Professional Documents
Culture Documents
بحث الصراع التنظيمي الوافي إكرام
بحث الصراع التنظيمي الوافي إكرام
بحث الصراع التنظيمي الوافي إكرام
الصــــــــــــراع
التنـــــــــظيمــــــــــــــــــــــــــــــي.
الســــنــــة الـــــــــدراسيـــــــــــــــــــــة:
2022-2021
خطة البحث:
المبحث:01ماهية الصراع التنظيمي.
المطلب :1مفهوم الصراع التنظيمي.
إن العنصر البشري أساس المنظمة حيث يمثل المحور الرئيسي في تحقيق نجاحها والوصول إلى اهدافها
المرجوة،فلكل فرد مكانة وأدوار داخل هذه المنظمة النه بقدر ما يبذل من جهد في أدائه فإنه ينعكس على فعالية
المنظمة ،فهذه المنظمات تتكون من مجموعة من االفراد الذين يتفاعلون معا بعضهم البعض من أجل تحقيق أهدافها
غير أن هذا التفاعل قد يؤدي الى اتفاق العاملين في بعض المواقف وعدم اتفاقهم في مواقف اخرى مما يؤدي هذا
اإلختالف إلى حدوث الصراع التنظيمي،فالصراع يتعلق بوجود المصالح المشتركة بين األفراد ،فقد حظي الصراع
باهتمام واسع من قبل الكتاب والباحثيين،وقد عكست المدارس االدارية تباينا واضحا بشان الصراع ودوره في سلوك
االفراد والمنظمات،اذا نظر اليه الكالسيكيون على انه قوة سلبية يجب تجنبه ومنع حدوثه قدر االمكان،ونظر اليه
السلوكيون على انه أمر غير مرغوب فيه ،لذلك فإن اإلتجاه الحديث هو كيفية إدارة الصراع بحيث تكون المنظمة
قادرة على تكييفه لمصلحتها وتحقيق أهدافها،ولذلك سنتطرق فيما يلي عن ماهية الصراع التنظيمي و أساسياتة وأهم
أساليب إدارته وأثاره.
ا
لمبحث:01ماهية الصراع التنظيمي.
1
المطلب 1مفهوم الصراع التنظيمي:
لم يتفق العلماء على تعريف موحد للصراع التنظيمي لتباين مدارسهم ،فمنهم من يرى أنه "سلوك يقوم به بعض
أعضاء التنظيم بشكل يتعارض مع سلوك اآلخرين في التنظيم"،بينما يرى Robbinsأنه العملية التي تبدأ حين يدرك
أحد األطراف أن الطرف اآلخر يؤثر عليه سلبا ً أو يوشك على ذلك في شيء ما يهتم به الطرف األول"،أما رحيم فقد
عرف الصراع بأنه "عملية تفاعلية تظهر عند االختالف والتنافر أو عدم االتفاق بين األفراد والجماعات ،أو عند
تدخل أحد األطراف في أنشطة الطرف اآلخر ومنعه من تحقيق أهدافه،أوعند وجود حق إداري ألحد الطرفين بتفضيل
سلوك أحدهم على اآلخر في أثناء قيامهم بنشاط مشترك ،أو عندما تكون اتجاهات الطرفين أو قيمهم أو معتقداتهم أو
مهاراتهم متباينة" كما عرفه بودنج بأنه "وضع تنافسي يكون فيه أطراف الصراع مدركين للتعارض في إمكانية
الحصول على المراكز المستقبلية ،ويرغب كل طرف في الحصول على المركز الذي يتعارض مع رغبة الطرف
اآلخر"،ويرى Schermerhornبأنه يمكن النظر إلى الصراع على أنه "عدم اتفاق بين األفراد على أمور مادية أو
عاطفية .وتتضمن الصراعات المادية عدم اتفاق األطراف على أمور عديدة كاألهداف وتخصيص الموارد ،وتوزيع
المكافأة ،وتطبيق السياسات واإلجراءات والمهام المناطة باألفراد ،أما الصراعات العاطفية فتنجم عن المشاعر أو
الغضب وعدم الثقة والكره والخوف وتناقضات الشخصية".من خالل العرض السابق للتعريفات التي تناولت الصراع،
ترى الباحثة أن الصراع ظاهرة طبيعية حتمية في حياة األفراد والمنظمات على حد سواء ،وأنه أحد اإلفرازات
االعتيادية للتفاعل االجتماعي القائم بين األفراد كالتعاون والمنافسة ،كما أنها ترى أن التعريفات اتفقت جميعا ً على أن
الصراع هو موقف تنافسي بين فردين أو تنظيمين أهدافهما ومصالحهما متعارضة .وفيما يلي عدد من السمات
المشتركة التي انطوت عليها تلك التعريفات:
- 1أن الصراع ظاهرة إنسانية سلوكية تحدث بين األفراد والجماعات والمنظمات.
- 2ينشأ الصراع عندما تتعارض األهداف واألفكار والمصالح والقيم والمعتقدات.
- 4يرتبط الصراع ارتباطا ً وثيقا ً بالمشاعر المؤلمة كالغضب أو اإلحباط ،أو عدم الثقة والكره.
- 6أن للصراع آثارا ً سلبية وأخرى إيجابية ،وهذا يتوقف على كيفية مواجهة الصراع والتعامل معه.
وبناء على ما سبق يمكن للباحثة أن تعرف الصراع بأنه "سلوك إنساني يحدث داخل الفرد أو بينه وبين األفراد
والجماعات األخرى نتيجة للتباين في وجهات النظر وتعارضها حول أهداف ومعتقدات وقيم ومصالح معينة تؤثر
بالسلب أو اإليجاب على أحد األطراف أو كليهما".
1ميسون اسماعيل محمود الفقعاوي،استراتيجيات ادارة الصراع التنظيمي وأثرها على األداء الوظيفي لدى العاملين،مذكرة ماجستر،د.وفيق حلمي األغا واخر،قسم
إدارة اعمال كلية اإلقتصاد والعلوم اإلدارية ،جامعة األزهر-غزة ،سنة .2017ص.14-13
2
المطلب:2خصائص الصراع التنظيمي:
-1ينطوي الصراع على وجود أهداف أولية غير متكافئة لدى أطرافه وتكون عملية الحوار الوسلية المفضلة من قبل
هذه األطراف للوصول إلى حالة من التكافؤ في األهداف (المصلحة المشتركة).
-2بعتبر التوتر بعدا أساسيا في الصراع وهو ما يطوي في ثناياه إمكانية دخول األطراف المعنية في نشاط عدائي ضد
بعضها البعض إلجبار واحد أو أكثر من األطراف على قبول بعض الحلول التي ال يرضى بها.
-4ينطوي الصراع على محاولة من جانب بعض األطراف التي تستهدف إجبار أطراف منافسة أخرى على قبول حل
أو إتفاقية قد ال تكون األطراف األخيرة راغبة فيها.
-5يفرض الصراع أعباء تكاليف باهظة على األطراف المعنية به طيلة فترة الصراع وهو ما يرغمها في النهاية على
حسم الصراع إما بالطرق السليمة أو بالقوة القهرية.
من الطبيعي أن يختلف األفراد عن بعضهم وهذه اإلختالفات قد تكون في اتجاهاتهم وقيمهم وتوقعاتهم مما يحغل ذاك
مصدر من مصادر الصراع والتي يصعب حلها خاصة عندما يتعلق األمر بالقيم والمعتقدات والتعليم والظروف
اإلجتماعية والنفسية ألن اإلختالفات الفردية بين األفراد تعتبر من المصادر الرئيسية للصراعات،ويكن القول بأن
معظم حاالت الصراع بين االفراد في المنظمات ترجع إلى اإلختالفات حول القيم العقائدية أو اإلجتماعية السائدة،فكلما
كان األفراد متمسكين بالقيم أدى ذلك إلى احتماالت حدوث الصراع بينهم.
وكثيرا مايرى األفراد بأن األمور المحيطة بهم على أنها إيجابية وتحقق أهدافهم وطموحاتهم وعلى العكس من
ذلك،عندما تكون إيجابية فإنهم يميلون إلى قبول نتائجها،وعندما يدركون بأنها سلبية وال تحقق أهدافهم وطوحاتهم فأنهم
يلجئون الى رفضها ومقاومتها ومن هنا ينشأالصراع.
-2المعلومات:
يأخذ األفراد معلوماتهم من مصادر متعددة منها الرجوع إلى أشخاص أخرين مما يؤدي إلى حدوث الصراع،أما ألن
األشخاص المسؤوليين عم المعلومات ال يريدون إخراج المعلومات وتزويد األخرين بها،أو يحتفظون بهذه المعلومات
إلعتقادهم أنها سرية مما يِؤدي الى تحريفها أو إخفائها إذا تطلب األمر.ويؤدي تفسير المعلومات إلى الصراع عندما
يكون هناك إختالف في تفسير تلك المعلومات يرجع هذا اإلختالف إلى الفروق الفردية بين األفراد وبالتالي طبيعة
إدراكهم لهذه المعلومات حيث يكون سبب لالختالف بينهم في تفسير المعلومات.
2رابح العايب،القيم التنظيمية وعالقتها بالصراع التنظيمي،مذكرة ماستر ،د-عثمان قدور،قسم علم النفس ،كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية ،جامعة منتوري-
قسنطينة،سنة ،2009/2008ص.58
3مصطفى يوسف كافي،إدارة الصراع واألزمات التنظيمية ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،األردن-عمان،ص.74-73
-3تعارض األهداف:
يحدث تعارض في بيئة العمل مما يؤدي إلى حدوث الصراع وهذا التعارض يحدث بسبب التنافس بين األفراد في أداء
أهداف العمل ألن أداء فرد أو جماعة قد يكون عائق ألداء فرد أو جماعة أخرى وخاصة إذا كان إنجاز الفرد أو
الجماعة يترتب على إنجاز فرد أو جماعة أخرى.
-4العوامل البيئية:
هذا النوع من الصراع يكون القادة اإلداريين أكثر عرضة له،فعندما يضع القادة اإلداريين الخطط المستقبلية إلداراتهم
فهم يدخلون في صراعات مع المتطلبات في البيئة الداخلية والخارجية للعمل،وذلك عندما يحاولون الوصول لمطالبهم
من القوى البشرية والمادية وغيرها التي يحتاجونها لسير العمل يجب أن يكون،وكذلك القادة محكومين بما تفرضه
البيئة الداخلبة والخارجية من قيود تمنعهم من الحصول على ما يتطلبه عملهم لذلك يحدث الصراع بينهم وبين القوى
الداخلية او الخارجية حيث تختلف وجهات نظر القادة عن بعضهم في إمكانية حصولهم على متطلباتهم،ووضح هيجان
أنه رغم أن هناك اختالف في أراء المهمتين بموضوع الصراع وأسبابه لكن هناك إتفاق أن هذه األسباب تعود إلى
شخصيات األفراد وتباينهم وطبيعة المعلومات والقرارات التي يأخذونها وإلى طبيعة البيئة التي يعملون بها سواء
كانت داخلية أو خارجية.
عند النظر الى الصراع كعملية ديناميكية ،او النظر اليه كسلسلة من االحداث
يكون هناك مصدر أو سبب للصراع و يحتمل أن يتطور منه الصراع ،و لكنه لم يحدث بعد ،و انما ال يزال مدفونا
حيث تنتج توترات عن طريق التواصل في النظام و بنائه ،او في متغيرات شخصية تتعلق باألفراد العاملين،وفي
هذه المرحلة ال يدرك فيها الفرد وجود صراع ،و ذلك بعد الرضا عن الوضع الراهن ،و تختلف الفرص المناسبة
لظهور الصراع مثل :
اإلعتماد المتبادل في العمل و السياسات التنظيمية غير المحددة،و تعدد المهام بالنسبة للفرد الواحد واإلختالف حول
األهداف،وصعوبات اإلتصال ،والقيم ألفراد التنظيم.
يتولد اإلحساس لدى مجموعة واحدة على األقل بأن هناك أحداث ما أو ظروف معينة تقود إلى خلق الصراع ،و في
هذه المرحلة يبدأ اطراف الصراع في ادراك مالحظة وجود الصراع ،حيث ان المعلومات تلعب دورا هاما بين
األفراد و الجماعات ،وذلك بسبب خلل في اإلتصاالت أو سوء الفهم بين األفراد أو الجماعات حول موقف ما.
في هذه المرحلة يكبر الصراع حتى يقل التعاون بين الوحدات التنظيمية األمر الذي ينعكس على الفعالية التنظيمية
سلبا،و تمثل هذه المرحلة تداخال واضحا مع المرحلة السابقة ،وغالبا ما يصعب الفصل بينهما ،وتتولد فيها اشكال
4زرفاوي امال،أثر الصراع التنظيمي على الرضا الوظيفي للعاملين ،مذكرة ماجستر،تخصص علم اجتماع التنظيم،د-العقبي األزهر،قسم العلوم اإلجتماعية ،كلية
العلوم االجتماعية،كلية العلوم االنسانية واالجتماعية ،جامعة محمد خيضر-بسكرة،سنة ،2014-2013ص.89-87
القلق،المشجعة على الصراع ،وهكذا يتبلور الصراع بشكل أوضح و أكثر تعبيرا عن طبيعته و مسبباته و ما سوف
يؤدي اليه ،وفي ضوء ذلك يحاول المتصارعون التخفيف من األثار الناجمة عنه.
يمارس الفرد و مجموعة العمل هذا الصراع بشكل ظاهري و يتضح في عدة صور كالمجابهة و العدوان والمشاحنات
العلنية التي تحرمها القواعد التنظيمية.وتعتبر مرحلة قصيرة ،فالمالحظ هنا أن السلوك الصادر عن كل طرف يدل
على ظهور مشكلة متصارع عليها،وهنا يتم الصراع و تكون فيها مطالب متباينة.حيث يقوم كل طرف بالرد علنيا
على الطرف األخر ،و يتم التعبير عن هذا الصراع بطرق مختلفة،المشاحنات العلنية،العدوان،ووسائل دفاعية
أخرى.
5
المطلب :2مستويات الصراع التنظيمي:
اذا ما تكلمنا عن أطراف الصراع التنظيمي فإننا أيضا نتكلم عن أدوارهم و مكانتهم داخل مختلف المصالح و المكاتب
التي يعملون فيها ،وأثناء العمل في ميدان التنظيم تفرز حاالت من الصراع و التي له عدة مستويات والموضحة
كاألتي:
يتكون هذا الصراع أثناء ممارسة الفرد عملية اتخاذ القرار و يوضع أمام عدة خيارات ،و يحدث ايضا الصراع عندما
يكون لدى الفرد خيارين بين عمل شيئين ال يرغب في اي منهما ،و قد ينشأ عندما يوضع الفرد امام موقف يحتوي
على عناصر ايجابية وعناصر سلبية ،و كذلك عندما يتمسك كل فرد بوجهة نظره ،و هذا يمكن رده إلى اإلختالف
على اجراءات اإلتفاق على األهداف.و ينشأ الصراع بين األفراد على ثالث مستويات نذكرها كاألتي :
شعور الفرد بتعارض في الدور الذي يلعبه داخل الجماعة ،و شعوره بعدم امكانية اشباعه لحاجاته من خالل الجماعة
و احساسه بتعارض نتيجة لمشاكل العمل .
عندما يشعر الفرد بنقص في احدى حاجاته ينتج سلوك مدفوع و موجه ناحية هدف أو عائد أو حافز معين ،وعندما
يتعارض تحقيق الهدف أو الحصول على الحافز يعترض ويصاب باإلحباط ،وهذا ما يؤدي الى الشعور بالصراع
والتعارض.
تتعارض األهداف مع بعضها البعض أو التعذر للوصول الى الهدف يتسبب في التفريق بين نوعين من التعارض بين
األهداف.
يكون الفرد هنا أمام اختيار هدف واحد من عدة أهداف كلها تؤدي الى مزايا.
هناك ثالثة مستويات يدور حولها الصراع بين الجماعات وهو اإلختالف على اتخاذ القرارات،والتباين في األهداف،
و المستوى الثالث هو الفرق اإلدراكية.
يحدث الصراع بين مستويات السلم التنظيمي ،وقد يكون بين مختلف المصالح داخل التنظيم ،و كذلك الصراع يحدث
نتيجة اإلختالف حول السلطة و اإلمتيازات الممنوحة لمختلف فئات التنظيم مما يؤدي الى عدم رضا فئات
اخرى،وبالتالي التعبير عن سخطها وعدم رضا بمختلف الوسائل و الصورالمتاحة،كما يحدث نتيجة الصراع حول
الموارد الخاصة اذا كانت ناقصة ،وكذلك نتيجة لنظام الحوفز المطبق في المنظمة.
-الصراع األفقي:
و يحدث عادة الصراع بين األقسام أو الوحدات التنظيمية المتماثلة في المستوى التنظيمي .
-الصراع العمودي:
يحصل الصراع بين المشرف أو المسؤول و تابعيه في اطار العمل المعين نتيجة عدم اإلتفاق على سبيل اإلنجاز
المستهدف للعمل مثال.كما يظهرالصراع بين الوحدات التنظيمية مثل اإلدارة أو القسم في عدة مجاالت في المنظمة
منها:
يحدث الصراع حول استخدام الموارد المتاحة أو في مجال اتخاذ القرارات المتعلقة باألداء اإلنتاجي أو التشغيلي للعمل
و سبل انجازه المطلوب،ويحدث الصراع بين من يمتلكون الصالحية و بين من يتحكم الرؤساء بمصادر استراتيجية
المعلومات.
حيث ال تكون المعلومات المنقولة واضحة بالقدر الكافي ،و يشوبها كثير من الغموض مما يجعلها تحمل في طياتها
بؤر للصراع.
نائية التنظيم :
عدم التجانس في العمالة و أساليب اإلشراف و الرقابة ،ودرجات المشاركة ،و نظام األجور و أشكال الضغط
والنفوذ المستخدم ،وقد يؤدي الى خلق مناخ لمواقف و عمليات تصارعية .هذا يتضح في الصراع حول :توزيع
العمال ،الترقية ،احتكار السلطة ،العالقة بين السن واحتكار السلطة ،و العراقيل المهنية ،و التداخل في المهام ،و
الموقف من اتقان العمل ،تعارض اإلهتمامات ،والفارق في الرتبة ،كما ال ننسى الجنس و الخالف.
لعب ادوار في مجاالت التفاعالت من الرضا أو عدم الرضا عن الدور ،بما يؤدي الى خلق أنماط صراع و توترات.
-صراع تباين الجماعات :
-1تعارض األهداف:
يتضمن تعارض الهدف،الذي يعرف باإلختالف حول اتجاه نشاط الجماعة والمعيار الذي يتم بموجبه تنظيم األداء أو
اإلنجاز،إنه من أكثر مصادر الصراع حدوثا.وهناك عامالن يساعدان على ظهور تعارض الهدف هما:توجه الوقت
والهدف،والعوائق التي تقف دون إنجاز الهدف.وينشأ عن اإلختالف في الفترة الزمنية(طويلة األمد مقابل قصيرة
األمد)،والهدف(تكنولوجي -وإقتصادي والمرتبط بالسوق،والعلمي) حالة من التمايز بين جماعتين متفاعلتين
أوأكثر.وعندما تتفاعل جماعتان متمايزتان مثل التصنيع(توجه تكنولوجي -إقتصادي قصير المدى)،والبحث(توجه
علمي طويل المدى) فمن الممكن أن تكون حالة التمايز في توجه الوقت والهدف تلك مصدرا للصراع.
يتعلق المصدر الثاني المحتمل للصراع بين الجماعات بمتطلبات معينة إلتخاذ القرارات التي تستفيد منها كل من
الجماعات المتفاعلة.وهناك عامالن يرتبطان بمتطلبات إتخاذ القرارت هما:
-توفر الموارد.
تشير درجة الغموض في المهام الى احدى الخصائص الرئيسية للسلوك داخل الجماعات،وكما أشرنا سابقا فإن المهام
التي تؤدي بواسطة كل جماعة من الجماعات المتفاعلة تتطلب قدرا من تدفق المعلومات قبل ان تتخذ القرارات،فكلما
زادت درجة الغموض في كل مهمة زادت الحاجة إلى معلومات إضافية.وعلى هذا يمكن أن ينشأ صراع بين جماعتين
متفاعلتين عندما تحتاج إحداهما إلى معلومات إضافية قبل الوصول إلى قرار ويحدث الصراع كذلك عندما تتنافس
الجماعات المتفاعلة حول الموارد المحدودة والتي تحتاج كل منها إلنجاز أهدافها،ويتعين أن تقوم أي منظمة بتوزيع
الموارد المالية والمعدات والموارد البشرية المحدودة بين الجماعات المختلفة بالصورة التي ترى أنها كافية وعادلة،إال
أن ما تراه إحدى الجماعات كافيا وعادال قد اليكون كذلك بالنسبة للجماعات االخرى وغالبا ما تصاب الجماعة التي
ترى أنها ال تتلقى قسطا عادال من موارد المنظمة باإلحباط،وتصبح نظرتها عدائية تجاه المنظمة والجماعات
رابح العايب ،القيم التنظيمية وعالقتها بالصراع التنظيمي ،نفس الرجع السابق،ص.65-62 6
األخرى،وقد يؤدي موقف كهذا إلى أثار سلبية مثل:حجب المعلومات والسلوك المضطرب ونشاطات اخرى غير
صحية.
-توقعات األداء:
يتعلق المصدر الثالث للصراع بالموقف الذي تؤثر فيه نشاطات أو أداء إحدى الجماعات على األعمال الالحقة
للجماعات األخرى.فمثال يقوم الجراحون في المستشفيات بأداء عملهم بعد ان يكون اخصائيو التخدير قد أنجزوا
مهمتهم بنجاح.وال يتم تركيب اإلطارات في السيارات في خط اإلنتاج إالبعد قيام العمال بتركيب الكوابح،كما يقوم
النجارون بتشييد هيكل المنزل بعد ان يتم بناء األساسات.ترتبط توقعات األداء في سلوك الجماعات بنوع اإلعتماد
المتبادل القائم بين هذه الجماعات،وينتج عن طبيعة أنواع اإلعتماد المتبادل..تزايد احتمال الصارع بين الجماعات
المتفاعلة،أي كلما تقدمت العالقات بين الجماعات من اإلعتماد المتبادل المشترك إلى اإلعتماد التبادلي زادت درجة
إعتماد إحدى الجماعات على االخرى في أداء مهامها في حين تعجز جماعة عن أداء مهامها بالصورة
المطلوبة،أوتقشل في مقابلة توقعات األداء بالنسبة للجماعة األخرى،فمن الممكن أن ينشأ صراع بينهما .ويتعاظم
احتمال نشوء الصراع مع اإلعتماد التبادلي الذي نشأ بسبب كثافة التفاعالت بين الجماعات.
إن أصحاب الفكر اإلداري الحديث يعترفون باألثر اإليجابي للصراع التنظيمي عندما يقولون آن الصراع ال يمكن
تجنبه وهو وليد ظروف وأوضاع في المنظمة وبعتبر عنصرا فعاال في التغيير،وعليه فالصراع يفيد المنظمة على
على اعتبار أنه أساس التقدم واإلبداع لتشجعيه المبادرة الخالقة وتطويره األفكار الجديدة والتي من شأنها أن تجعل
المنظمة متطورة ومتكيفة مع المتغيرات من حولها،ومن األثار اإليجابية للصراع التنظيمي مايلي:
-يولد الصراع التنظيمي الطاقة لدى االفراد ويبرز القدرات واإلستعدادات الكامنة التي ال تبرز في ظل الظروف
العادية.
-يتضمن الصراع الوظيفي عادة بحثا عن حل مشكلة،ومن خالل هذا الحل يتم اكتشاف التغييرات الضرورية لنظام
المنظمة.
-يساعد الصراع على إشباع الحاجات التفسية لالفراد وخاصة ذوي الميول العدوانية.
-قد يؤدي الصراع إلى إزاحة الستار عن حقائق ومعلومات قد تساعد في تشخيص بعض المشاكل الفعلية في المنظمة.
مصطفى يوسف الكافي،ادارة الصراع واالزمات التنظيمية ،نفس المرجع السابق،ص.77-76 7
من األثار السلبية للصراع مايلي:
-قد يدفع كل طرف من أطراف الصراع إلى التطرف في تقدير مصلحته على حساب المصلحة الكلية للمنظمة.
-يهدم المعنويات ويهدر الوقت والجهد والمال مما يضعف من مستوى الكفاية والفعالية.
-عدم الشعور بالرضا لدى األشخاص الذين ينشأ بينهم النزاع،ويؤدي ذلك إلى انحفاض الروح المعنوية وعدم تحقيق
روح الفريق الواحد.
-إنه مرض لصحة المنظمة وهو نوع من عدم وجود مهارات قيادية.
8
المطلب :2أساليب إدارة الصراع التنظيمي:
-تدريب الحساسية :ويركز هذا النوع من التدريب على رفع قدرات األفراد والجماعات على فهم أنفسهم وفهم
األحرين .
-الطرق اإلدراكية للتنسيق والتعاون:يستطيع اإلداري أن يستحدم العديد من الطرق اإلدارية العلمية للسيطرة على
أنواع التعارض :
-التخطيط والرقابة المشتركة:فإشراك عدد من العاملين،أوعدد من األقسام في وضع الخطط ومتابعتها والرقابة عليها
يجعلهم ذوي مجهودات محددة ومتقاربة بالشكل الذي يساعد على تحسين التحطيط والرقابة من ناحية،والتغلب على
أي مشاكل أو صراع قد يحدث.
-إعادة تصميم العمل:ويكون الغرض من ذلك رفض أي تعارض أو غموض في المهام واألدوار وأحيانا يكون
الغرض من ذلك إعادة تصميم العمل وفصله عن بقية االعمال أو زيادة درجة تعاونه.
8سهيلة لمريني،إشكالية الصراع التنظيمي في المؤسسات الجزائرية،مذكرة ماجستر،تخصص ادارة وحكامة محلية،عنترة بن مرزوق،قسم العلوم السياسية
والعالقات الدولية،كلية الحقوق والعلوم السياسية،جامعة محمد بوضياف-المسيلة،سنة، 2019ص.35
الخــــــــاتمــــــة:
نتيجة لتطور المنظمات اإلدارية،وألن الفرد داخلها هو المحور الرئيسي الذي يعبر عن حركية المنظمة فإنه من
غير المتوقع أن تستمر العالقات المختلفة في حالة من االستقرار والوئام الدائم،البد من أن تحدث خالفات ترقى الى
درجة الصراع داخل المنظمة ولذلك فإن الصراع التنظيمي هو عملية التعببير عن عدم الرضا،الذي هو تعبير عن
خالف أو أهداف غير محققة ضمن التنظيم.
قائمة المراجع:
-1ميسون اسماعيل محمود الفقعاوي،استراتيجيات ادارة الصراع التنظيمي وأثرها على األداء الوظيفي لدى
العاملين،مذكرة ماجستر،د.وفيق حلمي األغا واخر،قسم إدارة اعمال كلية اإلقتصاد والعلوم اإلدارية ،جامعة األزهر-
غزة ،سنة .2017ص.14-13
-2رابح العايب،القيم التنظيمية وعالقتها بالصراع التنظيمي،مذكرة ماستر ،د-عثمان قدور،قسم علم النفس ،كلية العلوم
اإلنسانية واإلجتماعية ،جامعة منتوري-قسنطينة،سنة ،2009/2008ص.58
-3مصطفى يوسف كافي،إدارة الصراع واألزمات التنظيمية ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،األردن-عمان،ص-73
.74
-4زرفاوي امال،أثر الصراع التنظيمي على الرضا الوظيفي للعاملين ،مذكرة ماجستر،تخصص علم اجتماع
التنظيم،د-العقبي األزهر،قسم العلوم اإلجتماعية ،كلية العلوم االجتماعية،كلية العلوم االنسانية واالجتماعية ،جامعة
محمد خيضر-بسكرة،سنة ،2014-2013ص.89-87