Professional Documents
Culture Documents
مقياس نظرية القرارات و العقود الإدارية
مقياس نظرية القرارات و العقود الإدارية
مق ـ ـ ـ ـ ـياس :نظرية القرارات والعقود اإلدارية.
أمهية القرار اإلداري:
إن نظرية القرار اإلداري حتتل مكانة متميزة على صعيد العلوم القانونية عامة ودراسات القانون اإلداري خاصة وهذه األمهية ميكن
خصرها فيما يلي:
-1إن القرار اإلداري يتخذ ابإلرادة املنفردة دون إرادة أو مشاركة من املعين أو املعنيني.
-2إن القرار اإلداري مظهر من مظاهر ممارسة أعمال السلطة العامة.
-3إن القرار اإلداري حمور الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة.
-4إن القرار اإلداري غري قابل للتقنني.
-5إن القرار اإلداري أكثر الوسائل إستعماال لدى جهة اإلدارة.
-6إن القرار اإلداري يتمتع ابلطابع التنفيذي.
-7لنظرية القرار اإلداري صلة بغريها من النظرايت كنظرية الضبط اإلداري و نظرية املوظف العام و نظرية املرفق العام و نظرية نزع
امللكية للمنفعة العامة.
تعريف القرار اإلداري:
لقد خلت التشريعات من تعريف القرار اإلداري و هذا أمر طبيعي إذ الغالب أن يعزف املشرع عن التطرق لتعريفات تتعلق مبصطلحات
قانونية عادة ما يثر اجلدل حوهلا و يكثر بشأهنا اإلختالف اتركا ذلك للفقه و القضاء و أحسن ما فعل بذلك.
أوال :التعريف الفقهي:
لقد إعرتف الفقه الغريب بصعوبة إعطاء تعريف للقرار اإلداري و هذا ابلنظر للجهات اإلدارية الكثرية اليت تصدره و ابلرغم من ذلك قدم
الفقة جمموعة كبرية من التعريفات من أمهها ما ذهب إليه العميد موريس هوريو الذي عرف القرار اإلداري على أنه إعالن لإلدارة بقصد
إحداث أ ثر قانوين إزاء األفراد يصدر عن سلطة إدارية يف صورة تنفيذية أو يف صورة تؤدي إىل التنفيذ املباشر.
إن هذا التعريف السالف الذكر خال من ذكر أن القرار اإلداري يتخذ ابإلرادة املنفردة لإلدارة كما حصر القرارات اإلدارية على أهنا
وسيلة رخطاب بني اإلدارة و األفراد مبعدا بذلك القرارات اإلدارية املوجهة لإلدارات العمومية.
لقد عرف الدكتور فؤاد مهنا القرار اإلداري أبنه عمل قانوين إنفرادي يصدر من جانب واحد إبرادة أحد السلطات اإلدارية يف الدولة
و حيدث آاثر قانونية إبنشاء وضع قانوين جديد أو تعديل أو إلغاء وضع قانوين قائم.
إن هذا اتعريف دفع ابلكثري من الفقهاء إىل تزكية هذا التعريف.
اثنيا :التعريف القضائي:
عرفت حمكمة القضاء اإلداري يف مصر يف حكم هلا صدر يف 1954.01.06يف القضية رقم 934القرار اإلداري أبنه إفصاح اإلدارة يف
الشكل الذي حيده القانون عن إرادهتا امللزمة مبا هلا من سلطة مبقتضى القوانني و اللوائح قصد إحداث مركز قانوين معني مىت كان ممكنا
و جائزا قانوان و كان الباعث عليه إبتغاء مصلحة عامة.
1
غري أن هذا التعريف مت إفتقاده كون أن عبارة إفصاح اإلدارة ال يكون إال يف القرارات اإلدارية الصرحية دون القرارات الضمنية كما أن
التعريف حصر آاثر القرار اإلداري يف إحداث آاثر قانونية يف حني أن القرار اإلد اري ميكن له أن يعدل و أن يلغي اآلاثر القانونية و
هلذا مت إنتقاد هذا التعريف الشائع.
عناصر وجود القرار اإلداري و خصائصه:
-1القرار اإلداري تصرف إرادي:
من املعلوم أنه ليس لإلدارة من سبيل التعبري عن إرادهتا إال من خالل ما يصدر عنها من قرارات إدارية و ليس ابلضرورة أن يكون
إفصاحها صرحيا إذ ميكن أن يشكل ضمنيا و إلتزامها السلبية قرار إداري ايضا و هو ما يعرف فقها ابلقرار اإلداري السليب فخوفا من
مراكز املخاطبني من تعسف اإلدارة قد يتدخل الشرع و يلزم اإلدارة أحياان بضرورة التعبري عن موقفها فإن هي إلتزمت الصمت نكون
أمام قرار سليب يكون عرضة للبطالن أمام القضاء.
و يف هذا السياق فإن متييز القرار السليب و القرار الضمين يكمن يف أن سلطة اإلدارة يف القرار السليب تكون مفيدة حني يستخلص من
إمتناع اإلدارة عن إختاذ موقف معني يف موضوع يلزمها القانون إبختاذ موقف بشأنه بينما تكون سلطة اإلدارة يف القرار الضمين غري
مقيدة بنص و مرتوك هلا سلطة التقدير و يستخلص موقف اإلدارة من مالبسات و قرائن معينة.
إن القرار اإلداري الصريح :هو القرار الذي تفصح من خالله اإلدارة عن إرادهتا بصورة واضحة صرحية ملموسة مبا يكفل لذوي الشأن
التعرف على موقفها و ابلتايل معرفة مركزهم القانوين بغض النظر عن مضمونه سواء كان إجيابيا أو سلبيا أي القيام بعمل أو اإلمتناع عن
القيام بعمل.
القرار السليب :على نقيض القرار الصريح نكون أمام قرار سليب إذا ما إلتزمت اإلدارية الصمت و السكوت إزاء موقف معني و مل
تظهر إرادهتا خارجيا بوسيلة واضحة رغم أن املشرع و مبوجب نصوص قانونية يلزمها بذلك.
لذا جيب توفر شرطني و مها:
* أن يتضمن النص القانوين إلزام اإلدارة إبصدار قرار إداري معني إختصاص مقيد بناء على نصوص قانونية.
* أن متتنع اإلدارة عن ذلك و تلتزم الصمت و السكوت.
مثل :رخصة البناء ،اهلدم.
القرار الضمين :يعترب القرار اإلداري ضمين مىت توافرت قرائن و ظروف و مالبسات مما يستدل هبا على موقف اإلدارة حيال مسألة
معينة و هنا نالحظ تشابه بني القرار السليب و الضمين يتمثل يف إلتزام اإلدارة الصمت و السكوت إال أن معيار التمييز بينهما يكمن
يف البحث عن طبيعة السلطة املمنوحة لإلدارة.
إذا كانت سلطة اإلدارة مقيدة فالقرار سليب و إذا كانت سلطة اإلدارة تقديرية فالقرار ضمين.
مثل :املصادقة الضمنية للمداوالت م 830ق إ م إ.
-2القرار اإلداري عمل إنفرادي:
ذلك لكونه يصدر إبرادة السلطة اإلدارية لوحدها و على هذا األساس فال يعترب القرار إداراي العمل القانون الذي يتكون يتقابل إرادتني
خمتلفتني إبشرتاك طرفني كل منهما ميل حلسابه و ليس ابلضرورة حىت حيوز القرار على صفته كعمل إنفرادي أن يصدر عن شخص واحد
يعينه فقد يشرتك فيه الكثري من األشخاص يف عملية تكوينه و يعمل كل واحد منهم يف جماله و يبقى العمل حمافظ مع ذلك على
وصفه كقرار مادام اجلميع من شارك عمل حلساب اإلدارة العامة.
2
لذا وجب التمييز بني القرار اإلداري و العقد اإلداري بغض النظر عن اجلهة املصدرة للقرار حىت و لو كان ذلك إبشراك جهات إدارية
أخرى أو إبحالة ملف على جهات إدارية أخرى غري اجلهة املصدرة للقرار فذلك ال ينفي صفة اإلنفرادية.
نظرية القرارات القابلة لإلنفصال:
4
معيار الباعث السياسي مث معيار طبيعة العمل أو موضوعه مث معيار القائمة القضائية أو التعداد على سبيل احلصر و من هذه األعمال
األعمال املتعلقة أبمن الدولة الداخلي و األعمال املعلقة ابحلرب و األعمال املتصلة ابلشؤون اخلارجية و غريها.
-5من حيث املخاطبني هبا أنواع القرارات ابلنظر إىل عموميتها و مداها:
تنقسم القرارات اإلدارية إىل قرارات فردية و قرارات تنظيمية.
أ -القرارات اإلدارية الفردية:
و هي القرارات اليت ختص شخصا معينا بذاته أو أفراد معينة بذواهتم و تستنفذ موضوعها مبجرد تطبيقها على احلالة املعنية أو احلاالت
املعنية مثال مرسوم رائسي مينح اجلنسية.
ب -القرارات التنظيمية أو اللئحية:
و هي قرارات حتتوي على قواعد عامة و جمردة و ال تعين شخصا بذاته و إمنا ختاطب جمموعة من االشخاص و متس جمموعة من املراكز
بشكل جمرد و أتيت يف سلم التدرج التسريعي يف املرتبة الثالثة بعد الدستور و القوانني و إن كانت ختتلف عن القاعدة القانونية من حيث
الشكل و املصدر.
-6من حيث اجلهة املصدرة:
تقيم القرارات اإلدارية من حيث اجلهة املصدرة إىل عدة نواحي حسب طبيعة اجلهة اليت صدر عنها و هذا ضمن اهليكل اإلداري
للدولة.
أ -القرارات الصادرة عن السلطة املركزية:
و تتمثل هذه القرارات يف القرارات الصادرة عن رائسة اجلمهورية كاملراسيم الرائسية التنظيمية و الفردية و التنفيذية كما تصدر عن رائسة
احلكومة مراسيم تنفيذية تنظيمية و مراسيم فردية كما تصدر عن الوزير القرارات الوزارية الفردية أو املشرتكة.
ب – القرارات الصادرة عن السلطة اللمركزية:
و هي تلك القرارات اليت تصدر عن الوالة يف إطار ممارسة صالحيتهم و كذا القرارات الصادرة عن رؤساء اجملالس الشعبية البلدية كما
جند أن هناك قرارات صادرة عن األجهزة اإلدارية املستقلة و املصاحل اإلدارية اخلارجية املتمثلة يف املديرايت التنفيذية على مستوى الوالية
مثل مدير الصحة و الشؤون الدينية و الرتبية و التجارة و غريها.
أركان القرار اإلداري:
للقرار اإلداري أركان يتعني توافرها حىت يرتب أاثره و نتائجه القانونية و هذه الشروط تنحصر يف صدوره عن سلطة إدارية خمتصة
تنحصر وفقا إلجراءات و شكليات حددها القانون و التنظيم و أن يقوم على سبب يسوغه و يستند عليه و يربر وجوده و أن يكون
اهلدف منه حتقيق مصلحة عامة.
للقرار اإلداري مخسة أركان و هي ركن الدستور و ركن اإلختصاص و ركن الشكل و اإلجراءات و ركن احملل و ركن اهلدف.
أوال :ركن السبب:
يقصد ابلسبب احلالة القانونية أو الواقعية اليت تسوغ إصدار القرار أي أن السبب هو الوقائع و الظروف املادية و القانونية اليت دفعت
اإلدارة إلصدار قرارها.
احلالة الواقعية :إضطراابت يف اإلقليم مرسوم حالة الطوارئ احلالة اإلستثنائية الكوارث الطبيعية الزالزل احلرائق الفيضاانت.
احلالة القانونية :إرتكاب موظف خطأ أتدييب إستقالة ،اإلستداع.
5
إن للسبب شروط و هي أن يكون مشروعا و قائما و حاال.
أ -أن يكون مشروعا :تكريسا لدولة القانون وجب إخضاع اإلدارة ملنظومة قانونية مبا يكفل احلقوق و احلرايت لألفراد و ال ميكن أن
يتحقق ذلك إال إذا إعتمدت اإلدارة على سبب مشروع كواقعة مادية أو قانونية.
ب -أن يكون قائما و حاال:
جيب أن يكون السبب املعتمد عليه يف إ صدار القرار اإلداري كواقعة مادية أو قانونية موجود فعليا و قائما و حاال و ال ميكن إفرتاض
وجود سبب علما و أنه يشرتط يف السبب أن يظل قائما إىل غاية صدور القرار فإذا زال السبب قبل إصدار القرار ال ميكن لإلدارة أن
تتمسك إبصداره و إال كان قرارها غري مشروع و مشوب بعيب إنعدام السبب -سحب اإلستقالة .-
هناك فرق بني السبب و التسبيب ذلك أن التسبيب هو ذكر األسباب يف صلب القرار اإلداري فهو إجراء شكلي يندرج ضمن ركن
الشكل و اإلجراءات.
و هو ملزم لإلدارة يف حالة وجد نص قانوين صريح.
هناك قرينة قانونية مفادها أن القرارات اإلدارية الغري مسببة صحيحة و سليمة إىل غاية إثبات العكس.
اثنيا :ركن اإلختصاص:
تعري ـ ـ ـ ـ ـفه:
يقصد ابإلختصاص القدرة قانوان على مباشرة عمل إداري معني لكون أن القانون هو الذي حيدد لكل موظف نطاق إختصاصه و منه
فقواعد اإلختصاص يتم ضبطها من طرف املشرع و هي من النظام العام مما يرتتب عن ذلك القول:
* ال جيوز لإلدارة إبرام إتفاق مع األفراد لتغيري و خمالفة قواعد اإلختصاص.
* حيق للطاعن صاحب الصفة و املصلحة إاثرة الدفع بعدم اإلختصاص يف اي مرحلة من مراحل التقاضي كما جيوز للقاضي إاثرة هذا
الدفع من تلقاء نفسه.
* ال جيوز لإلدارة التحلل من قواعد اإلختصاص حيىت يف حالة الضرورة أو اإلستعجال.
* ال جيوز لإلدارة التنازل عن إختصاصاهتا.
* ال جيوز تصحيح عيب اإلختصاص إبجراء الحق.
إن ركن اإلختصاص عناصر و هي أربعة:
-1العنصر الشخصي لإلختصاص :مبعىن صدور القرار و إختاذه من طرف اسلطة اإلدارية اليت حددها القانون دون غريها إال أن
هناك إستثناءات على هذا األصل محاية منه للنظام العام و ضماان منه لسريورة املرافق العامة إبنتظام و إطراء هذه اإلستثناءات تكمن يف
التفويض:
يقصد ابلتفويض أن يعهد الرئيس اإلداري ببعض إختصاصاته اليت يستمدها من القانون إىل معاونيه املباشرين بناءا على نص قانوين أو
هو اإلجراء الذي تعهد مبقتضاه سلطة لسلطة أخرى جلزء من إختصاصاهتا بناءا على نص قانوين أيذن له بذلك و أن للتفويض شروط
و هي:
-وجود نص قانوين يرخص ابلتفويض.
-صدور قرار التفويض.
إن للتفويض صور و هي:
6
* تفويض اإلختصاص أو السلطة:
و يقصد به نقل أو حتويل جزء أو بعض إختصاصات من شخص أو سلطة إدارية إىل سلطة إدارية أخرى مما يؤدي إىل حرمان األصيل
من مباشرة العمل حمل التفويض طيلة مدة التفويض و حتمل املفوض له املسؤولية الكاملة عما فوض له.
* تفويض التوقيع:
يكتفي املشرع يف هذه الصورة ينقل صالحية التوقيع ال غري و يكون التفويض هنا قائما على إعتبارات شخصية و الثقة و يسمح فيه
لألصيل يف نفس الوقت التوقيع فيما يتحمل األصيل املسؤولية من أساء املفوض له التصرف.
احللول:
يقصد ابحللول يف اجملال اإلداري أن يتغيب صاحب اإلختصاص األصيل أو أن يعرتضه مانع سواء كان إراداي كاإلستقالة أو اإلمتناع
عن العمل أو كان غري إرادي كاملرض و املوت عندئذ حتل من يعينه املشرع حمل االصلي و تكون سلطات و إختصاصات من سيمارس
احللول هي ذاهتا سلطات االصيل.
حلول الوايل حمل رئيس البلدية بعد إعذاره:
يقصد ابإلانبة حالة الشغور الذي حيدث يف الوظيفة نتيجة غياب أو إمتناع سلطة عامة فتقوم ذات السلطة يف حالة الغياب أو سلطة
أعلى منها بتعيني انئب يقوم ابلعمل ضمن الكيفية اليت جييزها النص القانوين.
-2العنصر املكاين لإلختصاص:
و هو اجملال اإلقليمي الذي يسمح فيه القانون لرجل اإلدارة إ صدار قراراته اإلدارية يف حدوده مبعين حتديد و حصر الدائرة املكانية
الوالية ،البلدية ،رئيس اجلامعة ،الوزير ،الوزير األول ،رئيس اجلمهورية.
-3العنصر الزماين لإلختصاص:
و هو احليز الزمين الذي يسمح فيه قانوان لرجل اإلدارة مباشرة إختصاصه كالعهدة اإلنتخابية ابلنسبة لرئيس البلدية و الدورات العادية
و اإلستثنائية للمجالس احمللية الوالئية و البلدية.
-4العنصر املوضوعي لإلختصاص:
و هو حتديد املوضوعات و طبيعة األعمال اليت جيوز للشخص اإلداري أن يصدر بشأهنا و يف نطاقها قرارات إدارية و ال يصح اخلروج
عنها و إال عد عملها عرضة لإللغاء طاملا و أن املشرع هو من يوزع األعمال و الوظائف و الصالحيات بني اجلهات اإلدارية تفاداي
لظارهة تداخل الصالحيات و ظاهرة تنازع اإلختصاص بنوعية السليب و اإلجيايب.
اثلثا :ركن الشكل و اإلجراءات:
يقصد به جمموعة الشكليات و اإلجراءات اليت تكون القالب أو اإلطار اخلارجي الذي يظهر و يربز إرادة اإلدارة يف إصدار القرار
اإلداري ذلك أن القرار اإلداري إبعتباره عمال إراداي يتطلب إظهار و جتسيد إرادة اإلدارية يف مظهر خارجي معلوم حىت ينتج آاثره
القانونية إزاء املخاطب به أو املخاطبني به.
األصل أن اإلدارة عند قيامها إبصدار قرارات إدارية ال تلزم بشكل أو إجراء معني ما مل يقرر الدستور أو القانون أو التنظيم خالف
ذلك.
7
إن أمهية الشكل و اإلجراءات تكمن يف كوهنا قررت و فرضت للمصلحة العامة لكوهنا تعصم اإلدارة من خماطر التسرع و تدفعها إىل
إختاذ قرارات مدروسة مبا حيافظ على مبدأ املشروعية.
و من أمثلة ذلك الشكل أو املظهر الذي يتخذه القرار و التسبيب و التوقيع و اللغة ،حتييث القرار.
إن اإلجراءات هي الشكليات السابقة على إختاذ القرار و اليت تدخل يف تكوين القرار و تشكيل حمتواه و اليت تؤثر على مشروعية القرار
و من أملتها اإلستشارة ،أخذ الرأي ،التحقيق ،املعاينات ،إحرتام املرء.
إن شكليات القرار اإلداري نوعان أساسية و جوهرية و اثنوية فالشكليات األساسية تؤثر يف القرار و جتعله ابطال أما الثانوية فال.
مثال كاإلجراءات اليت قررت لصاحل اإلدارة ال لصاحل األفراد ،اإلجراءات اليت ال تؤثر يف سالمة القرار و ال متس مبراكز األشخاص.
11
ابلضرورة إصدار قرار إداري يتماشى و تلك احلالة الواقعية فإذا زال الظرف أو إختفى فذلك يؤدي ابلضرورة إىل زوال و هناية القرارات
اإلدارية اليت مت إختاذها بعنوان هذه احلالة أو ذلك الظرف.
-4هناية القرار اإلداري إبنتهاء احلالة القانونية:
هذه احلالة شبيهة ابحلالة السابقة إال أن اإلختالف يكمن يف إصدار قرار إداري بناءا على حالة قانونية أي وجود أسباب قانونية
كالرتخيص ألجنيب بإلقامة بناءا على عالقة عمل بينه و بني جهة إدارية معينة -وجود عالقة عمل مع جهة رمسية .-
-5هناية القرار اإلداري إلستحالة التنفيذ:
هناك قرارات إدارية تصدر و ال تنفذ بسبب إ ستحالة تنفيذها كأن يلجأ اإلدارة إىل الرتخيص لشخص ملمارسة نشاط ما أو تعيينه يف
وظيفة ما مث بعد ذلك ثبت الوفاة هلذا األخري بعد صدور القرار.
-6هناية القرار اإلداري بتحقق األجل الفاسخ:
قد تعلق جهة إدارية سراين قرار إداري ما على أجل فاسخ فإن حتقق األجل الفاسخ أدى ذلك ابلضرورة إىل زوال القرار اإلداري
و هنايته.
-7هناية القرار اإلداري حبكم أو قرار قضائي:
ينتهي القرار اإلداري بواسطة القضاء و هذا من خالل رفع دعوى اإللغاء أمام اجلهات القضائية املختصة وفق شروط و إجراءات قانونية
إللغاء القرار اإلداري لعدم مشروعيته أ ين ميلك القاضي اإلداري سلطة واسعة يف إلغاء القرار اإلداري و هذا مظهر من مظاهر دولة
القانون حبيث و بصدور حكم أو قرار قضائي يتعني على اجلهة اإلدارية إلغاء القرار اإلد اري و وضع حد له و كأنه مل يصدر أصال
إمتثاال للحكم أو القرار القضائي الصادر عن احملاكم اإلدارية أو جملس الدولة حسب طبيعة اإلختصاص النوعي.
اثنيا :اإلنتهاء اإلداري للقرار اإلداري:
هناية القرار اإلداري بعمل من جانب اإلدارة:
إلغاء:
هو إجراء قانوين تقوم به اإلدارة و مبقتضاه تنهي اآلاثر القانونية للقرار فورا و ابلنسبة للمستقبل و من دون أن ترتد أاثره على املاضي.
إن القرارات اإلدارية التنظيمية لتضمنها قواعد جمردة و عامة و إلرتباطها مبراكز عامة جيوز لإلدارة إلغائها يف أي وقت إال أن الوضع
خيتلف ابلنسبة للقرارات اإلدارية الفردية و ذلك تبعا ملشروعية القرار من عدمه و مدى ترتيبه للحقوق املكتسبة.
إن القرارات اإلدارية الفردية املشروعة و السليمة ال جيوز املساس هبا مىت رتبت حقوق مكتسبة لكوهنا حتصنت.
أما القرارات اإلدارية الفردية غري املشروعة و املرتبة حلقوق فيجوز لإلدارة إلغائها محاية ملقتضيات املشروعية إال أن هذه السلطة حمصورة
يف آجال قانونية حمددة أبربعة أشهر قياسا على آجال الطعن القضائي يف القرارات اإلدارية فإذا إنقضت اآلجال حتصن القرار اإلداري
و اصبح مشروعا.
رغم عدم مشروعيته و هذا حفاظا على إستقرار األوضاع القانونية و احلقوق املكتسبة.
السحب:
هو إعدام القرار و حمو آاثره بشكل هنائي و مطلق و هي طريقة تتيح لإلدارة مراجعة أعماهلا القانونية أبثر رجعي.
و السحب خيتلف عن اإللغاء القضائي لكونه ال خيضع لإلجراءات و القيود اليت خيضع هلا اإللغاء القضائي.
12
إن لإلدارة سلطة املالءمة يف سحب قراراهتا التنظيمية و جتريدها لكوهنا ال ترتب إال مراكز عامة و أنه ال أحد أن حيتج على اإلدارة حبق
مكتسب يف ظل هذه املراكز القانونية العامة إال أن األمر خيتلف ابلنسبة للقرارات اإلدارية الفردية لكون أن اإلدارة ال حيق هلا سحب
قرارات فردية سليمة إال إذا ثبت أن هذه األخرية مل ترتب مزااي و حقوق لفائدة الغري.
إن للسحب شروط وجب توفرها و هي:
أوال :عدم مشروعية القرار اإلداري حمل السحب:
اثنيا :وجوب إجراء السحب يف اآلجال املقررة قانوان:
ميعاد الطعن القضائي احملدد بـ 04اشهر.
اثلثا :أن يتم السحب من قبل السلطة املختصة:
ما جتدر اإلشارة إ ليه أنه ال يعتد هبذه اآلجال و يسقط العمل هبا يف حاالت حمددة و يكون لإلدارة مطلق احلرية يف سحب القرارات
الفردية و هي:
* سحب القرار املعدوم مشوب بعيب اإلختصاص اجلسيم.
* سحب القرار الصادر بناءا على تدليس و غش ممن صدر ملصلحته.
إن الغش يفسد كل عمل و عليه فالقرار الصادر على هذا النحو غري جدير ابحلماية.
واثئق مزورة :حتايل املعين بتقدمي معلومات خاطئة أو واثئق غري صحيحة.
* القرارات اليت مل تنشر و مل تبلغ.
13