- شرح الاوراق التجارية - 0

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 67

‫‪1‬‬

‫جامعة الملك سعود‬


‫كلٌة الدراسات التطبٌقٌة وخدمة المجتمع‬
‫قسم العلوم االدارٌة واالنسانٌة‬

‫مقرر‬
‫االوراق التجارٌة واإلفالس‬
‫المستوى الرابع‬

‫محاضرات ملقاة من‬


‫الدكتور‪ /‬مهند محمد ضمرة‬
‫االستاذ المساعد فً قسم االنظمة‬

‫العام الدراسً‬
‫‪1436 -1435‬‬
‫‪2‬‬

‫الباب األول‬

‫األوراق التجارٌة‬
‫مقدمة ‪-:‬‬
‫لم ٌورد القانون السعودي تعرٌفا لألوراق التجارٌة مثله فً ذلك مثل باقً التشرٌعات العربٌة‪،‬‬
‫وتولى الفقه تعرٌف هذه األوراق ‪ ،‬بأنها " محررات مكتوبة وفقا لبٌانات حددها القانون قابلة‬
‫للتداول تتضمن حقا لحاملها او للمستفٌد منها متمثالً بمبلغ من النقود ٌُدفع من قبل الملتزم فٌها‬
‫فً اجل قصٌر او عند اإلطالع "‬
‫وفً حدٌثنا عن األوراق التجارٌة فً هذه المقدمة نتناول ما ٌلً ‪:‬‬
‫‪ -‬لمحة تارٌخٌة عن نشاة األوراق التجارٌة وتوحٌد أحكامها‪:‬‬
‫عُرفت األوراق التجارٌة فً العصور الوسطى منذ سنة‪ 1539‬م وعلى وجه التحدٌد فً عهد‬
‫الجمهورٌات اإلٌطالٌة التً كانت تمارس نشاطا صناعٌا وتجارٌا ضخما تجاوز حدودها الى‬
‫البلدان األخرى (‪ )1‬حٌث كانت األوراق التجارٌة تمثل اداة لنقل النقود من مكان الى اخر‬
‫ٌتجاوز حدود الدولة الواحدة ‪ ،‬وأول ورقة تجارٌة ظهرت هً البولٌصة او السفتجة أو سند‬
‫السحب (‪ )2‬ثم ظهر فٌما بعد ذلك السند ألمر ولحامله والشٌك ‪ .‬وقد كانت األحكام المنظمة‬
‫لألوراق التجارٌة فً بداٌة األمر عبارة عن قواعد عرفٌة جر ى التعامل التجاري على اتباعها‬
‫الى حتى القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر عندما بدأت الدول الصناعٌة بتقنٌن‬
‫القواعد العرفٌة المنظمة لها ومن التشرٌعات التً نظمت قواعد األوراق التجارٌة نذكر فً‬
‫بلجٌكا عام ‪ 1667‬وفً المانٌا عام ‪ 1685‬وفً فرنسا عام ‪.)3( 1673‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬فوزي محمد سامً ‪ ،‬شرح القانون التجاري ‪ ،‬األوراق التجارٌة ‪ ،‬الجزي الثانً ‪ 1430،‬هـ ‪ 2009 -‬عمان ‪،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزٌع ‪،‬ص ‪.31‬‬

‫(‪ )2‬وهً المعروفة فً النظام السعودي بإسم الكمبٌالة ‪.‬‬

‫(‪ )3‬المرجع السابق ص ‪32‬‬


‫‪3‬‬

‫ومع توسع انتشار استعمال األوراق التجارٌة بسبب الثورة الصناعٌة وازدٌاد التجارة بٌن‬
‫الدول ولتجنب التعارض بٌن قوانٌن هذه الدول حول أحكامها ظهرت الحاجة ماسة لتوحٌد‬
‫قواعد األوراق التجارٌة ‪ ،‬وبعد جهود مثمرة فً هذا المجال تمت الدعوة من طرف عصبة‬
‫األمم لعقد مؤتمر جنٌف لوضع قانون موحد لألوراق التجارٌة وبالفعل تم عقد هذا المؤتمر سنة‬
‫‪ 1930‬م وقد نشأ عنه وضع ثالث اتفاقٌات موحدة ألحكام سند السحب (الكمبٌالة ) والسند‬
‫ألمر‪.‬‬
‫وأما أحكام الشٌك الموحدة فقد تم اقرارها فً مؤتمر جنٌف سنة‪1931‬م ‪ ،‬وهكذ اصبحت‬
‫أحكام األوراق التجارٌة او ما ٌطلق علٌها أحكام قانون الصرف موحدة على المستوى الدولً‬
‫وقد سارعت الدول فٌما بعد ذلك الى اإلنظمام الى اإلتفاقٌات المذكورة بإجراء تعدٌالت على‬
‫قوانٌنها الداخلٌة بما ٌتناسب مع أحكام هذه االتفاقٌات ‪.‬‬
‫وقد تبنى النظام السعودي أحكام القانون الدولً لألوراق التجارٌة بحٌث أصبح القانون‬
‫السعودي ٌماثل القوانٌن العربٌة فً تبنٌه ألحكام اتفاقٌات جنٌف فً هذا الشأن ‪ ،‬وٌعتبر النظام‬
‫رقم م‪ 37/‬الصادر بالمرسوم الملكً سنة ‪ 1383/10/11‬هـ هو القانون األساسً المنظم‬
‫ألحكام قانون األوراق التجارٌة فً المملكة والذي أُدخلت علٌه مجموعة من التعدٌالت سٌأتً‬
‫الحدٌث عنها فً حٌنه‪.‬‬
‫‪ -‬وظائف األوراق التجارٌة ‪-:‬‬
‫تقوم األوراق التجارٌة بوظائف إقتصادٌة هامة وهً ‪:‬‬
‫‪ -1‬الورقة التجارٌة أداة لنقل النقود ‪-:‬‬
‫وهذه الوظٌفة هً االساس المباشر فً نشأة الورقة التجارٌة حٌث انها كانت تمثل فً العصور‬
‫الوسطى أداة لتنفٌذ عقد الصرف (اي مبادلة النقد بالنقد ) ونقل النقود من مكان ألخر ‪ ،‬ولهذا‬
‫السبب سمٌت االحكام المنظمة لها بأحكام قانون الصرف ‪ ،‬ولفهم نشأة األوراق التجارٌة كأداة‬
‫لنقل النقود نضرب المثال التالً ‪:‬‬
‫كان التاجر السعودي سابقا ً إذا رغب فً نقل نقوده الى بلد آخر كالهند مثالً للمتاجرة فٌها او‬
‫اإلستفادة منها هناك بأي طرٌقة ٌشاء‪ ،‬وخوفا علٌها من السرقة أوالضٌاع اثناء نقلها على‬
‫الطرٌق‪ ،‬والن هذه النقود فً القدم كانت عبارة عن نقود معدنٌة الٌمكن له نقلها بسهولة ‪،‬‬
‫فتفادٌا لذلك كان ٌلجأ الى أحد الصٌارفة فً المملكة وٌعطٌه العملة السعودٌة وٌطلب منه‬
‫إعطائه مقابال لها بالعملة الهندٌة ‪ ،‬وتحقٌقا لذلك كان هذا الصراف ٌعطً هذا التاجر السعودي‬
‫‪4‬‬

‫ورقة تتضمن المبلغ المراد استالمه بالعملة الهندٌة التً ٌرٌدها التاجر وٌطلب منه ان ٌسلمها‬
‫الى وكٌله او مما ٌتعامل معه فً الهند‪ ،‬لٌدفع له مقابل العملة التً استلمها من التاجر فً‬
‫السعودٌة ‪ ،‬وبهذا الحال نجد ان الصراف الموجود فً السعودٌة (وهو ساحب الورقة ) على‬
‫المسحوب علٌه فً الهند (المكلف بدفع قٌمة الورقة لمصلحة ( المستفٌد من الورقة) وهو‬
‫التاجر السعودي فً مثالنا ‪.‬‬
‫وعلى ذلك نفهم من هذا المثال أساس نشأة الورقة التجارٌة فً العصور الوسطى المتمثلة هنا‬
‫بسند السحب او السفتجة او الكمبٌالة التً كانت تمثل اوال اداة لتنفٌذ عقد صرف العملة بالعملة‬
‫( وهً األساس فً تسمٌة القواعد المنظمة ألحكام األوراق التجارٌة بقواعد قانون الصرف )‬
‫وثانٌا ‪ :‬انها تمثل اداة لنقل النقود ‪ ،‬وقد تضاءلت هذه الوظٌفة للورقة التجارٌة فً العصر‬
‫الحدٌث حٌث ان جمٌع الدول اتخذت لها عمالت ورقٌة ٌمكن نقلها بسهولة ابسط من العملة‬
‫المعدنٌة‪ ،‬كما ان عملٌة التحوٌالت المصرفٌة ‪،‬وشٌكات المسافرٌن سهلة عملٌة نقل النقود من‬
‫مكان ألخر ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬الورقة التجارٌة أداة وفاء ‪-:‬‬
‫تقوم االوراق التجارٌة بأنواعها الثالث (السفتجة (الكمبٌالة )و السند ألمر والشٌك ) بوظٌفة‬
‫الوفاء عوضا عن النقود فمثال اذا اشترى تاجر بضائع معٌنة من تاجر اخر فبدال من ان ٌتم‬
‫الوفاء بواسطة النقود ٌتم الوفاء بواسطة هذه األوراق كبدٌل عن النقود (وإن كانت ال تعد‬
‫مبرئة لذمة التاجراال حٌن السداد الفعلً لقٌمتها ) اال ان هذه األوراق تعتبر اداة وفاء تحل محل‬
‫النقود ‪.‬‬
‫وإن كان قد قل استعمال السفتجة (الكمبٌالة )على المستوى الداخلى وإقتصارها على التعامالت‬
‫الخارجٌة ‪ ،‬اال ان التعامل بالسند ألمر والشٌك كثٌر اإلستعمال على المستوى الداخلً لتسوٌة‬
‫الدٌون ما بٌن األفراد ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -:‬الورقة التجارٌة أدة ائتمان ‪:‬‬
‫فمثال تاجر التجزئة عندما ٌشتري من تاجر الجملة بضائع معٌنة ٌحرر له كمبٌالة او سند المر‬
‫تكون واجبة الوفاء بعد خمسة أشهر‪ ،‬فهذا األجل ٌعتبر أجل ائتمان ُمنح لتاجر التجزئة من‬
‫طرف تاجر الجملة إذ ٌجب علٌه السداد عند حلول األجل ‪.‬‬
‫اما الشٌك فإنه ال ٌعتبر أداة ائتمان فهو فقط أداة وفاء إذ ٌجب دفع قٌمته من طرف البنك بمجرد‬
‫اإلطالع ‪ ،‬وإذا تضمن اجل للوفاء انقلب الى كمبٌالة وفقد طبٌعته كشٌك ‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ -‬أهم المبادىء التً ٌقوم علٌها قانون الصرف ‪:‬‬


‫سبق ان بٌنا ان نشأة الورقة التجارٌة جاءت لتنفٌذ عقد الصرف ولهذا السبب سمٌت األحكام‬
‫المنظمة لألوراق التجارٌة بالقانون الصرفً وهذا القانون على هذا النحو ٌقوم على مبادىء‬
‫أساسٌة تعد خصائص القانون الصرفً الرئٌسة وهً ‪:‬‬
‫‪ -1‬الشكلٌة والكفاٌة الذاتٌة للسند ‪-:‬‬
‫وهذه الشكلٌة تتمثل فً البٌانات اإللزمٌة الواجب توافرها فً كل ورقة تجارٌة (كما سٌأتً‬
‫بٌانه) اذ ان القانون الصرفً (القانون المنظم لألوراق التجارٌة ) أوجب فً كل ورقة تجارٌة‬
‫مجموعة من البٌانات ان فقدت فً الورقة بطلت الورقة التجارٌة وتحولت الى سند عادي‬
‫وبالتالً تخضع للقواعد العامة فً القانون المدنً وال تطبق علٌها أحكام قانون الصرف ‪ ،‬لذا‬
‫فإن الشكلٌة هً األساس إلعتبار الورقة ورقة تجارٌة ألن الحق المتمثل فً هذه الورقة ٌستمده‬
‫من شكل الورقة ‪ ،‬فإذا نشأت سلٌمة تتوافر فٌها البٌانات اإللزامٌة التً ارادها القانون نشأ‬
‫للحامل حق بقٌمة المبلغ الذي تتضمنه هذه الورقة وتمتع بامتٌازات القانون الصرفً وٌترتب‬
‫على هذه الشكلٌة بالتالً ما ٌعرف بمبدأ الكفاٌة الذاتٌة للسند والمقصود بذلك انه ال ٌنظر إلى‬
‫العالقات الخارجة عنه بحٌث أن السند أو الورقة تعبر عن نفسها بما هو مدون بها دون النظر‬
‫إلى وجود اتفاقٌات أخرى غٌر مكتوبة على ذات الورقة فالورقة ناطقة فقط بما فٌها ‪.‬‬
‫‪ -2‬مبدأ استقالل التواقٌع ‪-:‬‬
‫وٌعنى هذا المبدأ ان كل ملتزم موقع على الورقة التجارٌة ٌلتزم تجاه حامل الورقة التجارٌة‬
‫حتى ولو كان التزام غٌره من الموقعٌن باطل لسبب ما كنقص األهلٌة أو انعدامها أو أي سبب‬
‫آخر ‪ ،‬فهذه العٌوب ال ٌمكن ان ٌستفٌد منها اي ملتزم اخر تجاه الحامل اذ علٌه الوفاء للحامل‬
‫بقٌمتها متى تم الرجوع علٌه من طرفه دون أن ٌحتج تجاهه ببطال ن التزام غٌره من الموقعٌن‬
‫على الورقة (‪ )1‬أي أن كل توقٌع على الورقة أو أي التزام ٌستقل عن االلتزام اآلخر فال ٌجوز‬
‫__________________________________________________________‬
‫(‪ )1‬إذ جاء فً نص المادة (‪ )9‬من قانون األوراق التجارٌة السعودي ما ٌلً " إذا حممت الكمبيالة توقيعات أشخاص ليست‬
‫ليم أىمية االلتزام بيا أو توقيعات مزورة أو توقيعات ألشخاص وىميين أو توقيعات ال تمزم ألي سبب آخر األشخاص الذين‬
‫وقعوا الكمبيالة أو الذين وقعت بأسمائيم فإن التزامات غيرىم من الموقعين عمييا تظل مع ذلك صحيحة ‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫أن ٌحتج ملتزم ببطالن التزام غٌره ‪ ،‬فااللتزام الصرفً التزام مجرد ٌنفصل عن االلتزام‬
‫المنشى له تماما ‪ ،‬فال ٌحق لملتزم أن ٌحتج بالتزام غٌره تطبٌقا لقاعدة أخرى سٌأتً الحدٌث‬
‫عنها وهً قاعدة التظهٌر ٌطهر الورقة من الدفوع ‪.‬‬
‫‪ -3‬مبدأ التشدد فً معاملة المدٌن ‪-:‬‬
‫فالمدٌن فً الورقة التجارٌة ملزم بالوفاء بقٌمتها عند حلول أجل أستحقاقها ‪ ،‬وال ٌمكن للمحكمة‬
‫التساهل فً إعطاء مهل إضافٌة تتجاوز اجل استحقاقها للملتزمٌن بها ‪ ،‬وذلك ٌوجب على‬
‫الحامل المطالبة بقٌمتها فً مٌعاد اإلستحقاق وتحرٌر محضر عدم اإلحتجاج فً مٌعاده واال‬
‫اعتبر حامال مهمال ٌترتب علٌه أثار معٌنة سٌأتً بٌانها الحقا ً‪.‬‬
‫‪ -‬أنواع األوراق التجارٌة ‪:‬‬
‫تنقسم االوراق التجارٌة فً القانون السعودي الى ثالثة انواع وهً (الكمبٌالة ‪،‬السند ألمر‪،‬‬
‫والشٌك ) نتناول تعرٌف وبٌان كل واحدة منها فٌما ٌلً ‪:‬‬
‫اوالً ‪ -:‬الكمبٌالة ‪-:‬‬
‫وهً المعروفة فً بعض القوانٌن المقارنة (بسند السحب او السفتجة أو البولٌصة )(‪ )1‬وٌمكن‬
‫تعرٌفها بأنها " محرر مكتوب وفقا لشرائط قانونٌة حددها القانون تتضمن امرا من شخص هو‬
‫الساحب الى شخص اخر هو المسحوب علٌه بدفع مبلغ معٌن لشخص ثالث هو المستفٌد او‬
‫حامل الكمبٌالة بمجرد اإلطالع او فً وقت معٌن او قابل للتعٌٌن " وعلى ذلك نجد من هذا‬
‫التعرٌف ان الكمبٌالة تتضمن ثالثة اشخاص عند انشائها و هم ‪-:‬‬
‫‪ -1‬الساحب ‪ -:‬هو الذي ٌأمر المسحوب علٌه بدفع مبلغ معٌن للمستفٌد فً المٌعاد والمكان‬
‫المعٌن ‪.‬‬
‫‪ -2‬المسحوب علٌه ‪ -:‬هو الشخص الذي طلب منه الساحب دفع مبلغ الكمبٌالة ‪ ،‬وٌلزم‬
‫المسحوب علٌه بدفع مبلغ الكمبٌالة اذا قبل الوفاء بها فً مٌعاد اإلستحقاق ‪.‬‬
‫______________________________________________________‬
‫(‪ )1‬كالقانون السوري واللبنانً واألردنً أما القوانٌن التجارٌة فً مصر وتونس والمغرب ولٌبٌا وقطر فإنها تستعمل كلمة كمبٌالة‬
‫‪7‬‬

‫‪ -3‬المستفٌد أو (الحامل )‪ :‬والمستفٌد هو الشخص الذي حررت الكمبٌالة لمصلحته من طرف‬


‫الساحب عند إنشائها وله حق قبض قٌمتها من المسحوب علٌه فً مٌعاد االستحقاق كونه الدائن‬
‫بقٌمتها‪ ،‬وللمستفٌد حق تظهٌرها بالتنازل عنها للغٌر قبل حلول اجل االستحقاق لٌحل محله فً‬
‫قبض قٌمتها وهذا الغٌر ٌسمى بالحامل لها‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬السند ألمر ‪-:‬‬
‫وهو " محرر مكتوب وفق شرائط قانونٌة حددها القانون ٌتضمن تعهد محرره بدفع مبلغ معٌن‬
‫ألمر شخص اخر هو المستفٌد او الحامل بمجرد اإلطالع او فً مٌعاد معٌن او قابل للتعٌٌن "‬
‫من هذا التعرٌف نالحظ أن السند ألمر ٌتضمن شخصٌن بخالف الكمبٌالة وهما ‪:‬‬
‫‪ -1‬المحرر‪ :‬وهو الشخص الذي ٌتعهد بدفع قٌمة السند فً مٌعاد محدد فً السند لمصلحة‬
‫شخص اخر هو المستفٌد او (الحامل)‪.‬‬
‫‪ -‬المستفٌد ‪ :‬وهو الشخص المحرر السند لمصلحته ‪ ،‬وله حق التنازل عن السند للغٌر (الحامل‬
‫) وهذا األخٌر ٌحل محل المستفٌد فً المطالبة بقٌمة السند من المحرر فً مٌعاد اإلستحقاق ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الشٌك ‪-:‬‬
‫والشٌك هو " محرر مكتوب وفق شرائط محددة فً القانون ٌتضمن امرا صادر من طرف‬
‫شخص ٌسمى الساحب لشخص اخر هو المسحوب علٌه وٌكون مصرفا (بنكا ً) بدفع مبلغ معٌنا‬
‫بمجرد اإلطالع لشخص اخر هو المستفٌد او حامل الشٌك ‪.‬‬
‫ونالحظ من هذا التعرٌف ان الشٌك ٌتضمن ثالثة اشخاص هم نفسهم الموجودٌن فً الكمبٌالة‬
‫وهم الساحب والمسحوب والمستفٌد اال ان ما ٌفرق الكمبٌالة عن الشٌك عدة فوارق نذكر هنا‬
‫فرقٌن اساسٌٌن وهما‪:‬‬
‫‪ -1‬الشٌك ال ٌكون مسحوبا اال على بنكا فإن سحب على غٌر بنك فقد صفته كشٌك حٌث جاء‬
‫فً المادة ‪ 93‬من نظام االوراق التجارٌة السعودي ما ٌلً ‪ ":‬ال يجوز سحب الشيكات الصادرة‬
‫في المممكة والمستحقة الوفاء فييا إال عمى بنك ‪ ،‬والصكوك المسحوبة في صورة شيكات عمى‬
‫‪8‬‬

‫غير بنك ال تعتبر شيكات صحيحة "‪ .‬وذلك بخالف الكمبيالة التي ممكن ان تسحب عمى بنك‬
‫او عمى شخص عادي ‪.‬‬

‫‪ -2‬الشيك ال يكون مستحق الوفاء اال بمجرد اإلطالع اي يجب الوفاء بو فو ار بمجرد تقديمو‬
‫لمبنك كونو ال يعتبر أداة ائتمان وانما أداة وفاء فقط ‪ ،‬بخالف الكمبيالة التي تعتبر اداة وفاء‬
‫وائتمان اي يمكن أن تتضمن أجال لالستحقاق ‪ ،‬فقد تكون مستحقة بمجرد اإلطالع او بعد أجل‬
‫معين من اإلطالع او في تاريخ معين ‪.‬‬

‫وفي دراستنا ألحكام األوراق التجارية نتحدث عن ‪:‬‬

‫الفصل االول ‪ :‬الكمبيالة ‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬السند ألمر‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬الشيك ‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الفصل األول‬
‫الكمبٌالة‬
‫المبحث األول ‪ :‬إنشاء الكمبٌالة ‪:‬‬
‫االلتزام بالكمبٌالة التزام مثله مثل أي التزام آخر ٌتطلب شروط لصحته ‪ ،‬وفً ذلك نتكلم عن‬
‫الشروط الموضوعٌة لصحة االلتزام بالكمبٌالة وكذلك الشروط الشكلٌة فٌما ٌلً ‪:‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬الشروط الموضوعٌة ‪- :‬‬
‫وهً الشروط الموضوعٌة لصحة اي التزام وهً (الرضا واألهلٌة والمحل والسبب)‬
‫اوالً ‪ :‬الرضاء ‪-:‬‬
‫ٌجب ان ٌكون رضاء الملتزم خالً من اي عٌب كاإلكراه او الغلط او التغرٌر‪ ،‬فإن شاب‬
‫التزام الموقع على الورقة التجارٌة عٌب من عٌوب الرضاء اعتبر التزامه باطال وبطالن هذا‬
‫اإللتزام ٌحتج به فقط تجاه الشخص الذي وقعت الكمبٌاله مباشرة لمصلحته اما اذا تداولت‬
‫الكمبٌالة فٌما بعد بالتظهٌرالى حامل حسن النٌة (اي ال ٌعلم بإن هناك عٌب فً رضاء الملتزم)‬
‫فإنه ال ٌجوز لهذا الملتزم اإلحتجاج علٌه ببطالن التزامه لوجود هذا العٌب وذلك تطبٌقا لقاعدة‬
‫التظهٌر ٌطهر الورقة التجارٌة من الدفوع كما سٌأتً بٌانه ‪.‬‬
‫ثانٌا ً ‪ -:‬األهلٌة ‪-:‬‬
‫كما ٌجب ان ٌكون الملتزم فً الكمبٌالة متمتع باألهلٌة القانونٌة وأهلٌة الملتزم تتحدد وفقا لنظام‬
‫موطنه وهً بالنسبة للمواطن السعودي ثمانٌة عشر سنة ‪ ،‬فقد جاء فً نص المادة (‪ )7‬من‬
‫نظام األوراق التجارٌة السعودي ما ٌلً " تتحدد أىمية الممتزم بالكمبيالة وفقاً لنظام موطنو ‪،‬‬
‫ومع ذلك ال يعتبر السعودي أىالً لاللتزام بالكمبيالة إال إذا بمغ من العمر ثماني عشرة سنة ‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫واذا كان الشخص ناقص األىمية وفقًا لنظامو الوطني فإن التزامو يظل مع ذلك صحيحًا إذا‬
‫وضع توقيعو في إقميم دولة يعتبره نظاميا كامل األىمية "‪ .‬كما نالحظ ان ىذه الفقرة األخيرة من‬
‫المادة المذكورة قد وضعت حكما خاصا لألجنبي الغير كامل األىمية بحسب نظام موطنو اال‬
‫انو كامل األىمية بحسب قانون المكان الذي وقع فيو الكمبيالة واعتبرت ان التزامو ىذا يعتبر‬
‫صحيح ولتوضيح ذلك نضرب المثال التالي ‪ :‬اذا وقع مصري على كمبٌالة داخل المملكة وهو‬
‫اقل من ‪ 21‬عاما (وهو سن كمال األهلٌة فً القانون المصري ) فإن التزامه هذا ٌعتبر صحٌحا‬
‫اذا تجاوز سنه ‪ 18‬عشر عاما حسب القانون السعودي‪ ،‬أما إذا وقع ذات المصري على‬
‫الكمبٌالة فً مصر فإن التزامه ٌعتبر باطال بحسب قانون دولته ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ -:‬المحل ‪-:‬‬
‫والمحل فً اإللتزام الصرفً ال ٌمكن ان ٌكون اال مبلغا من النقود فإذا كان هذا المحل التزام‬
‫بالقٌام بعمل او اإلمتناع عن عمل او تسلٌم شً اخر غٌر النقود فإنه ٌفقد صفته كورقة تجارٌة‬
‫وٌصبح سند عادي تسري علٌه القواعد العامة ألي التزام ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ -:‬السبب ‪-:‬‬
‫والسبب فً تحرٌر الكمبٌالة أو أي ورقة تجارٌة أخرى ٌتمثل فً العالقة األصلٌة المسببة فً‬
‫إنشاء الكمبٌالة (وهو ما ٌعرف ببٌان وصول القٌمة الموجود على الورقة التجارٌة ) فالتزام‬
‫الساحب بتحرٌر الورقة للمستفٌد منها قد ٌكون عالقة بٌع سٌارة مثال أو قرض دٌن استقرضه‬
‫الساحب من المستفٌد فحرر له الكمبٌالة او اي عالقة اخرى ‪ ،‬وكذلك عالقة المظهر بالمظهر‬
‫الٌه وهكذا ‪ ،‬لذا ٌجب ان ٌكون هذا السبب فً انشاء العالقة بٌن الملتزمٌن فً الورقة التجارٌة‬
‫مشروعا وغٌر مخالف للنظام العام مثله فً ذلك مثل اي التزام اخر فال ٌجوز تحرٌر الورقة‬
‫التجارٌة مثال لوفاء دٌن قمار او مخدرات فهذه العالقة باطلة كون ان سببها غٌر مشروع ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ -:‬الشروط الشكلٌة ‪:‬‬
‫الوقة التجارٌة مهما كان شكلها (كمبٌالة او سند ألمر او شٌك )ٌجب ان تكون مكتوبة ‪،‬فال‬
‫ٌمكن اإلتفاق شفاهة على وجود ورقة تجارٌة ‪ ،‬فالكتابة شرط الزم إلنشاء الورقة التجارٌة لذا‬
‫ال ٌمكن اإلحتجاج بوجود ورقة تجارٌة تم اإلتفاق علٌها شفاهة وإثبات ذلك بشهادة الشهود‪،‬‬
‫وعالوة على اشتراط الكتابة لصحة وجود الورقة التجارٌة ٌجب اٌضا ان تتضمن بٌانات‬
‫‪11‬‬

‫الزامٌة على متنها لذلك نتكلم عن البٌانات اإللزامٌة لصحة الكمبٌالة (أ) وكذلك عن األثار‬
‫المترتبة عن وجودعٌب شكلً فً الكمبٌالة (ب)وكذلك عن حالة سحب الكمبٌالة على‬
‫بٌاض(ج) وأخٌرا نتكلم عن البٌانات االختٌارٌة التً ٌمكن ان تتضمنها الكمبٌالة بإتفاق‬
‫الموقعٌن علٌها (د) كل ذلك فٌما ٌلً ‪:‬‬
‫(أ) البٌانات اإللزامٌة فً الكمبٌالة ‪-:‬‬
‫ٌجب ان تتضمن الكمبٌالة مجموعة من البٌانات اإللزامٌة لصحتها من الناحٌة الشكلٌة وهذه‬
‫البٌانات عددتها المادة األولى من نظام األوراق التجارٌة السعودي وهً على التوالً ‪-:‬‬

‫اوالً ‪ -:‬كممة ( كمبيالة ) مكتوبة في متن الصك وبالمغة التي كتب بيا‪.‬‬

‫والقصد من وجود ىذا البيان عمى متن السند ىو لتحديد طبيعة الورقة التجارية ىل ىي كمبيالة‬
‫او شيك او سند ألمر ‪ ،‬وبالتالي لتعريف األشخاص بطبيعة اإللتزم الذي سوف يقدمون عميو‬
‫فالتعامل بالكمبيالة مثال ال يرتب جريمة جزائية مثل الشيك ‪ ،‬وكذلك التدليل عمى طبيعة الورقة‬
‫يشعر األشخاص انيم مقدمين عمى التزام صرفي لو طبيعة خاصة عن اي التزام اخر‪.‬‬

‫ثانياًا‪ -:‬أمر غير معمق عمى شرط بوفاء مبمغ معين من النقود ‪.‬‬

‫والمقصود بذلك ان تتضمن الكمبيالة ام ار من الساحب الى المسحوب عميو بدفع مبمغ معين‬
‫لممستفيد بأن يقول مثال (إدفعو ألمر فالن مبمغ كذا وكذا )او (ارجوكم ان تدفعوا ألمر فالن‬
‫كذا) كما يجب ان يكون ىذا األمر غير معمق عمى شرط او مقترن بشرط ما كالقول مثال ادفعوا‬
‫ألمر فالن مبمغ كذا اذا وفى بالتزامو تجاىي أو إذا وصمو مني نقود )فيذا التعبير يجعل الوفاء‬
‫بقيمة الكمبيالة معمق عمى شرط خارج عن الورقة التجارية وقد يتحقق او ال يتحقق مما يعيق‬
‫عممية تداول الكمبيالة ويدخل الريبة فييا وىو ما ينافي الغاية من وجودىا كأداة وفاء‪ ،‬لذا إذا‬
‫وضع الساحب مثل ىذا الشرط اعتبرت باطمة ‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫كما يجب ان يتضمن ىذا األمر اداء مبمغ معين فال يمكن كما سبق ان قمنا ان يكون محل‬
‫االلتزام في الكمبيالة مبمغ غير النقود ‪ ،‬وىذا المبمغ عادة يكون ذكره في الكمبيالة او اي ورقة‬
‫تجارية اخرى باألحرف وباألرقام فإذا حدث تعارض بين األحرف واألرقام اعتد بما ىو وارد‬
‫باألحرف ‪ ،‬وفي ذلك جاء نص المادة (‪ )5‬من قانون االوراق التجارية اذ جاء في ىذه المادة ما‬
‫يمي " إذا كتب مبمغ الكمبيالة بالحروف وباألرقام معاً ‪ ،‬فتكون العبرة عند االختالف بالمكتوب‬
‫بالحروف ‪ .‬واذا كتب المبمغ عدة مرات بالحروف وباألرقام ‪ .‬فتكون العبرة عند االختالف‬
‫بالمبمغ األقل "‪ .‬كما ان القانون السعودي رتب عمى اشتراط الفائدة في الكمبيالة بطالن ىذا‬
‫الشرط (المادة ‪.)6‬‬

‫ثالثاًا‪ -:‬أسم من يمزمو الوفاء ( المسحوب عميو ) ‪.‬‬

‫وىو الشخص _كما بينا _الذي يتم سحب الكمبيالة عميو من طرف الساحب لموفاء بقيمتيا‬
‫لممستفيد ‪ ،‬والمسحوب عميو ال يمزم بأداء قيمة الكمبيالة اال بعد قبوليا بوضع إمضائو عمييا ‪،‬‬
‫وقد يكون المسحوب عميو بنكا أو شخص طبيعي ‪ ،‬كما يجوز سحب الكمبيالة عمى الساحب‬
‫نفسو بحيث يكون ىو الساحب والمسحوب عميو في ذات الوقت ‪ ،‬كما يجوز أن يسحب‬
‫الساحب الكمبيالة لمصمحة نفسو بأن يكون ىو الساحب والمستفيد منيا في ذات الوقت ‪ ،‬ىذا‬
‫ما اجازتو المادة ‪ 3‬من قانون االوراق التجارية بقوليا " يجوز سحب الكمبيالة ألمر الساحب‬
‫نفسو ‪ .‬ويجوز سحبيا عمى ساحبيا ويجوز سحبيا لحساب شخص أخر " ‪.‬‬

‫رابعاًا‪ :‬تاريخ اإلستحقاق ‪-:‬‬

‫وقد حددت المادة ‪ 38‬اربعة حالت يمكن فيو تحديد تاريخ اإلستحقاق وىي ان تكون مستحقة‪:‬‬

‫‪ -1‬إما لدى اإلطالع (كأن يقال إدفعوا المر فال بمجرد اإلطالع )‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫‪-2‬واما بعد تاريخ معين من اإلطالع(كأن يقال إدفعو ألمر فالن بعد شير من اإلطالع )‪.‬‬

‫‪ -3‬واما بعد مدة معينة من تاريخ اإلنشاء(كأن يقال ادفعوا بعد شير من التاريخ اعاله)‪.‬‬

‫‪ -4‬او ان يكون تحديد تاريخ اإلستحقاق بإجل معين(كأن يقال إدفعو آلمر فالن في‬
‫‪ 1433/4/20‬ىـ)‪ ،‬وىذا التحديد ىو اإلكثر رواجا في التعامل بالكمبياالت ‪.‬وتبدوا اىمية تحديد‬
‫تاريخ اإلستحقاق لبيان األجل الذي يجب عميو دفع قيمة الكمبيالة ‪ ،‬وكذلك لتحديد األجل لتوقف‬
‫المدين عن دفع ديونو كشرط إلعالن افالسو اذا كان تاج ار‪.‬‬

‫امساًا‪ -:‬مكان الوفاء ‪-:‬‬

‫ويجب أن يكون ىذا المكان معينا تعينا وافيا ‪ ،‬فال يجوز القول ان ىذه الكمبيالة مستحقة الوفاء‬
‫في المممكة العربية السعودية فقط دون تحديد المكان بدقة في المممكة ‪ ،‬كما يمكن أن تتعدد‬
‫أماكن الوفاء في الكمبيالة الواحدة ويترك الخيار لممستفيد في التوجو لممكان المستحق فيو الوفاء‬
‫‪ ،‬إال انو يجب تحديد كل مكان بدقة ‪.‬‬

‫سادساًا‪ -:‬تاريخ ومكان إنشاء الكمبيالة ‪.‬‬

‫وتبدو أىمية تحديد تاريخ إنشاء الكمبيالة لسببين‬

‫‪ -1‬التحقق من أىمية الساحب وقت االلتزام بالكمبيالة ىل كان سنو فوق او دون ‪ 18‬عاما‬

‫‪ -2‬من الضروري معرفة تاريخ اإلنشاء اذا كانت الكمبيالة مستحقة الوفاء بعد اجل من تاريخ‬
‫اإلنشاء ‪ .‬كما يجب ان تتضمن الكمبيالة تحديد مكان انشائيا وأىمية تحديد المكان ترجع لبيان‬
‫القانون المختص بإنشاء الكمبيالة ىل ىو القانون السعودي أو غيره‪.‬‬

‫سابعاًا ‪:‬اسم من يجب الوفاء ألمره(المستفيد)‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫ثامناًا‪ :‬توقيع الساحب ‪.‬‬

‫وىو أىم بيان يجب وجوده في الكمبيالة ألنو ىو البيان الذي يترتب عميو التزام الساحب‬
‫بالكمبيالة ‪ ،‬كما يمكن أن يمتزم الساحب بالكمبيالة بوضع ختمو او بصمة إصبعو عمى الكمبيالة‬
‫او بالتوقيع اإللكتروني اذا كانت الكمبيالة سند الكتروني ‪.‬‬

‫‪ -‬حالة سحب الكمبيالة لحساب الغير‪-:‬‬

‫وىي الحالة التي ال يقوم الساحب الحقيقي بسحب الكمبيالة وانما يوكل غيره في سحب الكمبيالة‬
‫لحسابو ‪ ،‬وىذا الوكيل يسمى الساحب الظاىر‪ ،‬وفي ىذه الحالة ال يكون الساحب الحقيقي موقعا‬
‫عمى الكمبيالة وانما الموقع ىو الساحب الظاىر الوكيل ‪،‬ولجوء الساحب الحقيقي إلى ىذه‬
‫الطريقة ىي رغبة منو عدم ظيور اسمو عمى الكمبيالة لعمة ما كان يكون ممنوع من المتاجرة‬
‫فيرغب بإنابة غيره ليسوى معامالته عوضا عنو ‪،‬وقد يكون السبب رغبة الساحب الحقيقي إخفاء‬
‫وضعو المالي بعدم ذكر اسمو عمى الكمبيالة ‪..‬إلى غير ذلك من األسباب ‪ ،‬وفي ىذه الحالة‬
‫السؤال ما الوضع القانوني إلطراف الكمبيالة ؟‬

‫‪ -‬في عالقة الساحب الظاىر بالساحب الحقيقي ‪ :‬وىذه العالقة يحكميا عقد الوكالة المتفق‬
‫عميو مابين الطرفين بالتزام الساحب الظاىر نيابة عن الساحب الحقيقي عمى الكمبيالة ‪.‬‬

‫‪ -‬في عالقة الساحب الظاىر بالحامل وباقي أطراف الكمبيالة ‪ :‬فيعامل ىذا الساحب وكأنو‬

‫الساحب الحقيقي كون انو ىو الممتزم في الكمبيالة وصفة الساحب الحقيقي غير ظاىرة عمى‬
‫الكمبيالة (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬حيث جاء في نص المادة ‪ 29‬ما يمي "‪ ....‬ال يعفي الساحب لحساب غيره من مسئوليتو شخصياً قبل مظيرييا وحاممييا" ‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫‪ -‬في عالقة الساحب الظاىر بالمسحوب عميو ‪ :‬وىذه العالقة حقيقة غير موجودة ‪،‬الن‬
‫الساحب الحقيقي ىو الذي عميو توفير مقابل الوفاء لممسحوب عميو وبالتالي فإن المسحوب‬
‫عميو يعرف الساحب الحقيقي وعالقتو في األصل ىي معو ‪ ،‬وبالتالي إذا دفع المسحوب عميو‬
‫قيمة الكمبيالة لمحامل عمى المكشوف ‪ -‬أي دون أن يوفر الساحب لو مقابل الوفاء ‪ -‬فيحق لو‬
‫الرجوع عمى الساحب الحقيقي لمطالبتو بما أوفى بو لمحامل وليس لو حق الرجوع عمى الساحب‬
‫الظاىر ‪.‬‬

‫(ب) األثار المترتبة عمى وجود عيب شكمي في الكمبيالة ‪:‬‬

‫والمقصود بالعيب الشكمي ىو نقص أو غياب احد البيانات اإللزامية المذكورة سابقا في الكمبيالة‬
‫‪ ،‬والسؤال ىنا ماذا يترتب عمى عدم وجود أو نقص أحد ىذه البيانات ؟ ‪ ،‬إن نقص أحد ىذه‬
‫البيانات يترتب عميو بطالن الكمبيالة من الناحية الشكمية بحيث أنيا ال تصبح اضعة ألحكام‬
‫القانون الصرفي ‪،‬إال أن المشرع وتداركا منو لمحاولة اإلبقاء عمى صحة الكمبيالة جعل نقص‬
‫بعض البيانات اإللزامية لعدم أىميتيا نوعا ما مقارنة بغيرىا من البيانات بقاء الكمبيالة صحيحة‬
‫وفي ذلك جاء نص المادة الثانية عمى ما يمي ‪:‬‬

‫"ال يعتبر الصك الخالي من البيانات المذكورة في المادة السابقة كمبيالة إال في األحوال اآلتية‬

‫أ) إذا خمت الكمبيالة من بيان ميعاد االستحقاق اعتبرت مستحقة الوفاء لدى االطالع عمييا‬
‫ب) واذا خمت من بيان مكان الوفاء أو من بيان موطن المسحوب عميو أعتبر المكان المبين‬
‫بجانب اسم المسحوب عميو مكان وفائيا وموطنًا لممسحوب عميو ‪.‬‬

‫ج) واذا خمت من بيان مكان إنشائيا اعتبرت منشأة في المكان المبين بجانب اسم الساحب‬
‫وىنا يجب أن نالحظ عمال انو يمكن أن ال يكون ذكر ألي مكان بجانب اسم المسحوب عميو‬
‫‪16‬‬

‫العتباره مكان الوفاء وكذلك يمكن أن ال يذكر أي مكان بجانب اسم الساحب العتباره مكان‬
‫لالنشاء ‪ ،‬وىنا فإن الكمبيالة ال تبطل فيعتد بموطن المسحوب عميو فيعتبر مكان الوفاء والمكان‬
‫الذي حرر فيو الساحب الكمبيالة مكان لإلنشاء (‪.)1‬‬

‫كما انو ال يعني بطالن الكمبيالة من الناحية (الشكمية ) في غير ىذه األحوال انعداميا نيائيا‬
‫كوسيمة في اإلثبات كل ما في األمر أنيا تبطل من الناحية الصرفية وال تطبق عمييا أحكام‬
‫القانون الصرفي وتتحول إلى سند عادي تطبق عميو القواعد العامة في القانون المدني ‪.‬‬

‫(ج) حالة سحب الكمبيالة عمى بياض ‪.‬‬

‫وىي الحالة التي يتم فيو توقيع الساحب عمى الكمبيالة وترك تعبئة باقي البيانات أو بعضيا‬
‫لممستفيد كالتوقيع عمى الكمبيالة وترك تعبئة قيمة المبمغ لممستفيد والسؤال ىنا ؟ىل يمزم الساحب‬
‫تجاه الحامل إذا خالف المستفيد ما تم االتفاق عميو بينو وبين الساحب بأن يكون المستفيد وضع‬
‫مبمغ أكبر مما تم االتفاق عميو ؟ لم يتعرض القانون السعودي ليذه الحالة إال انو وتماشيا مع‬
‫القواعد األساسية لمكمبيالة اليادفة إلى حماية الحامل حسن النية أي الذي ال يعمم بتجاوز‬
‫المستفيد اتفاقو مع الساحب بوضع مبمغ أكبر مما ىو متفق عميو فإن الساحب ممزم بالدفع ليذا‬
‫الحامل والرجوع فيما بعد عمى المستفيد فيما زاد من قيمة المبمغ المتفق عميو ‪،‬أما إذا كان‬
‫الحامل سيء النية أي عمم بوجود ىذا التجاوز من قبل المستفيد فيستطيع الساحب االحتجاج‬
‫عميو بذلك ‪.‬‬

‫________________________________________________‬

‫(‪ ) )1‬د‪ .‬فوزي محمد سامً ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.74‬‬


‫‪17‬‬

‫(د) البيانات اال تيارية في الكمبيالة ‪.‬‬

‫والمقصود في البيانات االختيارية الشروط التي يمكن أن يضعيا الموقعين عمى الكمبيالة دون‬
‫أن يترتب عمى وجودىا أو عدم وجودىا بطالن الكمبيالة بخالف البيانات اإللزامية السابق ذكرىا‬
‫‪ ،‬وىذه الشروط االختيارية يجب أن تتماشى مع القواعد العامة لاللتزام الصرفي فال يجوز مثال‬
‫وضع شرط يتم من خاللو تعميق االلتزام بالكمبيالة كالقول مثال( أنا ال التزم بيذه الكمبيالة إال‬
‫إذا وصمني مقابميا كبضائع أو غيرىا) فيذا الشرط باطل إذا وضعو المظير ألنو ال يجوز‬
‫تظيير الكمبيالة عمى شرط ‪،‬أما إذا وضع ىذا الشرط الساحب فتبطل الكمبيالة في مجمميا كون‬
‫انو ال يجوز تعميق أمر الوفاء عمى شرط كما بينا ذلك فيما سبق ‪،‬فالبيانات االختيارية في‬
‫الكمبيالة كثيرة ال يمكن حصرىا إال أننا نشير ىنا إلى بعض البيانات الصحيحة و الرائج‬
‫التعامل بيا ونذكر منيا ‪:‬‬

‫‪ -1‬شرط ليس ألمر ‪-:‬‬

‫األصل في الورقة التجارية أنيا قابمة لمتداول بطريق التظيير‪ ،‬إال أن الساحب قد يرغب بمنع‬
‫وصول الكمبيالة لحامل ال يعرفو وال يرحمو إن لم يستطع الوفاء بقيمة الكمبيالة فيعمل عمى‬
‫حصر التعامل عمى الكمبيالة بينو وبين المستفيد فقط فيضع شرط عمى الكمبيالة يمنع فييا‬
‫تظيير الكمبيالة لمغير بذكر عبارة ليس آلمر أو أن يقول مثال ال تستحق إال لممستفيد األول أو‬
‫أن يقول صراحة غير قابمة لمتظيير‪ ،‬فكل ىذه التعابير تأخذ نفس المعنى وان ظيرت الكمبيالة‬
‫رغم وجود ىذا الشرط فإن الساحب ال يمتزم تجاه الحامل ليا ألن ىذا الشرط مكتوب عمى متن‬
‫الكمبيالة وكان عمى الحامل ليا أن ال يقبميا لوجود الشرط عمييا‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫‪ -2‬شرط عدم الضمان ‪:‬‬

‫المقصود بضمان الكمبيالة ىو أن كل موقع عمييا ضامن قبوليا من طرف المسحوب عميو‬
‫وكذلك ضامن وفائيا من طرف المسحوب عميو فإن امتنع المسحوب عميو من قبول الكمبيالة‬
‫أو من وفائيا في ميعاد استحقاقيا فإنو يحق لحامميا الرجوع عمى أيا كان من الموقعين عمييا‬
‫السابقين لو بما فييم ساحبيا ومطالبتو بقيمتيا ‪ ،‬إال أن القانون أتاح ألي ممتزم في الكمبيالة أن‬
‫يضع شرط عدم ضمان الكمبيالة بحيث يخرج نفسو من إمكانية رجوع الحامل عميو في صورة‬
‫امتناع المسحوب عميو عن قبوليا أو وفائيا ‪ ،‬إال أن وضع مثل ىذا الشرط وان كان جائ از‬
‫بالنسبة لممظيرين عمى الورقة التجارية إال انو غير جائز بالنسبة لساحب الكمبيالة فكيف يمكن‬
‫لمساحب أن يعفي نفسو من ضمان الوفاء إذا رفض المسحوب عميو قبول الكمبيالة أو وفائيا في‬
‫ميعاد االستحقاق فمن يجد الحامل أحد يرجع عميو لموفاء بقيمتيا لو‪ ،‬لذلك وبما أن الساحب ىو‬
‫الممتزم األول في الكمبيالة وىو المدين الوحيد في الكمبيالة الذي استدان ولم يوفي بعكس باقي‬
‫المظيرين الذين سوى كل واحد منيم عالقتو مع من ظير لو الورقة ‪ ،‬فإنو وان جاز إن يضع‬
‫شرط عدم ضمان القبول إال انو ال يجوز لو وضع شرط عدم ضمان الوفاء ‪ ،‬وقد أشارت المادة‬
‫(‪ )11‬من قانون األوراق التجارية إلى ذلك بقوليا " يضمن ساحب الكمبيالة قبوليا ووفاءىا‬
‫ويجوز أن يشترط إعفاءه من ضمان القبول دون ضمان الوفاء "‪ .‬وجواز حق الساحب في‬
‫وضع شرط عدم ضمان القبول دون ضمان الوفاء ىو انو قد يكون غير دائن لممسحوب عميو‬
‫بين فترة تحرير الكمبيالة واستحقاقيا فيضع مثل ىذا الشرط حتى يمنع الحامل من التوجو‬
‫لممسحوب عميو في ىذه الفترة ألنو سيكون دائن لو الحقا في تاريخ االستحقاق كأن تكون بينيما‬
‫‪19‬‬

‫عالقات معينة يعمم تواريخيا الساحب ‪ .‬أما في كل األحوال ال يجوز لمساحب أن يضع شرط‬
‫عدم ضمان الوفاء كما بينا ‪.‬‬

‫‪ -3‬شرط الوفاء في محل م تار ‪.‬‬

‫قد يضع الساحب شرطا يتضمن محال آخر غير محل المسحوب عميو ليتم الوفاء بو بقيمة‬
‫الكمبيالة ‪ ،‬وال يعني ذلك أن يذىب المسحوب إليو إلى ىذا المحل ليقع الوفاء منو فيو وانما يقوم‬
‫شخص آخر نيابة عن المسحوب عميو بالوفاء بقيمة الكمبيالة وبالعادة يكون ىذا الشخص‬
‫مصرفا يكون لممسحوب عميو رصيدا فيو ‪.‬‬

‫‪ -4‬شرط عدم االحتجاج أو الرجوع بال مصاريف ‪.‬‬

‫لقد تطمب القانون إثبات امتناع قبول أو وفاء الكمبيالة بتحرير محضر احتجاج عدم القبول أو‬
‫احتجاج عدم الوفاء بحسب األحوال ‪ ،‬وذلك لتثبيت واقعة امتناع قبول أو وفاء المسحوب عميو‬
‫الكمبيالة ‪ ،‬ومحضر احتجاج عدم القبول أو الوفاء ىو وثيقة رسمية تقوم بيا مكاتب موجودة في‬
‫‪ ،‬وتجنبا لتحرير ىذا المحضر وما قد يمس التاجر من إساءة لسمعتو وكشف‬ ‫(‪)1‬‬ ‫و ازرة التجارة‬
‫وضعو المالي أمام الغير بتوجو الُمحضر إليو فإنو عادة ماُ يضمن الكمبيالة شرط عدم تحرير‬
‫محضر االحتجاج أو الرجوع بال مصاريف ‪ ،‬أما عن اثر ىذا الشرط فإنو إذا وضعو الساحب‬
‫فإن أثره يجرى عمى باقي الممتزمين بحيث ينتفع منو الجميع من الموقعين عمى الكمبيالة ‪ ،‬أما‬
‫إذا وضعو احد المظيرين فإن أثره يسرى عميو وحده وعمى المظيرين الالحقين لو‪،‬أما إذا قام‬
‫الحامل بتحرير محضر عدم االحتجاج عمى الرغم من وجود الشرط‬

‫ـــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )1‬وىي المكاتب التي أنشأىا وزير التجارة بالقرار رقم ‪134‬تاريخ ‪ 1384/9/19‬ىـ ‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫فإنو يتحمل كافة المصاريف المترتبة عميو وال يستطيع الرجوع بيذه المصاريف عمى الممتزمين‬
‫بالكمبيالة ‪.‬‬

‫‪ -5‬شرط وصول القيمة ‪:‬‬

‫الكمبيال من الساحب لممستفيد وىو‬


‫ة‬ ‫والمقصود بيذا الشرط بيان السبب الذي حررت بموجبو‬
‫يمثل العالقة األصمية بين الساحب والمستفيد فقد تكون ىذه العالقة ىي عالقة بيع فيضع‬
‫الساحب بيان في الكمبيالة يقول أن قيمة ىذه الكمبيالة وصمت ثمن شراء السيارة ‪ ،‬أو أن يقول‬
‫مثال وصمت قيمة ىذه الكمبيالة أجرة الشقة وىكذا‪.‬وتبدوا أىمية ذكر ىذا البيان في إثبات أساس‬
‫العالقة بين الساحب والمستفيد بإقرار الساحب انو قد وصل إليو حقو من قبل المستفيد فال‬
‫يستطيع دفع رجوع المستفيد عميو بالقول انو حرر الكمبيالة لمصمحة المستفيد دون أن يصمو‬
‫شي منو اوان تكون العمميات بين الساحب والمستفيد متداخمة فتحدد ىذه العالقة بدقة ‪.‬‬

‫المبحث الثاني تداول الكمبيالة‬

‫التظيير‬

‫يعد تداول الكمبيالة بطريق التظيير من أىم المميزات التي تتمتع بيا كافة األوراق التجارية نظ ار‬
‫لما تحققو ىذه الطريقة من إمكانية نقل الحق المتضمن في الكمبيالة لمغير بيسر وسيولة دون‬
‫المجوء إلى إجراءات حوالة الحق المعقدة المتبعة في القانون المدني ‪ ،‬فيكفي من المظير أن‬
‫يضع توقيعو عمى ظير الورقة وتسميميا لمحامل ليتمتع بكافة الحقوق التي ترتبيا ىذه الورقة ‪،‬‬
‫كما أن بوقوع التظيير عمى الورقة التجارية يبدأ تطبيق أحكام القانون الصرفي ‪،‬فإذا سحبت‬
‫الكمبيالة عمى المسحوب عميو لمصمحة المستفيد دون تظييرىا وذىب المستفيد إلى المسحوب‬
‫عميو في ميعاد االستحقاق وأخذ قيمتيا انتيت حياة ىذه الورقة ‪،‬ولم يكن ىناك مجال لمحديث‬
‫‪21‬‬

‫عن قواعد القانون الصرفي ‪ ،‬فتبقى عالقة الساحب بالمسحوب عميو(وىي ما تسمى بعالقة‬
‫مقابل الوفاء )وعالقة الساحب بالمستفيد(وىي ما تسمى بعالقة وصول القيمة )خاضعة لألحكام‬
‫العامة إذ يستطيع كل منيما االحتجاج تجاه اآلخر بعالقتو الشخصية معو ‪،‬أم إذا تم التظيير‬
‫من المستفيد لمغير أمكن القول أن االلتزام الصرفي أصبح في حالة حراك بعدما كان في حالة‬
‫السكون(‪)1‬‬

‫‪ -‬تعريف التظيير وأنواعو ‪ -:‬ىو تصرف قانوني تنتقل بموجبو الكمبيالة وما تمثمو من حقوق‬
‫من شخص اسمو المظير إلى شخص آخر اسمو المظير إليو بوضع بيان عمى ظير الكمبيالة‬
‫‪،‬ومن ىنا أتت تسمية التصرف المذكور بالتظيير‪.‬‬

‫والتظيير لو ثالثة أنواع فإما أن يكون ناقال لمممكية وىو ما يطمق عميو التظيير التام ‪ ،‬وىو‬
‫الذي ينقل الحق الثابت في الكمبيالة من المظير إلى المظير إليو ‪ ،‬وىو ما سندرسو بالتفصيل‬
‫فيما سيأتي‪ ،‬واما أن يكون عل سبيل التوكيل بأن ال ينقل المظير حقو في الكمبيالة لمغير وانما‬
‫يظيرىا لو عمى سبيل التوكيل فقط فيتصرف الوكيل (المظير إليو بالكمبيالة عمى ىذا األساس‬
‫ودوره في ىذه الحالة يقتصر عمى تحصيل قيمتيا في ميعاد االستحقاق والرجوع عمى باقي‬
‫الممتزمين ورفع الدعوى القضائية أن لم يتم تحصيميا وديًا كل ذلك لمصمحة المظير(الموكل)‬
‫واما أن‬ ‫‪،‬‬ ‫وبالتالي ال يتمتع ىذا الوكيل (المظير إليو ) إال بالحقوق التي يتمتع بيا موكمو‬
‫يكون عمى سبيل التأمين ‪،‬بأن يسمم المظير الكمبيالة لمغير (المظير إليو ) تأمينا لدين في‬
‫ذمة المظير لممظير إليو إن أوفاه دينو استرد الكمبيالة المظير وان لم يوفيو دينو استطاع‬
‫المظير إليو (المؤمن لديو الكمبيالة المطالبة بيا في ميعاد االستحقاق وكأنو‬
‫____________________________________________________________________‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬الياس حداد ‪،‬األوراق التجارية في النظام السعودي ‪ ،‬معيد اإلدارة العامة ‪ ،‬السنة ‪ 1407‬ىـ‪ ،‬ص‪129‬‬
‫‪22‬‬

‫حامل شرعي ليا ‪،‬تمتع بما يتمتع بو ىذا الحامل من امتيازات وكأن الكمبيالة نقمت إليو عمى‬
‫سبيل التظيير الناقل لمممكية‪ .‬وندرس فيما يمي التظيير الناقل لمممكية فنتحدث عن شروطو‬
‫(الفرع األول ) وأثاره (الفرع الثاني)‬

‫الفرع األول ‪ -:‬شروط صحة التظيير الناقل لمممكية‬

‫التظيير كالتزام بين المظير والمظير إليو يجب أن تتوافر فيو شروط موضوعية (أ) وشروط‬
‫شكمية (ب) ‪.‬‬

‫أ‪ -‬الشروط الموضوعية لصحة التظيير‪:‬‬

‫وىي ذات الشروط الواجب توافرىا في أي التزام فيجب أن تكون عالقة المظير بالمظير إليو‬
‫سميمة ال يشوبيا أي عيب من عيوب الرضاء ‪ ،‬كما يجب أن تتوافر في المظير األىمية‬
‫القانونية وأن يكون محل وسبب العالقة بينيما مشروعا فال يجوز تظيير الكمبيالة لدين قمار‬
‫عمى المظير لممظير لو ‪،‬فإن كانت ىذه العالقة غير صحيحة من الناحية القانونية أمكن‬
‫لممظير االحتجاج بيذه الدفوع فقط ضد المظير إليو دون غيره من الممتزمين في الكمبيالة في‬
‫صورة الرجوع عميو تطبيقا لقاعدة التظيير يطير الكمبيالة من الدفوع كما سيأتي بيانو‪.‬‬

‫ب‪ -‬الشروط الشكمية لصحة التظيير ‪:‬‬

‫جاء في نص المادة ‪ 14‬من نظام األوراق التجارية مايمي " يكتب التظيير عمى الكمبيالة ذاتيا‬
‫أو عمى ورقة أخرى متصمة بيا ويوقعو المظير ‪ .‬ويجوز أال يكتب في التظيير اسم المظير‬
‫إليو ‪ .‬كما يجوز أن يقتصر التظيير عمى توقيع المظير ( التظيير عمى بياض ) واذا كان‬
‫التظيير عمى بياض ‪ ،‬جاز لمحامل أن يمأل البياض بكتابة اسمو أو اسم شخص آخر أو أن‬
‫‪23‬‬

‫يظير الكمبيالة من جديد عمى بياض أو إلى شخص آخر ‪ .‬أو أن يسمم الكمبيالة إلى شخص‬
‫آخر دون أن يمأل البياض ودون أن يظيرىا" ‪.‬‬

‫ونفيم من ىذا النص أن المشرع السعودي جعل التظيير صحيحا فقط بمجرد توقيع المظير‬
‫عمى الكمبيالة فمم يشترط ذكر بيانات أخرى كتاريخ التظيير أو مكان التظيير أو غير ذلك من‬
‫البيانات‪ ،‬كما أشار إلى أن التظيير يمكن أن يكون عمى بياض أي أن يقع التوقيع من طرف‬
‫المظير عمى الكمبيالة ويقوم المظير إليو بملء باقي البيانات إن أراد وىذا التظيير يعتبر‬
‫صحيح ‪.‬‬

‫كما أن المشرع لم يشترط ورود عبارة آلمر في متن الكمبيالة العتبار أن الكمبيالة قابمة‬
‫لمتظيير فيي قابمة لمتداول بالتظيير حتى ولو لم تتضمن مثل ىذا البيان ‪.‬‬

‫كما أن التظيير يجب أن ال يعمق عمى شرط فإن عمق عمى شرط صح التظيير وبطل الشرط‬
‫فإن قال المظير التزم عمى شرط وصول البضاعة لي من طرف المظير إليو ‪،‬فيذا الشرط‬
‫باطل والتظيير صحيح ‪.‬‬

‫كما يجب أن يقع التظيير عمى كامل قيمة الكمبيالة فإن وقع التظيير عمى جزء من الكمبيالة‬
‫بأن تنازل المظير عن جزء من قيمتيا وأبقى الجزء اآلخر لمصمحتو بطل الشرط والتظيير معا‪،‬‬
‫وىنا نالحظ أن المشرع جعل التظيير المعمق عمى شرط صحيح و الشرط باطل بينما في‬
‫التظيير الجزئي جعل التظيير والشرط باطل ‪ ،‬والعمة في ذلك واضحة فكيف سيتنازل المظير‬
‫عن الكمبيالة لممظير إليو وما زال حقو معمق في بعضيا ‪،‬كل ذلك ورد في المادة (‪ )13‬والتي‬
‫جاء فييا " يجب أن يكون التظيير خالياً من كل شرط وكل شرط عمق عميو التظيير يعتبر كأن‬
‫لم يكن ‪ .‬والتظيير الجزئي باطل‪.".....‬‬
‫‪24‬‬

‫‪ -‬البيانات اال تيارية في التظيير ‪:‬‬

‫يمكن أن يضع بيانات اختيارية في الكمبيالة كالتي يضعيا الساحب كشرط عدم الضمان فإذا‬
‫كان الساحب ال يمكن لو أن يعفي نفسو من ضمان الوفاء بصفتو الممتزم األساسي إن لم يقبل‬
‫المسحوب عميو الكمبيالة ‪،‬فإن المظير يمكن أن يضع شرط عدم ضمان الوفاء ويخمي بالتالي‬
‫مسؤوليتو من دفع قيمة الكمبيالة إن لم يدفعيا المسحوب عميو‪،‬كما يمكن أن يضع شرط الرجوع‬
‫بال مصاريف وغيرىا من الشروط ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ -:‬أثار التظيير الناقل لمممكية ‪:‬‬

‫يترتب عمى التظيير الناقل لمممكية ثالثة أثار نتناوليا فيما يمي ‪:‬‬

‫أوال ‪ -:‬نقل الحقوق الثابتة في الكمبيالة ‪ :‬جاء في المادة (‪ )17‬من نظام األوراق التجارية‬
‫مايمي " ينقل التظيير جميع الحقوق الناشئة عن الكمبيالة ‪ ".....‬وىذه الحقوق ىي متعددة‬
‫فالحق األساسي ىو حقو في قيمة الكمبيالة وما يتعمق بو من ضمانات صرفية فيستطيع‬
‫المظير إليو إعادة تظيير الكمبيالة مرة أخرى كما يتمتع المظير إليو بقاعدة عدم إمكانية‬
‫االحتجاج عميو بالدفوع الشخصية بين الممتزمين السابقين ‪،‬كما تنتقل إليو التأمينات الشخصية‬
‫والعينية المرتبطة بالكمبيالة إن وجدت إضافة عمى حقو عل مقابل الوفاء الموجود لدى‬
‫المسحوب عميو تطبيقا لممادة ‪ 31‬التي جاء فييا " تنتقل ممكية مقابل الوفاء بحكم النظام إلى‬
‫حممة الكمبيالة المتعاقبين ‪ " ...‬ومقابل الوفاء ىذا ىو دين الساحب لممسحوب عميو كما‬
‫سيأتي بيانو وتوضيحو الحقا ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -:‬التزام المظير بضمان القبول والوفاء ‪ :‬ال يعني تظيير الكمبيالة من طرف المظير‬
‫لمغير انفصال عالقتو بالكمبيالة بل يبقى ممتزما تجاه حامميا في صورة رفض المسحوب عميو‬
‫‪25‬‬

‫قبوليا أو وفائيا في ميعاد االستحقاق ‪ ،‬وال يجوز لو االحتجاج تجاه ىذا الحامل بأنو قد دفع‬
‫قيمتيا تجاه من ظير لو الكمبيالة ‪ ،‬والتزام المظير ىذا والذي يسمى بالتزامو بضمان القبول أو‬
‫الوفاء ىو التزام وضعو القانون عميو حماية لمحامل لضمان امتناع دفع قيمتيا من طرف‬
‫المسحوب عميو ودعم الثقة في التعامل فييا وكما سبق أن بينا انو ال يجوز لمساحب وضع‬
‫شرط عدم ضمان الوفاء بينما يجوز لممظير وضع مثل ىذا الشرط عمى ذات الكمبيالة ليعفي‬
‫نفسو من ىذا الضمان‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تطيير الدفوع ‪ :‬تعتبر قاعدة تطيير الدفوع أو قاعدة عدم االحتجاج بالدفوع من أىم‬
‫القواعد التي تقوم عمييا قواعد القانون الصرفي ‪ ،‬بل تعتبر ىذه القاعدة ىي العمود الفقري‬
‫لمقانون الصرفي فما ىو مضمونيا (أ) وما ىي شروط تطبيقيا (ب) وما ىو نطاق تطبيقيا (ج)‬
‫وذلك فيما يمي ‪-:‬‬

‫(أ)‪ :‬مضمون ىذه القاعدة ‪ :‬تعني ىذه القاعدة انو ال يجوز ألي ممتزم في الكمبيالة سواء أكان‬
‫ساحبا أو مسحوبا عميو أو مظي ار االحتجاج تجاه حامل الكمبيالة حسن النية بالدفوع التي كان‬
‫من الممكن االحتجاج بيا تجاه من تربطو عالقة مباشرة معو ‪ .‬ومثال ذلك إذا افترضنا أن‬
‫عالقة الساحب بالمستفيد وىي السبب في تحرير الكمبيالة كانت باطمة لسبب ما كأن تكون‬
‫الكمبيالة حررت لدين قمار في ذمة الساحب تجاه المستفيد وتم تظيير الكمبيالة لمغير من طرف‬
‫المستفيد ‪ ،‬وبعد ذلك توجو ىذا الغير(الحامل) لممسحوب عميو فرفض الوفاء فقام الحامل‬
‫بالرجوع عمى الساحب يطالبو بقيمة الكمبيالة ‪ ،‬في ىذه الحالة ال يجوز لمساحب االحتجاج تجاه‬
‫ىذا الحامل ببطالن عالقتو مع المستفيد تطبيقا لقاعدة التظيير يطير الورقة من الدفوع ‪ ،‬وتأتي‬
‫مبررات ىذه القاعدة تدعيما لدور الورقة التجارية اياً كان شكميا في عدم مفاجأة الحامل بأي‬
‫‪26‬‬

‫دفع ناتج عن عالقة ال صمة لو بيا وعمى ذلك كمما وقع تظيير عمى الورقة طيرت من الدفوع‬
‫السابقة ليا تجاه الحامل ليا‪.‬‬

‫(ب) شروط تطبيق قاعدة تطيير الدفوع ‪:‬‬

‫ناقال لمممكية أو تظييراًا تأمينيا‪ ،‬أما إذا‬


‫‪ -1‬أن يكون التظيير الواقع عمى الكمبيالة تظييرا ًا‬
‫وقع التظيير عمى سبيل التوكيل فال تطبق ىذه القاعدة عمى اعتبار أن الوكيل(المظير اليو)‬
‫في تحصيل قيمة الكمبيالة يعامل نفس معاممة المظير الموكل وبالتالي ال داعي لحمايتو بقاعدة‬
‫التظيير يطير الورقة من الدفوع ‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون الحامل حسن النية‪ ،‬والمقصود بالحامل حسن النية أي الحامل الذي أخذ الورقة‬
‫التجارية وىو ال يعمم ببطالن العالقة األصمية بين الممتزمين السابقين لو ‪ ،‬فمو تم إثبات أن‬
‫الحامل اخذ الكمبيالة وىو يعمم أن عالقة المستفيد بالساحب باطمة وأنيا حررت لدين قمار مثال‬
‫فال داعي لحمايتو بقاعدة تطيير الدفوع ويمكن االحتجاج عميو بذلك فكان عميو أن ال يقبل‬
‫التعامل بيا‪ ،‬وأعتبر بذلك حامل سيء النية ال يستحق الحماية الصرفية ‪.‬‬

‫(ج) نطاق تطبيق قاعدة تطيير الدفوع ‪ :‬ال يعني تطبيق ىذه القاعدة أن جميع الدفوع ال يمكن‬
‫االحتجاج بيا عمى الحامل حسن النية ‪ ،‬فيناك دفوع رأى المشرع فييا حماية الممتزم في الورقة‬
‫التجارية أولى من حماية الحامل حسن النية ‪ ،‬لذلك سنتكمم عن الدفوع التي ال يمكن االحتجاج‬
‫بيا عمى الحامل حسن النية ‪ ،‬وكذلك عن الدفوع التي يمكن االحتجاج بيا عمى الحامل حتى‬
‫ولو كان حسن النية فيما يمي ‪:‬‬
‫‪27‬‬

‫‪ -‬الدفوع التي ال يمكن االحتجاج بيا عمى الحامل حسن النية‪:‬‬

‫‪ -1‬الدفوع الناشئة عن بطالن العالقة األصمية ‪:‬كأن أن تكون الكمبيالة حررت أو ظيرت‬
‫لسبب غير مشروع أو شابيا عيب من عيوب الرضاء كالغمط أو التدليس أو اإلكراه‪.‬‬

‫‪ -2‬الدفوع المتعمقة بانتفاء مقابل الوفاء أو القيمة الواصمة ‪:‬فالدين الذي لساحب الكمبيالة‬
‫تجاه المسحوب عميو يسمى (مقابل الوفاء )والدين الذي لممستفيد تجاه الساحب يسمى (وصول‬
‫القيمة ) وعمى ذلك ال يجوز لممسحوب القابل لمكمبيالة في حال الرجوع عميو من طرف الحامل‬
‫الدفع تجاه ىذا األخير بأن مقابل الوفاء لم يصمو من الساحب أي ىو غير مدين لمساحب أوانو‬
‫قبل الكمبيالة فقط مجاممة لمساحب ‪ ،‬كما ال يحق لمساحب الدفع تجاه الحامل في حال رجوعو‬
‫عميو القول أن القيمة لم تصمو من طرف المستفيد أي انو غير مدين لممستفيد أو أنو سدده قيمة‬
‫الكمبيالة إال انو لم يأخذىا منو وقام ىذا األخير بتظييرىا ‪.‬‬

‫‪ -3‬الدفوع الناشئة عن فسخ العالقة األصمية ‪ ،‬كأن تكون العالقة األصمية بين الممتزمين قد‬
‫فسخت لسبب ما‪ ،‬كأن تكون عالقة بيع لم يقم الساحب (البائع) بتسميم البضاعة لممسحوب‬
‫عميو (المشتري) فال يستطيع المسحوب عميو القابل لمكمبيالة دفع رجوع الحامل عميو بالقول أن‬
‫عالقتو مع الساحب فسخت ‪ ،‬فعميو الوفاء لو وثم ىو يرجع بما دفعو لمحامل عمى الساحب إما‬
‫بموجب دعوى عادية أو دعوى صرفية ‪.‬‬

‫‪ -4‬الدفوع الناشئة عن انقضاء الدين‪ ،‬فمو أن دين الساحب تجاه المسحوب إليو قد انقضى‬
‫لسبب من أسباب الدين كالمقاصة أو اإلبراء فال يجوز لممسحوب عميو القابل أن يدفع رجوع‬
‫الحامل عميو بانقضاء دين الساحب تجاىو ‪،‬وكذلك في عالقة الساحب بالمستفيد فمجرد تظيير‬
‫الكمبيالة تطير من جميع الدفوع العالقة بيا تجاه الحامل حسن النية ‪.‬‬
‫‪28‬‬

‫‪ -‬الدفوع التي يمكن االحتجاج بيا عمى الحامل حسن النية‪ (:‬استثناءات قاعدة تطييرالدفوع)‬

‫وىذه الدفوع يستطيع الممتزم االحتجاج بيا عمى الحامل حتى ولو كان حسن النية وىي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الدفوع الش صية بين الممتزم في الكمبيالة والحامل ‪ :‬فقد يكون الممتزم في الكمبيالة‬
‫الراجع عميو الحامل تجمعيما فيما سبق عالقة ما ‪ ،‬كان فييا ىذا الحامل مدين لو ‪ ،‬فيستطيع‬
‫ىذا الممتزم في الكمبيالة الدفع بوجود المقاصة بينو وبين الحامل‪ ،‬بأن يتقاص حق الحامل‬
‫بالكمبيالة تجاه ىذا الممتزم‪ .‬فمثال لو أن الحامل (محمد) اشترى سيارة المسحوب عميو (عمي)‬
‫وبقي ليذا األخير بذمتو مبمغ ‪ 500‬لاير‪ ،‬وأصبح فيما بعد ىذا الحامل (محمد) يحمل كمبيالة‬
‫مسحوبة عمى المسحوب عميو(عمي) نفسو بالصدفة ‪ ،‬يمكن ليذا المسحوب عميو االحتجاج‬
‫بوجود دين بذمتو لمحامل سابقا ويطمب منو خصم قيمة ىذا الدين من قيمة الكمبيالة المدين فييا‬
‫المسحوب عميو لمحامل ‪،‬فال يحق ليذا األخير الطمب بتطبيق قاعدة االحتجاج بالدفوع ألنو ال‬
‫داعي لحمايتو في ىذه الحالة ‪.‬‬

‫‪ -2‬الدفوع المتعمقة بعيوب الكمبيالة الشكمية ‪،‬وكذلك الدفوع المتعمقة بوجود البيانات‬
‫اال تيارية في الكمبيالة ‪،‬وىذه الدفوع ال يحتج بيا تجاه الحامل كون أنيا دفوع ظاىرة لمحامل‬
‫عند إستالمو الكمبيالة فالعيب الشكمي كعدم وجود احد البيانات اإللزامية يبطل الكمبيالة من‬
‫الناحية الصرفية ‪،‬وىو ظاىر بمجرد االطالع عمى الكمبيالة‪ ،‬وكذلك وجود البيان االختياري‬
‫كشرط عدم الضمان ىو ظاىر ألنو مكتوب فال داعي لحماية الحامل في ىذه الحالة ‪.‬‬

‫‪ -3‬الدفوع الناشئة عن انعدام األىمية أو نقصيا ‪ ،‬فمو أن احد األشخاص وقع عمى الكمبيالة‬
‫وىو منعدم األىمية أو ناقصيا( كالصغير )ورجع عميو الحامل لمطالبتو بقيمة الكمبيالة ‪،‬فيحق‬
‫ليذا الشخص االحتجاج تجاه الحامل بذلك عمى الرغم من انو التجمعو بيذا الحامل أي عالقة‬
‫‪29‬‬

‫مباشرة ‪ ،‬فالحامل المفروض أن الكمبيالة وصمت إليو مطيرة من كل الدفوع إال أن المشرع أراد‬
‫حماية غير كامل األىمية وجعميا أولى من حماية الحامل حسن النية‪.‬‬

‫‪ -4‬الدفع الناشئ عن تزوير التوقيع ‪ ،‬ولذات العمة السابقة فانو يجوز لمممتزم الذي زور توقيعو‬
‫واسمو أن ال يدفع لمحامل حتى ولو كان الحامل حسن النية ‪ ،‬أي يجيل بتزوير التوقيع ‪،‬وىذه‬
‫الحالة تفرض أن شخص زور توقيع واسم احد األشخاص بان وقع عنو ‪ ،‬في ىذه الحالة كيف‬
‫نمزم شخص لم يوقع فعال عمى الورقة لذلك فان ىذا الدفع ال تشممو قاعدة تطيير الدفوع‬
‫فالم َزور توقيعو أولى بالحماية من الحامل حسن النية ‪.‬‬
‫َ‬

‫‪ -5‬الدفوع الناشئة عن تجاوز حدود الوكالة أو عدم وجودىا‪ ،‬والفرض في ىذه الحالة أن احد‬
‫األشخاص فوض أحدا لسحب كمبيالة نيابة عنو وتجاوز ىذا حدود وكالتو بأن التزم بموجب‬
‫الكمبيالة بقيمة اكبر مما فوض فيو ا وان ال يكون ىناك تفويض أصال كان يدعي شخص انو‬
‫يوقع نيابة عن فالن وىو ليس كذلك‪ ،‬في ىاتين الحالتين تجاوز الوكالة أو عدم وجودىا يمكن‬
‫لمموكل في حال الرجوع عميو من طرف الحامل الدفع بذلك دون أن يدفع الحامل تجاىو بحسن‬
‫نيتو ‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫ضمانات الوفاء بالكمبيالة‬

‫الفرع األول ‪ :‬مقابل الوفاء‪- :‬‬

‫يعرف مقابل الوفاء بأنو ‪ :‬دين بمبمغ من النقود مترتب في ذمة المسحوب عميو لمساحب وىو‬
‫يمثل عالقة مستقمة خارجة وسابقة عمى سحب الكمبيالة ‪،‬وال يعتبر وجود مقابل الوفاء لدى‬
‫المسحوب عميو شرطا لصحة الكمبيالة فقد يوجد مقابل الوفاء لدى ىذا األخير لحظة إنشائيا‬
‫وقد يوجد الحقا لذلك ‪ ،‬وقد ال يوجد نيائيا ‪،‬كما أن عدم وجود مقابل الوفاء لدى المسحوب عميو‬
‫ال يمنعو من قبول الكمبيالة عمى المكشوف ويفي بقيمتيا في ميعاد االستحقاق رعاية لمصمحة‬
‫الساحب الذي تربطو بو عالقات اقتصادية أو اجتماعية معينة ‪ ،‬كما أن ساحب الكمبيالة ال‬
‫يتعرض ألي عقوبات جزائية ( بعكس الشيك ‪ ،‬إذا لم يوفر مقابل الوفاء الرصيد)في الميعاد‬
‫المحدد لدى المسحوب عميو‪ .‬وفي حديثنا عن مقابل الوفاء نتكمم عن شروط توافر مقابل الوفاء‬
‫لدى المسحوب عميو (أ) وكذلك عن حق الحامل عمى مقابل الوفاء (ب) فيما يمي ‪:‬‬

‫(أ) شروط وجود مقابل الوفاء ‪:‬‬

‫لكي نستطيع القول أن مقابل الوفاء موجود لدى المسحوب عميو يجب توافر أربعة شروط جاءت‬
‫بيا المادة (‪ )30‬من نظام األوراق التجارية وىي ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون مقابل الوفاء دين بمبمغ من النقود‪ :‬وىذا باألمر الطبيعي كون أن أداء قيمة‬
‫الكمبيالة يتمثل بمبمغ معين من النقود‪ ،‬وقد يكون مصدر ىذا الدين قرض سممو الساحب‬
‫لممسحوب عميو وقد تكون بضاعة سمميا الساحب لممسحوب عميو ‪ ،‬ومقابل الوفاء في ىذه‬
‫‪31‬‬

‫الحالة ال يمثل البضاعة بذاتيا بل ثمن ىذه البضاعة فال يعقل أن يمارس الحامل حقو عمى‬
‫البضاعة ذاتيا الن ذلك ال يتماشى والغاية من تحرير الكمبيالة وزجيا في التداول ‪.‬‬

‫‪ -2‬وجود مقابل الوفاء وقت استحقاق الكمبيالة ‪ :‬وهو الوقت الذي ٌجب أن ٌقدم فٌه الحامل‬
‫الكمبٌالة للوفاء‪ ،‬فإن وجد هذا المقابل بعد تارٌخ االستحقاق أو وجد عند إنشاء الكمبٌالة وبرئت‬
‫ذمت المسحوب علٌه قبل االستحقاق تجاه الساحب آلي سبب كان ‪،‬فال نستطٌع القول أن هناك‬
‫مقابل وفاء للكمبٌالة‪ ،‬ومقابل الوفاء فً هذه الحالة ٌختلف عن مقابل الوفاء فً الشٌك فإذا كان‬
‫مقابل الوفاء فً الكمبٌالة ٌجب أن ٌكون لدى المسحوب علٌه فً مٌعاد االستحقاق ‪ ،‬فإن مقابل‬
‫الوفاء فً الشٌك ٌجب أن ٌكون لدى المسحوب علٌه(البنك ) عند إنشاء الشٌك كون انه قابل‬
‫للوفاء بمجرد اإلطالع وإال عرض ساحبه لجرٌمة إصدار شٌك بدون رصٌد‪.‬‬
‫‪ -3‬مساواة دٌن المقابل لمبلغ الكمبٌالة ‪:‬وهذا باألمر البدٌهً كون مقابل الوفاء سٌغطً قٌمة‬
‫الكمبٌالة كاملة ‪،‬أما إذا كان دٌن الساحب تجاه المسحوب علٌه ال ٌغطً قٌمة الكمبٌالة وإنما‬
‫جز ًء منها ‪ ،‬فال ٌعنً خلو ذلك من أي اثر‪ ،‬فالحامل ملزم فً هذه الحالة قبول الوفاء الجزئً‬
‫لقٌمة الكمبٌالة وله ممارسة حقه على هذا المقابل فً حالة رفضه اعطاه إٌاه مثلما ٌمارس حقه‬
‫على المقابل الكامل ‪ ،‬كما أن المسحوب علٌه ٌمكن أن ٌقبل الكمبٌالة فً حدود الجزء المتوفر‬
‫لدٌه من مقابل الوفاء وٌلزم صرفٌا بهذا الحدود وٌرجع الحامل على باقً الملتزمٌن بالجزء‬
‫الباقً ‪.‬‬
‫(ب) حق الحامل على مقابل الوفاء ‪:‬‬
‫وحق الحامل على مقابل الوفاء من الضمانات التً أعطاها المشرع للحامل ‪ ،‬إذ جاء فً المادة‬
‫(‪ )31‬من قانون األوراق التجارية ما يمي" تنتقل ممكية مقابل الوفاء بحكم النظام إلى حممة‬
‫الكمبيالة المتعاقبين واذا كان مقابل الوفاء أقل من قيمة الكمبيالة كان لمحامل عمى ىذا المقابل‬
‫الناقص جميع الحقوق المقررة لو عمى المقابل الكامل "‪ .‬وحق الحامل عمى مقابل الوفاء يرتب‬
‫مجموعة من االثار لمصمحة الحامل وىي ‪:‬‬

‫‪ -1‬منع دائني الساحب من توقيع الحجز عمى مقابل الوفاء عمى اعتبار أن ىذا المقابل أصبح‬
‫ممكا لمحامل بمجرد إنشاء الكمبيالة ‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫‪ -2‬عدم جواز استرداد مقابل الوفاء أو التصرف فيو من طرف الساحب بعد إنشاء الكمبيالة‪.‬‬

‫‪ -3‬انتقال الضمانات الممحقة بمقابل الوفاء لمحامل كأن يكون مضمونًا بتأمين شخصي أو‬
‫عيني‪.‬‬

‫ولتمكين الحامل من المطالبة بمقابل الوفاء لدى المسحوب يمكن لو ا تيار إحدى الدعوتين‬
‫التاليتين‪:‬‬

‫األولى ‪ :‬الدعوى الصرفية ‪ :‬وىذه الدعوى ال يمكن رفعيا عمى المسحوب عميو لمطالبتو بمقابل‬
‫الوفاء ‪،‬إال في حالة قبول الكمبيالة من طرفو ‪،‬ويكون التزام المسحوب عميو تجاه الحامل بموجب‬
‫ىذه الدعوى حتى ولو لم يتوفر مقابل الوفاء لديو فتوقيع المسحوب عميو عمى الكمبيالة بالقبول‬
‫يعني زجو في إطار االلتزام الصرفي دون أن يتمكن من الدفع تجاه الحامل بأي دفع يمكن أن‬
‫يثيره تجاه الساحب كأن يقل انو غير مدين لمساحب ا وان عالقتو مع الساحب باطمة فعميو‬
‫الوفاء لمحامل ومن ثم الرجوع عمى الساحب ويعتبر قبول الكمبيالة من طرف المسحوب عميو‬
‫قرينة قانونية لمصمحة الساحب عمى انو قد وفر مقابل الوفاء لممسحوب عميو يمكن ردىا من‬
‫طرف المسحوب عميو بكل وسائل اإلثبات‪.‬‬

‫والدعوى الثانية ‪ :‬دعوى المطالبة بمقابل الوفاء ‪ :‬والحامل ال يختار ىذه الدعوى لمطالبة‬
‫المسحوب عميو بمقابل الوفاء إال في حالة رفض المسحوب عميو قبول الكمبيالة ‪،‬وىذه الدعوى‬
‫تقام وفقا لمقواعد العامة باالستفادة من نص المادة (‪ )31‬السابق اإلشارة إليو ‪ ،‬إال أن ىذه‬
‫الدعوى ال تعطي الحامل الضمانات التي تعطيو إياه الدعوى الصرفية فيمكن أن يحتج‬
‫المسحوب عميو تجاه الحامل بالدفوع التي بينو وبين الساحب كبطالن عالقتو معو ‪،‬إال أن‬
‫أىمية ىذا الدعوى بالنسبة لمحامل تتمثل في الحالة التي يوفر بالفعل الساحب مقابل الوفاء لدى‬
‫المسحوب عميو فيستطيع أن ينفذ عمى ىذا المقابل وتحصيل حقو منو ‪.‬‬
‫‪33‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬قبول الكمبيالة ‪:‬‬

‫‪ -‬تعريف القبول وأىميتو ‪:‬‬

‫يعرف القبول بأنو ‪:‬تعيد المسحوب عميو بإرادتو المنفردة بدفع قيمة الكمبيالة لحامميا في ميعاد‬
‫االستحقاق ‪ ،‬فالمسحوب عميو غير ممزم بقبول الكمبيالة ‪،‬فاألصل انو ال يمكن إلزام شخص‬
‫رغم إرادتو ‪،‬فإن رفض المسحوب قبول الكمبيالة بقي خارج االلتزام الصرفي أما إذا اشر بالقبول‬
‫عمى الكمبيالة فيعني ذلك انو أقحم نفسو في مجال االلتزام الصرفي وأصبح بالتالي المدين‬
‫األصمي بقيمة الكمبيالة واعتبر الساحب وباقي الموقعين عمى الكمبيالة الضامنين لو في صورة‬
‫امتناعو عن الوفاء في ميعاد االستحقاق‪.‬‬

‫‪ -‬أىمية القبول ‪ -:‬ولمقبول أىمية بالغة تتجمى في عدة نواحي ‪:‬‬

‫‪ -1‬فيو يعتبر قرينة عمى وصول مقابل الوفاء من الساحب لممسحوب عميو ‪.‬‬

‫‪ -2‬يجعل قبول الكمبيالة أمر تداوليا سيال فالكمبيالة غير المقبولة ال يطمئن الناس إلى وفاء‬
‫قيمتيا في تاريخ االستحقاق مما يعيق تداوليا ‪.‬‬

‫‪ -3‬نظ ار ألىمية القبول فقد حمل المشرع ساحب الكمبيالة ومظيرييا التزاما بضمان قبوليا‬
‫ورتب عمى امتناع المسحوب عميو عن القبول إضعاف لضمانات الحامل مما يترتب عميو‬
‫سقوط اجل الكمبيالة وأجاز لمحامل الرجوع عمى الممتزمين بيا ولو كان ذلك قبل ميعاد‬
‫االستحقاق ‪.‬‬

‫‪ -‬المبدأ أن تقديم الكمبيالة لمقبول حق لمحامل وليس التزام عميو ‪:‬‬


‫‪34‬‬

‫فال يمزم الحامل وكقاعدة تقديم الكمبيالة لمقبول ‪،‬فقد ينتظر الحامل حمول اجل استحقاق‬
‫الكمبيالة ويذىب عندىا لممسحوب عميو ليطالبو بقيمة الكمبيالة‪ ،‬فإعطاء الحامل حق تقديم‬
‫الكمبيالة لمقبول ما ىو إال لطمأنة الحامل عمى أن الوفاء بالكمبيالة سيتم في تاريخ االستحقاق ‪،‬‬
‫فيمكن لو بالتالي التوجو في أي لحظة ما بين تاريخ اإلنشاء لمكمبيالة واستحقاقيا لتقديميا لمقبول‬
‫‪ ،‬وان كانت ىذه القاعدة إال انو يط أر عمييا بعض االستثناءات فيمزم الحامل في حاالت معينة‬
‫تقديم الكمبيالة لمقبول (أ) وفي حاالت أخرى يمنع من تقديم الكمبيالة لمقبول (ب) ونعرض ذلك‬
‫فيما يمي ‪:‬‬

‫(أ) حاالت وجوب تقديم الكمبيالة لمقبول ‪:‬‬

‫‪ -1‬الكمبيالة التي تتضمن شرط التقديم لمقبول ‪،‬وىذا الشرط قد يضعو الساحب أو المظير‬
‫عمى ذات الكمبيالة ‪،‬فقد يجد الساحب أن تقديم الكمبيالة لمقبول قبل ميعاد االستحقاق لممسحوب‬
‫عميو إشعار ليذا األخير بوجود مثل ىذه الكمبيالة حتى يستعد ويراجع حساباتو مع الساحب‬
‫ولكي يتمكن ىذا األخير أيضا من معرفة موقف المسحوب عميو من دفع قيمتيا في ميعاد‬
‫االستحقاق‪،‬فإن وجد مثل ىذا الشرط ألزم الحامل باحترامو فإن لم يقدم الكمبيالة لمقبول اعتبر‬
‫حامال ميمال فقد حقو في الرجوع عمى الساحب الذي قدم مقابل الوفاء لممسحوب عميو كما يفقد‬
‫حقو في الرجوع عمى باقي الممتزمين في الكمبيالة ‪.‬‬

‫‪ -2‬الكمبيالة المستحقة الدفع بعد مدة معينة من االطالع ‪ ،‬والسبب واضح في ىذه الحالة إذ‬
‫بدون تقديم الكمبيالة لممسحوب عميو ال يمكن معرفة تاريخ استحقاقيا ‪.‬‬

‫(ب) الحاالت التي يمنع فييا عمى الحامل تقديم الكمبيالة لمقبول‪.‬‬
‫‪35‬‬

‫‪ -1‬الكمبيالة الواجبة الدفع لدى االطالع عمييا‪ :‬فالحامل في ىذه الحالة ليس لو مصمحة في‬
‫تقديم الكمبيالة لمقبول إذ أنيا واجبة الوفاء بمجرد االطالع ‪.‬‬

‫‪ -2‬الكمبيالة المتضمنة شرط عدم القبول ‪ :‬وىو شرط جائز بنص القانون مادة ‪ 2/21‬التي‬
‫أجازت أن يضع الساحب شرط يمنع فييا تقديم الكمبيالة لمقبول ‪،‬وقد يكون ىدف الساحب من‬
‫وضع مثل ىذا الشرط انو مازال غير دائن لممسحوب عميو وان دينو ىذا سيكون عند استحقاق‬
‫الكمبيالة فيضع مثل ىذا الشرط ‪.‬‬

‫‪ -‬شروط صحة القبول ‪ :‬وىذه الشروط يمكن أن نجمميا فيما يمي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الشروط الموضوعية لصحة االلتزامات عامة ‪،‬فالقبول تصرف قانوني مثمو مثل أي تصرف‬
‫يجب أن تتوافر فيو شروط صحة أي تصرف من أىمية ورضاء ومحل وسبب‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون القبول مكتوبا عمى ذات الكمبيالة‪ ،‬فال يعتد بالقبول الشفوي بل يجب كتابتو وان‬
‫تكون ىذه الكتابة عمى ذات الكمبيالة فال يعتد بالقبول المكتوب عمى ورقة مستقمة كون أن ىذا‬
‫القبول يخل بمبدأ الكفاية الذاتية لمورقة التجارية ‪ ،‬ويكفي أن يعبر المسحوب عميو عن قبولو‬
‫بكتابة عبارة (مقبول) أو أي عبارة أخرى تفيد ذات المعنى ‪.‬‬

‫‪ -3‬أن يكون القبول غير معمق عمى شرط ‪ ،‬سواء أكان ىذا الشرط واقف كأن يقول المسحوب‬
‫عميو ‪ ،‬اقبل ىذه الكمبيالة بشرط بيع البضاعة المودعة عندي اوان يعمق قبولو عمى شرط فاسخ‬
‫كأن يقول اقبل بشرط عدم فسخ العقد الذي بيني وبين الساحب ‪،‬فيذه الشروط جميعيا ‪،‬تعمق‬
‫القبول عمى واقعة خارجية قد تتحقق وقد ال تتحقق مما يضعف من الثقة فييا ‪،‬لذلك رتب‬
‫المشرع عمى مثل ىذا التعميق اعتبار عدم وجود قبول أصال ورتب عميو ذات اآلثار لالمتناع‬
‫عن القبول ‪.‬‬
‫‪36‬‬

‫أما إذا قبل المسحوب عميو الكمبيالة إال أن قبولو جاء عمى جزء من قيمة الكمبيالة كان تكون‬
‫قيمة الكمبيالة (‪ )1000‬لاير ‪،‬إال انو قال اقبل الوفاء فقط بنصف قيمتيا (‪ )500‬لاير فقط ‪ ،‬فيذا‬
‫القبول الجزئي يعترف بو المشرع في حدود النصف المقبول وال يجوز لمحامل رفضو وعميو‬
‫الرجوع وتحرير محضر االحتجاج لعدم القبول في النصف الباقي ‪،‬وعمة اعتراف المشرع بالقبول‬
‫الجزئي جاء لحماية الممتزمين (الضامنين) بأن ال يفوت عمييم فرصة وفاء المسحوب عميو‬
‫بمقدار الجزء المقبول ‪.‬‬

‫‪ -‬أثار قبول الكمبيالة من طرف المسحوب عميو ‪:‬‬

‫أوال – في عالقة المسحوب عميو بالحامل ‪ :‬فقبول الكمبيالة من طرف المسحوب عميو يعني‬
‫أنو يصبح ممتزما صرفيا أصميا تجاه الحامل‪ ،‬ويستطيع الحامل بموجب ىذا القبول الرجوع عميو‬
‫إن امتنع عن الوفاء في ميعاد االستحقاق وال يستطيع المسحوب عميو أن يدفع تجاىو بأي دفع‬
‫كان بإمكانو أن يدفع بو تجاه الساحب ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬في عالقة المسحوب عميو بالساحب ‪:‬يجعل القبول المسحوب عميو المدين األصمي في‬
‫الكمبيالة وينقمب الساحب إلى مجرد ضامن يضمن وفائيا بعدما كان مدينا أصميا ‪،‬فإذا كان‬
‫المسحوب عميو قد قبل الكمبيالة عمى المكشوف أي دون توفر مقابل الوفاء من الساحب فإنو‬
‫يدفع لمحامل ويرجع بعد ذلك عمى الساحب ‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬في عالقة الساحب بالحامل ‪ :‬قبول الكمبيالة كما أسمفنا يجعل الساحب في وضع أفضل‬
‫فبعدما كان مدينا أصميا يصبح ضامن مثمو مثل باقي الموقعين عمى الكمبيالة وىذا يعطيو حق‬
‫االحتجاج عمى الحامل في صورة الرجوع عميو باإلىمال لعدم احترام إجراءات وآجال الرجوع إال‬
‫أن حق االحتجاج ىذا ال يكون إال إذا اثبت الساحب انو قد وفر مقابل الوفاء بين يدي‬
‫المسحوب عميو وسيأتي الحديث الحقا عن متى يكون الحامل ميمال ‪.‬‬
‫‪37‬‬

‫‪-‬أثار امتناع المسحوب عميو عن القبول ‪:‬‬

‫إذا تقدم الحامل لممسحوب عميو وعرض عميو الكمبيالة لقبوليا إال انو رفض ذلك أو عمق قبولو‬
‫عمى شرط ما فال يكون لمحامل في ىذه الحالة إال الخيار ما بين الرجوع عمى باقي الممتزمين‬
‫في الكمبيالة ‪ ،‬لكن رجوعو ىذا مشروط بتحرير محضر احتجاج عدم القبول وىو يتطمب ذات‬
‫الشروط لتحرير محضر احتجاج عدم الوفاء والذي سيأتي الحديث عنو الحقا ‪ ،‬أو إما انو‬
‫ينتظر ميعاد االستحقاق ويقدم الكمبيالة مرة أخرى لممسحوب عميو لموفاء بقيمتيا‪ ،‬ولم يشترط‬
‫المشرع آجال معينة لتحرير محضر احتجاج عدم القبول فيبقى الحق متاح لمحامل ما بين تاريخ‬
‫رفض القبول وتاريخ استحقاق الكمبيالة ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الضمان االحتياطي ‪-:‬‬

‫والمقصود بالضمان االحتياطي ‪ ( :‬الكفالة ) ‪ ،‬بأن يضمن احد األشخاص احد الممتزمين‬
‫بالكمبيالة بأن يضيف توقيعو بجانب توقيع ىذا الممتزم فيسمي ىذا الشخص بالضامن‬
‫االحتياطي أو الكفيل والممتزم يسمى بالمضمون ‪ ،‬وتأتي أىمية وجود الضامن االحتياطي‬
‫(الكفيل ) في الكمبيالة في دعم الثقة فييا بزيادة عدد الممتزمين بيا مما يشجع عمى تداوليا ‪،‬‬
‫ولم يشترط المشرع لصحة الضمان االحتياطي إال أن يأتي توقيع الضامن االحتياطي عمى ذات‬
‫الكمبيالة بصفتو كضامن احتياطي بأن يقول مثال "مقبول كضامن احتياطي " ‪،‬كما يجب ذكر‬
‫اسم الشخص الذي يضمنو واال اعتبر الضمان وقع لمصمحة الساحب (المادة ‪ )36‬من نظام‬
‫األوراق التجارية ‪.‬‬

‫‪ -‬أثار الضمان االحتياطي ‪:‬‬

‫وفي ذلك نتحدث عن ‪-:‬‬


‫‪38‬‬

‫‪ -1‬عالقة الضامن االحتياطي بالحامل ‪:‬‬

‫بمجرد توقيع الضامن االحتياطي عمى الكمبيالة يعتبر ممتزما صرفيا تجاه الحامل األخير ليا‬
‫مثمو مثل أي ممتزم آخر ‪ ،‬ويدخل عمى ىذا األساس في نطاق القانون الصرفي فيضمن عدم‬
‫قبول المسحوب عميو قيمة الكمبيالة أو امتناعو عن الوفاء ولمحامل في ذلك حق الرجوع عمى‬
‫ىذا الضامن دون أن يحق ليذا األخير طمب الرجوع أوال عمى الممتزم الذي ضمنو تطبيقا لقاعدة‬
‫التضامن الصرفي كما سيأتي بيانو الحقا ‪.‬‬

‫ويعتبر التزام الضامن االحتياطي التزام تبعي لاللتزام الممتزم الذي يضمنو وفي ذلك جاء نص‬
‫المادة (‪ )37‬عمى انو " يمتزم الضامن عمى الوجو الذي يمتزم بو المضمون " بمعنى انو‬
‫يستطيع أن يحتج تجاه الحامل بأي دفع يمكن لمممتزم المضمون أن يحتج بو تجاه الحامل‬
‫كانقضاء الدين بسبب من أسباب االنقضاء كالمقاصة أو اإلبراء إال أن المشرع اوجد عمى ذلك‬
‫استثناء وحيد ال يستطيع لمضامن أن يحتج بو عمى الحامل وىي حالة انعدام أو نقص أىمية‬
‫الممتزم المضمون تطبيقا لمبدأ استقالل التواقيع الذي يحكم األوراق التجارية في ىذه الحالة فإن‬
‫كان لمممتزم المضمون أن يحتج تجاه الحامل بنقص أىميتو أو انعداميا فال يجوز لضامنو‬
‫االحتجاج تجاه الحامل بيذا الدفع ‪.‬‬

‫‪ -2‬العالقة بين الضامن االحتياطي والموقعين اآل رين ‪-:‬‬

‫وفي ذلك جاء نص المادة ‪ 37‬في فقرتيا الثانية عمى ما يمي " ‪ ...‬واذا وفى الضامن‬
‫االحتياطي الكمبيالة آلت إليو الحقوق الناشئة عنيا وذلك تجاه مضمون وتجاه كل ممتزم نحو‬
‫ىذا األخير بموجب الكمبيالة " ‪ .‬وعمى ذلك فان الضامن االحتياطي متى أوفى بقيمة الكمبيالة‬
‫لمحامل فيأخذ نفس مركز المدين المضمون فيحق لو الرجوع عمى جميع الممتزمين السابقين‬
‫لمممتزم المضمون ومطالبتيم بقيمة الكمبيالة عالوة عمى حقو في مطالبة الممتزم الذي ضمنو ‪.‬‬
‫‪39‬‬

‫‪ -3‬العالقة بين الضامن االحتياطي والمضمون ‪-:‬‬

‫فكما يحق لمضامن االحتياطي كما أسمفنا الرجوع عمى الممتزم المضمون وفقا لقواعد قانون‬
‫الصرف بموجب رفع دعوى صرفية عميو لالنتفاع بقواعد ىذا القانون كقاعدة تطيير الدفوع أو‬
‫استقالل التوقيع ‪ ،‬فمو حق الرجوع أيضا عمى الممتزم المضمون بموجب دعوى مدنية وفقا‬
‫لمقواعد العامة تطبيقا ألحكام عقد الكفالة ‪ ،‬والحامل ال يمجا إلى ىذه الدعوى األخيرة إال في‬
‫حالة تقادم الدعوى الصرفية أو سقوط حق الحامل باإلىمال نظ ار ال ن الدعوى الصرفية تعطيو‬
‫مزايا أفضل من الدعوى المدنية ‪.‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬التضامن الصرفي ‪:‬‬

‫جاء في المادة ‪ 58‬ما يمي " ساحب الكمبيالة وقابميا ومظيرىا وضامنيا االحتياطي مسئولون‬
‫جميعًا بالتضامن نحو حامميا ولمحامل مطالبتيم منفردين أو مجتمعين دون مراعاة أي ترتيب ‪،‬‬
‫ويثبت ىذا الحق لكل موقع عمى الكمبيالة وفى بقيمتيا تجاه المسئولين نحوه ‪.‬‬
‫والدعوى المقامة عمى أحد الممتزمين ال تحول دون مطالبة الباقين ‪ ،‬ولو كان التزاميم الحقاً لمن‬
‫وجيت إليو الدعوى ابتداء "‪ .‬وعمى ذلك وكما ىو معموم فإن التضامن ال يكون إال في حالة‬
‫تعدد المدينين في ذات االلتزام الواحد وااللتزام في الكمبيالة ىو التزام يتعدد فيو المدينين وىم‬
‫جميع الموقعين عمييا من ساحب ومظير وضامن احتياطي ‪...‬الخ وىم عمى ىذه النحو جميعا‬
‫ممتزمين بالوفاء بقيمتيا تجاه الدائن فييا وىو الحامل بمعنى انو يحق لمحامل مطالبة أي مدين‬
‫في الورقة دون أن يحق ليذا المدين الدفع بمواجيتو بانقسام الدين بينو وبين باقي الممتزمين فييا‬
‫كما أن قاعدة التضامن تعطيو الحق في جمع جميع المدينين في الورقة التجارية بموجب دعوى‬
‫واحدة أو توجيو الدعوى ألي منيم إذا وجده موسر الحال وذلك بحسب ما يشاء ‪.‬‬
‫‪40‬‬

‫وان كانت قاعدة التضامن في القانون المدني في عالقة المدينين المتضامنين فيما بينيم‬
‫تقضي بأنو إذا أوفى احد المدينين لمدائن وأراد الرجوع عمى باقي المدينين الستيفاء ما تم دفعو‬
‫لمدائن فيجوز لممدين الراجع عميو المدين الموفي الدفع بانقسام الدين بينو وبين باقي المدينين ‪،‬‬
‫فإن تطبيق ىذه القاعدة في القانون الصرفي ليست بذات الكيفية فالمدين الموفي لمحامل لو حق‬
‫الرجوع فقط عمى المدينين السابقين لو وال يجوز لممدين السابق الراجع عميو الدفع تجاىو بانقسام‬
‫الدين بل عميو الوفاء بكامل قيمة الورقة التجارية وىكذا يستمر الرجوع عمى الموقعين السابقين‬
‫وصوال إلى الساحب لتنتيى حياة الكمبيالة فيما بعد ذلك ال دائن وال مدين فييا ‪،‬ىكذا تقتضي‬
‫طبيعة االلتزام الصرفي بخالف التضامن في القواعد العامة ‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬

‫المطالبة بقيمة الكمبيالة وأحكام الرجوع‬

‫أ)المطالبة بقيمة الكمبيالة ‪-:‬‬

‫لقد اوجب المشرع عمى حامل الكمبيالة القيام بعدة أمور لممطالبة بقيمة الكمبيالة واال اعتبر‬
‫حامال ميمال سقط حقو في الرجوع عمى الممتزمين فييا وىي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬تقديم الكمبيالة لممسحوب عميو لموفاء بيا في ميعاد استحقاقيا ‪.‬‬
‫‪41‬‬

‫وفي ذلك جاء نص المادة (‪ )43‬عمى ما يمي " عمى حامل الكمبيالة أن يقدميا لموفاء في يوم‬
‫استحقاقيا ويعتبر تقديم الكمبيالة عمى إحدى غرف المقاصة المعترف بيا نظاماً بمثابة تقديم‬
‫لموفاء "‪ .‬وىذا التقديم كما ىو حق لمحامل ىو واجب عميو أيضا فال يجب أن ينتظر حتى يأتيو‬
‫المسحوب عميو لموفاء بقيمة الكمبيالة ‪ ،‬فالدين الصرفي ىو دين مطموب وليس دين محمول‪،‬‬
‫ويجب أن يراعي الحامل وقت استحقاق الكمبيالة فال يتقدم قبل استحقاقيا لممطالبة بالوفاء بيا‬
‫وال أن يؤخر المطالبة بيا بعد تاريخ االستحقاق كما يجب عميو أن يطالب بالوفاء بقيمتيا في‬
‫المكان المحدد فييا إذا كانت مشروطة الوفاء في موطن مختار غير موطن المسحوب عميو‬
‫واال اعتبر حامال ميمال ‪ ،‬وقد حدد المشرع تواريخ استحقاق الكمبيالة وقد سبق لنا عرضيا‬
‫سابقا ‪ ،‬فيي إما أن تكون مستحقة عند االطالع أو بعد اجل من االطالع أو بعد اجل من‬
‫تاريخ إنشائيا أو في تاريخ محدد بعينو ‪.‬‬

‫وان كان يجب عمى الحامل تقديم الكمبيالة في ميعاد استحقاقيا واال سقط حقو في الرجوع إال‬
‫أن المشرع في قانون األوراق التجارية قد أعفى ىذا الحامل من تقديم الكمبيالة لموفاء في ميعاد‬
‫االستحقاق في بعض الحاالت وىذه الحاالت جاءت عمى سبيل الحصر نذكرىا فيما يمي‬

‫‪ )1‬إذا سبق لو تنظيم احتجاج عدم القبول ‪.‬‬

‫اء كان قابال أو غير قابل ‪.‬‬


‫‪ )2‬إذا أفمس المسحوب عميو سو ً‬

‫‪ )3‬إذا أفمس ساحب الكمبيالة المشروط عدم تقديميا لمقبول ‪.‬وفي الحالتين األخيرتين يكفي تقديم‬
‫حكم اإلفالس لتمكين الحامل من ممارسة حقو في الرجوع ‪.‬‬
‫‪42‬‬

‫‪ )4‬إذا حدثت قوة قاىرة حالت دون تقديم الكمبيالة لموفاء واستمرت أكثر من ثالثين يوما بشرط‬
‫أن يخطر الحامل من ظير لو الكمبيالة بالحادث القيري وان يثبت ىذا اإلخطار مؤرخا وموقعا‬
‫في الكمبيالة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تحرير احتجاج عدم الوفاء في الميعاد القانوني ‪:‬‬

‫واالحتجاج ىو وثيقة رسمية تثبت امتناع المسحوب عميو عن قبول الكمبيالة أو الوفاء بيا‪ ،‬فإذا‬
‫نظم ىذا االحتجاج إلثبات امتناع المسحوب عميو عن قبول الكمبيالة سمي احتجاج عدم‬
‫القبول‪ ،‬واذا حرر ىذا المحضر إلثبات امتناع المسحوب عميو عن الوفاء سمي احتجاج عدم‬
‫الوفاء والجية التي تقوم بتحرير ىذه االحتجاجات ىي مكاتب مختصة موجودة في و ازرة التجارة‬
‫والتي يتوجو تعمل عمى ىذه الغاية تحت إشراف لجان األوراق التجارية الموجودة في ىذه الو ازرة‬
‫بموجبو بناء عمى طمب الحامل مندوب من مكتب االحتجاج إلى محل إقامة المسحوب عميو‬
‫وينذره بقبول أو وفاء الكمبيالة فأن امتنع عن ذلك حرر المندوب االحتجاج الالزم ‪.‬‬

‫‪ -‬متى يجب تحرير محضر االحتجاج لعدم الوفاء ؟ وفي ذلك فرق المشرع في نص المادة‬
‫‪ 2/55‬بين حالتين ‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا كانت الكمبيالة مستحقة الدفع لدى االطالع ‪ :‬يجب تحرير محضر احتجاج عدم الوفاء‬
‫في أي يوم منذ تاريخ امتناعو عن الوفاء وحتى انقضاء سنة عمى تاريخ إنشاء الكمبيالة ‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا كانت الكمبيالة مستحقة في يوم محدد أو بعد مدة من إنشائيا أو بعد مدة من تاريخ‬
‫االطالع عمييا فيجب تحرير محضر االحتجاج في احد يومي العمل التاليين ليوم االستحقاق‬
‫‪43‬‬

‫‪ -‬مضمون محضر احتجاج عدم الوفاء ‪:‬‬

‫وفي ذلك جاء نص المادة ‪ 2/54‬عمى ما يمي " ‪ .....‬وتشتمل ورقة االحتجاج عمى صورة‬
‫حرفية لمكمبيالة ولما أثبت فييا من عبارات القبول والتظيير والضمان وغير ذلك من البيانات‬
‫وعمى اإلنذار بوفاء قيمة الكمبيالة ويذكر فييا حضور أو غياب الممتزم بالقبول أو الوفاء‪" ...‬‬

‫‪ -‬حاالت اإلعفاء من تحرير محضر احتجاج عدم الوفاء ‪ :‬وىذه الحاالت إن وجدت اعفي‬
‫الحامل من تحرير ىذا االحتجاج وأمكن لو الرجوع عمى باقي الممتزمين بالكمبيالة دون وصفو‬
‫بالحامل الميمل وىذه الحاالت ىي ‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا سبق لمحامل أن نظم احتجاج عدم القبول ‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا أفمس المسحوب عميو كان قابال لمكمبيالة أو غير قابل ‪.‬‬

‫‪ -3‬إذا حدثت قوة قاىرة حالت دون تنظيم االحتجاج في موعده واستمرت أكثر من ثالثين يوما‬
‫محسوبة من يوم االستحقاق ‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا تضمنت الكمبيالة شرط الرجوع بال مصاريف أو شرط الرجوع بدون تنظيم محضر‬
‫االحتجاج ‪ ،‬إال أن وجود ىذا الشرط ال يعفيو من تقديم الكمبيالة في ميعاد استحقاقيا لممسحوب‬
‫عميو ومطالبتو بالوفاء ‪.‬‬

‫ثالثاًا ‪ :‬إ طار الموقعين عمى الكمبيالة بعدم القبول أو الوفاء ‪-:‬‬

‫واليدف من اتخاذ ىذا اإلجراء إشعار الموقعين عمى الكمبيالة بعدم حصول القبول أو امتناع‬
‫المسحوب عميو عن الوفاء حتى يتأىب لرجوع الحامل عميو ليدبر أموره ويستعد لموفاء بقيمو‬
‫الكمبيالة ‪ ،‬وقد أشارت المادة ‪ 56‬من قانون األوراق التجارية لذلك بقوليا " ‪ ...‬عمى حامل‬
‫‪44‬‬

‫الكمبيالة أن يخطر ساحب الكمبيالة ومن ظيرىا لو بعدم قبوليا أو بعدم وفائيا الل أربعة أيام‬
‫العمل التالية ليوم عمل االحتجاج أو لعدم تقديميا لمقبول أو لموفاء إن اشتممت عمى شرط‬
‫الرجوع بال مصروفات أو ( بدون احتجاج ) ‪.‬‬
‫وعمى كل مظير الل يومي العمل التاليين ليوم تسممو األ طار أن يخطر من ظير لو‬
‫الكمبيالة بتسممو ىذا األخطار مبيناً لو أسماء وعناوين من قاموا باإلخطارات السابقة وىكذا من‬
‫مظير إلى آخر حتى الساحب ‪ ،‬ويبدأ الميعاد بالنسبة إلى كل مظير من التاريخ الذي تمقى فيو‬
‫األخطار ‪.‬‬
‫ومتى أخطر أحد الموقعين عمى الكمبيالة عمى الوجو المتقدم وجب كذلك إخطار ضامنو‬
‫‪.‬‬ ‫االحتياطي في الميعاد ذاتو‬

‫مالحظة ‪ :‬إذا لم يراعي الحامل اتخاذ إجراء اإلخطار السابق اإلشارة إليو ال يعني سقوط حقو‬
‫في الرجوع عمى باقي الممتزمين وال يعتبر حامال ميمال بعكس االجرائين األول والثاني وىما‬
‫تقديم الكمبيالة في ميعاد االستحقاق وكذلك تحرير محضر االحتجاج في الميعاد فعدم قيامو‬
‫بيذين االجرائين يحرمو من حق الرجوع ويعتبر حامال ميمال ‪.‬‬

‫ب) أحكام الرجوع ‪:‬‬

‫وفي ذلك نتكمم عن رجوع الحامل عمى الممتزمين في الكمبيالة وكذلك عن رجوع الممتزمين عمى‬
‫بعضيم البعض ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬رجوع الحامل عمى الممتزمين في الكمبيالة ‪:‬‬

‫فبعد أن يتخذ الحامل اإلجراءات السابق اإلشارة إلييا فممحامل حق الرجوع عمى جميع‬
‫الممتزمين في الكمبيالة ولو اختيار أياً منيم ومطالبتو بالوفاء وفقا الفتراض التضامن فيما بينيم‬
‫‪45‬‬

‫فمو الحق بالرجوع عمى أي مظير في الكمبيالة أو ساحبيا أو الضامن االحتياطي ألي ممتزم‬
‫وعمى القابل بالتدخل إن وجد ‪ ،‬فمو الحق باختصار الرجوع عمى أي موقع عمى الكمبيالة ‪،‬ولو‬
‫الحق جمعيم جميعا بموجب دعوى واحدة ‪ ،‬وال يمكن ليؤالء الممتزمين رد رجوع الحامل إال‬
‫بالدفع تجاىو باإلىمال أي عدم مراعاة إجراءات أو قواعد الرجوع السالف اإلشارة إلييا سابقا‪،‬‬
‫باستثناء الساحب فال يمكن لو الدفع بإىمال الحامل إال فقط في حال أن وفر مقابل الوفاء‬
‫لدى المسحوب عميو فإذا لم يوفر مقابل الوفاء ال يمكن لو االحتجاج عمى الحامل باإلىمال‬
‫حتى ال يثرى عمى حسابو بال سبب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬رجوع الممتزمين عمى بعضيم البعض ‪.‬‬

‫في الحالة التي يوفي احد الممتزمين بقيمة الكمبيالة فمو الحق بالرجوع عمى الممتزمين الذين‬
‫يسبقونو دون الممتزمين الذين أمامو ومطالبتيم بجميع ما أوفاه لمحامل من قيمة الكمبيالة‬
‫والمصاريف التي دفعيا‪ ،‬وتبدو العمة في عدم إتاحة المجال لمموفي بقيمة الكمبيالة من الرجوع‬
‫عمى الممتزمين الذين أمامو ىو عدم جعل عممية الرجوع في حمقة مفرغة فكل مظيرعمى‬
‫الكمبيالة ىو في األصل غير دائن أو مدين ألنو قد وصمو حقو بمجرد تظيير الكمبيالة لذا‬
‫يجب أن تكون عممية الرجوع منظمة إلنياء حياة الكمبيالة ‪ ،‬فتستمر عممية الرجوع من الممتزم‬
‫الموفي إلى لمحامل إلى الممتزم الذي خمفو وصوال لمساحب باعتباره المدين الحقيقي بقيمة‬
‫الكمبيالة إلى أن يوفي ىذا األخير لمممتزم الراجع عميو لتنتيي حياة الكمبيالة بحيث يكون جميع‬
‫الممتزمين في النياية ال دائن وال مدين بقيمة الكمبيالة ‪.‬‬

‫المبحث ال امس‬
‫‪46‬‬

‫سقوط حق المطالبة بقيمة الكمبيالة بمرور الزمن‬

‫لقد رتب القانون عمى عدم مطالبة الحامل بقيمة الكمبيالة فترة من الزمن سقوط حقو في‬
‫المطالبة بقيمتيا وفقا لقواعد قانون الصرف ‪ ،‬وجعل ىذه المدد قصيرة ‪،‬إال أننا يجب لفت‬
‫االنتباه ىنا إلى أن سقوط حق المطالبة بمرور الزمن يعني أن الحامل لمكمبيالة قد قام بتقديم‬
‫الكمبيالة في ميعاد االستحقاق لممسحوب عميو وأيضا قام بتحرير محضر احتجاج عدم الوفاء‬
‫إال انو تراخى بعد ذلك ولم يقم برفع الدعوى لممطالبة بقيمتيا ‪ ،‬وىنا نحن سوف نتحدث عن‬
‫سقوط حق المطالبة بمرور الزمن ‪،‬الن الحامل لو لم يقم بتقديم الكمبيالة في ميعاد االستحقاق‬
‫أو تحرير محضر االحتجاج فان حقو بالمطالبة يسقط تمقائيا دون النظر إلى آجال التقادم كونو‬
‫يعتبر في ىذه الحالة حامال ميمال ‪.‬‬

‫وقد فرق المشرع في تحديد آجال سقوط حق المطالبة بقيمة الكمبيالة بموجب التقادم الصرفي‬
‫عمى الوجو التالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الدعاوى المرفوعة عمى المسحوب عميو القابل ‪ :‬فقد حددىا المشرع بمدة ثالثة سنوات تبدأ‬
‫من تاريخ االستحقاق ‪ ،‬وتطبيق ىذه القاعدة يكون بقطع النظر سواء أكان المدعي رافع الدعوى‬
‫عمى المسحوب عميو القابل ىو الحامل أو الساحب أو المظير أو الضامن االحتياطي ‪.‬‬

‫‪ -2‬دعاوى الحامل عمى الساحب أو المظيرين ‪:‬وقد حدد المشرع ىذه المدة بمضي عام تبدأ‬
‫من تاريخ احتجاج عدم القبول إذا كان الرجوع حاصال قبل تاريخ االستحقاق بسبب رفض القبول‬
‫أو تبدأ مدة العام من تاريخ تحرير احتجاج عدم الوفاء إذا كان ىناك رفض لموفاء ‪،‬أو من تاريخ‬
‫االستحقاق إن تضمنت الكمبيالة شرط الرجوع بون احتجاج ‪.‬‬
‫‪47‬‬

‫‪ -3‬دعاوى المظيرين عمى بعضيم تجاه البعض أو تجاه الساحب ‪ :‬فقد حددىا المشرع بعد‬
‫مضي ستة أشير من اليوم الذي وفى فيو المظير الكمبيالة أو من إقامة الدعوى عميو ‪ ،‬ولقد‬
‫قصد المشرع من تقصير ىذه المدة تصفية مراكز الضامنين في أسرع وقت حتى ال تبقى‬
‫مراكزىم معمقة لفترة طويمة ‪.‬‬

‫الفصل لثاني‬

‫السند ألمر‬

‫ويعرف السند ألمر بأنو " صك محرر وفق شكال معين حدده النظام يتضمن تعيد شخص‬
‫يسمى ( المحرر) بأن يدفع مبمغا من النقود في تاريخ معين أو قابل لمتعيين أو بمجرد اإلطالع‬

‫ألمر شخص آخر اسمو ( المستفيد) "‬

‫وعمى ذلك نجد أن السند ألمر ال يتضمن عند إنشائو إال وجود شخصين فقط ىما المحرر‬
‫والمستفيد ‪ ،‬بخالف الكمبيالة التي تتضمن عند إنشائيا ثالثة أشخاص ىما الساحب والمسحوب‬
‫عميو والمستفيد ‪ ،‬ونتيجة لعدم وجود مسحوب عميو في السند ألمر فإنو ال يمكن الحديث عن‬
‫وجود قبول فيو ‪ ،‬وكذلك عن وجود مقابل وفاء نظ ار الن ىذا األخير يمثل دين الساحب تجاه‬
‫المسحوب ‪ ،‬أما فيما دون ذلك فقد درجت غالبية التشريعات ومنيا التشريع السعودي عمى إحالة‬
‫أحكام السند ألمر عمى أحكام الكمبيالة ونذكر من ذلك ‪:‬‬

‫‪ -1‬جميع األحكام المتعمقة بتظيير الكمبيالة وبضمانيا احتياطيا ما يطبق في مجال الكمبيالة‬
‫يطبق عمى السند ألمر‪ .‬المادة (‪/ 89‬ب) ‪.‬‬
‫‪48‬‬

‫‪ -2‬جميع األحكام المتعمقة باستحقاق الكمبيالة ووفائيا والمعارضة في الوفاء بيا واالحتجاج‬
‫والرجوع بسبب عدم الوفاء وعدم جواز منح ميل لموفاء وحساب المواعيد وأجال التقادم كما‬
‫تسري عمى الكمبيالة تسري عمى السند ألمر‪ .‬انظر المادة( ‪/89‬ج) ‪.‬‬

‫إذا باختصار فأن جميع األحكام التي تطبق عمى الكمبيالة تطبق عمى السند ألمر فيما ال‬
‫يتعارض مع طبيعة ىذا األخير ‪ .‬ويمكن القول في ذلك أن المحرر في السند ألمر يماثل‬
‫الساحب في الكمبيالة الغير مقبولة باعتباره المدين األصمي بقيمتيا كما أن مركز المحرر يمكن‬
‫أن يماثل مركز المسحوب عميو القابل في الكمبيالة باعتباره يصبح ىو المدين الحقيقي في‬
‫الكمبيالة فيجرى التعامل من طرف الحامل مع المحرر عمى ىذا األساس ‪.‬‬

‫ونظ ار الن السند ألمر ال يتضمن عند إنشائو إال شخصين فإنو يعتبر أكثر رواجا في‬
‫المعامالت الداخمية بين األفراد مقارنة بالكمبيالة التي بقيت محافظة عمى طابعيا الدولي الذي‬
‫وجدت أصال في ظمو ‪.‬‬

‫ونظ ار لتشابو أحكام السند ألمر مع أحكام الكمبيالة فيما ال يخالف طبيعتو فإننا نقتصر ىنا عمى‬
‫بيان البيانات اإللزامية لمسند ألمر بحسب ما جاء في نص المادة ‪ 87‬من قانون األوراق‬
‫التجارية والتي جاء نصيا عمى ما يمي " يشتمل السند ألمر عمى البيانات اآلتية ‪:‬‬
‫أ) شرط األمر أو عبارة ( سند ألمر ) مكتوبة في متن السند وبالمغة التي كتب بيا ‪.‬‬
‫ب) تعيد غير معمق عمى شرط بوفاء مبمغ معين من النقود ‪.‬‬
‫ج) ميعاد االستحقاق ‪.‬‬
‫د) مكان الوفاء ‪.‬‬
‫ىـ) اسم من يجب الوفاء لو أو ألمره ‪.‬‬
‫‪49‬‬

‫و) تاريخ إنشاء السند ومكان إنشائو ‪" .‬‬


‫ز) توقيع من أنشأ السند ( المحرر ) ‪.‬‬

‫كما جاء في المادة التالية لممادة المذكورة أعاله ما يمي ‪ :‬السند الخالي من أحد البيانات‬
‫المذكورة في المادة السابقة ال يعتبر سنداً ألمر إال في األحوال اآلتية ‪:‬‬
‫أ) إذا خالل السند من ميعاد االستحقاق اعتبر واجب الوفاء لدى االطالع عميو ‪.‬‬
‫ب) إذا خال من بيان مكان الوفاء أو موطن المحرر اعتبر مكان إنشاء السند مكاناً‬
‫لموفاء ومكاناً لممحرر ‪.‬‬
‫ج) إذا خال من بيان مكان اإلنشاء اعتبر منشأ في المكان المبين بجانب اسم المحرر "‬
‫(المادة ‪.)88‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫الشيك‬

‫ويعرف الشيك بأنو " صك محرر وفق شكل معين حدده النظام يأمر بموجبو شخص يسمى‬
‫(الساحب) شخصا آخر يسمى (المسحوب عميو )ويكون مصرفا بأن يدفع لدى االطالع مبمغا‬
‫معينا من النقود ألمره أو ألمر شخصا آخر أو لمحامل وىو المستفيد "‬

‫وقد سبق أن بينا الفارق الجوىري بين الكمبيالة والشيك إال أننا نحاول ذكر ىذه الفوارق بأكثر‬
‫دقة تماشيا مع أحكام القانون السعودي وىي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الشيك يجب أن يكون دائما مستحق األداء لدى االطالع ألنو أداة وفاء ‪ ،‬بينما الكمبيالة‬
‫ممكن أن تكون مستحقة الوفاء لدى االطالع أو بعد اجل معين فيي تعتبر أداة وفاء وائتمان ‪.‬‬
‫‪50‬‬

‫‪ -2‬في الشيك ال يمكن أن يكون المسحوب عميو إال مصرفا المادة (‪ ، )93‬بينما الكمبيالة‬
‫يمكن أن يكون مصرفا أو شخص عادي ‪.‬‬

‫‪ -3‬ساحب الشيك قد يتعرض لعقوبة جزائية إن لم يوفر مقابل الوفاء لدى المسحوب عميو وقت‬
‫تحرير الشيك ‪ ،‬بعكس ساحب الكمبيالة فال يتعرض لمثل ىذه العقوبة إن لم يوفر مقابل الوفاء‬
‫لممسحوب عميو ‪.‬‬

‫‪ -4‬ال مجال لمحديث عن قبول في الشيك ألنو مستحق األداء لدى االطالع بخالف الكمبيالة‬
‫إال انو يمكن القول بوجود اعتماد أو تصديق لمشيك وىو بمثابة تأشير من المسحوب عميو‬
‫بوجود رصيد لمصمحة الساحب مما يشجع عمى التعامل بالشيك وقبولو من طرف المستفيد ‪.‬‬

‫‪ -5‬ال يشترط في الشيك ذكر اسم المستفيد ‪،‬ال يعتبر ذكره بيان إلزامي ‪ ،‬فيمكن سحب الشيك‬
‫بداية لمصمحة حاممو ‪ ،‬بخالف الكمبيالة فيعتبر اسم المستفيد بيان إلزامي فييا إذا لم يذكر‬
‫بطمت الكمبيالة بمعنى انو ال يجوز سحب الكمبيالة بداية لمصمحة الحامل دون ذكر اسم‬
‫المستفيد ‪.‬‬

‫‪ -6‬يجوز إثبات امتناع المسحوب عميو عن الوفاء في الشيك بتنظيم احتجاج عدم الوفاء أو‬
‫ببيان صادر من المسحوب عميو يشعر فيو بعدم وجود مقابل الوفاء (الرصيد) مدون ىذا البيان‬
‫عمى الشيك نفسو ‪ ،‬بينما ال يمكن إثبات امتناع المسحوب عميو في الكمبيالة عن الوفاء إال‬
‫بتحرير احتجاج محضر عدم الوفاء‪.‬‬

‫وفي حديثنا عن الشيك نتكمم باختصار عن البيانات اإللزامية لصحة الشيك (أ)وعن قيام جريمة‬
‫سحب شيك بدون رصيد (ب) وأخي ار عن أحكام الرجوع في الشيك (ج) وسقوط حق المطالبة‬
‫بقيمة الشيك بمرور الزمن (د)‪.‬‬
‫‪51‬‬

‫(أ) البيانات اإللزامية لصحة الشيك‬

‫وىذه البيانات جاءت بيا المادة (‪ )91‬والتي جاء فييا " يشتمل الشيك عمى البيانات اآلتية ‪:‬‬
‫أ) كممة ( شيك ) مكتوبة في متن الصك بالمغة التي كتب بيا ‪.‬‬
‫ب) أمر غير معمق عمى شرط بوفاء مبمغ معين من النقود ‪.‬‬
‫ج) اسم من يمزمو الوفاء ( المسحوب عميو ) ‪.‬‬
‫د) مكان الوفاء ‪.‬‬
‫ىـ) تاريخ ومكان إنشاء الشيك ‪.‬‬
‫و) توقيع من أنشأ الشيك ( الساحب ) "‪.‬‬

‫ما نالحظو أن المشرع لم يذكر اسم المستفيد من بين البيانات اإللزامية لصحة الشيك بخالف‬
‫الكمبيالة مما يدل ذلك عمى صحة سحب الشيك بداية لحاممو ‪.‬‬

‫كما أن المادة (‪ )92‬لم ترتب عمى عدم وجود مكان الوفاء بطالن الشيك بل اعتبرت أن المكان‬
‫المبين بجانب اسم المسحوب عميو يعتبر مكانا لموفاء بو‪ ،‬واذا لم يذكر ىذا المكان اعتبر مكان‬
‫وفائو المكان الرئيسي الذي يقع فيو محل المسحوب عميو ‪ .‬كما أن ذات المادة المذكورة اعتبرت‬
‫أن خمو الشيك من بيان مكان اإلنشاء انو يصبح مستحق الوفاء في المكان المبين بجانب اسم‬
‫الساحب ‪ .‬وىي محاولة من المشرع من تصحيح الشيك في حال غياب ىذه البيانات كما فعل‬
‫بالنسبة لمكمبيالة والسند ألمر ‪.‬‬

‫(ب) قيام جريمة سحب شيك بدون رصيد ‪.‬‬

‫يجب لقيام جريمة شيك بدون رصيد بحسب المادة (‪ )118‬من قانون األوراق التجارية السعودي‬
‫توافر ثالثة أركان وىي‬
‫‪52‬‬

‫‪ -1‬سحب الشيك ‪:‬‬

‫ويقصد بسحب الشيك تحريره وطرحو في التداول بما يفيد تخمي الساحب أو من يمثمو عن‬
‫حيازتو ونقميا لممستفيد ‪،‬مما يعني ذلك أن تحرير الشيك بدون رصيد واحتفاظ الساحب بو دون‬
‫تسميمو لممستفيد أو خروجو منو دون رضاه كضياعو أو سرقتو ال تقوم بموجبو جريمة شيك‬
‫بدون رصيد ‪ ،‬كما ال يشترط لقيام ىذه الجريمة أن يكون الشيك المحرر تتوافر فيو جميع‬
‫البيانات اإللزامية لصحة الشيك من الناحية الصرفية التي طمبيا القانون لصحة الشيك اذ يكفي‬
‫لقيام ىذه الجريمة من الناحية الجنائية ان تتوافر في الشيك البيانات التالية كحد ادنى لقيام ىذه‬
‫الجريمة وىي ‪:‬‬

‫‪ -1‬األمر بوفاء مبمغ معين من النقود غير معمق عمى شرط ‪.‬‬

‫‪ -2‬اسم من يمزمو الوفاء (المسحوب عميو )‪.‬‬

‫‪ -3‬توقيع الساحب ‪.‬‬

‫‪ -2‬انتفاء مقابل الوفاء (الرصيد ) ‪-:‬‬

‫وقد حددت المادة (‪ )118‬الحاالت التي يكون فييا مقابل الوفاء غير موجود فان توافرت إحداىا‬
‫اعتبر مقابل الوفاء غير موجود وقامت جريمة شيك بدون رصيد وىذه الحاالت وىي‬

‫أ) إذا سحب الساحب شيكاً ال يكون لو مقابل وفاء قائم وقابل لمسحب أو يكون لو مقابل وفاء‬
‫أقل من قيمة الشيك ‪.‬‬
‫ب) إذا استرد الساحب بعد إعطاء الشيك مقابل الوفاء أو بعضو بحيث أصبح الباقي ال ‪.‬‬
‫يفي بقيمة الشيك ‪.‬‬
‫‪53‬‬

‫ج) إذا أمر الساحب المسحوب عميو بعدم دفع قيمة الشيك‬
‫د) كما تقوم ىذه الجريمة اذا وقع الساحب الشيك بتوقيع مغاير عما ىو موجود في البنك بقصد‬
‫عدم صرفو ‪.‬‬

‫‪ -3‬سوء نية الساحب ‪:‬‬

‫ويشترط أخي ار لقيام ىذه الجريمة توافر الركن المعنوي ( القصد الجرمي) بحسب تعبير المادة‬
‫(‪...." )118‬كل من أقدم بسوء نية ‪ "....‬وىو عمم الساحب وقت تحرير الشيك بعدم وجود‬
‫الرصيد أو بعدم كفايتو أو عممو بمدلول األمر الصادر منو بعدم الدفع أو عممو عند استرداد‬
‫مقابل الوفاء بان الشيك لم يدفع بعد ‪ ،‬ففي جميع ىذه األحوال عمم الساحب بذلك يعني توافر‬
‫الركن المعنوي لقيام الجريمة ‪ ،‬كما أن قيام ىذه الجريمة يطال أيضا المستفيد أو الحامل الذي‬
‫قبل الشيك وىو يعمم بعدم توافر مقابل الوفاء وكذلك المظير الذي ظيره أو سممو وىو يعمم بعدم‬
‫وجود مقابل الوفاء وقد جاء تمشي المشرع بإشراك المستفيد والمظير في جريمة شيك بدون‬
‫رصيد لمحد من ظاىرة التعامل بالشيكات التي ال يتوافر فييا مقابل الوفاء ‪.‬‬

‫‪ -‬العقوبة ‪:‬‬

‫فإن توافرت األركان الثالث السابق اإلشارة إلييا قامت جريمة شيك بدون رصيد واستحقت‬
‫بغرامة من مائة لاير الى الفي لاير وبالسجن العقوبة ‪ ،‬وىي بحسب نص المادة ‪...."118‬يعاقب‬
‫مدة ال تقل عن خمسة عشر يوماً وال تزيد عن ستة أشير أو باحدى ىاتين العقوبتين ‪"......‬‬
‫وىذه العقوبة تطال الساحب والمستفيد والحامل وكذلك المظير أو من سمم الشيك ‪ .‬ويشترط‬
‫إليقاع العقوبة عمييم جميعا العمم بانتفاء مقابل الوفاء أو العمم بوجود عائق يمنع من صرفو‬
‫حسب ما وضحنا أعاله ‪.‬‬
‫‪54‬‬

‫(ج) أحكام الرجوع في الشيك ‪:‬‬

‫كما ىو الحال في الكمبيالة أو السند االذني جميع الموقعين عمى الشيك من ساحبو والمظيرين‬
‫والضامنين االحتياطيين إن وجدوا ممزمين جميعا تجاه حامل الشيك عمى وجو التضامن إن‬
‫امتنع المسحوب عميو عن الوفاء لمحامل بقيمتو ‪ ،‬إال أن الحامل ال يستطيع الرجوع عمييم إال‬
‫بعد القيام ببعض اإلجراءات واال عد حامال ميمال فقد حق الرجوع وىذه اإلجراءات ىي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تقديم الشيك لموفاء في اجل ال يتجاوز شير من تاريخ إصداره إذا كان الشيك مسحوبا في‬
‫المممكة ومستحق األداء فييا ‪ ،‬وتقديمو لموفاء خالل مدة ثالثة أشير إذا كان الشيك مسحوبا‬
‫خارج المممكة ومستحق األداء فييا ‪.‬‬

‫وقد رتبت المادة (‪ )115‬من قانون األوراق التجارية عمى عدم احترام الحامل ليذه اآلجال‬
‫سقوط حقو في الرجوع عمى الساحب والمظيرين وغيرىم من الممتزمين عدا المسحوب عميو‬
‫الذي عنده مقابل الوفاء ‪ ،‬كما أن الساحب ال يفيد من إىمال الحامل ىذا إال إذا قدم مقابل‬
‫الوفاء أما إن لم يقدم مقابل الوفاء فيبقى ممزما تجاه الحامل باعتباره المدين األصمي بقيمتو فال‬
‫يجوز لو اإلفادة من إىمال الحامل واال اثري بدون سبب عمى حساب الحامل ‪.‬‬

‫‪ -2‬لمحامل الخيار بعد امتناع المسحوب عميو عن الوفاء في اختيار الطريقة إلثبات امتناع‬
‫المسحوب عميو فمو ‪:‬‬

‫‪ -‬إما بطمب بيان من طرف المسحوب عميو يبين بو سبب امتناعو عن الوفاء وىو بمثابة‬
‫تأشير يضعو المسحوب عميو عمى الشيك يبين فيو ذلك (كعدم وجود الرصيد‪،‬أو المنع من‬
‫صرفو أو عدم إمكانية صرفو ‪....‬إلى غير ذلك من أسباب‬
‫‪55‬‬

‫‪ -‬واما يمجا الحامل كما ىو عميو الحال في الكمبيالة إلى إثبات ىذا االمتناع بتحرير محضر‬
‫احتجاج عدم الدفع لدى المسحوب عميو بحسب اإلجراءات المتخذة في تحرير احتجاج عدم دفع‬
‫الكمبيالة إال انو يجب تحرير احتجاج عدم الوفاء في الشيك ضمن المدة الواجب فييا تقديم‬
‫الشيك لموفاء واال اعتبر الحامل ميمال ‪.‬‬

‫‪ -‬واما بطمب بيان من غرفة المقاصة يذكر فيو أن الشيك قدم ليا في الوقت المحدد ولمُ تدفع‬
‫قيمتو ‪.‬‬

‫(د) أجال انقضاء المطالبة في الشيك بمرور الزمن ‪.‬‬

‫نود اإلشارة ىنا كما اشرنا سابقا في خصوص الكمبيالة أن سقوط حق المطالبة بقمة الشيك‬
‫وفقا لقواعد القانون الصرفي ال يكون البحث فيو إال بعد أن يكون الحامل قد قام باإلجراءات‬
‫التي أوجبيا القانون عميو ونفى عن نفسو صفة اإلىمال ‪ ،‬الن اعتباره حامال ميمال يعني انو ال‬
‫داعي لمبحث في سقوط حق المطالبة بالورقة التجارية بمرور الزمن بإعتبار أن حقو قد سقط‬
‫باإلىمال ‪،‬فباختصار الحديث عن سقوط المطالبة بقيمة الورقة التجارية بمرور الزمن تكون متى‬
‫راعى الحامل إجراءات الرجوع وفق اآلجال وانتفى عنو بالتالي وصف الحامل الميمل إال انو‬
‫تراخى بعد ذلك في المطالبة بقيمة الورقة التجارية قضائيا فما ىي أجال انقضاء حق المطالبة‬
‫بقمة الشيك بمرور الزمن ؟ نفرق في ذلك ما بين ‪:‬‬

‫‪ -‬دعاوى رجوع حامل الشيك عمى المسحوب عميو والساحب والمظيرين وغيرىم من الممتزمين‬
‫بقيمة الشيك ىي ستة أشير من تاريخ انقضاء ميعاد تقديم الشيك لموفاء ‪.‬‬

‫‪ -‬دعاوى رجوع الممتزمين بوفاء الشيك تجاه بعضيم بعضا ىي ستة أشير تبدأ من اليوم الذي‬
‫وفى فيو الممتزم قيمة الشيك لمحامل أو من يوم إقامة الدعوى عميو من الحامل ‪.‬‬
‫‪56‬‬

‫وان كانت ىذه ىي آجال سقوط حق المطالبة وفقا لقواعد قانون الصرف ‪ ،‬إال أن أجال انقضاء‬
‫الدين وفقا لمقواعد العامة وىي طويمة األجل تبقى قائمة في العالقات المباشرة بين الممتزمين‬
‫فيستطيع الساحب مخاصمة المسحوب عميو أو العكس أو المستفيد مخاصمة الساحب أو‬
‫العكس أو المظير و المظير إليو أو الضامن االحتياطي ومن ضمنو خالل مدة التقادم الطويل‬
‫وفقا لمقواعد العامة في القانون المدني ‪.‬‬
‫‪57‬‬

‫الباب الثانً‬
‫اإلفالس‬
‫ٌعرف اإلفالس لغة ‪ :‬االنتقال من حالة الٌسر إلى حالة العسر ‪.‬‬
‫وٌعرف قانونا بأنه ‪ :‬التنفٌذ على مال المدٌن التاجر الذي توقف عن دفع دٌونه التجارٌة ‪.‬‬
‫وٌهدف نظام اإلفالس إلى تنشٌط االئتمان ودعم الثقة فً المعامالت التجارٌة وذلك بسلسلة من‬
‫اإلجراءات والقواعد التً تهدف إلى حماٌة مصالح الدائنٌن وصون حقوقهم بتمكٌنهم من‬
‫الحجز على ما تبقى من أموال المدٌن ووضعها تحت ٌد القضاء لكٌال تترك له فرصة تهرٌب‬
‫أمواله إضرارا بهم ‪،‬كما تهدف قواعده إلى تحقٌق المساواة بٌن الدائنٌن دون محاباة بعضهم‬
‫على حساب البعض اآلخر وتنظٌم توزٌع األموال على المدٌن توزٌعا عادال ال أفضلٌة فٌه‬
‫لدائن على اآلخر ما دام دٌنه غٌر مقترن بسبب قانونً ٌوجب هذا التفضٌل ‪ .‬وفً حدٌثنا عن‬
‫نظام اإلفالس نتناول بالبحث الشروط القانونٌة إلشهار اإلفالس و اآلثار القانونٌة المترتبة على‬
‫إشهار اإلفالس وذلك فٌما ٌلً ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الشروط القانونٌة إلشهار اإلفالس ‪:‬‬
‫ٌشترط إلشهار اإلفالس توافر ثالثة شروط األول أن ٌكون المدٌن المراد إعالن إفالسه تاجرا‬
‫أي ٌكتسب صفة التاجر والشرط الثانً أن ٌكون هذا التاجر قد توقف عن دفع دٌونه والشرط‬
‫الثالث وهو شرط شكلً وهو صدور حكم من المحكمة بإعالن إفالس التاجر ونتناول بحث‬
‫هذه الشروط تباعا فٌما ٌلً ‪:‬‬
‫الشرط األول ‪:‬اكتساب المدٌن صفة التاجر ‪:‬‬
‫فنظام اإلفالس ٌقع على التجار دون غٌرهم من األشخاص ‪،‬وعلة ذلك أن نظام اإلفالس جاء‬
‫لدعم الثقة فً التعامالت التجارٌة لما لهذه التعامالت من أهمٌة فً تنشٌط الحركة االقتصادٌة‬
‫داخل المجتمع ‪ ،‬ولكً تنشط هذه الحركة ٌجب إعطاء الثقة فٌما بٌن التجار بحٌث ٌلتزم كل‬
‫تاجر بسداد دٌنه فً مٌعاده لما ٌرتبه التأخٌر فً السداد من إضعاف الثقة بٌنهم ‪،‬وبالتالً‬
‫المساس بعنصر االئتمان الذي تقوم علٌه الحٌاة التجارٌة عموما لذلك جاء نظام اإلفالس لٌدعم‬
‫هذه الثقة وٌردع التاجر المخل بالوفاء فً دٌونه فً مٌعادها ‪.‬‬
‫‪58‬‬

‫وبما أن نظام اإلفالس ال ٌقع إال على التجار دون غٌرهم من األشخاص لذا ٌجب معرفة متى‬
‫ٌعتبر الشخص تاجرا أو ما هً شروط اكتساب الشخص صفة التاجر ؟ هً أربعة شروط‬
‫نتناولها فٌما ٌلً ‪:‬‬
‫‪ )1‬أن ٌقوم الشخص باألعمال التجارٌة‪:‬‬
‫والمقصود بذلك أن ٌقوم الشخص بأعمال تجارٌة ‪ ،‬وهً األعمال التً سبق لنا بٌانها فً‬
‫شرحنا لمادة القانون التجاري المستوى الثالث ‪ ،‬فإذا قام الشخص بعمل مدنً فإن قٌامه بهذا‬
‫العمل ولو مورس على سبٌل االحتراف ال ٌكسب صاحبه صفة التاجر ومثال ذلك المزارع أو‬
‫الحرفً ‪ ،‬إذا الشرط األول والمبدئً الكتساب صفة التاجر القٌام بعمل تجاري ‪.‬‬
‫‪ )2‬القٌام بالعمل التجاري على سبٌل المهنة واالحتراف ‪:‬‬
‫وٌتضمن هذا الشرط عنصرٌن ‪:‬‬
‫أ‪ -‬االعتٌاد والتكرار ‪ -:‬ومعنى ذلك أن ٌعتاد الشخص على ممارسة العمل التجاري بشكل دائم‬
‫ومستمر فإذا قام الشخص بعمل تجاري على سبٌل عارض فال ٌكتسب هذا الشخص صفة التاجر‬
‫ومثال ذلك المزارع فإذا اشترى محصول جاره وقام ببٌعه لمرة أو لعدة مرات دون االستمرار‬
‫فً ممارسة هذا العمل فال ٌمكن وصفه بالتاجر‪ ،‬إذ ٌجب أن ٌتخذ الشخص من ممارسة العمل‬
‫التجاري حرفة أو مهنة له بشكل دائم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اعتبار التجارة مصدر رزق له ‪ :‬أي انه ال بد أن ٌعتمد التاجر على ممارسة هذه األعمال‬
‫كمصدر رزق وعٌش له وألبنائه فالطالب مثال عندما ٌشتري سٌارة ألجل بٌعها لتحقٌق ربح‬
‫علٌها فالعمل هذا بالنسبة له أوال هو عمل عارض وال ٌعد مصدر ٌعتاش منه ألنه طالب ‪ ،‬بعكس‬
‫الشخص الذي احترف البٌع والشراء كمصدر رزق له فهو بال شك ٌتمتع بصفة التاجر ‪.‬‬
‫‪ )3‬ممارسة الشخص العمل لحسابه الخاص ‪:‬‬
‫والمقصود بهذا الشرط أن ٌستقل الشخص فً ممارسة العمل التجاري دون تبعٌة ألحد فالموظف‬
‫مثال فً محل تجاري ال ٌمكن وصفه بالتاجر على الرغم من امتهان هذا العمل ألنه ال ٌعمل‬
‫بشكل مستقل وإنما بشكل تابع لصاحب المحل وقس على ذلك مدراء الشركات التجارٌة فهم ال‬
‫ٌعدون أكثر من موظفٌن فً الشركات التً ٌعملون فٌها وبالتالً ال ٌمكن وصفهم بالتجار لعدم‬
‫استقاللهم فً أداء عملهم أما أصحاب الشركة المالكٌن لرأس المال هم تجار الن مردود العمل‬
‫التجاري واألرباح ترجع علٌهم ‪.‬‬
‫‪59‬‬

‫‪ )4‬توافر األهلٌة التجارٌة ‪ :‬وهً حسب أحكام القانون السعودي أن ٌبلغ الشخص سن الرشد‬
‫(المادة ‪ )4‬من نظام المحكمة التجارٌة ‪ ،‬وسن الرشد حسب أحكام القانون المدنً ثمانٌة عشر‬
‫عاما‪.‬‬
‫الشرط الثانً ‪ :‬توقف المدٌن عن الدفع ‪:‬‬
‫والمقصود بذلك أن ٌعجز التاجر عن الوفاء بدٌونه المستحقة األداء وهو بذلك ٌختلف عن‬
‫اإلعسار الذي عرفه القانون المدنً بعدم كفاٌة أموال المدٌن للوفاء بدٌونه المستحقة والذي‬
‫ٌطبق على غٌر التجار ‪.‬‬
‫ولذلك ٌجب عدم الخلط بٌن اإلعسار والتوقف عن الدفع‪ ،‬فاالختالف بٌنهما واضح األول ٌنظر‬
‫فً تقدٌره إلى عسر أو ٌسر المدٌن باعتباره خلال ٌطرأ على الذمة المالٌة فٌجعل أصولها أقل‬
‫من خصومها ‪ ،‬بٌنما ال ٌنظر فً تقدٌر التوقف عن الدفع إلى ٌسر أو عسر المدٌن وإنما إلى‬
‫مجرد عجزه عن أداء دٌونه فً مواعٌد استحقاقها ‪ ،‬فالتاجر قد ٌتوقف عن دفع دٌونه المستحقة‬
‫األداء مما ٌوجب إشهار إفالسه مع أن ذمته موسرة أي أن أصوله أكثر من خصومه ‪،‬وٌتحقق‬
‫هذا الفرض عندما تكون أصوله عبارة عن عقارات ٌصعب بٌعها بسرعة لدفع الدٌون التً‬
‫بذمته من ثمنها أو أن أصوله عبارة عن حقوق له بذمة الغٌر غٌر مستحقة عند حلول الدٌن‬
‫الذي بذمته وهذا ٌفسر أن بعض التفلٌسات تكون قادرة على الوفاء بكل حقوق الدائنٌن بعد‬
‫االنتهاء من إجراءات التصفٌة ‪.‬‬
‫أي باختصار انه ٌتم إعالن إفالس التاجر لمجرد توقفه عن دفع دٌونه دون أن ٌقع أي جرد‬
‫ألمواله فٌكفً فقط أن ٌتوقف عن دفع الدٌون فً مٌعادها حتى ولو كانت دٌنا واحدا بعكس‬
‫نظام اإلعسار الذي ٌوجب العتبار الشخص معسرا أن تكون األموال التً ٌملكها بعد جردها‬
‫جمٌعا ال تكفً لسداد دٌونه ‪.‬‬
‫على أن الدٌن الذي ٌتوقف المدٌن عن دفعه ال ٌكون سببا إلشهار اإلفالس إال إذا توافرت فٌه‬
‫الشروط التالٌة ‪:‬‬
‫‪ )1‬أن ٌكون الدٌن تجارٌا‪:‬أي ناشئا عن معاملة تجارٌة ‪،‬فإذا توقف المدٌن التاجر عن دفع دٌن‬
‫مدنً بذمته فً مٌعاد استحقاقه فإن ذلك ال ٌبرر إشهار إفالسه ‪،‬كون أن نظام اإلفالس أصال‬
‫جاء لحماٌة الدٌون التجارٌة وإعطاء الثقة بٌن التجار ‪.‬‬
‫‪60‬‬

‫‪ )2‬أن ٌكون الدٌن الممتنع عن دفعه حاالً ومحققا وخالٌا من النزاع ‪:‬فإذا امتنع المدٌن عن‬
‫دفع دٌن بسبب بطالن هذا الدٌن أو انقضائه بالوفاء أو التقادم أو المقاصة أو إذا نازع فً‬
‫وجود الدٌن أو فً مقداره أو فً مٌعاد استحقاقه وجب على المحكمة أن ترفض دعوى‬
‫اإلفالس متى ثبت لها جدٌة األسباب التً ٌستند إلٌها المدٌن ‪.‬‬

‫الشرط الثالث ‪ :‬صدور حكم بشهر اإلفالس ‪:‬‬

‫واعالن أن الشخص مفمساً ال يكون ىكذا بالقول أن فالن مفمساً لتوقفو عن دفع ديونو بل يجب‬
‫بناء عمى دعوى ترفع من احد الدائنين يطالب فييا بإعالن إفالس‬
‫أن يصدر قرار من المحكمة ً‬
‫شخصا ما ‪ ،‬فاإلفالس ال يكون إال بقرار من المحكمة ‪ ،‬ليصار بعد ذلك لتطبيق أثار اإلفالس‬
‫‪.‬‬

‫كما يجب أن يصدر في ذات قرار اإلفالس الشخص الذي سيعمل عمى إدارة تفميسة المفمس‬
‫وىو ما يسمى بوكيل التفميسة وىو الذي سيقوم بجرد وتوزيع أموال المفمس عمى الدائنين وكذلك‬
‫يجب أن يتضمن قرار الحكم األمر بوضع األختام عمى محال تجارة المفمس حتى ال يعمد إلى‬
‫تيريبيا ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اآلثار القانونية المترتبة عمى صدور حكم اإلفالس‪:‬‬

‫وىذه اآلثار يمكن أن نقسميا إلى اآلثار الخاصة بالمدين المفمس (أ) واآلثار الخاصة بالدائنين‬
‫(ب) نتناوليا فيما يمي ‪:‬‬

‫أ) أثار اإلفالس ال اصة بالمدين المفمس ‪ :‬وىي ‪:‬‬


‫‪61‬‬

‫‪ -1‬غل يد المدين عن إدارة أموالو أو التصرف فييا ‪.‬‬

‫والمقصود بذلك أن المفمس ال يستطيع إدارة أموالو أو التصرف فييا بقوة القانون إذ يحل وكيل‬
‫التفميسة محمو في إجراء التصرفات القانونية الالزمة لتصفية التفميسة والوصول بيا إلى الحل‬
‫المناسب الذي يضمن حقوق الدائنين ‪.‬‬

‫‪ ٍ-2‬إسقاط الحقوق السياسية والمينية لممفمس ‪.‬‬

‫بحيث ال يجوز لممفمس أن يكون ناخبا أو منتخبا في أي المجالس السياسية والبمدية أو‬
‫المختصة بالمين وال يقوم بوظيفة أو ميمة عامة ‪.‬‬

‫‪ -3‬تقييد حرية المفمس ‪.‬‬

‫أي بوضعو تحت المراقبة ‪ ،‬وىو إجراء تحفظي قد تتخذه المحكمة لمنعو من إتالف أموال‬
‫التفميسة أو تيريبيا إض ار ار بحقوق الدائنين ‪،‬وىذا اإلجراء ىو إجراء بحت يجوز لممحكمة عدم‬
‫اتخاذه إذا قدرت انو من اليسر لوكيل التفميسة وضع يده عمى جميع أموال المفمس بدون عناء‬
‫أو ممانعة من المفمس ‪.‬‬

‫‪ -4‬تقرير نفقة لممفمس وعائمتو ‪.‬‬

‫وىذا ما تقتضيو العدالة اإلنسانية لسد المفمس حاجتو وحاجة أسرتو ‪ ،‬ألن المفمس ال تتييأ لو‬
‫الفرصة لمكسب من عممو إال بعد وقت طويل من إشيار إفالسو وليذا راعى المشرع ىذا‬
‫االعتبار فحرص عمى رعاية المفمس بتقرير نفقة لو ولعائمتو لإلنفاق منيا من أموال التفميسة ‪.‬‬

‫‪ -5‬التشيير بالمفمس ‪.‬‬


‫‪62‬‬

‫وذلك عن طريق نشر حكم اإلفالس ليعمم بو العامة ويتجنبوا التعامل مع المفمس عن طريق‬
‫النشر في الشوارع بحسب نص المادة ‪ 111‬من نظام المحكمة التجارية وكذلك النشر في مقر‬
‫المحكمة وفي جريدة يومية وفي السجل التجاري وفي سجل الشركات إذا كان المعني إفالسو‬
‫شركة أو شريكا متضامنا فييا ‪.‬‬

‫ب) اآلثار ال اصة بالدائنين ‪ :‬وىي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تكوين ما يسمى بجماعة الدائنين ‪.‬‬

‫وىي عبارة عن تكتل يضم جميع دائنين المفمس يمثميم ويدافع عن حقوقيم وكيل التفميسة‬
‫‪،‬واليدف من تكوين ىذه الجماعة ىو محاولة المساواة فيما بينيم ‪،‬بحيث يتم ضميم جميعا في‬
‫تكتل واحد ليتم في النياية توزيع موجودات التفميسة عمييم بالتساوي بحسب مقدار دينو تجاه‬
‫المفمس ‪.‬‬

‫‪ -2‬وقف الدعاوى واإلجراءات الفردية ‪.‬‬

‫فنظام اإلفالس نظام جماعي ييدف إلى التنفيذ عمى أموال المفمس حماية لحقوق الدائنين‬
‫وتحقيقا لممساواة بينيم ‪ ،‬لذلك فقد رتب المشرع عمى صدور حكم اإلفالس تكوين جماعة‬
‫الدائنين بقوة القانون ومنع الدائنين من اتخاذ إجراءات فردية ضد المدين وىذا باألمر الطبيعي‬
‫ألنو لو قام كل دائن برفع دعوى مستقمة لممطالبة بحقوقو تجاه المفمس لصدرت أحكام بإقرار‬
‫ىذه الحقوق وبالتالي اإلخالل بمبدأ المساواة بين الدائنين لتسابق الدائنين في التنفيذ عمى‬
‫موجودات المفمس ‪.‬‬

‫كما أن وقف الدعاوى من طرف الدائنين عمى المفمس ال يطال الدعاوى المرفوعة بعد صدور‬
‫حكم اإلفالس بل تطال أيضا الدعاوى المرفوعة قبل صدور ىذا الحكم وذلك تحقيقا لذات الغاية‬
‫‪63‬‬

‫السابق اإلشارة إلييا وىي تحقيق المساواة بين الدائنين ‪،‬لذا فإن وكيل التفميسة ىو الذي يقوم‬
‫بجرد أموال التفميسة وتوزيعيا بالتساوي فيما بينيم ‪.‬‬

‫‪ -3‬إسقاط آجال الديون ‪.‬‬

‫والمقصود بذلك أن الديون التي بذمة المفمس ولم تستحق آجاليا بعد تسقط ىذه اآلجال بقوة‬
‫القانون بمجرد صدور حكم اإلفالس ‪ ،‬ويأتي تبرير ىذه القاعدة أن األجل وجد أساسا لثقة الدائن‬
‫بالمدين ‪ ،‬فإذا أشير إفالس المدين انيار األساس الذي يقوم عميو األجل فيسقط ‪ ،‬كما أن‬
‫سقوط األجل يأتي تبريره أيضا لتييئة التفميسة لمتصفية الجماعية بأسرع وقت ممكن ألن اإلبقاء‬
‫عمى اآلجال معناه تأخير التصفية وعرقمة أعماليا لحين حمول الديون وبصورة خاصة إذا كان‬
‫‪.‬‬ ‫بعض ىذه اآلجال قد منح لمدة طويمة‬

‫انتيى بحمد اهلل‬

‫‪1433/5/25‬‬
‫‪64‬‬

‫تطبيقات في األوراق التجارية‬


‫طبيقات في قاعدة تظهير الدفوع (‪)1‬‬
‫ت‬

‫اإلستشارة رقم (‪)1‬‬


‫كان (علي) و(عمر) يلعبان القمار سويةً فخسر االول ولم يكن معو نقوداً لسداد قيمة الخسارة فطلب منو‬
‫الثاني سحب كمبيالة لمصلحتو ‪ ،‬فقام (علي) بسحب كمبيالة لمصلحة (عمر) على شخص ثالث ىو (زيد )‬
‫مستحقة بتاريخ ‪ 1434/12/20‬ىـ ‪ ،‬ونظراً إللتزام (عمر) بدين لمصلحة (سلمان) فقد قام بتظهير الكمبيالة‬
‫اليو ‪،‬وعند حلول اجل استحقاق الكمبيالة توجو (سلمان) بصفتو الحامل للكمبيالة للمسحوب عليو (زيد)‬
‫لمطالبتو بقيمة الكمبيالة فرفض ىذا االخير الوفاء بحجة انو غير مدين لمصلحة الساحب فرى الحامل‬
‫(سلمان) التوجو الى الساحب لمطالبتو بقيمة الكمبيالة وعند حدوث ذلك رفض الساحب الوفاء بحجة ان‬
‫سبب تحرير الكمبيالة باطل وىو أن سحبها كان نتيجة دين قمار‪.‬‬

‫جاءك الحامل سلمان يستشيرك عن حظوظو في مطالبة الساحب (علي ) بقيمة الكمبيالة ‪.‬‬
‫‪65‬‬

‫االستشارة رقم (‪)2‬‬


‫اشترى (عدنان) سيارة كان يملكها (عثمان ) وقام االول بسداد قيمة ىذه السيارة بواسطة شيك مسحوب‬
‫على بنك الراجحي ونظراً إللتزام (عثمان )تجاه (عمر) قام بتظهير الشيك لمصلحتو ‪ ،‬فتوجو عمر للبنك‬
‫المسحوب عليو الشيك لمطالبتو بقيمتو اال انو وجده بدون رصيد فتوجو عمر على الساحب (عدنان)‬
‫لمطالبتو بقيمة الشيك فدفع تجاىو ىذا االخير بنقص أىليتو حين سحب الشيك ‪.‬‬

‫جاءك الحامل (عمر) يستشيرك عن حظوظو في مطالبة الساحب (عدنان) بقيمة الشيك ‪.‬‬
‫‪66‬‬

‫تطبٌقات فً األوراق التجارٌة ‪2‬‬


‫أحكام واجراءات الرجوع‬

‫‪ -‬فً الكمبٌالة‬

‫مثال رقم (‪: )1‬‬

‫قام (علً ) بسحب كمبٌالة لمصلحة (محمد) مسحوبة على شخص ٌسمى (عدنان) ومستحقة‬
‫الوفاء بتارٌخ ‪ 1435/2/25‬ونظراً لحاجة (المستفٌد (محمد ) للنقود قام بتظهٌرها لشخص‬
‫ٌسمى (عمر ) ونظراً الن هذا االخٌر ٌجهل اجراءات الرجوع وحفاظا ً على حقوقه فً‬
‫الرجوع على جمٌع الملتزمٌن امامه وحتى ال ٌوصف بانه حامل مهمل فانه ٌسئلك ماذا ٌفعل ‪.‬‬

‫مثال(‪: )2‬‬
‫اال انه (اي) الحامل (عمر ) نسً أن ٌبغلك أنه قام بعرض الكمبٌالة على المسحوب علٌه‬
‫(عدنان) للقبول اال أن هذا األخٌر رفض قبول الكمبٌالة مما دفعه الى تحرٌر احتجاج عدم‬
‫القبول على ٌد محضر ‪ ،‬كما أن الكمبٌالة تتضمن شرط الرجوع ىال مصارٌف فهل ٌقوم بجمٌع‬
‫االجراءات المشار الٌها فً المثال السابق ؟‬

‫مثال (‪: )3‬‬


‫كما انه ٌسئلك اي الحامل عمر فً صورة القٌام بهذه االجراءات أو اإلعفاء من بعضها على‬
‫من ٌرفع الدعوى وما هً المدة الزمنٌة التً ٌستطٌع فٌها ذلك وفقا لقواعد القانون الصرفً‬
‫‪67‬‬

‫‪ -‬فً الشٌك‬
‫قام محمد بسحب شٌك لمصلحة (عدنان) مسحوبا ً على بنك الراجحً فرع الناصرٌة‬
‫وأثناء تقدم عدنان للبنك وجد ان هناك رصٌد اال ان البنك رفض الصرف بعلة ان‬
‫الرصٌد غٌر قابل للسحب بأمر من ساحب الشٌك محمد لذا فانه جاء ٌسئلك عن‬
‫‪- 1‬مدى امكانٌة مالحقة الساحب جزائٌا وفقا إلصدار جرٌمة شٌك بدون رصٌد ‪.‬‬
‫‪- 2‬ما االجراءات الواجب القٌام بها للحفاظ على حقوقه المدنٌة المتمثلة بقٌمة الشٌك حتى‬
‫ال ٌعتبر حامال مهمال ‪.‬‬
‫‪- 3‬ما هً المدة الزمنٌة التً ٌستطٌع فٌها مخاصمة الساحب مدنٌا ً وفقا لقواعد قانون‬
‫الصرف والقانون العام فً حال القٌام باالجراءات التً اشرت له فً القٌام فٌها ‪.‬‬

You might also like