H

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 5

‫أسس الصحة المدرسية‬

‫بعض التعريفات المهمة ‪:‬‬


‫الصحة هي ‪ :‬حالة من التكامل الجسدي والنفسي والعقلي واالجتماعي ‪ ،‬وليست مجرد الخلو من المرض ‪.‬‬
‫الصحة ا لنفسية هي ‪ :‬امتالك القدرات والمهارات التي تمكن الفرد من مواجهة التحديات اليومية بالشكل المناسب‪.‬‬
‫الصحة المدرسية هي ‪ :‬مجموعة المفاهيم والمبادئ واألنظمة والخدمات التي تقدم لتعزيز صحة الطالب في السن المدرسية ‪،‬‬
‫وتعزيز صحة المجتمع من خالل المدارس ‪.‬‬
‫والصحة المدرسية ليست تخصصا ً مستقال وإنما هي بلورة لمجموعة من العلوم والمعارف الصحية العامة كالطب الوقائي وعلم‬
‫الوبائيات والتوعية الصحية واإلحصاء الحيوي وصحة البيئة والتغذية‪ K‬وصحة الفم واألسنان والتمريض ‪.‬‬
‫أهمية الصحة المدرسية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬يمثل األطفال في هذه المرحلة العمرية ( الدراسة ) نسبة هامة من المجتمع تصل إلى ربع عدد السكان ‪ ،‬وتوفر المدرسة‬
‫فرصة كبرى للعناية بالصحة في هذه الفئة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬يمر كل أفراد المجتمع بكل فئاته بالمدرسة ‪ ،‬حيث تتوفر الفرصة للتأثير فيهم وإكسابهم المعلومات ووتويدهم على السلوك‬
‫الصحي‬
‫‪ - 3‬هذه المرحلة من العمر مرحلة نمو للطفل وتطور ونضج وتحدث خاللها الكثير من التغيرات الجسمية والعقلية واالجتماعية‬
‫والعاطفية وال بد أن تتوفر للطالب في هذه السن المؤثرات الكافية لحدوث هذه التغيرات في حدودها الطبيعية ‪.‬‬
‫‪ - 4‬في ظروف المدارس وفي السن المدرسية يكون األطفال أكثر عرضة لإلصابة باألمراض السارية والمعدية كما أنهم أكثر‬
‫عرضة لإلصابات والحوادث ‪.‬‬
‫‪ -5‬في السن المدرسية يكتسب األطفال السلوكيات المتعلقة بالحياة عموما ً وبالصحة بصفة خاصة ويحتاجون إلى جو تربوي‬
‫يساعد في اكتساب هذه العادات كما توفر المدرسة جواً مناسبا ً لتعديل السلوكيات الخاطئة ‪.‬‬
‫أهداف الصحة المدرسية ‪:‬‬
‫تهدف أنشطة وبرامج الصحة المدرسية إلى ‪-:‬‬
‫‪ -‬تقويم صحة الطالب بالتعرف على المؤشرات الصحية لصحة الطالب في كافة المجاالت ‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ صحة الطالب والمؤشرات الصحية ضمن المستوى المطلوب ‪ ،‬و تعزيز صحة الطالب‪.‬‬
‫أما األهداف التفصيلية ألي منظومة تعنى بالصحة المدرسية فينبغي أن تشمل ما يلي ‪-:‬‬
‫‪ )1‬تعريف العاملين في المجال التربوي والصحي بأولويات المشكالت الصحية في السن المدرسية ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬إكساب القائمين على الصحة المدرسية مهارات التخطيط والتنفيذ والتقويم لبرامج الصحة المدرسية ‪.‬‬
‫‪ ) 3‬إكساب العاملين في المجال التربوي الصحي القدرات والمهارات الالزمة لالكتشاف المبكر للمشكالت الصحية ‪.‬‬
‫‪ )4‬تزويد العاملين في المدرسة بمهارات التوعية الصحية بالمدرسة ‪.‬‬
‫‪ )5‬معاونة الطالب والتربويين والعاملين الصحيين في مراقبة وتحسين البيئة الصحية المدرسية ‪.‬‬
‫تقوم وتحفظ وتعزز صحة الطالب والمجتمع المدرسي ‪.‬‬ ‫‪ )6‬تقديم الخدمات الصحية التي ِّ‬
‫‪ )7‬التنسيق مع الجهات الصحية األخرى في تقديم الخدمات العالجية المتقدمة ‪.‬‬
‫تطور أنظمة الصحية المدرسية ‪-:‬‬
‫‪ )1‬بدأت الصحة المدرسية بداية عالجية من حيث الهدف والمحتوى ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬بدأت في التحول إلى توفير الخدمات الوقائية مثل مكافحة العدوى و إعطاء التطعيمات وإجراءات التعامل مع األمراض‬
‫المعدية‪. K‬‬
‫‪ )3‬انتقلت إلى من االعتماد على األطباء وهيئة التمريض السريري إلى فئات متخصصة ولكنها أقل تأهيالً مثل المشرف‬
‫الصحي والزائر الصحي والمثقف الصحي وممرض الصحة المدرسية وفني صحة الفم واألسنان ‪.‬‬
‫‪ )4‬تزايد االهتمام بتقديم خدمات تعزيز الصحة والوقاية األولية من األمراض المنتشرة في المجتمع ‪.‬‬
‫‪ ) 5‬تحولت الخدمات المقدمة في الصحة المدرسية من التعامل مع المشكالت الجسدية إلى المشكالت السلوكية ومحاولة الحيلولة‬
‫دون اكتساب الطالب السلوكيات الصحية السلبية كالتدخين وإدمان المخدرات والممارسات الجنسية المحرمة ‪.‬‬
‫‪ ) 6‬انتقلت أعمال الصحة المدرسية من العيادات والمستشفيات إلى داخل المؤسسات التعليمية والتربوية وإلى المدرسة ‪.‬‬
‫‪ ) 7‬تحولت خدمات الصحة المدرسية من االقتصار على كونها وظيفة لألطباء والممرضين والطاقم السريري ليشترك في‬
‫مهامها أفراد األسرة التربوية مع التركيز بالذات على دور المعلم ‪.‬‬
‫‪ )8‬تحولت الصحة المدرسية من كونها مسؤولية مؤسسة أو إدارة واحدة إلى عمل تنسيقي تتضافر فيه الجهود بين كل الجهات‬
‫المعنية‪ ، K‬وهذا توجه متنامي على مستوى العالم‪ ،‬إال أنه أكثر تبلوراً في الدول المتقدمة صناعيا ً ‪ ،‬فقد عقدت الجمعية األمريكية‬
‫للصحة المدرسية مؤتمرها السنوي الثالث والسبعين تحت شعار ‪ " :‬التعاون ‪ :‬الكلمة المختارة للقرن الواحد والعشرين " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مبررات التحول الوقائي للصحة المدرسية ‪:‬‬
‫يرجع السبب وراء التركيز على الدور الوقائي للصحة المدرسية وإشراك األنظمة التربوية في أنشطة الصحة المدرسية إلى‬
‫األسباب اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬تحسن إمكانات المؤسسات العالجية وتطورت تقنياتها‪ ،‬بحيث أصبحت تغطي الجانب العالجي وتترك لألنظمة التعليمية‬
‫التركيز على الدور الوقائي ‪.‬‬
‫‪ -‬تزايد إدراك القائمين على الخدمات الصحية ألهمية الوقاية ‪.‬‬
‫‪ -‬الفئة المستهدفة من الخدمات الصحية المدرسية ( طالب المدارس ) هي فئة سليمة جسديا ً في األساس وتندرج مشكالتها‬
‫الصحية تحت المشكالت السلوكية ‪.‬‬
‫‪ -‬تغير الدور التقليدي للمدرسة ‪ ،‬فقد تغير دورها كمصدر للمعلومات ‪ ،‬حيث أصبحت مصادر المعلومات متنوعة وسهلة‬
‫التداول وأصبح دور المدرسة يركز على التربية وإكساب السلوكيات والمهارات التي تحضر اإلنسان للحياة ‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع مستوى توقعات المجتمع وبقية القطاعات لما يجب أن يقدمه القطاع التعليمي للمجتمع من تربية صحية لهذه الفئة‬
‫العمرية المهمة‬
‫‪ -‬نجاح العديد من نماذج الخدمات الصحية الوقائية المقدمة من خالل المدارس ‪ ،‬حيث أدت إلى تغييرات ملموسة في معدالت‬
‫اإلصابة وتقليل كلفة العالج ‪.‬‬
‫‪ -‬تشبع تخصصات الطب الوقائي الفرعية والعلوم المساندة مثل التوعية الصحية وعلوم التغذية واإلحصاء الحيوي وصحة الفم‬
‫واألسنان ‪ ،‬وتوفر المزيد من الكوادر في هذه المجاالت ‪.‬‬
‫‪ -‬تزايد نسب اإلصابة باألمراض المزمنة بالرغم من زيادة المصروفات على عالج هذه النوعية من األمراض ‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع الكلفة االقتصادية للخدمات العالجية بالرغم من تناقص الموارد المالية ‪ ،‬وركود االقتصاد ‪.‬‬
‫‪ -‬ازدواجية مصادر تقديم الخدمات العالجية ( الصحة المدرسية ‪ ،‬الجهات الصحية األخرى التي تقدم الخدمات الصحية‬
‫العالجية بصورة مطلقة ) كثيرا ما يؤدي سوء استخدام الخدمات العالجية واالستفادة منها باإلضافة إلى إهدار الكثير من‬
‫اإلمكانيات العالجية وبالتالي إهدار ثروات البالد ‪.‬‬

‫خدمات الصحة المدرسية ‪-:‬‬


‫أ ‪ -‬الخدمات العالجية ‪-:‬‬
‫• الكشف المبدئي على الطالب المستجدين ‪.‬‬
‫• إعطاء وتصديق اإلجازات ‪.‬‬
‫• الكشف على المرضى وعالجهم ‪.‬‬
‫• اإلشراف الصحي على لجان االمتحانات ‪.‬‬
‫• اإلشراف الصحي على األنشطة والمناسبات والتجمعات الرياضية والكشفية للطالب ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الخدمات الوقائية ‪-:‬‬
‫• التطعيمات التنشيطية والموسمية وعند دخول المدارس ‪.‬‬
‫• مراقبة المقاصف المدرسية ومتابعة االشتراطات الصحية فيها ‪.‬‬
‫• مراقبة البيئة المدرسية ‪.‬‬
‫• تقديم األنشطة التوعوية من محاضرات ونشرات الصحية وبرامج ‪.‬‬
‫• اإلشراف على جماعات الهالل األحمر والصحة المدرسية ‪.‬‬
‫• المشاركة في المناسبات الصحية الدولية واإلقليمية والمحلية ‪.‬‬

‫االستراتيجيات ‪-:‬‬
‫‪ -‬التركيز على الخدمات الوقائية وعلى رأسها التوعية الصحية ‪.‬‬
‫‪ -‬انطالق األنشطة والبرامج من المدرسة وليس من الوحدات الصحية ‪.‬‬
‫‪ -‬إشراك األسرة التربوية في صحة الطالب مع التركيز على دور المعلم ‪.‬‬
‫‪ -‬إشراك أسرة الطالب في التوعية وتعديل السلوك الصحي ‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة من مقدمي الخدمات الصحية اآلخرين وإشراكهم في أنشطة الصحة المدرسية ‪.‬‬
‫‪ -‬إشراك القطاع الخاص في تصميم وتمويل برامج الصحة المدرسية ‪.‬‬
‫‪ -‬ترشيد الدور العالجي بالتنسيق مع وزارة الصحة ودعم هذا الدور في الظروف الخاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة من الخبرات والموارد المتاحة داخل وخارج نظام التعليم ‪ ،‬ومن المنظمات الدولية في تنفيذ برامج الصحة‬

‫‪2‬‬
‫المدرسية ‪.‬‬
‫‪ -‬تحديث القوى العاملة وتزويدها بالكوادر والمهارات ذات الطابع الوقائي ‪.‬‬
‫الرؤية المستقبلية ‪-:‬‬
‫‪ -‬تحديد مشرف صحي في كل مدرسة ‪ ،‬يتولى التنسيق لخدمات وبرامج الصحة المدرسية ‪.‬‬
‫‪ -‬دعم نظام الصحة المدرسية مركزيا ً وطرفيا ً بالكوادر التربوية ‪.‬‬
‫‪ -‬التنسيق مع بقية مقدمي الخدمات العالجية للتعامل مع الحاجات العالجية للطالب ومنسوبي التعليم ‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل الوحدات الصحية إلى مراكز لإلشراف على برامج وخدمات الصحة المدرسية ‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل الوظائف الصحية إلى كوادر وقائية تخطط للبرامج الوقائية في المدارس وتشرف على تنفيذها وتقويمها ‪.‬‬
‫‪ -‬استغالل بعض المخصصات المالية التي تصرف على التموين الطبي ( أدوية ‪ ..‬وغيرها ) لتمويل البرامج الوقائية‬
‫‪ -‬تحوير أنظمة المعلومات الصحية وتقويم األداء في الوحدات من إحصاءات عالجية عن المراجعين والمرضى إلى نظام‬
‫لمراقبة المؤشرات الصحية في المدارس على مستوى وطني ‪ ،‬مثل مؤشرات الحالة الغذائية كالطول والوزن ‪ ،‬ومؤشرات‬
‫بعض األمراض األخرى األكثر انتشاراً كتسوس األسنان ‪ ،‬ومؤشرات بعض المشكالت السلوكية المتعلقة بالصحة كالتدخين ‪،‬‬
‫ومؤشرات المشكالت المتعلقة بالتحصيل الدراسي والتعليم ‪.‬‬
‫مبررات االهتمام ببرامج الصحة المدرسية ‪-:‬‬
‫‪ ) 1‬الصحة المدرسية واسعة االهتمامات وتتناول موضوعات كبيرة وواسعة ومتشبعة مما يدعو إلى برمجة هذه االهتمامات في‬
‫برامج محددة األطر واألهداف ‪.‬‬
‫‪ )2‬مفهوم برامج الصحة المدرسية مفهوم مرن يمكن من خالله معالجة شتى المشكالت التي تثبت أولوياتها من بين االهتمامات‬
‫الصحية ‪.‬‬
‫‪ )3‬إن من الضروري برمجة األفكار وبلورتها والتخطيط جيداً ليسهل تبنيها وتسويقها ‪.‬‬
‫‪ ) 4‬يمكن اللجوء إلى برامج الصحة المدرسية كمرحلة انتقالية لتحول الخدمات الصحية المدرسية من نمطها العالجي السائد إلى‬
‫نمط وقائي منشود ‪ ،‬فنجاح برنامج ما من برامج الصحة المدرسية يمهد لتغيير السياسات المعمول بها بطريقة علمية ‪.‬‬
‫‪ ) 5‬أسر الطالب ومنسوبو األسرة التربوية في حاجة ماسة للتدريب والتعريف بالصحة المدرسية ‪ ،‬ويتحقق ذلك من خالل‬
‫مشاركتهم في أحد برامجها ‪ ،‬مما يؤدي إلى جذب انتباههم واستقطاب اهتمامهم ‪.‬‬

‫المكونات الثمانية للصحة المدرسية‬

‫أوال ‪ :‬التربية الصحية‬


‫*تعنى مجموعة األنشطة التي تقدم بطريقة مدروسة في إطار واضح بهدف تغيير ثالث جوانب في الفئة المستهدفة‪K‬‬
‫( المعرفة – االتجاه – السلوك )‪.‬‬
‫* مواصفات التربية الصحية المثالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تركز على ‪:‬‬
‫‪ .‬الظروف والسلوكيات التي تعزز الصحة‪ ،‬والتي تعيق الصحة‬
‫‪ .‬المهارات الالزمة لتطوير السلوك الصحي ‪ ،‬وإيجاد مناخ معزز للصحة‬
‫‪ .‬المعرفة واالستعداد‪ K‬والمعتقدات والقيم المرتبطة بالسلوك الصحي وتدعيمه ‪.‬‬
‫‪ .‬تقديم القدوة في ممارسة المهارات والسلوكيات الصحية ‪.‬‬
‫ب‪-‬تكون شاملة ‪ ،‬بمعنى أنها ‪:‬‬
‫‪ .‬تنظر إلى الصحة من منظور شامل ( الصحة كما عرفتها منظمة الصحة العالمية )‬
‫‪ .‬تستغل كل اإلمكانات المتاحة للتثقيف الصحي ( رسمية وغير رسمية ‪ ،‬تقليدية وغير تقليدية )‬
‫‪ .‬تحرص على تناغم الرسائل الصيحة ‪.‬‬
‫‪ .‬تمكن الطالب من تحسين الظروف بما يدعم الصحة المدرسية‬
‫‪ .‬تنشط التفاعل بين المدرسة والمجتمع واألسرة والخدمات الصحية المحلية‬
‫‪ .‬تعمل على تحسين البيئة المدرسية والحفاظ عليها ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تكون أكثر فاعلية إذا ‪:‬‬
‫‪ .‬أجريت في بيئة داعمة‬
‫‪ .‬كانت متناغمة مع الظروف البيئية واالجتماعية والثقافية للفئة المستهدفة‪K‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ .‬أشركت الطالب والمعلمين واآلباء في تحمل مسؤولياتهم تجاه صحتهم وصحة أسرهم والمجتمعات التي يعيشون فيها‬
‫‪ .‬حرصت على مخاطبة الجيل الجديد الذي لم يدخل المدارس بعد‬

‫ثانيا ً ‪ -‬البيئة المدرسية ‪:‬‬


‫* ال تنفصل البيئة المدرسية عن بيئة المجتمع الموجودة فيه ‪.‬‬
‫*للبيئة المدرسية دورها المؤثر سلبا ً أو إيجابا ً في صحة الطالب ‪ ،‬وفي جعلهم يفعِّلون كل قدراتهم الكامنة ‪.‬‬
‫*من الصعب تربية الطالب على مبادئ التربية ا لصحية في المدرسة بصورة فعالة في بيئة مدرسية غير صحية ‪.‬‬
‫*تنقسم البيئة بصفة عامة ( وكذلك البيئة المدرسية ) إلى بيئة حسية وبيئة معنوية ‪:‬‬
‫البيئة الحسية ‪ :‬تشمل الموقع والمباني المدرسية – األثاث والمعدات – والمرافق الرياضية – المياه والصرف الصحي إصحاح‬
‫البيئة المدرسية ‪ ...‬وغير ذلك ‪.‬‬
‫البيئة ا لمعنوية ‪ :‬تشمل التكوين االجتماعي والنفسي للمدرسة كمنظومة تعزز الصحة لدى الطالب ‪ ،‬ويشمل ذلك التخطيط الجيد‬
‫لليوم الدراسي – العالقات اإلنسانية ( بين الطالب فيما بينهم ‪ ،‬وبين الطالب من جهة ومعلميهم من جهة أخرى )– النظام‬
‫اإلداري ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الخدمات الصحية‬
‫*يقصد بها الخدمات المتعلقة بالصحة والمرض وتنقسم إلى ‪:‬‬
‫الخدمات الوقائية ‪ :‬وتشمل الوقاية من األمراض والمشكالت الصحية الشائعة في المجتمع المدرسي ( التطعيمات والعزل‬
‫الصحي )‪ ،‬وتقديم اإلسعافات األولية عند الضرورة ‪ ،‬وخدمات االكتشاف المبكر للمشكالت الصحية والتدخل المبكر الممكن‬
‫لعالجها ‪ ،‬وإحالتها إلى الخدمات العالجية المختصة ومتابعة الحاالت و التعامل مع الحاالت الصحية المزمنة ‪.‬‬
‫والخدمات العالجية ‪ :‬وتشمل الكشف الطبي على المصابين بأمراض حادة أو مزمنة ) وعالجهم‬
‫*يتم تناول الخدمات الصحية في إطار المفهوم والتعريف الشامل للصحة كما عرفتها منظمة الصحة العالمية على‬
‫أنها حالة من التكامل الجسدي والنفسي واالجتماعي وليست مجرد غياب المرض أو االعتالل ‪.‬‬
‫* يوجد تداخل كبير بين الخدمات الصحية الوقائية والعالجية ‪.‬‬

‫ربعا ً ‪ :‬الصحة النفسية واإلرشاد‬


‫* ينبغي تناول الخدمات الصحية النفسية واإلرشاد النفسي في إطار المفهوم الشامل للصحة النفسية ‪ ،‬على أنها امتالك القدرات‬
‫والمهارات التي تمكن الفرد من التعامل مع التحديات اليومية بالشكل المناسب ‪.‬‬
‫*تشمل ‪ -‬خدمات الصحة النفسية واإلرشاد ‪-‬كل الخدمات والبرامج المنفذة في المدرسية في جانب الوقاية واالكتشاف المبكر‬
‫للمشكالت النفسية الشائعة في السن المدرسية ‪.‬‬
‫*ينبغي أن ال تقتصر مثل هذه الخدمات على الحاالت السلوكية التي تؤثر على تحصيل الطالب أو سير التعليم في الفصل‬
‫والمدرسة ‪ ،‬بل ينبغي أن تشمل كل الطالب ‪ ،‬وبفعاليات يشترك فيها أكبر عدد ممكن من المعلمين إن لم يكن كلهم ‪.‬‬
‫* من غير المنطقي االنتظار حتى تظهر المشكالت السلوكية والنفسية في سن المراهقة ( قد يصعب عالجها )‪ ،‬بل يجب‬
‫المبادرة بالوقاية منها مبكراً ‪ ،‬ومن خالل آليات تربوية صحية مبتكرة تبدأ في سن مبكرة ‪ ،‬بين طالب المدارس االبتدائية‪، K‬‬
‫وذلك إضافة إلى خدمات الدعم واإلرشاد والتوجيه النفسي واالجتماعي ‪.‬‬

‫خامسا ً ‪ :‬االهتمام بصحة العاملين‬


‫*تكتمل الشمولية المطلوبة في تعزيز الصحة في المدارس عندما تشمل صحة العاملين في المدارس من معلمين ومسؤولين‬
‫وإداريين ‪.‬‬
‫*للكادر المدرسي خصوصية في نوعية المشكالت الصحية التي ينبغي االهتمام بها مقارنة بالمشكالت الصحية لدى الطالب‬
‫( ومن أهم هذه المشكالت ‪ :‬األمراض المزمنة مثل داء السكري ‪ ،‬السمنة ‪ ،‬ارتفاع ضغط الدم ‪ ،‬اختالل دهون الدم ‪ ،‬دوالي‬
‫الساقين ‪ ،‬بعض أمراض العيون ‪ ،‬أمراض الفم واألسنان ‪ ....‬وغيرها )‪.‬‬
‫*تشمل الخدمات الصحية للعاملين الوقاية من المشكالت الصحية ذات األولوية لهذه الفئة العمرية ‪ ،‬والتدخل المبكر ‪ ،‬واإلحالة‬
‫للخدمات العالجية ‪ ،‬ومراعاة الظروف الصحية الخاصة ‪.‬‬

‫سادسا ً ‪ :‬التغذية وسالمة الغذاء‬


‫‪ .‬يسود في بعض األوساط التربوية وبين أولياء األمور اعتقاد مفاده أن المقصف المدرسي يجب أن يقدم وجبة غذائية متكاملة ‪،‬‬
‫وهذا يتنافى مع أسس التغذية‪ K‬السليمة ‪ ،‬حيث أن وجبة اإلفطار ذات أهمية كبيرة جداًُ وأن مكانها الطبيعي هو البيت وليس‬

‫‪4‬‬
‫المدرسة ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .‬ينبغي أن ينظر إلى المقصف كمكان لتقديم وجبة تكميلية خفيفة ‪،‬وليس مكانا لتقديم بديل عن وجبة اإلفطار ‪.‬‬
‫‪.‬نعني بالتغذية المدرسية وسالمة الغذاء كل الخدمات المتعلقة بالتغذية‪،‬وينبغي أن تشمل التدابير الصحية الغذائية‪ K‬بالمدرسة ما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪- 1‬مراقبة المقصف المدرسي من حيث البنية والمحتوى ومراقبة صحة العاملين في تحضير الطعام وتداوله ‪.‬‬
‫‪ - 2‬مراقبة ما يتاح للطالب من أطعمة داخل المدرسة ( سواء التي يقومون بشرائها من المقصف المدرسي أو التي يحضرونها‬
‫من بيوتهم ) أو خارجها من قبل باعة جائلين وغيرهم ‪ ،‬والوقاية من التسمم الغذائي ‪.‬‬
‫‪- 3‬رفع مستوى الوعي الغذائي في المجتمع المدرسي ‪ ،‬وتوصيل الرسائل الصحية إلى أولياء أمور الطالب وأسرهم ‪.‬‬

‫سابعا ً ‪ :‬التربية البدنية والترفيه‬


‫* التربية البدنية ليست ترفا ً ‪ ،‬ولكنها ضرورة تربوية وصحية ( نفسية وجسدية ) واجتماعية ‪.‬‬
‫*هناك ارتباط وثيق ببين‪ K‬التربية البدنية والتحصيل الدراسي ‪.‬‬
‫* مواصفات التربية البدنية المدرسية المثالية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬يتم تناولها من حيث كونها عادة تمارس على مدى الحياة من منطلق الوعي بمردودها الصحي ‪ ،‬وال يتم تناولها في إطار‬
‫المنافسات الرياضية التي تتطلب مهارات عالية ‪.‬‬
‫‪ -2‬تهدف إلى رفع مستوى اللياقة البدنية‪ K‬والنفسية للطالب ‪ ،‬وإيجاد فرصة للترفيه عن الطالب وتشجيع المشاركة االجتماعية‬
‫بين الطالب والمعلمين ‪ ،‬دون أن تزيد من التنافس بينهم أو تسيء إلى البيئة النفسية في المدرسة ‪.‬‬

‫ثامنا ً ‪ :‬االهتمام بصحة المجتمع المجاور‬


‫* ال تنفصل القضايا المتعلقة بالصحة في المدرسة عن المجتمع ‪.‬‬
‫* يجب النظر إلى المدرسة كفرصة لتعميق االنتماء إلى المجتمع لدى الطالب ‪ ،‬وكأداة للتغيير في المجتمع ‪ ،‬ومنها تنطلق‬
‫الخدمات واألنشطة المتعلقة بالصحة إلحداث التغيير اإليجابي في صحة المجتمع ‪ ،‬ومن أمثلة هذه الخدمات‪:‬‬
‫قيام المدرسة بنشاط صحي في المجتمع المحيط يتناول قضية مثل إصحاح البيئة ‪ ،‬أو الوقاية من الحوادث واإلصابات ‪ ،‬أو‬
‫الدعوة إلى النشاط البدني والرياضة بين أفراد المجتمع المحلي ‪ ...‬وغير ذلك ‪.‬‬
‫* تنبع أهمية عالقة المدرسة الصحية بالمجتمع من الحقائق التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬تحوي المدرسة طالبا ً هم عينة ممثلة للمجتمع بكل مؤشرا ته الصحية ( يمثلون ربع السكان تقريبا ) ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬السن المدرسية فرصة لالكتشاف المبكر للمشكالت الصحية ( وغير الصحية ) السائدة في المجتمع وعالجها ‪.‬‬
‫‪ -3‬المدرسة فرصة كبيرة وغير مستغلة للوقاية من المشكالت الصحية الموجودة في المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -4‬المدرسة فرصة للتأثير في السلوكيات الصحية على مستوى الطالب ‪ ،‬وعلى مستوى المجتمع كله ‪.‬‬

‫*على المرشد الصحي االحتفاظ بقائمة بالجهات الصحية وغير الصحية الفاعلة في المجتمع ( وخاصة في محيط المدرسة )‬
‫والتي يجب توثيق الصالت بها وتبادل الزيارات معها مثل ‪:‬‬
‫المراكز الصحية والمستشفيات‪ -‬المزارع اإلنتاجية – الدفاع المدني– مرافق الصناعات الغذائية– النوادي الصحية – إدارة‬
‫المرور – البلديات – الشرطة – الهيئات الخاصة بالبيئة والحفاظ عليها ‪ ..‬وغير ذلك‬

‫*ال يتحقق النجاح في الصحة ا لمدرسية بنجاح هذه العناصر بصورة منفردة بل يتحقق من خالل تناول منظم ومتناسق لهذه‬
‫العناصر الثمانية ‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like