Professional Documents
Culture Documents
Shabwaa
Shabwaa
Shabwaa
1
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻅﻬﺭﺕ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﻗﺘﺒﺎﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﹰﺍ ﻤﻥ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ﺤﺘﻰ ﻤﻁﻠﻊ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( ،ﻟﻌﺒﺕ
ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺯﻤﻨﻴﺔ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﺭﻴﺎﺩﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺠﺎﻨﺒﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ .
ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺩﻴﻨﺔ " ﺘﻤﻨﻊ " ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺯﻤﻨﻴﺔ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺴﺒﺏ ﺃﻓﻭل ﻨﺠﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻫﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺠﻬﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺒﻨﻲ ﺫﻱ ﺭﻴﺩﺍﻥ ـ ﺍﻟﺤﻤﻴﺭﻴﻥ ـ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺴﻴﻁﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻠﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﻁﻴﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺤﻭﻟﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﺃﻫﻤﻠﺕ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺭﻱ ،ﻭﺃﺼﺒﺤﻭﺍ ﻫﻡ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩﻭﻥ ﻤﻥ ﻋﻭﺍﺌﺩ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ .
ﻭﻗـﺩ ﺭﺠﺢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤـﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﻭﺵ ﺃﻥ ﺴﺒﺏ ﺍﻨﺩﺜﺎﺭ ﻤﺩﻴﻨﺔ " ﺘﻤﻨﻊ " ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ﺍﻟﻁﺎﺤﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺍﺭﺕ
ﻓﻲ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺃﺤﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺠﻴﻤﻭﺭﻓﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺃﻥ ﻴﺤﺩﺩ ﺴﺒﺏ ﺍﻨﺩﺜﺎﺭﻫﺎ – ﺭﺒﻤﺎ -ﺃﻨﻪ
ﻋﺎﺌﺩ ﺇﻟﻰ ﺯﻟﺯﺍل ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺘﺩﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻭﻟﻴﺴﺕ ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻔﺭﻴﺎﺕ
ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺭﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻟﻡ ﺘﻌﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺩﻻﺌل ﺃﺜﺭ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﺴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﻗﻊ .
ﺃﻗﻴﻤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ
ﺍﻟﻴﺴﺭﻯ ﻤﻥ ﻭﺍﺩﻱ ﺒﻴﺤﺎﻥ ﻓﻲ
ﺸﻤﺎل ﻗﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﻭﺏ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،
ﻴﺤـﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﺤﻴﺩ
ﺒﻥ ﻋﻘﻴل ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺠﺒل
ﺍﻷﺨﻴﻀﺭ ﻭﻗﺭﻴﺔ ﺍﻟﻬﺠﺭ ،ﻭﻤﻥ
ﻭﺠﺒل ﺍﻟﺴﺎﻕ ﺠﺒل ﺍﻟﻐﺭﺏ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﺔ ﺘﺭﺘﻔﻊ
ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﺴﻁﺢ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻋﻥ
ﺒﺤﻭﺍﻟﻲ ) 26ﻤﺘﺭﹰﺍ ( .
ﺘﺒﺩﻭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻭﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ
ﻤﺴﺘﻁﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻜل ،ﺘﻤﺘﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﻭﺘﺒﻠﻎ ﺃﺒﻌﺎﺩﻫﺎ ) 420 × 650ﻤﺘﺭﹰﺍ ( ،ﻭﻟﻡ ﻴﺒﻕ
ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻟﻡ ﺴﻭﺭﻫﺎ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ،ﻭﻴﻌﺘﻘﺩ ﺍﻟﺴﻴﺩ ) ، ( Bon . Bﺇﻥ ﺍﻟﺴﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﺎﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻜﺎﻥ
ﺫﺍ ﺠﺩﺍﺭﻴﻥ ﺨﺎﺭﺠﻲ ﻭﺩﺍﺨﻠﻲ .
ﺃﺠﺭﻴﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﺤﻔﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻤﻲ )1951 – 1950ﻡ ( ﺤﻴﺙ ﻜﺸﻔﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨـﺔ ﻤﺴﺎﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻠﻎ ﺤﻭﺍﻟﻲ )
200ﻗﺩﻡ ( ﻁﻭ ﹰﻻ ﻭ ) 175ﻗﺩﻡ ( ﻋﺭﻀﹰﺎ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻤﺸﻴﺩﺓ ﺒﺎﻷﺤﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﻨﺩﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﺤﺠﺎﻡ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﺘﺒﻠﻎ ﺃﺒﻌﺎﺩ ﺒﻌﻀﻬﺎ
ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻥ ) 0.77 × 0.40 × 360ﻡ ( ﻭﻗﺩ ﻨﻘﺵ ﻗﺴﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻀﻌـﺕ ﻋﻠﻰ
ﺠـﺎﻨـﺒـﻲ ﺍﻟـﺒـﻭﺍﺒـﺔ ﻭﺍﻟـﺘﻲ ﻴﺒﻠﻎ ﻋﺭﻀﻬﺎ ) 5,27ﻤﺘﺭ ( ﻭﻋﻤﻘﻬﺎ ) 11ﻤﺘﺭ ( ،ﻭﺴُﻤﻙ ﺠﺎﻨﺒﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ
ﻭﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ) 4.80ﻤﺘﺭ ( ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ﻤﺤﺎﻁﺔ ﺒﺒﺭﺠﻴﻥ ﺩﻓﺎﻋﻴﻴﻥ ﻜﺒﻴﺭﻴﻥ ﺍﺭﺘﻔﺎﻋﻬﻤﺎ ﺤﻭﺍﻟﻲ ) 3ﻤﺘﺭﺍﺕ (
ﻓﻭﻕ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻷﺭﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﻠﻁﺔ ،ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺭﺝ ﺍﻷﻴﺴﺭ ﻟﻠﺒﻭﺍﺒﺔ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻌﻤل ﻟﺴﻜﻥ ﺍﻟﺤﺭﺍﺴﺔ ،ﻭﻤﺎ ﺘﺯﺍل ﻫﻨﺎﻙ
ﻤﻨﺼﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻠﺤﺭﺱ ،ﻭﻜﺸﻔﺕ ﺍﻟﺘﻨﻘﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻌﻠﻘﺔ ﺇﺫ ﻭﺠﺩﺕ ﺁﺜﺎﺭ ﺃﺨﺩﻭﺩﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺃﺨﺩﻭﺩﻴﻥ
2
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﺭﺃﺴﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨﺒﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﻴﻥ ﻟﻸﻋﻤﺩﺓ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻭﺠﺩﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻁﻊ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ
ﻼ ﻋﻥ ﻋﺘﺒﺔ ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ،ﻭﻴﺅﺩﻱ ﻤﺩﺨل ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺴﺎﺤﺔ ﻤﺒﻠﻁﺔ ﺒﺒﻼﻁﺎﺕ ﻤﺼﻘﻭﻟﺔ ﺘﻤﺜل ﺴﺎﺤﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﻘﻊ ﺩﺍﺨل
ﻓﻀ ﹰ
ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨﺒﻴﻬﺎ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺩ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺠﺎﺭ ،ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﻤﺨﺼﺼﺔ ﻻﺠﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻜﺒﺭﺍﺀ
ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺘﺩﺍﻭل ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﺸﺭﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺠﺭﻯ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺴـﻭﻕ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨـﺔ ﻭﻓـﻲ ﻭﺴـﻁ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨـﺔ ﺘﻘﺭﻴﺒ ﹰﺎ ﺘﻨﺘﺼﺏ ﻤﺴﻠـﺔ ﻤﻀﻠﻌﺔ
ﺍﺭﺘﻔﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ) 2.20ﻤﺘﺭ ( ،ﻭﺃﺒﻌﺎﺩﻫﺎ ) 52 × 30ﺴﻡ ( .
ﺠﻭﺍﻨﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺸﺔ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺴﻔل ﻋﺩﺍ ﺠﻬﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻨﻘﺵ ﻋﻨﺩ ﻨﻘﻁﺔ
ﺘﺭﺘﻔﻊ ﻋﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺴﻁﺢ ﺍﻷﺭﺽ ﺤﻭﺍﻟﻲ ) 1.10ﻤﺘﺭ ( ،ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻨﻘﺵ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺴﻥ
ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ،ﻭﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺘﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻡ ﺩﺍﺨل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ .
ﻤﻀﻤﻭﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺴﻭﻕ ﺸﻤﺭ " :ﻫﻜﺫﺍ ﻗﻀﻰ ﻭﺸﺭﻉ " ﻫﻼل ﺒﻥ ﻴﺩﻉ ﺃﺏ " " ﻤﻠﻙ ﻗﺘﺒﺎﻥ " ﻭﺃﻫل ﻗﺘﺒﺎﻥ ﺒﺘﻤﻨﻊ ﻭﺒﺭﻡ
ﻭﻭﻟﺩ ﻋﻡ ﻭﺤﺎﻜﻡ ﺘﻤﻨﻊ ﻭﺤﺎﻜﻡ ﻭﻟﺩ ﻋﻡ :ﺃﻥ ﻤﻥ ﻴﺸﺘﻐل ﺒﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﻤﻨﻊ ﻭﺒﺭﻡ ،ﻭﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺒﻀﺎﻋﺘﻪ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ
ﻴﺩﻓﻊ ﻀﺭﻴﺒﺔ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﻓﻲ ﺘﻤﻨﻊ ﻭﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺎﻟﻜ ﹰﺎ ﻟﺩﻜﺎﻥ " ﻤﺤل ﺘﺠﺎﺭﻱ " ﻓﻲ ﺴﻭﻕ ﺸﻤﺭ ،ﻭﺃﻥ ﻤﻥ ﻴﺄﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﻗﺘﺒﺎﻥ
ﺒﺒﻀﺎﻋﺔ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻤﺘﻠﻙ ﺩﻜﺎﻨ ﹰﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﺤﻕ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺯﺍﻭل ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺴﻭﻕ ﺸﻤﺭ ﺃﻴ ﹰﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ،ﺇﻥ ﻤﻥ
ﻴﻔﺘﺢ ﺩﻜﺎﻨ ﹰﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺤﻘﻪ ﺃﻥ ﻴﺸﺘﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻤﻊ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺩﻜﺎﻜﻴﻥ ؛ ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻌﺎﻗل ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺃﻥ
ﻴﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ،ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻌﻠﻥ ﻋﺎﻗل ﺴﻭﻕ ﺸﻤﺭ ﻋﻥ ﺤﺎﺠﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺒﺎﻋﺔ ﻗﺘﺒﺎﻨﻴﻴﻥ ﻤﺘﺠﻭﻟﻴﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﻨﻅﺭﹰﺍ
ﻻﻨﺸﻐﺎﻟﻪ ﺒﺒﻴﻊ ﺒﻀﺎﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺩﻜﺎﻨﻪ ﺒﺴﻭﻕ ﺸﻤﺭ ﻴﺠﻭﺯ ﺤﻴﻨﺌﺫ ﻷﻫل ﻗﺘﺒﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺎﺠﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺒﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ،ﻭﻴُﻐﺭﱢﻡ ﻋﺎﻗل ﺍﻟﺴﻭﻕ – ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺒﻠﻴﻐﻪ – ﻜل ﺘﺎﺠﺭ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻏﺵ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﻗﻁﻌﺔ ﺫﻫﺒﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ
ﻴُﻐ ﱠﺭﻡ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻨﻔﺴﻪ ﻜل ﺃﺠﻨﺒﻲ ﻴﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﺘﺎﺠﺭ ﻓﻲ ﺒﻼﺩ ﻗﺘﺒﺎﻥ .
ﻻ ﺘﺴﺭﻯ ﻀﺭﻴﺒﺔ ﺒﻴﻊ ﺍﻟﺤﺒﻭﺏ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺭﺍﺀ ﺒﻴﻥ ﺃﻫل ﻗﺘﺒﺎﻥ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻀﺭﻴﺒﺔ ﻭﺍﺠﺏ ﻋﻠﻰ
ﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﻭﺘﺩﻓﻊ ﺍﻟﻀﺭﻴﺒﺔ ﺒﺎﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻘﺘﺒﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺭﻴﺒﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ .
ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻗﺘﺒﺎﻨﻲ ﺃﻭ ﻤﻌﻴﻨﻲ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻤﻘﻴﻡ ﺁﺨﺭ ﻓﻲ ﺘﻤﻨﻊ ﻴﺅﺠﺭ ﺒﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﺤﺠﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺼﺎﺤﺏ ﺩﻜﺎﻥ ،ﺃﻥ ﻴﺩﻓﻊ
ﻀﺭﻴﺒﺔ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺇﻟﻰ ﻤﻠﻙ ﻗﺘﺒﺎﻥ ﻤﻥ ﺒﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ﻋﻴﻨﻬﺎ ،ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻜﻭﻥ ﺒﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ﻻ ﺘﻔﻲ ﺒﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻀﺭﻴﺒﺔ
ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻭﻓﻲ ﺍﻟﻀﺭﻴﺒﺔ ﻤﻥ ﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ .
ﺘﺤﻅﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﻨﻭﻋﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺩﺍﻓﻌﻲ ﺍﻟﻀﺭﺍﺌﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺒﻘﺼﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻏﻴﺭ ﻗﺘﺒﺎﻨﻲ ﺃﻭ ﺴﻔﻠﻲ ـ ﻤﻥ
ﺫﻱ ﺴﻔل ـ ﺤﺭﺼ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﺃﻫل ﻗﺘﺒﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ،ﻭﻁﺒﻘ ﹰﺎ ﻟﻤﺎ ﺸﺭﻋﻪ ﻤﻠﻙ ﻗﺘﺒﺎﻥ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤـﻥ ﻴﺘﺎﺠﺭ
ﺒﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺘﻤﻨﻊ ﺃﻥ ﻴﻌﻬﺩ ﺇﻟﻰ ﺒﺎﻋﺔ ﺘﺠﺯﺌﺔ ﻋﻨﺩ ﺘﺴﻭﻴﻕ ﺒﻀﺎﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﻗﺘﺒﺎﻥ … .ﺘﺤﻅﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﻕ
ﻼ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ،ﻟﻤﻠﻙ ﻗﺘﺒﺎﻥ ﺤﻕ ﺍﻷﺸﺭﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺒﻀﺎﻋﺔ ﺘﻤﺭ ﻓﻲ ﺃﺭﻀﻪ ،ﻓﻠﻴﺩﻋﻡ ﻜل ﻤﻠﻙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ".
ﻟﻴ ﹰ
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺘﻭﺠﺩ ﺒﻨﺎﻴﺘﺎﻥ ،ﻭﺍﺴﺘﻨﺎﺩﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﻭﺵ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻷﻭل
ﻫـﻭ ) ﺒﻴﺕ ﻴﻔﺵ ( ،ﻭﻗﺩ ﺒﻨﻲ ﺘﺤﺕ ﺇﺸﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﻠﻙ " ﺸﻬﺭ ﻴﻐل ﻴﻬﺭ ﺠﺏ " ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺎﺵ ﻓﻲ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺭﻥ
ﺍﻷﻭل ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓـﻘﺩ ﺨـﻠﻌـﺕ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﺍﻟﻨﻘﻭﺵ ﺍﺴﻡ ) ﺒﻴﺕ ﻴﻔﻌﻡ ( ،ﻭﻴﺭﺠﻊ ﺘﺎﺭﻴﺨﻪ
ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺘﺎﺭﻴﺦ ) ﺒﻴﺕ ﻴﻔﺵ ( ،ﻭﻜﺎﻥ) ﺒﻴﺕ ﻴﻔﺵ ( ﻴﺘﺠﻪ ﺸﺭﻗ ﹰﺎ ﺜﻡ ﻴﻨﻌﻁﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﻭﻴﻭﺍﺠﻪ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﻭﺒﺫﺍ
ﺘﺸﻜل ﻋﻨﺼﺭﹰﺍ ﺩﻓﺎﻋﻴ ﹰﺎ ﻤﻬﻤ ﹰﺎ ﻟﻠﺒﻭﺍﺒﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﺴﻴﻭﺍﺠﻪ ﻤﻨﻌﻁﻔ ﹰﺎ ﺼﻐﻴﺭﹰﺍ ﻗﺒل ﺍﻟﻭﻟﻭﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ،ﻭﻜﺎﻥ ) ﺒﻴﺕ
3
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﻴﻔﺵ ( ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻁﺎﺒﻘﻴﻥ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ ﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻤﺒﻨﻰ ﻴﺸﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ﻤﻌﹰﺎ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻤﺸﻴﺩﹰﺍ
ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺤﺠﺎﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ،ﻭﻴﺩﺨل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﺒﺭ ﺴُﻠﻤﺎﻥ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﻭﺍﻵﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ،
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻋﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺠﺎﺭ ﺒﻠﻎ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ) 20ﻗﺩﻤ ﹰﺎ ( ﻟﻡ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻐﺭﺽ
ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺍﺼـﻁـﻔـﺕ ﻓـﻲ ﺩﺍﺨـل ﺍﻟﺒﻨـﺎﻴـﺔ ﻋـﺩﺩ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋـﺩ ﺍﻟﺤﺠﺭﻴـﺔ ﻤﻤﺎ ﺭﺠـﺢ ﺍﻟـﺭﺃﻱ ﻟـﺩﻯ )
ﺍﻟﺒﺭﺍﻴﺕ ـ ( F.P Albrightﺒﺄﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺎﻋﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﻭﻤﻘﺭﹰﺍ ﻟﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﺕ ﺴﺠﻨ ﹰﺎ .
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻔﺭﻉ ﺸﺎﺭﻋﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻴﺨﺘﺭﻗﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺜﻼﺙ
ﺒﻨﺎﻴﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﺘﻘﻊ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ،ﻭﻴﻌﺭﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘﻭﺵ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺴﻤﻰ ـ ﺴﺩﻭ ـ ﻭﺃﻥ
ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺸﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺠﺎﺭ ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻤﺜل ﻤﺭﺍﺴﻴﻡ ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺃﻤﺭ ﻤﻠﻭﻙ ﻗﺘﺒﺎﻥ ﺒﺘﺩﻭﻴﻨﻬﺎ ﻭﺇﻋﻼﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺒﻭﺍﺒﺔ ) ﺴﺩﻭ ( ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ " ﺸﻬﺭ ﻫﻼل " ﺒﺸﺄﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺠﺒﺎﻴﺔ ﺍﻟﻀﺭﺍﺌﺏ ﻭﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻗﺩ ﺃﺭﺠﻌﺕ
ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺯﻤﻥ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﻻ ﺘﺘﻌﺩﻯ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ﺃﻱ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ
ﺍﻟﻘﺘﺒﺎﻨﻴﺔ .
ﻜﻤﺎ ﻜﺸﻔﺕ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺒﺎﺕ ﻋﻥ ﻤﻌﺒﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻹﻟﻪ ) ﻋﺜﺘﺭ ( ﺸﻴﺩ ﺒﺄﺤﺠﺎﺭ ﻀﺨﻤﺔ ﺘﺯﻴﻥ ﺠﺩﺭﺍﻨﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺩﺨﻼﺕ
ﻭﺍﻟﺨﺭﺠﺎﺕ ،ﻴﻅﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺤﺩﻯ ﺩﺨﻼﺕ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻲ ﺭﻤﺯ ﺍﻟﻬﻼل ﻭﺍﻟﻘﺭﺹ – ﻜﺘﺏ ﺃﺴﻔﻠﻪ ﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﺔ ) ﻭﺩ /
ﺍﺏ ( – ) ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻹﻟﻪ ) ﻭﺩ ( ( ـ ،ﻭﻓﻲ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﻌﺒﺩ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺃﻋﻤﺩﺓ ﺇﺴﻁﻭﺍﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺠﺭ ﻤﻊ
ﺃﺭﻀﻴﺎﺕ ﻤﺒﻠﻁﺔ
ﺘﻌﺭﺽ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺍﺕ ﻤﺘﺄﺨﺭﺓ ﻟﻠﻌﺒﺙ ﻭﺍﻟﺘﺩﻤﻴﺭ ؛ ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻘﺒﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺤﺩﺍﺕ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﺎ ﻗﺒل
ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻘﻘﺕ ﻋﺎﻡ ) 1990ﻡ ( .
-2ﺤﻴـﺩ ﺒـﻥ ﻋﻘﻴـل :
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻭﻗﻊ ﺤﻴﺩ ﺒﻥ ﻋﻘﻴل ﻫﻭ ﻤﻘﺒﺭﺓ ﻤﺩﻴﻨﺔ " ﺘﻤﻨﻊ " ،ﻨﻘﺒﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻤﻲ )
1951 - 1950ﻡ ( ،ﻀﻤﻥ ﺤﻔﺭﻴﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ " ﺘﻤﻨﻊ " ـ ﻫﺠﺭ ﻜﺤﻼﻥ ـ ﻭﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺸﻤﺎل ﻤﺩﻴﻨﺔ " ﺘﻤﻨﻊ "
ﻭﻋﻠﻰ ﺒﻌﺩ ﻨﺼﻑ ﻤﻴل ﻤﻨﻬﺎ .
ﺸﻴﺩﺕ ﺍﻟﻤﻘﺒﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻟﺠﺒل ﺼﺨﺭﻱ ﻗﺎﺤل ،ﻭﺒﺎﻟﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﺠﺒل ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻜﺘﺸﻔﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﻤﺒﻨﻰ
ﻤﻥ ﺍﻟﻠﺒﻥ ﺃﻨﺸﺊ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺴﺎﺕ ﺤﺠﺭﻴﺔ ﺒﻘﻰ ﻤﻨﻪ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺤﻭﺍﻟﻲ ) 6ﺃﻗﺩﺍﻡ ( ،ﻭﻴﻌﻭﺩ ﺘﺎﺭﻴﺨﻪ ﺒﺤﺴﺏ ﺍﻟﻨﻘﺵ ﺍﻟﺫﻱ
ﻭﺠﺩ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( .
ﺘﺤﺘﻭﻱ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻭﺭ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﺒﺎﻷﺤﺠﺎﺭ ﺘﺤﺕ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺴﻁﺢ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻫﻲ ﺒﺄﺸﻜﺎل ﻭﺤﺩﺍﺕ ﻤﺭﺒﻌﺔ ﺘﻘﺭﻴﺒ ﹰﺎ ،
ﻭﺘﻤﺘﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩﺭﺍﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺤﻭﺍﺠﺯ ﻤﺘﻭﺍﺯﻴﺔ ﺘﻘﺴﻡ ﺍﻟﻘﺒﺭ ﺇﻟﻰ ﻏﺭﻑ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻋﺭﻀﻬﺎ ﺤﻭﺍﻟﻲ ) 30ﺒﻭﺼﺔ (
ﻭﻁﻭﻟﻬﺎ ) 6.5ﻗﺩﻡ ( ﻴﺘﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﻤﺭ ﺍﻟﻐﺭﻑ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨﺒﻪ ﻭﺘﻨﻘﺴﻡ ﻜل ﻏﺭﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺠﺯﺌﻴﻥ ﻋﻠﻭﻱ ﻭﺴﻔﻠﻲ
ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻟﻭﺡ ﺃﻓﻘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﻜﺎﺓ ﻟﺩﻓﻥ ﺍﻟﻤﻭﺘﻰ ،ﺘﻌﺭﻀﺕ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﺭ ﻟﻠﻨﻬﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﻟﻡ ﻴﻌﺜﺭ ﻋﻠﻰ
ﺃﻴﺔ ﻤﻌﺜﻭﺭﺍﺕ ﺴﻠﻴﻤﺔ ﺘﻤﺎﻤ ﹰﺎ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻡ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﻋﻘﺩ ﺫﻫﺒﻲ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻭﻗﻼﺩﺓ ﻫﻼﻟﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻋﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺩﺍﺩ
ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺎﺜﻴل ﺍﻟﻤﺼﻨﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﻤﺭ ﻜﺭﺅﻭﺱ ﻟﻠﺭﺠﺎل ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻴﻌـﻭﺩ ﺘـﺎﺭﻴﺦ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺒﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﻁﻠﻊ )
ﺍﻷﻟﻑ ﺍﻷﻭل ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ،ﻭﺍﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺩﻓﻥ ﻓﻴﻬﺎ ) ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( .
4
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﻤﺩﻴﺭﻴﺔ ﻤﺭﺨﺔ
-1ﻫﺠﺭ ﺃﻤﺒﺭﻜﺔ :ﻴﻘﻊ " ﻫﺠﺭ ﺃﻤﺒﺭﻜﺔ " ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﻤﺭﺨﺔ ـ ﻤﻨﺎﺒﻊ ﻭﺍﺩﻱ ﻤﺭﺨﺔ ـ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ،ﻭﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺘل ﺃﺜﺭﻱ ﻤﺴﺘﻁﻴل ﺍﻟﺸﻜل ﻤﻌﺎﻟﻤﻪ ﻤﻁﻤﻭﺴﺔ ﻭﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﻤﻨﻪ ﺴﻭﻯ ﺒﻌﺽ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﻤﻥ ﺃﺴﻭﺍﺭﻩ
،ﻓﻲ ﺜﻼﺙ ﺠﻬﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﺎ ﻴﻤﻴﺯﻩ ﻫﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﺒﺎﻟﺴﻭﺭ ،ﻓﻬﻭ ﻤﺒﻨﻰ ﻤـﻥ ﺠﺩﺍﺭﻴﻥ ﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﺨﺎﺭﺠﻲ
ﻭﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺠﺩﺭﺍﻥ ﺘﺭﺒﻁﺎﻨﻬﻤﺎ ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻴـﺔ ﻟﻬـﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻜﺎﻨﺕ ﻀﺨﻤﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ
ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ .ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻭﻗﻊ ﻤﺸﺎﺒﻪ ﻫﻭ " ﻫﺠﺭ ﻟﺠﻴﺔ " ،ﻭﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺘل ﺃﺜﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﻤﻥ
ﻤﻌﺎﻟﻤﻪ ﺴﻭﻯ ﺒﻌﺽ ﺃﺴﺎﺴﺎﺕ ﻟﻤﺒﺎﻨﻲ ﺍﻟﺴﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﺎﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻤﻥ " ﻫﺠﺭ ﻟﺠﻴﺔ " ﻫﻨﺎﻙ –
ﺃﻴﻀ ﹰﺎ – ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ ﻫﻲ ﻫﺠﺭ ﻁﺎﻟﺏ ،ﻭﺘﺸﺎﺒﻪ ﺤﺎﻟﺘﻬﺎ ﺤﺎﻟﺔ " ﻟﺠﻴﺔ " ،ﺃﺠﺭﻴﺕ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﺜـﺭﻴـﺔ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗـﻊ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﺒﺩﺍﻴـﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻻﺴﺘﻴﻁﺎﻥ ﻭﺍﺩﻱ ﻤﺭﺨـﺔ ،ﻤـﻥ ﻗـﺒـل ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ ) ( Prienne.Jﻓﻲ ﻤﻁﻠﻊ ﻋﻘﺩ )
ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ( ،ﻭﻗﺩ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﻫﻲ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺎﺕ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻻﺴﺘﻴﻁﺎﻥ ﻭﺍﺩﻱ ﻤﺭﺨﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻤﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺃﻭﺴﺎﻥ ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﻭﻴﺴﺘﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﺃﻴ ﹰﺎ ﻤﻨﻬﻡ ﻜﺎﻥ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻬﺭﺕ ﻗﺒل ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺃﺤﺠﺎﻤﻬﻡ ﺼﻐﻴﺭﺓ .
ﻭﻗﺩ ﺍﺘﺠﻬﺕ ﺃﻨﻅﺎﺭﻫﺎ " ﺃﻱ ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ ) (Prienne . Jﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ " ﻫﺠﺭ ﺍﻟﻨﺎﺏ " ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﻋﻨﺩ ﻤﺼﺏ ﻭﺍﺩﻱ ﺨﻭﺭﺓ ،ﻓﻘﺩ ﺃﻗﻴﻡ " ﻫﺠﺭ ﺍﻟﻨﺎﺏ " ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻤﺭﺘﻔﻊ ﻋﻨﺩ ﻤﻠﺘﻘﻰ ﺭﺍﻓﺩ ﻭﺍﺩﻱ
ﺨﻭﺭﺓ ﺒﻭﺍﺩﻱ ﻤﺭﺨﺔ ،ﻭﺤﺠﻤﻪ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﻜﺒﺭ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﺘﺴﻌﺕ ﻤﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ
) (Prienne . Jﻋﻥ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺃﻭﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻤﺔ ﻏﻀﺕ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ " ﻫﺠﺭ ﺍﻟﻨﺎﺏ " ﻫﻭ ﻋﺎﺼﻤـﺔ ﻟﻤﻤﻠﻜـﺔ
ﺃﻭﺴـﺎﻥ ﺘـﻠﻙ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜـﺔ ﺍﻟﻐﻨﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺘﺭﺍﻤﻴـﺔ ﺍﻷﻁـﺭﺍﻑ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴـﺭﻯ ﺍﻟﺴـﻴﺩ ) ( H.V , Wissmannﺃﻥ
ﺃﺭﺍﻀﻴﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻤـﺘﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﺭ ـ ﺍﻟﺤﺠﺭﻴﺔ ﺤﺎﻟﻴ ﹰﺎ ـ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺩﻴﻲ ﺤﺒﺎﻥ ﻭﻤﻴﻔﻌﺔ ﻤﺭﻭﺭﹰﺍ ﺒﻭﺍﺩﻱ ﺘﺒﻥ ﻭﻭﺍﺩﻱ ﺒﻨﺎ
ﻭﺩﺜﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻌﻭﺩ ﻭﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭﺴﺭ ﻤﻥ ﻭﺍﺩﻱ ﻴﺸﺒﻡ ﻭﻭﺍﺩﻱ ﺠﺭﺩﺍﻥ ﻟﺼﻐﺭ ﺤﺠﻡ " ﻫﺠﺭ ﺍﻟﻨﺎﺏ " ﻓﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﻋﺎﺼﻤﺔ ﺇﺩﺍﺭﻴﺔ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ.
-2ﺨﺯﻴﻨﺔ ﺍﻟـﺩﺭﺏ :ﺘﻘﻊ " ﺨﺯﻴﻨﺔ ﺍﻟﺩﺭﺏ " ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﻤﺭﺨﺔ ،ﻓﻲ ﺠﺯﺌﻪ ﺍﻟﻤﺤﺎﺫﻱ ﻟﻭﺍﺩﻱ ﺨﻭﺭﺓ ،ﻋﻠﻰ ﺠﺒل
ﺼﺨﺭﻱ ﻓﻲ ﺃﺴﻔل ﺍﻟﺠﺒل ﻭﻴﻤﺘﺩ ﺒﻤﺴﺎﻓﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻴﺘﻤﻴﺯ ﺒﻘﻠﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﻴﺎﺕ ﻓﻴﻪ ،ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻭﻗﻊ ﺍﻷﺜﺭﻱ ﻓﻬﻭ
ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﺎ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﺤﺘﻤﺎل ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﻌـﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﺴﺒﺌﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻬـﺭﺕ ﻗﺒل ) ﺍﻟﻘﺭﻥ
ﻥ ،ﻭﺨﻨﺎﺩﻕ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻗﺒﻭﺭ ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ،ﻭﻴﺘﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﻷﺴﺎﺴﺎﺕ ﻤﺒﺎ ٍ
ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﻨﺒﺵ ﻭﺍﻟﺘﺨﺭﻴﺏ ،ﻭﻨﺯﻋﺕ ﺃﺤﺠﺎﺭﻩ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻅﻬﺭ ﻤﻥ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺍﻷﺴﺎﺴﺎﺕ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻪ ﻋﺩﺓ ﻤﻤﺭﺍﺕ ،ﻭﺒﻭﺍﺒﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﺒﻌﺩ ) ﻜﻴﻠﻭ ﻤﺘﺭ ( ﺘﻘﺭﻴﺒ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻭﻋﻠﻰ ﺤﺎﻓﺔ
ﺍﻟﺠﺒل ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﺭﻯ ﻤﻨﺸﺂﺕ ﺭﻱ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﺒﺄﺤﺠﺎﺭ ﻜﺒﻴﺭﺓ ،ﻭﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺴﺩﺍﻥ ﺭﺌﻴﺴﻴﺎﻥ ﻁﻭل ﺠﺩﺍﺭ
ﺃﻜﺒﺭﻫﻤﺎ ) 140ﻤﺘﺭﹰﺍ ( ،ﻭﺍﺭﺘﻔﺎﻋﻪ ) 4ﺃﻤﺘﺎﺭ ( .
ﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﺴﺒﺏ ﺇﻁﻼﻕ ﺘﺴﻤﻴﺔ ) ﺨﺯﻴﻨﺔ ( ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ،ﻓﻘﺩ ﺫﻜﺭ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻋﺜﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ
ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻟﻭﺡ ﺫﻫﺒﻲ ﺒﻴﻊ ﻟﻺﻨﺠﻠﻴﺯ ﻭﺒﺴﺒﺏ ﺫﻟﻙ ﺃﻁﻠﻘﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻜﺩ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﻭﺠﺩ ﻀﻤﻥ
5
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ) ﻜﻴﻜﻰ -ﻤﻨﺸﺭﺠﻲ ( ﻟﻭﺤﺎﻥ ﺫﻫﺒﻴﺎﻥ ﺍﺸﺘﺭﺍﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﺩﻥ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ،ﻭﻫﻤﺎ ﻤﺯﻴﻨﺎﻥ
ﺒﺭﺴﻭﻡ ﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﺨﺭﺍﻓﻴﺔ .
ﻭﻴﺭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻋﺒﺩﺍﷲ ﻤﺤﻴﺭﺯ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺭﺒﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻘﺒﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟﻤﻠﻭﻙ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭﺴﺎﻥ ﻭﻟﻜﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻌﺒﺙ
ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺃﻭ ﻨﻔﻲ ﺫﻟﻙ .
-3ﻫﺠﺭ ﺍﻤﺤﺴﻴﻨﺔ :ﻴﻘﻊ ﻫﺠﺭ ﺍﻤﺤﺴﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻬل ﺍﻟﻔﺴﻴﺢ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻭﺍﺩﻱ ﺨﻭﺭﺓ ،ﻭ ﻅﻬﺭﺕ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻋﻘﺏ ﺒﻴﻊ
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻁﻊ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﻟﻺﻨﺠﻠﻴﺯ ﺇﺒﺎﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﻟﻠﺸﻁﺭ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻁﻥ ،ﻭﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺘل ﻤﺭﺘﻔﻊ ،
ﺘﻜﺜﺭ ﻓﻴﻪ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﻷﺠﺯﺍﺀ ﻗﻁﻊ ﺃﺜﺭﻴﺔ ﺒﺭﻭﻨﺯﻴﺔ ،ﻭﺃﻗﻴﻤﺕ ﻓﻲ ﺃﺤﺩ ﺃﻁﺭﺍﻓﻪ ﻗﺭﻴﺔ ﺤﺩﻴﺜﺔ ،ﺃﺨﺫﺕ ﺤﺠﺎﺭﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ
ﺍﻷﺜﺭﻱ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯ ﻓﻲ ﺃﺤﺠﺎﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ،ﺃﻨﻬﺎ ﺠﻠﺒﺕ ﻤﻥ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺒﻌﻴﺩﺓ ﺇﺫ ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻭﻻ ﺘﻭﺠـﺩ
ﻓـﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎل ﺍﻟﻘﺭﻴﺒـﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ،ﻭﻗـﺩ ﻭﺠــﺩﺕ ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ ) ( Prienne . Jﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻨﻘﺸ ﹰﺎ ﻤﻜﺘﻭﺒ ﹰﺎ
ﺒﺨﻁ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻤﻜﺘﻭﺏ ﺒﺎﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺴﺒﺌﻴﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻋﺎﻫﺎ ﻟﻼﺩﻋﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺒﺌﻴﻴﻥ ﻫـﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺩﺨـﻠﻭﺍ
ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﻭل ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﺒﻭل ﺒﻪ ﻷﻥ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﻭﺴﺎﻨﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺩﻱ
ﻤﺭﺨﺔ ﻭﺍﻟﻭﺩﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ﻤﻨﻪ ،ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﻭﺍﺩﻱ ﺨﻭﺭﺓ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ،ﻭﻗﺩ ﻋﺎﺼﺭﺕ ﺃﻭﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴـﺔ
ﻅﻬﻭﺭﻫﺎ ﺩﻭﻟﺔ ﺴﺒﺄ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﻨﺩ ﻟﻬﺎ .
ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﻴﻡ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ـ ﻭﺍﺩﻱ ﺨﻭﺭﺓ ـ ﺤﻴﺙ ﻭﺠﺩﺕ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﻴﺴﻤﻰ -ﺍﻤﻘﻨﺎﺓ -ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺇﻨﺸﺎﺀﺍﺕ ﻋﻅﻴﻤﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻗﻨﺎﺓ ﺃﻗﻴﻤﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺠﺒل ﻴﺩﻋﻤﻬﺎ ﺠـﺩﺍﺭ
ﻀﺨﻡ ،ﻭﻗـﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﻤﻁﻠﻴـﺔ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺽ ،ﻭﻴﺒﻠﻎ ﻋﺭﻀﻬﺎ ) ﻤﺘﺭﻴﻥ ( ،ﻭﺍﻟﺠﺩﺍﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﻋﻤﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ
ﺃﺤﺠﺎﺭﻩ ﻏﻴﺭ ﻤﻬﻨﺩﻤﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻀﺨﻤﺔ ،ﺘﻌﻜﺱ ﻤﺩﻯ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺼﻠﻪ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﻗﻴﻤﺕ ﻋﻠﻴﻪ .
-4ﻫﺠﺭ ﻴﻬﺭ :ﻴﻘﻊ " ﻫﺠﺭ ﻴﻬﺭ " ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻤﻥ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻭﺍﺩﻱ ﻤﺭﺨﺔ ،ﻴﺤﺩﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻤﻭﻗﻊ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭ ،
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﺤﺭﺸﻔﻴﻥ ﺍﻷﺜﺭﻴﻴﻥ ،ﻭﻗﺩ ﺤﻤل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺍﺴﻤﻴﻥ ﺁﺨﺭﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﻡ ؛ ﺤﻴﺙ ﻴﻁﻠﻕ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﺴﻡ ) ﻫﺠﺭ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ( )،ﻭﺍﻟﻬﺠﺭ ﺍﻷﺒﻴﺽ ( ،ﻭﻻ ﻨﻌﺭﻑ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺩﻟﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤﻠﻪ ﺘﻠﻙ
ﺍﻷﺴﻤﺎﺀ ،ﻤﺎﻋﺩﺍ ﺘﺴﻤﻴﺔ ) ﻫﺠﺭ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ( ،ﺤﻴﺙ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺃﻥ ﺴﺒﺏ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻴﻌـﻭﺩ ﺇﻟـﻰ ﺃﻨـﻪ ﻴﻨﺴـﺏ
ﺇﻟﻰ " ﺃﺒـﻲ ﺯﻴـﺩ ﺍﻟﻬﻼﻟﻲ " ﻜﺎﻥ ﺃﻭل ﻤﻥ ﺯﺍﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺩ ) ( Phillby.Hﻓﻲ ﻋﺎﻡ ) 1936ﻡ ( ﻭﺃﺸﺎﺭ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺇﻻ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺭﻱ ،ﻭﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﺜل ﻤﺩﻴﻨﺔ .
ﺜﻡ ﺯﺍﺭﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ ) ( Pirenne .Jﻓﻲ ﻤﻁﻠﻊ ) ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ( ﻭﻗﺩﻤﺕ ﻭﺼﻔﹰﺎ ﻟﻪ ،
ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼﻔﻪ ﻋﻤﻭﺩ ﺤﺠﺭﻱ ﻴﺸﺒﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﺯﻋﻤﻬﺎ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻤﻨﻪ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺒﻨﺎﺀ ﺒﺄﺤﺠﺎﺭ ﻤﻬﻨﺩﻤﺔ
ـ ﻤﻨﺤﻭﺘﺔ ـ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻤﻨﻪ ﻴﻭﺠﺩ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﻤﻌﺒﺩ ﻋﻅﻴﻡ ،ﺃﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻜﺜﺒﺎﻥ ﺭﻤﻠﻴﺔ ،ﺘﻤﻴﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ
ﻋﻥ ﺒﻘﻴﺔ ﻤﺩﻥ ﻭﺍﺩﻱ ﻤﺭﺨﺔ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﻜﻤﻴﺎﺕ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﻋﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻋﻰ ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ ) ( Pirenne .J
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻨﻪ ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻀﻊ ﺘﻀﺤﻴﺔ ﻟﻠﻁﻘﻭﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ،ﻭﻟﻌل ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻜﻠﻪ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﻀﻌ ﹰﺎ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ،
ﻓﻔﻴﻪ ﻨﺼﺏ ﻴﺫﺒﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻋﻨﺩﻩ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻟﻘﺩ ﺜﺎﺭ ﺠﺩل ﻜﺒﻴﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻥ ﺤﻭل ﺍﺤﺘﻤﺎل
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻫﻭ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺃﻭﺴﺎﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺎﺌﻤـﺔ ﻗـﺒـل ﺤـﺭﻭﺏ ﺍﻟﻤﻜـﺭﺏ
ﺍﻟﺴـﺒـﺌـﻲ " ﻜﺭﺏ ﺇل ﻭﺘﺭ ﺒﻥ ﺫﻤﺎﺭ ﻋﻠﻲ " ﻤﻜﺭﺏ ﺴﺒﺄ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻅﻬﺭ ﻓﻲ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ،ﻭﺍﻟﺫﻱ
6
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﺫﻜﺭ ﺒﺄﻨﻪ ﺩﻤﺭﻫﺎ ﻫﻲ ﻭﻋﺎﺼﻤﺘﻬﺎ ،ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻤﺘﺩ ﺃﺭﺍﻀﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ،ﻭﻤﺎ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺜﻐﻭﺭ ﻭﻤﻭﺍﻨﺊ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺃﻭﺴﺎﻥ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻤﻊ
ﺍﻟﺴﻭﺍﺤل ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻋﺩﻥ ﻭﻗﻨﺎ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﻭﺍﻨﻴﻬﺎ ،ﻭﻴﺅﻜﺩ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻅﻥ -ﻋـﻠﻰ ﺤـﺩ ﺯﻋـﻡ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ "
ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺒﺎﻓﻘﻴﻪ " ، -ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﺒﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻲ " ﺍﻟﺒﺭﻴﺒﻠﻭﺱ " ﺘﺼﻑ ﺍﻟﺴﺎﺤل ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻲ ﺸﻤﺎﻟﻲ
ﺯﻨﺠﺒﺎﺭ ﺒﺎﻟﺴﺎﺤل ﺍﻷﻭﺴﺎﻨﻲ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀﺕ ﻤﺘﺄﺨﺭﺓ ﺒـﻌـﺩﺓ ﻗـﺭﻭﻥ ﻋـﻠﻰ ﺘﺩﻤﻴﺭ " ﻜﺭﺏ ﺇل ﻭﺘﺭ "
ﻤﻜﺭﺏ ﺴﺒﺄ ﻟﻤﺩﻥ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺃﻭﺴﺎﻥ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﻘﺵ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﺍﻟﻤﻭﺴﻭﻡ ﺒـ ) ، ( RES . 3945ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻕ
ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺨﻠﻔﻪ ﺍﻷﻭﺴﺎﻨﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻤﺭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﺩﺙ ﺇ ﹼﻻ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻁﻭﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ
ﻭﺍﻟﻨﻔﻭﺫ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺤﻴﻭﻱ ﺍﻟﻔﻌﺎل .
ﻭﺇﻟﻰ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻻ ﻴﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺃﻴﻥ ﺘﻘﻊ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ،ﻭﻜل ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻌﺭﻓﺘﻪ ﻋﻠﻰ
ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺏ ﺃﻥ ﻤﺭﻜﺯﻫﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﻤﺭﺨﺔ ﻭﻤﺎ ﺤﻭﺍﻟﻴﻪ ،ﻭﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﻋﻠﻰ
ﺤﺴﺎﺏ ﺃﺭﺍﻀﻰ ﺠﺎﺭﺍﺘﻬﺎ ﻓﺄﻗﺘﻌﻁﺕ ﺃﺠﺯﺍﺀﹰﺍ ﻤﻥ ﺃﺭﺍﻀﻰ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﻗﺘﺒﺎﻥ ﻭﺃﺠﺯﺍﺀ ﻤﻥ ﺃﺭﺍﻀﻲ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ،ﻭﻫﻭ
ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻜﺭﺏ ﺍﻟﺴﺒﺌﻲ " ﻜﺭﺏ ﺇل ﻭﺘﺭ " ﺒﺈﺨﻀﺎﻋﻬﺎ ﻤﺘﺤﺎﻟﻔ ﹰﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﺘﺒﺎﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﺃﻋﺎﺩ ﻟﻬﻡ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻜﺭﺏ ﺍﻟﺴﺒﺌﻲ ﺃﺭﺍﻀﻴﻬﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻭﺒﺔ ،ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺃﻭﺴﺎﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺯﺩﻫﺭﺓ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻟﺩﺭﺠﺔ ﺃﻨﻬﺎ
ﻨﺎﻓﺴﺕ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺴﺒﺄ ،ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺤﺘﻜﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ـ ﻭﺨﺎﺼﺔ ـ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤـﻥ ﺨﻼل
ﺴﻴﻁﺭﺘﻬﺎ ﻋـﻠﻰ ﺍﻷﺠـﺯﺍﺀ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻁﺌﻴﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻭﺍﻷﻓﺭﻴﻘﻲ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺴﺒﺄ ﺴﻭﻯ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ
ﺒﻁﺭﻕ ﺍﻟﻘﻭﺍﻓل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ ﺩﻋﻡ ﺒﻨﻴﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﻋﻘﺏ ﺤﺭﻭﺏ " ﻜﺭﺏ ﺇل ﻭﺘﺭ "
ﺤﻘﻘﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﺴﺏ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺴﻴﻁﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺃﻭﺴﺎﻥ .
ﻼ ﻫﻨﺎﻙ
ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﻜﺎﻡ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺃﻭﺴﺎﻥ ﻓﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﻘﻭﺸﻬﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺤﻤﻠﻭﻥ ﺼﻔﺎﺕ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﻓﻤﺜ ﹰ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻨﻘﻭﺵ ﻤﺠﻤﻭﻋـﺔ ) ﻜﻭﻨﺘﻲ ـ ﺭﻭﺴﻴﻨﻲ ( ﻭﺨﺎﺼـﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤـل ﺍﻷﺭﻗـﺎﻡ ﻤﻥ ) 63ﺇﻟﻰ ، ( 96ﺘﺫﻜﺭ
ﺍﺴﻡ ﺃﺤﺩ ﻤﻠﻭﻙ ﺃﻭﺴﺎﻥ ،ﻭﻫﻭ " ﻴﺼﺩﻕ ﺇل ﻓﺭﻋﻡ ﺒﻥ ﺸﺭﺡ ﻋﺙ " " ﻤﻠﻙ ﺃﻭﺴﺎﻥ " " ﺒﻥ ﻭﺩﻡ " ،ﺃﻱ ﺃﻨﻪ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﺒﻨ ﹰﺎ
ﻟﻺﻟﻪ ،ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ) ﻭﺩ ( ،ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺒﺩ ـ ﺃﻴﻀ ﹰﺎ ـ ﻓﻲ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﻤﻌﻴﻥ ،ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻟﻭﺤﺩﻩ ﺍﺒﻨ ﹰﺎ ﻟﻺﻟﻪ ﻓﻬﺫﺍ ﺃﻤﺭ
ﻼ ـ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺘﺒﺎﻨﻴﻴﻥ ﺠﻴﻤﻌﹰﺎ
ﻟﻡ ﻨﻌﻬﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﻭﺵ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻻ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻭﻻ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ،ﺤـﻴـﺙ ﻨﻌﺭﻑ ـ ﻤﺜ ﹰ
ﻫـﻡ ﺃﻭﻻﺩ ) ﻋﻡ ( ﻭﺍﻟﺴﺒﺌﻴﻴﻥ ﻫﻡ ﺃﻭﻻﺩ ) ﺍﻟﻤﻘﺔ ( ﻟﻜﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﺒﻨ ﹰﺎ ﻟﻺﻟﻪ ) ﻭﺩﻡ ( ،ﻓﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺤﺎﺠﺔ
ﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻜﺎﻨﻭﺍ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺒﺤﺎﺙ ﻓﻲ ﺃﺭﺍﻀﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻭﺍﻹﻟﻪ ) ﻭﺩ ( ،ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤ ِ
ﻴﺘﻭﺠﻬﻭﻥ ﺒﻘﺭﺍﺒﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﻟﻴﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻟـﻪ ،ﻭﻴـﺩل ﺫﻟﻙ ـ ﺃﻴﻀﹰﺎ ـ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺼﻔﺔ
ﺩﻴﻨﻴﺔ ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻭﺫﻟﻙ ﻴﻀﻴﻑ ﻤﻴﺯﺓ ﻫﺎﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻷﻭﺴﺎﻨﻴﺔ .
ﻤﺩﻴﺭﻴﺔ ﺠﺭﺩﺍﻥ
ﻫﺠﺭ ﺍﻟﺒﻨﺎ :ﻴﻘﻊ " ﻫﺠﺭ ﺍﻟﺒﻨﺎ " ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﺠﺭﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺩ ) 4ﻜﻴﻠﻭﻤﺘﺭﺍﺕ ( ﻤﻥ ﺠﻨﻭﺏ ﻗﺭﻴﺔ ﻋﻴﺎﺫ ،ﻭﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ
ﺴﻬل ﻓﺴﻴﺢ ،ﻭﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺘل ﺃﺜﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﻤﺴﺘﻁﻴل ﺃﺒﻌﺎﺩﻩ ) 140 × 210ﻤﺘﺭﹰﺍ ( ،ﻭﻴﺘﻤﻴﺯ ﺒﺎﻟﺘﺤﺼﻴﻨﺎﺕ
ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻨﺸﺄﺘﺎﻥ ﻟﻠﺤﺭﺍﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ
،ﺃﻤﺎ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺴﻭﺭ ﻓﻬﻲ ﻤﻁﻤﻭﺭﺓ ﺘﻤﺎﻤﹰﺎ ،ﻭﻴﻅﻬﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺠﺩﺭﺍﻥ ﻷﺤﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ،ﻴﺘﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﻤﻥ ) ﺴﺘﺔ ﻋﺸﺭ ﻏﺭﻓﺔ ( ﺇﻻ ﺃﻥ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺘﻨﺎ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻻ ﺘﻌﺩﻭ ﺃﻨﻬﺎ -ﺭﺒﻤﺎ -
7
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺘﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﺼﻭﺭ ﻤﺎ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﻨﺩﺭﺝ ﺒﺤﻜﻡ ﻤﻭﻗﻌﻬﺎ ﻀﻤﻥ ﺇﻁﺎﺭ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ﺤﻴﺙ ﻟﻡ
ﻴﻌﺜﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻨﻘﻭﺵ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺨـﻼﻟﻬﺎ ﻤﻌﺭﻓـﺔ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻨﺩﺭﺝ ﻀﻤﻥ ﺃﻤﻼﻙ ﺍﻟﻴﺯﻨﻴﻴﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﺘـﺭﺓ ﺍﻟﺯﻤﻨـﻴﺔ ﻤﻥ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺇﻟﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻴﻴﻥ (.
ﻤﺩﻴﺭﻴﺔ ﻨﺼﺎﺏ
ﻫﺠﺭ ﺠﻨــﺎﺩﻟﺔ :ﻴﻘﻊ " ﻫﺠﺭ ﺠﻨﺎﺩﻟﺔ " ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺤﺠﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻊ ﻏﺭﺏ ﻨﺼﺎﺏ ﻭﻏﺭﺏ ﻭﺍﺩﻱ ﻋﺒﺩﺍﻥ ﻭﻴﺘﺠﻪ
ﻤﺠﺭﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻟﻴﺼﺏ ﻓﻲ ﻋﺒﺩﺍﻥ .
ﻭ" ﺍﻟﺠﻨﺎﺩﻟﺔ " ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻲ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ،ﻭﻫﻭ ﺘل ﻋﻅﻴﻡ ﻭﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻤﻠﺘﻘﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺠﻨﺎﺩﻟﺔ ﻭﻭﺍﺩﻱ
ﺍﻟﺤﺠﺭ ،ﻭﻓﻴﻪ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺍﺤﺘﻭﺍﺀ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘل ﻋﻠﻰ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﻤﻨﺸﺂﺕ ﺭﻱ ﻭﺍﺴﻌﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻗﻴﻡ ﻗﺒﻴل ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻉ
ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻲ ﻤﻥ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺤﺠﺭ ﺴﺩ ﺃﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺴﻡ " ﺴﺩ ﺃﻤﺭﺤﻤﺔ " ،ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ :ﺠﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﺩ ﻭﻗﻨﺎﺘﻴﻥ ﻜﺒﻴﺭﺘﻴﻥ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ
ﺠﺩﺭﺍﻥ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻜﺎﻨﺘﺎ ﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺒﺎل ﻭﺘﺼﺒﺎﻨﻪ ﺨﻠﻑ ﺍﻟﺴﺩ ،ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻓﻲ ﺭﻱ ﺃﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ .
ﻭﺘﺭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ ) ( Prienne .Jﺃﻥ " ﻫﺠﺭ ﺍﻟﺠﻨﺎﺩﻟﺔ " ﻜﺎﻥ ﻫﻭ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻵﻥ ﻤﺠﺩﺒﺔ
،ﻓﻘﺩ ﺃﺼﺒﺢ ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ ﻴﻌﻤﻠﻭﻥ ﻓﻲ ﺭﻋﻲ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ ،ﻭﻴﻼﺤﻅ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺤﺠﺭ ﻤﺎﺯﺍﻟﺕ ﺃﺸﺠﺎﺭ
ﺍﻟﻤﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻭﺒﻜﺜﺭﺓ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺸﺠﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎل ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ) ﺍﻏﺎﺜﺎ ﺭﺨﻴﺩﺱ ﺍﻟﻜﻨﻴﺩﻱ ـ Agatha
( Cende Rchide deﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺤﻤﻴﺔ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺕ ـ ﺍﻟﺜﻌﺎﺒﻴﻥ ـ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﻜﻭﻨﻬﺎ ﻗﺼﻴﺭﺓ ﻭﻟﺴﻌﺘﻬﺎ
ﻗﺎﺘﻠﺔ ـ ﺴﺎﻤﺔ ـ ،ﻭﺒﺎﻟﻔﻌل ﻋﻨﺩ ﺴﺅﺍل ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻴﺫﻜﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺕ ﻴﻘﻔﺯ
ﺒﺎﻟﻔﻌل ﺇﻟﻰ ﻓـﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻴﻬﺎﺠﻤﻪ.
ﻤﺩﻴﺭﻴﺔ ﺤﺒﺎﻥ
-1ﻤﺼﻨﻌﺔ ﺤﺒــﺎﻥ :ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺼﻨﻌﺔ ﺤﺒﺎﻥ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻟﻡ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﺒﺎﻥ ـ ﺤﺎﻟﻴ ﹰﺎ ـ ،ﻓﻘﺩ ﺃﻗﻴﻤﺕ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻊ ﻫﺎﻡ ﻴﺸﺭﻑ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩﺓ ﻓﻲ ﺠﻭﺍﻨﺒﻬﺎ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻤﺤﺼﻨﺔ ﺘﺤﺼﻴﻨ ﹰﺎ ﻁﺒﻴﻌﻴ ﹰﺎ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻗﻴﻤﺕ ﻓﻭﻕ
ﻤﺭﺘﻔﻊ ﺼﺨﺭﻱ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻟﻪ ﻏﻴﺭ ﻁﺭﻴﻕ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﺸﻘﻭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺨﺭ ﻭﻤﺭﺼﻭﻓﺔ ﺒﺎﻷﺤﺠﺎﺭ ،ﻭﻟﻠﻘﻠﻌﺔ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻨﻴﺕ ﻤﺅﺨﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺴﻼﻁﻴﻥ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﻱ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺘﺨﺫﻭﻥ ﻤﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﺒﺎﻥ ﺤﺎﻀﺭﺓ ﻟﻬﻡ ﻓﻲ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( ،ﻭﻻ ﻴﺯﺍل ﺒﻌﺽ ﻤﻤﺎ ﺸﻴﺩﻩ ﺴﻼﻁﻴﻥ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﻱ ﻗﺎﺌﻤ ﹰﺎ ،ﺃﻤﺎ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻓﻠﻡ ﻴﻌﺩ
ﻤﻨﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺎﺠل ـ ﺼﻬﺭﻴﺞ ﺃﻭ ﻜﺭﻴﻑ ﺍﻟﻤﺎﺀ ـ ﺍﻟﻤﺤﻔﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺨﺭ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺘﻔﻊ ﺍﻟﺼﺨﺭﻱ ﺒﺠﺎﻨﺏ ﺒﻭﺍﺒﺔ
ﺍﻟﻤﺼﻨﻌﺔ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ .
ﻭﺘﻨﺘﺸﺭ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﺒﺎﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﺭﺒﺸﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺨﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻭﺠﺩ ﺤﻭﻟﻬﺎ ﺴﻭﺭ ﺘﻬﺩﻤﺕ ﻤﻌﻅﻡ
ﺃﺠﺯﺍﺌﻪ ﻭﺭﻏﻡ ﺤﺩﺍﺜﺘﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻤﻭﻗﻌﻪ ﻴﻭﺤﻲ ﺒﺄﻨﻪ ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺴﻭﺭﹰﺍ ﻗﺩﻴﻤ ﹰﺎ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺤﺼﻨﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴ ﹰﺎ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ
ﺍﻷﺴﻭﺍﺭ ـ ﻏﺎﻟﺒ ﹰﺎ ـ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﻬل ﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ .
ﻭﺘـﻘـﻊ ﺍﻟﻤﺩﻴـﻨـﺔ ﻓـﻲ ﻭﺴـﻁ ﺃﺭﺍﻀـﻲ ﺯﺭﺍﻋﻴـﺔ ﻭﺍﺴﻌـﺔ ﺘﺤﻴـﻁ ﺒﻬـﺎ ﻤـﻥ ﺜـﻼﺙ ﺠـﻬﺎﺕ ) ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ( ،ﻭ ﺘﺒﻠﻎ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺤﻭﻟﻬﺎ ﻗﺭﺍﺒﺔ ) 1353ﻓﺩﺍﻨ ﹰﺎ ( ،ﻭﺘﻌﺩ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺤﺒﺎﻥ ﻤﻥ
ﺃﻭﺴﻊ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺩﻟﺘﺎ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ.
8
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
-ﻜﺭﻴﻑ ﺤﺒـﺎﻥ :ﻴﻘﻊ ﺃﺴﻔل ﻗﺭﻴﺔ ﺤﺒﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺴﺩ ﻗﺩﻴﻡ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺠﺩﺍﺭ ﺤﺎﺠﺯ ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ ﻴﺒﻠﻎ
ﺍﻤﺘﺩﺍﺩﻩ ﺒﻴﻥ ﻀﻔﺘﻲ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ،ﻗﺭﺍﺒﺔ ) 150ﻤﺘﺭﹰﺍ ( ،ﻭﻋﺭﻀﻪ ) 3ﻤﺘﺭﺍﺕ ( ،ﻭﺘﺘﻔﺭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺴـﺩ ﻗﻨﺎﺓ ﻟﺘﺼﺭﻴﻑ
ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﻤﻨﻬﺎ ﺴﻭﻯ ﺠﺯﺀ ﻁﻭﻟﻪ ﻨﺤﻭ ) 30ﻤﺘﺭﹰﺍ ( ،ﻭﻋﺭﻀﻪ ) 3ﻤﺘﺭﺍﺕ ( ،ﻭﻴﺒﺩﻭ ﻤﻥ ﺘﻘﻨﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﺩ
ﺃﻨﻪ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﺎ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺤﺠﺯ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﺏ ﺒﺎﻟﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﻗﺭﻴﺔ
ﺤﺒﺎﻥ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺴﻘﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﺩ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺼﻐﺭ ﺤﺠﻤﻪ ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺸﺎﺴﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺼﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ
ﺒﺎﻟﻘﺭﻴﺔ .
-2ﺠﺒل ﻜـﺩﻭﺭ " :ﻜﺩﻭﺭ " ﺍﺴﻡ ﻟﺠﺒل ﻭﻤﻭﻗﻊ ﺃﺜﺭﻱ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﻤﻴﻔﻌﺔ ،ﻭﻴﻌﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﺃﻭل ﺫﻜﺭ ﻟﻪ ﻗﺩ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻨﻘﺵ
ﺍﻟﻨﺼﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺠﻠﻪ ﺍﻟﻤﻜﺭﺏ " ﻜﺭﺏ ﺇل ﻭﺘﺭ ﺒﻥ ﺫﻤﺎﺭ ﻋﻠﻲ " ﻤﻜﺭﺏ ﺴﺒﺄ ﻭﺍﻟﻤﻭﺴﻭﻡ ﺒـ ) ، ( RES. 3945ﻭﺍﻟﺫﻱ
ﻴﻌﻭﺩ ﺘﺎﺭﻴﺨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺒﺎﺴﻡ ) ﻙ ﺩ ﺭ ( ،ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺫﻜﺭﻩ ﻓﻲ ﻨﻘﺵ ﺇﺒﺭﻫﺔ ﺍﻟﻤﻭﺴﻭﻡ ﺒـ ) CIH
( . 541ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( ـ ﺃﻴﻀ ﹰﺎ ـ ﺒﺎﺴﻡ ) ﻙ ﺩ ﺭ ( ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺵ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻗﺩ
ﻤُﻴﺯ ﺒﺎﻟﻠﻔﻅ ) ﻡ ﺹ ﻥ ﻉ ﺕ ( ،ﺃﻱ ﻤﺼﻨﻌﺔ ﻭﺘﻌﻨﻲ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﺼﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﺍﻟﺤﺼﻴﻨﺔ .
ﻭﺠﺒل ﻜﺩﻭﺭ ﻴﻘﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﻤﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺤﺒﺎﻥ ،ﻭﺒﻘﺎﻴﺎﻩ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﺘﻌﻜﺱ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺃﻗﻴﻤﺕ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ
ﻗﻤﺘﻪ ﻗﻠﻌﺔ ﻴﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﺒﺭ ﻁﺭﻴﻘﻴﻥ ﺼﺎﻋﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﻔل ﺤﺘﻰ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﺘﺴﻤﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒـ ) ﺍﻟ ﱠﻨﺤَﺭ ( ،
ﻭﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺠﻬﺘﻪ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﺭﺼﻭﻓﺔ ﺒﺎﻷﺤﺠﺎﺭ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﺼﻌﻭﺩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻓل ﺇﻟﻰ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺠﺒل – ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ
ﺒﻌﺽ ﺃﺠﺯﺍﺌﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﻬﺎﻟﺕ ﺤﺎﻟﻴ ﹰﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﺠﺎﺭﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻗﻁﺔ ـ ﻭﻋﻨﺩ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻤﻥ ﺃﻋﻼﻩ ﻴﺒﺩﺃ ﺴﻭﺭ
ﺍﻟﺤﺼﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻭﺘﺴـﻤﻰ – ﺴﻤﻨﺔ – ﺍﻟﺼﺎﻋﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒل ﻤﻥ ﺸﻌﺏ ﻟﻬﻴﺔ ﻋﺒﺭ ﺸﻌﺏ ﻋﻘﺭ
ﻭﻭﺼﻭ ﹰﻻ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺕ ـ ﻤﺭﻭﺡ ـ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺘﺴﻤﻰ ـ ﺃﻴﻀﹰﺎ ـ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺸﻌﺏ ﻋﻘﺭ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻭﻤﺭﺼﻭﻓﺔ ﺒﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻓﻲ
ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺃﺠﺯﺍﺌﻬﺎ ،ﻭﻫﻭ ﻁﺭﻴﻕ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤﺎﺸﻴﺔ ﻭﻤﺎﺯﺍﻟﺕ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻴﻭﻡ .
ﻭﻤﻥ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺃﺜﺎﺭ ﺠﺒل ﻜﺩﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﻴﻥ :
-ﺍﻟﺴـﻭﺭ :ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ) ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻨﺤﺭ( ،ﻭﻻ ﺘﺯﺍل ﺒﻌﺽ ﺃﺠﺯﺍﺌﻪ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺀ
ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ﻓﻠﻡ ﺘﻌﺩ ﻓﻴﻪ ﺴﻭﻯ ﺍﻷﺴﺎﺴﺎﺕ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺨﻠﻔـــﻪ ﻭﺃﻤﺎﻤﻪ ﺘﻭﺠﺩ -ﺃﻴﻀ ﹰﺎ -ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺨﺭﺍﺌﺏ
ﻥ ﻴﺤﺘﻤل ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺴﻜﻨﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺄﻫل ﺍﻟﺤﺼﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ .
ﻟﻤﺒﺎ ٍ
-ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺍﻻﺴﺘﺤﻜﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻴﺔ :ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﻏﺭﻑ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﺴﻔﺤﻲ ﺸﻌﺏ ﺍﻟﻁﺭﻴﻑ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ
ﻤﻥ ﻤﺭﻭﺡ ﺒﺎﺘﺠﺎﻩ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺏ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻤﺜل ﺨﻁﻭﻁ ﹰﺎ ﺩﻓﺎﻋﻴﺔ ﻋﻥ ﻋﻤﻕ ﺍﻟﺠﺒل ﻓﻲ ﺠﻭل
ﺍﻟﺠﺩﺭ .
-ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺃﺴﺎﺴﺎﺕ ﻟﻤﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺤﻭﺍﻑ ﺍﻟﺠﺒل ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ .
-ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﺭ :ﺘﻭﺠﺩ ﺍﻟﺒﻘﺎﻴﺎ ﻓﻲ ﺠﻭل ﺍﻟﻌﻭﻴﺩ ،ﻭﻻ ﻴﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﺩ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ .
ﺘﻠﻙ ﻫﻲ ﺃﻫﻡ ﺁﺜﺎﺭ ﺠﺒل ﻜﺩﻭﺭ ﺒﺸﻌﺎﺒﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﺭﻗﺔ ﻴﻤﺜل ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻫﺎﻤﺔ ﻹﻨﺘﺎﺝ ﺴﻠﻌﺘﻲ ﺍﻟﻠﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺭ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﻻﺯﺍﻟﺕ ﺃﺸﺠﺎﺭﻫﺎ ﺘﻨﻤﻭ ﻁﺒﻴﻌﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻗﻤﺘﻪ ﻭﺴﻔﺤﻪ .
ﻜﺎﻥ ﻴﻤﺜل ﺠﺒل ﻜﺩﻭﺭ ﻤﻭﻗﻌ ﹰﺎ ﺤﺼﻴﻨ ﹰﺎ ﻴﻭﻓﺭ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻘﺎﻁﻨﻴﻪ ،ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺍﻷﻨﻤﺎﻁ
ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ،ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﺒل ﻜﺎﻥ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﺒﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﺠﺎﺭ ﻜﺎﻥ ﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ
ﺤﻴﺙ ﺃﺸﺎﺭ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﻌﻤﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻥ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺼﺎﻋﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒل ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﺸﻌﺏ ﻋﻘﺭ ﻻ ﻴﺼﻴﺒﻪ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺸﻤﺱ ﺤﺘﻰ
9
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺠﺒل ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻜﺜﺭﺓ ﺃﺸﺠﺎﺭﻩ ﻭﻁﻭﻟﻬﺎ ،ﻭﻗﺩ ﺍﻗﺘﻠﻌﺕ ﺍﻏﻠﺏ ﺍﻷﺸﺠﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻓﻲ )
ﺍﻟﻨﺼﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ( ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻲ ﻭﺍﺯﺩﻴﺎﺩ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺨﺸﺏ ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﺨﺸﺏ
ﺸﺠﺭﺓ ) ﺍﻟﻠﺒﺦ ( ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭﺓ ﺒﺎﻟﺠﻭﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﻨﺔ ،ﻭﻤﻘﺎﻭﻤﺘﻬﺎ ﻟﺤﺸﺭﺓ ﺍﻷﺭﻀﺔ .
ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﺒل ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺩﻡ ﺍﻟﻔﺘﺭﺍﺕ ﺍﻟﺯﻤﻨﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﺃﺸﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﺫﻜﺭ ﻀﻤﻥ ﺃﺴـﻤـﺎﺀ
ﺍﻟﻤـﻭﺍﻗـﻊ ﺍﻟـﺘـﻲ ﺩﻤـﺭﻫـﺎ ﺍﻟﻤﻜﺭﺏ " ﻜﺭﺏ ﺇل ﻭﺘﺭ ﺒﻥ ﺫﻤﺎﺭ ﻋﻠﻲ " ﻤﻜﺭﺏ ﺴﺒﺄ ﻓﻲ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻗﺒل
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ،ﻭﻴﺩﺨل ﻀﻤﻥ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﻭﺍﺩﻱ ﻤﻴﻔﻌﺔ .
ﻤﺩﻴﺭﻴﺔ ﺭﻀﻭﻡ
-1ﻤﻴﻨﺎﺀ ﻗﻨﺎ ) ﺒﻴﺭ ﻋﻠﻲ /
ﺤﺼﻥ ﺍﻟﻐﺭﺍﺏ ( :
ﺘـﻘـﻊ " ﻤﻴﻨﺎﺀ ﻗﻨﺎ " ـ " ﺒﻴﺭ
ﻋﻠﻲ "ـ ﻋﻠﻰ ﺴﺎﺤل ﺍﻟﺒﺤﺭ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺘﺒﻌﺩ ﻋـﻥ ﺍﻟﻤﻜﻼ
ﺒﺤﻭﺍﻟﻲ) 120ﻜﻴﻠﻭ ﻤﺘﺭﹰﺍ ( ،
ﻭﻋﻥ ﻋﺘﻕ ـ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ
ﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺸﺒﻭﺓ ـ ﺒﺤﻭﺍﻟﻲ )
140ﻜﻴﻠﻭﻤﺘﺭﹰﺍ ( .
ﺇﻥ ﺍﻗﺩﻡ ﺫﻜﺭ ﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﻗﻨﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ
ﻓﻲ " ﺴﻔﺭ ﺤﺯ ﻗﻴﺎل " ،ﺤﻴﺙ
ﻭﺭﺩ ":ﺤﺭﺍﻥ ﻭﻗﻨﻴﺔ ﻭﻋﺩﻥ ﺘﺠﺎﺭ ﺸﺒﺎ ﻭﻜﻠﻤﺩ ﺘﺠﺎﺭﻙ " ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻤﻨﺫ ﻋﺼﻭﺭ ﻏﺎﺒﺭﺓ ،ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺫﻜﺭﻫﺎ
ﺍﻟﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ـ ﺍﻹﻏﺭﻴﻘﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ ـ ﺤﻴﺙ ﻭﺭﺩ
ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ " ﺍﻟﻁﻭﺍﻑ
ﺤﻭل ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺭﺘﺭﻱ "
ﻭﻋﻨﺩ " ﺒﻁﻠﻴﻤﻭﺱ " ﺠﺎﺀ
ﺍﺴﻤﻬﺎ ) ﺘﺭﻭﻻ ( .
ﻭﺘﺘﻜﻭﻥ ﻗﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ،
ﻭﺤﺼﻥ ﺃﻗﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ
ﺍﻟﺠﺒل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻠﻭﻫﺎ ﻤﻥ
ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﻁﻠﻘﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻘﻭﺵ ﺍﺴﻡ ) ﻋﺭ ـ ﻤﻭﻴﺕ ( ﺃﻱ ﺠﺒل ﻤﺎﻭﻴﺔ ،ﺃﻤﺎ ﻗﻨﺎ ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﺍﺴﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﻭﺵ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ
10
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺒﺼﻴﻐﺔ ) ﻕ ﻥ ﺃ ( ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻁﻐﻰ ـ ﺤﺎﻟﻴﹰﺎ ـ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ،ﻫﻭ " ﺒﻴﺭ ﻋﻠﻲ " ،ﻭﻫﻭ ﺍﻻﺴﻡ
ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺭﻑ ﺒﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﻤﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻗﻨﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻌﺩ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺤﻭﺍﻟﻲ ) 3
ﻜﻴﻠﻭﻤﺘﺭﺍﺕ ( .
ﻟﻘﺩ ﻜﺸﻔﺕ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺒﺎﺕ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﻟﻠﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻌﺒﻪ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﻗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﺕ ﻜﻤﺭﻓﺄ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻨﺩ ﻤﻨﺫ ) ﺍﻟﻨﺼﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻑ ﺍﻷﻭل ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ،ﻭﻟﻡ ﺘﻜﺸﻑ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﻔﺭﻴﺎﺕ
ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺘﺭﺍﺕ ﺍﻷﻗﺩﻡ ﻟﻬﺎ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﻗﻨﺎ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻠﻴﻤﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻓﻲ ﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺭﺍﻨﺯﻴﺕ ﻤﻥ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ
ﺍﻷﻭل ( ﻭﺤﺘﻰ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( ،ﻭﻗﺩ ﺫﻜﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﻭﺵ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺒﺨﻠﻴﺞ ﻗﻨﺎ " ﻓﺭﻀﺔ " ـ ﻤﻴﻨﺎﺀ
ـ ﻤﻠﻙ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺵ ﺍﻟﻤﻭﺴﻭﻡ ﺒــ) ( Ir.13ﺒﺎﻟﻌـﺒـﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ) :ﺤﻴﻘﻥ /ﻗﻨﺎ /ﻤﺠﺩﺡ /
ﻤﻠﻙ /ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ( .
ﻜﺎﻨﺕ ﻗﻨﺎ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻨﻘل ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﺨﻭﺭ ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺭ ﺇﻟﻰ ﺩﻭل
ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﻘﻭﺍﻓل ﻭﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺭﺓ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﻨﻘل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺘﻭﺍﺒل ﺍﻟﻬﻨﺩ
ﻭﺴﻠﻊ ﺸﺭﻕ ﺃﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺃﻓﻀل ﻤﻭﺍﻨﺊ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﻋﺩﻥ ،ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﺘﻬﺏ ﺍﻟﺭﻴﺎﺡ ﺍﻟﻤﻭﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ
ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺘﺠﺩ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﺘﺤﺘﻤﻲ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﻭﻴﺒﻌـﺩ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺤﻭﺍﻟﻲ ) 5ﺃﻤﻴﺎل (ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻓﻲ ﺨﻠﻴﺞ
ﺼﻐﻴﺭ ﺘﺤﻴﻁ ﺒﻪ ﺍﻟﺠﺒﺎل ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﺠﻬﺎﺕ .
ﺩﻟﺕ ﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻔﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﻟﻠﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﻗﻨﺎ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﺩﻭل ﺸﺭﻕ
ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻭﺃﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ﻭﺇﻴﺭﺍﻥ ﻭﺍﻟﻬﻨﺩ ،ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﻘﻭﺍﻓل ﺘﺭﺒﻁ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺒﻜل ﻤﻥ
ﻤﺩﻥ ﺘﻤﻨﻊ ﻭﺸﺒﻭﺓ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻤﺤﻁﺎﺕ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻠﺒﺎﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴـﺔ ﻟﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ،
ﻭﺍﻟﻠـﺒـﺎﻥ ﺍﻟـﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﻘل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤـﻥ ﺃﺭﺽ ) ﺴﺄﻜﻠﻥ ( – ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻅﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﺴﻠﻁﻨﺔ ﻋُﻤﺎﻥ ﺤﺎﻟﻴ ﹰﺎ – ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ
ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻓﻲ ﻤﻭﺴﻡ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ .
ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﻗﻨﺎ ﻀﻤﻥ ﻤﺒﺎﻨﻴﻬﺎ ﻗﺼﺭ ﻤﻤﺜل ﻤﻠﻙ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ،ﻭﺩﺍﺭﹰﺍ ﻟﻠﺴﻜﺔ ﻭﻤﺨﺎﺯﻥ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﻭﺴﻤﺎﺴﺭ
ﻟﻠﻘﻭﺍﻓل ،ﻜﻤﺎ ﻭﺠﺩﺕ ﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﺃﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﺒﻠﻐﺎﺕ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻹﻏﺭﻴﻘﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻨﺒﻁﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺠﺯﺀ ﻤـﻥ ﺇﻨـﺎﺀ ﻋﻠﻴـﻪ ﻜﺘﺎﺒـﺔ ﺒﺎﻟﺨﻁ ) ﺍﻟﻬﻴﺭﻭﻏﻠﻴﻔﻲ ( ـ ﺍﻟﺨﻁ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ـ ﻭﻜﺘﺎﺒﺔ
ﺒﺎﻟﺨﻁ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﻭﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﺒﺎﻟﺨﻁ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ -ﺍﻟﻤﺴﻨﺩ ، -ﻭﺘﺩل ﺘﻠﻙ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻀﻡ ﺜﻘﺎﻓﺎﺕ
ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻷﻗﻭﺍﻡ ﺠﺎﺀﻭﺍ ﻤﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﺭﺠﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭﺭﺓ ﻟﻴﻤﺎﺭﺴﻭﺍ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﺘﺼﻭﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻤﺜل
ﺃﻗﺩﻡ ﺴﻭﻕ ﺤﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ .
-ﻗﺼﺔ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺤﺼﻥ ﺍﻟﻐﺭﺍﺏ :ﻓﻲ ﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺭ ﻤﻥ ﺸﻬﺭ ﺁﻴﺎﺭ ) ﻤﺎﻴﻭ ( ﻤـﻥ ﻋـﺎﻡ ) 1834ﻡ ( ،
ﺍﻟﻘﻰ ﺒﺤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻴﺔ ) ﺒﺎﻟﻴﻨﻭﺭﺱ ( ﺍﻟﻤﺭﺴﺎﺓ ﻓﻲ ﻤﻤﺭ ﻀﻴﻕ ﻗﺼﻴﺭ ﻤﻐﻠﻕ ﻤﻥ ﺃﺤﺩ ﺠﺎﻨﺒﻴﻪ ﺒﺠﺯﻴﺭﺓ
ﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻵﺨﺭ ﺒﺼﺨﺭﺓ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻭﻋﺭﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺤﺼﻥ ﻗﺩﻴﻡ ،ﻭﻗﺎل ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ
ﻟﺒﺤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯ ،ﺇﻥ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﻭ ) ﺤﺼﻥ ﺍﻟﻐﺭﺍﺏ ( ،ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭﺓ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯ ﺜﻼﺜـﺔ ﻫﻡ " ﻭﻟﺴﺘﺩ "
ﻭ " ﻫﺎﻤﻠﺘﻥ " ﻭ " ﻜﺭﻭﺘﻨﺩﻥ " ،ﻓﻘﺩ ﺃﻭﻜل ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺍﻟﻘﺒﻁﺎﻥ " ﻫﻴﻨﺱ " ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺴﺘﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻥ ﻋﺎﻡ ) 1839ﻡ (
ﻤﻬﻤﺔ ﺍﺴﺘﻜﺸﺎﻑ ﺍﻟﺴﺎﺤل ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻲ ﻟﻠﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭﺓ ﺘﻤﺎﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﻤﻬﻤﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ
ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﻭﺵ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﺤﺼﻥ ﺍﻟﻐﺭﺍﺏ ﺸﺎﻫﺩﻭﺍ ﺨـﺭﺍﺌـﺏ ﻓﺘﻭﺠﻪ ﺍﺜﻨﺎﻥ ﻤـﻥ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺜﻼﺜـﺔ ﺇﻟﻰ
11
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﺘﻔﺤﺼﻬﺎ ﻭﻗﺎل ﺃﺤﺩﻫﻡ ﻭﻫﻭ " ﻭﻟﺴﺘﺩ " ﻋﻥ ﺫﻟﻙ " :ﻨﺯﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻴﻕ ﺭﻤﻠﻴﺔ ﺍﻤﺘﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﻔل ﺍﻟﺘﻠﺔ ،
ﻓﺄﻟﻔﻴﻨﺎ ﺃﻨﻔﺴﻨﺎ ﺒﻴﻥ ﺃﻁﻼل ﻭﺃﺒﺭﺍﺝ ﻭﻤﻨﺎﺯل ﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯل ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻤﺭﺒﻌﺔ ﺍﻟﺸﻜل ﺘﻀﻡ ﺃﺭﺒﻊ ﻏﺭﻑ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺒﻕ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﺍﻨﺤﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻠﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﻴﺭﺘﻔﻊ ﺒﺎﻟﺘﺩﺭﻴﺞ ،ﻭﺍﻨﺘﺸﺭﺕ ﺁﺜﺎﺭ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺤﺩﺭﻫﺎ ،
ﺇﻻ ﺃﻨﻨﺎ ﻟﻡ ﻨﺠﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻁﻼل ﻤﻨﺎﺯل ﺃﻭ ﺃﺒﻨﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﺏ ﻤﺒﻨﻴ ﹰﺎ ﻤﻥ ﺃﺤﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﺨﻭﺭ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ
ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﻗﻀﻀﺕ ﺒﺄﺴﻤﻨﺕ ﻤﺼﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺩﻑ ﺍﻟﻤﺘﺤﺠﺭ ،ﻭﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﺴﺎﺤل ﺒﺒﺭﺯﺥ ﺭﻤﻠﻲ
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﻤﻀﻰ ﻤﻔﺼﻭﻟﺔ ﻋﻨﻪ ﺘﻤﺎﻤﹰﺎ " ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺼﺎﻋﺩ ﺇﻟﻰ ﻗﻤﺔ ﺠﺒل ﺤﺼﻥ ﺍﻟﻐﺭﺍﺏ ﻋُﺜﺭ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ
ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺃﺜﺭﻴﺔ ،ﻭﻭﺠـﺩﻭﺍ ﻋـﻠﻰ ﺍﻟﻘﻤـﺔ ﺒﻴﻭﺘـ ﹰﺎ ﻭﺠﺩﺭﺍﻨ ﹰﺎ ﻭﺼﻬﺭﻴﺠ ﹰﺎ ) ﻜﺭﻴﻔ ﹰﺎ ( ﻟﻠﻤﺎﺀ ﻭﺒﻘﺎﻴﺎ ﺘﺤﺼﻴﻨﺎﺕ ،ﻭﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺒﺭﺍﺝ ﻀﺨﻤﺔ ﻤﺭﺒﻌﺔ ﺍﻟﺸﻜل ﺘﺘﺠﻪ ﻟﻠﺒﺤﺭ ،ﻭﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﺒﻴﻥ ﻷﻭﻟﺌﻙ
ﺍﻟﺒﺤﺎﺭﺓ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺤﺼﻥ ـ ﻗﻠﻌﺔ ـ ﺘﺤﻤﻲ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﻤﻠﺨﺹ ﻟﻘﺼﺔ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺁﺜﺎﺭ
ﺤﺼﻥ ﺍﻟﻐﺭﺍﺏ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺠﻬﺕ ﺍﻷﻨﻅﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﺜـﺎﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﺼﻥ ﻭﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟــﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻗﺎﺌﻤ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ
ﺠــﻭﺍﺭﻩ ،ﻭﻗـﺩ ﻨـﺴـﺦ ) ﻭﻟﺴﺘﺩ ـ ( J.R.Wellstedﺘﻠﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺠﺩﻫﺎ ﻫﻭ )ﻭﻫﻨﻴﺱ ـ
( S.B.Hainssﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺼﺎﻋﺩ ﺇﻟﻰ ﻗﻤﺔ ﺤﺼﻥ ﺍﻟﻐﺭﺍﺏ ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻟﻨﻘﺸﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺴﻭﻤﺎﻥ ﺒـ ) CIH.728 , CIH.
(621ﻭﺍﻋﺘﺒﺭﺍﻫﻤﺎ ﻗﺭﻴﺒﻲ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺨﻁﻭﻁﻬﻤﺎ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ـ ﺍﻟﺠﻌﺯﻴﺔ ـ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﺎﻟﺨﻁﻭﻁ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻭﻗﺩ ﺃﺸﺘﻬﺭ ﺍﻟﻨﻘﺵ ﺍﻟﻤﻭﺴﻭﻡ ﺒـ ) ( CIH. 621ﺒﻴﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺒﺎﺴﻡ
ﻨﻘﺵ " ﺤﺼﻥ ﺍﻟﻐﺭﺍﺏ " ،ﻭﻫـﻭ ﻤـﻥ ﺃﻫـﻡ ﺍﻟﻨﻘﻭﺵ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺸﺭﺍﻫﺎ ،ﺤﻴﺙ ﺴﺎﻋﺩ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻘﺵ ـ ﺃﻭ ﹰﻻ ـ
ﻓﻲ ﻓﻙ ﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ـ ﻭﺜﺎﻨﻴ ﹰﺎ ـ ﻓﻲ ﻜﻭﻨﻪ ﻴﺅﺭﺥ ﻷﻫـﻡ ﻓـﺘـﺭﺓ ﻤـﻥ ﻓﺘﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ
ﻗـﺒـل ﺍﻹﺴـﻼﻡ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻪ ﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ) 640ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺤﻤﻴﺭﻱ ( ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺎﺒل ﺴﻨﺔ ) 525ﻤﻴﻼﺩﻴﺔ ( ،
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺸﻬﺩﺕ ﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻘﺵ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﻟﻸﺴﺭﺓ
ﺍﻟﻴﺯﻨﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺃﻥ ﻭﻀـﻌـﻭﺍ ﺃﻗـﺩﺍﻤـﻬـﻡ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺎﺴﻡ ـ ﻴـﺯﺃﻥ ـ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﻋـﺒـﺩﺍﻥ ﺤﺘﻰ ﻗﻴﺎﻡ
ﺜـﻭﺭﺓ ) ﻴﻭﺴﻑ ﺃﺴﺎﺭ ﻴﺯﺃﻥ ( ،ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟـﺫﻱ ﻭﺼل ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻘﺏ ﺃﺤﺩﺍﺙ ﻋﺎﺼﻔﺔ ﺃﺸﺒﻪ ﺒﺎﻟﺜﻭﺭﺓ ﺒـﺩﺃﺕ
ﺃﺤـﺩﺍﺜﻬﺎ ﻓـﻲ ﺴﻨﺔ ) 518ﻤﻴﻼﺩﻴﺔ ( ،ﺤﻴﺙ ﻗﺎﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻴﺯﻨﻲ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭ ـ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ
ﺍﻹﺨﺒﺎﺭﻴﺔ ﻴﻌﺭﻑ " ﺒﺫﻱ ﻨﻭﺍﺱ " ـ ،ﻓﻘﺩ ﺍﻋﺘﻨﻕ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻭﻨﻜل ﺒﺎﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻅﻔﺎﺭ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﺭﻴﻴﻥ
ﻓﻲ ﻗﺎﻉ ﻴﺤﺼﺏ ﻭﺒﻼﺩ ﺍﻟﺭﻜﺏ ،ﻜﻤﺎ ﺤﺎﺼﺭ ﻨﺠﺭﺍﻥ ﻭﻋﺫﺏ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺃﺤﺩﺍﺙ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ
ﻭﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺃﺼﺒﺢ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻫﻭ ﺯﻋﻴﻡ ﺃﺨﺭ ﺃﺴﺭﺓ ﻴﻤﻨﻴﺔ ﺤﺎﻜﻤﺔ ﻟﻠﻴﻤﻥ ﻤﻭﺤﺩﹰﺍ ﺃﻭ ﺸﺒﻪ ﻤﻭﺤﺩ
ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻭﻴﺘﺤﺩﺙ ﻨﻘﺵ ﺤﺼﻥ ﺍﻟﻐﺭﺍﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀ ﺒﻌﺩ ﺜﻤﺎﻥ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺘﻘﺭﻴﺒ ﹰﺎ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻋﻥ ﻭﻀﻊ ﻗﺩ
ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺘﻤﺎﻤﹰﺎ ،ﺇﺫ ﻴـﺫﻜـﺭ ﻤﺴﺠـﻠـﻭﺍ ﺍﻟﻨﻘﺵ ﺃﻨﻬﻡ ﺘـﺤـﺼـﻨـﻭﺍ ﻓـﻲ ) ﻋﺭ ـ ﻤﻭﻴﺕ ( ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭ ـ ﺒﺤﺼﻥ
ﺍﻟﻐﺭﺍﺏ ـ ﺒـﻌـﺩ ﺃﻥ ﺭﻤﻤﻭﺍ ﺴﻭﺭﻩ ﻭﺒﺎﺒﻪ ﻭﺼﻬﺎﺭﻴﺠﻪ ﻭﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ ﺍﻟﺼﺎﻋﺩ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻗﺩ ﺘﺤﺼﻨﻭﺍ ﺒﻪ ﻋﻨﺩﻤﺎ
ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻤﻥ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ .
ﻭﻤﻊ ﺍﺠﺘﻴﺎﺡ ﺠﺤﺎﻓل ﺍﻷﺤﺒﺎﺵ ﺃﺭﺽ ﺤﻤﻴﺭ ﻭﻗﺘﻠﻬﺎ ﻟﻠﻤﻠﻙ ﺍﻟﺤﻤﻴﺭﻱ ﻭﺃﻗﻴﺎﻟﻪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻷﺭﺤﺒﻴﻴﻥ ،ﻭﻗﺩ ﺫﻜﺭﻭﺍ ﻓﻲ
ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻘﺵ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻌﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺘﺩ ﻤﻥ ﻏﻴﻤﺎﻥ ﺠﻨﻭﺒ ﹰﺎ ﺤﺘﻰ ﺃﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻘﺘﺒﺎﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻤﺔ ﺴﺎﺒﻘ ﹰﺎ ،ﻭﻴﺒﺩﻭ
ﺃﻥ ﻤﺴﺠل ﺍﻟﻨﻘﺵ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺯﻋﻴﻡ ﺍﻟﻴﺯﻨﻲ " ﺴﻤﻴﻔﻊ ﺍﺸﻭﻉ " ﻜﺎﻥ ﻴﻘﺒﻊ ﻤﺘﺭﺒﺼ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺤﺼﻥ ﺍﻟﻐﺭﺍﺏ ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ
) 525ﻤﻴﻼﺩﻴﺔ ( ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﺒﻌﺩ ﻭﻟﻌل ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﻤﺕ ـ ﺒﻌـﺩ ﺍﺤﺘـﻼل ﺍﻷﺤﺒﺎﺵ ﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻅﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ
12
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ـ ،ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻐﺯﺍﺓ ﻭﺒﻴﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺯﻋﻴﻡ ﺍﻟﻴﺯﻨﻲ ،ﻴﻼﺤﻅ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻘﺵ ﺍﺨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﻐﻤﺔ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩل ﻋﻠﻰ
ﺘﺤﻭل ﺩﻴﻨﻲ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺘﻔﺎﻫﻤﻬﻡ ﻤﻊ ﺍﻷﺤﺒﺎﺵ ،ﻭﻗﺩ ﺃﺠﻤﻌﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺯﻭ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﻟﻠﻴﻤﻥ ﺠﺎﺀ
ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻻﻀﻁﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻥ ،ﻭﺒﻌﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺴﻴﻁﺭ ﺍﻷﺤﺒﺎﺵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻥ .
ﻭﻨﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﻗﻨﺎ ﻓﻲ ) ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﻗﺭﻭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻭﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻟﻠﻤﻴﻼﺩ ( ،ﻓﻘﺩ ﺴﻜﻨﺕ ﺠﺯﺌﻴ ﹰﺎ ،ﺤﻴﺙ ﺴﻜﻥ
ﺤﺼﻨﻬﺎ ﺍﻟﻴﺯﻨﻴﻭﻥ ﻓﻲ )
ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﻤﻨﺘﺼﻑ
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ـ 525ﻤﻴﻼﺩﻴﺔ( ـ
ﻜﻤﺎ ﺭﺃﻴﻨﺎ ـ ﻭﻗﺩ ﺸﺎﺭﻜﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻡ
ﺘﻜﻥ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺴﺎﺒﻕ
ﻋﻬﺩﻫﺎ ﻜﻤﺭﻜﺯ ﺘﺠﺎﺭﻱ ﺩﻭﻟﻲ
،ﻭﺒﺘﻐﻴﺭ ﺨﻁﻭﻁ ﻁﺭﻴﻕ
ﻭﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ
ﻭﻫﺒﻭﻁ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺴﻠﻌﺔ
ﺍﻟﻠﺒﺎﻥ ﺍﻨﺘﻬﺕ ﺘﺩﺭﻴﺠﻴ ﹰﺎ ﻗﻨﺎ
ﻜﻤﻴﻨﺎﺀ ﻓﻲ ) ﺍﻟﻘﺭﻨﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ
ﻭﺍﻟﺜﺎﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻴﻴﻥ ( ،ﻭﻭﺭﺜﺕ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺤﺭ ﻓﻲ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ،ﻭﻗﺩ ﺠﺎﺀ ﺫﻜﺭ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﻗﻨﺎ ﻋﻨﺩ ﺒﻥ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ)ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ – ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ ( ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻤﺤﻁﺔ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺤﺞ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ) ﻤﺠﺩﺠﺔ
( ،ﻭﻗﺩ ﻭﺭﺩ ﺍﺴﻡ ﻗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( ﻀﻤﻥ ﺃﺴﻡ ﻟﻠﺠﺯﺭ ﺍﻟﺨﻤﺱ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺤﻴﻁ ﺒﻤﻴﻨﺎﺀ ﻗﻨﺎ ) ﺠﺯﺭ ﺍﻟﻘﻨﺎ ( .
ﻭﺘﻘﻊ -ﺤﺎﻟﻴ ﹰﺎ -ﺇﻟﻰ ﺠﻭﺍﺭ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﻗﻨﺎ ﻗﺭﻴﺔ " ﺒﻴﺭ ﻋﻠﻲ " ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﻐﻰ ﺍﺴﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻜﻠﻬﺎ ،
ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﺴﻼﻁﻴﻥ ﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﻴﻤﻥ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺘﺘﺒﻊ ﺴﻠﻁﻨﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﻱ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻘﻴﻡ ﻓﻴﻬﺎ
ﻤﻤﺜل ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﻱ ،ﻭﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ .
-2ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺒﻠﺤﺎﻑ :ﺘﻘﻊ " ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺒﻠﺤﺎﻑ " ﻏﺭﺏ ﻤﻴﻨﺎﺀ " ﺒﻴﺭ ﻋﻠﻲ " ـ ﻗﻨﺎ ـ ،ﻭﻫﻲ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺒﺤﺭﻱ ﺼﻐﻴﺭ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻓﻴﻪ ﻗﻠﻴﻠﺔ ،ﻭﻟﻪ ﻋﺩﺓ ﻤﺭﺍﺴﻲ ﻟﻠﻘﻭﺍﺭﺏ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ،ﺤﻴﺙ ﻻ ﺘﺘﺴﻊ ﻟﺭﺴﻭ ﺍﻟﻘﻭﺍﺭﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﻨﻅﺭﹰﺍ
ﻷﻥ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﺎﻁﺊ ﻟﻴﺴﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺴﺎﺤﻠﻪ ﻤﺤﺼﻭﺭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﺒﻜﺘل ﻤﻥ ﺸﻌﺎﺏ ﺼﺨﻭﺭ " ﺍﻟﻼﻓﺎ "
ﺍﻟﻤﺭﺘﻔﻌﺔ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺨﻼل ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﻟﻠﺸﻁﺭ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻲ ) ﺴﺎﺒﻘ ﹰﺎ ( ﻤﻴﻨﺎﺀﹰﺍ ﺜﺎﻨﻴ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻴﻨﺎﺀ
" ﺒﻴﺭ ﻋﻠﻲ " ﻟﺴﻠﻁﻨﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﻱ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺴﻠﻁﺎﻥ ﻴﺘﺒﻊ ﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﻱ ﻭﻗﺩ ﺃﺠﺭﻴﺕ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺃﺜﺭﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ،
ﻓﻭﺠﺩﺕ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﻓﺨﺎﺭ ﻴﻌـﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﻻ ﻴﺘﻌﺩﻯ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( ﻋﻠﻰ ﺃﺒﻌﺩ ﺘﻘﺩﻴﺭ ،
ﻭﻴﺤﺘﻤل ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﻨﻔﺫ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﻭﺍﺩﻱ ﻤﻴﻔﻌﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﺏ ﻓﻲ ﻏﺭﺏ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺒﻠﺤﺎﻑ ،ﻭﻴﺤﺘﻭﻱ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻯ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻁﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺒﻠﺤﺎﻑ ﻜﻤﺭﻜﺯ ﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﺤﺭﻱ ﺘﺼﺩﺭ ﻤﻨﻪ
13
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،ﻭﻴﺴﺘﻭﺭﺩﻭﻥ ﻋﺒﺭﻩ ﺍﻟﻤﻨﺘﻭﺠﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﺃﻤﺎ ﺒﻠﺤﺎﻑ ﺍﻵﻥ ﻓﻬﻲ ﻗﺭﻴﺔ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻴﻌﻤل
ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﺩ ،ﻭﻴﻤﺘﺎﺯﻭﻥ ﺒﺎﻟﺒﺴﺎﻁﺔ
-3ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺸﺒﻭﺓ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ :ﺘﻘﻊ " ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺸﺒﻭﺓ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ " ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﻏﺭﺏ ﻭﺍﺩﻱ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﻤﻔﺎﺯﺓ
ﺼﻴﻬﺩ ﻓﻲ ﺃﺴﻔل ﻤﺠﺭﻯ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﺏ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺭﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﺘﻴﻥ ،ﻭﻫﻲ ﺒﺫﻟﻙ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ
ﺒﺜﻼﺙ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺘﻀﺎﺭﻴﺴﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ :ﺒﺎﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺘﻔﻌﺔ ،ﺒﺎﻟﺴﻬﻭل ﺍﻟﺨﺼﺒﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻭﺩﻴﺎﻥ ،ﻭﺒﺭﻤﺎل ﻤﻔﺎﺯﺓ
ﺼﻴﻬﺩ .
ﺇﻥ ﺃﻭل ﻤﻥ ﺍﻜﺘﺸﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺭﺤﺎﻟﺔ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ) ﺠﻭﻥ ﻓﻠﺒﻲ)- B .Phillby.Jﻋﺎﻡ ) 1936ﻡ ( ﺘﻼﻩ
ﺒﻌﺎﻤﻴﻴﻥ )ﻫﺎﻤﻴﻠﺘﻭﻥ ، ( Hamilton -ﺃﻱ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ) 1938ﻡ ( ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺠﺭﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻻﺴﺘﻜﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ؛ ﺇﻻ
ﺃﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻷﺒﺤﺎﺙ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺠﺭﻴﺕ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺠﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺤﻔﺭﻴﺎﺕ ﺃﺜﺭﻴﺔ ﺍﻤﺘﺩﺕ ﻗﺭﺍﺒﺔ ﺜﻼﺜﺔ ﻋﺸﺭ ﻤﻭﺴﻤ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻭﺍﻡ ) 1987 - 74ﻡ ( .
ﻭﻤﺩﻴﻨﺔ ﺸﺒﻭﺓ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺠﺎﺀ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﻭﺵ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺨﻤﺴﺔ ﻨﻘﻭﺵ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺍﻟﻌﺜﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ
ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ،ﺒﺎﺴﻡ ) ﺵ ﺏ ﻭ ﺕ ( ،ﻭﻗﺩ ﺃﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺼﻁﻼﺡ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ ﺤﻴﺙ ﻭﺭﺩﺕ ﺒﺼﻴﻐﺔ )
ﻫـ ﺝ ﺭ ﻥ /ﺵ ﺏ ﻭ ﺕ ( ﻭﻗﺩ ﻤﺜﻠﺕ ﻗﺭﺍﺒﺔ ﺍﻷﻟﻑ ﻋﺎﻡ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ،ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻤﺘﺩ
ﺃﺭﺍﻀﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﺍﺩﻱ ﺤﺒﺎﻥ ﻭﻭﺍﺩﻱ ﻤﻴﻔﻌﺔ ﻭﻭﺍﺩﻱ ﻋﻤﺎﻗﻴﻴﻥ ﻭﻭﺍﺩﻱ ﺠﺭﺩﺍﻥ ﻏﺭﺒ ﹰﺎ ﻭﺤﺘﻰ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺴﻤﻬﺭﻡ ) ﺨﻭﺭ ﺭﻭﺭﻱ
( ﺸــﺭﻗـ ﹰﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘـﺒـﻌﺩ ﻗـﺭﺍﺒﺔ ) 80ﻜﻴﻠﻭ ﻤﺘﺭ ( ﺸﺭﻕ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺸﺒﻭﺓ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻤﺭﻭﺭﹰﺍ ﺒﻭﺍﺩﻱ ﺩﻭﻋﻥ ﻭﻭﺍﺩﻱ ﻋﻤﺩ
ـ ﺃﻭ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﺨﺭ ﻤﻨﻁﻘﺘﻲ ﺍﻟﻜﺴﺭ ﻭﺍﻟﺴﺭﻴﺭ ـ ،ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻤﺘﺭﺍﻤﻴﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺘﺩ ﺴﻭﺍﺤﻠﻬﺎ ﻤﻥ " ﻤﻴﻨﺎﺀ
ﻗﻨﺎ" ﻏﺭﺒ ﹰﺎ ﺤﺘﻰ " ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻅﻔﺎﺭ " ـ ﻓﻲ ﺴﻠﻁﻨﺔ ﻋُﻤﺎﻥ ﺤﺎﻟﻴ ﹰﺎ ـ ﺸﺭﻗ ﹰﺎ ،ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺸﺒﻭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻟﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ،ﻭﻤﻴﻨﺎﺀ ﻗﻨﺎ ﻫﻲ ﻤﻴﻨﺎﺅﻫﺎ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ،ﻭﻫﻤﺎ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﺩﻥ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ .
ﺒﺩﺃ ﻅﻬﻭﺭ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ـ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ـ ﻓﻲ ﻤﻁﻠﻊ ) ﺍﻷﻟﻑ ﺍﻷﻭل ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ﺤﻴﺙ ﻭﺭﺩ ﺫﻜﺭ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ﻜﺩﻭﻟﺔ
ﻓﻲ ﻨﻘﺵ " ﻜﺭﺏ ﺇل ﻭﺘﺭ ﺒﻥ ﺫﻤﺎﺭ ﻋﻠﻲ " ﻤﻜﺭﺏ ﺴﺒﺄ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭ ﺒﻨﻘﺵ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﻭﺍﻟﻤﻭﺴﻭﻡ ﺒـ( ) 3945 .RES
ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻭﺩ ﺘﺎﺭﻴﺨﻪ ﺇﻟﻰ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻘﺵ ﺫﻜﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺴﺒﺌﻲ ﺃﻨﻪ ﺘﺤﺎﻟﻑ ﻤﻊ
ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ﻭﻤﻤﻠﻜﺔ ﻗﺘﺒﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺃﻭﺴﺎﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺤﺘﻠﺕ ﺃﺠـﺯﺍﺀ ﻤﻥ ﺃﺭﺍﻀﻲ
ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋـﺎﺩﻫﺎ " ﻜﺭﺏ ﺇل ﻭﺘﺭ " ﻤﻜﺭﺏ ﺴﺒﺄ ﺇﻟﻰ ﺤﻜﻡ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ﻋﻘﺏ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﺭﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺃﻭﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺜﺘﻬﺎ ﻻﺤﻘ ﹰﺎ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﻗﺘﺒﺎﻥ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ﻗﺩ ﻅﻬﺭﺕ ﻗﺒل)
ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ﻭﻟﻡ ﺘﺼل ﺤﻀﺎﺭﺘﻬﺎ ﻜﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ﺇﻻ ﻭﻗﺩ ﺴﺒﻘﺘﻬﺎ ﻗﺭﻭﻥ
ﻋﺩﻴﺩﺓ ﺤﺘﻰ ﺘﺸﻜﻠﺕ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻤﻌﺎﻟﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﻗﺭﺍﺒﺔ ﺍﻷﻟﻑ ﻋﺎﻡ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﻤﺩ ﻭﺠﺯﺭ ،ﻓﺘﺭﺓ ﺘﺘﺨﻠﻠﻬﺎ
ﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﺩﺍﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﺴﻊ ﻭﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺁﺨﺭ ،ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺃﻥ ﺘﺨﻠﻕ ﻟﻬﺎ ﻫﻭﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﺴﻤﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻭﺸﺨﺼﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺓ ،ﻭﻗﺩ ﺃﻓل ﻨﺠﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﺘﺭﺍﻤﻴﺔ
ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ) ﺍﻟﻨﺼﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( ﻓﻘﺩ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻋﺎﺼﻤﺘﻬﻡ ﺸﺒﻭﺓ ﻟﻠﻨﻬﺏ ﻭﺍﻟﺘﺩﻤﻴﺭ ﻷﻭل
ﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺴﺒﺌﻲ " ﺸﻌﺭﻡ ﺃﻭﺘﺭ " ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩِﻱ ( ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﺠﻡ ﻋﻠﻰ
ﺸﺒﻭﺓ ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﻓـﻲ ﺤﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻲ ﺁﻨـﺫﺍﻙ ﻫﻭ " ﺍﻟﻌﺯ ﻴﻠﻁ " ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ " ﺫﺍﺕ ﻏﻴﻠﻡ " ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ
ﺒﻴﺤﺎﻥ ،ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺴﺭﻩ ﺍﻟﺴﺒﺌﻴﻭﻥ ﻭﻗﺎﺩﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﺄﺭﺏ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻓﻲ ﻤﻁﻠﻊ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ (
14
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻲ " ﻴﺩﻉ ﺇل ﺒﻴﻥ ﺒﻥ ﺭﺏ ﺸﻤﺱ " ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﺸﺒﻭﺓ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻭﺩﺓ
ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻏﺎﺩﺭﻭﻫﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻐﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﺜﻡ ﺸﻴﺩ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ " ﺸﻘﺭ " ،ﻭﺩﻤﺭﻫﺎ ﻟﻠﻤﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ
ﺍﻟﺤﻤﻴﺭﻱ " ﺸﻤﺭ ﻴﻬﺭﻋﺵ " ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺒﻊ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( ،ﻜﻤﺎ ﺩﻤﺭ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻴﺔ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ،ﻭﺒﻌﺩﻫﺎ ﻟﻡ ﻨﺠﺩ ﻟﻬﺎ ﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﻨﻘﻭﺵ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻤﻥ ﺤﻴﻨﻬﺎ ،ﻓﻘﺩ
ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻴﺔ ﻤﻘﺎﻁﻌﺔ ﺤﻤﻴﺭﻴﺔ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺃﻀﺎﻑ ﺍﻟﻤﻠﻭﻙ ﺍﻟﺤﻤﻴﺭﻴﻭﻥ ﺍﺴﻡ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻘﺏ
ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻭﺃﺼﺒﺢ " ﻤﻠﻙ ﺴﺒﺄ ﻭﺫﻱ ﺭﻴﺩﺍﻥ ﻭﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ﻭﻴﻤﻨﺎﺕ " .
ـ ﺃﺜﺎﺭ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺸﺒﻭﺓ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ :ﻟﻡ ﻴﺘﺒﻕ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﺇﻻ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﻭﻫـﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺃﻁﻼل
ﻭﺨﺭﺍﺌﺏ ﻤﻨﺩﺜﺭﺓ ﻋﻔﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺯﺍل ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ،ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺯﺍل ﻤﺎﺜﻠﺔ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ
ﻫﻲ :
-ﺍﻷﺴﻭﺍﺭ
-ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ
-ﺍﻟﻤﻌﺒﺩ
-ﻗﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﺭﻱ ،ﻭﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ
-ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﺭ
ﻼ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻲﺀ ،ﺘﻤﺘﺩ ﺒﻘﺎﻴﺎﻩ ﻗﺭﺍﺒﺔ ) 420ﻤﺘﺭﹰﺍ ( ،
ﻼ ﻤﺴﺘﻁﻴ ﹰ
ﺃﻭ ﹰﻻ :ﺍﻷﺴﻭﺍﺭ :ﺍﺘﺨﺫﺕ ﺍﻷﺴﻭﺍﺭ ﻓﻲ ﺘﺨﻁﻴﻁﻬﺎ ﺸﻜ ﹰ
ﻓﻘﺩ ﺘﻬﺩﻤﺕ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﻟﻡ ﻴﺘﺒﻕ ﻤﻨﻪ ﺴﻭﻯ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺠﺩﺍﺭ ﻁﻭﻴل ﻤﺴﺘﻘﻴﻡ
ﺘﻘﺭﻴﺒ ﹰﺎ ،ﺃﻗﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺭﺠﺎﻥ ﺩﻓﺎﻋﻴﺎﻥ ،ﻜﻤﺎ ﺘﻭﺠﺩ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﻟﻠﺴﻭﺭ ،ﻭﻫﻲ ﺠﺩﺭﺍﻥ ﺃﻗﻴﻤﺕ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ) ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻲ – ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ
( ) ،ﻓﺎﻟﺸﻤﺎﻟﻲ – ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ( ،ﺜﻡ ﺘﻨﻘﻁﻊ ﺸـﺭﻕ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﺴﻭﺭ ﺘﻭﺠﺩ
ﺒﻭﺍﺒﺔ ﺒﺸﻜل ﺯﺍﻭﻴﺔ ﺤﺎﺩﺓ ﺘﻜﻭﻨﺕ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ .
ﺜﺎﻨﻴ ﹰﺎ :ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ :ﻟﻘﺩ ﻤﺭ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺸﺒﻭﺓ ﺒﺎﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ،ﻓﻘﺩ ﺩُﻤﺭ ﻋﺩﺓ ﻤﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ
ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺴﺒﺌﻲ " ﺸﻌﺭﻡ ﺃﻭﺘﺭ " ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( ،ﺜﻡ ﺩُﻤﺭ ﻨﻬﺎﺌﻴ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺤﻤﻴﺭﻱ " ﺸﻤﺭ
ﻴﻬﺭﻋﺵ " ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺒﻊ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( .
ﻭﺒﺭﻏﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻭﺍﻟﺘﺠﺩﻴﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺭﻤﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺤﺩﺙ ﺘﻐﻴﻴﺭﹰﺍ ﺠﺫﺭﻴ ﹰﺎ ﻟﻠﻘﺼﺭ ﺒل ﺒﻘﻰ
ﻤﺤﺎﻓﻅ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺼﺎﻤﻴﻤﻪ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ .
ﻴﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻤل ﺍﺴﻡ ) ﺵ ﻕ ﺭ ( ،ﻤﻥ ﻤﺒﻨﻴﻴﻥ ﺭﺌﻴﺴﻴﻥ ﺃﻗﻴﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﺔ ﻤﺭﺘﻔﻌﺔ ﻤﺒﻠﻁﺔ ﻴﺼل
ﺍﺭﺘﻔﺎﻋﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺭﺍﺒﺔ ) 5ﻤﺘﺭﺍﺕ ( ﻋﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ .
-ﻴﻘﻊ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﺍﻷﻭل : Aﻋﻠﻰ ﻁﻭل ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻠﺔ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﻁﻭﺍﺒﻕ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻟﻡ ﻴﺒﻘﻰ
ﻤﻨﻪ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻷﺭﻀﻲ ،ﻭﻫﻭ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺍﺭﺘﻔﺎﻋ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺘﺼﻤﻴﻤﻪ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﻻ ﻴﺯﺍل ﻤﻌﺭﻭﻓ ﹰﺎ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﺨﺘﻔﺎﺀ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ ﻨﻭﺍﺤﻲ ﻓﻬﻭ ﻤﺒﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﺒﻥ ﺒﺸﻜل ﻤﺴﺘﻁﻴل
ﺃﺒﻌﺎﺩﻩ ) 22.30ﻡ × 19.80ﻡ ( ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﺭﺘﻔﺎﻋﻪ ) 6.50ﻤﺘﺭﹰﺍ ( ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺠﺩﺭﺍﻥ ﺒﻨﻴﺕ ﺒﺎﻟﺤﺠﺭ
،ﻭﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﻏﺭﻑ ﻤﺴﺘﻁﻴﻠﺔ .
15
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﺃﻤﺎ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﺒﻥ ﻓﻠﻡ ﻴﺒﻕ ﻤﻨﻬﺎ ﺴﻭﻯ ﻤﺎ ﻴﺼل ﺍﺭﺘﻔﺎﻋﻪ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺇﻟﻰ ) 1.60ﻤﺘﺭ ( ﻓﻲ ﻭﺴﻁ
ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﻭﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﺤﺩﺩ ﻋﺩﺩ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﺁﻨﺫﺍﻙ .
-ﻴﻘﻊ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ : Bﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻠﺔ ،ﻭﻫﻴﺌﺘﻪ ﺒﺸﻜل ﺤﺭﻑ ) (Uﻤﻘﻠﻭﺒﺔ
ﻴﺤﻴﻁ ﺍﻟﺭﻭﺍﻗﺎﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻴﺎﻥ ﻤﻨﻪ ﺒﺎﻟﻤﺒﻨﻰ ﺍﻷﻭل Aﻭﻴﻔﺼل ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ Aﻤﻤﺭﺍﻥ ﻀﻴﻘﺎﻥ ﻋﺭﻀﻬﻤﺎ ) 90ﺴﻡ (
120 ) ،ﺴﻡ ( ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻟﻤﺩﺨﻼﻥ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺍﻥ ﻟﻠﻘﺼﺭ ،ﻭﻟﻬﻤﺎ ﺒﻭﺍﺒﺘﺎﻥ ﻴﻨﻔﺫ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ .
ﻭﻁﻭل ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ Bﻤﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ) 32.5ﻤﺘﺭ ( ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺭﺏ ) 38.5ﻤﺘﺭ ( ،ﻭﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﻤﻥ
ﺃﺜﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﺴﻭﻯ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻐﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻕ ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﺍﻟﻤﺸﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ،ﻭﻗﺩ ﺒﻨﻴﺕ ﺃﺩﻭﺍﺭ ﻋﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﺒﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺘﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺤﺠﺎﺭ ،ﻭﻴﻔﺼل ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻭﺍﺭﺽ ﺨﺸﺒﻴﺔ .
-ﺍﻟﻔﻨـﺎﺀ :ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻤﺒﻠﻁﹰﺎ ﺒﺒﻼﻁﺎﺕ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺠﺎﺭ ﺍﻟﺠﻴﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭُﺼﺕ ﺒﺸﻜل ﻤﺘﻨﺎﺴﻕ ﻴﺸﺒﻪ ﺒﻨﺎﺀ
ﺍﻟﺠﺩﺭﺍﻥ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻡ ﻋﻤل ﺘﺼﻭﺭ ﻟﺸﻜل ﺍﻟﻘﺼﺭ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﺎﻟﺤﻔﺭﻴﺎﺕ ﻓﻲ
ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻭﺃﻭﻀﺤﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺭﺒﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﺃﺩﻭﺍﺭ ﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻭ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺒﻨﺎﺀﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ
ﺘﻭﺍﺭﺩﺕ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻜﻡ ﺍﻟﻬﺎﺌل ﻤﻥ ﺍﻷﻨﻘﺎﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻋُﺜﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺼﺭ .
ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻷﺭﻀﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﻜﻤﺨﺎﺯﻥ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺘﻭﺠﺩ ﺍﻷﺠﻨﺤﺔ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ .
ﻭﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻓﻲ ﺸﺒﻭﺓ ﻓﻲ ﻜﻭﻨﻪ ﻤﺒﻨﻰ ﺤﺼﻴﻥ ﺫﺍ ﻤﻴﺯﺍﺕ ﺩﻓﺎﻋﻴﺔ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ،
ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻴﺯﺍﺕ ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻴﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﻤﺭﺘﻔﻌﺔ ،ﻭﺃﺩﻭﺍﺭﻩ ﺃﻴﻀ ﹰﺎ ﻤﺭﺘﻔﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ
ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺎﻟﻔﺘﺤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺫ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﻭﺍﺒﻕ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﻗﻠﻴﻠﺔ .
ﺃﻫﻡ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻋُﺜﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ :
ﺃ – ﻋﻤﻭﺩ ﻭﺘﺎﺝ ﻋﻤﻭﺩ :ﻋُﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﻤﺩﺓ ﻭﺘﻴﺠﺎﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻋﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺜﻤﻨﺔ ﺍﻷﻀﻼﻉ
ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺠﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻋﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺭﻭﺍﻕ ﻭﻟﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻤﻭﺩ ﻭﺘﺎﺠﻪ ﻤﻤﻴﺯﹰﺍ ﺇﺫ ﺃﻥ
ﺤﺠﺎﺭﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺨﺎﻡ ،ﻭﻗﺩ ﺤﻔﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺴﻭﻡ ﺯﺨﺭﻓﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺁﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺍﻟﺩﻗﺔ ﺤﻴﺙ ﺯﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﺩ ﺒﺯﺨﺎﺭﻑ
ﻨﺒﺎﺘﻴﺔ ﻗﻭﺍﻤﻬﺎ ﻓﺭﻭﻉ ﻭﺃﻭﺭﺍﻕ ﻭﻋﻨﺎﻗﻴﺩ ﺍﻟﻌﻨﺏ ﺍﻟﻤﺘﻜﺭﺭﺓ ﻭﻴﺸﺎﺒﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤﻭﺩ ﺒﻘﻴﺔ ﺃﻋﻤﺩﺓ ﺍﻟﺭﻭﺍﻕ ،ﻟﻜﻥ ﺘﻤﻴﺯ ﺘﺎﺝ
ﺍﻟﻌﻤﻭﺩ ﺒﺭﺴﻡ ﺸﻜل ﻤﻨﻅﺭ ﺤﻴﻭﺍﻨﻲ ﻤﺠﻨﺢ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻪ ـ ﺍﻟﺘﻨﻴﻥ ـ ،ﻭﻫﻭ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻫﻠﻨﺴﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﺕ ﻭﺍﻟﺭﺴﻡ .
ﺏ -ﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺠﺩﺍﺭﻴﺔ :ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻤﺎ ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻓﻲ ﺸﺒﻭﺓ ﻤﻥ ﺤﺭﻴﻕ ﻭﺘﺨﺭﻴﺏ ﻭﻨﻬﺏ ﺨـﻼل ﻓﺘﺭﺍﺕ
ﺯﻤﻨﻴـﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻔﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﻗﺩ ﻜﺸﻔﺕ ﻋﻥ ﺭﺴﻭﻡ ﺠﺩﺍﺭﻴﺔ ﺠﻤﻴﻠﺔ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺘﻠﻔﻬﺎ ﺒﻔﻌل ﻤﺎ
ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﻤﻥ ﺃﺤﺩﺍﺙ ﺤﺭﺒﻴﺔ ﻭﺒﻔﻌل ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻤﻥ ﺭﻁﻭﺒﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺒﻌﻀ ﹰﺎ ﻤﻨﻬﺎ ﺃﻤﻜﻥ ﺘﺠﻤﻴﻌﻪ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ
ﺼﻭﺭﺓ ﻻﻤﺭﺃﺓ ﺒﺨﻤﺎﺭ ﺃﺒﻴﺽ ﺘﺭﺘﺩﻱ ﺜﻭﺒ ﹰﺎ ﻓﻀﻔﺎﻀ ﹰﺎ ﻭﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﺭﻯ ﺍﻟﺤﻠﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﺒﺴﻬﺎ ﺤﻭل ﻋﻨﻘﻬﺎ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ
ﺭﺴﻡ ﺁﺨﺭ ﻟﺭﺠل ﻴﻘﺒﺽ ﻋﻠﻰ ﻟﺠﺎﻡ ﺤﺼﺎﻥ ،ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻗﻁﻊ ﺃﺨﺭﻯ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﻡ ﻤﺘﻔﺭﻗﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺴﻭﻡ
ﻤﻨﺎﻅﺭ ﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﻭﺠﻭﻩ ﺁﺩﻤﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﺕ ﻓﻲ ﺭﺴﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻠﻭﺤﺎﺕ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ) ﺍﻟﺒﻨﻲ ،ﺍﻷﺤﻤﺭ ،ﺍﻷﺴﻭﺩ
( ،ﻜﻤﺎ ﺘﻅﻬﺭ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ) ﺍﻷﺼﻔﺭ ،ﺍﻷﺯﺭﻕ ،ﺍﻷﺨﻀﺭ ( .
ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺠﺩﺍﺭﻴﺔ ﻟﻴﺱ ﻟﻬﺎ ﻤﺜﻴل ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﻴﻌﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺭﺴﻭﻡ ﺠﺩﺍﺭﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ
ﻤﺎﻋﺩﹰﺍ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻗﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﻭ ـ ﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ـ .
16
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﺜﺎﻟﺜ ﹰﺎ :ﺍﻟﻤﻌﺒﺩ ـ ﻤﻌﺒﺩ ﺴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ) ﺇ ل ﻡ ( :ﻴﻘﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﺒﺩ ﺩﺍﺨل ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺸﺒﻭﺓ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ،ﻭﻴﻌﻭﺩ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺒﻨﺎﺌﻪ
ﺇﻟﻰ ﻓﺘﺭﺓ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﺒﺩ ﺫﺍﻉ ﺼﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺠﺎﺀ ﻟﻜﻭﻨﻪ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻌﺒﺩﹰﺍ ﺜﺭﻴ ﹰﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻼﻙ ﻭﺫﻟﻙ
ﻟﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻓل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼل ﻤـﻥ " ﻤﻴﻨﺎﺀ ﻗـﻨـﺎ " ﺘﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﹰﻻ ـ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﻭل ﻤﺤﻁﺔ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ـ ،
ﻭﻋﻨﺩﻫﺎ ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﻜﻬﺎﻥ ﺒﻔﺭﺽ ﻀﺭﻴﺒﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺔ ﻟﻠﻤﻌﺒﺩ .
ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻘﺎﻡ ﻟﻪ ﺍﺤﺘﻔﺎ ﹰﻻ ﻭﻤﻬﺭﺠﺎﻨ ﹰﺎ ﺴﻨﻭﻴ ﹰﺎ ﻴﺸﺒﻪ ﻤﻭﺴﻡ ﻁﻘﻭﺱ ﺍﻟﺤﺞ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﺎﻡ ﻟﻺﻟﻪ ) ﺍﻟﻤﻘﺔ ( ﻓﻲ ﻤﻌﺒﺩ ) ﺃﻭﺍﻡ(
ﺒﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﺄﺭﺏ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﺍﻟﺴﺒﺌﻴﻥ .
ﻭﻗﺩ ﻅل ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎل ﺍﻟﻜﺭﻨﻔﺎﻟﻲ ﻴﻘﺎﻡ ﺴﻨﻭﻴ ﹰﺎ ﻤﻨﺫ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﺒﺩ ﻭﺤﺘﻰ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺤـﺎﺩﺜـﺔ
ﻤﺸﻬـﻭﺭﺓ ﻟـﻬـﺫﺍ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎل ﻓـﻲ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( ،ﻭﻫـﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭ " ﺸﻤﺭ ﻴﻬﺭﻋﺵ "
ﻼ ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻪ ﻟﺤﻀﻭﺭ ﺍﻟﻤﻬﺭﺠﺎﻥ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺩﻏﺩﻏﺔ
ﻤﻠﻙ ﺴﺒﺄ ﻭﺫ ﺭﻴﺩﺍﻥ ،ﺃﻭﻓﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎل ﻭﻓﺩﹰﺍ ﻤﻤﺜ ﹰ
ﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻤﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻜﺴﺏ ﻭﻻﺌﻬﻡ .
ﺭﺍﺒﻌ ﹰﺎ :ﻗﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﺭﻱ ﻭﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ :ﺘﺤﻴﻁ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺒﺨﺭﺍﺌﺏ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺸﺒﻭﺓ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﻜﺎﻓﺔ
ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺘﻘﺭﻴﺒ ﹰﺎ ،ﻓﺴﻬل ﺸﺒﻭﺓ ﻴﻘﻊ ﻋﻨﺩ ﻤﺨﺭﺝ ﺍﻟﻭﺩﻴﺎﻥ ﻤﻤﺎ ﻭﻓﺭ ﻅﺭﻭﻓ ﹰﺎ ﻤﻼﺌﻤﺔ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ﺒﺸﻜل ﻭﺍﺴﻊ
ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ،ﻭﻗﺩ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﺭﻱ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺴﻴﻭل ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺍﻷﻤﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻭﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﻁل
ﻋﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺸﻬﺭ ﻤﻥ ) ﺇﺒﺭﻴل ﺇﻟﻰ ﺃﻏﺴﻁﺱ ( ،ﻭﻫﻲ ﺃﻤﻁﺎﺭ ﻏﺯﻴﺭﺓ ﻤﻨﺘﻅﻤﺔ .
ﻭﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻴﻭل ﺘﺭﻭﻯ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺸﺒﻜﺔ ﺭﻱ ﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻤﺎﺯﺍﻟﺕ ﺁﺜﺎﺭ ﻤﻨﺸﺂﺘﻬﺎ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻴﻭﻡ ،
ﺤﻴﺙ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ ،ﻤﻨﺸﺄﺓ ﻀﺨﻤﺔ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺤﺎﺠﺯ ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ ) ﺴﺩ ( ،
ﺘﺘﻔﺭﻉ ﻤﻨﻬﺎ ﻗﻨﻭﺍﺕ ﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻔﺭﻉ ﻤﻨﻬﺎ ﻗﻨﻭﺍﺕ ﻓﺭﻋﻴﺔ ،ﻭﺘﻤﺜل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺭﻱ ) ﺴﻘﻲ ( ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻨﻅﺎﻤ ﹰﺎ
ﻤﻌﻘﺩﹰﺍ ﻤﺎﺯﺍﻟﺕ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﻤﺎﺴﺔ ﻟﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ـ ﻋﻥ ﻗﺭﺏ ـ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺤﻔﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .
ﺨﺎﻤﺴﹰﺎ :ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﺭ :ﺘﻭﺠﺩ ﺍﻟﻤﻘﺒﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻼل ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻏﺭﻑ ﺒﺄﺤﺠﺎﻡ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،
ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻜﻬﻭﻑ ﻤﺘﺴﻌﺔ ﻭﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﺭﻏﺕ ﻤـﻥ ﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ ﻭﺍﺴﺘﺨـﺩﻤـﺕ ـ ﺤﺎﻟﻴ ﹰﺎ ـ ﻜﻤﺨﺎﺯﻥ
ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ .
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻗﺒﺭﺍﻥ ﺩﺍﺨل ﺃﺴﻭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﺴﻔل ﺘل ﺨﻠﻴﻑ ـ ﺍﻟﻔﺭﻀﺔ ـ ﻴﺒﻌﺩ ﺍﻟﻘﺒﺭ ﺍﻷﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺒﻤﺴﺎﻓﺔ ) 3.5ﻤﺘﺭ (
ﻴﺘﺠﻪ ﻤﺩﺨل ﺍﻟﻘﺒﺭ ﺍﻷﻭل ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻴﺘﺠﻪ ﻤﺩﺨﻠﻪ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻭﻴﻘﺎﺒل ﺍﻟﻨﻭﻴﺩﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ
ﻋﻥ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺔ ﺘﻔﺼل ﺍﻟﺘﻼل ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ،ﻭﻨﻅﺭﹰﺍ ﻟﻌﺩﻡ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻤﻌﺜﻭﺭﺍﺕ
ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ﺴﻨﻜﺘﻔﻲ ﺒﺎﻟﺤﺩﻴﺙ ﻓﻘﻁ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺒﺭ ﺍﻷﻭل .
ﻭﻴﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺒﺭ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﻤﺩﺨل ﻤﺒﻨﻰ ﺒﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ،ﻭﻤﻥ ﺒﻬﻭ ﺒﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺸﺏ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻏﺭﻓﺘﻴﻥ ﺤﻔﺭﺘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘل ﻋﻠﻰ
ﻤﺴﺘﻭﻴﻴﻥ ﻤﺘﻔﺎﻭﺘﻴﻥ ،ﻭﻴﻭﺠﺩ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺩﺨل ﺍﻟﻘﺒﺭ ﺴﺎﻗﻴﺔ ﻤﻴﺎﻩ ﻤﺭﺘﻔﻌﺔ ﻭﺤﻭﻀﺎﻥ ،ﻭﻗﺩ ﻋُﺜﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺒﺭ ﻋﻠﻰ
ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺜﺎﺙ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﺯﻱ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻲ ،ﻭﻗﺩ ﺃﻤﻜﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻨﻘﺵ ﺍﻟﺫﻱ
ﺫﻜﺭ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻲ ،ﺇﺫ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( .
ﺘﻠﻙ ﻫﻲ ﺃﻫﻡ ﺁﺜﺎﺭ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺸﺒﻭﺓ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ،ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﻐﻔل ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﺫﻜﺭﻫﺎ ،ﻓﻘﺩ
ﺫﻜﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ـ ﺴﻔﺭ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ـ ﻤﻨﺫ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ،ﺜﻡ ﺫﻜﺭﺕ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ
ﺍﻹﻏﺭﻴﻕ ﻤﺜل ) ﺃﻴﺭ ﺍﺘﻭ ﺴﺘﻴﻥ ( ،ﻭ) ﺒﻠﻴﻨﻴﻭﺱ ( ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻲ ﻓﻘﺩ ﺘﻨﺎﻭل ﺘﻔﺼﻴﻼﺕ ﻫـﺎﻤـﺔ ﻋـﻥ
17
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﻋﻤﻠـﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒـﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴـﺔ ﻓـﻴـﻬـﺎ ،ﻭﺫﻜـﺭﺕ ﻜﺫﻟﻙ ﻓـﻲ ﻜﺘﺎﺏ ) ﺍﻟﻁﻭﺍﻑ ﺤﻭل ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﺭﺘﻴﺭﻱ (
ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻏﻨﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻜﺫﻟﻙ ﻭﻟﻜﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻐﺯﻭﻫﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺴﺒﺌﻴﻥ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( ﻓﻲ ﻋﻬﺩ
ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺴﺒﺌﻲ " ﺸﻌﺭﻡ ﺃﻭﺘﺭ " ،ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﻓﻘﻴﺭﺓ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﺒﺌﻴﻭﻥ ﻨﻬﺒﻭﻫﺎ ﺘﻤﺎﻤ ﹰﺎ ،ﻟﺩﺭﺠـﺔ ﺃﻥ ﺃﺤـﺩﻫﻡ ﺫﻜـﺭ
ﻓﻲ ﻨﻘﺵ ﻋﺜﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻤﻌﺒﺩ ) ﺃﻭﺍﻡ ( ـ ﻤﺤﺭﻡ ﺒﻠﻘﻴﺱ ـ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﺄﺭﺏ ﺃﻨﻪ ﻋﺎﺩ ﻤﻥ ﺸﺒﻭﺓ ﺒﺘﻤﺜﺎﻟﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻀﺔ
ﻨﻬﺒﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﻤﻌﺒﺩ ﺍﻹﻟﻪ ﺴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ) ﺇ ل ﻡ ( ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻐﺯﻭﺓ .
-4ﺍﻟﻌُﻘﻠﺔ :ﻴﻘﻊ ﺠﺒل ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻬل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻤﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺸﺒﻭﺓ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ،ﻭﻴﺒﻌﺩ
ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺤﻭﺍﻟﻲ ) 15ﻜﻴﻠﻭﻤﺘﺭﹰﺍ ( ﺘﻘﺭﻴﺒ ﹰﺎ ،ﻭﻗﺩ ﺍﺸﺘﻬﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺒﻌﺩ ﺍﻜﺘﺸﺎﻓﻪ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺭﺤﺎﻟﺔ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ) ﺴﺎﻨﺕ
( ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺨﺘﺭﻕ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﺭﺒﻊ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻗﺎﺩﻤ ﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺠﻭﻥ ﻓﻠﺒﻲ ـJ .B . Phillipy
ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ) 1936ﻡ ( ،ﻓﻔﻲ ﻤﺤﻁﺎﺘﻪ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﻭﺒﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺠﺘﺎﺯ ﺍﻟﺴﻬل ﺍﻟﺭﻤﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ
ﺫﻜﺭﻨﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﻘﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻤﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺸﺒﻭﺓ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻤﺭ ﺒﺠﺒل ﺼﻐﻴﺭ ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﺼﻌﺩ ﺇﻟﻰ ﻗﻤﺘﻪ ﻟﻴﺘﺴﻨﻰ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺭﻯ
ﺍﻷﺭﺽ ﻤﻥ ﺤﻭﻟﻪ ،ﻭﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﻴﻌﺩ ﺍﻟﻌﺩﺓ ﻟﺫﻟﻙ ﺘﻔﺭﻕ ﺭﻓﻘﺎﺅﻩ ـ ﻤﻥ ﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ـ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﻌـﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
،ﻭﻓﺠﺎﺀﺓ ﺃﻫﺎﺏ ﺒﻪ ﻤﺭﺍﻓﻘﻪ " ﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺤﺯﻴﻕ " ﻤﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻜﺭﺏ ﺃﻥ ﻴﺄﺘﻲ ﻟﻴﺸﺎﻫﺩ ﻨﻘﻭﺸ ﹰﺎ ﻭﺠﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺼﺨﺭﺓ ،
ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻗﺩ ﺸﺎﻫﺩﻭﺍ ﻓﻭﻗﻬﺎ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺒﻨﺎﺀ ﺼﻐﻴﺭ .
ﻭﻴﻘﻭل ﻓﻠﺒﻲ " :ﻓﺘﺤﺭﻜﺕ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺼﺨﺭﺓ ﻷﺭﻯ ﻤﺎﺫﺍ ﻭﺠﺩ ﺼﺎﻟﺢ ؟ ﻓﺈﺫﺍ ﺒﻪ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻟﻘﺩ ﺩﻫﺸﺕ ﻤﻤﺎ ﺭﺃﻴﺕ ،
ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﺼﺨﺭﺓ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻟﻲ ﻤﻐﻁﻰ ﺒﺎﻟﻨﻘﻭﺵ ﻓﺩﻭﺭﺕ ﺤﻭﻟﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺒﻜل ﺠﻭﺍﻨﺒﻬﺎ ﻤﻸﻯ ﺒﻬﺎ ،ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻭﻗﻌﺕ
ﻋﻔﻭﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻫﻡ ﻨﺼﺏ ﺨﻁﻲ ﺘﺫﻜﺎﺭﻱ ﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺸﺒﻭﺓ " .
ﺜﻡ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺒﻌﺩ ﻓﻠﺒﻲ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ) ﺇﻟﺒﺭﺕ ﺠﺎﻡ ـ ، ( Jamme.Aﻭﻨـﺸـﺭ ﻨـﻘـﻭﺸـﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻋﺎﻡ)
1964ﻡ ( ،ﻭﻴﻘﻭل ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻘﻭﺵ " :ﻤﻊ ﺃﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﻨﺴﺒﻴ ﹰﺎ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﻌﺩﻫﺎ ﺠﻭﻫﺭﺓ
ﺜﻤﻴﻨﺔ ﺘﻨﻁﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺼﻔﺤﺔ ﺠـﺫﺍﺒـﺔ ﻤـﻥ ﺘـﺎﺭﻴـﺦ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ﻭﻗﻀﺎﻴﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ .… ،ﺇﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻨﺼﻭﺹ
ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﺩﺩﻫﺎ ﻨﺴﺒﻴ ﹰﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻟﻨﺎ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻋﻥ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ
ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻲ ﺘﺸﻤل ﺤﻜﻡ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻠﻭﻙ
ﺜﻡ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﺒـﻌـﺩ ﺍﻟﺴﻴﺩ ) ( Jamme.Aﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ " ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺒﺎﻓﻘﻴﻪ " ﻓﻲ ﻴﻭﻟﻴﻭ ﻤﻥ
ﻋﺎﻡ ) 1964ﻡ ( ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎل ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ " :ﻭﻤﻬﻤﺎ ﺘﻜﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺍﺨﺘﻴﺭﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﻭﻗﻠﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ "
ﺃﻨﻭﺩﻡ " ﻟﺘﺨﻠﻴﺩ ﺫﻜﺭﻯ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻤﻠﻭﻙ ﻓﺈﻨﻪ ﻻﺸﻙ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺠﺒل ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﻜﺎﻥ ﻭﻻ ﻴﺯﺍل ﻤﻭﻗﻌ ﹰﺎ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴ ﹰﺎ ﻫﺎﻤ ﹰﺎ ﻴﺴﻴﻁﺭ
ﺘﻤﺎﻤ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﻭﺍﺼﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﺇﻨﻨﻲ ﺃﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻏﻤﺽ ﻋﻴﻨﻲ ﻭﺃﻥ ﺃﺘﺼﻭﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺴﻬل ﺍﻟﻔﺴﻴﺢ " ﻴﺸﻐﻰ "
ﺒﺎﻟﺤﺭﻜﺔ ،ﺘﺠﺘﺎﺯﻩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻓل ﺫﺍﻫﺒﺔ ﺁﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﻅﻴﻤﺔ ﺸﺒﻭﺓ ـ ﺇﺫ ﻻﺒﺩ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻅﻴﻤﺔ ـ ﺃﻭ
ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ " .
ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﻗﻴل ﺤﻭل ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﻭﺠﺒل ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻌﺒﺘﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻲ ؟ ﻭﻤﺎ ﻫﻲ
ﺒﻘﺎﻴﺎﻫﺎ ﺍﻵﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻁﻼل ؟ ،ﻟﻘﺩ ﻟﻌﺒﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﻫﺎﻤﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻲ -ﻭﺃﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺍﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺭﺓ -
ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﺠﻪ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﺤﺎﺸﻴﺘﻪ ﻭﻜﺒﺎﺭ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺒﻬﻡ ﻴﻀﻡ ﻭﻓﻭ ﱠﺩﹰﺍ ﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻭﻓﺩ ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ
ﺍﻟﺤﻤﻴﺭﻱ ﻭﺍﻟﻭﻓﺩ ﺍﻟﺘﺩﻤﺭﻱ ) ﺘﺩﻤﺭ – ﺴﻭﺭﻴﺎ ( ﻭﺍﻟﻭﻓﺩ ﺍﻟﻜﻠﺩﺍﻨﻲ ﻭﻭﻓﻭﺩ ﻫﻨﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺠﺒل ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺘﻘﺎﻡ
18
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﻤﻬﺭﺠﺎﻨﺎﺕ ﻜﺭﻨﻔﺎﻟﻴﺔ ﻀﺨﻤﺔ ﺘﻤﺭ ﺒﻤﺭﺍﺴﻴﻡ ﻭﻁﻘﻭﺱ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻁﻘﻭﺱ ﺍﻻﺼﻁﻴﺎﺩ ،ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﺒﺎﺭﻯ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺼﻁﻴﺎﺩ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻭﺠﺩ ﺒﻜﺜﺭﺓ ﻓﻲ ﺴﻬل ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ .
ﻭﺘﺨﺘﺘﻡ ﺍﻟﻤﻬﺭﺠﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻜﺭﻨﻔﺎﻟﻴﺔ ،ﺒﺘﻨﺼﻴﺏ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻭﻜﺒﺎﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﻴﻥ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜـﺔ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻴﺔ ،ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ
ﺍﻟﻤﻠﻙ " ﺇل ﺒﻴﻥ ﺒﻥ ﺭﺃﺏ ﺇل " ﻫﻭ ﺃﻭل ﻤﻠﻙ ﺤﻀﺭﻤﻲ ﺍﺴﺘﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺫﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﻁﻠﻊ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( ﻭﺘﺒﻌﻪ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻩ
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻤﺔ ﺍﻟﻤﻠﻭﻙ
ﺍﻋﺘﻠﻭﺍ ﺴﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻲ
ﻭﻗﺩ ﺨﻠﺩ ﻜل ﻤﻠﻙ ﻤﻨﻬﻡ ﺫﻜﺭﻯ
ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻨﻘﻭﺵ ﺴﺠﻠﻭﻫﺎ
ﻓﻲ ﺼﺨﻭﺭ ﺠﺒل ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ،ﻜﻤﺎ
ﺃﻗﺎﻡ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ
ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻤﺜل ـ ﻤﺤﻔﺩ ﺃﻨﻭﺩﻡ
ـ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﺃﺜﻨﺎﺀ
ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﺤﺎﺸﻴﺘﻪ ﻭﺍﻟﻭﻓﻭﺩ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﻤﻬﺭﺠﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ
ـ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺃﺜﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ :ﺘﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﻤﻥ ﺠﺒل ﺘﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺃﻋﻼﻩ ﺼﻬﺎﺭﻴﺞ ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺃﺜﺭﻱ ﻴﺘﻭﺝ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺼﺨﺭﺓ ،ﻓﻬﻭ
ﻤﺒﻨﻰ ﻤﻥ ﺼﺨﻭﺭ ﺍﻟﺠﺒل ﻭﻟﻡ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﻟﺭﺒﻁ ﺤﺠﺎﺭﻩ ـ ﺃﻱ ﻤﺅﻨﺔ ـ ،ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﺠﺎﺭ ﺍﻟﺨﺸﻨـﺔ ـ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ
ﺘﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ـ ،ﻭﻓﻲ ﺃﺴﻔل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﺒل ﻭﺠﺩﺕ ﺜﻼﺙ ﺁﺒﺎﺭ ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺠﻬﺘﻪ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﺃﻤﺎ ﻨﻘﻭﺵ ﺠﺒل ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﻓﻘﺩ
ﻭﺠﺩﺕ ﻤﻭﺯﻋﺔ ﻓﻲ ﺼﺨﻭﺭ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺼﺨﻭﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﺒل .
ﻭﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺭﺠﺎﻨﺎﺕ ﻓﻴﻪ ﻜﻤﻭﻗﻊ ﻟﻠﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﻘﻭﺍﻓل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ
ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎل ،ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻜﻭﻨﻪ ﻤﺭﻜﺯﹰﺍ ﺩﻓﺎﻋﻴ ﹰﺎ ﻤﺘﻘﺩﻤ ﹰﺎ ﻟﺼـﺩ ﺃﻱ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﻤﺒﺎﻏﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻴﻨﺔ
ﺸﺒﻭﺓ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺃﻭ
ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ـ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺴﺒﺄ
،ﺃﻭ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﻗﺘﺒﺎﻥ ـ ،ﻭﻗﺩ
ﻭﺠﺩﺕ ﺒﻨﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ
ـ ﺭﺒﻤﺎ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺤﺼﻨ ﹰﺎ ـ
ﺃﻗﻴﻤﺕ ﻹﻏـﺭﺍﺽ ﺍﻟﺤﺭﺍﺴﺔ ،
ﻭﻴﻤﺘﺎﺯ ﻤﻭﻗﻌﻬﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﺸﺭﻑ
ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺙ ﺠﻬﺎﺕ ﻫﻲ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ،
ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺤﺎﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻴﻡ
ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺒﻨﺎﻴﺔ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺃﻴـﺔ ﺘﺤﺭﻜﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻬل ﺍﻟﻔﺴﻴﺢ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩ ﻏﺭﺒ ﹰﺎ ﻨﺤﻭ ﻤﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ
19
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﺨﺎﺼﺔ ﺴﺒﺄ ﻭﻗﺘﺒﺎﻥ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺇﻤﺎ ﻟﺼﺩ ﺃﻱ ﻋﺩﻭﺍﻥ ﻤﺒﺎﻏﺕ ﺃﻭ ﻟﻠﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﻘﻭﺍﻓل ﻤﻥ ﺃﺠل ﻓﺭﺽ ﺍﻟﺭﺴﻭﻡ
ﺍﻟﺠﻤﺭﻜﻴﺔ .
-5ﺤﺼﻥ ﺒﻥ ﻁﺎﻟﺏ :ﻴﻘﻊ " ﺤﺼﻥ ﺒﻥ ﻁﺎﻟﺏ " ﻓﻲ ﺭﻀﻭﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﻤﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻋﺘﻕ ،ﻭﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ
ﻤﺒﻨﻰ ﺃﻗﻴﻡ ﻋـﻠﻰ ﺇﺤـﺩﻯ ﺍﻟﻤﺭﺘﻔﻌﺎﺕ ﺍﻟﺼﺨﺭﻴﺔ ،ﻭﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻁﺎﺒﻘﻴﻥ ﻭﺴﻭﺭ ﺍﻟﺴﻁﺢ ﻭﻴﺒﻠﻎ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻭﺍﺠﻬﺘﻪ ﻨﺤﻭ )
ﻋﺸﺭﺓ ﺃﻤﺘﺎﺭ ( ،ﻭﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺸﻜل ﻤﺴﺘﻁﻴل ﺃﺒﻌﺎﺩﻩ ) 8 × 12ﻤﺘﺭﺍﺕ ( ﻤﺒﻨﻲ ﺒﺎﻷﺤﺠﺎﺭ ﻭﻤﻠﺒﺱ ﺒﺎﻟﻁﻴﻥ
ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻁ ﺒﺎﻟﺘﺒﻥ ،ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﻭﺍﺤﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺼﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻬﺭﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻥ )ﺍﻟﻘﺭﻨﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺭ ﻭﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻋﺸﺭ
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻴﻴﻥ ( ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺘﻭﺍﺠﺩ ﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﺤﺩ ﻤﻨﺸﺂﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﺔ .
ﻤﺩﻴﺭﻴﺔ ﻤﻴﻔﻌﺔ
-1ﻨﻘﺏ ﺍﻟﻬﺠﺭ :ﻴﻘﻊ " ﻨﻘﺏ
ﺍﻟﻬﺠﺭ " ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﻤﻴﻔﻌﺔ )
ﺤﺒﺎﻥ ( ،ﻭﻴﺸﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﻠﺘﻘﻰ
ﻭﺍﺩﻴﻲ ﺤﺒﺎﻥ ﻭﻋﻤﺎﻗﻴﻥ ،ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ
ﻴﺸﻜﻼﻥ ﻭﺍﺩﻱ ﻤﻴﻔﻌﺔ ،ﻋﻠﻰ
ﻤﺭﺘﻔﻊ ﻴﺸﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ
ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻓﻲ
ﺠﻬﺎﺘﻪ ﺍﻟﺜﻼﺙ)ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ( ،ﻭﺘﻨﺘﺸﺭ ﺨﺭﺍﺌﺏ
ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺘﻼل
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻔﻊ ﻋﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺴﻁﺢ
ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﺒﺤﻭﺍﻟﻲ ) 50ﻗﺩﻤ ﹰﺎ ( ،ﻭﺘﺤﺘل ﻤﺒﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﻗﺩﺭﻫﺎ ﺤﻭﺍﻟﻲ ) 800ﻴﺎﺭﺩﺓ ( ﻁﻭ ﹰﻻ ،ﻭ)
350ﻴﺎﺭﺩﺓ ( ﻋﺭﻀ ﹰﺎ ،ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﺤﺎﻁﺔ ﺒﺴﻭﺭ ﻤﺒﻨﻲ ﺒﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﻤﺸﺫﺒﺔ ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻤﻭﻗﻌﻴﻥ
ﺼﻐﻴﺭﻴﻥ ﻴﺸﺭﻓﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺠﺭﻓﻴﻥ ﻴﺼﻌﺏ ﺘﺴﻠﻘﻬﻤﺎ ﻟﻤﻨﺎﻋﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺴﻭﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻴﺼل ﻤﺎ
ﺒﻴﻥ ) 15 - 11ﻤﺘﺭﹰﺍ ( ﻭﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺴﻭﺭ ﺒﻨﻴﺕ ﺘﺤﺼﻴﻨﺎﺕ ﺩﻓﺎﻋﻴﺔ ﺘﻤﺜﻠﺕ ﻓﻲ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺒﺭﺍﺝ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼل ﺤﻭﺍﻟﻲ
) 35ﺒﺭﺠ ﹰﺎ ( ،ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ـ ﺠﻤﻴﻌ ﹰﺎ ـ ﺒﺭﺠﺎﻥ ﻴﺸﺭﻓﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻬﺎ ﺒﻭﺍﺒﺘﺎﻥ
ﻜﺒﻴﺭﺘﺎﻥ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺘﺸﺭﻑ ﺃﺸﺭﺍﻓ ﹰﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ
ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﺘﺤﺼﻴﻨﺎﺕ ﻀﺨﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﺘﺴﺎﻋﻬﺎ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ
ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻭﺭ ،ﻭﺘﺸﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻊ ﻤﺠﺎﻭﺭ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺒﺄﻨﻪ ﻤﻘﺒﺭﺓ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺃﻨﻪ ﻤﻌﺒﺩ
ﻤﻥ ﻤﻌﺎﺒﺩﻫﺎ ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺘﻘﻭل " :ﺒﺄﻥ ﺃﻋﻅﻡ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺨﻁ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ " ،ﻜﻤﺎ ﻴﻭﺠﺩ ﺇﻟﻰ ﺠﻭﺍﺭﻫﺎ ﺒﻌﻴﺩﹰﺍ ﻋﻥ ﺍﻷﺴﻭﺍﺭ ﻤﻌﺒﺩﹰﺍ ﺨﺎﺭﺠﻴ ﹰﺎ ﻷﺤﺩ ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﺒﻭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ
ﺴﻭﺭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻷﺴﻭﺍﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺎﺩﺓ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺠﺩﺍﺭﻴﻥ ﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﺨﺎﺭﺠﻲ ﻭﺠﺩﺭﺍﻥ ﻋﺭﻀﻴﺔ ﺘﺭﺒﻁ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،
ﻭﻫﻲ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﺠﺩﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ " ﻫﺠﺭ ﺃﻤﺒﺭﻜﺔ " ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﻤﺭﺨﺔ ،ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ
20
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﺒﺎﻷﺒﺭﺍﺝ ﻭﺍﻷﺴﻭﺍﺭ ﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺩﻴﻨﺔ " ﻨﻘﺏ ﺍﻟﻬﺠﺭ " ﺇﺤﺩﻯ
ﻤﺩﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻤﻥ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﻗﻨﺎ .
ﻭ " ﻨﻘﺏ ﺍﻟﻬﺠﺭ " ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﻭﺵ ﺍﺴﻡ ) ﻡ ﻯ ﻑ ﻉ ﺕ ( ﻭﻫﻭ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻁﻠﻕ
ﻤﺅﺨﺭﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﺒﺄﻜﻤﻠﻪ ،ﻭﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻗﺒل ) ﺍﻟﻘﺭﻥ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ " ﻜﺭﺏ ﺇل ﻭﺘﺭ ﺒﻥ ﺫﻤﺎﺭ ﻋﻠﻰ " ﻤﻜﺭﺏ ﺴﺒﺄ ﻟﻡ ﻴﺫﻜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻨﻘﺸﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭ ﺒﻨﻘﺵ
ﺍﻟﻨﺼﺭ ﺍﻟﻤﻭﺴﻭﻡ ﺒـ ) ( RES. 3945ﻭﻴﺤﺘﻤل ﺍﻟﺴﻴﺩ ) ( Bretion.J.Fﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﺒﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺃﺜﺭﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺃﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﺒﻨﻴﺕ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻤﺔ ﻓﻲ ) ﺍﻟﻘﺭﻨﻴﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ،ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺤﻅﻴﺕ ﺒﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻤﺤﻁﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﻗﻨﺎ ﻟﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﺸﺒﻭﺓ ﻋﺎﺼﻤﺔ
ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ،ﻭﺘﻤﻨﻊ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﻗﺘﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﻴﻥ ﻤﻨﻔﺼﻠﻴﻥ ﻴﻨﻁﻠﻘﺎﻥ ﻤﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﻴﻔﻌﺔ ،ﻭﻭﺍﺩﻱ ﻤﻴﻔﻌﺔ ﻫﻭ ﺃﺤﺩ
ﺍﻟﻭﺩﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻜـﺭﺕ ﻓﻲ ﻨﻘﺵ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺠﻠﻪ ﺍﻟﻤﻜﺭﺏ ﺍﻟﺴﺒﺌﻲ " ﻜﺭﺏ ﺇل ﻭﺘﺭ " ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴـﻌـﻭﺩ ﺘـﺎﺭﻴﺨﻪ ﺇﻟﻰ
) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ﻭﺍﻟﻤﻭﺴﻭﻡ ﺒـ ) ، ( RES. 3945ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻨﻘﺵ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻜﺭﺏ ﺍﻟﺴﺒﺌﻲ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﺴﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﻭﺍﻟﻤﺩﻥ ﻭﺍﻟﻭﺩﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻭﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ .
ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻭﺍﺩﻱ ﻤﻴﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻭﺩﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺃﻭﺴﺎﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﻤﺩﺕ ﻨﻔﻭﺫﻫﺎ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﺭ ـ ﺍﻟﺤﺠﺭﻴﺔ ﺤﺎﻟﻴ ﹰﺎ ـ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﺠﺭﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ﻭﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺃﺭﺍﻀﻲ ﻟﺤﺞ ﻭﺃﺒﻴﻥ ﻭﺍﻟﺸﻭﺍﻁﺊ
ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻟﻠﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻜﺭﺏ ﺍﻟﺴﺒﺌﻲ ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻭﺒﺔ ﻤﻥ
ﻗﺘﺒﺎﻥ ﻭﺤﻀﺭﻤﻭﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ،ﻭﻗﺩ ﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﻨﻘﺸﻪ ﺒﻌﻀﹰﺎ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﻭﺍﺩﻱ ﻤﻴﻔﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺍﺭﺕ ﻓﻴﻪ ﻤﻌﺎﺭﻙ ﻁﺎﺤﻨﺔ
ﺃﺤﺭﻗﺕ ﻭﺩﻤﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺩﻥ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﻭﻤﻨﺸﺂﺘﻪ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ،ﺜﻡ ﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﻤﻠﻜﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﻋﻘﺏ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ
ﻤﻨﺫ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ﺤﺘﻰ ) ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ( ،ﺜﻡ ﻅﻬﺭ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻭﺍﺩﻱ ﻤﻴﻔﻌﺔ ﻜﺄﺤﺩ ﺃﻭﺩﻴﺔ
ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﻴﺯﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﺨﺫ ﻤﻥ ﻭﺍﺩﻱ ﻭﻤﺩﻴﻨﺔ ﻋﺒﺩﺍﻥ ﺤﺎﻀﺭﺓ ﻟﻬﻡ .
-2ﻭﺍﺩﻱ ﻋﻤﺎﻗﻴﻥ )ﻋﻤﻘﻴﻥ ( :ﻴﻨﺤﺩﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﻤﻥ ﻋﺘﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﻤﺜل ﻗﺭﻴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﻟﻌﺒل
ﻭﺍﻟﻤﺒﺭﻙ ﺨﻁ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ
ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻤﻨﻪ ﺘﻨﺤﺩﺭ ﺍﻟﺴﻴﻭل
ﺸﻤﺎ ﹰﻻ ﺇﻟﻰ ﺭﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﺘﻴﻥ
ﻋﺒﺭ ﻭﺍﺩﻱ ﺠﺭﺩﺍﻥ ﻭﺠﻨﻭﺒ ﹰﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻋﺒﺭ ﻭﺍﺩﻱ
ﻋﻤﺎﻗﻴﻥ ﻭﻤﻴﻔﻌﺔ ،ﻭﺘﺼﺏ ﻓﻲ
ﻭﺍﺩﻱ ﻋﻤﺎﻗﻴﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﺤﻨﻜـﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﺭﻭﺍﻓﺩ
ﻭﺍﻟﺸﻌﻴﺏ ﻭﺭﻫـﻭﺍﻥ ﻭﻏﹸﺭ
ﻭﺘﺸﻜل ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﺘﻤﺭ ﻋﻨﺩ " ﻗﺭﻴﺔ ﻋﻤﻘﻴﻥ " ﻓﻲ ﻭﺍ ٍﺩ ﻭﺍﺤﺩ ﻫﻭ ﻭﺍﺩﻱ ﻋﻤﺎﻗﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﺩﻱ
ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺘﻘﺎﺌﻪ ﺒﻭﺍﺩﻱ ﺤﺒﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻷﺜﺭﻴﺔ ـ ﻨﻘﺏ ﺍﻟﻬﺠﺭ ـ ﻜﻤﺎ ﻴﺼﺏ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﻋﻤﺎﻗﻴﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ
21
ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ – ﺍﻟﻴﻤﻥ
ﺍﻟﺭﻭﺍﻓﺩ ﺃﻫﻤﻬﺎ :ﺸﻌﺏ ﺜﺭﺓ ،ﺸﻌﺏ ﻓﻁﻭﻡ ،ﺸﻌﺏ ﻴﺎﻴﺔ ،ﺸﻌﺏ ﺤﻠﻭﻑ ،ﺸﻌﺏ ﺘﻭﺭﻴﻕ ،ﺸﻌﺏ ﻴﻨﺒﻕ ،ﻭﻭﺍﺩﻱ
ﺴﻠﻤﻭﻥ .
ﻭﻭﺍﺩﻱ ﻋﻤﺎﻗﻴﻥ ﻭﺍ ٍﺩ ﺠﻤﻴل ،ﻴﺒﻠﻎ ﻁﻭﻟﻪ ﻗﺭﺍﺒﺔ) 25ﻜﻴﻠﻭﻤﺘﺭﹰﺍ ( ﺘﻘﺭﻴﺒ ﹰﺎ ،ﺘﻨﺘﺸﺭ ﻋﻠﻰ ﻀﻔﺘﻴﻪ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤـﻥ ﺍﻟﻘﺭﻯ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯل ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻭﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻠﺒﻥ ﺘﺸﺎﺒﻪ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﻨﺎﺯل ﻤﺩﻴﻨـﺔ ﺸـﺒـﺎﻡ ﺤﻀﺭﻤﻭﺕ .
ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ :
• ﺍﻟﻤﺴﺢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺤﻲ 1996ﻡ.
22