Professional Documents
Culture Documents
الفرق بين المصادر التقليدية والإلكترونية في ضوء المصادر الأساسية والثانوية
الفرق بين المصادر التقليدية والإلكترونية في ضوء المصادر الأساسية والثانوية
دراسة مقدمة الستكمال أعمال الفصل الدراسي لمقرر /مدخل إلى علم
المكتبات والمعلومات
2023/2022
مقدمة
ً
سجل إلنجازات الجنس إن أدبيات ومعلومات أي موضوع هي أساسه ،وتمثل
البشري .وهذه األدبيات والمعلومات معقدة ومتعددة اللغات ،وتتعدد يو ًما بعد يوم
وتتداخل فيما بينها ،وتنمو بسرعة هائلة .فوفق بعض الدراسات ،تتضاعف المعرفة في
تخدم هذه المعارف ومصادرها أنواعًا مختلفةً من المستفيدين ،وتشكل معًا مصادر
للمعلومات .وتضم هذه المصادر في المعتاد كتبًا ودوريات وجرائد بوصفها مصادر
تقليدية ،وتضم ً
أيضا مصادر ذات طابع خاص ،هي المصادر اإللكترونية الحديثة .لكن
أليس كل النوعين يقدِّمان المعلومات المطلوبة ،ومن ثم ال اختلف بينهما؟ هذا السؤال
ا
أوال :ما المقصود بمصدر المعلومات؟
مصدر المعلومات هو أي شيء يستقي منه الفرد معلوماته عن موضوع معين؛ قد يكون
إعلني ...إلخ.
تتعدد هذه المصادر في أنواعها ،فهي تختلف باختلف نظرة الشخص وفلسفته .لكن
مصادر
المعلومات
مصادر مصادر
أساسية رسمية
هي مصادر المعرفة األصلية المنشورة أو المسجلة ،وتنقسم إلى مصادر أساسية
ومصادر من الدرجة الثانية ومصادر من الدرجة الثالثة ويمكن تقسيمها وف ًقا للتوزيع
التالي:
الكتب الرسائل
-
الدراسية العلمية
– 1.1المصادر األساسية
مصادر المعلومات األساسية هي أول سجل منشور للبحوث األولية ،أو أول وصف
لتطبيق أو تأويل جديد لفكرة أو موضوع قديم .وهي بذلك مصدر أحدث المعلومات
المتاحة .فالباحث الذي يُنتج معلومات جديدة يمكنه أن يتيحها للجمهور المستهدف عبر
هذه المصادر األساسية ،التي يمكن أن تكون المصدر الوحيد المتاح في موضوع معين.
وعندما يتحول أي موضوع إلى حقل علمي ،فإن نموه يرتبط بزيادة عدد المصادر األساسية
ففي التاريخ ،المصدر األساسي هو قطعة أثرية أو وثيقة أو تسجيل أو أي مصدر آخر
للمعلومات أُنشئ في الفترة قيد الدراسة .فإذا أنشأه إنسان يصبح مصد ًرا له معرفة شخصية
مباشرة باألحداث التي يؤ َّرخ لها .وفي الصحافة ،يمكن أن يكون المصدر األساسي
شخصا لديه معرفة مباشرة بموقف معين ،أو وثيقة أنشأها هذا الشخص .ومن هذه
ً
-1الكتب
-2الدوريات
-3أوراق المؤتمرات
-4الدراسات البحثية
-5التقارير البحثية
-6براءات االختراع
-7المعايير
-8األطروحات العلمية
-10المخطوطات
ملفات حكومية)
لكن هذه المصادر األساسية صعبة على االستعمال واالستيعاب أحيانًا ،وهنا يأتي
دور المصادر من الدرجة الثانية التي تساعد على استعمال المصادر األساسية.
– 1.2مصادر من الدرجة الثانية
أما مصادر الدرجة الثانية أو المصادر الثانوية هي التي يتم تجميعها من مصادر
المعلومات األساسية أو تعتمد عليها .في هذه المصادر الثانوية ،تجري إعادة تنظيم المواد
الموجودة في المصادر األساسية ،بشكل ييسر عرضها لخدمة غرض محدد لدى مجموعة
من المستخدمين .وتحتوي هذه المصادر على معلومات مرتبة ومنظمة على أساس خطة
واضحة ومحددة ،وتحتوي على معرفة منظمة أُعيد تجميعها في مقابل المعارف الجديدة
ونظرا لطبيعة هذه المصادر ،فهي متاحة بسهولة أكبر وعلى نطاق واسع من المصادر
ً
األساسية ،فهي ال توفر فحسب معلومات سهلة االستيعاب والفهم ،لكنه يمثل ً
أيضا مفتا ًحا
أ .الكشاف
الببليوغرافية ب.
أ .المراجعة
الرسالة المختصرة ب.
أ .الموسوعات
القواميس ب.
هي تلك المصادر التي تقدِّم مفاتيح للوصول إلى مصادر الدرجة الثانية والمصادر
األساسية ،ومنها على سبيل المثال ال الحصر :بيبلوغرافية البيبلوغرافيات ،وأدلة كتب
وإلى جانب التقسيم الموضوعي للمصادر ،هناك تقسيم شكلي ،يصنف مصدر
المعلومات وف ًقا لشكله؛ إلى تقليدي مطبوع أو إلكتروني .وبين االثنين فروق كبيرة.
من أهم هذه الفروق خاصية البحث .إذ تحتوي المصادر اإللكترونية على إمكانية
البحث في كامل النصوص الواردة في المصدر ،على عكس المصادر التقليدية التي ال
تسمح بالبحث .فالبحث عن موضوع معين أو كلمة مفتاحية معينة في كامل النصوص
ييسر على الباحث أو طالب المعلومة الوصول إلى مبتغاه ،على عكس البحث في عناوين
المصادر والمراجع على هيئة إحاالت نصية فحسب ،وال يمكن للباحث الرجوع إليها إال
في المكتبة نفسها .في حين أن المصادر اإللكترونية تحيل إلى غالب المصادر والمراجع
خاصتها على هيئة إحاالت بروابط إلكترونية يمكن الرجوع إليها لحفظة تصفح المصدر
واالطلع عليه ،وهو ما ييسر على القارئ متابعة الموضوع المبحوث والتوسع فيه.
متاحة فحسب في األوقات التي تفتح فيها المكتبة أو مركز المعلومات أبوابها ،وهي
أوقات محددة ال تتجاوز عشر ساعات في اليوم في غالب مراكز المعلومات .ذلك على
عكس المصادر اإللكترونية التي ال ترتبط بزمن وال مكان معين ،ويمكن استعمالها في أي
ً
وأيضا من أهم الخواص المميزة بين النوعين هي إمكانية تعدد االستخدام في وقت
واحد ،أي أن المصادر التقليدية ال يمكن أن يستخدمها أكثر من مستفيد واحد في المرة
الواحدة ،فل يمكن أن يستعمل مستفيدان كتاب واحد أو ببليوغرافية واحدة معًا .في حين
أن المصادر اإللكترونية ال تتقيد بعدد مستخدمين معين ،وال تتأثر تجربة مستخدم بتجربة
ومن المميزات التي تتسم بها المصادر اإللكترونية عن المصادر التقليدية أنها سهلة
التعديل والتغيير والتعشيب؛ إذ يسهل على إدارة المكتبة االستغناء عن مصادر معينة دون
معقدة.
لكن مما تتميز به المصادر التقليدية أنها كاملة في األغلب؛ أي أنها تحتوي على كامل
المحتوى المطلوب ،على عكس المصادر اإللكترونية التي ما زالت في طور التشكل.
وكذلك تحتاج المصادر اإللكترونية إلى أجهزة خاصة للنتفاع بها واستخدامها ،على
عكس المصادر التقليدية التي تكون مستقلةً بذاتها ويمكن االستفادة منها مباشرةً دون
خاتمة
بعد اختراع جوتنبرج آللته الخاصة بالطباعة عام 1450م وانتشار الكتاب المطبوع،
تنوعت المطبوعات وتعددت فظهرت كتب األدلة والدراسات المنفردة والكتب المرجعية
ثم انتشرت بعد ذلك المواد السمعية والبصرية كأوعية ومصادر للمعلومات في
المكتبات باختلف أنواعها ،وصار لها ناشرون وموزعون وأُط ِلق عليها المواد من غير
الكتب أو المواد غير المطبوعة أو المواد السمعية والبصرية .ولكونها تختلف شكليًا عن
المواد المطبوعة ،وتحتاج بعضها إلى األجهزة الستخدامها ،أصبحت تعرف بالمواد
ومصادر المعلومات غير التقليدية ،أما المصغرات الفيلمية وبالرغم من كونها تختلف
(شكليًا) عن مصادر المعلومات التقليدية فهي في حقيقتها نصوص مصورة فيلميًا بنسبة
تصغير عالية ،ومع ذلك فقد أضيفت إلى قائمة المصادر غير التقليدية.
ومن الخطأ االعتقاد بأن المصغرات أصبحت اآلن مادة قديمة ومستهلكة وتوقف
تنشر بهذا الشكل جنبًا مع الشكل الورقي ،وبمجرد مراجعة دليل الدوريات المعروف
استمرار التعامل مع المصغرات .وال تزال مكتبة الكونجرس توفر فهارسها بهذا الشكل.
وأخيرا دخلت المواد السمعية والبصرية إلى مجموعة المصادر المحوسبة بعد ظهور
ما يعرف اآلن بتقنية األوعية المتعددة ) (Multi-Mediaحيث أصبح باإلمكان الحصول
على معلومات ثابتة ومتحركة ،ناطقة وصامتة ،ملونة وغير ملونة ،على أقراص مليزرة
وأصبح باستطاعة الفرد متابعة أفلم سينمائية كاملة مع إمكانية التحكم بالحركة واأللوان
لذا فإننا نجد بعد هذا التحول في أنماط مصادر المعلومات ،أن المستقبل سيكون
مع بقاء المصادر التقليدية وغير التقليدية كالسمعية والبصرية والمصغرات ولكن