Professional Documents
Culture Documents
منهجية الباحث
منهجية الباحث
خاتمة
مقدمة
إذا نظرت حولك ،ستالحظ سمة رئيسية واحدة في كل األشخاص المتفوقين؛ أنهم متعلمون ناجحون يفهمون ما يفعلونه في الحياة.
إن الذين يفهمون ما يفعلونه في الحياة هم أساتذة في البحث العلمي .قبل البدء في عمل بحثي ما ،يتأكدون من أنهم يفهمون ما
يحصلون عليه ،وهذه السمة وحدها تساعدهم على تجنب العشرات من العقبات التي تعترض طريقهم.
ولكن لكي تكون باحثا ً ناجحا يجب ،اتباع مناهج معينة ،كما توجد هناك الكثير من السمات Hاألخرى التي ستحتاج إلى تطويرها .حيث،
التعلم هو سمة متعددة العوامل تتأثر بعدد من العوامل والعادات.
أوالً :المثابرة
يفهم الباحث الناجح أن التعلم يستغرق وق ًت ا .بالنسبة له ،المثابرة هي مفتاح النجاح ألن ما يستحق الدراسة ال يمكن دراسته خالل ساعة
أو يوم أو حتى أسبوع .إن االفتقار إلى المثابرة هو ما يمنع معظم الناس من تحقيق العظمة.
كل شخص تقري ًب ا لديه أفكار وطموحات كبيرة في الحياة .لكن قلة قليلة فقط من األشخاص تمكنوا من تحقيق أهدافهم وغاياتهم المحددة
ألن اآلخرين عادة ال يبذلون الجهد المطلوب لتحقيق هدفهم.
ثانياً :الصبر
غالبًا ما يسير المثابرة والصبر جنبًا إلى جنب .والباحث الناجح هم سيد الصبر والمثابرة .فالباحث الناجح يمارس الصبر ويأخذ وقته
لحل المشاكل السابقة.
من الطرق الجيدة لبناء الصبر قبول أن خطتك أو توقعاتك ستظهر انحرافات Hوتناقضات .إن األشخاص الذين ال يستطيعون قبول
حقيقة أن خططهم يمكن أن تفشل هم الذين يفشلون أكثر من غيرهم .بينما يتجنب الباحث الناجح هذه المشكلة من خالل توقع أن خطته
لن تعمل بالطريقة التي من المفترض أن تعمل بها بالضبط .
من مواصفات الباحث العلمي الجيد أن يكون على قناعة تامة بأهمية البحث العلمي ودوره في حل اإلشكاليات التي يتعرض لها
اإلنسان بوجه عام/.
يجب على الباحث العلمي أن يكون ُمل ّمًا بأكثر من لغة ،وخاصة أن الدراسات المتعلقة بميدان العلوم معظمها /باللغة اإلنجليزية أو
اللغات األخرى.
يُعد التخطيط الزمني لألبحاث العلمية من مواصفات الباحث العلمي الجيد ،فالوقت له أهميته ،وقد تكون الثانية الواحدة فارقة في
الخروج بنتيجة أكثر إيجابية في أي بحث علمي.
يجب على الباحث العلمي أن يتقبل جميع الحقائق والقرائن التي يتوصل إليها حتى ولو لم توافق أفكاره ومعتقداته.
معرفة جميع مناهج وأدوات ومراحل البحث العلمي المستخدمة في تنفيذ األبحاث أو الرسائل العلمية ،ففي ذلك سبيل الخروج
ببحث جيد من جميع الجوانب الفنية.
على الرغم من أهمية المطالعة المستمرة للباحث العلمي في مجال تخصصه ،فإنه يجب أن يتعرف على الميادين العلمية األخرى
من باب الثقافة العامة/.
من بين مواصفات الباحث العلمي الجيد استخدام األسلوب الواضح في كتابة األبحاث العلمية بعيدًا عن المفردات الغامضة التي ال
يستطيع العامة تفهمها ،وفي حالة ما إذا اضطرته الظروف لطرح مصطلحات علمية غريبة على األذهان يجب أن يقوم بتعريفها.
الجلد والمثابرة في جميع ما قد يتعرض له الباحث العلمي من مشكالت ،فجميع الباحثين لم ينجحوا في إثبات ُمسلمة أو نظرية من
َّ
يتأت ذلك لهم إال بعد تجارب متعددة. أول وهلة ،ولم
من مواصفات الباحث العلمي الجيد الموضوعية والبُعد عن االنحياز ألفكار معينة دون وجود قرنية وأدلة دامغة /تثبت صحة ما
يسوقه من أفكار.
حسن البصيرة والموهبة ويتضح ذلك في اختيار الباحث العلمي لألطروحات المقدمة في البحث العلمي ومن ثم نظم ذلك وفقًا
لألسس العلمية المقدرة من جانب الخبراء.
الهدوء /واالبتعاد عن العصبية من مواصفات الباحث العلمي الجيد ،حيث إن ذلك يساهم في الوصول إلى نتائج دقيقة.
التنظيم والدقة بعيدًا عن الكلمات والعبارات والحشو غير المفيد ،مع توضيح جميع ما يقدمه الباحث في ظل قرائن واضحة.
إدراك أن العالقة السببية بين المتغيرات التي تشملها فرضيات البحث العلمي هي الوسيلة الحاسمة في إيجاد مخرج لحل المشكالت
العلمية ،ويمكن أن نبسط ذلك في القاعدة المشهورة أنه ال يوجد شيء يحدث بمحض الصدفة ،ويعد ذلك من مواصفات الباحث
العلمي الجيد.
المدخل الثالث :أخالقيات الباحث
من أخالقيات الباحث العلمي أن يعمل في ظل الضوابط المنبثقة من الشريعة اإلسالمية.
يجب على الباحث العلمي أن يتسم باألمانة العلمية عند القيام بالنقل عن اآلخرين ،حيث إنه ينبغي عليه أن يوثق جميع
المعلومات والبيانات المُقتبسة من األعمال التي يستعين بها ،وال ينقص ذلك من قدره شيًئ ا ،فالبحث العلمي يعتمد على البناء
والمرحلية ،وكل باحث يسلم الراية لمن بعده.
من أهم أخالقيات الباحث العلمي التواضع ،وخاصة عند طرح النظريات أو األفكار التي تتعلق باآلخرين ،وفي حالة القيام
بنقد بعض اآلراء يجب أن يأخذ الباحث العلمي في عين االعتبار أن البشر قد يصيبون أو يخطئون ،وال يوجد نتائج حاسمةH
في البحث العلمي ،حيث إن جميع ما يتم سوقه في المؤلفات والمراجع السابقة عبارة عن أفكار وتأمالت تخضع لظروف
زمنية ومكانية معينة ،ومن الممكن أن تتغير من فترة ألخرى.
جميع البيانات والمعلومات التي يتم جمعها من المفحوصين عند إجراء األبحاث العلمية يجب أن تندرج تحت بند السرية،
وال يتم استخدامها في أي أعمال غير مشروعة.
توضيح طبيعة البحث العلمي في حالة وجود عينة بشرية يلتقي بها البحث لدراستها ،وكذلك تعريف المستجيبين بطبيعة
المهمة وتفاصيلها واألهداف التي سوف تتحقق من ذلك بوضوح.
احترام من يقوم الباحث العلمي بفحصهم ومعاملتهم بصورة إنسانية من أبرز أخالقيات الباحث العلمي.
من بين أخالقيات الباحث العلمي منح المفحوصين حرية االختيار في المساعدة في الدراسة من عدمه من البداية دون إجبار
ألحد؛ حتى يستطيع جمع المعلومات اإليجابية التي تثري البحث العلمي ،وفي حالة رغبة أحد األفراد في االنسحاب يجب
على الباحث العلمي أال يمانع ويحترم رغبات المفحوصين.
يعد التعامل بحيادية مع جميع المفحوصين من أخالقيات الباحث العلمي التي ينبغي أن يراعيها الباحث دون مُحاباة ألحد
على حساب اآلخر.
عدم إلحاق الضرر بالمفحوصين من أخالقيات الباحث العلمي التي يجب أن يلتزم بها جميع الدارسين في مجال األبحاث
العلمي ،وهو ما حثت عليها المعايير الدولية ،وفي حالة إجراء أبحاث قد يترتب عليها بعض السلبيات بالمبحوثين يجب أن
يتم إبالغهم بذلك مع أخذ الموافقة الكتابية منهم؛ حتى ال يتعرض الباحث للمساءلة Hالقانونية فيما بعد.
بعد االنتهاء من جمع البيانات والمعلومات من عينة الدراسة البشرية يجب أن يطلعهم الباحث على النتائج التي تم التوصل
إليها ،وفي ذلك حق أصيل لهم نظرً ا لمشاركتهم بصورة فعلية في البحث ،ويعد ذلك من أخالقيات Hالباحث العلمي المهمة.
المدخل الرابع :منهجية الدراسة وإجراءاتها
منهجية الدراسة تعني االستراتيجية ال ُمتَّبعة عند إجراء البحث أو الرسالة العلمية ،وعلى الباحث أن يختار أنسب الطرق التي تعينه
على تنفيذ البحث ،ولقد سهل ال ُمشرِّ ع ذلك األمر من خالل وضع مجموعة من اإلجراءات ال ُمنظمة للبحث.
منهجية الدراسة عبارة عن خطوات مدروسة بعناية؛ للوصول إلى الحقائق المرتبطة بموضوع البحث العلمي.
يخلط كثير من الباحثين العلميين فيما بين المنهج والمنهجية ،لذا نجد أن كثي ًرا من الكتاب في الميدان البحثي ،يسوقون المنهج على أنه
المنهجية ،أو العكس/.
المنهجية هي علم الوصول إلى الحقائق العلمية بخطوات منتظمة /،ويعرف البعض المنهجية على أنها (علم المناهج).
ومن الممكن أن نقول إن المنهجية هي المفهوم /األعم ،والذي يشمل عديدًا من المناهج.
صياغة عنوان البحث :وهي الخطوة األولى من منهجية الدراسة ،حيث يجب أن يصوغ الباحث العلمي العنوان المتعلق بالبحث أو الرسالة،
مع األخذ في االعتبار أن كل ما سوف يتم تدوينه في البحث يجب أن يكون في إطار العنوان دون حياد في ذلك ،ويجب أن يكون العنوان
محدودًا من حيث عدد الكلمات قدر اإلمكان /،مع تضمين العنوان للمتغير الدراسي الثابت ،فعلى سبيل المثال في حالة كون موضوع البحث
العلمي عن ظاهرة البطالة ،فيمكن أن يصاغ العنوان بالمسمى التالي( :مشكلة البطالة في األلفية الثالثة) ،فهو عنوان محدود من حيث الكلمات
وفي الوقت نفسه جاذب لالنتباه.
وضع مقدمة البحث :تأتي مقدمة البحث كمرحة تالية من منهجية الدراسة وإجراءاتها ،والمقدمة عبارة عن صفحة على أقصى تقدير يذكر
فيها الباحث العلمي طبيعة المشكلة العلمية بصورة مختصرة ،وأهمية دراسة تلك المشكلة ،وال غضاضة في سوق آية من القرآن الكريم ،أو
حديث نبوي على عالقة بمشكلة البحث العلمي؛ إلضفاء الوازع الديني على البحث العلمي.
وهي المرحلة التالية بعد المقدمة /،وتعد صياغة األسئلة البحثية أو الفروض من أهم مراحل منهجية الدراسة ،وتختلف األسئلة
البحثية والفروض من حيث العدد /،ومدى رغبة الباحثين في سوق أكثر من سؤال أو فرضية.
والغرض من األسئلة البحثية أو الفروض هو وضع إطار لحل المشكلة ،والسير في إثبات صحتها من عدمها؛ عن طريق
المعلومات التي يجمعها الدارس أو الباحث.
من مواصفات األسئلة البحثية أو الفروض أن تكون مرتبطة بمشكلة الدراسة ،وأن تتم صياغتها بأسلوب واضح دون غموض/،
وفي حالة اضطرار الباحث لوضع مصطلح علمي في الفرضيات يجب أن يفسره في هامش البحث العلمي؛ من أجل أن يسير مع
القارئين أو المقيمين في ذات االتجاه ،دون أن يكون هناك اختالف نتيجة التأويل المخالف للمصطلحات المدونة /بالفرضيات.
متغيرات األسئلة البحثية أو الفروض :تستخدم األسئلة البحثية في األبحاث االجتماعية واإلنسانية ،والفروض في األبحاث العلمية،
وبالنسبة للمتغيرات فهي عبارة عن المتغير المستقل ويطلق عليه البعض اسم المتغير الثابت ،والمتغير المرتبط به وهو المتغير
التابع.
وهي المرحلة األكبر من منهجية الدراسة وإجراءاتها ،حيث يقوم الباحث العلمي بتنظيم جميع ما اطلع عليه من معلومات وبيانات في صورة
أبواب وفصول ومباحث ،والهدف هو الوصول إلى نتائج دقيقة يمكن االعتماد عليها في إثبات الفرضيات أو نفيها ،ويجب أن يكون األسلوب
اإلنشائي في كتابة البحث العلمي واضحًا ومناسبًا لطبيعته ،مع االهتمام بالتفاصيل الدقيقة ،ومن المفضل أن يتبع الباحث اإلجمال ثم التطرق
للتفاصيل لجذب انتباه القارئ ،مع البعد عن التكرارات التي ال طائل منها .
تدوين النتائج:
وهي من أخطر وأهم مراحل منهجية الدراسة ،ففيها تتبلور جميع المراحل السابقة ،وخبراء البحث العلمي يدققون النظر في هذا الجزء
ويولونه االهتمام عن غيره.
وهذا الجزء هو الذي يميز باحثًا عن آخر ،وهو الذي يُظهر الملكة اإلبداعية والفكرية للباحث العلمي ،حيث يقوم بوضع الباحث بوضع الحلول
المتعلقة بمشكلة البحث العلمي من وجهة النظر الخاصة به.
خاتمة البحث:
وهي نهاية منهجية الدراسة وإجراءاتها ،ويجب أن تكون مختصرة وال تجاوز صفحة كتابية ،مع توضيح الصعوبات والمشاكل التي واجهت
الباحث عند تنفيذ البحث ،وكيف تغلب عليها في النهاية.
خامسا ً :األمور التي ينبغي مراعاتها عند تنفيذ منهجية الدراسة وإجراءاتها
هناك عديد من األمور التي يجب أن يهتم بها الباحث عن إعداد منهجية الدراسة ،وفي طليعتها توثيق المراجع أو المصادر التي استعان بها
الباحث ،وكذلك تعريف المصطلحات العلمية إن وجدت ،باإلضافة إلى وضع اإلهداء إلى كل من ساهم وساعد في خروج البحث بتلك
الصورة ،وإعداد قائمة المحتويات أو الفهرس لكل أجزاء البحث العلمي أو الرسالة.
خاتمة
إن المنهجية من األمور األساسية التي يجب على الباحث أن يعرفها H،حيث أن كل بحث سوا ًء كان علميا ً أو تاريخيا ً يلزمه منهجية
دراسية يتبعها الباحث أو الطالب ،والهدف هو الخروج بنتائج مقبولة من الناحية الفكرية والمنطقية ،بعي ًدا عن الطرق العشوائية،
والتي ال تؤدي إلى شيء مفيد على الجانب العلمي أو المجتمعي.