Professional Documents
Culture Documents
- شرح الاوراق التجارية - 0
- شرح الاوراق التجارية - 0
- شرح الاوراق التجارية - 0
مقرر
االوراق التجارٌة واإلفالس
المستوى الرابع
العام الدراسً
1436 -1435
2
الباب األول
األوراق التجارٌة
مقدمة -:
لم ٌورد القانون السعودي تعرٌفا لألوراق التجارٌة مثله فً ذلك مثل باقً التشرٌعات العربٌة،
وتولى الفقه تعرٌف هذه األوراق ،بأنها " محررات مكتوبة وفقا لبٌانات حددها القانون قابلة
للتداول تتضمن حقا لحاملها او للمستفٌد منها متمثالً بمبلغ من النقود ٌُدفع من قبل الملتزم فٌها
فً اجل قصٌر او عند اإلطالع "
وفً حدٌثنا عن األوراق التجارٌة فً هذه المقدمة نتناول ما ٌلً :
-لمحة تارٌخٌة عن نشاة األوراق التجارٌة وتوحٌد أحكامها:
عُرفت األوراق التجارٌة فً العصور الوسطى منذ سنة 1539م وعلى وجه التحدٌد فً عهد
الجمهورٌات اإلٌطالٌة التً كانت تمارس نشاطا صناعٌا وتجارٌا ضخما تجاوز حدودها الى
البلدان األخرى ( )1حٌث كانت األوراق التجارٌة تمثل اداة لنقل النقود من مكان الى اخر
ٌتجاوز حدود الدولة الواحدة ،وأول ورقة تجارٌة ظهرت هً البولٌصة او السفتجة أو سند
السحب ( )2ثم ظهر فٌما بعد ذلك السند ألمر ولحامله والشٌك .وقد كانت األحكام المنظمة
لألوراق التجارٌة فً بداٌة األمر عبارة عن قواعد عرفٌة جر ى التعامل التجاري على اتباعها
الى حتى القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر عندما بدأت الدول الصناعٌة بتقنٌن
القواعد العرفٌة المنظمة لها ومن التشرٌعات التً نظمت قواعد األوراق التجارٌة نذكر فً
بلجٌكا عام 1667وفً المانٌا عام 1685وفً فرنسا عام .)3( 1673
( )1د .فوزي محمد سامً ،شرح القانون التجاري ،األوراق التجارٌة ،الجزي الثانً 1430،هـ 2009 -عمان ،دار الثقافة للنشر
والتوزٌع ،ص .31
ومع توسع انتشار استعمال األوراق التجارٌة بسبب الثورة الصناعٌة وازدٌاد التجارة بٌن
الدول ولتجنب التعارض بٌن قوانٌن هذه الدول حول أحكامها ظهرت الحاجة ماسة لتوحٌد
قواعد األوراق التجارٌة ،وبعد جهود مثمرة فً هذا المجال تمت الدعوة من طرف عصبة
األمم لعقد مؤتمر جنٌف لوضع قانون موحد لألوراق التجارٌة وبالفعل تم عقد هذا المؤتمر سنة
1930م وقد نشأ عنه وضع ثالث اتفاقٌات موحدة ألحكام سند السحب (الكمبٌالة ) والسند
ألمر.
وأما أحكام الشٌك الموحدة فقد تم اقرارها فً مؤتمر جنٌف سنة1931م ،وهكذ اصبحت
أحكام األوراق التجارٌة او ما ٌطلق علٌها أحكام قانون الصرف موحدة على المستوى الدولً
وقد سارعت الدول فٌما بعد ذلك الى اإلنظمام الى اإلتفاقٌات المذكورة بإجراء تعدٌالت على
قوانٌنها الداخلٌة بما ٌتناسب مع أحكام هذه االتفاقٌات .
وقد تبنى النظام السعودي أحكام القانون الدولً لألوراق التجارٌة بحٌث أصبح القانون
السعودي ٌماثل القوانٌن العربٌة فً تبنٌه ألحكام اتفاقٌات جنٌف فً هذا الشأن ،وٌعتبر النظام
رقم م 37/الصادر بالمرسوم الملكً سنة 1383/10/11هـ هو القانون األساسً المنظم
ألحكام قانون األوراق التجارٌة فً المملكة والذي أُدخلت علٌه مجموعة من التعدٌالت سٌأتً
الحدٌث عنها فً حٌنه.
-وظائف األوراق التجارٌة -:
تقوم األوراق التجارٌة بوظائف إقتصادٌة هامة وهً :
-1الورقة التجارٌة أداة لنقل النقود -:
وهذه الوظٌفة هً االساس المباشر فً نشأة الورقة التجارٌة حٌث انها كانت تمثل فً العصور
الوسطى أداة لتنفٌذ عقد الصرف (اي مبادلة النقد بالنقد ) ونقل النقود من مكان ألخر ،ولهذا
السبب سمٌت االحكام المنظمة لها بأحكام قانون الصرف ،ولفهم نشأة األوراق التجارٌة كأداة
لنقل النقود نضرب المثال التالً :
كان التاجر السعودي سابقا ً إذا رغب فً نقل نقوده الى بلد آخر كالهند مثالً للمتاجرة فٌها او
اإلستفادة منها هناك بأي طرٌقة ٌشاء ،وخوفا علٌها من السرقة أوالضٌاع اثناء نقلها على
الطرٌق ،والن هذه النقود فً القدم كانت عبارة عن نقود معدنٌة الٌمكن له نقلها بسهولة ،
فتفادٌا لذلك كان ٌلجأ الى أحد الصٌارفة فً المملكة وٌعطٌه العملة السعودٌة وٌطلب منه
إعطائه مقابال لها بالعملة الهندٌة ،وتحقٌقا لذلك كان هذا الصراف ٌعطً هذا التاجر السعودي
4
ورقة تتضمن المبلغ المراد استالمه بالعملة الهندٌة التً ٌرٌدها التاجر وٌطلب منه ان ٌسلمها
الى وكٌله او مما ٌتعامل معه فً الهند ،لٌدفع له مقابل العملة التً استلمها من التاجر فً
السعودٌة ،وبهذا الحال نجد ان الصراف الموجود فً السعودٌة (وهو ساحب الورقة ) على
المسحوب علٌه فً الهند (المكلف بدفع قٌمة الورقة لمصلحة ( المستفٌد من الورقة) وهو
التاجر السعودي فً مثالنا .
وعلى ذلك نفهم من هذا المثال أساس نشأة الورقة التجارٌة فً العصور الوسطى المتمثلة هنا
بسند السحب او السفتجة او الكمبٌالة التً كانت تمثل اوال اداة لتنفٌذ عقد صرف العملة بالعملة
( وهً األساس فً تسمٌة القواعد المنظمة ألحكام األوراق التجارٌة بقواعد قانون الصرف )
وثانٌا :انها تمثل اداة لنقل النقود ،وقد تضاءلت هذه الوظٌفة للورقة التجارٌة فً العصر
الحدٌث حٌث ان جمٌع الدول اتخذت لها عمالت ورقٌة ٌمكن نقلها بسهولة ابسط من العملة
المعدنٌة ،كما ان عملٌة التحوٌالت المصرفٌة ،وشٌكات المسافرٌن سهلة عملٌة نقل النقود من
مكان ألخر .
ثانٌا :الورقة التجارٌة أداة وفاء -:
تقوم االوراق التجارٌة بأنواعها الثالث (السفتجة (الكمبٌالة )و السند ألمر والشٌك ) بوظٌفة
الوفاء عوضا عن النقود فمثال اذا اشترى تاجر بضائع معٌنة من تاجر اخر فبدال من ان ٌتم
الوفاء بواسطة النقود ٌتم الوفاء بواسطة هذه األوراق كبدٌل عن النقود (وإن كانت ال تعد
مبرئة لذمة التاجراال حٌن السداد الفعلً لقٌمتها ) اال ان هذه األوراق تعتبر اداة وفاء تحل محل
النقود .
وإن كان قد قل استعمال السفتجة (الكمبٌالة )على المستوى الداخلى وإقتصارها على التعامالت
الخارجٌة ،اال ان التعامل بالسند ألمر والشٌك كثٌر اإلستعمال على المستوى الداخلً لتسوٌة
الدٌون ما بٌن األفراد .
ثالثا -:الورقة التجارٌة أدة ائتمان :
فمثال تاجر التجزئة عندما ٌشتري من تاجر الجملة بضائع معٌنة ٌحرر له كمبٌالة او سند المر
تكون واجبة الوفاء بعد خمسة أشهر ،فهذا األجل ٌعتبر أجل ائتمان ُمنح لتاجر التجزئة من
طرف تاجر الجملة إذ ٌجب علٌه السداد عند حلول األجل .
اما الشٌك فإنه ال ٌعتبر أداة ائتمان فهو فقط أداة وفاء إذ ٌجب دفع قٌمته من طرف البنك بمجرد
اإلطالع ،وإذا تضمن اجل للوفاء انقلب الى كمبٌالة وفقد طبٌعته كشٌك .
5
أن ٌحتج ملتزم ببطالن التزام غٌره ،فااللتزام الصرفً التزام مجرد ٌنفصل عن االلتزام
المنشى له تماما ،فال ٌحق لملتزم أن ٌحتج بالتزام غٌره تطبٌقا لقاعدة أخرى سٌأتً الحدٌث
عنها وهً قاعدة التظهٌر ٌطهر الورقة من الدفوع .
-3مبدأ التشدد فً معاملة المدٌن -:
فالمدٌن فً الورقة التجارٌة ملزم بالوفاء بقٌمتها عند حلول أجل أستحقاقها ،وال ٌمكن للمحكمة
التساهل فً إعطاء مهل إضافٌة تتجاوز اجل استحقاقها للملتزمٌن بها ،وذلك ٌوجب على
الحامل المطالبة بقٌمتها فً مٌعاد اإلستحقاق وتحرٌر محضر عدم اإلحتجاج فً مٌعاده واال
اعتبر حامال مهمال ٌترتب علٌه أثار معٌنة سٌأتً بٌانها الحقا ً.
-أنواع األوراق التجارٌة :
تنقسم االوراق التجارٌة فً القانون السعودي الى ثالثة انواع وهً (الكمبٌالة ،السند ألمر،
والشٌك ) نتناول تعرٌف وبٌان كل واحدة منها فٌما ٌلً :
اوالً -:الكمبٌالة -:
وهً المعروفة فً بعض القوانٌن المقارنة (بسند السحب او السفتجة أو البولٌصة )( )1وٌمكن
تعرٌفها بأنها " محرر مكتوب وفقا لشرائط قانونٌة حددها القانون تتضمن امرا من شخص هو
الساحب الى شخص اخر هو المسحوب علٌه بدفع مبلغ معٌن لشخص ثالث هو المستفٌد او
حامل الكمبٌالة بمجرد اإلطالع او فً وقت معٌن او قابل للتعٌٌن " وعلى ذلك نجد من هذا
التعرٌف ان الكمبٌالة تتضمن ثالثة اشخاص عند انشائها و هم -:
-1الساحب -:هو الذي ٌأمر المسحوب علٌه بدفع مبلغ معٌن للمستفٌد فً المٌعاد والمكان
المعٌن .
-2المسحوب علٌه -:هو الشخص الذي طلب منه الساحب دفع مبلغ الكمبٌالة ،وٌلزم
المسحوب علٌه بدفع مبلغ الكمبٌالة اذا قبل الوفاء بها فً مٌعاد اإلستحقاق .
______________________________________________________
( )1كالقانون السوري واللبنانً واألردنً أما القوانٌن التجارٌة فً مصر وتونس والمغرب ولٌبٌا وقطر فإنها تستعمل كلمة كمبٌالة
7
غير بنك ال تعتبر شيكات صحيحة " .وذلك بخالف الكمبيالة التي ممكن ان تسحب عمى بنك
او عمى شخص عادي .
-2الشيك ال يكون مستحق الوفاء اال بمجرد اإلطالع اي يجب الوفاء بو فو ار بمجرد تقديمو
لمبنك كونو ال يعتبر أداة ائتمان وانما أداة وفاء فقط ،بخالف الكمبيالة التي تعتبر اداة وفاء
وائتمان اي يمكن أن تتضمن أجال لالستحقاق ،فقد تكون مستحقة بمجرد اإلطالع او بعد أجل
معين من اإلطالع او في تاريخ معين .
الفصل األول
الكمبٌالة
المبحث األول :إنشاء الكمبٌالة :
االلتزام بالكمبٌالة التزام مثله مثل أي التزام آخر ٌتطلب شروط لصحته ،وفً ذلك نتكلم عن
الشروط الموضوعٌة لصحة االلتزام بالكمبٌالة وكذلك الشروط الشكلٌة فٌما ٌلً :
الفرع االول :الشروط الموضوعٌة - :
وهً الشروط الموضوعٌة لصحة اي التزام وهً (الرضا واألهلٌة والمحل والسبب)
اوالً :الرضاء -:
ٌجب ان ٌكون رضاء الملتزم خالً من اي عٌب كاإلكراه او الغلط او التغرٌر ،فإن شاب
التزام الموقع على الورقة التجارٌة عٌب من عٌوب الرضاء اعتبر التزامه باطال وبطالن هذا
اإللتزام ٌحتج به فقط تجاه الشخص الذي وقعت الكمبٌاله مباشرة لمصلحته اما اذا تداولت
الكمبٌالة فٌما بعد بالتظهٌرالى حامل حسن النٌة (اي ال ٌعلم بإن هناك عٌب فً رضاء الملتزم)
فإنه ال ٌجوز لهذا الملتزم اإلحتجاج علٌه ببطالن التزامه لوجود هذا العٌب وذلك تطبٌقا لقاعدة
التظهٌر ٌطهر الورقة التجارٌة من الدفوع كما سٌأتً بٌانه .
ثانٌا ً -:األهلٌة -:
كما ٌجب ان ٌكون الملتزم فً الكمبٌالة متمتع باألهلٌة القانونٌة وأهلٌة الملتزم تتحدد وفقا لنظام
موطنه وهً بالنسبة للمواطن السعودي ثمانٌة عشر سنة ،فقد جاء فً نص المادة ( )7من
نظام األوراق التجارٌة السعودي ما ٌلً " تتحدد أىمية الممتزم بالكمبيالة وفقاً لنظام موطنو ،
ومع ذلك ال يعتبر السعودي أىالً لاللتزام بالكمبيالة إال إذا بمغ من العمر ثماني عشرة سنة .
10
واذا كان الشخص ناقص األىمية وفقًا لنظامو الوطني فإن التزامو يظل مع ذلك صحيحًا إذا
وضع توقيعو في إقميم دولة يعتبره نظاميا كامل األىمية " .كما نالحظ ان ىذه الفقرة األخيرة من
المادة المذكورة قد وضعت حكما خاصا لألجنبي الغير كامل األىمية بحسب نظام موطنو اال
انو كامل األىمية بحسب قانون المكان الذي وقع فيو الكمبيالة واعتبرت ان التزامو ىذا يعتبر
صحيح ولتوضيح ذلك نضرب المثال التالي :اذا وقع مصري على كمبٌالة داخل المملكة وهو
اقل من 21عاما (وهو سن كمال األهلٌة فً القانون المصري ) فإن التزامه هذا ٌعتبر صحٌحا
اذا تجاوز سنه 18عشر عاما حسب القانون السعودي ،أما إذا وقع ذات المصري على
الكمبٌالة فً مصر فإن التزامه ٌعتبر باطال بحسب قانون دولته .
ثالثا ً -:المحل -:
والمحل فً اإللتزام الصرفً ال ٌمكن ان ٌكون اال مبلغا من النقود فإذا كان هذا المحل التزام
بالقٌام بعمل او اإلمتناع عن عمل او تسلٌم شً اخر غٌر النقود فإنه ٌفقد صفته كورقة تجارٌة
وٌصبح سند عادي تسري علٌه القواعد العامة ألي التزام .
رابعا ً -:السبب -:
والسبب فً تحرٌر الكمبٌالة أو أي ورقة تجارٌة أخرى ٌتمثل فً العالقة األصلٌة المسببة فً
إنشاء الكمبٌالة (وهو ما ٌعرف ببٌان وصول القٌمة الموجود على الورقة التجارٌة ) فالتزام
الساحب بتحرٌر الورقة للمستفٌد منها قد ٌكون عالقة بٌع سٌارة مثال أو قرض دٌن استقرضه
الساحب من المستفٌد فحرر له الكمبٌالة او اي عالقة اخرى ،وكذلك عالقة المظهر بالمظهر
الٌه وهكذا ،لذا ٌجب ان ٌكون هذا السبب فً انشاء العالقة بٌن الملتزمٌن فً الورقة التجارٌة
مشروعا وغٌر مخالف للنظام العام مثله فً ذلك مثل اي التزام اخر فال ٌجوز تحرٌر الورقة
التجارٌة مثال لوفاء دٌن قمار او مخدرات فهذه العالقة باطلة كون ان سببها غٌر مشروع .
الفرع الثانً -:الشروط الشكلٌة :
الوقة التجارٌة مهما كان شكلها (كمبٌالة او سند ألمر او شٌك )ٌجب ان تكون مكتوبة ،فال
ٌمكن اإلتفاق شفاهة على وجود ورقة تجارٌة ،فالكتابة شرط الزم إلنشاء الورقة التجارٌة لذا
ال ٌمكن اإلحتجاج بوجود ورقة تجارٌة تم اإلتفاق علٌها شفاهة وإثبات ذلك بشهادة الشهود،
وعالوة على اشتراط الكتابة لصحة وجود الورقة التجارٌة ٌجب اٌضا ان تتضمن بٌانات
11
الزامٌة على متنها لذلك نتكلم عن البٌانات اإللزامٌة لصحة الكمبٌالة (أ) وكذلك عن األثار
المترتبة عن وجودعٌب شكلً فً الكمبٌالة (ب)وكذلك عن حالة سحب الكمبٌالة على
بٌاض(ج) وأخٌرا نتكلم عن البٌانات االختٌارٌة التً ٌمكن ان تتضمنها الكمبٌالة بإتفاق
الموقعٌن علٌها (د) كل ذلك فٌما ٌلً :
(أ) البٌانات اإللزامٌة فً الكمبٌالة -:
ٌجب ان تتضمن الكمبٌالة مجموعة من البٌانات اإللزامٌة لصحتها من الناحٌة الشكلٌة وهذه
البٌانات عددتها المادة األولى من نظام األوراق التجارٌة السعودي وهً على التوالً -:
اوالً -:كممة ( كمبيالة ) مكتوبة في متن الصك وبالمغة التي كتب بيا.
والقصد من وجود ىذا البيان عمى متن السند ىو لتحديد طبيعة الورقة التجارية ىل ىي كمبيالة
او شيك او سند ألمر ،وبالتالي لتعريف األشخاص بطبيعة اإللتزم الذي سوف يقدمون عميو
فالتعامل بالكمبيالة مثال ال يرتب جريمة جزائية مثل الشيك ،وكذلك التدليل عمى طبيعة الورقة
يشعر األشخاص انيم مقدمين عمى التزام صرفي لو طبيعة خاصة عن اي التزام اخر.
ثانياًا -:أمر غير معمق عمى شرط بوفاء مبمغ معين من النقود .
والمقصود بذلك ان تتضمن الكمبيالة ام ار من الساحب الى المسحوب عميو بدفع مبمغ معين
لممستفيد بأن يقول مثال (إدفعو ألمر فالن مبمغ كذا وكذا )او (ارجوكم ان تدفعوا ألمر فالن
كذا) كما يجب ان يكون ىذا األمر غير معمق عمى شرط او مقترن بشرط ما كالقول مثال ادفعوا
ألمر فالن مبمغ كذا اذا وفى بالتزامو تجاىي أو إذا وصمو مني نقود )فيذا التعبير يجعل الوفاء
بقيمة الكمبيالة معمق عمى شرط خارج عن الورقة التجارية وقد يتحقق او ال يتحقق مما يعيق
عممية تداول الكمبيالة ويدخل الريبة فييا وىو ما ينافي الغاية من وجودىا كأداة وفاء ،لذا إذا
وضع الساحب مثل ىذا الشرط اعتبرت باطمة .
12
كما يجب ان يتضمن ىذا األمر اداء مبمغ معين فال يمكن كما سبق ان قمنا ان يكون محل
االلتزام في الكمبيالة مبمغ غير النقود ،وىذا المبمغ عادة يكون ذكره في الكمبيالة او اي ورقة
تجارية اخرى باألحرف وباألرقام فإذا حدث تعارض بين األحرف واألرقام اعتد بما ىو وارد
باألحرف ،وفي ذلك جاء نص المادة ( )5من قانون االوراق التجارية اذ جاء في ىذه المادة ما
يمي " إذا كتب مبمغ الكمبيالة بالحروف وباألرقام معاً ،فتكون العبرة عند االختالف بالمكتوب
بالحروف .واذا كتب المبمغ عدة مرات بالحروف وباألرقام .فتكون العبرة عند االختالف
بالمبمغ األقل " .كما ان القانون السعودي رتب عمى اشتراط الفائدة في الكمبيالة بطالن ىذا
الشرط (المادة .)6
وىو الشخص _كما بينا _الذي يتم سحب الكمبيالة عميو من طرف الساحب لموفاء بقيمتيا
لممستفيد ،والمسحوب عميو ال يمزم بأداء قيمة الكمبيالة اال بعد قبوليا بوضع إمضائو عمييا ،
وقد يكون المسحوب عميو بنكا أو شخص طبيعي ،كما يجوز سحب الكمبيالة عمى الساحب
نفسو بحيث يكون ىو الساحب والمسحوب عميو في ذات الوقت ،كما يجوز أن يسحب
الساحب الكمبيالة لمصمحة نفسو بأن يكون ىو الساحب والمستفيد منيا في ذات الوقت ،ىذا
ما اجازتو المادة 3من قانون االوراق التجارية بقوليا " يجوز سحب الكمبيالة ألمر الساحب
نفسو .ويجوز سحبيا عمى ساحبيا ويجوز سحبيا لحساب شخص أخر " .
وقد حددت المادة 38اربعة حالت يمكن فيو تحديد تاريخ اإلستحقاق وىي ان تكون مستحقة:
-1إما لدى اإلطالع (كأن يقال إدفعوا المر فال بمجرد اإلطالع ).
13
-2واما بعد تاريخ معين من اإلطالع(كأن يقال إدفعو ألمر فالن بعد شير من اإلطالع ).
-3واما بعد مدة معينة من تاريخ اإلنشاء(كأن يقال ادفعوا بعد شير من التاريخ اعاله).
-4او ان يكون تحديد تاريخ اإلستحقاق بإجل معين(كأن يقال إدفعو آلمر فالن في
1433/4/20ىـ) ،وىذا التحديد ىو اإلكثر رواجا في التعامل بالكمبياالت .وتبدوا اىمية تحديد
تاريخ اإلستحقاق لبيان األجل الذي يجب عميو دفع قيمة الكمبيالة ،وكذلك لتحديد األجل لتوقف
المدين عن دفع ديونو كشرط إلعالن افالسو اذا كان تاج ار.
ويجب أن يكون ىذا المكان معينا تعينا وافيا ،فال يجوز القول ان ىذه الكمبيالة مستحقة الوفاء
في المممكة العربية السعودية فقط دون تحديد المكان بدقة في المممكة ،كما يمكن أن تتعدد
أماكن الوفاء في الكمبيالة الواحدة ويترك الخيار لممستفيد في التوجو لممكان المستحق فيو الوفاء
،إال انو يجب تحديد كل مكان بدقة .
-1التحقق من أىمية الساحب وقت االلتزام بالكمبيالة ىل كان سنو فوق او دون 18عاما
-2من الضروري معرفة تاريخ اإلنشاء اذا كانت الكمبيالة مستحقة الوفاء بعد اجل من تاريخ
اإلنشاء .كما يجب ان تتضمن الكمبيالة تحديد مكان انشائيا وأىمية تحديد المكان ترجع لبيان
القانون المختص بإنشاء الكمبيالة ىل ىو القانون السعودي أو غيره.
وىو أىم بيان يجب وجوده في الكمبيالة ألنو ىو البيان الذي يترتب عميو التزام الساحب
بالكمبيالة ،كما يمكن أن يمتزم الساحب بالكمبيالة بوضع ختمو او بصمة إصبعو عمى الكمبيالة
او بالتوقيع اإللكتروني اذا كانت الكمبيالة سند الكتروني .
وىي الحالة التي ال يقوم الساحب الحقيقي بسحب الكمبيالة وانما يوكل غيره في سحب الكمبيالة
لحسابو ،وىذا الوكيل يسمى الساحب الظاىر ،وفي ىذه الحالة ال يكون الساحب الحقيقي موقعا
عمى الكمبيالة وانما الموقع ىو الساحب الظاىر الوكيل ،ولجوء الساحب الحقيقي إلى ىذه
الطريقة ىي رغبة منو عدم ظيور اسمو عمى الكمبيالة لعمة ما كان يكون ممنوع من المتاجرة
فيرغب بإنابة غيره ليسوى معامالته عوضا عنو ،وقد يكون السبب رغبة الساحب الحقيقي إخفاء
وضعو المالي بعدم ذكر اسمو عمى الكمبيالة ..إلى غير ذلك من األسباب ،وفي ىذه الحالة
السؤال ما الوضع القانوني إلطراف الكمبيالة ؟
-في عالقة الساحب الظاىر بالساحب الحقيقي :وىذه العالقة يحكميا عقد الوكالة المتفق
عميو مابين الطرفين بالتزام الساحب الظاىر نيابة عن الساحب الحقيقي عمى الكمبيالة .
-في عالقة الساحب الظاىر بالحامل وباقي أطراف الكمبيالة :فيعامل ىذا الساحب وكأنو
الساحب الحقيقي كون انو ىو الممتزم في الكمبيالة وصفة الساحب الحقيقي غير ظاىرة عمى
الكمبيالة (.)1
( )1حيث جاء في نص المادة 29ما يمي " ....ال يعفي الساحب لحساب غيره من مسئوليتو شخصياً قبل مظيرييا وحاممييا" .
15
-في عالقة الساحب الظاىر بالمسحوب عميو :وىذه العالقة حقيقة غير موجودة ،الن
الساحب الحقيقي ىو الذي عميو توفير مقابل الوفاء لممسحوب عميو وبالتالي فإن المسحوب
عميو يعرف الساحب الحقيقي وعالقتو في األصل ىي معو ،وبالتالي إذا دفع المسحوب عميو
قيمة الكمبيالة لمحامل عمى المكشوف -أي دون أن يوفر الساحب لو مقابل الوفاء -فيحق لو
الرجوع عمى الساحب الحقيقي لمطالبتو بما أوفى بو لمحامل وليس لو حق الرجوع عمى الساحب
الظاىر .
والمقصود بالعيب الشكمي ىو نقص أو غياب احد البيانات اإللزامية المذكورة سابقا في الكمبيالة
،والسؤال ىنا ماذا يترتب عمى عدم وجود أو نقص أحد ىذه البيانات ؟ ،إن نقص أحد ىذه
البيانات يترتب عميو بطالن الكمبيالة من الناحية الشكمية بحيث أنيا ال تصبح اضعة ألحكام
القانون الصرفي ،إال أن المشرع وتداركا منو لمحاولة اإلبقاء عمى صحة الكمبيالة جعل نقص
بعض البيانات اإللزامية لعدم أىميتيا نوعا ما مقارنة بغيرىا من البيانات بقاء الكمبيالة صحيحة
وفي ذلك جاء نص المادة الثانية عمى ما يمي :
"ال يعتبر الصك الخالي من البيانات المذكورة في المادة السابقة كمبيالة إال في األحوال اآلتية
أ) إذا خمت الكمبيالة من بيان ميعاد االستحقاق اعتبرت مستحقة الوفاء لدى االطالع عمييا
ب) واذا خمت من بيان مكان الوفاء أو من بيان موطن المسحوب عميو أعتبر المكان المبين
بجانب اسم المسحوب عميو مكان وفائيا وموطنًا لممسحوب عميو .
ج) واذا خمت من بيان مكان إنشائيا اعتبرت منشأة في المكان المبين بجانب اسم الساحب
وىنا يجب أن نالحظ عمال انو يمكن أن ال يكون ذكر ألي مكان بجانب اسم المسحوب عميو
16
العتباره مكان الوفاء وكذلك يمكن أن ال يذكر أي مكان بجانب اسم الساحب العتباره مكان
لالنشاء ،وىنا فإن الكمبيالة ال تبطل فيعتد بموطن المسحوب عميو فيعتبر مكان الوفاء والمكان
الذي حرر فيو الساحب الكمبيالة مكان لإلنشاء (.)1
كما انو ال يعني بطالن الكمبيالة من الناحية (الشكمية ) في غير ىذه األحوال انعداميا نيائيا
كوسيمة في اإلثبات كل ما في األمر أنيا تبطل من الناحية الصرفية وال تطبق عمييا أحكام
القانون الصرفي وتتحول إلى سند عادي تطبق عميو القواعد العامة في القانون المدني .
وىي الحالة التي يتم فيو توقيع الساحب عمى الكمبيالة وترك تعبئة باقي البيانات أو بعضيا
لممستفيد كالتوقيع عمى الكمبيالة وترك تعبئة قيمة المبمغ لممستفيد والسؤال ىنا ؟ىل يمزم الساحب
تجاه الحامل إذا خالف المستفيد ما تم االتفاق عميو بينو وبين الساحب بأن يكون المستفيد وضع
مبمغ أكبر مما تم االتفاق عميو ؟ لم يتعرض القانون السعودي ليذه الحالة إال انو وتماشيا مع
القواعد األساسية لمكمبيالة اليادفة إلى حماية الحامل حسن النية أي الذي ال يعمم بتجاوز
المستفيد اتفاقو مع الساحب بوضع مبمغ أكبر مما ىو متفق عميو فإن الساحب ممزم بالدفع ليذا
الحامل والرجوع فيما بعد عمى المستفيد فيما زاد من قيمة المبمغ المتفق عميو ،أما إذا كان
الحامل سيء النية أي عمم بوجود ىذا التجاوز من قبل المستفيد فيستطيع الساحب االحتجاج
عميو بذلك .
________________________________________________
والمقصود في البيانات االختيارية الشروط التي يمكن أن يضعيا الموقعين عمى الكمبيالة دون
أن يترتب عمى وجودىا أو عدم وجودىا بطالن الكمبيالة بخالف البيانات اإللزامية السابق ذكرىا
،وىذه الشروط االختيارية يجب أن تتماشى مع القواعد العامة لاللتزام الصرفي فال يجوز مثال
وضع شرط يتم من خاللو تعميق االلتزام بالكمبيالة كالقول مثال( أنا ال التزم بيذه الكمبيالة إال
إذا وصمني مقابميا كبضائع أو غيرىا) فيذا الشرط باطل إذا وضعو المظير ألنو ال يجوز
تظيير الكمبيالة عمى شرط ،أما إذا وضع ىذا الشرط الساحب فتبطل الكمبيالة في مجمميا كون
انو ال يجوز تعميق أمر الوفاء عمى شرط كما بينا ذلك فيما سبق ،فالبيانات االختيارية في
الكمبيالة كثيرة ال يمكن حصرىا إال أننا نشير ىنا إلى بعض البيانات الصحيحة و الرائج
التعامل بيا ونذكر منيا :
األصل في الورقة التجارية أنيا قابمة لمتداول بطريق التظيير ،إال أن الساحب قد يرغب بمنع
وصول الكمبيالة لحامل ال يعرفو وال يرحمو إن لم يستطع الوفاء بقيمة الكمبيالة فيعمل عمى
حصر التعامل عمى الكمبيالة بينو وبين المستفيد فقط فيضع شرط عمى الكمبيالة يمنع فييا
تظيير الكمبيالة لمغير بذكر عبارة ليس آلمر أو أن يقول مثال ال تستحق إال لممستفيد األول أو
أن يقول صراحة غير قابمة لمتظيير ،فكل ىذه التعابير تأخذ نفس المعنى وان ظيرت الكمبيالة
رغم وجود ىذا الشرط فإن الساحب ال يمتزم تجاه الحامل ليا ألن ىذا الشرط مكتوب عمى متن
الكمبيالة وكان عمى الحامل ليا أن ال يقبميا لوجود الشرط عمييا.
18
المقصود بضمان الكمبيالة ىو أن كل موقع عمييا ضامن قبوليا من طرف المسحوب عميو
وكذلك ضامن وفائيا من طرف المسحوب عميو فإن امتنع المسحوب عميو من قبول الكمبيالة
أو من وفائيا في ميعاد استحقاقيا فإنو يحق لحامميا الرجوع عمى أيا كان من الموقعين عمييا
السابقين لو بما فييم ساحبيا ومطالبتو بقيمتيا ،إال أن القانون أتاح ألي ممتزم في الكمبيالة أن
يضع شرط عدم ضمان الكمبيالة بحيث يخرج نفسو من إمكانية رجوع الحامل عميو في صورة
امتناع المسحوب عميو عن قبوليا أو وفائيا ،إال أن وضع مثل ىذا الشرط وان كان جائ از
بالنسبة لممظيرين عمى الورقة التجارية إال انو غير جائز بالنسبة لساحب الكمبيالة فكيف يمكن
لمساحب أن يعفي نفسو من ضمان الوفاء إذا رفض المسحوب عميو قبول الكمبيالة أو وفائيا في
ميعاد االستحقاق فمن يجد الحامل أحد يرجع عميو لموفاء بقيمتيا لو ،لذلك وبما أن الساحب ىو
الممتزم األول في الكمبيالة وىو المدين الوحيد في الكمبيالة الذي استدان ولم يوفي بعكس باقي
المظيرين الذين سوى كل واحد منيم عالقتو مع من ظير لو الورقة ،فإنو وان جاز إن يضع
شرط عدم ضمان القبول إال انو ال يجوز لو وضع شرط عدم ضمان الوفاء ،وقد أشارت المادة
( )11من قانون األوراق التجارية إلى ذلك بقوليا " يضمن ساحب الكمبيالة قبوليا ووفاءىا
ويجوز أن يشترط إعفاءه من ضمان القبول دون ضمان الوفاء " .وجواز حق الساحب في
وضع شرط عدم ضمان القبول دون ضمان الوفاء ىو انو قد يكون غير دائن لممسحوب عميو
بين فترة تحرير الكمبيالة واستحقاقيا فيضع مثل ىذا الشرط حتى يمنع الحامل من التوجو
لممسحوب عميو في ىذه الفترة ألنو سيكون دائن لو الحقا في تاريخ االستحقاق كأن تكون بينيما
19
عالقات معينة يعمم تواريخيا الساحب .أما في كل األحوال ال يجوز لمساحب أن يضع شرط
عدم ضمان الوفاء كما بينا .
قد يضع الساحب شرطا يتضمن محال آخر غير محل المسحوب عميو ليتم الوفاء بو بقيمة
الكمبيالة ،وال يعني ذلك أن يذىب المسحوب إليو إلى ىذا المحل ليقع الوفاء منو فيو وانما يقوم
شخص آخر نيابة عن المسحوب عميو بالوفاء بقيمة الكمبيالة وبالعادة يكون ىذا الشخص
مصرفا يكون لممسحوب عميو رصيدا فيو .
لقد تطمب القانون إثبات امتناع قبول أو وفاء الكمبيالة بتحرير محضر احتجاج عدم القبول أو
احتجاج عدم الوفاء بحسب األحوال ،وذلك لتثبيت واقعة امتناع قبول أو وفاء المسحوب عميو
الكمبيالة ،ومحضر احتجاج عدم القبول أو الوفاء ىو وثيقة رسمية تقوم بيا مكاتب موجودة في
،وتجنبا لتحرير ىذا المحضر وما قد يمس التاجر من إساءة لسمعتو وكشف ()1 و ازرة التجارة
وضعو المالي أمام الغير بتوجو الُمحضر إليو فإنو عادة ماُ يضمن الكمبيالة شرط عدم تحرير
محضر االحتجاج أو الرجوع بال مصاريف ،أما عن اثر ىذا الشرط فإنو إذا وضعو الساحب
فإن أثره يجرى عمى باقي الممتزمين بحيث ينتفع منو الجميع من الموقعين عمى الكمبيالة ،أما
إذا وضعو احد المظيرين فإن أثره يسرى عميو وحده وعمى المظيرين الالحقين لو،أما إذا قام
الحامل بتحرير محضر عدم االحتجاج عمى الرغم من وجود الشرط
ـــــــــــــــــــــ
( )1وىي المكاتب التي أنشأىا وزير التجارة بالقرار رقم 134تاريخ 1384/9/19ىـ .
20
فإنو يتحمل كافة المصاريف المترتبة عميو وال يستطيع الرجوع بيذه المصاريف عمى الممتزمين
بالكمبيالة .
التظيير
يعد تداول الكمبيالة بطريق التظيير من أىم المميزات التي تتمتع بيا كافة األوراق التجارية نظ ار
لما تحققو ىذه الطريقة من إمكانية نقل الحق المتضمن في الكمبيالة لمغير بيسر وسيولة دون
المجوء إلى إجراءات حوالة الحق المعقدة المتبعة في القانون المدني ،فيكفي من المظير أن
يضع توقيعو عمى ظير الورقة وتسميميا لمحامل ليتمتع بكافة الحقوق التي ترتبيا ىذه الورقة ،
كما أن بوقوع التظيير عمى الورقة التجارية يبدأ تطبيق أحكام القانون الصرفي ،فإذا سحبت
الكمبيالة عمى المسحوب عميو لمصمحة المستفيد دون تظييرىا وذىب المستفيد إلى المسحوب
عميو في ميعاد االستحقاق وأخذ قيمتيا انتيت حياة ىذه الورقة ،ولم يكن ىناك مجال لمحديث
21
عن قواعد القانون الصرفي ،فتبقى عالقة الساحب بالمسحوب عميو(وىي ما تسمى بعالقة
مقابل الوفاء )وعالقة الساحب بالمستفيد(وىي ما تسمى بعالقة وصول القيمة )خاضعة لألحكام
العامة إذ يستطيع كل منيما االحتجاج تجاه اآلخر بعالقتو الشخصية معو ،أم إذا تم التظيير
من المستفيد لمغير أمكن القول أن االلتزام الصرفي أصبح في حالة حراك بعدما كان في حالة
السكون()1
-تعريف التظيير وأنواعو -:ىو تصرف قانوني تنتقل بموجبو الكمبيالة وما تمثمو من حقوق
من شخص اسمو المظير إلى شخص آخر اسمو المظير إليو بوضع بيان عمى ظير الكمبيالة
،ومن ىنا أتت تسمية التصرف المذكور بالتظيير.
والتظيير لو ثالثة أنواع فإما أن يكون ناقال لمممكية وىو ما يطمق عميو التظيير التام ،وىو
الذي ينقل الحق الثابت في الكمبيالة من المظير إلى المظير إليو ،وىو ما سندرسو بالتفصيل
فيما سيأتي ،واما أن يكون عل سبيل التوكيل بأن ال ينقل المظير حقو في الكمبيالة لمغير وانما
يظيرىا لو عمى سبيل التوكيل فقط فيتصرف الوكيل (المظير إليو بالكمبيالة عمى ىذا األساس
ودوره في ىذه الحالة يقتصر عمى تحصيل قيمتيا في ميعاد االستحقاق والرجوع عمى باقي
الممتزمين ورفع الدعوى القضائية أن لم يتم تحصيميا وديًا كل ذلك لمصمحة المظير(الموكل)
واما أن ، وبالتالي ال يتمتع ىذا الوكيل (المظير إليو ) إال بالحقوق التي يتمتع بيا موكمو
يكون عمى سبيل التأمين ،بأن يسمم المظير الكمبيالة لمغير (المظير إليو ) تأمينا لدين في
ذمة المظير لممظير إليو إن أوفاه دينو استرد الكمبيالة المظير وان لم يوفيو دينو استطاع
المظير إليو (المؤمن لديو الكمبيالة المطالبة بيا في ميعاد االستحقاق وكأنو
____________________________________________________________________
( )1د .الياس حداد ،األوراق التجارية في النظام السعودي ،معيد اإلدارة العامة ،السنة 1407ىـ ،ص129
22
حامل شرعي ليا ،تمتع بما يتمتع بو ىذا الحامل من امتيازات وكأن الكمبيالة نقمت إليو عمى
سبيل التظيير الناقل لمممكية .وندرس فيما يمي التظيير الناقل لمممكية فنتحدث عن شروطو
(الفرع األول ) وأثاره (الفرع الثاني)
التظيير كالتزام بين المظير والمظير إليو يجب أن تتوافر فيو شروط موضوعية (أ) وشروط
شكمية (ب) .
وىي ذات الشروط الواجب توافرىا في أي التزام فيجب أن تكون عالقة المظير بالمظير إليو
سميمة ال يشوبيا أي عيب من عيوب الرضاء ،كما يجب أن تتوافر في المظير األىمية
القانونية وأن يكون محل وسبب العالقة بينيما مشروعا فال يجوز تظيير الكمبيالة لدين قمار
عمى المظير لممظير لو ،فإن كانت ىذه العالقة غير صحيحة من الناحية القانونية أمكن
لممظير االحتجاج بيذه الدفوع فقط ضد المظير إليو دون غيره من الممتزمين في الكمبيالة في
صورة الرجوع عميو تطبيقا لقاعدة التظيير يطير الكمبيالة من الدفوع كما سيأتي بيانو.
جاء في نص المادة 14من نظام األوراق التجارية مايمي " يكتب التظيير عمى الكمبيالة ذاتيا
أو عمى ورقة أخرى متصمة بيا ويوقعو المظير .ويجوز أال يكتب في التظيير اسم المظير
إليو .كما يجوز أن يقتصر التظيير عمى توقيع المظير ( التظيير عمى بياض ) واذا كان
التظيير عمى بياض ،جاز لمحامل أن يمأل البياض بكتابة اسمو أو اسم شخص آخر أو أن
23
يظير الكمبيالة من جديد عمى بياض أو إلى شخص آخر .أو أن يسمم الكمبيالة إلى شخص
آخر دون أن يمأل البياض ودون أن يظيرىا" .
ونفيم من ىذا النص أن المشرع السعودي جعل التظيير صحيحا فقط بمجرد توقيع المظير
عمى الكمبيالة فمم يشترط ذكر بيانات أخرى كتاريخ التظيير أو مكان التظيير أو غير ذلك من
البيانات ،كما أشار إلى أن التظيير يمكن أن يكون عمى بياض أي أن يقع التوقيع من طرف
المظير عمى الكمبيالة ويقوم المظير إليو بملء باقي البيانات إن أراد وىذا التظيير يعتبر
صحيح .
كما أن المشرع لم يشترط ورود عبارة آلمر في متن الكمبيالة العتبار أن الكمبيالة قابمة
لمتظيير فيي قابمة لمتداول بالتظيير حتى ولو لم تتضمن مثل ىذا البيان .
كما أن التظيير يجب أن ال يعمق عمى شرط فإن عمق عمى شرط صح التظيير وبطل الشرط
فإن قال المظير التزم عمى شرط وصول البضاعة لي من طرف المظير إليو ،فيذا الشرط
باطل والتظيير صحيح .
كما يجب أن يقع التظيير عمى كامل قيمة الكمبيالة فإن وقع التظيير عمى جزء من الكمبيالة
بأن تنازل المظير عن جزء من قيمتيا وأبقى الجزء اآلخر لمصمحتو بطل الشرط والتظيير معا،
وىنا نالحظ أن المشرع جعل التظيير المعمق عمى شرط صحيح و الشرط باطل بينما في
التظيير الجزئي جعل التظيير والشرط باطل ،والعمة في ذلك واضحة فكيف سيتنازل المظير
عن الكمبيالة لممظير إليو وما زال حقو معمق في بعضيا ،كل ذلك ورد في المادة ( )13والتي
جاء فييا " يجب أن يكون التظيير خالياً من كل شرط وكل شرط عمق عميو التظيير يعتبر كأن
لم يكن .والتظيير الجزئي باطل.".....
24
يمكن أن يضع بيانات اختيارية في الكمبيالة كالتي يضعيا الساحب كشرط عدم الضمان فإذا
كان الساحب ال يمكن لو أن يعفي نفسو من ضمان الوفاء بصفتو الممتزم األساسي إن لم يقبل
المسحوب عميو الكمبيالة ،فإن المظير يمكن أن يضع شرط عدم ضمان الوفاء ويخمي بالتالي
مسؤوليتو من دفع قيمة الكمبيالة إن لم يدفعيا المسحوب عميو،كما يمكن أن يضع شرط الرجوع
بال مصاريف وغيرىا من الشروط .
يترتب عمى التظيير الناقل لمممكية ثالثة أثار نتناوليا فيما يمي :
أوال -:نقل الحقوق الثابتة في الكمبيالة :جاء في المادة ( )17من نظام األوراق التجارية
مايمي " ينقل التظيير جميع الحقوق الناشئة عن الكمبيالة ".....وىذه الحقوق ىي متعددة
فالحق األساسي ىو حقو في قيمة الكمبيالة وما يتعمق بو من ضمانات صرفية فيستطيع
المظير إليو إعادة تظيير الكمبيالة مرة أخرى كما يتمتع المظير إليو بقاعدة عدم إمكانية
االحتجاج عميو بالدفوع الشخصية بين الممتزمين السابقين ،كما تنتقل إليو التأمينات الشخصية
والعينية المرتبطة بالكمبيالة إن وجدت إضافة عمى حقو عل مقابل الوفاء الموجود لدى
المسحوب عميو تطبيقا لممادة 31التي جاء فييا " تنتقل ممكية مقابل الوفاء بحكم النظام إلى
حممة الكمبيالة المتعاقبين " ...ومقابل الوفاء ىذا ىو دين الساحب لممسحوب عميو كما
سيأتي بيانو وتوضيحو الحقا .
ثانيا -:التزام المظير بضمان القبول والوفاء :ال يعني تظيير الكمبيالة من طرف المظير
لمغير انفصال عالقتو بالكمبيالة بل يبقى ممتزما تجاه حامميا في صورة رفض المسحوب عميو
25
قبوليا أو وفائيا في ميعاد االستحقاق ،وال يجوز لو االحتجاج تجاه ىذا الحامل بأنو قد دفع
قيمتيا تجاه من ظير لو الكمبيالة ،والتزام المظير ىذا والذي يسمى بالتزامو بضمان القبول أو
الوفاء ىو التزام وضعو القانون عميو حماية لمحامل لضمان امتناع دفع قيمتيا من طرف
المسحوب عميو ودعم الثقة في التعامل فييا وكما سبق أن بينا انو ال يجوز لمساحب وضع
شرط عدم ضمان الوفاء بينما يجوز لممظير وضع مثل ىذا الشرط عمى ذات الكمبيالة ليعفي
نفسو من ىذا الضمان.
ثالثا :تطيير الدفوع :تعتبر قاعدة تطيير الدفوع أو قاعدة عدم االحتجاج بالدفوع من أىم
القواعد التي تقوم عمييا قواعد القانون الصرفي ،بل تعتبر ىذه القاعدة ىي العمود الفقري
لمقانون الصرفي فما ىو مضمونيا (أ) وما ىي شروط تطبيقيا (ب) وما ىو نطاق تطبيقيا (ج)
وذلك فيما يمي -:
(أ) :مضمون ىذه القاعدة :تعني ىذه القاعدة انو ال يجوز ألي ممتزم في الكمبيالة سواء أكان
ساحبا أو مسحوبا عميو أو مظي ار االحتجاج تجاه حامل الكمبيالة حسن النية بالدفوع التي كان
من الممكن االحتجاج بيا تجاه من تربطو عالقة مباشرة معو .ومثال ذلك إذا افترضنا أن
عالقة الساحب بالمستفيد وىي السبب في تحرير الكمبيالة كانت باطمة لسبب ما كأن تكون
الكمبيالة حررت لدين قمار في ذمة الساحب تجاه المستفيد وتم تظيير الكمبيالة لمغير من طرف
المستفيد ،وبعد ذلك توجو ىذا الغير(الحامل) لممسحوب عميو فرفض الوفاء فقام الحامل
بالرجوع عمى الساحب يطالبو بقيمة الكمبيالة ،في ىذه الحالة ال يجوز لمساحب االحتجاج تجاه
ىذا الحامل ببطالن عالقتو مع المستفيد تطبيقا لقاعدة التظيير يطير الورقة من الدفوع ،وتأتي
مبررات ىذه القاعدة تدعيما لدور الورقة التجارية اياً كان شكميا في عدم مفاجأة الحامل بأي
26
دفع ناتج عن عالقة ال صمة لو بيا وعمى ذلك كمما وقع تظيير عمى الورقة طيرت من الدفوع
السابقة ليا تجاه الحامل ليا.
-2أن يكون الحامل حسن النية ،والمقصود بالحامل حسن النية أي الحامل الذي أخذ الورقة
التجارية وىو ال يعمم ببطالن العالقة األصمية بين الممتزمين السابقين لو ،فمو تم إثبات أن
الحامل اخذ الكمبيالة وىو يعمم أن عالقة المستفيد بالساحب باطمة وأنيا حررت لدين قمار مثال
فال داعي لحمايتو بقاعدة تطيير الدفوع ويمكن االحتجاج عميو بذلك فكان عميو أن ال يقبل
التعامل بيا ،وأعتبر بذلك حامل سيء النية ال يستحق الحماية الصرفية .
(ج) نطاق تطبيق قاعدة تطيير الدفوع :ال يعني تطبيق ىذه القاعدة أن جميع الدفوع ال يمكن
االحتجاج بيا عمى الحامل حسن النية ،فيناك دفوع رأى المشرع فييا حماية الممتزم في الورقة
التجارية أولى من حماية الحامل حسن النية ،لذلك سنتكمم عن الدفوع التي ال يمكن االحتجاج
بيا عمى الحامل حسن النية ،وكذلك عن الدفوع التي يمكن االحتجاج بيا عمى الحامل حتى
ولو كان حسن النية فيما يمي :
27
-1الدفوع الناشئة عن بطالن العالقة األصمية :كأن أن تكون الكمبيالة حررت أو ظيرت
لسبب غير مشروع أو شابيا عيب من عيوب الرضاء كالغمط أو التدليس أو اإلكراه.
-2الدفوع المتعمقة بانتفاء مقابل الوفاء أو القيمة الواصمة :فالدين الذي لساحب الكمبيالة
تجاه المسحوب عميو يسمى (مقابل الوفاء )والدين الذي لممستفيد تجاه الساحب يسمى (وصول
القيمة ) وعمى ذلك ال يجوز لممسحوب القابل لمكمبيالة في حال الرجوع عميو من طرف الحامل
الدفع تجاه ىذا األخير بأن مقابل الوفاء لم يصمو من الساحب أي ىو غير مدين لمساحب أوانو
قبل الكمبيالة فقط مجاممة لمساحب ،كما ال يحق لمساحب الدفع تجاه الحامل في حال رجوعو
عميو القول أن القيمة لم تصمو من طرف المستفيد أي انو غير مدين لممستفيد أو أنو سدده قيمة
الكمبيالة إال انو لم يأخذىا منو وقام ىذا األخير بتظييرىا .
-3الدفوع الناشئة عن فسخ العالقة األصمية ،كأن تكون العالقة األصمية بين الممتزمين قد
فسخت لسبب ما ،كأن تكون عالقة بيع لم يقم الساحب (البائع) بتسميم البضاعة لممسحوب
عميو (المشتري) فال يستطيع المسحوب عميو القابل لمكمبيالة دفع رجوع الحامل عميو بالقول أن
عالقتو مع الساحب فسخت ،فعميو الوفاء لو وثم ىو يرجع بما دفعو لمحامل عمى الساحب إما
بموجب دعوى عادية أو دعوى صرفية .
-4الدفوع الناشئة عن انقضاء الدين ،فمو أن دين الساحب تجاه المسحوب إليو قد انقضى
لسبب من أسباب الدين كالمقاصة أو اإلبراء فال يجوز لممسحوب عميو القابل أن يدفع رجوع
الحامل عميو بانقضاء دين الساحب تجاىو ،وكذلك في عالقة الساحب بالمستفيد فمجرد تظيير
الكمبيالة تطير من جميع الدفوع العالقة بيا تجاه الحامل حسن النية .
28
-الدفوع التي يمكن االحتجاج بيا عمى الحامل حسن النية (:استثناءات قاعدة تطييرالدفوع)
وىذه الدفوع يستطيع الممتزم االحتجاج بيا عمى الحامل حتى ولو كان حسن النية وىي :
-1الدفوع الش صية بين الممتزم في الكمبيالة والحامل :فقد يكون الممتزم في الكمبيالة
الراجع عميو الحامل تجمعيما فيما سبق عالقة ما ،كان فييا ىذا الحامل مدين لو ،فيستطيع
ىذا الممتزم في الكمبيالة الدفع بوجود المقاصة بينو وبين الحامل ،بأن يتقاص حق الحامل
بالكمبيالة تجاه ىذا الممتزم .فمثال لو أن الحامل (محمد) اشترى سيارة المسحوب عميو (عمي)
وبقي ليذا األخير بذمتو مبمغ 500لاير ،وأصبح فيما بعد ىذا الحامل (محمد) يحمل كمبيالة
مسحوبة عمى المسحوب عميو(عمي) نفسو بالصدفة ،يمكن ليذا المسحوب عميو االحتجاج
بوجود دين بذمتو لمحامل سابقا ويطمب منو خصم قيمة ىذا الدين من قيمة الكمبيالة المدين فييا
المسحوب عميو لمحامل ،فال يحق ليذا األخير الطمب بتطبيق قاعدة االحتجاج بالدفوع ألنو ال
داعي لحمايتو في ىذه الحالة .
-2الدفوع المتعمقة بعيوب الكمبيالة الشكمية ،وكذلك الدفوع المتعمقة بوجود البيانات
اال تيارية في الكمبيالة ،وىذه الدفوع ال يحتج بيا تجاه الحامل كون أنيا دفوع ظاىرة لمحامل
عند إستالمو الكمبيالة فالعيب الشكمي كعدم وجود احد البيانات اإللزامية يبطل الكمبيالة من
الناحية الصرفية ،وىو ظاىر بمجرد االطالع عمى الكمبيالة ،وكذلك وجود البيان االختياري
كشرط عدم الضمان ىو ظاىر ألنو مكتوب فال داعي لحماية الحامل في ىذه الحالة .
-3الدفوع الناشئة عن انعدام األىمية أو نقصيا ،فمو أن احد األشخاص وقع عمى الكمبيالة
وىو منعدم األىمية أو ناقصيا( كالصغير )ورجع عميو الحامل لمطالبتو بقيمة الكمبيالة ،فيحق
ليذا الشخص االحتجاج تجاه الحامل بذلك عمى الرغم من انو التجمعو بيذا الحامل أي عالقة
29
مباشرة ،فالحامل المفروض أن الكمبيالة وصمت إليو مطيرة من كل الدفوع إال أن المشرع أراد
حماية غير كامل األىمية وجعميا أولى من حماية الحامل حسن النية.
-4الدفع الناشئ عن تزوير التوقيع ،ولذات العمة السابقة فانو يجوز لمممتزم الذي زور توقيعو
واسمو أن ال يدفع لمحامل حتى ولو كان الحامل حسن النية ،أي يجيل بتزوير التوقيع ،وىذه
الحالة تفرض أن شخص زور توقيع واسم احد األشخاص بان وقع عنو ،في ىذه الحالة كيف
نمزم شخص لم يوقع فعال عمى الورقة لذلك فان ىذا الدفع ال تشممو قاعدة تطيير الدفوع
فالم َزور توقيعو أولى بالحماية من الحامل حسن النية .
َ
-5الدفوع الناشئة عن تجاوز حدود الوكالة أو عدم وجودىا ،والفرض في ىذه الحالة أن احد
األشخاص فوض أحدا لسحب كمبيالة نيابة عنو وتجاوز ىذا حدود وكالتو بأن التزم بموجب
الكمبيالة بقيمة اكبر مما فوض فيو ا وان ال يكون ىناك تفويض أصال كان يدعي شخص انو
يوقع نيابة عن فالن وىو ليس كذلك ،في ىاتين الحالتين تجاوز الوكالة أو عدم وجودىا يمكن
لمموكل في حال الرجوع عميو من طرف الحامل الدفع بذلك دون أن يدفع الحامل تجاىو بحسن
نيتو .
30
المبحث الثالث
يعرف مقابل الوفاء بأنو :دين بمبمغ من النقود مترتب في ذمة المسحوب عميو لمساحب وىو
يمثل عالقة مستقمة خارجة وسابقة عمى سحب الكمبيالة ،وال يعتبر وجود مقابل الوفاء لدى
المسحوب عميو شرطا لصحة الكمبيالة فقد يوجد مقابل الوفاء لدى ىذا األخير لحظة إنشائيا
وقد يوجد الحقا لذلك ،وقد ال يوجد نيائيا ،كما أن عدم وجود مقابل الوفاء لدى المسحوب عميو
ال يمنعو من قبول الكمبيالة عمى المكشوف ويفي بقيمتيا في ميعاد االستحقاق رعاية لمصمحة
الساحب الذي تربطو بو عالقات اقتصادية أو اجتماعية معينة ،كما أن ساحب الكمبيالة ال
يتعرض ألي عقوبات جزائية ( بعكس الشيك ،إذا لم يوفر مقابل الوفاء الرصيد)في الميعاد
المحدد لدى المسحوب عميو .وفي حديثنا عن مقابل الوفاء نتكمم عن شروط توافر مقابل الوفاء
لدى المسحوب عميو (أ) وكذلك عن حق الحامل عمى مقابل الوفاء (ب) فيما يمي :
لكي نستطيع القول أن مقابل الوفاء موجود لدى المسحوب عميو يجب توافر أربعة شروط جاءت
بيا المادة ( )30من نظام األوراق التجارية وىي :
-1أن يكون مقابل الوفاء دين بمبمغ من النقود :وىذا باألمر الطبيعي كون أن أداء قيمة
الكمبيالة يتمثل بمبمغ معين من النقود ،وقد يكون مصدر ىذا الدين قرض سممو الساحب
لممسحوب عميو وقد تكون بضاعة سمميا الساحب لممسحوب عميو ،ومقابل الوفاء في ىذه
31
الحالة ال يمثل البضاعة بذاتيا بل ثمن ىذه البضاعة فال يعقل أن يمارس الحامل حقو عمى
البضاعة ذاتيا الن ذلك ال يتماشى والغاية من تحرير الكمبيالة وزجيا في التداول .
-2وجود مقابل الوفاء وقت استحقاق الكمبيالة :وهو الوقت الذي ٌجب أن ٌقدم فٌه الحامل
الكمبٌالة للوفاء ،فإن وجد هذا المقابل بعد تارٌخ االستحقاق أو وجد عند إنشاء الكمبٌالة وبرئت
ذمت المسحوب علٌه قبل االستحقاق تجاه الساحب آلي سبب كان ،فال نستطٌع القول أن هناك
مقابل وفاء للكمبٌالة ،ومقابل الوفاء فً هذه الحالة ٌختلف عن مقابل الوفاء فً الشٌك فإذا كان
مقابل الوفاء فً الكمبٌالة ٌجب أن ٌكون لدى المسحوب علٌه فً مٌعاد االستحقاق ،فإن مقابل
الوفاء فً الشٌك ٌجب أن ٌكون لدى المسحوب علٌه(البنك ) عند إنشاء الشٌك كون انه قابل
للوفاء بمجرد اإلطالع وإال عرض ساحبه لجرٌمة إصدار شٌك بدون رصٌد.
-3مساواة دٌن المقابل لمبلغ الكمبٌالة :وهذا باألمر البدٌهً كون مقابل الوفاء سٌغطً قٌمة
الكمبٌالة كاملة ،أما إذا كان دٌن الساحب تجاه المسحوب علٌه ال ٌغطً قٌمة الكمبٌالة وإنما
جز ًء منها ،فال ٌعنً خلو ذلك من أي اثر ،فالحامل ملزم فً هذه الحالة قبول الوفاء الجزئً
لقٌمة الكمبٌالة وله ممارسة حقه على هذا المقابل فً حالة رفضه اعطاه إٌاه مثلما ٌمارس حقه
على المقابل الكامل ،كما أن المسحوب علٌه ٌمكن أن ٌقبل الكمبٌالة فً حدود الجزء المتوفر
لدٌه من مقابل الوفاء وٌلزم صرفٌا بهذا الحدود وٌرجع الحامل على باقً الملتزمٌن بالجزء
الباقً .
(ب) حق الحامل على مقابل الوفاء :
وحق الحامل على مقابل الوفاء من الضمانات التً أعطاها المشرع للحامل ،إذ جاء فً المادة
( )31من قانون األوراق التجارية ما يمي" تنتقل ممكية مقابل الوفاء بحكم النظام إلى حممة
الكمبيالة المتعاقبين واذا كان مقابل الوفاء أقل من قيمة الكمبيالة كان لمحامل عمى ىذا المقابل
الناقص جميع الحقوق المقررة لو عمى المقابل الكامل " .وحق الحامل عمى مقابل الوفاء يرتب
مجموعة من االثار لمصمحة الحامل وىي :
-1منع دائني الساحب من توقيع الحجز عمى مقابل الوفاء عمى اعتبار أن ىذا المقابل أصبح
ممكا لمحامل بمجرد إنشاء الكمبيالة .
32
-2عدم جواز استرداد مقابل الوفاء أو التصرف فيو من طرف الساحب بعد إنشاء الكمبيالة.
-3انتقال الضمانات الممحقة بمقابل الوفاء لمحامل كأن يكون مضمونًا بتأمين شخصي أو
عيني.
ولتمكين الحامل من المطالبة بمقابل الوفاء لدى المسحوب يمكن لو ا تيار إحدى الدعوتين
التاليتين:
األولى :الدعوى الصرفية :وىذه الدعوى ال يمكن رفعيا عمى المسحوب عميو لمطالبتو بمقابل
الوفاء ،إال في حالة قبول الكمبيالة من طرفو ،ويكون التزام المسحوب عميو تجاه الحامل بموجب
ىذه الدعوى حتى ولو لم يتوفر مقابل الوفاء لديو فتوقيع المسحوب عميو عمى الكمبيالة بالقبول
يعني زجو في إطار االلتزام الصرفي دون أن يتمكن من الدفع تجاه الحامل بأي دفع يمكن أن
يثيره تجاه الساحب كأن يقل انو غير مدين لمساحب ا وان عالقتو مع الساحب باطمة فعميو
الوفاء لمحامل ومن ثم الرجوع عمى الساحب ويعتبر قبول الكمبيالة من طرف المسحوب عميو
قرينة قانونية لمصمحة الساحب عمى انو قد وفر مقابل الوفاء لممسحوب عميو يمكن ردىا من
طرف المسحوب عميو بكل وسائل اإلثبات.
والدعوى الثانية :دعوى المطالبة بمقابل الوفاء :والحامل ال يختار ىذه الدعوى لمطالبة
المسحوب عميو بمقابل الوفاء إال في حالة رفض المسحوب عميو قبول الكمبيالة ،وىذه الدعوى
تقام وفقا لمقواعد العامة باالستفادة من نص المادة ( )31السابق اإلشارة إليو ،إال أن ىذه
الدعوى ال تعطي الحامل الضمانات التي تعطيو إياه الدعوى الصرفية فيمكن أن يحتج
المسحوب عميو تجاه الحامل بالدفوع التي بينو وبين الساحب كبطالن عالقتو معو ،إال أن
أىمية ىذا الدعوى بالنسبة لمحامل تتمثل في الحالة التي يوفر بالفعل الساحب مقابل الوفاء لدى
المسحوب عميو فيستطيع أن ينفذ عمى ىذا المقابل وتحصيل حقو منو .
33
يعرف القبول بأنو :تعيد المسحوب عميو بإرادتو المنفردة بدفع قيمة الكمبيالة لحامميا في ميعاد
االستحقاق ،فالمسحوب عميو غير ممزم بقبول الكمبيالة ،فاألصل انو ال يمكن إلزام شخص
رغم إرادتو ،فإن رفض المسحوب قبول الكمبيالة بقي خارج االلتزام الصرفي أما إذا اشر بالقبول
عمى الكمبيالة فيعني ذلك انو أقحم نفسو في مجال االلتزام الصرفي وأصبح بالتالي المدين
األصمي بقيمة الكمبيالة واعتبر الساحب وباقي الموقعين عمى الكمبيالة الضامنين لو في صورة
امتناعو عن الوفاء في ميعاد االستحقاق.
-1فيو يعتبر قرينة عمى وصول مقابل الوفاء من الساحب لممسحوب عميو .
-2يجعل قبول الكمبيالة أمر تداوليا سيال فالكمبيالة غير المقبولة ال يطمئن الناس إلى وفاء
قيمتيا في تاريخ االستحقاق مما يعيق تداوليا .
-3نظ ار ألىمية القبول فقد حمل المشرع ساحب الكمبيالة ومظيرييا التزاما بضمان قبوليا
ورتب عمى امتناع المسحوب عميو عن القبول إضعاف لضمانات الحامل مما يترتب عميو
سقوط اجل الكمبيالة وأجاز لمحامل الرجوع عمى الممتزمين بيا ولو كان ذلك قبل ميعاد
االستحقاق .
فال يمزم الحامل وكقاعدة تقديم الكمبيالة لمقبول ،فقد ينتظر الحامل حمول اجل استحقاق
الكمبيالة ويذىب عندىا لممسحوب عميو ليطالبو بقيمة الكمبيالة ،فإعطاء الحامل حق تقديم
الكمبيالة لمقبول ما ىو إال لطمأنة الحامل عمى أن الوفاء بالكمبيالة سيتم في تاريخ االستحقاق ،
فيمكن لو بالتالي التوجو في أي لحظة ما بين تاريخ اإلنشاء لمكمبيالة واستحقاقيا لتقديميا لمقبول
،وان كانت ىذه القاعدة إال انو يط أر عمييا بعض االستثناءات فيمزم الحامل في حاالت معينة
تقديم الكمبيالة لمقبول (أ) وفي حاالت أخرى يمنع من تقديم الكمبيالة لمقبول (ب) ونعرض ذلك
فيما يمي :
-1الكمبيالة التي تتضمن شرط التقديم لمقبول ،وىذا الشرط قد يضعو الساحب أو المظير
عمى ذات الكمبيالة ،فقد يجد الساحب أن تقديم الكمبيالة لمقبول قبل ميعاد االستحقاق لممسحوب
عميو إشعار ليذا األخير بوجود مثل ىذه الكمبيالة حتى يستعد ويراجع حساباتو مع الساحب
ولكي يتمكن ىذا األخير أيضا من معرفة موقف المسحوب عميو من دفع قيمتيا في ميعاد
االستحقاق،فإن وجد مثل ىذا الشرط ألزم الحامل باحترامو فإن لم يقدم الكمبيالة لمقبول اعتبر
حامال ميمال فقد حقو في الرجوع عمى الساحب الذي قدم مقابل الوفاء لممسحوب عميو كما يفقد
حقو في الرجوع عمى باقي الممتزمين في الكمبيالة .
-2الكمبيالة المستحقة الدفع بعد مدة معينة من االطالع ،والسبب واضح في ىذه الحالة إذ
بدون تقديم الكمبيالة لممسحوب عميو ال يمكن معرفة تاريخ استحقاقيا .
(ب) الحاالت التي يمنع فييا عمى الحامل تقديم الكمبيالة لمقبول.
35
-1الكمبيالة الواجبة الدفع لدى االطالع عمييا :فالحامل في ىذه الحالة ليس لو مصمحة في
تقديم الكمبيالة لمقبول إذ أنيا واجبة الوفاء بمجرد االطالع .
-2الكمبيالة المتضمنة شرط عدم القبول :وىو شرط جائز بنص القانون مادة 2/21التي
أجازت أن يضع الساحب شرط يمنع فييا تقديم الكمبيالة لمقبول ،وقد يكون ىدف الساحب من
وضع مثل ىذا الشرط انو مازال غير دائن لممسحوب عميو وان دينو ىذا سيكون عند استحقاق
الكمبيالة فيضع مثل ىذا الشرط .
-شروط صحة القبول :وىذه الشروط يمكن أن نجمميا فيما يمي :
-1الشروط الموضوعية لصحة االلتزامات عامة ،فالقبول تصرف قانوني مثمو مثل أي تصرف
يجب أن تتوافر فيو شروط صحة أي تصرف من أىمية ورضاء ومحل وسبب.
-2أن يكون القبول مكتوبا عمى ذات الكمبيالة ،فال يعتد بالقبول الشفوي بل يجب كتابتو وان
تكون ىذه الكتابة عمى ذات الكمبيالة فال يعتد بالقبول المكتوب عمى ورقة مستقمة كون أن ىذا
القبول يخل بمبدأ الكفاية الذاتية لمورقة التجارية ،ويكفي أن يعبر المسحوب عميو عن قبولو
بكتابة عبارة (مقبول) أو أي عبارة أخرى تفيد ذات المعنى .
-3أن يكون القبول غير معمق عمى شرط ،سواء أكان ىذا الشرط واقف كأن يقول المسحوب
عميو ،اقبل ىذه الكمبيالة بشرط بيع البضاعة المودعة عندي اوان يعمق قبولو عمى شرط فاسخ
كأن يقول اقبل بشرط عدم فسخ العقد الذي بيني وبين الساحب ،فيذه الشروط جميعيا ،تعمق
القبول عمى واقعة خارجية قد تتحقق وقد ال تتحقق مما يضعف من الثقة فييا ،لذلك رتب
المشرع عمى مثل ىذا التعميق اعتبار عدم وجود قبول أصال ورتب عميو ذات اآلثار لالمتناع
عن القبول .
36
أما إذا قبل المسحوب عميو الكمبيالة إال أن قبولو جاء عمى جزء من قيمة الكمبيالة كان تكون
قيمة الكمبيالة ( )1000لاير ،إال انو قال اقبل الوفاء فقط بنصف قيمتيا ( )500لاير فقط ،فيذا
القبول الجزئي يعترف بو المشرع في حدود النصف المقبول وال يجوز لمحامل رفضو وعميو
الرجوع وتحرير محضر االحتجاج لعدم القبول في النصف الباقي ،وعمة اعتراف المشرع بالقبول
الجزئي جاء لحماية الممتزمين (الضامنين) بأن ال يفوت عمييم فرصة وفاء المسحوب عميو
بمقدار الجزء المقبول .
أوال – في عالقة المسحوب عميو بالحامل :فقبول الكمبيالة من طرف المسحوب عميو يعني
أنو يصبح ممتزما صرفيا أصميا تجاه الحامل ،ويستطيع الحامل بموجب ىذا القبول الرجوع عميو
إن امتنع عن الوفاء في ميعاد االستحقاق وال يستطيع المسحوب عميو أن يدفع تجاىو بأي دفع
كان بإمكانو أن يدفع بو تجاه الساحب .
ثانيا -في عالقة المسحوب عميو بالساحب :يجعل القبول المسحوب عميو المدين األصمي في
الكمبيالة وينقمب الساحب إلى مجرد ضامن يضمن وفائيا بعدما كان مدينا أصميا ،فإذا كان
المسحوب عميو قد قبل الكمبيالة عمى المكشوف أي دون توفر مقابل الوفاء من الساحب فإنو
يدفع لمحامل ويرجع بعد ذلك عمى الساحب .
ثالثا -في عالقة الساحب بالحامل :قبول الكمبيالة كما أسمفنا يجعل الساحب في وضع أفضل
فبعدما كان مدينا أصميا يصبح ضامن مثمو مثل باقي الموقعين عمى الكمبيالة وىذا يعطيو حق
االحتجاج عمى الحامل في صورة الرجوع عميو باإلىمال لعدم احترام إجراءات وآجال الرجوع إال
أن حق االحتجاج ىذا ال يكون إال إذا اثبت الساحب انو قد وفر مقابل الوفاء بين يدي
المسحوب عميو وسيأتي الحديث الحقا عن متى يكون الحامل ميمال .
37
إذا تقدم الحامل لممسحوب عميو وعرض عميو الكمبيالة لقبوليا إال انو رفض ذلك أو عمق قبولو
عمى شرط ما فال يكون لمحامل في ىذه الحالة إال الخيار ما بين الرجوع عمى باقي الممتزمين
في الكمبيالة ،لكن رجوعو ىذا مشروط بتحرير محضر احتجاج عدم القبول وىو يتطمب ذات
الشروط لتحرير محضر احتجاج عدم الوفاء والذي سيأتي الحديث عنو الحقا ،أو إما انو
ينتظر ميعاد االستحقاق ويقدم الكمبيالة مرة أخرى لممسحوب عميو لموفاء بقيمتيا ،ولم يشترط
المشرع آجال معينة لتحرير محضر احتجاج عدم القبول فيبقى الحق متاح لمحامل ما بين تاريخ
رفض القبول وتاريخ استحقاق الكمبيالة .
والمقصود بالضمان االحتياطي ( :الكفالة ) ،بأن يضمن احد األشخاص احد الممتزمين
بالكمبيالة بأن يضيف توقيعو بجانب توقيع ىذا الممتزم فيسمي ىذا الشخص بالضامن
االحتياطي أو الكفيل والممتزم يسمى بالمضمون ،وتأتي أىمية وجود الضامن االحتياطي
(الكفيل ) في الكمبيالة في دعم الثقة فييا بزيادة عدد الممتزمين بيا مما يشجع عمى تداوليا ،
ولم يشترط المشرع لصحة الضمان االحتياطي إال أن يأتي توقيع الضامن االحتياطي عمى ذات
الكمبيالة بصفتو كضامن احتياطي بأن يقول مثال "مقبول كضامن احتياطي " ،كما يجب ذكر
اسم الشخص الذي يضمنو واال اعتبر الضمان وقع لمصمحة الساحب (المادة )36من نظام
األوراق التجارية .
بمجرد توقيع الضامن االحتياطي عمى الكمبيالة يعتبر ممتزما صرفيا تجاه الحامل األخير ليا
مثمو مثل أي ممتزم آخر ،ويدخل عمى ىذا األساس في نطاق القانون الصرفي فيضمن عدم
قبول المسحوب عميو قيمة الكمبيالة أو امتناعو عن الوفاء ولمحامل في ذلك حق الرجوع عمى
ىذا الضامن دون أن يحق ليذا األخير طمب الرجوع أوال عمى الممتزم الذي ضمنو تطبيقا لقاعدة
التضامن الصرفي كما سيأتي بيانو الحقا .
ويعتبر التزام الضامن االحتياطي التزام تبعي لاللتزام الممتزم الذي يضمنو وفي ذلك جاء نص
المادة ( )37عمى انو " يمتزم الضامن عمى الوجو الذي يمتزم بو المضمون " بمعنى انو
يستطيع أن يحتج تجاه الحامل بأي دفع يمكن لمممتزم المضمون أن يحتج بو تجاه الحامل
كانقضاء الدين بسبب من أسباب االنقضاء كالمقاصة أو اإلبراء إال أن المشرع اوجد عمى ذلك
استثناء وحيد ال يستطيع لمضامن أن يحتج بو عمى الحامل وىي حالة انعدام أو نقص أىمية
الممتزم المضمون تطبيقا لمبدأ استقالل التواقيع الذي يحكم األوراق التجارية في ىذه الحالة فإن
كان لمممتزم المضمون أن يحتج تجاه الحامل بنقص أىميتو أو انعداميا فال يجوز لضامنو
االحتجاج تجاه الحامل بيذا الدفع .
وفي ذلك جاء نص المادة 37في فقرتيا الثانية عمى ما يمي " ...واذا وفى الضامن
االحتياطي الكمبيالة آلت إليو الحقوق الناشئة عنيا وذلك تجاه مضمون وتجاه كل ممتزم نحو
ىذا األخير بموجب الكمبيالة " .وعمى ذلك فان الضامن االحتياطي متى أوفى بقيمة الكمبيالة
لمحامل فيأخذ نفس مركز المدين المضمون فيحق لو الرجوع عمى جميع الممتزمين السابقين
لمممتزم المضمون ومطالبتيم بقيمة الكمبيالة عالوة عمى حقو في مطالبة الممتزم الذي ضمنو .
39
فكما يحق لمضامن االحتياطي كما أسمفنا الرجوع عمى الممتزم المضمون وفقا لقواعد قانون
الصرف بموجب رفع دعوى صرفية عميو لالنتفاع بقواعد ىذا القانون كقاعدة تطيير الدفوع أو
استقالل التوقيع ،فمو حق الرجوع أيضا عمى الممتزم المضمون بموجب دعوى مدنية وفقا
لمقواعد العامة تطبيقا ألحكام عقد الكفالة ،والحامل ال يمجا إلى ىذه الدعوى األخيرة إال في
حالة تقادم الدعوى الصرفية أو سقوط حق الحامل باإلىمال نظ ار ال ن الدعوى الصرفية تعطيو
مزايا أفضل من الدعوى المدنية .
جاء في المادة 58ما يمي " ساحب الكمبيالة وقابميا ومظيرىا وضامنيا االحتياطي مسئولون
جميعًا بالتضامن نحو حامميا ولمحامل مطالبتيم منفردين أو مجتمعين دون مراعاة أي ترتيب ،
ويثبت ىذا الحق لكل موقع عمى الكمبيالة وفى بقيمتيا تجاه المسئولين نحوه .
والدعوى المقامة عمى أحد الممتزمين ال تحول دون مطالبة الباقين ،ولو كان التزاميم الحقاً لمن
وجيت إليو الدعوى ابتداء " .وعمى ذلك وكما ىو معموم فإن التضامن ال يكون إال في حالة
تعدد المدينين في ذات االلتزام الواحد وااللتزام في الكمبيالة ىو التزام يتعدد فيو المدينين وىم
جميع الموقعين عمييا من ساحب ومظير وضامن احتياطي ...الخ وىم عمى ىذه النحو جميعا
ممتزمين بالوفاء بقيمتيا تجاه الدائن فييا وىو الحامل بمعنى انو يحق لمحامل مطالبة أي مدين
في الورقة دون أن يحق ليذا المدين الدفع بمواجيتو بانقسام الدين بينو وبين باقي الممتزمين فييا
كما أن قاعدة التضامن تعطيو الحق في جمع جميع المدينين في الورقة التجارية بموجب دعوى
واحدة أو توجيو الدعوى ألي منيم إذا وجده موسر الحال وذلك بحسب ما يشاء .
40
وان كانت قاعدة التضامن في القانون المدني في عالقة المدينين المتضامنين فيما بينيم
تقضي بأنو إذا أوفى احد المدينين لمدائن وأراد الرجوع عمى باقي المدينين الستيفاء ما تم دفعو
لمدائن فيجوز لممدين الراجع عميو المدين الموفي الدفع بانقسام الدين بينو وبين باقي المدينين ،
فإن تطبيق ىذه القاعدة في القانون الصرفي ليست بذات الكيفية فالمدين الموفي لمحامل لو حق
الرجوع فقط عمى المدينين السابقين لو وال يجوز لممدين السابق الراجع عميو الدفع تجاىو بانقسام
الدين بل عميو الوفاء بكامل قيمة الورقة التجارية وىكذا يستمر الرجوع عمى الموقعين السابقين
وصوال إلى الساحب لتنتيى حياة الكمبيالة فيما بعد ذلك ال دائن وال مدين فييا ،ىكذا تقتضي
طبيعة االلتزام الصرفي بخالف التضامن في القواعد العامة .
المبحث الرابع
لقد اوجب المشرع عمى حامل الكمبيالة القيام بعدة أمور لممطالبة بقيمة الكمبيالة واال اعتبر
حامال ميمال سقط حقو في الرجوع عمى الممتزمين فييا وىي :
أوال :تقديم الكمبيالة لممسحوب عميو لموفاء بيا في ميعاد استحقاقيا .
41
وفي ذلك جاء نص المادة ( )43عمى ما يمي " عمى حامل الكمبيالة أن يقدميا لموفاء في يوم
استحقاقيا ويعتبر تقديم الكمبيالة عمى إحدى غرف المقاصة المعترف بيا نظاماً بمثابة تقديم
لموفاء " .وىذا التقديم كما ىو حق لمحامل ىو واجب عميو أيضا فال يجب أن ينتظر حتى يأتيو
المسحوب عميو لموفاء بقيمة الكمبيالة ،فالدين الصرفي ىو دين مطموب وليس دين محمول،
ويجب أن يراعي الحامل وقت استحقاق الكمبيالة فال يتقدم قبل استحقاقيا لممطالبة بالوفاء بيا
وال أن يؤخر المطالبة بيا بعد تاريخ االستحقاق كما يجب عميو أن يطالب بالوفاء بقيمتيا في
المكان المحدد فييا إذا كانت مشروطة الوفاء في موطن مختار غير موطن المسحوب عميو
واال اعتبر حامال ميمال ،وقد حدد المشرع تواريخ استحقاق الكمبيالة وقد سبق لنا عرضيا
سابقا ،فيي إما أن تكون مستحقة عند االطالع أو بعد اجل من االطالع أو بعد اجل من
تاريخ إنشائيا أو في تاريخ محدد بعينو .
وان كان يجب عمى الحامل تقديم الكمبيالة في ميعاد استحقاقيا واال سقط حقو في الرجوع إال
أن المشرع في قانون األوراق التجارية قد أعفى ىذا الحامل من تقديم الكمبيالة لموفاء في ميعاد
االستحقاق في بعض الحاالت وىذه الحاالت جاءت عمى سبيل الحصر نذكرىا فيما يمي
)3إذا أفمس ساحب الكمبيالة المشروط عدم تقديميا لمقبول .وفي الحالتين األخيرتين يكفي تقديم
حكم اإلفالس لتمكين الحامل من ممارسة حقو في الرجوع .
42
)4إذا حدثت قوة قاىرة حالت دون تقديم الكمبيالة لموفاء واستمرت أكثر من ثالثين يوما بشرط
أن يخطر الحامل من ظير لو الكمبيالة بالحادث القيري وان يثبت ىذا اإلخطار مؤرخا وموقعا
في الكمبيالة .
واالحتجاج ىو وثيقة رسمية تثبت امتناع المسحوب عميو عن قبول الكمبيالة أو الوفاء بيا ،فإذا
نظم ىذا االحتجاج إلثبات امتناع المسحوب عميو عن قبول الكمبيالة سمي احتجاج عدم
القبول ،واذا حرر ىذا المحضر إلثبات امتناع المسحوب عميو عن الوفاء سمي احتجاج عدم
الوفاء والجية التي تقوم بتحرير ىذه االحتجاجات ىي مكاتب مختصة موجودة في و ازرة التجارة
والتي يتوجو تعمل عمى ىذه الغاية تحت إشراف لجان األوراق التجارية الموجودة في ىذه الو ازرة
بموجبو بناء عمى طمب الحامل مندوب من مكتب االحتجاج إلى محل إقامة المسحوب عميو
وينذره بقبول أو وفاء الكمبيالة فأن امتنع عن ذلك حرر المندوب االحتجاج الالزم .
-متى يجب تحرير محضر االحتجاج لعدم الوفاء ؟ وفي ذلك فرق المشرع في نص المادة
2/55بين حالتين :
-1إذا كانت الكمبيالة مستحقة الدفع لدى االطالع :يجب تحرير محضر احتجاج عدم الوفاء
في أي يوم منذ تاريخ امتناعو عن الوفاء وحتى انقضاء سنة عمى تاريخ إنشاء الكمبيالة .
-2إذا كانت الكمبيالة مستحقة في يوم محدد أو بعد مدة من إنشائيا أو بعد مدة من تاريخ
االطالع عمييا فيجب تحرير محضر االحتجاج في احد يومي العمل التاليين ليوم االستحقاق
43
وفي ذلك جاء نص المادة 2/54عمى ما يمي " .....وتشتمل ورقة االحتجاج عمى صورة
حرفية لمكمبيالة ولما أثبت فييا من عبارات القبول والتظيير والضمان وغير ذلك من البيانات
وعمى اإلنذار بوفاء قيمة الكمبيالة ويذكر فييا حضور أو غياب الممتزم بالقبول أو الوفاء" ...
-حاالت اإلعفاء من تحرير محضر احتجاج عدم الوفاء :وىذه الحاالت إن وجدت اعفي
الحامل من تحرير ىذا االحتجاج وأمكن لو الرجوع عمى باقي الممتزمين بالكمبيالة دون وصفو
بالحامل الميمل وىذه الحاالت ىي :
-2إذا أفمس المسحوب عميو كان قابال لمكمبيالة أو غير قابل .
-3إذا حدثت قوة قاىرة حالت دون تنظيم االحتجاج في موعده واستمرت أكثر من ثالثين يوما
محسوبة من يوم االستحقاق .
-4إذا تضمنت الكمبيالة شرط الرجوع بال مصاريف أو شرط الرجوع بدون تنظيم محضر
االحتجاج ،إال أن وجود ىذا الشرط ال يعفيو من تقديم الكمبيالة في ميعاد استحقاقيا لممسحوب
عميو ومطالبتو بالوفاء .
ثالثاًا :إ طار الموقعين عمى الكمبيالة بعدم القبول أو الوفاء -:
واليدف من اتخاذ ىذا اإلجراء إشعار الموقعين عمى الكمبيالة بعدم حصول القبول أو امتناع
المسحوب عميو عن الوفاء حتى يتأىب لرجوع الحامل عميو ليدبر أموره ويستعد لموفاء بقيمو
الكمبيالة ،وقد أشارت المادة 56من قانون األوراق التجارية لذلك بقوليا " ...عمى حامل
44
الكمبيالة أن يخطر ساحب الكمبيالة ومن ظيرىا لو بعدم قبوليا أو بعدم وفائيا الل أربعة أيام
العمل التالية ليوم عمل االحتجاج أو لعدم تقديميا لمقبول أو لموفاء إن اشتممت عمى شرط
الرجوع بال مصروفات أو ( بدون احتجاج ) .
وعمى كل مظير الل يومي العمل التاليين ليوم تسممو األ طار أن يخطر من ظير لو
الكمبيالة بتسممو ىذا األخطار مبيناً لو أسماء وعناوين من قاموا باإلخطارات السابقة وىكذا من
مظير إلى آخر حتى الساحب ،ويبدأ الميعاد بالنسبة إلى كل مظير من التاريخ الذي تمقى فيو
األخطار .
ومتى أخطر أحد الموقعين عمى الكمبيالة عمى الوجو المتقدم وجب كذلك إخطار ضامنو
. االحتياطي في الميعاد ذاتو
مالحظة :إذا لم يراعي الحامل اتخاذ إجراء اإلخطار السابق اإلشارة إليو ال يعني سقوط حقو
في الرجوع عمى باقي الممتزمين وال يعتبر حامال ميمال بعكس االجرائين األول والثاني وىما
تقديم الكمبيالة في ميعاد االستحقاق وكذلك تحرير محضر االحتجاج في الميعاد فعدم قيامو
بيذين االجرائين يحرمو من حق الرجوع ويعتبر حامال ميمال .
وفي ذلك نتكمم عن رجوع الحامل عمى الممتزمين في الكمبيالة وكذلك عن رجوع الممتزمين عمى
بعضيم البعض .
أوال :رجوع الحامل عمى الممتزمين في الكمبيالة :
فبعد أن يتخذ الحامل اإلجراءات السابق اإلشارة إلييا فممحامل حق الرجوع عمى جميع
الممتزمين في الكمبيالة ولو اختيار أياً منيم ومطالبتو بالوفاء وفقا الفتراض التضامن فيما بينيم
45
فمو الحق بالرجوع عمى أي مظير في الكمبيالة أو ساحبيا أو الضامن االحتياطي ألي ممتزم
وعمى القابل بالتدخل إن وجد ،فمو الحق باختصار الرجوع عمى أي موقع عمى الكمبيالة ،ولو
الحق جمعيم جميعا بموجب دعوى واحدة ،وال يمكن ليؤالء الممتزمين رد رجوع الحامل إال
بالدفع تجاىو باإلىمال أي عدم مراعاة إجراءات أو قواعد الرجوع السالف اإلشارة إلييا سابقا،
باستثناء الساحب فال يمكن لو الدفع بإىمال الحامل إال فقط في حال أن وفر مقابل الوفاء
لدى المسحوب عميو فإذا لم يوفر مقابل الوفاء ال يمكن لو االحتجاج عمى الحامل باإلىمال
حتى ال يثرى عمى حسابو بال سبب.
في الحالة التي يوفي احد الممتزمين بقيمة الكمبيالة فمو الحق بالرجوع عمى الممتزمين الذين
يسبقونو دون الممتزمين الذين أمامو ومطالبتيم بجميع ما أوفاه لمحامل من قيمة الكمبيالة
والمصاريف التي دفعيا ،وتبدو العمة في عدم إتاحة المجال لمموفي بقيمة الكمبيالة من الرجوع
عمى الممتزمين الذين أمامو ىو عدم جعل عممية الرجوع في حمقة مفرغة فكل مظيرعمى
الكمبيالة ىو في األصل غير دائن أو مدين ألنو قد وصمو حقو بمجرد تظيير الكمبيالة لذا
يجب أن تكون عممية الرجوع منظمة إلنياء حياة الكمبيالة ،فتستمر عممية الرجوع من الممتزم
الموفي إلى لمحامل إلى الممتزم الذي خمفو وصوال لمساحب باعتباره المدين الحقيقي بقيمة
الكمبيالة إلى أن يوفي ىذا األخير لمممتزم الراجع عميو لتنتيي حياة الكمبيالة بحيث يكون جميع
الممتزمين في النياية ال دائن وال مدين بقيمة الكمبيالة .
المبحث ال امس
46
لقد رتب القانون عمى عدم مطالبة الحامل بقيمة الكمبيالة فترة من الزمن سقوط حقو في
المطالبة بقيمتيا وفقا لقواعد قانون الصرف ،وجعل ىذه المدد قصيرة ،إال أننا يجب لفت
االنتباه ىنا إلى أن سقوط حق المطالبة بمرور الزمن يعني أن الحامل لمكمبيالة قد قام بتقديم
الكمبيالة في ميعاد االستحقاق لممسحوب عميو وأيضا قام بتحرير محضر احتجاج عدم الوفاء
إال انو تراخى بعد ذلك ولم يقم برفع الدعوى لممطالبة بقيمتيا ،وىنا نحن سوف نتحدث عن
سقوط حق المطالبة بمرور الزمن ،الن الحامل لو لم يقم بتقديم الكمبيالة في ميعاد االستحقاق
أو تحرير محضر االحتجاج فان حقو بالمطالبة يسقط تمقائيا دون النظر إلى آجال التقادم كونو
يعتبر في ىذه الحالة حامال ميمال .
وقد فرق المشرع في تحديد آجال سقوط حق المطالبة بقيمة الكمبيالة بموجب التقادم الصرفي
عمى الوجو التالي :
-1الدعاوى المرفوعة عمى المسحوب عميو القابل :فقد حددىا المشرع بمدة ثالثة سنوات تبدأ
من تاريخ االستحقاق ،وتطبيق ىذه القاعدة يكون بقطع النظر سواء أكان المدعي رافع الدعوى
عمى المسحوب عميو القابل ىو الحامل أو الساحب أو المظير أو الضامن االحتياطي .
-2دعاوى الحامل عمى الساحب أو المظيرين :وقد حدد المشرع ىذه المدة بمضي عام تبدأ
من تاريخ احتجاج عدم القبول إذا كان الرجوع حاصال قبل تاريخ االستحقاق بسبب رفض القبول
أو تبدأ مدة العام من تاريخ تحرير احتجاج عدم الوفاء إذا كان ىناك رفض لموفاء ،أو من تاريخ
االستحقاق إن تضمنت الكمبيالة شرط الرجوع بون احتجاج .
47
-3دعاوى المظيرين عمى بعضيم تجاه البعض أو تجاه الساحب :فقد حددىا المشرع بعد
مضي ستة أشير من اليوم الذي وفى فيو المظير الكمبيالة أو من إقامة الدعوى عميو ،ولقد
قصد المشرع من تقصير ىذه المدة تصفية مراكز الضامنين في أسرع وقت حتى ال تبقى
مراكزىم معمقة لفترة طويمة .
الفصل لثاني
السند ألمر
ويعرف السند ألمر بأنو " صك محرر وفق شكال معين حدده النظام يتضمن تعيد شخص
يسمى ( المحرر) بأن يدفع مبمغا من النقود في تاريخ معين أو قابل لمتعيين أو بمجرد اإلطالع
وعمى ذلك نجد أن السند ألمر ال يتضمن عند إنشائو إال وجود شخصين فقط ىما المحرر
والمستفيد ،بخالف الكمبيالة التي تتضمن عند إنشائيا ثالثة أشخاص ىما الساحب والمسحوب
عميو والمستفيد ،ونتيجة لعدم وجود مسحوب عميو في السند ألمر فإنو ال يمكن الحديث عن
وجود قبول فيو ،وكذلك عن وجود مقابل وفاء نظ ار الن ىذا األخير يمثل دين الساحب تجاه
المسحوب ،أما فيما دون ذلك فقد درجت غالبية التشريعات ومنيا التشريع السعودي عمى إحالة
أحكام السند ألمر عمى أحكام الكمبيالة ونذكر من ذلك :
-1جميع األحكام المتعمقة بتظيير الكمبيالة وبضمانيا احتياطيا ما يطبق في مجال الكمبيالة
يطبق عمى السند ألمر .المادة (/ 89ب) .
48
-2جميع األحكام المتعمقة باستحقاق الكمبيالة ووفائيا والمعارضة في الوفاء بيا واالحتجاج
والرجوع بسبب عدم الوفاء وعدم جواز منح ميل لموفاء وحساب المواعيد وأجال التقادم كما
تسري عمى الكمبيالة تسري عمى السند ألمر .انظر المادة( /89ج) .
إذا باختصار فأن جميع األحكام التي تطبق عمى الكمبيالة تطبق عمى السند ألمر فيما ال
يتعارض مع طبيعة ىذا األخير .ويمكن القول في ذلك أن المحرر في السند ألمر يماثل
الساحب في الكمبيالة الغير مقبولة باعتباره المدين األصمي بقيمتيا كما أن مركز المحرر يمكن
أن يماثل مركز المسحوب عميو القابل في الكمبيالة باعتباره يصبح ىو المدين الحقيقي في
الكمبيالة فيجرى التعامل من طرف الحامل مع المحرر عمى ىذا األساس .
ونظ ار الن السند ألمر ال يتضمن عند إنشائو إال شخصين فإنو يعتبر أكثر رواجا في
المعامالت الداخمية بين األفراد مقارنة بالكمبيالة التي بقيت محافظة عمى طابعيا الدولي الذي
وجدت أصال في ظمو .
ونظ ار لتشابو أحكام السند ألمر مع أحكام الكمبيالة فيما ال يخالف طبيعتو فإننا نقتصر ىنا عمى
بيان البيانات اإللزامية لمسند ألمر بحسب ما جاء في نص المادة 87من قانون األوراق
التجارية والتي جاء نصيا عمى ما يمي " يشتمل السند ألمر عمى البيانات اآلتية :
أ) شرط األمر أو عبارة ( سند ألمر ) مكتوبة في متن السند وبالمغة التي كتب بيا .
ب) تعيد غير معمق عمى شرط بوفاء مبمغ معين من النقود .
ج) ميعاد االستحقاق .
د) مكان الوفاء .
ىـ) اسم من يجب الوفاء لو أو ألمره .
49
كما جاء في المادة التالية لممادة المذكورة أعاله ما يمي :السند الخالي من أحد البيانات
المذكورة في المادة السابقة ال يعتبر سنداً ألمر إال في األحوال اآلتية :
أ) إذا خالل السند من ميعاد االستحقاق اعتبر واجب الوفاء لدى االطالع عميو .
ب) إذا خال من بيان مكان الوفاء أو موطن المحرر اعتبر مكان إنشاء السند مكاناً
لموفاء ومكاناً لممحرر .
ج) إذا خال من بيان مكان اإلنشاء اعتبر منشأ في المكان المبين بجانب اسم المحرر "
(المادة .)88
الفصل الثالث
الشيك
ويعرف الشيك بأنو " صك محرر وفق شكل معين حدده النظام يأمر بموجبو شخص يسمى
(الساحب) شخصا آخر يسمى (المسحوب عميو )ويكون مصرفا بأن يدفع لدى االطالع مبمغا
معينا من النقود ألمره أو ألمر شخصا آخر أو لمحامل وىو المستفيد "
وقد سبق أن بينا الفارق الجوىري بين الكمبيالة والشيك إال أننا نحاول ذكر ىذه الفوارق بأكثر
دقة تماشيا مع أحكام القانون السعودي وىي :
-1الشيك يجب أن يكون دائما مستحق األداء لدى االطالع ألنو أداة وفاء ،بينما الكمبيالة
ممكن أن تكون مستحقة الوفاء لدى االطالع أو بعد اجل معين فيي تعتبر أداة وفاء وائتمان .
50
-2في الشيك ال يمكن أن يكون المسحوب عميو إال مصرفا المادة ( ، )93بينما الكمبيالة
يمكن أن يكون مصرفا أو شخص عادي .
-3ساحب الشيك قد يتعرض لعقوبة جزائية إن لم يوفر مقابل الوفاء لدى المسحوب عميو وقت
تحرير الشيك ،بعكس ساحب الكمبيالة فال يتعرض لمثل ىذه العقوبة إن لم يوفر مقابل الوفاء
لممسحوب عميو .
-4ال مجال لمحديث عن قبول في الشيك ألنو مستحق األداء لدى االطالع بخالف الكمبيالة
إال انو يمكن القول بوجود اعتماد أو تصديق لمشيك وىو بمثابة تأشير من المسحوب عميو
بوجود رصيد لمصمحة الساحب مما يشجع عمى التعامل بالشيك وقبولو من طرف المستفيد .
-5ال يشترط في الشيك ذكر اسم المستفيد ،ال يعتبر ذكره بيان إلزامي ،فيمكن سحب الشيك
بداية لمصمحة حاممو ،بخالف الكمبيالة فيعتبر اسم المستفيد بيان إلزامي فييا إذا لم يذكر
بطمت الكمبيالة بمعنى انو ال يجوز سحب الكمبيالة بداية لمصمحة الحامل دون ذكر اسم
المستفيد .
-6يجوز إثبات امتناع المسحوب عميو عن الوفاء في الشيك بتنظيم احتجاج عدم الوفاء أو
ببيان صادر من المسحوب عميو يشعر فيو بعدم وجود مقابل الوفاء (الرصيد) مدون ىذا البيان
عمى الشيك نفسو ،بينما ال يمكن إثبات امتناع المسحوب عميو في الكمبيالة عن الوفاء إال
بتحرير احتجاج محضر عدم الوفاء.
وفي حديثنا عن الشيك نتكمم باختصار عن البيانات اإللزامية لصحة الشيك (أ)وعن قيام جريمة
سحب شيك بدون رصيد (ب) وأخي ار عن أحكام الرجوع في الشيك (ج) وسقوط حق المطالبة
بقيمة الشيك بمرور الزمن (د).
51
وىذه البيانات جاءت بيا المادة ( )91والتي جاء فييا " يشتمل الشيك عمى البيانات اآلتية :
أ) كممة ( شيك ) مكتوبة في متن الصك بالمغة التي كتب بيا .
ب) أمر غير معمق عمى شرط بوفاء مبمغ معين من النقود .
ج) اسم من يمزمو الوفاء ( المسحوب عميو ) .
د) مكان الوفاء .
ىـ) تاريخ ومكان إنشاء الشيك .
و) توقيع من أنشأ الشيك ( الساحب ) ".
ما نالحظو أن المشرع لم يذكر اسم المستفيد من بين البيانات اإللزامية لصحة الشيك بخالف
الكمبيالة مما يدل ذلك عمى صحة سحب الشيك بداية لحاممو .
كما أن المادة ( )92لم ترتب عمى عدم وجود مكان الوفاء بطالن الشيك بل اعتبرت أن المكان
المبين بجانب اسم المسحوب عميو يعتبر مكانا لموفاء بو ،واذا لم يذكر ىذا المكان اعتبر مكان
وفائو المكان الرئيسي الذي يقع فيو محل المسحوب عميو .كما أن ذات المادة المذكورة اعتبرت
أن خمو الشيك من بيان مكان اإلنشاء انو يصبح مستحق الوفاء في المكان المبين بجانب اسم
الساحب .وىي محاولة من المشرع من تصحيح الشيك في حال غياب ىذه البيانات كما فعل
بالنسبة لمكمبيالة والسند ألمر .
يجب لقيام جريمة شيك بدون رصيد بحسب المادة ( )118من قانون األوراق التجارية السعودي
توافر ثالثة أركان وىي
52
ويقصد بسحب الشيك تحريره وطرحو في التداول بما يفيد تخمي الساحب أو من يمثمو عن
حيازتو ونقميا لممستفيد ،مما يعني ذلك أن تحرير الشيك بدون رصيد واحتفاظ الساحب بو دون
تسميمو لممستفيد أو خروجو منو دون رضاه كضياعو أو سرقتو ال تقوم بموجبو جريمة شيك
بدون رصيد ،كما ال يشترط لقيام ىذه الجريمة أن يكون الشيك المحرر تتوافر فيو جميع
البيانات اإللزامية لصحة الشيك من الناحية الصرفية التي طمبيا القانون لصحة الشيك اذ يكفي
لقيام ىذه الجريمة من الناحية الجنائية ان تتوافر في الشيك البيانات التالية كحد ادنى لقيام ىذه
الجريمة وىي :
-1األمر بوفاء مبمغ معين من النقود غير معمق عمى شرط .
وقد حددت المادة ( )118الحاالت التي يكون فييا مقابل الوفاء غير موجود فان توافرت إحداىا
اعتبر مقابل الوفاء غير موجود وقامت جريمة شيك بدون رصيد وىذه الحاالت وىي
أ) إذا سحب الساحب شيكاً ال يكون لو مقابل وفاء قائم وقابل لمسحب أو يكون لو مقابل وفاء
أقل من قيمة الشيك .
ب) إذا استرد الساحب بعد إعطاء الشيك مقابل الوفاء أو بعضو بحيث أصبح الباقي ال .
يفي بقيمة الشيك .
53
ج) إذا أمر الساحب المسحوب عميو بعدم دفع قيمة الشيك
د) كما تقوم ىذه الجريمة اذا وقع الساحب الشيك بتوقيع مغاير عما ىو موجود في البنك بقصد
عدم صرفو .
ويشترط أخي ار لقيام ىذه الجريمة توافر الركن المعنوي ( القصد الجرمي) بحسب تعبير المادة
(...." )118كل من أقدم بسوء نية "....وىو عمم الساحب وقت تحرير الشيك بعدم وجود
الرصيد أو بعدم كفايتو أو عممو بمدلول األمر الصادر منو بعدم الدفع أو عممو عند استرداد
مقابل الوفاء بان الشيك لم يدفع بعد ،ففي جميع ىذه األحوال عمم الساحب بذلك يعني توافر
الركن المعنوي لقيام الجريمة ،كما أن قيام ىذه الجريمة يطال أيضا المستفيد أو الحامل الذي
قبل الشيك وىو يعمم بعدم توافر مقابل الوفاء وكذلك المظير الذي ظيره أو سممو وىو يعمم بعدم
وجود مقابل الوفاء وقد جاء تمشي المشرع بإشراك المستفيد والمظير في جريمة شيك بدون
رصيد لمحد من ظاىرة التعامل بالشيكات التي ال يتوافر فييا مقابل الوفاء .
-العقوبة :
فإن توافرت األركان الثالث السابق اإلشارة إلييا قامت جريمة شيك بدون رصيد واستحقت
بغرامة من مائة لاير الى الفي لاير وبالسجن العقوبة ،وىي بحسب نص المادة ...."118يعاقب
مدة ال تقل عن خمسة عشر يوماً وال تزيد عن ستة أشير أو باحدى ىاتين العقوبتين "......
وىذه العقوبة تطال الساحب والمستفيد والحامل وكذلك المظير أو من سمم الشيك .ويشترط
إليقاع العقوبة عمييم جميعا العمم بانتفاء مقابل الوفاء أو العمم بوجود عائق يمنع من صرفو
حسب ما وضحنا أعاله .
54
كما ىو الحال في الكمبيالة أو السند االذني جميع الموقعين عمى الشيك من ساحبو والمظيرين
والضامنين االحتياطيين إن وجدوا ممزمين جميعا تجاه حامل الشيك عمى وجو التضامن إن
امتنع المسحوب عميو عن الوفاء لمحامل بقيمتو ،إال أن الحامل ال يستطيع الرجوع عمييم إال
بعد القيام ببعض اإلجراءات واال عد حامال ميمال فقد حق الرجوع وىذه اإلجراءات ىي :
-1تقديم الشيك لموفاء في اجل ال يتجاوز شير من تاريخ إصداره إذا كان الشيك مسحوبا في
المممكة ومستحق األداء فييا ،وتقديمو لموفاء خالل مدة ثالثة أشير إذا كان الشيك مسحوبا
خارج المممكة ومستحق األداء فييا .
وقد رتبت المادة ( )115من قانون األوراق التجارية عمى عدم احترام الحامل ليذه اآلجال
سقوط حقو في الرجوع عمى الساحب والمظيرين وغيرىم من الممتزمين عدا المسحوب عميو
الذي عنده مقابل الوفاء ،كما أن الساحب ال يفيد من إىمال الحامل ىذا إال إذا قدم مقابل
الوفاء أما إن لم يقدم مقابل الوفاء فيبقى ممزما تجاه الحامل باعتباره المدين األصمي بقيمتو فال
يجوز لو اإلفادة من إىمال الحامل واال اثري بدون سبب عمى حساب الحامل .
-2لمحامل الخيار بعد امتناع المسحوب عميو عن الوفاء في اختيار الطريقة إلثبات امتناع
المسحوب عميو فمو :
-إما بطمب بيان من طرف المسحوب عميو يبين بو سبب امتناعو عن الوفاء وىو بمثابة
تأشير يضعو المسحوب عميو عمى الشيك يبين فيو ذلك (كعدم وجود الرصيد،أو المنع من
صرفو أو عدم إمكانية صرفو ....إلى غير ذلك من أسباب
55
-واما يمجا الحامل كما ىو عميو الحال في الكمبيالة إلى إثبات ىذا االمتناع بتحرير محضر
احتجاج عدم الدفع لدى المسحوب عميو بحسب اإلجراءات المتخذة في تحرير احتجاج عدم دفع
الكمبيالة إال انو يجب تحرير احتجاج عدم الوفاء في الشيك ضمن المدة الواجب فييا تقديم
الشيك لموفاء واال اعتبر الحامل ميمال .
-واما بطمب بيان من غرفة المقاصة يذكر فيو أن الشيك قدم ليا في الوقت المحدد ولمُ تدفع
قيمتو .
نود اإلشارة ىنا كما اشرنا سابقا في خصوص الكمبيالة أن سقوط حق المطالبة بقمة الشيك
وفقا لقواعد القانون الصرفي ال يكون البحث فيو إال بعد أن يكون الحامل قد قام باإلجراءات
التي أوجبيا القانون عميو ونفى عن نفسو صفة اإلىمال ،الن اعتباره حامال ميمال يعني انو ال
داعي لمبحث في سقوط حق المطالبة بالورقة التجارية بمرور الزمن بإعتبار أن حقو قد سقط
باإلىمال ،فباختصار الحديث عن سقوط المطالبة بقيمة الورقة التجارية بمرور الزمن تكون متى
راعى الحامل إجراءات الرجوع وفق اآلجال وانتفى عنو بالتالي وصف الحامل الميمل إال انو
تراخى بعد ذلك في المطالبة بقيمة الورقة التجارية قضائيا فما ىي أجال انقضاء حق المطالبة
بقمة الشيك بمرور الزمن ؟ نفرق في ذلك ما بين :
-دعاوى رجوع حامل الشيك عمى المسحوب عميو والساحب والمظيرين وغيرىم من الممتزمين
بقيمة الشيك ىي ستة أشير من تاريخ انقضاء ميعاد تقديم الشيك لموفاء .
-دعاوى رجوع الممتزمين بوفاء الشيك تجاه بعضيم بعضا ىي ستة أشير تبدأ من اليوم الذي
وفى فيو الممتزم قيمة الشيك لمحامل أو من يوم إقامة الدعوى عميو من الحامل .
56
وان كانت ىذه ىي آجال سقوط حق المطالبة وفقا لقواعد قانون الصرف ،إال أن أجال انقضاء
الدين وفقا لمقواعد العامة وىي طويمة األجل تبقى قائمة في العالقات المباشرة بين الممتزمين
فيستطيع الساحب مخاصمة المسحوب عميو أو العكس أو المستفيد مخاصمة الساحب أو
العكس أو المظير و المظير إليو أو الضامن االحتياطي ومن ضمنو خالل مدة التقادم الطويل
وفقا لمقواعد العامة في القانون المدني .
57
الباب الثانً
اإلفالس
ٌعرف اإلفالس لغة :االنتقال من حالة الٌسر إلى حالة العسر .
وٌعرف قانونا بأنه :التنفٌذ على مال المدٌن التاجر الذي توقف عن دفع دٌونه التجارٌة .
وٌهدف نظام اإلفالس إلى تنشٌط االئتمان ودعم الثقة فً المعامالت التجارٌة وذلك بسلسلة من
اإلجراءات والقواعد التً تهدف إلى حماٌة مصالح الدائنٌن وصون حقوقهم بتمكٌنهم من
الحجز على ما تبقى من أموال المدٌن ووضعها تحت ٌد القضاء لكٌال تترك له فرصة تهرٌب
أمواله إضرارا بهم ،كما تهدف قواعده إلى تحقٌق المساواة بٌن الدائنٌن دون محاباة بعضهم
على حساب البعض اآلخر وتنظٌم توزٌع األموال على المدٌن توزٌعا عادال ال أفضلٌة فٌه
لدائن على اآلخر ما دام دٌنه غٌر مقترن بسبب قانونً ٌوجب هذا التفضٌل .وفً حدٌثنا عن
نظام اإلفالس نتناول بالبحث الشروط القانونٌة إلشهار اإلفالس و اآلثار القانونٌة المترتبة على
إشهار اإلفالس وذلك فٌما ٌلً :
المبحث األول :الشروط القانونٌة إلشهار اإلفالس :
ٌشترط إلشهار اإلفالس توافر ثالثة شروط األول أن ٌكون المدٌن المراد إعالن إفالسه تاجرا
أي ٌكتسب صفة التاجر والشرط الثانً أن ٌكون هذا التاجر قد توقف عن دفع دٌونه والشرط
الثالث وهو شرط شكلً وهو صدور حكم من المحكمة بإعالن إفالس التاجر ونتناول بحث
هذه الشروط تباعا فٌما ٌلً :
الشرط األول :اكتساب المدٌن صفة التاجر :
فنظام اإلفالس ٌقع على التجار دون غٌرهم من األشخاص ،وعلة ذلك أن نظام اإلفالس جاء
لدعم الثقة فً التعامالت التجارٌة لما لهذه التعامالت من أهمٌة فً تنشٌط الحركة االقتصادٌة
داخل المجتمع ،ولكً تنشط هذه الحركة ٌجب إعطاء الثقة فٌما بٌن التجار بحٌث ٌلتزم كل
تاجر بسداد دٌنه فً مٌعاده لما ٌرتبه التأخٌر فً السداد من إضعاف الثقة بٌنهم ،وبالتالً
المساس بعنصر االئتمان الذي تقوم علٌه الحٌاة التجارٌة عموما لذلك جاء نظام اإلفالس لٌدعم
هذه الثقة وٌردع التاجر المخل بالوفاء فً دٌونه فً مٌعادها .
58
وبما أن نظام اإلفالس ال ٌقع إال على التجار دون غٌرهم من األشخاص لذا ٌجب معرفة متى
ٌعتبر الشخص تاجرا أو ما هً شروط اكتساب الشخص صفة التاجر ؟ هً أربعة شروط
نتناولها فٌما ٌلً :
)1أن ٌقوم الشخص باألعمال التجارٌة:
والمقصود بذلك أن ٌقوم الشخص بأعمال تجارٌة ،وهً األعمال التً سبق لنا بٌانها فً
شرحنا لمادة القانون التجاري المستوى الثالث ،فإذا قام الشخص بعمل مدنً فإن قٌامه بهذا
العمل ولو مورس على سبٌل االحتراف ال ٌكسب صاحبه صفة التاجر ومثال ذلك المزارع أو
الحرفً ،إذا الشرط األول والمبدئً الكتساب صفة التاجر القٌام بعمل تجاري .
)2القٌام بالعمل التجاري على سبٌل المهنة واالحتراف :
وٌتضمن هذا الشرط عنصرٌن :
أ -االعتٌاد والتكرار -:ومعنى ذلك أن ٌعتاد الشخص على ممارسة العمل التجاري بشكل دائم
ومستمر فإذا قام الشخص بعمل تجاري على سبٌل عارض فال ٌكتسب هذا الشخص صفة التاجر
ومثال ذلك المزارع فإذا اشترى محصول جاره وقام ببٌعه لمرة أو لعدة مرات دون االستمرار
فً ممارسة هذا العمل فال ٌمكن وصفه بالتاجر ،إذ ٌجب أن ٌتخذ الشخص من ممارسة العمل
التجاري حرفة أو مهنة له بشكل دائم .
ب -اعتبار التجارة مصدر رزق له :أي انه ال بد أن ٌعتمد التاجر على ممارسة هذه األعمال
كمصدر رزق وعٌش له وألبنائه فالطالب مثال عندما ٌشتري سٌارة ألجل بٌعها لتحقٌق ربح
علٌها فالعمل هذا بالنسبة له أوال هو عمل عارض وال ٌعد مصدر ٌعتاش منه ألنه طالب ،بعكس
الشخص الذي احترف البٌع والشراء كمصدر رزق له فهو بال شك ٌتمتع بصفة التاجر .
)3ممارسة الشخص العمل لحسابه الخاص :
والمقصود بهذا الشرط أن ٌستقل الشخص فً ممارسة العمل التجاري دون تبعٌة ألحد فالموظف
مثال فً محل تجاري ال ٌمكن وصفه بالتاجر على الرغم من امتهان هذا العمل ألنه ال ٌعمل
بشكل مستقل وإنما بشكل تابع لصاحب المحل وقس على ذلك مدراء الشركات التجارٌة فهم ال
ٌعدون أكثر من موظفٌن فً الشركات التً ٌعملون فٌها وبالتالً ال ٌمكن وصفهم بالتجار لعدم
استقاللهم فً أداء عملهم أما أصحاب الشركة المالكٌن لرأس المال هم تجار الن مردود العمل
التجاري واألرباح ترجع علٌهم .
59
)4توافر األهلٌة التجارٌة :وهً حسب أحكام القانون السعودي أن ٌبلغ الشخص سن الرشد
(المادة )4من نظام المحكمة التجارٌة ،وسن الرشد حسب أحكام القانون المدنً ثمانٌة عشر
عاما.
الشرط الثانً :توقف المدٌن عن الدفع :
والمقصود بذلك أن ٌعجز التاجر عن الوفاء بدٌونه المستحقة األداء وهو بذلك ٌختلف عن
اإلعسار الذي عرفه القانون المدنً بعدم كفاٌة أموال المدٌن للوفاء بدٌونه المستحقة والذي
ٌطبق على غٌر التجار .
ولذلك ٌجب عدم الخلط بٌن اإلعسار والتوقف عن الدفع ،فاالختالف بٌنهما واضح األول ٌنظر
فً تقدٌره إلى عسر أو ٌسر المدٌن باعتباره خلال ٌطرأ على الذمة المالٌة فٌجعل أصولها أقل
من خصومها ،بٌنما ال ٌنظر فً تقدٌر التوقف عن الدفع إلى ٌسر أو عسر المدٌن وإنما إلى
مجرد عجزه عن أداء دٌونه فً مواعٌد استحقاقها ،فالتاجر قد ٌتوقف عن دفع دٌونه المستحقة
األداء مما ٌوجب إشهار إفالسه مع أن ذمته موسرة أي أن أصوله أكثر من خصومه ،وٌتحقق
هذا الفرض عندما تكون أصوله عبارة عن عقارات ٌصعب بٌعها بسرعة لدفع الدٌون التً
بذمته من ثمنها أو أن أصوله عبارة عن حقوق له بذمة الغٌر غٌر مستحقة عند حلول الدٌن
الذي بذمته وهذا ٌفسر أن بعض التفلٌسات تكون قادرة على الوفاء بكل حقوق الدائنٌن بعد
االنتهاء من إجراءات التصفٌة .
أي باختصار انه ٌتم إعالن إفالس التاجر لمجرد توقفه عن دفع دٌونه دون أن ٌقع أي جرد
ألمواله فٌكفً فقط أن ٌتوقف عن دفع الدٌون فً مٌعادها حتى ولو كانت دٌنا واحدا بعكس
نظام اإلعسار الذي ٌوجب العتبار الشخص معسرا أن تكون األموال التً ٌملكها بعد جردها
جمٌعا ال تكفً لسداد دٌونه .
على أن الدٌن الذي ٌتوقف المدٌن عن دفعه ال ٌكون سببا إلشهار اإلفالس إال إذا توافرت فٌه
الشروط التالٌة :
)1أن ٌكون الدٌن تجارٌا:أي ناشئا عن معاملة تجارٌة ،فإذا توقف المدٌن التاجر عن دفع دٌن
مدنً بذمته فً مٌعاد استحقاقه فإن ذلك ال ٌبرر إشهار إفالسه ،كون أن نظام اإلفالس أصال
جاء لحماٌة الدٌون التجارٌة وإعطاء الثقة بٌن التجار .
60
)2أن ٌكون الدٌن الممتنع عن دفعه حاالً ومحققا وخالٌا من النزاع :فإذا امتنع المدٌن عن
دفع دٌن بسبب بطالن هذا الدٌن أو انقضائه بالوفاء أو التقادم أو المقاصة أو إذا نازع فً
وجود الدٌن أو فً مقداره أو فً مٌعاد استحقاقه وجب على المحكمة أن ترفض دعوى
اإلفالس متى ثبت لها جدٌة األسباب التً ٌستند إلٌها المدٌن .
واعالن أن الشخص مفمساً ال يكون ىكذا بالقول أن فالن مفمساً لتوقفو عن دفع ديونو بل يجب
بناء عمى دعوى ترفع من احد الدائنين يطالب فييا بإعالن إفالس
أن يصدر قرار من المحكمة ً
شخصا ما ،فاإلفالس ال يكون إال بقرار من المحكمة ،ليصار بعد ذلك لتطبيق أثار اإلفالس
.
كما يجب أن يصدر في ذات قرار اإلفالس الشخص الذي سيعمل عمى إدارة تفميسة المفمس
وىو ما يسمى بوكيل التفميسة وىو الذي سيقوم بجرد وتوزيع أموال المفمس عمى الدائنين وكذلك
يجب أن يتضمن قرار الحكم األمر بوضع األختام عمى محال تجارة المفمس حتى ال يعمد إلى
تيريبيا .
وىذه اآلثار يمكن أن نقسميا إلى اآلثار الخاصة بالمدين المفمس (أ) واآلثار الخاصة بالدائنين
(ب) نتناوليا فيما يمي :
والمقصود بذلك أن المفمس ال يستطيع إدارة أموالو أو التصرف فييا بقوة القانون إذ يحل وكيل
التفميسة محمو في إجراء التصرفات القانونية الالزمة لتصفية التفميسة والوصول بيا إلى الحل
المناسب الذي يضمن حقوق الدائنين .
بحيث ال يجوز لممفمس أن يكون ناخبا أو منتخبا في أي المجالس السياسية والبمدية أو
المختصة بالمين وال يقوم بوظيفة أو ميمة عامة .
أي بوضعو تحت المراقبة ،وىو إجراء تحفظي قد تتخذه المحكمة لمنعو من إتالف أموال
التفميسة أو تيريبيا إض ار ار بحقوق الدائنين ،وىذا اإلجراء ىو إجراء بحت يجوز لممحكمة عدم
اتخاذه إذا قدرت انو من اليسر لوكيل التفميسة وضع يده عمى جميع أموال المفمس بدون عناء
أو ممانعة من المفمس .
وىذا ما تقتضيو العدالة اإلنسانية لسد المفمس حاجتو وحاجة أسرتو ،ألن المفمس ال تتييأ لو
الفرصة لمكسب من عممو إال بعد وقت طويل من إشيار إفالسو وليذا راعى المشرع ىذا
االعتبار فحرص عمى رعاية المفمس بتقرير نفقة لو ولعائمتو لإلنفاق منيا من أموال التفميسة .
وذلك عن طريق نشر حكم اإلفالس ليعمم بو العامة ويتجنبوا التعامل مع المفمس عن طريق
النشر في الشوارع بحسب نص المادة 111من نظام المحكمة التجارية وكذلك النشر في مقر
المحكمة وفي جريدة يومية وفي السجل التجاري وفي سجل الشركات إذا كان المعني إفالسو
شركة أو شريكا متضامنا فييا .
وىي عبارة عن تكتل يضم جميع دائنين المفمس يمثميم ويدافع عن حقوقيم وكيل التفميسة
،واليدف من تكوين ىذه الجماعة ىو محاولة المساواة فيما بينيم ،بحيث يتم ضميم جميعا في
تكتل واحد ليتم في النياية توزيع موجودات التفميسة عمييم بالتساوي بحسب مقدار دينو تجاه
المفمس .
فنظام اإلفالس نظام جماعي ييدف إلى التنفيذ عمى أموال المفمس حماية لحقوق الدائنين
وتحقيقا لممساواة بينيم ،لذلك فقد رتب المشرع عمى صدور حكم اإلفالس تكوين جماعة
الدائنين بقوة القانون ومنع الدائنين من اتخاذ إجراءات فردية ضد المدين وىذا باألمر الطبيعي
ألنو لو قام كل دائن برفع دعوى مستقمة لممطالبة بحقوقو تجاه المفمس لصدرت أحكام بإقرار
ىذه الحقوق وبالتالي اإلخالل بمبدأ المساواة بين الدائنين لتسابق الدائنين في التنفيذ عمى
موجودات المفمس .
كما أن وقف الدعاوى من طرف الدائنين عمى المفمس ال يطال الدعاوى المرفوعة بعد صدور
حكم اإلفالس بل تطال أيضا الدعاوى المرفوعة قبل صدور ىذا الحكم وذلك تحقيقا لذات الغاية
63
السابق اإلشارة إلييا وىي تحقيق المساواة بين الدائنين ،لذا فإن وكيل التفميسة ىو الذي يقوم
بجرد أموال التفميسة وتوزيعيا بالتساوي فيما بينيم .
والمقصود بذلك أن الديون التي بذمة المفمس ولم تستحق آجاليا بعد تسقط ىذه اآلجال بقوة
القانون بمجرد صدور حكم اإلفالس ،ويأتي تبرير ىذه القاعدة أن األجل وجد أساسا لثقة الدائن
بالمدين ،فإذا أشير إفالس المدين انيار األساس الذي يقوم عميو األجل فيسقط ،كما أن
سقوط األجل يأتي تبريره أيضا لتييئة التفميسة لمتصفية الجماعية بأسرع وقت ممكن ألن اإلبقاء
عمى اآلجال معناه تأخير التصفية وعرقمة أعماليا لحين حمول الديون وبصورة خاصة إذا كان
. بعض ىذه اآلجال قد منح لمدة طويمة
1433/5/25
64
جاءك الحامل سلمان يستشيرك عن حظوظو في مطالبة الساحب (علي ) بقيمة الكمبيالة .
65
جاءك الحامل (عمر) يستشيرك عن حظوظو في مطالبة الساحب (عدنان) بقيمة الشيك .
66
-فً الكمبٌالة
قام (علً ) بسحب كمبٌالة لمصلحة (محمد) مسحوبة على شخص ٌسمى (عدنان) ومستحقة
الوفاء بتارٌخ 1435/2/25ونظراً لحاجة (المستفٌد (محمد ) للنقود قام بتظهٌرها لشخص
ٌسمى (عمر ) ونظراً الن هذا االخٌر ٌجهل اجراءات الرجوع وحفاظا ً على حقوقه فً
الرجوع على جمٌع الملتزمٌن امامه وحتى ال ٌوصف بانه حامل مهمل فانه ٌسئلك ماذا ٌفعل .
مثال(: )2
اال انه (اي) الحامل (عمر ) نسً أن ٌبغلك أنه قام بعرض الكمبٌالة على المسحوب علٌه
(عدنان) للقبول اال أن هذا األخٌر رفض قبول الكمبٌالة مما دفعه الى تحرٌر احتجاج عدم
القبول على ٌد محضر ،كما أن الكمبٌالة تتضمن شرط الرجوع ىال مصارٌف فهل ٌقوم بجمٌع
االجراءات المشار الٌها فً المثال السابق ؟
-فً الشٌك
قام محمد بسحب شٌك لمصلحة (عدنان) مسحوبا ً على بنك الراجحً فرع الناصرٌة
وأثناء تقدم عدنان للبنك وجد ان هناك رصٌد اال ان البنك رفض الصرف بعلة ان
الرصٌد غٌر قابل للسحب بأمر من ساحب الشٌك محمد لذا فانه جاء ٌسئلك عن
- 1مدى امكانٌة مالحقة الساحب جزائٌا وفقا إلصدار جرٌمة شٌك بدون رصٌد .
- 2ما االجراءات الواجب القٌام بها للحفاظ على حقوقه المدنٌة المتمثلة بقٌمة الشٌك حتى
ال ٌعتبر حامال مهمال .
- 3ما هً المدة الزمنٌة التً ٌستطٌع فٌها مخاصمة الساحب مدنٌا ً وفقا لقواعد قانون
الصرف والقانون العام فً حال القٌام باالجراءات التً اشرت له فً القٌام فٌها .