسو ‪.‬‬
‫إال أف الخبير و إف كاف يساعد القاضي اإلداري في استنباط الخطأ في المجاؿ الطبي‪،‬‬
‫سواء في المسائؿ التطبيقية أو في األخالؽ الطبية فإف القاضي يستقؿ بالتكيؼ القانوني لمسموؾ‬
‫الفني لمطبيب‪ ،‬إال أف القاضي اإلداري ليس ممزوـ باألخذ برأي الخبراء إذا قدر أنو ظاىر لفساد‬
‫و أنو يعارض مع وقائع أخرى أكثر إقناعا مف الناحية القانونية و لكف عمى القاضي اإلداري أف‬
‫يأخذ بتقارير الخبراء وأف تعارض رأي أحدىـ مع أراء غيره إذا اقتنع بأنيا واضحة الداللة عمى‬
‫خطأ الطبيب‪.‬‬
‫المطمب الرابع‬
‫سمطة القاضي اإلداري في تقدير التعويض و منحو‬
‫األصؿ أف التعويض يكوف بقدر الضرر فال يزيد التعويض عمى الضرر وال يقؿ عنو‪ ،‬و‬
‫التعويض قد يكوف في صورة عينية أي بالتزاـ المسؤولية بإعادة الحاؿ إلى ما كاف عميو قبؿ‬
‫وقوع الفعؿ الضار‪ ،‬ويتعيف عمى القاضي أف يحكـ بذلؾ إذا كاف ىذا ممكنا وبناءا عمى طمب‬
‫المضرور‪ ،‬وذلؾ كأف يأمر القاضي بعالج المضرور عمى نفقة المسؤوؿ عمى الضرر‪.‬‬

‫‪- 1‬حسيف طاىري‪،‬الخطا الطبي و العالجي ‪،...‬لمرجع ال سابؽ‪،‬ص‪63‬‬


‫‪64‬‬
‫ولكف ألف التعوي ض العيني يعتبر أم ار عسي ار في مجاؿ المسؤولية الطبية ‪ ،‬فإف الغالب ىو أف‬
‫يكوف التعويض بمقابؿ‪ ،‬وبصفة خاصة في صورة نقدية ‪ ،‬ألف كؿ الضرر حتى الضرر األدبي‬
‫يمكف تقويمو بالنقد‪.‬‬
‫و يشتمؿ التعويض ما لحؽ المريض مف خسارة و ما فاتو مف كسب‪ ،‬و كذلؾ األضرار‬
‫األدبية التي لحقتو ‪ ،‬إال أف الضرر الذي يأخذ في الحسباف ىو الضرر المباشر‪ ،‬ويراعي في‬
‫تقدير التعويض الظروؼ المالبسة لممضرور كحالتو الجسمية و الصحية و ظروفو العائمية و‬
‫المينية و حالتو المالية ‪.‬‬
‫وتقدير التعويض عف الضرر متروؾ لمقاضي اإلداري‪ ،‬فيذا يعد مف المسائؿ الواقعية التي‬
‫يستقؿ بتقديرىا‪ ،‬أما تعييف العناصر المكونة قانونيا لمضرر و التي يجب أف تتدخؿ في حساب‬
‫التعويض فيعد مف المسائؿ القانونية التي يييمف عمييا مجمس الدولة ألف ىذا التعييف مف قبيؿ‬
‫التكييؼ القانوني لموقائع‪.‬‬
‫ويجب عمى القاضي عند حكمو بالتعويض بياف كؿ عنصر مف عناصر الضرر الذي قضى‬
‫مف أجمو بالتعويض حتى يكوف تقريره أ قرب إلى العدالة و منصفا‪ ،‬و يراعي في حالة تقدير‬
‫التعويض الظروؼ المالبسة كحالة المصاب الجسمية و الصحية و الفعميو و المينية و المالية‪،‬‬
‫وعميو فإف تقدير التعويض يتـ بعد استكماؿ إثبات أركاف المسؤولية ووقوع الضرر و تحديد‬
‫(‪)1‬‬
‫عناصره وطبيعتو و جعمو مقوما بالنقد‪.‬‬
‫وعف قيمة التعويض فإف سمطة تقديرىا ترجع لقاضي الموضوع فيو الذي يحدد مقداره وشكمو‬
‫ميتديا لذلؾ بالمبادئ العامة لمتعويض‪ ،‬إذ يجب عمى القاضي اإلداري بياف الوقت تعويض ألف‬
‫الحؽ في التعويض أي الحؽ في اإلصالح الضرر ينشا منذ استكماؿ أركاف المسؤولية و بصفة‬
‫خاصة و م نذ وقع الضرر‪ ،‬إال أف ىذا الحؽ ال يتحدد إال بصدور حكـ القاضي‪ ،‬فيذا الحكـ ال‬

‫‪-1‬حسيف طاىري‪،‬مرجع سابؽ‪،‬ص ‪ -‬ص‪65 - 64،‬‬


‫‪65‬‬
‫ينشأ الحؽ بؿ يكشؼ عنو ‪ ،‬و الحكـ و إف لـ يكف مصدر الحؽ في التعويض إال انو لو أث ار‬
‫محسوسا في ىذا الحؽ فيو الذي يحدد عناصره و طبيعتو و يجعمو مقوما بالنقد‪.‬‬
‫ويثير تقدير التعويض عف الضرر الطبي صعوبات خاصة فيما يتعمؽ بالوقت الذي يقيـ فيو‬
‫ىذا التقدير إذ أف الضرر الذي يصيب المريض قد يكوف متغي ار أو قد يتعيف تعيينا نيائيا وقت‬
‫النطؽ بالحكـ إذا كاف متغيرا‪.‬‬
‫إذا كاف لضرر متغي ار فإف محكمة النقض تقضي بأنو يتعيف عمى القاضي النظر فيو‪ ،‬ال‬
‫كما كاف عميو عندما وقع ‪ ،‬بؿ كما صار إليو عند الحكـ مراعيا التغيير في الضرر ذاتو مف‬
‫زيادة راجع أصميا إلى الخطأ المسؤوؿ أو نقص كائنا ما كاف سببو‪ ،‬مراعيا كذلؾ التغيير في‬
‫قيمة الضرر بارتفاع ثمف النقد وانخفاضو و بزيادة األسعار مواد الالزمة إلصالح الضرر أو‬
‫نقصيا ‪.‬‬
‫و الزيادة في ذات الضرر التي يرجع أصمو إلى الخطأ و النقص أيا كاف سببو غير منقطع‬
‫الصمة بو ‪ ،‬أما التغيير في قيمة الضرر فميس تغيير في الضرر ذاتو‪ ،‬فحؽ المضرور واف كاف‬
‫ينشأ مف يوـ تحقؽ الضرر إال أف تجسيده في حؽ دائنيو مقدر بالنقد تقدي ار ال ييتـ إال مف يوـ‬
‫الحكـ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫مف خالؿ ما سبؽ نخمص إلى أف دعوى التعويض تعد ركيزه أساسية لحماية الحقوؽ‬
‫الفردية مف تجاوزات اإلدارة في حالة اإلضرار باألفراد وىذه نقطة مشتركة ألغمب التشريعات‪.‬‬
‫واذا كانت دعوى التعويض ىي الدعوى التي يرفعيا أحد المتقاضيف لممطالبة بتعويض لما‬
‫أصابو مف ضرر نتيجة أعماؿ إدارية‪ ،‬فإف مسؤولية اإلدارة تتحقؽ باإلضافة إلى ركف الخطأ‬
‫بضرورة توفر ركنيف أساسييف ىما الضرر وكذا العالقة السببية بيف الضرر والنشاط اإلداري‬
‫وما عمى الطرؼ المتضرر في إطار دعوى التعويض إال أف أف يثبت أماـ القاضي اإلداري‬
‫العالقة السببية بيف خطأ اإلدارة وبيف ما أصابو مف ضرر حتى يتسنى لمقاضى اإلداري حماية‬
‫حقو في جبر الضرر‪.‬‬
‫وبذلؾ تعد دعوى التعويض الوسيمة الوحيدة لتعويض األفراد عف األضرار التي تسببيا‬
‫الدولة في حاالت معينة‪ ،‬أو في حالة انتي اء ميعاد الطعف باإللغاء دوف الطعف في القرار‬
‫اإلداري غير المشروع ‪،‬إذ ال يبقى أماـ المعني باألمر إلى المجوء إلى القضاء بتعويض‬
‫األضرار التي لحقتو إذ توفرت شروط رفع الدعوى والتي تكوف إما متعمقة بالقرار اإلداري‬
‫المطعوف فيو‪ ،‬أو بالطاعف رافع الدعوى‪ ،‬أو بالميعاد واإلجراءات الواجب اتباعيا عند رفع ىذه‬
‫الدعوى‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الخاتمـــــــــــــــــة‬

‫الخاتمـــــ ـة‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫تناولنا في ىذه المذكرة موضوع مسؤولية المرافؽ الصحية العمومية في القانوف الجزائري‪،‬‬
‫ألنيا تشغؿ اليوـ مكانة ىامة و متميزة وحي از واسعا مف التطبيؽ في ميداف الصحة‪ ،‬ومف أجؿ‬
‫اإللماـ بموضوع الدراسة‪.‬‬
‫تعرضنا في بادئ األمر إلى دراسة المرافؽ الصحية العمومية و النظاـ القانوني ليا في‬
‫مبحث تمييدي ‪ ،‬وكمدخؿ لمدراسة وجب عمينا إعطاء تعريؼ ليذه المرافؽ و النظاـ القانوني‬
‫ليا و معرفة العالقة بيف الصحة العامة بالمرافؽ الصحية‪ ،‬وأيضا دراسة األحكاـ التنظيمية‬
‫لممرفؽ الصحي العمومي بتحديد سيرىا مف حيث ىياكميا ومواردىا البشرية ‪ ،‬ثـ قمنا بتبياف‬
‫الطابع القانوني ليا وواجباتيا تجاه المرضى‪.‬‬
‫ثـ تطرقنا إلى دراسة أسس المسؤولية اإلدارية لممرافؽ الصحية في الفصؿ األوؿ‪ ،‬و‬
‫لتحديد المسؤولية اإلدارية لممرفؽ الصحي البد مف تحديد األسس التي ترتكز عمييا ‪،‬‬
‫فالمسؤولية تقوـ عامة عمى ثالثة أركاف أساسية و ىي الخطأ و الضرر و العالقة السببية‪ ،‬وىي‬
‫نوعاف إما مسؤولية إدارية عمى أساس الخطأ كأساس متيف ليا حيث أظير خصوصيتو تبعا‬
‫لطبيعة النشاط المؤدي داخؿ ىذه المرافؽ ‪.‬‬
‫ولقد ارتكز الفقو و القضاء عمى الخطأ‪ ،‬مف أجؿ تحميؿ األشخاص اإلدارية مسؤولية‬
‫التعويض‪ ،‬وشكؿ بذلؾ الخطأ المسؤولية العامة لممسؤولية اإلدارية حتى و إف أعمف استقالليتو‬
‫وتميزه عف األحكاـ الخاصة المعروفة في القانوف المدني ‪ ،‬فالمسؤولية اإلدارية عف الخطأ ىي‬
‫مسؤولية عف فعؿ اإلنساف و خطأ المرفؽ ال يمكف أف يسند لمعوف شخصيا تمؾ ىي قاعدة‬
‫التمييز بيف الخطأ الشخصي و الخطأ المرفقي في القانوف اإلداري ‪.‬‬
‫أما الشؽ الثاني مف المسؤولية اإلدارية لممرافؽ الصحية العمومية ىي المسؤولية دوف خطأ‬
‫عمى أساس المخاطر ‪،‬المسؤولية عف األضرار المتولدة عف األعماؿ الطبية التي تمثؿ مخاطر‬
‫استثنائية لحدوث المسؤولية اإلدارية لممرافؽ الصحية التي تقوـ عمى العديد مف األسس التي‬
‫تتدرج مف ظيورىا‪ ،‬ففي البداية كانت المخاطر أساسا لممسؤولية دوف الخطأ إلى أف استقر‬
‫األمر عمى مبدأ المساواة أماـ األعباء العامة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫أما في الفصؿ الثاني فحاولنا التركيز عمى اآلثار المترتبة عمى المسؤولية اإلدارية لممرافؽ‬
‫الصحية‪.‬‬
‫أما في الفصؿ الثاني فحاولنا التركيز عمى اآلثار المترتبة عمى المسؤولية اإلدارية لممرافؽ‬
‫الصحية‪ ،‬وذلؾ بدراسة طبيعة مسؤولية و ظبط األسس الي يمكف االرتكاز عمييا الترتيب‬
‫المسؤولية القانونية لممرفؽ الصحي ‪،‬وذلؾ ألف عبئ اإلثبات يختمؼ حسب نوع المسؤولية‪،‬فيي‬
‫تنشأ إما عف عالقة تعاقدية بيف الطبيب و المريض و تخضع في جؿ أحكاميا إلى أحكاـ‬
‫نصوص القانوف المدني و ذلؾ لما يتضمنو العقد مف شروط‪ ،‬وقد تكوف عمى أساس عالقة‬
‫تقصيرية يكوف فييا الطبيب ممزـ ببذؿ عناية فقط دوف االلتزاـ بتحقيؽ نتيجة‪.‬‬
‫ومع توسيع مفيوـ نظرية المرفؽ وظيور فكرة مسؤولية اإلدارة عف األعماؿ الضارة صار‬
‫باإلمكاف مقاضاتيا أماـ المحاكـ اإلدارية‪ ،‬والمشرع الجزائري كغيره مف التشريعات إعتمد ىذا‬
‫المبدأ وخص بو بعض المجاالت حسب الطبيعة القانونية لكؿ مرفؽ‪،‬و مرفؽ الصحة كغيره مف‬
‫المرافؽ العمومية قد خصو المشرع الجزائري بموجب مراسيـ المتضمنة إنشاء المؤسسات‬
‫االستشفائية وتنظيميا‪،‬وأخضع موظفي ىذا المرفؽ إلى قانوف الوظيؼ العمومي ‪.‬‬
‫إذا فال نظاـ القانوني يختمؼ حسب طبيعة كؿ عالقة والتي يتـ مف خالليا تحديد جزء‬
‫المسؤولية اإلدارية لممرافؽ الصحية العمومية وىو التعويض الذي يتحممو مف إلحاؽ الضرر‬
‫بالغير‪ ،‬و تحديد الجية القضائية المختصة بالنظر في النزاع ‪ ،‬وسمطات القاضي في تقدير‬
‫عناصر التعويض وقت تقدير التعويض و كيفيتو‪ ،‬وبذلؾ يتضح أف المشرع سيؿ عمى‬
‫المتضرر الحصوؿ عمى التعويضات أماـ الجيات القضائية المختصة ماداـ المرفؽ عمومي‬
‫والعامميف بو موظفيف يخضعوف لقواعد المسؤولية اإلدارية ‪.‬‬
‫عمى ىدي ما سبؽ توصمنا إلى استنتاجات تيـ أطراؼ العالقة في العمؿ الطبي كرجؿ‬
‫القانوف و الطبيب و المريض‪ ،‬وبادئ ذي بدء تبيف لنا أف مينة الطب مف ميف المصاعب و‬

‫‪70‬‬
‫المتاعب التي ال تحتاج إلى مؤىالت عممية فقط لممارستيا بؿ تحتاج إلى مواصفات أخالقية‬
‫أكثر منيا قانونية بالنظر لسمو غايتيا و نبؿ رسالتيا‪.‬‬
‫أيضا إف مسؤولية المرفؽ الصحي العمومي تقاـ في إطار عالقات قائمة‪ ،‬تربط المريض‬
‫بالمرفؽ باعتباره لو الحؽ في االنتفاع مف الخدمات العامة ليذا المرفؽ‪ ،‬وعالقة الطبيب بالمرفؽ‬
‫العاـ الطبي باعتباره تابعا لو و مكمفا بأداء ىذه الخدمة لممريض الوافد إليو‪ ،‬كما تقاـ في إطار‬
‫اإلخالالت القائمة في نشاطات المرفؽ‪ ،‬الطبية و العالجية وحتى اإلدارية منيا‪ ،‬وفي إطار‬
‫االخالالت الواردة عف إلتزامات الطبيب‪.‬‬
‫مسؤولية المرفؽ الصحي العمومي تقوـ عمى أساس الخطأ كقاعدة عامة‪ ،‬وعمى أساس‬
‫المخاطر(دوف الخطا) كقاعدة استثنائية‪.‬‬
‫ال يمكف الحصوؿ عمى التعويض‪ ،‬إال بتوفر أركاف المسؤولية األخرى(الضرر والعالقة‬
‫السببية) ‪ ،‬فالتعويض ىو الغاية األساسية التي يسعى المضرور لتحقيقيا لجبر ما أصابو مف‬
‫ضرر‪ ،‬غير أف التعويض يخضع لمبادئ عامة يجب مراعاتيا وقواعد تحكـ تقديره‪.‬‬
‫وعمى ضوء ىاتو االستنتاجات و الدراسة توصمت إلى جممة مف اإلقتراحات‪ ،‬تكمف في ‪:‬‬
‫‪ -‬تزويد الدولة بالمرافؽ الصحية العمومية باإلمكانيات المادية و البشرية ‪ ،‬لكي ال تعتبر‬
‫ذريعة لمتخفيؼ مف المسؤولية عمى عاتقيا‪.‬‬
‫‪ -‬عمى و ازرة الصحة إعماؿ دورىا في الرقابة المشددة عمى أعماؿ األطباء و المرافؽ‬
‫الصحية‪ ،‬و السماع لشكاوى وطمبات المرضى‪ ،‬لضبط حصيمة األخطاء و محاولة‬
‫وضع حموؿ مناسبة ليا ‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تدريس قانوف المسؤولية الطبية في كميات الطب‪ ،‬وتنظيـ ممتقيات و أياـ دراسية‬
‫بصفة دورية في المستشفيات حوؿ مسؤولية األطباء‪.‬‬
‫‪ -‬توعية المواطف باألخطاء الطبية ليجسد بذلؾ رقابة شعبية عمى أعماؿ المرافؽ الصحية‬
‫العمومية‪ ،‬فيكوف ىذا األخير حريص عمى تقديـ خدماتو عمى أحسف وجو‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -‬فتح مجاؿ التخصص في الميداف القضائي‪ ،‬لتكويف قضاة متخصصيف في مجاؿ‬
‫الصحة و المسؤولية الطبية بالموازاة مع تنصيب المحاكـ اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ -‬تقديـ ضمانات لمطبيب عمى األخص الرتباطو الشديد بجسـ اإلنساف‪ ،‬ليؤدي عممو عمى‬
‫أكمؿ وجو ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫قائمــــة المراجع‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أوال‪:‬النصوص القانونية‬

‫‪73‬‬
‫أ‪-‬القوانين‪:‬‬
‫‪ .1‬القانوف‪ 05/85‬المؤرخ في ‪، 1985/04/16‬المتضمف حماية الصحة و ترقيتيا المعدؿ و‬
‫المتمـ‪.‬‬
‫‪.2‬القانوف رقـ ‪ 09- 08‬المؤرخ في ‪، 2008/02/25‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية و‬
‫اإلدارية‪،‬الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ 21‬لسنة ‪.2008‬‬
‫‪.3‬قانوف رقـ ‪ 21- 90‬المؤرخ في ‪، 1990/06/15‬المتعمؽ بالمحاسبة العمومية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية لمجميورية الجزائرية العدد‪ 35‬لسنة ‪.1990‬‬
‫ب‪ -‬األ وامر‪:‬‬
‫‪.1‬األمر رقـ ‪،03- 06‬المؤرخ في ‪،2006/07/15‬والمتضمف القانوف األساسي العاـ لموظيفة‬
‫العمومية‬
‫ج‪-‬المراسيم‪:‬‬
‫‪.1‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 204/88‬المؤرخ في ‪ 1988/10/18‬المحدد شروط إنجاز العيادات‬
‫الخاصة و فتحيا وعمميا المعدؿ و المتمـ بالمرسوميف التنفيذييف رقـ ‪ 380/92‬و‪69/02‬‬
‫‪.2‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 467/97‬المؤرخ في ‪ 1997/12/02‬المحدد لقواعد إنشاء المراكز‬
‫اإلستشفائية الجامعية وتنظيميا وسيرىا‪.‬‬
‫‪.3‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 465/97‬المؤرخ في ‪ 1997/12/04‬المتضمف قواعد إنشاء‬
‫المؤسسات االستشفائية المتخصصة وتنظيميا وسيرىا ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ 81‬لسنة ‪. 1997‬‬
‫‪.4‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪،108- 95‬المؤرخ في ‪ 1995/06/09‬و المتضمف إنشاء و كالة نقؿ‬
‫الدـ و تنظيميا‪.‬‬
‫‪.5‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 140/07‬المؤرخ في ‪ 2007/05/19‬المتضمف إنشاء و تنظيـ وسير‬
‫المؤسسات العمومية االستشفائية و المؤسسات العمومية لمصحة الجوارية ‪.‬‬
‫‪.6‬المرسوـ التنفيذي ‪ 261- 97‬المؤرخ في ‪،1997/07/14‬المتضمف ال قواعد الخاصة بتنظيـ‬
‫مديريات الصحة و السكاف الوالئية وسيرىا‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ 47‬لسنة ‪. 1997‬‬

‫‪74‬‬
‫‪.7‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 466- 97‬المؤرخ في ‪ 1997- 12- 02‬المحدد لقواعد إنشاء تنظيـ و‬
‫سير القطاعات الصحية‪.‬‬
‫‪.8‬المرسوـ الرئاسي ‪ 236- 10‬المؤرخ في ‪، 210/10/07‬المتضمف قانوف الصفقات العمومية‬
‫و المعدؿ و المتمـ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد ‪ 58‬لسنة ‪2010‬‬
‫‪ .9‬مرسوـ تنفيذي رقـ ‪ 246/92‬المؤرخ في ‪ 6‬يوليو‪،1992‬يتضمف مدونة أخالقيات‬
‫الطب‪،‬ج‪.‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪،‬عدد‪.52،1992‬‬
‫ثانيا‪:‬الكــــــتب و المؤلفات‪:‬‬
‫كتب متخصصة‪:‬‬
‫‪.1‬أكرـ محمود حسيف البدو‪ ،،‬المسؤولية المدنية لممستشفيات الخاصة‪،‬دراسة مقارنة‪،‬دار‬
‫الحامد‪،‬عماف‪.2003،‬‬
‫‪.2‬اسعد عبيد الجميمي ‪،‬الخطأ في المسؤولية الطبية المدنية ‪،‬دراسة مقارنة‪،‬دار الثقافة‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.2009،‬‬
‫‪.3‬أحمد الحياوي‪ ،‬المسؤولية المدنية لمطبيب في القطاع الخاص‪،‬دار الثقافة‪ ،‬األردف‪.2005 ،‬‬
‫‪.4‬المحتسب باهلل بساـ‪ ،‬المسؤولية الطبية المدنية و الجزائية‪،‬ط‪،2‬دار اإليماف‪،‬دمشؽ‪.1984،‬‬
‫‪.5‬ىشاـ عبد الحميد فرج‪،‬األخطاء الطبية‪.2007،‬‬
‫‪.6‬حمزة الجبالي ‪ ،‬الصحة العامة ‪،‬دار أسامة لمنشر‪،‬األردف‪،‬الطبعة األولى‪.2006،‬‬
‫‪.7‬منى عبد الرحيـ‪،‬مبادئ في الصحة و السالمة العامة‪،‬دار المسيرة‪،‬ب ط‪،‬ب س ‪.‬‬
‫‪.8‬منير رياض حنا‪ ،‬المسؤولية الجنائية لألطباء و الصيادلة ‪،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.1989‬‬
‫‪.9‬محمد حسيف منصور‪ ،‬المسؤولية الطبية ‪،‬دار الجامعة الجديدة ‪،‬مصر‪. 2001،‬‬
‫‪.10‬سمير عبد السميع األودف‪ ،‬مسؤولية الطبيب والجراح و طبيب التخذير ومساعدييم‪،‬منشأة‬
‫المعارؼ‪ ،‬طرابمس‪.2004،‬‬
‫‪.11‬عمار عوابدي‪ ،‬األساس القانوني لممسؤولية اإلدارة عن أعماليا الضارة‪،‬الجزائر‪.1982،‬‬

‫‪75‬‬
‫‪.12‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬مسؤولية اآلباء و الصيادلة و المستشفيات المدنية الجنائية‬
‫التأديبية ‪ ،‬منشاة المعارؼ‪،‬مصر‪.2006،‬‬
‫‪.13‬عبد القادر بف تيشة‪ ،‬الخطأ الشخصي لمطبيب في المستشفى العام‪،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫مصر‪.2011،‬‬
‫‪..14‬عبد الحميد ثروت‪ ،‬تعويض الحوادث الطبية مدى المسؤولية عن التداعيات الضارة لمعمل‬
‫الطبي‪،‬دار الجامعية الجديدة‪،‬اإلسكندرية‪.2007،‬‬
‫‪..15‬شريؼ الطباخ‪،‬جرائم الخطأ الطبي و التعويض عنيا‪،‬دار الفكر الجامعي‪،‬مصر‪.2005،‬‬
‫أ) كتب عامــــــــــــة‪:‬‬
‫‪.1‬أحمد محيو‪،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية(ترجمة محمد عرب صاصيال)‪ ،‬ديواف‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪. 1979 ،‬‬
‫‪.2‬اعاد عمي محمود القيسي‪ ،‬القضاء االداري و قضاء المظالم‪،‬دار وائؿ لمنشر‪.‬‬
‫‪.3‬طاىري حسيف‪ ،‬القانون االداري و المؤسسات اإلدارية ‪،‬التنظيـ اإلداري‪،‬النشاط اإلداري‪،‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬دار الخمدونية‪،‬الجزائر‪.2007،‬‬
‫‪ .4‬طاىري حسيف‪ ،‬الخطأ الطبي والعالجي في المستشفيات العامة‪،‬دار ىومو‪،‬الجزائر‪. 200،‬‬
‫‪.5‬مقدـ السعيد‪ ،‬التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية‪،‬دار الحداثة‪ ،‬لبناف‬
‫‪. 1985،‬‬
‫‪.6‬مسعود شييوب‪ ،‬المسؤولية عن اخالل بمبدا المساواة و تطبيقاتيا في القانون اإلداري‪،‬‬
‫ديواف المطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪.2000،‬‬
‫‪.7‬محمد حسف قاسـ‪ ،‬الوجيز في نظرية االلتزام‪،‬اإلسكندرية‪.1994،‬‬
‫‪ .8‬نبيؿ صقر‪،‬الوسيط في شرح القانوف االجراءات المدنية و اإلدارية‪،‬دار اليومة‪ ،‬الجزائر‬
‫‪.2009،‬‬
‫‪.9‬ناصر لباد‪ ،‬األساس في القانون اإلداري‪،‬سمسة القانوف‪،‬الطبعة األولى‪،‬دار المجدد‪.‬‬
‫‪ .10‬ناصر لباد‪ ،‬القانون اإلداري( النشاط اإلداري) ‪ ،‬الجزء األوؿ‪ ،‬لباد‪ ،‬الجزائر‪. 2004 ،‬‬

‫‪76‬‬
‫‪.11‬سمير دنوف‪ ،‬الخطأ الشخصي والخطأ المرفقي في القانونين المدني واإلداري‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة‪،‬المؤسسة الحديثة لمكتاب‪ ،‬لبناف‪، 2009 ،‬‬
‫‪.12‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية ‪،‬دار ىومة لمنشر و التوزيع‪،‬الجزائر‪.2012،‬‬

‫ثالثا‪:‬الرسائل و األطروحات الجامعية‪:‬‬


‫أ‪-‬أطروحات(دكتوراه)‬
‫‪.1‬بف عبد اهلل عادؿ‪،‬المسؤولية اإلدارية لممرافق االستشفائية‪،‬أطروحة مقدمة لنيؿ شيادة‬
‫دكتوراه في الحقوؽ ‪،‬كمية الحقوؽ جامعة محمد خيضر‪،‬بسكرة‪،‬سنة ‪. 2011- 2010‬‬
‫‪.2‬سميماف حاج عزاـ‪ ،‬المسؤولية اإلدارية لممستشفيات العمومية‪،‬أطروحة مقدمة لنيؿ شيادة‬
‫الدكتوراء في الحقوؽ‪،‬جامعة محمد خيضر‪،‬بسكرة‪.2011.2010،‬‬
‫ب‪ -‬مذكرات(ماجستير)‬
‫‪.2‬نبيلة نسيب‪،‬الخطأ الطبي في القانون الجزائري و المقارن ‪،‬رسالة ماجستير فرع العقود و‬
‫المسؤولية‪،‬كلية الحقوق‪،‬جامعة الجزائر‪،‬سنة ‪.1771‬‬
‫‪.2‬عميري فريدة‪ ،‬مسؤولية المستشفيات في المجال الطبي ‪،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في‬
‫قانوف المسؤولية المينية‪،‬جامعة مولود معمري تيزيوزو‪،‬الجزائر‪.2011،‬‬
‫ج‪ -‬مذكرات الماستر‬
‫‪.1‬قرفة عامرية‪ ،‬مسؤولية المستشفيات في المجال الطبي‪،‬مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماستر في‬
‫الحقوؽ‪،‬تخصص قانوف إداري جامعة محمد خيضر‪،‬بسكرة‪.2013،‬‬
‫‪.2‬لمياء حموش‪ ،‬المسؤولية عن االخطاء الطبية في المستشفيات العمومية‪،‬مذكرة مكممة لنيؿ‬
‫شيادة الماستر في الحقوؽ‪،‬قانوف إداري‪،‬جامعة محمد خيضر‪،‬بسكرة ‪.2010،2011،‬‬
‫‪.3‬ياسميف بو الطيف‪ ،‬التعويض عن األضرار الناجمة عن األخطاء المرفقية و الشخصية في‬
‫القضاء اإلداري‪ ،‬مذكرة تخرج لنيؿ إجازة المدرسة العميا لمقضاء‪،‬الجزائر‪.2006- 2005،‬‬

‫رابعا‪ :‬المجالت و المقاالت العممية‬


‫‪ .1‬إبراىيـ صالح عطية‪ ،‬المسؤولية المدنية لمطبيب الناتجة عن خطئو العادي‪،‬دراسة‬
‫مقارنة‪،‬مجمة ديالي‪،‬كمية التربية لمعموـ اإلنسانية‪،‬العراؽ‪،‬العدد ‪.2011،49‬‬

‫‪77‬‬
‫‪.2‬سعيدي الشيخ‪ ،‬الخطأ الشخصي و الخطأ المرفقي بين موقفي الفقو و القضاء‪ ،‬مجمة‬
‫الموسوعة القضائية‪ ،‬ج‪ ، 1‬الجزائر‪. 2003،‬‬
‫‪.3‬مصطفى معواف‪ ،‬المسؤولية االدارية لمطبيب عن االعمال الطبية االستشفائية‪،‬مجمة‬
‫االجتياد القضائي‪،‬العدد الثاني‪،‬جامعة محمد خيضر‪،‬كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‪.2005،‬‬

‫خامسا‪:‬المواقع اإللكترونية‬
‫مفيوـ ‪-‬الصحة ‪-‬العامة ‪-https://mawdoo3.com/‬‬
‫صحة ‪-‬عمومية ‪-https://ar.wikipedia.org/wiki/‬‬

‫‪78‬‬
‫الفيـــــــــــــرس‬

‫‪79‬‬
‫الفهـــــرس‬
‫الصفحة‬ ‫الموضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــــوع‬
‫‪-‬‬ ‫إى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػداء‪..................................................................................‬‬
‫‪-‬‬ ‫تشك ػ ػ ػ ػ ػ ػرات‪........................................................................‬‬
‫‪-‬‬ ‫قائمة المختصرات‪................................................................‬‬
‫أ ‪-‬ج‬ ‫مقدمــــــة‪................................................................‬‬
‫‪22 - 4‬‬ ‫المبحث التمييدي‪ :‬المرافق الصحٌة العمومٌة والنظام القانونً لها‪.....................‬‬
‫‪4‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬تعريؼ الصحة العامة و المرافؽ االستشفائية‪........................‬‬
‫‪4‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬تعريؼ الصحة العامة‪................................................‬‬
‫‪6‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريؼ المرافؽ االستشفائية‪............................................‬‬
‫‪8‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬النظاـ القانوني لممرافؽ الصحية العمومية في الجزائر‪..............‬‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع األوؿ‪:‬المراكز االستشفائية الجامعية‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬المؤسسات االستشفائية المتخصصة‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬المؤسسات العمومية االستشفائية والمؤسسات العمومية لمصحة الجوارية‬
‫‪12‬‬ ‫المطمب الثالث ‪:‬األساس القانوني لعمؿ المرافؽ الصحية العمومية‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫المطمب الرابع ‪:‬األحكاـ التنظيمية لمرفؽ الصحة العمومية في الجزائر‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع األوؿ ‪ :‬سير المؤسسات اإلستشفائية العمومية في الجزائر‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫المطمب الخامس‪:‬الطبيعة القانونية لممرافؽ الصحية العمومية وواجباتيا تجاه المرضى‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫الفرع األوؿ ‪:‬الطبيعة القانونية لممؤسسات اإلستشفائية العمومية‪.‬‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬واجبات المؤسسات اإلستشفائية العمومية تجاه المرضى‪.‬‬
‫‪41- 23‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬أسس المسؤولٌة اإلدارٌة للمرافق الصحٌة‬
‫‪24‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬مسؤولية المرافق الصحية القائمة على أساس الخطأ‬
‫‪24‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬األخطاء الشخصية و المرفقية كأساس لمسؤولية المرافق الصحية‬

‫‪80‬‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬تعريؼ الخطا الشخصي و الخطا المرفقي لممرافؽ الصحية‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬معايير التمييز بين الخطا الشخصي و الخطا المرفقي‬

‫‪29‬‬ ‫الفرع الثالث‪:‬الخطا الطبي وصوره في اطار المرفؽ الصحي‬


‫‪31‬‬ ‫المطمب الثاني ‪:‬الضرر وعالقتو بالعمؿ الموجب لمتعويض‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬مفيوـ الضرر‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الضرر‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬شروط الضرر‬
‫‪34‬‬ ‫المطمب الثالث ‪:‬عالقة السببية بيف الخطا الطبي و الضرر‬
‫‪35‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬مسؤولية المرافؽ الصحية دوف خطا‬
‫‪35‬‬ ‫المطمب األوؿ‪:‬مفيوـ المسؤولية دوف الخطأ لممرافؽ الصحية‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع االوؿ‪ :‬تعريؼ المسؤولية دوف خطا لممرافؽ الصحية‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬خصائص المسؤولية دوف خطا لممرفؽ الصحي‬
‫‪36‬‬ ‫المطمب الثاني‪:‬حاالت قياـ المسؤولية بدوف خطا و شروطيا‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬حاالت قياـ المسؤولية بدوف خطا‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬شروط تطبيؽ المسؤولية بدوف خطا لممرفؽ الصحي‬
‫‪38‬‬ ‫المطمب الثالث‪:‬االعتبارات التي تقوـ عمييا المسؤولية دوف خطا لممرافؽ الصحية‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع األوؿ ‪:‬فكرة التزاـ المستشفى بسالمة المريض‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬المخاطر‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الثالث‪:‬اإلخالؿ بمبدأ المساواة أماـ األعباء العامة‬
‫‪61- 42‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬األثر المترتب على المسؤولٌة اإلدارٌة للمرافق الصحٌة‬
‫‪43‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬طبيعة مسؤولية المرفؽ الصحي‬
‫‪43‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬المسؤولية العقدية لممرفؽ الصحي‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع األوؿ‪:‬مفيوـ المسؤولية العقدية‬

‫‪81‬‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬تطور الطبيعة العقدية لممسؤولية الطبية‬
‫‪44‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬شروط قياـ المسؤولية العقدية‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬حاالت كوف المسؤولية العقدية لممرافؽ الصحية‬
‫‪48‬‬ ‫المطمب الثاني ‪:‬المسؤولية التقصيرية‬
‫‪48‬‬ ‫الفرع األوؿ‪:‬مفيوـ المسؤولية التقصيرية‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬حاالت كوف المسؤولية لممرافؽ الصحية تقصيرية‬
‫‪52‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬دعوى التعويض عف مسؤولية المرافؽ الصحية‬
‫‪52‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬موضوع دعوى المسؤولية اإلدارية عمى المرفؽ الصحي و اطرافيا‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع االوؿ‪:‬موضوع دعوى المسؤولية االدارية عمى المرفؽ الصحي‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬اطراؼ دعوى المسؤولية االدارية عمى المرفؽ الصحي‬
‫المطمب الثاني ‪:‬الجية القضائية المختصة بدعوى المسؤولية االدارية عمى المرفؽ‬
‫‪55‬‬
‫الصحي‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع األوؿ‪:‬االختصاص النوعي‬
‫‪56‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬االختصاص االقميمي‬
‫‪56‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬تقدير القاضي اإلداري لعناصر المسؤولية الطبية‬
‫‪58‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬سمطة القاضي اإلداري في تقدير التعويض و منحو‬
‫‪62‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪65- 63‬‬ ‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪82‬‬
‫الممخـــــص‬

‫تدخؿ دراسة المسؤولية اإلدارية ضمف مسؤولية السمطة العامة التي مرت بعدة مراحؿ ‪،‬‬
‫قبؿ الثورة الفرنسية حيث لـ تكف الدولة مسؤولة عف أعماليا غير التعاقدية سواء كانت تصرفات‬
‫قانونية أو أعماؿ مادية بسبب ىيمنة مبدأ عدـ مسؤولية الدولة‪ ،‬ويعتبر موضوع مسؤولية‬
‫المرافؽ الصحية العمومية ذو أىمية بالغة يستحؽ الكثير مف العناية و االىتماـ و البحث‪ ،‬وذلؾ‬
‫ال تصالو بجسـ اإلنساف و المحافظة عميو مف األخطار التي قد تنجـ عف األخطاء المرتكبة مف‬
‫قبؿ ىذه المراؽ الصحية ‪.‬‬
‫وكاف األساس القانوني ليذه المسؤولية ىو نظرية الخطأ(فعؿ غير مشروع‪،‬ضرر‪،‬العالقة‬
‫السببية)‪ ،‬ونتيجة لقصور نظرية المسؤولية عمى أساس الخطأ في حماية حقوؽ األفراد‬
‫المتضرريف مف أنشطة اإلدارة حيث يصعب عمى المتضرر إثبات الخطأ أو يكوف الخطأ أصال‬
‫غير موجود فإف مسؤولية اإلدارة تقوـ في ىذه الحالة رغـ عدـ وجود الخطأ‪.‬‬
‫وىو ما يعرؼ بنظرية المسؤولية اإلدارية دوف الخطأ كأساس لمسؤولية اإلدارة التي ساعد‬
‫في إرساء أسسيا القانونية ووضع قواعدىا و تطوير مبادئيا القضاء اإلداري الفرنسي‪ ،‬و ىو ما‬
‫أخذ بو المشرع الجزائري في نصوصو القانونية و اجتيادات قضائية ‪.‬‬

‫‪83‬‬

You might also like