Professional Documents
Culture Documents
مسؤولية المرافق الصحية العمومية في القانون الجزائري
مسؤولية المرافق الصحية العمومية في القانون الجزائري
مسؤولية المرافق الصحية العمومية في القانون الجزائري
قسم الحقوق
عنوان المذكرة
مسؤولٌة المرافق الصحٌة العمومٌة فً القانون
الجزائري
6
أىدي عملي إلى روح أبي رحمو اهلل
وإلى والدتي الكريمة نور حياتي أطال اهلل في عمرىا
والتي سهرت على تعليمي
و إلى زوجتي المخلصة دائما
وإلى ابنتي قرة عيني نور اليقين
و إلى إخوتي األعزاء
و إلى كل زمالئي طلبة الحقوق في جامعة بسكرة
وكل النفوس الطيبة و النقية .
7
الحمد هلل الذي بنعمتو تتم الصالحات أما بعد:
8
قائمة المختصرات
ص :صفحة
ط :الطبعة
9
المقدمــة
10
مقدمــة
إف المسؤولية اإلدارية تنطوي عمى تحميؿ اإلدارة تبعات ما يسببو نشاطيا مف أضرار
لألفراد ووفقا لضوابط قانونية معينة ليصبح دعامة أساسية لدولة القانوف ،فالمسؤولية اإلدارية
تنعقد باجتماع ثالث شروط ،بداية يجب أف يكوف الضرر المسبب قابال لمتعويض مف الناحية
القانونية ،واف يجد مقصده مباشرة في النشاط اإلداري ،ويجب أف يشكؿ الفعؿ المنشأ لمضرر
إما خطأ موجب لممسؤولية أو مخاطر أو إخالال بالمساواة أماـ األعباء العامة ،واذا كاف جوىر
المسؤولية اإلدارية قائما عمى أساس الخطأ فقد استوحى مبادئو مف المسؤولية التقصيرية ،والتي
تقوـ عمى ثالث أركاف ،وقوع الخطأ مف جانب اإلدارة أو ارتكابيا لعمؿ غير مشروع ينتج عنو
ضرر تربطيما عالقة سببية ،واذا توافرت ىذه األركاف الثالثة تقوـ المسؤولية اإلدارية ،ومنو
يحكـ القضاء اإلداري بالتعويض لممضرور عف الضرر الذي لحؽ بو مف جراء نشاط اإلدارة ،
إال انو في بعض األحياف يصعب إثبات الخطأ وتقوـ المسؤولية بقوة القانوف بسبب الضرر
الحاصؿ يستفيد الضحية بذلؾ مف التعويض عف الضرر الذي حصؿ لو وىي المسؤولية عمى
أساس المخاطر ) دوف خطأ( .
وعميو فالمسؤولية اإلدارية تشغؿ اليوـ مكانة ىامة و متميزة وحي از واسعا مف التطبيؽ في
مختمؼ المياديف و خاصة في ميداف الصحة العامة ،باعتبار أف ىذه األخيرة مف أولى
اىتمامات الدولة ،التي أنشأت ليا مرافؽ صحية عديدة ،فالمستشفيات العامة مرافؽ عامة
إدارية تؤدي خدمات طبية ىامة لممواطنيف ،وعمى ذلؾ فإف عالقة المريض والطبيب الممارس
في مستشفى عاـ ىي عالقة غير مباشرة ال تقوـ إال مف خالؿ المرفؽ الطبي ،كما أف حقوؽ
والتزامات كؿ مف الطبيب والمريض تحدد بمقتضى الموائح المنظمة لنشاط المرفؽ الطبي العاـ،
وبناء عمى ما تقدـ فإ ف النظر في دعاوى التعويض عف األضرار الناجمة عف نشاط المرفؽ
ً
العاـ الطبي يدخؿ في اختصاص القضاء اإلداري الذي يطبؽ في ىذا الشأف قواعد المسئولية
اإلدارية.
11
وتقوـ مسئولية المرافؽ الصحية العمومية بصفة أساسية ،كما ىو حاؿ مسئولية المرافؽ
العامة ومع توسيع مفيوـ نظرية المرفؽ وظيور فكرة مسؤولية اإلدارة عف األعماؿ الضارة صار
باإلمكاف مقاضاتيا أماـ المحاكـ اإلدارية ،والمشرع الجزائري كغيره مف التشريعات اعتمد ىذا
المبدأ وخص بو بعض المجاالت حسب الطبيعة القانونية لكؿ مرفؽ.
و مرفؽ الصحة كغيره مف المرافؽ العمومية قد خصو المشرع الجزائري بموجب المرسوـ
رقػػـ 242- 81المػؤرخ ف ػ ػػي 1981/09/05الم ػ ػػعدؿ و المتمـ بالمرسوـ التنفيذي رقػػـ - 97
466المتضمف إنشاء القطاعات الصحية وتنظيميا وسيرىا ،وأخضع موظفي ىذا المرفؽ إلى
قانوف الوظيؼ العمومي ،و بذلؾ يتضح أف المشرع سيؿ عمى المتضرر الحصوؿ عمى
التعويضات أماـ الجيات القضائية المختصة ماداـ المرفؽ عمومي والعامميف بو موظفيف
يخضعوف لقواعد المسؤولية اإلدارية ،وفي محور ىذه الدراسة تـ التطرؽ لمسؤولية المرافؽ
الصحية العمومية في القانوف الجزائري.
األىمية النظرية
12
-إلقاء الضوء عمى الضمانات الممنوحة لممتقاضيف وطرؽ رفع الدعوى ،إلجراء دراسة تحميمية
نقدية.
األىمية العممية
-معرفة ما إذا كاف المشرع الجزائري كفيؿ بحماية صحة المرضى مف أضرار المرافؽ العامة
الصحية.
-معرفة مدى مسايرة التشريع لمتطور السريع الذي يشيده القطاع الصحي في مجاؿ الطب
-توضيح األسس التي يستطيع المتضرر االعتماد عمييا لبناء دعواه وتوضيح الجيات
القضائية المختصة لمنظر في النزاع و األطراؼ التي يمكف مطالبتيا بتعويض األضرار المترتبة
عف النشاط الذي تـ القياـ بو .
*أىداف الدراسة:
نيدؼ مف خالؿ ىذه الدراسة إلى:
-المساىمة في تزويد مكتبتنا الجامعية ببسكرة (كمية الحقوؽ والعموـ السياسية) بمواضيع حوؿ
ىذا الموضوع لممرفؽ الصحي العمومي .
-توعية األفراد و القارئ الكريـ و المواطف بصفة عامة مف ىذه المرافؽ الصحية العمومية
وكيفية المطالبة بحقيـ أماـ القضاء في حالة حدوث ضرر مف طرؼ ىذه المرافؽ
-محاولة محاربة اإلىماؿ والالمباالة الناتجة عف أعماؿ موظفي المرفؽ الصحي العمومي
بشتى أنواعيا تجاه المرضى،و إيضاح مدى أىمية حياة المواطف بالنسبة ليذه المرافؽ الصحية
باعتبارىا المرافؽ األكثر ترددا عمييا مف قبؿ المواطنيف مقارنة بالمرافؽ العامة األخرى .
اإلشكالية:
وعميو مف خالؿ ما سبؽ بيانو يمكف صياغة إشكالية البحث عمى النحو التالي:
كيف جسد المشرع الجزائري المسؤولية اإلدارية التي يمكن أن تتحمميا المرافق العامة
الصحية بموجب القانون اإلداري الجزائري ؟
ومنو يمكف تفكيؾ ىذه اإلشكالية الرئيسية إلى مجموعة مف التساؤالت الفرعية ىي:
13
-ما ىي المرافؽ الصحية العمومية ؟
-عمى أي أساس تقوـ مسؤولية المرفؽ الصحي العمومي ؟
-فيما تتمثؿ طبيعة المسؤولية اإلدارية لممرفؽ الصحي العمومي؟
المنيج المتبع:
ولإلجابة عمى اإلشكالية اتبعنا في دراسة ىذا الموضوع المنيج التحميمي ،و ذلؾ مف خالؿ
اإلنطالؽ مف دراسات و أفكار فقيية ،ونقدىا و تحميمي ا وصوال إلى نتائج قانونية تتماشى مع
المنطؽ القانوني السميـ .
أما فيما يخص الدراسات السابقة التي تطرقت ليذا الموضوع فيي :
-دىنوف فوزية ،المسؤولية اإلدارية لممرافؽ االستشفائية في التشريع الجزائري التي تمحورت
دراستيا واعتمدت عمى الخطأ كأساس متيف ليا بإظيار خصوصيتو ،و التمييز بيف الخطأ
المرفقي و الشخصي ،و المسؤولية دوف خطا عمى أساس المخاطر واألضرار المتولدة عف
اإلعماؿ الطبية .
-فاطمة عيساوي ،المسؤولية اإلدارية عف أضرار المرافؽ العامة الطبية،حاولت تبياف مسؤولية
المرفؽ الطبي وعالقتو بالمريض ،وعالقة الطبيب بيذا المرفؽ العاـ الطبي باعتباره تابعا لو
ومكمؼ بأداء ىذه الخدمة لممريض الوافد اليو .
ولقد قمنا في عممية تقديـ البحث بتقسيمو إلى (مبحث تمييدي) تكممنا فيو عف المرافؽ
الصحية العمومية ،والنظاـ القانوني ليا وكيفية سيرىا ،ثـ (الفصؿ األوؿ) شممنا فيو قياـ
ال مسؤولية اإلدارية عمى المرفؽ الصحي ،مف خالؿ معرفة نطاؽ و أساس قياميا عمى أساس
الخطأ أو عمى أساس المخاطر ،وأخي ار (الفصؿ الثاني) خصصناه لدراسة أثر قياـ المسؤولية
اإلدارية عمى المرفؽ الصحي العمومي ،كونيا تحقؽ حؽ لممتضرر في رفع دعوى المسؤولية
اإلدارية.
14
المبحث التمييدي
15
المبحث التمييدي
المرافق الصحية العمومية و النظام القانوني ليا
إف دراسة المرفؽ الصحي العمومي،تستدعي بالضرورة معرفة عالقة الصحة العامة بالمرافؽ
الصحية(المطمب األوؿ)،باإلضافة إلى ذلؾ ،يجب دراسة النظاـ القانوني ليذه المرافؽ(المطمب
16
الثاني) ،واألحكاـ التنظيمية ليا(المطمب الثالث)،وأخي ار الطبيعة القانونية لممرافؽ الصحية
العمومية وواجباتيا تجاه المرضى(المطمب الرابع).
المطمب األول
تعريف الصحة العامة و المرافق الصحية
يمكف القوؿ بأف عالقة الصحة العامة بالمرافؽ الصحية ىي عالقة اليدؼ بالوسيمة،
فالمرافؽ الصحية تعتبر مف وسائؿ الدولة في تحقيؽ الصحة العامة ،والحفاظ عمييا وتطويرىا،
مف ىنا سنتعرض لتعريؼ كؿ مف الصحة العامة والمرافؽ الصحية مف أجؿ تقريب الفكرة.
الفرع األول :تعريف الصحة العامة
قد جرت عدة محاوالت لتعريؼ الصحة كاف مف أبرزىا تعريؼ العالـ بركنز))perkins
حيث عرؼ الصحة بأنيا "حالة التوازف النسبي لوظائؼ الجسـ ،و إف حالة التوازف ىذه تنتج
مف تكيؼ الجسـ مع العوامؿ الضارة التي يتعرض ليا ،واف تكيؼ الجسـ عممية ايجابية تقوـ
1
بيا قوى الجسـ لممحافظة عمى توازنو".
أما التعريؼ األكثر تداوال ىو الذي وصفتو المنظمة العالمية لمصحة) )O.M.Sفي المادة
األولى مف ميثاقيا أثناء الندوة العالمية بنيويورؾ بتاريخ ،6491/70/22بنصيا عمى أنيا "حالة
السالمة والكفاية البدنيػ ػ ة والعقمية واالجتماعية الكاممة وليست مجرد الخمو مف المرض أو
العجز" ،وقد عد ىذا التعريؼ بمثابة ىدؼ أكثر مف كونو تعريؼ حيث أنو أكد ارتباط الجوانب
البدنية والنفسية واالجتما عية في اإلنساف وىذه العناصر بالنسبة لمصحة مثؿ عناصر الطيؼ
الضوئي بالنسبة لمضوء األبيض فإذا انتقص أي عنصر مف ىذه العناصر ينتج عنو عدـ
2
تكامؿ الصحة .
مف ىنا نمر إلى فكرة الصحة العامة في مفيوميا الحديث ،ومف أىـ التعاريؼ وأشيرىا
التعريؼ الذي وضعو العالـ ) ( Winslowسنة 1920وقد أورد أف الصحة العامة ىي عمـ
وفف الوقاية مف المرض ،واطالة العمر وترقية الصحة والكفاية وذلؾ بمجيودات منظمة المجتمع
مف أجؿ صحة البيئة ،ومكافحة األمراض المعدية وتعميـ الفرد الصحة الشخصية وتنظيـ
خدمات الطب والتمريض لمعمؿ عمى التشخيص المبكر ،والعالج الوقائي لألمراض وتطوير
1
مفهوم -الصحة -العامة-- mawdoo3.com/
2
صحة -عمومية-https://ar.wikipedia.org/wiki/
- 3المادة 25مف القانوف رقـ ، 05- 85المتضمف قانوف حماية الصحة و ترقيتيا،المعدؿ و المتمـ
18
لمشعوب تحت جميع مناظرىا العالجي ،الوقائي ،التربوي واالجتماعي .ىدفيا وضع نظـ
وعمميات لترقية الصحة ،الوقاية وعالج األمراض واعادة تأىيؿ المعاقيف .
الفرع الثاني:تعريف المرافق الصحية
المرفؽ العاـ بمفيومو العضوي ىو األجيزة اإلدارية أو المؤسسات اإلدارية بشكؿ عاـ
فحيث توجد مؤسسة إدارية يوجد مرفؽ عمومي ،أما المفيوـ المادي فيو كؿ نشاط شرع فيو
بيدؼ تحقيؽ مصمحة عامة فيعني نشاط متميز عف النشاط الخاص لألفراد بيدفو الذي ىو
()1
المصمحة العامة ومبدأ المجانية.
فمف خالؿ التعريؼ يتبيف لنا العناصر األساسية الضرورية لوجود مرفؽ عمومي ،وىي
تحقيػ ػػؽ المصمح ػ ػػة العامػػة و تقديـ خدمات لممواطنيف و العنصر الثاني ىو تواجد سمطة
()2
عمومية.
مف خالؿ ىذه التقدمة يمكف القوؿ بداية بأف المرفؽ العاـ الصحي ميداف نشاط إداري ذي
أىمية بالغة ،ومف جية ثانية ىو قواـ ومحور المنظومة الصحية في الدولة ،واذا كاف مرفؽ
الصحة العامة يعني بوجو عاـ ىياكؿ إدارية ىي زيادة عمى و ازرة الصحة المؤسسات العمومية،
فإف المرافؽ الصحية منظمة في شكؿ أشخاص معنوية لمقانوف العاـ ىي مؤسسات عمومية
ذات طابع إداري ،تممؾ بسبب مياميا الواسعة تنوعا لمموارد البشرية والمادية المعتبرة.
كما تـ تعريؼ المرافؽ الصحية االستشفائية بأنيا":كؿ مؤسسة عالجية استوفت الشروط
القانونية الطبية و العالجية الممارس فييا فف الطب المباح قانونا ،و ىو المكاف الذي يدخمو
المرضى لال ستشفاء عف طريؽ أطباء مجموعة مف المختصيف و األجيزة في شتى فروع الرعاية
الصحية التي يحتاجيا المريض لتحقيؽ األىداؼ األساسية التي تنشا مف أجميا ،و تمخص في
()3
تحقيؽ أقصى رعاية مكنة لممريض".
ويعتبر المرفؽ العاـ الصحي االستشفائي المالذ التقميدي وشبو اإلجباري لألفراد بالنسبة
لألمراض واإلصابات الخطيرة ،إلى جانب استقباؿ الحاالت المرضية العادية ،كما تضمف
التكويف لقسـ كبير مف الطاقـ الصحي وتمثؿ الوسط األمثؿ لمبحث الطبي.
- 1طاىري حسيف ،الخطأ الطبي والعالجي في المستشفيات العامة،دار ىومو ،الجزائر . 200،ص10
- 2المرسوـ رقـ 204/88المؤرخ في 1988/10/18المحدد شروط إنجاز العيادات الخاصة و فتحيا وعمميا المعدؿ و
المتمـ بالمرسوميف التنفيذييف رقـ 380/92و69/02
20
يتـ إنشاء المراكز االستشفائية الجامعية بموجب مرسوـ تنفيذي بناء عمى اقتراح مشترؾ بيف
الوزير المكمؼ بالصحة والوزير المكمؼ بالتعميـ العالي والبحث العممي ،ويتقاسـ كؿ مف
الوزيريف ممارسة الوصاية عمى المستشفى الجامعي ،األوؿ لو وصاية إدارية والثاني لو وصاية
()2
بيداغوجية .
()3
في ميداف الصحة ،يضمف النشاط ويمارس المركز االستشفائي الجامعي مياـ متعددة
الخاص بأعماؿ التشخيص والعالج واالستشفاء واالستعجاالت الطبية والجراحية والوقاية ،إلى
جانب ضماف الخدمات لمسكاف القاطنيف بالقرب منو الذيف ال تغطييـ القطاعات الصحية التي
حمت محميا مؤسسات الصحة العمومية االستشفائية والمؤسسات العمومية لمصحة الجوارية.
وفي ميداف التكويف يوفر المركز اإلستشفائي الجامعي تكويف التدرج وما بعد التدرج في
عموـ الطب ،بالتعاوف مع مؤسسات التعميـ العالي والمشاركة في إعداد وتطبيؽ البرامج المتعمقة
بيا .أما في ميداف البحث العممي يقوـ بكؿ أعماؿ الدراسة والبحث في ميداف عموـ الصحة.كما
يقوـ بتنظيـ مؤتمرات و ندوات و أياـ دراسية و تظاىرات أخرى تقنية و عممية.
)(4
عمى مصالح و وحدات ،و عيادات ،حيث تنظـ و يشتمؿ كؿ مركز استشفائي جامعي
كتالي:
أوال:الوحدة :والتي تتكوف عموما إما مف اليياكؿ العالجية ذات اإلسعافات األولية (مجمع
صحية ،مراكز صحية ،قطاعات لمفحص ) واما مف مجموعة األسرة اإلستشفائية ،واما مف
جممة أجيزة طبية تقنية مثؿ جياز القمب أو مخابر بيولوجية.
ثانيا:المصمحة :والتي ىي أيضا تتكوف مف وحدتيف أو أكثر وتعمؿ عمى ضماف األنشطة
التعميمية أو اإلضافية لموحدة.
ثالثا:عيادة متعددة الخدمات :وأيضا تتكوف مف وحدتيف أو أكثر ،وتعمؿ عمى ضماف األنشطة
التكميمية لممصمحة ،كما يمكنو أف تتكوف بصفة إستثنائية مف مصمحة واحدة.
1
فيتكوف مف مجمس إدارة ،و جياز أما فيما يخص التنظيـ اإلداري لممركز االستشفائي
- 1المرسوـ التنفيذي رقـ 467/97المؤرخ في 1997/12/02المحدد لقواعد إنشاء المراكز اإلستشفائية الجامعية وتنظيميا
وسيرىا.
- 2المادة 02مف المرسوـ التنفيذي رقـ . 467/97
- 3المادة 03و 04مف المرسوـ التنفيذي رقـ . 467/97
- 4المادة 11مف المرسوـ التنفيذي 467- 97المتعمؽ بقواعد انشاء المراكز االستفائية الجامعية
21
استشاري يسمى" المجمس العممي" ،ومدير عاـ ينتمي إلى سمؾ اإلدارييف في نظاـ مديري
اإلدارات الصحية ،يتـ تعيينو بموجب مرسوـ باقتراح مف وزير الصحة ،كما أنو يتولى مياـ
التسيير ،والسمطة التدرجية ،ومف ميامو كذلؾ تمثيؿ المركز االستشفائي أماـ القضاء.
2
الفرع الثاني:المؤسسات االستشفائية المتخصصة
يتـ إنشاء المؤسسات االستشفائية المتخصصة بموجب مرسوـ تنفيذي بناء عمى اقتراح مف
الوزير المكمؼ بالصحة بعد استشارة الوالي ،الذي توضع تحت وصايتو()3وتمارس المؤسسة
االستشفائية المتخصصة مياما متعددة ()4تتمثؿ في :
-تقوـ بتطبيؽ البرامج الوطنية والجيوية والمحمية لمصحة.
-المساىمة في إعادة تأىيؿ مستخدمي مصالح الصحة.
5
-استخداميا كميداف لمشبو الطبي و التسيير اإلستشفائي
و ىي تتكوف مف ىيكؿ واحد أو ىياكؿ متعددة متخصصة ،إف ىذه المؤسسات تتكفؿ بنوع
معيف مف العالج التخصصي دوف غيره ،وذلؾ مثال كما ىو الحاؿ بالنسبة لممؤسسات
االستشفائية المتخصصة في األمراض العقمية التي نصت عمييا المادة 103مف قانوف حماية
الصحة و ترقيتيا ،ويمكف اإلشارة كذلؾ في ىذا النطاؽ إلى وكالة نقؿ الدـ المنظمة وفؽ
المرسوـ التنفيذي رقـ 108- 95المؤرخ في ، 1995/06/09الذي يعتبر بأف ىذه الوكالة،
ىي مؤسسة عمومي ذات طابع إداري ،ووجية عممية ،و تقنية ،تتمتع بالشخصية المعنوية و
6
االستقالؿ المالي
المطمب الثالث
األحكام التنظيمية لمرفق الصحة العمومية في الجزائر
تشمؿ المرافؽ االستشفائية كؿ اليياكؿ الصحية الخاضعة لمقانوف العاـ ،ويستوي في ذلؾ
أف تكوف ذات اختصاص عاـ أو متخصصة ،فاألولى تتكفؿ بتوفير العالج لمختمؼ األمراض
واإلصابات عموما ،و تعتبر المستشفيات العمومية مف حيث تنظيـ القانوف ليا مؤسسات عامة
- 1المرسوم التنفيذي 162- 79المؤرخ في ، 2779/79/21المتضمن القواعد الخاصة بتنظيم مديريات الصحة و السكان
الوالئية وسيرها،ج.ر.ج.ج العدد 19لسنة . 2779
- 2المرسوـ التنفيذي 471/91المؤرخ في 1991/12/07المتضمف القانوف األساسي الخاص باألطباء المتخصصيف
االستشفائييف الجامعييف،ج.ر.ج.ج العدد 66لسنة ، 1991والمعدؿ و المتمـ بموجب المرسوـ التنفيذي رقـ 491- 92المؤرخ
في 1991/12/28و المرسوـ التنفيذي رقـ 186- 97المؤرخ في 1997/05/14
26
العالية و الماجستير و الدكتوراه ،و تتكوف مف ىؤالء الييئة الفنية المتخصصة في المستشفى
والتي تعتمد عمييـ في تقديـ الخدمات الطبية التشخيص و العالج و المتابعة.1
*األطباء العامون :حيث تشمؿ ىذه الفئة أطباء الصحة العمومية 2و ىـ فئة مكمفيف بالمياـ
التالية:
-اإلستعداد لمعمؿ بصفة دائمة و القياـ بشكؿ إجباري بالمداومة الطبية الفعمية المبرمجة داخؿ
المصمحة أو المؤسسة الصحية.
-تسيير كؿ مصمحة طبية يكوف مسؤولية اإلدارة التقنية لممارس طبي عاـ في الصحة
العمومية بصفتو رئيس مصمحة.
)2المستخدمين شبو الطبيين:3
و ينقسموف إلى ثالث أقساـ حسب درجة التكويف و التخصص ىـ:
-التقنيوف الساموف لمصحة :يشمؿ كؿ مف القابالت و الممرضيف المؤىميف بتنوع إختصاصيـ،
وىؤالء يمثموف اليد اليمنى لمطبيب ،ويمارسوف أعماؿ التمريض ،ومساعدة األطباء أثناء
العمميات ،وتنفيذ تعميمات األخصائييف ومتابعة حاالت العالج حتى خروج المريض مف
العمميات وتطور حالتو.
-التقنيوف الصحيوف :ويشمؿ كؿ مف الممرضيف في العالج العاـ ،الممرضيف في النظافة
والتطيير ،نواب الممرضيف في األشعة والصيدلة.
-المستخدموف التقنيوف :ويشمؿ المساعدات في العالجات ،التمريض ،التوليد والتطيير
وسائقي سيارات اإلسعاؼ.
)3المستخدموف اإلداريوف :ويشمموف الييئة اإلدارية والمحاسبية في المستشفى ،ويتحدد
عددىـ حسب حجـ المستشفى وعدد أقساميا .
- 1المرسوـ التنفيذي 394/09المؤرخ في 2009/11/24المتضمف القانوف األساسي لمممارسيف الطبييف المتخصصيف في
الصحة العمومية ،ج.ر.ج.ج العدد 70لسنة . 2009
- 2المرسوـ التنفيذي 393/09المؤرخ في 2009/11/24المتضمف القانوف األساسي لمممارسيف الطبييف العموميوف في
الصحة العمومية ،ج.ر.ج.ج العدد 70لسنة . 2009
- 3المرسوـ التنفيذي 121/11المؤرخ في 2011/03/20المتضمف القانوف األساسي الخاص بالموظفيف المنتميف ألسالؾ
شبو الطبييف لمصحة العمومية ،ج.ر.ج.ج العدد 17لسنة . 2011
27
المطمب الرابع
الطبيعة القانونية لممرافق الصحية العمومية وواجباتيا تجاه المرضى.
تعتبر المؤسسات الصحية مؤسسات تتمتع بالطابع اإلداري ،تيدؼ إلى تحقيؽ األىداؼ
والمصمحة العامة ،فمف خالؿ ىذه الدراسة سوؼ نتعرؼ عمى الطبيعة القانونية لممؤسسة
الصحية العمومية وواجباتيا إتجاه المرضى.
وفي ىذا الصدد تنص المادة 2و المادة 6مف المرسوـ التنفيذي رقـ 140- 07عمى أف :
"كؿ مف المؤسسة العمومية االستشفائية و المؤسسة العمومية لمصحة الجوارية ىي مؤسسة
عمومية ذات طابع إداري و تتمتع باالستقالؿ المالي و الشخصية المعنوية" .
وفي نفس السياؽ تنص المادة 2مف المرسوـ التنفيذي رقـ 467- 97عمى أف ":المركز
االستشفائي الجامعي مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالؿ
المالي "...و مف خالؿ ىذه النصوص القانونية سنحاوؿ تحديد الطبيعة القانونية لممؤسسات
الصحية العمومية(الفرع األوؿ) ،ثـ واجباتيا إ تجاه المرضى(الفرع الثاني)
الفرع األول :الطبيعة القانونية لممؤسسات اإلستشفائية العمومية.
في ىذا المجاؿ ،نالحظ بأف القواعد المنظمة لسير المؤسسات الصحية العمومية ،تنص
صراحة أف ليذه األخيرة الطابع اإلداري ،ومف ىنا يمكف القوؿ بأف ىذه المؤسسات ىي مف
أشخاص القانوف العاـ ،وبمعنى آخر فإف الطبيعة القانونية ليذه المؤسسات ىي التي تسمح لنا
بمعرفة نوع الدعاوى التي يقيميا المضرور مف األعماؿ الطبية في سبيؿ حصولو عمى
التعويضات ،وعميو فإف االختصاص بيذه الدعاوى يرجع كقاعدة عامة إلى القاضي اإلداري،
وىذا بالضبط ما يعرؼ بنظاـ المرفؽ العاـ في القانوف اإلداري 1بمفيومو التقميدي ،حيث يكمؼ
فيو الشخص العاـ بتحقيؽ و إشباع المصمحة العامة وفؽ المعيار العضوي
إف ىذه األفكار تنطبؽ عمى المؤسسات الصحية العمومية ،ماداـ أنيا أشخاصا عامة
تؤدي مصمحة عامة ،ومع ذلؾ فإف تطبيؽ المعيار المادي ممكف في ىذا المجاؿ ،نظ ار ألف
المبدأ الذي يقوـ عميو المعيار المادي ىو عدـ األخذ بعيف االعتبار طبيعة الجية التي أدت
العمؿ ،وانما وجوب النظر إلى طبيعة النشاط الذي يجب أف يكوف موجيا لمصالح العاـ ،إف
- 1أحمد محيو ،محاضرات في المؤسسات اإلدارية(ترجمة محمد عرب صاصيال) ،ديواف المطبوعات الجامعية ،الطبعة
الثانية، 1979 ،ص. 430
28
ىذا اليدؼ أي القياـ بعمؿ مف أجؿ المصمحة العامة ،يظير مف خالؿ مبدأ مجانية الخدمات
التي يؤدييا المرفؽ ،و الذي ينطبؽ تماما مع طبيعة نشاط المؤسسات الصحية العمومية ،ماداـ
أف ميمتيا ترتكز أساسا عمى إدارة العالج الطبي ،واتخاذ سبؿ الوقاية ضد األمراض ،مف أجؿ
حماية صحة أفراد المجتمع ،وذلؾ عمى أساس مبدأ مجانية الخدمات.
وىكذا يمكف تفسير الطابع اإلداري لممؤسسات الصحية العمومية ،سواء مف الناحية النظرية،
وذلؾ بموجب المعياريف المادي والعضوي المعروفيف في القانوف اإلداري ،أو مف الناحية العممية
1
و اإلجرائية ،و ذلؾ بموجب أحكاـ المادة 800مف قانوف اإلجراءات المدنية و اإلدارية
و باإلضافة إلى ذلؾ ،فإف ما يميز المؤسسات الصحية العمومية وفؽ النصوص سابقة
الذكر،ىو أنيا تتمتع بالشخصية المعنوية العامة ،وبنظاـ مالي مستقؿ ،و تطبيقا لذلؾ يمكف
لممريض المضرور مف األعماؿ الطبية ،أف ينازع مباشرة ىذه الييئات أماـ القضاء اإلداري
لممطالبة بالتعويضات .
كما أف المشرع حينما يذكر بأنيا مؤسسات ليا الشخصية المعنوية ،و كذا االستقاللية المالية
فيو يؤكد عمى ىذه النقطة مف منطمؽ عدـ الخضوع و التبعية في التسيير و اتخاذ الق اررات
وبالمساواة مع ذلؾ نالحظ أف األمر ال يخمو مف الوصاية ،حيث يمارس وزير الصحة
الوصاية اإلدارية ووزير التعميـ العالي و البحث العممي الوصاية البيداغوجية ،وذلؾ عمى
مستوى المراكز اإلستشفائية الجامعية ،أما المراكز اإلستشفائية المتخصصة ،فيي توضع تحت
وصاية والي الوالية.
و نظ ار ألنيا مؤسسات عمومية تسير مرفقا عاما ،فإنيا تخضع لقواعد القانوف العاـ التي
تتميز بالصرامة في المحافظة عمى الماؿ العاـ ،كما تخضع لقواعد المحاسبة العمومية21- 90
2
و ذلؾ فيما يتعمؽ بوضع تنفيذ و المؤرخ في 15أوت 1990المتعمقة بالمحاسبة العمومية
مراقبة الميزانية ،وبتطبيؽ ىذه القواعد فإف المؤسسة الصحية تجد نفسيا في وضعية حرجة
تمتاز بثقؿ وتباطؤ اإلجراءات ،البيروقراطية والخضوع لقواعد صارمة خاصة في عمميات
اإلنفاؽ ،باعتبارىا مؤسسات عمومية تتميز بالطابع اإلداري و تخضع لصفقات عمومية ،ومنو
- 1القانوف رقـ 09- 08المؤرخ في ، 2008/02/25المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية و اإلدارية،ج.ر.ج.ج العدد 21لسنة
. 2008
- 2قانوف رقـ 21- 90المؤرخ في ،1990/06/15المتعمؽ بالمحاسبة العمومية،ج.ر.ج.ج العدد 35لسنة . 1990
29
الخضوع لعدة قواعد قانونية لتمويف خدماتيا ،فقواعد الشراء تخضع ألحكاـ المرسوـ
1
الرئاسي 236- 10المتضمف قانوف الصفقات العمومية و المعدؿ و المتمـ.
إذف مف خالؿ ىذه المراسيـ توصؿ المشرع إلى نجاعة الطمبات العمومية ،وحسف إنفاؽ
الماؿ العاـ مف جية ومف جية أخرى فيي تيدؼ إلى تحديد الشروط واألشكاؿ التي تخضع ليا
صفقات األشغاؿ ،الموازـ و الخدمات لحساب الدولة ،وكذا بعض المواد المتعمقة بإدارتيا
ومراقبتيا ،و باعتبارىا مؤسسات عمومية ذات طابع إداري ،فإف تطبيؽ القانوف اإلداري عمييا
يمتد ليس فقط عمى مستوى التسيير أو التنظيـ ،بؿ كذلؾ فيما يخص مستخدمييا و منازعتيا
أيضا كما سبقت اإلشارة إليو.
الفرع الثاني :واجبات المؤسسات اإلستشفائية العمومية تجاه المرضى.
تجدر اإلشارة إلى أف الفقو يرى بأف الطابع اإلداري و العاـ لممؤسسات الصحية العمومية،
ىو في الحقيقة ميزة يجعؿ منيا أجيزة محؿ ثقة لدى األفراد ،مقارنة ببقية المؤسسات الصحية
األخرى التي تنشط في قطاع الصحة ،بؿ أكثر مف ذلؾ إف ىذا الطابع يبدو أكثر تالؤما
وتجاوبا مع نشاط ىذه المؤسسات ،التي ليا تأثير مباشر عمى حياة األشخاص.
فإذا قمنا بأف الواجبات القانونية ليذه المؤسسات تخص كؿ نشاطات التشخيص والعالج
و االستعجاالت الطبية و الوقاية مف األمراض ،وكذلؾ تطبيؽ برامج الصحة ،و المساىمة في
حماية المحيط ،باإلضافة إلى دورىا في التكويف ،والدراسة و البحث ،فإنو ال يمكف ليذه
المؤسسات الصحية العمومية أف تؤدي ىذه المياـ إال إذا تـ ذلؾ وفؽ المبادئ العامة الواجب
احتراميا مف طرؼ كؿ المرافؽ العمومية ،بؿ يمكف اعتبار أف ىذه المبادئ ،ىي مف نتائج
الطابع اإلداري لممرفؽ
إف ىذه المبادئ تنقسـ إلى أربعة :مبدأ استم اررية خدمات المرفؽ الصحي العمومي،ومبدأ
نوعية الخدمة التي يؤدييا المرفؽ الصحي العمومي أو القابمية لمتبدؿ ،ومبدأ مساواة الجميع أماـ
خدمات المرفؽ الصحي العمومي ،باإلضافة إلى مبدأ مجانية العالج .
أوال :مبدأ استمرارية خدمات المرفق الصحي العمومي.
- 1المرسوـ الرئاسي 236- 10المؤرخ في ، 210/10/07المتضمف قانوف الصفقات العمومية و المعدؿ و المتمـ،ج.ر.ج.ج
العدد 58لسنة 2010
30
إف مبدأ االستم اررية ىذا أو الديمومة ،يجد أساسو في أف المرفؽ العاـ ييدؼ إلشباع
المصمحة العامة .إف ىذا اليدؼ البد و أف يتسـ بطابع الديمومة ،خصوصا لما يتعمؽ األمر
بنشاط حيوي وحساس مثؿ نشاط الصحة.
لذلؾ تعمؿ المؤسسات اإلدارية ،و مف بينيا المؤسسات الصحية العمومية ،عمى ضماف مبدأ
1
االستم اررية في تنفيذ الخدمة العامة بطريقة منتظمة و دائمة
فمف جية اإلدارة ،فيي ممزمة بتأميف سير المرافؽ التي تديرىا ،طالما أف أي قرار نظامي
2
،وأف القوة القاىرة وحدىا فقط ىي التي تحررىا مف ىذا االلتزاـ ،و يترتب بإيقافيا لـ يتخذ
عمى ذلؾ أف أي انقطاع في أداء المرفؽ لخدماتو يعتبر خطأ ،مف شأنو أف يؤدي إلى قياـ
مسؤولية اإلدارة ،بؿ أكثر مف ذلؾ إف مجرد التأخير أو التنفيذ السيئ في الخدمة قد يفتح
مجاال لممطالبة بالتعويض.
و بالنسبة لمستخدمي المرفؽ الصحي العمومي ،فإنيـ يخضعوف كذلؾ لقاعدة االستم اررية
و في ىذاالمجاؿ ،ىناؾ عدة مظاىر تبيف مدى توافر عنصر الديمومة في القطاع الصحي،
فمثال إف جميع أعضاء السمؾ الطبي ،وكذا المساعديف ،يعمموف وفؽ نظاـ التوقيت الكامؿ،
وماداـ أف ىؤالء المستخدميف يخضعوف لمقانوف األساسي لموظيفة العمومية ،حسب ما أشارت
إليو صراحة المادة 201مف قانوف حماية الصحة و ترقيتيا ، ،فإنو بتطبيؽ المادة 43مف
القانوف األساسي لموظيفة العمومية ،3يجب أف يخصص مستخدمي الصحة كؿ نشاطيـ
الميني لممياـ التي أسندت إلييـ فقط ،وال يمكنيـ بالتالي ممارسة النشاطات المربحة ،إال فيما
يتعمؽ بمجاؿ النشاط التكويني والتعميمي و البحث العممي كنشاط ثانوي ضمف شروط محددة
قانونا ،و يستثنى مف ذلؾ الممارسيف الطبييف المتخصصيف الذي يحؽ ليـ ممارسة النشاطات
4
المربحة.
و مف مظاىر مبدأ استم اررية خدمات المرفؽ الصحي العمومي ،كذلؾ ما تـ النص عميو
صراحة عمى أف الممارسيف الطبييف في الصحة العمومية ،ميما كانت مناصب عمميـ ،وفي
1
-أحمد محيو،محاضرات في المؤسسات اإلدارية،المرجع السابق،ص 187
2
-أحمد محيو،نفس المرجع،ص 184
- 3األمر رقـ ،03- 06المؤرخ في ، 2006/07/15والمتضمف القانوف األساسي العاـ لموظيفة العمومية
- 4المادة 44مف األمر رقـ ،03- 06المؤرخ في . 2006/07/15
31
كؿ ظرؼ ،يستمزـ مساىمتيـ في إطار المياـ المخولة ليـ .عمى أف يكونوا عمى استعداد تاـ
لمعمؿ بصفة دائمة ،و كذا القياـ بالمداومة التنظيمية المبرمجة داخؿ المصمحة أو المؤسسة.
كما ىنالؾ عدة مواد مختمفة مف قانوف حماية الصحة و ترقيتيا تشير إلى مبدأ االستم اررية
بشكؿ غير مباشر ،و مف بينيا المادة 155التي تنص عمى ما يمي " :يتعيف عمى جميع
الوحدات الصحية اإلستعجالية أف تقدـ العالج الطبي المستعجؿ باستمرار في أي ساعة مف
ساعات النيار أو الميؿ." ...
و أيضا نص المادة 209حيث أكدت عمى مسألة المناوبة التي يجب عمى األطباء وجراحي
األسناف و الصيادلة وفقا لما يحدده وزير الصحة و إال سمطت عمييـ عقوبات إدارية.
و نص المادة 210التي تتناوؿ موضوع التسخير الذي يمكف لمسمطة العمومية القياـ بو
ويتعيف عندىا عمى المعنييف الخضوع لو إجباريا.
ثانيا :مبدأ نوعية الخدمة التي يؤدييا المرفق الصحي العمومي.
إف ىذا االلتزاـ يتوقؼ في الحقيقة عمى مدى احتراـ المؤسسة الصحية العمومية القوانيف
1
وفي ىذا اإلطار ،فإف والموائح المتعمقة بتنظيـ و تسيير اليياكؿ الصحية العمومية
االختصاص بتوجيو االقتراحات و اآلراء حوؿ تحسيف نوعية الخدمة الصحية ،واقتناء المعدات
الطبية الحديثة ،ومواكبة األصوؿ العالجية الجديدة ،يؤوؿ لممجالس اإلدارية و المجالس العممية
والطبية لمقطاعات الصحية ،أو المراكز االستشفائية الجامعية ،وكذا المؤسسات االستشفائية
المتخصصة.
إف مبدأ نوعية الخدمة ،يندرج ضمف مبدأ ىاـ معروؼ في القانوف اإلداري ،وىو مبدأ
التكيؼ الدائـ لإلدارة ،فعمى اعتبار أف المصمحة العامة تتطور بمرور الزمف ،فإف المرفؽ العاـ
في مقابؿ ذلؾ مجبر عمى تطوير أنظمتو و إمكانياتو المادية ،استجابة لمستجدات المصمحة
العامة ،خصوصا بالنسبة لممرافؽ الصحية العمومية ،ماداـ أف العموـ الطبية تعرؼ تطورات
كبيرة جدا وسريعة مف حيث وسائميا ،ومف حيث أصوليا العممية.
2
،يروف بأف مبدأ تكييؼ الخدمات المرفقية ،مرتبط ىو اآلخر بمبدأ بؿ إف بعض الفقياء
استمرار المرفؽ العمومي ،و ذلؾ استنادا إلى أف جمود الخدمة المرفقية ،عند حاؿ نشأتيا
33
إف تكافؤ الفرص بالنسبة لممواطنيف في الحصوؿ عمى المناصب و الوظائؼ العمومية يعد
وجيا آخر ليذه القاعدة ،فيو تعبير عف وجوب الحياد مف طرؼ المرفؽ العاـ و ذلؾ بوضع
شروط موضوعية لمحصوؿ عمى منصب ،وفي ىذا الصدد نصت المادة 197مف قانوف حماية
الصحة وترقيتيا عمى أنو" تتوقؼ مف ممارسة مينة الطبيب عمى شروط الشيادات ،عدـ وجود
عاىة أو عمة مرضية تتنافى مع ممارسة المينة ،عدـ التعرض لعقوبة مخمة بالشرؼ الجنسية
الجزائرية" ...
رابعا :مجانية العالج:
إف المجانية تعتبر مف ميزات المرافؽ اإلدارية ،أبعد مف أف تكوف عامة و مطمقة ،ففي
الكثير مف األحياف تطالب مساىمات مالية مف المنتفعيف أي المستخدميف المرفؽ العاـ ،أما فيما
خص مرفؽ الصحة فتطبيقا لنص المادة 67مف الدستور خصص المشرع في قانوف حماية
الصحة و ترقيتيا فصال كامال حوؿ موضوع مجانية العالج ابتداء مف نص المادة 20منو ،
حيث أشار المشرع إلى أف القطاع العمومي ىو اإلطار الذي يوفر مجانية العالج ،عمى أف
الدولة تسخر جميع الوسائؿ الكفيمة بحماية الصحة و ترقيتيا وفقا لنص المادة 21منو ،كما
حدد المشرع أنواع الخدمات التي تعنى بموضوع المجانية في نص المادة 22منو و المتمثمة
في جميع أعماؿ الصحة العمومية والفحوص التشخيصية ومعالجة المرضى و استشفائيـ ،عمى
أف ىذه العممية يجب ضمانيا عمى مستوى جميع ىياكؿ الصحة العمومية.
وتجدر اإلشارة إلى أف ىذا الطرح يؤخذ عمى سبيؿ التحفظ حاليا .فابتداء مف أفريؿ ،2002
قررت و ازرة الصحة إعادة النظر في نظاـ مجانية العالج ،وذلؾ عف طريؽ مقرر وزاري
مشترؾ ،بيف و ازرة الصحة ،وو ازرة المالية ،حددت مف خاللو تعريفات خاصة بكؿ مف
التشخيصات ،األشعة ،اإليواء ...ويستثنى مف دفعيا أشخاص معينوف مثؿ :ضحايا
الكوارث الطبيعية ،مرضى السرطاف و السيدا وكذا الربو...
34
35
األول الفصل
أسس المسؤولٌة
اإلدارٌة للمرافق
الصحٌة
36
تعتبػػر نظريػػة المسػػؤولية اإلداريػػة مػػف النظريػػات التػػي ابتػػدعيا االجتيػػاد القضػػائي ،والتػػي جػػاءت
نتيجة حتمية الزدياد تدخؿ الدولة وتوسع أنشػطتيا التػي غالبػا مػا تػؤدي إلػى حػدوث أخطػاء تسػفر
فػالمرافؽ الصػحية بكػؿ ىياكميػػا الصػحية خاضػعة لمقػانوف العػػاـ سػواء كانػت ذات اختصػػاص
ع ػػاـ أو متخصص ػػة ،ف ػػاألولى تتكف ػػؿ بت ػػوفير الع ػػالج لمختم ػػؼ األمػ ػراض ،وتعتب ػػر المستش ػػفيات
العموميػة مػػف حيػػث تنظػػيـ القػػانوف ليػػا مؤسسػػات عامػػة ذات طػػابع إداري حسػػب مػػا تػػنص عميػػو
و لتحديػػد المسػػؤولية اإلداريػػة لممرفػػؽ الصػػحي البػػد مػػف تحديػػد األسػػس التػػي ترتكػػز عمييػػا ،
فالمسػػؤولية تقػػوـ عام ػػة عمػػى ثالث ػػة أركػػاف أساسػػية و ى ػػي الخطػػأ و الض ػػرر و العالقػػة الس ػػببية
وىػي نوعػػاف إمػػا مسػػؤولية إداريػػة عمػػى أسػػاس الخطػػأ (المبحػػث األوؿ) أو مسػػؤولية إداريػػة بػػدوف
المبحث األول
25
مسؤولية المرافق الصحية القائمة على أساس الخطأ
تتميز المسؤولية اإلدارية عمى أساس الخطأ في الفرؽ بيف طبيعة الخطأ و النتائج المترتبة
عنو ،فإذا كاف كؿ خطأ في القانوف المدني يؤدي إلى مسؤولية مرتكبو أو المسؤوؿ عنو و يمزمو
بتعويض الضرر الذي ألحقو بالضحية ،فإف ىذه القاعدة المطمقة في القانوف المدني ال توجد
بنفس القوة في قانوف المسؤولية اإلدارية بحيث ال تكوف اإلدارة مسؤولة عف كؿ خطأ ارتكب مف
أحد موظفييا أو أحد مرافقيا ،و لقد عرفت نظرية الخطأ في المسؤولية اإلدارية تطو ار ممحوظا
بالنسبة لمدفاع عف حقوؽ الضحايا ،و ظير ىذا التطور أثناء مراحؿ عممية التمييز التي قاـ
بيا القضاء اإلداري بيف الخطأ المرفقي و الخطأ الشخصي بحيث توسع مجاؿ الخطأ المرفقي
عمى حساب الخطأ الشخصي كما تـ ىذا التطور بفضؿ نظرية الجمع بيف الخطأ الشخصي و
المرفقي وما يترتب عنيا( .)1
المطلب األول
األخطاء الشخصية و المرفقية كأساس لمسؤولية المرافق الصحية
باعتبار أف اإلدارة شخصا معنويا يمارس نشاطو عف طريؽ موظفيف تابعيف لو ،فاإلدارة
ال تخطئ إال بواسطة العامميف بيا والذي قد يكوف إما خطأ شخصيا يسأؿ عنو مرتكبو أو خطأ
مرفقيا تسأؿ عنو اإلدارة .
فالخطأ ىو انحراؼ عف السموؾ المألوؼ لمشخص العادي ،ويتمثؿ في الدرجة األولى في
اإلخالؿ بااللتزاـ القانوني تمحؽ األضرار بالغير( .) 2
كما عرؼ الخطأ بأنو إخالؿ الشخص عند تصرفو بواجبات الحيطة و الحذر التي يفرضيا
القانوف ،و عدـ حيمولتو تبعا لذلؾ دوف أف يفضي إلى حدوث الضرر ،في حيف كاف ذلؾ في
()3
. استطاعتو ومف واجبو
- 1سمير عبد السميع االودف ،مسؤولية الطبيب والجراح و طبيب التخذير ومساعدييم ،منشأة المعارؼ ،طرابمس،2004 ،
ص234
- 2عبد القادر عدو،المنازعات اإلدارية،دار ىومة لمنشر و التوزيع،الجزائر،2012،ص336
- 3سمير دنوف ،الخطأ الشخصي والخطأ المرفقي في القانونين المدني واإلداري ،دراسة مقارنة،المؤسسة الحديثة لمكتاب،
لبناف ، 2009 ،ص ص171،172،
28
ويمكف أف نستخمص مف أحكاـ القضاء بعض األفكار التي يسترشد بيا لمتفرقة بيف نوعي
الخطأ ،وىي أفكار عامة و عوامؿ مرنة ،وتدور ىذه العوامؿ أساسا حسب وضع الخطأ بالنسبة
لموظيفة موضوعيا و حوؿ نسبة مساىمة الموظف المرتكب العمؿ الضار و مدى جسامة
()1
الخطا .
أوال :معٌار الخطا العمدي l'intention mauvaise
يسمى أيضا معيار الفرييػػر " "Laferriereيقوـ ىذا المعيار عمى أساس النزوات الشخصية
لمموظؼ المنسوب إليو الخطأ ،فيو يرى أف الخطأ يعتبر شخصيا إذا كاف التصرؼ الضار
مطبوعا بطابع شخصي يكشؼ عف نية و ضعؼ وعدـ تبصر الموظؼ ،أما إذا كاف العمؿ
الضار غير مطبوع بطابع شخصي وينبئ عف موظؼ عرضة لمخطأ والصواب فيكوف الخطأ
مرفقيا أو مصمحيا .
ىذا المعيار نادى بو الفقيو الفريير ىو معيار شخصي يقوـ بو الموظؼ وىو يؤدي واجباتو
الوظيفية عمى أساس القصد السيئ و يتحقؽ في حالتيف :كمما قصد اإلضرار بالغير أو قصد
فائدتو الشخصية .
و يتحمؿ الموظؼ مسؤولية التعويض بتطبيؽ القواعد العامة ويعود اختصاص الفصؿ إلى
القاضي العادي.
ويعاب عمى ىذا المعيار عدـ أخذه بالخطأ الجسيـ الذي يقع مف جانب الموظؼ حسف النية
ورغـ ذلؾ أدرجو القضاء اإلداري في بعض الحاالت في نطاؽ الخطأ الشخصي.2
ثانيا:معيار الخطأ الشخصي المنفصل عن الوظيفة faute personnelle détachable
de la fonction
وىو معيار ىوريو " "Hauriouيقوـ ىذا المعيار عمى أساس فصؿ الخطأ عف الوظيفة
ففرؽ بيف حالتيف :
أ -حالة الخطأ الشخصي المنفصؿ انفصاال ماديا عف الواجبات الوظيفية .
- 1ياسميف بو الطيف،التعويض عن األضرار الناجمة عن األخطاء المرفقية و الشخصية في القضاء اإلداري ،مذكرة تخرج
لنيؿ إجازة المدرسة العميا لمقضاء،الجزائر،2006- 2005،ص13
- 2سمير دنوف ،المرجع السابؽ ،ص ص213/212 ،
29
ب -حالة الخطأ الشخصي المنفصؿ انفصاال معنويا عف واجب الوظيفة (أغراض ال تخص
الوظيفة).
و يعاب عمى ىذا المعيار أنو واسع نوعا ما لكونو يجعؿ كؿ عمؿ إداري ميما كانت
بساطتو خطأ شخصيا بمجرد كونو منفصؿ عف الوظيفة.
وقد أقر مجمس الدولة الفرنسي في ق اررات عدة مسؤولية اإلدارة عف الخطأ الشخصي الواقع
أثناء الخدمة في قضية lemmonierو التي قضى فييا بمسؤولية البمدية عف خطأ العمدة
الشخصي لعدـ اتخاذه االحتياطات لمنع إصابة األشخاص و التي يمكف أف تنشأ عف إطالؽ
()1
نار في حقؿ عاـ خصوصا و أنو قد سبؽ تنبيو إلى خطر إطالؽ األعيرة النارية.
ثالثا:معيار اليدف le but poursuivi
وىو معيار دوجي " " Duguitيقوـ ىذا المعيار عمى أساس الغاية مف العمؿ اإلداري
الخاطئ ،فإذا كاف الموظؼ قصد بعممو تحقيؽ أغراض شخصية ال عالقة ليا بالوظيفة أو
االستفادة مف سمطات وظيفتو فإف الخطأ يعتبر شخصيا ،واذا قصد بعممو تحقيؽ أغراض
()2
الوظيفة فإف الخطأ يعد مرفقيا.
ومعنى ىذا أف الموظؼ ال يسأؿ حيف يستعمؿ سمطات ىذه الوظيفة ألغراضو الشخصية .
ويعاب ىذا المعيار أنو غير عممي فيؤدي إلى إعفاء الموظؼ مف المسؤولية في جميع الحاالت
التي يكوف فييا خطأه بحسف نية.
رابعا:معيار الخطأ الجسيم la faute lourde
يقوـ ىذا المعيار عمى أساس جسامة الخطأ فيعتبر الخطأ شخصيا إذا كاف جسيما بحيث ال
يمكف اعتباره مف األخطاء العادية التي يأتييا الموظؼ في حياتو الوظيفية ،وتظير جسامة
الخطأ في الصور التالية:
/1أف يخطئ الموظؼ خطا جسيما كتسمـ األطفاؿ بسبب قياـ احد األطباء بتطعيميـ ضد
البكتيريا بدوف اتخاذ اإلجراءات الوقائية ،بحيث يعد الخطأ في نظر اإلداري خطا شخصيا يرتب
و يعقد مسؤولية الموظؼ .
المطمب الثاني
الضرر وعالقتو بالعمل الموجب لمتعويض
إف إصابة المريض بضرر أثناء خضوعو ألعماؿ العالج أو مف جرائيا ،ىي نقطة بداية
لمحديث عف المسؤولية الطبية ،فوقوع الضرر لممريض يعد عنص ار الزما إلث ػػارة تمػ ػػؾ المسؤولية
( ، )2غير أنو يمكف رغـ حدوث األضرار أال تثور المسؤولية الطبية إذا لـ يثبت أي تقصير أو
إىماؿ ،أي الخطأ مف جانب إدارة المرفؽ الصحي العمومي ،فالضرر ركف أساسي إلقامة
نظرية عالقة السببية التي تربط بينو وبيف الخطأ.
الفرع األول :مفيوم الضرر
يقصد بالضرر بوجو عاـ عمى أنو"ما يصيب الشخص في حؽ مف حقوقو أو في مصمحة
مشروعػ ػ ػػة لػو سواء كػاف ذلؾ الحػؽ أو تمػؾ المصمحػة متعمقػة بسالم ػػة جسمػػو أو مالو أو
()3
عاطفتو "
()4
أيضا ىو األذى الذي يصيب اإلنساف في جسمو أو مالو أو شرفو أو عواطفو.
فالضرر الطبي ال يتمثؿ في عدـ شفاء المريض ،بؿ ىو أثر خطأ الطبيب أو إىمالو
بالقياـ بالواجب الحيطة و الحذر و الحرص أثناء ممارستو لمعمؿ الطبي ،ألف األصؿ التزاـ
()1
الطبيب بوسيمة أو ببذؿ عناية و ال يعتبر التزاما بتحقيؽ نتيجة.
- 1مقدـ السعيد،التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية،دار الحداثة،لبناف ،1985،ص ص17/16،
- 2طاىري حسيف،القانون اإلداري و المؤسسات اإلدارية،المرجع السابؽ،ص202
- 3المحتسب باهلل بساـ،المسؤولية الطبية المدنية و الجزائية،ط،2دار اإليماف،دمشؽ،1984،ص.241
36
/ 3أن يكون الضرر محققا:
أي أف يكوف قد وقع فعال ،أو سيقع حتما فالضرر المحقؽ ال يشمؿ الضرر الحاؿ فقط بؿ
يشمؿ الضرر الذي تأخرت آثاره بعضيا أو كميا إلى المستقبؿ ،كما لو أعطى الطبيب عالجا
لممريض بيدؼ االختبار ،وتجدر اإلشارة إلى أف الضرر المستقبمي يتميز عف الضرر المحتمؿ،
فالضرر المستقب ؿ ىو ضرر وقع بالفعؿ ولكف آثاره ستظير في المستقبؿ ،أما الضرر المحتمؿ
فيو ضرر غير محقؽ ،قد يقع أو ال يقع بذلؾ فال يكوف ىذا الضرر األخير موجبا لمتعويض
()1
إال عندما يقع فعال.
المطمب الثالث
عالقة السببية بين الخطأ الطبي و الضرر
ال يكفي مجرد وقوع الضرر لممريض وثبوت الخطأ عمى الطبيب أو المرفؽ العاـ الطبي،
بؿ البد أف تكوف ىناؾ عالقة مباشرة بيف ىذا الخطأ وذاؾ الضرر ،ىذا ما يعبر عنو بالعالقة
أو الرابطة السببية ،ومتى أثبت المضرور الخطأ و الضرر وكاف مف شأف ذلؾ الخطأ أف
يحدث –عادة -الضرر فاف القرينة عمى توافر ع القة السببية بينيما تقوـ لصالح المضرور و
لممسؤوؿ نفي ىذه القرينة بإثبات أف الضرر قد نشأ عف سبب أجنبي ال يد لو فيو.
فخطأ المريض ينفي رابطة السببية إذا كاف المريض ىو وحده السبب في إحداث الضرر،
أما إذا كاف قد ساىـ مع خطا الطبيب فيوقع الضرر فاف ذلؾ يؤدي إلى انتقاص و تخفيؼ
المحكوـ بو عمى الطبيب بقدر نسبة خطا المريض واشتراكو في إحداث أو تفاقـ الضرر.
ويعرؼ السبب األجن بي بأنو كؿ أمر ال يد لممدعي عميو فيو ،ويكوف السبب األجنبي السبب
في إحداث الضرر و يترتب عميو انتفاء مسؤولية الطبيب كميا أو بعضيا وليذا فاف السبب
األجنبي لو ركناف ىما:
-استحالة دفع الضرر فالمدعي عميو أي الطبيب لـ يتمكف مف مقاومة الضرر الحاصؿ
ولمقاضي السمطة التقديرية في ذلؾ .
المطمب األول
مفيوم المسؤولية دون الخطأ لممرافق الصحية
قػػد يػػؤدي تطبيػػؽ المسػػؤولية بنػػاءا عمػػى الخطػػأ فػػي بعػػض الحػػاالت ،إلػػى اسػػتحالة اسػػتيفاء
التعػػويض عػػف الضػػرر بسػػبب عػػدـ قػػدرة الضػػحية عمػػى إثبػػات وجػػود خطػػأ مسػػند إلػػى اإلدارة ،
ويمكػػف ليػػذه الحالػػة أف تتحقػػؽ إمػػا ألف إثبػػات الخطػػأ أمػػر مسػػتحيؿ –كاسػػتعماؿ سػػالح نػػاري أو
انفجػار -وامػا ألف إثبػات الخطػأ يمكػػف أف يكػوف فػي غيػر محمػو –كػػأف يكػوف الضػرر ناجمػا عػػف
أحد أعماؿ السيادة ،واما ألنو ليس ىناؾ خطأ.
كمػػا تعتبػػر المسػػؤولية اإلداريػػة عمػػى أسػػاس الخطػػأ غيػػر كافيػػة لمواجيػػة العديػػد مػػف الحػػاالت
التػػي يترتػػب عنيػػا تعػػويض المتضػػرريف مػػف ج ػراء تسػػيير الم ارفػػؽ العموميػػة ،وحتػػى تػػتـ مواجيػػة
مختمػؼ ىػذه االحتمػاالت ،فقػد ابتكػر القاضػي المجػػوء إلػى نظػاـ آخػر لممسػؤولية ،يسػمح بتعػػويض
الضحايا :ىذا النظاـ ىو نظاـ المسؤولية بدوف خطأ.
المطمب الثاني
حاالت قيام المسؤولية بدون خطأ و شروطيا
قػػد عػػرؼ القضػػاء اإلداري تط ػػو ار ميمػػا فػػي مجػػاؿ المس ػػؤولية بػػدوف خطػػأ أو عمػػى أس ػػاس
المخػػاطر ،لكػػف ىػػذا لػػـ يمنػػع المشػػرع مػػف تبنػػي نصػػوص قانونيػػة خاصػػة ترمػػي إلػػى سػػف نظػػاـ
لتعويض المتضرريف مػف جػراء األضػرار الالحقػة بيػـ نتيجػة عمػؿ الم ارفػؽ ،لػذلؾ فػإف أمػر تنػاوؿ
حاالت المسؤولية اإلدارية عمػى المخػاطر ينطمػؽ مػف زاويتػيف ترتبطػاف بحػاالت المسػؤولية اإلداريػة
عم ػػى المخ ػػاطر بموج ػػب ن ص ػػوص تشػ ػريعية ،ث ػػـ بتطبيق ػػات المس ػػؤولية اإلداري ػػة عم ػػى المخ ػػاطر
بموجب االجتياد القضائي.
الفرع األول :حاالت قيام المسؤولية بدون خطا
تقاـ مسؤولية المرفؽ العاـ الصحي عمى أساس المخاطر في حاالت عديدة نذكر منيا:
أوال :الحوادث الناشئة عن المواد و المعدات المستخدمة:
ت دخمت اآللة بشكؿ ممحوظ وظاىر حاليا في العالج الطبي ،فقد يصاب المريض بضرر
بسبب تمؾ اآلالت أو األجيزة التي يستخدميا األطباء أثناء قياميـ بالعمؿ الطبي ،و كثي ار ما
تحدث أضرار عديدة لممرضى بسبب و جود عيب أو عطؿ في األجيزة و األدوات حيث يقع
التزاـ عمى عاتؽ المشفى باستخداـ آالت سميمة خالية مف أي عيب يؤثر عمى استخداميا
السميـ(، )1و المستشفى مسؤوؿ عف كؿ المعدات الخطيرة التي يستعمميا ،و يجب عمى موظيفيو
أخذ الحيطة والحذر مف أف ال تسبب أض ار ار لممرضى إما أثناء تركيبيا أو أثناء استعماليا،
فيمتزـ المستشفى بسالمة المريض مف األضرار المستقمة عف المرض الذي لجأ إليو مف أجؿ
عالجو .
ثانيا :الحوادث الناتجة عن النشاطات الطبية:
- 1عبد الحميد ثروت ،تعويض الحوادث الطبية مدى المسؤولية عن التداعيات الضارة لمعمل الطبي،دار الجامعية الجديدة،
االسكندرية،2007،ص.80
41
الستع ػػداده المرضي بؿ يجب أف يكوف شيئا جديدا يضاؼ إلى ما يعاني منو
()1
المريض.
-أف يكػ ػػوف الض ػ ػػرر الحاصؿ جسيما بصورة غير عادية ،وصؿ إلى درجة معينة مف
()2
الخطر.
-وجود عالقة سببية بيف الضرر الحاصؿ و عمؿ اإلدارة و ىذا خالفا لممسؤولية القائمة
عمى الخطأ فشرطيا إثبات تصرؼ اإلدارة الخاطئ و عالقتو بالضرر ،وال تستطيع
اإلدارة التممص مف المسؤولية.
-و في حاؿ إثبات ىذه الرابطة السببية لمسؤولية المرفؽ العاـ الطبي إال في حالة القوة
()3
القاىرة و خطأ الصحية.
المطمب الثالث
االعتبارات التي تقوم عمييا المسؤولية دون خطا لممرافق الصحي
تعددت الدوافع و االعتبارات التي أدت بالقضاء اإلداري خاصة لتطبيؽ المسؤولية بدوف خطأ
الفرع األول :فكرة التزام المستشفى بسالمة المريض
يعتبر المريض في الوقت الذي يتواجد فيو بالمستشفى كائنا ضعيفا يعيد بصحتو و سالمتو
كميا لمقائميف عمييا ويضع كؿ ثقتيـ بيـ ،وذلؾ بيدؼ العناية و الرعاية و حمايتو مف األخطار
التي قد تحدؽ بو ،ومف ثـ كاف عمى عاتؽ المستشفى ضماف سالمة األغذية و األدوية المقدمة
لممرضى وكذا نفس الشيء بالنسبة لألجيزة المستخدمة و التحاليؿ المخبرية المجردة .
الفرع الثاني:المخاطر
43
و المسؤولية دوف خطأ بسبب اإلخالؿ بمبدأ المساواة أماـ األعباء العامة تسمح بالتعويض
عف األضرار الناجمة عف تصرفات غير خاطئة ،األضرار الناجمة بفعؿ القوانيف و االتفاقيات
الدولية ،االضرار الناشئة عف ا متناع اإلدارة عف مد يد المساعدة في تنفيذ أحكاـ القضاء بسبب
دواعي المحافظة عمى النظاـ العاـ ،وتتميز ىذا المسؤولية بخاصيتيف:
-ىو أف الضرر الذي محؿ مطالبو بالتعويض ليس ناجما عف حادث و إنما ىو نتيجة طبيعية،
وحتى حتمية لبعض األوضاع و التدابير.
-و الخاصية الثاني ة ىو أف الحؽ في التعويض ليس مشروطا فقط بتحقؽ ضرر ،وانما يمزـ أف
()1
يكوف الضرر في آف واحد خاص بتحقؽ الضرر .
وتقوـ المسؤولية دوف الخطأ ليدؼ تحقيؽ و تسييؿ عبء اإلثبات عف المريض المضرور،
فكثي ار ما يحدث وأف يتجو المريض لممستشفى لمتخفيؼ مف عمة ويجد نفسو في عمة أكبر وما
يزيد الوضع تأزما ىو استحالة أو صعوبة الحصوؿ عمى تعويض و ذلؾ في غياب خطأ مف
الطبيب أو المستشفى ،وىذا كمو ما جعؿ القضاء يؤكد ويكرس المسؤولية غير الخطيئة
لممستشفى عف األضرار التي تمحؽ بالمنتفعيف بخدماتو ،ولـ يعد لممضرور في ىذه الحالة إقامة
دليؿ عمى خطأ المستشفى ولـ يعد القاضي محمال بعناء البحث عف وقائع يستخمص منيا ىذا
الخطأ وال يبقى أماـ المستشفى مف طريؽ لتخمص مف ىذه المسؤولية إال إثبات القوة القاىرة أو
خطأ المضرور نفسو ،كما يمكف لمقاضي االعتداد بظروؼ الحاؿ في القضية المطروحة كؿ
()2
عمى حدة.
إذا كاف االعتراؼ بوجود مسؤولية اإلدارة أصبح قائما ،إال أف النقاش بقي حوؿ األساس
القانوني الذي ترتكز عميو ىذه المسؤولية ،فإذا كانت القواعد العامة في التشريعات المدنية
تستند إلى مبدأ عاـ يقرر وجوب التعويض عف كؿ خطأ يسبب ضر ار لمغير ,فإف المشكمة التي
يمكف أف تثار بصدد مسؤولية اإلدارة تبرز مف خالؿ التساؤؿ عف نطاؽ ىذه المسؤولية و مدى
تطبيؽ المبدأ السابؽ الذكر خصوصا إذا الحظنا أف اإلدارة شخص اعتباري ناد ار ما يستند
الخطأ إليو وأف األخطاء التي تقع منيا تصدر عف عماليا و موظفييا،الذيف ىـ أشخاص
ثـ إف ىناؾ مف األنشطة التي تقوـ بيا اإلدارة ال تعد أخطاء بالمعنى القانوني المقرر في
المسؤولية و قواعدىا العامة ,و ينتج عف ممارستيا أضرار تمحؽ باألفراد .
فيمكف القوؿ أف األساس القانوني الرئيسي الذي تقوـ عميو مسؤولية المرفؽ الصحي العمومي
في الوقت الحاضر يتمثؿ في الخطأ و استكمؿ ىذا األساس بنظرية المخاطر و ىناؾ مسؤولية
ال تبنى عمى أساس الخطأ أو المخاطر و إنما عمى القانوف المباشرة.
45
الفصل الثاني
األثر المترتب على
المسؤولٌة االدارٌة
للمرافق الصحٌة
46
إف موضوع المسؤولية الطبية و كيفية تحديد مداىا لـ يكف باألمر السيؿ وذلؾ لتعمؽ األمر
بجسـ اإلنساف و حياتو ومشاعره و عواطفو ،ولذا أثار تحديد طبيعة المسؤولية الطبية جدال
واسعا لدى الفقياء القانوف ،فمنيـ مف اعتبر المريض ح ار في تعاممو وفي إبرامو ما شاء مف
العقود ،وكاف مما أريد بيذا شموؿ مسؤولية الطبيب بذلؾ ،واعتبارىا مسؤولية مدنية عقدية،
ومنيـ مف رأى أف المساس بجسـ اإلنساف و حياتو إنما ىو أمر مف النظاـ العاـ و اآلداب
وعمى العموـ إذا لـ يكف ىناؾ ثمة عقد أو إذا حدث الضرر خارج نطاؽ العمؿ فإف
الخطأ بموجب أحكاـ القانوف يكوف خطأ تقصيريا إذ أف المسؤولية العقدية ال توفر الحماية إال
لما يتضمنو العقد صراحة أو ضمنا ،وكثي ار ما يخطئ الطبيب و ينجـ عف خطئو ضرر
بالمريض ،فيسأؿ عف تعويض ما أحدثو مف ضرر ويصبح المرفؽ الصحي العمومي في
47
المبحث األول
طبيعة مسؤولية المرفق الصحي
يتجاذب فكرة الحديث عف طبيعة المسؤولية لممرفؽ الصحي اتجاىاف،ىما مسؤولية عقدية أـ
مسؤولية تقصيرية .
المطمب األول
المسؤولية العقدية لممرفق الصحي
تقوـ المسؤولية العقدية عند وقوع ضرر نتيجة مخافة االلتزاـ التعاقدي فإف الطبيب يكوف
مسؤوال طبقا ألحكاـ المسؤولية العقدية إذا ما تحقؽ الخطأ العقدي مف أحد الجانبيف سواء كاف
دائنا بااللتزاـ أو مدينا .
الفرع األول:مفيوم المسؤولية العقدية
مسؤولية المرفؽ االستشفائي قد تكوف مسؤولية عقدية ،وىي جزاء عدـ تنفيذ المديف
اللتزاماتو أو تأخره عف ذلؾ ،فيمتزـ المديف عف تمؾ بتعويض الضرر الذي أصاب المتعاقد
معو ،ولكي تقوـ المسؤولية التعاقدية البد مف توافر أركاف معينة ،وىي الخطأ العقدي واف يترتب
عمى ىذا الخط ػ ػأ ضرر يصيػ ػب المتعاقػ ػد اآلخر وأف يكوف ىناؾ رابطة سببية بيف الخطأ
()1
والضرر.
الفرع الثاني :تطور الطبيعة العقدية لممسؤولية الطبية
تعتبر سنة 1936كنقطة انطالؽ لتقدـ مفيوـ المسؤولية الطبية و اتخاذىا الطبيعة
التعاقدية و ذلؾ لصدور قرار 20ماي 1936عف محكمة النقض الفرنسية.
و تفترض ىذه المسؤولية وجود عقد يمتزـ مف خاللو الطرفاف بما جاء فيو إذ يقوـ الطبيب
بأداء خدمة ،بينما يقوـ الطرؼ الثاني بدفع مقابؿ تمؾ الخدمة ،و بالتالي فالعالقة بيف الطبيب
49
ثانيا :أن يكون العقد بين الطبيب و المريض صحيح
فإف المسؤولية ال تنشأ عف عقد باطؿ ،وال بد ىنا مف الرجوع إلى أحكاـ المسؤولية
التقصيرية ،ويجدر باإلشارة ىنا أف مما يجعؿ العقد باطال ىو مخالفتو لمنظاـ العاـ و اآلداب و
ذلؾ كما في حالة عدـ إجراء التداخؿ الجراحي لمشفاء مف مرض يعاني منو المريض بؿ إلجراء
تجارب طبية ،إذ ال يجوز أبدا أف يكوف اإلنساف حقال أو محال لمتجارب.
ثالثا :أن يكون المضرور ىو المريض:
يشترط لمقوؿ بأف مسؤولية الطبيب ىي مسؤولية عقدية أف يكوف مف أصابو الضرر ىو
المريض و ذلؾ ألنو لو كاف شخصا آخر غير المريض مثؿ مساعد الطبيب الذي يصاب
بجرح خالؿ إجراء العممية لما جاز االستناد إلى العقد و لكانت مسؤولية الطبية تقصيرية
رابعا :أن يكون الخطأ ال منسوب إلى الطبيب متصال بعقد العالج
قد يرتكب الطبيب أخطاء يتولد عنيا الضرر لمريض أو لغيره خارج دائرة عقد العالج مع
المريض ،وىذا أمر ليس بالمستبعد فالطبيب بشر ،وفي كؿ زماف وفي كؿ مكاف ال يمر يوـ
واال ويكوف ىناؾ شخص أو أكثر قد أصابو ضرر و شخص أو أكثر أحدث ىذا الضرر
مباشرة أو تسببا ،أو تداخمت مع ما صدر مف ىذا األخير مداخمة أو أكثر ،مثؿ القوة القاىرة أو
عمؿ المضرور نفسو أو عمؿ الغير ،وذلؾ كأف ال ينتبو الطبيب إلى أخطاء مطبعية بتحديد
جرعة الدواء فيتسبب عف ذلؾ وفاة الشخص الذي تناوؿ الدواء ،فيذا الخطأ المنسوب إلى
الطبيب ال يمد لعقد العالج بصمة ،واذا كاف األمر كذلؾ فإف المسؤولية تكوف تقصيرية وليست
()1
عقدية .
- 1إبراىيـ صالح عطية،المسؤولية المدنية لمطبيب الناتجة عن خطئو العادي،دراسة مقارنة،مجمة ديالي،كمية التربية لمعموـ
اإلنسانية،العدد ،29،2011،49ص 31
51
ورغـ اعتبار العالقة القائمة بيف الطبيب و مريضو عالقة تعاقدية ،إال انو ىناؾ حاالت
كثيرة يقوـ فييا الطبيب بتقديـ العالج ألشخاص ،ال يمكف عمى موافقتيـ مثؿ حالة الغيبوبة و
()1
وحاالت االستعجاؿ و المرضى عقميا وليس بإمكاف االتصاؿ بأوليائيـ .
الفرع الرابع :حاالت كون المسؤولية العقدية لممرافق الصحية
استقر قضاء محكمة النقض الفرنسية في حكـ ليا عمى أنو مف المقرر نشوء عقد بيف
الطبيب و المريض ال يمتزـ بمقتضاه األوؿ بشفاء الثاني ،بؿ بتقديـ العناية اليقظة التي تقتضييا
الظروؼ الخاصة لممريض ،والتي تتفؽ مع أصوؿ المينة و مقتضيات التطور العممي ،وترتب
عمى اإلخالؿ بيذا االلتزاـ التعاقدي ولو عف غير قصد ،وبناءا عمى ىذا االلتزاـ التعاقدي فإنو
يقع عمى المريض الذي يدعي تخمؼ ىذا االلتزاـ أف يثبت ذلؾ عف طريؽ القواعد العامة في
اإلثبات ،أما إف تمثمت نتيجة العناية الطبية في حدوث إضرار عمى درجة مف الجسامة.
ومف جية أخرى فاف التزاـ الطبيب ينحصر في اإللزاـ ببذؿ عناية حتى ولو تعمؽ األمر
بجراحة التجميؿ ،ويكفي في ىذا الصدد إلثارة مسؤولية الطبيب وجود أي خطأ مف جانبو ولو
يستر طالما كاف ىذا الخطأ مؤكدا ،فال يشترط أف يكوف ىذا الخطأ جسيما ،وتظؿ مسؤولية
المرفؽ االستشفائي تعاقدية حتى ولو كاف العالج والرعاية الطبية قد تمت بدوف مقابؿ مف
جانب المريض .
وتتمثؿ أركاف العقد الطبي فيما يمي:
أوال :التراضي في عقد الطبي
نصت المادة 59مف القانوف المدني عمى أنو "يتـ العقد بمجرد أف يتبادؿ الطرفاف التعبير
عف إرادتيما المتطابقتيف دوف اإلخالؿ بالنصوص القانونية"، 2كما تنص الفقرة األولى مف المادة
- 1لمياء حموش،المسؤولية عن األخطاء الطبية في المستشفيات العمومية،مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماستر في
الحقوؽ،قانوف إداري،جامعة محمد خيضر،2010،2011،بسكرة،ص.40
-2المادة 59القانوف المدني الجزائري.
52
154مف القانوف 05/85المتعمؽ بحماية الصحة و ترقيتيا،يقدـ العالج الطبي بموافقة
()1
المريض أو مف يخوليـ القانوف إعطاء موافقتيـ عمى ذلؾ.
ونصت المادة 44مف مدونة أخالقيات الطب أف" يخضع كؿ عمؿ طبي يكوف فيو خطر
جدي عمى المريض لموافقة المريض موافقة حرة ومتبصرة أو لموافقة األشخاص المخوليف منو
أو مف القانوف وعمى الطبيب أو الجراح األسناف أف يقدـ العالج الضروري إذا كاف المريض في
()2
خطر أو غير قادر االدالء بموافقتو".
والتعبير عف اإلرادة قد يكوف ضمنيا أو صريحا ،غير أف حصوؿ الرضا و وجود إرادة
الطرفيف و التعبير عنيا ال يكفي دوف توافؽ ىاتيف اإلرادتيف و يتـ توافقيما عبر :
-اإليجاب :و ىو العرض الذي يتقدـ بو شخص معيف آلخر بغية الحصوؿ عمى قبولو.
-القبوؿ :و ىو الرد الذي يتقدـ بو الطرؼ الثاني عمى اإليجاب الذي تقدـ بو العارض.
-اقتراف القبوؿ باإليجاب :و ال يحصؿ ذلؾ إال إذا اتصؿ القبوؿ بعمـ الموجب.
ثانيا:المحـ ـ ـ ـل
أي محؿ االلتزاـ و الذي يقصد بو الشيء الذي يمزـ المديف بإعطائو أو بعممو ،أو االمتناع
عف عممو ،فالطبيب المعالج في العقد الطبي يمتزـ بضماف تقديـ العالج لممريض يتـ
باإلخالص و التفاني وضمانة سالمة المريض.
ثالثا :السب ـ ـ ــب
باعتباره ركنا في العقد الغرض الذي يقصد الممتزـ الوصوؿ إليو ورضاه التحمؿ بااللتزاـ،
وعمى ىذا السبب في عقد العالج الطبي ىو الغرض الذي يقصده المريض مف وراء تعاقده مع
الطبيب ،و الغرض مف ىذا التعاقد ىو قصد الشفاء مف طرؼ المريض و الحصوؿ عمى الماؿ
بالنسبة لمطبيب.
- 1المادة 154مف القانوف 05/85المؤرخ في ، 1985/04/16المتضمف حماية الصحة و ترقيتيا المعدؿ و المتمـ
- 2مرسوـ تنفيذي رقـ 246/92المؤرخ في 6يوليو،1992يتضمف مدونة أخالقيات الطب ،ج.ر،ج،ج ،عدد52،1992
،ص.1419
53
المطمب الثاني
المسؤولية التقصيرية
يرى جانبا مف الفقو عدـ إمكانية المتضرر الخيار بيف نظاـ المسؤولية العقدية ونظاـ
المسؤولية التقصيرية ،فمكؿ نظاـ دائرتو الخاصة بو ،مما يجعؿ قياـ العقد بيف المريض و
الطبيب حاجبا لقياـ المسؤولية التقصيرية .
الفرع األول:مفيوم المسؤولية التقصيرية
بات واضحا أف الطبيعة العقدية لممسؤولية الطبية أنيا تنيض كمما وجدت رابطة عقدية
بيف الطبيب و مريضو ،ومف ىنا يتبادر السؤاؿ عف طبيعة الحاؿ بينيما ،أو عف النظاـ الذي
تخضع لو في حالة غياب مثؿ ىذه الرابطة و إصابة المريض بضرر جراء خطأ صادر مف
الطبيب المعالج أو الجراح إذا لـ تربط بيف المريض و الطبيب عالقة عقدية و إلحاؽ الطبيب
بالمريض ضر ار ناشئا عف خطئو ،فإف ىذه الحالة و أمثاليا تخضع ألحكاـ المسؤولية
التقصيرية و ىي ما نص عميو المشرع الفرنسي في الباب الخاص بااللتزامات التي تنشأ دوف
اتفاؽ .
فيي تعالج الضرر عندما ال يربط عقد بيف المضرور و المسؤوؿ بأنو اإلخالؿ بااللتزاـ
الذي يفرضو القانوف عمى األشخاص بعد اإلضرار بالغير ،ولكف اإلجماع يكاد ينعقد اليوـ،
ف قياء وقضاء عمى أف الخطأ التقصيري ىو عبارة عف اإلخالؿ بالتزاـ سابؽ مع إدراؾ المخؿ،
واف االلتزاـ السابؽ ىو واجب محدد أو عاـ يفرضو القانوف عمى الكافة بعدـ اإلضرار بالغير.
إف العالقة بيف الطبيب و المريض في إطار المستشفى العاـ عالقة الئحية ،عمى أساس أف
الطب يب مكمؼ فيو بأداء خدمة عامة ،وىو ما قضت بو محكمة النقض المصرية بأنو ال يمكف
مساءلة طبيب المستشفى العاـ إال عمى أساس المسؤولية التقصيرية ،ألنو ال يمكف القوؿ في
ىذه الحالة باف المريض قد اختار طبيب لعالجو حتى ينعقد عقد بينيما .
54
يظير موقؼ المشرع الجزائري م ف العمؿ الطبي مف خالؿ القوانيف الصادرة في مجاؿ
الصحة و أىميا القانوف 05/85سالؼ الذكر المتعمقة بحماية الصحة وترقيتيا و الذي نص
في المادة الثامنة منو عمى ما يمي :
يشمؿ العالج الصحي الكامؿ ما يأتي:
-الوقاية مف األمراض في جميع المستويات.
-تشخيص المرض و عالجو.
-إعادة تكييؼ المرضى.
-التربية الصحية .
كما تنص المادة 195مف القانوف 05/85يتعيف عمى األطباء و الصيادلة و جراحي
األسناف القياـ بما يأتي "السير عمى حماية صحة السكاف بتقديـ العالج الطبي المالئـ. "...
كذلؾ المادة 16مف المرسوـ التنفيذي رقـ 276/92المتضمف مدونة أخالقيات الطب
تنص عمى:
"يخوؿ الطبيب أو جراح األسناف القياـ بكؿ أعماؿ التشخيص و الوقاية و العالج وال يجوز
لطبيب أو جراح األسناف أف يقدـ عالجا أو يواصمو أو يقدـ وصفات في مياديف تتجاوز
اختصاصاتو أو إمكانية إال في الحاالت االستثنائية "
يظير موقؼ المشرع الجزائري بوضوح أكثر مف خالؿ المراسيـ التنفيذية المتضمنة القانوف
األساسي الخاص بالممارسيف الطبييف و المتخصصيف في الصحة العمومية ،حيث أوردت في
مواده مياـ األطباء و جراحي األسناف و األطباء المتخصصيف و يمكف إجماؿ ىذه المياـ في
التشخيص و العالج و الوقاية العامة ،و التربية الصحية و الخبرة الطبية و التحميالت الطبية و
البحوث في المخابر .
فالمشرع الجزائري قد حذا حذو المشرع الفرنسي و المصري حيث لـ يورد األعماؿ الطبية
عمى سبيؿ الحصر ،كما انو لـ يتطرؽ إلى الخطأ الطبي و اغفؿ اإلشارة إليو سواء في القانوف
55
المدني أو القوانيف المتعمقة بالصحة و مينة الطب ،واف ىذه األخيرة اقتصرت فقط عمى تحديد
واجبات و التزامات الطبيب مما يجعمو غير مجدية في مجاؿ المسؤولية الطبية.
الفرع الثاني :حاالت كون المسؤولية لممرافق الصحية تقصيرية
أوال:المسؤولية التقصيرية لمطبيب في مواجية المريض:
إف مسؤولية الطبيب وفقا عمى ما استقر عميو الفقو و القضاء ىي مسؤولية تعاقدية ،إال أف
ىناؾ حاالت تكوف فييا تمؾ المسؤولية تقصيرية وىذه الحاالت ىي :
-عندما تأخذ مخالفة الطبيب اللتزاماتو ببذؿ العناية طابعا جنائيا ،أي يصبح فعمو يشكؿ
جريمة فالمسؤولية الطبية ىو الفعؿ المكوف لمجريمة.
-إذا نجـ ضرر لمغير بسبب المريض ذاتو ،فتكوف المسؤولية الطبيب أماـ ىذا الغير
مسؤولية تقصيرية ،حتى ولو كاف بيف الطبيب و المريض أو نائبو عقد صحيح ونافذ،
ومف قبيؿ ذلؾ ولو تسبب المريض بنقؿ مرضو إلى الغير عف طريؽ العدوى.
-تدخؿ الطبيب بغير دعوة المريض كاف يصاب شخص في الطريؽ العاـ فيسارع بعض
المارة باستدعاء الطبيب إلنقاذه فالمسؤولية ىنا تكوف تقصيرية لعدـ وجود عقد .
-الطبيب الذي يعمؿ موظفا يعتبر في مركز تنظيمي أو الئحي وأنو يخضع تبعا لذلؾ
القواني ف و الموائح الخاصة بالعامميف بالدولة و في ىذه الحالة ال يمكف مساءلة الطبيب
إال عمى أساس المسؤولية التقصيرية.
-في حالة امتناع الطبيب مف عالج المريض،أو إنقاذه بال مبرر مشروع ،فمسمؾ الطبيب
في ىذه يخالؼ المسمؾ المألوؼ لمطبيب اليقظ إذ في نفس الظروؼ ،الطبيب و إف
كاف ح ار في مزاولة مينتو ولو الحؽ في مباشرتيا بالكيفية التي يراىا فعمية أف يحيط
()1
المريض عمما لطريقة العالج و كيفية آثاره
ثانيا:المسؤولية التقصيرية لمطبيب في مواجية الغير:
- 1مصطفى معواف ،المسؤولية اإلدارية لمطبيب عن األعمال الطبية االستشفائية،مجمة االجتياد القضائي،العدد
الثاني،جامعة محمد خيضر،كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ،2005،ص -ص153 - 152،
56
تكوف مسؤولية الطبيب تقصيرية أيضا في مواجية الغير ،ونقصد بالغير ىنا الذي لحؽ بو
الضرر إما مف العمؿ الطبي و إما إثر وفاة المريض ،أو مف ىذا األخير الموجود تحت إشراؼ
الطبيب.
يتحمؿ الطبيب المسؤولية التقصيرية تجاه الغير بسبب العمؿ الطبي ،ومثاؿ ذلؾ مساعد
الجراح الذي يتعرض إلصابة جراء عمؿ الطبيب أثناء التدخؿ الطبي الجراحي.
وتكوف أيضا مسؤوليتو كذلؾ في الحاالت التي ينجـ عنيا ضرر يسببو المريض لمغير،
نتيجة إىماؿ الطبيب في مراعاة وعالج مريض مختؿ عقميا فيصيب الغير بضرر ،ينطبؽ نفس
()1
الحكـ في حالة إصابة الغير مف عدوى المريض الذي كاف تحت رعاية الطبيب.
ثالثا:موقف المشرع الجزائري من الطبيعة التقصيرية
نص قانوف حماية الصحة وترقيتيا في مادتو 239عمى مسؤولية الطبيب التقصيرية و أكد
ىذا النص عمى أنو يتابع طبقا ألحكاـ المادتيف 288و 289مف قانوف العقوبات أي طبيب أو
جراح أسناف أو صيدلي عمى كؿ تقصير أو خطأ ميني يرتكبو خالؿ ممارستو ميامو أو
بمناسبة القياـ بيا و يمحؽ ضرار بسالمة الجسدية ألحد األشخاص أو بصحتو أو يحدث لو
()2
عج از مستديما أو يعرض حياتو لمخطر أو يتسبب في وفاتو.
كذلؾ يفيـ مف النص المادة 10مف مدونة أخالقيات الطب أنو ال يسوغ لمطبيب أف يتنازؿ
عف استقاللو الميني بأي صورة كا نت ،مما يوحي بأف المشرع الجزائري قد اتجو نحو فكرة
ضرورة توفير االستقالؿ التاـ لمطبيب في ممارسة مينتو الطبية ،بحيث ال يخضع إلى أي
توجيو كاف ،و إذا لـ يحترـ الطبيب االلتزامات الممقاة عمى عاتقو ،يوجز لمف تضرر مف ذلؾ
رفع دعوى قضائية أماـ المحاكـ المدنية وفقا لممادة 221مف ذات المدونة ،عمى أساس
المسؤولية التقصيرية في حالة التي يخالؼ فييا الطبيب بواجب قانوني .
المبحث الثاني
المطمب األول
موضوع دعوى المسؤولية اإلدارية عمى المرفق الصحي و أطرافيا
يعتبر المجوء إلى القضاء الطريقة التي يمكف مف خالليا حصوؿ المريض المتضرر عمى
التعويض مف المتسبب في إحداث الضرر الذي ألحؽ بو.
الفرع األول :موضوع دعوى المسؤولية اإلدارية عمى المرفق الصحي
إف موضوع الدعوى التي يباشرىا المريض المتضرر عمى المرفؽ الصحي العاـ ،ىو
المطالبة بالتعويض(دعوى التعويض) عف ما لحقو مف ضرر ،والسبب الذي يدفعو لرفع ىذه
الدعوى ضد المرفؽ العاـ الصحي ىو شعوره بأف ىذا المرفؽ ألحؽ مساس و إخالؿ بمصمحة
مشروعة لو ،و المتمثمة في الحفاظ عمى سالمة جسده وصوف كرامتو ،بذلؾ يسعى جاىدا إلى
إصالح االختالؿ الحاصؿ و إعادة التوازف لو بتعويض عف ما لحقو مف ضرر.
الفرع الثاني :أطراف دعوى المسؤولية اإلدارية عمى المرفق الصحي
يكوف لدعوى المسؤولية اإلدارية ضد المرفؽ الصحي العمومي أطراؼ وىما:
أوال :المدع ـ ـ ـي
المدعي في دعوى التعويض المرفوعة ضد المرفؽ الصحي ىو المريض المتضرر وحده
دوف غيره ،وىذا التحديد ال يمنع بطبيعة الحاؿ مف أف ينصرؼ إلى خمفو العاـ والى نائبو
ووكيمو حسب األحواؿ ،ويشترط في المدعي المريض المتضرر جممة مف الشروط لتكوف دعواه
58
مقبولة لمفصؿ فييا أماـ القضاء و الواردة في نص المادة 13مف قانوف اإلجراءات المدنية و
اإلدارية ( )1والتي ىي الصفة و المصمحة و اإلذف عند االقتضاء.
)1الصفـ ـ ـة:
الصفة عموما ىي لصاحب المركز القانوني الذاتي أو الحؽ الشخصي و يمكف أف نعتبره
المعتدى عميو ،و في مجاؿ المسؤولية الطبية صاحب الحؽ ىو الذي وقع عميو الضرر الطبي
أو ضرر ناتج عف سوء تنظيـ و تسيير المرفؽ الصحي ،وسواء كاف ىذا الضرر ماديا أو
معنويا ،ليذا مف الطبيعي أف يكوف المريض و في حالة وفاتو أو عجزه تنتقؿ ىذه الصفة إلى
ذويو أو نائبو أو وكيمو حسب الحالة .
وتعتبر الصفة مف النظاـ العاـ يثيرىا القاضي مف تمقاء نفسو في حالة مخالفتيا .
() 2
فبالتالي ىي جوىر أي دعوى مف المسمـ "ال دعوى بدوف مصمحة " )2المصمحة:
قضائية و كذلؾ المعيار الذي يعتمد عميو القاضي أساسا لقبوؿ أو رفض الدعوى أصال،
ويمكف تعريفيا الفائدة العممية التي يسعى مف خالليا المدعي إلى رفع دعوى قضائية
لتحقيقيا.
فالمريض المتضرر مصمحتو مف رفع دعوى قضائية ضد المرفؽ الصحي العمومي ،تكمف
في الحصوؿ عمى تعويض كامؿ و مقابؿ لما ألحقو مف ضرر أصابو مباشرة أو ارتد عميو مف
ضرر أصاب غيره بحكـ وجود عالقة قائمة بينيما ،وعادة ما نجدىا بيف األقارب وكؿ مف لحقو
ضرر محققا نتيجة الواقعة الضارة ،و بالنسبة لمورثة أو ذوي المريض يمكنيـ في حالة الوفاة
رفع دعوى متعمقة بالتعويض عف الضرر المعنوي لحادثة وفاة المريض ودعوى أخرى لتعويض
المادي في حالة إثبات انو كاف يعوليـ في حياتو ،كما تعتبر المصمحة مف النظاـ العاـ ،حيث
()3
يمكف لمقاضي إثارتيا في حاؿ عدميا .
المطمب الثاني
الجية القضائية المختصة بدعوى المسؤولية اإلدارية عمى المرفق الصحي
تخضع دعوى التعويض في إطار المسؤولية الطبية عمى المرافؽ العامة الصحية ،شأنيا
شأف دعوى التعويض في إطار المسؤولية المدنية أو المسؤولية اإلدارية تجاه المرفؽ العاـ ميما
كاف نوعو.
الفرع األول :االختصاص النوعي
لطبيعة المرفؽ العاـ الصحي كونو مرفؽ تابع لمقطاع العاـ ،فاف القضاء اإلداري ىو الذي
يتكفؿ وحده في معالجة القضايا التي يكوف فييا طرفا ،فالطبيعة القانونية ليذا المرفؽ ىي التي
تحدد نوع الدعوى التي يقدميا المريض ضده ،فيذا المبدأ العاـ يقوـ عمى أساس أف األخطاء
التي يرتكبيا الطبيب العامؿ بالمرفؽ الصحي يدخؿ في اختصاص القضاء اإلداري بشرط أال
1
يشكؿ أخطاء شخصية منفصمة عف آداء الخدمة الصحية المكمفة بآدائيا .
فيذا المبدأ قد يستغمو بعض األطباء بعدـ المثوؿ أماـ القضاء اإلداري ،حيث نجد الجدية في
العمؿ لمطبيب نفسو الذي يعمؿ في القطاع العاـ ليست نفسيا التي يعمؿ بيا لحسابو الخاص
أو بالمؤسسة الطبية الخاصة يعمؿ تحت إطارىا ،عمى الرغـ مف وجود نية حسنة مف قبؿ
المشرع ،وعميو لمطبيعة القانونية لممرفؽ الصحي المنصوص عمييا بنص المادة 02مف
61
المرسوـ التنفيذي 466/97عمى أف "القطاع الصحي مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع
بالشخصية المعنوية و االستقالؿ المالي "( ، )1وبما أف المرفؽ الصحي العمومي ىي مؤسسة
عمومية ذات صبغة إدارية ،فإف القضاء اإلداري ىو المختص في القضايا المرفوعة ضده وىذا
بالرجوع إلى نص المادة 800مف (ؽ.إ.ـ.إ) التي تنص عمى "المحاكـ اإلدارية ىي جيات
الوالية العامة في المنازعات اإلدارية " تختص بالفصؿ في أوؿ درجة ،بحكـ قابؿ لالستئناؼ في
جميع القضايا التي تكوف الدولة أو الوالية أو البمدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات
الصبغة اإلدارية طرؼ فييا ".
فالمحاكـ اإلدارية ىي وحدىا المختصة بالنظر في الدعوى التي يرفعيا المريض ضد المرفؽ
العاـ الطبي كقاعدة عامة .
الفرع الثاني :االختصاص اإلقميمي
أما عف االختصاص اإلقميمي لمقاضي اإلداري فيرجع وفقا لنص المادة ( 8مف ؽ.إ.ـ)
بالنسبة لمخدمات الطبية إلى الجية القضائية التي يوجد بيا مكاف تقديـ العالج ،إلى أف القضاء
أحكاـ االختصاص القضائي وىو ما تأكد في قرار المحكمة الجزائري حريص عمى تطبيؽ
العميا بتاريخ 1998/10/20الذي جاء في حيثياتو" ...حيث أف قضاة الموضوع لما قضوا
عمى الطاعف(المستشفى) بضماف دفع تعويضات نتيجة األخطاء المينية التي ارتكبيا الطبيباف
مسببيف قرارىـ بأف دعوى التعويض ىي دعوى تبعية لمدعوى األصمية ،و إف قاضي األصؿ
الجزائي ىو قاضي الفرع...فاف تسبيبيـ ىذا جاء مخالؼ لمقانوف ..حيث أف المراكز
االستشفائية الجامعية تعتبر مؤسسات عمومية ذات طابع إداري ،كما نص عميو مرسوـ - 25
86المؤرخ في ، 1986/02/11وأف الدعوى المدنية التبعية،المتعمقة بالمسؤولية المدنية ليذه
المراكز ،يرجع الفصؿ فييا إلى الغرفة اإلدارية لممجمس القضائي كدرجة أولى ،ىذا و إف بدا
- 1المرسوـ التنفيذي رقـ 466- 97المؤرخ في 1997- 12- 02المحدد لقواعد إنشاء تنظيـ و سير القطاعات الصحية .
62
واضحا أف القاضي اإلداري ىو المختص مبدئيا بنظر دعاوى مسؤولية المرافؽ الصحية
العمومية.
المطمب الثالث
تقدير القاضي اإلداري لعناصر المسؤولية الطبية
إف نقطة االنطالؽ في إثارة مسؤولية المرفؽ االستشفائي ىي تحديد نظاـ المسؤولية التي
ينوي الضحية إثارتيا ،والتي تضمف استفاء حقو في التعويض ،وذلؾ بما يتالءـ و طبيعة
الضرر الذي أصابو ،فعميو أف يظير أركانيا ،ويثبتيا بشكؿ قاطع أما مسألة البحث عف
األساس القانوني الذي تبنى عميو المسؤولية فيتعيف عمى القاضي القياـ بيا ،لتبرير حكمو في
تعويض الضحية .
يدخؿ في سمطة القاضي اإلداري مسألة تحقؽ الفعؿ أو الترؾ أو عدـ حصولو وىي مسألة
واقعية تدخؿ ضمف سمطة القاضي اإلداري ،وال معقب لتقديره إال أف وصؼ الفعؿ أو الترؾ بأنو
خطا أو غير خطأ يعد مف المسائؿ القانونية التي يخضع فييا القاضي اإلداري لرقابة مجمس
الدولة .
فاستخالص الخطأ الواجب لممسؤولية يدخؿ في حدود السمطة التقديرية لمقاضي اإلداري،
ماداـ ىذا االستخالص مستمد مف عناصر تؤدي إليو مف وقائع الدعوى ،أما تكييؼ الفعؿ
المؤسس عميو طمب التعويض بأنو خطأ أو نفي ىذا يعد مف الوسائؿ التي يخضع ليا قضاء
المحكمة اإلدارية لرقابة مجمس الدولة ويرجع لممحكمة اإلدارية التثبت و التأكد مف قياـ العالقة
السببية وكذا الضرر شريطة أف نذكر في الحكـ ما ىو الضرر الذي أصاب المدعى ،ويقع
عمى المريض دائما عبء و إثبات خطأ الطبيب فال يحؽ لمقاضي اإلداري أف يقوـ بإثبات ما
يجب عمى المريض إثباتو.
63
لكف القاضي اإلداري يمزـ بالتحقؽ مف حدوث الوقائع التي أثبتيا المريض المضرور و عمى
الطبيب أف يثبت مف انطباؽ وصؼ الخطأ عمى تمؾ الوقائع ،وذلؾ بعرضيا عمى معيار الخطأ
()1
لمعرفة ما إف كاف مف الممكف استنباط خطا الطبيب منيا.
ولمقاضي اإلداري السمطة المطمقة في استنباط القرائف القضائية التي يعتمد عمييا في تكويف
اعتقاده و يسيؿ عمى القاضي اإلداري أف يثبت بنفسو بما يتعمؽ باألعماؿ العادية التي يمتزـ
بيا الطبيب إال انو يبدو عسي ار بالنسبة لألعماؿ الطبية التي تنتمي إلى الفف الطبي .
لذلؾ عمى القاضي اإلداري أف يستعيف في ىذا الصدد بأىؿ الخبرة ،فمو أف ينتدب خبي ار أو
أكثر لتحقيؽ الواقع في الدعوى و إبداء الرأي في المسائؿ الفنية التي يصعب عميو استقصائيا
بنفسو .
إال أف الخبير و إف كاف يساعد القاضي اإلداري في استنباط الخطأ في المجاؿ الطبي،
سواء في المسائؿ التطبيقية أو في األخالؽ الطبية فإف القاضي يستقؿ بالتكيؼ القانوني لمسموؾ
الفني لمطبيب ،إال أف القاضي اإلداري ليس ممزوـ باألخذ برأي الخبراء إذا قدر أنو ظاىر لفساد
و أنو يعارض مع وقائع أخرى أكثر إقناعا مف الناحية القانونية و لكف عمى القاضي اإلداري أف
يأخذ بتقارير الخبراء وأف تعارض رأي أحدىـ مع أراء غيره إذا اقتنع بأنيا واضحة الداللة عمى
خطأ الطبيب.
المطمب الرابع
سمطة القاضي اإلداري في تقدير التعويض و منحو
األصؿ أف التعويض يكوف بقدر الضرر فال يزيد التعويض عمى الضرر وال يقؿ عنو ،و
التعويض قد يكوف في صورة عينية أي بالتزاـ المسؤولية بإعادة الحاؿ إلى ما كاف عميو قبؿ
وقوع الفعؿ الضار ،ويتعيف عمى القاضي أف يحكـ بذلؾ إذا كاف ىذا ممكنا وبناءا عمى طمب
المضرور ،وذلؾ كأف يأمر القاضي بعالج المضرور عمى نفقة المسؤوؿ عمى الضرر.
66
خالصة الفصل:
مف خالؿ ما سبؽ نخمص إلى أف دعوى التعويض تعد ركيزه أساسية لحماية الحقوؽ
الفردية مف تجاوزات اإلدارة في حالة اإلضرار باألفراد وىذه نقطة مشتركة ألغمب التشريعات.
واذا كانت دعوى التعويض ىي الدعوى التي يرفعيا أحد المتقاضيف لممطالبة بتعويض لما
أصابو مف ضرر نتيجة أعماؿ إدارية ،فإف مسؤولية اإلدارة تتحقؽ باإلضافة إلى ركف الخطأ
بضرورة توفر ركنيف أساسييف ىما الضرر وكذا العالقة السببية بيف الضرر والنشاط اإلداري
وما عمى الطرؼ المتضرر في إطار دعوى التعويض إال أف أف يثبت أماـ القاضي اإلداري
العالقة السببية بيف خطأ اإلدارة وبيف ما أصابو مف ضرر حتى يتسنى لمقاضى اإلداري حماية
حقو في جبر الضرر.
وبذلؾ تعد دعوى التعويض الوسيمة الوحيدة لتعويض األفراد عف األضرار التي تسببيا
الدولة في حاالت معينة ،أو في حالة انتي اء ميعاد الطعف باإللغاء دوف الطعف في القرار
اإلداري غير المشروع ،إذ ال يبقى أماـ المعني باألمر إلى المجوء إلى القضاء بتعويض
األضرار التي لحقتو إذ توفرت شروط رفع الدعوى والتي تكوف إما متعمقة بالقرار اإلداري
المطعوف فيو ،أو بالطاعف رافع الدعوى ،أو بالميعاد واإلجراءات الواجب اتباعيا عند رفع ىذه
الدعوى.
67
الخاتمـــــــــــــــــة
الخاتمـــــ ـة:
68
تناولنا في ىذه المذكرة موضوع مسؤولية المرافؽ الصحية العمومية في القانوف الجزائري،
ألنيا تشغؿ اليوـ مكانة ىامة و متميزة وحي از واسعا مف التطبيؽ في ميداف الصحة ،ومف أجؿ
اإللماـ بموضوع الدراسة.
تعرضنا في بادئ األمر إلى دراسة المرافؽ الصحية العمومية و النظاـ القانوني ليا في
مبحث تمييدي ،وكمدخؿ لمدراسة وجب عمينا إعطاء تعريؼ ليذه المرافؽ و النظاـ القانوني
ليا و معرفة العالقة بيف الصحة العامة بالمرافؽ الصحية ،وأيضا دراسة األحكاـ التنظيمية
لممرفؽ الصحي العمومي بتحديد سيرىا مف حيث ىياكميا ومواردىا البشرية ،ثـ قمنا بتبياف
الطابع القانوني ليا وواجباتيا تجاه المرضى.
ثـ تطرقنا إلى دراسة أسس المسؤولية اإلدارية لممرافؽ الصحية في الفصؿ األوؿ ،و
لتحديد المسؤولية اإلدارية لممرفؽ الصحي البد مف تحديد األسس التي ترتكز عمييا ،
فالمسؤولية تقوـ عامة عمى ثالثة أركاف أساسية و ىي الخطأ و الضرر و العالقة السببية ،وىي
نوعاف إما مسؤولية إدارية عمى أساس الخطأ كأساس متيف ليا حيث أظير خصوصيتو تبعا
لطبيعة النشاط المؤدي داخؿ ىذه المرافؽ .
ولقد ارتكز الفقو و القضاء عمى الخطأ ،مف أجؿ تحميؿ األشخاص اإلدارية مسؤولية
التعويض ،وشكؿ بذلؾ الخطأ المسؤولية العامة لممسؤولية اإلدارية حتى و إف أعمف استقالليتو
وتميزه عف األحكاـ الخاصة المعروفة في القانوف المدني ،فالمسؤولية اإلدارية عف الخطأ ىي
مسؤولية عف فعؿ اإلنساف و خطأ المرفؽ ال يمكف أف يسند لمعوف شخصيا تمؾ ىي قاعدة
التمييز بيف الخطأ الشخصي و الخطأ المرفقي في القانوف اإلداري .
أما الشؽ الثاني مف المسؤولية اإلدارية لممرافؽ الصحية العمومية ىي المسؤولية دوف خطأ
عمى أساس المخاطر ،المسؤولية عف األضرار المتولدة عف األعماؿ الطبية التي تمثؿ مخاطر
استثنائية لحدوث المسؤولية اإلدارية لممرافؽ الصحية التي تقوـ عمى العديد مف األسس التي
تتدرج مف ظيورىا ،ففي البداية كانت المخاطر أساسا لممسؤولية دوف الخطأ إلى أف استقر
األمر عمى مبدأ المساواة أماـ األعباء العامة.
69
أما في الفصؿ الثاني فحاولنا التركيز عمى اآلثار المترتبة عمى المسؤولية اإلدارية لممرافؽ
الصحية.
أما في الفصؿ الثاني فحاولنا التركيز عمى اآلثار المترتبة عمى المسؤولية اإلدارية لممرافؽ
الصحية ،وذلؾ بدراسة طبيعة مسؤولية و ظبط األسس الي يمكف االرتكاز عمييا الترتيب
المسؤولية القانونية لممرفؽ الصحي ،وذلؾ ألف عبئ اإلثبات يختمؼ حسب نوع المسؤولية،فيي
تنشأ إما عف عالقة تعاقدية بيف الطبيب و المريض و تخضع في جؿ أحكاميا إلى أحكاـ
نصوص القانوف المدني و ذلؾ لما يتضمنو العقد مف شروط ،وقد تكوف عمى أساس عالقة
تقصيرية يكوف فييا الطبيب ممزـ ببذؿ عناية فقط دوف االلتزاـ بتحقيؽ نتيجة.
ومع توسيع مفيوـ نظرية المرفؽ وظيور فكرة مسؤولية اإلدارة عف األعماؿ الضارة صار
باإلمكاف مقاضاتيا أماـ المحاكـ اإلدارية ،والمشرع الجزائري كغيره مف التشريعات إعتمد ىذا
المبدأ وخص بو بعض المجاالت حسب الطبيعة القانونية لكؿ مرفؽ،و مرفؽ الصحة كغيره مف
المرافؽ العمومية قد خصو المشرع الجزائري بموجب مراسيـ المتضمنة إنشاء المؤسسات
االستشفائية وتنظيميا،وأخضع موظفي ىذا المرفؽ إلى قانوف الوظيؼ العمومي .
إذا فال نظاـ القانوني يختمؼ حسب طبيعة كؿ عالقة والتي يتـ مف خالليا تحديد جزء
المسؤولية اإلدارية لممرافؽ الصحية العمومية وىو التعويض الذي يتحممو مف إلحاؽ الضرر
بالغير ،و تحديد الجية القضائية المختصة بالنظر في النزاع ،وسمطات القاضي في تقدير
عناصر التعويض وقت تقدير التعويض و كيفيتو ،وبذلؾ يتضح أف المشرع سيؿ عمى
المتضرر الحصوؿ عمى التعويضات أماـ الجيات القضائية المختصة ماداـ المرفؽ عمومي
والعامميف بو موظفيف يخضعوف لقواعد المسؤولية اإلدارية .
عمى ىدي ما سبؽ توصمنا إلى استنتاجات تيـ أطراؼ العالقة في العمؿ الطبي كرجؿ
القانوف و الطبيب و المريض ،وبادئ ذي بدء تبيف لنا أف مينة الطب مف ميف المصاعب و
70
المتاعب التي ال تحتاج إلى مؤىالت عممية فقط لممارستيا بؿ تحتاج إلى مواصفات أخالقية
أكثر منيا قانونية بالنظر لسمو غايتيا و نبؿ رسالتيا.
أيضا إف مسؤولية المرفؽ الصحي العمومي تقاـ في إطار عالقات قائمة ،تربط المريض
بالمرفؽ باعتباره لو الحؽ في االنتفاع مف الخدمات العامة ليذا المرفؽ ،وعالقة الطبيب بالمرفؽ
العاـ الطبي باعتباره تابعا لو و مكمفا بأداء ىذه الخدمة لممريض الوافد إليو ،كما تقاـ في إطار
اإلخالالت القائمة في نشاطات المرفؽ ،الطبية و العالجية وحتى اإلدارية منيا ،وفي إطار
االخالالت الواردة عف إلتزامات الطبيب.
مسؤولية المرفؽ الصحي العمومي تقوـ عمى أساس الخطأ كقاعدة عامة ،وعمى أساس
المخاطر(دوف الخطا) كقاعدة استثنائية.
ال يمكف الحصوؿ عمى التعويض ،إال بتوفر أركاف المسؤولية األخرى(الضرر والعالقة
السببية) ،فالتعويض ىو الغاية األساسية التي يسعى المضرور لتحقيقيا لجبر ما أصابو مف
ضرر ،غير أف التعويض يخضع لمبادئ عامة يجب مراعاتيا وقواعد تحكـ تقديره.
وعمى ضوء ىاتو االستنتاجات و الدراسة توصمت إلى جممة مف اإلقتراحات ،تكمف في :
-تزويد الدولة بالمرافؽ الصحية العمومية باإلمكانيات المادية و البشرية ،لكي ال تعتبر
ذريعة لمتخفيؼ مف المسؤولية عمى عاتقيا.
-عمى و ازرة الصحة إعماؿ دورىا في الرقابة المشددة عمى أعماؿ األطباء و المرافؽ
الصحية ،و السماع لشكاوى وطمبات المرضى ،لضبط حصيمة األخطاء و محاولة
وضع حموؿ مناسبة ليا .
-ضرورة تدريس قانوف المسؤولية الطبية في كميات الطب ،وتنظيـ ممتقيات و أياـ دراسية
بصفة دورية في المستشفيات حوؿ مسؤولية األطباء.
-توعية المواطف باألخطاء الطبية ليجسد بذلؾ رقابة شعبية عمى أعماؿ المرافؽ الصحية
العمومية ،فيكوف ىذا األخير حريص عمى تقديـ خدماتو عمى أحسف وجو.
71
-فتح مجاؿ التخصص في الميداف القضائي ،لتكويف قضاة متخصصيف في مجاؿ
الصحة و المسؤولية الطبية بالموازاة مع تنصيب المحاكـ اإلدارية .
-تقديـ ضمانات لمطبيب عمى األخص الرتباطو الشديد بجسـ اإلنساف ،ليؤدي عممو عمى
أكمؿ وجو .
72
قائمــــة المراجع
قائمة المراجع:
أوال:النصوص القانونية
73
أ-القوانين:
.1القانوف 05/85المؤرخ في ، 1985/04/16المتضمف حماية الصحة و ترقيتيا المعدؿ و
المتمـ.
.2القانوف رقـ 09- 08المؤرخ في ، 2008/02/25المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية و
اإلدارية،الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية ،العدد 21لسنة .2008
.3قانوف رقـ 21- 90المؤرخ في ، 1990/06/15المتعمؽ بالمحاسبة العمومية ،الجريدة
الرسمية لمجميورية الجزائرية العدد 35لسنة .1990
ب -األ وامر:
.1األمر رقـ ،03- 06المؤرخ في ،2006/07/15والمتضمف القانوف األساسي العاـ لموظيفة
العمومية
ج-المراسيم:
.1المرسوـ التنفيذي رقـ 204/88المؤرخ في 1988/10/18المحدد شروط إنجاز العيادات
الخاصة و فتحيا وعمميا المعدؿ و المتمـ بالمرسوميف التنفيذييف رقـ 380/92و69/02
.2المرسوـ التنفيذي رقـ 467/97المؤرخ في 1997/12/02المحدد لقواعد إنشاء المراكز
اإلستشفائية الجامعية وتنظيميا وسيرىا.
.3المرسوـ التنفيذي رقـ 465/97المؤرخ في 1997/12/04المتضمف قواعد إنشاء
المؤسسات االستشفائية المتخصصة وتنظيميا وسيرىا ج.ر.ج.ج العدد 81لسنة . 1997
.4المرسوـ التنفيذي رقـ ،108- 95المؤرخ في 1995/06/09و المتضمف إنشاء و كالة نقؿ
الدـ و تنظيميا.
.5المرسوـ التنفيذي رقـ 140/07المؤرخ في 2007/05/19المتضمف إنشاء و تنظيـ وسير
المؤسسات العمومية االستشفائية و المؤسسات العمومية لمصحة الجوارية .
.6المرسوـ التنفيذي 261- 97المؤرخ في ،1997/07/14المتضمف ال قواعد الخاصة بتنظيـ
مديريات الصحة و السكاف الوالئية وسيرىا،ج.ر.ج.ج العدد 47لسنة . 1997
74
.7المرسوـ التنفيذي رقـ 466- 97المؤرخ في 1997- 12- 02المحدد لقواعد إنشاء تنظيـ و
سير القطاعات الصحية.
.8المرسوـ الرئاسي 236- 10المؤرخ في ، 210/10/07المتضمف قانوف الصفقات العمومية
و المعدؿ و المتمـ،ج.ر.ج.ج العدد 58لسنة 2010
.9مرسوـ تنفيذي رقـ 246/92المؤرخ في 6يوليو،1992يتضمف مدونة أخالقيات
الطب،ج.ر،ج،ج،عدد.52،1992
ثانيا:الكــــــتب و المؤلفات:
كتب متخصصة:
.1أكرـ محمود حسيف البدو ،،المسؤولية المدنية لممستشفيات الخاصة،دراسة مقارنة،دار
الحامد،عماف.2003،
.2اسعد عبيد الجميمي ،الخطأ في المسؤولية الطبية المدنية ،دراسة مقارنة،دار الثقافة ،األردف،
الطبعة األولى.2009،
.3أحمد الحياوي ،المسؤولية المدنية لمطبيب في القطاع الخاص،دار الثقافة ،األردف.2005 ،
.4المحتسب باهلل بساـ ،المسؤولية الطبية المدنية و الجزائية،ط،2دار اإليماف،دمشؽ.1984،
.5ىشاـ عبد الحميد فرج،األخطاء الطبية.2007،
.6حمزة الجبالي ،الصحة العامة ،دار أسامة لمنشر،األردف،الطبعة األولى.2006،
.7منى عبد الرحيـ،مبادئ في الصحة و السالمة العامة،دار المسيرة،ب ط،ب س .
.8منير رياض حنا ،المسؤولية الجنائية لألطباء و الصيادلة ،دار المطبوعات الجامعية ،مصر،
.1989
.9محمد حسيف منصور ،المسؤولية الطبية ،دار الجامعة الجديدة ،مصر. 2001،
.10سمير عبد السميع األودف ،مسؤولية الطبيب والجراح و طبيب التخذير ومساعدييم،منشأة
المعارؼ ،طرابمس.2004،
.11عمار عوابدي ،األساس القانوني لممسؤولية اإلدارة عن أعماليا الضارة،الجزائر.1982،
75
.12عبد الحميد الشواربي ،مسؤولية اآلباء و الصيادلة و المستشفيات المدنية الجنائية
التأديبية ،منشاة المعارؼ،مصر.2006،
.13عبد القادر بف تيشة ،الخطأ الشخصي لمطبيب في المستشفى العام،دار الجامعة الجديدة،
مصر.2011،
..14عبد الحميد ثروت ،تعويض الحوادث الطبية مدى المسؤولية عن التداعيات الضارة لمعمل
الطبي،دار الجامعية الجديدة،اإلسكندرية.2007،
..15شريؼ الطباخ،جرائم الخطأ الطبي و التعويض عنيا،دار الفكر الجامعي،مصر.2005،
أ) كتب عامــــــــــــة:
.1أحمد محيو،محاضرات في المؤسسات اإلدارية(ترجمة محمد عرب صاصيال) ،ديواف
المطبوعات الجامعية ،الطبعة الثانية. 1979 ،
.2اعاد عمي محمود القيسي ،القضاء االداري و قضاء المظالم،دار وائؿ لمنشر.
.3طاىري حسيف ،القانون االداري و المؤسسات اإلدارية ،التنظيـ اإلداري،النشاط اإلداري،
دراسة مقارنة ،دار الخمدونية،الجزائر.2007،
.4طاىري حسيف ،الخطأ الطبي والعالجي في المستشفيات العامة،دار ىومو،الجزائر. 200،
.5مقدـ السعيد ،التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية،دار الحداثة ،لبناف
. 1985،
.6مسعود شييوب ،المسؤولية عن اخالل بمبدا المساواة و تطبيقاتيا في القانون اإلداري،
ديواف المطبوعات الجامعية،الجزائر.2000،
.7محمد حسف قاسـ ،الوجيز في نظرية االلتزام،اإلسكندرية.1994،
.8نبيؿ صقر،الوسيط في شرح القانوف االجراءات المدنية و اإلدارية،دار اليومة ،الجزائر
.2009،
.9ناصر لباد ،األساس في القانون اإلداري،سمسة القانوف،الطبعة األولى،دار المجدد.
.10ناصر لباد ،القانون اإلداري( النشاط اإلداري) ،الجزء األوؿ ،لباد ،الجزائر. 2004 ،
76
.11سمير دنوف ،الخطأ الشخصي والخطأ المرفقي في القانونين المدني واإلداري ،دراسة
مقارنة،المؤسسة الحديثة لمكتاب ،لبناف، 2009 ،
.12عبد القادر عدو ،المنازعات اإلدارية ،دار ىومة لمنشر و التوزيع،الجزائر.2012،
77
.2سعيدي الشيخ ،الخطأ الشخصي و الخطأ المرفقي بين موقفي الفقو و القضاء ،مجمة
الموسوعة القضائية ،ج ، 1الجزائر. 2003،
.3مصطفى معواف ،المسؤولية االدارية لمطبيب عن االعمال الطبية االستشفائية،مجمة
االجتياد القضائي،العدد الثاني،جامعة محمد خيضر،كمية الحقوؽ و العموـ السياسية.2005،
خامسا:المواقع اإللكترونية
مفيوـ -الصحة -العامة -https://mawdoo3.com/
صحة -عمومية -https://ar.wikipedia.org/wiki/
78
الفيـــــــــــــرس
79
الفهـــــرس
الصفحة الموضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــــوع
- إى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػداء..................................................................................
- تشك ػ ػ ػ ػ ػ ػرات........................................................................
- قائمة المختصرات................................................................
أ -ج مقدمــــــة................................................................
22 - 4 المبحث التمييدي :المرافق الصحٌة العمومٌة والنظام القانونً لها.....................
4 المطمب األول :تعريؼ الصحة العامة و المرافؽ االستشفائية........................
4 الفرع األوؿ :تعريؼ الصحة العامة................................................
6 الفرع الثاني :تعريؼ المرافؽ االستشفائية............................................
8 المطمب الثاني :النظاـ القانوني لممرافؽ الصحية العمومية في الجزائر..............
9 الفرع األوؿ:المراكز االستشفائية الجامعية
10 الفرع الثاني:المؤسسات االستشفائية المتخصصة
11 الفرع الثالث :المؤسسات العمومية االستشفائية والمؤسسات العمومية لمصحة الجوارية
12 المطمب الثالث :األساس القانوني لعمؿ المرافؽ الصحية العمومية.
13 المطمب الرابع :األحكاـ التنظيمية لمرفؽ الصحة العمومية في الجزائر.
13 الفرع األوؿ :سير المؤسسات اإلستشفائية العمومية في الجزائر.
16 المطمب الخامس:الطبيعة القانونية لممرافؽ الصحية العمومية وواجباتيا تجاه المرضى.
16 الفرع األوؿ :الطبيعة القانونية لممؤسسات اإلستشفائية العمومية.
18 الفرع الثاني :واجبات المؤسسات اإلستشفائية العمومية تجاه المرضى.
41- 23 الفصل األول :أسس المسؤولٌة اإلدارٌة للمرافق الصحٌة
24 المبحث األول :مسؤولية المرافق الصحية القائمة على أساس الخطأ
24 المطلب األول :األخطاء الشخصية و المرفقية كأساس لمسؤولية المرافق الصحية
80
25 الفرع األوؿ :تعريؼ الخطا الشخصي و الخطا المرفقي لممرافؽ الصحية
26 الفرع الثاني :معايير التمييز بين الخطا الشخصي و الخطا المرفقي
81
43 الفرع الثاني :تطور الطبيعة العقدية لممسؤولية الطبية
44 الفرع الثالث :شروط قياـ المسؤولية العقدية
46 الفرع الرابع :حاالت كوف المسؤولية العقدية لممرافؽ الصحية
48 المطمب الثاني :المسؤولية التقصيرية
48 الفرع األوؿ:مفيوـ المسؤولية التقصيرية
50 الفرع الثاني :حاالت كوف المسؤولية لممرافؽ الصحية تقصيرية
52 المبحث الثاني :دعوى التعويض عف مسؤولية المرافؽ الصحية
52 المطمب األول :موضوع دعوى المسؤولية اإلدارية عمى المرفؽ الصحي و اطرافيا
52 الفرع االوؿ:موضوع دعوى المسؤولية االدارية عمى المرفؽ الصحي
52 الفرع الثاني :اطراؼ دعوى المسؤولية االدارية عمى المرفؽ الصحي
المطمب الثاني :الجية القضائية المختصة بدعوى المسؤولية االدارية عمى المرفؽ
55
الصحي
55 الفرع األوؿ:االختصاص النوعي
56 الفرع الثاني :االختصاص االقميمي
56 المطمب الثالث :تقدير القاضي اإلداري لعناصر المسؤولية الطبية
58 المطمب الرابع :سمطة القاضي اإلداري في تقدير التعويض و منحو
62 خاتمة
65- 63 قائمة المصادر و المراجع
82
الممخـــــص
تدخؿ دراسة المسؤولية اإلدارية ضمف مسؤولية السمطة العامة التي مرت بعدة مراحؿ ،
قبؿ الثورة الفرنسية حيث لـ تكف الدولة مسؤولة عف أعماليا غير التعاقدية سواء كانت تصرفات
قانونية أو أعماؿ مادية بسبب ىيمنة مبدأ عدـ مسؤولية الدولة ،ويعتبر موضوع مسؤولية
المرافؽ الصحية العمومية ذو أىمية بالغة يستحؽ الكثير مف العناية و االىتماـ و البحث ،وذلؾ
ال تصالو بجسـ اإلنساف و المحافظة عميو مف األخطار التي قد تنجـ عف األخطاء المرتكبة مف
قبؿ ىذه المراؽ الصحية .
وكاف األساس القانوني ليذه المسؤولية ىو نظرية الخطأ(فعؿ غير مشروع،ضرر،العالقة
السببية) ،ونتيجة لقصور نظرية المسؤولية عمى أساس الخطأ في حماية حقوؽ األفراد
المتضرريف مف أنشطة اإلدارة حيث يصعب عمى المتضرر إثبات الخطأ أو يكوف الخطأ أصال
غير موجود فإف مسؤولية اإلدارة تقوـ في ىذه الحالة رغـ عدـ وجود الخطأ.
وىو ما يعرؼ بنظرية المسؤولية اإلدارية دوف الخطأ كأساس لمسؤولية اإلدارة التي ساعد
في إرساء أسسيا القانونية ووضع قواعدىا و تطوير مبادئيا القضاء اإلداري الفرنسي ،و ىو ما
أخذ بو المشرع الجزائري في نصوصو القانونية و اجتيادات قضائية .
83