Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫الس ـ ـ ـنة الثالثـ ـ ـ ـة‪ :‬قان ـ ـ ـ ـون عـ ـ ـ ـ ـام‪.

‬‬
‫مق ـ ـ ـ ـ ـياس‪ :‬نظرية القرارات والعقود اإلدارية‪.‬‬
‫أمهية القرار اإلداري‪:‬‬
‫إن نظرية القرار اإلداري حتتل مكانة متميزة على صعيد العلوم القانونية عامة ودراسات القانون اإلداري خاصة وهذه األمهية ميكن‬
‫خصرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إن القرار اإلداري يتخذ ابإلرادة املنفردة دون إرادة أو مشاركة من املعين أو املعنيني‪.‬‬
‫‪ -2‬إن القرار اإلداري مظهر من مظاهر ممارسة أعمال السلطة العامة‪.‬‬
‫‪ -3‬إن القرار اإلداري حمور الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -4‬إن القرار اإلداري غري قابل للتقنني‪.‬‬
‫‪ -5‬إن القرار اإلداري أكثر الوسائل إستعماال لدى جهة اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -6‬إن القرار اإلداري يتمتع ابلطابع التنفيذي‪.‬‬
‫‪ -7‬لنظرية القرار اإلداري صلة بغريها من النظرايت كنظرية الضبط اإلداري و نظرية املوظف العام و نظرية املرفق العام و نظرية نزع‬
‫امللكية للمنفعة العامة‪.‬‬
‫تعريف القرار اإلداري‪:‬‬
‫لقد خلت التشريعات من تعريف القرار اإلداري و هذا أمر طبيعي إذ الغالب أن يعزف املشرع عن التطرق لتعريفات تتعلق مبصطلحات‬
‫قانونية عادة ما يثر اجلدل حوهلا و يكثر بشأهنا اإلختالف اتركا ذلك للفقه و القضاء و أحسن ما فعل بذلك‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التعريف الفقهي‪:‬‬
‫لقد إعرتف الفقه الغريب بصعوبة إعطاء تعريف للقرار اإلداري و هذا ابلنظر للجهات اإلدارية الكثرية اليت تصدره و ابلرغم من ذلك قدم‬
‫الفقة جمموعة كبرية من التعريفات من أمهها ما ذهب إليه العميد موريس هوريو الذي عرف القرار اإلداري على أنه إعالن لإلدارة بقصد‬
‫إحداث أ ثر قانوين إزاء األفراد يصدر عن سلطة إدارية يف صورة تنفيذية أو يف صورة تؤدي إىل التنفيذ املباشر‪.‬‬
‫إن هذا التعريف السالف الذكر خال من ذكر أن القرار اإلداري يتخذ ابإلرادة املنفردة لإلدارة كما حصر القرارات اإلدارية على أهنا‬
‫وسيلة رخطاب بني اإلدارة و األفراد مبعدا بذلك القرارات اإلدارية املوجهة لإلدارات العمومية‪.‬‬
‫لقد عرف الدكتور فؤاد مهنا القرار اإلداري أبنه عمل قانوين إنفرادي يصدر من جانب واحد إبرادة أحد السلطات اإلدارية يف الدولة‬
‫و حيدث آاثر قانونية إبنشاء وضع قانوين جديد أو تعديل أو إلغاء وضع قانوين قائم‪.‬‬
‫إن هذا اتعريف دفع ابلكثري من الفقهاء إىل تزكية هذا التعريف‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬التعريف القضائي‪:‬‬
‫عرفت حمكمة القضاء اإلداري يف مصر يف حكم هلا صدر يف ‪ 1954.01.06‬يف القضية رقم ‪ 934‬القرار اإلداري أبنه إفصاح اإلدارة يف‬
‫الشكل الذي حيده القانون عن إرادهتا امللزمة مبا هلا من سلطة مبقتضى القوانني و اللوائح قصد إحداث مركز قانوين معني مىت كان ممكنا‬
‫و جائزا قانوان و كان الباعث عليه إبتغاء مصلحة عامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫غري أن هذا التعريف مت إفتقاده كون أن عبارة إفصاح اإلدارة ال يكون إال يف القرارات اإلدارية الصرحية دون القرارات الضمنية كما أن‬
‫التعريف حصر آاثر القرار اإلداري يف إحداث آاثر قانونية يف حني أن القرار اإلد اري ميكن له أن يعدل و أن يلغي اآلاثر القانونية و‬
‫هلذا مت إنتقاد هذا التعريف الشائع‪.‬‬
‫عناصر وجود القرار اإلداري و خصائصه‪:‬‬
‫‪ -1‬القرار اإلداري تصرف إرادي‪:‬‬
‫من املعلوم أنه ليس لإلدارة من سبيل التعبري عن إرادهتا إال من خالل ما يصدر عنها من قرارات إدارية و ليس ابلضرورة أن يكون‬
‫إفصاحها صرحيا إذ ميكن أن يشكل ضمنيا و إلتزامها السلبية قرار إداري ايضا و هو ما يعرف فقها ابلقرار اإلداري السليب فخوفا من‬
‫مراكز املخاطبني من تعسف اإلدارة قد يتدخل الشرع و يلزم اإلدارة أحياان بضرورة التعبري عن موقفها فإن هي إلتزمت الصمت نكون‬
‫أمام قرار سليب يكون عرضة للبطالن أمام القضاء‪.‬‬
‫و يف هذا السياق فإن متييز القرار السليب و القرار الضمين يكمن يف أن سلطة اإلدارة يف القرار السليب تكون مفيدة حني يستخلص من‬
‫إمتناع اإلدارة عن إختاذ موقف معني يف موضوع يلزمها القانون إبختاذ موقف بشأنه بينما تكون سلطة اإلدارة يف القرار الضمين غري‬
‫مقيدة بنص و مرتوك هلا سلطة التقدير و يستخلص موقف اإلدارة من مالبسات و قرائن معينة‪.‬‬
‫إن القرار اإلداري الصريح‪ :‬هو القرار الذي تفصح من خالله اإلدارة عن إرادهتا بصورة واضحة صرحية ملموسة مبا يكفل لذوي الشأن‬
‫التعرف على موقفها و ابلتايل معرفة مركزهم القانوين بغض النظر عن مضمونه سواء كان إجيابيا أو سلبيا أي القيام بعمل أو اإلمتناع عن‬
‫القيام بعمل‪.‬‬
‫القرار السليب‪ :‬على نقيض القرار الصريح نكون أمام قرار سليب إذا ما إلتزمت اإلدارية الصمت و السكوت إزاء موقف معني و مل‬
‫تظهر إرادهتا خارجيا بوسيلة واضحة رغم أن املشرع و مبوجب نصوص قانونية يلزمها بذلك‪.‬‬
‫لذا جيب توفر شرطني و مها‪:‬‬
‫* أن يتضمن النص القانوين إلزام اإلدارة إبصدار قرار إداري معني إختصاص مقيد بناء على نصوص قانونية‪.‬‬
‫* أن متتنع اإلدارة عن ذلك و تلتزم الصمت و السكوت‪.‬‬
‫مثل‪ :‬رخصة البناء ‪ ،‬اهلدم‪.‬‬
‫القرار الضمين‪ :‬يعترب القرار اإلداري ضمين مىت توافرت قرائن و ظروف و مالبسات مما يستدل هبا على موقف اإلدارة حيال مسألة‬
‫معينة و هنا نالحظ تشابه بني القرار السليب و الضمين يتمثل يف إلتزام اإلدارة الصمت و السكوت إال أن معيار التمييز بينهما يكمن‬
‫يف البحث عن طبيعة السلطة املمنوحة لإلدارة‪.‬‬
‫إذا كانت سلطة اإلدارة مقيدة فالقرار سليب و إذا كانت سلطة اإلدارة تقديرية فالقرار ضمين‪.‬‬
‫مثل‪ :‬املصادقة الضمنية للمداوالت م ‪ 830‬ق إ م إ‪.‬‬
‫‪ -2‬القرار اإلداري عمل إنفرادي‪:‬‬
‫ذلك لكونه يصدر إبرادة السلطة اإلدارية لوحدها و على هذا األساس فال يعترب القرار إداراي العمل القانون الذي يتكون يتقابل إرادتني‬
‫خمتلفتني إبشرتاك طرفني كل منهما ميل حلسابه و ليس ابلضرورة حىت حيوز القرار على صفته كعمل إنفرادي أن يصدر عن شخص واحد‬
‫يعينه فقد يشرتك فيه الكثري من األشخاص يف عملية تكوينه و يعمل كل واحد منهم يف جماله و يبقى العمل حمافظ مع ذلك على‬
‫وصفه كقرار مادام اجلميع من شارك عمل حلساب اإلدارة العامة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫لذا وجب التمييز بني القرار اإلداري و العقد اإلداري بغض النظر عن اجلهة املصدرة للقرار حىت و لو كان ذلك إبشراك جهات إدارية‬
‫أخرى أو إبحالة ملف على جهات إدارية أخرى غري اجلهة املصدرة للقرار فذلك ال ينفي صفة اإلنفرادية‪.‬‬
‫نظرية القرارات القابلة لإلنفصال‪:‬‬

‫‪ -3‬القرار اإلداري صادر عن جهة إدارية خمتصة‪:‬‬


‫ال يكون القرار إداري إال إذا صدر عن جهة إدارية يف الدولة سواء كانت مركزية أو ال مركزية إنطالقا من مبدأ الفصل بني السلطات‬
‫و خترج عن دائرة القرارات اإلدارية األعمال الشرعية و األعمال القضائية‪.‬‬
‫إن املشرع اجلزائري أخذ ابملعيار العضوي يف حتديد طبيعة املنازعات اإلدارية عمال بنص املادة ‪ 800‬و ‪ 801‬من ق إ م إ رقم ‪09.08‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 2008.02.25‬لكون أن القرارات اليت تصدر عن إحدى اجلهات اإلدارية املركزية أو الالمركزية اإلقليمية أو املرفقية تكون حمل‬
‫دعوى اإللغاء إما أمام احملاكم اإلدارية أو جملس الدولة حسب طبيعة القرار حمل الدعوى‪.‬‬
‫‪ -4‬القرار اإلداري يرتب آاثر قانونية‪:‬‬
‫ليس كل ما تصدره اإلدارة قرار إداراي يصلح ألن يكون حمل لرقابة القضاء فالعربة يف ذلك مبا يرتبه من آاثر سواء ابإلنشاء أو التعديل أو‬
‫اإللغاء‪.‬‬
‫و أتسيسا على ذلك فإن األعمال اإلدارية اليت ال متس مبصاحل املخاطبني ال حتوز على الصفة التنفيذية و ال تعد قرارات إدارية و ال‬
‫تصلح ألن تكون حمل رقابة املشروعية لألعمال التحضريية و اإلستشارة و األعمال التنظيمية و األعمال التمهيدية و األعمال املادية‪.‬‬
‫إن األ ثر الذي حيدثه القرار اإلداري هو الذي يتمم بنيان القرار اإلداري و لو اله ملا مت الطعن فيه‪.‬‬
‫أنواع القرارات اإلدارية‪:‬‬
‫لتقييم القرارات اإلدارية حسب الزاوية اليت تعاجل من خالهلا و إذا كانت تقسيمات القرارات اإلدارية كثرية و متنوعة إال أنه ميكن حصر‬
‫أهم التقسيمات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬من حيث أسلوب اإلدارة يف التعبري عن إرادهتا‪:‬‬
‫أ‪ -‬قرار صريح‪ :‬و هو القرار الذ ي تفصح مبوجبه اإلدارة عن إرادهتا املنفردة بعبارات صرحية مبعىن أفرغت اإلدارة إرادهتا يف شكل‬
‫خارجي كقرار التعيني أو الفصل أو الرتقية أو التحويل أو الفصل‪.‬‬
‫ب – قرار سليب‪ :‬هو ذلك القرار الذي تلتزم اإلدارة فيه الصمت و السكوت رغم أن القانون يلزمها إبختاذ موقف و إصدار قرار و هو‬
‫القرار الذي ال يتحقق إال بتوفر شرطني و مها‪ :‬إلزام القانون جل هة اإلجارة إبختاذ موقف سواء كان النص دستوراي أو تشريعيا أو تنظيميا‬
‫مما جيعل من سلطة اإلدارة مقيدة و أو تواجه اإلدارة هذا اإللزام ابإلمتناع و التمرد‪.‬‬
‫ج‪ -‬قرار ضمين‪ :‬إن القرار الضمين تستجه خالل ظروف و مالبسات و قرائن تدل على موقف حكمي و ضمين من جانب اإلدارة‬
‫مىت كانت سلطة اإلدارة تقديرية‪.‬‬
‫إن املعين ابلقرار اإلداري الصريح تكون وضعيته مرحية يف حالة إصدار اجلهة اإلدارية للقرار الصريح يف ظرف زمين وجيز دون طول‬
‫اإلنتظار أو عناء كبري على خالف القرار السليب أو الضمين السيما و أنه يقع على عاتقه عبء إثبات تفسري موقف اإلدارة عند‬
‫اللجوء للقضاء‪.‬‬
‫‪ -2‬من حيث التكوين‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫تنقسم القرارات اإلدارية من حيث تكوينها إىل قرارات بسيطة و قرارات مركبة أو مندجمة‪.‬‬
‫أ‪ -‬القرارات البسيطة‪:‬‬
‫و هي القرارات اليت تصدر بصفة مستقلة و تكون قائمة بذاهتا وهي غري مرتبطة بعمل آخر لقرار التعيني أو قرار أتدييب أو الرتقية‪.‬‬

‫ب‪ -‬القرارات املركبة‪:‬‬


‫و هي القرارات اليت تصاحب أعمال إدارية أخرى قد تكون سابقة أو معاصرة أو الحقة على صدور القرار مع وجود صلة و إرتباط‬
‫بينهما‪.‬‬
‫مثل‪ :‬التعاقد عن طريق اإلمتياز عقد اإلمتياز يصادق الوايل على اإلتفاقيات‪.‬‬
‫إن القرار اإلداري املركب هو ذلك القرار الذي يتبع بشأنه إجراءات كثرية و معقدة و عادة ما يتم إشراك هيئات أخرى حددها التشريع‬
‫و التنظيم – قرارات متخذة بصدد عملية تعاقدية‪ ،‬قرارات املتخذة بصدد اإلنتخاابت‪ ،‬نزع امللكية للمنفعة العامة‪ ،‬رخصة البناء‪.‬‬
‫‪ -3‬من حيث التأثري على املراكز القانونية‪:‬‬
‫لتقييم القرارات اإلدارية من حيث التأثري على املراكز القانونية إىل قرارات منشئة و قرارات كاشفة‪.‬‬
‫أ‪ -‬القرارات املنشئة‪:‬‬
‫و هي تلك القرارات اإلدارية اليت حتدث تغيريا يف املراكز القانونية للمخاطب ابلقرار فتنشئ له وضعا جديدا مل يكن متوفر من قبل أو‬
‫تغيري له وضعا قائما أو تلغي له هذا الوضع القائم أي أن القرار املنشئ رتب أثرا قانونيا‪.‬‬
‫ب – القرارات الكاشفة أو املقررة‪:‬‬
‫هي تلك القرارات اليت ال حتدث تغيريا يف املراكز القانونية العامة أو اخلاصة بل ينحصر دورها يف تقرير و أتكيد مركز قانوين قائم من قبل‬
‫فالقرارات اإلدارية التفسريية‪.‬‬
‫إن العربة يف سراين القرار اإلداري املنشئ أبثر فوري منذ صدوره بينما القرار الكاشف يسري أبثر رجعي‪.‬‬
‫‪ -4‬من حيث اخلضوع لرقابة القضاء‪:‬‬
‫تتقيم القرارات اإلدارية من حيث اخلضوع لرقابة القضاء إىل قرارات ختضع لرقابة القضاء و قرارات ختضع لذلك‪.‬‬
‫أ‪ -‬القرارات اليت ختضع لرقابة القضاء‪:‬‬
‫يقضي مبدأ املشروعية خصوم القرارات اإلدارية لرقابة القضاء سواء يف جمال اإللغاء أو التغيري أو فحص املشروعية أو التعويض و عليه‬
‫ميكن للمخاطب ابلقرار اإلداري كصاحب صفة و مصلحة املطالبة أمام القضاء إبلغائه أو تفسريه أو فحص مدى مشروعيته أو املطالبة‬
‫ابلتعويض عن الضرر إن كان القرار هو السبب يف ذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬القرارات اليت ال ختضع لرقابة القضاء‪:‬‬
‫هناك نوع من القرارات مت إخراجها من جمال التغطية القضائية بصفة كلية و حتصينها ضد الرقابة القضائية و هي أعمال السيادة أو‬
‫احلكومة قياسا على نظرية أعم ال السيادة و هي من وضع القضاء اإلداري الفرنسي من خالل إمتناع جملس الدولة الفرنسي ممارسة‬
‫الرقابة عن بعض األعمال الصادرة عن السلطة التنفيذية و أطلق عليها أعمال السيادة و املعيار الذي مت إعتماده يف بداية املطاف هو‬

‫‪4‬‬
‫معيار الباعث السياسي مث معيار طبيعة العمل أو موضوعه مث معيار القائمة القضائية أو التعداد على سبيل احلصر و من هذه األعمال‬
‫األعمال املتعلقة أبمن الدولة الداخلي و األعمال املعلقة ابحلرب و األعمال املتصلة ابلشؤون اخلارجية و غريها‪.‬‬
‫‪ -5‬من حيث املخاطبني هبا أنواع القرارات ابلنظر إىل عموميتها و مداها‪:‬‬
‫تنقسم القرارات اإلدارية إىل قرارات فردية و قرارات تنظيمية‪.‬‬
‫أ‪ -‬القرارات اإلدارية الفردية‪:‬‬
‫و هي القرارات اليت ختص شخصا معينا بذاته أو أفراد معينة بذواهتم و تستنفذ موضوعها مبجرد تطبيقها على احلالة املعنية أو احلاالت‬
‫املعنية مثال مرسوم رائسي مينح اجلنسية‪.‬‬
‫ب‪ -‬القرارات التنظيمية أو اللئحية‪:‬‬
‫و هي قرارات حتتوي على قواعد عامة و جمردة و ال تعين شخصا بذاته و إمنا ختاطب جمموعة من االشخاص و متس جمموعة من املراكز‬
‫بشكل جمرد و أتيت يف سلم التدرج التسريعي يف املرتبة الثالثة بعد الدستور و القوانني و إن كانت ختتلف عن القاعدة القانونية من حيث‬
‫الشكل و املصدر‪.‬‬
‫‪ -6‬من حيث اجلهة املصدرة‪:‬‬
‫تقيم القرارات اإلدارية من حيث اجلهة املصدرة إىل عدة نواحي حسب طبيعة اجلهة اليت صدر عنها و هذا ضمن اهليكل اإلداري‬
‫للدولة‪.‬‬
‫أ‪ -‬القرارات الصادرة عن السلطة املركزية‪:‬‬
‫و تتمثل هذه القرارات يف القرارات الصادرة عن رائسة اجلمهورية كاملراسيم الرائسية التنظيمية و الفردية و التنفيذية كما تصدر عن رائسة‬
‫احلكومة مراسيم تنفيذية تنظيمية و مراسيم فردية كما تصدر عن الوزير القرارات الوزارية الفردية أو املشرتكة‪.‬‬
‫ب – القرارات الصادرة عن السلطة اللمركزية‪:‬‬
‫و هي تلك القرارات اليت تصدر عن الوالة يف إطار ممارسة صالحيتهم و كذا القرارات الصادرة عن رؤساء اجملالس الشعبية البلدية كما‬
‫جند أن هناك قرارات صادرة عن األجهزة اإلدارية املستقلة و املصاحل اإلدارية اخلارجية املتمثلة يف املديرايت التنفيذية على مستوى الوالية‬
‫مثل مدير الصحة و الشؤون الدينية و الرتبية و التجارة و غريها‪.‬‬
‫أركان القرار اإلداري‪:‬‬
‫للقرار اإلداري أركان يتعني توافرها حىت يرتب أاثره و نتائجه القانونية و هذه الشروط تنحصر يف صدوره عن سلطة إدارية خمتصة‬
‫تنحصر وفقا إلجراءات و شكليات حددها القانون و التنظيم و أن يقوم على سبب يسوغه و يستند عليه و يربر وجوده و أن يكون‬
‫اهلدف منه حتقيق مصلحة عامة‪.‬‬
‫للقرار اإلداري مخسة أركان و هي ركن الدستور و ركن اإلختصاص و ركن الشكل و اإلجراءات و ركن احملل و ركن اهلدف‪.‬‬
‫أوال‪ :‬ركن السبب‪:‬‬
‫يقصد ابلسبب احلالة القانونية أو الواقعية اليت تسوغ إصدار القرار أي أن السبب هو الوقائع و الظروف املادية و القانونية اليت دفعت‬
‫اإلدارة إلصدار قرارها‪.‬‬
‫احلالة الواقعية‪ :‬إضطراابت يف اإلقليم مرسوم حالة الطوارئ احلالة اإلستثنائية الكوارث الطبيعية الزالزل احلرائق الفيضاانت‪.‬‬
‫احلالة القانونية‪ :‬إرتكاب موظف خطأ أتدييب إستقالة ‪ ،‬اإلستداع‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫إن للسبب شروط و هي أن يكون مشروعا و قائما و حاال‪.‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون مشروعا‪ :‬تكريسا لدولة القانون وجب إخضاع اإلدارة ملنظومة قانونية مبا يكفل احلقوق و احلرايت لألفراد و ال ميكن أن‬
‫يتحقق ذلك إال إذا إعتمدت اإلدارة على سبب مشروع كواقعة مادية أو قانونية‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون قائما و حاال‪:‬‬
‫جيب أن يكون السبب املعتمد عليه يف إ صدار القرار اإلداري كواقعة مادية أو قانونية موجود فعليا و قائما و حاال و ال ميكن إفرتاض‬
‫وجود سبب علما و أنه يشرتط يف السبب أن يظل قائما إىل غاية صدور القرار فإذا زال السبب قبل إصدار القرار ال ميكن لإلدارة أن‬
‫تتمسك إبصداره و إال كان قرارها غري مشروع و مشوب بعيب إنعدام السبب ‪ -‬سحب اإلستقالة ‪.-‬‬
‫هناك فرق بني السبب و التسبيب ذلك أن التسبيب هو ذكر األسباب يف صلب القرار اإلداري فهو إجراء شكلي يندرج ضمن ركن‬
‫الشكل و اإلجراءات‪.‬‬
‫و هو ملزم لإلدارة يف حالة وجد نص قانوين صريح‪.‬‬
‫هناك قرينة قانونية مفادها أن القرارات اإلدارية الغري مسببة صحيحة و سليمة إىل غاية إثبات العكس‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬ركن اإلختصاص‪:‬‬
‫تعري ـ ـ ـ ـ ـفه‪:‬‬
‫يقصد ابإلختصاص القدرة قانوان على مباشرة عمل إداري معني لكون أن القانون هو الذي حيدد لكل موظف نطاق إختصاصه و منه‬
‫فقواعد اإلختصاص يتم ضبطها من طرف املشرع و هي من النظام العام مما يرتتب عن ذلك القول‪:‬‬
‫* ال جيوز لإلدارة إبرام إتفاق مع األفراد لتغيري و خمالفة قواعد اإلختصاص‪.‬‬
‫* حيق للطاعن صاحب الصفة و املصلحة إاثرة الدفع بعدم اإلختصاص يف اي مرحلة من مراحل التقاضي كما جيوز للقاضي إاثرة هذا‬
‫الدفع من تلقاء نفسه‪.‬‬
‫* ال جيوز لإلدارة التحلل من قواعد اإلختصاص حيىت يف حالة الضرورة أو اإلستعجال‪.‬‬
‫* ال جيوز لإلدارة التنازل عن إختصاصاهتا‪.‬‬
‫* ال جيوز تصحيح عيب اإلختصاص إبجراء الحق‪.‬‬
‫إن ركن اإلختصاص عناصر و هي أربعة‪:‬‬
‫‪ -1‬العنصر الشخصي لإلختصاص‪ :‬مبعىن صدور القرار و إختاذه من طرف اسلطة اإلدارية اليت حددها القانون دون غريها إال أن‬
‫هناك إستثناءات على هذا األصل محاية منه للنظام العام و ضماان منه لسريورة املرافق العامة إبنتظام و إطراء هذه اإلستثناءات تكمن يف‬
‫التفويض‪:‬‬
‫يقصد ابلتفويض أن يعهد الرئيس اإلداري ببعض إختصاصاته اليت يستمدها من القانون إىل معاونيه املباشرين بناءا على نص قانوين أو‬
‫هو اإلجراء الذي تعهد مبقتضاه سلطة لسلطة أخرى جلزء من إختصاصاهتا بناءا على نص قانوين أيذن له بذلك و أن للتفويض شروط‬
‫و هي‪:‬‬
‫‪ -‬وجود نص قانوين يرخص ابلتفويض‪.‬‬
‫‪ -‬صدور قرار التفويض‪.‬‬
‫إن للتفويض صور و هي‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫* تفويض اإلختصاص أو السلطة‪:‬‬
‫و يقصد به نقل أو حتويل جزء أو بعض إختصاصات من شخص أو سلطة إدارية إىل سلطة إدارية أخرى مما يؤدي إىل حرمان األصيل‬
‫من مباشرة العمل حمل التفويض طيلة مدة التفويض و حتمل املفوض له املسؤولية الكاملة عما فوض له‪.‬‬
‫* تفويض التوقيع‪:‬‬
‫يكتفي املشرع يف هذه الصورة ينقل صالحية التوقيع ال غري و يكون التفويض هنا قائما على إعتبارات شخصية و الثقة و يسمح فيه‬
‫لألصيل يف نفس الوقت التوقيع فيما يتحمل األصيل املسؤولية من أساء املفوض له التصرف‪.‬‬

‫احللول‪:‬‬
‫يقصد ابحللول يف اجملال اإلداري أن يتغيب صاحب اإلختصاص األصيل أو أن يعرتضه مانع سواء كان إراداي كاإلستقالة أو اإلمتناع‬
‫عن العمل أو كان غري إرادي كاملرض و املوت عندئذ حتل من يعينه املشرع حمل االصلي و تكون سلطات و إختصاصات من سيمارس‬
‫احللول هي ذاهتا سلطات االصيل‪.‬‬
‫حلول الوايل حمل رئيس البلدية بعد إعذاره‪:‬‬
‫يقصد ابإلانبة حالة الشغور الذي حيدث يف الوظيفة نتيجة غياب أو إمتناع سلطة عامة فتقوم ذات السلطة يف حالة الغياب أو سلطة‬
‫أعلى منها بتعيني انئب يقوم ابلعمل ضمن الكيفية اليت جييزها النص القانوين‪.‬‬
‫‪ -2‬العنصر املكاين لإلختصاص‪:‬‬
‫و هو اجملال اإلقليمي الذي يسمح فيه القانون لرجل اإلدارة إ صدار قراراته اإلدارية يف حدوده مبعين حتديد و حصر الدائرة املكانية‬
‫الوالية‪ ،‬البلدية‪ ،‬رئيس اجلامعة‪ ،‬الوزير‪ ،‬الوزير األول‪ ،‬رئيس اجلمهورية‪.‬‬
‫‪ -3‬العنصر الزماين لإلختصاص‪:‬‬
‫و هو احليز الزمين الذي يسمح فيه قانوان لرجل اإلدارة مباشرة إختصاصه كالعهدة اإلنتخابية ابلنسبة لرئيس البلدية و الدورات العادية‬
‫و اإلستثنائية للمجالس احمللية الوالئية و البلدية‪.‬‬
‫‪ -4‬العنصر املوضوعي لإلختصاص‪:‬‬
‫و هو حتديد املوضوعات و طبيعة األعمال اليت جيوز للشخص اإلداري أن يصدر بشأهنا و يف نطاقها قرارات إدارية و ال يصح اخلروج‬
‫عنها و إال عد عملها عرضة لإللغاء طاملا و أن املشرع هو من يوزع األعمال و الوظائف و الصالحيات بني اجلهات اإلدارية تفاداي‬
‫لظارهة تداخل الصالحيات و ظاهرة تنازع اإلختصاص بنوعية السليب و اإلجيايب‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬ركن الشكل و اإلجراءات‪:‬‬
‫يقصد به جمموعة الشكليات و اإلجراءات اليت تكون القالب أو اإلطار اخلارجي الذي يظهر و يربز إرادة اإلدارة يف إصدار القرار‬
‫اإلداري ذلك أن القرار اإلداري إبعتباره عمال إراداي يتطلب إظهار و جتسيد إرادة اإلدارية يف مظهر خارجي معلوم حىت ينتج آاثره‬
‫القانونية إزاء املخاطب به أو املخاطبني به‪.‬‬
‫األصل أن اإلدارة عند قيامها إبصدار قرارات إدارية ال تلزم بشكل أو إجراء معني ما مل يقرر الدستور أو القانون أو التنظيم خالف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫إن أمهية الشكل و اإلجراءات تكمن يف كوهنا قررت و فرضت للمصلحة العامة لكوهنا تعصم اإلدارة من خماطر التسرع و تدفعها إىل‬
‫إختاذ قرارات مدروسة مبا حيافظ على مبدأ املشروعية‪.‬‬
‫و من أمثلة ذلك الشكل أو املظهر الذي يتخذه القرار و التسبيب و التوقيع و اللغة‪ ،‬حتييث القرار‪.‬‬
‫إن اإلجراءات هي الشكليات السابقة على إختاذ القرار و اليت تدخل يف تكوين القرار و تشكيل حمتواه و اليت تؤثر على مشروعية القرار‬
‫و من أملتها اإلستشارة‪ ،‬أخذ الرأي‪ ،‬التحقيق‪ ،‬املعاينات‪ ،‬إحرتام املرء‪.‬‬
‫إن شكليات القرار اإلداري نوعان أساسية و جوهرية و اثنوية فالشكليات األساسية تؤثر يف القرار و جتعله ابطال أما الثانوية فال‪.‬‬
‫مثال كاإلجراءات اليت قررت لصاحل اإلدارة ال لصاحل األفراد‪ ،‬اإلجراءات اليت ال تؤثر يف سالمة القرار و ال متس مبراكز األشخاص‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ركن العمل‪:‬‬


‫حمل القرار اإلداري هو األثر الذي يرتتب عليه مباشرة و حاال و يؤدي إىل إحداث تغيري إما إبنشاء مركز قانوين جديد أو تعديل أو‬
‫إلغاء مركز قانوين موجود من قبل‪.‬‬
‫إن حمل القرار اإلداري الفردي ينتج أثرا شخصيا ميس شخصا بذاته أما القرار التنظيمي ينتج أثرا عاما واسع النطاق‪.‬‬
‫و تشرتط يف حمل القرار اإلداري أي موضوعه أن يكون مشروعا أي ال يتعارض مع التشريع مبفهومه الواسع و أن ال يكون خمالفا‬
‫للقانون و إال كان عرضه لإلبطال بسبب عيب خمالفة القانون‪.‬‬
‫كما يشرتط يف احملل أن يكون ممكنا أي غري مستحل مثال صدور قرار برتقية موظف ثبت أنه تويف قبل صدور القرار‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬ركن الغاية – اهلدف‪:‬‬
‫غاية القرار هو اهلدف الذي تبتغيه اإلدارة من وراء إصدار قرارها‪.‬‬
‫إن ركن اهلدف هو النتيجة النهائية الذي تستهدفها اإلدارة من وراء إصدار القرار و إذا كان اهلدف العام هو حتقيق املصلحة العامة‬
‫و هو إلتزام مفرتض ال حيتاج إىل نص يقره بل أنه فضال عن كونه التزام قانوين و إداري فإنه ابلدرجة األوىل إلتزام أخالقي تفرض‬
‫أخالقيات الوظيفة العامة و أدائها و إال عد القرار مشوب بعيب اإلحنراف يف إستعمال السلطة‪.‬‬
‫هناك قاعدة أو مبدأ ختصيص األ هداف و هي تعين تدخل املشرع يف الدولة نظرا لكون املصلحة العامة ليس هلا معىن حمدد لكي حيدد‬
‫بشكل ملزم لإلدارة العامة أهدافا حمددة طبقا للقانون كقرارات الضبط اإلداري فهذه القرارات إن خرجت عن هذه األهداف تعد‬
‫و تعترب غري مشروعة حىت و لو إستهدفت املصلحة العامة‪.‬‬
‫نفاذ القرار اإلداري و تنفيذه‪:‬‬
‫سراين القرار اإلداري و طرق تنفيذه‪:‬‬
‫يقصد بنفاذ القرار اإلداري إنتاج القرار ألاثره القانونية و املتمثلة يف إنشاء أو تعديل أو إلغاء مركز قانوين أو مبعىن آخر توليد القرار ألاثره‬
‫القانونية و دخوهلا حيز التطبيق‪.‬‬
‫نفاذ القرار اإلداري يف مواجهة اإلدارة‪:‬‬
‫إن القرار اإلداري مبجرد صدور إكتمال أركانه اليت سبق اإلشارة إليها يعد انفذا و ساري املفعول من حيث األصل يف حق جهة اإلدارة‬
‫منذ حلظة صدوره و هي ملزمة به لصاحب املصلحة أن يتمسك ابلقرار اإلداري منذ اتريخ صدوره و ال تستطيع اإلدارة أن حتتج على‬
‫‪8‬‬
‫الغري بعدم التبليغ أو النشر لكوهنا وسائل قررت لصاحل األ فراد ال ملصلحة اإلدارة طاملا و أن اإلدارة هي مصدرة القرار اإلداري و تعلم‬
‫به‪.‬‬
‫غري أنه وقع إختالف لدى الفقه اإلداري حول سراين القرار اإلداري لكي يستقر الوضع على أن القرار الفردي يسري مبجرد صدوره‬
‫و هذا ما سايره فيه القضاء اإلداري خبالف القرار التنظيمي‪.‬‬
‫ذهب جانب من الفقه إىل القول أن القرار التنظيمي يدخل حيز النفاذ مبجرد صدوره ال نشره لكون النشر قرر ملصلحة األفراد‪.‬‬
‫* إال أن غالبية الفقهاء الفرنسيني أ قروا مبدأ عدم نفاذ القرار التنظيمي يف مواجهة اإلدارة إال من اتريخ نشره قياسا على سراين القانون‬
‫م ‪ 4‬يف القانون املدين اجلزائري لكون القرار التنظيمي و النص القانوين يتمتعان ابلعمومية و التجريد و هذا ما ذهب إليه القضاء اإلداري‬
‫الفرنسي‪.‬‬
‫اإلستثناءات الواردة على قاعدة سراين القرار اإلداري من يوم صدوره‪:‬‬
‫إذا كان األ صل أن القرار يتقيد يف مواجهة اإلدارة من اتريخ صدوره فإن هناك إستثناء حبيث ال تسري هذه القاعدة على‪:‬‬
‫‪ -‬القرار اإلداري املتعلق على شرط واقف‪.‬‬
‫‪ -‬القرار اإلداري يتوقف على مصادقة جهة إدارية‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد اجلهة اإلدارية مصدرة القرار اتريخ مستقبلي و بعيد لبدأ سراينه‪.‬‬
‫* نفاذ القرار اإلداري يف حق األفراد أو األشخاص‪:‬‬
‫إن القرار اإلداري يسري أبثر مباشر مىت توفرت الوسائل القانونية و هي النشر أو التبليغ و أضاف القضاء وسيلة اثلثة و هي العلم‬
‫اليقني‪.‬‬
‫النشر‪ :‬هو إتباع اإلدارة الشكليات املقررة لكي يعلم اجلمهور ابلقرار اإلداري التنظيمي الذي خياطب جمموعة من األشخاص بصفاهتم‬
‫ال بذ واهتم طاملا و أن النصوص القانونية تفرض على اإلدارة نشر قراراهتا التنظيمية حىت يتسىن لكل صاحب مصلحة و صفة الطعن يف‬
‫القرار‪.‬‬
‫و يشمل النشر كافة حمتوايته و كل مضمونه حىت يلم صاحب املصلحة به إملام انفيا للجهالة و منه فإن نشر ملخصه ال يفي ابلغرض‬
‫السيما و أن القرار مت صياغته يف شكل مواد‪.‬‬
‫إن النشر ميكن أن يكون يف اجلريدة الرمسية أو النشرات اخلاصة و الرمسية ملختلف اجلهات اإلدارية أو يف مقرات اإلدارات العمومية‬
‫ابلتعليق أو األماكن العمومية و الساحات‪.‬‬
‫التبليغ ( اإلعلن )‪:‬‬
‫يقصد به إخطار املعين أو املعنيني ابلقرار رمسي أبصل القرار أو نسخة منه أو صورة منه ابلكيفية اليت حددها القانون أو ابلكيفيات‬
‫املعتمدة و ال تبليغ ليس له شكل خاص كقاعدة عامة لكون أن العلم عن طريق التبليغ هو علم حقيقي و اثبت خبالف العلم ابلنشر‬
‫الذي هو علم إفرتاضي و التبليغ يعد ضمان للفرد و إل ستعمال حقه يف التظلم و الطعن و هو حق من حقوقه ( عن طريق الربيد‬
‫العادي أو املضمون‪ ،‬حمضر رمسي‪ ،‬موطن احملضر‪ ،‬شفاهة‪ ،‬الفاكس )‪.‬‬
‫العلم اليقني‪:‬‬
‫يقصد به أن يصل القرار إىل علم االفراد بطريقة مؤكدة عن غري طريق اإلدارة أي دون تبليغه أو نشره حسب طبيعته كل ذلك إستنادا‬
‫إىل نظرية العلم اليقني اليت أوجدها القضاء اإلداري الفرنسي و اليت تقوم على شروط‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫سراين القرار اإلداري أبثر رجعي‪:‬‬
‫إستثـ ـ ـ ـ ـناء‪:‬‬
‫إن القرار اإلداري عند صدوره وجب تنفيذه على املستقبل ال املاضي و منه فإنه يسري أبثر فوري ال رجعي و احلكمة من وراء ذلك هي‬
‫تقرير مبدأ عدم رجعية القرار اإلداري يف ضرورة إحرتام احلقوق املكتسبة و ضمان إستقرار املعامالت تطبيقا للمبادئ العامة للقانون‬
‫و قواعد العدالة‪.‬‬
‫غري أنه و لكل قاعدة إستثناء و اإلستثناء هو جواز و إمكانية سراين القرار على املاضي يف حاالت حمددة درج عليها القضاء اإلداري‬
‫الفرنسي و غريه‪.‬‬
‫‪ -1‬حالة صدور قرارات إدارية تنفيذا لقرارات قضائية‪.‬‬
‫‪ -2‬حالة إجازة املشرع رجعية بعض القرارات اإلدارية بنص خاص‪.‬‬
‫‪ -3‬حالة جلوء اإلدارية إلستعماهلا حقها يف سحب قرار إداري مل يرتتب عنه حق مكتسب ألحد األشخاص دون التقيد أبي مدة كونه‬
‫ينهي القرار املعيب‪.‬‬
‫‪ -4‬حالة صدور قرارات إدارية تفسريية‪.‬‬
‫يف حالة صدور قرار إداري غامض و مبهم تلجأ اإلدارة إىل إصدار قرار اثين تفسريي يسري أثره على املاضي‪.‬‬
‫‪ -1‬أن حيصل العلم بغري النشر أو التبليغ – ختلف‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون العلم ابلقرار قطعيا ال ضمنيا أو إفرتاضيا و شامال جلميع‪.‬‬
‫‪ -3‬أين كون العلم اثبتا بتاريخ معلوم‪.‬‬
‫هذه النظرية لقيت إنتقادا شديدا من لدن الفقه و القضاء الفرنسي‪.‬‬
‫طرق تنفيذ القرار اإلداري‪:‬‬
‫التنفيذ اإلختياري عن طريق األفراد و التنفيذ اإلداري أو املباشر أو اجلربي و التنفيذ عن طريق القضاء أو ما يسمى ابلتنفيذ القضائي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التنفيذ اإلختياري عن طريق األفراد‪:‬‬
‫إن القرارات اإلدارية الصادرة عن جهة اإلدارة املختصة يلتزم أصحاب الشأن من االفراد املخاطبني هبا تنفيذها مىت علموا هبا بصفة‬
‫تلقائية و طوعية دون أن يستدعي األمر تدخل اإلدارة بسلوكها للقنوات املتاحة إللزامهم على ذلك طاملا و أن القرار اإلداري هو مظهر‬
‫من مظاهر ممارسة السلطة العامة يكون أن االصل كلما كان الوعي السياسي و القانوين مزدهر يف اجملتمع كلما كان التنفيذ اإلختياري‬
‫للقرارات اإلدارية من قبل املواطنني و ليس هلم الشك يف سالمة القرارات اإلدارية و مشروعيتها لكوهنا تتمتع دائما بقرينة السالمة‬
‫و املشروعية و تقوم هذه القاعدة على أ ساس أن اإلدارة العامة رجل شريف يستهدف دوما حتقيق املصلحة العامة و على من يدعي‬
‫خالف ذلك يقع عليه عبء اإلثبات‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬التنفيذ اإلداري أو املباشر أو اجلربي‪:‬‬
‫يقصد به حق اإلدارة يف أن تنفذ قراراهتا على األفراد ابلقوة اجلربية إذا رفضوا تنفيذها إختياراي دون حاجة إىل إذن مسبق من سلطة‬
‫أخرى و لو كانت سلطة القضاء‪.‬‬
‫فمثال لو تصوران صدور قرار نزع امللكية و إمتنع املنزوع من ملكيته على رفع اليد على العقار حمل النزع إلمتناعه هذا ال حيول دون‬
‫تنفيذ قرار النزع و لو ابلقوة العمومية و نظرا خلطورة هذا األسلوب وجب التقيد بتوفر شروط التنفيذ اجلربي و هي‪:‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -1‬مشروعية التنفيذ اجلربي‪:‬‬
‫أي ينبغي أن يكون القرار اإلداري حمل التنفيذ اجلربي يستند إىل نص قانوين أو تنظيمي تفاداي لظاهرة تعسف السلطة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ميتنع الفرد عن التنفيذ إراداي أو إختياراي‪:‬‬
‫لكون أن التنفيذ اجلربي هو طري ق إستثنائي ال تلجأ إليه اإلدارة إال يف حالة إمتناع املعين و إختاذه موقفا سلبيا‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تلتزم اإلدارة حدود التنفيذ اجلربي‪:‬‬
‫جيب إستعمال التنفيذ اجلربي كوسيلة إستثنائية فقط للغرض املخصص له دون جتاوزه تفاداي لإلضرار ابآلخرين و املساس مبراكز األفراد‪.‬‬
‫احلماية اجلزائية للقرارات اإلداري ‪ 459‬ق ج‪.‬‬
‫هناية القرارات اإلدارية و إهناء القرار اإلدارية‪:‬‬
‫ينتهي العمل ابلقرار اإلداري و ينتهي ابلتايل أتثريه إبحدى الطريقتني اإلداريتني و مها السحب و اإللغاء أي إنتهاء القرار اإلداري بعمل‬
‫اإلدارة و بفعلها إال أن هناك حاالت لنهاية القرار اإلداري بدون عمل اإلدارة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬هناية القرارات اإلدارية بغري عمل اإلدارة‪:‬‬


‫قد ينتهي القرار اإلداري بدون تدخل اإلدارة مصدرة القرار أو اجلهة اإلدارية األعلى منها و ابلتايل ختتفي أاثره ابلضرورة و هذا راجع إىل‬
‫عدة أسباب و ظروف و حاالت طبيعية واقعية أو قانونية منها‪:‬‬
‫‪ -1‬هناية القرار اإلداري إبنتهاء الغرض منه – حتقق الغرض ‪:-‬‬
‫إن القرار اإلداري ينتهي إبنتهاء الغرض منه كما لو صدر قرار ابهلدم لبناية من طرف جهة إدارية خمتصة و عليه فإن تنفيذه ينحصر يف‬
‫مباشرة عملية اهلدم فإن حتققت أدى ذلك ابلتبعية إلنتهاء القرار‪ -‬قرار إبقاء أجنيب ‪ -‬خالفا حلاالت أخرى جند فيها القرار اإلداري‬
‫خيتفي رغم أنه مل ينفذ إلستحالة التنفيذ املطلق – قرار ترقية موظف تويف –‬
‫غري أن هناك قرارات حتقق مبتغاها و هدفها و تنفذ رغم ذلك ال تنتهي و تزول بل تظل قائمة و مستمرة كصدور قرار يقضي مبنح‬
‫ترخيص من جهة إدارية لشخص ملمارسة نشاط أو إستغالل حمل أو عقار مثال‪.‬‬
‫ففي مثل هذه احلالة رغم أن القرار نفذ و املعين بدأ أو شرع يف اإل ستغالل أو النشاط غري أن القرار ال يزول و ال ينتهي بل يظل القرار‬
‫منتجا ألاثره و قائما و مستمرا‪.‬‬
‫‪ -2‬هناية القرار إبنتهاء املدة احملددة له‪:‬‬
‫يف حالة ما إذا حدد القانون سلفا مدة زمنية حمددة لنهاية القرار اإلداري و كانت املدة معينة و معروفة فإذا حتقق عنصر الزمن إنتهت‬
‫آاثر القرار اإلداري طاملا و أن ‪ -‬قرار رخصة بناء صاحلة ملدة زمنية معينة ‪ -‬القانون أعلى درجة من القرار اإلداري‪.‬‬
‫‪ -3‬هناية القرار اإلداري بزوال احلالة الواقعية‪:‬‬
‫لقد سبق و أن مت اإلشارة أن لكل قرار إداري سبب و السبب هو ركن من أركان القرار اإلداري الذي يعرب عن تلك احلالة الواقعية اليت‬
‫تدفع ابإلدارة إىل التدخل و إ صدار قرار إداري يتماشى و تلك احلالة الواقعية لكون أن اإلدارة ال تتحرك من فراغ و ال تصدر قراراهتا‬
‫بصورة إرجتالية أو إعتياطية فإذا ما حتققت احلالة الواقعية – السبب – كوجود كارثة طبيعية فياضاانت أو إنتشار وابء يستوجب ذلك‬

‫‪11‬‬
‫ابلضرورة إصدار قرار إداري يتماشى و تلك احلالة الواقعية فإذا زال الظرف أو إختفى فذلك يؤدي ابلضرورة إىل زوال و هناية القرارات‬
‫اإلدارية اليت مت إختاذها بعنوان هذه احلالة أو ذلك الظرف‪.‬‬
‫‪ -4‬هناية القرار اإلداري إبنتهاء احلالة القانونية‪:‬‬
‫هذه احلالة شبيهة ابحلالة السابقة إال أن اإلختالف يكمن يف إصدار قرار إداري بناءا على حالة قانونية أي وجود أسباب قانونية‬
‫كالرتخيص ألجنيب بإلقامة بناءا على عالقة عمل بينه و بني جهة إدارية معينة ‪ -‬وجود عالقة عمل مع جهة رمسية ‪.-‬‬
‫‪ -5‬هناية القرار اإلداري إلستحالة التنفيذ‪:‬‬
‫هناك قرارات إدارية تصدر و ال تنفذ بسبب إ ستحالة تنفيذها كأن يلجأ اإلدارة إىل الرتخيص لشخص ملمارسة نشاط ما أو تعيينه يف‬
‫وظيفة ما مث بعد ذلك ثبت الوفاة هلذا األخري بعد صدور القرار‪.‬‬
‫‪ -6‬هناية القرار اإلداري بتحقق األجل الفاسخ‪:‬‬
‫قد تعلق جهة إدارية سراين قرار إداري ما على أجل فاسخ فإن حتقق األجل الفاسخ أدى ذلك ابلضرورة إىل زوال القرار اإلداري‬
‫و هنايته‪.‬‬
‫‪ -7‬هناية القرار اإلداري حبكم أو قرار قضائي‪:‬‬
‫ينتهي القرار اإلداري بواسطة القضاء و هذا من خالل رفع دعوى اإللغاء أمام اجلهات القضائية املختصة وفق شروط و إجراءات قانونية‬
‫إللغاء القرار اإلداري لعدم مشروعيته أ ين ميلك القاضي اإلداري سلطة واسعة يف إلغاء القرار اإلداري و هذا مظهر من مظاهر دولة‬
‫القانون حبيث و بصدور حكم أو قرار قضائي يتعني على اجلهة اإلدارية إلغاء القرار اإلد اري و وضع حد له و كأنه مل يصدر أصال‬
‫إمتثاال للحكم أو القرار القضائي الصادر عن احملاكم اإلدارية أو جملس الدولة حسب طبيعة اإلختصاص النوعي‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬اإلنتهاء اإلداري للقرار اإلداري‪:‬‬
‫هناية القرار اإلداري بعمل من جانب اإلدارة‪:‬‬
‫إلغاء‪:‬‬
‫هو إجراء قانوين تقوم به اإلدارة و مبقتضاه تنهي اآلاثر القانونية للقرار فورا و ابلنسبة للمستقبل و من دون أن ترتد أاثره على املاضي‪.‬‬
‫إن القرارات اإلدارية التنظيمية لتضمنها قواعد جمردة و عامة و إلرتباطها مبراكز عامة جيوز لإلدارة إلغائها يف أي وقت إال أن الوضع‬
‫خيتلف ابلنسبة للقرارات اإلدارية الفردية و ذلك تبعا ملشروعية القرار من عدمه و مدى ترتيبه للحقوق املكتسبة‪.‬‬
‫إن القرارات اإلدارية الفردية املشروعة و السليمة ال جيوز املساس هبا مىت رتبت حقوق مكتسبة لكوهنا حتصنت‪.‬‬
‫أما القرارات اإلدارية الفردية غري املشروعة و املرتبة حلقوق فيجوز لإلدارة إلغائها محاية ملقتضيات املشروعية إال أن هذه السلطة حمصورة‬
‫يف آجال قانونية حمددة أبربعة أشهر قياسا على آجال الطعن القضائي يف القرارات اإلدارية فإذا إنقضت اآلجال حتصن القرار اإلداري‬
‫و اصبح مشروعا‪.‬‬
‫رغم عدم مشروعيته و هذا حفاظا على إستقرار األوضاع القانونية و احلقوق املكتسبة‪.‬‬
‫السحب‪:‬‬
‫هو إعدام القرار و حمو آاثره بشكل هنائي و مطلق و هي طريقة تتيح لإلدارة مراجعة أعماهلا القانونية أبثر رجعي‪.‬‬
‫و السحب خيتلف عن اإللغاء القضائي لكونه ال خيضع لإلجراءات و القيود اليت خيضع هلا اإللغاء القضائي‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫إن لإلدارة سلطة املالءمة يف سحب قراراهتا التنظيمية و جتريدها لكوهنا ال ترتب إال مراكز عامة و أنه ال أحد أن حيتج على اإلدارة حبق‬
‫مكتسب يف ظل هذه املراكز القانونية العامة إال أن األمر خيتلف ابلنسبة للقرارات اإلدارية الفردية لكون أن اإلدارة ال حيق هلا سحب‬
‫قرارات فردية سليمة إال إذا ثبت أن هذه األخرية مل ترتب مزااي و حقوق لفائدة الغري‪.‬‬
‫إن للسحب شروط وجب توفرها و هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عدم مشروعية القرار اإلداري حمل السحب‪:‬‬
‫اثنيا‪ :‬وجوب إجراء السحب يف اآلجال املقررة قانوان‪:‬‬
‫ميعاد الطعن القضائي احملدد بـ ‪ 04‬اشهر‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬أن يتم السحب من قبل السلطة املختصة‪:‬‬
‫ما جتدر اإلشارة إ ليه أنه ال يعتد هبذه اآلجال و يسقط العمل هبا يف حاالت حمددة و يكون لإلدارة مطلق احلرية يف سحب القرارات‬
‫الفردية و هي‪:‬‬
‫* سحب القرار املعدوم مشوب بعيب اإلختصاص اجلسيم‪.‬‬
‫* سحب القرار الصادر بناءا على تدليس و غش ممن صدر ملصلحته‪.‬‬
‫إن الغش يفسد كل عمل و عليه فالقرار الصادر على هذا النحو غري جدير ابحلماية‪.‬‬
‫واثئق مزورة‪ :‬حتايل املعين بتقدمي معلومات خاطئة أو واثئق غري صحيحة‪.‬‬
‫* القرارات اليت مل تنشر و مل تبلغ‪.‬‬

‫‪13‬‬

You might also like