Professional Documents
Culture Documents
الإبداع والإبتكار وتسيير المعارف
الإبداع والإبتكار وتسيير المعارف
إن تسييرـ المعارف من أهم الموارد والمقارباتـ البالغة األهمية في هذا العصر ،ومن هذا المنظورـ على
المؤسساتـ إدراك أهميتها وكل الممارسات المتعلقة بها ،من أجل التحكم في تسييرهاـ وتحقيق التميز في
أدائها ،ويتناولـ هذا المبحث ماهية تسيير المعارف ،عملياتها ،استراتيجياتها،ـ نماذجها ،ومشكالت
تطبيقها.
لمفهوم تسيير المعارفـ عدة مداخل مما أدى إلى تعدد وتنوع التعاريف المقدمة له حيث يعرف
Finneranتسيير المعارف على أنه "نظام وثيق يساعد على نشر المعرفة سواء على المستوى الفردي
أو الجماعي
من خالل المؤسسة بهدف رفع مستوىـ إدارة العمل ،وهو يتطلع إلى الحصول على المعلومات المناسبة
في السياق الصحيح في الوقت المناسب للعمل المقصود" ،وعليه يعمل تسيير المعارفـ على التجميع
المنظم
للمعلومات من مصادر داخل المؤسسة وخارجها ،وتحليلها ،وتفسيرها ،واستنتاج مؤشراتـ تستخدم في
اتخاذ القرار وتوجيه نشاطات المؤسسة مما يؤدي إلى تحسين أدائها .كما ينظر عادة لتسيير المعارف
كعملية يمكن تعريفها على "أنها تسييرـ واضح ومنهجي للمعارف والعمليات الحيوية المرتبطة به من
خلق ،جمع ،تنظیم ،نشر ،استخدام واستغالل ،هذا ما يتطلبه تحويل المعرفة الشخصية إلى معرفة
تعاونية محوكمة والتي يمكن أن تكون مشتركة على نطاق واسع في جميع
أنحاء المؤسسة ويمكن تطبيقها بشكل مناسب"؛ 2وبالتاليـ فهدف تسيير المعارف هو تسيير المعارف
والمهاراتـ والكفاءات واالتصاالت وتعظيم أداء المؤسسة ،والذي سوفـ يتحقق من خالل انشاء وتبادل
المعرفة ،وكذا االستفادة من الرأسمال الفكري الذي يتجسد في تنظيم وتحويلـ هذه المعارفـ إلى ميزة
تنافسية مستدامة من خالل تحسين أداء األعمال .إن تسيير المعارفـ من منظور تسييرـ الموارد
البشرية ،هو أكثر من مجرد إدارة نظم المعلومات واألفراد ،وإ نما هو تسيير فعال يسهل عملية اكتساب
المعرفة من قبل األفراد ويشجعهم على تطبيق معارفهمـ لصالح المؤسسة بحيث يتم تحقيق التميز في
األداء5.
1
3
نعيم إبراهيم الظاهر ،إدارة المعرفة ،عالم الكتب الحديث ،جدارا للكتاب العالمي ،األردن،2009 ،
ص
78.
وعليه فإن تسيير المعارف هو "عملية نظامية تكاملية تستهدفـ تنسيق فعاليات المؤسسة بقصد تحقيق
أهدافها ،كما تعد منهجا لالرتقاء باألداء المؤسسيـ باعتماد الخبرة والمعرفة ،وهنا يظهر البعد التطبيقي
لتسييرـ المعارف الذي يشير إلى توفيرـ األساليب والممارسات والوسائل المناسبة لتوليد المعرفة وتداولهاـ
ويظهرـ هذا البعد متجسدا في المركز التنافسي للمؤسسة" ،فتسيير المعارف هو الجهد المنظمـ الواعي
الموجه من قبل مؤسسة ما ،من أجل اكتساب ،جمع ،تولید ،خزن ،نشر وتطبيق كافة أنواع المعرفة
ذات العالقة بنشاطـ تلك المؤسسة ،وجعلها جاهزة للتداول ،اإلستعمال والمشاركة بين أفرادهاـ وهياكلهاـ
وأنظمتها
بما يرفع مستوى كفاءة اتخاذ القرارات ويحسن األداء التنظيميـ والتنافسي للمؤسسة
بعد تسييرـ المعارف فرصة كبيرة للمؤسسات لتخفيض التكاليف ورفع موجوداتها الداخلية لتوليد
اإليرادات الجديدة؛
• يعد عملية نظامية تكاملية لتنسيقـ أنشطة المؤسسة المختلفة في اتجاه تحقيق أهدافها؛
• يعزز قدرة المؤسسة لالحتفاظ باألداء المؤسسي المعتمد على الخبرة والمعرفة وتحسينه؛
يتيح تسيير المعارفـ للمؤسسة تحديد المعرفة المطلوبة وتوثيق المتوافر منها وتطويرها والمشاركة
أداة بعد لتشجيع القدرات اإلبداعية للموارد البشرية لخلق معرفة جيدة والكشف المسبق عن العالقات
غير المعرفة والفجوات في توقعاتهم؛
يسهم في تحفيز المؤسسات لتجديد ذاتها ومواجهة التغيرات البيئية غير المستقرة؛
يوفرـ الفرصة للحصول على الميزة التنافسية الدائمة للمؤسساتـ عبر مساهمتها في تمكين المؤسسة
• يدعم الجهود لالستفادة من جميع الموجودات المادية والالمادية بتوفير إطار عمل لتعزيزـ المعرفة
التنظيمية؛
1
ا بسمان فيصل محجوب ،عمليات إدارة المعرفة :مدخل للتحول إلى جامعة رقمية ،المؤتمر العلمي
الدولي السنوي الرابع "إدارة المعرفة في العالم العربي" ،جامعة الزيتونة األردنية – كلية االقتصادـ
والعلومـ اإلدارية ،األردن 28-26 ،نيسان (أبريل) ،2004ص ص .8 -3
محمد عواد الزيادات ،اتجاهات معاصرة في إدارة المعرفة ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان،
،2008
ص
60.
باإلضافة إلى أنه :يساعد في نشر المعلومات والمعرفة بين جميع المواردـ البشرية في المؤسسة مما
يؤديـ إلى زيادة تمكين العاملين ورفع مستوى األداء وتحقيق كفاءة وفاعلية اإلنجازـ المستهدف؛
• مصدر إستراتيجي يدعم المؤسسة في تحقيق أهدافها على المدى البعيد والمتوسط والقريب؛
يزيد من القدرة التنافسية للمؤسسة ويجعلها سالحا تنافسيا فعاال إزاء المنافسين؛
زيادة مشاركة العاملين نظرا لسهولة الوصولـ إلى كافة المعلومات المتعلقة بالمؤسسة وأهدافها
وسياساتها.
• التعاون :وهو المستوى الذي يستطيع فيه األفراد ضمن الفريق مساعدة بعضهم البعض في مجال
عملهم؛
• الثقة :أي الحفاظ على مستوىـ مميز ومتبادل من اإليمان بقدرات البعض على مستوى النوايا
والسلوكـ والثقة يمكن أن تسهل عملية التبادل المفتوح ،الحقيقي والمؤثرـ للمعرفة؛ التعلم :أي عملية
اكتساب المعرفة الجديدة من قبل األفرادـ القادرين والمستعدين الستخدام تلك المعرفة في اتخاذ القرارات
أو بالتأثيرـ على اآلخرين ،والتركيزـ على التعلم يساعد المؤسسات على تطوير األفراد بما يؤهلهمـ للعب
دور أكثر فاعلية في عملية انشاء المعرفة؛ المركزية :تشير إلى تركيزـ صالحيات اتخاذ القرار والرقابة
بيد الهيئة التنظيمية العليا للمؤسسة،
وإ ن خلق المعرفة يحتاج إلى المركزية عالية؛ الرسمية :أي المدى الذي تتحكم به القواعد الرسمية،
السياسات واإلجراءات القياسية بعملية اتخاذ القرارات وعالقات العمل ضمن إطار المؤسسة ،وخلق
المعرفة يحتاج إلى مستوىـ عالي من المرونة في تطبيق اإلجراءات والسياسات مع تقليل التركيز على
قواعد العمل؛ الخبرة الواسعة والعميقة :وتعني أن تكون خبرة األفراد العاملين في المؤسسة واسعة
ومتنوعة
وعميقة ومتخصصة؛
• تسهيالت ودعم نظام تكنولوجياـ المعلومات :أي مستوى التسهيالت التي يمكن أن توفرها تكنولوجيا
المعلومات لدعم تسييرـ المعارف ،وهي بذلك تشكل عنصر حاسم في عملية انشاء
المعرفة؛
1
2
خضیرـ کاظم حمود ،مؤسسة المعرفة ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،2010 ،ص .58
وهذا يعني أن المؤسسة مجبرة على كشف والتقاط المعرفة التي يمتلكها العاملين واستغاللهاـ والمشاركة
في استخدامها لتحقيق التميز في األداء وزيادة حصتها السوقية.
يتم توظيف المعرفة الصريحة والضمنية من قبل المؤسسة من خالل تبني عدة إستراتيجيات منها:
إستراتيجية الترميز ،إستراتيجية الشخصنة ،وإ ستراتيجية جانبي الطلب والعرض.
تعتمد هذه اإلستراتيجية على المعرفة الصريحة بوصفها معرفة قياسية ،رسمية قابلة للوصف ،التحديد،
القياس ،النقل والتقاسم ويمكن تحويلهاـ بسهولة إلى قواعد بيانات وقواعدـ للمعرفة القياسية ،ويمكن من
خالل شبكة المؤسسة تعميمها على جميع العاملين من أجل اإلطالع عليها واستيعابهاـ وتوظيفهاـ في
أعمال المؤسسة المختلفة؛ فهذه اإلستراتيجية والتي تسمى أيضا بنموذج مستودع المعرفة تعمل على
تجميع المعرفة الداخلية والخارجية في نظام توثيقـ المعلومات أو مستودع المؤسسة وجعله متاحا
للعاملين في عملية تبادل المعرفة بخطوتين :نقل المعرفة من الفرد إلى المستودع ،وفيماـ بعد من
المستودعـ إلى الفرد ،وبالتالي فإن هذه اإلستراتيجية هي بمثابة األسلوب الذي يحقق اقتصاديات الحجم
في المعرفة ألن المعرفة المرمزة يعاد استخدامهاـ المرة تلو المرة بما يحسن من مستوى المعرفة في
كل مرة تستخدمـ فيها2.
2نجم عبود نجم ،إدارة المعرفة (المفاهيم واإلستراتيجياتـ والعمليات) ،مرجع سابق ،ص ص ،162
.163
تركز هذه اإلستراتيجية على المعرفة الضمنية وهي معرفة غير قابلة للترميز القياسي ،فهي غير
رسمية ألنها تكون حوارية تفاعلية في عالقات األفراد وجها لوجه ،وغير قابلة للوصفـ والنقل والتعليم
والتدريبـ وإ نما قابلة للتعلم بالمالحظة المباشرة والتشارك في العمل والفريق والخبرة ،فهذه
اإلستراتيجية والتي تسمى أيضا بنموذج شبكة المعرفة ال تحاول أن ترمز أو تستخرج المعرفة من
األفرادـ بل الفرد الذي يمتلك
جاء Mc Elriyبمفهوم إستراتيجية جانبي العرض والطلب حيث تميل األولى إلى التركيز فقط على
توزيعـ ونشر المعرفة الحالية للمؤسسة وتبعا لذلك فهي تركزـ على آليات المشاركة في المعرفة
ونشرها؛ـ أما إستراتيجية جانب الطلب فتركز على تلبية حاجة المؤسسة إلى معرفة جديدة ،وتتجه نحو
التعلم واإلبداعـ أي التركيز على آليات توليد المعرفة2 .
2
145
قد يعمل منفذو نظام تسيير المعارف في عزلة عن اإلدارة العليا للمؤسسة وهذا يؤديـ إلى بناء وتطويرـ
قدرات وإ مكانات تتالءم مع معتقداتهم الشخصية وقناعاتهم باألنشطة والممارساتـ التشغيلية والوظيفية
األفضل ،وليس تلك التي تفضلها المؤسسة وهذا بدوره قد ينشئ قدرات لن تستخدم بصورتهاـ الكاملة
والتي تؤول إلى ممارسات معينة ال تكون هي المفضلة وفقا لنظام المعرفة الذي جرى بناؤه ،وهنا
تبرز ضرورة وأهمية التنسيقـ مع اإلدارة العليا في بناء وتطوير نظام تسييرـ المعارف للمؤسسة؛
• قد يجري ترويج نظام تسيير المعارف بصورة غير واقعية وبقدرات وإ مكانات غير واقعية وهذا قد
ينعكس في صورة فشل وإ حباطاتـ متكررة وعمليات تصفية أو حذف لبعض خطوطـ المنتجات أو
بعض المنتجات؛
في كثير من األحيان فإنه ال يجري التركيز على الفرص السوقية وعلى حاجات األعمال ،وإ نما التركيز
على تقديم تسيير المعارفـ على أنه يمتلك قدرات وإ مكانات عامة تكشفـ قيمة تنافسية غير واضحة
وغير محددة ،وهذا التركيز يؤدي إلى تحقيق ميزة تنافسية محدودة أقل من المتوقع.
إن الكثير من جهود تسييرـ المعارف تخفق وتفشل بعد تقديمها بسبب عدم تخصيص الموارد
البشرية والمادية الكافية لنجاحها؛ إن تطبيقـ مدخل تسيير المعارف يتطلب فهما كامال وكافياـ لألمد
الطويل قبل جهود التطبيقـ وعدم مراعاة هذا األمر ينعكس سلبيا في النتائج الجوهرية للمؤسسة.
2
يرى كل من Bogner & Bansalأن األداء التنظيمي المستدام يرتبطـ بتطويرـ القدرات من خالل
برنامج تسييرـ فعال الذي من شأنه خلق أثر فعال باستعمال المعارف الموجودة والمطورة داخليا كمدخل
لبناء المعرفة الجديدة التي تؤدي إلى اختراعات أو ابتكارات ،حيث يؤكدـ العديد من الباحثين على
مفهوم المؤسسات التي تبني كفاءاتها على معارفها الخاصة وليس على المعرفة المكتسبة من الخارج،
وبالتاليـ يمكن توليد المعرفة أو نشرها عندما يتم تسييرها من خالل قدراتهاـ المعقدة ،وأول هذه القدرات
هو توليد معرفة جديدة والتقاط سلسلة مستمرة من أنشطة التعلم التي تكون فيها المعرفة الجديدة مطورة
على أساس كل حدث تعلم الذي يمثل مدخالت نادرة للتعلم المستقبلي؛ كما يرى Nonakaأن تسيير
المعارفـ يتوضح من خالل نشر المعرفة واستغاللها وتحويلها إلى معرفة جديدة ،بما يمكن المؤسسة
من الحصولـ على
عادات لتحويل ودمج وخلق قيمة للموارد في العمليات الروتينية ،وعليه فإن بناء مؤسسة إبداعية
ومتعلمة يتطلب تسييرـ المعارف كشرط مسبق لتحقيق تميز األداء واألعمال2.
وبالتاليـ يعد تسيير وتوليد المعارف من أهم المقاربات التسييرية للرأسمال البشريـ مما يساعد على
تحسين القابليات اإلبداعية لدى األفراد مع توفير موارد أخرى يسمح بوجودـ تدفقات جديدة لإلبداع في
المؤسسة
والتي تظهر في شكل مخرجات (منتوجات ،عمليات ،أنظمة ،حلول ،وبراءات اختراع...إلخ) ،والتي
يستفيد منها المستهلك النهائي ،األسواق ،المؤسسات اإلقتصادية ،مراكز البحث العلمي
والجامعات...إلخ .ويمكن توضیح تأثيرـ تسيير وتوليد المعارف على اإلبداع في المؤسسة من خالل
الشكل التالي.
كما أن عمليات تسيير المعارفـ تظهر كأساس يسمح بتطوير عمليات التعلم الفردي والجماعي
والتنظيمي من خالل حدوث التفاعل بين األفراد الذي تتمثل نتائجه في اكتساب مهارات ونماذج عقلية
مشتركة ،هذا التعلم يسمح بتحسين األداء التنظيميـ ويساعد في عمليات التصميم ،االبتكار ،المراجعة
والتعديل وغيرها ،وتحقيق أعلى مراتب األداء والمتمثلة في التميز واإلبداع ،وبالتاليـ يمكن القول أن
عمليات تسيير المعارفـ والتعلم تحقق نفس الغرض من حيث تحقيق أعلى درجات النضج والتقدم
والمتمثلة في اإلبداع والتميز .ويمكن توضيح التأثير اإلجمالي لتسيير المعارفـ على عمليات التعلم،
التميز واإلبداع من خالل الشكل
التالي.
إن تحول االقتصاد إلى االقتصاد المبني على المعرفة الجديدة ،ولد الحاجة إلى اإلبداع لترجمة
المعرفة إلى سلع وخدمات وعمليات جديدة أو مطورة تحققها المنظمة للوصول إلى الميزة التنافسية:
يجب على المنظمة أن تتمتع بمعرفة إدارة اإلبداع ،وبدون ذلك تدمر قدراتها الحقيقية ،إذ يجب
التركيزـ على نشاط البحث والتطويرـ لتحقيق النجاح والوصولـ إلى اإلبداع .فمن خالله يمكن
للمنظمة أن توظفـ الخزين المعرفي في منتجات وخدمات جديدة .إلى جانب اعتباره استثمار
مستقبلي ومصدر للتقنية ويبتكرـ القدرات على استيعاب واستثمار المعرفة الجديدة.
إدارة اإلبداع يتطلب تحليال دقيقا لألنواع المختلفة من المعرفة التي تدخل في إبداع المنتج،
الخدمة ،وتحديدـ احتياجات السوق ثم تقديم اإلبداعات التي تلبي هذه االحتياجات.
إنتاجية صناع المعرفة باالعتماد على اإلستراتيجيون المعرفيون لمخيلتهمـ في توليد حلول للمشاكل
ومعرفة متباينة .مما يسمح بتبادل ونشرـ وخلق معارف جديدة والوصول إلى اإلبداع.
التدريب والتعلم المستمر لألفراد ،فالمجتمع والمنظمة المبدعة يعشقان المعرفة ويوظفان الحواس
للتعلم مما يحفزهم على توظيفـ المعارف في اإلبداع واكتساب معارف جديدة.
تبني هياكل تصلح لمنظمات عصر المعلومات والمعرفة والمعبرـ عنها بشبكة خاليا مرنة ومتصلة
اعتماد تكنولوجيا المعلومات في نشر المعرفة والخبرة بين صفوف العاملين ،فالمعرفة إذا تولدت
التركيزـ على جانب الطلب على المعرفة الجديدة لسد حاجاتها ،ألن التركيزـ على العرض من
المعرفة يجعل المنظمة تركز على توزيع ونشر المعرفة المتوافرة مما يضعفـ التعلم واإلبداع،
توجد العديد من األساليب التي يمكن االعتماد عليها من قبل المنظمات لتنمية األفكارـ اإلبداعية
نوضحهاـ في:
العصف الذهني :وهو أسلوب يعتمد على نوع من التفكير الجامعي والمناقشة بين مجموعات صغيرة
بهدف إثارة األفكارـ اإلبداعية وتنوعها ،ويجب أن تتضمن جلسة العصف الذهني من 6إلى 12عضوا
.وتتمـ في مرحلتين الجلسة األولى للحصول على أكبر قدر ممكن من األفكارـ والجلسة الثانية لتقييم
األفكارـ
-
-
―
―
( )5سامي محمد هشام ،اإلدارة باألفكار ،دار الراية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،ط،2008 ،1
ص .96
التفكير بالمقلوب :أي إذا كانت لديك فكرة إبداعية فمن اجل ابتكارـ فكرة إبداعية أخرى عليك أن تفكر
عكس الفكرة .أي قلب ما تراه في حياتك حتى تأتي بفكرة جديدة فمثال لماذا الطالب يذهب للجامعة؟
عندما تعكسه ،لماذا الجامعة ال تذهب للطالب ،وهو ما حدث فعال بظهور الدراسة عن بعد عبر
االنترنيت
وغيرها.
أسلوب دلفي :وفقا لهذا النوع من األساليب يتم طرح المشكل على المسؤولين بحيث يكون كل واحد
على
حدا مع تسجيل آرائهم ووجهاتـ نظرهم .ثم تصنيفـ وترتيب الحلول مع إعادة عرضها على نفس
المسؤولينـ مرة أخرى لطلب بدائل أخرى للحلول لم ترد في التصنيف األول وتكرر الخطوات السابقة
حتى
المجموعات الصورية أو الشكلية :هذا األسلوب أوجده لبيك وفان دوفان وفيه يتم االبتعاد عن تناول
العالقات بين أفراد المجموعة ،والهدف األساسيـ منه هو التخفيف من حدة سيطرة أفكار أحد أعضاء
المجموعة على أفكار اآلخرين .ومن أهم خطواته:
تسجيل األفكارـ في قصاصات من ورق من قبل كل فرد .يتم عرض األفكار ويدونها رئيس الجلسة.
بقوم كل فرد بتقييم األفكار المعروضة سرا ليقوم رئيس الجلسة بعرض األفكار التي استحوذت على
االهتمام األكبر ليعاد التصويت مرة ثانية للوصول إلى قرارـ نهائي.
( )6د .سعد یاسین عامر ،د .علي محمد عبد الوهاب ،الفكر المعاصر في التنظيم واإلدارة ،مركزـ وايد
سارفيسـ لإلشارات والتطويرـ اإلداري ،القاهرة ،ط ،1998 ،2ص .773