Professional Documents
Culture Documents
Nouveau Document Microsoft Word
Nouveau Document Microsoft Word
Nouveau Document Microsoft Word
االتجاه النفســــــي/يتوقف اإلبداع على عوامل نفسية تتعلق بالذات المبدعة ،و ما يؤكد ذلك أن المبدعين يتميزون بقدرات ذاتية و
ـ رينيه بواريل R.Boirel في اإلرادة الكبيرة و االهتمام و الميل والفضول العلمي و حب اإلطالعخصائص نفسية و انفعالية متطورة حددها
و الحس اإلشكالي ،ان المبدع يطرح األسئلة باستمرار ،و ينظر الى األشياء العادية نظرة غير عادية تطرح أمامه إشكالية تستدعي الحل ،
ـ الدافعة .كما يتميز المبدعون بقوة الذاكرة و حدة الذكاء و
مثل العالم الفيزيائي نيوتن مكتشف الجاذبية و العالم أرخميدس مكتشف قانون
التخيل الواسع و التأمل العميق ،و هي صفات يفتقر اليها الكثير من الناس
ـ الرغبات المكبوتة و النزوات الخفية
ـ الى الدوافع النفسية الالشعورية ،حيث تنفجر
يعود السلوك االبداعي في نظر العالم النفساني س .فرويد
ـ اإلعالء.
في صور ابداعية رائعة سماها بظاهرة
المبدع شخص متحمس ذو انفعال كبير يقول هنري برغسون " H.Bergson إن العلماء الذين يتخيلون الفروض ،و االبطال و القدسين
الذين يبدعون المفاهيم الخلقية ال يبدعون في حالة جمود الدم بل يبدعون في جو حماسي و تيار ديناميكي تتالطم فيه األفكــــار"
النقد /ان العوامل النفسية غير كافية لتجعل من المرء مبدعا ،ألن اإلبداع يحتاج أيضا الى امكانتيات مادية والى بيئة مشجعة ،و لعل هجرة
األدمغة الى المجتمعات المتقدمة ألحسن دليل على أن للمجتمع دور في هذه الملكة
ب -االتجاه االجتماعـــــي/ يرى فالسفة االجتماع و على رأسهم إميل دوركايم E.Durckeime أن االبداع له طبيعة اجتماعية ،و
الدليل على ذلك أن اإلبداع يتوقف على حاجات المجتمع من جهة ،و على درجة نموه من جهة ثانية .فالحاجة أم االختراع ،عندما تظهر
ـ ال يمكن أن نتصور إبداعا خارج حاجات المجتمع ،فلما كان الناس بحاجة الى مشكلة في المجتمع يلجأ البعض الى اختراع الحلول لها ، لذلك
ـ عن نفسه اخترعت مختلف األسلحة ،و لما ـ ،و لما كان المجتمع بحاجة الى الدفاع
ـ و الطائرة
ـ و القطار
التنقل اخترعت وسائل النقل كالسيارة
كان المرضى ايضا بحاجة الى العالج اخترعت مختلف األدوية و األجهزة الطبية ،و ال يستطيع المبدع أن يبتكر شيئا اال اذا توفرت لديه
ـ المجتمع ،لذلك لم يكن باستطاعة الناس أن يصنعوا القنبلة الذرية في العصور الوسطى رغم ذكائهم و خيالهم اإلمكانيات المادية التي يوفرها
ـ عالية
الواسع الذي برز في الفلسفة و األدب ألن صنعها يتطلب تيكنولوجيا
ان اإلبداع يكثر كذلك في الدول المتقدمة ،و يكاد ينعدم في الدول المتخلفة مما يؤكد أنه مرتبط بحالة المجتمع االقتصادية و السياسية و
الثقافية ،و يرى دوركايم ان المبدع في مختلف المجاالت ال يبدع لنفسه بل يبدع للغير ،فأروع الفنانين مثال هم الذين يثيرون مشاعر
الجماهير ،و يتركون أثرا في حياة الجماعة
النقد /لو كان االبداع يعود الى عوامل اجتماعية لكان افراد المجتمع المتقدم كلهم مبدعين ،و العكس بالنسبة الى أفراد المجتمع المتخلف ،اال أن
الواقع يثبت العكس.مما يؤكد أن للعوامل الذاتية دخل في هذه الوظيفـــــة
الحل بعد التركيب /التخيل المبدع وليد عوامل نفسية و اجتماعية معا
السؤال المشكل
-1هل اإلبداع في مجتمع متخلف ممكن ؟
-كيف يمكن إبطال األطروحة التالية ( اإلبداع فاعلية ذاتية ) ج-ف
نص السؤال:
-1أثبت بالبرهان صحة األطروحة القائلة " إن الحاجة هي أم االختراع "
-2إذا افترضنا األطروحة إن الحاجة هي أم االختراع " فاسدة وتقرر لديك الدفاع
عنها وتبينها فما عساك تصنع ؟
الطريقة :استقصاء بالوضع
طرح المشكلة:
يعتقد الكثير من الفالسفة وعلماء النفس أن اإلبداع هو نتاج تفكير فردي واعي غير أن هن اك
من ي رى أن الحاج ة هي أم االخ تراع وتب دو ه ذه األطروح ة ال تي تض منها نص الس ؤال
صحيحة ال نشك فيها ولكن تأييدها المطلق بها يلزمنا بتقديم البرهان فما هي األدلة وال براهين
التي تؤكد صحتها ؟
محاولة حل المشكلة:
عرض منطVVق األطروحVVة :ينطلق أنص ار ه ذا الموق ف من فك رة مفاده ا أن الحاج ة هي أم
االخ تراع ومن مس لمات ه ذا الموق ف أن اإلب داع ه و ظ اهرة اجتماعي ة أي أن العوام ل
االجتماعية هي المتحكمة والمسئولة عن ظاهرة اإلبداع .
ولتدعيم موقفهم اعتمدوا على جملة من الحجج نذكر منها :
إن الوضع االجتماعي هو الذي يسمح أوال يسمح باإلبداع .
إن المسائل التي يريد المخترع معالجتها ال تتولد إال في وسط اجتماعي بل غ درج ة معين ة من
التط ور االقتص ادي والعلمي حيث يق ول جVVاك بيكVVارد" ال يمكن حص ول كش ف علمي أو
اخ تراع جدي د إال إذا ك انت حال ة العلم تس مح ب ه ف إذا س محت ب ذلك تول د االخ تراع ونمى
بالضرورة " وقد أكد على هذه الفكرة الفيلسوف وعالم االجتماع الفرنسي اميل دوركايم حيث
يرى أن اإلبداع في شتى المجاالت يرجع إلى الظروف االجتماعية التي يعيش ها المب دع ذل ك
أن الفرد إال عجينه في يد المجتمع الذي يوفر له قاعدة االنطالق في عمله اإلبداعي .
فاإلنسان ال يب دع من الع دم وإنم ا يب دع انطالق ا مم ا تقدم ه البيئ ة وم ا تفرض ة من مش اكل
والدليل على ذلك أن تاريخ العلوم يؤكد أن بعض االختراعات تأخرت عن الظهور وإذ ك انت
مهيئة لذلك منذ مدة طويلة
ومن جهة أخرى نجد تشابها بين االختراعات التي تعود إلى نفس العصر" لينVVتز"مثال أب دع
حساب الالمتناهيات في نفس الوقت التي ابتدعها نيوتن رغم أن هذا األخ ير ك ان في انجل ترا
ولينتز كان في ألمانيا ولم يطلع أحدهما على بحوث األخر كذلك بالنسبة للهندسات الالاقليدي ة
التي وضعها كل من الروسي" لو تيشفيس كي" واأللم اني" ريم ان" حيث لم يب ع ه ؤالء نفس
المعارف ألن إلهاما واحدا نزل عليهم وإنم ا أب دعوا ألن حال ة العلم بلغت درج ة معين ة تحتم
التساؤل والتعبير حيث يقول لوروا" ليس هناك أجيال تلقائية ليس هناك عبقري دون سابق أو
بدون تعلم أو مدرسة خاصة " ف المخترعون الممت ازون تتلم ذوا على أي دي أس اتذة ،كم ا أن
االختراعات التكنولوجي ة واالكتش افات العلمي ة ليس ت من إنت اج مخ ترع واح د مهم ا ك انت
عبقريته إنما هي نت اج عم ل مس تمر للعدي د من العلم اء انش غلوا لف ترات متعاقب ة من ال زمن
وأمكنة مختلفة وهذا ما أكده أحدهم أن آلة النسيج مثال هي تركيب حوالي ثمان مئة اختراع .
كما أن المبدع كفرد اجتماعي يت أثر بحاج ات مجتمع ه ومش اكله فينكب عليه ا مح اوال إيج اد
الحلول المناسبة له ا فك ل إب داع يش هد على روح العص ر وحاجت ه حيث يق ول باسVVتور : إن
األفكار الخصبة هي ثبات الحاجة
عرض خصوم األطروحة :
يذهب بعض الفالسفة إلى اعتبار اإلبداع ظاهرة خاصة توجد لدى بعض األفراد دون غ يرهم
ألن األحوال النفسية والعقلية من ميول ورغبات واهتم ام وم واهب وق درات عقلي ة هي ال تي
تدفع بالفرد إلى اإلبداع بدليل أن العباقرة يمتازون بخصائص وق درات نفس ية وعقلي ة تمكنهم
من تجاوز ما يعجز عنه اآلخرون .
نقد خصوم األطروحة:
إن اإلبداع ليس مجرد إلهام مفاجئ يحضى به بعض األفراد بل هو ظاهرة اجتماعية تض رب
بأعماق جذورها في الحياة االجتماعية التي يأخذ منها المب دع مادت ه ه ذا من جه ة ومن جه ة
أخرى أن الفرد ال يمكن عزله عن البيئة االجتماعية التي ينتمي إليها .
الدفاع عن األطروحة بحجج شخصية :
أعتقد أن اإلبداع ال يعود إلى عوامل فردية بل يعود إلى عوامل اجتماعية إما أن يعود اإلبداع
إلى عوامل نفس ية أو اجتماعي ة لكن ه ال يع ود إلى عوام ل نفس ية إذن فه و يع ود إلى عوام ل
اجتماعية .
ذلك أن الواقع والتاريخ يؤكد أن معظم العباقرة المخترعين كان الفضل في إبداعهم يع ود إلى
البيئة االجتماعية التي عاشوا فيها وكمثال على ذلك الرقي والتط ور واالزده ار ال تي عرفت ه
الدولة اإلسالمية في ظل الدولة العباس ية حيث ك انت البيئ ة االجتماعي ة تس اعد على اإلب داع
وه ذه الفك رة تؤك دها المدرس ة االجتماعي ة حيث يق ول دور كVVايم" إن اإلب داع في ش تى
المجاالت يرجع للظروف االجتماعية التي يعيشها المبدع".
حل المشكلة:
ومما سبق نخلص إلى أن األطروحة صحيحة وقابلة للدفاع والتبني وه ذا م ا تؤك ده المش اكل
التي نعيشها والتي كانت سببا رئيس يا ومباش را لإلب داع وه ذا م ا نلمس ه في انش غال العلم اء
والمختصين إليجاد حلول لها مثل مرض السرطان وااليدز ...
السؤال :
إذا كنت أمام موقفين متعارضين أحدهما يقول الذاكرة مرتبطة
بالدماغ واألخر يقول الذاكرة أساسها نفسي وطلب منك الفصل والبحث
عن الحل فما عساك تصنع؟
المقدمة :طرح اإلشكالية
يتعامل ويتفاعل اإلنسان مع العالم الخارجي بما فيه من أشياء مادية وأفراد يشكلون محيطه
االجتماعي ,يتجلى ذلك في سلوكات بعضها ظاهري واألخر باطني المتمثل في الحياة النفسية
والتي من مكوناتها << الذاكرة, >> فإذا كنا أمام موقفين متعارضين أحدهما أرجع الذاكرة
إلى الدماغ ,واألخر ربطها بالعوامل النفسية فالمشكلة المطروحة :هل أساس الذاكرة مادي أم
نفسي ؟
التحليل:
عرض األطروحة األولى
ربطت النظرية المادية بين الذاكرة والدماغ فهي في نظرهم ظاهرة بيولوجية , أي أساس
حفظ واسترجاع الذكريات " فيزيولوجي" وهذا ما ذهب إليه ريبو الذي قال >> الذاكرة
حادثة بيولوجية بالماهية << حيث أرجع الذاكرة إلى الجملة العصبية وح ٌدد 600مليون خلية
عصبية في نظره هي المسؤولية على الحفظ و االسترجاع بحكم المرونة التي تتصف بها ,
فمثلها تحتفظ مادة الشمع بما يطبع عليها ,كذلك الخاليا العصبية تحتفظ باألسماء والصور
واألماكن ومن الحجج التي تذمم هذه األطروحة>> تجارب بروكا << الذي أثبت أن إصابة
الدماغ بنزيف يؤدي إلى خلل في الذاكرة ,مثل الفتاة التي أصيبت برصاصة في الجدار
األيسر من دماغها أصبحت ال تتذكر وال تتعرف على األشياء التي توضع في يدها اليسرى
بعد تعصيب عينيها ,كما ترتبط هذه األطروحة بالفيلسوف ابن سينا الذي قال >> الذاكرة
محلها التجويف األخير من الدماغ << , >> ونفس التفسير نجده في العصر الحديث
عند الفيلسوف الفرنسي ديكارت الذي أرجع الذاكرة إلى الجسم وهذا واضح في قوله " تكمن
الذاكرة في ثنايا الجسم"
النقــــــد:
هذه األطروحة نزعت من الذاكرة"الجانب الشعوري " واإلنسان عندما يتذكر فإنه يسترجع
الماضي بما فيه من مشاعر وانفعاالت.
عرض األطروحة الثانية
يرى أصحاب النظرية النفسية أن الذاكرة تتبع الشعور الذي يربط الحاضر بالماضي وذلك
من أجل وشم معالم المستقبل وحجتهم في ذلك أن الذكريات عبارة عن< أفكار ,تصورات,
حاالت نفسية ,> وهي معنوية وليست من طبيعة مادية تعود هذه األطروحة إلى
الفرنسي برغسون الذي قسم الذاكرة إلى قسمين" : ذاكرة حركية " أطلق عليها مصطلح
العادة<" وذاكرة نفسية " وصفها بأنها ذاكرة حقيقية ,وحجته التي استند إليها في ربط
الذاكرة بالجانب النفسي أن فاقد الذاكرة يستعيدها تحت تأثير صدمة نفسية كما يثبت ذلك
الواقع ,لذلك قال في كتابه:الذاكرة والمادة " االنفعاالت القوية من شأنها أن تعيد إلينا
الذكريات التي اعتقدنا أنها ضاعت إلى األبد " وفسرت هذه النظرية استرجاع
بقانون " تداعي األفكار" حيث قال جميل صليبا " في كل عنصر نفسي ميل إلى استرجاع
ذكريات المجموعة النفسية التي هو أحد أجزائها " ومن األمثلة التوضيحية أنة األم التي ترى
لباس ابنها البعيد عنها تسترجع مجموعة من الذكريات الحزينة ,وهذا يثبت الطابع
النفسي للذاكرة.
النقــــد:
النظرية النفسية رغم تبريرها لكيفية استرجاع الذكريات إال أنها عجزت عن تحديد مكان
تواجد الذكريات
التركيب :
الذاكرة محصلة لتفاعل العوامل المادية والنفسية واالجتماعية ,هذا األخير يساهم في
استرجاع الذكريات كما قال هال فاكس " عندما أتذكر فإن الغير هم الذين يدفعونني إلى
التذكر" ولكن بشرط سالمة الجملة العصبية< الدماغ> ,فقد أكد األطباء استحالة استرجاع
الذكريات دون تدخل الدماغ دون إهمال العوامل النفسية هذا الحل التوفيقي
لخصه " دوال كروا" في قوله " الذاكرة نشاط يقوم به الفكر ويمارسه الشخص."
الخاتمة :
ومجمل القول أن الذاكرة قدرة تدل على الحفظ واالسترجاع ولكن اإلشكالية ال ترتبط بمفهوم
الذاكرة بل باألساس الذي يبني عليه ,فهناك من ربطها بشروط نفسية وكمخرج للمشكلة
نستنتج أن:
الذاكرة محصلة لتفاعل العوامل المادية واالجتماعية والنفسية.
اإلشكالية األولى :إدراك العالم الخارجي
المشكلة الرابعة :الذاكرة والخيال
التحليل :
أوجه االختالف:
ـ يتميز التخيل بالحري ة حيث أن األفك ار والمواضيع التي نتخيلها لن نكون مقيدون ب أي شيء،
على عكس الذاكرة
التي تتقيد بما تم حفظه في الماضي بطريقة مرتبة.
ـ مواضيع الذاكرة واقعية حيث ترتبط بحقيقة ما عشناه ،على عكس التخيل الذي يبدأ بشق طريقه
حيث يتنهي
الواقع ،فأين ما ينتهي الواقع يبدأ الخيال.
ـ ك ل الن اس يملك ون ملك ة ال ذاكرة ،أم ا ملك ة التخي ل فهي خاص ة بخ واص الن اس من العلم اء
والفالسفة واألدباء
والمفكرون.
ـ قد يتدخل الوعي في عملية التذكر ولكن كثيرا ما يكون الالوعي وراء التخيل.
ـ مواضيع الذاكرة معلومة أما الخيال فكثيرا ما يكون مجهول المغزى.
ـ تقوم الذاكرة بإعادة ما هو قديم ،أما التخيل فهو يبني الجديد.
ـ الذاكرة محدودة أما إطار الخيال فغير محدود.
أوجه التشابه:
ـ كل من الذاكرة والتخيل يعتبران من العمليات النفسية.
ـ كل من الذاكرة والتخيل يعتمدان على العقل ،باعتبارهما وظائف عقلية.
ـ كالهما الذاكرة والتخيل يستعمل الماضي للتعامل مع الحاضر.
ـ كالهما التذكر والتخيل يساعد على تكيف اإلنسان مع بيئته.
أوجه التداخل : :في الحقيقة أن التخيل والتذكر وظيفتان مترابطتان ومتداخلتان ،وال يمكن أن نستغني
عن بعض من التخي ل ونحن نم ارس فع ل الت ذكر ،وال أن نس تغني عن بعض من الت ذكر ونحن بص دد
التخي ل .فالتخي ل يض يف إلى ال ذاكرة ويعي د إحياءه ا ويبعث فيه ا الحيوي ة ،كم ا أن ال ذاكرة ق د تس اعد
التخيل فهي كثيرا من األحيان ما تكون مرجعا مهما له.
الخاتمة :في األخير يمكن أن نؤكد أن العالقة بين التخيل والذاكرة هي عالقة تأثر وتأثير وتعاون على
فهم الواقع المحيط باإلنسان ،وهما يتعاونان مع بقية الوظائف والقدرات النفسية عند اإلنسان لمواجهة
مختلف مواقف الحياة المعرفية والعملية مع السعي للتكيف مع شروطها المتغيرة.
الموضوع :تحليل مقال فلسفي
نص المقال :هل اإلبداع ليس سوى استجابة لمقتضيات البيئة االجتماعية؟
الطريقة :جدلية
مقدمة :يس عى اإلنس ان دائم ا لتغي ير وض عه إلى األحس ن ،وه ذا التغي ير يتطلب الق درة على التح رر من
الص ور الماض ية وعلى تركيبه ا بأس لوب جدي د وتأليفه ا في تركيب ات جدي دة ليس ت موج ودة في الواق ع،
ولذلك فإبداع أساليب اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية جديدة ال يتسنى لجميع الناس ،فالمبدع ال يقتفي
أثر األشياء الموجودة من قبل ،بل يأتي ببناء جديد قلما يتهيأ لسواه .فهل لهذا التميز اإلبداعي جذور
شخصية تكمن فيما يتمتع به المبدع من مواهب أم أن البيئة االجتماعية هي الدافع لإلبداع؟
التحليل:
الموق &&ف األول :إن المب دع في نظ ر الفالس فة االجتم اعيين ال يس تمد م ادة إبداع ه من واق ع المجتم ع
فحسب ،بل نشاطه يعتبر ظاهرة اجتماعية مثل بقية الظواهر األخرى ،وهذا ما رآه دوركايم وبين أن
عملي ة اإلب داع مهم ا تع ددت مجاالته ا تتحكم فيه ا ش روط اجتماعي ة ،ألن اإلب داع يتوق ف من جه ة على
حاجات المجتمع ،وعلى درجة النمو التي بلغها من جهة أخرى ،فاإلبداع من هذا المنظور يعتبر تراثا
اجتماعيا تتناقله األجيال ،وما دام الفرد من صنع المجتمع فال بد أن تكون سلوكاته بما فيها السلوكات
اإلبداعية من نتاج المجتمع ،إن الفنانين والعلماء ال يبدعون ألنفسهم وإ نما يبدعون وفق ما يحتاج إليه
المجتم ع وم ا يس مح ب ه وم ا يمدح ه ويبارك ه ،وك ل ت راث علمي أو ف ني ه و ش اهد على روح العص ر
والثقاف ة الس ائدة في المجتم ع وه ذا ي دل على أن المب دع ال يع الج إال المش اكل ال تي تظه ر في وس طه
االجتماعي .وال يبدع أي شيء إال إذا توفرت لديه جملة من الشروط االجتماعية ،وهذا ما أكده العالم
الفرنسي ريبو حين قال ":مهما كان اإلبداع فرديا فإنه يحتوي على نصيب اجتماعي".
مناقشة :ال يعق ل أن يحص ل اإلب داع كلم ا احت اج المجتم ع إلى ه ذا اإلب داع مهم ا ك انت الش روط
االجتماعية والوسائل التي يوفرها ألن هذا مخالف للواقع ،فالفروق الفردية تشير إلى تفاوت الناس في
القدرات العقلية بصفة عامة وفي الذكاء بصفة خاصة مما يجعلنا نعتقد أن المبدعين لهم طبيعة خاصة،
كم ا أن ت اريخ المب دعين في حقب خلت حاف ل باألمثل ة الدال ة على م ا لقي ه بعض هم من اضطهاد وإ س اءة
من المجتمع.
الموقف الثاني :يرى علماء النفس أن اإلبداع ليس ظاهرة عامة منتشرة في المجتمع ،وإ نما هو ظاهرة
خاصة نجدها عند بعض األفراد ،وال نجدها عند غيرهم بدليل أن العباقرة الذين كانوا وراء التغيرات
الحادث ة في ت اريخ الفك ر والحض ارة يمت ازون بخص ائص نفس ية وق درات عقلي ة هي أتهم ل وعي المش اكل
القائمة ،فاإلبداع من هذا المنظور كشف يطالع النفس ويشرق في جوانبها فجأة ،ويثير فيها حالة انفعالية
وفكرية معينة .وال شك في أن عملية اإلبداع طويلة وشاقة ألنها مبنية على المعاناة الدائمة ،ألن تجسيد
اإللهام أو تحقيق الفكرة األصيلة يتطلب جهدا كبيرا وصبرا طويال ،وإ ن كان له صلة بميول ورغبات
الشخص المبدع ،كما يرى
فرويد أن العمل المبدع في نظره تعبير عن الرغبات المكبوتة التي تحقق عن طريق الخيال .وهذا يدل
على أن لعملية اإلبداع أصوال نفسية عميقة ،وهي كثيرا ما تكون مصحوبة بمظاهر انفعالية حادة ،وه ذا
ما أراد برغسون أن يبينه فقال ":إن العظماء الذين يتخيلون الفروض واألبطال والقديسين الذين يبدعون
المف اهيم األخالقي ة ،ال يب دعونها في حال ة جم ود ال دم ،وإ نم ا يب دعون في ج و حماس ي ،وتي ار دين اميكي
تتالطم فيه األفكار".
مناقشة :ال يمكن إنكار دور العوامل النفسية في عملية اإلبداع ألن اإلبداع تجسيد لما يختلج في النفس
من مع اني وص ور ولكن تحقيق ه يحت اج إلى من اخ اجتم اعي وحض اري ي وفر للمبدع جمل ة من الش روط
الموض وعية ال تي ب دونها تص بح عملي ة اإلب داع أم را ص عبا ،ل ذا فالعوام ل الس يكولوجية ال تكفي لخل ق
عملية اإلبداع وبالتالي فالكثير من المفكرين يرون أن كل إبداع ال بد له من مناخ اجتماعي.
التركيب:
إن عملية اإلبداع ترجع بالدرجة األولى إلى العوامل الذاتية " النفسية " ألن الكثير من العباقرة ظهروا
في بيئة اجتماعية غير مالئمة ،لكن هذا ال يعني عدم تأثير البيئة االجتماعية " العوامل الموضوعية "
على عملي ة اإلب داع ،فالتوجي ه ال تربوي ي ؤثر في تنمي ة الملك ات الذهني ة وتوجيهه ا ل دى اإلنس ان ،ل ذا
فاإلبداع يعود إلى حيوية المبدع وما يتمتع به من خصائص نفسية وعقلية كتظافر الوظائف النفسية من
ذكاء وتخيل وذاكرة وتوفر الميول الكافية من رغبات وآمال كما أن المبدع يستمد عناصر إبداعه من
المجتم ع ،فالوس ط االجتم اعي المالئم من حاج ات وظ روف وأفك ار وتط ور علمي وثق افي ح افز على
اإلبداع.
خاتمة :في األخير يمكن أن نؤكد على أن اإلبداع ليس مجرد الهام مفاجئ يحظى به بعض األفراد في
المجتمع ،بل هو ظاهرة فردية تضرب بأعماق جذورها في الحياة االجتماعية التي منها يأخذ المبدع
مادته ،فاإلبداع يستمد حيويته من ميول الفرد ويستمد مادته من حاجة المجتمع ،وعليه فاإلبداع يكون
بالتكامل بين الشروط االجتماعية " الموضوعية " والشروط النفسية " الذاتية " .
إذا كنت أمام موقفين متعارضين يقول أولهما (إن الذاكرة حادثة بيولوجية )و يقول ثانيهما (إن الذاكرة حادثة
فردية)مع العلم أن كالهما صحيح في سياقه و نسقه ويدفعك القرار إلى أن تفصل في األمر فتضع التفسير
الحقيقي للذاكرة فما عساك أن تفعل؟
مقدمة:
تتأثر أفعالنا اتجاه المشكالت التي تعترضنا بمكتسبات تجاربنا السابقة وليس انقطاع اإلدراك في الحاضر معناه زوال
الصورة الذهنية المدركة,بل إن اإلنسان يتميز بقدرته اختزان تلك الصورة مما يجعله يعيش الحاضر والماضي معا
وهذا ما يسمى بالذاكرة وهي القدرة على استعادة الماضي مع معرفتنا أنه ماضي ,وقد اختلف الفالسفة Rفي
تفسير طبيعة الذاكرة وحفظ طبيعة الذكريات هل هي عضوية لهما مكان معين في الدماغ أم هي قدرة عقلية
نفسية ؟ وهل يمكن تفسير الذاكرة باالعتماد على النشاط العصبي ؟ وهل تعتمد الذاكرة على الدماغ فقط أم
تحتاج الى غير ذالك ؟
عرض األطروحة األولى:
يحاول الماديون تفسير الذاكرة تفسيرا ماديا وربطها بخاليا الدماغ ,و يقول عنها ابن سينا (أنها قوة محلها التجويف
األخير من الدماغ ) إن مالحظات "ريبو" على حاالت معينة مقترنة بضعف الذاكرة أو بفقدانها كحالة ( الفتاة التي
أصيبت برصاصة في المنطقة اليسرى من الدماغ فوجد أنها فقدت قدرة التعرف على المشط الذي كانت تضعه في
يدها اليمنى إال أنها بقية تستطيع اإلحساس به فتأكد له أن إتالف بعض الخاليا في الجملة العصبية نتيجة حادث
ما يؤدي مباشرة إلى فقدان جزئي أو كلي للذاكرة و جعلته يستنتج أن الذاكرة وظيفة عامة للجهاز العصبي .و لقد
تأثرت النظرية المادية بالمقولة الديكارتية القائلة بأن الذاكرة تكمل في ثنايا الجسم و أن الذكريات تترك أثر في
المخ كما تترك الذبذبات الصوتية على أسطوانات التسجيل ،و كان المخ وعاء يستقبل و يختزن مختلف الذكريات ،و
هي تثبيت بطريقة آلية .أي شبيهة بالعبادة و لقد أستطاع "ريبو" أن يحدد مناطق معينة لكل نوع من الذكريات
و يعيد 600مليون خلية متخصصة لتسجيل كل اإلنطباعات التي تاتينا من الخارج مستفيدا مما أثبته بعد تجارب
بروكا من أن نزيفاً دمويا في قاعدة التلفيف من ناحية الجهة الشمالية يولد مرض الحبسة و أن فساد التلفيف
الثاني من يسار الناحية الجدارية يولد العمى اللفظي و غيرها ،و يقول ريبو ( إن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية و
ظاهرة بسيكولوجية بالعرض) و من خالل كتابه أمراض الذاكرة رأى ( إن الذاكرة بطبيعتها عمل بيولوجي).
مناقشة:
لو كانت الذكريات مخزونة في خاليا القشرة الدماغية فكيف تفسر زوال جميع الذكريات أحياناً و ضعف التذكر أحياناً
أخرى.
عرض األطروحة الثانية:
يرى "برغسون" أن الذاكرة نوعان -ذاكرة حركية تثمتل في صور عادات آلية مرتبطة بالجسم و هي ليست موجودة
فيه ...إنها ديمومة نفسية أي روح و يعرف الالند الذاكرة بأنها وضيفة نفسية تمثل في بناء حالة شعورية Rماضية و
يرى "برغسون" بأن عملية التذكر تتحكم فيها مجموعة من العوامل النفسية كالرغبات و الميول و الدوافع فبمقدرة
الشاعر على حفظ الشعر أكبر من قدرة الرياضي .و مقدرة الرياضي في حفظ األرقام والمسائل الرياضية أكبر من
مقدرة الفيلسوف R...و هكذا ،و الفرض في حالة القلق والتعب يكون أقل قدرة على الحفظ R،و هذا باإلضافة إلى
سمات شخصية التي تأثر إيجابا و سلباً على القدرة على التعلم و التذكر كعامل السن و مستوى الذكاء و الخبرات
السابقة ...و منه و حسب "برغسون" أن وظيفة الدماغ ال تتجاوز المحافظة على آليات الحركية أما الذكريات
فتبقى أحوال نفسية محضة.
مناقشة:
إن "برغسون" ال يقدم لنا أي حل للمشكل عندما أستبدل اآلثار الفيزيولوجية المخزنة في الدماغ بآثار نفسية أو
صور عقلية Rمخزنة في الالشعور و هو لم يفسر لنا كيف تعود الذكريات إلى سطح الالشعور عن طريق إثارتها
كمعطيات ماضية ،كما أن الفصل المطلق بين ما هو جسمي و ما هو نفسي أمر غير ممكن واقعياً.
التركيب:
إذا كان "ريبو" أعاد الذاكرة إلى الدماغ ،و إذا كان "برغسون" أرجعها إلى النفس فإنها هالفاكس في
النظرية االجتماعية يرجعها إلى مجتمع يقول ) ليس هناك ما يدعو للبحث عن موضوع الذكريات و أين تحفظ إذ
أنني أتذكرها من الخارج ...فالزمرة االجتماعية التي انتسب إليها هي التي تقدم إلي جميع الوسائل إلعادة
بنائها) و يقول أيضا ( إنني عندما أتذكر فإن الغير هم الذين يدفعونني إلى التذكر و نحن عندما نتذكر ننطلق من
مفاهيم مشتركة بين الجماعة) إن ذكرياتنا ليست استعادة لحوادث الماضي بل تجديد لبنائها وفقاًَ لتجربة الجماعة
و أعتبر "بيار" جاني ( أن الذاكرة االجتماعية تتمثل في اللغة و أن العقل ينشئ الذكريات تحت تأثير الضغط
االجتماعي و ال يوجد ماضي محفوظ في الذاكرة الفردية كما هو و الماضي يعاد بنائه على ضوء المنطق
االجتماعي.
الخاتمة:
و أخيراً نستنتج أن الذاكرة هي وضيفة تكاملية بين الجسم و النفس Rو المجتمع و يقول "دوالكروا" إن التذكر نشاط
يقوم به الفكر و يمارسه الشخص فيبث فيه ماضيه تبعا الهتماماته و أحواله و يبقى كل قول صحيح في سياقه و
نسقه.
المقالة الثانية حول اإلبداع : هل ترجع عملية اإلبداع إلى شروط نفسية فقط ؟( جدلية)
-طرح المشكلة : إن اإلبداع هو إيجاد شيء جديد ،وذلك ما يكشف عن اختالفه عن ماهو مألوف
ومتعارف عليه ،وعن تحرره من التقليد ومحاكاة الواقع .ومن جهة أخرى ،فإن عدد المبدين – في
جميع المجاالت – قليل جدا مقارنة بغير المبدعين ،وهو ما يوحي أن تلك القلة المبدعة تتوافر فيها
صفات وشروط خاصة تنعدم عند غيرهم ،فهل معنى ذلك أن اإلبداع يتوقف على شروط ذاتية خاصة
بالمبدع ؟
– محاولة حل المشكلة:
– عرض األطروحة : يرى بعض العلماء ،أن اإلبداع يعود أصال إلى شروط نفسية تتعلق بذات المبدع
وتميزه عن غيره من غير المبدعين كالذكاء وقوة الذاكرة وسعة الخيال واالهتمام واإلرادة والشجاعة
األدبية والجرأة والصبر والرغبة في التجديد إضافة إلى االنفعاالت من عواطف وهيجانات مختلفة .
ومن يذهب إلى هذه الوجهة من النظر الفيلسوف الفرنسي ( هنري برغسون ) والعالم
النفساني ( سيغموند فرويد ) الذي يزعم أن اإلبداع يكشف عن فاعلية الالشعور وتعبير غير مباشر
عن الرغبات المكبوتة.
-الحجة : ويؤكد ذلك ،أن استقراء حياة المبدعين – في مختلف ميادين اإلبداع – يكشف أن هؤالء
المبدعين إنما يمتازون بخصائص نفسية وقدرات عقلية هيأتهم لوعي المشاكل القائمة وإيجاد الحلول لها.
فالمبدع يتصف بدرجة عالية من الذكاء والعبقرية ،فإذا كان الذكاء – في احد تعاريفه – قدرة على حل
المشكالت ،فإنه يساعد المبدع على طرح المشاكل طرحا صحيحا وإيجاد الحلول الجديدة لها .ثم أن
المبدع في تركيبه ألجزاء وعناصر سابقة إلبداع جديد إنما يكشف في الحقيقة عن عالقة بين هذه األجزاء
أو العناصر ،والذكاء – كما يعرف أيضا – هو إدراك العالقات بين األشياء أو األفكار.
واصل كل إبداع التخيل المبدع ،والتخيل – أصال – هو تمثل الصور مع تركيبها تركيبا حرا وجديدا ،
لذلك فاإلبداع يقتضي مخيلة قوية وخياال واسعا خصبا ،فكلما كانت قدرة اإلنسان على التخيل أوسع كلما
استطاع تصور صور خصبة وجديدة ،وفي المقابل كلما كانت هذه القدرة ضيقة كان رهينة الحاضر
ومعطيات الواقع.
ويشترط اإلبداع ذاكرة قوية ،فالعقل ال يبدع من العدم بل استنادا إلى معلومات وخبرات سابقة التي
تقتضي تذكرها ،لذلك فالذاكرة تمثل المادة الخام والعناصر األولية لإلبداع.
هذا ،واستقراء حياة المبدعين وتتبع أقوالهم وهم يصفون حاالتهم قبل اإلبداع اواثنائه ،يؤكد دور اإلرادة
واالهتمام في عملية اإلبداع ،فمن كثرة اهتمام العالم الرياضي الفرنسي ( بوانكاريه ) بإيجاد الحلول
الجديدة للمعادالت الرياضية المعقدة ،غالبا ما كان يجد تلك الحلول وهو يضع قدميه على درج الحافلة ،
وهذا ( ابن سينا ) قبله من شدة اهتمامه بمواضيع بحثه كثيرا ما كان يجد الحلول للمشكالت
التي استعصت عليه إثناء النوم .والعالم ( نيوتن ) لم يكتشف قانون الجاذبية لمجرد سقوط التفاحة ،
وإنما كان يفكر باهتمام بالغ وتركيز قوي في ظاهرة سقوط األجسام ،وما سقوط التفاحة اال مناسبة
الكتشاف القانون.
وما يثبت دور الحاالت الوجدانية االنفعالية في عملية اإلبداع أن التاريخ يثبت – على حد قول برغسون
– ان « كبار العلماء والفانين يبدعون وهم في حالة انفعال قوي » .ذلك ان معطيات علم النفس كشفت
ان االنفعاالت والعواطف القوية تنشط المخيلة التي هي المسؤولية عن عملية اإلبداع .وبالفعل ،فاروع
اإلبداعات الفنية والفكرية تعبر عن حاالت وجدانية ملتهبة ،فلقد اجتمعت عواطف المحبة األخوية
والحزن عند ( الخنساء ) فأبدعت في الرثاء.
ولما كان اإلبداع هو إيجاد شيئ جديد ،فما هو جديد – في جميع المجاالت – يقابل برفض المجتمع
لتحكم العادة ،فمثال أفكار( سقراط ) و ( غاليلي ) قوبلت بالرفض واالستنكار ،ودفعا حياتهما
ثمنا ألفكارهما الجديدة ،وعليه فالمبدع إذا لم يتصف بالشجاعة الفكرية واألدبية والروح النقدية والميل
إلى التحرر ..فإنه لن يبدع خشية مقاومة المجتمع له.
-النقد : ولكن الشروط النفسية المتعلقة بذات المبدع وحدها ليست كافية لحصول اإلبداع ،إذ معنى ذلك
وجود إبداع من العدم . والحقيقة انه مهما طالت حياة المبدع فانه من المحال ان يجد بمفرده أجزاء
اإلبداع ثم يركبها من العدم .ومن جهة أخرى ،فالذكاء – الذي يساهم في عملية االبداع – وان كان في
أصله وراثيا ،فإنه يبقى مجرد استعدادات فطرية كامنة ال تؤدي الى االبداع مالم تقم البيئة االجتماعية
بتنميتها وإبرازها .كما يستحيل الحديث عن ذاكرة فردية محضة بمعزل عن المجتمع .واخيرا ،فإن ان
هذه الشروط حتى وان توفرت فهي ال تؤدي الى اإلبداع مالم تكن هناك بيئة اجتماعية مالئمة تساعد على
ذلك .وهذا يعني ان للمجتمع نصيب في عملية اإلبداع.
– عرض نقيض األطروحة : وعلى هذا األساس ،يذهب االجتماعيون إلى ان اإلبداع ظاهرة اجتماعية
بالدرجة األولى ،تقوم على ما يوفره المجتمع من شروط مادية او معنوية ،تلك الشروط التي تهيئ الفرد
وتسح باإلبداع . وهو ما يذهب إليه أنصار النزعة االجتماعية ومنهم ( دوركايم ) الذي يؤكد على ارتباط
صور اإلبداع المختلفة باألطر االجتماعية.
– الحجة : وما يثبت ذلك ،أن اإلبداع مظهر من مظاهر الحياة االجتماعية اما لجلب منفعة او دفع ضرر
،فالحاجة هي التي تدفع إلى إلبداع وهي ام االختراع ،وتظهر الحاجة في شكل مشكلة اجتماعية ملحة
تتطلب حال ،فإبـداع ( ماركس ) لفكرة " االشتراكية " انما هو حل لمشكلة طبقة اجتماعية مهضومة
الحقوق ،و اكتشاف " تورشيلي " لقانون الضغط جاء كحل لمشكلة اجتماعية طرحها السقاءون عند
تعذر ارتفاع الماء إلى أكثر من 10.33م.
كما ان التنافس بين المجتمعات وسعي كل مجتمع إلى إثبات الوجود ما يجعل المجتمع يحفز أفراده على
اإلبداع ويوفر لهم شروط ذلك ؛ فاليابان – مثال – لم تكن شيئا يذكر بعد الحرب العالمية الثانية ،
لكن تنافسها االقتصادي مع أمريكا واروبا الغربية جعل منها قوة خالقة مبدعة .كما ان التنافس
العسكري بين أمريكا واالتحاد السوفياتي سابقا أدى االبداع في مجال التسلح وكما ترتبط ظاهرة االبداع
بحالة العلم والثقافة القائمة ؛ وما يثبت ذلك مثال انه من المحال ان يكتشف المصباح الكهربائي في
القرن السابع ،ألنه كإبداع يقوم على نظريات علمية رياضية فيزيائية لم تكن متوفرة وقتذاك . ولم يكن
ممكنا اكتشاف الهندسة التحليلية قبل عصر ( ديكارت ) ،ألن الجبر والهندسة لم يبلغا من التطور ما
يسمح بالتركيب بينهما .ولم يبدع شعراء كبار مثل ( المتنبي ،أبو تمام ) ..الشعر المسرحي في
عصرهم ،ألن األدب المسرحي لم يكن معروفا حينذاك . وتعذر على ( عباس بن فرناس ) الطيران ،
ألن ذلك يقوم على نظريات علمية لم تكتشف في ذلك العصر ويرتبط اإلبداع – ايضا -بمختلف
الظروف السياسية ؛ حيث يكثر االبداع اليوم في الدول التي تخصص ميزانية ضخمة للبحث
العلمي وتهيئ كل الظروف التي تساعد عى اإلبداع .ولقد عرفت الحضارة االسالمية ازهى
عصور االبداع ،لما كان المبدع يأخذ مقابل إبداعه ذهبا وتشريفا.
-النقد : غير ان التسليم بأن الشروط االجتماعية وحدها كافية لحصول اإلبداع يلزم عنه التسليم أيضا أن
كل أفراد المجتمع الواحد مبدعين عند توفر تلك الشروط وهذا غير واقع .كما ان االعتقاد ان الحاجة ام
االختراع غير صحيح ،فليس من المعقول ان يحصل اختراع او إبداع كلما احتاج المجتمع الى ذلك مهما
وفره من شروط ووسائل .وما يقلل من أهمية الشروط االجتماعية هو أن المجتمع ذاته كثيرا ما يقف
عائقا أمام اإلبداع ويعمل على عرقلته ،كما كان الحال في اروبا إبّـان سيطرة الكنيسة في
العصور الوسطى.
– التركيب : ان اإلبداع كعملية ال تحصل إال إذا توفرت لها شروط ذلك ،فهي تتطلب أوال قدرات
خاصة لعلها ال تتوفر عند الكثير ،مما يعني ان تلك القلة المبدعة لم تكن لتبدع لوال توفرها على تلك
الشروط ،غير انه ينبغي التسليم ان تلك الشروط وحدها ال تكفي ،فقد تتوفر كل الصفات لكن صاحبها
ال يبدع ،مالم يجد مناخ اجتماعي مناسب يساعده على ذلك ،مما يعني ان المجتمع يساهم بدرجة كبيرة
في عملية اإلبداع بما يوفره من شروط مادية ومعنوية ،مما يؤدي بنا إلى القول أن اإلبداع ال يكون اال
بتوفر الشروط النفسية واالجتماعية معا.
– حل المشكلة : وهكذا يتضح ان عملية االبداع ال ترجع الى شروط نفسية فقط ،بل وتتطلب باإلضافة
إلى ذلك جملة من الشروط االجتماعية فالشروط االولى عديمة الجدوى بدون الثانية ،األمر الذي يدعونا
ان نقول مع ( ريبو « : ) مهما كان االبداع فرديا ،فإنه يحتوي على نصيب اجتماعي. »
التحليل :
أوجه االختالف:
ـ يتميز التخيل بالحري ة حيث أن األفك ار والمواضيع التي نتخيلها لن نكون مقيدون ب أي شيء،
على عكس الذاكرة
التي تتقيد بما تم حفظه في الماضي بطريقة مرتبة.
ـ مواضيع الذاكرة واقعية حيث ترتبط بحقيقة ما عشناه ،على عكس التخيل الذي يبدأ بشق طريقه
حيث يتنهي
الواقع ،فأين ما ينتهي الواقع يبدأ الخيال.
ـ ك ل الن اس يملك ون ملك ة ال ذاكرة ،أم ا ملك ة التخي ل فهي خاص ة بخ واص الن اس من العلم اء
والفالسفة واألدباء
والمفكرون.
ـ قد يتدخل الوعي في عملية التذكر ولكن كثيرا ما يكون الالوعي وراء التخيل.
ـ مواضيع الذاكرة معلومة أما الخيال فكثيرا ما يكون مجهول المغزى.
ـ تقوم الذاكرة بإعادة ما هو قديم ،أما التخيل فهو يبني الجديد.
ـ الذاكرة محدودة أما إطار الخيال فغير محدود.
أوجه التشابه:
ـ كل من الذاكرة والتخيل يعتبران من العمليات النفسية.
ـ كل من الذاكرة والتخيل يعتمدان على العقل ،باعتبارهما وظائف عقلية.
ـ كالهما الذاكرة والتخيل يستعمل الماضي للتعامل مع الحاضر.
ـ كالهما التذكر والتخيل يساعد على تكيف اإلنسان مع بيئته.
أوجه التداخل : :في الحقيقة أن التخيل والتذكر وظيفتان مترابطتان ومتداخلتان ،وال يمكن أن نستغني
عن بعض من التخي ل ونحن نم ارس فع ل الت ذكر ،وال أن نس تغني عن بعض من الت ذكر ونحن بص دد
التخي ل .فالتخي ل يض يف إلى ال ذاكرة ويعي د إحياءه ا ويبعث فيه ا الحيوي ة ،كم ا أن ال ذاكرة ق د تس اعد
التخيل فهي كثيرا من األحيان ما تكون مرجعا مهما له.
الخاتمة :في األخير يمكن أن نؤكد أن العالقة بين التخيل والذاكرة هي عالقة تأثر وتأثير وتعاون على
فهم الواقع المحيط باإلنسان ،وهما يتعاونان مع بقية الوظائف والقدرات النفسية عند اإلنسان لمواجهة
مختلف مواقف الحياة المعرفية والعملية مع السعي للتكيف مع شروطها المتغيرة.
طرح المشكلة : إن استقراء تاريخ الحضارات يكشف لنا أن األمم التي لها ذكر في التاريخ عبر أزمانه إنما هي أمم على درجة من اإلبداع
سواء في المجال الفني أو العلمي أو الفلسفي ...وبالنظر إلى أهمية اإلبداع في وجود األمة واستمرارها فقد كان موضوع دراسة بعض الفالسفة
والعلماء ,قصد تفسير طبيعته وبيان الدوافع التي تحفز المبدعين وتدفعهم إلى اإلنتاج اإلبداعي .
ومن بين اإلشكاليات التي أثيرت بشأن تفسير ظاهرة اإلبداع نذكر :هل اإلبداع عملية سحرية يمتاز بها عدد من البشر الملهمين ؟ أو هو
ظاهرة وضعية تتحدد بشروطها االجتماعية ؟ وبمعنى أشمل :هل اإلبداع من طبيعة نفسية أو من طبيعة اجتماعية ؟
محاولة حل المشكلة:
الرأي األول الموقف القائل (:إن اإلبداع من طبيعة نفسية ) إن اإلبداع من منظور النظرية النفسية ظاهرة نجدها عند البعض األفراد وال
نجدها عند غيرهم بدليل إن العباقرة الذين كانوا وراء التغيرات الحادثة في تاريخ الفكر والحضارة يمتازون بخصائص نفسية وقدرات عقلية ,
وكل ما يشحذ الذات ويدفعها إلى اإلبداع من دوافع وانفعاالت سارة أو مؤلمة تساعد على انجاز العمل اإلبداعي .ومن المفكرين والفالسفة الذين
أكدوا أن اإلبداع كشف يطالع النفس ويشرق في جوانبها فجأة عالم الكالم – حجة اإلسالم –( أبو حامد الغزالي ) حيث قال " :إن اإللهام
كالضوء من سراج الغيب يقع على قلب صاف لطيف فارغ " .وأكد عالم الطبيعة الفرنسي (جوس ) نفس الفكرة حيث قال " :وأخيرا ...
نجحت ال ألنني بذلت جهودا مضنية ,ولكن بهبة من اهلل كأن إشراقا حدث فجأة وحل اللغز ".إذن اإللهام لحظات قصيرة تتفتق فيها عبقرية
اإلنسان عن إبداعات قد تحدث في لحظات مغايرة للمنطق فتكون أثرا ال يقاس على مثال .فقد ذكر أفالطون في محاورة ( أيون ) والتي تحدث
فيها عن اإللياذة وهوميروس " :إن الشاعر كائن أثيري مقدس ,ذو جناحين ال يمكن أن يبتكر قبل أن يلهم ,فيفقد صوابه وعقله ,ومدام
اإلنسان يحتفظ بعقله فانه ال يستطيع أن ينظم الشعر " .و يقال أن( فاجنر ) سمع في منامه اللحن األساسي الذي يتردد في افتتاحية رائعته
الموسيقية ( ذهب الرين ) .ويحكى عن الشاعر االنجليزي (كولردج ) أنه كان يطالع ذات صباح فغلبه النعاس ثم أفاق من نومه وأخذ يخط
بسرعة قصيدته المشهورة ( كوبالخان ) حتى وصل إلى البيت 54منها ...ثم خمدت نار اإللهام فكف عن الكتابة وترك القصيدة ولم يعد لها قط
.غير أن الموهبة واإللهام بدون عمل وجهد ال معنى لهما .فلقد عبر( بوانكريه ) عن اكتشافاته الرياضية بأنها بدت له فجأة وفي مناسبات لم
يكن يفكر أثناءها في هذه الموضوعات لكن حدث هذا بعد جهود السنين الطوال فتظهر له الحلول فجأة في صورة الهام غير متوقع لذلك قال :
" إن الحظ يحالف النفس المهيأة " .ويؤكد الفيلسوف الفرنسي ( هنري برغسون ) أن لعملية اإلبداع أصول نفسية عميقة ,وهي كثيرا ما تكون
مصحوبة بمظاهر انفعالية حادة إذ ذكر " :أن العظماء الذين يتخيلون الفروض ,و األبطال ,والقديسين الذين يبدعون المفاهيم األخالقية ,ال
يبدعونها في حالة جمود الدم ,وإ نما يبدعون في جو حماسي و تيار ديناميكي تتالطم فيه األفكار " .و تذهب مدرسة التحليل النفسي إلى بيان
أن اإلبداع ظاهرة نفسية الشعورية ففرو يد يرى أن التسامي هو المسئول عن كل االنجازات الحضارية التي قام بها اإلنسان " :إن الصراعات
الجنسية الطفيلية والرغبات العدوانية التي تؤدي إلى السلوك العصابي لدى من ال يستطيعون حلها حال سويا ,هي نفسها التي يحلها المبدع عن
طريق التسامي أو اإلعالء فينشأ عن ذلك أشكال النشاط اإلبداعي المختلفة " .
مناقشة : أن األدلة التي أستند إليها القائلون بالطبيعة النفسية لإلبداع ال تشكل دليال قاطعا على صحة هذا الرأي فالموهبة والذكاء الفطري الحاد
إذا لم يجدا البيئة المناسبة التي ينموان من فأنها حتما سيضمحالن .كما أن اإللهام ليس ضربا من الوهم فهو مهما كانت صفته فأن مصدره
الواقع إذ أن المبدع وإ ن كان يتجاوز بخياله الواقع إال أنه ينطلق منه .كما أن تفسير ( فرويد )لم تِؤ كده التجربة العلمية .
الرأي الثاني الموقف القائل (:إن اإلبداع من طبيعة اجتماعية ) غير أن المبدع في نظر الفالسفة االجتماعين ال يستمد مادة إبداعه من واقع
المجتمع فحسب ,بل إن نشاطه يعتبر ظاهرة اجتماعية مثل بقية الظواهر االجتماعية األخرى وهذا ما يراه ( دوركايم ) وبين أن عملية اإلبداع
مهما تعددت مجاالتها تتحكم فيها شروطا اجتماعية , الن اإلبداع يتوقف من جهة أخرى على حاجات المجتمع ,وعلى درجة النمو التي بلغها
من جهة أخرى .فاإلبداع من هذا المنظور يعتبر تراثا اجتماعيا تتناقله األجيال ,ومدام الفرد من صنع الجماعة فالبد أن تكون سلوكا ته بما فيها
السلوكات اإلبداعية من نتاج المجتمع .إن الفنانين والعلماء ال يبدعون ألنفسهم و وإ نما وفق ما يحتاج أليه المجتمع ,وما يسمح به وكل تراث
علمي أو فني هو شاهد على روح العصر و الثقافة السائدة في المجتمع فأدب الفروسية هو تجسيد لطبيعة المجتمع القبلي ,واختراع وسائل
الحرب ما هو إال وسيلة للمحافظة على كيان المجتمع ...كما أن المصباح الكهربائي الذي اخترعه ( أيدسون ) دعت إليه حاجة المجتمع لإلنارة
,وكذلك وسائل النقل
وهذا يدل على أن المبدع ال يعالج إال المشاكل التي تظهر في وسطه االجتماعي ,وال يبدع أي شيء إال إذا توفر ت لديه جملة من الشروط
االجتماعية منها ما يتعلق بالشروط االقتصادية فاإلبداع سمة المجتمعات الراقية المتطورة حضاريا و المزدهرة اقتصاديا .وكذلك المجتمعات
التي اليتوفر فيها األمن و االستقرار و الحياة االجتماعية العادلة اليمكن أن توفر شروط اإلبداع .
مناقشة : وعلى الرغم من أن المبدع يستقي مادة إبداعه من الواقع االجتماعي ,عملية اإلبداع تحمل في طياتها بصمات تعبر عن حرية العقل
ذلك أن األ فكار الجديدة غالبا ما تقابل بالرفض من قبل المجتمع إن كانت تخالف عاداته ومعتقداته وهدا ما حدث ل (غاليي ) عندما اكتشف
فكرة دوران األرض حول الشمس ,حيث قوبلت بالرفض واالستنكار من قبل المجتمع ألنها تتناقص الفكرة السائدة التي تقول بثبات
األرض وأكد المفكر ( غاستون بوتول) في سياق نقده لفكرة المجتمع كشرط ضروري لإلبداع " :فليس هناك فكر بدون ذات مفكرة ,وال
إبداع بدون مبدع ,فعوامل اإلبداع يجب أن توجد كاملة في وظائف المبدع الثقافية التي ال يمكن تصورها طبعا بدون الحياة االجتماعية التي
تقويها وتعمل على التعبير عنها " .ويؤكد ( روني بوار يل) " :إن االختراع ال يتحقق في غياب عقل قادر عليه ,وان كانت البنيات الثقافية
في المجتمع مالئمة
التركيب: من خالل تحليل الرأيين تتبين مغاالة كل نظرية في تأكيد ما اعتقدت أنه الطبيعة الوحيدة لإلبداع واألقرب إلى الموضوعية هو القول
إن اإلبداع من طبيعة نفسية كم انه من طبيعة اجتماعية .إذ ال يمكن إنكار دور العوامل النفسية في عملية اإلبداع ,ألن اإلبداع تجسيد لما يختلج
في النفس من معاني وصور ,ولكن تحقيقه يحتاج إلى مناخ اجتماعي وحضاري يوفر للمبدع حملة من الشروط االجتماعية التي من دونها
تصبح عملية اإلبداع أمرا صعبا ,مما يجعلنا في النهاية نعتقد أن عملية اإلبداع تقوم على التكامل بين الشروط النفسية و الشروط االجتماعية .
حل المشكلة: نستنتج من خالل ما تقدم إن عملية اإلبداع ال تنطلق من العدم ,بل البد أن تستند إلى
معطيات موجودة في الواقع فالمبدع ينتقي عناصر إبداعه من هذه المعطيات غير أنها لوحدها غير
كافية فالبد أن ترتكز على القدرة الفطرية على اإلبداع .وعليه يمكن القول إن اإلبداع موهبة صقلتها
األعمال والجهود وهيأتها التربية االجتماعية المناسبة واإللهام هو لحظات اقتطاف تلك الثمرة اليافعة
والمفيدة