Professional Documents
Culture Documents
كيف تكسب الناس
كيف تكسب الناس
الفهرس
الفرع الموضوع
المقدمة
الوسائل النبوية في كسب قلوب البرية
الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم 1على الرسول األمين ،وعلى آله وصحبه أجمعين ،
وعلى التابعين لهم بإحسان.
أما بعد:
فقد اطلعت على هذه الرسالة الموجزة للشيخ الفاضل مازن بن عبد الكريم الفريح فوجدتها
دراسة نفيسة وتحفة تربوية منطلقها القرآن ودليلها السنة وغايتها بذر اإليمان في القلوب ونشر1
الوئام والسالم لصالح الحياة .
والشك أن ال11دعاة أح11وج الن11اس إلى معرفة ط11رق 1ووس11ائل رد القل11وب الش11اردة إلى حي11اض اله11دى
ومناهل التق11 1 1وى فش11 1 1كر اهلل له س11 1 1عيه ورزقنا وإ ي11 1 1اه اإلخالص والتق11 1 1وى ونفع بعمله ه11 1 1ذا جميع
المسلمين.
المقدمة
إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ،ونعوذ 1باهلل من شرور 1أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا من يهده اهلل فال مضل له ومن يضلل فال هادي له ،وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال
شريك له .
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ( صلى اهلل عليه وسلم ) وصحبه وسلم تسليماً كثيراً...
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا اهلل حق تقاته وال تموتن إال وأنتم مسلمون ) آل عمران اآلية .102
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ،وبث منهما رجاال
كثيراً ونساء ،واتقوا اهلل الذي تساءلون به واألرحام 1إن اهلل كان عليكم رقيباً ) 1النساء اآلية .1 :
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا هلل وقولوا 1قوالً سديداً ،يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم 1ومن يطع
اهلل ورسوله فقد فاز فوزاً 1عظيماً ) األحزاب ،اآليتان 71 ،70
أما بعد :
فإن كسب قلوب الناس ليكونو1ا بعد ذلك للدعوة محبين وإ ليها مقبلين ولجندها 1مناصرين من
الموضوعات المهمة التي ينبغي أن يوليها الدعاة عنايتهم واهتمامهم ..وأن يكون لها نصيب
كبير من تفكيرهم وتخطيطهم ..
وتأتي أهمية هذا الموضوع 1من جوانب عدة منها :
أوالً :أن كسب قلوب الناس طريق ووسيلة إلى تقبلهم الحق وبعض الناس معرض عن دعوة
اهلل لعدم انسجامه مع الداعية نتيجة لبعض تصرفاته الخاطئة وقد 1ثبت عنه صلى اهلل عليه وسلم
أنه قال (( يا أيها الناس إن منكم منفرين ))
ثانياً :صنف من الدعاة ال يهتم بمعاملة الناس وال يبالي بموقف الناس منه ولهذا نشأت بينه
وبينهم هوة كبيرة حالت دون تبليغ دعوة اهلل في الوقت الذي نجد فيه بعضاً من أصحاب األفكار1
المنحرفة أوجدوا ألفكارهم أتباعاً ولمبادئهم جنوداً وأنصاراً ألنهم عرفوا كيف يتعاملون مع
الناس فكسبوا 1قلوبهم وحركوا نفوسهم 1إلى ما لديهم من باطل .
ثالثاً :أن كسب الدعاة لقلوب الناس يبدد الجهود المضنية ألعداء الدين على اختالف مشاربهم1
وتباين نحلهم والتي يبذلونها في تشويه صورة دعاة الحق بما يبثونه من إشاعات وافتراءات
كاذبة عبر وسائل اإلعالم المختلفة ..فمعاملة الداعية للناس معاملة األب الشفيق الرحيم الذي
يحرص عليهم كما يحرص على نفسه ويحب لهم ما يحب لها يسد األبواب أمام أهل الباطل فال
يستطيعون النيل منه أو إثارة الشبهات حوله..
رابعاً :حاجة الدعوة للتفاعل مع الناس ،وهذا التفاعل لن يثمر الثمار المرجوة منه إال إذا أخذنا
بأساليب كسب القلوب التي سنها لنا الرسول (صلى اهلل عليه وسلم) وفي حديث ابن عمر رضي
اهلل عنه ،عن النبي (صلى اهلل عليه وسلم ) أنه قال " :المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على
أذاهم خير من المؤمن الذي ال يخالط الناس وال يصبر 1على أذاهم"
خامساً :أن قيام الدعاة بكسب قلوب الناس من حولهم يزيد في ترابط أفراد المجتمع المسلم ،
ويجعلهم أفراداً متراحمين متعاطفين وهذا مطلب شرعي في حد ذاته" :مثل المؤمنين في توادهم
وتراحمهم 1وتعاطفهم مثل الجسد ،إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر 1والحمى".
كل هذه األمور وغيرها تجعل الحديث عن موضوع" كيف تكسب الناس" في غاية األهمية ..
وقد تناولنا 1الموضوع 1من خالل استعراض بعض الوسائل النبوية في كسب قلوب البرية ثم
أتبعناها بذكر بعض المنفرات التي تنفر الناس من الداعية وتمنع استجابتهم 1له .
أسأل اهلل ،عز وجل ،أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم ،وأن ينفع به إنه ولي ذلك
والقادر عليه وصلى 1اهلل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الوسائل النبوية في كسب قلوب البرية
يخطئ بعض الناس -أحياناً – في حقك ..يوعد فيخلف 1أو يتأخر أو يجرحك بلسانه فال بد لكسبه
من حلم وكظم 1للغيظ ألنك صاحب هدف وغاية تريد أن تصل إليها ؛ ولذا البد من حسن
تصرفك 1واهلل –عز و جل -يمتدح هذا الصنف من الدعاة فيقول ( :والكاظمين الغيظ والعافين
عن الناس واهلل يحب المحسنين) آل عمران ،اآلية . 134 :وعن أنس – رضي اهلل عنه –قال :
"كنت أمشي مع رسول اهلل وعليه برد غليظ الحاشية ،فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة حتى
أزالت الرداء إلى صفحة عاتق رسول (اهلل صلى اهلل عليه وسلم) وقد أثرت بها حاشية الرداء
من شدة جذبته ثم قال :يا محمد مر لي من مال اهلل الذي عندك ..فالتفت إليه رسول اهلل (صلى
اهلل عليه وسلم) وضحك ،وأمر له بعطاء" .وهذا الموقف 1من سيد الخلق –عليه أفضل الصالة
والسالم – ال يحتاج منا إلى تعليق سوى أن نقول :ما قاله الحق عز و جل في وصف1
نبيه(وإ نك لعلى خلق عظيم)القلم ،اآلية.4 :
الوسيلة الثالثة :السماحة في المعاملة
يوجز الرسول( صلى اهلل عليه وسلم)أصول المعاملة التي يدخل فيها المسلم إلى قلوب الناس
ويكسب ودهم وحبهم فيقول " :رحم 1اهلل رجالً سمحاً إذا باع وإ ذا اشترى 1وإ ذا اقتضى" 1وفي
رواية "وإ ذا قضى" .فالسماحة في البيع :أال يكون البائع شحيحاً بسلعته ،مغالياً في الربح ،
فظاً في معاملة الناس .
والسماحة في الشراء أن يكون المشتري 1سهال مع البائع فال يكثر من المساومة ؛ بل يكون كريم
النفس وباألخص إذا كان المشتري 1غنيا والبائع فقيراً معدماً .والسماحة في االقتضاء :أي عند
طلب الرجل حقه أو دينه فانه يطلبه برفق ولين ..وربما 1تجاوز عن المعسر أو أنظره كما في
حديث أبي هريرة مرفوعا ": 1كان رجل يداين الناس فإذا رأى معسرا قال لفتيانه تجاوزوا 1عنه
لعل اهلل أن يتجاوز عنا فتجاوز اهلل عنه" والسماحة في القضاء :هو الوفاء بكل ما عليه من دين
أو حقوق على أحسن وجه في الوقت الموعود وانظر 1كيف دخل الرسول صلى اهلل عليه وسلم
إلى قلب هذا الرجل الذي روى 1قصته اإلمام البخاري 1في صحيحه عن أبى هريرة قال ( :أن
فهم به أصحابه فقال النبي صلى اهلل عليه
رجالً أتى النبي صلى اهلل عليه وسلم فتقاضاه فأغلظ ّ
مقاال ثم قال أعطوه سناً مثل سنه قالوا يا رسول اهلل ال نجد إال
ً وسلم دعوه فإن لصاحب الحق
أفضل من سنه فقال أعطوه فإن خيركم أحسنكم قضاء ) فقال الرجل ( أوفيتني أوفى 1اهلل بك ) .
ومن السماحة في المعاملة :عدم التشديد في محاسبة من قصر في حقك .فعن أنس قال (خدمت
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عشر سنين واهلل ما قال لي :أف قط وال قال لشيء فعلته لم
فعلت كذا وهال فعلت كذا )
الوسيلة الرابعة :المداراة
المداراة وليست المداهنة ..والمداراة هي لين الكالم والبشاشة وحسن العشرة ألناس عندهم
شيء من الفجور والفسق لمصلحة شرعية .روى البخاري 1في صحيحه عن عائشة – رضي1
اهلل عنها (( :أن رجال استأذن على النبي صلى اهلل عليه وسلم فلما رآه قال بئس أخو العشيرة
..فلما جلس تطلق له وجه النبي صلى اهلل عليه وسلم وأنبسط إليه فلما انطلق الرجل قالت له
عائشة يا رسول اهلل رأيت الرجل قلت كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه فقال الرسول
صلى اهلل عليه وسلم يا عائشة متى عهدتني فاحشا ، 1إن شر الناس عند اهلل منزلة يوم القيامة من
تركه الناس اتقاء فحشه ) .
قال ابن حجر رحمه اهلل نقال عن القرطبي ( وفي 1الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق أو الفحش
ونحو ذلك من الجور في الحكم والدعاء إلى البدعة مع جواز مداراتهم اتقاء شرهم ما لم يؤد
ذلك إلى المداهنة في دين اهلل تعالى ..ثم قال – ال زال الكالم للقرطبي تبعا لعياض :والفرق
بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصالح الدنيا أو الدين أو هما معا وهي مباحة
وربما استحبت والمداهنة ترك الدين لصالح الدنيا والعياذ باهلل إذن فنحن بحاجة إلى كسب قلوب
الفسقة أيضا بلين الكالم والقيام بحسن العشرة لهدايتهم إلى الصواب – أو على األقل – التقاء
شرهم )..
وبعض الفسقة اليوم أدوات بيد أهل العلمانية يجولون بهم ويصولون 1بسبب بعد أهل الخير عنهم
أو عدم مداراتهم 1كما فعل الرسول صلى اهلل عليه وسلم
الوسيلة الخامسة :إدخال السرور على اآلخرين
وهي من أهم الوسائل في تقوية الروابط 1وامتزاج القلوب وائتالفها .. 1كما إن إدخال السرور1
على المسلم يعد من أفضل القربات وأعظم الطاعات التي تقرب العبد إلى رب األرض
والسموات ..وإلدخال السرور 1إلى القلوب المسلمة طرق 1كثيرة و أبواب عديدة منها ما ورد في
حديث ابن عمر :
( أحب الناس إلى اهلل أنفعهم وأحب األعمال إلى اهلل سرور 1تدخله على مؤمن !! ولكن كيف
جوعا .ولئن أمشي مع أخي
ً تدخله؟! قال :تكشف عنه كرباً أو تقضي عنه ديناً أو تطرد 1عنه
المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف شهراً في المسجد ومن كف غضبه ستر اهلل عورته
ومن كظم غيظه ولو شاء اهلل أن يمضيه أمضاه مأل اهلل في قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشى مع
أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له ثبت اهلل قدمه يوم تزل فيه األقدام ) 1وإ ن سوء الخلق ليفسد
األعمال فال أقل من االبتسامة والبشاشة فابتسامتك بوجه من تلقاه من المسلمين لها أثر في كسب
قلوبهم ؛ولذلك قال عليه الصالة والسالم ( ال تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه
طلق ) والوجه الطلق هو الذي تظهر على محياه البشاشة والسرور .. 1قال عبد اهلل بن الحارث
( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم) وقال جرير ( ما حجبني
رسول اهلل صلى اهلل صلى اهلل عليه وسلم منذ أسلمت وال رآني إال تبسم ) .
كما كان صلى اهلل عليه وسلم ينبسط 1مع الصغير والكبير 1يالطفهم ويداعبهم وكان ال يقول إال
حقا وإ ليك هاتين الصورتين من صور 1مداعبته صلى اهلل عليه وسلم وكسبه لقلوب صحابته .
األولى – مع كبار السن :
أخرج أحمد عن أنس – رضي اهلل عنه – ( أن رجالً من أهل البادية كان اسمه زاهراً وكان
رسول اهلل يحبه وكان دميماً (قبيحاً) فأتاه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وهو يبيع متاعه
فاحتضنه من خلفه وال يبصره الرجل فقال :أرسلني ..من هذا ؟ فالتفت فعرف النبي صلى اهلل
عليه وسلم فجعل يلصق ظهره بصدر النبي صلى اهلل عليه وسلم حين عرفه وجعل النبي صلى
اهلل عليه وسلم يقول (من يشتري العبد ؟) فقال :يا رسول اهلل – إذن – واهلل تجدني كاسدا فقال
رسول اهلل لكن عند اهلل لست بكاسد أو قال عند اهلل غال .
أما الصورة الثانية :فهي مالطفته لألطفال وإ دخال السرور عليهم ..فعند البخاري من حديث
خلقا وكان لي أخ فطيم يسمى أبا عمير
أنس كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أحسن الناس ً
لديه عصفور مريض سمه النغير فكان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يالطف الطفل الصغير1
ويقول ( يا أبا عمير ما فعل النغير ) .
وهكذا أخي الداعية ما ترك رسول اهلل (صلى اهلل عليه وسلم ) س11بيالً إلى قل11وب الن11اس إال وس11لكه
ما لم يكن حراماً ،فإذا كان كذلك كان أبعد الناس عنه(صلى اهلل عليه وسلم).
الوسيلة السادسة:
احترام المسلمين وتقديرهم والت11أدب معهم وتبجيلهم وإ جاللهم 1فقد ك11ان ص11لى اهلل عليه وس11لم يجل
من ي11دخل عليه ويكرمه وربما بسط له ثوبه وي11ؤثره بالوس11ادة ال11تي تحته ويع11زم 1عليه في الجل11وس
عليها إن أبى وي 11 1 1نزل الن 11 1 1اس من 11 1 1ازلهم ويع 11 1 1رف فضل أولي الفضل وق 11 1 1ال عليه أفضل الص 11 1 1الة
(ليس منا والس11الم 1ي11وم الفتح ( من دخل دار أبى س11فيان فهو آمن ) وق11ال ص11لى اهلل عليه وس11لم
من لم يجل كبيرنا وي11 1 1 1رحم 1ص11 1 1 1غيرنا ويع11 1 1 1رف 1لعالمنا حقه ) ومما ينبغي أن ن11 1 1 1ذكرك به – أخي
الداعية – في هذا المقام :
اح11 1 1ترام من خالفك في ال11 1 1رأي مما فيه مج11 1 1ال لالختالف ومتسع للنظر ..وع11 1 1دم انتقاصه ورميه
بالجهل وقلة الفقه وسوء الظن به ما دام ظاهره السالمة .
اح11ترام المتح11دث وع11دم مقاطعته .ق11ال ابن كث11ير رحمه اهلل وك11ان ص11لى اهلل عليه وس11لم إذا حدثه
أحد التفت إليه بوجهه وجس11مه وأص11غى إليه تم11ام اإلص11غاء وال يقطع الح11ديث ح11تى يك11ون المتكلم
هو الذي يقطعه .
الوسيلة السابعة :حسن الكالم
لقد حث الن 11 1بي ص 11 1لى اهلل عليه وس 11 1لم على طيب الق 11 1ول وحسن الكالم ،كما في قوله ص 11 1لى اهلل
عليه وسلم (( الكلمة الطيبة صدقة )) لما لها من أثر في تأليف القلوب وتطييب 1النف11وس إنه ليس
من المهم توصيل 1الحقيقة إلى الن11اس فقط ولكن األهم هو الوع11اء ال11ذي س11يحمل تلك الحقيقة بها ..
فإذا كان الرسول صلى اهلل عليه وسلم يقول ((زينوا الق1رآن بأص1واتكم ف11إن الص11وت الحسن يزيد
الق 11رآن حس 11نا)) فمن ب 11اب أولى أن نق 11ول لل 11دعاة زين 11وا ال 11دعوة بحسن كالمكم ف 11ان الكالم الحسن
يزيد ال11 1 1دعوة حس 11 1 1نا وجاذبية ..وخاصة عند النصح ..أن النصح عالج مر فليص11 1 1حبه شئ من
حلو الكالم فكن من ال 11 1ذين يعمل11 1ون الحق ويرحم 11 1ون الخلق واس11 1مع إلى يح11 1يى بن مع 11 1اذ يق11 1ول :
(( أحسن شئ كالم رقيق يس 11تخرج من بحر عميق على لس 11ان رجل رقيق )) 1وكم من كلمة س 11وء
نابية ألقاها ص111احبها 1ولم يب111ال بنتائجها وبتبعاتها ف111رقت بين القل 11وب وم 11زقت 1الص 11فوف وزرعت
الحقد والبغض11اء 1والكراهية والش11حناء في النف11وس ؛ ول11ذلك ثبت عنه ص11لى اهلل عليه وس1لم أنه ق11ال
( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب ) .
أيها األخ الك11ريم ..وأختم ه11ذه الوس11يلة به11ذا الموقف 1ال11تربوي ال11ذي دار فيه الح11وار بين الرس11ول
ص 11لى اهلل عليه وس 11لم وعائشة رضي 1اهلل عنها ق 11الت عائشة رضي 1اهلل عنها (( :دخل رهط من
اليه 11 1ود على رس 11 1ول اهلل ص 11 1لى اهلل عليه وس 11 1لم فق 11 1الوا الس 11 1ام عليكم ق 11 1الت عائشة ففهمتها فقلت
:عليكم الس11ام واللعنة ق11الت :فق11ال رس11ول اهلل ص11لى اهلل عليه وس11لم مهالً يا عائشة فقلت يا رس11ول
اهلل أو لم تس111مع ما ق111الوا ؟ ق111الت فق111ال رس111ول اهلل ص111لى اهلل عليه وس 11لم قد قلت وعليكم )) فكالم
الرس11ول ص11لى اهلل عليه وس11لم مع أهل الفج11ور والفس11وق 1والكفر يحت11اج منا إلى دراسة متأنية ففيه
البصيرة النافذة والحكمة البالغة .
الوسيلة الثامنة :التواضع ولين الجانب
لقد كسب رس11 1ول اهلل ص11 1لى اهلل عليه وس11 1لم بتواض11 1عه ولين جانبه قل11 1وب الن11 1اس من حوله .ذكر
أنس رضي اهلل عنه ص11ورة من ص11ور 1تواض11عه عليه الص11الة والس11الم فق11ال (( إن ام11رأة ك11ان في
عقلها شئ جاءته فق11 1 1 1الت إن لي إليك حاجة ق11 1 1 1ال اجلسي يا أم فالن في أي ط11 1 1 1رق 1المدينة ش11 1 1 1ئت
أجلس إليك ح11تى أقضي حاجتك ق11ال فجلست فجلس الن11بي ص11لى اهلل عليه وس11لم إليها ح11تى ف11رغت
من حاجته 11ا)) وعند البخ 11اري : 1إن ك 11انت األمة من إم 11اء أهل المدينة لتأخذ بيد رس 11ول اهلل ص 11لى
اهلل عليه وس11لم فتنطلق به حيث ش11اءت ح11تى يقضي حاجتها ودخل عليه رجل فأص11ابته من هيبته
رعدة فقال له رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم (( :ه11ون عليك ف11إني لست بملك إنما أنا ابن ام11رأة
من ق11ريش ك11انت تأكل القديد )) وبه11ذا األس11لوب والتواضع 1ولين الج11انب دخل الرس11ول ص11لى اهلل
عليه وسلم إلى شغاف قلوب الناس من حوله .
أما الظهور 1بمظهر األستاذية والنظر 1إلى المس11لمين نظ11رة دونية فهي ص1فة ش11يطانية ال ت1ورث إال
البغض والقطيعة (( .ق11ال أنا خ11ير منه خلقت11ني من ن11ار وخلقته من طين )) ص ،اآلية . 76:وقد
قال صلى اهلل عليه وسلم (( من كان هيناً ليناً سهالً حرمه اهلل على النار))
الوسيلة التاسعة :الجود والكرم
إليك – أخي الحبيب – هذا السخاء وذلك الجود يأسر القلوب ويطيب النفوس ...فعن أنس رضي
اهلل عنه ق11ال (( :إن رجال س11أل رس11ول اهلل ص11لى اهلل عليه وس11لم فأعط11اه غنم 1اً بين جبلين فرجع
إلى بل 11ده وق 11ال :أس 11لموا ف 11إن محمداً يعطي عط 11اء من ال يخشى فاقة )) ف 11انظر 1وفقك اهلل كيف أثر
هذا السخاء النبوي على قلب هذا الرجل وجعل منه – بإذن اهلل – بعد أن كان حرب1اً على اإلس11الم
أصبح داعية إليه .
وعن ج 11ابر رضي 1اهلل عنه ق 11ال (( ما س 11ئل الن 11بي ص 11لى اهلل عليه وس 11لم عن ش 1يء قط فق 11ال ال))
ومن الجود الهدية وقد 1قال صلى اهلل عليه وسلم (( تهادوا تحابوا )) فالهدية باب من أبواب كسب
القلوب وتنمية التآلف بينها .
الوسيلة العاشرة :الرفق
فعن عائشة – رضي 1اهلل عنها – ق11 1 1الت ق11 1 1ال رس11 1 1ول اهلل ص11 1 1لى اهلل عليه وس11 1 1لم ((:إن اهلل رفيق
يحب الرفق في األمر كله )) بل الرفق مفضل على كث 11 1 1 1ير من األخالق؛ل 11 1 1 1ذا ك 11 1 1 1ان ما يعطيه اهلل
لص111احبه من الثن111اء الحسن في ال111دنيا واألجر 1الجزيل في اآلخ 11رة أك 11ثر مما يعطيه على غ111يره ..
لقوله عليه أفضل الص11 1 1الة والس11 1 1الم((إن اهلل رفيق يحب الرفق 1ويعطي ب 1 1 1الرفق 1ما ال يعطي على
العنف وما ال يعطي على سواه )) .
ومن الم 11واطن ال 11تي يتأكد فيها الرفق 1عند تق 11ويم خطأ الجاه 11ل .وانظر 1الي ه 11ذه الص 11ورة المع 11برة
في تقويم األشخاص عند خطئهم 1والتي يملؤها الرفق والرحمة .
فعن معاوية بن الحكم السلمي – رضي 1اهلل عنه -قال ((بينما أنا ُأص1لي مع رس1ول اهلل ص1لى اهلل
عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك اهلل فرماني القوم بأبصارهم 1فقلت واثكل أمي11اه
ما ش11 1أنكم تنظ11 1رون 1إلي ؟ فجعل11 1وا 1يض11 1ربون بأي11 1ديهم 1على أفخ11 1اذهم فما رأيتهم 1يص11 1متونني 1لك11 1ني
معلما قبله وال بع 11ده
ً س 11كت فلما ص 11لى رس 11ول اهلل ص 11لى اهلل عليه وس 11لم فب11أبي هو وأمي ما رأيت
أحسن تعليماً منه فوا اهلل ما نهرني وال ضربني وال ش1تمني ق1ال (( إن ه1ذه الص1الة ال يص1لح فيها
شيء من كالم الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقر1اءة القران )) أو كما قال رسول اهلل ص11لى اهلل
عليه وسلم قلت يا رسول اهلل إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء اهلل باإلس1الم وإن منا رج1اال ي1أتون
الكهان ق1ال (( فال ت1أتهم ))قلت ومنا رج1ال يتط1يرون ق1ال (( ذلك ش1يء يجدونه في ص1دورهم فال
يصدنهم )) .
واألمثلة على ذلك كثيرة كحديث األعرابي الذي بال في المسجد ومعاملة الرس11ول ص11لى اهلل عليه
وسلم للشاب الذي استأذنه بالزنا وحسن تصرفه عليه الصالة والسالم 1معه .
وفي الجملة ؛ ف111إن ال 111ذي ينظر إلى ه 111ذه الوس 111ائل يجد أنها ال تك11 1اد تخ11 1رج عن دائ11 1رة األخالق ،
فالتزامها 1إنما هو ال111تزام ب111الخلق الحسن ال111ذي ق111ال عنه ص 11لى اهلل عليه وس 11لم (( أكمل المؤم111نين
إيماناً أحسنهم خلقا))
وقبل ه11 1ذا وكله و بع11 1ده ال بد أن ن11 1ذكرك بمالك ذلك كله وهو اإلقب11 1ال على اهلل اإلقب11 1ال على رب
القل 11وب ونيل محبته لح111ديث أبى هري 11رة – رضي اهلل عنه عن الن 11بي ص 11لى اهلل عليه وس 11لم ق111ال
( إذا أحب اهلل عبداً ن 11 1 1ادى جبريل إن اهلل يحب فالناً فأحبه فيحبه جبريل فين11 1 1ادي 1جبريل في أهل
الس11 1 1 1ماء إن اهلل يحب فالنا ف 1 1 1 1أحبوه فيحبه أهل الس11 1 1 1ماء ثم يوضع له القب11 1 1 1ول في أهل األرض) )
وحس11 1 1 1بك 1بداعية قد وضع اهلل له القب 11 1 1 1ول في أهل األرض ق11 1 1 1ال ابن حجر رحمه اهلل ((والم11 1 1 1راد1
بالقبول :قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه بالرضا عنه ))
وزاد اإلم11 1 1 1ام مس11 1 1 1لم رحمه اهلل (( وإ ذا أبغض عبداً دعا جبريل إني أبغض فالناً فأبغضه فيبغضه
جبريل فين11 1 1ادي جبريل في أهل الس11 1 1ماء :إن اهلل يبغض فالنا فأبغض11 1 1وه فيبغضه أهل الس11 1 1ماء ثم
توضع له البغضاء في األرض )) والعياذ 1باهلل .
المنفرات
عموما من أشد األم 11ور 1تنف 11يراً للن 11اس عن الداعية ،إذا اتصف بش 11يء
ً ال شك أن مس 11اوئ األخالق
منها،بيد أننا سنخص بعض المنفرات لما لها من األثر الكبير في تنف1ير الن1اس وانفضاض1هم ،ومن
هذه المنفرات:
أوال ع 11دم مراع 11اة أح 11وال الن 11اس وظ 11روفهم ..1وقد نبه الرس 11ول ص 11لى اهلل عليه وس 11لم إلى األمر
فق11ال لمعشر ال11دعاة (( إذا ص11لى أح11دكم بالن11اس فليخفف ف 1إن فيهم الض11عيف 1والس11قيم والكب11ير وإ ذا
ص 11 1لى أح 11 1دكم لنفسه فليط 11 1ول 1ما ش 11 1اء )) فهي وص 11 1ية من داعية ه 11 1ذه األمة عليه أفضل الص 11 1الة
والس 11الم لجميع ال 11دعاة بض 11رورة مراع 11اة أح 11وال الن 11اس في ركن من أهم أرك 11ان ه 11ذا ال 11دين ؛ل 11ذا
فمراعاة الناس فيما دون ذلك مرتبة من العبادات والمعامالت من باب أولى .
وإليك ه111ذه الحادثة ال111تي ت111دل على أن إغف111ال ه111ذه الوص111ية ي 11ؤدي 1إلى نفرة الن1 1اس وربما يس111بب
تركهم للعمل الصالح أو تأخرهم عنه .
ك11ان مع11اذ يص11لي مع الن11بي ص11لى اهلل عليه وس11لم ثم ي11أتي في11ؤم قومه فص11لى ليل1ة مع الن11بي ص11لى
اهلل عليه وس 11لم العش 11اء ثم أتى قومه ف 11أمهم ف 11افتتح بس 11ورة البق 11رة ف 11انحرف رجل فس 11لم ثم ص 11لى
وح 11 1 1ده وانص 11 1 1رف فق11 1 1الوا له أن11 1 1افقت يا فالن ؟ ق 11 1 1ال ال واهلل وآلتين رس11 1 1ول اهلل ص11 1 1لى اهلل عليه
فألخبرنه ف11 1أتى رس11 1ول اهلل ص11 1لى اهلل عليه وس11 1لم فق11 1ال يا رس11 1ول اهلل إنا أص11 1حاب نواضح نعمل
بالنهار وأن معاذاً صلى معك العشاء ثم أتى فافت1تح بسورة البق11رة فأقبل رس11ول اهلل ص11لى اهلل عليه
وسلم على معاذ فقال (( :أفتان أنت ؟ اقرأ بكذا اقرأ بكذا ( وفي 1رواية :أفتان أنت ثالثا ؟! اقرأ
الشمس وضحاها 1وسبح اسم ربك األعلى ونحوهما ))
ثانياً التعلق بمت11 1اع ال11 1دنيا وزخرفها :وه11 1ذا المنفر أص11 1له ح11 1ديث الرس11 1ول ص11 1لى اهلل عليه وس11 1لم
(( ازهد في الدنيا يحبك اهلل وازهد فيما عند الناس يحبك الناس )) فالرسول ص11لى اهلل عليه وس11لم
يعلمنا كيف نكسب الن11اس ونن11ال محبتهم وذلك بالزهد فيما في أي11ديهم ألننا إذا تركنا لهم ما أحب11وه
أحبونا وقلوب أكثرهم مجبولة مطبوعة على حب الدنيا ومن نازع إنسانا في محبوبه كرهه وقاله
ومن لم يعارضه فيه أحبه واصطفاه قال الحسن البصري 1ال ي1زال الرجل كريما على الن1اس ما لم
يطمع فيما بين أيديهم فحينئذ يستخفون به ويكرهون حديثه ويبغضونه .
وق 11ال أع 11رابي ألهل البص 11رة من س 11يدكم ؟ ق 11الوا الحسن ق 11ال بم س 11ادكم 1؟ ق 11الوا احت 11اج الن 11اس إلى
علمه واستغنى هو عن دنياهم ،فقال :ما أحسن هذا.
ثالثاً الغلظة والفظاظة :وه11ذا المنفر أص11له ق11ول الحق عز وجل لس11يد ال11دعاة عليه أفضل الص11الة
والسالم ( فبما رحمة من اهلل لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب النفضوا من حولك ) آل عم1ران
اآلية .159وما من ش 1 1 1 1 1يء أشد تنف11 1 1 1 1يراً للن11 1 1 1 1اس عن الحق والخ11 1 1 1 1ير 1مثل دع11 1 1 1 1وتهم إليه بالغلظة
والخشونة .
ولقد انحسر أثر بعض ال11دعاة المخلص11ين في الن11اس ولم يوفق11وا 1إلى إيص11ال ما ل11ديهم من حق إلى
عم11وم المس11لمين وغ11يرهم ألنهم أخط 1أوا األس11لوب ال11ذي يفتح11ون به قل11وب الن11اس وعق11ولهم فغلب
عليهم الجدل بالتي هي أخشن والمواجهة بالغلظة والحدة .
رابعاً :مخالفة الق11ول العمل :ما أشد بغض الن11اس لداعية خ11الفت أفعاله أقواله وما أعظم نف11رتهم
؛ بل ما أك 11 1بر مقت اهلل عز وجل له 11 1ذه الص 11 1فة الخسيسة ،حيث يق 11 1ول عز وجل ( :يا أيها ال 11 1ذين
أمنوا لم تقولون ما ال تفعلون كبر مقتا عند اهلل أن تقولوا ما ال تفعلون ) الصف اآليتان 3، 2 :
ولقد أنكر اهلل سبحانه على أقوام 1يأمرون الن1اس ب1البر وي11دعون أنفس11هم في غيها ( أت1أمرون الن11اس
بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفال تعقلون ) البقرة اآلية 44 :
ول 11 1ذلك ق 11 1ال ش 11 1عيب لقومه ما أخبرنا اهلل به حيث يق 11 1ول اهلل تع 11 1الى على لس 11 1انه ( :و ما أريد أن
أخ 11الفكم إلى ما أنه 11اكم عنه إن أريد االّ اإلص 11الح ما اس 11تطعت ) ه 11ود اآلية 1 . 88ولكن البد من
اإلجابة على ش 11 1بهة يرددها بعض الن 11 1اس نعرض 11 1ها على ش 11 1كل س 11 1ؤال ..وهو هل ي 11 1ترك الداعية
األمر بالمعروف 1والنهي عن المنكر في حالة عدم تمكنه من فعله ؟
ق11ال ابن كث11ير رحمه اهلل :فكل من األمر ب11المعروف وفعله واجب ال يس11قط أح11دهما ب11ترك اآلخر
على أصح ق11ول العلم 11اء من الس 11لف والخلف .وذهب بعض 11هم إلى أن م 11رتكب المعاصي ال ينهى
غ11 1يره عنها ،وه11 1ذا ض11 1عيف . 1والص11 1حيح أن الع11 1الم ي11 1أمر ب11 1المعروف 1وإ ن لم يفعله ،وينهى 1عن
المنكر وإ ن ارتكبه ،قال سعيد بن جبير :لو كان المرء ال يأمر ب11المعروف 1وال ينهى عن المنكر
ح11 1تى ال يك11 1ون فيه ش11 1يء ما أمر أحد بمع11 1روف 1وال نهى عن منكر .قلت القائل –ابن كث11 1ير : -
لكنه والحالة هذه م11ذموم 1على ت11رك الطاعة وفعله المعص11ية لعلمه بها ومخالفته على بص11يرة فانه
ليس من يعلم كمن ال يعلم " .
خامس1 1 1اً :التعس11 1ير 1والتعقيد :هن11 1اك فريق من الن 11 1اس يبحث 11 1ون عن كل ص11 1عب ومعسر ليق 11 1دموه
للناس على أنه اإلس11الم ،دون مراع11اة ليسر اإلس11الم ورفعه للح11رج عن الن11اس .وه11ذا خالف لما
ك 11ان عليه أفضل الص 11الة والس 11الم حيث ق 11الت عنه عائشة رضي اهلل عنها ":ما خ 11ير بين أم 11رين
إثما ؛ ف 11إن ك 11ان إثم11اً ك 11ان أبعد الن 11اس من 11ه" ولما للتيس 11ير – 1في
قط إال اخت 11ار أيس 11رهما ما لم يكن ً
حدود الشرع – من أثر في تأليف القلوب وزيادة ربطها 1به1ذا ال1دين ن1ادى الرس1ول ص1لى اهلل عليه
وسلم بالدعاة قائال " :يسروا وال تعس1روا ، 1وبش1روا وال تنف1روا " .ق1ال الن1ووي :لو اقتصر على
يس11 1روا 1لص11 1دق على من يسر م 11 1رة وعسر كث11 1يراً فق11 1ال ":وال تعس 11 1روا " لنفي التعس 11 1ير في جميع
األحوال ،وكذلك في قوله ":وال تنفروا " والمراد 1ت1أليف من ق11رب إس1المه ،وت1رك 1التش1ديد عليه
في االبت 11 1 1داء ،وك 11 1 1ذلك الزجر عن المعاصي ينبغي أن يك 11 1 1ون بتلطيف 1ليقبل ،وك 11 1 1ذلك تعليم العلم
ينبغي أن يك 11 1ون بالت 11 1دريج ألن الشي إذا ك 11 1ان في ابتدائه س 11 1هال حبب إلى من ي 11 1دخل فيه ،وتلق 11 1اه
بانبساط ،وكانت عاقبته غالباً االزدياد بخالف ضده)).
الخاتمة
وبعد :
ف 1إن كسب قل11وب الن 11اس مهمة ليست باليس11يرة إال لمن يس 11رها اهلل له ؛ ول 11ذا علينا أن نلح على اهلل
بال1دعاء ليفتح قلوبنا و قل1وبهم 1للحق ويجعلنا 1وإ ي1اهم أنص11اراً لدينه وحملة دعوته .ومع ه1ذا ال1دعاء
البد من األخذ باألسباب التي توصلنا 1بإذن اهلل إلى كسب القلوب الشاردة ؛ولعل العمل بما ذكرن11اه
من وس11ائل واجتن11اب ما استعرض11ناه من منف11رات يعين على رد تلك القل11وب الش11اردة ؛ إلى الهدى
رداً جميال ً.
ً
وأخيراً أس1أل اهلل عز وجل أن ينصر 1دينه ويعلي كلمته وأن يجعلنا ه1داةً مهت1دين غ1ير ض1الين وال
مضلين وصلى 1اهلل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .