4

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫ملخص مادة العالقات الدولية‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫تغيرت السياسة الدولية بطرق مختلفة في السنوات‬
‫االخيرة‪ ،‬فاالوضاع الموضوعية و القوى و الظروف الكامنة‪ ،‬و توزع القوة‪ ،‬و التأثير‬
‫االقتصادي و القضايا البارزة كلها عوامل مختلفة بالتأكيد‪ ،‬و لكن باالضافة الى هذه‬
‫االختالفات‪ ،‬نجد ان الوضع الذاتي او اطار المرجعية الذي يفهم الناس من خالله االحداث‬
‫العالمية تغير هو االخر‪ ،‬فقد انتقلنا من المجتمع البشري الذي عاش حياته الجماعية مجزأة‬
‫الى سياق جديد يعيش فيه هذا المجتمع حياته ككل ال يتجزأ‪ ،‬فالحضارة العالمية التي نشأت‬
‫االن هي ذات نفوذ اكبر بكثير نسبيا من نفوذ حضارة روما التي كانت االوسع انتشارا من‬
‫كل الحضارات العالمية السابقة‪ ،‬فأبعد قرية في غابة مهجورة أصغر كوخ معزول في‬
‫القطب الشمالي يشعران بسلطة التأثير و السيطرة في العصر الحالي‪...‬‬

‫الفصل االول ‪ :‬تطور مسار العالقات الدولية‬


‫المبحث االول ‪ :‬المقاربة التاريخية لمفهوم العالقات الدولية‬
‫ان العالقات الدولية قائمة منذ زمن بعيد‪ ،‬منذ ان وجدت الجماعات البشرية و تنوعت و‬
‫تعددت‪ ،‬منذ قيام المدينة الدولة مثل المدن الفينيقية و المصرية و اليوناية‪ ،‬و التي كانت في‬
‫مجملها قائمة على القوة و الحروب‪ ،‬كوسيلة تتخذها االقوام القديمة لفرض ارادتها على‬
‫االقوام الضعيفة‪ ،‬و لما كان الملك الحاكم في الماضي يجسد الدولة‪ ،‬و كانت المنازعات تحل‬
‫بالحروب‪ ،‬فقد كان السائد ان تطغى الصراعات على القضية البشرية‪ ،‬مع االبقاء على‬
‫بعض االستثناءات التي تهدف الى تنظيم العالقات نحو السالم‪ ،‬بسلك الطرق الدبلوماسية‬
‫البدائية التي يعبر عنها بالمفاوضات‪ ،‬و ضلت تستعمل للتعبير عن التعامل السلمي بين‬
‫الدول حتى منتصف القرن السابع عشر‪ ،‬حيث حلت محلها الدبلوماسية التي يعرفها البعض‬

‫‪1‬‬
‫" بفن المفاوضات "‪ ،‬و المفاوضات ال تعني بالضرورة بديال كامال عن استخدام القوة‪ ،‬انما‬
‫جاءت كاستثناء للتخفيف من حدة الحروب التي كانت طاغية على العالقات الدولية حتى‬
‫معاهدة وستفاليا سنة ‪8461‬م‪.‬‬
‫و لما كانت الحروب عبارة عن نزاع مسلح بين دولتين او اكثر بقصد الغلبة و فرض‬
‫شروط للسالم‪ ،‬فان الدبلوماسية هي فن االقناع دون استعمال القوة في سبيل المحافظة على‬
‫السالم‪ ،‬هكذا نجد ان هناك عالقة ربط في االهداف بين الحرب و الدبلوماسية كما جاء‬
‫في كتاب كيسنجر وزير خارجية الواليات المتحدة االمريكية‪ ،‬حين قال ان هناك زواج بين‬
‫القوة المسلحة و الدبلوماسية و ليس بينهما طالق‪.‬‬
‫بعد الحرب العالمية االولى لجأ المجتمع الدولي الى المطالبة بتحقيق السلم عن طريق‬
‫القانون الدولي‪ ،‬و قد تجسدت هذه المطالبة عمليا بقيام عصبة االمم‪ ،‬كمنظة دولية تعمل‬
‫على استقرار السلم و االمن الدوليين‪ ،‬اال ان التضامن بين أعضاء عصبة االمم كان مفقودا‪،‬‬
‫فقد انقسمت المواقف بين من يريد من هذه المنظمة ان تتمتع بالقوة و القدرة على مراقبة‬
‫ألمانيا و اجبارها على احترام معاهدة السلم‪ ،‬و ذلك بإنشاء قوة عسكرية تابعة لها‪ ،‬وكانت‬
‫فرنسا من مناصري هذا التوجه‪ ،‬في حين كان هناك توجه اخر عملت انجلترا و أغلبية‬
‫الدول االنجلوساكسونية على ان ال تكون عصبة االمم قوة قاهرية تحد من سيادة الدول‪،‬‬
‫حيث تبقى مسخرة الرادة الدول على ان تتمتع بحق الوساطة الدولية في حال قيام اي نزاع‬
‫او نشوب خصام‪ ،‬اال انه و بعد اتفاق ميونخ ‪8391‬م‪ ،‬بدأت بريطانيا تبدل من سياستها‬
‫القديمة المسالمة‪ ،‬لتتجه نحو التسلح و القوة‪ ،‬و قيام الدول الدكتاتورية باالعتداء و العنف‬
‫لتنفيذ سياستها‪ ،‬لكل هذه االسباب كان البد ان يعود للقوة الدور االساسي في العالقات‬
‫الدولية‪ ،‬التي كانت من نتائجها قيام الحرب العالمية الثانية‪ ،‬و بعد انتهاء الحرب و قيام هيئة‬
‫االمم المتحدة‪ ،‬بدأت العالقات الدولية تميل نحول السلم أكثر من ميلها نحو الحرب‪ ،‬لكن‬
‫تطور االحداث الدولية أدى إلى تعطيل سياسة االمن الجماعي‪ ،‬بانقسام العالم الى معسكرين‬
‫متخاصمين يميالن بعالقتهما نحو الحرب أكثر من من ميلهما نحو السلم‪ ،‬اال ان وجود‬
‫االسلحة الذرية لدى كل من هذين المعسكرين بدل من مفهوم الحرب‪ ،‬فتحولت من صراع‬
‫هدفه الحاق الهزيمة بالخصم الى صراع من اجل فناءه‪ ،‬لذلك خيم على العالقات الدولية‬
‫نوع من السلم قائم على توازن الرعب‪ ،‬بدون التخلي عن امكانية الحرب‪ ،‬و هو ما عرف‬
‫بالحرب الباردة‪ ،‬وهذا النوع من الحرب لم يبق في حالة ركود‪ ،‬بل أخذ حالة تصاعدية من‬
‫التوتر في العالقات الدولية‪ ،‬من خالل سباق التسلح و امتالك أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬التي‬
‫كادت ان تجر العالم الى حرب تدميرية فعلية تكون وباء على الجميع‪ ،‬و لكي يتفادى‬
‫المجتمع الدولي هذا الحال طرح مبدأ التعايش السلمي بين نظامين مختلفين‪ ،‬ليخفف من حدة‬
‫التوتر و يقود في الوقت نفسه الى سياسة االنفراج الدولي و من ثم الوفاق‪ ،‬الى مرحلة‬
‫انتقالية نحو العولمة بعد انهيار االتحاد السوفياتي‪ ،‬ليحكم العالم من قطب واحد بدال من‬
‫الثنائية التي كانت قائمة سابقا‪ ،‬اال ان هذا لم يحد من التوتر‪ ،‬فاألزمات االقليمية التي‬
‫طرحت كانت تحل بالطرق العسكرية و لم تحل باالداة السلمية‪ ،‬و هذا دليل على ان‬
‫الصراع الدولي لم ينته بعد‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬بداية التطور‬

‫‪2‬‬
‫اذا كانت العالقات الدولية لم تتبلور كعلم في مجال المعرفة اال في الريع االول من القرن‬
‫العشرين‪ ،‬فان العالقات السياسية نشأت منذ ان وجدت التكتالت البشرية‪ ،‬و قامت بين‬
‫القبائل روابط الجوار او حصلت فيما بينها الغزوات‪ ،‬و ذلك منذ نشأة الجماعة البشرية التي‬
‫اضطرت من اجل الحفاظ على بقائها و تأمين حاجتها الى التعامل مع غيرها من التكتالت‪.‬‬
‫بعد التطور التاريخي للمجتمع االنساني الذي تحول فيما بعد‪ ،‬الى مجتمعات سياسية تحولت‬
‫بدورها الى وحدات شكلت نواة الدولة‪ ،‬فأصبحت تشعر بضرورة انشاء عالقات سلمية فيما‬
‫بينها تقوم على التعاهد و تبادل البعثات الدبلوماسية و فض النزاعات عن طريق‬
‫التحكيم‪ ،‬و لعل اول تحكيم سجله التاريخ كان بين اسبارطة و مسينا ( ‪ 829‬ق‪.‬م )‪ ،‬وبعد‬
‫نهاية العصور الوسطى و بداية العصر الحديث‪ ،‬عصر النهضة شهدت اوروبا حروبا دينية‬
‫بين الكاثوليك و البروتستانت دامت حولي ثالثين سنة‪ ،‬و بعد الروح القومية التي رافقت‬
‫االكتشافات الجغرافية‪ ،‬بدأت تطرح فكرة التنظيم الدولي‪ ،‬للبحث عن سالم دائم بين الدول‪،‬‬
‫حيث شهدت العالقات الدولية خالل القرن السابع عشر‪ ،‬تطورات هامة‪ ،‬بإنعقاد مؤتمر‬
‫وستفاليا عام ‪8461‬م‪ ،‬حيث اعتبرت تلك المعاهدة االساس الذي قامت عليه العالقات‬
‫الدولية حتى قيام الثورة الفرنسية‪ ،‬لقد هذه المعاهدة حدا نهائيا للمشكلة الدينية ببقاء المذهبين‬
‫الكاثولكي و البروتستاني متعايشين في اوروبا‪ ،‬و اطلقت فكرة الدولة القومية في العالقات‬
‫الدولية‪ ،‬و اسس نظام البعثات الدبلوماسية و ذلك بقيام تبادل الدول للسفارات‪ ،‬غير ان هذه‬
‫الصورة السلمية لم تحقق اهدافها بسبب سباق التسلح و الزيادة في الحركة االستعمارية‪ ،‬مما‬
‫أدى الى الحروب‪ ،‬فكانت النتيجة حروب و نزاعات هنا و هناك و اختتمت بالحربين‬
‫العالميتين االولى و الثانية‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تحديد مفهوم العالقات الدولية‬
‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم العالقات الدولية‬
‫مع ان العالقات الدولية قائمة منذ أبد العصور‪ ،‬اال انها لم تتبلور في العلوم االجتماعية اال‬
‫حديثا‪ ،‬و كانت الواليات المتحدة االمريكية في طليعة الدول التي أقبلت على هذا العلم بعد‬
‫الحرب العالمية االولى‪ ،‬و عهدت بتدريسه في جامعتها بعد تخليها عن عزلتها الدولية و‬
‫توجهها نحو االهتمام بالشؤون الدولية‪ ،‬مما حتم عليها معرفة كيفية التعامل مع الغير و بذلك‬
‫دراسة االسس التي تقوم عليها العالقات الدولية‪ ،‬بعد ذلك اهتمت الجامعات االوروبية بهذا‬
‫العلم و دراسته تحت أسماء مختلفة‪ ،‬كالشؤون الدولية او السياسة الخارجية او المنظمات‬
‫الدولية و غيرها‪ ،‬غير ان تدريس هذه المادة من قبل اساتذة غير مختصين ادى الى التشعب‬
‫في مضمونها‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف العالقات الدولية‬
‫تكثفت التعاريف حول مفهوم العالقات الدولية‪ ،‬حيث هناك من يرى ان السياسة الخارجية‬
‫مظهر من مظاهرها عن طريق العالقات السياسية لدولة مع دولة اخرى‪ ،‬ورأى بعضهم ان‬
‫العالقات الدولية هي تلك القوى االساسية االكثر تأثيرا في السياسة الخارجية‪ ،‬اما البعض‬
‫االخر عرف العالقات الدولية هي مجموعة من األنشطة المختلفة كاالتصاالت‬
‫و التبادل التجاري و المباريات الرياضية و بانها تلك العالقات بين االفراد الذين‬ ‫الدولية‬
‫ينتمون لدول مختلفة الى غير ذلك‪...‬‬

‫‪3‬‬
‫و نستنتج مما سبق ان العالقات الدولية ليس هناك اجماع موحد على تعريفها من قبل جميع‬
‫الباحثين المهتمين بدراستها‪ ،‬فجميع تلك التعريفات صحيحة بمجملها‪ ،‬فالقواسم مشتركة بينهم‬
‫حيث ان العالقات الدولية تتم عبر الحدود ة انها تتم خارج نطاق الدولة الواحدة‪ ،‬فهي تطال‬
‫الدول و المنظمات الدولية و الشركات المتعددة الجنسيات و الجماعات السياسية كاالحزاب‬
‫الى غير ذلك‪...‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬العالقات الدولية و العلوم االخرى‬
‫تهتم العالقات الدولية ببحث المسائل الدولية‪ ،‬فتلتقي بذلك و تتداخل مع باقي العلوم االخرى‬
‫التي تتناول جانبا من هذه المسائل‪ ،‬فما هي نقاط االلتقاء و االختالف بين العالقات الدولية‬
‫من جهة و العلوم االخرى من جهة ثانية ؟‬
‫المطلب االول ‪ :‬العالقات الدولية و القانون الدولي العام‬
‫يقصد بالقانون الدولي العام هو مجموعة من القواعد المنظمة للعالقات بين الدول و‬
‫المنظمات الدولية او غيرها من الجماعات السياسية‪ ،‬فاالضافة الى تنظيمه هذه العالقة فهو‬
‫يبين ما لهم من حقوق و ما عليهم من التزامات شأنه شأن اي قانون‪ ،‬و لذلك يرتبط‬
‫بالمعرفة القانونية‪ ،‬اذن االختالف بين علم العالقات الدولية و القانون الدولي‪ ،‬يتمثل في ان‬
‫االول يهتم بالتحليل الموضوعي لراوبط الواقع من احداث في العالقات الدولية‪ ،‬بينما يهتم‬
‫الثاني بالتحليل الشكلي للروابط القانونية و هكذا يقتصر اللقاء في انهما مجرد يعمالن في‬
‫مجال واحد و هو العالقات بين الدول‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬العالقات الدولية و التاريخ الدبلوماسي‬
‫ان التاريخ يفسر الوقائع التي حدثت في الماضي و تحدث في الحاضر و يسجلها‪ ،‬انه يساهم‬
‫بذلك في فهم القضايا الدولية المعاصرة و يدرك أهمية التعاون بين الشعوب‪ ،‬لذلك و جب‬
‫الربط بين التاريخ السياسي و العالقات الدولية لكونهما يشتركان معا في تناول العالقات بين‬
‫الدول‪ ،‬و لكون العالقات الدولية تعتمد كثيرا على التاريخ لتتمكن من فهم أحداث الحاضر و‬
‫استخراج القواعد التي تتحكم في الظواهر الدولية‪ ،‬اذن يتشارك التاريخ الدبلوماسي و علم‬
‫العالقات الدولية في مجال واحد و هو العالقات بين الدول‪ ،‬بفرق ان االول يتناول تاريخ‬
‫االحداث هذه العالقات‪ ،‬اي انه يقوم بتسجيل االحداث المحسوسة‪ ،‬بينما يسعى الثاني علم‬
‫العالقات الدولية الى الفهم الشامل ألحداث الواقع الدولي دون العناية بكل حدث بذاته‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬العالقات الدولية و علم السياسة‬
‫ان علمي السياسة و العالقات الدولية علمان يتناوالن وجهين لواقع واحد‪ ،‬هو "المجتمع‬
‫السياسي" و لكن بينما يتناول علم السياسة المجتمع السياسي في ذاته‪ ،‬يتناول علم العالقات‬
‫الدولية العالقات ما بين المجتمعات السياسية المتعددة‪ ،‬بهذا يصبح علم العالقات الدولية‬
‫بمثابة فرع من علم السياسة‪ ،‬بمعنى اخر انه اذا كان علم السياسة يتناول من ظاهرة السلطة‬
‫و الحكم في الدولة موضوعا أساسيا لدراسته‪ ،‬فإن العالقات الدولية تهتم بدراسة السلطة في‬
‫إطار المجتمع الدولي الذي يضم مجموع الدول التي تكونه‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬االتجاهات النظرية لمفهوم العالقات الدولية‬
‫ان النظرية العلمية تطلب موقفا علميا لظاهرة ما من اجل تفسيرها و معرفة حقيقتها‪ ،‬و‬
‫يعتبر البعض ان للنظرية في العلوم االجتماعية عامة‪ ،‬و في العالقات الدولية خاصة‬
‫وظيفتان أساسيتان هما‪ :‬االولى هو تدوين ما هو معروف سابقا بمنهجية سليمة‪ ،‬و الثانية‬

‫‪4‬‬
‫توفير االساس الذي يمكننا من الحصول على مزيد من المعرفة و تدوينها‪ .‬فما هي اهم‬
‫النظريات في العالقات الدولية ؟‬
‫المبحث االول ‪ :‬النظريات في العالقات الدولية‬
‫تهدف نظرية العالقات الدولية الى تفسيرها‪ ،‬فقد استطاع العالم االمريكي هوفمن ان يقدم‬
‫تصنيفا للنظريات يختصرها في ثالث ‪:‬‬
‫‪ – 1‬النظرية الفلسفية و النظرية التجريبية‬
‫تنطلق االولى من مسلمات معينة بناء على قيم محددة اخالقية و ادبية بهدف نظام دولي‪،‬‬
‫فيما تنطلق الثانية من حاالت محددة و عديدة دون ان تهتم في اكثر االحيان الى مفاهيم‬
‫محددة و تتوصل الى اطالق احكام عامة‪.‬‬
‫‪ – 2‬النظرية العامة و النظرية الجزئية‬
‫تهدف االولى من خالل نظرتها الكلية ايضاح و تفسير مختلف الظواهر الدولية‪ ،‬اما الثانية‬
‫جزئية حيث تتناول جانب او شكل من ظواهر و تفعالت دولية كنظرية منع قرار و نظرية‬
‫الردع و المفاوضات‪.‬‬
‫‪ – 3‬النظرية االستنتاجية و النظرية االستقرائية‬
‫تنطلق االولى من فرضية و مسلمة معينة الستكشاف قواعد سلوكية محددة‪ ،‬اما الثانية‬
‫االستقرائية فهي تنطلق من واقع محدد‪ ،‬و من حالة معينة من اجل ابراز سماتها العامة‪.‬‬
‫رغم هذا التصنيف للنظريات في العالقات الدولية‪ ،‬يبقى هناك صعوبات امام وضع نظرية‬
‫واحدة و موحدة‪ ،‬بسبب صعوبة حصر المتغيرات الدولية و ارتباطها بعوامل متعددة منها‬
‫اقتصادية و فكرية و بيئية و غيرها من العوامل‪ ،‬لكن حاول بعض الباحثين جمع هذه‬
‫المفاهيم الفكرية المتناقضة في ثالثة تيارات اساسية و هي ‪:‬‬
‫أ – التيار الماركسي‬
‫ب – التيار االنجلو‪-‬سامسوني‬
‫ج‪ -‬المدرسة الفرنسية في العالقات الدولية‬
‫ينطلق التيار الماركسي من رؤية ماركسية للعالقات الدولية حيث يتركز الصراع الطبقي‬
‫المرتبط بعالقات االنتاج‪ ،‬فمن جهة هناك المستغلون ( بكسر الغاء ) و من جهة اخرى‬
‫المستغلون (بفتح الغاء )‪ ،‬لكن التيار الماركسي لم يبقى واحدا و موحدا فقد خضع لتفسيرات‬
‫مختلفة باختالف الدول فنتكلم عن الماركسية االوروبية و االسيوية و غيرها‪...‬فما هي‬
‫المنطلقات االساسية لكل هذه المدارس ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬النظرية المثالية‬


‫ينطلق اصحاب المنهج المثالي في دراسة العالقات الدولية من مقدمات عقائدية و‬
‫ميتافيزقية‪ ،‬او اخالقية لالنتهاء بالتحليل الفلسفي‪ ،‬ان هذه الدراسة قديمة قدم العالقات‬
‫الدولية‪ ،‬فمنذ فجر العصور الحديثة و الفالسفة المثاليون يتناولون هذه العالقات في ضوء‬
‫‪5‬‬
‫القيم المثالية و يعتبرون الضمير االنساني هو الحكم االعلى في ضبط العالقات‪ ،‬لكن المثالية‬
‫لم تتبلور كمدرسة لها مفكروها اال بعد الحرب العالمية االولى‪ ،‬حيث وقف المثاليون موقف‬
‫الرفض من مجموعة المبادئ السائدة في العالقات الدولية‪ ،‬مثل مبدأ توازن القوى و مبدأ‬
‫استخدام القوة و التقسيم المجحف للعالم خالل الحرب‪ ،‬و طرحوا مبادئ مقابلة تمثلت في‬
‫الحقوق و االلتزامات القانونية الدولية‪.‬‬
‫و كانت القضية السياسية و االخالقية االساسية التي وجهتها المدرسة المثالية هي "قضية‬
‫الفجوة" القائمة في العالقة الدولية بين الواقع المتمثل بالحرب العالمية االولى و بين الطموح‬
‫في بناء عالم افضل‪ ،‬و لكن هذه النظرية المثالية لم تصمد كثيرا امام تحديات الواقع الدولي‬
‫و تطور احداثه‪ ،‬فإذا كانت قد انطلقت من مسلمات اخالقية و قانونية و عقالنية و‬
‫اعتمدت على الرأي العام في فهم مسار العالقات الدولية‪ ،‬فانها كانت كانت عاجزة عن فهم‬
‫االسباب التي تدفع الدول النتاج سلوكيات نزاعية و عدوانية‪ ،‬اي انها لم تتمكن من تحديد‬
‫الدوافع التي تحرك الدول نحو العدوان و الحرب‪ ،‬على ان فشل المدرسة المثالية ساعد على‬
‫نشوء المدرسة الواقعية التي جاءت لتدرس ما هو قائم في العالقات الدولية ال ما يجب ان‬
‫تكون عليه العالقات‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬النظرية الواقعية‬
‫ان دراسة العالقات الدولية بمنهج علمي واقعي‪ ،‬هو من أحدث فروع العلوم االجتماعية‪ ،‬فقد‬
‫أدت الحرب العالمية الثانية و التطورات التي رافقتها الى تحويل التفكير في العالقات‬
‫الدولية من المثالية الى الواقعية‪ ،‬اي من القانون و التنظيم الى عنصر القوة‪ ،‬ببدء انتقال‬
‫االهتمام من دراسة المنظمات الدولية و القانون الدولي الى دراسة السياسة الدولية و‬
‫االحداث و الظواهر السياسية‪ ،‬كما هي في الواقع و ليس كما يجب ان تكون‪ ،‬و ارتبطت‬
‫نشأة المدرسة الواقعية بجهود الباحثين االمريكين‪ ،‬بدءا من عام ‪8361‬م‪ ،‬مترافقة مع‬
‫التوجه الجديد للسياسة الخارجية االمريكية‪ ،‬بعد تخليها عن النزعة االخالقية في سياستها‬
‫الخارجية و توجيه جل اهتمامها نحو المصلحة القومية التي اقتضتها االوضاع الدولية بعد‬
‫الحرب العالمية الثانية‪.‬‬
‫ان اصحاب النظرية الواقعية في العالقات الدولية تأثروا بكتابات الفكرين القدامى في الغرب‬
‫و بفلسفتهم السياسية القديمة و ببعض كتابات مفكرين غير غربيين‪ ،‬فخالل القرن السادس‬
‫عشر كان مكيافيللي قد تبنى نظرية سياسية في العالقات الدولية تقوم على على منطق القوة‬
‫و الدهاء‪ ،‬و ذلك لضمان أمن الدولة و بقائها‪ ،‬كما ان اهتمامه بالقوة و اعتماده بان السياسة‬
‫هي تصارع على المصالح‪ ،‬تركت اثرا كبيرا على الكتاب و المفكرين الوقعيين‪ ،‬و جعلته‬
‫يحتل مكانة مرموقة بينهم‪ ،‬لكن تعرضت المدرسة الواقعية لعدة انتقادات بسبب اخذها‬
‫بمفهوم القوة كمتغير رئيسي في وضع نظام العالقات الدولية و متابعة تطوراتها‪ ،‬و اهمالها‬
‫لباقي المؤثرات االجتماعية غير المادية كالعوامل الروحية و المعنوية‪ ،‬مما ال يكفي لشرح‬
‫و تفسير هذه العالقات‪.‬‬
‫ان هذه االنتقادات و غيرها ساهمت الى حد ما في اضعاف موقع المدرسة الواقعية و تبيان‬
‫عجزها في دراسة العالقات الدولية‪ ،‬مما دفع للظهور في اواخر السبعينات من القرن‬
‫العشرين‪ ،‬مدرسة اخرى وهي الواقعية الجديدة‪ ،‬التي اعتبرت امتدادا لها و لكنها متطورة‬

‫‪6‬‬
‫عنها من حيث انفتاحها على العلوم االجتماعية االخرى مستفيدة منها‪ ،‬بعد ان كانت قد‬
‫سبقتنها بالظهور المدرسة السلوكية‪ .‬فما هي المنطلقات االساسية للمدرسة السلوكية ؟‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬النظرية السلوكية‬
‫شهد عقد الخمسينات من القرن العشرين‪ ،‬ظهور المدرسة السلوكية بهدف ايجاد "نظرية‬
‫تعليلية تفسيرية تنبؤية"‪ ،‬باعتمادها على قواعد و مناهج بحث علمية و مقارنة‪ ،‬تقوم بمجملها‬
‫على القياس الكمي للمتغيرات الواقعية في العالقات الدولية‪ ،‬ان هذه النظرية هي تحليلية‬
‫عامة و ليست خاصة و تفسيرية وليست معيارية‪ ،‬و تحاول هذه المدرسة الربط بين‬
‫الظواهر السياسية و الظواهر االجتماعية لتخرج بنتيجة مفادها‪ ،‬ان السلوك السياسي هو‬
‫جزء من سلوك اجتماعي عام‪ ،‬لذلك و بالرغم من انتقادها للمدرستين المثالية و الواقعية‬
‫الفتقادهما لمناهج البحث العلمي‪ ،‬و باعتماد االولى على القانون و الثانية على القوة‪ ،‬منطلقة‬
‫من ان سلوكيات الدول هي اساس سلوكيات االفراد و الجماعات‪ ،‬باعتبارها سلوك البشر هو‬
‫جوهر العالقات السياسية‪ ،‬لكنها تعرضت لعدة انتقادات هذه اهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬تنتقد السلوكية بانها تبتعد عن الواقع الدولي لعدم تمكنها من اخضاع بعض الظواهر‬
‫الموجودة في العالقات الدولية كالجوع و المرض و غيرها من الظواهر‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬نظرية المدرسة ما بعد السلوكية‬
‫تركز هذه المدرسة في منطلقاتها على أهمية القيم في أهداف البحث و مسلماته‪ ،‬و ترفض‬
‫المنطق الذي يقول بوجود بحث مجرد من اية قيمة‪ ،‬كما هو عند السلوكية‪ ،‬و تدعو الى‬
‫توجيه االبحاث لخدمة السالم العالمي و االبتعاد عن الحروب و بناء دولي افضل‪ ،‬و تلتقي‬
‫كذلك هذه المدرسة مع المثالية من حيث ايمانها ب االنسجام في المصالح بين االفراد و بين‬
‫المجتمع الدولي و بين المصلحة القومية و المصلحة العالمية‪ ،‬و توجه هذه المدرسة لدراسة‬
‫العالقة الدولية نحو ايجاد حلول للنزاعات الدولية المتعددة‪ ،‬و ليس االكتفاء فقط التعرف‬
‫على هذه المشكالت و الكشف عن أربابها‪ ،‬و تعتقد كذلك ان هناك أطرافا اخرى فاعلة‬
‫على صعيد السياسة العالمية غير الدولة تلعب دورا موازيا باالهمية و احيانا اكثر اهمية‬
‫من العديد من الدول‪ ،‬كالكتل و المنظمات االقليمية و الدولية‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الدراسات عن السالم و حل النزاعات‬
‫شهدت مرحلة ما بعد الحرب الباردة تسارع الدرسات عن تطور السالم و حل النزعات‪ ،‬و‬
‫في هذا المجال نجد ان الدرسات عن السالم و حل النزعات الدولية تكمل دراسة العالقات‬
‫الدولية‪ ،‬و بالرغم انه ال يوجد تعريف وحيد للسالم و حل النزاعات‪ ،‬فوجهة النظرالمقبولة‬
‫عموما تقول عنه انه مجال اكاديمي متشابك الموضوعات يحلل أسباب الحرب‪ ،‬و العنف‪ ،‬و‬
‫القمع المنتظم‪ ،‬و يكتشف العمليات او االجراءات التي يمكن استخدامها الدارة النزاعات و‬
‫التغييرات على نمو يمكن من الصيانة القصوى للعدالة‪ ،‬و من التقليل الى اقصى حد من‬
‫العنف‪ ،‬و يشمل هذا المجال دراسة االنظمة االقتصادية و االجتماعية و السياسية في جميع‬
‫المستويات منها القومية و العالمية الى غير ذلك من العلوم‪ ،‬ان السالم و حل النزاعات‬
‫يتطور و يتحرك خارج المفهوم التقليدي للقوة و االمن‪ ،‬فان هذه الدراسات عن السالم و حل‬
‫النزعات تقر بان الجوع و الفقر و االستغالل مثال هي تحديات لالمن القومي‪ ،‬و عموما فان‬
‫السالم و حل النزعات يركز على امن النظام العالمي كله‪ ،‬كذلك نجد ان االمن المعزز لدولة‬
‫ما يتطلب امنا محسنا لكل الدول ايضا‪ ،‬و بالتالي فان مفهوم االمن المشترك الذي يشترط‬

‫‪7‬‬
‫وجود مصالح مشتركة يؤدي الى امن متزايد االهمية للدول كلها‪ ،‬و اذا كانت العالقات‬
‫الدولية تنظر الى السياسة و الثقافة بوصفهما موضوعين منفصلين احدهما عن االخر‪ ،‬فان‬
‫مسألة السالم و حل النزعات ترى في السياسة نشاطا سياسيا و ترى في السياسة العالمية‬
‫نوعا من االتصال الثقافي‪ ،‬و اذا كانت العالقات الدولية تميل الى تفعيل الوصف و الشرح‪،‬‬
‫فان مسألة السالم و حل النزعات تسعى على نحو اوضح الى االخذ بالتنبؤ‪ ،‬الذي يعتبر‬
‫االخذ به امرا مقصودا في السياسة‪.‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬طبيعة السياسة العالمية‬
‫ان الجدل المتعلق بالطابع الحقيقي للسياسة العالمية و كيفية دراستها على أفضل و جه‪ ،‬هو‬
‫ذلك الوجه بين االيجابيين و من هم بعد االيجابيين‪ .‬فااليجابيون يعتقدون‪ ،‬بالواقعية‬
‫الموضوعية المتحررة من القيمة و يقبلون باسلوب االقتراب الغربي السائد الى المعرفة‬
‫المتجذرة في العقالنية و المادية‪ ،‬اما من هم بعد االيجابيين فيرفضون سيطرة العلم التجريبي‬
‫الغربي و يؤكدون انه يوجد الكثير من الوسائل المنطقية و الطرائق االخرى الئشتقاق‬
‫المعرفة‪ ،‬و هو يخضع لمجموعة متنوعة من التفسيرات المعتمدة على وجهات نظر الناس‬
‫المنخرطين فيها‪.‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬المقاربة االنثوية للعالقات الدولية‬
‫ان احد االسهامات الهامة في الجدل الدائر عن السياسة العالمية هو ان اصواتا اخرى بدأ‬
‫تسمع في دراسة العالقات الدولية‪ ،‬و لعل االبرز منها هو صوت الجنس اللطيف‪ ،‬و هناك‬
‫حجم متزايد من الكتابات االنثوية التي تتحدى معظم المفكرين ان يقدروا المدى الذي يمكن‬
‫فيه للممارسة التقليدية و لعلم العالقات الدولية ان يلقيا الضوء على‬
‫واالفضليات التقليدية للذكور و على االستمرار في تجاهل اهتمامات النساء‪،‬‬ ‫المفاهيم‬
‫و االسهام في قمعهن المستمر‪.‬‬
‫ان االبعاد النسبية االنثوية في مجال العالقات الدولية و التي تعني كيفية تفسير الواقع من‬
‫حولنا بدأ االن تكتسب سماتها البارزة او تظهر فعال الى الوجود‪ ،‬و ان ما ينتشر عن‬
‫العالقات الدولية و االنوثة يكشف ثالثة أبعاد هامة‪ ،‬تدعى أحيانا اطارات عمل او حسابات‬
‫نظرية و هي ‪ :‬الليبرالية‪ ،‬و االتجاه االنثوي الجذري‪ ،‬و البناء االجتماعي‪ ،‬و ان وجود هذه‬
‫االبعاد الثالثة يعكس غياب النظرية الرئيسة الموحدة‪.‬‬
‫ان االهتمام الرئيس لالناث الليبراليات كان و ال يزال يتمثل في الحصول على حقوق و‬
‫فرص متساوية للنساء في مجتمع يحكمه الذكور‪ ،‬وقد اكتسبت االنثوية الراديكالية مكانة‬
‫بارزة في المجتمعات الغربية اثناء اعوام الستينات‪ ،‬و تنامت انطالقا من راديكالية الطلبة‬
‫في اوروبا‪ ،‬يبنما شكلت جزءا من حركة الحقوق المدنية في الواليات المتحدة االمريكية‪.‬‬
‫ان البعد االنثوي النسبي الثالث‪ ،‬اي البناء االجتماعي‪ ،‬فانه يضم افكار ما بعد الحداثة و ما‬
‫بعد البنيوية‪ ،‬و عموما فان عالقة الفكر االنثوي بالتيارات النظرية لما بعد الحداثة و ما بعد‬
‫البنيوية هي عالقة معقدة‪ ،‬و يهتم هذا االسلوب الخاص بالهوية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬طرق الدراسة‬
‫لكي نقدر على نحو أكثر كماال مجموعة أساليب االقتراب الى العالقات الدولية و الى الجدل‬
‫المتعلق بعلم المعرفة يحتاج الطالب الى فهم شيء ما عن منهجية هذا المجال‪ ،‬و عملية‬
‫البحث فيه‪ .‬فاالسئلة الكثيرة التي طرحت عن فعل الدول و رد فعلها تطلبت معطيات يجب‬

‫‪8‬‬
‫االجابة عنها بشكل مقنع‪ ،‬و قد افترض السلوكيون بوجه خاص‪ ،‬انه اذا لم يكن ممكنا‬
‫اكتساب المعرفة العلمية اال بواسطة المراقبة و تصنيف المعطيات الكمية ( العددية )‪ ،‬فيجب‬
‫على دراسة العالقات الدولية ان تستفيد بشكل ما‪ ،‬من القياس الكمي‪.‬‬
‫ان الهدف من القياس الكمي هو تحقيق دقة اكثر في التحليل‪ ،‬و لذا فان المفاهيم يجب ان‬
‫تكون قابلة للقياس‪ ،‬و يشار اليها الى انها متحوالت ‪ :‬اي قابلة للتغير‪ ،‬كالدخل القومي‬
‫السنوي‪ ،‬و ذلك عبر مجموعة من الحاالت ( كأن تكون مجموعة معينة من الدول )‪ .‬و‬
‫عندما تجمع معطيات كمية من هذا النوع عن السياسة الدولية فسوف يكون ممكنا ان يتم‬
‫تحليلها باستخدام مجموعة متنوعة واسعة من االساليب االحصائية لالجابة عن اسئلة معقدة‬
‫جدا‪.‬‬
‫ثمة مجال اخر جديد للبحث الكمي هو دراسة االحداث الدولية‪ ،‬مثال من هم الممثلون االكثر‬
‫نشاطا في هذه او تلك‬
‫االحداث ؟ و هل يميل النظام الدولي على نحو حاسم الى السلم او العنف في أثناء فترة‬
‫معينة ؟ و ما مدى بروز دور المنظمات الدولية في النشاط اليومي للسياسة العالمية ؟‬
‫و بالرغم من انه ال يجوز الحد ان يقع في خطأ االعتقاد بان النموذج يمثل الواقع كليا‪ ،‬فان‬
‫اساليب النمذجة المعقدة او المتطورة تستطيع برغم ذلك‪ ،‬ان تقدم الينا وجهات نظر نافذة‬
‫تؤمن االستقصاء المستقبلي للعالقات الدولية و توفر لنا فوائد نظرية و عملية كبيرة‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الحاجة الى تفكير جديد‬
‫يجب ان نؤكد ايضا انه لكي نحقق السيطرة على االخطار الراهنة المهددة الستمرار الحياة‬
‫البشرية‪ ،‬كالحرب و العنف البنيوي و االساءة الى البيئة‪ ،‬فثمة حاجة الى تحول جوهري في‬
‫طريقة تفكيرنا ازاء السياسة العالمية‪ ،‬و على سبيل المثال‪ ،‬فقد نرغب في ان يؤدي الضغط‬
‫على زر سحري الى ازالة كل اسلحة الدمار الشامل‪ ،‬و لكن ان لم نكن قادرين على تغيير‬
‫هذه العادات في تفكيرنا عن العالقات الدولية بمنطق القوة و االبادة التي خلقت هذه االسلحة‬
‫بالدرجة االولى‪ ،‬فان هذه االخيرة سوف يعاد صنعها خالل زمن قصير‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬اسلوب هذه الدراسة‬
‫يمكن الدراسة من ثالث وجهات نظر ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬وجهة النظر االولى هي مناقشة للدولة القومية بوصفها ممثال سياسيا فرديا‪ ،‬و تشمل‬
‫الدراسة المشكلة التي توجهها الدولة من خالل ربطها لالهداف التي تسعى الى تحقيقها‬
‫بالوسائل الموجودة تحت تصرفها‪ ،‬و هنا نركز على مفهوم القدرة و نقسمه الى بعدين ‪:‬‬
‫النفوذ و الذي يشير الى قدرة الدولة في الحصول على الموافقة على سياستها عبر وسائل‬
‫مقنعة غير القوة‪ ،‬و القسر الذي هو عنصر القوة و الذي تحاول الدولة المعنية استخدامه لكي‬
‫تلزم دولة اخرى بتنفيذ ارادتها‪.‬‬
‫ب – و جهة النظر الثانية تركز على النظام السياسي العالمي‪ ،‬في المجالين النظري و‬
‫العملي‪ ،‬حيث يتم التدقيق في مفاهيم السيادة و االستقالل و سياسة القوة و ميزان القوة و‬
‫اليات تنظيم السياسة الدولية و مضامين العالقات بين الدول اي العالقات الدولية التي‬
‫ينخرط فيها الممثلون الرئيسيون‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ج – و جهة النظر الثالثة تعالج السياسة الدولية و القضايا المؤثرة في النظام كله و في‬
‫اعضائه‪ ،‬و تتم دراسة بعمق لكل من الحرب و السلم و االيديولوجية و االصولية و‬
‫التكنولوجيا و العالقات بين الشمال و الجنوب و الفقر و التطور و االقتصاد الى غير ذلك‪...‬‬
‫الفصل التاسع ‪ :‬حقوق االنسان‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫يصعب تعريف حقوق االنسان و لكن يستحيل تجهلها‪ ،‬ان حقوق االنسان تخص و تهتم‬
‫بكرامة ووقار الفرد و احترام الذات االنسانية‪ ،‬و هكذا فان االعالن العالمي لحقوق االنسان‬
‫( ‪ ،) 8361‬و المعاهدة االوروبية لحماية حقوق االنسان و الحريات الجوهرية ( ‪،) 8391‬‬
‫و الميثاق الدولي عن الحقوق المدنية و السياسية ( ‪ ،) 8344‬هي كلها اجزاء من عملية‬
‫توسيع افاق احترام كرامة االنسان و حريته‪ ،‬و فرصه في االبداع‪ ،‬و بالرغم من ان السعي‬
‫عالمي الى االهتمام بكرامة االنسان ووقاره‪ ،‬فانه يحدد و يعرف حسب ثقافة حضارة كل‬
‫شعب‪ ،‬و مهما يكن من امر فان كرامة و وقار االنسان يبدوان من الحجات االنسانية التي ال‬
‫تقبل النقاش في شأنها‪.‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬االهتمام الدولي بحقوق االنسان‬


‫كان مؤتمر فيينا عام ‪8189‬م قد اظهر اهتماما دوليا بحقوق االنسان الول مرة في التاريخ‬
‫الحديث‪ ،‬و عالج هذا المؤتمر الحرية الدينية و الحقوق المدنية و السياسية كما وافق‬
‫المؤتمرون على الغاء العبودية من حيث المبدأ‪ ،‬بعدها تال هذا االتفاق عدد من المواثيق و‬
‫المعاهدات ضد العبودية نذكر منها ‪ :‬مؤتمر برلين في شأن افريقيا ( ‪ ،) 8119‬مؤتمر‬
‫بروكسل ( ‪ ،) 8131‬معاهدة سانت جيرمن سنة ( ‪ ،) 8383‬مؤتمر جنيف سنة ( ‪8324‬‬
‫)‪.‬‬
‫و قد اظهر مؤتمر فرساي سنة ‪ 8383‬م‪ ،‬اهتمامه بحماية االقليات‪ ،‬و ابرمت عدة معاهدات‬
‫شددت فيها الدول الجديدة على حقوق االقليات بما فيها حق الحياة و الحرية و الحرية الدينية‬
‫و الحق بجنسية الدولة التي يعيش فيها المواطن و المساواة الكاملة مع المواطنين االخرين و‬
‫ممارسة الحقوق السياسية و المدنية‪.‬‬
‫و قد اسهمت منظمة العمل الدولية على نحو خاص في تطوير حقوق االنسان‪ ،‬باعتبارها‬
‫واحدة من اقدم المنظمات الدولية‪ ،‬فقد ابرمت اتفاقيات عن حق التنظيم و عقد الصفقات على‬
‫نحو جماعي‪ ،‬و الغاء العمل االلزامي‪ ،‬و انهاء التمييز في العمل‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫فبعد الحرب العالمية الثانية الذي عرف مجازر وابادة جماعية فقد تم التنصيص في ميثاق‬
‫االمم المتحدة على مبدأ حقوق االنسان عكس ميثاق عصبة االمم الذي لم يتم االشارة فيه‬
‫لتلك الحقوق‪ ،‬ثم تم تبني االعالن العالمي لحقوق االنسان سنة‪ 8361‬من قبل الجمعية‬
‫العمومية لالمم المتحدة‪ ،‬اال ان هذا االعالن يعتريه عيوب بحيث تعاريفه عامة و غير‬
‫ملزمة‪ ،‬و هو عبارة عن بيان و ليس معاهدة و ليس له قوة االلزام الدولية‪.‬‬
‫و في الختام تجدر االشارة و التنويه الى وجود منظمات غير حكومية كمنظمة العفو الدولية‬
‫و تش الذين يقومون بمهام تحقيقية و كشف الحقائق و المراقبة‬ ‫و منظمة هيومن رايتس‬
‫و التبليغ عن انتهاكات حقوق االنسان‪ ،‬كما يوجد اليوم اكثر من الف منظمة غير حكومية‬
‫عبر العالم و تقدم هذه الوكاالت فيضا من المعلومات و التقارير‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬المؤتمر العالمي االول عن حقوق االنسان ‪.‬‬


‫عقد اول مؤتمر عالمي عن حقوق االنسان في فيينا سنة ‪8339‬م‪ ،‬و بالتالي يكون قد مر‬
‫‪ 29‬سنة عن المؤتمر الدولي االول عن حقوق االنسان في طهران‪ ،‬حيث تبنت ‪841‬‬
‫حكومة باالجماع اعالن فيينا‪ ،‬اذ يدعوا البيان الى دمج حقوق االنسان في برامج و انشطة‬
‫االمم المتحدة‪ ،‬و تمت الموافقة بقوة على حقوق االطفال و حقوق المستوطنين االصليين و‬
‫دعا االعالن كذلك االمم المتحدة القامة مفوضية عليا لحقوق االنسان و اقامة كذلك محكمة‬
‫عقاب دولية‪ ،‬اال انه فشل في مسألة تقرير المصير‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬المقاربة الليرالية و الماركسية لمجال حقوق االنسان‬


‫هكذا نحن امام حقوق االنسان بمقاربتين ليبرالية غربية و ماركسية اشتراكية تحركا بعيدا‬
‫عن واجبات الفرد نحو الدولة‪ ،‬ان هذا الوضع فرض الدولة في موقع النيران من قبل‬
‫االفراد و الجماعات المطالبين بحقوق متساوية و يبقى االشكال في تدخل الحكومة من اجل‬
‫اقرار الحقوق‪ ،‬فتقلل من حقوق االفراد و الجماعات‪ ،‬و تدخل الدولة ال يلبى اال من خالل‬
‫توسيع سلطتها و هذا ما يضيق الخناق على حريات االفراد و الجماعات‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬حقوق االنسان في فترة الحرب الباردة و ما بعدها‬


‫رفعت نهاية الحرب الباردة الضباب عن مفهوم االيديولوجية الذي كان يعتم على المشهد‬
‫الدولي‪ ،‬اذ تركت ارثا ترجيديا وقاسيا في مجال حقوق االنسان‪ ،‬و تركت ايضا عالما‬
‫مقسما الى اربع مجاالت ‪:‬‬
‫‪ -8‬النزاع بين الحقوق المدنية و السياسية من ناحية و بين الحقوق االقتصادية و االجتماعية‬
‫و الثقافية من ناحية ثانية‪.‬‬
‫‪ -2‬النزاع بين الحرية و المساواة و االخاء‬
‫‪ -9‬النزاع بين نوعين من الدول الديموقراطية الحديثة‬
‫‪ -6‬النزاع الجديد بين االغنياء و الفقراء‬

‫‪11‬‬
‫هكذا اصبحت مفاهيم حقوق االنسان و الديموقراطية مبادئ مقبولة لطموحات كل مجتمع‪ ،‬و‬
‫ان على االقل على المستويين العالمي و القومي‪ ،‬يمكن االشارة ان اول نموذج للدولة‬
‫الديموقراطية الحديثة كان وال يزال متمثال في المجتمع و النظام الليبرالي الرأسمالي‪ ،‬الذي‬
‫تلعب فيه الطبقة المتوسطة المستهلكة دورا هاما و تشدد على اهمية الحقوق المدنية و‬
‫السياسية‪ ،‬اما الثورات االشتراكية فقد جاءت بنموذج جديد فنجد من االمثلة االنظمة في‬
‫روسيا و الصين و كوبا اذ شددت على على الديموقراطية االشتراكية في سعيها الى استعادة‬
‫التوازن للمجتمع و المساواة االقتصادية عبر نظام الحزب الواحد الحاكم‪.‬‬
‫ان هذين النوعين من الدول الديموقراطية قد خلقا نموذجين مختلفين جذريا من الدول‬
‫الديموقراطية الحديثة‪ ،‬لكن كال هذين االمثلة ليسا كاملين‪ ،‬و يمكن ان نراهم في اشهر و‬
‫اقوى دولتين في العالم‪ ،‬الواليات المتحدة االمريكية و االتحاد السوفياتي سابقا‪.‬‬
‫اوقفت الحرب الباردة الجهود الهادفة الى تطوير ديمقراطية و حقوق انسانية واحدة و تامة‪،‬‬
‫اذ نسفت التطور في جنوب العالم‪ ،‬و كان التوسع في االخذ بالديموقراطية و االنسانية قد‬
‫توقف في كال النظامين‪ ،‬و بطرق مختلفة‪ ،‬حيث اخذت الحرب الباردة االسبقية و كانت‬
‫النتيجة هي فشل مختلف نماذج التطور‪ ،‬تنافس الدولتان العظيمنان على الهيمنة العالمية و‬
‫اوقفتا جهود تقوية النظام الدولي و اهمال حقوق االنسان و انظمة حماية هذه الحقوق‪.‬‬
‫اما االن و بعد انتهاء الحرب الباردة فيوجد فراغ كبير في مناقشة حقوق االنسان‪ ،‬و العالم‬
‫اليوم يفتقر الى نموذج او مثال ديموقراطي جديد و الى نظرة متكاملة عن حقوق االنسان‪،‬‬
‫لكن نجد ان الليبرالية الجديدة هي وجهة النظر السائدتان وذلك السباب تعود في‬
‫معظمها الى غياب النظريات و التحليالت الجديدة‪ ،‬لكن يبقى االمل في ان البعض من‬
‫المجتمع العالمي يجاهد و يكافح من اجل االجتهاد و الخروج بنموذج جديد يرتكز على‬
‫و االخاء من اجل ان يستطيع العالم ان يصبح‬ ‫المكونات الثالثة الحرية و المساواة‬
‫مجتمعا حقيقيا لكي يتفادى االنحدار الى الخراب و الفوضى‪.‬‬

‫الفصل العاشر ‪ :‬العولمة على الصعيد الدولي‬


‫مقدمة ‪:‬‬
‫جاءت العولمة لتكون نتيجة سقوط التعايش السلمي بين نظامين متناقضين خصوصا بعد‬
‫انهيار االتحاد السوفياتي‪ ،‬حيث سقطت على اثره الثنائية القطبية لتستبدل بنظام احادي‬
‫القطب كنظام عالمي جديد‪ ،‬فظهر لنا مسطلح " العولمة " كتعبير جديد عن الحال العالمية‬
‫في تطور العالقات الدولية‪.‬‬
‫ان انهيار االتحاد السوفياتي و االنظمة التابعة له فتح المجال امام الرأسمالية لتتحرك على‬
‫المستوى الكوني‪ ،‬مسقطة الحواجز‪ ،‬و مسهلة انتقال السلع و الخدمات و رؤوس االموال و‬
‫االفكار‪ ،‬و بما ان الشركات المتعددة الجنسيات و القوة التكنولوجيا باتت واقعا‪ ،‬و بما ان هذه‬
‫"‬ ‫الظاهرة ذات سمة امريكية واضحة‪ ،‬فقد اصبح حديث المراقبين ينصب على‬
‫‪12‬‬
‫أمركة‪ -‬العالم " من خالل العولمة‪ .‬فما هي هذه العولمة ؟ و ما هو الدور الذي تلعبه‬
‫الواليات المتحدة االمريكية في النظام العالمي الجديد ؟‬

‫المبحث االول ‪ :‬مفهوم العولمة‬


‫تعني العولمة في معناها اللغوي تعميم الشيء و توسيع دائرته ليشمل العالم كله‪ ،‬و في‬
‫المجال السياسي تعني العمل على تعميم نمط حضاري يخص بلد بعينه‪ ،‬و من الناحية‬
‫االيديولوجية فهي تعبر عن بصورة مباشرة عن ارادة الهيمنة على العالم‪ ،‬كما عرف‬
‫الصندوق الدولي العولمة في تقريره السنوي عام ‪ ،8331‬على انها االندماج المتسارع‬
‫لالقتصاد العالمي عبر التجارة و تدفق رؤوس االموال و انتقال التكنولوجيا و انتشار شبكال‬
‫االتصال و االعالم‪.‬‬
‫فالعولمة تقدم نفسها على انها حامية الحريات و رديفة للديموقراطية و حرية االقتراع و‬
‫حرية السوق الى غير ذلك‪ ،‬لكنها في الحقيقة ليست سوى هيمنة للقوي على الضعيفف من‬
‫خالل لجوئها الى ‪:‬‬
‫‪ -‬السوق العالمية‬
‫– اللجوء الى االعالم الحداث التغيير‬
‫– اضعاف القوى االقليمية الساعية لتحقيق استقاللية تامة لسياستها‬
‫‪ -‬السيطرة على الدول الغنية بالموارد الطبيعية الحيوية‬
‫‪ -‬خلق قوى اقليمية حليفة و تابعة‬
‫تلك اهم الفرضيات و الوسائل التي تلجأ اليها قوى الهيمنة العالمية لتثبيت مفهوم العولمة‪ ،‬و‬
‫هذا المفهوم يتناقض مع العالمية التي تعني التطور و الرقي و االنفتاح على الثقافات‬
‫االخرى‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مظاهر العولمة‬


‫ان اهم مظهر من مظاهر العولمة هو الهيمنة‪ ،‬و قد تكون سياسية‪ ،‬او اقتصادية‪ ،‬أو‬
‫عسكرية‪ ،‬أو تكنولوجية‪ ،‬او اعالمية‪ ،‬او كلها مجتمعة الى غير ذلك‪ ،‬و بما ان االتحاد‬
‫السوفياتي انهار و اصبح العالم امام قوة دولية واحدة متمثلة في الواليات المتحدة‬
‫االمريكية‪ ،‬فقد نصبت نفسها حامية الوضع الدولي‪ ،‬و لجأت الى الحصار االقتصادي و‬
‫التهديد العسكري لتقزم خصومها‪ ،‬بل حتى حلفائها لكي تضمن والئهم فهي تسيطر على‬
‫مصادر الطاقة و الثروات الطبيعية في الشرق االوسط و جنوب افريقيا التي يحتاجها‬
‫حلفائها خاصة الدول االوروبية و اليابان‪.‬‬
‫فاليابان تستورد ‪ % 39‬من نفطها ‪ %11‬منه يأتي من الشرق االوسط و زهاء ‪ %11‬من‬
‫مصادر الطاقة االوروبية يأتي كذلك من الشرق االوسط‪ ،‬في حين ان قدرا كبيرا من‬
‫احتياجات هذه الدول من المعادن يأتي من جنوب افريقيا‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫كما ان التفرد االمريكي بقرارات االمم المتحدة من جراء استهتارها بالهيئات الدولية‪ ،‬يعبر‬
‫تعبيرا صادقا عن سياسة الهيمنة‪ ،‬و كذلك بقاء حلف شمال االطلسي بعد سقوط المعسكر‬
‫الشيوعي يؤكد بالملموس دعم الهيمنة االمريكية‪ ،‬بتدخله في البوسنة و الهرسك و صريبيا و‬
‫العراق و افغانستان و الصومال‪...‬‬
‫كذلك نجد ان العولمة تدافع عن مبدأ حرية التجارة العالمية‪ ،‬بمعنى فتح حدود الدول و‬
‫اسواقها‪ ،‬و لضمان نجاح العولمة االقتصادية تم انشاء " منظمة التجارة العالمية " سنة‬
‫‪ ،8339‬و انيطت لها صالحيات واسعة في مجال مراقبة النظم التجارية و فرض االنظباط‬
‫التجاري‪.‬‬
‫هذه هي العولمة التي تعد هي االساس في النظام العالمي الجديد‪.‬‬

‫‪14‬‬

You might also like