Nouveau Document Microsoft Word

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 22

‫‪ 

‬االتجاه النفســــــي‪/‬يتوقف‪ ‬اإلبداع على عوامل نفسية تتعلق بالذات المبدعة ‪ ،‬و ما يؤكد ذلك أن‪ ‬المبدعين يتميزون بقدرات ذاتية و‬
‫ـ‪ ‬رينيه بواريل‪ R.Boirel ‬في اإلرادة الكبيرة و االهتمام و الميل والفضول العلمي و حب اإلطالع‬‫خصائص نفسية و انفعالية متطورة حددها‬
‫و‪  ‬الحس اإلشكالي ‪ ،‬ان المبدع يطرح األسئلة باستمرار ‪ ،‬و ينظر الى األشياء‪ ‬العادية نظرة غير عادية تطرح أمامه إشكالية تستدعي الحل ‪،‬‬
‫ـ الدافعة‪ .‬كما يتميز المبدعون بقوة الذاكرة و حدة الذكاء و‬
‫مثل العالم‪ ‬الفيزيائي نيوتن مكتشف الجاذبية و العالم أرخميدس مكتشف قانون‬
‫التخيل الواسع و التأمل‪ ‬العميق ‪ ،‬و هي صفات يفتقر اليها الكثير من الناس‬
‫ـ الرغبات المكبوتة و النزوات الخفية‬
‫ـ الى الدوافع النفسية الالشعورية ‪ ،‬حيث‪ ‬تنفجر‬
‫يعود السلوك االبداعي‪ ‬في نظر العالم النفساني س ‪ .‬فرويد‬
‫ـ اإلعالء‪.‬‬
‫في صور ابداعية رائعة سماها‪ ‬بظاهرة‬
‫المبدع شخص متحمس ذو انفعال كبير يقول هنري برغسون‪ " H.Bergson ‬إن‪ ‬العلماء الذين يتخيلون الفروض ‪ ،‬و االبطال و القدسين‬
‫الذين يبدعون‪ ‬المفاهيم الخلقية ال يبدعون في حالة جمود الدم بل يبدعون في جو حماسي و‪ ‬تيار ديناميكي تتالطم فيه األفكــــار"‬

‫النقد‪  /‬ان العوامل النفسية غير كافية لتجعل من المرء مبدعا ‪ ،‬ألن اإلبداع يحتاج أيضا الى امكانتيات مادية والى‪ ‬بيئة مشجعة ‪ ،‬و لعل هجرة‬
‫األدمغة الى المجتمعات المتقدمة ألحسن دليل على أن للمجتمع دور في هذه الملكة‬

‫ب‪ -‬االتجاه االجتماعـــــي‪/ ‬يرى فالسفة االجتماع و على رأسهم إميل دوركايم‪ E.Durckeime ‬أن االبداع له طبيعة اجتماعية ‪ ،‬و‬
‫الدليل على ذلك أن اإلبداع يتوقف على‪ ‬حاجات المجتمع من جهة ‪ ،‬و على درجة نموه من جهة ثانية ‪ .‬فالحاجة أم‪ ‬االختراع ‪ ،‬عندما تظهر‬
‫ـ ال يمكن أن نتصور إبداعا خارج حاجات المجتمع‪ ،‬فلما كان الناس بحاجة‪ ‬الى‬ ‫مشكلة في المجتمع يلجأ البعض الى اختراع الحلول لها‪ ، ‬لذلك‬
‫ـ عن نفسه اخترعت مختلف األسلحة ‪،‬و لما‬ ‫ـ ‪ ،‬و لما كان‪ ‬المجتمع بحاجة الى الدفاع‬
‫ـ و الطائرة‬
‫ـ و القطار‬
‫التنقل اخترعت وسائل النقل كالسيارة‬
‫كان المرضى‪ ‬ايضا بحاجة الى العالج اخترعت مختلف األدوية و األجهزة الطبية ‪ ،‬و ال‪ ‬يستطيع المبدع أن يبتكر شيئا اال اذا توفرت لديه‬
‫ـ المجتمع ‪ ،‬لذلك لم يكن باستطاعة الناس أن يصنعوا القنبلة الذرية في‪ ‬العصور الوسطى رغم ذكائهم و خيالهم‬ ‫اإلمكانيات المادية التي‪ ‬يوفرها‬
‫ـ عالية‬
‫الواسع الذي برز في الفلسفة و األدب‪ ‬ألن صنعها يتطلب تيكنولوجيا‬
‫ان اإلبداع يكثر كذلك‪ ‬في الدول المتقدمة ‪ ،‬و يكاد ينعدم في الدول المتخلفة مما يؤكد أنه مرتبط‪ ‬بحالة المجتمع االقتصادية و السياسية و‬
‫الثقافية ‪،‬و يرى دوركايم ان المبدع‪ ‬في مختلف المجاالت ال يبدع لنفسه بل يبدع للغير ‪ ،‬فأروع الفنانين مثال هم‪ ‬الذين يثيرون مشاعر‬
‫الجماهير ‪ ،‬و يتركون أثرا في حياة الجماعة‬

‫النقد‪ /‬لو‪  ‬كان االبداع يعود الى عوامل اجتماعية لكان افراد المجتمع المتقدم كلهم‪ ‬مبدعين ‪ ،‬و العكس بالنسبة الى أفراد المجتمع المتخلف ‪ ،‬اال أن‬
‫الواقع يثبت‪ ‬العكس‪.‬مما يؤكد أن للعوامل الذاتية دخل في هذه الوظيفـــــة‬
‫الحل بعد التركيب‪ /‬التخيل المبدع وليد عوامل نفسية و اجتماعية معا‬
‫السؤال المشكل‬
‫‪ -1‬هل اإلبداع في مجتمع متخلف ممكن ؟‬
‫‪ -‬كيف يمكن إبطال األطروحة التالية‪ ( ‬اإلبداع فاعلية ذاتية ) ج‪-‬ف‬

‫نص السؤال‪: ‬‬
‫‪ -1‬أثبت بالبرهان صحة األطروحة القائلة ‪ " ‬إن الحاجة هي أم االختراع "‬
‫‪ -2‬إذا افترضنا األطروحة إن الحاجة هي أم االختراع " فاسدة وتقرر لديك الدفاع‬
‫عنها وتبينها فما عساك تصنع ؟‬
‫الطريقة‪  :‬استقصاء بالوضع‬

‫طرح المشكلة‪:‬‬
‫يعتقد الكثير من الفالسفة وعلماء النفس أن اإلبداع هو نتاج تفكير فردي واعي غير أن هن اك‬
‫من ي رى أن الحاج ة هي أم االخ تراع وتب دو ه ذه األطروح ة ال تي تض منها نص الس ؤال‬
‫صحيحة ال نشك فيها ولكن تأييدها المطلق بها يلزمنا بتقديم البرهان فما هي األدلة وال براهين‬
‫التي تؤكد صحتها ؟‬

‫محاولة حل المشكلة‪:‬‬
‫عرض منط‪VV‬ق األطروح‪VV‬ة ‪ :‬ينطلق أنص ار ه ذا الموق ف من فك رة مفاده ا أن الحاج ة هي أم‬
‫االخ تراع ومن مس لمات ه ذا الموق ف أن اإلب داع ه و ظ اهرة اجتماعي ة أي أن العوام ل‬
‫االجتماعية هي المتحكمة والمسئولة عن ظاهرة اإلبداع ‪.‬‬
‫ولتدعيم موقفهم اعتمدوا على جملة من الحجج نذكر منها ‪:‬‬
‫إن الوضع االجتماعي هو الذي يسمح أوال يسمح باإلبداع ‪.‬‬
‫إن المسائل التي يريد المخترع معالجتها ال تتولد إال في وسط اجتماعي بل غ درج ة معين ة من‬
‫التط ور االقتص ادي والعلمي حيث يق ول‪ ‬ج‪VV‬اك بيك‪VV‬ارد‪" ‬ال يمكن حص ول كش ف علمي أو‬
‫اخ تراع جدي د إال إذا ك انت حال ة العلم تس مح ب ه ف إذا س محت ب ذلك تول د االخ تراع ونمى‬
‫بالضرورة "‪ ‬وقد أكد على هذه الفكرة الفيلسوف وعالم االجتماع الفرنسي‪ ‬اميل دوركايم‪ ‬حيث‬
‫يرى أن اإلبداع في شتى المجاالت يرجع إلى الظروف االجتماعية التي يعيش ها المب دع ذل ك‬
‫أن الفرد إال عجينه في يد المجتمع الذي يوفر له قاعدة االنطالق في عمله اإلبداعي ‪.‬‬
‫‪ ‬فاإلنسان ال يب دع من الع دم وإنم ا يب دع انطالق ا مم ا تقدم ه البيئ ة وم ا تفرض ة من مش اكل‬
‫والدليل على ذلك أن تاريخ العلوم يؤكد أن بعض االختراعات تأخرت عن الظهور وإذ ك انت‬
‫مهيئة لذلك منذ مدة طويلة‬
‫ومن جهة أخرى نجد تشابها بين االختراعات التي تعود إلى نفس العصر‪" ‬لين‪VV‬تز"مثال أب دع‬
‫حساب الالمتناهيات في نفس الوقت التي ابتدعها نيوتن رغم أن هذا األخ ير ك ان في انجل ترا‬
‫ولينتز كان في ألمانيا ولم يطلع أحدهما على بحوث األخر‪  ‬كذلك بالنسبة للهندسات الالاقليدي ة‬
‫التي وضعها كل من الروسي‪" ‬لو تيشفيس كي"‪ ‬واأللم اني‪" ‬ريم ان"‪ ‬حيث لم يب ع ه ؤالء نفس‬
‫المعارف ألن إلهاما واحدا نزل عليهم وإنم ا أب دعوا ألن حال ة العلم بلغت درج ة معين ة تحتم‬
‫التساؤل والتعبير حيث يقول‪ ‬لوروا‪" ‬ليس هناك أجيال تلقائية ليس هناك عبقري دون سابق أو‬
‫بدون تعلم أو مدرسة خاصة "‪ ‬ف المخترعون الممت ازون تتلم ذوا على أي دي أس اتذة ‪ ،‬كم ا أن‬
‫االختراعات التكنولوجي ة واالكتش افات العلمي ة ليس ت من إنت اج مخ ترع واح د مهم ا ك انت‬
‫عبقريته إنما هي نت اج عم ل مس تمر للعدي د من العلم اء انش غلوا لف ترات متعاقب ة من ال زمن‬
‫وأمكنة مختلفة وهذا ما أكده أحدهم أن آلة النسيج مثال هي تركيب حوالي ثمان مئة اختراع ‪.‬‬
‫كما أن المبدع كفرد اجتماعي يت أثر بحاج ات مجتمع ه ومش اكله فينكب عليه ا مح اوال إيج اد‬
‫الحلول المناسبة له ا فك ل إب داع يش هد على روح العص ر وحاجت ه حيث يق ول‪ ‬باس‪VV‬تور‪ : ‬إن‬
‫األفكار الخصبة هي ثبات الحاجة‪  ‬‬
‫عرض خصوم األطروحة ‪  :‬‬
‫يذهب بعض الفالسفة إلى اعتبار اإلبداع ظاهرة خاصة توجد لدى بعض األفراد دون غ يرهم‬
‫ألن األحوال النفسية والعقلية من ميول ورغبات واهتم ام وم واهب وق درات عقلي ة هي ال تي‬
‫تدفع بالفرد إلى اإلبداع بدليل أن العباقرة يمتازون بخصائص وق درات نفس ية وعقلي ة تمكنهم‬
‫من تجاوز ما يعجز عنه اآلخرون ‪.‬‬
‫نقد خصوم األطروحة‪:‬‬
‫إن اإلبداع ليس مجرد إلهام مفاجئ يحضى به بعض األفراد بل هو ظاهرة اجتماعية تض رب‬
‫بأعماق جذورها في الحياة االجتماعية التي يأخذ منها المب دع مادت ه ه ذا من جه ة ومن جه ة‬
‫أخرى أن الفرد ال يمكن عزله عن البيئة االجتماعية التي ينتمي إليها ‪.‬‬
‫الدفاع عن األطروحة بحجج شخصية ‪:‬‬
‫أعتقد أن اإلبداع ال يعود إلى عوامل فردية بل يعود إلى عوامل اجتماعية إما أن يعود اإلبداع‬
‫إلى عوامل نفس ية أو اجتماعي ة لكن ه ال يع ود إلى عوام ل نفس ية إذن فه و يع ود إلى عوام ل‬
‫اجتماعية ‪.‬‬
‫ذلك أن الواقع والتاريخ يؤكد أن معظم العباقرة المخترعين كان الفضل في إبداعهم يع ود إلى‬
‫البيئة االجتماعية التي عاشوا فيها وكمثال على ذلك الرقي والتط ور واالزده ار ال تي عرفت ه‬
‫الدولة اإلسالمية في ظل الدولة العباس ية حيث ك انت البيئ ة االجتماعي ة تس اعد على اإلب داع‬
‫وه ذه الفك رة تؤك دها المدرس ة االجتماعي ة حيث يق ول‪ ‬دور ك‪VV‬ايم‪"  ‬إن اإلب داع في ش تى‬
‫المجاالت يرجع للظروف االجتماعية التي يعيشها المبدع"‪.‬‬
‫حل المشكلة‪:‬‬
‫ومما سبق نخلص إلى أن األطروحة صحيحة وقابلة للدفاع والتبني وه ذا م ا تؤك ده المش اكل‬
‫التي نعيشها والتي كانت سببا رئيس يا ومباش را لإلب داع وه ذا م ا نلمس ه في انش غال العلم اء‬
‫والمختصين إليجاد حلول لها مثل مرض السرطان وااليدز ‪...‬‬

‫مقالة جدلية حول الذاكرة‬

‫السؤال ‪  :‬‬
‫إذا كنت أمام موقفين متعارضين أحدهما يقول الذاكرة مرتبطة‬
‫بالدماغ‪ ‬واألخر يقول الذاكرة أساسها نفسي وطلب منك الفصل والبحث‬
‫عن الحل فما عساك‪ ‬تصنع؟‬
‫المقدمة ‪ :‬طرح اإلشكالية‬
‫يتعامل ويتفاعل اإلنسان مع العالم الخارجي بما فيه من أشياء مادية وأفراد‪ ‬يشكلون محيطه‬
‫االجتماعي ‪,‬يتجلى ذلك في سلوكات بعضها ظاهري واألخر باطني‪ ‬المتمثل في الحياة النفسية‬
‫والتي من مكوناتها‪ << ‬الذاكرة‪, >> ‬فإذا كنا أمام موقفين متعارضين أحدهما أرجع الذاكرة‬
‫إلى الدماغ ‪,‬واألخر‪ ‬ربطها بالعوامل النفسية فالمشكلة المطروحة‪ :‬هل أساس الذاكرة مادي أم‬
‫نفسي ؟‬
‫التحليل‪:‬‬
‫عرض األطروحة األولى‬
‫ربطت النظرية المادية بين الذاكرة والدماغ فهي في نظرهم ظاهرة بيولوجية‪ , ‬أي أساس‬
‫حفظ واسترجاع الذكريات‪ " ‬فيزيولوجي"‪ ‬وهذا ما ذهب‪ ‬إليه‪ ‬ريبو‪ ‬الذي قال‪ >> ‬الذاكرة‬
‫حادثة بيولوجية بالماهية‪ << ‬حيث أرجع الذاكرة إلى الجملة العصبية وح ٌدد ‪600‬مليون خلية‬
‫عصبية في نظره‪ ‬هي المسؤولية على الحفظ و االسترجاع بحكم المرونة التي تتصف بها ‪,‬‬
‫فمثلها‪ ‬تحتفظ مادة الشمع بما يطبع عليها‪ ,‬كذلك الخاليا العصبية تحتفظ باألسماء‪ ‬والصور‬
‫واألماكن ومن الحجج التي تذمم هذه األطروحة>>‪ ‬تجارب‪ ‬بروكا‪ << ‬الذي أثبت أن إصابة‬
‫الدماغ بنزيف يؤدي إلى خلل في الذاكرة‪ ,‬مثل‪ ‬الفتاة التي أصيبت برصاصة في الجدار‬
‫األيسر من دماغها أصبحت ال تتذكر وال‪ ‬تتعرف على األشياء التي توضع في يدها اليسرى‬
‫بعد تعصيب عينيها ‪ ,‬كما ترتبط‪ ‬هذه األطروحة بالفيلسوف‪ ‬ابن سينا‪ ‬الذي قال‪ >> ‬الذاكرة‬
‫محلها التجويف‪ ‬األخير من الدماغ‪ << , >> ‬ونفس التفسير نجده في العصر الحديث‬
‫عند‪ ‬الفيلسوف الفرنسي ديكارت الذي أرجع الذاكرة إلى الجسم وهذا واضح في قوله‪ " ‬تكمن‬
‫الذاكرة في ثنايا الجسم"‬
‫النقــــــد‪:‬‬
‫هذه األطروحة نزعت من الذاكرة"الجانب الشعوري‪ " ‬واإلنسان عندما يتذكر فإنه يسترجع‬
‫الماضي بما فيه من مشاعر وانفعاالت‪.‬‬
‫عرض األطروحة الثانية‬
‫يرى أصحاب النظرية النفسية أن الذاكرة تتبع الشعور الذي يربط الحاضر‪ ‬بالماضي وذلك‬
‫من أجل وشم معالم المستقبل وحجتهم في ذلك أن الذكريات عبارة‪ ‬عن<‪ ‬أفكار ‪ ,‬تصورات‪,‬‬
‫حاالت نفسية‪ ,> ‬وهي معنوية وليست من طبيعة‪ ‬مادية تعود هذه األطروحة إلى‬
‫الفرنسي‪ ‬برغسون‪ ‬الذي قسم الذاكرة إلى قسمين‪" : ‬ذاكرة حركية‪ " ‬أطلق عليها مصطلح‬
‫العادة‪<" ‬وذاكرة نفسية‪ " ‬وصفها بأنها ذاكرة حقيقية ‪ ,‬وحجته التي استند إليها في ربط‬
‫الذاكرة‪ ‬بالجانب النفسي أن فاقد الذاكرة يستعيدها تحت تأثير صدمة نفسية كما يثبت‪ ‬ذلك‬
‫الواقع ‪ ,‬لذلك قال في كتابه‪:‬الذاكرة والمادة‪ " ‬االنفعاالت‪ ‬القوية من شأنها أن تعيد إلينا‬
‫الذكريات التي اعتقدنا أنها ضاعت إلى األبد‪ " ‬وفسرت هذه النظرية استرجاع‬
‫بقانون‪ " ‬تداعي األفكار"‪ ‬حيث‪ ‬قال جميل صليبا‪ " ‬في كل عنصر نفسي ميل إلى استرجاع‬
‫ذكريات المجموعة النفسية التي هو أحد‪ ‬أجزائها‪ " ‬ومن األمثلة التوضيحية أنة األم التي ترى‬
‫لباس ابنها‪ ‬البعيد عنها تسترجع مجموعة من الذكريات الحزينة ‪ ,‬وهذا يثبت الطابع‬
‫النفسي‪ ‬للذاكرة‪. ‬‬
‫النقــــد‪:‬‬
‫النظرية النفسية رغم تبريرها لكيفية استرجاع الذكريات إال أنها عجزت عن تحديد مكان‬
‫تواجد الذكريات‬
‫التركيب ‪:‬‬
‫الذاكرة محصلة لتفاعل العوامل المادية والنفسية واالجتماعية ‪ ,‬هذا األخير‪ ‬يساهم في‬
‫استرجاع الذكريات كما قال‪ ‬هال فاكس‪ " ‬عندما أتذكر فإن‪ ‬الغير هم الذين يدفعونني إلى‬
‫التذكر"‪ ‬ولكن بشرط سالمة الجملة‪ ‬العصبية‪< ‬الدماغ> ‪ ,‬فقد أكد األطباء استحالة استرجاع‬
‫الذكريات دون‪ ‬تدخل الدماغ دون إهمال العوامل النفسية هذا الحل التوفيقي‬
‫لخصه‪ " ‬دوال‪ ‬كروا"‪ ‬في قوله‪ " ‬الذاكرة نشاط يقوم به الفكر ويمارسه الشخص‪." ‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫ومجمل القول أن الذاكرة قدرة تدل على الحفظ واالسترجاع ولكن اإلشكالية ال‪ ‬ترتبط بمفهوم‬
‫الذاكرة بل باألساس الذي يبني عليه ‪ ,‬فهناك من ربطها بشروط‪ ‬نفسية وكمخرج للمشكلة‬
‫نستنتج أن‪: ‬‬
‫الذاكرة محصلة لتفاعل العوامل المادية واالجتماعية والنفسية‪.‬‬
‫اإلشكالية األولى ‪ :‬إدراك العالم الخارجي‬
‫المشكلة الرابعة ‪ :‬الذاكرة والخيال‬

‫مقدمة ‪ :‬طرح المشكلة‬


‫‪    ‬نلج أ في كث ير من المواقف ال تي تعترض حياتن ا‪ ،‬وأيضا لمواجه ة مش اكلها إلى مكتس بات وخ برات‬
‫الماض ي‪ ،‬إذ أنن ا ال نبقى في مس توى اللحظ ة الراهن ة وإ مكانياته ا‪ ،‬فحي اة اإلنس ان ليس ت مقتص رة على‬
‫منطق الحاضر لوحده‪ ،‬فهو ينظم حياته داخل شبكة نسيجها الماضي والحاضر والمستقبل‪ ،‬كما يمكن‬
‫لإلنسان أن يقوم بعملية تركيب لصور الماضي بدون أن يكون ذلك الماضي كما هو‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫بنائ ه من جدي د إم ا باإلض افة أحيان ا أو بالح ذف أحيان ا أخ رى‪ ،‬كم ا أن ه ل ه الق درة على تج اوز الحاض ر‬
‫والماضي معا‪ ،‬والذي يقوم بهذه العملية وظيفتان نفسيتان وعقليتان هما الذاكرة والخيال اللتان ترتبطان‬
‫مع ا وتت داخالن‪ ،‬لكن إذا كن ا ال نس تغني عن الع الم الخ ارجي في نش اطاتنا الذهني ة فإنن ا في استحض ار‬
‫ذكرياتن ا وتحري ك خياالتن ا‪ ،‬نب ني ونب دع‪ ،‬ولكن لم اذا ال يس عنا في بنائن ا أو إب داعنا‪ ،‬إع ادة معطي ات‬
‫الماضي وال مدركات الحاضر كما هي؟‬
‫‪  .I‬كيف يمكن اعتبار التذكر استعادة لما هو ماض من أجل إعادة بناء ما هو راهن؟‬
‫‪    ‬مفهوم ال&ذاكرة‪ :‬هي الوظيف ة ال تي تعم ل على حف ظ الخ برات الماض ية‪ ،‬والق درة على إع ادة إحيائه ا‬
‫واسترجاعها‪ ،‬قصد التكيف مع الوضع الراهن‪.‬‬
‫‪   ‬وقد عرفها "الالند" في معجمه " المصطلحات الفلسفية " بأنها ‪ (( :‬وظيفة نفسية تتمثل في إعادة بناء‬
‫حالة شعورية ماضية مع التعرف عليها من حيث هي كذلك ))‪.‬‬
‫‪    ‬وعلي ه يمكن أن نس تنتج أن ال ذاكرة عملي ة نفس ية ش عورية‪ ،‬ت دل على خصوص ية إنس انية عام ة‪،‬‬
‫يتفاوت فيها األفراد بحسب قدراتهم‪.‬‬
‫‪   ‬أوال‪ :‬طبيعة التذكر بين الخصائص العضوية والخصائص الشعورية‪:‬‬
‫‪       ‬تفسير طبيعة التذكر تعددت في ه اآلراء‪ ،‬ولم يتفق الفالسفة والعلماء حول تفسير واحد لها‪ ،‬من‬
‫حيث انه عملية يتداخل فيها ما هو عضوي وجسمي بما هو نفسي‪.‬‬
‫‪    ‬أ ـ التفسير العضوي ( المادي ) للتذكر‪:‬‬
‫‪    ‬ي رد أص حاب ه ذا ال رأي تفس ير طبيع ة الت ذكر إلى خص ائص عض وية مادي ة‪ ،‬فعملي ة تث بيت وحف ظ‬
‫ال ذكريات واس ترجاعها‪ ،‬مرتبط ة ب أجهزة عض وية بيولوجي ة‪ ،‬موج ودة على مس توى ال دماغ‪ ،‬وهي‬
‫المس ؤولة عن مختل ف عملي ات ال ذاكرة‪ ،‬وله ذا اعت بر " ريب و "‪  ‬أن ‪  (( :‬ال ذاكرة ظ اهرة بيولوجي ة‬
‫بالماهي ة‪ ،‬وظ اهرة س يكولوجية ب العرض ))‪ .‬ويؤك د ه ذا االتج اه الم ادي‪ ،‬مح اوال تفس ير عملي ة الت ذكر‬
‫تفسيرا علميا‪ ،‬إلى إرجاع حدوثها إلى مجموع االرتباطات الديناميكية بين الخاليا العصبية التي تسجل‬
‫االنطباع ات‪ ،‬وتحتف ظ بآثاره ا في ال دماغ على ش كل آث ار مادي ة تركته ا الح وادث على خالي ا القش رة‬
‫الدماغي ة‪ ،‬ويزي د تث بيت وحف ظ ه ذه ال ذكريات أك ثر عن طري ق التك رار‪ ،‬فث ني الوراق ة مثال ع دة م رات‬
‫يبرز أثر الثني أكثر‪ ،‬كما أن الذكريات تزول من الدماغ‪ ،‬كلما أصيبت منطقة فيه بأي نوع من أنواع‬
‫التلف‪ ،‬فيصاب بالتلف ما كانت تحتفظ به جزئيا أو كليا‪ .‬وعليه استنتج ريبو (( أن الذاكرة وظيفة عامة‬
‫للجهاز العصبي ))‪ ،‬لذلك فإن طبيعة الذاكرة أساسها الفاعلية العضوية المرتبطة بالجسم ووظائفه‪.‬‬
‫‪ ‬مناقش&&ة‪ :‬غ ير أنن ا نالح ظ تفس ير طبيع ة ال ذاكرة بالخص ائص العض وية المادي ة وح دها‪ ،‬في ه كث ير من‬
‫المبالغة‪ ،‬ألن هناك اضطرابات وصدمات نفسية تؤدي إلى فقدان القدرة على التذكر رغم سالمة الدماغ‬
‫والجهاز العصبي‪ .‬كما أن ربط الذكريات بمراكز معينة في الدماغ فكرة ال تثبتها أبحاث العلماء‪ ،‬بل‬
‫ي برهنون على أن الجه از العص بي نظ ام دقي ق ومتش ابك يش مل جمي ع الوظ ائف الحس ية والفكري ة ل دى‬
‫اإلنسان‪ ،‬مما يعني أن الفاعلية العضوية مقتصرة على توضيح الجانب المادي في آلية الذاكرة فقط‪ ،‬أما‬
‫الذاكرة كوظيفة حيوية وكيفية فقد ترتبط بخصائص أخرى شعورية‪.‬‬
‫‪ ‬ب ـ التفسير الشعوري ( الروحي ) للتذكر‪:‬‬
‫‪  ‬إن تفسير طبيعة التذكر ووظائف ه المختلفة عند أصحاب هذا االتج اه وعلى رأس هم " برغسون " يرد‬
‫إلى الخص ائص الش عورية النفس ية‪ ،‬فال ذاكرة عملي ة نفس ية واعي ة قوامه ا الش عور‪ ،‬فهي ج وهر روحي‬
‫محض‪ ،‬وديمومة شعورية‪ ،‬تسجل كل ما عشناه وما مر بنا‪ ،‬ويبقى محفوظا وحيا كصور في أعماق‬
‫النفس‪ ،‬وال يع ود إلى س احة الش عور‪ ،‬إال عن د الحاج ة‪ ،‬وأداة اس ترجاع الماض ي وربط ه بالحاض ر هي‬
‫ال دماغ أو الجه از العص بي‪ .‬ولتوض يح ه ذا األس اس‪ ،‬وال رد في نفس ال وقت على أص حاب التفس ير‬
‫العضوي‪ ،‬يميز برغسون بين نوعين من الذاكرة ‪:‬‬
‫‪     ‬ـ ذاك&&رة حركي&&ة‪ :‬وتك ون في ش كل ع ادات آلي ة مرتبط ة بالجس م ‪ ،‬وهي تش مل األنش طة الحركي ة‬
‫المكتسبة‬
‫‪        ‬بالتكرار‪ ،‬وهي مجرد عادة آلية نفعية فقط‪ ،‬وال تعبر عن حقيقة التذكر‪.‬‬
‫‪     ‬ـ ذاكرة نفسية شعورية‪ :‬وهي المعبرة عن حقيقة الذاكرة ألنها تشمل الماضي‪ ،‬وتستحضره وتعيد‬
‫إحيائه في آن واحد‪ ،‬فهي ذاكرة الصور النفسية المرتبطة بديمومة الشعور‪ ،‬والمستقلة عن الدماغ وعن‬
‫ذاك رة الع ادة‪ .‬ومن هن ا تك ون ال ذاكرة خاص ية ش عورية تع بر عن الص ور النفس ية ال تي تعيش الماض ي‬
‫وتستحضرهن وتملك القدرة على إحيائه في الحاضر‪.‬‬
‫مناقش&&ة‪ :‬غ ير أن رب ط ال ذاكرة بالخص ائص الش عورية وح دها‪ ،‬أم ر مب الغ في ه‪ ،‬ألن اس ترجاع بعض‬
‫ال ذكريات يحت اج إلى س ند ح ركي‪ ،‬وإ لى وض عية نفس ية‪ ،‬مندرج ة في وض عية جس مية‪ ،‬كم ا أن ه من‬
‫الص عب أن نفهم أن الذاكرة كش عور نفسي خ الص‪ ،‬وتستخدم الدماغ كآلي ات مادي ة من أج ل استحضار‬
‫الذكريات‪ ،‬أال يدل هذا على تداخل ما هو عضوي بما هو نفسي‪ ،‬وأن الفصل بينهما أمر شائك‪.‬‬

‫‪ ‬ثانيا ‪ :‬التذكر بين المعرفة والتوازن النفسي‪:‬‬


‫يلعب فعل التذكر دورا هاما في حياة اإلنسان سواء من الناحية المعرفية أو االنفعالية‪ ،‬واألفراد يختلفون‬
‫في مع ارفهم وت وازنهم النفس ي ب اختالف الق درة على اس تدعاء ذكري اتهم‪ ،‬ولكن أين تكمن القيم ة النفس ية‬
‫للتذكر‪ ،‬هل في دور العقل أم في دور االنفعاالت التلقائية؟‬
‫‪ ‬أ ـ الذاكرة العقلية والتذكر اإلرادي‪:‬‬
‫‪    ‬الذاكرة‪  ‬العقلية هي الذاكرة التي تحفظ المعاني واألفكار والبراهين واألحكام والتصورات ‪ ،‬وهي‬
‫ال تي تع بر عن مجم وع الص ور العقلي ة ونش اطاتها المخزن ة‪ ،‬وله ا أث ر ب الغ األهمي ة في اكتس اب العل وم‬
‫والمعارف وتنمية القدرات العقلية وتنشيطها‪ .‬ومن أبرز صور الذاكرة العقلية‪:‬‬
‫‪   ‬ـ التذكر اإلرادي‪ :‬وهو أرقى وظائف الذاكرة ألنه تذكر منظم‪ ،‬يتميز بتدخل العقل وحضور الوعي‪،‬‬
‫وفعاليت ه في تمثي ل الماض ي‪ ،‬وم راقبتهن وتأويل ه‪ ،‬واص طفاء عناص ره‪ ،‬وتنس يقها‪ ،‬وه ذا يتطلب جه دا‬
‫أك ثر‪ ،‬وت أمال أعم ق‪ ،‬وفهم ا أوض ح‪ ،‬يقتض ي االس تعانة بوظ ائف أخ رى‪ ،‬كال ذكاء‪ ،‬والتخي ل‪ ،‬واإلدراك‪،‬‬
‫فهو تذكر أساسه االنتقاء واالختيار والقصد‪.‬‬
‫ب ـ الذاكرة االنفعالية والتذكر العفوي‪:‬‬
‫‪    ‬الذاكرة االنفعالية وهي الذاكرة المرتبطة بالقدرة على تذكر األحوال االنفعالية السابقة‪ ،‬وما يصحبها‬
‫من شعور وانطباعات نفسية‪ ،‬وهذه الذاكرة هي التي تحيي العواطف‪ ،‬وتوقظ الميول وتجدد االنفعاالت‪،‬‬
‫لكن تأثيرها يختلف من شخص إلى آخر‪ ،‬فقد تكون قوية واضحة‪ ،‬وقد تكون ضعيفة‪ ،‬بحسب الذات‪،‬‬
‫وأثر ذكرى الموضوعات فيها‪ ،‬وكما أن حياتنا االنفعالية لما كانت حقيقة فطرية تعبر عن حيوية حياتنا‬
‫ونشاطاتها بطريقة تلقائية عفوية‪ ،‬فإن الذاكرة االنفعالية هي أيضا فعل تلقائي‪ ،‬واسترسال شعوري ال‬
‫إرادي‪ ،‬ومن هنا يبرز شكل آخر للتذكر هو‪:‬‬
‫‪   ‬ـ التذكر العف&وي‪ &:‬وه و ت ذكر تلق ائي‪ ،‬س هل ال عن اء في ه‪ ،‬أساس ه اس تدعاء ال ذكريات كاس تجابة تكيفي ة‬
‫آلي ة لظ روف حاض رة‪ ،‬وتك ون ه ذه االس تجابة التلقائي ة التكيفي ة تبع ا لمنبه ات معين ة ( عوام ل نفس ية‪،‬‬
‫عالقات اجتماعية‪ ) ...‬وهذا التذكر العفوي محكوم بمبدأ تداعي المعاني ‪ ،‬والذي يعني أن الظواهر أو‬
‫األحوال النفسية ترتبط ببعضها وتدعو بعضها بعضا للحضور وفق شروط معينة‪ ،‬كاالقتران‪ ،‬والتشابه‪،‬‬
‫والتضاد‪...‬‬
‫ثالثا‪ :‬الذاكرة الفردية والمجتمع‪:‬‬
‫‪     ‬إن الذاكرة ومهما اتسمت بالصبغة الفردية‪ ،‬الرتباطها بالشعور الفردي المتميز‪ ،‬فإنها تبقى متينة‬
‫الصلة بالحياة االجتماعية التي يستمد منها الفرد وجوده وعالقاته‪ ،‬كمواد وخبرات لذاكرته‪ ،‬لذلك كانت‬
‫مالمح ال ذاكرة الفردي ة ال تح دد إال من خالل طبيع ة الموق ع ال ذي يأخ ذه اإلنس ان في مجتمع ه‪ ،‬وأن‬
‫الجماع ة ال تي ننتمي إليه ا هي ال تي تحف ظ الخ برات الماض ية‪ ،‬وتق دم لن ا الوس ائل ال تي تس اعدنا على‬
‫استرجاعها‪ ،‬ولهذا يؤكد " هالفاكس " أننا حينما نتذكر فإن الغير هو الذي يدفعنا إلى ذلك ألن ذاكرته‬
‫تس اعد ذاكرتن ا‪ ،‬في نط اق األط ر العام ة لل ذاكرة االجتماعي ة‪ ،‬واللغ ة هي اإلط ار األول واألك ثر ثبات ا‬
‫لل ذاكرة االجتماعي ة‪ ،‬من هن ا ك ان الف رد ض من الجماع ة ال يعيش ماض يه الف ردي الخ اص‪ ،‬ب ل يعيش‬
‫ماضيه الجماعي المشترك‪ ،‬كاالحتفاالت الدينية‪ ،‬والوطنية‪.‬‬
‫مناقشة‪ :‬غير أن هذا الكالم ال يعني تعويم الذاكرة الفردية في نطاق الذاكرة االجتماعية‪ ،‬ألنه بالرغم‬
‫من أن المجتمع قد يشكل إطارا عاما لتكوين الذكريات‪ ،‬فإن هناك الكثير من الذكريات الفردية الخاصة‬
‫المرتبطة بميوالتنا‪ ،‬واهتماماتنا‪ ،‬ورغباتنا‪ ،‬ال دخل للمجتمع فيها‪.‬‬
‫‪ ‬ـ إن الذاكرة ليست مجرد وعاء لتسجيل الخبرات‪ ،‬بل هي وظيفة حيوية‪ ،‬تعبر عن حضورها الفردي‬
‫في شعورنا الراهن وليست بمعزل عن العالم الخارجي‪ ،‬والبيئة التي نعيشها‪.‬‬

‫‪  .II ‬وظيفة التخيل بين االسترجاع واإلبداع‪:‬‬


‫‪    ‬مفهوم التخيل‪ :‬يعرف التخيل على أنه ‪ (( :‬قدرة الفكر على استحضار الصور‪ ،‬بعد غياب األشياء‬
‫التي أحدثتها‪ ،‬وتركيب الصور تركيبا حرا ))‪.‬‬
‫‪  ‬وعرف " ابن سينا " التخيل بأنه ‪ (( :‬قدرة العقل على التصرف في الصور بالتركيب والتحليل ))‪.‬‬
‫‪  ‬واعتبر " الالند " التخيل بأنه ‪ (( :‬ملكة تركيب شيئا ال واقعيا وال موجودا ))‪.‬‬
‫‪   ‬أوال‪ : ‬االسترجاعية واالستمرارية في التخيل‪:‬‬
‫‪ 1         ‬ـ االس&&ترجاعية بين التخي&&ل والت&&ذكر‪ :‬في الحقيق ة أن التخي ل والت ذكر وظيفت ان مترابطت ان‬
‫ومتداخلتان‪ ،‬وال يمكن أن نستغني عن بعض من التخيل ونحن نمارس فعل التذكر‪ ،‬وال أن نستغني عن‬
‫بعض من الت ذكر ونحن بص دد التخي ل‪ ،‬لكن ه ذا ال يع ني أن ه ال يوج د اختالف وظيفي بينهم ا‪ ،‬ف برغم‬
‫اش تراكهما في التعام ل م ع معطي ات التجرب ة اإلدراكي ة وم ا تقدم ه من وق ائع‪ ،‬وك ذلك اش تراكهما في‬
‫استخدام آلية االسترجاع للتعامل مع عناصر الخبرة الماضية‪ ،‬إال أن التخيل والذاكرة يختلفان من حيث‬
‫أن االس ترجاع في الذاكرة هو استدعاء للخبرة الشعورية الماضية بأحواله ا وعناصرها‪ ،‬قصد التكيف‬
‫م ع المواق ف الراهن ة‪ ،‬مم ا يع ني أن ه اس ترجاع م ألوف‪ ،‬ومغل ق على الحال ة ال تي عرفناه ا فق ط‪ .‬أم ا‬
‫االسترجاع في التخيل فهو استدعاء يتميز بأنه حر يمكنه محو بعض العناصر أو إضافة أخرى‪ ،‬عن‬
‫طريق خاصية تجميع الصور أو التفريق بينها‪ ،‬وإ عطائها وظائف جديدة‪ ،‬مما يعني أن االسترجاع في‬
‫التخيل يكون مفتوحا‪ ،‬وممارسا للتغيير والتجديد‪ ،‬والتخلص من الواقع‪.‬‬
‫‪ 2      ‬ـ ‪ ‬االس&&تمرارية بين التخي&&ل واإلدراك‪ :‬إن تحص يل أي موض وع أو ص ورة‪ ،‬وجب أن يك ون ق د‬
‫م ر على اإلدراك أوال‪ ،‬فال ذات ال تتعام ل إال م ع م دركاتها‪ ،‬له ذا ك ان اإلدراك محص ورا في الواق ع‬
‫والحاض ر‪ ،‬وي درك الموض وعات على الص ورة ال تي عليه ا‪ ،‬وكم ا هي واقع ة‪ ،‬ليعرفه ا على حقيقته ا‪،‬‬
‫ويحكم عليها‪ .‬أما التخيل فبرغم اعتماده على عناصر الواقع‪ ،‬فإنه يتجاوز ذلك ويمكنه التحرر منها‪،‬‬
‫وتش كيل وتغي ير الص ور على النح و ال ذي تش اؤه ال ذات‪ ،‬وفي ص ور جدي دة وإ بداعي ة‪ ،‬تتج اوز الماض ي‬
‫والحاضر‪ ،‬وتتوجه إلى المستقبل‪ ،‬وبناء وتركيب صور وهمية ال مثيل لها في الواقع‪ ،‬كما هو الحال في‬
‫الخيال األدبي والفنين مما يجعل من التخيل تحررا من صور اإلدراك وسيطرته‪ ،‬وانفتاحا على اإلبداع‬
‫واإلتيان بالجديد‪.‬‬
‫‪   ‬لكن هل فعالية التخيل كلها صور واحدة معبرة عن اإلبداع أم أنه أشكال مختلفة؟‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع التخيل‪ :‬التخيل نوعان‪:‬‬


‫‪      ‬أ ـ التخيل التمثيلي‪ :‬وهو استرجاع لصور األشياء التي طبعت في الذهن‪ ،‬بعد غياب األشياء التي‬
‫أحدثتها‪ ،‬وسماها القدامى ب القوة المصورة‪ ،‬ألنه ا تع بر عن رجوع الصور النفس ية الماض ية إلى ساحة‬
‫الشعور‪ ،‬بصورة تلقائية‪ ،‬دون التعرف عليها‪ ،‬ودون تحديد زمانها ومكانها‪ ،‬والتخيل التمثيلي عام في‬
‫حياتنا ألننا نعيشه في كل عالقاتنا وتعامالتنا اليومية بعفوية‪.‬‬
‫‪    ‬ب ـ التخيل اإلبداعي‪ :‬عملي ة ننش ئ به ا ص ورا جدي دة بحيث نتح رر من الص ور الماض ية‪ ،‬وتركبه ا‬
‫بأوج ه لم تكن موج ودة من قب ل‪ ،‬فه و تخي ل خص ب وإ يج ابي‪ ،‬يتم يز بالفعالي ة‪ ،‬والق درة على االبتك ار‪،‬‬
‫واالنفتاح على صور غير متوقعة‪ ،‬تنفلت من الواقع‪ ،‬كتخيل الرسام الذي يرسم صور خيالية يراها في‬
‫أعماق نفسه‪ ،‬أو تخيل العالم الذي يبدع نظرية جديدة‪ .‬من هنا يمكن القول أن التخيل اإلبداعي هو قدرة‬
‫وفعالي ة على االبتك ار‪ ،‬لكن ك ل إنس ان يمارس ه حس ب قدرات ه‪ ،‬ومجال ه ال ذي يك ون في ه‪ ،‬فخي ال الع الم‬
‫وإ بداعه‪ ،‬يختلف عن خيال الفنان‪ ،‬أو األديب‪ ،‬أو المهندس‪ ،‬أو الفيلسوف‪...‬‬
‫‪ ‬وك ل ه ذا يجع ل التخي ل اإلب داعي أساس ا لص ناعة الواق ع‪ ،‬والتعب ير عن ه بأش كال إبداعي ة تع بر عن‬
‫اإلنج ازات الحض ارية في مختل ف المي ادين‪ ،‬وي برز ق درة ال ذات وأثره ا في تغي ير الواق ع والتعام ل م ع‬
‫العالم الخارجي‪.‬‬
‫غير أن تنشيط هذا الخيال المبدع‪ ،‬وتحفيزه يرتبط بشروط ومحددات قد ترتد إلى عوامل نفسية ( عقلية‬
‫وانفعالي ة )‪ ،‬حيث ي رى بعض العلم اء والفالس فة‪ ،‬أن ه ال يمكن معرف ة عملي ة اإلب داع إال ب الرجوع إلى‬
‫حياة المبدع النفسية فالعوامل الذاتية من عناصر انفعالية وفكرية تلعب دورا أساسيا في عملية اإلبداع‪.‬‬
‫‪ ‬ولكن هناك من الفالسفة والعلماء من يرها إلى العوامل الموضوعية فهي تمثل عامال ودافعا لإلبداع‪،‬‬
‫إذ المبدع هو ابن بيئته التي يعيش فيها‪ ،‬ومن ثم فإبداعه هو نتاج الظروف المحيطة به من جهة‪ ،‬وما‬
‫يحتاج إليه المجتمع من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪III.    ‬كيف نفسر نسبية عمل التذكر والتخيل؟‬
‫‪    ‬إن التعرف على التذكر والتخيل كفعاليات عقلية عليا‪ ،‬وفهم الصورة اإليجابية لهما‪ ،‬سواء في بناء‬
‫الذكريات وإ عادة الماضي قصد التكيف أو في إبداع الصور بواسطة التخيل‪ ،‬لكنهما من ناحية اخرى‬
‫يخضعان لكثير من العوامل والتأثيرات التي تجعل من عملهما يتم بشكل نسبي وتقريبي ومن الصعب‬
‫الوثوق به‪ ،‬فالذاكرة عاجزة على أن تحتفظ بكل دقائق وتفاصيل الخبرة الماضية ونسيان أجزاء منها‪،‬‬
‫كم ا أن الكث ير من تخيالتن ا تبقى عرض ة للتح ول والتغ ير‪ ،‬ومعايش ة األوه ام‪ ،‬مم ا ي دل بوض وح على‬
‫القصور والنسبية في عملهما‪ ،‬فكيف نفسر ذلك؟‬
‫‪ ‬أوال‪ :‬الذاكرة بناء غير مكتمل للماضي‪:‬‬
‫الذاكرة كاستعادة حاضرة لحوادث ماضية‪ ،‬ال يمكنها أن تسترجعه كما هو‪ ،‬ألنها تتأثر بالظروف التي‬
‫تتم فيها من جهة‪ ،‬كما تتأثر بطابع اإلدراك الذي تم به تسجيل الحوادث الماضية من جهة أخرى‪ ،‬إلى‬
‫الح د ال ذي ي ؤدي إلى التعب ير عن الماض ي بص ورة ناقص ة‪ ،‬أو مش وهة‪ ،‬حس ب المي ول واالهتمام ات‬
‫الراهن ة ال تي تن درج فيه ا ال ذات‪ ،‬وه ذا م ا ي دل علي ه ش دة اختالف الن اس عن دما يطلب منهم اإلدالء‬
‫بش هاداتهم ح ول حادث ة معين ة يكون ون ق د ش هدوها‪ ،‬خاص ة في تفاص يلها‪ ،‬وه ذا م ا يظه ر العم ل غ ير‬
‫المكتمل للذاكرة عن الماضي‪ ،‬والعجز والقصور في وظيفتها‪ ،‬فبماذا نفسر سبب ذلك؟‬
‫‪  ‬إن تفسير ذلك يرد إلى سببين أو ظاهرتين أساسيتين هما ‪:‬‬
‫‪ 1    ‬ـ آلي&&ة النس&&يان‪ :‬النس يان ظ اهرة نفس ية مرتبط ة بال ذاكرة‪ ،‬لكنه ا تعاكس ها في الوظيف ة‪ ،‬له ذا نج د‬
‫المدلول الشائع يعتبر أن النسيان ‪ (( :‬هو الوجه السلبي للتذكر )) مما يعني أن النسيان (( هو الفقدان‬
‫المؤقت أو النهائي لما حفظته الذاكرة من الخبرات والمهارات المختلفة ))‪ .‬فالنسيان بهذا المعنى عامال‬
‫لله دم‪ ،‬وت دمير م واد ال ذاكرة وانحالله ا وتالش يها‪ ،‬واض محالال للماض ي‪ ،‬والعج ز عن استحض اره‪ ،‬وال‬
‫يعني هذا الكالم أن النسيان تعبير عن الفشل واإلخفاق ‪ ،‬وأنه ذو طابع سلبي كما يعتقد عامة الناس‪ ،‬بل‬
‫إن للنس يان وجه ا آخ ر محمال بالمع اني اإليجابي ة‪ ،‬ال تي ال تس يء إلى ال ذاكرة‪ ،‬ب ل يص ير النس يان من‬
‫ش روط س المتها وبقائه ا وتجدي دها‪ ،‬ونوع ا من التفري غ الإلرادي لألح داث والتفاص يل الثانوي ة‪ ،‬إلعط اء‬
‫المرون ة لل ذاكرة لالهتم ام باألهم والتكي ف م ع الراهن‪ ،‬كم ا أن ه وس يلة لل تراحم بين األفراد‪ ،‬يمحو آثار‬
‫األحق اد واآلالم والض غائن‪...‬مم ا يع ني أن النس يان وج ه إيج ابي وش رط من ش روط الت وازن النفس ي‬
‫ووسيلة للتكيف والتأقلم‪.‬‬
‫‪ ‬وعلى هذا‪ ،‬فالنسيان ظاهرة مالزمة لحياة اإلنسان لكنه على قسمين‪:‬‬
‫‪     ‬ـ نسيان طبيعي‪ :‬وهو نسيان عادي‪ ،‬يالزم جميع الناس‪ ،‬كالنقص في تثبيت أمر ما‪ ،‬أو قلة اهتمام‪،‬‬
‫أو نتيجة تداخل مواد دراسية مختلفة‪...‬‬
‫‪    ‬ـ نسيان غير ط&&بيعي ( نس&&يان مرض&&ي )‪ :‬يحت اج إلى عالج ‪ ،‬والبحث عن أس بابه الحقيقي ة وه ذا م ا‬
‫يتجسد بجالء في أمراض الذاكرة‪.‬‬
‫‪ 2 ‬ـ أم &&راض ال &&ذاكرة‪ :‬إن ال ذاكرة تص اب ب أمراض ته دد ت وازن الشخص ية ووح دتها‪ ،‬وأش هر ه ذه‬
‫األمراض‪:‬‬
‫‪        ‬ـ ص&&عوبة الت&&ذكر‪ :‬ينش أ عن عج ز في تث بيت ال ذكريات نتيج ة م رض يص يب الجمل ة العص بية‬
‫يكون مؤقتا أحيانا مثل المصاب بالحمى الشديدة‪ ،‬أو شبه دائم كما في أعراض الشيخوخة‪.‬‬
‫‪        ‬ـ فقدان الذاكرة‪ :‬ويعني اضمحالل الذكريات والعجز عن استحضارها واسترجاعها‪ ،‬وقد يكون‬
‫الفق دان ومؤقت ا أي لم دة مح ددة من ال وقت أو لبعض األن واع من ال ذكريات كاألس ماء أو األم اكن أو‬
‫المهن‪ ،‬كما قد يكون العجز عاما لجميع الذكريات‪.‬‬
‫‪       ‬ـ انح&&راف ال&&ذاكرة‪ :‬وه و م رض ال ذاكرة الكاذب ة ينش أ عن فس اد العرف ان‪ ،‬حيث ي ورد المص اب‬
‫باستمرار خبرات خاطئة ومحرفة ومشوهة‪ ،‬وهو ال يعلم أنها كذلك‪.‬‬
‫‪      ‬ـ ف&&رط الت&&ذكر‪ :‬وه و ق وة اس تدعاء ال ذكريات بجزئياته ا وتفاص يلها من الماض ي الق ريب والبعي د‪،‬‬
‫ويعرف بمرض تضخم الذاكرة الشائع خاصة عند المتقدمين في السن‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التخيل من الحلم إلى الوهم‪:‬‬
‫‪   ‬فقد يستبد التخيل بصاحبه‪ ،‬وينحرف به إلى عالم األوهام الكاذبة ويفقد صلته بالواقع بطريقة عفوية‬
‫ال إرادية‪ ،‬ومن أشكال وصور هذا التخيل السلبي‪: ‬‬
‫‪     ‬ـ أحالم اليقظة‪ :‬وهي حالة يع ايش فيها اإلنسان مجموع من الصور التي يتخيله ا في يقظت ه‪ ،‬تنشأ‬
‫عن نقص االنتباه‪ ،‬وشرود الذهن‪ ،‬فينسى صاحبها حاضره‪ ،‬ألنه يستبدل الحقيقة والواقع بالخيال‪.‬‬
‫‪    ‬ـ ال&&وهم والهلوس&&ة‪ :‬وهم ا تعب يران عن االض طرابات النفس ية والعص بية الناتج ة عن ف رط الخي ال‪،‬‬
‫وفق دان ص احبه للق درة على التحكم في ص وره الذهني ة‪ .‬وم ا ينتج عن ذل ك من اختالالت‪ .‬وال وهم ينش أ‬
‫في حقيقته عن تمثل أو تصوير حسي كاذب ناتج عن كيفية تأويل المدركات‪ ،‬وإ ذا اشتد أثره على ال ذات‬
‫وسيطر عليها تحول إلى مرض عصبي‪ ،‬وهلوسة تخيل لصاحبها صور يظنها حقائق خارجية‪ ،‬مع أنها‬
‫غير موجودة في الواقع تماما‪ ،‬وأكثر الحواس هلوسة حاستا السمع والبصر‪.‬‬

‫خاتمة ‪ :‬حل المشكلة‬


‫‪        ‬إن الح ديث عن الخي ال يقتض ي ال محال ة الح ديث عن مش كلة ال ذاكرة‪ ،‬إذ من الص عب تص ور‬
‫حياة نفسية مقصورة على مطلق الحاضر‪ ،‬أي على إدراك نقطة رياضية تفصل الماضي عن التخيل‪.‬‬
‫وأن الع الم الخ ارجي ودرايتن ا ب ه يش كالن كال موح دا‪ ،‬فال ج دوى واقعي ا من التفري ق بين ال ذاكرة‬
‫والخيال ‪ ،‬وأن ما نطلق عليه بالذاكرة الخالصة أو الخيال المجرد ال وجود له‪ ،‬وأن الذاكرة منبع للخيال‬
‫بصورة آلية بقدر ما تشكل هي منطلقا له كفعل ناتج عن نشاط عقلي بصورة جزئية أو كلية‪ ،‬فهما إذن‬
‫في عالقة جدلية متفاعلة على الدوام‪.‬‬

‫‪ ‬فند القول التالي "النسيان سلبي"‬


‫المقدمة‬
‫يتميز‪ ‬اإلنسان بقدرته على استرجاع ماضيه ودلك بواسطة الذاكرة كوظيفة نفسية تعمل‪ ‬على‬
‫جمع الماضي واالحتفاظ به غير انه ال يقوى في بعض الحاالت على دلك وهو‪ ‬ما يعرف‬
‫بالنسيان لهدا األخير أكثر من ضرورة في تكيف اإلنسان مع محيطه‪ ‬وذاته رغم أن البعض‬
‫يصرون على إمكانية االستغناء عنه بل بوصفه (بالسلبي‪) ‬في السلوك ‪.‬فكيف يتسنى لنا تفنيد‬
‫األطروحة ودحضها ؟؟‬
‫"محاولة حل اإلشكالية"‪: ‬‬
‫عرض منطق األطروحة‪:‬‬
‫إن‪ ‬النظرية السطحية لهده الوظيفة النفسية جعلت البعض يزعم انه ال يؤدي أي دور‪ ‬في السلوك‬
‫(النسيان ) خاصة وانه كثيرا ما يكون السبب في فشلنا في‪ ‬االمتحانات والمسابقات كما انه يعمل‬
‫على تبديل وضايا ما عملت الذاكرة على‪ ‬جمعه وتعبت في االحتفاظ به فعلماء التربية مثال‪:‬يرفعون‬
‫شعار(آفة العلم‪ ‬النسيان‪) ‬‬
‫رفع األطروحة بحجج شخصية‪:‬‬
‫إن‪ ‬المقولة القائلة "النسيان سلبي " مقولة مشكوك في صحتها وزعم مبني على حجج‪ ‬يقينية‬
‫هدا ما تؤكده حجج شخصية وأخرى علمية فشتان بين أن ننضر للنسيان‪ ‬نضرة سطحية وبان‬
‫نتعمق في حقيقتها فانا شخصيا ال يمكنني االستغناء عنه فهو‪ ‬يلعب في حياتي أكثر من‬
‫ضرورة فكثيرا من المواضيع المأساوية التي باتت‪ ‬تؤرقني وتشكل حاجزا أمام تكيفي لوال أن‬
‫تدخل النسيان وعمل على تفتيتها‪ ‬وتبديدها ومحوها من الذاكرة‪. ‬‬
‫وان‪ ‬البعض يرجح تسمية اإلنسان بهدا االسم كون النسيان يدخل في صميمه وجوهره‪ ‬فانا‬
‫شخصيا كدالك أشاطر الدين يرفعون شعار"ا أننا نعيش تحت رحمة النسيان"‪ .‬فطبيعي في‬
‫اإلنسان أن يترفع عن بعض سفاسف األمور يقول روبرت طوني‪" ‬إن‪ ‬الذاكرة األخاذة‬
‫والحافظة تشكل عائقا أمام تكيف الفرد"‬
‫نقول‪ ‬للدين ينضرون للنسيان نضرة سلبية انه لوال النسيان لما أمكن لإلنسان أن‪ ‬يتقدم ولو‬
‫شبرا من المعرفة الن دلك يقتضي غض النضر عن بعض ما ينحل في‪ ‬اهتماماتها إن دل‬
‫على شيء فإنما يدل على أن للنسيان أكثر من ضرورة في‪ ‬السلوك وتكفيه ضرورة بمعنى انه‬
‫ال يوجد أي شخص ينسى‪. ‬‬
‫نقد مناصري األطروحة‬
‫في‪ ‬مقابل هدا هناك من يشكك في صدق هدا الطرح معتبرا النسيان نقمة ضنا منه على‪ ‬انه‬
‫يعني إتالف كل الماضي وضنا منه أن الذاكرة تعني االحتفاظ بكل الماضي‪ .‬وكذلك مما يعاب‬
‫عليه انه نظر للنسيان نضرة أحادية الطرف‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫وما‪ ‬نخلص إليه هو أن المقولة القائلة "النسيان سلبي" قولة مشكوك فيها فالنسيان‪ ‬ضرورة‬
‫وليس ضريبة وإال‪ :‬ما هي الغاية من وجوده ‪.‬نقول دلك بعد عرض األطروحة‪ ‬ورفعها ونقد‬
‫مناصريها اتضح انه ال ينبغي األخذ بها وال تبنيها‪.‬‬
‫‪            ‬الموضوع ‪ :‬تحليل مقال فلسفي‬
‫‪           ‬نص المقال ‪  :‬إذا كان التخيل استرجاع للصور الماضية‪ ،‬فما مدى عالقته بالذاكرة ؟‬
‫‪           ‬الطريقة ‪ :‬مقارنة‬
‫‪ ‬مقدم&&ة ‪ :‬في الحقيق ة أن اإلنس ان يس عى دوم ا للتكي ف م ع بيئت ه طبيعي ة ك انت أو اجتماعي ة‪ ،‬وال يك ون‬
‫ذلك إال باس تخدامه للعقل الذي يقوم بوظائف معينة ‪ ،‬من بين هذه الوظ ائف عملي ة اإلدراك والتي هي‬
‫عملية معقدة من خاللها نصل إلى معرفة العالم المحيط بنا عن طريف المنبهات الحسية‪ ،‬لكن إدراكنا‬
‫لألش ياء الخارجي ة من حيث هي حقيق ة مس تقلة عن ال ذات ال يس تند إلى اإلحساس ات فق ط ب ل يس تند إلى‬
‫وظائف عقلية أخرى كالتخيل والذاكرة‪ ،‬فالتخيل له دور يؤديه في عملية اإلدراك ويزداد دوره عندما‬
‫تعجز الذاكرة عن إتمام صورة الشيء المدرك‪ .‬فإذا كان‪ ‬التخيل‪  ‬قدرة الفكر على استحضار الصور‪،‬‬
‫بعد غياب األش ياء التي أح دثتها‪ ،‬وت ركيب الصور تركيبا حرا‪ ،‬والذاكرة هي الوظيف ة التي تعم ل على‬
‫حفظ الخبرات الماضية‪ ،‬والقدرة على إعادة إحيائها واسترجاعها‪ ،‬قصد التكيف مع الوضع الراهن‪ .‬فإن‬
‫اإلشكال المطروح‪ :‬ما الفرق بين التخيل والذاكرة ؟‬

‫التحليل ‪:‬‬
‫‪        ‬أوجه االختالف‪:‬‬
‫‪       ‬ـ يتميز التخيل بالحري ة حيث أن األفك ار والمواضيع التي نتخيلها لن نكون مقيدون ب أي شيء‪،‬‬
‫على عكس الذاكرة‪ ‬‬
‫‪          ‬التي تتقيد بما تم حفظه في الماضي بطريقة مرتبة‪.‬‬
‫‪       ‬ـ مواضيع الذاكرة واقعية حيث ترتبط بحقيقة ما عشناه‪ ،‬على عكس التخيل الذي يبدأ بشق طريقه‬
‫حيث يتنهي‬
‫‪          ‬الواقع ‪ ،‬فأين ما ينتهي الواقع يبدأ الخيال‪.‬‬
‫‪       ‬ـ ك ل الن اس يملك ون ملك ة ال ذاكرة‪ ،‬أم ا ملك ة التخي ل فهي خاص ة بخ واص الن اس من العلم اء‬
‫والفالسفة واألدباء‬
‫‪          ‬والمفكرون‪.‬‬
‫‪       ‬ـ قد يتدخل الوعي في عملية التذكر ولكن كثيرا ما يكون الالوعي وراء التخيل‪.‬‬
‫‪       ‬ـ مواضيع الذاكرة معلومة أما الخيال فكثيرا ما يكون مجهول المغزى‪.‬‬
‫‪       ‬ـ تقوم الذاكرة بإعادة ما هو قديم‪ ،‬أما التخيل فهو يبني الجديد‪.‬‬
‫‪       ‬ـ الذاكرة محدودة أما إطار الخيال فغير محدود‪.‬‬
‫أوجه التشابه‪:‬‬
‫‪        ‬ـ كل من الذاكرة والتخيل يعتبران من العمليات النفسية‪.‬‬
‫‪        ‬ـ كل من الذاكرة والتخيل يعتمدان على العقل‪ ،‬باعتبارهما وظائف عقلية‪.‬‬
‫‪        ‬ـ كالهما الذاكرة والتخيل يستعمل الماضي للتعامل مع الحاضر‪.‬‬
‫‪        ‬ـ كالهما التذكر والتخيل يساعد على تكيف اإلنسان مع بيئته‪.‬‬
‫أوجه التداخل‪ : :‬في الحقيقة أن التخيل والتذكر وظيفتان مترابطتان ومتداخلتان‪ ،‬وال يمكن أن نستغني‬
‫عن بعض من التخي ل ونحن نم ارس فع ل الت ذكر‪ ،‬وال أن نس تغني عن بعض من الت ذكر ونحن بص دد‬
‫التخي ل‪ .‬فالتخي ل يض يف إلى ال ذاكرة ويعي د إحياءه ا ويبعث فيه ا الحيوي ة‪ ،‬كم ا أن ال ذاكرة ق د تس اعد‬
‫التخيل فهي كثيرا من األحيان ما تكون مرجعا مهما له‪.‬‬

‫الخاتمة‪  :‬في األخير يمكن أن نؤكد أن العالقة بين التخيل والذاكرة هي عالقة تأثر وتأثير وتعاون على‬
‫فهم الواقع المحيط باإلنسان‪ ،‬وهما يتعاونان مع بقية الوظائف والقدرات النفسية عند اإلنسان لمواجهة‬
‫مختلف مواقف الحياة المعرفية والعملية مع السعي للتكيف مع شروطها المتغيرة‪.‬‬
‫‪      ‬‬

‫‪    ‬‬
‫الموضوع ‪ :‬تحليل مقال فلسفي‬
‫نص المقال‪ :‬هل اإلبداع ليس سوى استجابة لمقتضيات البيئة االجتماعية؟‬
‫الطريقة‪ :‬جدلية‬
‫مقدمة‪ :‬يس عى اإلنس ان دائم ا لتغي ير وض عه إلى األحس ن‪ ،‬وه ذا التغي ير يتطلب الق درة على التح رر من‬
‫الص ور الماض ية وعلى تركيبه ا بأس لوب جدي د وتأليفه ا في تركيب ات جدي دة ليس ت موج ودة في الواق ع‪،‬‬
‫ولذلك فإبداع أساليب اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية جديدة ال يتسنى لجميع الناس‪ ،‬فالمبدع ال يقتفي‬
‫أثر األشياء الموجودة من قبل‪ ،‬بل يأتي ببناء جديد قلما يتهيأ لسواه‪ .‬فهل لهذا التميز اإلبداعي جذور‬
‫شخصية تكمن فيما يتمتع به المبدع من مواهب أم أن البيئة االجتماعية هي الدافع لإلبداع؟‬

‫التحليل‪:‬‬
‫الموق &&ف األول‪ :‬إن المب دع في نظ ر الفالس فة االجتم اعيين ال يس تمد م ادة إبداع ه من واق ع المجتم ع‬
‫فحسب‪ ،‬بل نشاطه يعتبر ظاهرة اجتماعية مثل بقية الظواهر األخرى‪ ،‬وهذا ما رآه‪ ‬دوركايم‪ ‬وبين أن‬
‫عملي ة اإلب داع مهم ا تع ددت مجاالته ا تتحكم فيه ا ش روط اجتماعي ة‪ ،‬ألن اإلب داع يتوق ف من جه ة على‬
‫حاجات المجتمع‪ ،‬وعلى درجة النمو التي بلغها من جهة أخرى‪ ،‬فاإلبداع من هذا المنظور يعتبر تراثا‬
‫اجتماعيا تتناقله األجيال‪ ،‬وما دام الفرد من صنع المجتمع فال بد أن تكون سلوكاته بما فيها السلوكات‬
‫اإلبداعية من نتاج المجتمع‪ ،‬إن الفنانين والعلماء ال يبدعون ألنفسهم وإ نما يبدعون وفق ما يحتاج إليه‬
‫المجتم ع وم ا يس مح ب ه وم ا يمدح ه ويبارك ه‪ ،‬وك ل ت راث علمي أو ف ني ه و ش اهد على روح العص ر‬
‫والثقاف ة الس ائدة في المجتم ع وه ذا ي دل على أن المب دع ال يع الج إال المش اكل ال تي تظه ر في وس طه‬
‫االجتماعي‪ .‬وال يبدع أي شيء إال إذا توفرت لديه جملة من الشروط االجتماعية‪ ،‬وهذا ما أكده العالم‬
‫الفرنسي ريبو حين قال‪ ":‬مهما كان اإلبداع فرديا فإنه يحتوي على نصيب اجتماعي"‪.‬‬
‫مناقشة‪ :‬ال يعق ل أن يحص ل اإلب داع كلم ا احت اج المجتم ع إلى ه ذا اإلب داع مهم ا ك انت الش روط‬
‫االجتماعية والوسائل التي يوفرها ألن هذا مخالف للواقع ‪ ،‬فالفروق الفردية تشير إلى تفاوت الناس في‬
‫القدرات العقلية بصفة عامة وفي الذكاء بصفة خاصة مما يجعلنا نعتقد أن المبدعين لهم طبيعة خاصة‪،‬‬
‫كم ا أن ت اريخ المب دعين في حقب خلت حاف ل باألمثل ة الدال ة على م ا لقي ه بعض هم من اضطهاد وإ س اءة‬
‫من المجتمع‪.‬‬
‫الموقف الثاني‪ :‬يرى علماء النفس أن اإلبداع ليس ظاهرة عامة منتشرة في المجتمع‪ ،‬وإ نما هو ظاهرة‬
‫خاصة نجدها عند بعض األفراد‪ ،‬وال نجدها عند غيرهم بدليل أن العباقرة الذين كانوا وراء التغيرات‬
‫الحادث ة في ت اريخ الفك ر والحض ارة يمت ازون بخص ائص نفس ية وق درات عقلي ة هي أتهم ل وعي المش اكل‬
‫القائمة‪ ،‬فاإلبداع من هذا المنظور كشف يطالع النفس ويشرق في جوانبها فجأة‪ ،‬ويثير فيها حالة انفعالية‬
‫وفكرية معينة‪ .‬وال شك في أن عملية اإلبداع طويلة وشاقة ألنها مبنية على المعاناة الدائمة‪ ،‬ألن تجسيد‬
‫اإللهام أو تحقيق الفكرة األصيلة يتطلب جهدا كبيرا وصبرا طويال‪ ،‬وإ ن كان له صلة بميول ورغبات‬
‫الشخص المبدع‪ ،‬كما يرى‬

‫فرويد أن العمل المبدع في نظره تعبير عن الرغبات المكبوتة التي تحقق عن طريق الخيال‪ .‬وهذا يدل‬
‫على أن لعملية اإلبداع أصوال نفسية عميقة‪ ،‬وهي كثيرا ما تكون مصحوبة بمظاهر انفعالية حادة‪ ،‬وه ذا‬
‫ما أراد برغسون أن يبينه فقال‪ ":‬إن العظماء الذين يتخيلون الفروض واألبطال والقديسين الذين يبدعون‬
‫المف اهيم األخالقي ة‪ ،‬ال يب دعونها في حال ة جم ود ال دم‪ ،‬وإ نم ا يب دعون في ج و حماس ي‪ ،‬وتي ار دين اميكي‬
‫تتالطم فيه األفكار"‪.‬‬
‫مناقشة‪ :‬ال يمكن إنكار دور العوامل النفسية في عملية اإلبداع ألن اإلبداع تجسيد لما يختلج في النفس‬
‫من مع اني وص ور ولكن تحقيق ه يحت اج إلى من اخ اجتم اعي وحض اري ي وفر للمبدع جمل ة من الش روط‬
‫الموض وعية ال تي ب دونها تص بح عملي ة اإلب داع أم را ص عبا‪ ،‬ل ذا فالعوام ل الس يكولوجية ال تكفي لخل ق‬
‫عملية اإلبداع وبالتالي فالكثير من المفكرين يرون أن كل إبداع ال بد له من مناخ اجتماعي‪.‬‬
‫التركيب‪:‬‬
‫إن عملية اإلبداع ترجع بالدرجة األولى إلى العوامل الذاتية " النفسية " ألن الكثير من العباقرة ظهروا‬
‫في بيئة اجتماعية غير مالئمة‪ ،‬لكن هذا ال يعني عدم تأثير البيئة االجتماعية " العوامل الموضوعية "‬
‫على عملي ة اإلب داع‪ ،‬فالتوجي ه ال تربوي ي ؤثر في تنمي ة الملك ات الذهني ة وتوجيهه ا ل دى اإلنس ان‪ ،‬ل ذا‬
‫فاإلبداع يعود إلى حيوية المبدع وما يتمتع به من خصائص نفسية وعقلية كتظافر الوظائف النفسية من‬
‫ذكاء وتخيل وذاكرة وتوفر الميول الكافية من رغبات وآمال كما أن المبدع يستمد عناصر إبداعه من‬
‫المجتم ع‪ ،‬فالوس ط االجتم اعي المالئم من حاج ات وظ روف وأفك ار وتط ور علمي وثق افي ح افز على‬
‫اإلبداع‪.‬‬

‫خاتمة‪ :‬في األخير يمكن أن نؤكد على أن اإلبداع ليس مجرد الهام مفاجئ يحظى به بعض األفراد في‬
‫المجتمع‪ ،‬بل هو ظاهرة فردية تضرب بأعماق جذورها في الحياة االجتماعية التي منها يأخذ المبدع‬
‫مادته‪ ،‬فاإلبداع يستمد حيويته من ميول الفرد ويستمد مادته من حاجة المجتمع‪ ،‬وعليه فاإلبداع يكون‬
‫بالتكامل بين الشروط االجتماعية " الموضوعية " والشروط النفسية " الذاتية "‪      .‬‬
‫‪         ‬‬

‫‪                   ‬مقالة مهمة في الباكلوريا للشعبة االدبية الذاكرة بطريقة الجدل‬

‫إذا كنت أمام موقفين متعارضين يقول أولهما (إن الذاكرة حادثة‪ ‬بيولوجية )و يقول ثانيهما (إن الذاكرة حادثة‬
‫فردية)مع العلم أن كالهما صحيح في‪ ‬سياقه و نسقه ويدفعك القرار إلى أن تفصل في األمر فتضع التفسير‬
‫الحقيقي للذاكرة فما‪ ‬عساك أن تفعل؟‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تتأثر أفعالنا اتجاه المشكالت التي تعترضنا بمكتسبات‪ ‬تجاربنا السابقة وليس انقطاع اإلدراك في الحاضر معناه زوال‬
‫الصورة الذهنية‪  ‬المدركة‪,‬بل إن اإلنسان يتميز بقدرته اختزان تلك الصورة مما يجعله يعيش الحاضر‪ ‬والماضي معا‬
‫وهذا ما يسمى بالذاكرة وهي القدرة على استعادة الماضي مع معرفتنا أنه‪ ‬ماضي‪ ,‬وقد اختلف الفالسفة‪ R‬في‬
‫تفسير طبيعة الذاكرة وحفظ طبيعة الذكريات هل هي عضوية‪ ‬لهما مكان معين في الدماغ أم هي قدرة عقلية‬
‫نفسية ؟ وهل يمكن تفسير الذاكرة‪  ‬باالعتماد على النشاط العصبي ؟ وهل تعتمد الذاكرة على الدماغ فقط أم‬
‫تحتاج الى غير‪ ‬ذالك ؟‬
‫عرض األطروحة األولى‪: ‬‬
‫يحاول الماديون تفسير الذاكرة تفسيرا ماديا‪  ‬وربطها بخاليا الدماغ‪ ,‬و يقول عنها ابن سينا (أنها قوة محلها التجويف‬
‫األخير من‪  ‬الدماغ ) إن مالحظات "ريبو" على حاالت معينة مقترنة بضعف الذاكرة أو بفقدانها كحالة‪ ( ‬الفتاة التي‬
‫أصيبت برصاصة في المنطقة اليسرى من الدماغ فوجد أنها فقدت قدرة‪ ‬التعرف على المشط الذي كانت تضعه في‬
‫يدها اليمنى إال أنها بقية تستطيع اإلحساس به‪ ‬فتأكد له أن إتالف بعض الخاليا في الجملة العصبية نتيجة حادث‬
‫ما يؤدي مباشرة إلى‪  ‬فقدان جزئي أو كلي للذاكرة و جعلته يستنتج أن الذاكرة وظيفة عامة للجهاز العصبي‪ .‬و‪ ‬لقد‬
‫تأثرت النظرية المادية بالمقولة الديكارتية القائلة بأن الذاكرة تكمل في ثنايا‪ ‬الجسم و أن الذكريات تترك أثر في‬
‫المخ كما تترك الذبذبات الصوتية على أسطوانات‪ ‬التسجيل‪ ،‬و كان المخ وعاء يستقبل و يختزن مختلف الذكريات‪ ،‬و‬
‫هي تثبيت بطريقة آلية‪  .‬أي شبيهة بالعبادة و لقد أستطاع "ريبو" أن يحدد مناطق معينة لكل نوع من الذكريات‬
‫و‪ ‬يعيد ‪ 600‬مليون خلية متخصصة لتسجيل كل اإلنطباعات التي تاتينا من الخارج مستفيدا‪ ‬مما أثبته بعد تجارب‬
‫بروكا من أن نزيفاً دمويا في قاعدة التلفيف من ناحية الجهة‪ ‬الشمالية يولد مرض الحبسة و أن فساد التلفيف‬
‫الثاني من يسار الناحية الجدارية يولد‪ ‬العمى اللفظي و غيرها‪ ،‬و يقول ريبو ( إن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية و‬
‫ظاهرة‪  ‬بسيكولوجية بالعرض) و من خالل كتابه أمراض الذاكرة رأى ( إن الذاكرة بطبيعتها عمل‪ ‬بيولوجي)‪.‬‬
‫مناقشة‪: ‬‬
‫لو كانت الذكريات مخزونة في خاليا القشرة الدماغية فكيف‪ ‬تفسر زوال جميع الذكريات أحياناً و ضعف التذكر أحياناً‬
‫أخرى‪.‬‬
‫عرض األطروحة‪ ‬الثانية‪: ‬‬
‫يرى "برغسون" أن الذاكرة نوعان‪ -‬ذاكرة حركية تثمتل في صور عادات آلية‪ ‬مرتبطة بالجسم و هي ليست موجودة‬
‫فيه ‪ ...‬إنها ديمومة نفسية أي روح و يعرف الالند‪ ‬الذاكرة بأنها وضيفة نفسية تمثل في بناء حالة شعورية‪ R‬ماضية و‬
‫يرى "برغسون" بأن‪ ‬عملية التذكر تتحكم فيها مجموعة من العوامل النفسية كالرغبات و الميول و الدوافع‪ ‬فبمقدرة‬
‫الشاعر على حفظ الشعر أكبر من قدرة الرياضي‪ .‬و مقدرة الرياضي في حفظ‪ ‬األرقام والمسائل الرياضية أكبر من‬
‫مقدرة الفيلسوف‪ R...‬و هكذا‪ ،‬و الفرض في حالة‪ ‬القلق والتعب يكون أقل قدرة على الحفظ‪ R،‬و هذا باإلضافة إلى‬
‫سمات شخصية التي تأثر‪ ‬إيجابا و سلباً على القدرة على التعلم و التذكر كعامل السن و مستوى الذكاء و‪ ‬الخبرات‬
‫السابقة ‪ ...‬و منه و حسب "برغسون" أن وظيفة الدماغ ال تتجاوز المحافظة على‪ ‬آليات الحركية أما الذكريات‬
‫فتبقى أحوال نفسية محضة‪.‬‬
‫مناقشة‪: ‬‬
‫إن "برغسون"‪ ‬ال يقدم لنا أي حل للمشكل عندما أستبدل اآلثار الفيزيولوجية المخزنة في الدماغ‪ ‬بآثار نفسية أو‬
‫صور عقلية‪ R‬مخزنة في الالشعور و هو لم يفسر لنا كيف تعود الذكريات‪ ‬إلى سطح الالشعور عن طريق إثارتها‬
‫كمعطيات ماضية‪ ،‬كما أن الفصل المطلق بين ما هو‪ ‬جسمي و ما هو نفسي أمر غير ممكن واقعياً‪.‬‬
‫التركيب‪:‬‬
‫إذا كان "ريبو" أعاد‪ ‬الذاكرة إلى الدماغ‪ ،‬و إذا كان "برغسون" أرجعها إلى النفس فإنها هالفاكس في‬
‫النظرية‪  ‬االجتماعية يرجعها إلى مجتمع يقول ) ليس هناك ما يدعو للبحث عن موضوع الذكريات و‪ ‬أين تحفظ إذ‬
‫أنني أتذكرها من الخارج ‪ ...‬فالزمرة االجتماعية التي انتسب إليها هي‪ ‬التي تقدم إلي جميع الوسائل إلعادة‬
‫بنائها) و يقول أيضا ( إنني عندما أتذكر فإن‪  ‬الغير هم الذين يدفعونني إلى التذكر و نحن عندما نتذكر ننطلق من‬
‫مفاهيم مشتركة بين‪ ‬الجماعة) إن ذكرياتنا ليست استعادة لحوادث الماضي بل تجديد لبنائها وفقاًَ لتجربة‪ ‬الجماعة‬
‫و أعتبر "بيار" جاني ( أن الذاكرة االجتماعية تتمثل في اللغة و أن العقل‪ ‬ينشئ الذكريات تحت تأثير الضغط‬
‫االجتماعي و ال يوجد ماضي محفوظ في الذاكرة الفردية‪ ‬كما هو و الماضي يعاد بنائه على ضوء المنطق‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫الخاتمة‪: ‬‬
‫و أخيراً‪ ‬نستنتج أن الذاكرة هي وضيفة تكاملية بين الجسم و النفس‪ R‬و المجتمع و يقول "دوالكروا"‪ ‬إن التذكر نشاط‬
‫يقوم به الفكر و يمارسه الشخص فيبث فيه ماضيه تبعا الهتماماته و‪ ‬أحواله و يبقى كل قول صحيح في سياقه و‬
‫نسقه‪.‬‬

‫المقالة الثانية حول اإلبداع‪ : ‬هل ترجع عملية اإلبداع إلى شروط نفسية فقط ؟(‪ ‬جدلية)‬
‫‪ -‬طرح المشكلة‪ : ‬إن اإلبداع‪ ‬هو إيجاد شيء جديد ‪ ،‬وذلك ما يكشف عن اختالفه عن ماهو مألوف‬
‫ومتعارف عليه ‪ ،‬وعن‪ ‬تحرره من التقليد ومحاكاة الواقع ‪ .‬ومن جهة أخرى ‪ ،‬فإن عدد المبدين – في‬
‫جميع‪ ‬المجاالت – قليل جدا مقارنة بغير المبدعين ‪ ،‬وهو ما يوحي أن تلك القلة المبدعة‪ ‬تتوافر فيها‬
‫صفات وشروط خاصة تنعدم عند غيرهم ‪ ،‬فهل معنى ذلك أن اإلبداع يتوقف على‪ ‬شروط ذاتية خاصة‬
‫بالمبدع ؟‬
‫–‪ ‬محاولة حل المشكلة‪: ‬‬
‫– عرض‪ ‬األطروحة‪ : ‬يرى بعض العلماء ‪ ،‬أن اإلبداع‪ ‬يعود أصال إلى شروط نفسية تتعلق بذات المبدع‬
‫وتميزه عن غيره من غير المبدعين‪ ‬كالذكاء وقوة الذاكرة وسعة الخيال واالهتمام واإلرادة والشجاعة‬
‫األدبية والجرأة‪ ‬والصبر والرغبة في التجديد‪  ‬إضافة إلى االنفعاالت من عواطف وهيجانات مختلفة ‪.‬‬
‫ومن‪ ‬يذهب إلى هذه الوجهة من النظر الفيلسوف الفرنسي ( هنري‪ ‬برغسون )‪ ‬والعالم‬
‫النفساني‪ ( ‬سيغموند فرويد )‪ ‬الذي يزعم أن اإلبداع يكشف عن فاعلية الالشعور وتعبير غير مباشر‬
‫عن‪ ‬الرغبات المكبوتة‪. ‬‬
‫‪ -‬الحجة‪ : ‬ويؤكد ذلك ‪ ،‬أن استقراء حياة‪ ‬المبدعين – في مختلف ميادين اإلبداع – يكشف أن هؤالء‬
‫المبدعين إنما يمتازون بخصائص‪ ‬نفسية وقدرات عقلية هيأتهم لوعي المشاكل القائمة وإيجاد الحلول لها‪. ‬‬
‫فالمبدع يتصف بدرجة عالية من الذكاء والعبقرية ‪ ،‬فإذا كان الذكاء – في احد تعاريفه – قدرة على حل‬
‫المشكالت ‪ ،‬فإنه يساعد المبدع على‪ ‬طرح المشاكل طرحا صحيحا وإيجاد الحلول الجديدة لها ‪ .‬ثم أن‬
‫المبدع في تركيبه ألجزاء‪ ‬وعناصر سابقة إلبداع جديد إنما يكشف في الحقيقة عن عالقة بين هذه األجزاء‬
‫أو‪ ‬العناصر ‪ ،‬والذكاء – كما يعرف أيضا – هو إدراك العالقات بين األشياء أو األفكار‪. ‬‬
‫واصل كل إبداع التخيل المبدع ‪ ،‬والتخيل – أصال‪ – ‬هو تمثل الصور مع تركيبها تركيبا حرا وجديدا ‪،‬‬
‫لذلك فاإلبداع يقتضي مخيلة قوية‪ ‬وخياال واسعا خصبا ‪ ،‬فكلما كانت قدرة اإلنسان على التخيل أوسع كلما‬
‫استطاع تصور صور‪ ‬خصبة وجديدة ‪ ،‬وفي المقابل كلما كانت هذه القدرة ضيقة كان رهينة الحاضر‬
‫ومعطيات‪ ‬الواقع‪. ‬‬
‫ويشترط اإلبداع ذاكرة قوية ‪ ،‬فالعقل ال‪ ‬يبدع من العدم بل استنادا إلى معلومات وخبرات سابقة التي‬
‫تقتضي تذكرها ‪ ،‬لذلك‪ ‬فالذاكرة تمثل المادة الخام والعناصر األولية لإلبداع‪. ‬‬
‫هذا ‪ ،‬واستقراء حياة المبدعين وتتبع أقوالهم وهم يصفون حاالتهم قبل‪ ‬اإلبداع اواثنائه ‪ ،‬يؤكد دور اإلرادة‬
‫واالهتمام في عملية اإلبداع ‪ ،‬فمن كثرة اهتمام‪ ‬العالم الرياضي الفرنسي (‪ ‬بوانكاريه‪ ) ‬بإيجاد الحلول‬
‫الجديدة للمعادالت الرياضية‪ ‬المعقدة ‪ ،‬غالبا ما كان يجد تلك الحلول وهو يضع قدميه على درج الحافلة ‪،‬‬
‫وهذا ( ابن‪ ‬سينا‪ ) ‬قبله من شدة اهتمامه بمواضيع بحثه كثيرا ما كان يجد الحلول للمشكالت‬
‫التي‪ ‬استعصت عليه إثناء النوم ‪ .‬والعالم (‪ ‬نيوتن‪ ) ‬لم يكتشف قانون الجاذبية لمجرد سقوط‪ ‬التفاحة ‪،‬‬
‫وإنما كان يفكر باهتمام بالغ وتركيز قوي في ظاهرة سقوط األجسام ‪ ،‬وما‪ ‬سقوط التفاحة اال مناسبة‬
‫الكتشاف القانون‪. ‬‬
‫وما‪ ‬يثبت دور‪ ‬الحاالت الوجدانية االنفعالية في عملية اإلبداع أن التاريخ يثبت – على حد‪ ‬قول برغسون‬
‫– ان « كبار العلماء والفانين يبدعون وهم في حالة انفعال قوي » ‪ .‬ذلك ان‪ ‬معطيات علم النفس كشفت‬
‫ان االنفعاالت والعواطف القوية تنشط المخيلة التي هي‪ ‬المسؤولية عن عملية اإلبداع ‪ .‬وبالفعل ‪ ،‬فاروع‬
‫اإلبداعات الفنية والفكرية تعبر عن‪ ‬حاالت وجدانية ملتهبة ‪ ،‬فلقد اجتمعت عواطف المحبة األخوية‬
‫والحزن عند ( الخنساء‪ ) ‬فأبدعت في الرثاء‪. ‬‬
‫ولما كان اإلبداع هو إيجاد شيئ‪ ‬جديد ‪ ،‬فما هو جديد – في جميع المجاالت – يقابل برفض المجتمع‬
‫لتحكم العادة ‪ ،‬فمثال‪ ‬أفكار(‪ ‬سقراط‪ ) ‬و (‪ ‬غاليلي‪ ) ‬قوبلت بالرفض واالستنكار ‪ ،‬ودفعا حياتهما‬
‫ثمنا‪ ‬ألفكارهما الجديدة ‪ ،‬وعليه فالمبدع إذا لم يتصف بالشجاعة الفكرية واألدبية والروح‪ ‬النقدية والميل‬
‫إلى التحرر ‪ ..‬فإنه لن يبدع خشية مقاومة المجتمع له‪. ‬‬
‫‪ -‬النقد‪ : ‬ولكن الشروط النفسية المتعلقة بذات‪ ‬المبدع وحدها ليست كافية لحصول اإلبداع ‪ ،‬إذ معنى ذلك‬
‫وجود إبداع من العدم‪ . ‬والحقيقة انه مهما طالت حياة المبدع فانه من المحال ان يجد بمفرده أجزاء‬
‫اإلبداع ثم‪ ‬يركبها من العدم ‪ .‬ومن جهة أخرى ‪ ،‬فالذكاء – الذي يساهم في عملية االبداع – وان كان‪ ‬في‬
‫أصله وراثيا ‪ ،‬فإنه يبقى مجرد استعدادات فطرية كامنة ال تؤدي الى االبداع مالم‪ ‬تقم البيئة االجتماعية‬
‫بتنميتها وإبرازها ‪ .‬كما يستحيل الحديث عن ذاكرة فردية محضة‪ ‬بمعزل عن المجتمع ‪ .‬واخيرا ‪ ،‬فإن ان‬
‫هذه الشروط حتى وان توفرت فهي ال تؤدي الى‪ ‬اإلبداع مالم تكن هناك بيئة اجتماعية مالئمة تساعد على‬
‫ذلك ‪ .‬وهذا يعني ان للمجتمع‪ ‬نصيب في عملية اإلبداع‪. ‬‬
‫–‪ ‬عرض نقيض األطروحة‪ : ‬وعلى هذا األساس ‪ ،‬يذهب االجتماعيون إلى ان اإلبداع ظاهرة اجتماعية‬
‫بالدرجة األولى ‪ ،‬تقوم على ما‪ ‬يوفره المجتمع من شروط مادية او معنوية ‪ ،‬تلك الشروط التي تهيئ الفرد‬
‫وتسح باإلبداع‪ . ‬وهو ما يذهب إليه أنصار النزعة االجتماعية ومنهم ( دوركايم ) الذي يؤكد على‪ ‬ارتباط‬
‫صور اإلبداع المختلفة باألطر االجتماعية‪. ‬‬
‫– الحجة‪ : ‬وما يثبت ذلك ‪ ،‬أن اإلبداع مظهر من مظاهر الحياة االجتماعية اما‪ ‬لجلب منفعة او دفع ضرر‬
‫‪ ،‬فالحاجة هي التي تدفع إلى إلبداع وهي ام االختراع ‪ ،‬وتظهر‪ ‬الحاجة في شكل مشكلة اجتماعية ملحة‬
‫تتطلب حال ‪ ،‬فإبـداع ( ماركس ) لفكرة‪ " ‬االشتراكية " انما هو حل لمشكلة طبقة اجتماعية مهضومة‬
‫الحقوق ‪ ،‬و اكتشاف "‪ ‬تورشيلي‪ " ‬لقانون الضغط جاء كحل لمشكلة اجتماعية طرحها السقاءون عند‬
‫تعذر ارتفاع الماء إلى‪ ‬أكثر من ‪10.33‬م‪. ‬‬
‫كما ان التنافس بين المجتمعات‪ ‬وسعي كل مجتمع إلى إثبات الوجود ما يجعل المجتمع يحفز أفراده على‬
‫اإلبداع ويوفر لهم‪ ‬شروط ذلك ؛ فاليابان – مثال – لم تكن شيئا يذكر بعد الحرب العالمية الثانية ‪،‬‬
‫لكن‪ ‬تنافسها االقتصادي مع أمريكا واروبا الغربية جعل منها قوة خالقة مبدعة ‪ .‬كما ان‪ ‬التنافس‬
‫العسكري بين أمريكا واالتحاد السوفياتي سابقا أدى االبداع في مجال التسلح‪ ‬وكما ترتبط ظاهرة االبداع‬
‫بحالة العلم والثقافة‪ ‬القائمة ؛ وما يثبت ذلك مثال انه من المحال ان يكتشف المصباح الكهربائي في‬
‫القرن‪ ‬السابع ‪ ،‬ألنه كإبداع يقوم على نظريات علمية رياضية فيزيائية لم تكن متوفرة وقتذاك‪ . ‬ولم يكن‬
‫ممكنا اكتشاف الهندسة التحليلية قبل عصر ( ديكارت ) ‪ ،‬ألن الجبر والهندسة‪ ‬لم يبلغا من التطور ما‬
‫يسمح بالتركيب بينهما ‪ .‬ولم يبدع شعراء كبار مثل ( المتنبي ‪ ،‬أبو تمام ‪ ) ..‬الشعر المسرحي في‬
‫عصرهم ‪ ،‬ألن األدب المسرحي لم يكن معروفا حينذاك‪ . ‬وتعذر على ( عباس بن فرناس ) الطيران ‪،‬‬
‫ألن ذلك يقوم على نظريات علمية لم تكتشف في‪ ‬ذلك العصر ويرتبط اإلبداع – ايضا ‪ -‬بمختلف‬
‫الظروف‪ ‬السياسية ؛ حيث يكثر االبداع اليوم في الدول التي تخصص ميزانية ضخمة للبحث‬
‫العلمي‪ ‬وتهيئ كل الظروف التي تساعد عى اإلبداع ‪ .‬ولقد عرفت الحضارة االسالمية ازهى‬
‫عصور‪ ‬االبداع ‪ ،‬لما كان المبدع يأخذ مقابل إبداعه ذهبا وتشريفا‪. ‬‬
‫‪ -‬النقد‪ : ‬غير ان التسليم بأن الشروط االجتماعية وحدها كافية لحصول اإلبداع‪ ‬يلزم عنه التسليم أيضا أن‬
‫كل أفراد المجتمع الواحد مبدعين عند توفر تلك الشروط وهذا‪ ‬غير واقع ‪ .‬كما ان االعتقاد ان الحاجة ام‬
‫االختراع غير صحيح ‪ ،‬فليس من المعقول ان‪ ‬يحصل اختراع او إبداع كلما احتاج المجتمع الى ذلك مهما‬
‫وفره من شروط ووسائل ‪ .‬وما‪ ‬يقلل من أهمية الشروط االجتماعية هو أن المجتمع ذاته كثيرا ما يقف‬
‫عائقا أمام‪ ‬اإلبداع ويعمل على عرقلته ‪ ،‬كما كان الحال في اروبا إبّـان سيطرة الكنيسة في‬
‫العصور‪ ‬الوسطى‪. ‬‬
‫‪ – ‬التركيب‪ : ‬ان اإلبداع كعملية ال تحصل إال إذا توفرت‪ ‬لها شروط ذلك ‪ ،‬فهي تتطلب أوال قدرات‬
‫خاصة لعلها ال تتوفر عند الكثير ‪ ،‬مما يعني ان‪ ‬تلك القلة المبدعة لم تكن لتبدع لوال توفرها على تلك‬
‫الشروط ‪ ،‬غير انه ينبغي‪ ‬التسليم ان تلك الشروط وحدها ال تكفي ‪ ،‬فقد تتوفر كل الصفات لكن صاحبها‬
‫ال يبدع ‪ ،‬مالم يجد مناخ اجتماعي مناسب يساعده على ذلك ‪ ،‬مما يعني ان المجتمع يساهم بدرجة‪ ‬كبيرة‬
‫في عملية اإلبداع بما يوفره من شروط مادية ومعنوية ‪ ،‬مما يؤدي بنا إلى القول‪ ‬أن اإلبداع ال يكون اال‬
‫بتوفر الشروط النفسية واالجتماعية معا‪. ‬‬
‫–‪ ‬حل المشكلة‪ : ‬وهكذا يتضح ان عملية االبداع ال ترجع الى‪ ‬شروط نفسية فقط ‪ ،‬بل وتتطلب باإلضافة‬
‫إلى ذلك جملة من الشروط االجتماعية فالشروط‪ ‬االولى عديمة الجدوى بدون الثانية ‪ ،‬األمر الذي يدعونا‬
‫ان نقول مع (‪ ‬ريبو‪ « : ) ‬مهما كان االبداع فرديا ‪ ،‬فإنه يحتوي على نصيب اجتماعي‪. » ‬‬

‫‪           ‬الموضوع ‪ :‬تحليل مقال فلسفي‬


‫‪           ‬نص المقال ‪  :‬إذا كان التخيل استرجاع للصور الماضية‪ ،‬فما مدى عالقته بالذاكرة ؟‬
‫‪           ‬الطريقة ‪ :‬مقارنة‬
‫‪ ‬مقدم&&ة ‪ :‬في الحقيق ة أن اإلنس ان يس عى دوم ا للتكي ف م ع بيئت ه طبيعي ة ك انت أو اجتماعي ة‪ ،‬وال يك ون‬
‫ذلك إال باس تخدامه للعقل الذي يقوم بوظائف معينة ‪ ،‬من بين هذه الوظ ائف عملي ة اإلدراك والتي هي‬
‫عملية معقدة من خاللها نصل إلى معرفة العالم المحيط بنا عن طريف المنبهات الحسية‪ ،‬لكن إدراكنا‬
‫لألش ياء الخارجي ة من حيث هي حقيق ة مس تقلة عن ال ذات ال يس تند إلى اإلحساس ات فق ط ب ل يس تند إلى‬
‫وظائف عقلية أخرى كالتخيل والذاكرة‪ ،‬فالتخيل له دور يؤديه في عملية اإلدراك ويزداد دوره عندما‬
‫تعجز الذاكرة عن إتمام صورة الشيء المدرك‪ .‬فإذا كان‪ ‬التخيل‪  ‬قدرة الفكر على استحضار الصور‪،‬‬
‫بعد غياب األش ياء التي أح دثتها‪ ،‬وت ركيب الصور تركيبا حرا‪ ،‬والذاكرة هي الوظيف ة التي تعم ل على‬
‫حفظ الخبرات الماضية‪ ،‬والقدرة على إعادة إحيائها واسترجاعها‪ ،‬قصد التكيف مع الوضع الراهن‪ .‬فإن‬
‫اإلشكال المطروح‪ :‬ما الفرق بين التخيل والذاكرة ؟‬

‫التحليل ‪:‬‬
‫‪        ‬أوجه االختالف‪:‬‬
‫‪       ‬ـ يتميز التخيل بالحري ة حيث أن األفك ار والمواضيع التي نتخيلها لن نكون مقيدون ب أي شيء‪،‬‬
‫على عكس الذاكرة‪ ‬‬
‫‪          ‬التي تتقيد بما تم حفظه في الماضي بطريقة مرتبة‪.‬‬
‫‪       ‬ـ مواضيع الذاكرة واقعية حيث ترتبط بحقيقة ما عشناه‪ ،‬على عكس التخيل الذي يبدأ بشق طريقه‬
‫حيث يتنهي‬
‫‪          ‬الواقع ‪ ،‬فأين ما ينتهي الواقع يبدأ الخيال‪.‬‬
‫‪       ‬ـ ك ل الن اس يملك ون ملك ة ال ذاكرة‪ ،‬أم ا ملك ة التخي ل فهي خاص ة بخ واص الن اس من العلم اء‬
‫والفالسفة واألدباء‬
‫‪          ‬والمفكرون‪.‬‬
‫‪       ‬ـ قد يتدخل الوعي في عملية التذكر ولكن كثيرا ما يكون الالوعي وراء التخيل‪.‬‬
‫‪       ‬ـ مواضيع الذاكرة معلومة أما الخيال فكثيرا ما يكون مجهول المغزى‪.‬‬
‫‪       ‬ـ تقوم الذاكرة بإعادة ما هو قديم‪ ،‬أما التخيل فهو يبني الجديد‪.‬‬
‫‪       ‬ـ الذاكرة محدودة أما إطار الخيال فغير محدود‪.‬‬
‫أوجه التشابه‪:‬‬
‫‪        ‬ـ كل من الذاكرة والتخيل يعتبران من العمليات النفسية‪.‬‬
‫‪        ‬ـ كل من الذاكرة والتخيل يعتمدان على العقل‪ ،‬باعتبارهما وظائف عقلية‪.‬‬
‫‪        ‬ـ كالهما الذاكرة والتخيل يستعمل الماضي للتعامل مع الحاضر‪.‬‬
‫‪        ‬ـ كالهما التذكر والتخيل يساعد على تكيف اإلنسان مع بيئته‪.‬‬
‫أوجه التداخل‪ : :‬في الحقيقة أن التخيل والتذكر وظيفتان مترابطتان ومتداخلتان‪ ،‬وال يمكن أن نستغني‬
‫عن بعض من التخي ل ونحن نم ارس فع ل الت ذكر‪ ،‬وال أن نس تغني عن بعض من الت ذكر ونحن بص دد‬
‫التخي ل‪ .‬فالتخي ل يض يف إلى ال ذاكرة ويعي د إحياءه ا ويبعث فيه ا الحيوي ة‪ ،‬كم ا أن ال ذاكرة ق د تس اعد‬
‫التخيل فهي كثيرا من األحيان ما تكون مرجعا مهما له‪.‬‬
‫الخاتمة‪  :‬في األخير يمكن أن نؤكد أن العالقة بين التخيل والذاكرة هي عالقة تأثر وتأثير وتعاون على‬
‫فهم الواقع المحيط باإلنسان‪ ،‬وهما يتعاونان مع بقية الوظائف والقدرات النفسية عند اإلنسان لمواجهة‬
‫مختلف مواقف الحياة المعرفية والعملية مع السعي للتكيف مع شروطها المتغيرة‪.‬‬
‫‪      ‬‬

‫الموضوع ‪ :‬تحليل مقال فلسفي‪                                                         ‬‬


‫‪                                            ‬نص المقال‪ : ‬هل اإلبداع من طبيعة نفسية أو اجتماعية ؟‬

‫طرح المشكلة‪  :  ‬إن استقراء تاريخ الحضارات يكشف لنا أن األمم التي لها ذكر في التاريخ عبر أزمانه‪  ‬إنما هي‪  ‬أمم على درجة من اإلبداع‬
‫سواء في المجال الفني أو العلمي أو الفلسفي‪  ...‬وبالنظر إلى أهمية اإلبداع في وجود األمة واستمرارها فقد كان موضوع دراسة بعض الفالسفة‬
‫والعلماء ‪,‬قصد تفسير طبيعته وبيان الدوافع التي تحفز المبدعين وتدفعهم إلى اإلنتاج اإلبداعي ‪.‬‬
‫‪   ‬ومن بين اإلشكاليات التي أثيرت بشأن تفسير ظاهرة اإلبداع نذكر ‪ :‬هل اإلبداع عملية سحرية يمتاز بها عدد من البشر الملهمين ؟ أو هو‬
‫ظاهرة وضعية تتحدد بشروطها االجتماعية ؟ وبمعنى أشمل ‪ :‬هل اإلبداع من طبيعة نفسية أو من طبيعة اجتماعية ؟‪  ‬‬
‫محاولة حل المشكلة‪: ‬‬
‫الرأي األول الموقف القائل ‪ (:‬إن اإلبداع من طبيعة نفسية‪   ) ‬إن اإلبداع من منظور النظرية النفسية ظاهرة نجدها عند البعض األفراد وال‬
‫نجدها عند غيرهم بدليل إن العباقرة الذين كانوا وراء التغيرات الحادثة في تاريخ الفكر والحضارة يمتازون بخصائص نفسية وقدرات عقلية ‪,‬‬
‫وكل ما يشحذ الذات ويدفعها إلى اإلبداع من دوافع وانفعاالت سارة أو مؤلمة تساعد على انجاز العمل اإلبداعي ‪ .‬ومن المفكرين والفالسفة الذين‬
‫أكدوا أن اإلبداع كشف يطالع النفس ويشرق في جوانبها فجأة عالم الكالم – حجة اإلسالم –( أبو حامد الغزالي ) حيث قال ‪ " :‬إن اإللهام‬
‫كالضوء من سراج الغيب يقع على قلب صاف لطيف فارغ " ‪ .‬وأكد عالم الطبيعة الفرنسي (جوس ) نفس الفكرة حيث قال ‪ " :‬وأخيرا ‪...‬‬
‫نجحت ال ألنني بذلت جهودا مضنية ‪ ,‬ولكن بهبة من اهلل كأن إشراقا حدث فجأة وحل اللغز ‪ ".‬إذن اإللهام لحظات قصيرة تتفتق فيها عبقرية‬
‫اإلنسان عن إبداعات قد تحدث في لحظات مغايرة للمنطق فتكون أثرا ال يقاس على مثال ‪.‬فقد ذكر أفالطون في محاورة ( أيون ) والتي تحدث‬
‫فيها عن اإللياذة وهوميروس ‪ " :‬إن الشاعر كائن أثيري مقدس ‪ ,‬ذو جناحين ال يمكن أن يبتكر قبل أن‪  ‬يلهم ‪ ,‬فيفقد صوابه وعقله ‪ ,‬ومدام‬
‫اإلنسان يحتفظ بعقله فانه ال يستطيع أن ينظم الشعر "‪ .‬و يقال أن‪(  ‬فاجنر ) سمع في منامه اللحن األساسي الذي يتردد في افتتاحية رائعته‬
‫الموسيقية‪ (  ‬ذهب الرين ) ‪ .‬ويحكى عن الشاعر االنجليزي (كولردج ) أنه كان يطالع ذات صباح فغلبه النعاس ثم أفاق من نومه وأخذ يخط‬
‫بسرعة قصيدته المشهورة ( كوبالخان ) حتى وصل إلى البيت ‪ 54‬منها ‪...‬ثم خمدت نار اإللهام فكف عن الكتابة وترك القصيدة ولم يعد لها قط‬
‫‪ .‬غير أن الموهبة واإللهام بدون عمل وجهد ال معنى لهما ‪ .‬فلقد عبر( بوانكريه ) عن اكتشافاته الرياضية بأنها بدت له فجأة وفي مناسبات لم‬
‫يكن يفكر أثناءها‪  ‬في هذه الموضوعات لكن حدث هذا بعد جهود السنين الطوال فتظهر له الحلول فجأة في صورة الهام غير متوقع لذلك قال ‪ :‬‬
‫" إن الحظ يحالف النفس المهيأة " ‪ .‬ويؤكد الفيلسوف الفرنسي ( هنري برغسون ) أن لعملية اإلبداع أصول نفسية عميقة ‪ ,‬وهي كثيرا ما تكون‬
‫مصحوبة بمظاهر انفعالية حادة إذ ذكر ‪ " :‬أن العظماء الذين يتخيلون الفروض ‪ ,‬و األبطال ‪  ,‬والقديسين الذين يبدعون المفاهيم األخالقية ‪ ,‬ال‬
‫يبدعونها في حالة جمود الدم ‪ ,‬وإ نما يبدعون في جو حماسي و تيار ديناميكي تتالطم فيه األفكار " ‪ .‬و تذهب مدرسة التحليل النفسي إلى بيان‬
‫أن اإلبداع ظاهرة نفسية الشعورية ففرو يد يرى أن التسامي هو المسئول عن كل االنجازات الحضارية التي قام بها اإلنسان ‪ " :‬إن الصراعات‬
‫الجنسية الطفيلية والرغبات العدوانية التي تؤدي إلى السلوك العصابي لدى من ال يستطيعون حلها حال سويا ‪ ,‬هي نفسها التي يحلها المبدع عن‬
‫طريق التسامي أو اإلعالء فينشأ عن ذلك أشكال النشاط اإلبداعي المختلفة " ‪.‬‬
‫مناقشة‪  : ‬أن األدلة التي أستند إليها القائلون بالطبيعة النفسية لإلبداع ال تشكل دليال قاطعا على صحة هذا الرأي فالموهبة والذكاء الفطري الحاد‬
‫إذا لم يجدا البيئة المناسبة التي ينموان‪  ‬من فأنها حتما سيضمحالن ‪ .‬كما أن اإللهام ليس ضربا من الوهم‪  ‬فهو مهما كانت صفته فأن مصدره‬
‫الواقع إذ أن المبدع وإ ن كان يتجاوز بخياله الواقع إال أنه ينطلق منه ‪ .‬كما أن تفسير ( فرويد )لم تِؤ كده التجربة العلمية ‪.‬‬
‫الرأي الثاني‪  ‬الموقف القائل ‪ (:‬إن اإلبداع من طبيعة اجتماعية )‪   ‬غير أن المبدع في نظر الفالسفة االجتماعين ال يستمد مادة إبداعه من واقع‬
‫المجتمع فحسب ‪ ,‬بل إن نشاطه يعتبر ظاهرة اجتماعية مثل بقية الظواهر االجتماعية األخرى وهذا ما يراه ( دوركايم ) وبين أن عملية اإلبداع‬
‫مهما تعددت مجاالتها تتحكم فيها شروطا اجتماعية‪ ,  ‬الن اإلبداع يتوقف من جهة أخرى على حاجات المجتمع ‪ ,‬وعلى درجة النمو التي بلغها‬
‫من جهة أخرى ‪.‬فاإلبداع من هذا المنظور يعتبر تراثا اجتماعيا تتناقله األجيال ‪ ,‬ومدام الفرد من صنع الجماعة فالبد أن تكون سلوكا ته بما فيها‬
‫السلوكات اإلبداعية من نتاج المجتمع ‪ .‬إن الفنانين والعلماء ال يبدعون ألنفسهم و وإ نما وفق ما يحتاج أليه المجتمع ‪ ,‬وما يسمح به‪  ‬وكل تراث‬
‫علمي أو فني هو شاهد على روح العصر و الثقافة السائدة في المجتمع‪  ‬فأدب الفروسية هو تجسيد لطبيعة المجتمع القبلي ‪ ,‬واختراع وسائل‬
‫الحرب ما هو إال وسيلة للمحافظة على كيان المجتمع ‪ ...‬كما أن المصباح الكهربائي الذي اخترعه ( أيدسون ) دعت إليه حاجة المجتمع لإلنارة‬
‫‪ ,‬وكذلك وسائل النقل‬
‫وهذا يدل على أن المبدع ال يعالج إال المشاكل التي تظهر في وسطه االجتماعي ‪ ,‬وال يبدع أي شيء إال إذا توفر ت لديه جملة من الشروط‬
‫االجتماعية منها ما يتعلق بالشروط االقتصادية فاإلبداع سمة المجتمعات الراقية المتطورة حضاريا و المزدهرة اقتصاديا ‪ .‬وكذلك المجتمعات‬
‫التي اليتوفر فيها األمن و االستقرار و الحياة االجتماعية العادلة اليمكن أن توفر شروط اإلبداع ‪.‬‬
‫مناقشة‪  : ‬وعلى الرغم من أن المبدع يستقي مادة إبداعه من الواقع االجتماعي ‪ ,‬عملية اإلبداع تحمل في طياتها بصمات تعبر عن حرية العقل‬
‫ذلك أن األ فكار الجديدة غالبا ما تقابل بالرفض من قبل المجتمع إن كانت تخالف عاداته ومعتقداته وهدا ما حدث ل (غاليي )‪  ‬عندما اكتشف‬
‫فكرة دوران األرض حول الشمس ‪ ,‬حيث قوبلت بالرفض واالستنكار من قبل المجتمع ألنها تتناقص الفكرة السائدة التي تقول بثبات‬
‫األرض‪      ‬وأكد المفكر ( غاستون بوتول) في سياق نقده لفكرة المجتمع كشرط ضروري لإلبداع ‪ " :‬فليس هناك فكر بدون ذات مفكرة ‪ ,‬وال‬
‫إبداع بدون مبدع ‪ ,‬فعوامل اإلبداع يجب أن توجد كاملة في وظائف المبدع الثقافية التي ال يمكن تصورها طبعا بدون الحياة االجتماعية التي‬
‫تقويها وتعمل على التعبير عنها " ‪  .‬ويؤكد ( روني بوار يل) ‪ " :‬إن االختراع ال يتحقق في غياب عقل قادر عليه ‪ ,‬وان كانت البنيات الثقافية‬
‫في المجتمع مالئمة‬
‫التركيب‪: ‬من خالل تحليل الرأيين‪  ‬تتبين مغاالة كل نظرية في تأكيد ما اعتقدت أنه الطبيعة الوحيدة لإلبداع واألقرب إلى الموضوعية هو القول‬
‫إن اإلبداع من طبيعة نفسية كم انه من طبيعة اجتماعية ‪ .‬إذ ال يمكن إنكار دور العوامل النفسية في عملية اإلبداع ‪ ,‬ألن اإلبداع تجسيد لما يختلج‬
‫في النفس من معاني وصور ‪ ,‬ولكن تحقيقه يحتاج إلى مناخ اجتماعي‪  ‬وحضاري يوفر للمبدع حملة من الشروط االجتماعية التي من دونها‬
‫تصبح عملية اإلبداع أمرا صعبا ‪ ,‬مما يجعلنا في النهاية نعتقد أن عملية اإلبداع تقوم على التكامل بين الشروط النفسية و الشروط االجتماعية ‪.‬‬

‫حل المشكلة‪: ‬نستنتج من خالل ما تقدم إن عملية اإلبداع ال تنطلق من العدم ‪ ,‬بل البد أن تستند إلى‬
‫معطيات موجودة في الواقع فالمبدع ينتقي عناصر إبداعه من هذه المعطيات‪  ‬غير أنها لوحدها غير‬
‫كافية فالبد أن ترتكز على القدرة الفطرية على اإلبداع ‪ .‬وعليه يمكن القول إن‪  ‬اإلبداع موهبة صقلتها‬
‫األعمال والجهود وهيأتها التربية االجتماعية المناسبة واإللهام هو لحظات اقتطاف تلك الثمرة اليافعة‬
‫والمفيدة‬

You might also like