Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬

‫ﻣﻣﺎ ﻻﺷك ﻓﯾﮫ أن اﻟﻣﺎل ﻣن اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻣﺛل ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل‬
‫ﻓﻲ ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ ‪ ،‬وﻟﻌﻠﮫ ﻻ ﯾﻐﯾب ﻋن اﻟذھن أن اﻟﻣﺎل ھو ﻋﺻب اﻟﺣﯾﺎة ﻷي ﻣﻧظﻣﺔ أﻋﻣﺎل ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره‬
‫اﻟﻣﺣرك اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠوظﺎﺋف واﻟﻣﮭﺎم داﺧل ھذه اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﻣن ﺛَم ﻻ ﺑد أن ﯾﺗوﻓر اﻟﻣﺎل ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب‬
‫وأﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﻘدر اﻟﻣﻧﺎﺳب ‪،‬وﻟﺗﻠﺑﯾﺔ ھذه اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓر اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪،‬واﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫إن وﺟود اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر أداة ھﺎﻣﺔ ﻟﺗوﻓﯾر وﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺎل ﻟﻸﻧﺷطﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل‬
‫اﻟدور اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻛل ﻣؤﺳﺳﺗﮭﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣدﺧرات وﺗوﺟﯾﮭﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﺟﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‬
‫‪،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ‪ ،‬وﺗوﺿﯾﺢ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪،‬وذﻟك ﻣﺎ ﯾﺷﺟﻊ أﺻﺣﺎب اﻷﻣوال ﻓﻲ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪،‬واﻟدﺧول ﻓﻲ ھﺎﺗﮫ اﻷﺳواق‪.‬‬
‫وﻧظرا ﻟﻸھﻣﯾﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﮭذه اﻷﺳواق ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول ‪ ،‬ﻧﺻل إﻟﻰ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣﺣل اﻟﺑﺣث واﻟﺗﻲ‬
‫ﻧﺟﺳدھﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﺎؤل اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫ـ ﻣﺎھﻲ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ؟‪.‬‬
‫وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ھذا اﻹﺷﻛﺎل ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻟﻧﺎ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫ـ ﻣﺎ ھﻲ أﻧواع اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ؟‬
‫ـ ﻣﺎ ھو ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ؟‬
‫ـ أﯾن ﯾﻛﻣن اﻟدور اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﮫ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ؟‬
‫وﻋﻠﻰ ﺿوء ھذه اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ﺗﺗﺑﻠور ﻟﻧﺎ اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫ـ ﺗﻧﻘﺳم اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ﺳوق اﻟﻧﻘد وﺳوق رأس اﻟﻣﺎل‪.‬‬
‫ـ ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ھو ﺳوق اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﻷﺳﮭم واﻟﺳﻧدات ﺑﯾن اﻟطﺎﻟﺑﯾن واﻟﻌﺎرﺿﯾن‪.‬‬
‫ـ ﯾﻛﻣن دور اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠوطن وﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم‪.‬‬
‫وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻓﻘد ﺣﺎوﻟﻧﺎ أن ﻧﺧﺻص ھذا اﻟﺑﺣث ﻹﯾﺿﺎح ﺑﻌض اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺳواق‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺛﻼث ﻣﺑﺎﺣث أﺳﺎﺳﯾﺔ‪:‬‬
‫ﯾﺗﻧﺎول اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻣﺎھﯾﺔ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ أرﺑﻊ ﻣطﺎﻟب اﻷول ﺗﻌﺎرﯾف اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣﻛوﻧﺎﺗﮭﺎ‬
‫واﻟﺛﺎﻧﻲ ﺷروط ﺗﻛوﯾن اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺛﺎﻟث ﺗطوﯾر اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟراﺑﻊ اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛر ﻓﻲ‬
‫اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أﻣﺎ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾدرس ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺛﻼث ﻣطﺎﻟب اﻷول ﺗﻌرﯾف‬
‫ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣﻛوﻧﺎﺗﮫ‬
‫واﻟﺛﺎﻧﻲ ﺧﺻﺎﺋص ووظﺎﺋف أﺳواق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺛﺎﻟث دور أﺳواق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث واﻷﺧﯾر ﯾﺗﻧﺎول اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺣل اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣﺧﺎطرھﺎ‬
‫وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﻧدات واﻷﺳﮭم واﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﮭﺎ ﻛل ﻣن اﻟﺳﻧدات واﻷﺳﮭم‬

‫‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬ﻣﺎھﯾﺔ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬ﺗﻌﺎرﯾف اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣﻛوﻧﺎﺗﮭﺎ‬
‫ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻧﺻرف ﺳوق اﻟﻣﺎل إذا أطﻠﻖ ﺑدون ﺗﺣدﯾث إﻟﻰ ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أي اﻷﺳﮭم واﻟﺳﻧدات وھذا‬
‫ھو اﻟﻣﻔﮭوم اﻟﺿﯾﻖ ﻟﺳوق اﻟﻣﺎل وﯾطﻠﻖ ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺑورﺻﺎت ‪ .‬وھﻧﺎك ﻣﻔﮭوم آﺧر ﯾﺷﻣل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻹﻗراض اﻟطوﯾل اﻷﺟل ﻓﻘط ‪ ،‬ﻏﯾر أن اﻟﻣﻔﮭوم اﻟﻣﻘﺑول ﻟﺳوق اﻟﻣﺎل ھو اﻟذي‬
‫ﯾﺗﺿﻣن أﯾﺿﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺳطﺎء ‪ ،‬واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺳوق اﻟﻧﻘد ‪ .‬وھذا ﯾﻌﻧﻲ أن‬
‫ﺳوق اﻟﻣﺎل ﯾﺗﻛون ﻣن ﺷﻘﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ھﻣﺎ ‪ :‬أﺳواق رأس اﻟﻣﺎل وﺳوق اﻟﻧﻘد‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﻌﺎرﯾف اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫إن ﻟﻠﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋدة ﺗﻌﺎرﯾف ﺑﺣﺳب اﺧﺗﺻﺎص ﻛل ﻋون ﻣن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وھﻲ‪:‬‬
‫‪1/‬اﻟﺗﻌرﯾف اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪:‬‬
‫ﯾﻌﺗﺑر ﺳوق اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﻠﺗﻘﻲ ﻓﯾﮫ اﻟطﻠب واﻟﻌرض ﻟرؤوس اﻷﻣوال اﻟطوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ﻟﺗﻣوﯾل ﺟزء‬
‫ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ھﻲ طرﯾﻘﺔ ﻟﺗﻌﺑﺋﺔ وﺗﺣوﯾل اﻻدﺧﺎرات اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﺟﻣﻌﺔ ﻻﺳﺗﺛﻣﺎرھﺎ ﻓﻲ ﻣﺷﺎرﯾﻊ‬
‫اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫‪2/‬اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺎﻟﻲ ‪ :‬ھو ﺳوق رؤوس اﻷﻣوال اﻟطوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﺎرﺿﯾن واﻟطﺎﻟﺑﯾن ﻟرؤوس‬
‫اﻷﻣوال ﻣن اﺟل اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻟرؤوس اﻟﻣوال اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت وﻟﻠﺗوظﯾﻔﺎت ذات اﻷﻣد اﻟطوﯾل‪.‬‬
‫‪3/‬اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪:‬‬
‫ﻗد ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 98/08‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺷرﻓﺔ ﻋن ﺗﻧظﯾم‬
‫ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑورﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺑﺣث ﺣول اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔﯾﻣﺛل ھذا اﻟﺳوق إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾم‬
‫اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ‪ ،‬ﻋﻘود اﻟﺗﻔﺎوض أو اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻣن طرف ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺑورﺻﺔ أو ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺳوق اﻵﺟﻠﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﻣﻛوﻧﺎت اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗوﺟد ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻸﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎزھﺎ ﺑﺎﻻﺗﻲ‪:‬‬
‫‪1/‬ﺳوق رأس اﻟﻣﺎل‪:‬‬
‫و ھﻲ أﺳواق اﻟﺗداول ﺑﺎﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و ﻓﯾﮭﺎ ﺗﻧﺗﻘل اﻷﻣوال ﻣن اﻷﻓراد واﻟﺷرﻛﺎت و اﻟﻣدﺧرات إﻟﻰ‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرة ﻣن ﺧﻼل أدوات ﻣﺎﻟﯾﺔ طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل أھﻣﮭﺎ اﻷﺳﮭم و اﻟﺳﻧدات‪.‬‬
‫‪2/‬ﺳوق اﻟﻧﻘد‪:‬‬
‫و ھو اﻟﺳوق اﻟذي ﺗﻧﺗﻘل ﻓﯾﮭﺎ اﻷﻣوال ﻣن ﺧﻼل أدوات ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ذات ﺳﯾوﻟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣﺛل اﻟوداﺋﻊ‬
‫اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول واﻟﻘﺑوﻻت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ واﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ وﻣن أھم اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ‬
‫ﺳوق ﻟﻧﻘد اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‪ ،‬وﯾرﺗﻛز ﺳوق اﻟﻧﻘد ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣل أﺳﺎﺳﻲ وﻣﮭم ھو ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﺑﻧﺎ ًءا ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻌرض واﻟطﻠب‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر رﻓدا ھﺎﻣﺎ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻘﺻﯾر اﻷﺟل إذا أﻧﮫ ﯾوﻓر اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﻣﻘﺗرﺿﯾن ﻟﻠﺣﺻول‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻼزﻣﺔ ﺑﺎﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اﻟطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺷروط ﺗﻛوﯾن اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪1/‬زﯾﺎدة ﻋدد وﻛﻔﺎءة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟدى اﻟدوﻟﺔ ‪ :‬ﺣﺎول ﺑﻌض اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣوﺟودة‬
‫ﺑﯾن زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗطوﯾر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬وﻗد اﻋﺗﻣد اﻟﻌدﯾد ﻣن‬
‫اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر اﻻدﺧﺎر ﺑﮭدف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻋﻠﻰ ھذا ﻓﺈن اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗطوﯾر ﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫اﻟﺗﻣوﯾل ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ أھداف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻧﺻر ھﺎم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وھﻛذا‬
‫ﻓﺎﻟﻣوﺿوع اﻟﺧﺎص ﺑﺗﻛوﯾن اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﻲ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺑﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص وھذه اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟﮭﺎ‬
‫أھﻣﯾﺔ واﺿﺣﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ﻟو ﻋﻠم إن اﻻدﺧﺎرات اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟدﻓﻊ إﻟﻰ‬
‫اﻷﻣﺎم‪.‬‬
‫‪2/‬ﺗﺣوﯾل اﻟﻣدﺧرات اﻟﻣﺟﻣﻌﺔ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪:‬‬
‫ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﮭدف اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻣن ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣدﺧرات ھو ﺗوﺟﯾﮭﮭﺎ ﻧﺣو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪.‬وﯾﻌﺗﺑر ﺳوق اﻟﻣﺎﻟﻲ‬
‫ﺳوق اﺳﺗﺛﻣﺎر أﻣوال اﻷﻓراد واﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﺑﻧوك ﻓﻲ ﺷراء اﻷوراق اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﺣﺻص ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل‬
‫اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ أو اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﻗروض ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺳﻧدات وﺗﺗﺳم اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣروﻧﺔ‬
‫إذ ﯾﻧﻘل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر أﻣواﻟﮫ ﻣن ﻣﺷروﻋﺎت ﻗﺎﺋﻣﺔ وﯾﺷﺗري أﺳﮭم ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺎت أﺧرى ﻓﻲ طور اﻻﻧﺟﺎز أو‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ اﻟﺗوﺳﯾﻊ وﻣن ﺛَم ﻓﺈن اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻدﺧﺎر وﺗﺷﺟﯾﻌﮫ إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬واﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻻدﺧﺎر ﻓﺣﺳب وﻟﻛن ﻓﻲ ﺗﻐﯾر اﻟطرﯾﻘﺔ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻔظﮫ وھﻲ اﻻﻛﺗﻧﺎز ﻓﺎﻟﻌﻣل اﻟرﺋﯾﺳﻲ واﻟﻣؤﻛد ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ھو ﺗﻔﺟﯾر طﺎﻗﺔ ھذا‬
‫اﻻدﺧﺎر اﻟﺑداﺋﻲ ﻟﯾﺻرف ﻣﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ‪.‬‬
‫‪3/‬إﻧﺷﺎء ﺑورﺻﺔ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻌﺗﺑر ﺑورﺻﺔ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن أﺟﮭزة اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟﻠدوﻟﺔ ذات اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣر أو اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠط ﺣﯾث ﯾﻠﻌب ﻛل ﻣن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص دورا ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ﻓﺎﻟﺑورﺻﺎت ھﻲ أﺳواق ﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫أﻣوال اﻷﻓراد واﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن وﺻﻧﺎدﯾﻖ اﻻدﺧﺎر وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﻣﻧظﻣﺔ وﯾﻛون اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮭﺎ واﺳﻊ اﻟﻧطﺎق ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﮭﺗم ﺑﺎﻟﻣروﻧﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﺗﺣوﯾل اﻷوراق اﻟﻣدﺧرة ﺣدﯾﺛﺎ‬
‫إﻟﻰ أﻣوال ﻣﺳﺗﺛﻣرة ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﺎت طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل أو إﻟﻰ أﻣوال ﺳﺎﺋﻠﺔ ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ‪.‬‬
‫‪4/‬اﻻھﺗﻣﺎم ﺑوﺳﺎﺋل اﻻھﺗﻣﺎم وﻣراﻗﺑﺗﮭﺎ‪:‬‬
‫إن ﺗﻛوﯾن اﻟﺷرﻛﺎت أو طرح اﻟﺳﻧدات ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ ﻻﺑد أن ﯾﺻﺣﺑﮫ إﻋﻼن وﻣﻧﺎﺳب وﯾﻛون ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطن وﻟذﻟك ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺎح اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻛل ﻣﺳﺗﺛﻣر أو ﻣدﺧر أن ﯾوظف أﻣواﻟﮫ ‪.‬وﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺻﻐﺎر اﻟﻣدﺧرﯾن ﻓﻼﺑد ﻟﻠﻣﺻدر اﻟﺑﯾﺎن ﻣن اﻟﻣراﺟﻌﺔ واﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟواردة ﻓﻲ إﻋﻼﻧﮭﺎ‪.‬‬
‫‪5/‬ﺿرورة ﺗوﻓﯾر اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪:‬‬
‫ﺗﻌﺗﺑر ھذه اﻟﻧﻘطﺔ ﻣن أھم اﻟﻌواﻣل ﻓﻲ ﺟﻠب رؤوس اﻷﻣوال وﺗﺣوﻟﮭﺎ ﻣن اﻻدﺧﺎرات اﻟﺧﺎﺻﺔ إﻟﻰ‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺗوﺳط واﻟطوﯾل اﻷﺟل وأن ﻛﺎن ھذا اﻟﻌﺎﻣل ﻣﮭﻣﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟﻌﺎدي اﻟﻣﻘﯾم ﻓﻲ دوﻟﺗﮫ ‪،‬ﻓﮭو‬
‫أﻛﺛر أھﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻻن ﻟﮫ اﻟﺣﻖ ﻓﻲ ﺗﺣوﯾل ﺻﺎﻓﻲ أرﺑﺎﺣﮫ ﻣن اﻟداﺧل إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج ﻛﻣﺎ‬
‫ﺗؤﻣن ﻟﮫ اﻟدوﻟﺔ اﻧﺗﻘﺎل رؤؤس أﻣواﻟﮫ إﻟﻰ وطﻧﮫ ﺑﻌد ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻛل اﺳﺗﺛﻣﺎر ‪.‬ﻛﻣﺎ أن اﺳﺗﻘرار اﻟﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻣﺎ ‪،‬وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺿﺧم ‪،‬ﯾﻌﺗﺑران ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺷﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻘل رؤوس اﻷﻣوال ﻣن دوﻟﺔ‬
‫إﻟﻰ أﺧرى‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﺗطوﯾر اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫وﯾﻛون ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬ﯾﺗم اﻟﺗطوﯾر إﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﻌرض وذﻟك ﺑﺗﺷﺟﯾﻊ إﻧﺷﺎء ﺷرﻛﺎت اﻷﻣوال وﺧﻠﻖ أدوات‬
‫ﺟدﯾدة ‪.‬أو ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟطﻠب وذﻟك ﺑﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻼﺋم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ وﺳﯾﺎﺳﯾﺎ وﻧﺷر اﻟوﻋﻲ اﻻدﺧﺎري ﻟدي‬
‫اﻷﻓراد وﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻋن ﻗطﺎﻋﺎت اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻧﺷﺎطﮭﺎ ‪.‬وﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﯾﻛﻔﻲ‬
‫اﻟﺗطوﯾر ﻣن اﺣد اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن ﺣﯾث أن اﻟﻧﺳﻖ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺳﺎﺋد ﯾﺗﻛﻔل ﻟﺗطوﯾر اﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر ﻣن‬
‫اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ‪.‬أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ واﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﺗطوﯾر ﻻﺑد أن ﯾﺷﻣل اﻟﺷﻘﯾن ﻣﻌﺎ‪ ،‬وﻟﯾس ھﻧﺎك‬
‫ﺟدول ﻣن زﯾﺎدة اﻟﻌرض دون أن ﯾﻛون ھﻧﺎك طﻠﺑﺎ ﻛﺎﻓﯾﺎ‪.‬وھذا ﻧﺟد أن ھذه اﻟﺑﻼد ﺗﺳﻌﻰ ﻟزﯾﺎدة اﻟﻣدﺧرات‬
‫ﺣﯾث أﻧﮭﺎ ﺗﻣﺛل أھم اﻟﻣوارد اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻸﻣوال اﻟﻼزﻣﺔ ﻷﻏراض اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﻣن اﻟﻣﻌروف أن ھذه اﻟﻣدﺧرات‬
‫ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﻣدﯾﻧﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﺑﻼد ‪ ،‬وﻣن ھﻧﺎ ﯾظﮭر دور اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛون ﻣﻧﮭﺎ ﺳوق اﻟﻣﺎل‬
‫واﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻘوم ﺑدور ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣدﺧرات وﻣﺎ ﯾﺗﺑﻊ ذﻟك ﻣن ﺗﻧﺷﯾط ﺳوق اﻟﻣﺎل‬
‫ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ ‪ :‬اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛر ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﻌرض اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻌدة ﻣؤﺛرات ‪ ،‬ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮭﺎ أن ﺗؤدي ﺑﺎﻟﺳوق إﻟﻰ اﻟﺗﺄﻟﻖ واﻟﻧﺟﺎح ‪ ،‬وذﻟك‬
‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﻣؤﺛرات ‪،‬اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ھذه اﻷﺧﯾرة ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺳﺗؤدي ﺣﺗﻣﺎ إﻟﻰ ﻓﺷل‬
‫وظﺎﺋف اﻟﺳوق وھﻲ ﻓﻲ اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪1/‬اﻟﻌواﻣل اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻘﯾﺎم ﺳوق ﻣﺎﻟﻲ ﻟدوﻟﺔ ﻣﺎ ‪ ،‬ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓر اﻟﺷروط اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﺳﺑﻘﺎ إﻻ أن ﻟﻧﺟﺎح ھذه اﻟﺳوق‬
‫ﯾﺗطﻠب ﻋدة ﻋواﻣل إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ھذه اﻟﺷروط وھﻲ‪:‬‬
‫•ﺧﻠﻖ ﺟو ﻣن اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺎﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﻲ وذﻟك ﺑوﺿﻊ ﻧظم ﻛﻔﯾﻠﺔ ﯾﺗم‬
‫اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﮭﺎ ‪ ،‬وﻛذا ﺗﺣدﯾد اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗوﻓرھﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن وھذا ﻟﺿﻣﺎن ﺣﻣﺎﯾﺔ و ﺳﻼﻣﺔ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﻲ وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوﻋﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﻟدى اﻟﻣوظﻔﯾن‪.‬‬
‫•ﺟﻌل اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﺧﺗﯾﺎرﯾن وﻟﯾس إﺟﺑﺎرﯾﯾن وھذا ﻟﺗﺣﺳﯾس اﻷﺷﺧﺎص واﻟﻣودﻋﯾن أو‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن أن ﻟدﯾﮭم اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار‪.‬‬
‫•ﺗوﻓﯾر اﻟﺧﺑرات واﻟﻛﻔﺎءات اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ إدارة اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺳﻣﺳرة وذﻟك ﺑﻘﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﻛوﯾن‬
‫أي ﺗﻛوﯾن اﻟﺧﺑرات واﻟﻛﻔﺎءات‪...‬اﻟﺦ‪.‬‬
‫‪2/‬اﻟﻌواﻣل اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ‪:‬‬
‫إن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻌب دورا ھﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﺑﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﺑورﺻﺔ ‪ ،‬ﻟﯾﺳت ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻔﯾزﯾﺎء‬
‫واﻟﻛﯾﻣﯾﺎء ‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛن ﻷي ﻛﺎن‪ ،‬وﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن أن ﯾﺗوﻗﻊ ﻣﺳﺑﻘﺎ اﺗﺟﺎه أﺳﻌﺎر اﻟﺑورﺻﺔ وﻻ ﻣﻌرﻓﺔ اﺗﺟﺎه‬
‫اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺷﻛل دﻗﯾﻖ ‪ ،‬وأن ﯾﺣدد درﺟﺔ ھﺑوطﮭﺎ أو ارﺗﻔﺎﻋﮭﺎ ‪.‬وﻣن أھم ھذه اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﺳﻠﺑﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫•اﻟﻌواﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ :‬ھﻲ اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻌﻣﻼء ﺑﺗﻣوﯾن ﺟﺎﻧب واﺣد ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎد ‪،‬وﻗد ﺗﻘﻊ ﺣﺎدﺛﺔ ﻣﺎ ﺗؤدي‬
‫ﺑﮭم إﻟﻰ اﻹﻓﻼس وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗدھور ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﻛﺎﻧت ﺗﺗداول ﻓﯾﮫ ھذه اﻟورﻗﺔ‪.‬‬
‫•اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ :‬ﺗﺧﺿﻊ اﻟﺑورﺻﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻓﻛﻠﻣﺎ زادت ﻛﻣﯾﺔ رؤوس اﻷﻣوال‬
‫اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺗداول ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺣﺳﻧت أﺳﻌﺎر أوراق اﻟﺑورﺻﺔ واﺗﺟﮭت ﻧﺣو اﻟﺻﻌود ﻛذﻟك ﻛﻠﻣﺎ ﻗﻠت ﻛﻣﯾﺔ‬
‫رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻛﻠﻣﺎ اﺗﺟﮭت أﺳﻌﺎر اﻟﺑورﺻﺔ ﻧﺣو اﻟﮭﺑوط‪.‬‬
‫وﻣن أھم اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻋرض وطﻠب رؤوس اﻷﻣوال‪:‬‬
‫‪-‬اﻻدﺧﺎر ‪ :‬وھو اﻟﺗوﻓﯾر ﻓﻲ إﻧﻔﺎق اﻟدﺧل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ وھذا ﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣرب‬

‫‪4‬‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ إذ أن اﻟﻧﺎس ﻛﺎﻧوا ﯾﻧﻔﻘون ﻣدﺧراﺗﮭم إﻻ ﻓﻲ اﻷﻣوال اﻟﺿرورﯾﺔ ﻛﺎﻷﻛل واﻟﺷرب واﻟﺑﻧﺎء ‪...‬اﻟﺦ‬
‫وﯾؤﺛر ھذا اﻟﻧﻘص ﻓﻲ اﻷﻣوال أو اﻧﻌداﻣﮭﺎ ﺳﻠﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ‪ :‬ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ أن ﺗراﻋﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أﺛﻧﺎء إﺻدارھﺎ ﻟﻠﻘواﻧﯾن‬
‫ﺗوﺟﮫ ﺳﯾﺎﺳﺗﮭﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪.‬ﻓﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻷﻣوال اﻟﻣدﺧرة ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻣﺑﺎﺷرة‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺔ ‪.‬وھذا ﻣﺎ ﯾؤدي ﺑﺎﻟﺷرﻛﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﻧﺷﺎطﮭﺎ داﺧل اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫•اﻟﻌواﻣل اﻷﻣﻧﯾﺔ ‪ :‬ﻗد ﺗﺣدث ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻐﯾر اﺗﺟﺎه رؤوس اﻷﻣوال ﻣن ﺑﻠد إﻟﻰ آﺧر ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺣروب أو‬
‫اﻷزﻣﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬وھذا راﺟﻊ إﻟﻰ ﺧوف اﻟﻌﻣﻼء ﻋﻠﻰ أﻣواﻟﮭم ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗدھور اﻟﺳوق ﻓﻲ ﺗﻠك‬
‫اﻟﻣﻧظﻣﺔ‪.‬‬
‫•اﻟﻌواﻣل اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ‪ :‬ﺗﺗﻣﺛل ھذه اﻟﻌواﻣل ﻓﻲ اﻹﺷﺎﻋﺎت اﻟزاﺋﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث اﺿطراﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﺳواق‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون أن ﯾﺣدث أزﻣﺔ داﺧل اﻟﺑورﺻﺎت ‪.‬ﻓﻣﺛﻼ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟﻌﻣﻼء ﺑﺑﯾﻊ أوراﻗﮭم‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ وﻗت واﺣد ﻓﺈﻧﮭم ﯾﺗﺧﻠون ﻋن اﻟﺳوق‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬ﺗﻌرﯾف ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣﻛوﻧﺎﺗﮫ‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻌرﯾف ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫وھﻲ ﺳوق ﻣﺳﺗﻣرة ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﺗﻘﺎم ﻓﻲ ﻣراﻛز اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﻣواﻋﯾد ﻣﺣددة ﯾﻐﻠب أن ﺗﻛون‬
‫ﯾوﻣﯾﺔ ‪،‬ﯾﺟﺗﻣﻊ ﻓﯾﮭﺎ أﺻﺣﺎب رؤوس اﻷﻣوال واﻟﺳﻣﺎﺳرة ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻧظم ﺛﺎﺑﺗﺔ‬
‫وﻟواﺋﺢ ﻣﺣددة وﺗﺗﺳم ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﺷدﯾدة ﻓﮭﻲ أول ﻣن ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﻛﺳﺎد واﻟرواج وﻓﻲ‬
‫ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﯾﺗﺣدد ﺳﻌر اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻌواﻣل اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﺷﺄﻧﮭﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺷـﺄن أي ﺳﻠﻌﺔ‬
‫أﺧرى‪.‬‬
‫وھﻧﺎك ﺗﻌرﯾف آﺧر ﻟﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺄﻧﮫ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻧظﺎم ﯾﺗم ﺑﻣوﺟﺑﮫ اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن‬
‫واﻟﻣﺷﺗرﯾن ﻟﻧوع ﻣﻌﯾن ﻣن اﻷوراق أو ﻷﺻل ﻣﺎﻟﻲ ﻣﻌﯾن وﺗﻣﻛن اﻟﻣﺷﺗرﯾن ﻣن ﺑﯾﻊ وﺷراء ﻋدد ﻣن‬
‫اﻷﺳﮭـم واﻟﺳﻧدات داﺧل اﻟﺑورﺻﺔ ﻋن طرﯾﻖ اﻟﺳﻣﺎﺳرة أو اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﻣﻛوﻧﺎت ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫•ﺳوق إﺻدار اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ )اﻟﺳوق اﻷوﻟﯾﺔ(‪:‬ﯾﺗم ﻓﻲ ﻧطﺎﻗﮭﺎ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻧد إﺻدارھﺎ‬
‫ﻷول ﻣرة؛ وذﻟك ﻋن طرﯾﻖ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻻﻛﺗﺗﺎب‪ ،‬ﺳواء ﺗﻌﻠﻖ ذﻟك ﺑﺈﺻدار اﻷﺳﮭم ﻋﻧد ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺷرﻛﺎت‬
‫اﻟﺟدﯾدة أو ﻋﻧد زﯾﺎدة رأﺳﻣﺎﻟﮭﺎ ﺑﻌد اﻟﺗﺄﺳﯾس‪ ،‬أو ﺑﺈﺻدار اﻟﺳﻧدات ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻗروض طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل‪.‬‬
‫واﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ اﻷﺳﮭم ﻗد ﯾﻛون ﺧﺎﺻﺎ )ﻣﻐﻠﻘﺎ( أي ﻣﻘﺻورا ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﯾن وﺣدھم وﻗد ﯾﻛون ﻋﺎﻣﺎ؛ وذﻟك‬
‫ﻋن طرﯾﻖ طرح ﻛل أو ﺑﻌض أﺳﮭم اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﮭور ﻟﻼﻛﺗﺗﺎب ﻓﯾﮭﺎ‪ .‬أﻣﺎ اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ اﻟﺳﻧدات‬
‫ﻓﻐﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻋﺎﻣﺎ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺟﻣﮭور ﻟﻼﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ اﻟﺳﻧدات‪.‬‬
‫•ﺳوق ﺗداول اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ)اﻟﺳوق اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ( ‪ :‬ﯾﺗم ﻓﻲ ﻧطﺎﻗﮭﺎ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻖ‬
‫إﺻدارھﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻷوﻟﯾﺔ وﺗم اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﯾﮭﺎ‪ .‬وﯾﺷﻣل ﺗداول ھذه اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﺳوق اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ‬
‫واﻟﺷراء ﺑﯾن ﺣﺎﻣﻠﮭﺎ وأي ﻣﺳﺗﺛﻣر آﺧر؛ ﻟذا ﻓﺎﻟﻣﻼﺣظ ﻓﻲ ھذه اﻟﺳوق أن ﻣﺗﺣﺻﻼت ﺑﯾﻊ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﻻ ﺗذھب إﻟﻰ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدرﺗﮭﺎ ﺑل ﺗذھب إﻟﻰ ﺣﺎﻣﻠﻲ ھذه اﻷوراق اﻟذﯾن ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻣﻠﯾﺔ‬
‫اﻟﺑﯾﻊ؛ ﻓﮭم ﯾﺗﺣﻣﻠون اﻟﺧﺳﺎﺋر )ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻘص ﺳﻌر ﺑﯾﻊ اﻟورﻗﺔ ﻋن ﺳﻌر ﺷراﺋﮭم ﻟﮭﺎ(‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﮭم ﯾﺟﻧون‬
‫اﻷرﺑﺎح )ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ زﯾﺎدة ﺳﻌر ﺑﯾﻊ اﻟورﻗﺔ ﻋن ﺳﻌر ﺷراﺋﮭم ﻟﮭﺎ(‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص ووظﺎﺋف أﺳواق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص أﺳواق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫وھﻲ أﺳواق ﺑﯾﻊ وﺷراء اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﺗم ﺗداوﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدي ﻟﺳوق رأس اﻟﻣﺎل ﻓﻘد ﻗﺎم ﻋﻠﻰ‬
‫أﺳﺎس ﻛون اﻟﻣوﺟودات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣﻧﮭﺎ طوﯾﻠﺔ أو ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ‪،‬ﻓﺈذا اﺳﻣﯾﻧﺎ ھذا اﻟﺗﻣﯾﯾز‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳوق اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ‪،‬ﻓﺈن ھذا ﯾدﺧﻠﮫ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدي ‪،‬ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣوﺟودات طوﯾﻠﺔ‬
‫اﻷﺟل ﻓﺈن ﻣﻌظم اﻟﻣؤﻟﻔﺎت ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﮫ اﻟﺳوق اﻟذي ﯾﺗم ﺗداول اﻷوراق‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾﮫ ﺳواء ا ﻛﺎﻧت طوﯾﻠﺔ أم ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل وھﻧﺎك ﺗداول اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻷول ﻣرة ‪.‬وﻓﻲ ﺳوق‬
‫اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ ﯾﺗم ﺗداول اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻدرة ﺳﺎﺑﻘﺎ أي اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻖ وأن ﺑﻘﯾت ﻓﻲ اﻷﺳواق‬
‫اﻷوﻟﻰ ‪ .‬أﻣﺎ ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻘﺳم )ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ( وﺳوف ﺗﺑﺎع ﺑﺳوق‬
‫ﻣوازي )ﻏﯾر ﻧظﺎﻣﻲ( ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻧظﺎﻣﻲ ﯾﺗم ﺗداول أﺳﮭم وﺳﻧدات اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ وﻓﻖ ﻧظﺎم اﻟﺳوق‪.‬‬
‫‪1-‬أﻧﮭﺎ ﺗوﻓر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ‪.‬وﻓﻲ ھذا اﻟﺳوق ﻏﯾر اﻟﻧظﺎﻣﻲ )اﻟﻣوازي( ﯾﺗم ﺗداول‬
‫اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ ﻗواﺋم اﻟﺳوق ‪.‬ﻟذﻟك ﻣﻌظم اﻟﺑﻠدان ھﻧﺎك أدوات ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ذات‬
‫‪6‬‬
‫ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺗدﯾر اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﻲ وﺗوﻓر ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ‪.‬‬
‫‪2-‬اﻟﺗداول ﻓﻲ ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾوﻓر اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻼﺋم واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺟدﯾد اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻌﺎدﻟﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻌرض واﻟطﻠب‪.‬‬
‫‪3-‬اﻟﺗداول ﻓﻲ ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل اﻟوﺳطﺎء أو اﻟﺳﻣﺎﺳرة‬
‫أو ﻣن ذوي اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﺷؤون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﺗوﻓر ﻓﯾﮭم‪.‬‬
‫‪4-‬ﻧظرا ﻟﻠﻣروﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﮭﺎ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وإﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻻﺗﺻﺎﻻت ﻓﺈن ذﻟك‬
‫ﯾﻌطﻲ ﺧﺎﺻﯾﺔ ﻟﻸوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻛوﻧﮭﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﻋن ﻏﯾرھﺎ ﻣن أﺳواق اﻟﺳﻠﻊ ﺑﺄﻧﮭﺎ أﺳواق واﺳﻌﺔ ﺗﺗم ﺻﻔﻘﺎت‬
‫ﻛﺑﯾرة وﻣﺗﻌددة ﻗد ﯾﺗﺳﻊ ﻧطﺎﻗﮭﺎ ﯾﺷﻣل أﺟزاء ﻋدﯾدة ﻣن اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت‪.‬‬
‫‪5-‬أﺳواق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗﺻف ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻣﺗطورة ﻣﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻣﺟﺎﻻت واﺳﻌﺔ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن أﻣﺎم ﻓﺋﺎت‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف أرﺟﺎء اﻟﻌﺎﻟم‪.‬‬
‫‪6-‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﺗطﻠب ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳوﻗﯾﺔ واﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟرﺷﯾدة‬
‫‪.‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ذات اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻗد ﯾﻛون ذو أﺑﻌﺎد ﺳﻠﺑﯾﺔ ‪،‬اﻷﻣر اﻟذي‬
‫ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﺗدﺧل ﻟﻣﻧﻊ ﺑﻌض اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺿﺎرة ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ واﻷﻓراد‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬وظﺎﺋف أﺳواق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪ -1‬إﯾﺟﺎد ﺣﻠﻘﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن واﻟﻣﺷﺗرﯾن اﻷﻣر اﻟذي ﯾﯾﺳر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ة اﻟﺗﻣوﯾل ﻟﻺﻗراض ؛‬
‫‪2-‬ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻدﺧﺎر وذﻟك ﺑﻔﺗﺢ ﻣﺟﺎﻻت واﺳﻌﺔ أﻣﺎم ﺻﻐﺎر اﻟﻣدﺧرﯾن ﻹﯾﺟﺎد ﻓرص اﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫ﻣﻼﺋﻣﺔ ؛‬
‫‪3-‬ﺗوﺟﯾﮫ اﻻدﺧﺎر ﻧﺣو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﻛﺛر ﻛﻔﺎءة وإﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻷﻣر اﻟذي ﯾوﻟد ﻋﺎﺋد ﻣﻼﺋم ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر‬
‫وﯾﻌود ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ؛‬
‫‪4-‬وﺟود ﺳوق ﯾﺳﺎﻋد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾﻖ أھداف ﺗﻠك اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ؛‬
‫‪5-‬ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻣن ﺣﺳن اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻟﻠوﺳﺎﺋل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‬
‫وﺗﻣﻛﻧﮫ ﻣن إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻣن اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﮫ ﻣﻣﺎ ﯾﻌود ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ واﻟﻔﺎﺋدة‬

‫‪7‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺣل اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣﺧﺎطرھﺎ‬
‫اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ھﻲ ﺻﻛوك اﻷﺳﮭم واﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرھﺎ اﻟﺷرﻛﺎت واﻟﻣﺻﺎرف واﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫وﻏﯾرھﺎ ‪،‬وھﻲ ﺻﻛوك طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ﺗﺻدر ﻟﻣدة ﺣﯾﺎة اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺳﮭم أو ﻟﻣدة ﻋدد ﻣن‬
‫اﻟﺳﻧوات ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺳﻧدات ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﻋرﺿﺔ ﻟﺗﻘﻠب اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺣﺳب اﻟﺗﻐﯾرات اﻟظروف‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻣن ﺧﻼل ھذا ﺳوف ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف وﺧﺻﺎﺋص وأﻧواع ﻛل ﻣن اﻷﺳﮭم واﻟﺳﻧدات ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻟﺳﻧدات‬
‫ﺗﻌد اﻟﺳﻧدات اﺣد أﺷﻛﺎل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﯾﻌرف اﻟﺳﻧد ﺑﺄﻧﮫ‪:‬‬
‫ھو ﺻك ﻣدﯾوﻧﯾﺔ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﯾﺗﻌﮭد ﻣﺻدر اﻟﺳﻧد ﺑرد اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣدوﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻧد ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻔواﺋد ﻟﻣﺎﻟك‬
‫اﻟﺳﻧد وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮭﺎ‪.‬‬
‫ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟﺳﻧد ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺷﺂت واﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ‪،‬واﻟﺳﻧد ﯾﻛون ﻟﺣﺎﻣﻠﮫ ‪،‬وھو ﺑذﻟك ورﻗﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ أو اﻟﺷراء اﻟﺗﻧﺎزل وﻗد ﯾﻛون اﺳﻣﻲ ‪،‬وﯾﺛﺑت داﺋﻧﯾﺔ ﺣﺎﻣﻠﮭﺎ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدرﺗﮭﺎ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺳﻧدات‪:‬‬
‫ﺗﺗﻣﺛل ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺳﻧدات ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﺳﻧد وﺛﯾﻘﺔ ﻗرض ﺗﺛﺑت أن ﺣﺎﻣﻠﮫ داﺋن اﺗﺟﺎه اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدرﺗﮫ ؛‬
‫‪-‬ﯾﺳﺗﻔﯾد ﺣﺎﻣل اﻟﺳﻧد ﻣن دﺧل ﺛﺎﺑت وﻣﻌروف ﻣﺳﺑﻖ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺋدة وﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮫ طول ﻋﻣر اﻟﺳﻧد ؛‬
‫‪-‬ﻣن ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺳﻧدات اﻟﺗداول ﻓﻲ ﺑورﺻﺔ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ؛‬
‫‪-‬ﺣﺎﻣل اﻟﺳﻧد ﻟﯾس ﻟﮫ أي ﺣﻖ ﻓﻲ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﺷؤون ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ؛‬
‫‪-‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أو إﻓﻼﺳﮭﺎ ﺗﻣﻧﺢ اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﺣﻣﻠﺔ اﻟﺳﻧدات ﻋﻠﻰ ﺣﻣﻠﺔ اﻷﺳﮭم ﻓﻲ اﺳﺗرﺟﺎع‬
‫رأﺳﻣﺎل اﻟﻣوظف ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھم داﺋﻧﯾن ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ھذه اﻟﺧﺻﺎﺋص ھﻧﺎك أﺧرى ﺟوھرﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل‬
‫ﻓﻲ‪:‬‬
‫وھﻲ ﺗدﻟﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز اﻟﺳﻧد ﻋن ﻏﯾره ﻣن اﻟﺳﻧدات وﻛذﻟك اﻟورﻗﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺗﺷﻣل‪:‬‬
‫أ ـ اﻟﻛوﺑون ‪ :‬وھو ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟدﺧل اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮫ ﺣﺎﻣل اﻟﺳﻧد وﯾﺗﺣدد ﻣﻌدﻟﮫ ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺳﺎﺋدة‬
‫ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻟﺳﻧدات واﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ ﻧﻔس درﺟﺔ اﻟﻣﺧﺎطرة‪.‬‬
‫ب ـ ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ‪ :‬ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻓﯾﮭﺎ ﺣﺎﻣل اﻟﺳﻧد ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺳﻧد ‪،‬وھﻧﺎك‬
‫ﻧوﻋﯾن ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻓﻌﻠﻲ وأﺻﻠﻲ‪.‬‬
‫ج ـ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ ‪ :‬وھﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣدوﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻧد واﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﮭد ﻣﺻدر اﻟﺳﻧد ﺑردھﺎ إﻟﻰ ﺣﺎﻣل اﻟﺳﻧد ﻓﻲ‬
‫ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق‪.‬‬
‫د ـ ﺷروط ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ‪ :‬ﻻ ﯾﺗم ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺳﻧد اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻠﺗداول إﻻ ﻣن ﺧﻼل إﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﻘﯾد‬
‫ﻣن ﺳﺟﻼت اﻟﺷرﻛﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬أﻧواع اﻟﺳﻧدات‪:‬‬
‫‪1‬ـ اﻟﺳﻧدات اﻟداﺋﻣﺔ ‪ :‬وھﻲ ﺳﻧدات ﻟﯾس ﻟﮭﺎ ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻣﺣدد واﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﺗﺧﻠص ﻣن ھذا اﻟﺳﻧد‬
‫ھو ﺑﯾﻌﮫ ﻟﺷﺧص آﺧر ‪،‬وھذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﺻدرة ﻣن ﻛراء اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻲ أﺻدرﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﺳوق‬
‫ﻣﺑﺎﺷرة‪.‬‬
‫‪2‬ـ اﻟﺳﻧدات ذات ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻣﺣدد ‪ :‬ھﻲ ﺳﻧدات اﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺣﻘﺎق وﻓﻲ ھذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾﺗﻘدم‬
‫ﺣﺎﻣل اﻟﺳﻧد إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﺻدرة ﻟﻛﻲ ﯾﺳﺗرد اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺳﻧد‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪3‬ـ اﻟﺳﻧدات اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗدﻋﺎء ‪ :‬وھﻲ ﺳﻧدات ﺗﻌطﻲ ﻟﻠﺟﮭﺔ اﻟﻣﺻدرة اﻟﺣﻖ ﻓﻲ ﺳداد اﻟﺳﻧدات ﻗﺑل ﺗﺎرﯾﺦ‬
‫اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﮭﺎ ‪،‬وﺗﻘوم اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﺻدرة ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﻖ اﻻﺳﺗدﻋﺎء اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﺳوق‪.‬‬
‫‪4‬ـ اﻟﺳﻧدات ذات اﻟﻌﺎﺋد اﻟﺻﻔري ‪ :‬ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺳﻧدات ﻻ ﯾﻣﻧﺢ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻓواﺋد دورﯾﺔ وإﻧﻣﺎ ﯾﺣﺻل‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻋﻠﻰ ﻓواﺋد ﻋﻧد ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق أو ﻋﻧد ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻧد ‪،‬وﺗﺗﻣﺛل اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺳﻧدات‬
‫ﻓﻲ اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ اﺷﺗرى ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر واﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﯾﻊ ﺑﮭﺎ اﻟﺳﻧد‪.‬‬
‫‪5‬ـ اﻟﺳﻧدات ذات ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺗﺣرك ‪ :‬ﯾﺗم ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل ﻣﻌدل اﻟﻛرﺑون ﺑﺻورة دورﯾﺔ ﻟﻛﻲ ﯾﻌﻛس أﺛر‬
‫اﻟﺗﺿﺧم ‪ ،‬ﻻن اﻟﺗﺿﺧم ﯾﺟﻌل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺣل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‪.‬‬
‫‪6‬ـ اﻟﺳﻧدات اﻟردﯾﺋﺔ ‪ :‬ﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ ﺗﻠك اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻲ ﯾرﻓﻊ ﻣﻘدار اﻟﻣﺧﺎطرة اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣﺗﺣﻘﻖ‪.‬‬
‫‪7‬ـ اﻟﺳﻧدات اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣوﯾل ‪ :‬ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺳﻧدات اﻟﻣﺻدرة ﯾﻣﻛن ﺗﺣوﯾﻠﮭﺎ إﻟﻲ أﺳﮭم ﻋﺎدﯾﺔ ‪.‬إﻣﺎ اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ أي‬
‫ﺑرﻏﺑﺔ ﺣﺎﻣل اﻟﺳﻧد ‪،‬أو إﺟﺑﺎرﯾﺔ ﻋن طرﯾﻖ اﺳﺗدﻋﺎء ﺣﻣﻠﺔ ﺗﻠك اﻟﺳﻧدات‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻷﺳﮭم‬
‫ھﻲ ﻧوع آﺧر ﻣن أﻧواع اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﻲ ﺑورﺻﺔ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻟﮭﺎ ﻋدة ﻣﻔﺎھﯾم ﻧذﻛر‬
‫ﻣﻧﮭﺎ‪:‬‬
‫ـ اﻟﺳﮭم ھو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺣﺻﺔ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﻣن رأﺳﻣﺎل ﺷرﻛﺔ ﻣﺳﺎھﻣﺔ ‪،‬وﯾﺗم ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺻﺔ ﻣن طرف اﻟﺷرﯾك‬
‫ﻷي ﺷﺧص ﻣﻛﺗﺗب ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ وﺛﯾﻘﺔ ﺗﺳﻣﻰ اﻟﺳﮭم وﺗﺣﺻﯾل ﻗﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫ـ اﻟﺳﮭم ھو ﻋﺑﺎرة ﻋن ورﻗﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺛﺑت اﻣﺗﻼك ﺣﺎﺋزا ﻓﻲ ﺟزء ﻣن رأس ﻣﺎل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدرﺗﮫ ﻣﻊ‬
‫اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻛل اﻟﺣﻘوق وﺗﺣﺻل ﻛل اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن اﻣﺗﻼك ھذه اﻟورﻗﺔ‪.‬‬
‫وﻧﺳﺗﺧﻠص ﻣﻣﺎ ﺳﺑﻖ أن ‪ :‬اﻟﺳﮭم ھو ورﻗﺔ ﺗﺛﺑت ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﻟﺟزء ﻣن رأس اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﺣدود ﻗﯾﻣﺗﮫ‬
‫اﻻﺳﻣﯾﺔ ‪،‬وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺣﺎﻣل اﻟﺳﮭم ھو ﺷرﯾك ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ‪،‬وﻟﻸﺳﮭم ﺧﺻﺎﺋص وأﻧواع ﻧذﻛرھﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﮭم‪:‬‬
‫ﻟﻸﺳﮭم ﻋدة ﺧﺻﺎﺋص وھﻲ‪:‬‬
‫‪-‬ﯾﺳﻣﺢ اﻟﺳﮭم ﻟﺻﺎﺣﺑﮫ ﺑﺎﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻋﺎﺋد ھو رﺑﺢ اﻟﺳﮭم أو اﻟﺣﺻﺔ وﻛذﻟك ﯾﺗﺣﻣل ﺟزء ﻣن اﻟﺧﺳﺎرة ﻓﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﺧﺳﺎﺋر ؛‬
‫‪-‬اﻟدﺧل اﻟذي ﯾدره اﻟﺳﮭم ھو دﺧل ﻣﺗﻐﯾر ‪،‬وھو ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘﻘﮭﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺎﻷﻓﻖ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﻟﮭذه اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ؛‬
‫‪-‬اﻟﺳﮭم ھو ورﻗﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺣددة اﻷﺟل ‪ ،‬وأﺟﻠﮫ اﻟﻧظري ھو ﺣﯾﺎة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ذاﺗﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺳﮭم ﯾﻌﺗﺑر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺻدر ﺗﻣوﯾل داﺋم ؛‬
‫‪-‬ﺻﺎﺣب اﻟﺳﮭم ﻟﮫ اﻟﺣﻖ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وذﻟك ﻋن طرﯾﻖ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﺻوﯾت اﻟﻣﺗﺧذة اﻟﺧﺎﺻﺔ ؛‬
‫‪-‬ﯾﺷﻛل اﻟﺳﮭم ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﻠﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ ؛‬
‫‪-‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ‪،‬أﺻﺣﺎب اﻷﺳﮭم ھم آﺧر ﻣن ﯾﺳﺗوف ﺣﻘوﻗﮭم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھم ﺷرﻛﺎء ؛‬
‫‪-‬ﻣن ﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﮭم إﻧﮭﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول ﺑﺑورﺻﺔ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ؛‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬أﻧواع اﻷﺳﮭم‪:‬‬
‫ﺗﻧﻘﺳم اﻷﺳﮭم إﻟﻰ أرﺑﻊ ﻓﺋﺎت‪:‬‬
‫‪1‬ـ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل اﻟذي ﺗظﮭر ﺑﮫ‪:‬‬
‫أﺳﮭم اﺳﻣﯾﺔ ‪ :‬وھﻲ اﻷﺳﮭم اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺟل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻧﮭﺎ اﺳم ﻣﺎﻟﻛﮭﺎ واﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺳﮭم ﺑﺟﺎﻧب‬
‫‪9‬‬
‫ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻋن اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﮭﺎ وﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﮭﺎ أو ﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺗﮭﺎ ﻋن طرﯾﻖ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺎت‬
‫اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻻ ﺑﻌد ﺗوﻗﯾﻊ ﻋﺿوﯾن ﻣن أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻹدارة واﺛﺑﺎت ذﻟك ﻓﻲ دﻓﺎﺗر اﻟﺷرﻛﺔ‪.‬‬
‫اﻷﺳﮭم ﻟﺣﺎﻣﻠﮭﺎ ‪ :‬وھﻲ أﺳﮭم ﻻ ﯾذﻛر ﻓﯾﮭﺎ اﺳم اﻟﻣﺳﺎھم ‪،‬وﯾﻌﺗﺑر ﺣﺎﻣﻠﮭﺎ ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﮫ ﻣن‬
‫ﺷﺧص ﻷﺧر وﻻ ﺗﻠﺗزم اﻟﺷرﻛﺔ إﻻ ﺑﻣﺎﻟك واﺣد ﻓﻘط ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﻘوﻗﮫ ‪،‬وھو اﻟﺣﺎﺋز ﺣﺗﻰ وﻟو ﺣﺻل‬
‫ﻋﻠﯾﮫ ﺑطرق ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻷﺳﮭم ﻷﻣر ‪:‬اﻟﺷرﻛﺔ ﺗﺻدر أﺳﮭﻣﮭﺎ ﻷﻣر ‪،‬وﺗﺷﺗرط أن ﺗﻛون ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟوﻓﺎء أي دﻓﻊ ﻛل ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ اﻻﺳﻣﯾﺔ إذ‬
‫أن اﻟﺷرﻛﺔ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺗﻌﻘب ﺗداول اﻟﺳﮭم ‪،‬وﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎھم اﻷﺧﯾر اﻟﻣﻠزم‬
‫ﺑرﺻﯾد اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗدﻓﻊ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﮭم‪.‬‬
‫‪2‬ـ ﻣن ﺣﯾث ﻧوع اﻟﺣﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻌﮭﺎ‪:‬‬
‫اﻷﺳﮭم اﻟﻧﻘدﯾﺔ ‪ :‬وھﻲ أﺳﮭم ﯾﺟب دﻓﻊ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﻧﻘدا ‪،‬وﻻ ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺳﮭم ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗداول ﺑﺎﻟطرق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪،‬إﻻ‬
‫ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﺷﻛﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ وﺻدور اﻟﻣرﺳوم اﻟﻣرﺧص ﺑﺗﺄﺳﯾﺳﮭﺎ‪.‬‬
‫اﻷﺳﮭم اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ‪ :‬وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﺣﺻﺔ ﻋﯾﻧﯾﺔ ﻣن رأﺳﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺎت ﻛﻌﻘﺎر أو ﻣﺻﻧﻊ ‪...‬اﻟﺦ ﻣﻘدرة‬
‫وﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﯾﺔ وﻻ ﺗﺳﻠم ھذه اﻷﺳﮭم ﻷﺻﺣﺎﺑﮭﺎ ‪،‬إﻻ ﺑﻌد ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻘدﻣﺎت‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎﺑﻠﮭﺎ وﺗﻌﺗﺑر ﻗﯾﻣﺔ ﻣدﻓوﻋﺔ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ‪،‬وﻗد ﻣﻧﻊ اﻟﻘﺎﻧون ﺗداول اﻷﺳﮭم اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ إﻻ ﺑﻌد ﺳﻧﺗﯾن ﻣن‬
‫إﺻدارھﺎ‪.‬‬
‫اﻷﺳﮭم اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ ‪ :‬وھﻲ اﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻊ ﺑﻌض ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﻋﯾﻧﺎ واﻟﺑﺎﻗﻲ ﯾدﻓﻊ ﻧﻘدا‪.‬‬
‫‪3‬ـ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﯾﺧوﻟﮭﺎ اﻟﺳﮭم‪:‬‬
‫أﺳﮭم ﻣﻣﺗﺎزة ‪ :‬ﺗﺧص دون ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻷﺳﮭم ﺑﺑﻌض اﻻﻣﺗﯾﺎزات ﻛﻣﺎ ﯾطﻠﻖ ﻋﻠﯾﮫ اﺳم أوﻟوﯾﺔ وأﻓﺿﻠﯾﺔ‬
‫‪،‬وﯾﺗﺧذ ھذا اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣﻣﻧوح أﺣد اﻟﺻور اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪-‬اﻷوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح أو ﻓﻲ ﻗﺳﻣﺔ ﻧﺎﺗﺞ اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ ؛‬
‫‪-‬ﻣﻧﺢ ﺣﺎﻣﻠﮫ أﺻواﺗﺎ ﻓﻲ ﻣداوﻻت اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪،‬ﺳﻣﻲ اﻟﺳﮭم ﺑﺎﻟﺻوت اﻟﻣﺗﻌدد ؛‬
‫‪-‬ﻣﻧﺢ ﺣﺎﻣﻠﮫ ﺣﻖ اﻷوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ أﺳﮭم اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻧد ﺗﻘرﯾر زﯾﺎدة رأﺳﻣﺎﻟﮫ ؛‬
‫أﺳﮭم ﻋﺎدﯾﺔ ‪:‬وھﻲ أﻛﺛر أﻧواع اﻷﺳﮭم اﻧﺗﺷﺎرا ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻣﺛل اﻷھل وﻻ ﺗﻌطﻲ أﺻﺣﺎﺑﮭﺎ أي اﻣﺗﯾﺎزات‪.‬‬
‫واﻟﺳﮭم اﻟﻌﺎدي ھو ﺻك وﻟﮫ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﯾم ‪،‬ﻗﯾﻣﺔ اﺳﻣﯾﺔ ‪،‬ودﻓﺗرﯾﺔ ‪،‬وﻗﯾﻣﺔ ﺳوﻗﯾﺔ واﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ھﻲ‬
‫اﻟﺗﻘدﯾم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺳﮭم وھﻲ ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻣن ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻷرﺑﺎح اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗوزﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‪.‬‬
‫‪4‬ـ ﻣن ﺣﯾث ﻋﻼﻗﺗﮭﺎ ﺑرأس اﻟﻣﺎل ‪ :‬وھﻲ أﺳﮭم رأس ﻣﺎل ‪ ،‬أﺳﮭم ﺗﻣﺗﻊ‪:‬‬
‫‪-‬إن أﺳﮭم رأس اﻟﻣﺎل ھﻲ اﻷﺳﮭم اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺳﺗﮭﻠك ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ‪.‬‬
‫‪-‬أﺳﮭم اﻟﺗﻣﺗﻊ وھﻲ اﻷﺳﮭم اﻟﺗﻲ اﺳﺗﮭﻠﻛت ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ‪،‬وﯾﻘﺻد ﺑﺎﺳﺗﮭﻼك اﻟﺳﮭم اﻟﺷرﻛﺔ ﺑدﻓﻊ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺳﺎھم أﺛﻧﺎء ﺣﯾﺎة اﻟﺷرﻛﺔ ودون اﻧﺗظﺎر ﻹﻧﮭﺎء اﺟﻠﮭﺎ وﺗﺻﻔﯾﺗﮭﺎ ‪،‬وذﻟك ﺑﺳﺑب ﺗﻌﻠﻖ ﻧﺷﺎط اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ‬
‫اﺳﺗﻐﻼل ﻣورد ﻣن ﻣوارد اﻟﺛروة اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ‪،‬أو ﻣرﻓﻖ ﻣن اﻟﻣراﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻣﻧوح ﻟﻣدة ﻣﺣدودة أو ﺑوﺟﮫ ﻣن‬
‫أوﺟﮫ اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗﮭﻠك ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻣﺎل أو ﯾزول ﺑﻌد ﻓﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ وھﻛذا ﻓﺎن اﻷﺳﮭم‬
‫واﻟﺳﻧدات ھﻣﺎ ﯾﺗداوﻻن ﻓﻲ ﺑورﺻﺔ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وذﻟك ﺑﺎﻻﻛﺗﺗﺎب ‪،‬وﺳوف ﻧﻘﺎرن ﺑﯾن اﻷﺳﮭم‬
‫واﻟﺳﻧدات‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﮭﺎ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫‪1.‬ﻣﺧﺎطر ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة‪ :‬ھﻲ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺋد ﻋﻠﻰ ورﻗﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾرات ﻓﻲ أﺳﻌﺎر‬
‫اﻟﻔﺎﺋدة ‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن أﺳﻌﺎر اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وأﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻛﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫‪2.‬ﻣﺧﺎطر اﻟﺳوق‪ :‬ھﻲ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﻌواﺋد ﻋﻠﻰ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﻟﺳوق‬
‫ﻛﻛل ﻛﺎﻟرﻛود اﻻﻗﺗﺻﺎدي أو اﻟﺣروب‪.‬‬
‫‪3.‬ﻣﺧﺎطر اﻟﺗﺿﺧم‪ :‬ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺿﺧم‪ ،‬ﯾﺗﺄﺛر اﻟﻌﺎﺋد اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن اﻟﻌﺎﺋد اﻻﺳﻣﻲ ﻣﺿﻣون )ﻣﺛل‬
‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ(‪.‬‬
‫‪4.‬ﻣﺧﺎطر اﻷﻋﻣﺎل‪ :‬ھﻲ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل‪ ،‬ﯾﻣﻛن أن‬
‫ﺗواﺟﮫ ﺷرﻛﺔ ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺻﻧﻊ اﻟﺳﯾﺎرات ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻗوﯾﺔ ﻣن ﻣﻧﺗﺟﯾن أﺟﺎﻧب‪.‬‬
‫‪5.‬اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ :‬ھﻲ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ اﻟدﯾون اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ھﯾﻛل رأﺳﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ‪.‬‬
‫‪6.‬ﻣﺧﺎطر اﻟﺳﯾوﻟﺔ‪ :‬ھﻲ ﻣدى ﺻﻌوﺑﺔ ﺑﯾﻊ وﺷراء ھذه اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﺛﺎﻧوي‪.‬‬
‫‪7.‬ﻣﺧﺎطر ﺳﻌر اﻟﺻرف ‪ :‬ھﻲ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن‬
‫اﻟذﯾن ﯾﺳﺗﺛﻣرون ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪8.‬اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ :‬ﺗؤﺛر ھذه اﻟﻣﺧﺎطر ﻋﻠﻰ ﻗرار ﻛل ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻷﺟﻧﺑﻲ‬
‫وﯾﻣﻛن أﯾﺿﺎ ً وﺿﻊ ﺗﻠك اﻟﻣﺧﺎطر ﺿﻣن إطﺎرﯾن‪ :‬اﻟﻣﺧﺎطرة اﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ واﻟﻣﺧﺎطرة ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ‪:‬‬
‫أ ‪ .‬اﻟﻣﺧﺎطرة اﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ أو اﻟﻣﺧﺎطرة ﻏﯾر اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻧوﯾﻊ ‪ :‬ھﻲ ذﻟك اﻟﺟزء ﻣن اﻟﻣﺧﺎطرة اﻟذي ﺗﺳﺑﺑﮫ‬
‫ﻋﻧﺎﺻر ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق ﻛﻛل‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﮫ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻧوﯾﻊ ﻷﻧﮫ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻛل‬
‫اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت‪ .‬وﻣن ﺑﯾن ھذه اﻟﻌﻧﺎﺻر ھﻧﺎك اﻟﺗﺿﺧم وأﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫واﻟﻧﻘدﯾﺔ‪.‬‬
‫ب‪ .‬اﻟﻣﺧﺎطرة ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ أو اﻟﻣﺧﺎطرة اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻧوﯾﻊ ‪ :‬اﻟﻣﺧﺎطرة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑﺑﮭﺎ ﻋﻧﺎﺻر ﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺷرﻛﺔ‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣن ﺣدﺗﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻧوﯾﻊ ﻷن أي ﺗﺄﺛﯾرات ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرﻛﺔ ﻗد ﺗﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﺗﺄﺛﯾرات‬
‫إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرﻛﺔ أﺧرى ‪ .‬وﻣن ﺑﯾن ھذه اﻟﻌﻧﺎﺻر ھﻧﺎك إﺿراب اﻟﻌﻣﺎل ‪ ،‬ﺳوء إدارة اﻟﺷرﻛﺔ وارﺗﻔﺎع‬
‫ﻣﺳﺗوى اﻟدﯾون‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬
‫إن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺧرج ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ھذا اﻟﺑﺣث ھﻲ أن اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أدت دورا ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﺗﻧﺷﯾط اﻟﺣﯾﺎة‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﺧﻼل أداﺋﮭﺎ ﻟوظﯾﻔﺗﮭﺎ اﻟﻣﺗﻛوﻧﺔ ﻣن ﺷﻘﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن وھﻣﺎ ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻣدﺧرات و ﺗوﺟﯾﮭﮭﺎ ﻟﻠﺗﻣوﯾل‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬وﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻧﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﺑﺣث ﻋرﻓﻧﺎ أن‬
‫اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن ﺳوﻗﯾن ﺳوق اﻟﻧﻘد اﻟذي ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮫ ﺑﺄدوات ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ‪ ،‬وﺳوق رأس‬
‫اﻟﻣﺎل واﻟذي ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮫ ﺑﺄدوات ﻣﺎﻟﯾﺔ طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﮭم واﻟﺳﻧدات واﻟﺗﻲ ھﻲ ﻣﺣور ﺑﺣﺛﻧﺎ‬
‫)أﺳواق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ(‪.‬‬
‫ﻓﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﮫ ﻣن أﺳواق ﻣﻧظﻣﺔ أي اﻟﺑورﺻﺔ و أﺳواق ﻏﯾر ﻣﻧظﻣﺔ ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ‬
‫ﺳوﻗﯾن ‪ ،‬اﻟﺳوق اﻷوﻟﻲ اﻟذي ﯾدﻋﻰ ﺑﺳوق اﻹﺻدار أو اﻻﻛﺗﺗﺎب ﺣﯾث ﯾﺗم ﻓﯾﮫ إﺻدار اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻛوﻧﺔ ﻣن اﻷﺳﮭم و اﻟﺳﻧدات و ﺗﺗﻌﺎﻣل ﺑﮭﺎ اﻟﺑورﺻﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎﻓﺔ‪.‬‬
‫و اﻟﺳوق اﻟﺛﺎﻧوي وھو ﺳوق ﺗداول اﻷﺳﮭم و اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻖ إﺻدارھﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻷوﻟﻲ و ﻓﻲ‬
‫اﻷﺧﯾر ﻧﻌﺗذر ﻋن ﻋدم إﻟﻣﺎﻣﻧﺎ ﺑﺟﻣﯾﻊ ﺟواﻧب اﻟﻣوﺿوع‬

‫‪12‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‬

‫‪1-‬اﻟدﻛﺗور اﺣﻣد ﺑوراس‪ ،‬أﺳواق رؤوس اﻷﻣوال ‪ ،‬ﻣطﺑوﻋﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻧﺗوري ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ‪.2003/2002 ،‬‬
‫‪2-‬اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﻔﯾد ﻋﺑداﻟﻼوي‪ ،‬ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي و اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ ﻣزوار ‪،‬ﻣﺎرس‬
‫‪.2007‬‬
‫‪3-‬اﻷﺳﺗﺎذ رﺷﺎد اﻟﻌﺻﺎر و رﯾﺎض اﻟﺣﻠﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻧﻘود و اﻟﺑﻧوك ‪ ،‬دار اﻟﺻﻔﺎء ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﻣﺎن ‪،‬‬
‫اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪.2000 ،‬‬
‫‪4-‬اﻟدﻛﺗورة ﺑﺧراز ﯾﻌدل ﻓرﯾدة‪ ،‬ﺗﻘﻧﯾﺎت وﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺻرﻓﻲ ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪5-‬اﻟدﻛﺗور ﻣروان ﻋطون‪ ،‬اﻷﺳواق اﻟﻧﻘدﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑورﺻﺎت و ﻣﺷﻛﻼﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﻧﻘد واﻟﻣﺎل ‪،‬‬
‫دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ – اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪.2003 ،‬‬
‫‪6-‬ﺟﻣﺎل ﺟوﯾدان اﻟﺟﻣل‪ ،‬اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺑﻠﻘﺎء اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ‪،‬دار اﻟﺻﻔﺎء ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‬
‫ﻋﻣﺎن‪،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪.2002 ،‬‬
‫‪7-‬اﻟدﻛﺗور ﻣﺟدي ﻣﺣﻣود ﺷﮭﺎب‪ ،‬اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود و اﻟﻣﺎل اﻟﻧظرﯾﺔ و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬طﺑﻌﺔ ‪.2000‬‬
‫‪8-‬اﻷﺳﺗﺎذ اﻟطﺎھر ﻟطرش‪ ،‬ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﻧوك ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ – اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ‪،‬‬
‫‪.2005‬‬

‫‪13‬‬

You might also like