Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 1

‫البابا شنوده الثالث‬

‫سنوات مع أسئلة الناس‬


‫أسئلة ?هوتية و عقائدية "أ"‬
‫‪So Many Years With the‬‬
‫‪Problems Of People‬‬
‫)‪Theological & Dogmatic Problems (A‬‬
‫‪By H.H Pope Shenouda III‬‬
‫‪ -26‬ما الفرق ب‪ r‬ا>سيح ابن ا‪ I‬و نحن أبناء ‪ -51‬الخ‪A‬ص و الخطية‬ ‫مقدمة‬
‫ا‪ I‬؟‬
‫‪-52‬كفارة عن أية الخطايا‬ ‫الباب ا‪/‬ول ‪ :‬أسئلة حول ا‪%‬‬
‫‪-27‬أنواع بنوة غير جسدية‬
‫‪7-53‬اذا اغفر لهم يا أبتاه ؟‬ ‫‪-1‬سؤال في ا‪%‬لحاد‬
‫‪-28‬ا>حدود وال‪l‬محدود‬
‫‪-54‬هل تناول يهوذا ؟‬ ‫‪-2‬من أين أتت الوثنية‬
‫‪-29‬السيد ا>سيح قبل التجسد؟‬
‫‪7-55‬اذا لم يغفر ليهوذا؟‬ ‫‪-3‬الثالوث ا>سيحي و ما يدعي بالثالوث‬
‫‪-30‬هل التجسد يعني التحيز؟‬
‫الوثني‬
‫‪-56‬ا‪7‬جئ الثاني‬
‫‪-31‬هل ا>سيح لليهود فقط؟‬
‫‪-4‬اَية خاصة بالتثليث‬
‫‪-57‬ع‪A‬قة القيامة بالخ‪A‬ص‬
‫‪-32‬اَدم ‪ ،‬و ا>سيح‬
‫‪-5‬ا‪ I‬لم يره أحد‬
‫‪-58‬موقفنا من دم ا‪7‬سيح‬ ‫‪-33‬ما معني الجلوس عن يم‪ r‬ا‪e‬ب ؟‬
‫‪-6‬كيف رأوا ا‪ I‬؟‬
‫‪-59‬متبررين مجانا ً بالنعمة‬ ‫‪-34‬عن يم‪ r‬ا‪e‬ب‬
‫‪-7‬هل كل شئ من ا‪ I‬؟‬
‫‪-60‬هل يحتاج ا‪ %‬في الخلق و الخ‪A‬ص‬ ‫‪-35‬هل معجزات ا>سيح تمت با‪%‬يحاء ؟‬
‫‪-8‬عدل ا‪ I‬ورحمته‬
‫‪-61‬الصعود و الجاذبية ا‪/‬رضية‬ ‫‪-36‬هل معجزات ا>سيح تمت بالص‪l‬ة ؟‬
‫‪-9‬ا‪ I‬و الجحيم‬
‫‪-62‬فقد رأي ا‪c‬ب‬ ‫‪-37‬من صلب ا>سيح ؟‬
‫‪-10‬هل كان ا‪ I‬يخاف آدم؟‬
‫‪-63‬الخطية بعمد و قصد‬ ‫‪-38‬كيف يموت و هو ا‪I‬؟‬

‫‪-39‬نوعية موت ا>سيح‬ ‫‪-11‬هل كان ا‪ [ I‬يعرف ؟‬


‫‪-64‬ينمو في النعمة و القامة‬
‫‪>-40‬اذا مات مصلوبا ً‬ ‫الباب الثاني ‪ :‬أسئلة حول ا‪ %‬ا‪:‬بن ) ا‪7‬سيح (‬
‫‪ -65‬أيقونة القيامة‬
‫‪>-41‬اذا الصليب‬ ‫‪-12‬حول [هوت ا>سيح‬
‫‪-66‬من ظهر ‪7‬نوح؟‬
‫‪-42‬كيف مات ا>سيح بينما [هوته لم يفارق‬ ‫‪-13‬هل لقب "ابن ا‪%‬نسان " ضد [هوت‬
‫‪-67‬اليوم تكون معي في الفردوس‬
‫ناسوته ؟‬ ‫ا>سيح‬
‫الباب الثالث ‪ :‬أسئلة حول الروح القدس‬ ‫‪>-43‬اذا تأخر عمل الفداء؟‬ ‫‪-14‬ما معني أبي أعظم مني؟‬
‫‪-68‬الروح القدس‬ ‫‪-44‬هل أنهي عمل ا>سيح بالفداء‬ ‫‪-15‬هل ا[بن أصغر؟‬
‫‪-69‬أسئلة حول الروح القدس‬ ‫‪-45‬هل نحن نشترك في اَ[م ا>سيح الفادية‬ ‫‪-16‬مجدني أنت أيها ا‪e‬ب‬
‫‪-70‬التجديف علي الروح القدس‬ ‫‪-46‬قوة ا>سيح في اَ[مه‬
‫‪-17‬أبي ‪..‬و أبيكم – و إلهي ‪..‬و إلهكم‬
‫‪-71‬متي أخذ الت‪A‬ميذ الروح القدس‬ ‫‪-47‬هل ا‪ I‬هكذا‬
‫‪-18‬هل قال ا>سيح إنه إله؟‬
‫‪-72‬ع‪A‬قة الرسل بالروح القدس‬ ‫‪>-48‬اذا نحتفل باَ[م ا>سيح‬
‫‪-19‬كيف أن ا>سيح يسأل؟‬
‫‪-49‬ما معني الخ‪l‬ص ‪ ،‬والتجديد‬
‫‪-73‬هل يعمل الروح القدس في غير ا‪7‬ؤمن‪n‬‬
‫‪-20‬ما معني أن ا>سيح يصلي؟‬
‫‪-50‬الخ‪l‬ص من الخطية‬
‫‪ -74‬هل الروح القدس هو ا‪A7‬ك جبرائيل‬
‫‪-21‬البشارة بمي‪l‬د ا>سيح‬
‫‪ -75‬قدوس أم مقدس ؟‬
‫‪-22‬و[دة ا>سيح ا>عجزية‬

‫‪-23‬التجسد و الظهور‬

‫‪-24‬هل للمسيح أخوة بالجسد؟‬

‫‪-25‬هل ا>سيح للكل؟‬

‫مقدمة‬
‫ما أكثر ا‪L‬سئلة التي تلقيناها في اجتماعاتنا علي مدي سنوات طويلة ‪ .‬و قد اخترنا منها‬
‫أسئلة نشرناها في عشرة كتب تحت عنوان " سنوات مع أسئلة الناس " ‪.‬‬
‫و كان ما نشرناه ‪ 513‬سؤا?ً حتي الكتاب العاشر من هذه ا‪X‬جموعة الذي صدر في يناير سنة‬
‫‪. 1998‬‬
‫أعيد نشر الكتب العشرة في دمشق في مجلدين كبيرين ‪ .‬و اهتم بذلك نيافة مار يوحنا‬
‫ابراهيم مطران السريان ا‪L‬رثوذكس في حلب ‪.‬‬
‫و مرت ‪ 3‬سنوات علي صدور الكتاب العاشر ‪ .‬و تم نشر أسئلة أخري متفرقة في مجلة الكرازة‬
‫‪.‬‬
‫ثم رأينا أن نعيد نشر الكتب العشرة مرتبة موضوعيا ً ‪.‬‬

‫*ا‪L‬سئلة الخاصة بال‪l‬هوتيات و العقيدة وحدها ‪ .‬و ستصدر في كتاب‪. j‬‬


‫*ا‪L‬سئلة الخاصة با‪X‬وضوعات الروحية ‪.‬‬
‫*و بعدها ا‪L‬سئلة التي تتعلق بمشاكل كتابية ‪.‬‬
‫ثم مجموعة من ا‪L‬سئلة تحت عنوان ] متنوعات [ ‪.‬‬
‫و الذي ب‪ j‬يديك ا‪u‬ن ‪ ،‬هو الجزء ا‪L‬ول من ا‪L‬سئلة الخاصة بال‪l‬هوتيات و العقائد ‪ ،‬بليه بعد‬
‫أسبوع‪ j‬الجزء الثاني بمشيئة ا‪. v‬‬
‫و سوف نتابع نشر هذه ا‪X‬جموعة ‪ ،‬و كل منها يمثل بابا ً معينا ً من أبواب ا‪X‬عرفة الدينية ‪.‬‬
‫و نرجو أن يكون النشر بهذه الصورة ا‪X‬تخصصة أكثر فائدة ‪.‬‬
‫البابا شنوده الثالث‬ ‫أبريل ‪2001‬‬
‫الباب ا‪F‬ول‬

‫أسئلة حول ا‪v‬‬


‫‪1‬‬
‫سؤال في ا‪x‬لحاد‬
‫ســؤال‬

‫قدم لي أحد الشبان هذا السؤال ‪ ،‬و أنا علي باب الكاتدرائية ‪:‬‬
‫"يحاربني أحيانا ً فكر ا]لحاد ‪ ،‬و أقاومه فيعود يشكوك كثيرة في وجود ا‪ . X‬فأرجو أن تساعدني‬
‫علي تثبيت إيماني ‪ ،‬خوفا ً من أن تتمكن الشكوك بإيماني "‪.‬‬

‫الجـواب‬
‫إنها حرب مشهورة من حروب الشيطان ‪ .‬و هذه ا‪L‬فكار التي تحاربك ليست منك ‪ ،‬و إ? ما‬
‫كنت تقاومها كما تقول ‪ .‬و لكن الشيطان عنيد لحوح ‪ ? ،‬ييأس و ? يهدأ ‪ .‬و كلما يرد ا‪x‬نسان‬
‫علي فكر من أفكاره ‪ ،‬يعود مرة أخري و يضغط و يلح ‪ .‬لذلك يقول القديس بطرس الرسول "‬
‫قاوموه راسخ‪ j‬في ا‪x‬يمان " ) ‪ 1‬بط ‪ . ( 9 : 5‬و مع ذلك فإن وجود ا‪ v‬له إثباتات كثيرة ‪ .‬لعل‬
‫في مقدمتها ما يسميه الف‪l‬سفة أو ا‪X‬فكرون بالعلة ا‪L‬ولي ‪ ،‬أي السبب ا‪L‬ول ‪.‬‬
‫أي أن ا‪ X‬هو السبب ا‪F‬ول لوجود هذا الكون كله ‪.‬‬
‫و بدون وجود ا‪ h، X‬نستطيع أن نفسر كيفية وجود الكون ‪.‬‬

‫و هكذا نضع أمامنا عدة أمور ? يمكن أن يفسرها إ? وجود ا‪ . v‬و هي وجود الحياة ‪ ،‬و وجود‬
‫ا‪X‬ادة ‪ ،‬ووجود ا‪x‬نسان ‪ ،‬ووجود النظام في كل مظاهر الطبيعة ‪ .‬يضاف إلي كل هذا ا?عتقاد‬
‫العام ‪ .‬و لنبدأ حاليا ً بنقطة أساسية و هي وجود الحياة ‪.‬‬
‫وجود الحياة ‪:‬‬

‫سؤالنا هو ‪ :‬كيف وجدت الحياة علي ا‪L‬رض ؟‬


‫ا‪j‬عروف أنه مر وقت – كما يقول العلماء – كانت فيه ا‪F‬رض جزءا ً من ا‪j‬جموعة الشمسية ‪ ،‬في درجة‬
‫من الحرارة ا‪j‬لتهبة التي ‪ h‬يمكن أي تسمح بوجود أي نوع من الحياة ‪ h ،‬إنسان و ‪ h‬حيوان و ‪h‬‬
‫نبات ‪.‬‬

‫فمن أين أتت الحياة إذن ؟ من الذي أوجدها ؟ كيف ؟‬


‫هنا و يقف ا‪X‬لحدون و جميع العلماء صامت‪ j‬حياري أمام وجود الحياة ز و ? أقصد حياة‬
‫الكائنات الراقية كا‪x‬نسان ‪ ،‬بل حتي حياة نملة صغيرة ‪ ،‬أو دابة ‪ ،‬أو أية حشرة تدب علي‬
‫ا‪L‬رض ‪ ...‬مجرد وجود حياة واحدة من هذه الحشرات يثبت وجود ا‪. v‬‬
‫بل مجرد خلية حية أيا ً كانت ‪ ،‬مجرد وجود الب‪x‬زما ن يثبت وجود ا‪F . X‬نه ‪ h‬تفسير له غير ذلك ‪...‬‬

‫إن الحياة حديثة علي ا‪L‬رض ‪ ،‬ما دامت ا‪L‬رض كانت من قبل قطعة ملتهبة ? تسمح بوجود‬
‫حياة ‪ .‬فالحياة إذن بعد أن بردت القشرة ا‪L‬رضية ‪ .‬أما باطن ا‪L‬رض ا‪X‬لتهب ‪ ،‬الذي تخرج منه‬
‫البراك‪ j‬و النافورات الساخنة ‪ ،‬ف‪ l‬يمكن أن توجد فيه حياة ‪ .‬إذن كيف وجدت الحياة علي‬
‫ا‪L‬رض بعد أن بردت قشرتها ‪.‬‬
‫طبيعي أن ا‪j‬ادة الجامدة ‪ ،‬التي ‪ h‬حياة فيها ‪ h ،‬يمكن أن توجد حياة ‪F .‬ن فاقد الشئ ‪ h‬يعطيه ‪...‬‬
‫و يبقي وجود الحياة لغزا ً ? يجد له العلماء ح‪ًl‬‬
‫حله الوحيد هو قدرة ا‪ v‬الخالق الذي أوجد الحياة ‪ ...‬و إن كان هناك تفسير اَخر ‪ ،‬فليقدمه لنا‬
‫ا‪X‬لحدون أو علماؤهم ‪ ...‬ذلك ‪L‬ن الكائن الحي ? بد أن يأتي من كائن حي ‪ .‬و مهما قدم العلماء‬
‫من افتراضات خيالية ‪ ،‬فإنها تبقي مجرد افتراضات ? ترقي إلي ا‪X‬ستوي العلمي ز بعد‬
‫الحياة ‪ ،‬نتكلم عن إثبات اَخر و هو وجود ا‪X‬ادة ‪.‬‬
‫وجود ا‪j‬ادة ‪:‬‬

‫و نعني به وجود هذه الطبيعة الجامدة و كل ما فيها من مادة ‪...‬‬


‫? نستطيع أن نقول أن ا‪X‬ادة قد أوجدت نفسها‬
‫فالتعبير غير منطقي ‪ .‬إذ كيف توجد نفسها و هي غير موجودة ؟ كيف تكون لها القدرة علي‬
‫ا‪x‬يجاد قبل أن توجد ؟ إذن هذا ا?فتراض مستحيل ‪ ? .‬يبقي إذن إ? أن هناك من أوجدها ‪ .‬فمن‬
‫هو سوي ا‪ v‬؟‬
‫و ‪ h‬يمكن أن نقول إنها وجدت بالصدفة كما يدعي البعض ‪...‬‬

‫فالصدفة ? توجد كائنات‪ .‬وكلمة ) الصدفة ( كلمة غير علمية و غير منطقية ‪ ..‬ويحتاج إلى‬
‫تعريف‪.‬فما هى الصدفة إذن ؟ و ما هى قدرتها ؟ و هل الصدفة كيان له خواص ‪ ،‬منها الخلق ؟!‬
‫كذلك ‪ h‬يمكن أن نقول إن ا‪j‬ادة أزلية ! أو الطبيعة أزلية !‬
‫من ا‪j‬حال أن تكون ا‪j‬ادة ا‪F‬زلية ‪F .‬ن ا‪F‬زلية تدل علي القوة بينما ا‪j‬ادة فيها ضعف ‪.‬‬

‫فهي تتحول من حالة إلي حالة ‪ ،‬و تتغير من حالة إلي أخري ‪ .‬ا‪X‬اء يتحول إلي بخار ‪ ،‬و قد‬
‫يتجمد و يتحول غلي ثلج ‪ .‬و الخشب قد يحترق و يتحول إلي فحم ‪ ،‬و قد يتحول إلي دخان‬
‫و يتبدد في الجو ‪ .‬كما أن كثيرا ً من ا‪X‬واد مركبة ‪ .‬و ا‪X‬ركب هو اتحاد عنصرين أو عناصر ‪ ،‬و‬
‫يمكن أن ينحل و يعود إلي عناصره ا‪L‬ولي ‪.‬‬
‫فالطبيعة إذن متغيرة ‪،‬و التغير [ يدل علي قوة ‪ .‬ف‪ l‬يمكن أن تكون مصدرا ً لخلق مادة أخري ‪.‬‬

‫كذلك فالطبيعة جامدة ‪،‬و ب‪ x‬عقل و ‪ h‬تفكير ‪،‬و بهذا ‪ h‬يمكن أن تكون مصدرا ً للخلق ‪.‬‬
‫و هناك سؤال هام و هو ‪ :‬ما ا>قصود بكلمة الطبيعة ؟‬

‫أهي ا>ادة الجامدة ؟ أهي الجبال و البحار و ا‪Ö‬رض و الجو ؟ إن كانت هكذا ‪ ،‬فهي [ تستطيع أن تخلق إنسانا ً أو‬
‫حيوانا ً ‪ .‬فغير الحي [ يخلق حيا ً ‪ ،‬و غير العاقل [ يخلق عاق‪ ... ًl‬فهل طبيعة ا‪%‬نسان هي التي كونته ؟! و هذا غير‬
‫معقول ‪Ö .‬نه لم تكن له طبيعة قبل أنه يكون ‪ ،‬و قادرة علي تكوينه !!‬

‫أم أن كلمه الطبيعة تدل علي قوة جبارة غير مفهومة ؟‬

‫إن كان ا‪L‬مر كذلك ‪ ،‬فلتكن هذه القوة غير ا‪X‬دركة هي ا‪، v‬و قد سماها البعض الطبيعة ‪ .‬و‬
‫يكون ا‪L‬مر مجرد خ‪l‬ف حول التسميات ‪ ،‬و ليس خ‪l‬فا ً في الجوهر ز إن كل ا‪X‬لحدين الذين‬
‫قالوا إن الطبيعة قد أوجدت الكون ‪ ،‬لم يقدموا لنا معني واضحا ً لهذه الطبيعة ! نقطة أخري‬
‫نذكرها في إثبات وجود ا‪ ، v‬و هي ا‪x‬نسان ‪.‬‬
‫وجود ا]نسان ‪:‬‬

‫هذا الكائن العجيب ‪ ،‬الذي له عقل و روح و ضمير و مشيئة و ? يمكن أن توجده طبيعة ب‪l‬‬
‫عقل و ? مشيئة و ? حياة و ? ضمير !! كيف إذن أمكن وجود هذا الكائن ‪ ،‬بكل ما له من تدبير‬
‫و مشاعر ؟! الكائن صاحب ا‪X‬بادئ ‪ ،‬الذي يحب الحق و العدل ‪ ،‬و يسعي إلي القداسة و‬
‫الكمال ؟ ? بد من وجود كائن اَخر أسمي منه ليوجده ‪ ? ...‬بد من وجود كائن كلي الحكمة ‪،‬‬
‫كلي القدرة ‪ ،‬بمشيئة تقدر أن توجده ‪...‬و هذا ما نسميه ا‪... v‬‬
‫و بخاصة للتركيب العجيب ا‪j‬ذهل الذي لهذا ا]نسان ‪.‬‬
‫يكفي أن نذكر بصمة اصابعه ‪ ،‬و بصمة صوته ‪.‬‬

‫عشرات ا‪lX‬ي‪ j‬قد توجد في قطر واحد ‪ .‬و كل إنسان من هؤ?ء تكون ‪L‬صابعه بصمة تميزه‬
‫عن باقي ا‪lX‬ي‪ . j‬فمن ذا الذي يستطيع أن يرسم لكل اصبع خطوطا ً تميز بصمته ‪ .‬و تتغير‬
‫هذه الخطوط من واحد ‪u‬خر ‪ ،‬وسط آ?ف ا‪lX‬ي‪ j‬في قارة واحدة مثل آسيا ‪ ،‬و أو مئات ا‪lX‬ي‪j‬‬
‫في قارة مثل افريقيا ؟! إنه عجيب !! ?بد من كائن ذي قدرة غير محدودة ‪ ،‬استطاع أن يفعل‬
‫هذا ‪...‬و ما نقوله عن بصمة ا‪L‬صبع ‪ ،‬نقوله أيضا ً عن بصمة الصوت ‪ .‬إنسان يكلمك في‬
‫التليفون ‪ .‬فنقول له " أه‪ ، ًl‬ف‪l‬ن " ‪ .‬تناديه بإسمه و أنت ? تراه ‪ ،‬مميزا ً بصمة صوته عن‬
‫باقي ا‪L‬صوات ‪...‬‬
‫قدرة ا‪ X‬غير ا‪j‬حدودة تظهر في خلقه ل‪Ñ‬نسان من أعضاء عجيبة جدا ً في تركيبها و في وظيفتها ‪...‬‬

‫ا‪X‬خ مث‪ ًl‬و ما فيه من مراكز البصر ‪ ،‬و الصوت و الحركة ‪ ،‬و الذاكرة و الفهم ‪ ...‬إلخ ‪ .‬بحيث لو‬
‫تلف أحد هذه ا‪X‬راكز ‪ ،‬لفقد ا‪x‬نسان قدرته علي وظيفة هذا ا‪X‬ركز إلي ا‪L‬بد ‪ !...‬من في كل علماء‬
‫العالم يستطيع أن يصنع مخا ً ‪ ،‬أو مركزا ً واحدا ً من مراكز ا‪X‬خ ؟! إنها قدرة ا‪ v‬وحده ‪ .‬و يعوزنا‬
‫الوقت إن تحدثنا عن كل جهاز من أجهزة جسد ا‪x‬نسان ‪ ،‬و عن تعاون كل هذه ا‪L‬جهزة بعضها‬
‫مع البعض ا‪u‬خر في تناسق عجيب ‪ .‬و أيضا ً عن العوامل النفسية ا‪X‬ؤثرة في الجسد ز و عن‬
‫النظام ا‪X‬ذهل ا‪X‬وجود في تركيبة هذه الطبيعة البشرية ‪ .‬هنا و أحب أن أتعرض إلي نقطة‬
‫أخري ‪x‬ثبات وجود ا‪ ، v‬و هي النظام العجيب ا‪X‬وجود في الكون كله ‪.‬‬
‫نظام الكون ‪:‬‬

‫إنك إن رأيت كومة من ا‪L‬حجار ملقاة في مكان ‪ ،‬ربما تقول إنها وجدت هناك بالصدفة ‪ .‬أما إن‬
‫رأيت أحجارا ً تصطف إلي جوار بعضها البعض ‪ ،‬و فوق بعضها البعض ‪ ،‬حتي تكون حجرات‬
‫وصا?ت بينها أبواب و لها منافذ و شرفات ‪ ...‬ف‪ l‬بد أن تقول ‪ :‬يقينا ً هناك مهندس أو بناء‬
‫وضع لها هذا النظام ‪...‬‬
‫هكذا الكون في نظامه ‪ h ،‬بد من أن ا‪ X‬قد نظمه هكذا ‪ .‬حتي ان بعض الف‪x‬سفة أطلقوا علي ا‪ X‬لقب )‬
‫ا‪j‬هندس ا‪F‬عظم ( ‪.‬‬

‫*و لنضرب ا‪X‬ثل ا‪L‬ول بقوان‪ j‬الفلك ‪ .‬و ذلك النظام العجيب الذي يربط ب‪ j‬الشموس‬
‫الكواكب ‪ ،‬و الذي تخضع له النجوم في حركتها و في اتجاهاتها ‪ ،‬مع العدد الضخم من‬
‫ا‪X‬جرات و الشهب ‪ ...‬ا‪L‬رض تدور حول نفسها مرة كل يوم ‪ ،‬ينتج عنها النهار و الليل ‪ .‬و مرة‬
‫كل عام حول الشمس ‪ ،‬تنتج عنها الفصول ا‪L‬ربعة ز و هذا النظام ثابت ? يتغير منذ اَ?ف‬
‫السن‪ ، j‬أو منذ خلقت هذه ا‪L‬جرام السمائية و وضعت لها قوان‪ j‬الفلك التي تضبطها ‪...‬‬
‫لهذا كان علم الفلك يدرس في كليات ال‪l‬هوت ‪L ،‬نه يثبت وجود ا‪ ، v‬و با‪X‬ثل كان يدرس علم‬
‫الطب ‪ ،‬لنفس الغرض ‪ .‬نفس قانون الفلك ن‪l‬حظه في الع‪l‬قة ب‪ j‬القمر و ا‪L‬رض ‪ ،‬التي تنتج‬
‫عنها أوجه القمر بطريقة منتظمة من محاق إلي ه‪l‬ل إلي تربيع إلي بدر ‪ ..‬لكل هذا ما أجمل‬
‫قول ا‪X‬رتل في ا‪X‬زمور ‪:‬‬
‫" السموات تحدث بمجد ا‪ ، X‬و الفلك يخبر بعمل يديه " ) مز ‪. ( 10 : 19‬‬

‫ليس النظام الذي وضعه ا‪ v‬في الكون قاصرا ً علي السماء و ما فيها ‪ ،‬إنما أيضا ً ما يختص‬
‫بالحرارة وضغط الهواء و الرياح و ا‪L‬مطار ‪ .‬و كل هذا يحدث في كل بلد بطريقة منتظمة‬
‫متناسقة ‪ ،‬مع ما يتبعه من أنظمة الزراعة و النباتات ‪.‬‬
‫بل ما أعجب ما وضعه ا‪ X‬من نظام في طبيعة النحلة و إنتاجها ‪.‬‬

‫إنها مجرد حشرة ‪ .‬و لكنها تعمل في نظام ثابت و مدهش ‪ ،‬و كأنها في جيش منتظم ‪ ،‬سواء‬
‫ا‪X‬لكة أو العمال ‪ ،‬و تنتج شهدا ً له فوائد كثير جدا ً ‪ ،‬و بخاصة نوع غذاء ا‪X‬لكات ذي القيمة‬
‫الغذائية الهائلة الذي يصنعونه فيما يعرف باسم ‪Royal Jelly‬و يبيعونه في الصيدليات ‪ .‬و‬
‫ما أجمل ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي عن مملكة النحل ‪:‬‬
‫بأمرأة مؤمرة‬ ‫مملكة مدبرة‬
‫تحمـل في العمـل و الصنـاع عبء السيـطرة‬
‫أعـجـب لـعمـال يولون علـيهم قيـــصرة‬
‫هذه النحلة في نظامها تثبت وجود ا‪ . v‬و شهدها الذي تنتجه – في عمق فوائده – يثبت هو‬
‫أيضا ً وجود ا‪ . v‬إثبات اَخر لوجود ا‪ v‬هو ا‪X‬عجزات ‪.‬‬
‫ا‪j‬عجزات ‪:‬‬
‫و ا‪j‬عجزات ليست ضد العقل ‪ .‬و لكنها مستوي فوق العقل ‪.‬‬

‫و لكنها سميت معجزات ‪L ،‬ن العقل البشري عجز عن إدراكها أو تفسيرها ‪ .‬و ليس لها إ?‬
‫تفسير واحد و هو قدرة ا‪ v‬غير ا‪X‬حدودة ‪ .‬هذه التي قال عنها الكتاب " ز كل شئ مستطاع‬
‫عند ا‪ ) " v‬مر ‪ . ( 27 : 10‬و كذلك قول أيوب الصديق " علمت أنك تستطيع كل شئ و ? يعسر‬
‫عليك أمر " ) أي ‪. ( 2 : 42‬‬
‫و ا‪X‬عجزات ليست قاصرة علي ما ورد في الكتاب ا‪X‬قدس ‪ ،‬و إنما هي موجود في حياتنا‬
‫العملية ‪ ،‬و بخاصة من بعض القديس‪. j‬‬
‫إن لم يكن شئ من هذا قد مر عليك في حياتك أو في حياة بعض أقاربك أو معارفك ‪ ،‬فاقرأ عنه‬
‫في الكتب التي سجلت بعض هذه ا‪X‬عجزات في أيامنا ‪ ،‬أو في حياة قديس‪ j‬قد سبقونا مثل‬
‫ا‪L‬نبا ابرام أسقف الفيوم ‪ ،‬أو أنبا صرابامون أبو طرحة ‪ ،‬أو ما يتكرر حدوثه كثيرا ً في أعياد‬
‫القديس‪ . j‬فهذه الذكري تثبت ا‪x‬يمان في قلبك ‪...‬‬
‫نقطة أخري في إثبات وجود ا‪ X‬و هي ا]عتقاد العام ‪.‬‬
‫ا‪h‬عتقاد العام ‪:‬‬
‫ا]عتقاد بوجود ا‪ X‬موجود عند جميع الشعوب ‪ ،‬حتي عند الوثني‪ : â‬يؤمنون با‪F‬لوهية ‪ ،‬و لكن‬
‫يخطئون من هو ا‪... X‬‬

‫بل وصل بهم ا‪L‬مر إلي ا‪x‬يمان بوجود آلهة كثيرين – و بعضهم اَمن بوجود إله لكل صفة‬
‫يعرفها من صفات ا‪L‬لوهية – و عرفوا ايضا ً الص‪l‬ة التي يقدمونها ‪ v‬ن و ما يقدمونه من‬
‫ذبائح و قراب‪... j‬‬
‫و ا]يمان با‪ X‬مغروس حتى في نفوس ا‪F‬طفال ‪.‬‬

‫فإن حدثت الطفل عن ا‪ ? ، v‬يقول لك من هو ‪.‬و إن قلت له " ? تفعل هذا ا‪L‬مر ‪ ،‬لكي ? يغضب‬
‫ا‪ v‬عليك " ‪ ? ،‬يجادلك في هذا ‪ ...‬إنه بفطرته يؤمن بوجود ا‪ ، v‬و ? يهتز هذا ا‪x‬يمان في‬
‫قلبك أو في فكره ‪ ،‬إ? بشكوك تأتي إليه من الخارج ‪ :‬إما كمحاربات من الشيطان أو من أفكار‬
‫الناس ‪ .‬و ذلك حينما يكبر و يدخل في سن الشك ‪.‬‬
‫علي أن ا]لحاد له أسباب كثيرة ليست كلها دينية ‪.‬‬

‫ففي الب‪l‬د الشيوعية ‪ ،‬كان سبب ا‪x‬لحاد هو التربية السياسية الخاطئة ‪ ،‬مع الضغط من‬
‫جانب الحكومة ‪ ،‬و الخوف من جانب الشعب ‪ .‬فلما زال عامل الخوف بزوال الضغط السياسي‬
‫دخل في ا‪x‬يمان عشرات ا‪lX‬ي‪ j‬في روسيا و رومانيا و بولندا و غيرها ز أو أنهم أعلنوا‬
‫إيمانهم الذي ما كانوا يصرحون به خوفا ً من بطش حكوماتهم ‪.‬‬
‫نوع من ا]لحاد هو ا]لحاد ا‪j‬اركسي ‪ .‬و قد وضعه بعض الكتاب بأنه كان رفضا ً ‪ ، X‬و ليس إنكارا ً‬
‫لوجود ا‪. X‬‬

‫نتيجة ‪X‬شاكل إقتصادية ‪ ،‬و سبب الفقر الذي كان يرزح تحته كثيرون بينما يعيش ا‪L‬غنياء‬
‫في حياة الرفاهية و البذخ ‪ ،‬لذلك إعتقد هؤ?ء ا‪X‬لحدون أن ا‪ v‬يعيش في برج عاجي ? يهتم‬
‫با‪u‬م الفقراء من الطبقة الكادحة !! فرفضوه و نادوا بأن الدين هو أفيون للشعوب يخدرهم‬
‫حتي ? يشعروا بتعاسة حياتهم ‪...‬‬
‫نوع آخر من ا]لحاد هو إلحاد الوجودي‪ â‬الذين يريدون أن يتمتعوا بشهواتهم الخاطئة التي‬
‫يمنعهم ا‪ X‬عنها ‪.‬‬

‫و هكذا لسان حالهم يقول " من الخير أن يكون ا‪ v‬غير موجود ‪ ،‬لكي نوجد نحن " أي لكي‬
‫نشعر بوجودنا في حقيق شهواتنا ‪ ..‬و هكذا سخروا من الص‪l‬ة الربانية بقولهم " أبانا الذي‬
‫في السموات " ‪ .‬نعم ليبقي هو في السموات ‪ ،‬و يترك لنا ا‪L‬رض ‪...‬‬
‫إذن ليس هو اعتقادا ً مبنيا ً علي أسس سليمة ‪.‬‬

‫إنما هو سعي وراء شهوات يريدون تحقيقها ‪...‬‬


‫قصة ‪:‬‬

‫أخيرا ً أحب أن أقول لك قصة أختم بها هذا الحديث ‪.‬‬


‫إجتمع مؤمن و ملحد ‪ .‬فقال ا‪X‬لحد للمؤمن ‪ :‬ماذا يكون شعورك لو اكتشفت بعد ا‪X‬وت أنه ?‬
‫يوجد فردوس و نار ‪ ،‬و ثواب و عقاب ‪ ،‬بينما قد أتعبت نفسك عبثا ً في صوم و ص‪l‬ة و ضبط‬
‫نفس‬
‫فأجاب ا‪X‬ؤمن ‪ :‬أنا سوف ? أخسر شيئا ً ‪L ،‬ني أجد لذة في الحياة الروحية ‪ .‬و لكن ماذا يكون‬
‫شعورك إن أكتشفت بعد ا‪X‬وت أنه يوجد ثواب و عقاب و فردوس و نار ‪..‬؟‬
‫أما أنت أيها ا?بن العزيز ‪ ،‬فلتثبت الرب إيمانك ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫من أين أتت الوثنية‬
‫ســؤال‬
‫من أين أتت الوثنية علي الرغم من أن ا‪x‬نسان كان في ا‪L‬صل يعرف ا‪ v‬؟ و كيف تطورت‬
‫الوثنية و تشكلت ؟‬
‫الجـواب‬
‫كان ا‪x‬نسان منذ خلقه يعرف ا‪ . v‬و لكن بعدما تفرقت الشعوب في ا‪L‬رض ‪ ،‬بعد برج بابل و‬
‫تبلبلت ا‪L‬لسنة ‪ ،‬بمضي الوقت نسوا ا‪ ، v‬أو بعدوا عنه ببعدهم عن التقليد السليم ‪.‬‬
‫و ‪j‬ا كان ا‪ X‬غير منظور لهم ‪ ،‬بدأوا يتخيلونه في قوي أخرى منظورة ‪.‬‬

‫إما في قوي هي مصدر الخير لهم ‪ ،‬مثل الشمس مصدر النور و الحرارة ‪ ،‬في علوها و جمالها‬
‫و إشراقها ‪ ...‬أو مثل النهر ‪ ،‬الذي يعطيهم ا‪X‬اء مصدر الحياة أو الري ل‪ú‬نسان و الحيوان و‬
‫النبات ‪ ...‬أو صاروا يعبدون ملوكهم ‪ ،‬مظهر القوة و العظمة و السيطرة و ا‪x‬رادة أمامهم ‪،‬‬
‫الذين كانوا يستطيعون أن يحكموا عليهم با‪X‬وت ‪ ،‬أو يبقوهم في الحياة ‪ ،‬أو يمنحوهم من‬
‫خيرات الدولة و مناصبها ‪ .‬و صاروا أيضا ً يعبدون كائنات يخافونها ‪ ،‬و يقدمون لها القراب‪j‬‬
‫استرضاء لها حتى ? تؤذيهم ‪ ،‬مثل النار ‪ ،‬أو الحية ‪ ،‬أو بعض الوحوش ‪ ،‬أو ا‪L‬رواح ‪ ،‬و ما‬
‫إلي ذلك ‪...‬‬
‫و بعضهم كان يتخيل لكل معني هام إلها ً ‪...‬‬

‫فمث‪ ًl‬هناك إله للجمال ‪ ،‬و إله للخصب ‪ ...‬و يعطون لكل من هذه ا‪u‬لهة إسما ً ‪ ،‬و يحيكون حوله‬
‫أسطورة يتداولها الناس ‪،‬و تصبح جزءا ً من عقيدتهم يسلمها جيل إلي جيل ‪...‬‬
‫و لكي يثبت ا‪F‬مر في حسهم ‪ ،‬يتخيلون لهذا ا]له صورة ‪ ،‬و ينحتون له تمثا‪. ًh‬‬

‫ثم يقيمون له شعائر للعبادة ن تتفق مع ا‪L‬سطورة الخاصة به ‪ .‬أما ما يختص بهذه الشعائر‬
‫من مذابح و ذبائح ‪ ،‬و من ص‪l‬ة و سجود ‪ ،‬و من بخور و تسبيح و ترتيل ‪ ،‬فكلها أمور‬
‫تعلموها في جوهرها من فترة ما قبل التشتت و التفرق ‪ ،‬مما كان يقدم ل‪ú‬له الحقيقي وحده‬
‫من عبادة قبل الطوفان و بعده ‪...‬‬
‫و هم في الواقع لم يعبدوا التماثيل كأحجار ‪ ،‬و إنما ‪F‬نها تمثل اَلهة ‪...‬‬

‫و هذه ا‪u‬لهة الوثنية ‪ ،‬ما كانوا فيها يعبدون الحيوان أو ا‪x‬نسان كحيوان أو إنسان ‪ ،‬و لكي‬
‫‪L‬نه مثال ل‪ú‬له الذي في ذهنهم بما حوله من أساطير ‪...‬‬
‫‪ .‬و تمثال ا]له الذي تقدم له العبادة يسمي وثنا ً‬

‫فليس كل تمثال من تماثيل القدماء كان وثنا ً ‪ .‬إنما الوثن هو التمثال الذي كان يعبد ‪ .‬و بعض‬
‫هذه ا‪L‬وثان كانت ضخمة تقام في ا‪X‬عابد ‪ .‬بينما بعضها كان صغيرا ً يحتفظ به الناس في‬
‫بيوتهم ‪ ،‬و يأخذونها معهم في أسفارهم ‪ .‬و ا‪u‬لهة ) بوتو ( أي الحية كان يضعها الفراعنة في‬
‫تيجانهم ن كجزء من التاج ‪...‬‬
‫و في تلك ا‪F‬ساطير تخيلوا آلهتهم ‪ ،‬و لهم قصص عائلية كما للبشر ‪.‬‬
‫فمث‪ ًl‬ا‪x‬له أوزوريس تزوج ا‪x‬لهة إيزيس ‪،‬و أنجب منها إبنهما ا‪x‬له حورس ‪ .‬و تخيلوا أيضا ً‬
‫قصص صراعات و حروب تدور ب‪ j‬هذه ا‪u‬لهة ‪ .‬و البعض منهم يموت ‪ ،‬ثم يوجد من ينتقم له ‪.‬‬
‫و هذه ا‪u‬لهة يوجد منها إله خير و آخر شرير ‪ ...‬لقد اسبغوا علي آلهتهم صورا ً من الحياة‬
‫البشرية التي يحيونها أو يرونها ‪...‬‬
‫و قصص ا‪í‬لهة كانت تعبر أحيانا ً من بلد إلي آخر ‪ ،‬و تأخذ أسماء أخري ‪.‬‬

‫و هذه الحركة في التاريخ يسمونها ‪ . Cencretism‬فمث‪ ًl‬قصة ا‪x‬له أوزوريس تعبر من مصر‬
‫إلي ب‪l‬د اليونان ‪ ،‬ليأخذ هذا ا‪x‬له إسم ديونسيوس ‪ ،‬في قصة شبيهة ‪ .‬و هذا ا‪L‬مر له قصص‬
‫تكاد تتشابه ب‪ j‬اَلهة الهند و الص‪ j‬و ب‪l‬د الشرق ا‪L‬قصى ‪...‬‬
‫إننا نؤمن بإله واحد ن له كل صفات ا‪j‬ثالية ‪.‬‬
‫أما العالم الوثني فتصور لكل صفة إلهية إلها ً ‪.‬‬

‫و هكذا عندهم تعدد ا‪u‬لهة ‪ ،‬بحيث يمثل كل إله صفة من صفات ا‪x‬لوهية ‪ ،‬أو عم‪ ًl‬من أعمالها‬
‫‪ ..‬و في التاريخ ا‪X‬صري القديم ن حاول اخناتون أن ينشر عقيدة التوحيد ‪ ،‬داخل نطاق عبادة‬
‫الشمس ‪ ،‬و لكنه لم ينجح طوي‪ ، ًl‬و عاد ا‪u‬لهة يسيطر علي معتقدات الناس ‪.‬‬
‫و طبعا ً هناك فرق كبير ب‪ â‬الوثنية و ا]لحاد ‪.‬‬

‫فا‪x‬لحاد معناه عدم ا‪x‬يمان بوجود إله علي ا‪x‬ط‪l‬ق ‪ ،‬كما يقول الوحي ا‪x‬لهي في سفر‬
‫ا‪X‬زامير " قال الجاهل في قلبه ليس إله " ) مز ‪ . ( 1 : 14‬أما الوثنيون فكانوا يؤمنون بفكرة‬
‫ا‪L‬لوهية ز و يعبدون إلها ً ‪ ،‬أو عددا ً من ا‪u‬لهة ‪ ،‬أو أسرة إلهية ‪ ،‬أو عددا ً من ا‪u‬لهة لهم كبير ‪.‬‬
‫كما نقول إن زيوس هو كبير آلهة اليونان ‪ ،‬و جوبتر هو كبير آلهة الرومان ‪ ،‬و رع هو كبير‬
‫آلهة ا‪X‬صري‪... j‬‬
‫و الوثنية كانت تنتشر بالخلطة و بالتزاوج ‪.‬‬

‫و لذلك كان ا‪ v‬في العهد القديم يمنع الخلطة با‪L‬مم و التزاوج معهم ‪ ،‬حتى ? يعبد الشعب‬
‫آلهتهم ‪ .‬و لعل من أخطر ا‪L‬مثلة في التاريخ لسوء ا?خت‪l‬ط با‪L‬ممي‪ ، j‬هو تزوج سليمان‬
‫الحكيم بزوجات مواَبيات و عمونيات و صيدونيات ‪ 1 ) ..‬مل ‪ . ( 2 ، 1 : 11‬و هكذا " بني‬
‫سليمان مرتفعة لكموش رجس ا‪X‬واَبي‪ j‬علي الجبل الذي تجاه أورشليم ‪ ،‬و ‪X‬ولك رجس بني‬
‫عمون ‪ .‬و هكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن و يذبحن ‪u‬لهتهن " ) ‪ 1‬مل ‪: 11‬‬
‫‪.(8،7‬‬
‫لكل ذلك أرسل ا‪ X‬ا‪F‬نبياء ‪ ،‬ليثبتوا الشعب في عبادة ا]له الحقيقي ‪.‬‬

‫و زود هؤ?ء ا‪L‬نبياء بالوحي ‪ ،‬و با‪X‬عجزات ‪ .‬و كان سفر الشريعة يقرأ علي الناس في‬
‫ا‪X‬جامع كل سبت ‪ .‬كما كانت ا‪L‬عياد و ا‪X‬راسم و الذبائح تذكرهم ايضا ً بعبادة الرب حتى ?‬
‫يضلوا ‪...‬‬
‫و مع كل ذلك نسمع عن وجود وثنية في أيام ا‪í‬باء و ا‪F‬نبياء ‪.‬‬

‫و مع كل ذلك نسمع أن راحيل زوجة أبي ا‪u‬باء يعقوب‪ ،‬و ابنة أخي رفقة التي تزوجها أبونا‬
‫اسحق بن ابراهيم ‪ ،‬علي الرغم من أنها من أسرة متدينة ن قيل عنها في مفارقتها ‪L‬بيها ?بان‬
‫" فسرقت راحيل أصنام أبيها " ) تك ‪ .. ( 19 : 31‬و ‪X‬ا زحف ?بان وراءهم ‪ ،‬كان مما قاله‬
‫ليعقوب " ‪X‬اذا سرقت آلهتي ؟!" ) تك ‪ . ( 30 : 31‬و نسمع أن بني إسرائيل ‪X‬ا تأخر عليهم‬
‫موسي النبي علي الجبل مع ا‪ v‬ن اجتمعوا علي هرون و قالوا لهقم اصنع لنا آلهة تسير "‬
‫‪ ) .‬أمامنا " ) خر ‪ 32‬ك ‪1‬‬

‫و نزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهم ‪ ،‬و صنعوا عج‪ ًl‬مسبوكا ً ‪ ،‬و بنوا له مذبحا ً ‪،‬‬
‫و أصعدوا محرقات و ذبائح س‪l‬مة ‪ .‬و قالوا " هذه اَلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض‬
‫مصر " ‪ ) .‬خر ‪ ... ( 6 – 3 : 32‬فماذا تقول في ذلك ‪ ،‬بعد كل ا‪X‬عجزات التي حدثت أمامهم و‬
‫فعلها الرب علي يد موسي النبي ‪.‬‬
‫أهو جهل ؟ أم تأثير ا‪F‬مم الوثنية ؟ أم حروب الشيطان و ض‪hx‬ته ؟ أم كل ذلك معا ً ؟‪..‬‬

‫و ? ننسي أن الروح القدس لم يكن يعمل في قلوب الناس كما في أيامنا ‪ ..‬كذلك ? ننسي‬
‫أيضا ً في تاريخ الوثنية أمرا ً آخر يضاف إلي أساطيرها ا‪X‬توارثة هو ‪:‬‬
‫تأثير الفلسفة الوثنية و أفكارها علي الناس ‪.‬‬

‫و هؤ?ء الف‪l‬سفة كان تأثيرهم علي العالم الوثني ‪ ? ،‬يقل عن تأثير ا‪L‬نبياء علي شعب ا‪ . v‬و‬
‫كانوا هم الذين يشكلون عقائد الشعب ‪ .‬يضاف إلي هذا تأثير كهنة الوثنية و معلميها ‪ ،‬و‬
‫تأثير ا‪L‬سرة علي أبنائها ‪.‬‬
‫و أمر له خطورته في تاريخ الوثنية ‪ ،‬هو سلطة ا‪X‬لوك الوثني‪. j‬‬
‫و صدق ما قيل في ا‪X‬ثل الشائع عن تلك العصور " الناس علي دين ملوكهم " ‪ .‬و قد شرحنا‬
‫مث‪ ًl‬كيف أن اخناتون نشر ديانة جديدة استمرت في أيامه ‪ .‬و سجل الكتاب كيف كان‬
‫داريوس ملك فارس يصدر أوامره في ما يعبده الشعب ‪ ،‬حتى أن دانيال ‪X‬ا لم يشترك في تلك‬
‫العبادة ألقي في جب ا‪L‬سود )دا‪ . (6‬و تاريخ ا‪x‬ستشهاد معروف كيف أن ديوقلديانوس مث‪ًl‬‬
‫كان يقتل ا‪X‬سيحي‪ j‬في وحشية إذا لم يعبدوا آلهته ‪ .‬و من قبله نيرون في عصر الرسل و‬
‫خلفائه طوال حوالي ث‪l‬ثة قرون ‪...‬‬
‫‪3‬‬
‫الثالوث ا‪X‬سيحي و ما يدعي بالثالوث الوثني‬
‫ســؤال‬
‫هل هناك تشابه ب‪ j‬الثالوث ا‪X‬سيحي و ) الثالوث ( الوثني ؟ وإ? فما هو الفرق بينهما ؟‬
‫وهل من أسباب انتشار ا‪X‬سيحية في مصر ‪ ،‬التشابه ب‪ j‬عقيدة الثالوث فيها ‪ ،‬وعقيدة )‬
‫الثالوث ( فى قصة أوزوريس وإيزيس وحورس ؟‬
‫الجـواب‬
‫لو كان سبب انتشار ا‪X‬سيحية بسرعة في مصر ‪ ،‬هو التشابه ب‪ j‬عقائدها والعقائد ا‪X‬صرية‬
‫الفرعونية ‪....‬‬
‫فما سبب انتشار ا‪j‬سيحية في باقي ب‪x‬د العالم ؟ هل هو تشابه أيضا ً في العقائد ؟! وإن كان هناك‬
‫تشابه ‪ ،‬فلماذا اضطهدت الوثنية ا‪j‬سيحية ؟‬

‫و‪X‬اذا قتل الوثنيون القديس مارمرقس الرسول كاروز الديار ا‪X‬صرية ؟! و ‪X‬اذا حدث صراع‬
‫عنيف ب‪ j‬الوثنية و ا‪X‬سيحية علي مدي أربعة قرون ‪ ،‬أنتهي بانقراض الوثنية ‪ ،‬فتركها‬
‫عابدوها ‪ ،‬و تحطمت ا‪L‬وثان ‪ ? !..‬شك أن ا‪X‬سيحية كشفت ما في الوثنية من زيف و خطأ ‪ ،‬و‬
‫ليس ما بينها من تشابه ! و إ? فما الداعي لدين جديد يحل محل الوثنية ؟و من جهة عقيدة‬
‫الثالوث ‪ ،‬فالواضح أن الوثنية ? تؤمن بها ‪.‬‬
‫الوثنية تؤمن بتعدد ا‪í‬لهة في نطاق واسع ‪ ،‬و ليس بثالوث ‪.‬‬

You might also like