Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

‫المملكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم‬
‫جامعة أم القرى‬
‫كلية الدعوة وأصول الدين‬

‫قسم الدعوة والثقافة اإلسالمية‬

‫ملخص مقرر الثقافة اإلسالمية (‪)301‬‬

‫إعداد‪ :‬د‪ /‬بتول برانوي‬


‫الفصل الدراسي األول ‪1444‬هـ‬

‫الصفحة ‪1‬‬
‫‪‬‬

‫أوالً‪ :‬نظام األسرة‬

‫الصفحة ‪2‬‬
‫مقاصد بناء األسرة في اإلسالم‬

‫الصاِلِِني ِمن ِعب ِ‬


‫اد ُك أم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كسب مرضاة هللا تعاىل‬
‫تعاىل‪{:‬وأَنك ُحوا أاأل َََي َمى من ُك أم َو َّ َ أ َ‬ ‫َ‬ ‫قال‬
‫الدليل‬
‫اَّللُ ِمن فَ أ‬
‫ضلِ ِه}‬ ‫َوإِ َمائِ ُك أم إِن يَ ُكونُوا فُـ َق َراء يُـ أغنِ ِه ُم َّ‬ ‫وإقامة حدوده‬

‫‪َ( :‬ي معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ؛ فإنه‬ ‫قال ‪‬‬ ‫التحصني وتوجيه الغرائز‬
‫أغض للبصر وأحصن للفرج‪ ،‬ومن مل يستطع فعليه ابلصوم ؛ فإنه له‬ ‫الدليل‬
‫وجاء)‬

‫اجا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال تعاىل‪{ :‬وِمن ِِ‬ ‫حتقيق السكن والطمأنينة‬
‫آَيته أَ أن َخلَ َق لَ ُكم م أن أَن ُفس ُك أم أَ أزَو ً‬ ‫َ أ َ‬
‫الدليل‬
‫لِتَ أس ُكنُوا إِلَأيـ َها َو َج َع َل بَـ أيـنَ ُكم َّم َو َّدةً َوَر أْحَةً }‬ ‫النفسية‬

‫قال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬تناكحوا تكاثروا فإين‬ ‫اإلجناب وتكثري النسل‬
‫الدليل‬
‫مباه بكم األمم يوم القيامة"‪.‬‬

‫قال ‪ ( : ‬إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه‬


‫الدليل‬ ‫صيانة اجملتمع من االحنراف‬
‫فزوجوه إال تفعلوا تكن فتنة يف األرض وفساد عريض)‬

‫الصفحة ‪3‬‬
‫مراحل تكوين األسرة‬

‫مرحلة‬
‫مرحلة‬ ‫مرحلة‬
‫‪1‬‬ ‫اختيار‬
‫الزوجني‬
‫‪2‬‬ ‫اخلطبة‬ ‫‪3‬‬ ‫العقد‬

‫أسس اختيار الزوجني‬ ‫أوالً‪:‬‬

‫أساس اختيار الزوج‪:‬‬ ‫أساس اختيار الزوجة‪:‬‬

‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪" :‬إذا جاءكم من ترضون‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪":‬تنكح املرأة ألربع‪:‬‬
‫دينه وخلقه فأنكحوه ‪ ،‬إال تفعلوا تكن فتنة يف‬ ‫جلماهلا‪ ،‬وماهلا ‪ ،‬وحسبها ‪ ،‬ودينها ‪ ،‬فاظفر بذات‬
‫األرض وفساد كبري"‬ ‫الدين تربت يداك"‪.‬‬

‫مرحلة اخلطبة‬ ‫اثنياً‬

‫ندبت الشريعة اإلسالمية إىل رؤية املخطوبة ‪ ،‬فعن املغرية بن شعبة رضي هللا عنه أنه خطب امرأة ‪ ،‬فقال النيب‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪" :‬انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما"‪.‬‬

‫وعن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إذا خطب أحدكم املرأة فإن‬
‫استطاع أن ينظر إىل ما يدعوه إىل نكاحها فليفعل‪ ،‬قال‪ :‬فخطبت جارية فكنت أختبأ هلا؛ حىت رأيت فيها ما‬
‫دعاين إىل نكاحها فتزوجتها"‪.‬‬

‫ويف شرح النووي على صحيح مسلم يقول‪ :‬ويستحب أن يكون نظره إليها قبل اخلطبة إن كرهها تركها‬
‫من غري إيذاء‪ ،‬وإن مل ميكنه النظر استحب له أن يبعث امرأة يثق هبا تنظر إليها وختربه ويكون ذلك قبل اخلطبة"‪.‬‬

‫الصفحة ‪4‬‬
‫مرحلة العقد‬ ‫اثلثاً‬

‫شروط صحة العقد‬

‫رضا املرأة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫قال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ال تنكح األمي حىت تستأمر‪ ،‬وال تنكح البكر حىت تستأذن"‪.‬‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬البكر تستأذن ‪ ،‬وإذهنا سكوهتا"‪.‬‬

‫وعن خنساء بنت خدام األنصاري‪ :‬أن أابها زوجها وهي ثيب ‪ ،‬فكرهت ذلك ‪ ،‬فأتت رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم فرد نكاحه"‬

‫رضا الويل‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫قال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أميا امرأة أنكحت بغري إذن مواليها فنكاحها ابطل‪ ..‬ثالث مرات"‪.‬‬

‫قال صلى هللا عليه وسلم‪":‬ال نكاح إال بويل"‪.‬‬

‫اإلشهاد‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ (:‬ال نكاح إال بويل وشاهدي عدل)‪.‬‬

‫االشرتاط‪:‬‬
‫أمور متعلقة ابلعقد‬

‫ويقصد به أن يشرتط أحد الزوجني شرطاً معترباً يف العقد ‪ ،‬وجيب على الطرف‬
‫الثاين الوفاء ابلشرط إذا مت قبوله‪.‬‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إن أحق الشروط أن توفوا هبا ما استحللتم به الفروج"‪.‬‬

‫إعالن النكاح‪:‬‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم‪ (:‬أعلنوا النكاح واضربوا عليه ابلدُّف)‪.‬‬

‫الصفحة ‪5‬‬
‫اِلقوق الزوجية‬

‫أوال‪ :‬اِلقوق املشرتكة بني الزوجني‪:‬‬

‫حسن‬
‫والدليل على ذلك قول هللا تعاىل‪ ( :‬وعاشروهن ابملعروف)‬
‫العشرة‬

‫حل االستمتاع‬ ‫والدليل على ذلك قول هللا تعاىل‪ ( :‬والذين هم لفروجهم حافظون *إال على أزواجهم أو‬
‫بني الزوجني‬ ‫ما ملكت أمياهنم فإهنم غري ملومني)‬

‫مبجرد متام عقد الزواج صحيحاً حيرم على الزواج نكاح أصول املرأة‪-‬أمها وجدهتا‪-‬‬
‫حرمة‬ ‫و بعد الدخول هبا حيرم عليه فروعها‪ -‬ابنتها و حفيدهتا‪ ، -‬وحيرم عليه أيضاً اجلمع‬
‫املصاهرة‬ ‫بينها وبني أختها أو عمتها أو خالتها ‪ ،‬كما حيرم على الزوجة أصول الرجل ‪ -‬والده‬
‫وجده‪ -‬وفروعه‪ -‬أوالده وأحفاده‪ -‬مبجرد العقد‪.‬‬

‫من اِلقوق املشرتكة بني الزوجني أن يرث أحدمها اآلخر بعد املوت ‪ ،‬فريث الرجل زوجته‬
‫ثبوت التوارث‬
‫وترث الزوجة زوجها‪.‬‬

‫إذا مت عقد النكاح صحيحاً ورزق هللا الزوجني ابلذرية كان من حقهما أن ينسب إليهما األوالد ‪ ،‬فال‬
‫ثبوت النسب‬ ‫يصح ألحد أن حيرمهما من ذلك ‪ ،‬كما ال جيوز ألحدمها أن حيرم اآلخر منه ‪ ،‬وال جيوز هلما أن يتنازال‬
‫عن هذا اِلق حىت ال يضيع حق املولود‬

‫الصفحة ‪6‬‬
‫اثنياً‪ :‬حقوق الزوجة على زوجها ‪:‬‬
‫تنقسم حقوق الزوجة على زوجها إىل قسمني‪ :‬حقوق مادية ‪ ،‬و حقوق أدبية‪.‬‬

‫من اِلقوق األدبية للزوجة‪ :‬املبيت ‪.‬‬

‫فعلى الزوج املبيت عند زوجته إذا كانت واحدة ‪ ،‬و إن كان له نساء متعددات فلكل واحدة منهن ليلة ‪ ،‬لقوله ‪ ( : ‬وإن‬
‫لزوجك عليك حقاً)‪.‬‬

‫اِلقوق املادية للزوجة‬

‫النفقة‬ ‫المهر‬

‫‪-1‬النفقة حق للزوجة‪ ،‬يلزم به الزوج منذ قيام اِلياة‬ ‫‪-1‬املهر داللة على عزم الزوج على حتمل األعباء وأداء‬
‫املشرتكة بينهما‪.‬‬ ‫اِلقوق‪.‬‬

‫‪ -2‬ال تسقط النفقة عن الزوج ‪ ،‬وتقدر حسب‬ ‫فقد وصفه هللا تعاىل حقاً للمرأة وابعتباره هدية يدل على‬

‫حالته من الفقر والغىن ‪ ،‬قال تعاىل‪ ( :‬لينفق ذو سعة‬ ‫رغبة الزوج يف النكاح وفيه إعزاز للمرأة ‪ ،‬قال تعاىل‪َ { :‬وآتُواأ‬
‫من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آاته هللا)‪.‬‬ ‫ص ُدقَاهتِِ َّن ِ أحنلَةً}‬
‫َّساء َ‬
‫الن َ‬

‫‪ -3‬النفقة من أسباب قوامة الرجل على املرأة‪.‬‬ ‫‪-2‬املهر حق خالص للمرأة وال جيوز األخذ منه إال برضاها ‪.‬‬

‫قال تعاىل‪ ( :‬الرجال قوامون على النساء مبا فضل‬ ‫قال تعاىل‪ ( :‬فإن طنب لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً‬
‫هللا بعضهم على بعض ومبا أنفقوا من أمواهلم)‬ ‫مريئاً)‪.‬‬

‫‪-3‬مل حيدد الشرع حداً ألعلى قيمة املهر وال أدانها بل‬
‫األمر مرتوك إىل ما تيسر من أمر الزوج‬

‫قال صلى هللا عليه وسلم " إن أعظم النكاح بركة أيسره‬
‫مؤنة"‪.‬‬
‫الصفحة ‪7‬‬
‫من حقوق الزوج على زوجته‬

‫حق الطاعة يف غري‬ ‫• قال رسول هللا ‪ ( :‬ال طاعة يف معصية هللا ‪ ،‬إمنا‬
‫معصية‬ ‫الطاعة يف املعروف)‬

‫• قال رسول هللا ‪ ( :‬فأما حقكم على نسائكم أال‬


‫عدم إذن الزوجة يف بيت‬
‫يوطئن فرشكم من تكرهون ‪ ،‬وال أيذن يف بيوتكم‬
‫الزوج ملن يكره دخوله‬ ‫ملن تكرهون)‬

‫الصفحة ‪8‬‬
‫حقوق األوالد على الوالدين‬

‫حسن اختيار‬ ‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪":‬تنكح املرأة ألربع‪ :‬جلماهلا‪ ،‬وماهلا‪ ،‬وحسبها‪ ،‬ودينها‪ ،‬فاظفر‬
‫األبوين‬ ‫بذات الدين تربت يداك"‪.‬‬

‫حق اِلياة‬ ‫جيب على الوالدين العناية ابجلنني وتغذية األم اِلامل جيداً ‪ ،‬وال حيق هلما إجهاض‬
‫للجنني‬ ‫اجلنني إال لسبب شرعي كمرض األم مرضاً يهدد حياهتا ويكون أبمر األطباء‪.‬‬

‫فيجب على الوالدين الرضا عند استقبال مولودمها مهما كان جنسه ‪ ،‬خالفاً لعادات‬
‫اجلاهليني الذين كانوا يستاؤون من والدة البنات ‪ ،‬قال تعاىل‪( :‬وإذا بشر أحدهم ابألنثى الرضا ابملولود‬
‫ظل وجهه مسوداً وهو كظيم)‬

‫اخلتان‬ ‫وهو من الشعائر الواجبة يف حق املولود الذكر لقوله ‪ ( : ‬مخس من‬


‫الفطرة‪ :‬اخلتان ‪ ،‬واالستحداد‪....‬اخل)‬

‫التحنيك‬ ‫من حق املولود اختيار االسم اِلسن له ‪ ،‬عن أيب موسى األشعري ‪‬‬
‫واالسم اِلسن‬ ‫قال‪ ( :‬ولد يل غالم فأتيت به النيب ‪ ، ‬فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة)‬
‫‪ ،‬من حق املولود اختيار االسم اِلسن له‬
‫حق النسب‬ ‫من حقوق املولود شرعاً نسبته إىل أبيه ‪ ،‬ويرتتب على ذلك ثبوت الوالية عليه‬
‫وما يتبعه‬ ‫والنفقة ‪ ،‬واإلرضاع‪ ،‬واِلضانة ‪ ،‬واإلرث‪.‬‬

‫من حقوق األوالد على اآلابء حق النفقة إىل أن يقدر األوالد على إعالة أنفسهم ‪ ،‬لقول‬
‫النفقة‬
‫النيب ‪ ‬هلند بنت عتبة ‪ ( :‬خذي ما يكفيك وولدك ابملعروف)‬

‫قال رسول هللا ‪( : ‬مروا أوالدكم‬ ‫الرتبية حق واجب على اآلابء جتاه أبنائهم وتكون الرتبية عن طريق‪:‬‬
‫الرتبية‬
‫ابلصالة وهم أبناء سبع سنني‬
‫‪-1‬البدء بغرس العقيدة الصحيحة وشعائر الدين يف نفوس األبناء‪.‬‬
‫واضربوهم عليها وهم أبناء عشر‬
‫وفرقوا بينهم يف املضاجع)‬ ‫‪-2‬تربيتهم عن طريق القدوة اِلسنة فيكون اآلابء قدوة ألبنائهم‪.‬‬

‫‪ -3‬التدرج يف الرتبية والتوسط بني اللني والشدة‬

‫الصفحة ‪9‬‬
‫األساليب الشرعية لفض املنازعات الزوجية‬

‫‪.‬‬
‫يعتمد املنهج اإلسالمي لألسرة يف فض املنازعات الزوجية على التوعية اإلميانية والرتبية اخللقية‪ ،‬فيحدد اخلطوات‬
‫الرتبوية املتدرجة‪ ،‬اليت يكلف إبتباعها كل من الزوج والزوجة‪-‬طريف النزاع ‪ -‬مبا حيقق هلما سالمة األسرة واستقرارها‪ ،‬ويصون‬
‫كرامتها ومسعتها‪.‬‬

‫وهلذا فقد أورد القرآن الكرمي حاالت النشوز املتوقعة بني الزوجني وأسلوب معاجلتها وفق ما يلي‪:‬‬

‫خطوات عالج نشوز الزوجة‬

‫الضرب غري املربح‬ ‫اهلجر يف املضجع‬ ‫املوعظة اِلسنة‬

‫و شرطه أن يكون غري مربح‬ ‫واهلجر يف املضجع لفتة إهلية‬ ‫و تكون املوعظة ابلقول‬
‫حبيث ال خيدش ِلماً وال‬ ‫لطيفة إىل خصوصية العالقة‬ ‫والفعل ‪ ،‬فيعمل الزوج على‬
‫يكسر عظماً ‪ ،‬وخصه بعض‬ ‫بني الزوجني ‪ ،‬ومدى أتثري‬ ‫وعظها وتذكريها بواجباهتا‬
‫الفقهاء مبن ال يرى يف‬ ‫هذه اخلطوة يف نفس املرأة‬ ‫ابِلسىن‬
‫ضرب النساء إهانة‬ ‫حبيث جتعلها تلتفت إىل‬
‫جانب القصور لديها‬
‫لتصلحه‬

‫ويكون استخدام هذه األساليب ابلرتتيب ‪ ،‬فال يبدأ ابهلجر قبل املوعظة ‪ ،‬وهكذا ‪ ...‬و الدليل على ذلك‬

‫وه َّن فَِإ أن أَطَ أعنَ ُك أم فَالَ‬


‫ض ِربُ ُ‬ ‫ضِ‬
‫اج ِع َوا أ‬ ‫وه َّن ِيف ال َأم َ‬ ‫وزُه َّن فَ ِعظُ ُ‬
‫وه َّن َو أاه ُج ُر ُ‬ ‫شَ‬ ‫قوله سبحانه‪َ  :‬والالَِِّت َختَافُو َن نُ ُ‬
‫تَـأبـغُواأ َعلَأي ِه َّن َسبِيالً إِ َّن اَّللَ َكا َن َعلِياً َكبِرياً‪‬‬

‫الصفحة ‪10‬‬
‫عالج نشوز الزوج‬

‫حني يظهر من الزوج عالمات النفور واإلعراض عن زوجته فال بد للزوجة أن تعاجل هذه الظاهرة يف زوجها ‪،‬‬
‫وذلك ابلتعرف منه عن أسباهبا ‪ ،‬ابلتفاهم اهلادئ‪ ،‬واملخاطبة الودية‪ ،‬والرغبة يف املصاِلة‪ ،‬واستشارة ذوي اخلربة‪،‬‬
‫منعا من تطور هذا النشوز‪.‬‬
‫ً‬
‫الدليل على ذلك قوله تعاىل‪:‬‬
‫ضر ِ‬
‫ت‬ ‫الصلأح َخ أري وأ ِ‬ ‫شوزاً أَو إِ أعراضاً فَالَ جناأح علَي ِهما أَن ي ِ‬ ‫‪‬وإِ ِن امرأَةٌ َخافَ أ ِ ِ‬
‫ُح َ‬
‫صلأحاً َو ُّ ُ ٌ َ أ‬
‫صل َحا بَـ أيـنَـ ُه َما ُ‬
‫َُ َ َ أ َ ُ أ‬ ‫ت من بَـ أعل َها نُ ُ أ َ‬ ‫َ أَ‬
‫الش َّح َوإِن ُحتأ ِسنُواأ َوتَـتَّـ ُقواأ فَِإ َّن اَّللَ َكا َن ِمبَا تَـ أع َملُو َن َخبِرياً‪‬‬
‫س ُّ‬‫األَن ُف ُ‬

‫عالج الشقاق بني الزوجني‬

‫إذا فشلت حماوالت التفاهم واإلصالح بني الزوجني ‪ ،‬وتطور الشقاق واقرتب خطر الفراق‬ ‫‪-1‬‬
‫بينهما فال بد للزوجني من اخلروج عن سرية هذه املنازعات العائلية إىل إطالع األقارب من‬
‫األهل على املشكلة القائمة‪ ،‬طلباً لتدخلهم قبل تفاقم النزاع‪ ،‬وذلك ابملعاجلة اِلامسة من‬
‫خالل اختيار كل منهما ِلكم من أهل الزوج ‪ ،‬وحكم من أهل الزوجة؛ ملهمة التوفيق‬
‫واإلصالح بينهما‪.‬‬
‫الدليل‪ :‬قال هللا سبحانه ‪َ  :‬وإِ أن ِخ أفتُ أم ِش َقا َق بَـ أينِ ِه َما فَابأـ َعثُواأ َح َكماً ِم أن أ أَهلِ ِه َو َح َكماً ِم أن أَ أهلِ َها‬ ‫‪-2‬‬
‫خبِرياً‪‬‬‫صالَحاً يـُ َوفِ ِق اَّللُ بَـ أيـنَـ ُه َما إِ َّن اَّللَ َكا َن َعلِيماً َ‬
‫إِن يُ ِري َدا إِ أ‬
‫اِلكمان مؤمتنان على أسرار الزوجني؛ وحيكمان بني الطرفني املتخاصمني مبا حيقق غرض‬ ‫‪-3‬‬
‫املصاِلة واملصلحة‪ ،‬إذ جيب عليهما أن يفرغا جهدمها وعنايتهما إبخالص اتم إلصالح ذات‬
‫البني ‪ ،‬ومىت صح منهما العزم ‪ ،‬وصدقت اإلرادة كان التوفيق اإلهلي حليفهما‪.‬‬

‫الصفحة ‪11‬‬
‫الطالق و خطواته الرتبوية‬

‫مشروعية الطالق يف اإلسالم‬

‫أعلن القرآن الكرمي مشروعية الطالق ‪ ،‬وضبط عدده تكرميا للزوجة‬


‫ومنعها من التعسف هبا‪ ،‬فقد قال هللا تعاىل‪( :‬الطالق مراتن فإمساك‬
‫مبعروف أو تسريح إبحسان)‬
‫وقد قالت السيدة عائشة رضي هللا عنها يف سبب نزول هذه‬
‫اآلية ‪(:‬أن الناس والرجل كان يطلق امرأته ما شاء أن يطلقها وهي‬
‫يف ِ‬
‫العدة‪ ،‬وإن طلقها مائة مرة أو أكثر‪ ،‬حىت قال رجل المرأته‪ :‬وهللا‬
‫ال أطلقك فتبيين مين وال آويك أبداً‪ ،‬قالت‪ :‬وكيف ذاك ؟ قال‪:‬‬
‫أطلقك ‪ ،‬فكلما مهت عدتك أن تنقضي راجعتك ‪ ،‬فذهبت املرأة‬
‫حىت دخلت على عائشة فأخربهتا ‪ ،‬فسكت النيب صلى هللا عليه‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫اك ِمبَأع ُروف أ أَو تَ أس ِر ٌ‬
‫يح‬ ‫سٌ‬ ‫َّ‬
‫وسلم حىت نزل القرآن ‪:‬الطالَ ُق َم َّرَاتن فَإ أم َ‬
‫إبِِ أحس ٍ‬
‫ان‪‬‬ ‫َ‬

‫الصفحة ‪12‬‬
‫أنواع الطالق‬

‫الطالق البائن‬ ‫الطالق البائن‬ ‫الطالق الرجعي‬


‫بينونة كربى‬ ‫بينونة صغرى‬

‫وهو الطالق اِلاصل يف‬ ‫وهو الطالق الذي يقع يف‬ ‫وهو الطالق الذي يقع يف‬
‫املرة الثالثة ‪ ،‬ومل يعد للزوج‬ ‫املرة األوىل أو الثانية‬ ‫املرة األوىل والثانية ‪ ،‬ويكفي‬
‫حق يف عودة زوجته املطلقة‬ ‫وتنقضي العدة دون مراجعة‬ ‫للعودة إىل اِلياة الزوجية‬
‫ثالاث إال بعد زواجها من‬ ‫الزوج زوجته ‪ ،‬والبد إلعادة‬ ‫مراجعة الزوج زوجته ضمن‬
‫زوج آخر ‪ ،‬فإذا طلقها‬ ‫اِلياة الزوجية فيه من عقد‬ ‫فرتة العدة ‪ ،‬من غري عقد أو‬
‫الزوج األخري مستقبالً حق‬ ‫ومهر جديدين‪.‬‬ ‫مهر جديدين‪.‬‬
‫للزوج األول العودة إىل‬
‫زوجته بعقد ومهر جديدين‬

‫قال هللا سبحانه‪( :‬فإن طلقها فال حتل له من بعد حىت تنكح زوجا غريه فإن طلقها فال‬
‫جناح عليهما أن يرتاجعا إن ظنا أن يقيما حدود هللا وتلك حدود هللا بينهما لقوم يعلمون)‪.‬‬

‫الصفحة ‪13‬‬
‫ما يرتتب على الطالق من واجبات‬

‫يرتتب على إيقاع الطالق العديد من األحكام الشرعية والتكاليف املتنوعة حفظاً للحقوق‬
‫‪:‬‬ ‫الزوجية ‪ ،‬وأمالً يف إعادة اِلياة الزوجية إىل سابق عهدها ‪ ،‬وأمهها‬

‫‪1‬‬
‫نظام العدة للزوجة املطلقة‪ :‬حيث يرتتب عليها أن متكث بعد طالقها فرتة حمددة‬
‫تتأكد من براءة رمحها من احلمل‪ ،‬وحىت تتاح للزوج الفرصة خالهلا للمراجعة‪ ،‬وتتلخص أحكام‬
‫العدة من حيث املدة احملددة هلا يف التايل‪:‬‬
‫‪ -1‬إن كانت الزوجة املطلقة من ذوات احليض فعدهتا ثالثة قروء‪.‬‬
‫‪ -2‬وإن كانت الزوجة املطلقة ممن ال حتيض لصغر سنها أو لكرب سنها فعدهتا ثالثة‬
‫أشهر‪.‬‬
‫وإن كانت الزوجة املطلقة من ذوات احلمل فعدهتا أن تضع حلمها‪.‬‬
‫ص َن أِبَن ُف أس أه َّن‬ ‫وقد أوضح القرآن الكرمي هذا التفصيل بقوله سبحانه‪َ  :‬والْ ُمطَلَّ َق ُ‬
‫ات يَََرتبَّ ْ‬
‫َّلل والْي وأم أ‬ ‫أ أ أ‬ ‫أأ أ‬ ‫ثَالثَةَ قُ ُروء َوالَ َأَي ُّل َهلُ َّن أَن يَكْتُ ْم َن َما َخلَ َق َّ‬
‫اآلخ أر‬ ‫اَّللُ أيف أ َْر َحامه َّن إن ُك َّن يُ ْؤم َّن ِب َّ َ َ ْ‬
‫أ‬ ‫أأ‬
‫صالحاً‪. ‬‬ ‫َح ُّق بأَرده َّن أيف ذَل َ‬
‫ك إأ ْن أ ََر ُادوا إأ ْ‬ ‫َوبُعُولَتُ ُه َّن أ َ‬
‫كما قال جال وعال أيضاً يف توضيح أحكام العدة للحاالت األخرى‪َ  :‬والالَّئأي يَئأ ْس َن‬
‫َجلُ ُه َّن‬ ‫الت األ ْ أ‬
‫َمحَال أ َ‬ ‫يض أمن نأ َسائأ ُك ْم إأ أن ْارتَ ْب تُ ْم فَعأ َّد ُهتُ َّن ثَالثَةُ أَ ْش ُهر َوالالَّئأي ََلْ َأَي ْ‬
‫ض َن َوأ ُْو ُ‬ ‫أم َن امل أح أ‬
‫َ‬
‫اَّللَ ََْي َعل لَّهُ أم ْن أ َْم أرهأ يُ ْسراً ‪.‬‬ ‫أ‬
‫أَن يَ َ ْ َ ََْ ُ َّ َ َ َ َّ‬
‫َّق‬‫ت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬‫و‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫مح‬ ‫ن‬‫ع‬‫ض‬

‫الصفحة ‪14‬‬
‫‪2‬‬
‫وجوب إنفاق الزوج على الزوجة املطلقة خالل فرتة عدهتا‪:‬‬

‫فقد أوجب املنهج الرابين احملكم على الزوج عند طالق زوجته أن يتوىل اإلنفاق‬
‫عليها وعلى أطفاهلا‪ ،‬مع إبقائها يف بيت الزوجية طوال فرتة العدة إال أن أتِت‬
‫مبخالفة شرعية فاحشة ‪ ،‬كالزان‪.‬‬

‫وينطلق هذا التكليف الرابين للزوج حىت ميكن له مراجعتها مىت شاء‪ ،‬وألن‬
‫استمرار الصلة مع الزوجة املطلقة ابإلنفاق والسكىن يف بيت الزوجية مدعاة‬
‫للشفقة وصفاء القلوب ‪ ،‬وفرصة إلظهار الندم وإهناء اخلالف‪ ،‬وهذا ما أعلنه‬
‫القرآن الكرمي بقوله جل شأنه‪:‬‬
‫وه َّن لِ ِع َّدهتِِ َّن وأَحصوا ِ‬
‫الع َّدةَ َواتَّـ ُقوا َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬أ َي أَيـُّ َها النِ ُّ ِ َّ ِ‬
‫اَّللَ‬ ‫َ أ ُ‬ ‫اء فَطَل ُق ُ‬ ‫سَ‬ ‫َّيب إذَا طَل أقتُ ُم الن َ‬ ‫َ‬
‫ود‬ ‫ش ٍة ُّمبَـيِنَ ٍة َوتِل َ‬ ‫ربَّ ُكم الَ ُختأ ِرجوه َّن ِمن بـيوهتِِ َّن والَ َخيأرجن إِالَّ أَن أيأتِني بَِف ِ‬
‫أك ُح ُد ُ‬ ‫اح َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ أ ُُ َ ُ أ َ‬ ‫َ أ‬
‫ث بَـ أع َد ذَلِ َ‬
‫اَّللَ ُأحي ِد ُ‬
‫سهُ الَ تَ أد ِري لَ َع َّل َّ‬ ‫اَّلل ومن يـتـع َّد ح ُدود َِّ‬
‫ِ‬
‫ك أ أَمراً‪‬‬ ‫اَّلل فَـ َق أد ظَلَ َم نَـ أف َ‬ ‫َّ َ َ َ َ َ ُ َ‬
‫وه َّن‬
‫ار ُ‬ ‫ث َس َكنتُم ِمن ُو أج ِد ُك أم َوالَ تُ َ‬
‫ض ُّ‬ ‫وه َّن ِم أن َح أي ُ‬ ‫وقوله سبحانه أيضاً‪ :‬أ ِ‬
‫َسكنُ ُ‬‫أ‬
‫ض أع َن َْحألَ ُه َّن فَِإ أن‬ ‫الت َْحأ ٍل فَأ ِ‬
‫َنف ُقوا َعلَأي ِه َّن َح َّىت يَ َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫لِتُ َ‬
‫ضيِ ُقوا َعلَأي ِه َّن وإِن ُك َّن أُو ِ‬
‫وف وإِن تَـعاسرُأمت فَس ُرت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ض ُع لَهُ‬ ‫ورُه َّن َوأ َمت ُروا بَـ أيـنَ ُكم ِمبَأع ُر َ َ َ أ َ أ‬ ‫ُج َ‬
‫وه َّن أ ُ‬
‫ض أع َن لَ ُك أم فَآتُ ُ‬
‫أ أَر َ‬
‫أُ أخ َرى‪.‬‬

‫الصفحة ‪15‬‬
‫استحقاق الزوجة املطلقة كامل مهرها إذا كان قد دخل هبا‪ ،‬أما إذا طلقها قبل‬
‫‪3‬‬
‫الدخول هبا فتنال نصف مهرها‪.‬‬
‫ضتُ أم َهلُ َّن‬
‫وه َّن َوقَ أد فَـ َر أ‬
‫س ُ‬‫وه َّن ِمن قَـ أب ِل أَن متََ ُّ‬ ‫الدليل ‪ :‬قوله جل شأنه‪َ  :‬وإِن طَلَّ أقتُ ُم ُ‬
‫ب‬ ‫اح َوأَن تَـ أع ُفوا أَقـ َأر ُ‬‫ضتُ أم إِالَّ أَن يَـ أع ُفو َن أ أَو يَـ أع ُف َو الَّ ِذي بِيَ ِد ِه عُ أق َدةُ النِ َك ِ‬
‫ف َما فَـ َر أ‬‫ص ُ‬‫ضةً فَنِ أ‬
‫فَ ِري َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ري‪.‬‬ ‫اَّللَ ِمبَا تَـ أع َملُو َن بَص ٌ‬‫ض َل بَـ أيـنَ ُك أم إِ َّن َّ‬
‫نس ُوا ال َف أ‬
‫للتَّـ أق َوى َوالَ تَ َ‬
‫وحيرم على الزوج االعتداء على هذا اِلق واسرتداد ما قدمه هلا من مهر أو نفقة‬
‫ال َزأو ٍج َّم َكا َن َزأو ٍج َوآتَـ أيـتُ أم‬ ‫استِأب َد َ‬
‫وهذا ما أعلنه القرآن الكرمي بقوله سبحانه‪َ  :‬وإِ أن أ ََر أد ُّمتُ أ‬
‫ضى‬ ‫أخ ُذونَهُ َوقَ أد أَفأ َ‬‫ف َأت ُ‬ ‫أخ ُذوا ِم أنهُ َش أيئاً َأأت ُ‬
‫أخ ُذونَهُ ُهبأتَاانً َوإِ أْثاً ُّمبِيناً * َوَك أي َ‬ ‫اه َّن قِنطَاراً فَالَ َأت ُ‬ ‫إِ أح َد ُ‬
‫َخ أذ َن ِمن ُكم ِميثَاقاً غَِليظاً‪،‬‬ ‫ض َوأ َ‬ ‫ض ُك أم إِ َىل بَـ أع ٍ‬
‫بَـ أع ُ‬

‫حق الزوجة املطلقة يف حضانة أطفاهلا الصغار ما مل تتزوج‪:‬‬ ‫‪4‬‬


‫وهذا ما أرشد إليه اهلدي النبوي تقديراً ِلق األمومة ووظيفتها ‪.‬‬

‫فعن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما‪" :‬أن امرأة قالت َي رسول هللا إن‬
‫حواء‪ ،‬وإن أابه‬
‫سقاء وحجري له ً‬
‫وعاء وثديي له ً‬
‫ابين هذا كان بطين له ً‬
‫طلقين وأراد أن ينتزعه مين فقال هلا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أنت‬
‫أحق به ما مل تُنكحي"‪.‬‬

‫الصفحة ‪16‬‬
‫طلب املرأة الطالق من زوجها‬

‫أعطى الشرع اِلنيف احملكم الزوجة يف بعض اِلاالت اخلاصة حقاً يف طلب‬
‫الطالق ‪ ،‬ومن هذه اِلاالت‪:‬‬

‫‪ )1‬إذا افتدت نفسها من زوجها مبا قدمه هلا ‪ ،‬وقبِل الزوج ذلك‪.‬‬

‫حيث مسح اإلسالم للزوج أن يطلق زوجته بعد أخذه الفدية منها ‪.‬‬

‫وهي ما مساه الفقهاء‪ :‬اخللع‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقد أشار القرآن الكرمي إىل حكمه بقوله سبحانه‪ :‬فَِإ أن خ أفتُ أم أَالَّ يُق َ‬
‫يما‬
‫ت بِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ح ُدود َِّ‬
‫اح َعلَأي ِه َما ف َ‬
‫يما افأـتَ َد أ‬ ‫اَّلل فَالَ ُجنَ َ‬ ‫ُ َ‬
‫وقد أوضح اهلدي النبوي حكم اخللع ومشروعيته‪ ،‬فقد روت عائشة رضي هللا‬
‫عنها‪" :‬أن حبيبة بنت سهل كانت عند اثبت بن قيس بن مشاس فضرهبا فكسر‬
‫بعضها؛ فأتت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بعد الصبح فاشتكته إليه؛ فدعا‬
‫النيب صلى هللا عليه وسلم اثبتاً فقال‪ :‬خذ بعض ماهلا وفارقها‪ ،‬قال‪ :‬ويصلح‬
‫ذلك َي رسول هللا؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فإين أصدقتها حديقتني ومها بيدها‪ ،‬فقال‬
‫النيب صلى هللا عليه وسلم‪ :‬خذمها وفارقها ففعل"‪.‬‬

‫‪ )2‬إذا وجد عيب جنسي أو مرض منفر يف الزوج مل تصرب عليه الزوجة ‪ ،‬فيحق‬
‫هلا طلب الطالق دفعاً للضرر هبا ‪.‬‬

‫الصفحة ‪17‬‬
‫اثنياً‪ :‬نظام اِلدود والعقوابت‬

‫الصفحة ‪18‬‬
‫نظام العقوابت‬

‫تعريف العقوبة‬
‫يف اللغة‪ :‬اسم من العقاب ‪ ،‬والعِقاب‪ -‬بكسر العني‪ -‬واملعاقبة‪ :‬أن جتزي اإلنسان مبا فعل من سوء‪.‬‬

‫قال تعاىل‪ ( :‬وإن عاقبتم فعاقبوا مبثل ما عوقبتم به)‬

‫يف االصطالح‪ :‬هي األمل الذي يلحق اإلنسان مستحقاً على اجلناية‪.‬‬

‫ومسيت عقوبة ألهنا تتلو الذنب‪ ،‬من تعقبه‪ :‬إذا تبعه‪.‬‬

‫مسوغات إيقاع العقوابت‬

‫ترك الزكاة‪.‬‬ ‫‪ -1‬ترك فرض‬


‫إرتكاب الزان‪.‬‬ ‫‪ -2‬فعل حمرم‪.‬‬
‫‪ -3‬خمالفة ما أصدره اِلاكم من أمر أو هني وفق أحكام الشريعة‪.‬‬

‫أقسام العقوابت‬

‫تنقسم العقوابت عدة أقسام حسب االعتبارات اليت نتحدث عنها ‪ ،‬ولدينا هنا اعتباران‪:‬‬

‫‪ -1‬أقسام العقوابت من حيث النوع‪.‬‬


‫‪ -2‬أقسام العقوابت من حيث اِلقوق‪.‬‬

‫الصفحة ‪19‬‬
‫أقسام العقوابت من حيث النوع (أنواع العقوابت)‬

‫التعزير‬ ‫القصاص‬ ‫اِلد‬

‫أتديب اجلاين بعقوبة ال حد‬ ‫معاقبة اجلاين مبثل ما فعل‬ ‫معاقبة اجلاين بعقوبة مقدرة‬
‫فيها وال كفارة ‪ ،‬يقدرها‬ ‫مامل يكن الفعل نفسه حمرماً‪.‬‬ ‫شرعاً ليست مثل فعل‬
‫القاضي حسب اجلرمية‬ ‫اجلاين‪.‬‬
‫مثال‪ :‬العني ابلعني والسن‬
‫وآاثرها‪.‬‬
‫ابلسن والنفس ابلنفس‪.‬‬ ‫( تتناسب العقوبة مع‬
‫مثال‪ :‬التعدي ابلتكسري‬ ‫الفعل وليست من جنسه)‪.‬‬
‫مثال‪ :‬إذا أحرق شخص‬
‫والتخريب على ممتلكات‬
‫شخصاً آخر وتضرر احملروق‬ ‫مثال‪ :‬حد السرقة ‪ ،‬حد‬
‫الدولة ‪ ،‬يقدر القاضي هلا‬
‫ومل ميت ‪ ،‬فإننا ال حنرق‬ ‫الزان‬
‫عقوبة تناسبها‪.‬‬
‫الفاعل؛ ألن اإلحراق حمرم‬
‫يف نفسه‬

‫الفرق بني اِلد وبني القصاص‪:‬‬


‫يف القصاص يشرع العفو عنه والشفاعة فيه‪ ،‬سواء كان يف النفس أو فيما دوهنا‪ ،‬وهذا خبالف اِلدود فال يقبل‬
‫تصح فيها الشفاعة‪ ،‬بعد بلوغها اِلاكم‪.‬‬
‫فيها العفو ‪ ،‬وال ُّ‬

‫ين قَـ أبـلَ ُك أم أَ َّهنُ أم َكانُوا إِذَا َس َر َق فِي ِه ِم‬ ‫ول ِ‬


‫هللا صلى هللا َعلَ ِيه وآله وسلم‪« :‬أَيُّـها النَّاس إِ َّمنَا أ أَهلَ َ َّ ِ‬
‫ك ال ذ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬
‫الدليل‪ :‬قَ َ‬
‫ت ُحمَ َّم ٍد َس َرقَ أ‬ ‫اط َم َة بِأن َ‬‫َن فَ ِ‬ ‫يف أَقَاموا علَي ِه ا أِلد‪ ،‬و أأمي ِ‬
‫هللا‪ ،‬ل أَو أ َّ‬ ‫يف تَـرُكوهُ‪ ،‬وإِ َذا سر َق ِفي ِه ِم الض ِ‬
‫ت‬ ‫ت لََقطَ أع ُ‬ ‫َّع ُ ُ َ أ َ َ ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫الش ِر ُ َ‬
‫َّ‬
‫يَ َد َها»‬

‫الصفحة ‪20‬‬
‫أقسام العقوابت من حيث اِلقوق‬

‫القصاص‬ ‫‪ -1‬عقوابت تتعلق حبق العباد‬

‫الزان‬ ‫‪-2‬عقوابت تتعلق حبق هللا تعاىل‬

‫القذف‬ ‫‪-3‬عقوابت متعلق حبق هللا وحق العباد‬

‫ْثرات وفوائد تطبيق العقوابت يف اإلسالم‬

‫حفظ الضرورات الخمس‬ ‫‪1‬‬

‫الدين‬
‫حد الردة‬

‫العرض‬ ‫النفس‬ ‫املال‬ ‫العقل‬


‫حد الزنا والقذف‬ ‫القصاص‬ ‫حد السرقة‬ ‫حد شرب الخمر‬

‫‪2‬‬
‫تطهري املكلف من الذنوب واآلاثم‪:‬‬

‫س الَِّيت َح َّرَم َّ‬


‫اَّللُ إَِّال ِاب أِلَِق َوَال‬ ‫آخ َر َوَال يَـ أقتُـلُو َن النَّـ أف َ‬ ‫اَّلل إِ هَهلًا َ‬
‫قال تعاىل ‪ ( :‬والَّ ِذين َال ي أدعو َن مع َِّ‬
‫َ َ َ ُ ََ‬
‫اب يَـ أو َم ال ِأقيَ َام ِة َوَخيألُ أد فِ ِيه ُم َه ًاان * إَِّال َمن‬
‫ف لَهُ ال َأع َذ ُ‬ ‫اع أ‬‫ضَ‬ ‫أق أ ََاث ًما* يُ َ‬ ‫يَـ أزنُو َن ۚ َوَمن يَـ أف َع أل هذَلِ َ‬
‫ك يَـل َ‬
‫اَّلل غَ ُف ِ‬ ‫اَّلل سيِئَاهتِِم ح ٍ‬ ‫اِلا فَأُوهلَئِ َ ِ‬ ‫َاتب وآمن و َع ِمل َعم ًال ِ‬
‫يما‬ ‫ورا َّرح ً‬ ‫سنَات ۗ َوَكا َن َُّ ً‬ ‫ك يُـبَد ُل َُّ َ أ َ َ‬ ‫ص ً‬ ‫َ َ ََ َ َ َ َ‬
‫اِلا فَِإنَّه يـتوب إِ َىل َِّ‬
‫اَّلل َمتَ ًااب)‬ ‫*ومن َاتب و َع ِمل ِ‬
‫ص ً ُ َُ ُ‬ ‫ََ َ َ َ َ‬

‫الصفحة ‪21‬‬
‫الردع والزجر عن الوقوع يف مسببات العقوبة‪:‬‬ ‫‪3‬‬
‫اح ٍد ِم أنـ ُه َما ِمائَةَ َجلأ َدةٍ ۖ َوَال َأت ُ‬
‫أخ أذ ُك أم هبِِ َما َرأفَةٌ ِيف‬ ‫الزِاين فَاجلِ ُدوا ُك َّل و ِ‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫(الزانِيَةُ َو َّ‬
‫قال تعاىل‪َّ :‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِدي ِن َِّ‬
‫اَّلل إِ أن ُك أنـتُ أم تُـ أؤمنُو َن ِاب ََّّلل َوالأيَـ أوم أاآلخ ِر ۖ َولأيَ أش َه أد َع َذ َاهبُ َما طَائ َفةٌ م َن ال ُأم أؤمن َ‬
‫ني)‬

‫ْحاية الفرد واجملتمع‪:‬‬


‫‪4‬‬
‫اض ُكم حرام علَي ُكم َكحرمة ِ‬
‫يوم ُكم َه َذا‬ ‫وأموالَكم وأ أعر َ‬ ‫قال رسول هللا ‪ِ َّ ( :‬‬
‫ُأ‬ ‫ٌ َأ‬ ‫ماء ُكم‪ ،‬أ‬
‫إن د َ‬
‫يف شه ِرُك أم َه َذا‪ ،‬يف بلَ ِد ُكم َه َذا‪ ،‬أال َه أل بلَّغأت)‬

‫حصول الربكة والنفع العام لألفراد واجملتمعات‪:‬‬ ‫‪5‬‬


‫قال رسول هللا ‪ ( :‬حد يقام يف األرض خري من أن ُميطروا أربعني صباحاً)‬

‫من مميزات نظام العقوبات في اإلسالم‬


‫‪ -1‬أن مصدرها من هللا سبحانه وتعاىل ‪ ،‬فلم يرتك هللا عز وجل تقدير العقوابت‬
‫ألمزجة الناس وأهوائهم ‪ ،‬بل شرعها بعلمه وحكمته وعدله‪.‬‬
‫‪ -2‬املساواة يف إيقاع العقوبة بني الشريف والوضيع ‪ ،‬ألن املراد حفظ حقوقهم‬
‫ك‬‫َّاس إِ َّمنَا أ أَهلَ َ‬
‫مجيعاً ‪ ،‬والدليل على ذلك قول النيب ‪«( :‬أَيـُّ َها الن ُ‬
‫يف تَـ َرُكوهُ‪َ ،‬وإِذَا َس َر َق‬
‫الش ِر ُ‬‫ين قَـ أبـلَ ُك أم أ ََّهنُ أم َكانُوا إِذَا َس َر َق فِي ِه ِم َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫الذ َ‬
‫ت ُحمَ َّم ٍد‬ ‫َن فَ ِ‬
‫اط َم َة بِأن َ‬ ‫يف أَقَاموا علَي ِه ا أِلد‪ ،‬و أأمي ِ‬
‫هللا‪ ،‬لَ أو أ َّ‬ ‫فِي ِه ِم الض ِ‬
‫َّع ُ ُ َ أ َ َ ُ‬
‫ت يَ َد َها)‬ ‫ت لََقطَ أع ُ‬ ‫َس َرقَ أ‬

‫الصفحة ‪22‬‬
‫منهج اإلسالم يف منع اجلرمية‬

‫‪ -1‬التهذيب والتزكية عن طريق العبادات اليت قررها اإلسالم وجعلها فروضاً على كل مكلف ‪ ،‬فإن لكل عبادة‬
‫أثرها يف طهارة النفس وتزكيتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬تشريع األمر ابملعروف والنهي عن املنكر؛ إلجياد جو إمياين عام؛ تشيع فيه الفضائل ‪ ،‬وتنحسر فيه املنكرات‬
‫واآلاثم‪.‬‬
‫وف َويَـ أنـ َه أو َن َع ِن ال ُأمن َك ِر ۚ َوأُوهلَئِ َ‬
‫ك ُه ُم‬ ‫اخلَ ِري وأيأمرو َن ِابلأمعر ِ‬
‫َ أُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(ولأتَ ُكن من ُك أم أ َُّمةٌ يَ أدعُو َن إ َىل أ أ َ َ ُ ُ‬
‫قال تعاىل‪َ :‬‬
‫ال ُأم أفلِ ُحو َن)‬
‫‪ -3‬حتديد اجلرائم وأضرارها وعقوابهتا واإلعالن عنها ؛ لريتدع بقية اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -4‬تطبيق العقوبة العادلة لردع املذنب ‪ ،‬و زجر غريه‪.‬‬

‫ضماانت إيقاع العقوبة‬

‫يقصد هبا الضماانت اليت حتيط بتنفيذ العقوبة يف كل جرائم اِلدود ‪ ،‬واليت تكفل أال توقع العقوبة إال‬
‫على من يستحقها فعالً ‪ ،‬وهذه الضماانت هي‪:‬‬

‫‪ -1‬اعرتاف اجلاين على نفسه وإقراره‪.‬‬


‫‪ -2‬أن يشهد عليه شهود عدول ابرتكاب جرمية تستحق إقامة اِلد عليه‪.‬‬
‫أما إذا كان األمر جمرد ادعاء فقد اختذت الضماانت التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬ال تُقبل الدعوى ضد شخص ما إال بدليل ال يتطرق إليه أدىن شك‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا تطرق الشك إىل الدليل – مهما كان الشك قليالً‪ -‬فإنه حيمي املدعى عليه من إقامة اِلد ‪ ،‬بل قد‬
‫يكون سبباً يف إِلاق عقوبة قاسية ابملدعي‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كانت شهادة الشهود غري مستوفية للشروط فإن العقاب يلحق الشاهد بسبب اإلساء اليت أِلقها‬
‫ابملشهود عليه‪.‬‬
‫مثال‪ :‬أن يتهم شخص شخصاً آخر ابلزان ومل يستوف شروط الشهادة فإن حد القذف يقام على الشاهد‪.‬‬

‫الصفحة ‪23‬‬

You might also like