Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 56

THE INSTANT MILLIONAIRE

A TALE OF WISDOM AND WEALTH

MARK FISHER

‫املليونري الفوري‬
‫حكاية الحكمة و الثروة‬
‫مارك فيرش‬

1
‫مقدمة الناشر‬

‫ٌتطلب كل عصر أساطٌره الخاصة به ‪ ,‬خاصة تلك كما ٌعرّ فها وبستر‬
‫فرض الحقٌقة النافعة‬
‫هذا الكتاب الصؽٌر ٌقدم لنا أسطورة مبدعة وقوٌة ‪ ,‬تلك التً تكشؾ‬
‫أحد أعظم الحقابق المفٌدة للجمٌع ‪ ,‬فاألزدهارالمالً وعٌش حٌاة‬
‫مرضٌة تماما ً ‪ ,‬هً أهداؾ ٌمكننا تحقٌقها إذا فهمنا وتدربنا على مبادئ‬
‫النجاح ‪.‬‬
‫ربما تكون هذه األسطورة هً أفضل شكل لتقدٌم هذة الحقابق لما فٌها‬
‫من بساطة األطفال ‪.‬‬
‫ٌمكننا التواصل المباشر مع بساطة االطفال لعقلنا الباطن ‪.‬‬
‫وننشا العدٌد من التؽٌٌرات األٌجابٌة العظٌمة فً حٌاتنا ‪.‬‬
‫نحن نفتخر بؤن نكون الناشرٌن لهذا الكتاب ‪ ,‬فقد ُنشرت مسبقا ً فً‬
‫عشرة دول أُخرى تشمل معظم ؼرب أوربا ‪ ,‬الٌابان ‪ ,‬الصٌن ‪,‬‬
‫المكسٌك ‪ ,‬البرازٌل ‪ ,‬الوالٌات المتحدة‬
‫والكاتب هو ( ملٌونٌر حقٌقً )‬
‫ما ٌقوله هو إنعكاس لواقعه وحكاٌته أو أسطورته الصؽٌرة لٌست لكً‬
‫ال تإخذ على محمل الجد بل هذا الكتاب لكً ٌقرأ وٌعاد قراءته وٌدرس‬
‫وٌمارس ‪ ,‬إنه كتاب مصور ببراعة حٌث ٌمكنه ان ٌصنع لك ثروة‬
‫بطرق عدٌدة ورابعة ‪ ,‬وبعضها أكثر إقناعا ً وقٌمة من ثروات مادٌة ‪.‬‬

‫النارش‪ :‬مارك أيلني‬


‫‪2‬‬
‫الفصل األول‬

‫(عندما ٌقوم الشاب باستشارة قرٌبه الغنً)‬


‫كان هناك شاب المع ٌرؼب بؤن ٌصبح ثريّ ومع كل خٌبات األمل والنكسات التً ال ٌستطٌع أن‬
‫ّ‬
‫بحظه السعٌد وبٌنما هو بانتظار أن ٌبتسم له الحظ عمل هذا الشاب‬ ‫ٌنكرها إال أ ّنه ال ٌزال ٌإمن‬
‫كمساعد مسإول تنفٌذي بإحدى وكاالت اإلعبلنات الصؽٌرة ‪ ,‬راتبه لم ٌكن كافٌا ً وفً أحٌان كثٌرة‬
‫لم ٌكن ٌشعر بالرضا الكافً عن وظٌفته ‪ ,‬ببساطة لم ٌعد ٌجد نفسه بهذا العمل ‪ ,‬كان هذا ال ّ‬
‫شاب‬
‫ٌحلم بؤن ٌعمل شً ًء مختلؾ تماما ً ‪ ,‬مثل كتابة الرّواٌات التً ستجعل منه ثر ٌّا ً ومشهوراً وتنهً كل‬
‫مشاكله المالٌة فوراً ولؤلبد ‪ ,‬ولكن هل طموحه كان ٌتسم نوعا ً ما باالواقعٌّة ‪ ,‬هل ما لدٌه من‬
‫مواهب وتقنٌّات كافٌة لتحقق له أكثر الكتب مبٌعا ً أو أن صفحاته ستروي ما ٌشعر به من بإس‬
‫وكآبة ‪ ,‬وتشتت داخلً ‪...‬‬
‫أصبح عمله ٌمثل كابوسا ً ٌوم ٌّا ً وألكثر من سنة ‪ ,‬كان مدٌرهُ ٌمضً معظم الفترة الصّباحٌّة بقراءة‬
‫الصّحؾ وكتابة المذ ّكرات لٌختفً بعدها لٌتناول وجبة الؽداء التً تحتاج إلى ثبلث ساعات ‪ ,‬كان‬
‫ٌؽٌر آراءه بشكل مستمر وٌعطً أوامر متناقضة ‪ ,‬ولكن لم تكن المشكلة تكمن فً مدٌره وحسب بل‬
‫شاب كان محاطا ً بزمبلء فً مثل وضعه قد ملـّوا وضاقوا زرعا ً بما ٌقومون به ‪ ,‬لم ٌعد‬
‫أن هذا ال ّ‬
‫لدٌهم أي إحساس بؤيّ رإٌا وٌبدو أنهم استسلموا جمٌعا ً ‪ ,‬لم ٌجرإ ٌوما ً بؤن ٌروي لهم أو ٌخبرهم‬
‫عمّا ٌف ّكر به من أ ّنه سٌرمً ك ّل شًء وراءه وٌصبح كاتبا ً ‪ ,‬كان ٌدرك أ ّنهم سٌعتبرونها مجرّد نكتة‬
‫‪ ,‬لم ٌعد ٌشعر بالعالم حوله أثناء العمل كما لو أ ّن ُه فً بلد أجنبًّ ال ٌتكلم لؽت ُه ‪.‬‬
‫كل ٌوم اثنٌن كان ٌتساءل ما الذي سٌبقٌه على قٌد الحٌاة ألسبوع آخر ‪ ,‬شعر بال ّنفور التـّام من كل‬
‫تلك الملفّات المتراكمة على مكتبه من طلبات العمبلء لبٌع سٌارتهم وسجابرهم ونبٌذهم ‪.......‬‬
‫على مدار ستة أشهر كان قد كتب رسالة استقالته ودخل لعشرات الم ّرات إلى مكتب مدٌره وتلك‬
‫ال ّرسالة تحترق فً جٌبه ولك ّن ُه لم ٌستطع تقدٌمها له ‪ ,‬كان شٌبا ً ٌدعو للضحك لم ٌكن لٌتردد قبل‬
‫ثبلث أو أربع سنوات مضت ‪ ,‬ولك ّن ُه بدا ؼٌر متؤ ّكد ممّا ٌجب أن ٌقوم به ‪ ,‬شًء ما كان ٌعٌقه ‪ ,‬قوة‬
‫ما تش ّدهُ للتراجع أو على األرجح الجبن بكل بساطة ‪ .‬كان ٌنتظر إلى نهاٌة الوقت مستخدما ً ك ّل أنواع‬

‫‪3‬‬
‫األعذار كً ال ٌبدأ بتنفٌذ ما قررهُ ‪ ,‬تساءل دابما ً ما إذا كان سٌحقق ال ّنجاح الذي ٌرٌده أم أ ّن ُه أصبح‬
‫حالما ً دابما ً !؟ هل أصٌب بالشلل من حقٌقة أ ّن ُه كان مثقبلً بالدٌون؟؟ أم أ ّن ُه بدأ ٌكبر بالعمر ؟ هذا ما‬
‫ٌبدأ حتما ً فً اللـّحظة التً نتخلـّى فٌها عن رإٌتنا للمستقبل ! فً إحدى األٌّام التً شعر فٌها بحالة‬
‫كبٌرة من اإلحباط خطر بباله أن ٌقوم بزٌارة عمّه الذي أصبح ملٌونٌراً ‪ ,‬لعلـ ّ ُه ٌُسدي له بال ّنصٌحة‬
‫أو ربما ٌعطٌه بعض المال ‪ .‬كان ع ّم ُه شخصا ً ودوداً ولطٌفا ً وقد وافق فوراً على لقاءهُ‪ ,‬ولك ّن ُه رفض‬
‫إعطاءهُ المال زاعما ً أن هذا لٌس بمصلحته ‪.‬‬
‫كم عمرك ؟؟؟ همس ال ّ‬
‫شاب بخجل ‪ :‬إثنان وثبلثون ‪.‬‬
‫"هل تعلم أنّ ( جون بول جتً ) بعمر الثالثة والعشرٌن كان قد حصل على أوّ ل ملٌون ؟ "‬
‫وأنا عندما كنت بمثل عمرك كنت أمتلك نصؾ ملٌون ؟ إذاً ما الذي ٌدفعك إلقتراض المال وأنت‬
‫بهذا العمر؟" "مؽلوب على أمري ‪ ,‬أعمل كالكلب ‪ ,‬أحٌانا ً ألكثر من خمسٌن ساعة باألسبوع ‪......‬‬
‫العم ‪ :‬أتعتقد حقا ً أن العمل ال ّ‬
‫شاق قد ٌجعل النـّاس أؼنٌاء‪..‬؟‬
‫" أنا ‪ , .......‬أنا أظن ذالك ‪ , ......‬على كل حال هذا ما أُجب ُ‬
‫رت على تصدٌقه "‬
‫" العم ‪ :‬كم من المال تحصّل سنو ٌّا ً ‪ $ 25000 ,‬؟ " أجاب الشـّاب ‪ :‬أجل تقرٌبا ً "‬
‫" بإعتقادك أن شخصا ً ٌحصل على ‪ $ 250000‬سنوٌا ً سٌحتاج أن ٌعمل لساعات عمل أكثر ممّا‬
‫تعمل أنت بعشر م ّرات ؟ طبعا ً ال ! إذن هذا ٌعنً أنّ ال ّ‬
‫شخص الذي ٌجنً عشر أضعاؾ ما تجنٌه‬
‫أنت دون أن ٌعمل لساعات أكثر منك ٌقوم بشًء مختلؾ عمّا تقوم به أنت ‪ ,‬الب ّد أن لدٌه س ّراً ‪,‬‬
‫أنت أبداً ال تدركه "‬
‫أجاب الشـّاب ‪ " :‬أكٌــد هذا صحٌح ‪".‬‬
‫" أنت محظوظ بما أ ّنك أدركت هذا على األقل ‪ ,‬معظم ال ّناس ال ٌصل تفكٌرهم إلى هذا البعد ‪ ,‬حتى‬
‫إ ّنهم مشؽولون بكسب لقمة العٌش لدرجة جعلتهم ٌتوقفون عن التفكٌر كٌؾ ٌمكنهم ال ّتخلّص من‬
‫مشاكلهم المالٌة‪ ,‬معظم ال ّناس حتى ال ٌعطوا أنفسهم ساعة من أوقاتهم لٌحاولوا أن ٌف ّكروا كٌؾ‬
‫ٌمكنهم أن ٌصبحوا أثرٌاء ‪.‬‬
‫الشـّاب ‪ " :‬ولماذا لم ٌخططوا أبداً لٌكونوا كذالك ؟ "‬
‫شاب معترفا ً بؤ ّن ُه بالرّؼم من طموحه ال ّجامح وحلمه لصنع ثروة ‪ ,‬إال ّ أ ّن ُه لم ٌعطً نفس ُه ٌوما‬
‫كان ال ّ‬
‫وقتا ً للتفكٌر ملٌا ً بوضعه ‪ ,‬كان كل ما حول ُه ٌمنع ُه وٌصرف ُه عن مواجهة مهمّاته التً كانت أساسٌّة‬
‫ُ‬
‫قررت مساعدتك ‪ ,‬سؤرسلك إلى‬ ‫ومهمّة ‪ .‬بقً قرٌب الشـّاب صامتا ً لوهلة ثـ ّم ابتســم قـــابــبلً ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫الرّجل الذي ساعدنً كً أصبح ثرٌا ً ‪ٌ " ,‬دعى بالملٌونٌر الفوري " هل سمعت عنه من قبل ؟‬
‫شاب ‪ " :‬كبل ّ أبداً "‪.‬‬
‫ر ّد ال ّ‬
‫" لقد اختار هذا االسم أل ّن ُه ٌقول أ ّن ُه أصبح ملٌونٌراً فً لٌلة وضحاها بعد أن كشؾ السِّر الحقٌقً‬
‫لصناعة الثروة ٌقول أ ّن ُه بمقدوره أن ٌساعد أي كان لٌصبح ملٌونٌراً فً لٌلة واحدة ‪ ,‬أو على األقل‬
‫خرٌطة كبٌر ًة معلّ ً‬
‫قة على الحابط وأشار إلى بلدة‬ ‫ً‬ ‫أن ٌكتسب عقلٌة الملٌونٌر " استدار العم إلى‬
‫صؽٌرة شب ُه نابٌة ‪.‬‬
‫" هل ذهبت ٌوما ً إلى هُناك ؟ "‬
‫أجاب الشــّاب ‪ " :‬كبل ّ "‬
‫" لما ال ُتجرّب ؟ إذهب إلٌه قد ٌكشؾ س ّرهُ لك ‪ ,‬إ ّن ُه ٌعٌش فً بٌت رابع ‪ ,‬األجمل من بٌن كل بٌوت‬
‫ً‬
‫صعوبة فً الوصول إلٌه "‬ ‫البلدة‪ ,‬لن تجد أي‬
‫" الشـّاب ‪ :‬لما ال تخبرنً أنت بالسّر ؟ وتوفر علًّ عناء ّ‬
‫الذهاب إلى هُناك "‬
‫الحق بذالك ‪ ,‬عندما وثق الملٌونٌر بً كان أول ما طلب ُه م ّنً هو أن أقسم أن‬ ‫ّ‬ ‫" ببساطة ألنـًّ ال أملك‬
‫ال أُخبر أحداً بس ّره ‪ ,‬ولك ّن ُه أخبرنً أ ّن ُه بإمكانً أن أُرشد اآلخرٌن إلٌه "‬
‫كان كل هذا مفاجى ًء وؼامضا ً فً الوقت ذاته بالنسبة للشـّاب وقد أثار فضول ُه بالتؤكـٌد ‪.‬‬
‫" أمتؤكـّد أنك ال تستطٌع أن ُتخبرنً أي شًء ؟ أيّ شًء على اإلطبلق ؟ "‬
‫" مطلقا ً "‪.‬‬
‫كل ما ٌُمكننً أن أفعله هو أن أُز ّكٌك بشكل عال لدى الملٌونٌر "‬
‫سحب العم قطعة من الورق من درج مكتبه المصنوع من خشب البلوط وأخذ قلمه وعلى عجل ّ‬
‫خط‬
‫بعض السّطور ‪ ,‬ث ّم قام بطًّ ال ّرسالة ووضعها فً ظرؾ وسلـّمها إلى إبن أخٌه الشـّاب ‪.‬‬
‫" قال العم ‪ :‬هذا تعرٌؾ عنك ‪ ,‬وهذا عنوان الملٌونٌر ‪ ,‬آه‪ ..‬بقً شًء أخٌر ‪ٌ ,‬جب أن تعدنً بؤنـّك‬
‫لن تقرأ ال ّرسالة ‪ ,‬أمّا إذا فتحتها متجاهبلً تحذٌري !‬
‫وكنت ما زلت ترؼب أن تستفٌد منها ‪ ,‬فتظاهر بؤنـّك لم تفتحها ‪,‬‬
‫لكن ‪ ...‬أٌُمك ُنك أن ُترجع للوراء ما كان قد حدث ؟ "‬
‫ُ‬
‫ٌتحدث عن ُه ع ّم ُه ‪ ,‬ولك ّن ُه مقتنع أن ع ّم ُه كان دابما ً ؼرٌب‬ ‫لم ٌ ُكن لدى الشـّاب أدنى فكرة عمّا كان‬
‫األطوار ‪ ,‬وأ ّن ُه ٌُسدي ل ُه خدمة ‪ ,‬فً ال ّنهاٌة قرّر ال ّ‬
‫شاب أن ال ٌعٌر إهتمام ُه لكل نقطة ‪.‬‬
‫وشكر ع ّم ُه بحرارة ث ّم ؼادر‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل الثانً‬

‫(عندما ٌقابل الشـّاب ‪ ,‬البستانً العجوز)‬


‫شاب باتجاه بلدة الملٌونٌر الفوري ‪ ,‬كانت أفكارهُ ُتسابق سٌّارته ‪ٌ ,‬ا ُترى كٌؾ ستكون‬
‫انطلق ال ّ‬
‫مقابلت ُه مع هذا ال ّرجُل ؟ هل سٌُرحّبُ بزابر ؼٌر متوقـّع ؟ هل سٌكشؾُ ل ُه طرٌقته السّرٌة لٌكون‬
‫ثرٌا ً ؟ بمجرّد إقترابه من منزل الملٌونٌر تؽلّب علٌه الفضول ‪ ,‬وتجاهل تحذٌرات عمّه وقام بفتح‬
‫ً‬
‫صدمة بالنسبة له ‪ ,‬مع ّدل ضربات قلبه ازدادت بقوّ ة وأصبح ٌتصبّبُ عرقا ً ‪,‬‬ ‫ال ّرسالة ‪ ,‬لقد كانت‬
‫تساءل عمّا إذا كان ع ّم ُه قد أخطؤ أو أ ّن ُه سخر من ُه ‪ ,‬ألنّ ال ّرسالة عبارة عن ورقة بٌضاء فارؼة ‪,‬‬
‫واآلن هو أمام بوّ ابة منزل الملٌونٌر وقد الحظ وجود رجل األمن الذي حمل تعبٌرات قاسٌة‬
‫ومتحجِّ رة ‪ ,‬كان ٌبدو حصٌنا ً تماما ً مثل القلعة التً ٌقو ُم بحراستها ‪.‬‬
‫سؤل الحارس بطرٌقة جافة ‪ " :‬كٌؾ ٌمكننً مساعدتك ؟ "‬
‫أود مقابلة الملٌونٌر الفوري ‪.‬‬
‫ألدٌك موعد مسبق ؟ " كبل ‪ ,‬لكن ‪" ....‬‬
‫" حسنا ً ألدٌك رسالة تعرٌؾ ؟‬
‫" سحب الشـّاب الرّسالة من جٌبه ومباشر ًة أعادها مر ًة أخرى إلى جٌبه ‪ " .‬أٌمكننً أن أرى‬
‫شاب كلمات ع ّمه بؤن ٌتظاهر بؤ ّن ُه لم ٌفتح ال ّرسالة ‪ ,‬وقام‬
‫رسالتـُك " أصر الحارس ‪ " .‬تذكـّر ال ّ‬
‫بتسلٌمها إلى الحارس الذي قام بقراءتها بدون أيّ تؽٌرات فً تعابٌر وجهه ‪.‬‬
‫"حسنا ً " قال الحارس وهو ٌعٌد ال ّرسالة إلى ال ّ‬
‫شاب ‪ٌ " ,‬مكنك ال ّدخول " قام الحارس بإرشاد ال ّ‬
‫شاب‬
‫أٌن ٌمكن ُه أن ٌوقؾ سٌّارته ودلّ ُه إلى الباب األمامً لمنزل الملٌونٌر الفاخر ‪ ,‬قام خادم ذو أناقة‬
‫عالٌة بفتح الباب ‪ ,‬أٌمك ُننً مساعدتك " أو ّد مقابلة الملٌونٌر الفوري "‬
‫" ال ٌمكنه مقابلتك اآلن ‪ ,‬لو سمحت انتظرهُ فً الحدٌقة "‬
‫شاب إلى مدخل حدٌقة ذات بركة متؤللبة فً وسطها ‪ ,‬أُعجب ال ّ‬
‫شاب باألزهار‬ ‫قام الخادم بمرافقة ال ّ‬
‫الجمٌلة والشتل واألشجار ‪ ,‬ث ّم الحظ وجود بستانًّ كان منحنٌا ً نحو شتلة ورود ‪ ,‬كان بصحة جٌّدة‬
‫فً السّبعٌنٌات أو الثمانٌنات من عمره ‪.‬‬
‫كان ٌرتدي قبّعة من القش ذات حواؾ واسعة أخفت عٌنٌه ! عندما اقترب ال ّ‬
‫شاب منه ‪ ,‬ترك‬
‫البستانً عمله ورحّب به بابتسامة وقد كان لدٌه عٌنان مشرقتان زرقاوتان ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫" ما الذي جاء بك إلى هنا ؟ " سؤل البستانً بصوت دافا و ودود ‪.‬‬
‫أجاب ال ّ‬
‫شاب ‪ " :‬جبت لمقابلة الملٌونٌر الفوري "‬
‫" مممم ‪ ,‬فهمت ‪ .‬وأليّ سبب ؟ إذا كنت ال تمانع سإالً ؟ "‬
‫" حسنا ً ‪ ,‬أنا ‪ .....‬أنا أود أن أطلب منه ال ّنصٌحة "‬
‫بدأ البستانًّ ٌعود لوروده ‪ ,‬ثم توقّؾ والتفت ‪ " :‬آه بالمناسبة ! أأجد معك عشر دوالرات ‪ ,‬ممكن ؟‬
‫شاب ‪ :‬عشر دوالرات !!! وقد احمر وجه ُه خجبلً ‪ " ,‬إ ّنها فقط ‪ ....‬هذا كل ما بقً معً "‬
‫" قال ال ّ‬
‫" رابع ‪ ,‬هذا كل ما أحتاجه "‬
‫ً‬
‫روعة إستثنابٌة ‪ ".‬أجاب ال ّ‬
‫شاب ‪ ":‬فً الحقٌقة أنا‬ ‫بدا البستانًّ جلٌبلً ذو أسلوب ٌنضح سحراً و‬
‫أرؼب بإعطابك إٌّاها" ولكنّ المشكلة أ ّن ُه لن ٌبقى معً ما أعو ُد به إلى بٌتً" " البستانًّ ‪ :‬هل‬
‫تخطط للعودة الٌوم إلى بٌتك ؟ "" الالالال‪ .....‬أنا أقصد ‪ ,‬لٌس لً لدي أدنى فكرة "‬
‫قال ال ّ‬
‫شاب ‪ :‬وقد أصٌب ببعض اإلرتباك " لن أؼادر حتى أقابل الملٌونٌر الفوري "‬
‫" إذاً طالما أ ّنك لست بحاجة للمال الٌوم لما تتردد بإقراضً إٌّاها ؟‬
‫قد ال تحتاج ُه ؼداً ‪ ,‬من ٌعلم ؟ قد تصبح ملٌونٌراً "‬
‫لم تكن الحجة منطقٌة بالنسبة للشاب ولكنه أعطاه المال ‪.‬‬
‫ابتسم البستانً ‪ " :‬معظم الناس ٌخشون السإال عن األشٌاء وعندما ٌقومون فً النهاٌة ال ٌص ّرون‬
‫بشكل كافً هذا خطؤ كبٌر "‬
‫فً تلك اللحظة وصل الخادم إلى الحدٌقة وتح ّدث إلى الرجل العجوز باحترام ‪" :‬سٌدي لو سمحت‬
‫أٌمكننً الحصول على عشرة دوالرات ؟ الطباخ سٌؽادر الٌوم وأصر علًّ أن ٌُدفع له ‪ ,‬وٌنقصنً‬
‫عشرة دوالرات ‪ .‬أدخل البستانً ٌده فً جٌبه الفضفاض وأخرج رزمة هابلة من األوراق النقدٌة ‪,‬‬
‫ببل شك كان معه آالؾ الدوالرات حٌت الحظ الشاب أوراق نقدٌة فقط من فبة المبة دوالر باستثناء‬
‫العشرة دوالرات كانت فً أعلى الرزمة والتً اقترضها للتو من الشاب ‪ ,‬فسحبها البستانً‬
‫وأعطاها للخادم ‪ ,‬الذي انحنى نوعا ما قبل أن ٌختفً بسرعة إلى داخل المنزل ‪.‬‬
‫ثار ؼضب الشاب ‪ ,‬أي وقاحة لدى هذا البستانً جعلته ٌصادر آخر عشرة دوالرات كان ٌمتلكها‬
‫بٌنما كان جٌبه محشو بمبلػ لم ٌرى مثله من قبل " لماذا طلبت منً العشرة دوالرات "‬
‫" قال الشاب بكل ما أوتً من قوة أن ٌخفً ما ٌشعر به من ؼضب ‪ :‬لم تكن بحاجتها ! "‬
‫ولكنً بالفعل احتجتها ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫انظر لٌس لدي أي ورقة من فبة العشرة دوالرات قال البستانً مقلبا األوراق النقدٌة للرزمة ‪,‬‬
‫أاعتقدت أنً سؤعطٌه ورقة المبة ألٌس كذلك ؟‬
‫وما ٌجبرك أن تحمل كل هذه النقود معك ؟‬
‫" هذا مصروؾ جٌبً أجابه البستانً ‪ :‬أنا على الدوام أحتفظ بـ ‪ $ 25000‬معً احتٌاطا للحاالت‬
‫الطاربة " آه ‪ $ 25000 ......‬ؼمؽم الشاب ساببلً و مذعوراً‬
‫وفجؤة كل شًء بدا واضحا ً جلٌا ً ‪ :‬الخادم المإدب جداً ‪ ,‬الكمٌة الهابلة من النقود فً جٌبه ‪...‬‬
‫أنت الملٌونٌر الفوري ‪ ,‬ألٌس كذلك ؟‬
‫" حتى هذا الوقت ٌسعدنً قدومك "ولكن أخبرنً ‪ ,‬لماذا لست ثرٌا ً بعد ؟‬
‫ألم تسؤل نفسك ٌوما ً جدٌا ً هذا السإال ؟ " فً الواقع ال "‬
‫" حسنا ً هذا بالضبط ما ٌجب علٌك أن تقوم به أوالً ‪ ,‬فكر بصوت عال ‪ ,‬وأنا سؤتابع سلسلة أفكارك‬
‫إذا أردت "قام الشاب ببعض المحاوالت الضعٌفة ثم توقؾ ‪.‬‬
‫" حسنا ً قال الملٌونٌر ‪ ,‬أنت لم تعتد على التفكٌر بصوت عال ‪ ,‬أتعلم أن هناك الكثٌر من الشبان فً‬
‫مثل عمرك أصبحوا فعبلً أؼنٌاء بعضهم من أصحاب المبلٌٌن ‪.‬‬
‫وآخرون أصبحوا على حافة الحصول على أول ملٌون ‪.‬‬
‫أتعلم أن( أورٌستول أونسٌس ) وهو بعمر السادسة والعشرٌن كان ٌملك ‪ $ 500000‬فً البنك ‪,‬‬
‫عندها ؼادر إلى إنكلترا حٌث خطط لبناء إمبراطورٌته للشحن ‪.‬‬
‫" فقط السادسة والعشرون ؟ "‬
‫" هذا صحٌح وعندما بدأ لم ٌكن لدٌه إال بضع مبات من الدوالرات ولم ٌكن لدٌه شهادات جامعٌة‬
‫أو أي أقارب أؼنٌاء "‬
‫اآلن حان وقت العشاء أتود اإلنضمام إلً "‬
‫" شكراً جزٌبلً لك ‪ٌ ,‬سعدنً ذالك "‬
‫لحق الشاب بالملٌونٌر الذي بالرؼم من سنه ال ٌزال ٌتمتع بحٌوٌة ظاهرة فً خطواته ‪ ,‬دخبل إلى‬
‫ؼرفة الطعام حٌث قد تم بإعداد الطاولة لشخصٌن ‪.‬‬
‫" تفضل بالجلوس " أشار الملٌونٌر إلى طرؾ الطاولة ‪ ,‬المكان المخصص عاد ًة للضٌوؾ ‪ ,‬وجلس‬
‫إلى ٌمٌن ضٌفه الشاب مباشر ًة أمام ساعة رملٌة رابعة الجمال حملت شعار ( الوقت هو المال )‪.‬‬
‫دخل الخادم حامبلً زجاجة من شراب مرطب ثم قام بمؤل كإوسهما ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫" لنحتفل بؤول ملٌون " قال الملٌونٌر رافعا ً كؤسه ‪.‬‬
‫أخذ رشفة واحدة ‪ ,‬وأكل بشكل متواضع جداً بعض اللقٌمات من ستٌك السلمون اللذٌذ ‪.‬‬
‫أتحب ما تفعله فً حٌاتك ؟ سؤل الملٌونٌر ذلك الشاب ‪.‬‬
‫" أرؼب فً هذا ‪ ,‬الوضع فً المكتب صعب نوعا ً ما "‬
‫تؤكد من شعورك اإلٌجابً نحو العمل الذي تختاره ‪ ,‬كل أصحاب المبلٌٌن الذٌن أعرفهم أو إلتقٌتهم‬
‫فً السنوات القلٌلة الماضٌة ٌحبون مناصبهن بالنسبة لهم العمل أصبح نشاطا ً ترفٌهٌا ً مثل الهواٌة ‪,‬‬
‫لهذا السبب تجد معظم األؼنٌاء نادراً ما ٌؤخذون إجازات ‪ ,‬لما ٌحرمون أنفسهم مما ٌحبون عمله‬
‫بشدة ؟ ولهذا السبب أٌضا ً هم ٌستمرون بالعمل حتى بعد ما أصبحوا من أصحاب المبلٌٌن لفترات‬
‫طوٌلة ‪ ,‬ولكن بالرؼم من أنه ٌجب أن تنسجم بعملك لكن هذا لٌس كافٌا ً ‪,‬‬
‫لتصبح ؼنٌا ً علٌك أن تعلم أسرار الؽنى ‪.‬‬
‫أخبرنً ‪ ,‬أتإمن حقا ً بوجود تك األسرار ؟‬
‫أجل أنا أإمن بذلك ‪ .‬جٌد هذه هً خطوتك األولى ‪ ,‬إن معظم الناس ال ٌإمنون بوجود أسرار‬
‫للحصول على الؽنى هم حتى ال ٌصدقون أن بإمكانهم أن ٌصبحوا أؼنٌاء ‪ ,‬وهم على حق ‪ ,‬طبعا إذا‬
‫لم تإمن بؤنك ٌمكن أن تصبح ؼنٌا ً فإنه من النادر أن تصبح ‪ٌ ,‬جب علٌك أن تبدأ بالتصدٌق أنك‬
‫تستطٌع ومن ثم انقشها بعمق ‪ ,‬معظم الناس لٌسو مستعدٌن بعد هذه األسرار ‪ ,‬حتى لو ُكشفت لهم‬
‫بطرٌقة سهلة وبسٌطة ‪ ,‬إن التفكٌر المحدود بشكل كبٌر هو افتقارهم للتخٌل ‪ ,‬ولذلك األسرار الحقٌقة‬
‫للؽنى هً أكثر األسرار الؽٌر معروفة فً العالم إنها تشبه قلٌبل الرسالة المسروقة فً قصة‬
‫( ادجاراالن بو ) ‪ ,‬واستمر الملٌونٌر فً الحدٌث ‪ :‬أتتذكرها ؟ قصة تلك الرسالة التً بحثت عنها‬
‫الشرطة ولم ٌجدوها أبدا ‪ ,‬الن تلك الرسالة بدل أن نكون مخبؤة كانت ملقاة فً أقل مكان من‬
‫المحتمل أن توجد فٌه على مرأى البصر !‬
‫صب لفكرة مسبقة داخلهم منعت رجال الشرطة من إٌجادها ‪ ,‬لم ٌتوقعوا أن‬
‫قصور التخٌل والتع ّ‬
‫ٌجدوها فً مرأى البصر ولذلك لم ٌروها ‪.‬‬
‫استمع الشاب للملٌونٌر بانتباه شدٌد ‪ ,‬كان متشوقا ً لٌكتشؾ ما هً تلك األسرار ‪.‬‬
‫على أي حال شًء واحد كان مإكدا ‪ ,‬حتى لو كان هذا الملٌونٌر ال ٌملك أي أسرار ولكنه فعبلً‬
‫أستاذ فً التؤثٌر الرابع بالنفس ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫( عندما ٌتعلم الشاب أن ٌغتنم الفرص )‬


‫واآلن أخبرنً ‪ ,‬كم من المال أنت على استعداد أن تدفع مقابل الحصول على أسرار الثروة ‪ ,‬سإال‬
‫الملٌونٌر فاجؤه ‪ " .‬حتى لو كنت مستعداً كً أنفق المال ألحصل علٌها فلٌس معً وال حتى عشر‬
‫سنتات " " ولكن لو كان لدٌك المال ‪ ,‬كم من المال ستدفع ؟ قل رقما ‪ ,‬أي رقم ‪ ,‬أول رقم ٌخطر‬
‫ببالك " لم ٌستطع الشاب من أن ٌهرب من السإال اآلن فقد كان الملٌونٌر ٌنتظر إجابة محددة جداً‪.‬‬
‫" ال أعلم " رد مفكراً ‪ " :‬مبة دوالر ؟ "‬
‫انفجر الملٌونٌر ضاحكا ً ‪:‬فقط مبة دوالر؟ إذن أنت ال تإمن بوجود تلك األسرار ‪ ,‬ألٌس كذلك ؟‬
‫لو أنك فعبل تإمن بها ألنفقت أكثر بكثٌر من هذا المبلػ ‪ ,‬حسنا ً سؤعطٌك فرصة ثانٌة هٌا قل رقما ً‬
‫آخر هذه لٌست تسلٌة أنها قضٌة جدٌة جدا ًً ‪.‬‬
‫فكر الشاب مرة أخرى " أنا ال أمانع من األجابة ‪ ,‬قال الشاب ‪ :‬ولكن تذكر أنا مفلس تماما ً‬
‫" ال تقلق لهذا األمر "‬
‫" ولكن إذا لم أملك المال فإن ٌداي مقٌدتان " قال الشاب مرتبكا‬
‫صاح الملٌونٌر ٌاإلهً ! مازل لدٌنا طرٌق طوٌل نمشٌه سوٌا ً ! ومنذ بداٌة الزمن واألؼنٌاء‬
‫ٌستعملون أموال الناس لجمع ثرواتهم ‪ ,‬أي شخص جدي فعبلً ال ٌحتاج المال لٌصنع المال ‪ ,‬أعنً‬
‫بذلك النقود الشخصٌة ‪ .‬باإلضافة لذلك البد أنك تحمل معك دفتر شٌكات ‪......‬‬
‫أراد الشاب أن ٌنكر ذلك ولكنه فعبل وضع دفتر شٌكاته هذا الصباح فً جٌبه ‪ ,‬هللا أعلم لماذا ‪ ,‬كان‬
‫ٌملك بالضبط أربعة دوالرات وثمان وعشرون سنتا ً فً حسابه ‪.‬‬
‫أراد أن ٌكذب بشؤنه ولكن الملٌونٌر كانت لدٌه نظرة ثاقبة بدا كؤنه قادر على قراءة األفكار ‪.‬‬
‫تمتم الشاب بٌنه وبٌن نفسه ‪ ,‬بما أنه سٌعترؾ بسر ؼامض وعمٌق " أجل ‪...‬أحضرته معً "‬
‫أخرج الشاب دفتر شٌكاته بحركة مٌكانٌكٌة أشبه برجل آلً ‪ ,‬بالرؼم من محاولته للتمرد التً‬
‫خطرت بباله للحظات إال إنه شعر أنه منجذب تجاه هذا الرجل ‪ ,‬كانه بٌن ٌدي منوم مؽناطٌسً ‪.‬‬
‫حتى تلك اللحظة لم ٌشعر الشاب بالخوؾ من الملٌونٌر ‪ ,‬بالنسبة له كان ٌشع وداً ولطفا ً ‪ ,‬حتى أنه‬
‫كان مسلٌا ً نوعا ً ما ‪.‬‬
‫حسنا ً ر ّد الملٌونٌر ‪ " :‬أرأٌت أنه ما من مشكلة " نزع الملٌونٌر ؼطاء قلم أنٌق وأعطاه للشاب ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫" أكتب شٌكا ً بالمبلػ الذي ببالك ووقّعه "‬
‫" ولكن ال أعلم كم أكتب "‬
‫" حسنا ً أكتب لنقل ‪" $25000‬‬
‫قالها الملٌونٌر بطرٌقة واضحة تماما ً ‪ ,‬بدون أي ذرة ؼطرسة ‪.‬‬
‫" ماذا ‪ $25000‬صرخ الشاب ‪ ,‬البد أنك تمزح "‬
‫أكتب ‪ , $50000‬إذا أردت ذلك " ‪ ,‬أجابه الملٌونٌر بهدوء تام لدرجة أن الشاب لم ٌعد ٌدرك إذا‬
‫ما كان ٌتكلم بجدٌة أو إنها من باب الدعابة ‪.‬‬
‫حتى لو بدت ال‪ $25000‬أكثر مما ٌنبؽً ‪ ,‬على أي حال فؤنت لن تكن قادراً على صرفه ألنه‬
‫بدون رصٌد وأسوأ ما ٌمكن أن ٌحصل لً بسببه هو مدٌر بنك ؼاضب ٌتسابل إذا ما قد أصبت‬
‫بالجنون ‪ ,‬وسٌكون على حق ‪.‬‬
‫" هذا بالضبط ما قمت به عندما تعهدت بؤكبر صفقة فً حٌاتً وقعت شٌكا بـ ‪ $25000‬وبعدها‬
‫تبارٌت وتسابقت ألحصل على المال لتؽطٌته ‪ ,‬ولكن لو أننً لم أوقع الشٌك لكنت أضعت فرصة‬
‫ممتازة من بٌن ٌدي "‬
‫كان هذا أحد أول الدروس فً األعمال ‪ ,‬الناس الذٌن ٌضٌعون وقتهم بإنتظار أن تظهر لهم‬
‫الظروؾ المناسبة ال ٌحصلون على شًء ‪ ,‬الوقت المثالً هو أن تبدأ اآلن !‬
‫" درس آخر ‪ ,‬هو هذا التمرٌن الصؽٌر ‪ :‬إذا أردت أن تنجح فً الحٌاة ‪.‬‬
‫تؤكد أنه لٌس لدٌك الخٌار ‪ٌ ,‬جب علٌك أن تضع ظهرك للحابط ‪ .‬الناس الذٌن ٌتذبذبون وٌرفضون‬
‫أن ٌخوضوا أي مخاطرة ألنهم ال ٌملكون بؤٌدٌهم العناصر الكافٌة فهم ال ٌصلون إلى أي مكان ‪,‬‬
‫السبب بسٌط ‪ ,‬ألنه عندما تؽلق كل المخارج أمامك وتوجّه ظهرك للحابط فإنك ستحرك كل طاقتك‬
‫الداخلٌة ‪ ,‬بكل جوارحك سترؼب بؤن تفعل شًء ما ‪ ,‬إذن لما التردد اآلن ‪.‬‬
‫كتب الشاب الشٌك ببطا كتب األرقام ومن ثم الكلمات ‪.‬‬
‫ولكنه عندما وصل للتوقٌع بكل بساطة لم ٌستطع ‪.‬‬
‫" لم أكتب شٌكا ً بهذا المبلػ فً حٌاتً "‬
‫" إذا أردت فعبلً أن تصبح ملٌونٌراً ‪ ,‬علٌك أن تبدأ ‪.‬‬
‫ٌوما ً ما ستعتاد على توقٌع شٌكات أكثر بكثٌر من هذا ‪ ,‬هذه فقط البداٌة "‬
‫ولكن الشاب ال ٌزال ؼٌر قادر على توقٌعٌه ‪ ,‬كل شًء كان ٌجري بسرعة ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫إنه على وشك تسلٌم شٌك بمبلػ ‪ $25000‬لرجل التقى به للتو والذي ٌعده بالمقابل بؤسرار‬
‫مشكوك فٌها ‪.‬‬
‫" ما لذي ٌوقفك عن التوقٌع ؟ سؤله الملٌونٌر ‪.‬‬
‫كل شًء نسبً تحت الشمس ‪.‬‬
‫فً وقت من األوقات سٌبدو لك هذا المبلػ ضبٌل جداً " لٌس المبلػ ‪ ...‬تمتم الشاب ‪.‬‬
‫حسنا ً ما المشكلة إذن ؟ أنا أعلم لماذا ال ٌمكنك التوقٌع ‪ ,‬أنت ال تإمن بوجود األسرار التً ستحولك‬
‫إلى ملٌونٌر ‪ ,‬لو أنك فعبلً مقتنع لكنت وقعت الشٌك بلمحة أو بلحظة ‪ ,‬أخبرنً إذا كنت إٌجابٌا ً‬
‫للؽاٌة بؤن هذه األسرار ستساعدك لتحصل على ‪ $100000‬إضافٌة فً أقل من سنة ‪.‬‬
‫دون أن تضطر أن تعمل أكثر مما تقوم به اآلن هل كنت ستوقع الشٌك ؟‬
‫ً‬
‫إضافة سؤحقق ربح ‪" $75000‬‬ ‫" بالتؤكٌد سؤفعل " أُجبر على الموافقة ‪,‬‬
‫" إذن وقعه ‪ ,‬أنا أضمن لك أنه ٌمكنك الحصول على هذا المبلػ "‬
‫" أنت على استعداد أن تكتب هذا "‬
‫انفجر الملٌونٌر ضاحكا ً " تعجبنً أٌها الشاب ‪ ,‬أنت مصمم أن تحمً ظهرك إنه من الحكمة أن‬
‫تفعل هذا عاد ًة حتى لو كنت واثقا ً جدا ً من مصادرك ‪ ,‬هذا ال ٌعنً أنه ٌجب أن تثق بؤول شخص‬
‫تقابله فً طرٌقك "‬
‫ؼادر الملٌونٌر الطاولة مفتشا ً فً أحد األدراج ثم أخرج اتفاقٌة مسبقة التجهٌز إال أن ذلك لم ٌرق‬
‫للشاب كثٌراً ‪ ,‬هل هذا الملٌونٌر ٌعلب أسراره ثم ٌبٌعُها لمن هب ودب ‪.‬‬
‫وقع الملٌونٌر الكفالة وسلمها للشاب الذي قام بتفحصها بسرعة متؤكدا ّ عن رضاه عما كان ٌقرأه ‪,‬‬
‫ثم فجؤة ؼٌر الملٌونٌر رأٌه ‪ " .‬لدي فكرة أخرى ‪ ,‬ما رأٌك بالمراهنة ( القرعة ) ؟ "‬
‫أخرج قطعة نقدٌة من جٌبه وقذفها لؤلعلى وارتدت لؤلسفل فً كؾ ٌده‬
‫" لنلعب ملك وكتابة ‪ ,‬إذا أنا خسرت سؤعطٌك الـ ‪ $25000‬التً فً جٌبً ‪ ,‬وإذا ربحت ‪,‬‬
‫ستعطٌنً الشٌك فً كلتا الحالتٌن دعنا ننسى موضوع الكفالة " المشكلة الوحٌدة هً كما أخبرتك أنه‬
‫ال مال فً حسابً تقرٌبا ً ‪.‬‬
‫حتى لو أعطٌتك الشٌك لن ٌكون بمقدورك صرفه " قال الشاب ‪ " :‬ال مشكلة لست على عجل ‪ ,‬لما‬
‫ال تإجله لمدة سنة من اآلن " قال الملٌونٌر ‪.‬‬
‫تردد الشاب وقال " حسنا ً بهذه الشروط أنا أقبل الرهان "‬

‫‪12‬‬
‫فقد قام بعملٌة حسابٌة بسٌطة ووجد أنه فً أسوأ األحوال لدٌه سنة بؤكملها لتؽٌٌر البنك ‪ ,‬أو إؼبلق‬
‫حسابه أو بكل بساطة بإمكانه إٌقاؾ الشٌك ‪ ,‬لٌس هناك ما ٌخسره ‪.‬‬
‫ومع العرض الجدٌد للملٌونٌر من الممكن أن ٌحصل على ‪ $25000‬خبلل ثوان دون الحاجة لٌقوم‬
‫بؤي عمل ! إبتسامة رضى ارتسمت على شفتٌه بالرؼم عنه ‪ ,‬وتمنى أن ٌكون الملٌوٌنر لم ٌُبلحظه‪.‬‬
‫بعدها اقترح الملٌونٌر تعدٌبلً قصرٌا ً للتوضٌح ‪ ,‬الذي أكد شكوك الشاب على الفور ‪.‬‬
‫" هناك فقط شًء واحد ‪ ,‬إذا خسرت الرهان علٌك ان تقسم بانك ستفً بهذا الشٌك "‬
‫وافق الشاب وما إن كاد الملٌوٌنٌر ٌقذؾ بالقطعة النقدٌة حتى وفجؤة قاطعه الشاب ‪.‬‬
‫" اٌمكننً رإٌة القطعة النقدٌة ؟ "‬
‫ابتسم الملٌونٌر " ال شك فً ذلك ‪ ,‬انا فعبلً معجب بك أٌها الشاب ‪ ,‬انت حذر ‪ ,‬وهذا سٌساعدك‬
‫على تجنب الكثٌر من األخطاء ‪ ,‬ولكن تاكد ان حذرك لن ٌخسرك الكثٌر من الفرص الجٌدة ‪" .‬‬
‫سلّم الملٌونٌر العملة للشاب وبمجرّد أن تفحصها الشاب بعناٌة على كلتا الجهتٌن و أعادها للملٌونٌر‬
‫طلب الملٌونٌر من الشاب أن ٌسمًّ ما ٌرٌد ‪ " .‬كتابة "‬
‫قذؾ الملٌونٌر العملة ‪ ,‬وبدأ قلب الشاب ٌنبض بقوة كما لو أنه فً أول مواعدة له ! هذه أول مرة‬
‫تسنح له فرصة ربح مبلػ ‪! $25000‬‬
‫وهو ٌراقب العملة وهً تتؤرجح فً الهواء ازدا قلـقه بشـكل حـاد ‪.‬‬
‫حطـت علـى الطــاولة ‪ " .......‬ملك " قال الملٌونٌر بابتهاج ‪.‬‬
‫ولكن سرعان ما أضاؾ متعاطفا ً " عفواً "‬
‫لم ٌستطع الشاب من أن ٌمنع نفس ُه من اإلرتجاؾ قلٌبلً بٌنما كان ٌوقع الشٌك ‪.‬‬
‫هل سٌعتاد ٌوما ً ما على توقٌع شٌكات بمبالػ كبٌرة مثل هذا ‪.‬‬
‫ولكن عند هذه المرحلة جعلته ٌشعر بشا ؼرٌب فً الواقع ‪ .‬أعطى الشٌك للملٌونٌر الذي قام‬
‫بتفحصه بإٌجاز ‪ ,‬ثم ثنى الشٌك ووضعه فً جٌبه ‪.‬‬
‫" واآلن ‪ ,‬أٌمكننً أن أحصل على تلك األسرار ؟ " قال الشاب ‪.‬‬
‫" بالطبع ‪ ,‬ألدٌك قطعة من الورق ؟‬
‫سؤدونهم لك و بتلك الطرٌقة لن تنساهم " قال الملٌونٌر‪.‬‬
‫وجد الشاب صعوبة فً إستٌعاب كلماته ‪ ,‬مإكداً أن الملٌونٌر ال ٌتوقع أن ورقة واحدة تكفً لتتحمل‬
‫كل األسرار خصوصا ً أسرار دفع ثمنها للتو ‪! $ 25000‬‬

‫‪13‬‬
‫" آسؾ ‪ ,‬لٌس لدي أي ورقة "‬
‫" ولكن الم ٌكن معك رسالة التعرٌؾ عندما وصلت إلى هنا ؟‬
‫األشخاص الذٌن أرسلهم عمك كل السنٌن الماضٌة كانوا ٌحملون رسابل تعرٌؾ "‬
‫أخرجها الشاب من جٌبه وسّلمها للملٌونٌر و بعناٌة راقب وجهه وهو ٌفتح تلك الرسالة ‪.‬‬
‫ً‬
‫فارؼة تماما ً ‪.‬‬ ‫ولكن الملٌونٌر لم ٌبدو علٌه أنه تفاجؤ بؤن وجدها‬
‫أخذ قلمه أنحنى فوق الطاولة و قد كان على وشك أن ٌكتب شًء ما عندما رفع رأسه وطلب من‬
‫الشاب أن ٌؤتً بالخادم ‪ " ,‬ستجده فً المطبخ ‪ ,‬فً نهاٌة الممر هناك " وضّح الملٌونٌر ‪.‬‬
‫عندما عاد الشاب مع الخادم كان الملٌونٌر ٌؽلق الظرؾ ‪ ,‬كان ٌبدو علٌه راضٌا ً عن نفسه ‪.‬‬
‫" ضٌفنا الشاب سٌبقى و ٌمضً اللٌلة هنا ‪.‬‬
‫لو سمحت أٌمكنك أخذه إلى ؼرفته من فضلك ‪".‬‬
‫عنها إلتفت إلى الشاب " هذه هً االسرار "‬
‫وقؾ و سّلمه الظرؾ و صافحه بطرٌقة رسمٌة كما لو أنه أبرم للتو أهم الصفقات التً عملها فً‬
‫حٌاته ‪ " .‬الشًء الوحٌد الذي ٌجب علً أن أطلبه منك أن تنتظر حتى تكون لوحدك فً ؼرفتك قبل‬
‫أن تفتح الظرؾ وتقرأ األسرار ‪.‬‬
‫و ‪ .......‬أه ‪ , ...‬هناك شرط أخٌر ‪ ,‬قبل أن تقرأ ما كتبته ٌجب أن تعد أن تعطً بعضا ً من وقتك‬
‫وتشارك هذه األسرار مع أولبك الذٌن هم أقل حظا ً منك ‪.‬‬
‫إذا كنت موافقا ً ‪ ,‬ستكون أنت آخر شخص أعطٌه هذه األسرار بعد الٌوم بشكل مباشر ‪.‬‬
‫وعملً هنا سٌكون قد إنتهى ‪ ,‬وسؤكون على إستعداد لئلهتمام بورود فً حدٌقة أكبر بكثٌر‬
‫إذا كنت تشعر أنك لست جاهزاً لتتقاسم هذه األسرار ‪ ,‬مازال لدٌك الوقت للتراجع ‪.‬‬
‫ولكن عندها طبعا ً لن ٌكون بمقدورك أن تفتح الظرؾ ‪.‬‬
‫وسؤعٌد إلٌك الشٌك ‪.‬‬
‫وستكون حراً اآلن لتعود للمنزل وتستمر بنفس تلك الحٌاة التً أجبرت علٌها حتى اآلن ‪".‬‬
‫اآلن و بعد أن أصبح أخٌراً ٌحمل بٌن ٌدٌه الرسالة التً تحوي تلك األسرار ‪.‬‬
‫لٌس هناك أي إحتمالٌة للتراجع ‪ ,‬فقد أخذ فضوله ما أخذه منه ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫(عندما ٌكتشف الشاب نفسه سجٌناً)‬


‫سرعان ما كان الشاب لوحده فً ُؼرفته ‪ُ ,‬ؼرفة فاخرة جداً لم ٌستطع مقاومة تفحصها ‪ ,‬توجه نحو‬
‫الشباك الوحٌد الذي كان مرتفعا ً كثٌراً عن األرض ‪ ,‬نظر خارجا ً إلى الحدٌقة استطاع أن ٌرى أٌن‬
‫رأى الملٌونٌر ألول مرة وهو ٌعتنً بوروده بذلك الحنان ‪ .‬ح ّل اللٌل ‪ ,‬وقد ألقى القمر بنوره المتوهج‬
‫على كل شًء ‪ ,‬كان الشاب قد ملا تحسبا ً وتوقعا ً ‪ ,‬وأخٌراً سٌكتشؾ أسرار صناعة الثروة التً‬
‫استعصت علٌه لسنوات عدٌدة ‪.‬‬
‫وببطا فتح الظرؾ وفتح الرسالة ‪ ,‬ولكن‪ ...‬الورقة وللمرة الثانٌة كانت فارؼة تماما ً ! قلبها على‬
‫الجهة األُخرى لم ٌكن فٌها وال حتى أصؽر خربشة على الجهة األخرى‪!!..‬‬
‫ألهذا الحد كان ؼبٌا ً لٌسمح لهذا العجوز أن ٌخدعه ! لقد سلم ُه شٌكا ً بمبلػ هابل من المال مقابل شًء‬
‫ؼٌر موجود أصبلً ! لقد بدا الملٌونٌر صادقا ً جداً ‪ ,‬حتى أنه بدأ ٌشعر بالتعلّق بذاك العجوز‪ ,‬أدرك‬
‫الشاب أنه كان ٌجب أن ٌكون اكثر إنتباها ً ‪ ,‬حٌث هناك بعض الحقٌقة بعد كل ذالك فً التصدٌق أن‬
‫الناس الصادقٌن أبداً ال ٌصبحون أثرٌاء لقد أُجبر على اإلعتراؾ أنه لٌس لدٌه عقل تجاري على‬
‫اإلطبلق ‪ ,‬ربما هذا هو السبب الربٌسً كونه ال ٌزال فقٌرأ‪ .‬واآلن أصبح أفقر بكثٌر !‬
‫شعور من التمرد إجتاحه ورمى بالورقة عبر الؽرفة ‪ .‬ما الذي ٌمكن ان ٌفعله ؟ لقد سمح أن ٌُستدرج‬
‫إلى فخ محكم اإلنشاء‪ .‬لدي فقط بدٌل واحد ‪ :‬المؽادرة بؤسرع ما ٌمكن ‪ ,‬من ٌعلم ؟ قد تكون حٌاته‬
‫فً خطر أٌضا ً ‪ ,‬لم ٌعد ٌرؼب بقضاء اللٌلة فً هذا المكان ‪ .‬قرر أن أفضل ما ٌمكن أن ٌفعله هو أن‬
‫ٌتسلل بهدوء ‪ ,‬مشى على أطراؾ أصابعه إلى الباب وببطا أدار مقبض الباب ‪ ,‬ولكن الباب كان‬
‫مقفبلً من الخارج ‪ ,‬الشباك هو المخرج الوحٌد المتبقً وهو على إرتفاع تقرٌبا ً ثبلثٌن قدما ً عن‬
‫األرض ‪ ,‬إزا قفز دون شك سٌكسر رقبته ‪ ,‬خٌاره الوحٌد هو أن ٌرن الجرس لطلب الخادم ‪ .‬قرع‬
‫الجرس وانتظر‪...‬لم ٌؤت أحد ‪ ,‬رنّ مرة أخرى ‪ ,‬قد ٌكون الجرس معطبلً ‪ ,‬كان المنزل هادبا ً‬
‫تماماً‪" ...‬إ ّنه مسجون" ! استلقى على السرٌر وبدأت أحداث الٌوم تمر أمام عٌنٌه ‪ ,‬لم ٌستطع التؽلب‬
‫على الشعور بالسخافة الذي بدأ ٌؽمره ‪ .‬الورقة الفارؼة التً اشتراها بـ ‪ $00222‬بقٌت ملقاة أمامه‬
‫كما لو أنها ُمص ّرة على السخرٌة منه‪.‬اخٌراً تؽلب النوم علٌه ‪ ,‬وقد رأى فً منامه شخصؤ ؼرٌبا ً‬

‫‪15‬‬
‫ٌستدرجه وٌؽرٌه بشكل متكرر لٌوقع وثٌقة سمٌكة ذات أهمٌة كبٌرة ‪ ,‬كما لو أن حٌاته تعتمد علٌها ‪.‬‬
‫وقد كان الشاب ٌحت ّج بشدة ‪ ,‬ال بد أن هناك خطؤ ما‪ ...‬الوثٌقة فارؼة تماماً‪!......‬‬

‫الفصل الخامس‬

‫(عندما ٌتعلم الشاب أن ٌمتلك اإلٌمان)‬


‫فً صباح الٌوم التالً ‪ ,‬شعر الشاب كما لو أن شاحنة تزن ثبلثة آالؾ طن قد مرّت من فوقه ‪,‬‬
‫نظرإلى نفسه فً المرآة ‪ ,‬لقد نام بثٌابه وكان منظره فظٌعا ً ‪ ,‬ولقد ع ّزز لدٌه التصمٌم على ما ٌفعل ‪,‬‬
‫ف ّكر فقط بفكرة واحدة ‪ ,‬أن ٌجد الرجل العجوز لٌعطٌه "أسراره" وٌستعٌد الشٌك ‪.‬‬
‫مرر أصابعه خبلل خصبلت شعره وتوجه نحو الباب متذكراً أنه كان قد أُقفل اللٌلة الماضٌة ‪ ,‬أمّا‬
‫اآلن لم ٌكن كذلك ‪ ,‬سار إلى الخارج ؼاضبا ً متوجها ً نحو ؼرفة الطعام ‪.‬‬
‫وجد الملٌونٌر جالسا ً بهدوء إلى الطاولة ومرتدٌا ً نفس ثٌاب الٌوم السابق ‪ ,‬ثٌاب بستانً نظٌفة ولكن‬
‫من المستؽرب أنها ّ‬
‫رثة بالٌة ‪ ,‬قبعت ُه الكبٌرة كانت موضوعة على الطاولة أمامه ‪ ,‬كان الملٌونٌر‬
‫ٌرمً العملة فً الهواء ‪ ,‬وٌقوم بالعد كلما سقطت على الطاولة‪.‬‬
‫" تسعة " ‪ .‬تمتم دون أن ٌرفع نظره عن العملة ‪ " .‬عشــــرة‪ ......‬اللعنة ! " رفع رأسه ‪ .‬وال مرة‬
‫استطعت أن أصل إلى أكثر من عشرة ‪ ,‬حصلت على ما أُرٌد عشرة مرات على التوالً ومن ث ّم‬
‫دابما ً أفشل فً الرمٌة الحادٌة عشر ‪ ,‬حتى لو رمٌتها تماما ً بنفس الطرٌقة كل مرة "‬
‫أدرك الشاب أنه ُخدع اللٌلة الماضٌة ‪.‬‬
‫" والدي الذي كان ساحراً بارعا ً ‪ ,‬كان بشكل إعتٌادي ٌصل إلى الخمسة عشر ‪ ,‬لم أرث موهبته ‪" .‬‬
‫طلب الشاب من الملٌونٌر أن ٌرى العملة ‪ ,‬وبمرح أعطاه الملٌونٌر إٌاها ‪ ,‬رمى الشاب العملة‬
‫ورجعت للطاولة ملك ‪ ,‬كتابة ‪ ,‬ملك ‪ .‬هً كما تبدو لٌست خدعة ‪ ,‬إال اذا كان هناك آلٌة سرٌة هربت‬
‫من مبلحظته ‪ .‬قال الملٌونٌر ‪" :‬لم ٌكن هناك أي خدعة بالنسبة للرهان باألمس"‬
‫" انا فقط عرضت مهارتً فً التعامل مع المال ‪ ,‬بعض الناس ٌعتبرون المهارة خداع ولكنهما‬
‫شٌبٌن مختلفٌن تماما ً عن بعضهما ‪" .‬‬
‫لوح الشاب بالرسالة وألقاها على الطاولة ‪.‬‬
‫" لقد لعبت لُعبتك بشكل متقن علًّ سٌدي ‪ ,‬لقد حصلت بسهولة على ‪ $00222‬مقابل ورقة فارؼة "‬

‫‪16‬‬
‫" إنه س ّر الثراء " قال الملٌونٌر‬
‫" حسنا ً انت سوؾ تشرح بنفسك ‪ .‬هل تعتبرُنً أحمقا ً ؟ "‬
‫أحمقا ً !؟ بالطبع ال ‪ ,‬أنت ببساطة تفتقر للبصٌرة ‪.‬‬
‫وهذا شًء طبٌعً تماما ً ‪ ,‬إن عقلك ال ٌزال ؼٌر ناضج ‪.‬‬
‫" قد تكون محق ‪ ,‬ولكن أنا بالتؤكٌد قادر على التعرؾ على الورقة الفارؼة عند رإٌتً لها ‪" .‬‬
‫أُإكد لك أنه ٌمكن أن تصبح ؼنٌا ً فً الواقع مع تلك الورقة الفارؼة ‪.‬‬
‫هذا كل ما احتجته أنا ألصبح ملٌونٌراً فورٌا ً ‪ ,‬ولكن بما أنً ٌجب أن أعود سرٌعا ً لئلعتناء بورودي‬
‫الحبٌبة ‪ ,‬سؤساعدك ‪.‬‬
‫استمع لً جٌداً ألنه بمجرد أن تطبق هذه األسرار بنجاح ‪ ,‬علٌك أن تشارك بها اآلخرٌن ‪ ,‬بمجرد‬
‫أن تحرر نفسك من قٌود الفقر ‪.‬‬
‫علٌك أن ُتري الطرٌق إلى الذٌن ال ٌزالون مقٌّديّ األٌدي و األرجل ‪.‬‬
‫أٌمكنك أن تعٌد الوعد الذي قطعته باألمس ؟‬
‫لم ٌكن هناك أي شك فً ذلك ‪ ,‬الملٌونٌر كان مقنعا ً للؽاٌة ‪ ,‬فقط لدقابق قلٌلة سابقة كان الشاب على‬
‫وشك أن ٌشتم ُه واآلن ٌستمع إلٌه بانتباه ‪.‬‬
‫كرر الشاب وعده مرة أخرى ‪.‬‬
‫علً أن احذرك إنه لتصبح ملٌونٌراً قد ٌبدو سهبلً للؽاٌة ‪ ,‬ولكن التجعل البساطة تؽ ّ‬
‫شك فً كل‬
‫لحظة تشعر أن الشكوك تنتابك تذكر موزارت ‪( :‬العبقرٌة الحقٌقٌة تكمن فً البساطة) ستمٌل‬
‫للشكوك بالبداٌة ومع الوقت وبٌنما تنجذب إلٌك الثروة بطرٌقة سحرٌة ‪ ,‬عن طرٌق ؼٌر متوقع أبداً‬
‫بالنسبة لك ستبدأ بالفهم‪ .‬هذا بالضبط ما أردته من كل قلبً " أن أفهم "‬
‫هذا أفضل بكثٌر ‪.‬‬
‫فً اللحظة التً تدرك فٌها هذا السر عندها ستفهم لماذا تإمن به ‪ ,‬ولكن فً البداٌة وبالرؼم من‬
‫بساطته ‪ ,‬إال أن هذا السر سٌكون مفاجبا ً لك حٌث أنه لن تكون قادراً على استٌعابه ‪ ,‬أو حتى‬
‫تصدٌقه ‪.‬‬
‫لذلك ‪ :‬علٌك ان تقوم بقفزة صؽٌرة باإلٌمان ‪ ,‬إذا كانت األسرار موجودة علٌك أن تكسب كل شًء‬
‫بسبب إٌمانك ‪ ,‬وإذا لم تكن فلن تخسر شٌبا ً ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل السادس‬

‫(عندما ٌتعلم الشاب أن ٌركز على هدفه)‬


‫"ال تترد فً أن تطرح علًّ أي سإال ٌخطر ببالك " قال الملٌونٌر" سٌكون من دواعً سروري أن‬
‫أرد علٌها ‪ .‬بعد قلٌل لن ٌكون بمقدورك أن تفعل هذا ‪ ,‬إن وقتنا معا ً محدود لذلك دعنا ال نضٌع‬
‫الوقت بنقاشات عقٌمة ‪ ,‬هاك قلم ‪ ,‬الورقة معك ؟ هل ترٌد حقا ً أن تصبح ؼنٌا ً ؟‬
‫" بالتاكٌد أرٌد ذلك "‬
‫" حسنا ً ‪ ,‬دون كمٌة المال التً ترٌدها وكم من الوقت ستعطً لنفسك حتى تكسبها "‬
‫" أتعتقد أن المال سٌتساقط علًّ من السماء لمجرد أن أكتب بعض األرقام على ورقة "‬
‫" أجل أعتقد ذلك" قال الملٌونٌر ‪ .‬لقد نبهتك سابقا ً أن السر سٌكون بسٌط ‪ ,‬كل أصحاب المبلٌٌن‬
‫الذٌن قابلتهم أخبرونً أنهم أصبحو أؼنٌاء فً الوقت الذي وضعوا ألنفسهم كمٌة محددة وموعد‬
‫نهابً للحصول علٌها ‪ ,‬إذا لم تكن تعرؾ إلى أٌن تتجه فاألحتمال األكبر أنك لن تصل إلى أي مكان‬
‫" ٌبدو لً كالسحر "‬
‫" ولكن إنها فعبلً كذلك " سحر الهدؾ الك ّمً ‪.‬‬
‫دعنا ننظر للمسؤلة من زاوٌة مختلفة ‪ ,‬افترض أنك تحاول الحصول على وظٌفة ‪ ,‬وقد مررت بكل‬
‫الخطوات الضرورٌة وفً النهاٌة ُدعٌت للمقابلة ‪.‬‬
‫وبعد فترة قصٌرة أخبروك بؤنهم ٌنظرون بؤمرك بجدٌة ثم اكتشفت أنك بالفعل حصلت على الوظٌفة‬
‫التً ستعمل لك الكثٌر من المال ‪ ,‬كٌؾ ستكون ردة فعلك ؟ فً البداٌة ستكون فعبلً فخوراً بنفسك‬
‫حٌث أنه تم اختٌارك من بٌن عشرات أو ربما مبات المرشحٌن ‪ٌ ,‬اله من فذ ! وبما أنك كنت عاطبلً‬
‫عن العمل دعنا نقول لمدة ثبلثة أشهر قد تقول أنك كنت محظوظا ً بفترة من الراحة ولكن بمجرد أن‬
‫تمر فورة النشوة ‪ ,‬كٌؾ سٌكون رد فعلك التالً ؟‬
‫" حسنا ً ‪ ,‬كنت سؤتسابل متى ستبدأ وظٌفتً ‪.‬‬
‫ثم سؤرؼب بمعرفة بالضبط ما تعنٌه عبارة " الكثٌر من المال " ألن كل شًء قد ٌكون نسبٌا ً ‪,‬‬
‫سؤحاول أن أعرؾ كم سٌكون راتبً الشهري وما هً الحوافز التً س ُتقدم ‪.‬‬
‫" جٌد ‪ ,‬مثبلً إذا سؤلت ربٌسك بالعمل عن ما ٌقصده بعبارة " الكثٌر من المال " وكل ما كان مستعداً‬
‫له هو إعطاء ضمانة بؤنك بالتؤكٌد ستحصل على الكثٌر من المال لن تكون راضٌا ً ألٌس كذلك ؟‬
‫‪18‬‬
‫واألسوأ من ذلك هو أنك قد تبدأ تكون فكرة ثانٌة عن مصداقٌته ‪ .‬حقٌقة أنه رفض أن ٌعطٌك رقما ً‬
‫محدداً قد ٌعنً أن هنالك شًء ؼامض ٌحصل ‪ .‬وأن راتبك قد ال ٌكون سخٌا ً كما كان ٌعنً ضمنا ً ‪.‬‬
‫وكذلك إذا رفض إخبارك بتارٌخ محدد للبدأ بالعمل ستكون فعبلً موسوسا ً أو مفعما ً بالشك ‪ ,‬ألٌس‬
‫كذلك ؟ ستحاول أن تحاصره ‪ " .‬أعتقد أنً سؤفعل " رد الشاب موافقا ً ‪.‬‬
‫وإذا أصرٌت علٌه والتزال ؼٌر قادر على الحصول على التفاصٌل التً ترٌدها ‪ ,‬فإنك قد تؽٌر‬
‫رأٌك وتبدأ بالبحث فً مكان آخر ‪ ,‬فً الواقع ٌكون لك كل المبررات لتفعل ذلك ‪.‬‬
‫" معك حق ‪ ,‬العرض ٌتطلّب الكثٌر لٌصل للمستوى المطلوب " بدأ الملٌونٌر راضٌا ً ‪ ,‬سكت للحظة‬
‫قبل أن ٌتابع ‪ ,‬شفتاه أبدتا إبتسامة ‪ ,‬ولكنها جٌدة المحٌا ‪.‬‬
‫الهدؾ من األسبلة التً سؤلتها لمدٌرك المفترض هو الحصول على حقابق ثابتة صحٌح ؟‬
‫معرفة فقط أنك ستحصل على الكثٌر لن ٌكن كافٌا ً ‪ ,‬أنت أٌضا ً أردت أن تعرؾ كم من المال ‪.‬‬
‫معرفة أنك حصلت على الوظٌفة لم ٌرضٌك ‪ ,‬أٌضا ً أردت أن تعلم متى ستبدأ أو ربما أردت كل تلك‬
‫األشٌاء مدوّ نة ألن العقد ٌعتبر العمود الفقري لئلتفاق الشفهً ‪.‬‬
‫فالكلمات الشفهٌة زابلة بٌنما الكلمات المدونة دابمة ‪ ,‬هذا ماال ٌعٌه معظم الناس أو على األقل الؽٌر‬
‫ناجحٌن ‪ .‬إن الحٌاة تعطٌنا بالضبط ما نطلبه منها ‪ ,‬وبذلك ‪ ,‬فإن أول ما ٌجب علٌك فعله هو أن‬
‫تطلب بالضبط ماترٌده ‪ ,‬إذا كان طلبك مبهما ً ‪ ,‬مهما حصلت سٌكون فقط مشوشا ً ‪.‬‬
‫فإذا طلبت أقل ما ٌمكن ستحصل على أقل ماٌمكن ‪ ,‬علٌك أن تطلب كمٌة محددة من المال وتضع‬
‫تارٌخ نهابً للحصول علٌه ‪ ,‬ماذا ٌفعل الناس بشكل عام ؟‬
‫حتى أولبك الذٌن ٌرؼبون بالمال والكثٌر الكثٌر من المال كلهم ٌقعون بنفس الخطؤ ‪ ,‬فهم ال ٌحددون‬
‫بالضبط كم ٌرٌدون من المال وال تارٌخ نهابً عنده ٌكونون قد حصلوا علٌه ‪.‬‬
‫إذا أرد أن تتؤكد إسؤل شخصا ً ما بالضبط كم من المال ٌرٌد أن ٌجنً السنة القادمة ‪ ,‬أُطلب أن ٌجٌبك‬
‫اآلن ‪ ,‬إذا كان هذا الشخص ٌسٌر حقا ً على طرٌقه للنجاح وإذا كان فعبلً ٌعرؾ إلى أٌن هو ذاهب ‪,‬‬
‫وإذا كان لٌس لدٌه مشكلة فً أن ٌثق بك فهو قادر على أن ٌجٌبك فوراً ‪ ,‬بالرؼم من ذلك ‪ ,‬تجد أن‬
‫تسعة من كل عشرة أشخاص ال ٌمكنهم اإلجابة على هذا السإال فوراً من أعلى رإسهم ‪ ,‬إنه خطؤ‬
‫شابع الحٌاة ترٌد أن تعرؾ ماذا تتوقع منها بالضبط ‪.‬‬
‫إذا لم تطلب منها شٌبا ً ‪ ,‬فلن تحصل على أي شًء ‪ ,‬واآلن دعنً أختبرك ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أخبرنً " كم من المال ترٌد تجنً السنة القادمة "‬
‫وجد الشاب نفسه عاجزاً عن الكبلم ‪ ,‬لم ٌجد مشكلة فً متابعة سلسلة أفكار ذلك الرجل العجوز ‪,‬‬
‫فً الواقع كان متففقا ً معه من كل قلبه ‪ ,‬وأكثر من ذلك كان علٌه اإلعتراؾ أنه ٌنتمً ألكثرٌة‬
‫الناس الذٌن ٌرٌدون أن ٌصبحوا أثرٌاء ‪ ,‬ولكنهم ال ٌعلمون كم ٌرٌدون ‪.‬‬
‫كان ٌشعر باإلحباط ‪ .‬الأدري " أضطر لئلعتراؾ بذلك "‬
‫ولكن أدركت للتو إحدى أخطابً ‪ ,‬ربما أكثر خطؤ أساسً فً حٌاتً ‪.‬‬
‫" إنه خطؤ مهم دعنا نصححه هٌّا أُكتب المبلػ الذي فً عقلك "‬
‫" فً الوقع لٌس لدي الفكرة الكاملة " تمتم الشاب ‪.‬‬
‫ولكنه أمر سهل للؽاٌة ‪ ,‬أكتب المبلػ الذي تتمنى الحصول علٌه السنة القادمة ‪ ,‬أنا أعرؾ ما سنفعل‬
‫خذ بعض الدقابق وفكر فٌه جٌداً وعندما ٌنتهً الوقت علٌك أن ُتدون مبلؽا ً ‪.‬‬
‫نحن أصبلً حددنا مسبقا ً الوقت النهابً ‪ ,‬سنة واحدة من اآلن ‪.‬‬
‫إذن كل ما علٌك التفكٌر به هو المبلػ ‪.‬‬
‫هٌّا إبدأ ‪ ,‬الوقت ٌمر بٌنما كان ٌقول ذلك إلتقط الساعة الرملٌة الذهبٌة من على الطاولة وقلبها ‪,‬‬
‫وعندها دخل الشاب بسرعة فً روح اللُعبة ‪ ,‬وأدرك أنه ألول مرة ٌضطر ألن ٌُركز بشدة بشًء‬
‫ٌخص حٌاته ‪ .‬كل أشكال األرقام بدأت تتسلل من عقله دون سٌطرة ‪ ,‬الوقت كان ٌُقارب على‬
‫اإلنتهاء ‪ ,‬عندما سقطت آخر حبة رمل كان ال ٌزال ؼٌر مستقر على رقم محدد ‪.‬‬
‫" جٌد " قال الملٌونٌر الذي لم ٌرفع نظره عن الساعة الرملٌة " ما الرقم الذي فً عقلك "‬
‫توصل الشاب إلى أعلى قٌمة إعتقد أنه ٌمكنه أن ٌجنٌها وببطا دون األرقام على الورقة ‪...‬‬
‫" فقط ‪! " $02222‬‬
‫صاح الملٌونٌر ‪" :‬إنه مبلػ قلٌل جداً ‪ ,‬ولكنها البداٌة ‪ ,‬كنت أُفضل أن ٌكون ‪$022,222‬‬
‫سٌكون العمل علٌك كثٌراً لتصبح ملٌونٌر ‪.‬‬
‫ولكنك سترى لن تكون متعبا ً كما ٌتخٌل معظم الناس ‪.‬‬
‫وكذلك سٌكون أهم عمل تقوم به فً حٌاتك ‪ ,‬بؽض النظر عن المنصب الذي ستختاره فً نهاٌة‬
‫المطاؾ"‬

‫‪21‬‬
‫الفصل السابع‬

‫( عندما ٌعرف الشاب ما قٌمة الصورة الذاتٌة )‬


‫دخل الخادم إلى ؼرفة الطعام حامبلً قهوة وكروسان ‪ ,‬أكل الشاب بٌنما الدرس ال ٌزال مستمراً‬
‫سؤسؤلك سلسلة من األسبلة ‪ ,‬ألساعدك أن تفهم ما الذي حصل معك أثناء دقابق التفكٌر التً أخذتها‪.‬‬
‫" أول شًء ٌجب أن تدركه هو أن المبلػ الذي دونته على الورقة ٌعنً أكثر بكثٌر من ما تفكر به‬
‫فً الواقع ‪ ,‬هذا المبلػ ٌمثل تقرٌبا ً المبلػ الذي تعتقد أنك تستحقه ‪ .‬فً نظرك ‪ ,‬سواء اعترفت أو ال‬
‫فما تستحقه هو ‪ $050555‬فً السنة ‪".‬‬
‫" ال أدري كٌؾ ٌمكنك أن تقول هذا " قال الشاب ‪ " :‬الحقٌقة أنً اخترت هذا المبلػ بالذات ٌعنً‬
‫أننً متزن العقل واضع قدماي على األرض ‪ .‬أنا فقط ال أعرؾ كٌؾ ٌمكننً أن اجنً مبلػ أكبر‬
‫فً الوقت الحالً ‪ .‬وفوق هذا كله ‪ ,‬لٌس لدي وظٌفة عالٌة اإلٌجار ‪ ,‬وال درجة علمٌة وال حتى أي‬
‫مبلػ فً البنك "‬
‫" طرٌقتك فً التفكٌر صحٌحة إلى حد ما ‪ ,‬وعلى أي حال ‪ ,‬أنا احترمها ‪ .‬المشكلة الوحٌدة هو هذا‬
‫السلوك أنه السبب فً وضعك الحالً ‪.‬‬
‫أن الظروؾ الخارجٌة لٌست بتلك األهمٌة فً الحقٌقة ‪ ,‬احفظ ذلك جٌداً فً عقلك ‪ :‬كل األحداث فً‬
‫حٌاتك ما هً إال صورة مرآة ألفكارك ‪ ,‬لن ٌستطٌع عقلك فهم المبدأ إذا ال زلت وعلى نطاق واسع‬
‫تتقبل فكرة أن العوامل الخارجٌة هً التً تحدد حٌاتك ‪.‬‬
‫فً الواقع ‪ ,‬كل شًء فً الحٌاة عبارة عن مسؤلة موقؾ أو سلوك ‪ ,‬الحٌاة هً تماما ً كما تتصورها‪.‬‬
‫كل شًء ٌحدث معك هو نتاج أفكارك لذلك ‪ ,‬إذا كنت ترؼب بتؽٌٌر حٌاتك علٌك أوالً أن تبدأ‬
‫بتؽٌٌر أفكارك ‪ ,‬ال شك أن تعتبر هذا مبتذالً قلٌبلً ‪.‬‬
‫الكثٌر من األفراد العقبلنٌٌن ‪ٌ ,‬ضحضون هذا المبدأ بعنادة ‪ ,‬ولكن الحقٌقة هً أن كل أولبك الذٌن‬
‫أنجزوا أشٌاء عظٌمة فً حٌاتهم ‪ ,‬بؽض النظر عن المجاالت ‪ ,‬تجاهلوا االعتراضات التً أثارها‬
‫بصرامة المفكرٌن العقبلنٌٌن ‪ ,‬وهذا بالتؤكٌد ال ٌعنً أننً ضد الذكاء بؤي شكل من األشكال ‪ ,‬بل‬
‫على العكس تماما ً ‪.‬‬
‫التفكٌر والمنطق ضروري من أجل تحقٌق النجاح ‪.‬‬
‫ولكنها ال تكفً ‪ٌ ,‬جب أن تكون هً األدوات والخدم المخلصٌن وال شًء أكثر ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫فً معظم الحاالت ‪ ,‬التفكٌر والمنطق ٌمثلون حواجز وعوابق فً طرٌق اإلنجاز الكبٌر ‪ ,‬ألن‬
‫األشٌاء العظٌمة ٌنشؤها فقط أولبك الذٌن ٌملكون اإلٌمان بقوة العقل ‪ .‬الناس الناجحون أبداً ال‬
‫ٌسمحون للظروؾ أن تزعجهم كثٌراً ‪.‬‬
‫إذا نظرنا عن كثب ‪ ,‬إن الظروؾ التً تواجه أصحاب اإلنجازات العظٌمة كانت تعد فً الماضً‬
‫مجرد صعوبات ‪ ,‬وحتى أنها أصعب بكثٌر مما ٌواجهه ‪ ,‬ولكن هذا ببساطة جعلهم ٌصلون إلى‬
‫االستفادة بشكل أعمق من قواهم الداخلٌة ‪ ,‬هإالء المنجزون ٌعتقدون اعتقاداً راسخا ً بؤنهم ٌمكنهم‬
‫الحصول على أشٌاء عظٌمة ‪ .‬كل أولبك الذٌن أصبحوا أثرٌاء إقتنعوا إقتناع عمٌقا ً أن ُه بإمكانهم أن‬
‫ٌصبحوا أثرٌاء ‪ .‬ولهذا السبب نجحوا ‪ ,‬ولكن دعنا نعود إلى ورقتنا ونجٌب على هذا السإال‪...‬‬
‫مبلػ ال ‪ $ 050555‬الذي كتبته لم ٌكن بالتؤكٌد أكبر رقم خطر ببالك ‪ ,‬ألٌس كذلك ؟"‬
‫" أنت على حق ‪ ,‬لم تكن فعبلً "‬
‫" إذن ‪ ,‬ماذا كانت ؟ "‬
‫" كان رأسً مزدحما ً بالكثٌر من األرقام ‪" ......‬‬
‫" على سبٌل المثال ؟‬
‫" حسنا ً ‪ " " $ 0550555‬ولماذا لم تكتبه ؟ "‬
‫" ال أدري ‪ ,‬باعتقادي أنها تبدو أبداً صعبة المنال "‬
‫" ستبقى كذلك حتى تإمن أنه ٌمكنك الحصول علٌها "‬
‫" بما أنك اخترت ‪ , $ 050555‬أصبح لدٌنا مهمة كبٌرة نقوم بها ‪ ,‬ستؤخذ منك وقتا ً طوٌبلً جداً‬
‫لتصبح ملٌونٌراً ‪ ,‬لذلك اكتب رقما ً أعلى تراه اآلن ممكن نٌله بالنسبة لك ‪ ,‬استرخً "‬
‫بعد لحظة من التفكٌر وكتب الشاب ‪. $ 000555‬‬
‫" تهانٌنا ‪ ,‬لقد حصلت للتو على ‪ $ 000555‬فً ثوان قلٌلة ‪ ,‬لٌس سٌبا ً ‪ ,‬ألٌس كذلك ؟ "‬
‫" لم أجنً شٌبا ً بعد " " إنها كما لو أنك حصلت علٌها ‪ ,‬لقد تخطٌت الخطوة األكبر ‪ ,‬لقد وسّعت‬
‫الصورة الذاتٌة لدٌك باعتبار أنك ستحصل على ‪ $ 000555‬بدالً من ‪ , $ 050555‬إنها لٌست‬
‫قفزة كبٌرة لؤلمام ولكنه تق ّدم ‪ ,‬مثل روما فهً لم ُتبنى فً ٌوم واحد على الحال "‬
‫" فً داخلك هناك روما نوعا ً ما ‪ ,‬كم هً فً داخل كل إنسان ‪.‬‬
‫ضبط كما تتصورها ‪ ,‬ومن المستؽرب أنها مرنة أٌضا ً ‪.‬‬
‫الشًء المذهل أن المدٌنة هً بال ّ‬

‫‪22‬‬
‫" حجم مدٌنتك ٌعتمد بالضبط على المحٌط " المقاس " الذي تعطٌه إٌاها ‪ .‬بزٌادة الرقم الذي كتبته ‪,‬‬
‫أنت وسّعت حدود مدٌنتك ‪ ,‬روما التً بداخلك كبرت ‪ ,‬وهذه فقط البداٌة ‪.‬‬
‫" كل المفكرٌن الحكماء قالوا ولعصور أن أكبر الحواجز هً تلك التً ٌبنٌها اإلنسان بنفسه ‪ ,‬وبذلك‬
‫فإن أكبر عابق للنجاح هو العابق العقلً ‪.‬‬
‫وسع آفاق عقلك تتوسع آفاق حٌاتك ‪ .‬فجر عوابقك الداخلٌة ستفجر العوابق فً حٌاتك ‪ .‬الظروؾ‬
‫فً حٌاتك ستتؽٌر كما لو أنه سحر ‪ ,‬أنا أقسم بعد التجربة أنه حقٌقً "‬
‫" ولكن كٌؾ ٌمكننً معرفة ما هً العوابق فً عقلً ؟ سؤل الشاب‬
‫" كل هذا ٌبدو معقول ولكن بنفس الوقت ؼٌر قابل للتطبٌق "‬
‫" لقد شرحت لك للتو كٌؾ ٌمكنك أن تجد الحدود التً تتوافق مع صورتك الذاتٌة ‪ ,‬لقد قمت‬
‫بترجمتها إلى واقع ملموس عندما كتبت الرقم ‪ .‬أنه من الرابع أن ترى ما ٌعتقده كل فرد بالنسبة‬
‫لنفسه ‪ .‬فً كل مرة أي شخص ٌطبق هذا التمرٌن فإن رقم جدٌد فوراً ٌكشؾ الوجه الحقٌقً‬
‫لصورته الذاتٌة ‪ .‬أنه ٌواجهه بحدود طاقاته العقلٌة التً ستتطابق تماما ً مع الحدود التً ٌواجهها فً‬
‫حٌاته ‪ .‬الحٌاة سوؾ تركع أمام الحدود التً وضعها هو بنفسه ‪ ,‬سواء كان على بٌنة من هذا أم ال ‪.‬‬
‫إن الناس الذٌن ٌفشلون عادة هم األقل وعٌا ً لهذه المبادئ األساسٌة للنجاح والثراء ‪ .‬األشخاص‬
‫الناجحون أصبحوا على بٌنة من هذه الظاهرة وبذلوا قصارى جهدهم للعمل على صورهم الذاتٌة ‪.‬‬
‫" أسهل طرٌقة للعمل على الصورة الذاتٌة فً البداٌة هً أن تؤخذ ورقة بٌضاء وتكتب علٌها أرقام‬
‫محددة ومتصاعدة ‪ .‬دعنا نبدأ تمرٌننا الصؽٌر مرة أخرى ‪.‬‬
‫أكتب رقما ً أكثر جرأة هذه المرة " ف ّكر الشاب لثوان قلٌلة ‪ ,‬انحنى وكتب ‪ $ 0550555‬معترفا ً أنه‬
‫الحد األقصى بإمكانه تصور الحصول علٌه ‪.‬‬
‫" ربّما هً أقصى ما تستطٌع تصوره ولكنه أبداً لٌس أعلى ما ٌمكن الحصول علٌه فً الواقع ‪ .‬أنه‬
‫مبلػ ضبٌل ‪ .‬بعض الناس ٌجنوه فً شهر ‪ ,‬وآخرون فً أسبوع حتى فً ٌوم ‪ ..‬كل ٌوم من السنة ‪.‬‬
‫على أي حال دعنً أهنٌك على ‪ .‬لقد قمت بتقدم مذهل فقد ضاعفت مكاسبك وبالتالً وسّعت حدود‬
‫عقلك ‪ .‬لٌس كما كنت أرؼب ولكننً ال أرٌد أن أضؽط علٌك لتستعجل ‪ .‬علٌك أن تبدأ بوضع‬
‫هدؾ لنفسك ‪ ,‬هدؾ تعتبره جريء وبذات الوقت منطقً ‪.‬‬
‫" إن سر أي هدؾ هو أن ٌكون طموح وقابل للتحقٌق ‪.‬‬
‫ولكن ال تنسى أن معظم الناس تقلٌدٌٌن بشكل كبٌر جداً ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫إنهم ٌخشون أن ٌندفعوا خارج حدود عقولهم ‪ .‬لقد حولوا حدودهم العقلٌة إلى نوع من العادة لقد‬
‫اعتادوا على أن ٌخرجوا ببل شًء وهم مقتنعٌن أن هذا كل شًء عن الحٌاة ‪ .‬إنهم ٌخافون أن‬
‫ٌحلموا ‪ٌ .‬جب علٌك أن ال تخشى من توسٌع حدود طاقاتك العقلٌة ‪ .‬ما ٌمكنك إنجازه فً ساعة ‪,‬‬
‫مجرد أن تدوِّ ن سلسلة من األرقام أكبر ثم أكبر كل مرة ‪ ,‬إنه شًء مدهش ‪ .‬قد تم ّكنت من مضاعفة‬
‫هدفك فً ؼضون بضع ثوانً ‪ .‬فً وقت الحق عندما تكون لوحدك ‪ ,‬قم بالتمرٌن التالً ‪,‬‬
‫إجلس بعزلة بؽرفتك واكتب مسار مصٌرك المالً ‪.‬‬
‫وهكذا ٌمكنك فعلها ‪ :‬بعد ستة سنوات من الٌوم سؤصبح ملٌونٌراً ‪ .‬هذا هو التطبٌق العملً للسر‬
‫الذي جعلنً ملٌونٌراً فورٌا ً ‪ .‬سوؾ تتعرض على األرجح لحقٌقة أنه ستؤخذ منك مدة ستة سنوات‬
‫لتصبح ملٌونٌراً وأنا اتفق معك ولكنها ستؤخذ فقط ثانٌة واحدة لتصنع المفتاح السرّي الذي سٌإمّن‬
‫لك مصٌرك المالً والثروة أما بالنسبة لً ‪ ,‬فقد بدأت ببعض النقود التً أداننً إٌاها ملٌونٌر عجوز‬
‫‪ ,‬ما ٌعادل تقرٌبا ً ‪ $ 000555‬فً عُملة هذه األٌام ‪ .‬وقد استؽرقت منً بالضبط خمسة سنوات‬
‫وتسعة أشهر ألعمل أول ملٌون لً ‪ .‬ومنذ ذلك الوقت جعلته ٌتزاٌد وٌزدهر باستخدام هذه الصٌؽة‬
‫مراراً وتكراراً ‪ ,‬مع التزاٌد المستمر لؤلرقام ‪ .‬هذه الصٌؽة أضحكت دابما ً بعض الناس ‪ ,‬وهذا‬
‫شًء لن ٌتؽٌر ولكن بالرؼم من ذلك إن أولبك الذٌن ٌضحكون لٌسوا أؼنٌاء !" ه ّز الشاب رأسه‬
‫مفكراً وقد اقتنع نصؾ اقتناع ولكنه بدا سهبلً جداً ‪ " .‬إنه شًء واضح " وتابع الملٌونٌر " إن هذه‬
‫الصٌؽة فعالة بالنسبة ألولبك الذٌن ٌرٌدون أن ٌصبحوا أي شًء ؼٌر ملٌونٌرات ‪ .‬لٌس كل شخص‬
‫ٌمتلك باعتزاز هذا الطموح ‪ ,‬وهذا على وجه التحدٌد جمال هذا السر ‪ .‬فهو صالح وعلى قدم‬
‫المساواة ألي حلم من المتواضع جداً إلى األكثر ؼبل ًء ‪ ,‬تهوراً ٌمكنه أن ٌصنع لك ‪$0555‬‬
‫إضافٌة فً السنة أو ٌضاعؾ مدخولك السنوي ‪ .‬إنه شًء مجدي تماما ً على فكرة ‪.‬‬
‫وإذا كنت ال تمانع اذهب إلى ؼرفتك و امض بعض الوقت بٌنما أعود أنا إلى ورودي الحبٌبة ‪,‬‬
‫واكتب الجملة التً أعطٌتك إٌاها ‪ :‬بعد ستة سنوات من الٌوم سؤصبح ملٌونٌراً ‪ٌ ,‬ؤتً ببالك وبؽض‬
‫النظر عن ما قد ٌكون ‪ .‬ستجد بعض األوراق فً المكتب ‪ .‬تذ ّكر شٌبا ً واحداً ‪ :‬طالما أنت ؼٌر‬
‫معتاداً على فكرة أن تصبح ملٌونٌراً وطالما أنها لٌست جزءاً ال ٌتجزأ من حٌاتك ‪ ,‬وكذلك من عمق‬
‫أفكارك ‪ ,‬ال شًء ٌمكنه أن ٌساعدك لتصبح ملٌونٌراً ‪ " .‬إذن اآلن إذهب وفكر بصٌؽتً أو‬
‫بتؤكٌداتً ‪ ,‬كما قد ترؼب بتسمٌتها ‪ ,‬دعها تكون مبدأ توجٌهٌا ً لك خبلل الست سنوات المقبلة ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثامن‬

‫(عندما ٌكتشف الشاب قوة الكلمات )‬


‫بعد ساعة أتى الخادم لٌصطحب الشاب ‪ ,‬الذي كان منهمكا ً جداً فً التدرب على ما أعطاه إٌاه ذلك‬
‫الملٌونٌر ؼرٌب األطوار ‪ .‬وقد بدا كؤن الوقت لم ٌمر على اإلطبلق ‪ .‬وضّح الخادم أن الملٌونٌر‬
‫ٌتوقع منه أن ٌؤتً إلى الحدٌقة ‪ ,‬ورافقه الشاب إلى هناك بصمت ‪ .‬كان مُضٌف ُه جالسا ً على المقعد‬
‫متؤمبلً وردة مقطوفة للتو ‪ .‬رفع رأسه عندما اقترب الشاب منه‪ .‬وابتسامة لطٌفة علت وجهه ؛ لقد‬
‫كان مشرقا ً متؤلقا ً " فً الحقٌقة ‪ .‬كان ٌبدو منتشٌا ً تقرٌبا ً ‪" .‬إذن كٌؾ سارت األمور ؟ " سؤل‬
‫الملٌونٌر ‪ " .‬هل سار التدرٌب على ما ٌرام ؟ " " أجل ‪.‬ولكن لدي الكثٌر من األسبلة ‪ ".‬ولذلك أنا‬
‫هنا " دعا الشاب لٌجلس بجانبه " ما ٌزعجنً على وجه التحدٌد أنه ال ٌمكننً أن أفهم كٌؾ ٌمكننً‬
‫أن أصبح ملٌونٌراً بعد ستة سنوات حتى لو كتبت هذه الجملة المجنونة وتؤملتها ‪ .‬كٌؾ ٌمكننً‬
‫إقناع نفسً بؤنً سؤصبح ملٌونٌراً ؟ حتى أننً ال أدري بؤي مجال سؤعمل ‪ .‬كذلك ال زلت أشعر‬
‫أننً صؽٌر جداً على أن أصبح ملٌونٌراً ‪ " ".‬الشباب ٌعنً ال عابق ‪ .‬عدد ال ٌحصى من الناس‬
‫أصبحوا أؼنٌاء بعمر أصؽر بكثٌر من عمرك ‪ .‬والعابق األساسً هو أن ال تعرؾ السر أو أن‬
‫تعرفه وال تطبقه ‪ " ".‬أشعر أننً جاهز لتطبٌقه ‪ .‬ولكن المشكلة الوحٌدة هً أننً ؼٌر قادر‬
‫بصراحة على إقناع نفسً بؤننً ٌمكن أن أصبح ملٌونٌراً حتى لو أردت ذلك ‪ .‬خبلل األٌام القلٌلة‬
‫القادمة أو ربما األسابٌع على األؼلب ‪ ,‬ستطور من شخصٌة الملٌونٌر الفوري خاصتك ‪ .‬بشكل‬
‫طبٌعً ‪ ,‬ستؤخذ بعض الوقت إللؽاء كل ما بنٌته فً عقلك لسنوات عدٌدة ‪ " .‬سر تطوٌر الشخصٌة‬
‫ٌكمن فً الكلمات ‪ ,‬جنبا ً إلى جنب مع الصور ‪ ,‬وهً الطرٌقة الخاصة التً من خبللها تعبر‬
‫األفكار عن نفسها ‪ .‬كل فكرة لدٌك تمٌل لتظهر نفسها أو تعبر عن نفسها فً حٌاتك بشكل أو بآخر‬
‫كلما كانت شخصٌة الشخص قوٌة كلما كانت أفكاره أقوى وكلما كانت أسرع فً التعبٌر عن نفسها‬
‫‪ ,‬وبالتالً تشكٌل ظروؾ حٌاته ‪ .‬هذا ببل شك ألهم الفٌلسوؾ الٌونانً القدٌم ‪ ,‬هاركٌلتس ‪ ,‬لٌبلحظ‬
‫" حرؾ ٌساوي المصٌر"‪ " .‬الرؼبة هً أفضل ما ٌحافظ على أفكارك " كلما زاد حماس أو اشتعال‬
‫رؼبتك كلما تشكل ما ترؼه بسرعة فً حٌاتك ‪ ".‬إن الطرٌق لتصبح ؼنٌا ً هو أن ترؼب بذلك‬
‫بحرارة " بتحرق " ‪ .‬فً كل مجال من حٌاتك ‪ ,‬اإلخبلص والحماس هً المقومات البلزمة للنجاح‬
‫‪" .‬حتى اآلن أتمنى بكل إخبلص أن أصبح ؼنٌا ً " قال الشاب ‪ ".‬وقد قمت بكل شًء ممكن لسنوات‬
‫‪25‬‬
‫عدٌدة ولكن ال شًء أبدا نفعا ً "‬
‫" الرؼبة المتحمسة ضرورٌة ‪ ,‬ولكنها لٌست كافٌة ‪ .‬ما ٌنقصك هو اإلٌمان ‪.‬‬
‫ٌجب أن تإمن بؤنك ستصبح ملٌونٌراً "‬
‫" كٌؾ ٌمكننً أن احصل على اإلٌمان ؟ " سؤل الشاب‬
‫" لقد قرأت العدٌد من الكتب حول هذا الموضوع ‪ .‬وما علّمنً إٌاه معلّمً ٌتوافق إلى التوصل إلى‬
‫االستنتاجات عنهم ‪ :‬إن الطرٌقة للحصول على اإلٌمان هو من خبلل تكرار الكلمات ‪ .‬إن للكلمات‬
‫تؤثٌراً ؼٌر عادي على حٌاتنا الداخلٌة والخارجٌة ‪ .‬الكلمات قادرة على كل شًء ‪ .‬معظم الناس ال‬
‫ٌدركون هذا المبدأ وٌفشلون فً استخدامه ‪ ,‬كبل ‪ ,‬لقد رمٌت هذا خلفً ‪ ,‬هم ٌستخدمون قوة الكلمات‬
‫ولكن عادة لما ٌضرهم ‪ " .‬أنا ال أرٌد أن أعارضك " قال الشاب " ولكنً اعتقد أنك مبالػ ‪ .‬ال‬
‫ٌمكننً حقا ً أن أرى كٌؾ للكلمات أن تساعدنً ألصبح ملٌونٌراً ‪ .‬لدٌهم بعض األهمٌة ‪ ,‬ولكن‬
‫بالتؤكٌد أشٌاء أخرى هً أكثر أهمٌة وأكثر قوة وفعالٌة " لم ٌجب الملٌونٌر ‪ ,‬كان منؽمسا ً فً أفكاره‬
‫للحظة ‪ .‬ثم قال ‪ " ,‬فً المكتب فوق ؼرفتك تركت لك كتٌّب ٌشرح لك هذه الظاهرة بطرٌقة مفٌدة‬
‫جداً إذهب وجده إنه قصٌر جداً ‪ .‬إقرأه وانزل مرة أخرى إلى هنا ‪ .‬سنكمل نقاشنا عندها " عاد‬
‫الشاب إلى ؼرفته ‪ ,‬أؼلق الباب وبحث عن الكتٌب فً مكتبه ‪ .‬لم ٌكن هناك أي كتٌب ولكنه وجد‬
‫رسالة وجهت إلٌه كما ٌبدو ‪ ,‬بالرؼم من أن اسمه لم ٌكن مكتوبا ً علٌها ‪ُ .‬كتب علٌها ‪ :‬رسالة إلى‬
‫الملٌونٌر الشاب ‪ ,‬فتحها ‪ ,‬كانت تحوي كلمة واحدة كتبت بالحبر األحمر ‪ :‬وداعا ً ‪ .‬وحملت توقٌع‬
‫الملٌونٌر الفوري ‪ .‬بدأ قلب الشاب ٌرفرؾ مثل فراشة قد جن جنونها ‪ ,‬وفً تلك اللحظة سمع صوتا ً‬
‫ؼرٌبا ً آتٌا ً من خلفه ‪ .‬التفت للخلؾ ورأى جهاز كمبٌوتر لم ٌكن قد الحظ وجوده مسبقا ً ‪ .‬الطابعة‬
‫كانت تخرج كلمات بسرعة كبٌرة للؽاٌة ‪ .‬اقترب الشاب منها وبدأ ٌقرأ المطبوع ‪ .‬كان ٌحوي جملة‬
‫واحدة تتكرر مراراً وتكرار‪:‬‬
‫باق لك ساعة واحدة لتعٌشها ‪.‬‬
‫باق لك ساعة واحدة لتعٌشها ‪.‬‬
‫باق لك ساعة واحدة لتعٌشها ‪.‬‬
‫باق لك ساعة واحدة لتعٌشها ‪.‬‬
‫باق لك ساعة واحدة لتعٌشها ‪.‬‬
‫باق لك ساعة واحدة لتعٌشها ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫إذا كانت هذه مزحة فإن مذاقها بالتؤكٌد سًء جداً ‪ .‬بالتؤكٌد إنها مزحة ‪ ,‬فلماذا ٌرٌدهُ الملٌونٌر أن‬
‫ٌموت ؟ فالشاب لم ٌفعل له شٌبا ً ‪ .‬ولكن كل شًء كان ؼرٌبا ً فً هذا المكان ‪ .‬ربما ٌكون الملٌونٌر‬
‫مجنونا ً وٌقوم بإخفاء مٌوله اإلجرامٌة بقشرة من اللطافة ورقة القلب ‪ .‬كان الشاب مُتلخبطا ً بشكل‬
‫رهٌب ‪ ,‬كان متؤكداً من شًء واحد فقط ‪ ,‬على أي حال ‪ ,‬سواء كانت مزحة أم ال فلن ٌقوم بؤي‬
‫مخاطرة ‪ .‬سٌهرب وٌنسى كل شًء عن الشٌك والنظرات السحرٌة التً أعتاد الملٌونٌر على تؽذٌة‬
‫خٌاله الساذج بها ‪ .‬رمى بالرسالة على األرض وتوجه نحو الباب ‪ ,‬ولكن للمرة الثانٌة كان مقفبلً‬
‫بإحكام ‪ .‬طؽى الذعر على الشاب ‪ .‬هز مقبض الباب فً محاولة لفتحه بالقوة ‪ ,‬ولكن كان أمره‬
‫مٌإوسا ً منه ‪ .‬أصبح جامحا ً ‪ .‬ركض إلى النافذة ورأى الملٌونٌر ٌعمل فً الحدٌقة ‪ .‬صرخ له ‪ .‬ال‬
‫إجابة ‪ .‬صاح بشكل محموم ومرة أخرى ‪ .‬ال إجابة ‪ .‬دخل الخادم إلى الحدٌقة ‪ ,‬وصرخ الشاب له‬
‫بصوت هستٌري ‪ ,‬ولكن كانت صرخاته ‪ :‬كؤنها ؼٌر موجودة ‪ .‬أي كابوس فظٌع ٌعٌشه اآلن ؟‬
‫صرخ وصاح مرات ومرات ‪ .‬وخادم آخر ظهر عند خطوات قلٌلة وراء كبٌر الخدم ‪ .‬هو أٌضا ً‬
‫كان ؼافبلً عن صرخات السجٌن التً تطلب المساعدة ‪ .‬أصبح الشاب ٌابسا ً أكثر وأكثر‪ .‬بٌنما قد‬
‫نسج حوله الٌؤس ‪ ,‬لمح هاتؾ ‪ٌ .‬ا له من أحمق ! لماذا لم ٌفكر بذلك آخر مرة ؟ ربما كما الكمبٌوتر‬
‫لم ٌكن موجوداً من قبل ‪ .‬اتصل بعامل الهاتؾ وطلب منه رقم أقرب مخفر للشرطة ‪ .‬أعطته عاملة‬
‫الهاتؾ رقما ً ‪ ....‬كان صوتها ؼرٌبا ً اتصل بسرعة بالرقم ‪ ,‬ولكن أعطاه خط مشؽول !!! ‪ٌ .‬ا له من‬
‫صوت مستفز ‪ ,‬اتصل مرة أخرى ‪ ,‬ال ٌزال مشؽوالً ‪ ,‬حاول مرة تلو األخرى ‪ ,‬ثم انتبه أن الرقم‬
‫الذي كان ٌطلبه كان تماما ً أمام عٌنٌه‪ .‬كان هو رقم التلفون الذي كان ٌستخدمه ‪.‬‬
‫كان ٌتصل بؽرفته !!! بذعر شدٌد بحث عن أي شًء ٌنقب فٌه وٌفتح الباب ‪ .‬وبٌنما هو ٌمر أمام‬
‫النافذة ‪ ,‬الحظ وجود رجبلً ٌقترب من المنزل ‪ .‬كان ٌرتدي عباءة سوداء واسعة وقبعة واسعة‬
‫الحواؾ ‪ .‬شعر الشاب بضٌق فً صدره وانخنق باإلرهاب ‪ .‬من ٌمكن أن ٌكون القاتل مستؤجر‬
‫لٌنال منه ؟ كان األمر واضحا ً ‪ .‬لقد حاصرته النٌران ‪ .‬سوؾ ٌموت ‪ .‬بعد قلٌل سمع صوت‬
‫خطوات ثقٌلة تؤخذ طرٌقها ببطء نحو الباب ‪ .‬كان على حق ‪ .‬حان الوقت أخٌراً ! بحث ٌمٌنا ً‬
‫وٌساراً على شًء ‪ ,‬أي شًء ٌحمً فٌه نفسه ولكنه لم ٌجد أي شًء ‪.‬‬
‫سمع المفتاح ٌدور فً القفل والمقبض ٌتحرك ‪ ,‬الباب ٌفتح ‪.‬‬
‫وفً مدخل الباب وقؾ ظل أسود قاتم سرعان ما تحولت إلى شخصٌة رجل وقؾ بصمت ‪ ,‬بدون‬
‫حراك كتمثال ‪ .‬ثم أدخل الرجل ٌده فً جٌبه ‪ .‬اعتقد الشاب أنه سٌخرج سبلحا ً ولكن الؽرٌب‬

‫‪27‬‬
‫الؽامض سحب ورقة صؽٌرة بدالً من ذلك ‪ .‬وقام برفع حافة قبعته وبانقطاع أنفاسه توقع الشاب‬
‫األسوأ‪ .‬إنه الملٌونٌر ‪!...‬‬
‫لقد نسٌت األرقام التً أتٌت بها فً الحدٌقة ‪ ,‬قال الملٌونٌر " هل وجدت الكتٌّب الذي أخبرتك عنه ؟‬
‫" كبل لم أجده ‪ .‬لقد وجدت هذا بدالً من ذلك " قال الشاب بؽضب ‪ .‬مسترجعا ً الرسالة من األرض‬
‫" ما معنى هذا السٌنارٌو المزخرؾ الذي مثلته للتو ؟ " صارخا ً الشاب ؟‬
‫" ٌمكننً مقاضاتك ‪ ,‬أتعلم‪"....‬‬
‫"ولكنها مجرد كلمات ‪ ,‬كلمات ُكتبت على ورقة بعض الكلمات على شاشة الكمبٌوتر "‬
‫" ألم تخبرنً أنك ال تإمن بقوة الكلمات ؟ انظر إلى حالتك إنك فً ‪"...‬‬
‫فجؤة أدرك الشاب عن ماذا كان الملٌونٌر ٌتحدث ‪.‬‬
‫" فقط أردت أن أعطٌك درسا ً سرٌعا ً ‪ .‬الممارسة هً معلم أفضل من النظرٌة‪ .‬الممارسة هً الحٌاة‬
‫ألٌست هذه فلسفة جوتٌه ؟ الرمادي هو لون النظرٌة ؛ واألخضر هو لون شجرة الحٌاة ‪ .‬واآلن هل‬
‫أدركت تلك القوة التً تمتلكها الكلمات ؟ إن قوتهم كبٌرة جداً حتى أنهم ال ٌجب أن ٌكونوا حقٌقٌٌن‬
‫لٌإثروا على الناس ‪ .‬أإكد لك أنه لٌس لدي أي مٌول إجرامٌة تجاهك ‪ " .‬كٌؾ كان لً أن أعرؾ‬
‫ذلك ؟ قال الشاب وقد بدأ تدرٌجٌا ً ٌهدأ‬
‫" كان بإمكانك استخدام عقلك واألشٌاء المنطقٌة ‪.‬‬
‫ما الذي سٌجعلنً أرؼب بقتلك ؟ أنت لم تإذٌنً أبداً ‪ .‬وحتى لو فعلت فلن أضٌع وقتا ً فً االنتقام ‪.‬‬
‫كل ما أرؼبه هو أن أكون حراً ألعتنً بورودي ‪ .‬كان ٌنبؽً علٌك أن تعتمد على ما تتحلى به من‬
‫المنطق ‪ .‬حتى اآلن ‪ ,‬هل الحظت كم أن المنطق ضعٌؾ فً مثل هذا الوضع ؟ عندما كنت تصرخ‬
‫لنا من النافذة ونحن نتظاهر بؤننا ال نسمعك ‪ ,‬لقد كنت حقا ً فً قمة الٌؤس ‪ .‬الخطؤ الذي وقعت فٌه لم‬
‫ٌكن بقراءة الكلمات ‪ ,‬بل بتصدٌقها ‪ .‬وعندما قمت بذلك فإنك أطعت ؼرٌزٌا ً واحد من أعظم‬
‫القوانٌن التً تتحكم بالعقل البشري ‪.‬‬
‫عندما ٌكون المنطق والخٌال فً صراع مع بعضهما فإن الخٌال دابما ً ٌتفوق ‪.‬‬
‫" عندها ذهب إلى حٌث الطابعة ‪ ,‬سحب الورقة وسلمها للشاب ‪.‬‬
‫" لقد فقدت عقلك بسبب تهدٌد لم ٌكن حتى موجها ً إلٌك " على رأس الورقة ُكتب اسم ؼرٌب ‪.‬‬
‫الشاب كان مذعوراً ‪.‬‬
‫لم ٌكن التحذٌر محض اختبلق ولكنه لم ٌكن هو المقصود فٌه أٌضا ً بالمقام األول ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل التاسع‬

‫(عندما ٌرى الشاب ألول مرة قلب الوردة )‬


‫لقد تعلمت العدٌد من األشٌاء الٌوم " أخبر الملٌونٌر الشاب ‪ ".‬أتمنى أن تكون قد فهمتهم لٌس فقط‬
‫بعقلك بل بقلبك كذلك "‬
‫" اآلن أنت تدرك أن الكلمات تإثر بعمق فً حٌاتنا سوا ًء أردنا ذلك أم ال ‪ .‬الفكرة حتى لو كانت‬
‫ؼٌر حقٌقٌة ممكن أن تإثر فٌنا إذا صدقنا أنها حقٌقٌة ‪ .‬عندما تتعلم كٌؾ تمٌز قٌمة الفكرة ‪ ,‬وهً‬
‫تلك القٌمة التً تعطٌها أنت لها ‪ .‬عندها ٌمكن لعقلك أن ٌستعٌد أو ٌحافظ على هدوءه ‪ .‬إنه عقلك من‬
‫أعطى معنى للتهدٌد‪ .‬لو أنه كتب بلؽة أجنبٌة لما أعرت وال حتى أقل اهتمام به "‬
‫صمت الملٌونٌر للحظة ‪ ,‬ثم تابع ‪....‬‬
‫" فً المستقبل ‪ ,‬فً كل مرة تواجهك مشكلة ‪ ,‬والطرٌق للثراء ملًء بالعوابق ‪ ,‬تذكر خصوصا ً هذا‬
‫التهدٌد ‪ .‬ذكر نفسك أن المشكلة التً تواجهها لٌس لدٌها ما تفعله لك كما هو هذا التهدٌد ‪.‬‬
‫قد ٌبدو هذا ؼٌر واقعً بالنسبة لك ‪ ,‬بما أنك أنت من اضطررت للتعامل مع المشكلة ‪.‬‬
‫ولكن ال ٌجب علٌك أن تحمل على عاتقك القلق الذي ٌتولد أو تدع المشكلة تؤخذ الكثٌر من األهمٌة ‪.‬‬
‫بحٌث تصدمك ‪ .‬مع الوقت سوؾ تصل لهذه النقطة ‪ ,‬وهً لٌس سهلة ‪ ,‬أإكد لك ــ وسوؾ تمتلك‬
‫مهارة ال تقدر بثمن ‪ .‬وسٌكون بمقدورك أن تحقق كل أحبلمك " دعنً أحذرك ‪ ,‬على أي حال ‪.‬‬
‫الرحلة قد تكون طوٌلة وشاقة قبل أن تتمكن من السٌطرة علٌه ‪ .‬ولكن ال تستسلم ‪ .‬أنا أعدك ‪ ,‬أنها‬
‫تستحق االنتظار ٌوما ً ما ستتعلم أن تسٌطر على مصٌرك وتحقٌق أحبلمك هو الؽرض النهابً فً‬
‫الحٌاة والباقً ؼٌر مهم ‪ .‬بقا كبلهما صامتا ً منؽمسٌن فً أفكارهم ‪ .‬الحظ الشاب أن عٌون الملٌونٌر‬
‫مملوءة بالحزن ‪ ..........‬تابع الملٌونٌر ‪ ,‬كما لو أنه لخص كل شًء قاله حتى اآلن فً تلك النقطة‬
‫" الحٌاة ٌمكن أن تكون حدٌقة من الورود أو جحٌما ً على األرض ‪ ,‬معتمدة على اإلطار العقلً لك ‪.‬‬
‫دابما ً فكر فً الوردة ‪ .‬ضع نفسك داخل قلب الوردة كلما برزت المشكلة دون توقع مسبق وتذكر أن‬
‫لٌس علٌك أن تتحمل أعباء مشكلتك على عاتقك ‪ .‬قم بوضع تركٌزك بشكل خاص على الكلمات‬
‫التالٌة ‪ " :‬معظم الناس ال ٌمكنهم فهم ما قلته للتو ‪ .‬هم ٌصدقون أنه شًء نقً ومحض تفاإل ‪.‬‬
‫ولكنه أعمق بكثٌر من ذلك ‪ .‬العالم لٌس إال انعكاس لنفسك من الداخل ‪ .‬والظروؾ فً حٌاتك لٌس‬
‫إال صورة مرآة لحٌاتك الداخلٌة ‪ .‬ركز على قلب الوردة وهناك ستجد الحقٌقة والحدس الذي‬
‫‪29‬‬
‫ستحتاجه لٌرشدك خبلل الحٌاة "‬
‫" ستجد أٌضا ً السر المزدوج للثروة الحقٌقٌة ‪ :‬حُبك لما تفعل ‪ ,‬وحبـّـك لآلخرٌن "‪.‬‬

‫الفصل العاشر‬

‫( عندما ٌتعلم الشاب السٌطرة على عقله الباطن)‬


‫بعد تلك العبارة الودٌة و الطوٌلة بدا أن الملٌونٌر منهكا ً ‪ ,‬و قد بقى صامتا ً لعدة دقابق ‪.‬ثم تابع ‪,‬‬
‫ضاؼطا ً بعناٌة على كل كلمة ‪.‬‬
‫" الصٌؽة أو التؤكٌد الذي أعطٌتك إٌاه فعال جداً ‪ .‬حتى لو فً البداٌة اعتقدت أنه من المستبعد جداً‬
‫أن تصبح ملٌونٌراً ٌوما ً ما ‪ ,‬ستتمكن من أن تصبح أحد الملٌونٌرات ‪ .‬فقط افعل مع الصٌؽة نفس‬
‫الشًء الذي فعلته مع الرسالة على الكومبٌوتر ‪ ,‬تقبلها على أنها حقٌقة إذا كان لدٌك اإلٌمان بؤنك‬
‫قادر على أن تنجز شٌبا ً ما فسوؾ تنجزه " فً حالة الكومبٌوتر قال الشاب لقد ج ُ‬
‫علت نفسً اخدع‬
‫فقدت عقلً و لكن هذه الصٌؽة مسؤلة مختلفة تماما ً ‪ ,‬لدي مشكلة تصدٌق أنً ٌمكن أن أصبح‬
‫ُ‬ ‫‪.‬‬
‫ملٌونٌراً بعد ست سنوات من اآلن ‪.‬‬
‫حتى لو كنت ؼٌر مإمن بالصٌؽة اآلن فهً ستبدأ بالتؤثٌر علٌك كلما زاد استٌعابك لها ‪ ,‬كلما‬
‫أصبحت أكثر قوة و فعالٌة ‪ .‬أنه لٌس منطقك أو عقلك الواعً الذي ٌجب علٌك أن تقنعه ‪.‬تذكر‬
‫التهدٌد جزأً منك ‪ ,‬تخٌلك ‪ ,‬تقبلك له على أنه حقٌقة ‪ .‬و الخٌال الذي ٌسمٌه البعض بالعقل الباطن أو‬
‫البلوعً أنه الجزء الخفً من عقلك و أقوى بكثٌر بكثٌر من الجزء الواعً ‪ .‬أنه ٌوجه حٌاتك‬
‫بؤكملها ‪ٌ .‬مكننً أن أقضً ساعات فً التحدث عن نظرٌة العقل الباطن ‪ .‬و لكن من الكافً بالنسبة‬
‫لك أن تعرؾ أن العقل الباطن هو عرضة بشكل شدٌد لقوة الكلمات ‪ .‬و اآلن هل عرفت لماذا لدٌك‬
‫صعوبة فً تصدٌق الحقٌقة التً ال ٌمكن إنكارها بؤنه ٌمكنك أن تصبح ملٌونٌراً فً أقل من ست‬
‫سنوات ‪ " " .‬آسؾ ال أدري ‪" .‬‬
‫حسنا ً الحقٌقة تكمن فً أنك و لسنوات عدٌدة أخبرت نفسك بؤنك ال تستطٌع ‪ .‬الكلمات نقشت نفسها‬
‫فً عقلك الباطن وعلى المدى البعٌد هذه الذاكرة المذهلة تصبح هً صورتك الذاتٌة ‪ ,‬حتى دون أن‬
‫تدرك ذلك ‪ ,‬تجارب الماضً ومحاكاتك الذاتٌة الداخلٌة " المونولوج " أقنعوك بؤنك لست من‬
‫األشخاص الذٌن ٌمكنهم أن ٌصبحوا ملٌونٌرات ‪ ,‬حتى لو من الناحٌة الموضوعٌة ‪ ,‬كان لدٌك كل‬
‫الكفاءات لتفعل هذا ‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫و أنت بإمكانك أن تفعل هذا و بؤسهل مما ٌمكنك أن تتخٌل ‪ .‬مثل أي شخص آخر ‪ ,‬صورتك الذاتٌة‬
‫قوٌة جداً بحٌث تصبح دون قصد هً مصٌرك ‪.‬‬
‫إن الظروؾ الخارجٌة فً نهاٌة المطاؾ تنطبق مع الصورة التً لدٌك عن نفسك بدقة مذهلة ‪.‬‬
‫لكً تصبح ؼنٌا ً علٌك أن تنشا صورة ذاتٌة جدٌدة ‪.‬‬
‫ربما أستطٌع ‪ ,‬و أنا على أتم االستعداد للمحاولة ‪.‬‬
‫العقبة الوحٌدة هً أننً لست متؤكداً حقا ً من أٌن أبدأ ‪.‬‬
‫فكر فً التهدٌد الذي واجهته ‪ ,‬لم ٌكن حقٌقٌا ‪ ,‬إال أنه أثر فٌك كما لو كان كذلك ‪ .‬كل ما علٌك القٌام‬
‫به هو أن تلعب نفس الخدعة على نفسك ‪ ,‬عقلك الباطن لن ٌكون له أي حكمة ‪ ,‬لن ٌمٌز ذلك أو لن‬
‫ٌعً لذلك ‪ .‬منذ أن كنت طفبلً ‪ ,‬كل اقتراح قبلته حتى لو لم ٌكن حقٌقٌا ً ‪ .‬كان فً الواقع تؤثٌر خادع‬
‫لعقلك البلواعً ‪ .‬قد تكون قبلت أي شًء لم ٌكن حقٌقٌا ً بتاتا ً ‪ .‬إذاً اآلن أنت ستواجه الشًء نفسه ‪.‬‬
‫ٌمكن التؤثٌر على العقل الباطن " البلواعً" باإلرادة ‪.‬‬
‫هذا سهل كما لو كان لعبة أطفال ‪ ,‬و بمجرد أن ٌتؤثر عقلك الباطن بالطرٌقة التً ترٌدها عندها‬
‫ستحصل على ما ترٌده بالضبط من الحٌاة ‪.‬‬
‫هذا له عبلقة بما قلته سابقا ً ‪ ( :‬اإلنسان هو انعكاس لؤلفكار المخزنة فً عقله الباطن ) ‪.‬‬
‫أهم شًء هو أن تتظاهر و بكل ما أمكنك أنه شًء حقٌقً ‪ ,‬لماذا ٌنفع هذا الشًء مع العقل الباطن؟‬
‫ببساطة و بالرؼم من أن العقل الباطن فعال و قوي و لكن ال ٌمكنه التمٌٌز بٌن الحق و الباطل ‪.‬‬
‫أجل و لكن ماذا ٌحدث إذا حصل صراع بٌن عقلً الواعً و عقلً البلواعً ؟‬
‫ماذا ٌحدث إذا ما رفض عقلً الواعً تقبل فكرة الثراء ؟‬
‫الحل األفضل هو التكرار هذا ٌسمى بالعادة أسلوب اإلٌحاء الذاتً ‪.‬‬
‫كل منا ٌتعرض له طوال حٌاتنا ‪ ,‬كل ٌوم نتؤثر بإٌحاءات داخلٌة و خارجٌة ‪.‬‬
‫المحاكاة الداخلٌة للذات " المونولوج " التً كلنا نعٌش معها تستمر بتشكٌل حٌاتنا ‪.‬‬
‫إنه ٌنحدر من عابلة من الفاشلٌن ‪ ,‬أو ألننا فشلنا من قبل أو ألننا نفكر أنه لٌس لدٌنا التعلٌم الكافً‪,‬‬
‫أو لٌس لدٌنا المال الكافً ‪ ,‬أو المهارة أو الذكاء أو القدرة على اإلدارة ‪ ,‬أو الحظ الجٌد و هكذا‬
‫تسٌر األمور ‪ .‬و لذلك نحن ننحدر من فشل إلى آخر ‪ ,‬لٌس ألننا ال نمتلك القدرات الضرورٌة‬
‫للنجاح بل ألنه هكذا هً صورتنا عن أنفسنا دون وعً ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫بعض الناس ٌعتقدون أنه ال ٌمكنهم أن ٌجذبوا إلٌهم الشرٌك ‪ " ,‬تابع الملٌونٌر "‬
‫إال أنهم ٌمتلكون كل صفات الجاذبٌة ‪.‬‬
‫فتجد أن الشركاء المحتملون ٌهربون منهم كما لو أنهم الطاعون ‪ .‬قوة صورتهم الذاتٌة و التً هً‬
‫عبارة عن انعكاس للعقل البلواعً هً المسإلة عن ذلك ‪.‬‬
‫بحٌث تجلب كل الظروؾ التً تجعلهم ٌتجنبوهم ‪.‬‬
‫و لكن تكرار الصٌػ السلبٌة التً لها مثل هذا التؤثٌر المذهل على حٌاتنا ‪.‬‬
‫ٌمكن أن ٌستخدم بطرٌقة مختلفة‪ .‬و هذا ما سنقوم به ‪ .‬العقل الباطن عبارة عن عبد بإمكانه أن‬
‫ٌسٌطر علٌنا ‪ ,‬ألنه قوي جداً و لكنه أٌضا ً أعمى و أنت علٌك أن تتعلم كٌؾ تتحاٌل علٌه ‪ .‬لم ٌفهم‬
‫الشاب تماما ً ما كان ٌقوله الملٌونٌر ‪ ,‬إال أنه كان متلهفا ً لمعرفة المزٌد ‪.‬‬
‫إن جمال هذه النظرٌة ٌكمن فً أنه لٌس علٌك أن تإمن بها لكً تستخدمها ‪ " .‬قال الملٌونٌر "‬
‫و لكن لكً تحصل على النتابج ٌجب أن تضعها قٌد التنفٌذ ‪ :‬فهم " النتابج " لن ٌؤتوا بطرٌقة سحرٌة‬
‫من تلقاء أنفسهم ‪ .‬كل شًء كما أخبرتك ٌعتمد على التكرار ‪ .‬حتى لو كنت ؼٌر مصدق لها فً‬
‫البداٌة ‪ .‬قم بمحاولة على األقل لبضعة أٌام ‪.‬‬
‫هذه مدة كافٌة بالنسبة لك لتبدأ بالشعور بآثارها ‪.‬‬
‫" قد ٌبدو هذا تبسٌطا ً لؤلمور ‪ ,‬لكن اسمح لً أن أخبرك أنه السر األقوى على وجه األرض ‪,‬‬
‫الكلمات تمتلك قوى جبارة ‪.‬‬
‫تذكر الكلمات األولى لؤلب ٌوحنا فً الكتاب المقدس ‪.‬‬
‫فً البداٌة كانت الكلمة ‪ :‬اإلٌحاء الذاتً ٌلعب دوراً ربٌسٌا ً فً حٌاتنا ‪ ,‬إذا بقٌت تجهل ذلك ‪ ,‬فإنه‬
‫سٌعمل ضدك فً معظم األحٌان ‪.‬‬
‫أما إذا قررت أن تستخدمه ‪ ,‬فإن كل قوته الهابلة ستصبح تحت تصرفاتك " ‪.‬‬
‫‪ ".‬قال الشاب ‪ :‬حسنا ً ‪.‬‬
‫أعتقد أنك أقنعتنً بؤن أقوم بالمحاولة مع أننً و ألكون صادقا ً معك الزلت مرتابا ً قلٌبل ُ "‬
‫حسنا ً هذا جٌد ‪ .‬فقط تذكر أن تبنً حكمك على النتابج بدالً من أن تبنٌها على المعاٌٌر الفكرٌة ‪.‬‬
‫اآلن تعال معً سؤرٌك ما علٌك فعله ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الحادي عشر‬

‫( عندما ٌناقش الشاب مع معلمه األرقام و الصٌغ )‬


‫جلس الملٌونٌر إلى المكتب و دعا الشاب لبلنضمام إلٌه ‪ .‬أخذ بعض األوراق و قلما ً و كتب بعض‬
‫األرقام ‪ .‬صٌؽتك ممكن أن تكون مثل هذه " قال الملٌونٌر " و ما كتبته كان ‪ :‬فً نهاٌة هذه السنة‬
‫سؤمتلك أصوالً مالٌة تبلػ قٌمتها ‪. $31250‬‬
‫و سؤضاعؾ هذه األصول كل سنة و على مدار خمس سنوات ‪ ,‬و بذلك بنهاٌة السنة و هنا ترك‬
‫سطراً فارؼا ً " سؤكون ملٌونٌراً " ‪.‬‬
‫ال ٌجب أن تخلط بٌن األصول و الدخل ‪ .‬أصولك هً كل ما ٌتبقى بعد أن تدفع فواتٌرك الحالٌة و‬
‫الضرابب‪ .‬األصول قد تشمل أصول االستثمارات العقارٌة و األسهم و السندات و المدخرات فً‬
‫البنوك أو صنادٌق االستثمار و الذهب و المجوهرات و المقتنٌات الثمٌنة و هلم جرا ‪ .‬و اآلن إذا‬
‫كنت ترؼب بؤن تصبح ملٌونٌراً بعد ستة سنوات ‪ ,‬و هو الهدؾ الواقعً الذي اقترحه ‪ ,‬الصٌؽة‬
‫الخاصة بك ٌجب أن تكون على هذا النموذج ‪ .‬إذا كان لدٌك أصوالً بمقدار ‪$31250‬‬
‫فً نهاٌة السنة األولى ‪ ,‬سٌكون ٌجب علٌك مضاعفتهم كل سنة ‪ .‬و بعد ستة سنوات ستصبح‬
‫ملٌونٌراً ‪.‬‬

‫لما ٌجب علٌك مضاعفة أصولك المالٌة كل سنة ؟ ألنها عملٌة بسٌطة ٌمكن لعقلك الباطن أن ٌتعامل‬
‫معها بسهولة‪ .‬و من السهل بالنسبة لك أن تتذكرها ‪.‬و كذلك فإنها تضمن لك نمو مستمر ‪ .‬إذا كانت‬
‫نقطة البداٌة تبدو لك طموحة جدا ُ بالنسبة لك ‪ ,‬إذاً أعطً نفسك سنة أخرى ‪.‬‬

‫أن تصبح ملٌونٌراً بعد سبعة سنوات شًء جمٌل جداً‪ .‬و بذلك سٌكون هدفك للسنة األولى أن تملك‬
‫أصول بقٌمة ‪ . $ 15,625‬صدقنً عندما أخبرك أنها لٌست بعٌدة المنال ‪ .‬عندما تقنع نفسك بؤنك‬
‫ستمتلك بٌضة فً عش دافا تقدر بـ ‪ $ 15,625‬فً نهاٌة السنة األولى سوؾ تمتلكها ‪ .‬و اآلن إذا‬
‫كنت ال تزال تشعر أن سبعة سنوات هو عبارة عن تفاإل أو طموح مفرط ‪ ,‬أعطً لنفسك سنة‬
‫أخرى ‪ ,‬لٌكون لدٌك ثمان سنوات و بذلك سٌكون هدفك السنة األولى هو ‪. $7,812.5‬‬

‫‪33‬‬
‫جنبا ً إلى جنب الصٌؽة و التؤكٌد ‪ .‬أنا سؤصبح ملٌونٌراً فً ‪ , .....‬و حدد الشهر و السنة ‪,‬‬
‫بعد ست أو سبع أو ثمان سنوات ‪.‬‬
‫و علٌك أٌضا ً أن تضع أهدافا ً قصٌرة األجل لتكون معالم لتساعد على تحفٌزك خبلل رحلتك على‬
‫طرٌق الثراء ‪ .‬و الهدؾ السنوي ضروري ‪.‬‬
‫وأضاؾ الشًء األكثر أهمٌة هو أن تدون أهدافك على الورق ‪ .‬خذ قلم رصاص وأعبث باألرقام‬
‫والسنوات‪ .‬ال تخشى منها فهً لن تسبب لك أي أذى ‪.‬‬
‫المبالػ ستصبح مؤلوفة أكثر فؤكثر بالنسبة إلٌك كلما تبلعبت فٌها ‪.‬‬
‫مبلٌٌن الناس ٌرٌدون أن ٌصبحوا أؼنٌاء ‪ ,‬إال أنهم و ال حتى واحد بالمبة منهم أخذ زمام المبادرة‬
‫لتحدٌد الطرٌق التً ٌقصدها لٌصل إلى هدفه ‪.‬‬
‫كن مختلفا ً ! أعد الخطط و الخرابط ( جداولك ) ‪.‬‬
‫أعمل كل التوقعات حتى تعثر على الخطة التً تناسبك ستكون هً خطتك ‪ .‬استخدم األمثلة التً‬
‫أضفتها لتلهمك ‪ ,‬و لكن بعدها دع خٌالك ٌسرح ‪ ,‬علٌك أن تبدأ بؤن تحلم بالثراء ‪ ,‬ثم علٌك أن‬
‫تعرؾ كٌؾ تحدد كمٌا ً ما هو حلمك و تترجمه إلى مبالػ محددة من المال و توارٌخ محددة ‪.‬‬
‫هذا فً الواقع ‪ٌ ,‬جب أن ٌكون أول تمرٌن تقوم به ‪.‬‬
‫تبلعب باألرقام و عما قرٌب سوؾ ترى أن هذه اللعبة الصؽٌرة ستكشؾ من أنت فً الواقع ‪.‬‬
‫مجرد وضع األهداؾ و المواعٌد النهابٌة و المبالػ على الورق تكون هً الخطوة األولى باتجاه‬
‫تحوٌل تصورك إلى مكافبه المادي ‪.‬‬
‫أي شخص ٌرٌد أن ٌتمسك بطموحه بؤن ٌصبح ملٌونٌراً بعد خمسة أو عشرة سنوات علٌه أن ٌضع‬
‫فً باله هذه الحقٌقة ‪ :‬إذا كان ٌجنً حالٌا ً ‪ $20000‬سنوٌا ً و ال ٌمكنه توقع أكثر منه ‪ ,‬لنقل زٌادة‬
‫سنوٌة بنسبة ‪ , %10‬و إذا كان ٌمكنه ادخار و استثمار فقط نسبة صؽٌرة منه إذاً هو أبداً لن ٌصبح‬
‫ملٌونٌراً إذا بقً فً وظٌفته دون أن ٌقوم بؤعمال إضافٌة ‪.‬‬
‫لٌس هناك أي شًء مستهجن فً هذا ‪ ,‬إنها مجرد مراقبة للهدؾ ‪ .‬صٌؽة مضاعفة الثروة كل سنة‬
‫أو تزاٌد األصول بالنسبة للسنة السابقة هً بوضوح لٌست الطرٌقة الوحٌدة لكً تصبح ملٌونٌراً ‪.‬‬
‫و مع ذلك السر الذي تحوٌه هو أن الهدؾ المحدد ‪ ,‬الكمٌة و التارٌخ النهابً الذي عنده ستصل إلى‬
‫هدفك ‪ ,‬هو صالح ألي شخص ٌتمنى أن ٌنجح بؤي طرٌقة ‪.‬‬
‫مثبلً ‪ ,‬ببساطة ربما ترٌد أن تزٌد من مدخولك إلى ‪ $5000‬سنوٌا ً ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫إذا كنت تجنً حالٌا ً ‪ , $25000‬فؤنت ترؼب أن تجنً ‪. $30000‬‬
‫مسؤلة تؤمٌن بعض الكمالٌات ‪.‬‬
‫أو ربما كنت تكسب ‪ $30,000‬و ترؼب ب ‪ $40,000‬لتتمكن من أن تنتقل من منزلك الحالً‬
‫دون أن تقلق بشؤن دفعات الرهن العقاري ‪ ,‬أو قد ترؼب بؤن تكون قادراً على تؤمٌن سٌارة جدٌدة ‪,‬‬
‫لٌست فاخرة كثٌراً ‪.‬‬
‫لتفعل كل هذا ببساطة ‪ ,‬ردد لنفسك مراراً ‪ :‬هذه السنة أنا سوؾ أزٌد دخلً بمعدل ‪$5000‬‬
‫أو ‪ $10000‬و سؤحصل على ‪ $30000‬أو ‪ " $40000‬حسب الحالة " ‪.‬‬
‫لست بحاجة لتعرؾ كٌؾ ستحصل علٌها ‪ .‬ببساطة علٌك أن تدرك أنه إذا كان كل ما ٌمكنك أن‬
‫تتمناه هو عشرة بالمبة سنوٌا ً زٌادة فً وظٌفتك الحالٌة ‪ ,‬و أنت ال ترٌد على ضوء القمر أن تهبط‬
‫علٌك ترقٌة أو تبدل وظٌفتك لتصل إلى هدفك ‪.‬‬
‫ٌبدو هذا بدٌهٌا ً ‪ ,‬و لكن آالؾ الناس ٌؤملون بتحسٌن أوضاعهم المادٌة و لكنهم ال ٌقومون بؤي شًء‬
‫على اإلطبلق من أجل ذلك ‪ .‬هل هذا هو الجهل ؟‬
‫هل ألنهم راضون بشكل أساسً على أوضاعهم بالرؼم من أنهم ٌشتكون ٌوما ً بعد ٌوم ‪.‬‬
‫وأضاؾ " بمجرد أن تكتشؾ بؤنك بحاجة لنوع من التؽٌٌر فً حٌاتك لتصل إلى أهدافك ‪ ,‬ستجد‬
‫نفسك تفكر فً أنه لدٌك احتماالت أُخرى فً األفق ‪.‬‬
‫و ستتساءل كٌؾ ستجنً تلك ال ‪ $5000‬الزٌادة أو الـ ‪ $10000‬التً تحتاجها ‪.‬‬
‫ال تقلق فهذه لٌست معضلة خطٌرة ‪ .‬اجعل هدفك ٌتخلل داخل عقلك الباطن بالكامل ‪ ,‬و لٌكتب كما‬
‫ٌنبؽً كذا و كذا من المبالػ و التوارٌخ ‪ ,‬و اترك لعقلك الباطن أن ٌقوم بالباقً ‪ ,‬ثم فقط أبقى متؤهبا ً‬
‫‪ .‬بما أنك أصبحت تدرك أن األشٌاء ال تتحسن من تلقاء نفسها ‪.‬‬
‫عندما تسنح الفرصة اؼتنمها دون أدنى تردد ‪ ,‬ال تدع نفسك تصاب بالشلل من الخوؾ الذي منع‬
‫الكثٌر من الناس من أن ٌعٌشوا أحبلمهم ‪ .‬تعلم أنها إذا لم تفعل شٌبا ً فلن تحرز أي تقدم ‪ .‬لذلك ٌجب‬
‫أن ال تتردد فً أخذ الخطوات البلزمة لتحقٌق هدفك ‪ .‬ببرمجته بشكل صحٌح ‪ ,‬عقلك الباطن‬
‫سٌعمل لك العجابب ‪ .‬إذا أصدرت له أمراً بزٌادة دخلك بمعدل ‪ $10000‬سنوٌا ً ‪,‬‬
‫سٌنفذه بكل تؤكٌد ‪ .‬ذكره بشكل ٌومً بذلك تصبح مهمتك هوسه الرابع ‪.‬‬
‫مثل التحكم عن بعد بصاروخ ‪ ,‬سوؾ ٌتؽلب على كل العوابق فً طرٌقه لٌصل إلى هدفه ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ما هو الهدؾ ؟ " تابع الملٌونٌر " متى ٌحب أن ٌحدث االنفجار ؟ الهدؾ هو ‪ $10,000‬و‬
‫االنفجار هو التارٌخ ‪ :‬سنة من اآلن ‪ .‬وهذه هً القوى السحرٌة للعقل الباطن و األهداؾ المحددة ‪.‬‬

‫عندما تنشؤ أهدافك ‪ ,‬ضع فً االعتبار أن معظم الناس شدٌدي الحذر ‪.‬‬
‫وال ٌعتقدون أنهم ٌساوون شٌبا ً‪.‬‬
‫قبل بضعة سنوات "همس سراً الشاب" كنت أفكر فً التعاقد مع مدٌر تنفٌذي إلحدى شركاتً و قد‬
‫كنت على استعداد ألقدم له راتبا ً ٌبلػ ‪ $80,000‬سنوٌا ً ‪.‬‬
‫عندما وصلنا إلى وقت مناقشة موضوع األجر ‪.‬‬
‫أخبرنً بصوت فٌه شًء من العصبٌة و االستبداد ‪ :‬لن أقبل بؤي أجر أقل من ‪. $50,000‬‬
‫و بعد وقفة مطولة أخبرته كما لو أننً أقوم بتنازل عظٌم ‪ :‬نظراً لخبرتك و خلفٌتك فإن ‪$50,000‬‬
‫ال بؤس بها ‪ .‬لو أنه طلب ‪ $60,000‬أو ‪ $70,000‬لكنت أعطٌته ‪.‬‬
‫فً الحقٌقة الطرٌقة التً سرت فٌها المقابلة سرتنً كثٌراً حتى كان من الممكن أن أصعد المبلػ حتى‬
‫ٌصل إلى الـ ‪ . $100,000‬إذاً الشخص الذي وظفته خسّر نفسه على األقل ‪ $30,000‬فً ؼضون‬
‫دقابق ‪ .‬و هذا مبلػ كبٌر وببساطة لقد خسر هذا المبلػ ألنه لم ٌإمن أنه ٌستحق ‪ $80,000‬فً‬
‫السنة‪ .‬علًّ االعتراؾ بعد أن سمعته ٌحدد توقعات راتبه ‪ ,‬ترددت للحظة و فكرت بؤن ال أوظفه لدي‬
‫بعد كل شًء ‪ .‬لقد كان فً أنسب وضع لٌقدر ما ٌستحقه ‪ ,‬كان ٌخبرنً أن مهاراته اإلدارٌة تساوي‬
‫فقط ‪ $50,000‬بٌنما أنا كنت أبحث عن شخص ٌستحق ‪. $80,000‬‬
‫هل قمت باالختٌار الخاطا ؟‬
‫المستقبل أثبت أنً قمت باالختٌار الصحٌح بتوظٌفه ‪ ,‬فقد وفرت الكثٌر من المال ‪.‬‬
‫مشكلته كانت أنه ٌفتقر للثقة بالنفس و ال ٌقدر قٌمته الحقٌقٌة ‪.‬‬
‫و بالتدرٌج استطاع التعامل مع هذه المشكلة على مر السنٌن ‪.‬‬
‫ما كلفنً حزمة زٌادات فً الرواتب و لكنهم كانوا ٌستحقونها ‪.‬‬
‫ما ٌجب أن تتذكره من هذا المثال البسٌط هو أننً تعاملت مع ذاك المدٌر كما تتعامل الحٌاة مع كل‬
‫واحد منا ‪.‬‬
‫الحٌاة تعطٌنا بالضبط ما نتوقع منها ال أكثر وال أقل ‪.‬‬
‫نحن نمٌل للنسٌان ‪ ,‬مع ذلك و هذا عموما ً جاهز إلعطابنا أكثر بكثٌر مما ندرك ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫لقد تكلمت كثٌراً ‪ ,‬قال الملٌونٌر " ما رأٌك بكل هذا أٌها الشاب ؟ "‬
‫" إنه من الجٌد جداً أن ٌكون حقٌقٌا ً " أجاب الشاب ‪.‬‬

‫" و لكن هذه الطرٌقة البسٌطة هً بالضبط ما ساعدنً ألتحول إلى ملٌونٌر و فعلت نفس الشًء‬
‫مع كل من شاركتهم إٌاها " ‪ .‬أجاب الملٌونٌر ‪.‬‬
‫و كما أخبرتك ‪ ,‬للكلمات عوامل قوٌة للؽاٌة ‪.‬‬
‫كلما أصبحت شخصٌتك أقوى كلما أصبحت الكلمات التً تنطق بها حقٌقة رسمٌة ‪.‬‬
‫كل شًء تإكده ‪ ,‬و تؽذٌه بقناعة داخلٌة عمٌقة و تعززها أو تقوٌها بنٌران التكرار ‪.‬‬
‫ستتشكل بسرعة أكبر و أكبر ‪ .‬علٌك أن تقوم بالتمرٌن ‪.‬‬
‫ال أحد ٌمكنه أن ٌقوم به ألجلك ‪.‬‬
‫علٌك أن تكرر الصٌؽة بصوت عالً طوال النهار و اللٌل بما ال ٌقل عن خمسٌن مرة ‪.‬‬
‫و أكثر إذا أمكنك ذلك ‪.‬‬
‫حتى لحد مبة مرة فً الٌوم ‪.‬‬
‫إنه تمرٌن بحد ذاته ‪.‬‬
‫ُ‬
‫استؽللت أصابعً بالعد على األرض ‪.‬‬ ‫فً المرات األولى قمت باالستلقاء أرضا ً و‬
‫خمس مرات مع كلتا الٌدٌن ‪.‬‬
‫و ٌحدث التمرٌن ‪.‬‬
‫فً البداٌة ستجد أنه لن تكون سهلة ‪ٌ .‬كون العقل هابما ً على وجهه ‪.‬‬
‫بعد تكرارها لعشر مرات ‪ ,‬ستبدأ بالتفكٌر بشًء مختلؾ ‪.‬‬
‫عندها أعد عقلك إلى العمل مرة أخرى و ابدأ من الصفر مرة أخرى حتى ٌمكنك الوصول إلى‬
‫الخمسٌن ‪ ,‬ألنه إذا لم تتمكن من التمسك بهذا الشكل االبتدابً من االنضباط ‪.‬‬
‫فمن األفضل أن تتوقؾ عن الحلم بؤن تصبح ثرٌا ً ‪.‬‬
‫هذا هو التحدي الذي أقدمه إلٌك ٌا صدٌقً الصؽٌر و أعرؾ أنه ٌمكنك فعلها ‪.‬‬
‫كل ما تحتاج أن تقوم به هو اإلصرار ‪.‬‬
‫لما علًّ أن أكرر الصٌؽة بصوت عال ؟‬
‫ألنها ستإثر على عقلك بقوة أكبر ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫األمر الذي تملٌه على عقلك الباطن ٌبدو كما لو أنه قادم من الخارج ‪ ,‬و هذا ٌبدو بالتالً أكثر سٌطرة‬
‫‪ .‬قلها بشكل روتٌنً ‪.‬‬

‫مثل الرقٌة أو التعوٌذة " مناترا " كما ٌسمٌها البوذٌون ‪ ,‬مع الوقت ‪ ,‬الصٌؽة سوؾ تحصل على‬
‫الحٌاة ‪ ,‬ستخرج إلى الحٌاة ‪ .‬فً البداٌة ‪ ,‬قد تشعر بقلٌل من الحرج من علو صوتك و من الصٌؽة‬
‫التً تقوم بتكرارها ‪ .‬و لكن بالتدرٌج ستعتاد علٌها ‪ .‬الهدؾ الذي وضعته لنفسك ‪ ,‬و الذي كان ٌبدو‬
‫تهوراً أو جرأة فً البداٌة ‪ ,‬قرٌبا ً سٌظهر أنه ٌمكن بلوؼه ‪ ,‬حتى انه من السهل تحقٌقه ‪.‬‬
‫أخشى أن أشعر بؤنً سخٌؾ للؽاٌة ‪.‬‬
‫أنه خبلل تلك اللحظات خاصة علٌك باإلصرار ‪ٌ .‬جب أن تقهر الشكوك ‪ .‬فكر فً أنا ‪ ,‬دلٌل حً ‪.‬‬
‫حتى لو كنت فً الحقٌقة البعٌدة من هنا ‪ ,‬فإن قواي ستكون معك ‪.‬‬

‫فً لحظات الشك ‪ ,‬تذكر أننً أعطٌتك كلمتً ‪.‬‬


‫أنت ستنجح ‪ .‬أنت متؤكد من ذلك ؟ سؤل الشاب ‪.‬‬
‫و هو ال ٌزال ؼٌر مقتنعا ً تماما ً ‪ .‬لما ٌجب أن ٌكون لدي أي شكوك بذلك ؟ أنت ستصبح ملٌونٌراً‬
‫فوري كما فعلت أنا ‪ .‬إنها فقط مسؤلة وقت قبل أن تصبح ملٌونٌراً فً الحقٌقة ‪.‬‬
‫قرٌبا ً ستكون ملٌونٌراً فً عقلك (من داخلك) و هذا هو األهم ‪.‬‬
‫حتى دون أن أملك أي شًء ؟‬
‫حافظ على تكرار الصٌؽة ‪.‬‬
‫شٌبا ً فشٌبا ً سترى تؽٌراً ٌحدث فً داخلك ‪.‬‬
‫سٌبدو هدفك أنه أكثر طبٌعٌة ‪ .‬سٌصبح جزأً ال ٌتجزأ من حٌاتك فقط بنفس تلك الطرٌقة التً كونت‬
‫فٌها صورتك الذاتٌة الضٌقة عن نفسك حتى اآلن ‪.‬‬
‫نسج خٌالك بطرٌقة متقنة أصبح جزأً ال ٌتجزأ من كٌانك ‪ .‬كل ما أستحضره عقلك فً الماضً ٌمكن‬
‫إعادة صٌاؼته ‪.‬‬
‫على هذا النحو ‪ ,‬ستمكن من تشكٌل مستقبلك بالطرٌقة التً ترٌدها ‪.‬‬
‫على األقل ستكون أنت سٌد مصٌرك ‪.‬‬
‫ألٌس هذا هو حلمنا السري ‪ ,‬حتى قبل أن نعترؾ أنه ممكن ؟‬
‫وافقه الشاب ‪.‬‬
‫و قد طؽت علٌه مشاعر لفكرة السٌطرة على المصٌر ‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫كلمات هذا العجوز كانت ذا أهمٌة أكثر مما كان ٌعتقده فً البداٌة ‪.‬‬
‫بالتؤكٌد طرٌقته كانت ؼرٌبة نوعا ً ما ‪ .‬و لكن ربما تعمل ‪.‬‬

‫الفصل الثانً عشر‬

‫( عندما ٌتعلم الشاب عن السعادة و الحٌاة )‬


‫حتى أساعدك و أدعمك " قال الملٌونٌر للشاب ‪.‬‬
‫" سؤعطٌك صٌؽة عامة أخرى ‪ ,‬سوؾ تجنً فوابد هابلة منها طوال حٌاتك ‪.‬‬
‫ستقوم بتحوٌلك من الداخل و الخارج ‪ .‬فً الحقٌقة ‪ ,‬ستمكنك من الحصول على الثروة الحقٌقٌة و‬
‫التً لٌست فقط اقتناء الممتلكات المادٌة ‪ .‬الثروة الحقٌقٌة هً أوسع من ذلك بكثٌر ‪.‬‬
‫" صٌؽتك المالٌة ستسمح لك بتحقٌق أو حتى تخطً أهدافك المالٌة ‪.‬‬
‫و لكن و خبلل بحثك عن الثروة ‪ ,‬ال تؽفل عن حقٌقة أنك إذا فقدت السعادة فإنك تفقد كل شًء ‪.‬‬
‫إن السعً وراء المال قد ٌتحول بسهولة إلى هاجس " شعور بالقلق " ٌمنعك من أن تستمتع بحٌاتك ‪.‬‬
‫و كما ٌقول المثل ‪ :‬ما الذي سٌستفٌده اإلنسان إذا ملك كل العالم و فقد روحه ؟‬
‫" المال خادم ممتاز " و" لكنه سٌد مستبد "‬
‫" هل تقصد أن السعادة و المال ال ٌتعاٌشان ؟ "‬
‫كبل أبداً ‪ .‬و لكن علٌك أن تكون ٌقظا ً أن ال تفقد إحساسك ‪ .‬واحد من أؼنى الرجال فً العالم ‪,‬‬
‫جون دي روكفٌلر ‪ ,‬كان مشؽوالً جداً ‪ ,‬مطحونا ً من ثقل مخاوفه ‪.‬‬
‫حٌث أنه عند عمر الخمسٌن كان قد أصبح عجوزاً ضعٌفا ً ‪.‬‬
‫معدته كانت ال تعمل فما كان ٌبقى فٌها إال الخبز و الحلٌب ‪.‬‬
‫لقد عاش فً خوؾ مستمر من أن ٌفقد ماله و أن ٌتعرض للخٌانة من قبل مساعدٌه ‪.‬‬
‫أصبح المال سٌده ‪ ,‬لم ٌعد ٌتمكن من االستمتاع به ‪ ,‬بطرٌقة ما لقد كن أفقر من موظؾ بسٌط الذي‬
‫بإمكانه أن ٌستمتع بوجبة لذٌذة ‪.‬‬
‫قال الشاب ‪ " :‬فً نفس الوقت الذي ُتدلً بالثروة أمام عٌنً تقوم بتخوٌفً كذلك !؟ "‬
‫هذه لٌست نٌتً مع ذلك " رد الملٌونٌر "‬
‫و الصٌؽة التً على وشك أن أعطٌك إٌاها ستساعدك على تجنب الفخ الذي ٌقع فٌه العدٌد من‬
‫الباحثٌن عن الثروة ‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫الناس الذٌن ال ٌزالون فقراء بشكل أساسً ٌعملون ببل كلل لتحقٌق ؼاٌاتهم ‪.‬‬
‫و أول مال ٌحصلون علٌه ٌثٌر طموحهم المتؤصل ‪ ,‬و ٌجعلهم ٌسعون إلٌه أكثر فؤكثر ‪.‬‬

‫و عندما ٌبدإون بكسب مال أكبر ٌصبحون ٌخشون فقدانه ‪.‬‬


‫" إنها الصٌؽة التً ابتكرها الطبٌب الشهٌر ‪ ,‬اٌمٌل كــوي ‪ ,‬لمرضاه فً عٌادته ‪ ,‬كل ٌوم و بكل‬
‫الطرق ‪ ,‬أنا أتحسن أكثر و أكثر ‪ .‬كرر هذه الصٌؽة بصوت عال لخمسٌن مرة ‪ ,‬صباحا ً و مساء و‬
‫عدة مرات ما أمكنك ذلك خبلل الٌوم ‪ .‬كلما كررتها أكثر كلما كان تؤثٌرها علٌك أكبر ‪.‬‬
‫وجد الشاب نفسه ٌفكر بؤن هذا الرجل الجالس بجانبه هو أول رجل سعٌد ٌلتقٌه فً حٌاته ‪.‬‬
‫" معظم الناس ٌرؼبون بؤن ٌكونوا سعداء "قال الملٌونٌر" ولكنهم ال ٌعلمون عن ماذا ٌبحثون ‪.‬‬
‫وحتما هم ٌموتون بدون أن ٌجدوه حتى لو وجدوه كٌؾ ٌمكنهم أن ٌتعرفوا علٌه ؟‬
‫أنهم ٌشبهون تماما ً الناس الباحثٌن عن الثروة ‪ ,‬أنهم بصدق ٌرٌدون أن ٌصبحوا أثرٌاء ‪.‬‬
‫وإذا سؤلتهم فجؤة كم من المال ٌرؼبون أن ٌكسبوا فً سنة‪ ,‬معظمهم ٌكونوا ؼٌر قادرٌن على اإلجابة‪.‬‬
‫إذا لم تكن تعرؾ إلى أٌن أنت ذاهب فإنك عموما لن تصل إلى أي مكان ‪.‬‬
‫أعطى هذا إحساسا ً مثالٌا ً للشاب ‪ .‬كان بسٌطا جداً بطرٌقة جذابة ‪,‬تساءل لما لم ٌفكر به من قبل ‪.‬‬
‫لم ٌعطً نفسه الوقت للتفكٌر بوضوح لٌصؾ ما كان ٌرٌده لٌفكر باألشٌاء هكذا ‪.‬‬
‫تعهد أنه من اآلن فصاعداً أنه فً المستقبل سٌقوم بتفكٌر أكثر ‪.‬‬
‫والتفكٌر ملٌا ً باألشٌاء التً تمثل أهمٌة فً حٌاته والذي على األرجح سٌمنع حدوث الكثٌر من‬
‫األخطاء ‪ .‬عرفت السعادة طبعا ً بطرق عدٌدة ال حصر لها " قال الملٌونٌر "بالنسبة لكل واحد منا ‪,‬‬
‫حتى ألولبك الذٌن أعطوها الكثٌر من التفكٌر أنها تترجم إلى تشكٌلة واسعة من األشٌاء ‪.‬‬
‫ولكن أنا سؤعطٌك مفتاح السعادة ‪.‬‬
‫بهذا المفتاح ستكون قادر على أن تعرؾ ما خلؾ طٌؾ أي إرتٌاب فً أي وقت من حٌاتك إذا ما‬
‫كنت سعٌداً ‪ ,‬أو أنك تقوم بما ٌجعلك سعٌداً إطرح على نفسك هذا السإال ‪ :‬إذا كنت سؤموت اللٌلة ‪,‬‬
‫هل سؤخبر نفسً عند لحظة موتً بؤننً قد أنجزت كل ما كنت أرٌد القٌام به فً ذلك الٌوم ؟‬
‫إذا قمت تماما بما تشعر نفسك من الداخل أنه ٌجب أن تقوم به كل ٌوم‪ ,‬فسوؾ لن تتردد أن تترك‬
‫العالم كل ٌوم إال و تكون متؤكد تماما أنك تقوم بما ٌجب علٌك أن تقوم به‪ ,‬علٌك أن تفعل ما تحب‬
‫فعله ‪.‬الناس الذٌن ال ٌقومون بما ٌستمتعون به هم لٌسوا سعداء ‪.‬‬
‫أنهم ٌمضون وقتهم بؤحبلم ٌقظة بما ٌرؼبون بؤن ٌقومون به ‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫وعندما ٌكون الناس ؼٌر سعداء‪ ,‬لٌسوا على إستعداد أن ٌموتوا فً أي لحظة ‪.‬‬
‫قال الشاب ‪ :‬لقد بدأت حٌاتً للتو‪ ,‬وأنت تكلمنً عن الموت كما لو أنه قاب على الزاوٌة "‬

‫" أعترؾ أن هذه الفلسفة تبدو كبٌبة نوعا ما فً البداٌة‪ ,‬ولكنها فلسفة الحٌاة‪ ,‬مبة بالمبة‪.‬‬
‫أولبك الذٌن ال ٌقومون بما ٌنسجمون به حقا ً ‪ ,‬والذٌن تخلوا عن أحبلمهم ‪ ,‬إذا جاز التعبٌر‪,‬‬
‫ٌنتمون إلى األحٌاء األموات ‪ !...‬لتفهم حقا ما اقصده ‪ ,‬إسؤل نفسك ذاك السإال أجب علٌه بمنتهى‬
‫الصدق ‪ ,‬إذا كذبت ‪ ,‬فإنك فقط تكذب على نفسك‪ ,‬وستصبح الخاسر فً هذه اللعبة ‪.‬‬
‫إذا علمت أنك ستموت ؼداً ‪ ,‬ألن تؽٌر مخططاتك للٌوم ؟‬
‫" أكٌد سؤفعل "‪.‬‬
‫"أنت على األرجح ستبدأ بوضع الترتٌبات البلزمة‪ ,‬ستقوم بعمل وصٌة ‪,‬‬
‫إذا كنت لم تقوم بعملها من قبل ‪ ,‬وتودع عابلتك وأصدقابك ‪.‬‬
‫ولكن دعنا نفترض أن كل هذه األمور تؤخذ فقط ساعة واحدة ‪.‬‬
‫ماذا ستفعل بالثبلثة وعشرون ساعة الباقٌة ؟ اسؤل هذا السإال لكل شخص تعرفه ‪.‬‬
‫إجاباتهم دابما ستقع فً فبتٌن ‪...‬‬
‫الناس الؽٌر سعداء الذٌن ال ٌستمتعون بحٌاتهم سٌخبرونك أنهم سٌقومون بشًء مختلؾ تماما ً ‪.‬‬
‫ولماذا ٌا ترى ٌستمرون بالقٌام بشًء ٌكرهونه إذا كان لدٌهم فقط ثبلث وعشرون ساعة باقٌة‬
‫لٌعٌشونها ؟ " " أولبك فً الفبة الثانٌة ‪.‬إستمر فً الكبلم " ‪.‬ولؤلسؾ هم األقلٌة ‪ ,‬سٌقومون بشكل‬
‫طبٌعً بما ٌقومون به كل ٌوم من حٌاتهم ‪ .‬لماذا ٌؽٌرون أي شًء ؟‬
‫عملهم هو شؽفهم " ولعهم ‪ ,‬عشق لهم ‪".‬‬
‫ألٌس من المفهوم تماما إنهم سٌقومون به حتى نهاٌة عمرهم ؟ باخ ‪ ,‬كان ٌنتمً لتلك الفبة ‪.‬‬
‫عندما كان على فراش الموت كان ٌقوم بتصحٌح مقطوعته الموسٌقٌة األخٌرة ‪.‬‬
‫" ولكن ال تحتاج أن تكون عبقرٌا لترؼب بالعمل حتى النهاٌة ‪.‬‬
‫كل واحد منا بطرٌقته الخاصة أو مهنته الخاصة ٌمكن أن ٌصبح عبقري ‪ ,‬حتى لو لم ٌكن معترؾ به‬
‫على هذا النحو من قبل المجتمع ‪ .‬لتكون عبقرٌا ً ببساطة ٌعنً أن تقوم بما تحب فعله ‪.‬‬
‫هذه هً العبقرٌة الحقٌقٌة فً الحٌاة ‪.‬‬
‫" الرداءة ‪ ,‬اإلعتدال " هو أن ال تجرإا على أن تفعل ما تحب ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫إما بسبب الخوؾ مما سٌقوله اآلخرون ‪ ,‬أو الخوؾ من فقدان األمن"‬
‫" األمن الذي هو وهم فً معظم األحٌان ‪ .‬ألٌس كذلك ؟ " سؤل الشاب ‪.‬‬

‫"هذا صحٌح ‪ .‬إذن اسؤل نفسك السإال التالً ‪ :‬إذا كنت سؤموت ؼداً ‪ ,‬ماذا سؤفعل بالساعات‬
‫األخٌرة من حٌاتً ؟ هل سؤوافق على اإلستمرار بؤن أكون ظبلً لنفسً الحقٌقٌة ‪ ,‬أفتقر إلحترامً‬
‫لنفسً‪ ,‬أو جبر نفسً على القٌام بشًء أكرهه ؟ تخٌل نفسك تدعو صدٌق إلى منزلك لٌساعدك بالقٌام‬
‫ببعض األعمال المنزلٌة هل ستعطى أقذرهم لصدٌقك ؟ بالتؤكٌد ال ‪.‬‬
‫إذن لما تجبر نفسك على مهام أنت تجدها مهٌنة ؟ لماذا تكون أنت عدو نفسك ؟ لما ال تكون الصدٌق‬
‫المقرب لنفسك ؟ " كان هناك لحظة صمت ‪ ,‬ومن ثم سؤل الملٌونٌر سإاالً للشاب بشكل مباشر " ‪.‬‬
‫وماذا ستفعل إذا كنت ستموت ؼد ا ؟ هل ستفعل تماما ما كنت تقوم بفعله طوال حٌاتك ؟‬
‫" كبل ‪ .‬لن أفعل "‪.‬‬
‫" اآلن ‪ ,‬إفترض المشهد التالً ‪ .‬أال تجد أنه من الؽطرسة اإلعتقاد بؤنك لن تموت ؼداً ؟‬
‫شعر الشاب باإلنزعاج‪ .‬العجوز أظهر دابما قدرة خارقة لٌري ما فً المستقبل ‪ .‬هل كان بذلك ٌعلن‬
‫عن موته الوشٌك ؟ وٌبدو أن الملٌونٌر قرأ أفكاره ‪.‬‬
‫" ال تقلق " قال وأوضح له أنه كان مستمتعا ً‪ :‬لن تموت ؼداً ستعٌش حتى سن الشٌخوخة ولكن أسمح‬
‫لً أن أتابع سلسة أفكاري أال تجد أنه من الوقاحة أو الؽطرسة من الناس أن ٌإمنوا بؤنهم دابما ً لدٌهم‬
‫العمر بؤكمله أمامهم ؟ فً كثٌر من األحٌان ‪ ,‬الموت ٌسقط علٌنا من السماء ‪.‬‬
‫ولكن الناس ٌنشإون الوهم بؤن عندهم متسع من الوقت أمامهم ‪ .‬وهم بإستمرار ٌإجلون قراراتهم‬
‫التً إتخذوها و ٌخبرون أنفسهم ‪ :‬لدٌنا الوقت ‪ ,‬سؤشرع‬
‫بالعمل فٌما بعد ‪ .‬ثم ٌصلون لعمر الشٌخوخة وٌجدون أنهم لم ٌقوموا بؤي شًء بعد ‪!.‬‬
‫لدٌنا فقط القلٌل من الوقت ‪ .‬عندما ٌتبقى لدٌنا فقط القلٌل من الوقت ‪ .‬إذن الوقت تؤخر كثٌراً ‪ .‬إذن‬
‫علٌك أن تكون شجاعا ً كفاٌة لتإدي عملك مباشرة ‪.‬‬
‫عش بهذه الفكرة فً عقلك ‪ :‬أنا أرفض أن أموت دون أن أكون قد إمتلكت الشجاعة ألفعل ما أرٌد أن‬
‫أفعله ‪ .‬ال أرٌد أن أموت مع الفكرة المروعة بؤن المجتمع خدعنً‪ ,‬وإنه إستنفذنً وسحق أحبلمً ‪.‬‬
‫ٌجب أن ال تموت مع الشعور الكرٌه بؤن مخاوفك كانت أكبر من أحبلمك و إنك لم تكتشؾ ٌوما ً ما‬
‫الذي تحبه وتنسجم به حقا ً ‪ .‬علٌك أن تعرؾ كٌؾ تتحدى ‪" .‬‬

‫‪42‬‬
‫" أنا أوافقك تماما ً " قال الشاب " ولكن ماذا ٌحدث إذا لم أتؤكد بشكل مطلق أننً ال أحب ما أقوم به‬
‫من عمل ؟ ال أعرؾ أي مهنة خالٌة تماما ً من المتاعب "‬

‫" أنت على حق تماما ً ‪ .‬حتى المهنة التً تشعلنا حماسا ً لدٌها جوانبها السلبٌة ‪.‬‬
‫لكن لتعرؾ إذا ما كانت وظٌفتك حقا تسعدك ‪ ,‬إسؤل نفسك هذا السإال ‪ :‬لو كان معً ملٌون دوالر‬
‫فً البنك ‪ ,‬اآلن وفً هذه اللحظة ‪ ,‬هل سؤستمر بالقٌام بنفس الوظٌفة ؟‬
‫بالتؤكٌد إذا كانت إجابتك ال ‪ ,‬فؤنت ال تحبها كفاٌة ‪.‬‬
‫أخبرنً ‪ ,‬كم من الناس سٌرؼبون باإلستمرار بنفس الشؽل إذا فجؤة أصبحوا ملٌونٌرات ؟ أنهم قلة‬
‫ومتباعدٌن ‪ .‬وأولبك الذٌن سٌجٌبون بنعم لهذا السإال هم بشكل عام باألصل ملٌونٌرات ‪ .‬معظم‬
‫الملٌونٌرات الذٌن أعرفهم رفضوا أن ٌتقاعدوا واستمروا بالعمل لوقت متؤخر من حٌاتهم ‪ .‬حتى إننً‬
‫سؤذهب ألبعد من ذلك ألقول أن كل الملٌونٌرات ‪ ,‬على األقل الملٌونٌرات الذٌن صنعوا مبلٌٌنهم‬
‫بؤنفسهم ‪ ,‬صنعوا ثروتهم على وجه التحدٌد ألنهم أحبوا عملهم ‪.‬‬
‫" أفكاري وصلت للتو إلى الدورة الكاملة " قال الملٌونٌر‬
‫لتصبح ملٌونٌراً ‪ ,‬علٌك أن تنسجم بوظٌفتك أو مهنتك ‪.‬‬
‫أولبك الذٌن ٌستمرون فً الوظٌفة التً ٌكرهونها ٌعاقبون مرتٌن ‪ ,‬لٌس فقط أنهم ٌحتقرون عملهم‬
‫ولكن األسوأ أنها ال تجعل منهم أؼنٌاء ‪ .‬فً الحقٌقة ‪ ,‬معظم الناس ٌمضون حٌاتهم فً هذا التناقض‬
‫الؽرٌب ‪ .‬ألنهم ؼٌر واعٌٌن للقوانٌن الحقٌقٌة للنجاح ‪ ,‬وبسبب الخوؾ ‪ٌ .‬ضٌعون حٌاتهم وفرصهم‬
‫بؤن ٌصبحوا أثرٌاء حقا بسبب تمسكهم بنوع من األمن الذي هو اإلعتدال فً أفضل األحوال ‪.‬‬
‫هم ٌعتقدون أن الؽنى مخصص لآلخرٌن ‪ ,‬أو إنهم ال ٌمتلكون الموهبة البلزمة ‪.‬‬
‫ولماذا تركوا أنفسهم ٌُخدعون بتصدٌق هذه األوهام ؟ ألن عقولهم لٌست متهٌبة لترى الواقع ‪.‬‬
‫حٌث ترى أن معتقداتهم هً مجرد وهم ‪.‬‬
‫تذكر هذا القول ‪ " :‬الشخصٌة تساوي المصٌر " قوي عقلك ‪ ,‬والظروؾ ستنحنً أمام رؼابتك ‪.‬‬
‫ستحصل على السٌطرة الكاملة على حٌاتك "‬
‫"هل أنت سعٌد على الدوام ؟ " سؤل الشاب ‪.‬‬
‫" كبل‪ .‬على اإلطبلق "مرت أوقات كنت فٌها ٌابسا ً للؽاٌة ‪.‬‬
‫حتى أن فكرة اإلنتحار خطرت ببالً ‪ .‬ولكن عندها أنا ‘ أٌضا ً قابلت ملٌونٌراً عجوز ؼرٌب األطوار ‪.‬‬
‫الذي علمنً تقرٌبا ً كل شًء أخبرك به الٌوم ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫فً البداٌة كنت متشككا جدا ‪.‬لم أتمكن من تصدٌق أن هذه النظرٌة قابلة للتطبٌق فً حالتً ‪ .‬وبالرؼم‬
‫من ذلك كان هو مثاال حٌا فعال ‪.‬ولكن بما أنً جربت كل أنواع األشٌاء وكانت ال تزال ؼٌر ناجحة ‪.‬‬
‫وبما أنه لٌس هناك ما أخسره ‪ ,‬كنت على إستعداد أن أحاول ‪.‬‬
‫كنت بعمر الثبلثٌن وكنت أشعر أننً أضٌع حٌاتً ‪.‬‬
‫كانت تبدو كما لو أن األشٌاء كانت تتسرب من بٌن أصابعً‬
‫" أنا متؤكد أنك الٌوم لن تكون نادما على األخذ بهذه النصٌحة "‬
‫هو دابما كان ٌقول أننً سؤصبح سٌد حٌاتً وسؤتحكم بكل األحداث التً سؤمر بها‪.‬‬
‫ولكننً لم أصدقه أبدا ؛ كان ٌبدو كما لو أنه خٌال علمً ‪.‬‬
‫أذن ‪ ,‬بٌوم من األٌام‪ ,‬بعد سماعه ٌكرر نفس األؼنٌة مراراً وتكراراً ‪ ,‬أخبرت نفسً أنه قد ٌكون‬
‫على حق ‪ .‬ربما الحٌاة لٌست كما دابما فكرت بها ‪ :‬أنها سلسلة من األحداث التً ال ٌمكن التنبإ بها‬
‫أو السٌطرة علٌها التً من خبللها ٌمكن التحكم بالحظ والقدر ‪.‬‬
‫ربما من الممكن أنه بإمكاننا أن نتحكم على مصابرنا إذا سٌطرنا على عقولنا ‪.‬‬
‫بعد قلٌل بدأت أفكر على هذا النحو ‪ ,‬وبعبارة أخرى ‪ ,‬كان هناك ثورة تحدث فً عقلً ‪ .‬حدث هذا‬
‫فقط بعد أن قضٌت وقتا طوٌبل أكرر لنفسً ‪ :‬كل ٌوم ‪ ,‬وبكل طرٌقة ‪ ,‬كنت أصبح أفضل وأفضل ‪.‬‬
‫علمنً أستاذي أٌضا صٌؽة أخرى ‪ ,‬والتً من وجهة نظري أكثر فعالٌة وقوة ‪ ,‬على األقل بقدر ما‬
‫سارت علٌه تجربتً ‪ .‬وأنا أوصٌك بها بشدة ‪ .‬أنها دٌنٌة قلٌبل بالطبٌعة التً تجعل بعض الناس‬
‫معطلٌن ‪ .‬ولكن هذا أمر ٌدعو لؤلسؾ ‪.‬بما أن لها تؤثٌر ال ٌقدر بثمن على العقل ‪ .‬تكرار هذه الصٌؽة‬
‫كان ٌهدبنً عندما كنت أشعر بالقلق أو العصبٌة وأعطتنً اإلجابات عندما كنت فعبل بحاجة لها ‪.‬‬
‫الهدوء هو أكبر مظهر من مظاهرالقوة ‪.‬‬
‫" كن ساكنا ً هادبا ً ‪ .‬وأعلم بؤنً المسٌطر ‪ .‬كررها كل ٌوم بقدر ما تستطٌع ‪ .‬ستجلب لك ذلك الشعور‬
‫بالصفاء الضروري والبلزم للخوض فً إضطرابات الحٌاة ‪.‬عندما قرر معلمً أن ٌكشفه لً ‪ ,‬قال‬
‫أنه من بٌن كل األسرار فً العالم ‪ ,‬هذا السر هو األثمن ‪".‬‬
‫كان هو مٌراثه الروحً لً ‪ ,‬كما هو مٌراثً لك‪ .‬بتكرار هذه الصٌؽة ‪ ,‬التً بدت ؼرٌبة بالنسبة لً‬
‫فً البداٌة ‪ ,‬طورت طاقتً الداخلٌة ‪.‬‬
‫هذه الطاقة ‪ ,‬والتً لم تتوقؾ عن التزاٌد على مر السنٌن ‪ ,‬ظلت تذكرنً بشًء ما كان الملٌونٌر‬
‫العجوز ٌكرره علً مراراً وتكراراً ‪ٌ :‬مكننً أن أفعل أي شًء ممكن بالنسبة لً بمجرد أن أصبح‬

‫‪44‬‬
‫سٌد المتحكم بمصٌري ‪ .‬وبذلك شٌبا فشٌبا ‪ ,‬أقنعت نفسً بؤنه ٌمكننً أن أقود و أوجه حٌاتً إلى‬
‫حٌث ما أرٌد الذهاب بالضبط ‪ .‬لقد إستمرٌت بتطبٌق الصٌؽة وأرٌد منك أن تفعل الشًء نفسه"‪.‬‬

‫الفصل الثالث عشر‬

‫( عندما ٌتعلم الشاب أن ٌعبر عن رغباته )‬


‫" أنت اآلن قد أخذت الخطوة األولى ‪ ,‬شرح الملٌونٌر ‪ " ,‬كتابة الصٌؽة وأهداؾ محددة ‪ :‬مبلػ‬
‫وتارٌخ نهابً واآلن بالنسبة للخطوة الثانٌة ‪ :‬خذ ورقة وسؤورٌك ما سؤلتك عنه فً البداٌة ‪.‬‬
‫كان منذ عدة سنوات مضت ولذلك سؤترجم المبالػ إلى األهداؾ المالٌة التالٌة خبلل ‪ 0‬سنوات ‪:‬‬
‫منزل بقٌمة ‪$ 0550555‬‬
‫ومنزل ثانً فً الرٌؾ بقٌمة ‪$ 0550555‬‬
‫بً أم جدٌدة بقٌمة ‪$ 050555‬‬
‫ومرسٌدس قدٌمة مجددة بقٌمة ‪$ 050555‬‬
‫‪ $ 0550555‬كاش وأصول جارٌة‬
‫‪ $ 0550555‬استثمارات فً سوق األسهم واستثمارات أخرى‬
‫‪ $ 0550555‬تستثمر فً الممتلكات والتً ستنمو لتصل إلى ‪ $ 005550555‬فً األسهم خبلل ‪0‬‬
‫سنوات من وقت الشراء ‪ .‬وأهدافً الؽٌر مالٌة كانت ‪:‬‬
‫إجازة لمدة أسبوعٌن على األقل ثبلث مرات فً السنة ‪ ,‬فً أي وقت شعرت بؤنً أرؼب بؤخذهم أن‬
‫أكون مدٌر نفسً فً عملً وال أعمل أكثر من ‪ 05‬ساعة فً األسبوع ‪.‬‬
‫زوجة محبة وساحرة ‪ ,‬وأطفال جمٌلة ‪ ,‬وحٌاة عابلٌة مرضٌة ‪.‬‬
‫خادم وطاهً لٌحررنا من المهام الٌومٌة ‪.‬‬
‫بُهر الشاب من الصورة التً رسمها الملٌونٌر للتو ‪.‬‬
‫" من الرابع أن تكون حقٌقة ‪ .‬ألٌس كذلك ؟ قال الملٌونٌر ‪ :‬أنا أٌضا ً فكرت أننً ذهبت قلٌبلً خارج‬
‫متن السفٌنة‪ .‬بحلول الوقت الذي أنهٌت فٌه وضع الخطوط العرٌضة التً أردتها ‪ .‬ولكن ترددي‬
‫وخوفً كانا بسبب السلوك العقلً السلبً ‪ .‬وعاداتً المتؤصلة بطرٌقة التفكٌر المحدودة ‪.‬‬
‫كنت أقوم دون أن أدرك ذلك ‪.‬‬
‫" إعداد قابمة هً الطرٌقة المظبوطة لتكتشؾ نظرتك الضٌقة لؤلشٌاء ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أولبك الذٌن ٌعتقدون أن هذا النوع من التخطٌط للحٌاة ؼٌر قابل للتحقٌق ببساطة هم محدودي‬
‫التفكٌر ‪ .‬كل شًء ٌجري تحت أشعة الشمس نسبً ‪.‬‬

‫هذا الطموح باهظ جداً ‪.‬‬


‫أكثر الناس ثراء سٌكونون تعساء جداً إذا أقاموا عبلقة مع الظروؾ التافهة التً رسمتها للتو الكثٌر‬
‫منهم ٌسكنون فً بٌوت تقدر بالمبلٌٌن ‪ٌ ,‬وظفون العشرات من الموظفٌن ‪ ,‬وٌمتلكون المزارع ‪,‬‬
‫والطابرات الخاصة ‪ ,‬والجزر االستوابٌة ‪ ,‬وخٌول السباق ‪ ,‬وهلم ج ّر ‪.‬‬
‫ولكن العدٌد منهم ال ٌعتقدون حتى أنهم أثرٌاء !‬
‫وعلى أي حال لٌسو بذلك الثراء بما أنه دابما ً لدٌهم أصدقاء أو زمبلء أو شركاء فً العمل ٌمتلكون‬
‫المال أكثر مما ٌمتلكون هم "‪.‬‬
‫" لماذا ٌجدون أن نمط الحٌاة هذا طبٌعً ؟ "‬
‫" حسنا ً سواء أنهم ولدوا أثرٌاء أو أنهم فكروا بضخامة " بدون حدود "‬
‫وحققوا أحبلمهم فهم لم ٌإمنوا أبداً أن بمقدورهم أن ٌقوموا بذلك ‪.‬‬
‫" إذن فم بهذا التمرٌن ‪ .‬دوّ ن ما ترٌده من هذه الحٌاة بتفصٌل دقٌق ‪.‬‬
‫دون أي شًء ‪ .‬سوؾ ترٌك حدود طموحاتك وعقلك ‪.‬‬
‫ما الذي تحلم به فعبلً ؟ ما الذي سٌكون مرضٌا ً لك ؟‬
‫من المهم أن تكتب العدٌد من التفاصٌل قدر المستطاع ‪.‬‬
‫الشًء الوحٌد الذي علٌك تجنبه هو أن تختار بٌت األحبلم بعنوان محدد ‪ ,‬ألن هذا البٌت المحدد قد‬
‫ال ٌكون متاحا ً أبداً وقد تكون قد خاطرت بعدم رإٌة حلمك ٌتحقق بالرم من قوة رؼبتك وإرادتك‬
‫وخبلؾ هذا ‪.‬‬
‫علٌك أن تكون محدداً قدر اإلمكان ‪.‬‬
‫هناك شًء آخر مهم البد من االنتباه له ‪.‬‬
‫وهً احتمالٌة أن ٌكون حلمك ضار لآلخرٌن ‪.‬‬
‫دابما ً ضع فً االعتبار إذا ما كانت أهدافك مإذٌة ألي كان والبد من تجنبه لما فٌه من الخٌر لك‬
‫وكذلك لما فٌه الخٌر لآلخرٌن ‪.‬‬
‫هذه اللوحة سوؾ ترٌك من أنت حقا ً وستصبح الشكل الملموس لرؼباتك ‪.‬‬
‫أفكارك على قٌد الحٌاة ‪ .‬كلما كانت لوحتك أكثر تحدٌداً كلما كانت فرص تحقٌقها أفضل ‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫التفاصٌل مهمة جداً بطرٌقة ؼامضة وؼٌر متوقعة فإن أفكارك تتؽذى بانتظام ‪.‬‬
‫وتحدث الظروؾ التً تسمح لها بؤن تصبح حقٌقة "‪.‬‬
‫بدا الشاب متشككا ً قلٌبلً ‪.‬‬
‫" كل هذا ٌبدو خٌالٌا ً " قال الملٌونٌر ؟ "‬
‫ولكن كما أخبرتك ‪ ,‬كلما أصبح عقلك أقوى كلما ازددت ٌقٌنا ً أنه لٌس هناك من شًء ال ٌمكن‬
‫تحقٌقه ‪ ,‬المعجزات تحدث ‪.‬‬
‫أال تجد أن حدٌث الناس نسبً ‪.‬‬
‫تحقٌق حلم بشكل اعتٌادي كؤن تمتلك منزل بقٌمة ‪ $ 0550555‬هل هو إنجاز تافه ؟‬
‫أال تعتقد أن العقل أقوى بكثٌر مما ٌعتقده الكثٌر من الناس وفوق ذلك ال ٌصدقون أنه قد ٌكون ؟‬
‫تذكر ما قاله المسٌح ‪ :‬اإلٌمان ٌحرك الجبال ‪.‬‬
‫" كً تستخدم عقلك بكفاءة عالٌة ‪ ,‬علٌك أن تبدأ باإلٌمان بقوته ‪.‬‬
‫أو على األقل كن منفتحا ً على احتمالٌة أنه قد ٌكون بالقوة التً أخبرك عنها ‪.‬‬
‫إذن أعد قابمتك "‬
‫"أنا بحاجة للوقت ألفكر ‪ ".‬قال الشاب "‬
‫هذا جٌد ‪ .‬فكر بما أخبرتك إٌاه للتو ‪ .‬جزء منك ٌصدق ما أقوله ‪.‬‬
‫الجزء المبدع جداً منك قد أُعمً لسنوات عدٌدة من التعلٌم الخاطا والتجارب المإسفة ‪.‬‬
‫ولكنه ال ٌزال على قٌد الحٌاة ‪.‬‬
‫إنه فقط بانتظار إشارة منك وسٌرٌك كٌؾ تصبح أنت السٌد والمتحكم بوجودك بدالً من أن تكون‬
‫عبداً معذبا ً وعاجزاً تتقاذفه األحداث ‪.‬‬
‫ولتفعل ذلك علٌك أن تتعلم أن تستمع إلى ذلك الصوت الداخلً الصؽٌر إنه الطرٌق إلى قوتك‬
‫السرٌة ‪ .‬بقدر ما تكرر هذه الصٌؽة ‪ " :‬كن ساكنا ً هادبا ً ‪.‬‬
‫وأعلم بؤنً المسٌطر " كلما تزداد قوة صوتك الداخلً وٌزداد التؤكد من أنه سٌوجهك " شعر الشاب‬
‫بؤنه أرهق قلٌبلً ؛ وكان على استعداد أن ٌؤخذ قسطا ً من الراحة ‪.‬‬
‫" تعال " ‪ .‬قال الملٌونٌر " دعنا نسترخً ونؤخذ نزهة فً الحدٌقة ‪.‬‬
‫أحب أن أأخذ نزهتً األخٌرة مع صدٌق "‬
‫هذه الكلمات الكبٌبة أحزنت الشاب ‪ .‬لم تكن المرة األولى التً ٌدلً بهكذا تلمٌح ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الرابع عشر‬

‫(عندما ٌكتشف الشاب سر حدٌقة الورود )‬


‫تمشى الرجبلن عبر الحدٌقة بهدوء حتى توقؾ الملٌونٌر أمام شجٌرة ورود مثقلة بالزهور الرابعة ‪.‬‬
‫" البد أن اشتم هذه الورود آالؾ المرات ‪ ,‬وفً كل مرة تكون التجربة مختلفة ‪ .‬أتعرؾ لماذا ؟‬
‫ألننً تعلمت أن أعٌش هنا واآلن وال أخوص فً الماضً والمستقبل ‪ .‬إنها مسؤلة تركٌز ذهنً‬
‫معمق ‪ ,‬التؤمل والتدبر ‪ ,‬وكلمات عظٌمة عدٌدة استخدمت لوصفها ‪ .‬كلما ركزت على ما تقوم به‬
‫من فعل ‪ ,‬منؽمسا ً فً المهمة أو الهدؾ أو الشخص الذي أمامك كلما عشت أكثر فؤكثر فً‬
‫الحاضر ‪ .‬هذا التركٌز ‪ ,‬هو مفتاح النجاح فً كل مناحً الحٌاة ‪ .‬كلما كان تركٌزك أفضل كلما‬
‫زادت كفاءتك وسرعتك بالقدرة على العمل ‪ .‬ستكتشؾ تفاصٌل ؼفل عنها اآلخرون ‪.‬‬
‫" هل كل األؼنٌاء والناجحون تعلموا أن ٌنتبهوا للتفاصٌل ؟ " فعبلً كذلك ‪ .‬بزٌادة قوة التركٌز لدٌك‬
‫‪ ,‬سٌمكنك هذه من تقدٌم مبلحظات حكٌمة ‪ .‬وستتعلم أن تحكم بدقة على األشخاص الذٌن تلتقٌهم ‪.‬‬
‫قوة التركٌز لدٌك ستمكنك من اكتشاؾ بنظرة واحدة من هم فً الحقٌقة ‪.‬‬
‫وستصبح واقعٌا ً بالمعنى الحقٌقً للكلمة ‪ ,‬وسترى األشٌاء كما هً "‪.‬‬
‫معظم الناس سٌسرون فً الحٌاة متحٌرٌن وذاهلٌن باستمرار ‪ ,‬مثل الذٌن ٌمشون أثناء نومهم ‪.‬‬
‫هم فً الحقٌقة ال ٌرون األشٌاء وال الناس الذٌن ٌلتقون بهم ‪ .‬إنهم ٌعٌشون كما لو أنهم فً حلم ‪.‬‬
‫هم لٌسوا فً الحاضر على اإلطبلق أخطاإهم وفشلهم خٌم علٌهم ‪.‬‬
‫وعقولهم ملبت خوفا ً من المستقبل ‪.‬‬
‫" كان لدي الشعور بؤن التركٌز كما وصفته هو شًء صعب جداً أن ٌحقق " ‪.‬‬

‫"إنه ٌتطلب التدرٌب والممارسة ‪ ,‬ولٌس كل من ٌجربه ٌنجح ‪ .‬ولكن عندما ٌصل عقلك إلى‬
‫المستوى المناسب من التركٌز ‪ ,‬فإن قدرتك على حل المشكبلت تصبح هابلة ‪.‬‬
‫وٌمكنك القفز فوق المشكبلت التً ٌقٌم فٌها معظم الناس ‪ .‬وبدال من تبدٌد طاقتك العصبٌة بقضم‬
‫أظافرك فوق همومك ‪ ,‬تقوم بوضع نفسك لحلها ‪ ".‬اإلفراط بالقلق أبداً ال ٌحل أي شًء ‪,‬‬
‫إنه ببساطة ٌحفز حدوث قرحة المعدة والنوبة القلبٌة "‬
‫بٌنما تقوم بتطوٌر قوة التركٌز لدٌك ‪ ,‬ستتؽٌر الصورة التً عندك عن نفسك ‪ .‬إن كل إنسان عبارة‬
‫عن لؽز ولؤلسؾ معظمنا عبارة عن ألؽاز لٌس فقط بالنسبة لآلخرٌن ولكن ألنفسنا كذلك ‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫وهذا ٌؤتً من نقص التركٌز " كان الشاب ٌستمع بانتباه " إذا أعطٌت التركٌز ‪ ,‬سوؾ تستوعب‬
‫لماذا أنت موجود حٌث أنت اآلن فً العالم ‪ ,‬وفً تلك البقعة المحددة ‪ .‬هذا سٌبدو أوضح وأوضح‬
‫وأكثر تجلٌا ً‪ .‬وعقلك سٌخترقه الهدوء وطمؤنٌنة فً األفكار ‪ ,‬وستجد نفسك تدرك كما لو أنك تستٌقظ‬
‫بعد نوم طوٌل وعمٌق ‪ ".‬آآه ! هذا أنا ‪ ,‬ولهذا السبب أنا موجود هنا فً هذه اللحظة ‪.‬‬
‫ولذلك أنا مع هذا الشخص ‪ .‬ولهذا أنا أفعل ما أفعله ‪ .‬وسوؾ تواجه ما ٌمكن تسمٌته بالشعور‬
‫بالمصٌر ‪ .‬سوؾ تستوعب مصٌرك ‪ .‬وشعور بالقبول سٌدخل فً اللعبة ‪ .‬وهذا ال ٌعنً أن تترك‬
‫نفسك للنصٌب والقدر ؛ إنه ٌعنً أنك سوؾ ترى وضعك فً الوقت الراهن برإٌة واضحة ‪,‬‬
‫وسوؾ تتقبله وسوؾ تعرفه على أنه نقطة انطبلقتك الشخصٌة ‪ .‬هذا سوؾ ٌوجّ هك بحٌاتك المهنٌة‬
‫وٌسمح لك بؤن تمسك بٌدٌه زمام مصٌرك بحزم ‪ .‬انحنى الملٌونٌر للحظة لٌتنشق عطر إحدى‬
‫الورود ‪ " .‬الوردة هً رمـز للحٌاة ‪ .‬وأشواكها تمثل طرٌق التجارب ‪ .‬التجارب والمحن التً‬
‫على كل واحد منا أن ٌخضع لها لٌفهم الجمال الحقٌقً للوجود "‬
‫سحب من جٌبه مقص التشذٌب وقص وردة وقدمها لرفٌقه الشاب ‪.‬‬
‫" احتفظ بهذه الوردة ‪ ,‬ستكون بمثابة تعوٌذة تجلب لك الحظ السعٌد ‪ .‬سٌدة الحظ موجودة ‪.‬‬
‫ثق بها ‪ ,‬عانقها بؤفكارك واسؤلها عما ترٌد وهً ستجٌبك ‪ .‬كل الناجحون ٌإمنون بالحظ بشكل أو‬
‫بآخر ‪ .‬مع هذه الوردة البسٌطة ‪ ,‬أنت عضو مبتدا ‪ ,‬أنت من جماعة الوردة ‪.‬‬
‫فكلما شعرت بالحاجة عد إلى هذه الوردة ستعطٌك القوة ‪ ,‬كلما شعرت بالشكوك حول نفسك وكلما‬
‫بدت لك الحٌاة أنه من الصعب جداً تحملها ‪ ,‬ارجع إلى هذه الوردة الرمزٌة وتذكر ما تمثله ‪.‬‬
‫كل محنة وكل مشكلة ‪ ,‬وكل خطؤ سٌتحول ٌوما ً ما إلى شتلة رابعة ‪.‬‬
‫كل ٌوم خصص بعض الوقت للتركٌز على قلب الوردة ‪ .‬وكرر بهدوء على نفسك ‪ :‬أشعر بالسكٌنة‬
‫والهدوء ‪ ,‬واعلم أنً أنا الحاكم المسٌطر ‪ .‬تؤمل بتفكر فً الوردة لفترات أطول وأطول من الوقت‬
‫بٌنما أنت تردد هذا ‪ .‬وعندما تصبح قادراً على فعلها لمدة عشرون دقٌقة سٌكون تركٌزك قد تحسن‬
‫أكثر " عندما ٌصبح قلبك مثل الوردة ‪ ,‬فإن حٌاتك تتؽٌر " تنفس الشاب رابحة الوردة " ‪.‬‬
‫دعنً أكرر لك ما قلته ‪ ,‬وبذلك سؤتذكر بالتؤكٌد ‪ .‬عندما ٌصبح عقلك قوٌا ً وواثق من خبلل ممارسة‬
‫التركٌز ‪ ,‬وستدرك أن مشكبلت الحٌاة لم تعد تشكل حمل علٌك ‪ ,‬وستستوعب أن األشٌاء هً فقط‬
‫باألهمٌة التً ٌصدقها عقلك‪ .‬فالمشكلة تكون مشكلة إذا جعلت منها مشكلة ‪ .‬كلما أصبح عقلك أقوى‬
‫كلما ظهرت المشاكل أكثر تفاهة ‪ ,‬وهذا هو مصدر السبلم الداخلً ‪ ,‬لذلك ركـّــــز ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫هذا أحد أعظم مفاتٌح النجاح ‪ .‬كل ما فً الحٌاة هو عبارة عن تقوٌة العقل ‪.‬‬
‫فالروح خالدة ونحن نعبر من حٌاة إلى حٌاة ‪ ,‬وببطا ٌكتشؾ العقل نفسه وٌطورها ‪.‬‬
‫إن هذه الفترة من التدرب هً بشكل عام طوٌلة ‪ .‬والناس الذٌن ال ٌملكون إال نجاحا ً متواضعا ً فً‬
‫الوصول إلى أهدافهم علٌهم بعد أن ٌحققوا مستوٌات عالٌة من التركٌز ‪.‬‬
‫ربما قد ال ٌكون كل الناجحون قد جعلوها كؽاٌة ٌمارسوا مستوى محدد من تمارٌن التركٌز ‪.‬‬
‫ولكن على مدار حٌاة الكثٌرٌن من حقق مستوى من التركٌز الذي جعلهم ٌحققون النجاح بسهولة‬
‫أكبر من اآلخرٌن ‪ .‬فعندما ٌصب عقلك إلى أعلى مستوى من التركٌز سوؾ تدخل فً حالة ؼٌر‬
‫عادٌة مذهلة ‪ ,‬حٌث الواقع واألحبلم ٌتزامنان و ٌتطابقان " تمشى الملٌونٌر والشاب عابدان إلى‬
‫المنزل ‪ ,‬فالسماء أصبحت داكنة وملبدة بالؽٌوم التً ألقت بظبللها على القصر ‪.‬‬
‫عندما دخلوا إلى ؼرفة الطعام أشعل الرجل العجوز الشمعدانات ثم اتجه إلى النافذة وأسدل الستابر‬
‫واختلس نظرة إلى السماء ‪.‬‬
‫" دابما ً تذكر أنه على ارتفاع معٌن لٌس هناك ؼٌوم ‪ ,‬فإذا كان هناك ؼٌوم فً حٌاتك فهذا ألن‬
‫روحك لم تحلق " تسمو" بما فٌه الكفاٌة ‪ .‬العدٌد من الناس ٌقعون فً خطؤ محاربة مشاكلهم ‪.‬‬
‫وما علٌك فعله هو أن ترتفع بنفسك فوق تلك المشاكل مرة وإلى األبد ‪ .‬إن قلب الوردة سوؾ ٌقودك‬
‫إلى ما فوق الؽٌوم ‪ ,‬حٌث تكون السماء صافٌة لؤلبد ‪.‬‬
‫ال تضٌع وقتك بمطاردة الؽٌوم ألنهم سٌعودون للظهور دون توقؾ "‪.‬‬
‫جلس الشاب والملٌونٌر إلى مابدة العشاء وحضر الخادم حامبلً الخبز والنبٌذ ‪.‬‬
‫" كنت أتساءل عن شًء لفترة طوٌلة " قال الشاب‬
‫" أنا أعتقد فعبلً أن كل شًء قلته صحٌح وأنا اآلن أإمن أننً إذا ما طبقت الصٌؽة التً أعطٌتنً‬
‫إٌاها ‪ ,‬سؤتمكن من أن أصبح ملٌونٌراً بسرعة وكذلك أحقق راحة البال ‪ .‬ولكن ما زلت أتساءل عن‬
‫المجال الذي سؤقدر فٌه أن أصنع الثروة "‬
‫كان قلقه على ما ٌبدو مضحكا ً بالنسبة للملٌونٌر " ٌجب علٌك أن تضع ثقتك بالحٌاة وبقوة عقلك "‬
‫قال الملٌونٌر " ال تقلق ‪ ,‬أوالً ضع أهدافك ‪ ,‬ومن ثم اسؤل عقلك الباطن فً العمق أن ٌقودك نحو‬
‫المسار المإدي إلى الثراء ‪ .‬أبدأ بطرح األسبلة‪ ,‬ثم انتظر ‪ ,‬لن تتؤخر اإلجابة فً القدوم "‪.‬‬
‫خاب أمل الشاب فقد كان ٌرٌد شٌبا ً أكثر تحدٌداً ‪ .‬أجفل الملٌونٌر تعاطفا ً وأضاؾ بسرعة ‪ :‬علٌك أن‬
‫تجد عمبلً مرضٌا ً لقلبك ‪,‬فكر بذلك ‪ .‬كل عناصر المهنة أو العمل الذي ٌسرك هم أصبلً موجودٌن‬

‫‪51‬‬
‫بداخلك ‪ .‬أنت ببساطة ؼٌر مدرك لهم ألنك لست حتى اآلن متناؼما ً مع طبٌعتك الحقٌقٌة ‪ .‬بٌنما أنت‬
‫مستمر فً التركٌز والتدبر أكثر فؤكثر سوؾ تتواصل مع جوهرك الحقٌقً ‪ ,‬وكل إجابة تحتاجها‬
‫س ُتكشؾ لك ‪ .‬واألفضل من هذا كله ‪ ,‬هو أنك ستكتشؾ ما الذي ٌسعى إلٌه معظم الناس بشدة فً‬
‫حٌاتهم وال ٌجدونه أبداً ‪ ,‬إنه الؽرض الخفً من وجودك على األرض ‪ .‬وستستوعبه لٌس بعقلك‬
‫فحسب بل بقلبك كذلك ‪ .‬بالتركٌز على قلب الوردة سوؾ تحصل على كل شًء ‪ ,‬وهناك ستجد‬
‫كٌنونة ونهاٌة وجودك ‪ .‬مع الوقت سوؾ تعً ذلك " توقؾ للحظة وارتشؾ رشفة صؽٌرة من النبٌذ‬
‫‪ ,‬متذوقها بطرٌقة كانت عٌناه مؽلقتٌن بنوع من الخشوع الدٌنً ‪.‬‬
‫" أنا أعلم أنً أرؼب أن أبدأ بعمل من نوع ما " قال الشاب ‪.‬‬
‫" ولكن من أٌن لً أن احصل على المال ألبدأ !؟‬
‫فؤنا ال أملك وال حتى عشرة سنتات‪" !!..‬‬
‫" كم من المال تحتاج ؟ "‬
‫" ال أدري ‪ ,‬على األقل ‪ . $000555‬هذا نفس المبلػ الذي بدأت أنت به "‬
‫"ٌجب أن تكون قادراً على إٌجاده ‪ .‬أُنظر حولك قلٌبلً ‪ .‬ما االحتماالت التً ٌمكنك أن تفكر بها ؟‬
‫" ال ٌمكننً أن أفكر بؤي احتمال ‪ .‬ال أعرؾ أي بنك قد ٌمنحنً قرضا ً فؤنا ال أملك أي ضمانات‬
‫وما بقً من راتبً لنهاٌة الشهر إال القلٌل جداً ‪ ,‬ال أملك شٌبا ً باستثناء سٌارتً التً ال تساوي شٌبا ً‬
‫" أال ٌمكنك على األقل أن تفكر بشًء ما تجربه ؟ ومكان ما تبدأ منه الحقا ً ‪".....‬‬
‫"هذا خطؤ ٌجب أن ال تك ّرره ‪.‬‬
‫ال تكن مثل الكثٌر من الناس الذٌن ٌستسلمون قبل حتى أن ٌحاولوا ‪.‬‬
‫هذه أفضل طرٌقة لكً ال تفعل شٌبا ً على اإلطبلق ولكً ال تنجح فً أي شًء ‪.‬‬
‫وال تقع فً نفس الفخ كؤولبك الذٌن ٌتخذون إجراءات ولكنهم مقتنعٌن من داخلهم أنهم لن ٌنجوا ‪.‬‬
‫اجعل أفكارك وأفعالك فً انسجام وكن منسجما ً مع نفسك "‬
‫" أنا حقا ً على استعداد ولكنً فقط ال أرى أي احتماالت "‬
‫" علٌك أن تبدأ باقتناع شدٌد بؤن الحل موجود ‪ ,‬إ ّنه الحل األمثل لمشكلتك " ‪.‬‬
‫إن قوة عقلك وسح ُر هدفك سٌُجذبان إلٌك الحل دابما ً بطرق لم تتوقع وجودها حتى ‪.‬‬
‫كن مقتنعا ً من داخلك بؤنك ستنجح ‪ ,‬وسوؾ تنجح ‪ .‬ال تترك مجاالً للشك ‪.‬‬
‫أبعده بكل قوة ٌستطٌع عقلك أن ٌحشدها ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫إن الشك والتفاإل فً صراع دابم ‪ .‬ناضل بقوة ضد الشك ‪ .‬بالنسبة للشك كؤي أفكار تسعى لتتحقق‬
‫فً حٌاتك إن كنت مقتنعا ً بشدة أنك ستحصل على القرض فؤنت ستحصل علٌه ‪ .‬فً ظروفك‬
‫الراهنة ‪ ,‬ما الذي ستفعله لتصل لهدفك ‪ ,‬أي لتحصل على القرض ؟ "‬
‫" أنا حقا ً ال أعرؾ ‪ ".‬إذا كان لدٌك فقط وقت قصٌر ‪ ,‬دعنا نقول ساعة واحدة لتحصل على‬
‫‪ $000555‬ولتبدأ عملك الخاص ‪ ,‬ماذا ستفعل ؟ "‬
‫"أنا لٌس لدي أدن فكرة " ٌقؾ أمامك ملٌونٌر ‪ ,‬من شجعك للتو ‪ ,‬بإعطابك أسرار النجاح وأنت ال‬
‫تعلم ماذا تفعل ؟ وال أي شًء خطر ببالك لتحصل على المال ؟ فجؤة خطر ببال الشاب أنه ربما كل‬
‫ما ٌجب أن ٌفعله هو أن ٌطلب المال من الملٌونٌر ‪.‬‬
‫تردد للحظة ثم أخذ نفس عمٌق " أتقرضنً ‪ $000555‬التً احتاجها ؟ "‬
‫" ادركت أخٌراً ‪ .‬ألم ٌكن سهبلً كل ما علٌك هو أن تسؤل ‪ .‬الناس نادراً ما ٌسؤلون ‪.‬‬
‫علٌك أن تكون جريء لتطلب ‪ .‬سحب الملٌونٌر الـ ‪ $000555‬التً فً جٌبه‪.‬‬
‫ألقى نظرة حانٌّة على تلك الرزمة السمٌكة من النقود ثم سلمها للشاب الذي قبلها ‪.‬‬
‫مُرتجفا ً من اإلنفعال ‪ .‬لم ٌسبق له أن حمل مبلؽا ً ضخما ً من المال فً حٌاته من قبل ‪.‬‬
‫" لٌس هناك سبب على اإلطبلق أن ٌبقى الحصول على المال بالنسبة لك فً المستقبل أصعب مما‬
‫كان بالنسبة " قال العجوز " إنه من المإسؾ أن المعتقد الشابع هو أن المال من الصعب أن ٌؤتً‬
‫وأنه علٌك أن تقوم بالعمل الشاق لتحصل علٌه "‪.‬‬
‫فً الواقع أن قٌمة العمل هً أن تقوي ألٌاؾ عقلك ‪.‬‬
‫عندما حصلت على الكثٌر من المال وأنا أإكد لك أنه لن ٌمر الكثٌر من الوقت إذا ما طبقت‬
‫األسرار التً علمتك إ ٌّاها ‪ ,‬سوؾ تدرك أن ما ٌهم هو سلوكك العقلً ‪ ,‬إن قوة رؼبتك والقدرة‬
‫على توجٌه تلك القوة عبر مسار محدد بواسطة هدؾ مالً محدد ‪.‬‬
‫ال تنسى أن الظروؾ الخارجٌة بنهاٌة المطاؾ ماهً إال انعكاس لحالة عقلك وطبٌعة معتقداتك‬
‫العمٌقة ‪ .‬طؽى الفرح على الشاب لحصوله على ‪ $000555‬بٌدٌه حٌث أنه لم ٌكن ٌستمع لكلمات‬
‫نصٌحة الملٌونٌر بشكل كامل ‪ ".‬تذكر أٌها الشاب عندما تحتاج المال إذا كنت إٌجابٌا ً ٌمكنك‬
‫الحصول علٌه بسهولة وبسرعة ‪ .‬وبمجرد أن ٌبدأ الشك ٌؽزو عقلك ‪ ,‬أعد التفكٌر بالـ‪$000555‬‬
‫التً حصلت علٌها للتو‪ .‬كل ما تحتاج أن تفعله هو أن تطلب ‪.‬‬
‫فإذا اقتنعت بؤنك ستحصل على ما تطلبه فً نفس اللحظة التً تطلبه فٌها ‪ .‬فسوؾ تحصل علٌه ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫إذا تصرفت كما لو أنها بالفعل لك فسوؾ تحصل علٌها ‪.‬‬
‫وعندما تؤتٌك الشكوك ‪ ,‬قم بتطبٌق بعض اإلٌحاء الذاتً ‪ .‬حول كلماتك إلى أوامر ‪.‬‬
‫فعندما ٌصبح عقلك قوي بما فٌه الكفاٌة فإن كل إٌحاء سوؾ ٌصبح فرمان ملكً ‪.‬‬
‫فكلماتك والواقع سٌصبحان شٌبا ً واحداً ‪.‬‬
‫وسٌصبح الوقت الذي تستؽرقه أوامرك لتتحقق أقصر فاقصر وفً النهاٌة ٌصبح لحظٌا ً ‪.‬‬
‫وال تنسى أن تراعً وتحترم ما فٌه الخٌر لآلخرٌن فً كل األوقات ‪.‬‬
‫وبذلك فإن قوة كلماتك لن تعمل ضدك ‪ ".‬صمت مرة أخرى ‪" .‬‬
‫هذا المال ‪ ,‬استمر الملٌونٌر مشٌراً إلى الرزمة السمٌكة من األوراق النقدٌة ‪" ,‬‬
‫حسنا ً ‪ .‬أنا ال أقرضك إٌاه لـ‪ " ............‬تردد للحظة وبدا مستمتعا ً بردة فعل الشاب ودهشته ‪.‬‬
‫" أنا ال أقرضك المال ‪ .‬أنا أعطٌك إٌاه ‪ ..‬بفعل هذا كل شًء أصبح كامبلً ‪.‬‬
‫أعطانً معلمً المال لكً ٌمكننً من أن أبدأ عملً الخاص ‪.‬‬
‫ال تستخدمه ألي سبب آخر وال تقلد ذاك الرجل فً الكتاب المقدس الذي قام بدفن قطعه النقدٌة بدالً‬
‫من أن ٌجعلها تعمل لصالحه ‪ .‬وتسمح بؤن ٌكون الخوؾ هو مرشدك ‪.‬‬
‫فالخوؾ هو ألد أعداءك ‪ .‬وهو أخ للشك ‪ ,‬فعلٌك أن تقهره وتتؽلب علٌه ‪.‬‬
‫كن شجاعا ً وجرٌبا ً إن أي شخص تحت ذرٌعة الحذر أو العقبلنٌة ٌدفن المال الذي حصل علٌه فهو‬
‫ال ٌستحقه ‪ ,‬ومن المستبعد جداً أن ٌحصل على أكثر من ذلك المال ٌجب أن ٌتدفق بحرٌة لٌتمكن‬
‫من أن ٌتضاعؾ ‪ .‬المال الذي منح ُتك إٌاه هو على كل حال عبارة عن قرض ‪.‬‬
‫وتابع الملٌونٌر حدٌثه ‪ .‬فً ٌوم ما أنت علٌك بالمقابل أن تعطٌه لشخص آخر ‪.‬‬
‫فبعد سنوات عدٌدة من اآلن سوؾ نلتقً بشخص فً نفس الوضع الذي أنت علٌه اآلن ‪.‬‬
‫ستعرفه بالحدس ‪ .‬فعلٌك أن تعطٌه المبلػ الموافق فً القٌمة كما ٌمثل الٌوم وبالتالً هو أٌضا ً سٌبدأ‬
‫باستخدام مبلػ كبٌر من المال ‪ .‬تؤكد أنه فً ذلك الوقت سٌمثل لك مبلؽا ً ضبٌبلً ‪ ,‬مصروؾ جٌب‬
‫لٌس أكثر ‪ .‬كان الشاب ٌشعر باإلمتنان الكبٌر ووافق على الشروط ثم شكر الرجل العجوز بحرارة‬
‫" هناك شًء واحد علٌك أن تعرفه ‪ ".........‬بٌنما قال ذلك بدأت تمطر ‪.‬‬
‫راقب الملٌونٌر المطر وكانت تبدو علٌه تعابٌر كآبة "‬
‫" كل اإلشارات ستشق طرٌقها " تمتم بٌنه وبٌن نفسه ثم عاد لمخاطبة الشاب مرة أخرى ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫" كما أخبرتك ‪ ,‬هناك شًء آخر علٌك معرفته ‪ :‬األسرار التً مررتها إلٌك فعالة للوصول إلى كل‬
‫األهداؾ التً ستضعها لنفسك ‪.‬‬
‫إن سبب تجمٌعً لهذه الثروة الضخمة لٌس ألن المال ٌهمنً كثٌراً ‪ .‬إنه ألري قوة العقل للرجال‬
‫والنساء قلٌلٌن اإلٌمان ‪ " .‬أعظم ما نملكه هو الحرٌة ‪ ,‬والثروة ٌمكنها أن تعطٌك الحرٌة ‪.‬‬
‫وسٌكون من الجٌد بالنسبة لك أن تعرؾ هذه الحرٌة ‪.‬‬
‫التً بها سترى كثٌراً من الوهم ٌتبلشى ‪.‬‬
‫وكذلك سوؾ تفهم أٌضا ً أن الحرٌة الحقٌقٌة موجودة فً عزلة ‪.‬‬
‫فقط هو من ٌؽادر فارغ الٌدٌن ٌمكنه أن ٌخدم أو ٌراعى الورود األبدٌة ‪.‬‬
‫إن تحقٌق هذه الحرٌة كان الهدؾ من كل وجودي ‪.‬‬
‫على الرؼم مما ٌعتقده اآلخرون ‪ ,‬فؤنا لم أكن أبداً أي شًء ؼٌر بستانًّ متواضع "‬
‫لماذا تخبرنً بك ِّل تلك األشٌاء ؟ سؤل الشاب ‪.‬‬
‫" لماذا أعطٌتنً هذا المال ؟ فؤنت بكل تؤكٌد لست مدٌنا ً لً بؤي شًء ‪.‬‬
‫بكل بساطة كان من الممكن أن ٌؤتً شخص ؼٌري لٌراك ‪"......‬‬
‫ولكن هذا هو ‪ .‬ال أحد ؼٌرك جاء ‪ .‬رؼبتك قادتك إلً ‪.‬‬
‫وهذا ما ٌحدث فً الحٌاة ‪ .‬أال ٌقال أنه عندما ٌكون التلمٌذ جاهز عندما ٌظهر األستاذ ‪.‬‬
‫ابتسم الملٌونٌر ‪ .‬وقد اختفت تعابٌر الحزن والكآبة عنه ؛ ونظر إلى الشاب بمودة ‪.‬‬
‫الروح خالدة وكل روح تسافر من حٌاة إلى أخرى تكون محاطة باألصحاب كل ٌساعد اآلخر‬
‫لٌصل تحقٌق قدره ‪ .‬وما نواجهه خبلل حٌاتنا لٌست هً نتٌجة الصدفة على اإلطبلق ‪".‬‬
‫اقترب الملٌونٌر من الشاب بؤسلوب فخم وكؤن وجهه ٌتوهج نوراً من تلقاء نفسه ‪.‬‬
‫وبخفة لمس سبابته جبهة الشاب ‪ ,‬وقال " اكتشؾ من أنت حقا ً ‪.‬‬
‫" ( فالحقٌقة تجعلك حراً لؤلبد ) "‬
‫فً الخارج العاصفة هدأت بنفس السرعة التً كانت قد بدأت بها ‪.‬‬
‫والشمس ظهرت مُشعة مرة أخرى ‪.‬‬
‫وقام الملٌونٌر بالتقاط الشمعدان وحمل ُه بعٌداً دون أن ٌضٌؾ أي كلمة آخرى ‪.‬‬
‫وجد الشاب نفسه وحٌداً ورأسه ٌعج باألفكار ‪ ,‬وهو ٌحمل بٌن ٌدٌه المال الذي منحه إٌاه الملٌونٌر ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الخامس عشر‬

‫( عندما ٌبحر الشاب والعجوز فً رحلتٌن مختلفتٌن )‬


‫لم ٌبقى الشاب وحٌداً لوقت طوٌل فقد ظهر الخادم حامبلً ظرفا ً سلمه للشاب وقال " سٌدي عهد إلً‬
‫بمهمة تسلٌمك هذا ‪ ,‬وقال أنك ٌجب أن تقرأه فً ؼرفتك بانعزال ‪ .‬وٌُمكنك قضاء ٌوم آخر هنا ومن‬
‫ثم علٌك المؽادرة ‪ ,‬هذه هً رؼبات سٌدي ‪ ".‬شكر الشاب الخادم وذهب مباشرة إلى ُؼرفته ‪ ,‬وهذه‬
‫المرة أخذ حذره بؤن ترك الباب مفتوحا ً قلٌبلً ‪ .‬الظرؾ كان مختوما ً بالشمع األحمر على شكل وردة‬
‫جلس الشاب على حافة السرٌر وبعناٌة فتح الختم وعندها فاح منه عطر رقٌق وقام الشاب بسحب‬
‫وصٌة الملٌونٌر الفوري ‪:‬‬
‫" هذه الوصٌة الؽٌر عادٌة ُكتبت بخط الٌد بؤحرؾ ملوكٌة و وافرة حٌث كانت كؤنها تتنفس كما لو‬
‫أنها تتشرب بالحٌاة ‪ .‬أُرفق بها رسالة ُكتبت بخط الٌد بطرٌقة جمٌلة بحبر أسود ‪.‬‬
‫" هذه هً آخر طلباتً " قرأ الشاب " سؤترك لك كل الكتب الموجودة فً مكتبتً ‪ .‬بعض الناس‬
‫ٌعتقدون أن الكتب ال قٌمة لها على اإلطبلق ‪ ,‬فهم ٌعتقدون أنه هم أنفسهم سٌعٌدون اختراع العالم ‪.‬‬
‫وبما أنهم لم ٌستفٌدوا من المعرفة الموجودة فً الكتب ‪ ,‬فهم لؤلسؾ ٌكررون أخطاء أجدادهم ‪.‬‬
‫بهذه الطرٌقة هم ٌضٌعون الكثٌر من الوقت والكثٌر من المال ‪.‬‬
‫ومن ناحٌة أخرى ‪ ,‬ال تقع فً فخ الثقة ضمنا ً بما تحتوٌه الكتب جاعبلً أولبك الذٌن ٌؤتون أمامك‬
‫ٌفعلون لك ما تفكر فٌه ‪ .‬احتفظ فقط بما ٌدوم أطول مع مرور الوقت ‪ .‬منذ لقابنا األول ‪ ,‬حاولت أن‬
‫أوصل لك الحكمة التً جمعتها خبلل حٌاتً الطوٌلة ‪ .‬ستجد فً هذه الوثٌقة القلٌل من األفكار التً‬
‫تمثل تراثً الروحً ‪ .‬أنً أرؼب أن تقوم بؤقصى جهد لدٌك بؤن تبلؽه ألكبر عدد من الناس ٌمكنك‬
‫أن توصله لهم ‪ .‬أخبر الناس عن لقاءنا واألسرار التً تعلمتها ‪ .‬وقبل أن تفعل هذا علٌك أن تجربهم‬
‫‪ .‬فالطرٌقة التً ال ُتختبر وال ُتثبت ال قٌمة لها مطلقا ً ‪.‬‬
‫"فً ؼضون ست سنوات سوؾ تكون ملٌونٌراً ‪ .‬فً ذلك الوقت ستكون حراً فً اتخاذ الخطوات‬
‫الضرورٌة بتقاسم هذا التراث مع الناس ‪ .‬واآلن علً أن أتركك فورودي تنظر ‪ .‬إختنق الشاب‬
‫بالعاطفة وجلس للحظة فً صمت ‪ .‬أراد أن ٌشكر الملٌونٌر على منحه هذه الهداٌا الثمٌنة فعاد‬
‫بسرعة إلى ؼرفة الطعام ولكنه لم ٌجد أحداً نادى على الخادم ولكنه لم ٌجب ‪ ,‬ركض إلى الحدٌقة‬
‫وعندها وجد الملٌونٌر ممدد فً وسط الممر عند ساق شجٌرة الورود ‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫كم هو ؼرٌب األطوار ! فكر الشاب ‪ٌ ,‬نام فً وسط الحدٌقة !‬
‫ولكن أصبح قلقا ً باقترابه منه ‪ .‬كانت ٌده المطوٌة على صدره تحمل وردة واحدة وكان وجهه هادبا ً‬
‫تماما ً ‪ ,‬هل كان ٌعرؾ بالضبط اللحظة التً سٌموت فٌها ؟ وهل اختار لحظة رحٌله ‪ ,‬وببساطة‬
‫أراد لنفسه الموت ؟ كان هذا أحد األسرار أخفاها الملٌونٌر عنه ‪.‬‬
‫شعر الشاب أنه حان الوقت بالنسبة له أٌضا ً كً ٌؽادر ‪.‬‬
‫اقترب لٌؤخذ الوردة ولكنه أبعد ٌده بعٌداً ‪ ,‬هذه الوردة تعود للملٌونٌر الفوري ‪ ,‬لقد كانت رفٌقه‬
‫األخٌر ‪ .‬وقؾ الشاب أعلى بجانب الملٌونٌر وتعهد بؤن ٌنقل تعالٌمه بقدر ما فً وسعه ‪.‬‬
‫ثم بدأ ٌسٌر فً طرٌقه عابداً إلى المنزل ‪ .‬عندما ُنقلت مكتبة الملٌونٌر إلى شقته كانت هابلة جداً فلم‬
‫تترك مجاالً لما بقً من أشٌاءه ‪ .‬لقد واجه معضلة إما ٌنتقل إلى مكان آخر أو أن ٌتخلص من بعض‬
‫الكتب ‪ ,‬وكان اختٌارهُ أن ٌنتقل ولقد فعلها بقلب قويّ ‪.‬‬

‫الخــــــــاتــمـة‬
‫ست ‪ .‬وقد حافظ على‬
‫سنوات ال ّ‬
‫كما تنبأ الملٌونٌر ‪ .‬صنع الشاب ّأول ملٌون له قبل أن تنتهً ال ّ‬
‫وعده ‪ .‬حٌث أخذ ولمدة شهر ٌكتب عن لقاءه بالملٌونٌر الفوري وفلسفة الحٌاة التً أوصلها له ‪.‬‬

‫‪56‬‬

You might also like