Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫جامعة القاهرة‬

‫قسم المكتبات والمعلومات‬

‫دبلوم المكتبات والمعلومات‬

‫الفرق بين المصادر التقليدية واإللكترونية‬

‫في ضوء المصادر األساسية والثانوية‬

‫دراسة مقدمة الستكمال أعمال الفصل الدراسي لمقرر‪ /‬مدخل إلى علم‬

‫المكتبات والمعلومات‬

‫د‪ .‬نيڤين المهدي‬

‫الطالب‪ /‬محمد صالح عبد العال‬

‫‪2023/2022‬‬
‫مقدمة‬

‫ً‬
‫سجل إلنجازات الجنس‬ ‫إن أدبيات ومعلومات أي موضوع هي أساسه‪ ،‬وتمثل‬

‫البشري‪ .‬وهذه األدبيات والمعلومات معقدة ومتعددة اللغات‪ ،‬وتتعدد يو ًما بعد يوم‬

‫وتتداخل فيما بينها‪ ،‬وتنمو بسرعة هائلة‪ .‬فوفق بعض الدراسات‪ ،‬تتضاعف المعرفة في‬

‫مجاالت العلوم الطبيعية كل عدة سنوات‪ ،‬وتتضاعف في العلوم االجتماعية واإلنسانية‬

‫كل عقدين أو ثلثة‪.‬‬

‫تخدم هذه المعارف ومصادرها أنواعًا مختلفةً من المستفيدين‪ ،‬وتشكل معًا مصادر‬

‫للمعلومات‪ .‬وتضم هذه المصادر في المعتاد كتبًا ودوريات وجرائد بوصفها مصادر‬

‫تقليدية‪ ،‬وتضم ً‬
‫أيضا مصادر ذات طابع خاص‪ ،‬هي المصادر اإللكترونية الحديثة‪ .‬لكن‬

‫أليس كل النوعين يقدِّمان المعلومات المطلوبة‪ ،‬ومن ثم ال اختلف بينهما؟ هذا السؤال‬

‫هو ما نحاول اإلجابة عنه في بحثنا‪.‬‬

‫ا‬
‫أوال‪ :‬ما المقصود بمصدر المعلومات؟‬

‫مصدر المعلومات هو أي شيء يستقي منه الفرد معلوماته عن موضوع معين؛ قد يكون‬

‫وثيقةً أو خطابًا سياسيًا أو محاورة مع صديق أو كتاب أو دورية أو جريدة أو ملصق‬

‫إعلني‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫تتعدد هذه المصادر في أنواعها‪ ،‬فهي تختلف باختلف نظرة الشخص وفلسفته‪ .‬لكن‬

‫يمكننا تقسيم مصادر المعلومات إلى فئتين كبيرتين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫المصادر الوثائقية‬ ‫(‪)1‬‬


‫المصادر غير الوثائقية‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫مصادر‬
‫المعلومات‬

‫مصادر‬ ‫مصادر غير‬


‫وثائقية‬ ‫وثائقية‬

‫مصادر‬ ‫مصادر‬
‫أساسية‬ ‫رسمية‬

‫مصادر من‬ ‫مصادر من‬ ‫مصادر غير‬


‫الدرجة الثانية‬ ‫الدرجة الثالثة‬ ‫رسمية‬

‫(‪ )1‬المصادر الوثائقية‬

‫هي مصادر المعرفة األصلية المنشورة أو المسجلة‪ ،‬وتنقسم إلى مصادر أساسية‬

‫ومصادر من الدرجة الثانية ومصادر من الدرجة الثالثة ويمكن تقسيمها وف ًقا للتوزيع‬

‫التالي‪:‬‬

‫مصادر من‬ ‫مصادر من‬ ‫مصادر‬


‫تحدث‬ ‫تحدث‬
‫الدرجة الثالثة‬ ‫الدرجة الثانية‬ ‫أساسية‬
‫عمليات‬ ‫عمليات‬
‫كتب السنوات‬ ‫خدمات‬ ‫الدوريات‬
‫«استخراج‬ ‫«التكثيف‬
‫واألدلة‬ ‫التكشيف‬ ‫العلمية‬
‫مفاتيح معينة‬ ‫وإعادة‬
‫خدمات‬ ‫التقارير‬
‫الببليوغرافيات‬ ‫للباحث»‬ ‫الصياغة»‬
‫االستخلص‬ ‫البحثية‬
‫لتخرج‬ ‫لتخرج‬
‫قائمة مواقع‬ ‫تقارير متابعة‬ ‫أعمال‬
‫مصادر‬ ‫مصادر‬
‫الدوريات العلمية‬ ‫العمل‬ ‫المؤتمرات‬
‫الدرجة‬ ‫الدرجة‬ ‫األوراق‬
‫األدلة‬ ‫المراجع‬
‫الثالثة‬ ‫الثانية‬ ‫العلمية‬

‫قائمة البحوث‬ ‫المقاييس‬


‫المختصرات‬
‫قيد العمل‬ ‫والمعايير‬

‫دليل‬ ‫الكتب‬ ‫الكتابات‬

‫المنظمات‬ ‫المفردة‬ ‫التجارية‬

‫الكتب‬ ‫الرسائل‬
‫‪-‬‬
‫الدراسية‬ ‫العلمية‬

‫‪ – 1.1‬المصادر األساسية‬

‫مصادر المعلومات األساسية هي أول سجل منشور للبحوث األولية‪ ،‬أو أول وصف‬

‫لتطبيق أو تأويل جديد لفكرة أو موضوع قديم‪ .‬وهي بذلك مصدر أحدث المعلومات‬

‫المتاحة‪ .‬فالباحث الذي يُنتج معلومات جديدة يمكنه أن يتيحها للجمهور المستهدف عبر‬

‫هذه المصادر األساسية‪ ،‬التي يمكن أن تكون المصدر الوحيد المتاح في موضوع معين‪.‬‬

‫وعندما يتحول أي موضوع إلى حقل علمي‪ ،‬فإن نموه يرتبط بزيادة عدد المصادر األساسية‬

‫المتاحة فيه‪ .‬ويكون المصدر أساسيًا كلما اقترب من الموضوع المدروس‪.‬‬

‫ففي التاريخ‪ ،‬المصدر األساسي هو قطعة أثرية أو وثيقة أو تسجيل أو أي مصدر آخر‬

‫للمعلومات أُنشئ في الفترة قيد الدراسة‪ .‬فإذا أنشأه إنسان يصبح مصد ًرا له معرفة شخصية‬

‫مباشرة باألحداث التي يؤ َّرخ لها‪ .‬وفي الصحافة‪ ،‬يمكن أن يكون المصدر األساسي‬
‫شخصا لديه معرفة مباشرة بموقف معين‪ ،‬أو وثيقة أنشأها هذا الشخص‪ .‬ومن هذه‬
‫ً‬

‫المصادر على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬

‫‪ -1‬الكتب‬

‫‪ -2‬الدوريات‬

‫‪ -3‬أوراق المؤتمرات‬

‫‪ -4‬الدراسات البحثية‬

‫‪ -5‬التقارير البحثية‬

‫‪ -6‬براءات االختراع‬

‫‪ -7‬المعايير‬

‫‪ -8‬األطروحات العلمية‬

‫‪ -9‬األدب الصناعي والتجاري‬

‫‪ -10‬المخطوطات‬

‫‪ -11‬مصادر أخرى غير منشورة (مذكرات – مس َّودات معمل – يوميات –‬

‫ملفات حكومية)‬

‫‪ -12‬التسجيلت الصوتية والمرئية‬

‫لكن هذه المصادر األساسية صعبة على االستعمال واالستيعاب أحيانًا‪ ،‬وهنا يأتي‬

‫دور المصادر من الدرجة الثانية التي تساعد على استعمال المصادر األساسية‪.‬‬
‫‪ – 1.2‬مصادر من الدرجة الثانية‬

‫أما مصادر الدرجة الثانية أو المصادر الثانوية هي التي يتم تجميعها من مصادر‬

‫المعلومات األساسية أو تعتمد عليها‪ .‬في هذه المصادر الثانوية‪ ،‬تجري إعادة تنظيم المواد‬

‫الموجودة في المصادر األساسية‪ ،‬بشكل ييسر عرضها لخدمة غرض محدد لدى مجموعة‬

‫من المستخدمين‪ .‬وتحتوي هذه المصادر على معلومات مرتبة ومنظمة على أساس خطة‬

‫واضحة ومحددة‪ ،‬وتحتوي على معرفة منظمة أُعيد تجميعها في مقابل المعارف الجديدة‬

‫التي تأتي بها المصادر األساسية‪.‬‬

‫ونظرا لطبيعة هذه المصادر‪ ،‬فهي متاحة بسهولة أكبر وعلى نطاق واسع من المصادر‬
‫ً‬
‫األساسية‪ ،‬فهي ال توفر فحسب معلومات سهلة االستيعاب والفهم‪ ،‬لكنه يمثل ً‬
‫أيضا مفتا ًحا‬

‫ببليوغرافيًا للمصادر األساسية للمعلومات‪ .‬إذن‪ ،‬المصادر األساسية هي أول ما يخرج‬

‫للنور‪ ،‬وتليها مصادر ثانوية‪.‬‬

‫وتنقسم هذه المصادر الثانوية إلى ثلثة أنواع‪:‬‬

‫المصادر من نوع الكشافات‪ ،‬ويندرج فيها‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أ‪ .‬الكشاف‬

‫الببليوغرافية‬ ‫ب‪.‬‬

‫ج‪ .‬دوريات التكشيف‬

‫د‪ .‬دوريات االستخلص‬

‫المصادر من نوع االستقصاء‪ ،‬ويندرج فيها‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫أ‪ .‬المراجعة‬
‫الرسالة المختصرة‬ ‫ب‪.‬‬

‫ج‪ .‬الدراسات المفردة عن موضوع ما‬

‫المصادر المرجعية‪ ،‬ويندرج فيها‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أ‪ .‬الموسوعات‬

‫القواميس‬ ‫ب‪.‬‬

‫ج‪ .‬األدلة الجامعة‬

‫د‪ .‬الجداول النقدية‬

‫‪ – 1.3‬المصادر من الدرجة الثالثة‬

‫هي تلك المصادر التي تقدِّم مفاتيح للوصول إلى مصادر الدرجة الثانية والمصادر‬

‫األساسية‪ ،‬ومنها على سبيل المثال ال الحصر‪ :‬بيبلوغرافية البيبلوغرافيات‪ ،‬وأدلة كتب‬

‫السنوات‪ ،‬وقائمة البحوث قيد العمل‪.‬‬

‫المصادر التقليدية والمصادر اإللكترونية‬

‫وإلى جانب التقسيم الموضوعي للمصادر‪ ،‬هناك تقسيم شكلي‪ ،‬يصنف مصدر‬

‫المعلومات وف ًقا لشكله؛ إلى تقليدي مطبوع أو إلكتروني‪ .‬وبين االثنين فروق كبيرة‪.‬‬

‫من أهم هذه الفروق خاصية البحث‪ .‬إذ تحتوي المصادر اإللكترونية على إمكانية‬

‫البحث في كامل النصوص الواردة في المصدر‪ ،‬على عكس المصادر التقليدية التي ال‬

‫تسمح بالبحث‪ .‬فالبحث عن موضوع معين أو كلمة مفتاحية معينة في كامل النصوص‬

‫ييسر على الباحث أو طالب المعلومة الوصول إلى مبتغاه‪ ،‬على عكس البحث في عناوين‬

‫الكتب أو بياناتها الببليوغرافية‪.‬‬


‫وكذلك من الفروق خاصية اإلحالة إلى المصادر‪ .‬إذ إن المصادر التقليدية تحيل إلى‬

‫المصادر والمراجع على هيئة إحاالت نصية فحسب‪ ،‬وال يمكن للباحث الرجوع إليها إال‬

‫في المكتبة نفسها‪ .‬في حين أن المصادر اإللكترونية تحيل إلى غالب المصادر والمراجع‬

‫خاصتها على هيئة إحاالت بروابط إلكترونية يمكن الرجوع إليها لحفظة تصفح المصدر‬

‫واالطلع عليه‪ ،‬وهو ما ييسر على القارئ متابعة الموضوع المبحوث والتوسع فيه‪.‬‬

‫من الفروق األساسية ً‬


‫أيضا هي خاصية اإلتاحة الدائمة‪ ،‬ومعناها أن المصادر التقليدية‬

‫متاحة فحسب في األوقات التي تفتح فيها المكتبة أو مركز المعلومات أبوابها‪ ،‬وهي‬

‫أوقات محددة ال تتجاوز عشر ساعات في اليوم في غالب مراكز المعلومات‪ .‬ذلك على‬

‫عكس المصادر اإللكترونية التي ال ترتبط بزمن وال مكان معين‪ ،‬ويمكن استعمالها في أي‬

‫وقت من اليوم دون تقيد بفتح المكتبة أو إغلقها‪.‬‬

‫ً‬
‫وأيضا من أهم الخواص المميزة بين النوعين هي إمكانية تعدد االستخدام في وقت‬

‫واحد‪ ،‬أي أن المصادر التقليدية ال يمكن أن يستخدمها أكثر من مستفيد واحد في المرة‬

‫الواحدة‪ ،‬فل يمكن أن يستعمل مستفيدان كتاب واحد أو ببليوغرافية واحدة معًا‪ .‬في حين‬

‫أن المصادر اإللكترونية ال تتقيد بعدد مستخدمين معين‪ ،‬وال تتأثر تجربة مستخدم بتجربة‬

‫مستخدم آخر وال تتأثر‪.‬‬

‫ومن المميزات التي تتسم بها المصادر اإللكترونية عن المصادر التقليدية أنها سهلة‬

‫التعديل والتغيير والتعشيب؛ إذ يسهل على إدارة المكتبة االستغناء عن مصادر معينة دون‬

‫تحمل المزيد من التكاليف المتعلقة بالتخزين أو التخلص من المقتنيات أو خلفه‪ .‬وذلك‬


‫على عكس المصادر التقليدية التي يحتاج التخلص منها إلى تكاليف كبيرة وإجراءات‬

‫معقدة‪.‬‬

‫لكن مما تتميز به المصادر التقليدية أنها كاملة في األغلب؛ أي أنها تحتوي على كامل‬

‫المحتوى المطلوب‪ ،‬على عكس المصادر اإللكترونية التي ما زالت في طور التشكل‪.‬‬

‫وكذلك تحتاج المصادر اإللكترونية إلى أجهزة خاصة للنتفاع بها واستخدامها‪ ،‬على‬

‫عكس المصادر التقليدية التي تكون مستقلةً بذاتها ويمكن االستفادة منها مباشرةً دون‬

‫حاجة إلى أي أدوات أو أجهزة خارجة عنها‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫بعد اختراع جوتنبرج آللته الخاصة بالطباعة عام ‪1450‬م وانتشار الكتاب المطبوع‪،‬‬

‫تنوعت المطبوعات وتعددت فظهرت كتب األدلة والدراسات المنفردة والكتب المرجعية‬

‫والكتاب الشعبي أو ذو الطبيعة الشعبية ثم الدوريات فالكتيبات وغيرها من مصادر‬

‫المعلومات التقليدية المطبوعة‪.‬‬

‫ثم انتشرت بعد ذلك المواد السمعية والبصرية كأوعية ومصادر للمعلومات في‬

‫المكتبات باختلف أنواعها‪ ،‬وصار لها ناشرون وموزعون وأُط ِلق عليها المواد من غير‬

‫الكتب أو المواد غير المطبوعة أو المواد السمعية والبصرية‪ .‬ولكونها تختلف شكليًا عن‬

‫المواد المطبوعة‪ ،‬وتحتاج بعضها إلى األجهزة الستخدامها‪ ،‬أصبحت تعرف بالمواد‬

‫ومصادر المعلومات غير التقليدية‪ ،‬أما المصغرات الفيلمية وبالرغم من كونها تختلف‬

‫(شكليًا) عن مصادر المعلومات التقليدية فهي في حقيقتها نصوص مصورة فيلميًا بنسبة‬

‫تصغير عالية‪ ،‬ومع ذلك فقد أضيفت إلى قائمة المصادر غير التقليدية‪.‬‬
‫ومن الخطأ االعتقاد بأن المصغرات أصبحت اآلن مادة قديمة ومستهلكة وتوقف‬

‫العمل بها‪ ،‬صحيح أن تكنولوجيا المعلومات وباألخص تكنولوجيا الخزن وأوعيتها‬

‫الممغنطة والمليزرة قد اكتسحت تقنية المصغرات‪ ،‬إال أن العديد من الدوريات ال تزال‬

‫تنشر بهذا الشكل جنبًا مع الشكل الورقي‪ ،‬وبمجرد مراجعة دليل الدوريات المعروف‬

‫باسم )‪ ،(Ulrich International Periodicals Directory‬نستطيع التأكد من‬

‫استمرار التعامل مع المصغرات‪ .‬وال تزال مكتبة الكونجرس توفر فهارسها بهذا الشكل‪.‬‬

‫وأخيرا دخلت المواد السمعية والبصرية إلى مجموعة المصادر المحوسبة بعد ظهور‬

‫ما يعرف اآلن بتقنية األوعية المتعددة )‪ (Multi-Media‬حيث أصبح باإلمكان الحصول‬

‫على معلومات ثابتة ومتحركة‪ ،‬ناطقة وصامتة‪ ،‬ملونة وغير ملونة‪ ،‬على أقراص مليزرة‬

‫وأصبح باستطاعة الفرد متابعة أفلم سينمائية كاملة مع إمكانية التحكم بالحركة واأللوان‬

‫على أقراص )‪.(DVD‬‬

‫لذا فإننا نجد بعد هذا التحول في أنماط مصادر المعلومات‪ ،‬أن المستقبل سيكون‬

‫لمصادر المعلومات اإللكترونية وستكون هي المسيطرة والغالبة خلل السنوات القادمة‬

‫مع بقاء المصادر التقليدية وغير التقليدية كالسمعية والبصرية والمصغرات ولكن‬

‫باستخدام أكثر محدودية‪.‬‬

You might also like