Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 15

‫مترجم من اإلنجليزية إلى العربية ‪www.onlinedoctranslator.

com -‬‬

‫‪1‬‬ ‫مشروع هرم الجيزة‬

‫مارك كوزاك هوالند ‪ ،‬كريس بروكتر‬

‫مقال لتقديمه إلى المجلة الدولية إلدارة المشاريع‬

‫لماذا نجحت إدارة مشروع هرم الجيزة؟‬

‫الملخص‬
‫تبحث هذه الورقة في إدارة مشروع بناء هرم الجيزة‪ .‬حتى بناء برج إيفل في عام ‪ ، 1879‬كان ‪ ،‬ألكثر من ‪ 4000‬عام ‪ ،‬أطول مبنى‬
‫في العالم ‪ ،‬وهو الناجي الوحيد من عجائب الدنيا السبع األصلية‪ .‬يُعتقد أنه تم االنتهاء منه في أقل من ‪ 20‬عامًا في عام ‪ 2560‬قبل‬
‫الميالد بدون األدوات األساسية (مثل العجلة) التي يمكن اعتبارها أمرً ا مفرو ًغ ا منه اليوم‪ .‬تم إجراء بحث كبير على الهرم من العديد من‬
‫التخصصات التي تساهم في تحليلنا ‪ ،‬وهو أول من ناقش الجيزة كمشروع ناجح للغاية‪.‬‬

‫يتم فحص بدء المشروع وتنفيذه من أبعاد متعددة تسمح بمنظور أكثر ثرا ًء من قيود العملية والتقنية في هيئات المعرفة الحالية (موريس ‪،‬‬
‫‪ .) 2013‬يوضح هذا أهمية االبتكار الناشئ عن تجربة األهرامات السابقة ‪ ،‬ويوضح الفوائد االقتصادية والسياسية واالجتماعية لمشروع‬
‫األشغال العامة الضخم لالقتصاد الوطني ‪ ،‬ويوضح كيف تمت إدارة قوة عاملة كبيرة بشكل أخالقي ‪ ،‬ويشير إلى كيفية تحديد الجدول‬
‫الزمني من خالل العمر االفتراضي المحتمل للفرعون خوفو ‪ ،‬الذي كان من المقرر أن يدفن داخل الجيزة‪.‬‬

‫نظرً ا لفشل العديد من المشاريع العمالقة (‪ ، )Flyvbjerg ، 2014‬فإن دراسات الحالة هذه من التاريخ لها قيمة معاصرة كبيرة ‪ ،‬وتعزز‬
‫الدعوة إلى مزيد من البحث في المشاريع التاريخية (‪ )Söderlund ، 2011‬التي يمكن أن تؤثر على فهمنا الحالي إلدارة المشروع‪.‬‬

‫الكلمات الدالة‬
‫تاريخ إدارة المشروع ‪ ،‬دراسة حالة إدارة المشروع ‪ ،‬أبعاد إدارة المشروع ‪ ،‬هرم الجيزة ‪ ،‬المشروع العمالق‪.‬‬

‫مقدمة‬ ‫‪.1‬‬
‫في ورقته البحثية األخيرة ‪" ،‬ما يجب أن تعرفه عن المشاريع العمالقة ولماذا‪ :‬نظرة عامة" (‪ ، )2014‬يرى بنت فالي فيبيرج أن‬
‫المشاريع العمالقة تمثل ‪ ٪ 8‬من الناتج المحلي اإلجمالي للعالم (مع تعريف المشروع الضخم على أنه مشروع بميزانية> مليار دوالر)‪.‬‬
‫عالوة على ذلك ‪ ،‬من المقدر أن يتم إكمال ‪ ٪10‬فقط في حدود الميزانية ‪ ،‬و ‪ ٪10‬في غضون الوقت المحدد ‪ ،‬و ‪ ٪10‬يدركون فوائد‬
‫دراسة الجدوى الخاصة بهم‪ .‬ألسباب ناقشها ‪ ، Flyvbjerg‬ال يظهر عدد وحجم هذه المشاريع الجديدة أي توقف‪ .‬ويختتم بمناقشة قيمة‬
‫البحث في المشاريع الناجحة والتي يمكن أن تشير إلى كيفية تكرار الممارسات الناجحة‪ .‬في الواقع ‪ ،‬يمكن القول أن هذا هو المجال الوحيد‬
‫األكثر أهمية للبحث في مجال إدارة المشروع‪ .‬يشير ‪ Flyvbjerg‬إلى مشاريع من السبعين عامًا الماضية والتي تم استخالصها إلى حد‬
‫كبير من دراسات الحالة في أوروبا وأمريكا الشمالية‪.‬‬

‫ومن ثم يجدر أي ً‬
‫ض ا التفكير في كيفية إجراء هذا التحليل‪ .‬يجادل موريس في كتابه المهم "إعادة بناء إدارة المشاريع" (‪ 2013‬أ) ‪ ،‬الذي تم‬
‫تلخيصه في ورقة الحقة في ذلك العام (‪ 2013‬ب)‪:‬‬

‫"في أوائل السبعينيات ‪ ...‬بدأ االنضباط [إدارة المشروع] ‪ ،‬كما أصبح واضحً ا اآلن ‪ ،‬يتأثر بشكل خطير بالقضايا االجتماعية‬
‫واالقتصادية والسياسية والبيئية ‪ ...‬كانت إدارة مشروع الهندسة النظرية المتاحة في هذا الوقت ليس فقط غنيًا أو قويًا بما يكفي‬
‫لمساعدة المديرين على التعامل مع حاالت عدم اليقين التي يخلقها هذا الجيل الجديد من العوامل الخارجية "‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫مشروع هرم الجيزة‬

‫تمامًا كما هو الحال في موضوعات أخرى ‪ ،‬مثل نظم المعلومات (‪ ، )Finkelstein 1992‬أصبح من الواضح أن تبني وجهات نظر‬
‫متعددة ومراجع للبحث من التخصصات األخرى يمكن أن يعزز بشكل كبير البحث والممارسة في إدارة المشاريع‪ .‬قدم ‪Hodgson‬‬
‫)‪ and Cicmil (2006‬حالة لدراسات حالة أكثر أهمية للمشروع تعكس األبعاد السياسية واالجتماعية واألخالقية لعمل إدارة المشروع‪.‬‬
‫نضيف إلى ذلك األبعاد االقتصادية والبيئية التي أثارها موريس (‪ .)2013‬يتم تطبيق هذه األبعاد ‪ ،‬التي تم تعزيزها من خالل البحث‬
‫متعدد التخصصات ‪ ،‬على مشروع هرم الجيزة‪.‬‬

‫تبدأ الورقة بتحديد طريقة جمع البيانات المستخدمة في هذه الورقة‪ .‬ثم يتم تقديم تاريخ قصير لبناء الهرم حيث أن المعرفة التي تم تطويرها‬
‫من هذا كانت أساسية لنجاح هرم الجيزة‪ .‬ثم يحدد السياق والنطاق والقيود الخاصة بمشروع الجيزة‪ .‬تستعرض الورقة بعد ذلك أبعاد إدارة‬
‫المشروع وصلتها بالتصميم والتنفيذ الناجح للمشروع‪ .‬ويلي ذلك مناقشة تفصيلية للتحديات الفنية للمشروع وكيف تم حلها‪.‬‬

‫‪ .2‬الطريقة‬
‫األدلة النصية المتعلقة ببناء هرم الجيزة ال يمكن االعتماد عليها إلى حد ما ألن المصدر الوحيد المبكر هو من الرحالة اليوناني ‪،‬‬
‫هيرودوت من هليكاناسوس ‪ ،‬الذي كتب بعد ‪ 2000‬عام من المشروع‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬فإن تفسير األدلة من نسيج الهيكل الهرمي يمثل‬
‫تحديًا ألنه عانى من الزالزل والتآكل والتشويه والنهب الذي غيّر الحالة األصلية‪.‬‬

‫تم إجراء مراجعة لألدبيات المعاصرة المتعلقة بكل من بناء هرم الجيزة ‪ ،‬ومجموعة متنوعة من التخصصات المختلفة خارج علم‬
‫المصريات التي تشكل دراسة مصر القديمة ‪ ،‬مثل علم اآلثار ‪ ،‬وعلم اآلثار الجيولوجية الحضرية ‪ ،‬واألنثروبولوجيا الجنائية ‪ ،‬وعلم‬
‫اآلثار ‪ ،‬والجيولوجيا‪ .‬توفر هذه أدلة متباينة ومجزأة يتم تجميعها م ًع ا في الورقة إلعادة تفسير دراسة الحالة‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬يطبق‬
‫علماء اآلثار الجيولوجية أساليب علوم األرض على علم اآلثار ويقدمون السياق النقدي والقرائن العملية والمعنى األكبر للمسوحات‬
‫والحفريات األثرية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬يتم تقديم رؤى جديدة من قبل الخبراء الذين يعيدون فحص وإعادة تفسير األدلة الموجودة‬
‫باستخدام تقنيات جديدة مثل تحليل الحمض النووي لبقايا الهيكل العظمي ‪ ،‬ومسح ‪ CAT‬للمومياوات ‪ ،‬تتبع نظام المعلومات الجغرافية‬
‫لتوزيع القطع األثرية والمعالم ‪ ،‬وصور األقمار الصناعية ومسح الرادار األرضي (‪ )GPR‬لهضبة الجيزة والهرم‪ .‬يعتبر االكتشاف‬
‫ضا لدراسة الحالة هذه‪ .‬يقدم‬‫والحفريات األثرية لقرية العمال (كيمب ‪ ، 1989 ،‬ص ‪ )141‬والمقبرة في العقود الثالثة الماضية مهمة أي ً‬
‫هذا البحث الجديد تفسيرات أكثر منطقية لعدد من التحديات التقنية التي لم يتم حلها والتي تمت مناقشتها في هذه الورقة‪.‬‬

‫نتيجة لذلك ‪ ،‬تكون دراسة الحالة ديناميكية ومتطورة حيث يتم تطوير نظريات جديدة من هذه المعرفة المتراكمة‪.‬‬

‫‪ .3‬تاريخ بناء الهرم‬


‫قبل الجيزة ‪ ،‬كان لدى المصريين ما يصل إلى ‪ 300‬عام من الخبرة في بناء األهرامات التي بدأت ببناء المقابر تحت األرض‪ .‬تكمن‬
‫العديد من الدالئل حول كيفية اكتمال مشروع الجيزة في ساللة األهرامات هذه‪ .‬تم التغلب على العديد من التحديات التي يعتقد أنها فريدة‬
‫من نوعها لمشروع الجيزة في هذا التطور إلى هياكل أكبر ‪ ،‬حيث واصل المصريون دفع حدود المواد والمعدات والرجال‪ .‬قاموا بتعديل‬
‫الممارسات خالل هذه المشاريع لتعكس تجربتهم والظروف المتغيرة‪.‬‬

‫تم بناء تعاقب األهرامات كمقابر للفراعنة ‪ ،‬ربما لحماية رحلتهم بعد الموت‪ .‬يُعتقد أنها خدمت غرضً ا ثانويًا مثل المراصد الفلكية‬
‫(فيرني ‪.)2004 ،‬‬

‫في المقابر األصلية أزالوا الرمال وصوالً إلى حجر األساس ثم نحتوا قبرً ا بطول ‪ 4 - 3‬أمتار‪ .‬أقاموا مصطبة ‪ ،‬أو مبنى مستطيل ‪ ،‬فوق‬
‫القبر ‪ ،‬مكون من جدران من الطوب اللبن ترتفع إلى ‪ 6‬أمتار (هودين ‪ .)2010 ،‬كانت ممارسات الدفن القديمة في األساس مدافن في‬
‫حفرة رملية ‪ ،‬ولكن تم اكتشافها بواسطة الرياح والحيوانات البرية‪.‬‬

‫فكر المصريون في عملهم وأجروا تعديالت على الهيكل‪ .‬وهكذا قام المهندس المعماري الفرعون زوسر ‪ ،‬إمحوتب ‪ ،‬بتكديس المصطبة‬
‫على المصطبة لخلق تأثير تدريجي‪ .‬من هذه الطريقة تم االنتهاء من أول هرم مدرج في سقارة عام ‪ 2880‬قبل الميالد ‪ ،‬على ارتفاع‬
‫‪ 109‬مترً ا ‪ ،‬وقاعدة ‪ 125‬مترً ا‪ .‬يتكون الهرم من ست "درجات" أو طبقات منفصلة ‪ ،‬كانت تواجه الحجر الجيري‪ .‬مع تقدم المصريين‬
‫من المصطبة المنفردة إلى الهرم ‪ ،‬كان هناك تحول كبير في البناء ‪ ،‬من الطوب اللبن إلى هيكل من الحجر الجيري يغلف نواة خام من‬
‫جد ا وربما أكبر من أي مبنى حجري سابق في التاريخ (ناشيونال جيوغرافيك ‪.)2015 ،‬‬ ‫الحجارة الخشنة‪ .‬كان هرم سقارة كبيرً ا ً‬
‫‪3‬‬ ‫مشروع هرم الجيزة‬

‫تم بناء الهرم التالي ‪ ،‬الذي سمي على اسم الفرعون سخمخت ‪ ،‬على الرغم من عدم اكتماله في عام ‪ 2648‬قبل الميالد ‪ ،‬على ارتفاع ‪7‬‬
‫أمتار وقاعدة ‪ 125‬مترً ا‪ .‬تم التخطيط له في البداية كهرم متدرج من ست أو سبع درجات وبارتفاع ‪ 71‬مترً ا‪ .‬تم بناؤه من كتل الحجر‬
‫الجيري مثل سقارة‪ .‬تم االنتهاء فقط من الخطوة األولى من الهرم ‪ ،‬تار ًكا نصبًا تذكاريًا على شكل مصطبة كبيرة‪ .‬يُعتقد أن الهرم لم يكتمل‬
‫أبدا بسبب الموت المبكر للفرعون (‪.)Houdin 2013‬‬ ‫ً‬

‫أما الهرم الثاني المكتمل فهو هرم سنفرو المنهار في ميدوم ‪ ،‬حوالي ‪ 2620‬قبل الميالد ‪ ،‬بارتفاع ‪ 92‬مترً ا ‪ ،‬وقاعدة يبلغ ارتفاعها ‪144‬‬
‫مترً ا‪ .‬كان هرم ميدوم أول هرم حقيقي (أي بجوانب مائلة) تم تصميمه وبنائه بخطوات‪ .‬تم حشوها بالحجر الجيري ‪ ،‬على الرغم من أن‬
‫غالف الحجر الجيري لم يكن مستقرً ا وانهار بمرور الوقت‪ .‬كانت حجرة الدفن بالهرم ذات سقف مقبب مبني فوق األرض مقوس لمنع‬
‫انهياره عن طريق توزيع وزن األحجار الكبيرة فوقه‪.‬‬

‫أما الهرم الثالث فكان هرم سنفرو المنحني ‪ ،‬حوالي ‪ 2600‬قبل الميالد ‪ ،‬ويصل ارتفاعه إلى ‪ 105‬أمتار ‪ ،‬وقاعدته ‪ 189‬مترً ا‪ .‬بدأ‬
‫الهرم بزاوية ميل ‪ 60‬درجة لكن األرض تراجعت عن الوزن وأتلفت الغالف‪ .‬وهكذا تمت إضافة طبقة خارجية أخرى من الغالف ‪،‬‬
‫وتغيير الزاوية إلى ‪ 54‬درجة‪ .‬لكن المزيد من المشاكل الهيكلية تطورت مع الهبوط ‪ ،‬حيث تم بناء أحد الزوايا على أرض غير مستقرة‬
‫وبدأت في الغرق‪ .‬انزلق الغالف وحدث المزيد من الضرر‪ .‬كانت التغييرات الهيكلية ضرورية وبالتالي تم تخفيض الزاوية بشكل كبير‬
‫إلى ‪ 43‬درجة‪ .‬تطورت الشقوق في جدران حجرة الدفن وتم قطع خشب األرز بين الجدران لمنع الهرم من االنهيار إلى الداخل‪.‬‬

‫أما الهرم الرابع فكان هرم سنفرو األحمر ‪ ،‬حوالي ‪ 2580‬قبل الميالد ‪ ،‬وبلغ ارتفاعه ‪ 104‬أمتار ‪ ،‬وقاعدته ‪ 220‬متراً‪ .‬بعد دروس‬
‫الهرم المنحني ‪ ،‬وضع المهندسون المعماريون منصة أساس آمنة لعدة طبقات من الحجر الجيري لمنع تكرار مشكلة الهبوط (‬
‫‪ .) Mendelssohn ، 1974‬شجع هذا على بناء الهرم بالحجارة الموضوعة في مسارات مستوية ‪ ،‬بدالً من مائلة ‪ ،‬بزاوية متواضعة‬
‫مماثلة تبلغ ‪ 43‬درجة إلى ارتفاع أقل يبلغ ‪ 104‬أمتار‪ .‬الهرم له نفس حجم قاعدة هرم الجيزة ولكنه يمثل حوالي ‪ ٪66‬من الحجم ألنه أقل‬
‫ارتفاعًا‪.‬‬

‫ضا في عمليات البناء المرتبطة بها وف ًقا للتجربة‪ .‬يعتبر الهرم‬


‫تسلط ساللة األهرامات الضوء على التعديالت في النتيجة النهائية وأي ً‬
‫المنحني مثااًل مناس ًب ا للغاية على كيفية استجابة المصريين النتكاسة ‪ ،‬من خالل عملية تأطير الموقف ‪ ،‬وتجربة الحل ‪ ،‬ورؤية ما يحدث ‪،‬‬
‫وإعادة الصياغة والمحاولة مرة أخرى (‪ .)Marshall and Bresnen ، 2013‬من خالل التفكير في عملهم ‪ ،‬قاموا بإجراء تعديالت‬
‫على زاوية الميل عدة مرات خالل مرحلة البناء حيث تغيرت ظروف المشروع‪.‬‬

‫‪ .4‬إدارة مشروع هرم الجيزة‬


‫‪ 4.1‬بدء المشروع‬
‫بدأ مشروع هرم الجيزة حوالي ‪ 2540‬قبل الميالد لتحقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫لتسليم هرم قبل موت الفرعون‬ ‫‪‬‬


‫تجاوز الهرم السابق في الحجم والروعة‬ ‫‪‬‬
‫تعزيز االقتصاد وثروة األمة ووحدتها ‪ ،‬وبالتالي قوة الدولة‬ ‫‪‬‬
‫وبالتالي فهو يناسب تمامًا مناقشة )‪ Flyvbjerg (2014‬للمشاريع العمالقة‪:‬‬

‫صُممت [المشاريع الكبرى] لتغيير هيكل المجتمع بشكل طموح‪ .‬إنها ساللة مختلفة تمامًا من المشاريع من حيث‬
‫مستوى الطموح والمهل الزمنية والتعقيد ومشاركة أصحاب المصلحة "‪.‬‬

‫تم تعيين ‪ Hemienu‬كمهندس معماري ومشرف ‪ -‬بشكل أساسي كان له دور مدير المشروع‪ .‬كأمير ملكي ‪ ،‬كان مستع ًدا لهذا‬
‫الدور طوال حياته (برير ‪ )2007 ،‬وتعيينه على الفور خفف من المخاطر األكثر شيوعً ا في المشاريع العمالقة ‪ ،‬وهو االفتقار‬
‫إلى الدعم السياسي الرفيع في المراحل الحرجة من المشروع‪ .‬تم توفير إدارة المشروع من قبل الكتبة الذين عملوا لصالح‬
‫‪4‬‬ ‫مشروع هرم الجيزة‬

‫الدولة ولديهم خبرة سابقة كبيرة في دعم المشاريع العمالقة مثل تنظيم قوة عاملة ضخمة وسالسل إمداد ضخمة (‪Kemp ،‬‬
‫‪.)1989‬‬

‫‪ 4.2‬أصحاب المصلحة والنطاق‬


‫غطى النطاق تسليم الهرم نفسه والمجمع الجنائزي المحيط به بما في ذلك الجسر والمعابد (الوادي والمدفن) وحفر لقاربين شمسيين‬
‫(الشكل ‪ .)1‬كانت مدفوعة بتوقعات ومتطلبات أصحاب المصلحة من جميع طبقات المجتمع المصري‪:‬‬

‫فرعون ‪ -‬ليعكس نظامه الحالي ويترك إرثًا للمستقبل‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫‪( Hemienu‬مدير المشروع) ‪ -‬لتسليم المشروع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رؤساء الكهنة ‪ -‬أن يكون لهم مجمع هرمي وجنائزي لمراسم الجنازة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النبالء ‪ -‬لتعزيز االقتصاد وزيادة ثرواتهم وثروة األمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الكتبة ‪ -‬إلدارة وتشغيل المشروع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التجار ‪ -‬للتجارة وتوفير السلع واللوازم والمواد للمشروع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحرفيين ‪ -‬لتقديم خدمات ماهرة للمشروع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مزارعون ‪ -‬النتاج المواد الغذائية والمستلزمات الخاصة بالمشروع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تم تحديد جزء كبير من نطاق المشروع من خالل الحجم الهائل لهرم الجيزة الذي كان تطورً ا منطقيًا من الهرم األحمر‪ .‬االبتكارات التقنية‬
‫‪ ،‬التي تمت مناقشتها أدناه ‪ ،‬كانت ضرورية للتحكم في النطاق‪.‬‬

‫كانت هناك حاجة إلى بنية تحتية معقدة حول الموقع لدعم المشروع وكان يجب أن تكون موجودة قبل بناء الهرم وف ًقا لجدول زمني‪.‬‬
‫وتضمنت مرفأ وقنوات (حواس ‪ ) 1997 ،‬لتلقي مواد البناء ‪ ،‬والمعدات واألدوات ‪ ،‬والمؤن من سالسل التوريد‪ .‬كانت هناك حاجة إلى‬
‫مسارات وساحة بناء لنقل المواد وإنهائها ‪ ،‬بينما تم إنشاء قرية جديدة إليواء العمال‪.‬‬
‫ً‬
‫محاط ا بالمجمع الجنائزي ‪ ،‬وتعقيد الهيكل الداخلي للهرم (مورغان ‪،‬‬ ‫الشكل ‪ : 1‬يبرز من خالل عرض شفاف حجم وحجم الهيكل الخارجي للهرم ‪،‬‬
‫‪)2013‬‬
‫‪5‬‬ ‫مشروع هرم الجيزة‬

‫‪ 4.3‬الجدول‬
‫كان أكبر عائق للمشروع هو الوقت حيث كان البد من استكمال الهرم قبل وفاة الفرعون واالستعداد لجنازته‪ .‬بنا ًء على عمر فرعون (‬
‫‪ )40‬وعمره المتوقع (‪ ، )60‬كانت النافذة المحتملة البالغة ‪ 20‬عامًا ممكنة حيث استغرق بناء الهرم األحمر ‪ 17‬عامًا (رومر ‪،‬‬
‫ص ا من التواريخ المدونة على ظهر كل عشرين‪ .‬كتلة حجرية‪ .‬كان التحدي اآلخر هو تحديد المواعيد مع عوارض‬ ‫‪ ، )2007‬مستخل ً‬
‫الجرانيت الالزمة لسقف حجرة دفن الملك‪ .‬استغرق األمر عشر سنوات الختراق هذه الحزم من محاجر الجرانيت في أسوان على بعد‬
‫‪ 1000‬كيلومتر ‪ ،‬وكان ال بد من تزامن ذلك بعناية مع التقدم في بناء الهرم ‪ ،‬لذلك كان على االرتفاع الصحيح للتركيب‪.‬‬

‫‪ 4.4‬الميزانية‬
‫تمتعت الدولة المصرية بسيطرة هائلة على موارد األمة‪ .‬تم تعويض تكلفة المشروع من خالل فوائد التأثير االقتصادي الكلي لمشروع‬
‫األشغال العامة هذا على تعزيز االقتصاد‪ .‬كانت هناك خطوات استباقية اتخذت لخفض التكاليف‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬أثر موقع محاجر‬
‫الحجر الجيري بالقرب من الموقع على تكاليف النقل (بلوكسام ‪ ، )2000 ،‬كما فعل تشكيل الطبقات القليلة األولى للهرم من صخر‬
‫الهضبة بدالً من كتل المحاجر ‪ ،‬واستخدام مواد أقل تكلفة في أقل وضوحً ا‪ .‬مناطق الهرم‪.‬‬

‫‪ 4.5‬الموارد‬

‫القوى العاملة‬
‫حتى اكتشاف القرية العمالية في عام ‪ ، 1972‬التي تقع على بعد ‪ 400‬متر جنوب تمثال أبو الهول بالجيزة ‪ ،‬كانت الحكمة السائدة هي أن‬
‫العبيد يوفرون قوة عاملة غير ماهرة‪.‬‬

‫لكن اكتشاف حيط الغراب أو "المدينة المفقودة لبناة األهرام" (كيمب ‪ ، 1989 ،‬ص ‪ )141‬أظهر أن القوة العاملة الماهرة تتكون من‬
‫‪ 4000‬إلى ‪ 5000‬حرفي (باول ‪ ، 2002 ،‬ص‪ ، ) 79 .‬وعادة ما يكون عمال الحجارة والبنائين والمساحين وصناع المونة والنجارين‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫مشروع هرم الجيزة‬

‫كانوا جميعً ا جزءًا من النقابات التجارية والحرفية (كارول ‪ )2007 ،‬وعملوا على مدار السنة ‪ ،‬إما في الموقع أو في المحاجر‪ .‬لقد‬
‫استفادوا من نظام االمتيازات المتمثل في إطعامهم وكساءهم وإسكانهم‪.‬‬

‫تم الحصول على القوى العاملة اإلضافية غير الماهرة من المجتمعات في جميع أنحاء مصر والتي كانت مطلوبة لتوفير إمدادات ثابتة من‬
‫العمال على أساس التناوب بدالً من دفع الضرائب‪ .‬كانوا في الغالب مزارعين عملوا لمدة أربعة أشهر بين يوليو ونوفمبر عندما غمر‬
‫النيل حقولهم ‪ ،‬وهو ما عُرف باسم "الفيضان" السنوي‪.‬‬

‫كانت القوى العاملة غير الماهرة مكونة من حفارات وناقالت وناقالت توفر العمالة في فرق صغيرة يقودها جندي ‪ /‬رئيس عمال‪ .‬لقد‬
‫عددا كبيرً ا من الكتل من مقلع إلى موقع حيث لم تكن هناك عجلة أو حيوانات عبوة متاحة للمشروع (‪ .)Vinson ، 2013‬توقع‬
‫نقلوا ً‬
‫دانيال وآخرون (‪ )2007‬أن هناك متوسط قوة عاملة يبلغ ‪ 13.200‬ويبلغ ذروته ‪ 40.000‬على مدى ‪ 10‬سنوات‪.‬‬

‫مواد‬
‫تطلب المشروع مواد بناء كبيرة وأدوات ومعدات‪ .‬لتحقيق ذلك ‪ ،‬كان على المصريين تنظيم سالسل توريد مشاريع معقدة وضخمة عبر‬
‫مناطق واسعة تغطي شرق البحر األبيض المتوسط‪ .‬تم استخراج بعض المواد الخام مثل الحجر الجيري عن قرب نسبيًا (في حدود ‪20‬‬
‫كيلومترً ا) ‪ ،‬على الرغم من أن البازلت كان على بعد ‪ 80‬كيلومترً ا وكان الجرانيت يبعد ‪ 1000‬كيلومتر (بلوكسام ‪ .)2011 ،‬شكلت‬
‫المواد الخام األخرى مثل الجبس واألخشاب والنحاس تحديات لوجستية حيث تم شراؤها فقط من خالل التجارة خارج حدود مصر‪ .‬كان‬
‫لمصر سياسة نشطة للسيطرة على طرق التجارة المربحة مثل طريق بيبلوس (مصر إلى لبنان الحديث)‪.‬‬

‫كانت سلسلة إمداد ضخمة من الطعام والشراب ‪ ،‬من القرى والمزارع ‪ ،‬تتدفق باستمرار إلى موقع المشروع من أجل العمال‪ .‬كانت‬
‫المتطلبات المادية للمشروع والبيئة القاسية مرتفعة للغاية وكان العمال يحتاجون إلى سعرات حرارية يومية أعلى من المعتاد‪ .‬في كل‬
‫يوم ‪ ،‬تم إرسال ‪ 21‬جامو ًسا و ‪ 23‬رأسً ا من األغنام إلى الموقع (حواس ‪ )2010 ،‬حيث كانت القوى العاملة تتغذى لياًل من عملية‬
‫ضخمة لتقديم الطعام حيث كان هناك وفرة من الخبز والبيرة واللحوم (موراي ‪ .)2005 ،‬وقد أدى ذلك إلى توفير الطاقة والقيمة الغذائية‬
‫الالزمة لتلبية متطلبات المشروع‪ .‬عادة ما كانت اللحوم هي النظام الغذائي للطبقات الوسطى وليس الطبقة العاملة‪ .‬النتائج من الحفريات‬
‫في قرية العمال تشمل المخابز الصناعية الحجم ومصانع الجعة (رواسب خزفية كبيرة) ‪ ،‬والمستشفيات ‪ ،‬وحظيرة بها مناطق ذبح بها‬
‫أكوام ضخمة من عظام الحيوانات (شو ‪ .) 2003 ،‬يؤكد التنقيب عن عظام العمال الممعدنة على اتباع نظام غذائي غني باللحوم‪.‬‬

‫كانت المحاسبة والعد أمرً ا بالغ األهمية لمشاريع األشغال العامة بالحجم الهائل وتعقيد سالسل التوريد‪ .‬استخدم المصريون العد ضمن‬
‫جميع جوانب المشروع إلدارته‪ .‬وشمل ذلك تعقيدات سلسلة التوريد وتدفق المؤن (تغذية العمال) ‪ ،‬إلى المواد والمعدات‪ .‬في المحاجر‬
‫وساحات البناء ‪ ،‬تم عد وتتبع الكتل (‪ 2.3‬مليون) بعناية‪ .‬كان العد المصري متطورً ا وشمل نظام الكسور‪ .‬كانت هذه المهارات مهمة‬
‫للغاية داخل المشاريع وكانت موجودة ككفاءة أساسية داخل مصر (‪ .)Ezzamel، 2009‬استخدموا أي ً‬
‫ضا المحاسبة التي تحتوي على‬
‫مفردات محددة وتقنية يهيمن عليها االسم (على سبيل المثال ‪ ،‬اإليرادات والنفقات واإليصاالت والباقي) التي جعلت من الممكن إعداد‬
‫الحسابات في شكل جدول‪ .‬منذ نشأتها األولى في مصر ‪،‬‬

‫‪ 4.6‬المخاطر‬
‫كانت إدارة المخاطر أمرً ا بالغ األهمية للمشروع ‪ ،‬حيث كانت مواقع العمل الواسعة التي امتدت على محاجر المشروع وورش العمل‬
‫وساحة البناء محفوفة بالمخاطر‪ .‬كانت المخاطر على القوى العاملة في المشروع عالية بسبب كميات المواد التي يتم نقلها باستخدام معدات‬
‫بسيطة (الزالجات والحبال والرافعات)‪ .‬كان البد من نحت كتل ضخمة من الجرانيت من المحاجر ‪ ،‬ونقلها ثم التنقل فيها عبر منحدرات‬
‫شديدة االنحدار إلى مواقعها‪ .‬كان هناك مجال صغير للمناورة على الهرم نفسه‪ .‬القوى العاملة بحاجة إلى الحماية الكافية في جميع مناطق‬
‫مواقع العمل هذه‪.‬‬

‫وشملت المخاطر الفنية األخرى القياسات غير الدقيقة التي يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على استقرار مثل هذا الهيكل الضخم‪ .‬تم‬
‫اختيار الموقع نفسه بعناية شديدة ألنه كان بحاجة إلى أساس صلب متين على هضبة مرتفعة بحيث ال يتأثر بفيضان النيل‪.‬‬

‫ومن بين المخاطر األخرى المتعلقة بالمشروع الوفاة المبكرة للفرعون (الراعي) مما قد يغلق المشروع مبكرً ا (برير ‪ .)2007 ،‬كان‬
‫‪ Hemienu‬في موقع قريب من الفرعون ‪ ،‬ووضع جدواًل زمنيًا كان مر ًنا بما يكفي لالستجابة بسرعة إذا تدهورت صحة الفرعون‬
‫‪7‬‬ ‫مشروع هرم الجيزة‬

‫فجأة‪ .‬كانت استراتيجيته هي بناء العديد من غرف الدفن على ارتفاعات مختلفة مع تقدم المشروع‪ .‬مع هذه الحالة الطارئة ‪ ،‬كانت الغرفة‬
‫جاهزة دائمًا في حالة وفاة الفرعون أثناء المشروع (هودين ‪.)2013 ،‬‬

‫‪ 4.7‬الجودة‬
‫كانت الجودة ذات أهمية قصوى في بعض مجاالت المشروع‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬في إعداد الموقع حيث كان ضمان ثبات القاعدة‬
‫وتسويتها أمرً ا بالغ األهمية ‪ ،‬أو جودة المواد الخام مثل كتل الحجر الجيري التي تدعم وزن الهيكل‪.‬‬

‫استثمر المصريون بشكل انتقائي في الجودة حيث كانت هناك توقعات أصحاب المصلحة للقيمة‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬تم استخدام الحجر‬
‫الجيري في مناطق مرئية للغاية مثل األسطح الخارجية للهرم ‪ ،‬والجرانيت المصقول المستخدم داخل غرف الدفن‪ .‬في المناطق األقل‬
‫وضوحً ا مثل داخل الهرم ‪ ،‬استخدموا مواد أقل جودة مثل الركام المربوط بالجبس‪.‬‬

‫تتضمن الجودة التحسين المستمر حيث يتم تجميع التحسينات اإلضافية الصغيرة في نتائج مهمة‪ .‬طور المصريون ممارساتهم من مشروع‬
‫هرم إلى آخر‪ .‬قاموا بتغيير المواد (الطوب اللبن إلى الحجر الجيري وزيادة استخدام البازلت والجرانيت) ‪ ،‬ونوع الهرم (المصطبة‬
‫للدخول إلى هرم حقيقي بجوانب مائلة) ‪ ،‬واستخدموا زوايا ميل أكثر حدة‪ .‬سمحت لهم هذه التحسينات اإلضافية بزيادة الحجم الخارجي‬
‫لألهرامات وتعقيد الممرات والغرف الداخلية‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬زاد حجم غرف الدفن ‪ ،‬وتم نقل مواقعها من تحت األرض إلى فوق‬
‫األرض ‪ ،‬وإلى ارتفاع أكبر داخل الهرم‪.‬‬

‫‪ .5‬أبعاد مشروع هرم الجيزة‬


‫إن فحص هرم الجيزة باستخدام أبعاد موريس يسلط الضوء على سياق المشروع ويساعد على شرح كيف تم تصميم وتحقيق النطاق‬
‫والجدول الزمني الطموحين‪.‬‬

‫‪ 5.1‬البعد السياسي‬
‫توحدت مصر القديمة من مملكتين منفصلتين في أمة واحدة في حوالي ‪ 3150‬قبل الميالد‪ .‬امتد هذا على مسافة ‪ 1100‬كيلومتر من‬
‫أسوان إلى الدلتا ‪ ،‬وهي منطقة كبيرة‪ .‬أصبحت أول دولة قومية في العالم (‪ ، Silverman ، 2003‬ص ‪ ، )22‬وبالنسبة للطبقة الحاكمة‬
‫كان الهدف األساسي هو الحفاظ على هذه الدولة وتقويتها‪ .‬كانت الدولة األولى في التاريخ مع حكومة مركزية قوية استخدمت األشغال‬
‫العامة الكبرى لمعالجة المشاكل الوطنية ‪ ،‬مع المساعدة في الحفاظ على توحيد الدولة وسلطة القيادة‪ .‬تضمنت هذه المشاريع ‪ ،‬مثل تحويل‬
‫مجرى نهر النيل للري ‪ ،‬تنسيق وإدارة أعداد ضخمة من العمال‪ .‬كان مشروع هرم الجيزة آخر في سلسلة مشاريع األشغال العامة ولكن‬
‫على نطاق استثنائي‪ .‬كان للمشروع تأثير على األمة ‪ ،‬المساعدة في الحفاظ على وحدتها من خالل مزاياها ‪ ،‬وتعزيز مكانتها مع جيرانها‬
‫من خالل التجارة والمشتريات‪ .‬كما أنشأت هيكاًل مبدعً ا ؛ تحفة إلظهار قوة الطبقة الحاكمة‪ .‬تعيين ‪ ، Hemienu‬الذي كان أيضً ا الوزير‬
‫جيدا لدور مدير المشروع‪:‬‬‫أو رئيس الوزراء ‪ ،‬كمدير للمشروع ‪ ،‬رسخ األهمية السياسية للمشروع وأعطاه أولوية عالية‪ .‬لقد كان مستع ًدا ً‬
‫لقد كان لديه رؤية للمشروعات الهرمية السابقة (‪ ) Brier ، 2007‬وبالتالي جاء إلى المشروع بفهم كامل للتحديات اللوجستية والتنظيمية‬
‫وكذلك التقنية‪ .‬بنفس القدر من األهمية ‪ ،‬بسبب موقعه المتميز ‪ ،‬كان لديه قوة وموارد كبيرة إلحداث التغيير‪ .‬كما أنشأت هيكاًل مبدعًا ؛‬
‫تحفة إلظهار قوة الطبقة الحاكمة‪ .‬تعيين ‪ ، Hemienu‬الذي كان أيضً ا الوزير أو رئيس الوزراء ‪ ،‬كمدير للمشروع ‪ ،‬رسخ األهمية‬
‫جيد ا لدور مدير المشروع‪ :‬لقد كان لديه رؤية للمشروعات الهرمية السابقة (‬ ‫مستعدا ً‬
‫ً‬ ‫السياسية للمشروع وأعطاه أولوية عالية‪ .‬لقد كان‬
‫‪ ) Brier ، 2007‬وبالتالي جاء إلى المشروع بفهم كامل للتحديات اللوجستية والتنظيمية وكذلك التقنية‪ .‬بنفس القدر من األهمية ‪ ،‬بسبب‬
‫موقعه المتميز ‪ ،‬كان لديه قوة وموارد كبيرة إلحداث التغيير‪ .‬كما أنشأت هيكاًل مبد ًعا ؛ تحفة إلظهار قوة الطبقة الحاكمة‪ .‬تعيين‬
‫ض ا الوزير أو رئيس الوزراء ‪ ،‬كمدير للمشروع ‪ ،‬رسخ األهمية السياسية للمشروع وأعطاه أولوية عالية‪ .‬لقد‬ ‫‪ ، Hemienu‬الذي كان أي ً‬
‫جيد ا لدور مدير المشروع‪ :‬لقد كان لديه رؤية للمشروعات الهرمية السابقة (‪ )Brier ، 2007‬وبالتالي جاء إلى المشروع‬ ‫كان مستع ًدا ً‬
‫بفهم كامل للتحديات اللوجستية والتنظيمية وكذلك التقنية‪ .‬بنفس القدر من األهمية ‪ ،‬بسبب موقعه المتميز ‪ ،‬كان لديه قوة وموارد كبيرة‬
‫إلحداث التغيير‪ .‬رسخ بقوة األهمية السياسية للمشروع وأعطاه أولوية عالية‪ .‬لقد كان مستع ًدا جي ًدا لدور مدير المشروع‪ :‬لقد كان لديه‬
‫رؤية للمشروعات الهرمية السابقة (‪ ) Brier ، 2007‬وبالتالي جاء إلى المشروع بفهم كامل للتحديات اللوجستية والتنظيمية وكذلك‬
‫التقنية‪ .‬بنفس القدر من األهمية ‪ ،‬بسبب موقعه المتميز ‪ ،‬كان لديه قوة وموارد كبيرة إلحداث التغيير‪ .‬رسخ بقوة األهمية السياسية‬
‫مستعدا جي ًد ا لدور مدير المشروع‪ :‬لقد كان لديه رؤية للمشروعات الهرمية السابقة (‪Brier ،‬‬
‫ً‬ ‫للمشروع وأعطاه أولوية عالية‪ .‬لقد كان‬
‫‪8‬‬ ‫مشروع هرم الجيزة‬

‫‪ ) 2007‬وبالتالي جاء إلى المشروع بفهم كامل للتحديات اللوجستية والتنظيمية وكذلك التقنية‪ .‬بنفس القدر من األهمية ‪ ،‬بسبب موقعه‬
‫المتميز ‪ ،‬كان لديه قوة وموارد كبيرة إلحداث التغيير‪.‬‬

‫‪ 5.2‬البعد االقتصادي‬
‫أدى إنشاء الدولة القومية إلى ظهور مجتمع معقد في مصر ‪ ،‬نتج عن التبادل االقتصادي المتزايد والتكامل بين القرى التي كانت تتمتع‬
‫بالحكم الذاتي ساب ًقا (‪ .)Kemp ، 1989‬ركز التوحيد وحكومة مركزية قوية الموارد حيث تمس الحاجة إليها‪ .‬وف ًقا لكيمب ‪ ،‬شهدت‬
‫مصر "تدخاًل مؤسسيًا هائالً في االقتصاد الزراعي" [ص‪ .]319 .‬على وجه الخصوص ‪ ،‬تم تنفيذ مشاريع ري ضخمة لبناء الخنادق‬
‫والقنوات وتحويل نهر النيل‪ .‬ووزعت موارد الدولة كحصص تموينية على العمال وموظفي الدولة وأفراد الجيش في مشاريع األشغال‬
‫العامة‪ .‬وهكذا ‪ ،‬أبقت البيروقراطية التي تسيطر عليها الدولة النظام االقتصادي يعمل لصالح ورفاهية األمة ككل‪.‬‬

‫تضمن مشروع الجيزة توظيف وإقامة وإعالة قوة عاملة ضخمة‪ .‬وشمل توفير جميع المعدات واألدوات والمواد الالزمة‪ .‬كانت المشتريات‬
‫الحكومية كبيرة (‪ ) Bloxam، 2011‬عززت االقتصاد من خالل زيادة حادة في إنتاج الغذاء ‪ ،‬واستخراج وإنتاج المواد الخام (على‬
‫سبيل المثال للبناء) وتطوير سلسلة إمداد كبيرة ومعقدة‪ .‬تم استخدام الفائض من الطعام للتجارة وعبر المجتمع المصري‪ .‬تم شراء بعض‬
‫المواد األساسية التي يتطلبها المشروع مثل النحاس من شبه جزيرة سيناء ‪ ،‬واألخشاب من لبنان ‪ ،‬والجبس من ساحل البحر األحمر ‪،‬‬
‫والفضة والقصدير من جزيرة كريت وقبرص بكميات كبيرة من خالل تجارة السلع التصديرية المنتجة محليًا‪.‬‬

‫‪ 5.3‬البعد االجتماعي‬
‫يجادل بارد بأن هذا االستثمار الضخم والنمو في الموارد أدى إلى زيادة الثروة والصحة لألمة ككل‪ .‬كان له تأثير على جميع طبقات‬
‫المجتمع ‪ ،‬وإشراكهم كأصحاب مصلحة ‪ ،‬وتوحيد السكان في قضية مشتركة (‪ .)Bard ، 2015‬على سبيل المثال ‪ ،‬دعمت القرى‬
‫المشروع بالعمالة بدالً من دفع الضرائب (نوفا ‪ ، ) 1997 ،‬واستفادت من سالسل التوريد التي تم إنشاؤها وفرص العمل التي تم توفيرها‪.‬‬
‫تم توظيف العمال المهرة في ظروف جيدة على أساس طويل األجل ‪ ،‬والعمال غير المهرة على أساس موسمي مما أعطى المزارعين‬
‫العمل عندما غمر النيل حقولهم‪.‬‬

‫‪ 5.4‬البعد األخالقي‬
‫تشير األبحاث إلى أن المشروع تعامل مع القوى العاملة بشكل أخالقي ‪ ،‬وكان له تأثير إيجابي على الروح المعنوية‪ .‬على عكس نظام‬
‫العبودية ‪ ،‬كان للعمال حقوق وتوقفوا عن العمل عندما لم يتلقوا أجورً ا كافية (باول ‪ .)2002 ،‬لقد لجأوا إلى السلطات مع التظلمات ‪ ،‬مما‬
‫أدى إلى معاقبة المشرفين الذين عاملوهم بشكل غير عادل‪ .‬تم تنظيم القوى العاملة بأكملها على أسس عسكرية ‪ ،‬وتم توفير أفضل‬
‫الممارسين الصحيين والموارد لهم (‪ .)Handwerk ، 2002‬تظهر بقايا الهياكل العظمية من مقبرة العامل عالمات الصدمة المرتبطة‬
‫بحوادث موقع البناء‪ .‬عانى هيكل عظمي واحد من كسور عديدة في الساق ولكن مع العالج تم تثبيت الساق والتئام بشكل مثالي‪ .‬تم العثور‬
‫على أدلة على األطراف المبتورة ‪ ،‬واأليدي المكسورة التي عولجت بالربط ‪ ،‬وحتى جراحة الدماغ التي كانت ممارسة شائعة بين األطباء‬
‫لإلصابات الجسدية باستخدام األدوات الجراحية المعدنية (البرونزية ‪ /‬النحاسية)‪ .‬يجادل ساندل بأن المشروع خلق بيئة آمنة وحماية العمال‬
‫من خالل التخفيف من تأثير الحرب أو نقص الغذاء أو عوامل خارجية أخرى مثل أوبئة األمراض المعدية (‪ .)Sandle ، 2013‬على‬
‫سبيل المثال ‪ ،‬في المنطقة مرض السل ‪ ،‬وداء البلهارسيات والمالريا‪1‬يمكن أن تؤثر على القوى العاملة وتشكل تهدي ًدا كبيرً ا في المناطق‬
‫المزدحمة مثل قرية العمال‪.‬‬

‫كانت المساءلة جانبًا آخر من البعد األخالقي وكانت بالغة األهمية في مشاريع األشغال العامة (‪ .)Ezzamel، 2009‬بالنسبة‬
‫للمصريين ‪ ،‬فقد جعل العالم منطقيًا من خالل جعله قابالً للمالحظة والتقرير‪ .‬تم فرض النقوش المحاسبية بشكل كبير على خارج وداخل‬
‫المعابد للعرض العام والمساءلة‪.‬‬

‫‪ 5.5‬البعد البيئي‬
‫أثر المشروع على البيئة بشكل كبير‪ .‬كان للبناء على هضبة الجيزة ‪ ،‬التي تغطي مساحة ‪ 1.5‬كيلومتر مربع ‪ ،‬وإنشاء ميناء قريب‬
‫وقنوات تأثير كبير على النظم البيئية للنهر المحلي‪ .‬ثانيا ً ‪ ،‬استخراج مواد البناء مثل الحجر الجيري والجرانيت في المحاجر المحلية‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ ،‬تأثير اإلنتاج الغذائي وخلق حقول جديدة ودعم أنظمة الري‪ .‬أخيرً ا ‪ ،‬تأثير أحكام ومواد نقل سلسلة التوريد الطويلة ‪ ،‬وإنشاء‬
‫مسارات‪.‬‬

‫‪1‬وجدت األنثروبولوجيا الطبية آثارً ا لهذه األمراض في المومياوات‪.‬‬


‫‪9‬‬ ‫مشروع هرم الجيزة‬

‫حصادا سيًئ ا واح ًدا على األقل خالل مشروع مدته ‪ 20‬عامًا‪ .‬خفف‬
‫ً‬ ‫ضا على المشروع بعدة طرق‪ .‬أوالً ‪ ،‬كان من المتوقع‬
‫أثرت البيئة أي ً‬
‫المصريون من هذه المخاطر من خالل تخزين نسبة من الحبوب في العام السابق في صوامع عميقة (لينر ‪ ، )2010 ،‬في منشأة تخزين‬
‫ضخمة في المبنى اإلداري الملكي لقرية العمال ‪ ،‬لتوفير ما يكفي من الحبوب كمخزن مؤقت لموسم واحد‪( .‬موراي ‪.)2005 ،‬‬

‫ثانيًا ‪ ،‬اكتشف علماء اآلثار الجيولوجية في المناطق الحضرية مؤخرً ا الذين درسوا حفر النوى لتراكم الموقع واالنهيار والتجوية‬
‫والتعرية ‪ ،‬أن الفيضانات المفاجئة ضربت (بوتزر وآخرون ‪ )2013 ،‬ودمرت قرية العمال (كروبلن ‪ .)2013 ،‬لم تنبع الفيضانات من‬
‫نهر النيل ولكنها نتجت عن هطول أمطار موسمية غزيرة من تالل البحر األحمر‪ .‬اجتاحت موجة كارثية في األودية قرية العمال وأدت‬
‫إلى تسييل المباني المبنية من اللبن مما تسبب في كتلة من الطين‪ .‬تم بناء القرية عبر مسار وادي جاف عادة (مسار مجرى سريع الزوال‬
‫ال يتدفق إال لفترة وجيزة بعد فترة من هطول األمطار في المنطقة المجاورة مباشرة)‪ .‬أثرت الفيضانات المفاجئة على هضبة الجيزة مرة‬
‫واحدة على األقل كل ‪ 20‬عامًا‪ .‬وجد بوتزر (‪" ) 2013‬طبقة تلو طبقة من األساسات ثم األنقاض" ‪ ،‬مما يدل على إعادة بناء محمومة بعد‬
‫أربعة أو خمسة فيضانات مفاجئة أخرى‪.‬‬

‫أخيرً ا ‪ ،‬على الرغم من أنه أقل احتمااًل ‪ ،‬كان المصريون قد عرفوا أن زلزااًل في المنطقة كان يمكن أن يكون له تأثير كارثي على‬
‫المشروع‪ .‬حدثت الزالزل الكبرى في المنطقة كل بضع مئات من السنين‪ .‬قد يؤثر هذا ليس فقط على القوى العاملة ولكن على موقع‬
‫العمل بأكمله ‪ ،‬والهرم والبنية التحتية الداعمة‪.‬‬

‫‪ .6‬بناء الهرم‬
‫تساعدنا مناقشة أبعاد المشروع (أعاله) على فهم السياق الذي تم فيه إنجاز تحديات تقنية ال تصدق‪ .‬تتم مناقشة هذه بمزيد من التفصيل في‬
‫هذا القسم ‪ ،‬بنا ًء على االفتراضات المتعلقة بخبراتهم ومعرفتهم وأدواتهم ومعداتهم‪ .‬يعد فحص كيفية حل هذه التحديات أمرً ا مهمًا نظرً ا‬
‫للتأثير الهائل على النطاق والتكلفة والجدول الزمني ‪ ،‬وكذلك على الخدمات اللوجستية وتنظيم المشروع‪.‬‬

‫عاد ًة ما يتضمن التنفيذ الناجح للمشاريع الكبيرة والمعقدة طر ًق ا وتكنولوجيا غير مجربة لحل التحديات التقنية الجديدة‪ .‬وف ًقا لـ ‪Marshall‬‬
‫)‪ ، and Bresnen (2013‬فإن `` التشويش من خالل '' األحداث غير المتوقعة وغير المخطط لها وغير المخطط لها لمشروع ما‬
‫يتطلب قدرات حل المشكالت والتعلم عن طريق التجربة والخطأ وفوائد الخبرة والحدس والحكم الحكيم‪ .‬جمع المصريون تجربتهم‬
‫التاريخية مع التفكير في العمل في مشروع الجيزة‪.‬‬

‫‪ 6.1‬إنشاء مربع كامل من كتل الحجر الجيري‬


‫يجب أن تكون القاعدة مربعة تمامًا وذات زاوية قائمة على مساحة تزيد عن ‪ 53.014‬مترً ا مرب ًعا (‪ 13.3‬فدا ًنا أو ‪ 5.4‬هكتارً ا ‪ ،‬أي ما‬
‫يعادل ‪ 6‬مالعب كرة قدم)‪ .‬وإال فسيكون من الصعب محاذاة الجوانب األربعة المثلثة مع نقطة واحدة في السماء‪ .‬أي عيب في الزوايا‬
‫اليمنى للمربع من شأنه أن يتسبب في انجراف القمة بعي ًدا عن المركز الحقيقي‪.‬‬

‫ً‬
‫موجود ا لقرون عديدة‪ .‬لقد زود المصريين بالقدرة على القياس (األطوال والزوايا والمساحات‬ ‫كان اكتشاف الهندسة في بابل القديمة‬
‫واألحجام) التي تم استخدامها على نطاق واسع في مشاريع الري في مسح وبناء قنوات الصرف على األراضي التي غمرها النيل‪ .‬لعدة‬
‫قرون في مصر ‪ ،‬استخدم "المفتشون" (المساحون) هذه الهندسة لمسح األعمال المنجزة من قبل بيوت المياه (المكاتب المركزية)‪ .‬كانت‬
‫األرض مغطاة بأحواض صغيرة ‪ ،‬محددة بنظام السدود (‪ .)Mays ، 1999‬قطعت وحدات الري (فرق) قنوات الصرف والسدود‬
‫والقنوات ‪ ،‬وأبقتها تحت اإلصالح المستمر‪ .‬طور المهندسون أدوات مسح وهندسة عملية لمساعدتهم على وضع أحجار حدودية لتحديد‬
‫حواف الحقول وأحواض الري‪ .‬يمكن القيام بذلك بسهولة باستخدام سلك واثنين من األوتاد معلقة في األرض ‪ ،‬تقنية مجربة ومختبرة‪ .‬من‬
‫خالل ذلك كان لدى المصريين المهارة والخبرة في القياس والمسح لالنتقال إلى مشاريع الهرم‪ .‬لم يكن إنشاء مربع كامل تحديًا كبيرً ا‬
‫وكانت الجوانب األربعة للقاعدة متعامدة على مسافة ‪ 58‬ملم بطول ‪ 230‬مترً ا ‪ ،‬وفي غضون دقيقة واحدة (‪ 60‬دقيقة في درجة واحدة)‬
‫بزاوية ‪ 90‬درجة مربعة تمامًا‪.‬‬

‫‪ 6.2‬تحديد الشمال الحقيقي ومحاذاة الهيكل‪.‬‬


‫يجب أن يتم توسيط الهرم تما ًم ا ومحاذاة محور الشمال والجنوب مع انحرافات تصل إلى متر واحد فقط‪ .‬كان هذا يعتمد على الشمال‬
‫الحقيقي وليس الشمال المغناطيسي‪ .‬بدون هذه المحاذاة ال يمكن استخدامه كمرصد فلكي‪ .‬تحتاج الغرف الداخلية أي ً‬
‫ضا إلى المحاذاة‪ .‬هذا‬
‫يتطلب دقة وقياسات محكومة وخريطة مسح دقيقة‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫مشروع هرم الجيزة‬

‫كان لدى المصريين عدة حلول لمحاذاة الهرم إلى محور حقيقي بين الشمال والجنوب مع تمركز مثالي‪ .‬استخدموا الهندسة ألخذ القياسات‬
‫وإجراء مسح دقيق للموقع متبوعً ا بإحدى الطريقتين‪ .‬استخدموا في البداية محاذاة النجوم بعناية لمراقبة النجوم التي تدور في المنطقة‬
‫الشمالية من سماء الليل‪ .‬النجوم تتبع قوسً ا من الشرق إلى الغرب‪ .‬يشير خط مرسوم في الوسط إلى الشمال‪ .‬استخدمت التقنية الثانية‬
‫الشمس وظلها للمحاذاة ‪ ،‬وقياس الظالل الملقاة على مدى فترة من األيام‪ .‬وكانت النتيجة النهائية أن هرم الجيزة كان محاذيًا شمااًل (باول ‪،‬‬
‫‪ ، 2002‬ص ‪ )79‬بدقة تصل إلى ‪ 0.05‬درجة‪.‬‬

‫‪ 6.3‬تسوية قاعدة الهرم‬


‫كانت هناك حاجة إلى قاعدة مستوية تما ًم ا ألن عدم دقة السنتيمترات في الجزء السفلي ستترجم إلى أمتار في الجزء العلوي مما يجعل‬
‫ض ا اختيار أرض البناء بعناية شديدة الستقرارها والتأكد من أنها ليست عرضة للهبوط‪.‬‬ ‫الهيكل غير مستقر‪ .‬كان على البناة أي ً‬

‫قام العمال بإزالة الرمال وصوالً إلى حجر األساس‪ .‬لقرون ‪ ،‬استخدم المصريون قنوات لري وغمر الحقول واستخدموا هذه التقنية لتسوية‬
‫قاعدة الهرم‪ .‬كانت القنوات المحفورة في الصخر مملوءة بالماء ‪ ،‬مثل مبدأ مستوى النجار‪ .‬أنتج عالم المصريات مارك لينر (‪، )2010‬‬
‫باستخدام ‪ ، GPR‬خريطة هضبة دقيقة لمختلف الثقوب والخنادق المقطوعة في الصخور حول الهرم‪ .‬اقترح بحثه أن عد ًدا قليالً فقط من‬
‫الخنادق حول المحيط كانت ضرورية للتسوية‪.‬‬

‫مع تقدم الهرم صعو ًد ا بواسطة طبقات ‪ ،‬تم استخدام الخطوط الرأسية للحفاظ على قاعدة مستوية تمامًا‪ .‬فقط االنحرافات الصغيرة التي تقل‬
‫عن سنتيمتر واحد كانت مقبولة لكل طبقة من الكتل وإال حدثت التشوهات (الشكل ‪.)2‬‬

‫‪ 6.4‬إنشاء ممر مستقيم تما ًما إلى غرفة الصخر‬


‫في حالة وفاة الفرعون مبكرً ا ‪ ،‬تم التخطيط لغرفة الدفن األولى تحت األرض في قاعدة صلبة من الحجر الجيري النوميوليت‪ .‬تطلب هذا‬
‫ً‬
‫واحدا وارتفاعه‪ :‬كان الحفاظ على هذه الدقة في‬ ‫نحت ممر مستقيم تمامًا أسفل الهرم في بداية بنائه‪ .‬كان طوله ‪ 120‬مترً ا وعرضه مترً ا‬
‫الغرفة الصخرية السفلية تحديًا خطيرً ا (هودين ‪.)2010 ،‬‬

‫كان للمصريين خبرة واسعة في القطع والحفر في حجر األساس من األهرامات السابقة حيث تم نحت جميع الغرف والممرات بعمق‬
‫كبير‪ .‬اعتمد النهج على مبادئ هندسية وتم تمثيله بكثافة الصخور من المستويات المختلفة ‪ ،‬وزوايا ميل االرتفاع المطلوبة وطريقة البناء‬
‫نفسها ‪ ،‬إما عن طريق حفر الصخور أو البناء بالحجر‪.‬‬

‫ينحدر ممر هرم الجيزة بزاوية ‪ 26.5‬درجة ويختلف فقط بمقدار ‪ 2-1‬مليمتر (أو سمك الصورة المصغرة) لكامل طوله‪ .‬بدأ العمل على‬
‫الممر بينما تم وضع الدورات األولى للهرم‪.‬‬

‫‪ 6.5‬الحفاظ على شكل الهرم المثالي‬


‫طوال فترة البناء ‪ ،‬كان عليهم قياس وحساب موضع الزوايا إلى المركز ‪ ،‬وزاوية ميل النتوءات واألسطح الجانبية‪ .‬كان البد من استخدام‬
‫أحجار الزاوية لتوجيه الدقة الهندسية للزوايا األربع القائمة والحجارة الخارجية‪ .‬إذا لم يتم الحفاظ على الزوايا األربع عند ‪ 90‬درجة‬
‫مثالية ‪ ،‬فيمكن أن ينحرف المركز عن المركز ويمكن أن يتشوه شكل الهرم الكلي حيث يمكن أن تصبح األسطح الجانبية محدبة أو مقعرة‬
‫(الشكل ‪ : 2‬د)‪ .‬بدون هندسة مثالية ‪ ،‬سينحدر الهرم كما حدث في مشروع هرم بنت‪.‬‬

‫الشكل ‪ :2‬مناظر خارجية للهرم توضح كيفية حدوث التشوهات (‪)Sampsell ، 2001‬‬
‫‪11‬‬ ‫مشروع هرم الجيزة‬

‫ً‬
‫متمركزا ولكن مربع القاعدة يصبح‬ ‫في الشكل ‪ C :2‬تكون زوايا الهرم إما أكبر من ‪ 90‬درجة أو أقل منها ‪ ،‬واألقطار متساوية‪ .‬يظل تقاطع األقطار‬
‫أكثر تشوهًا عند كل مستوى‪ .‬في الشكل ‪ ، D :2‬تكون زوايا الهرم زوايا قائمة لكن القطرين غير متساويين‪ .‬يتحول تقاطع األقطار حيث يكون كل مسار‬
‫ملتويًا أو مستديرً ا‪.‬‬

‫لديهم مهارة وخبرة في القياس والمسح‪ .‬يمكنهم بسهولة إنشاء مربع كامل للهرم‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬كان الحفاظ على موضع الزوايا إلى المركز‬
‫ضا مهمة بشكل خاص ألنها ثبتت‬ ‫وزاوية ميل النتوءات أكثر صعوبة وتم باستخدام مقاييس قياس خشبية خاصة‪ .‬كانت أحجار الزاوية أي ً‬
‫أقطار الهرم‪ .‬لقد ضمنوا الدقة الهندسية للزوايا األربع القائمة‪ .‬مع الهرم األحمر ‪ ،‬كافحوا للحفاظ على زاوية الميل من جميع الجوانب‬
‫األربعة‪ :‬وجد عالم المصريات راينر ستاديلمان أن كل جانب له زاوية مختلفة قليالً (‪ ، Isler ، 2001‬ص ‪ )120‬مما يؤدي إلى تعديالت‬
‫مستمرة مع ارتفاع الهرم‪ .‬التعلم من هذا ‪،‬‬

‫‪ 6.6‬تسليم الكتل لكل مستوى من مستويات الهرم المتنامي‪.‬‬


‫طوال فترة البناء ‪ ،‬كان على البناة تسليم كتل من الحجر الجيري ‪ ،‬يزن كل منها ‪ 1.5‬طن ‪ ،‬إلى ارتفاعات كبيرة وموقع دقيق‪ .‬من خالل‬
‫التخطيط الدقيق ‪ ،‬تم اختيار أفضل أرضية على الهضبة مع نتوء صخري بارتفاع ‪ 8‬أمتار ‪ ،‬لتوفير مرساة للهيكل‪ .‬ستشكل المنطقة‬
‫المحيطة بالنتوء الطبقات السفلية للهرم ‪ ،‬حوالي ‪ ٪10‬من الحجم اإلجمالي‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫مشروع هرم الجيزة‬

‫بالنسبة لطبقات الهرم القليلة األولى ‪ ،‬كان توصيل الكتل سهاًل نسبيًا‪ .‬ما وراء هذه الطبقات كان مطلوبًا حاًل وكان أحد التفسيرات المعقولة‬
‫هو منحدر حلزوني داخلي (‪ ) Brier ، 2007‬داخل الهرم الذي سمح ببناء الهرم من الداخل إلى الخارج‪ .‬تم إثبات فكرة المنحدر من قبل‬
‫علماء اآلثار الفرنسيين الذين قاموا بتحليل مسح الجاذبية الصغرى للهرم‪ :‬يبدأ من األسفل ‪ ،‬ويبلغ عرضه مترين ‪ ،‬والرياح عبر الهرم‬
‫مثل المفتاح اللولبي المربع عند انحدار ‪ .٪ 7‬الحجم اإلجمالي للمواد المطلوبة يتناقص بسرعة مع ارتفاع الهرم ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬عند‬
‫‪ 50‬مترً ا من هيكل ‪ 146.5‬مترً ا ‪ ،‬كان ‪ ٪ 82‬من إجمالي المواد في مكانه ‪ ،‬وعند ‪ 100‬متر ‪ ٪ 97‬من المادة‪.‬‬

‫‪ 6.7‬بناء سقف حجرة الدفن لدعم الوزن الكامل للهرم‬


‫عال في الهرم ‪ ،‬على ارتفاع ‪ 43‬مترً ا فوق سطح‬
‫كان على المشروع أن يعالج مشكلة جديدة‪ :‬مشكلة الغرفة التي يتم بناؤها على ارتفاع ٍ‬
‫األرض ‪ ،‬بينما في األهرامات األخرى كانت الغرف تحت األرض أو على ارتفاع أمتار قليلة فقط فوق سطح األرض‪ .‬يجب أن يمتد‬
‫سقف الغرفة في فراغ بطول ‪ 5.2‬متر بين الجدران الشمالية والجنوبية للغرفة‪.‬‬

‫تطلبت غرفة دفن الفرعون تخفيف الوزن الكامل للهرم أعاله‪ .‬كان على السطح أن يمتص الضغط ويعيد توجيهه نحو األحجار المحيطة‪.‬‬
‫لم يكن لدى المصريين المعرفة التحليلية بالرياضيات في مجال السلوك الساكن للهياكل وقوة المواد لحساب القوى الموجودة فوق الغرفة‬
‫والتي يمكن استخدامها اليوم لحساب الضغوط والضغوط واالندفاعات‪ .‬كانوا معتمدين كليا على الخبرة السابقة‪.‬‬

‫لقد تقدموا من التقسيم ‪ ،‬كما في األهرامات السابقة ‪ ،‬إلى العتبات‪ .‬تم نقل هذه العوارض الجرانيتية الضخمة ‪ ،‬التي يتراوح وزنها بين ‪40‬‬
‫و ‪ 70‬طنا ً (‪ 43‬كانت أكثر من ‪ 60‬طنا ً) ‪ ،‬بالقوارب من محاجر الجرانيت في أسوان‪ .‬يوجد فوق سقف الغرفة خمس غرف تخفيف ‪،‬‬
‫مغطاة بجملون لتحويل القوى بشكل جانبي‪ .‬الحجرة قائمة بذاتها داخل القلب الداخلي المعبأ وليست مثبتة على أي شيء‪.‬‬

‫لقد صمموا أيضً ا معرضً ا كبيرً ا ‪ ،‬ويوفر نمط التآكل غير المعتاد أدلة على حدوث نوع من النشاط الحركي واسع النطاق مرة واحدة‬
‫هناك‪ .‬يقترح هودين (‪ ) 2010‬أنه تم بناء نظام ثقل موازن ينزلق على طول قضبان خشبية‪ .‬تم التحكم في حركتها إلى أسفل بعناية ‪ ،‬من‬
‫خالل حجر محمل (بكرة مبكرة) وحبال ‪ ،‬ثم تم نقلها إلى الخارج لتوفير قوة سحب إضافية لسحب كتل الجرانيت ‪ 130‬إلى منحدر‬
‫خارجي قصير وحاد إلى الهرم ‪ ،‬إلى ارتفاع ‪ 43‬حتى ‪ 65‬مترً ا ‪ ،‬وفي موضعها فوق حجرة دفن الملك‪ .‬هذا النظام قلل من حجم فرق‬
‫السحب المطلوبة‪ .‬كانت هذه هي المرة األولى التي يتم فيها استخدام الجرانيت الصلب على هذا النطاق ‪ ،‬بشكل أساسي للغرفة والمعرض‬
‫والممرات والتابوت الحجري (تابوت حجري)‪ .‬بمجرد وضع كل الجرانيت في مكانه ‪ ،‬تم تفكيك المنحدر الخارجي القصير‪.‬‬

‫‪ .7‬إنجاز المشروع‬
‫بحكم التعريف ‪ ،‬كانت الجيزة مشروعًا عمال ًقا للبنية التحتية في عصرها‪ .‬وف ًقا لـ )‪:Flyvbjerg (2014‬‬

‫المشاريع العمالقة هي مشاريع معقدة وواسعة النطاق ‪ ...‬تستغرق سنوات عديدة لتطويرها وبنائها ‪ ،‬وتشارك فيها العديد من‬
‫أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص ‪ ،‬وهي مشاريع تحويلية ‪ ،‬وتؤثر على الماليين من الناس‪.‬‬

‫من الواضح أن المشروع استوفى هذه المعايير‪ .‬لقد سلمت في إطار زمني عشرين عامًا الهيكل األكبر واألطول في العالم والذي أصبح‬
‫معرو ًفا كواحد من عجائب الدنيا السبع‪.‬‬

‫ال تزال دقة ودقة وتعقيد الهيكل تذهل المهندسين والمهندسين المعماريين اليوم‪ .‬الهرم ذو الشكل المثالي ‪ ،‬بواجهة متأللئة من أحجار‬
‫بيضاء مصقولة للغاية ‪ ،‬كان من شأنه أن يجعله مرئيًا للغاية لفترة طويلة ‪ ،‬كما هو الحال اليوم‪ .‬من الالفت للنظر أنها صمدت ألكثر من‬
‫‪ 4500‬عام بعد الزالزل والنهب‪.‬‬

‫وجد فريق المشروع حلواًل لتحديات المشروع من فهمهم لمشاريع الهرم السابقة ‪ ،‬ونفذ هذه الحلول من خالل تنظيم قوة عاملة ضخمة‬
‫ومدعومة جي ًدا‪.‬‬

‫نهج المشروع احتضن التحسينات واالبتكار المستمر‪ .‬تم إجراء تحسينات صغيرة وتدريجية لكل من المنتج والعملية في جميع مجاالت‬
‫المشروع ‪ ،‬وبين المشاريع‪ .‬تم استخدام االبتكار لتقليل النطاق من خالل تبسيط أنشطة معينة (سحب عوارض الجرانيت إلى ارتفاعات‬
‫كبيرة) ‪ ،‬وتضمنت إجراء استثمارات إضافية وتغييرات في التصميم‪ .‬أظهر هذا "قدرتهم على التفكير في العمل من أجل االنخراط في‬
‫عملية التعلم المستمر" (‪ ) Schön ، 1983‬خاصة في التعديالت التي تم إجراؤها في مشروع الجيزة بعد تجربة بنت واألهرامات‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫مشروع هرم الجيزة‬

‫تم نشر المعرفة والموارد االجتماعية واالقتصادية والسياسية ألول دولة قومية في العالم إلكمال المشروع‪ .‬طور المشروع البنية التحتية‬
‫للمجتمع المصري وأظهر حجمه القوة األبدية للفراعنة‪.‬‬

‫كان التعيين السياسي لهيمينو حاسمًا لنجاح المشروع‪ .‬لقد جسد قوة الدولة وأدار المشروع لمدة ‪ 20‬عامًا ‪ ،‬مع سيطرة وثيقة على الجدول‬
‫الزمني والنطاق والتكلفة‪ .‬وقد تضمن ذلك أكثر بكثير من مجرد التعامل مع التحديات التقنية ‪ ،‬مهما كانت جوهرية‪ .‬تضمن المشروع‬
‫مشاكل لوجستية هائلة ‪ ،‬بما في ذلك تنظيم سلسلة التوريد وإعادة تنظيم البيئة‪ .‬تضمنت قضايا اجتماعية معقدة بما في ذلك إدارة العديد من‬
‫أصحاب المصلحة ‪ ،‬وتنظيم قوة عاملة هائلة‪ .‬شمل ذلك جميع طبقات المجتمع المصري ‪ ،‬ويمكننا أن نستنتج من األدلة المقدمة أن الموقف‬
‫األخالقي المتمثل في إعطاء األولوية لرفاهية وصحة القوى العاملة كان أمرً ا حيويًا لنجاح المشروع‪.‬‬

‫‪ .8‬االستنتاجات‪Y‬‬
‫أعادت الورقة تفسير دراسة الحالة من خالل تجميع األدلة المقدمة من قبل خبراء من مختلف التخصصات‪ .‬يتضمن ذلك أدلة من‬
‫أنثروبولوجيا الطب الشرعي وبقايا الهياكل العظمية في مقبرة العامل (مما يساعدنا على فهم ملف تعريف العامل والحياة اليومية) ‪ ،‬من‬
‫علم اآلثار (عمليات المسح والمسوح والحفريات) لقرية العمال (للظروف المعيشية) الجيولوجية في الجيزة الهضبة (بالنسبة للبيئة) ‪ ،‬ومن‬
‫إعادة فحص األهرامات السابقة المبنية (لممارسات ‪ /‬عمليات البناء)‪ .‬يسمح لنا هذا الدليل الذي يتم رؤيته من خالل عدسة إدارة المشروع‬
‫بإعادة تفسير دراسة الحالة بشكل فريد ويقدم ما يلي‪:‬‬

‫أوالً ‪ ،‬تعيد الورقة تفسير مشروع تاريخي كبير لجمهور إدارة مشروع حديث‪ .‬يدرس األبعاد األوسع للمشاريع (السياسية واالجتماعية‬
‫واألخالقية واالقتصادية والبيئية) التي يمكن التغاضي عنها بسهولة في دراسات الحالة المعاصرة‪ .‬يوفر فهم هذه األبعاد نظرة ثاقبة أكبر‬
‫لمجمل المشروع ونطاقه‪ .‬إنه يضع في االعتبار عناصر منظور المشروع غير السائدة في األدبيات الحالية مثل سالسل توريد المشروع‬
‫والمشتريات الضرورية‪.‬‬

‫ثانيًا ‪ ،‬تتناول الورقة بالتفصيل كيفية بدء المشروع وإدارته وتنفيذه‪ .‬يدرس ما فعله ‪ Hemienu‬وفريقه في تطوير حلول معقدة للتحديات‬
‫الفنية الصعبة للغاية التي تواجه المشروع‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬تمكنوا من إدارة النطاق من خالل االبتكارات واالختراقات الهندسية مثل‬
‫المنحدر اللولبي الداخلي ونظام الوزن المضاد في ‪ .Grand Gallery‬على الرغم من أن هذه الحلول األنيقة أكثر تعقي ًدا ‪ ،‬إال أنها قللت‬
‫من حجم المواد وحجم القوى العاملة‪ .‬في مثال آخر ‪ ،‬تمكنوا من إدارة المخاطر مثل الوفاة المبكرة للفرعون من خالل إنشاء حاالت‬
‫طارئة للعديد من غرف الدفن على ارتفاعات مختلفة مع تقدم المشروع‪.‬‬

‫ثالث ا ‪ ،‬تبحث الورقة في كيفية إرجاع نجاح هذا المشروع الكبير بشكل مباشر إلى السجل المصري في إدارة مشروعات األشغال العامة‪.‬‬ ‫ً‬
‫مع ما يصل إلى ‪ 300‬عام من الخبرة في بناء األهرام ‪ ،‬استمر المصريون في دفع حدود المواد والمعدات والرجال لبناء أهرامات أكبر‬
‫ً‬
‫تعقيدا‪ .‬لقد أخذوا الدروس المستفادة وفكروا في ممارسات تعديل عملهم أثناء المشروع مع تغير الظروف‪ .‬قاموا بدمج التحسين‬ ‫وأكثر‬
‫المستمر مع التحوالت من نسيج المباني ‪ ،‬إلى نوع الهرم ‪ ،‬إلى زاوية الميل ‪ ،‬إلى موقع الغرف الداخلية في الهرم ‪ ،‬إلى أسقف الغرف‪.‬‬
‫استفاد المصريون من مهارات وفيرة (إدارة الكتبة ‪ ،‬المسح ‪ ،‬التنظيم العسكري) التي عملت لصالح المشروع ‪ ،‬والموارد (النيل ‪ ،‬القنوات‬
‫‪،‬‬

‫من المأمول أن الدروس المستفادة من أحد أشهر مشاريع البناء من التاريخ يمكن أن تؤثر وتفيد النقاش المعاصر وإدارة المشاريع‬
‫العمالقة‪.‬‬

‫مراجع‬
‫بارد ‪ ،‬ك ‪ .)2015( ،‬مقدمة لعلم اآلثار في مصر القديمة‪ .‬وايلي‬
‫بلوكسام ‪ ،‬إي (‪ .) 2000‬نقل الحجر الصلب المحفور من النوبة السفلى إلى الجيزة خالل عصر الدولة المصرية القديمة‪ .‬السلسلة الدولية‬
‫للتقارير األثرية البريطانية ‪ ، 909‬ص ‪27 - 19‬‬
‫بلوكسام ‪ ،‬إي ‪ .) 2011( ،‬األشخاص واألماكن المنسية‪ :‬وجهات نظر جديدة حول السياق االجتماعي الستغالل المحاجر القديمة في‬
‫‪14‬‬ ‫مشروع هرم الجيزة‬

‫مصر‪ .‬نشرة شعبة األنثروبولوجيا العامة‬


‫‪)1( 18‬‬
‫برير ‪ ،‬ب ‪ .)2007( ،‬كيف نبني هرم‪ .‬علم اآلثار ‪ ، )3( 60‬مايو ‪ /‬يونيو ‪2007‬‬
‫بوتزر ‪ ،‬ك‪ ، .‬بوتزر ‪ ،‬إي ‪ ،‬لوف ‪ ،‬س ‪ .) 2013( ،‬علم اآلثار الجيولوجي الحضري والتاريخ البيئي في مدينة األهرامات المفقودة ‪،‬‬
‫الجيزة‪ :‬التوليف والمراجعة‪ .‬مجلة العلوم األثرية ‪ 40‬ص ‪ 3366-3340‬كارول ج‪ .)2007( .‬مبادرات النقابة الحرفية المصرية‪.‬‬
‫ستوديا أنتيكوا ‪ ، 5.1‬ربيع ‪ 2007‬دانيال ‪ ،‬مان ‪ ،‬جونسون وميندنهال (‪ .)2007‬مسح الجيزة‪ .‬تم االسترجاع من‬
‫‪http://cs.mcgill.ca/~rwest/wikispeedia/wpcd/wp/g/Great_Pyramid_of_Giza.htm‬‬
‫محمد عزالد (‪ .)2009‬النظام والمحاسبة كطقوس أداء‪ :‬أدلة من مصر القديمة‪ .‬المحاسبة والمنظمات والمجتمع ‪ 34‬ص ‪380-348‬‬
‫فيرني ‪ ،‬د‪ ، )2004( ، .‬علم الفلك والهرم األكبر ‪ ،‬المجلد ‪ ، 92‬العدد ‪ ، 5‬ص ‪DOI: 10.1511 / 2004.5.406 ، 406‬‬
‫فنكلستين أ ‪ ،‬كرامر ج‪ ، .‬نسيبة ب‪ ، .‬فنكلستين إل ‪ ،‬جويديك م‪ .)1992( .‬وجهات النظر‪ :‬إطار عمل لدمج وجهات نظر متعددة في‬
‫تطوير النظام‪ .‬المجلة الدولية لهندسة البرمجيات وهندسة المعرفة ‪ )1( 2‬ص ‪58-31‬‬
‫)‪ . Flyvbjerg ، B. ، (2014‬ما يجب أن تعرفه عن المشاريع الكبرى ولماذا‪ :‬نظرة عامة ‪ ،‬مجلة إدارة المشاريع‪ )2( 45 .‬ص ‪- 6‬‬
‫‪19‬‬
‫هاندويرك ‪ ،‬ب‪ .) 2002( .‬تم العثور على قرية بناة األهرامات القومية في مصر‪ .‬أخبار ناشيونال جيوغرافيك‪ .‬تم االسترجاع من‬
‫‪http://news.nationalgeographic.com/news/2002/08/0805_020805_giza.html‬‬
‫حواس ‪ ،‬ز ‪ .)1997( ،‬اكتشاف مرفأي خوفو وخفرع بالجيزة‪Etudes sur l'Ancien Empire et la necropole de .‬‬
‫‪Saqqara dediees aJean-Philippe Lauer OrMonsp IX، pp. 245-256‬‬
‫حواس ‪ ،‬ز ‪ .) 2010( ،‬شبكة أخبار اآلثار ‪ ،‬تصريح لكبير علماء اآلثار على رأس فريق التنقيب المصري‪ .‬تم االسترجاع من‬
‫‪http://archaeologynewsnetwork.blogspot.ca/2010/01/egypt-tombs-suggest-pyramids-not-‬‬
‫‪built.html#.VVvNZ02UAiQ‬‬
‫هودجسون د ‪ ،‬سيسميل س ‪ ،‬أد‪ ) 2006( .‬جعل المشاريع بالغة األهمية بالجريف ماكميالن وهامبشاير ونيويورك‬
‫هودين ‪ ،‬ج ‪ Hemienu .)2010( ،‬إلى ‪ :Houdin‬المرحلة األولى ‪ ،‬الجزء ‪ - C‬األعمال الداخلية لهرم خوفو األكبر‪ .‬مأخوذ من‬
‫‪http://emhotep.net/2010/12/13/locations/lower-egypt/giza-plateau-lower-egypt/hemienu-to-‬‬
‫‪ -houdin-phase-one-part-c٪E2٪80٪94the‬داخل‪-‬العمل‪-‬من‪-‬الهرم‪-‬األكبر‪-‬من‪-‬خوفو ‪/‬‬
‫هودين ‪ ،‬ج‪ ، )2013( ، .‬أهرامات الفرعون سنفرو‪ .‬إم هوتب دايجست ‪ .)9( 2‬تم االسترجاع من‬
‫‪http://emhotep.net/2013/03/12/em-hotep-digest/em-hotep-digest-vol-02-no-09-pharaoh-‬‬
‫‪snefrus-pyramids/#more-8307‬‬
‫كيمب ‪ ،‬ب ‪ .)1989( ،‬مصر القديمة‪ :‬تشريح حضارة‪ .‬مطبعة علم النفس ‪ ،‬لندن ونيويورك‬
‫كوزاك هوالند ‪ ،‬إم ‪ ،‬بروكتر سي ‪ .)2014( ،‬مشروع فلورنس دومو (‪ :)1436-1420‬تعلم أفضل ممارسات إدارة‬
‫المشاريع من التاريخ‪ .‬المجلة الدولية إلدارة المشاريع‪ )2( 32 ،‬ص ‪255 - 242‬‬
‫كروبلن ‪ ،‬س‪ .) 2013( .‬تعرضت مدينة الفاصوليا في مصر لفيضانات مفاجئة ‪ ،‬مجلة نيو ساينتست ‪ ،‬العدد ‪2920‬‬
‫لينر ‪ ،‬م ‪ .) 2010( ،‬مشروع رسم خرائط هضبة الجيزة‪ .‬قسم األنثروبولوجيا المعهد الشرقي‬
‫مارشال إن ‪ ،‬بريسنين ‪ ،‬إم (‪ ، )2013‬رؤية نفق؟ نفق التايمز في برونيل وروايات المشروع ‪،‬المجلة الدولية إلدارة المشاريع ‪( 31‬‬
‫‪ )5‬ص ‪704-692‬‬
‫ميس ‪ ،‬إل (‪ .)1999‬دليل التصميم الهيدروليكي‪ .‬ماكجرو هيل‬
‫مندلسون ‪ ،‬ك ‪ .)1974( ،‬لغز األهرامات‪ .‬التايمز وهدسون ‪ 1974 ،‬؛ ‪.Sphere Cardinal Edition ، 1976‬‬
‫)‪ ، Morgan، RF، (2013‬منظر شفاف لهرم خوفو من جنوب شرق‪ .‬مأخوذة من نموذج ثالثي األبعاد‪ .‬تم االسترجاع من‬
‫‪https://en.wikipedia.org/wiki/Great_Pyramid_of_Giza#/media/File:007_Khufu.jpg‬‬
‫موريارتي ‪ ،‬جي ‪ .) 2008( ،‬المشروع الهندسي‪ :‬طبيعته وأخالقه ووعده‪ .‬مطبعة والية بنسلفانيا‬
‫موريس ب‪ 2013( ، .‬أ)‪ .‬إعادة بناء إدارة المشروع‪ .‬وايلي بالكويل‬
‫‪15‬‬ ‫مشروع هرم الجيزة‬

‫موريس ‪ ،‬ب‪ 2013( ، .‬ب) ‪ ،‬إعادة بناء إدارة المشاريع المعاد تصنيفها‪ :‬منظور معرفي ‪ ،‬مجلة إدارة المشاريع ‪ )5( 44 ،‬ص ‪23 - 6‬‬
‫موراي ‪ ،‬إم ‪ .) 2005( ،‬إطعام المدينة‪ :‬دليل جديد من مجمع بناة أهرامات الجيزة‪ .‬نشرة شعبة األنثروبولوجيا العامة ‪ 1( 12‬و ‪)2‬‬
‫ناشيونال جيوغرافيك (‪ .)2015‬هرم زوسر المدرج في سقارة‪ .‬تم االسترجاع من‬
‫‪http://www.nationalgeographic.com/pyramids/djoser.html‬‬
‫نوفا ‪ .)1997( ،‬من بنى األهرامات؟ مقابلة مع مارك لينر وزاهي حواس‪ .‬استردادها من‬
‫‪http://www.pbs.org/wgbh/nova/ancient/who-built-the-pyramids.html‬‬
‫باول ‪ ،‬أ‪ ، )2002( ، .‬مجلة الهندسة المدنية ‪ ،‬إصدار الذكرى السنوية رقم ‪ :150‬االحتفال بأعظم مهنة ‪ ،‬منشورات ‪ASCE‬‬
‫رومر ‪ ،‬ج‪ .)2007( .‬الهرم األكبر‪ :‬إعادة النظر في مصر القديمة ‪ ،‬جامعة كامبريدج‪.‬‬
‫سامبسيل ‪ ،‬ب‪ .)2001( .‬تصميم وبناء الهرم ‪ -‬الجزء ‪ :2‬التحكم في شكل الهرم مجلة جمعية الدراسة المصرية ‪ ،‬دنفر ‪ ،‬كولورادو‪12 .‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ساندل ‪ ،‬ت‪ .) 2013( ، .‬الفراعنة والمومياوات‪ :‬أمراض مصر القديمة والنهج الحديثة‪ .‬مجلة األمراض القديمة والعالجات الوقائية ‪( 1‬‬
‫‪ )4‬دوى‪8731.1000e110-2329 / 10.4172 :‬‬
‫شون ‪ . DA ، (1983) ،‬ممارس االنعكاس‪ :‬كيف يفكر المحترفون في العمل‪ .‬اشجيت للنشر ‪ ،‬الدرشوت‪.‬‬
‫شو ‪ ،‬ج‪ ، )2003( .‬من بنى األهرامات؟ ال عبيد‪ .‬مجلة هارفارد‪ .‬يوليو اغسطس‬
‫‪Söderlund، J.، Lenfle، S.، 2011، Forward to Special issue: Project history، International Journal of‬‬
‫‪Project Management 29 (5) pp.491-493‬‬
‫فينسون ‪ ،‬س‪ .)2013( ، .‬وسائل النقل‪ .‬في ‪( Willeke Wendrich‬محرر) ‪ ،‬موسوعة ‪ UCLA‬للمصريات ‪ ،‬لوس أنجلوس‪ .‬تم‬
‫االسترجاع من ‪http://digital2.library.ucla.edu/viewItem.do‬؟ ‪ark=21198/zz002hczw6‬‬

You might also like