Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 20

‫كيف تكسب الناس‬

‫الفهرس‬
‫الفرع‬ ‫الموضوع‬
‫المقدمة‬
‫الوسائل النبوية في كسب قلوب البرية‬

‫الوسيلة األولى‪ :‬خدمة الناس وقضاء حوائجهم‬


‫الوسيلة الثانية‪ :‬الحلم وكظم الغيظ‬
‫الوسيلة الثالثة‪ :‬السماحة في المعاملة‬
‫الوسيلة الرابعة ‪ :‬المداراة‬
‫الوسيلة الخامسة ‪:‬إدخال السرور على اآلخرين‬
‫الوسيلة السادسة‪:‬احترام المسلمين وتقديرهم والتأدب‬
‫معهم وتبجيلهم وإ جاللهم‬
‫الوسيلة السابعة ‪ :‬حسن الكالم‬
‫الوسيلة الثامنة ‪ :‬التواضع ولين الجانب‬
‫الوسيلة التاسعة ‪ :‬الجود والكرم‬
‫الوسيلة العاشرة ‪ :‬الرفق‬
‫المنفرات‬
‫أوال ‪ :‬عدم مراعاة أحوال الناس وظروفهم‬
‫ثانيا ‪ :‬التعلق بمتاع الدنيا وزخرفها‬
‫ثالثا ‪ :‬الغلظة والفظاظة‬
‫رابعا ‪ :‬مخالفة القول العمل‬
‫خامسا ‪ :‬التعسير والتعقيد‬
‫الخاتمة‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫التقديم‬

‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم‪ 1‬على الرسول األمين ‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعين ‪،‬‬
‫وعلى التابعين لهم بإحسان‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فقد اطلعت على هذه الرسالة الموجزة للشيخ الفاضل مازن بن عبد الكريم الفريح فوجدتها‬
‫دراسة نفيسة وتحفة تربوية منطلقها القرآن ودليلها السنة وغايتها بذر اإليمان في القلوب ونشر‪1‬‬
‫الوئام والسالم لصالح الحياة ‪.‬‬
‫والشك أن ال‪11‬دعاة أح‪11‬وج الن‪11‬اس إلى معرفة ط‪11‬رق‪ 1‬ووس‪11‬ائل رد القل‪11‬وب الش‪11‬اردة إلى حي‪11‬اض اله‪11‬دى‬
‫ومناهل التق‪11 1 1‬وى فش‪11 1 1‬كر اهلل له س‪11 1 1‬عيه ورزقنا وإ ي‪11 1 1‬اه اإلخالص والتق‪11 1 1‬وى ونفع بعمله ه‪11 1 1‬ذا جميع‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫المقدمة‬

‫إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه‪ ،‬ونعوذ‪ 1‬باهلل من شرور‪ 1‬أنفسنا ومن سيئات‬
‫أعمالنا من يهده اهلل فال مضل له ومن يضلل فال هادي له ‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال‬
‫شريك له ‪.‬‬
‫وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ( صلى اهلل عليه وسلم ) وصحبه وسلم تسليماً كثيراً‪...‬‬
‫( يا أيها الذين آمنوا اتقوا اهلل حق تقاته وال تموتن إال وأنتم مسلمون ) آل عمران اآلية ‪.102‬‬
‫( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ‪ ،‬وبث منهما رجاال‬
‫كثيراً ونساء‪ ،‬واتقوا اهلل الذي تساءلون به واألرحام‪ 1‬إن اهلل كان عليكم رقيباً‪ ) 1‬النساء اآلية ‪.1 :‬‬
‫(يا أيها الذين آمنوا اتقوا هلل وقولوا‪ 1‬قوالً سديداً‪ ،‬يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم‪ 1‬ومن يطع‬
‫اهلل ورسوله فقد فاز فوزاً‪ 1‬عظيماً ) األحزاب‪ ،‬اآليتان ‪71 ،70‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫فإن كسب قلوب الناس ليكونو‪1‬ا بعد ذلك للدعوة محبين وإ ليها مقبلين ولجندها‪ 1‬مناصرين من‬
‫الموضوعات المهمة التي ينبغي أن يوليها الدعاة عنايتهم واهتمامهم ‪ ..‬وأن يكون لها نصيب‬
‫كبير من تفكيرهم وتخطيطهم ‪..‬‬
‫وتأتي أهمية هذا الموضوع‪ 1‬من جوانب عدة منها ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬أن كسب قلوب الناس طريق ووسيلة إلى تقبلهم الحق وبعض الناس معرض عن دعوة‬
‫اهلل لعدم انسجامه مع الداعية نتيجة لبعض تصرفاته الخاطئة وقد‪ 1‬ثبت عنه صلى اهلل عليه وسلم‬
‫أنه قال (( يا أيها الناس إن منكم منفرين ))‬
‫ثانياً‪ :‬صنف من الدعاة ال يهتم بمعاملة الناس وال يبالي بموقف الناس منه ولهذا نشأت بينه‬
‫وبينهم هوة كبيرة حالت دون تبليغ دعوة اهلل في الوقت الذي نجد فيه بعضاً من أصحاب األفكار‪1‬‬
‫المنحرفة أوجدوا ألفكارهم أتباعاً ولمبادئهم جنوداً وأنصاراً ألنهم عرفوا كيف يتعاملون مع‬
‫الناس فكسبوا‪ 1‬قلوبهم وحركوا نفوسهم‪ 1‬إلى ما لديهم من باطل ‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬أن كسب الدعاة لقلوب الناس يبدد الجهود المضنية ألعداء الدين على اختالف مشاربهم‪1‬‬
‫وتباين نحلهم والتي يبذلونها في تشويه صورة دعاة الحق بما يبثونه من إشاعات وافتراءات‬
‫كاذبة عبر وسائل اإلعالم المختلفة‪ ..‬فمعاملة الداعية للناس معاملة األب الشفيق الرحيم الذي‬
‫يحرص عليهم كما يحرص على نفسه ويحب لهم ما يحب لها يسد األبواب أمام أهل الباطل فال‬
‫يستطيعون النيل منه أو إثارة الشبهات حوله‪..‬‬
‫رابعاً‪ :‬حاجة الدعوة للتفاعل مع الناس ‪ ،‬وهذا التفاعل لن يثمر الثمار المرجوة منه إال إذا أخذنا‬
‫بأساليب كسب القلوب التي سنها لنا الرسول (صلى اهلل عليه وسلم) وفي حديث ابن عمر رضي‬
‫اهلل عنه ‪ ،‬عن النبي (صلى اهلل عليه وسلم ) أنه قال‪ " :‬المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على‬
‫أذاهم خير من المؤمن الذي ال يخالط الناس وال يصبر‪ 1‬على أذاهم"‬
‫خامساً‪ :‬أن قيام الدعاة بكسب قلوب الناس من حولهم يزيد في ترابط أفراد المجتمع المسلم ‪،‬‬
‫ويجعلهم أفراداً متراحمين متعاطفين وهذا مطلب شرعي في حد ذاته‪" :‬مثل المؤمنين في توادهم‬
‫وتراحمهم‪ 1‬وتعاطفهم مثل الجسد‪ ،‬إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر‪ 1‬والحمى"‪.‬‬
‫كل هذه األمور وغيرها تجعل الحديث عن موضوع" كيف تكسب الناس" في غاية األهمية ‪..‬‬
‫وقد تناولنا‪ 1‬الموضوع‪ 1‬من خالل استعراض بعض الوسائل النبوية في كسب قلوب البرية ثم‬
‫أتبعناها بذكر بعض المنفرات التي تنفر الناس من الداعية وتمنع استجابتهم‪ 1‬له ‪.‬‬
‫أسأل اهلل ‪ ،‬عز وجل ‪ ،‬أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم ‪ ،‬وأن ينفع به إنه ولي ذلك‬
‫والقادر عليه وصلى‪ 1‬اهلل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫الوسائل النبوية في كسب قلوب البرية‬

‫الوسيلة األولى‪ :‬خدمة الناس وقضاء حوائجهم‬


‫جبلت النفوس على حب من أحسن إليها ‪ ،‬والميل إلى من يسعى في قضاء حاجاتها ؛ ولذلك قيل‪:‬‬
‫أحسن إلى الناس تستعبد‪ 1‬قلوبهم‬
‫فطالما استعبد اإلنسان إحسان‬
‫وأولى الناس بالكسب هم أهلك وأقرباؤك ؛ ولذلك قال رسول اهلل (صلى اهلل عليه وسلم)‪":‬خيركم‬
‫خيركم ألهله وأنا خيركم ألهلي"‪ .‬وعندما سئلت عائشة‪ -‬رضي اهلل عنها‪ -‬ما كان رسول اهلل‬
‫(صلى اهلل عليه وسلم)‪ :‬يفعل قالت " كان يكون في مهنة أهله‪ ،‬فإذا حضرت الصالة يتوضأ‬
‫ويخرج إلى الصالة"‪.‬‬
‫ومنا من ال يبالي بكسب قلوب أقرب الناس إليه كوالديه وزوجته وأقربائه فتجد قلوبهم مثخنة‬
‫بالكره أو بالضغينة عليه لتقصيره في حقهم‪ ،‬وانشغاله عن أداء واجباته تجاههم‪ .‬ومن أصناف‬
‫الناس الذين نحتاج لكسبهم ولهم األفضلية على غيرهم الجيران لقوله (صلى اهلل عليه وسلم )‬
‫"من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليكرم‪ 1‬جاره "‪ .‬وأي إكرام أكبر من دعوتهم إلى الهدى والتقى‬
‫؛ بل قال عليه أفضل الصالة والسالم‪ " :-‬ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه أو قال لجاره ما‬
‫يحب لنفسه" ‪ .‬ولذلك ينبغي أن نتحبب إلى الجار فنبدأه بالسالم ونعوده في المرض ‪ ،‬ونعزيه في‬
‫المصيبة ‪ ،‬ونهنئه في الفرح ونصفح عن زلته ‪ ،‬وال نتطلع إلى عورته‪ ،‬ونستر‪ 1‬ما انكشف منها ‪،‬‬
‫ونهتم باإلهداء إليه وزيارته ‪ ،‬وصنع المعروف‪ 1‬معه‪ ،‬وعدم إيذائه‪ ..‬وقد نفى الرسول (صلى اهلل‬
‫عليه وسلم) اإليمان الكامل عن الذي يؤذي جاره فقال‪ ":‬واهلل ال يؤمن ‪ ،‬واهلل ال يؤمن ‪ ،‬واهلل ال‬
‫يؤمن ‪ ،‬قال قائل من هو يا رسول اهلل ؟ قال‪ :‬الذي ال يأمن جاره بوائقه"‪.‬‬
‫والبوائق‪ 1‬هي الشرور‪ 1‬واألذى ‪.‬‬
‫ومن أصناف‪ 1‬الناس الذين ينبغي أن نكسبهم إلى صف الدعوة‪ -‬أخي الحبيب‪ -‬من تقابلهم في‬
‫العمل ممن هم بحاجة إليك‪ ..‬فإذا كنت طبيباً فالمرضى‪ ، 1‬وإ ذا كنت مدرساً‪ 1‬فالطالب ‪ ،‬وإ ذا كنت‬
‫موظفاً فالمراجعون ‪ .‬فال بد من كسب قلوبهم‪ 1‬من خالل تقديمك ألقصى‪ 1‬ما تستطيعه من جهد في‬
‫خدمتهم و إنجاز معامالتهم وعدم تأخيرها‪ ..‬وكم منا من يسمع من يدعو على موظف‪ 1‬لم يكلف‬
‫نفسه في تأدية ما عليه من واجبات في عمله ويؤخر‪ 1‬معامالت الناس ‪ .‬وعند الترمذي‪ 1‬وأبي‬
‫داود‪ -‬بإسناد صحيح –عنه (صلى اهلل عليه وسلم)" من واله اهلل شيئا من أمور المسلمين‬
‫فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم‪ 1‬وفقرهم احتجب اهلل دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة"‪.‬‬
‫وبالجملة فإن الوظيفة مجال خصب لكسب قلوب الناس وتبليغهم دعوة اهلل ‪ ..‬و إنما خصصت‬
‫هذه األصناف الثالثة من الناس بالذكر وهم األهل أو األقرباء والجيران ومن نلقاهم في وظائفنا‪1‬‬
‫لسببين هما‪ :‬كثرة اللقاء بهم‪ ،‬والثاني كثرة التقصير أو اإلهمال لحقوقهم مماله األثر السلبي في‬
‫تقبلهم لما ندعوهم إليه؛ إذن فالمسلم‪ 1‬فضال عن الداعية ينبغي أن يسع الناس كلهم بخلقه‬
‫وتضحيته ولذلك وصفت خديجة الرسول( صلى اهلل عليه وسلم) فقالت ‪":‬إنك لتصل الرحم‬
‫وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق"‪.‬‬
‫الوسيلة الثانية‪ :‬الحلم وكظم الغيظ‬

‫يخطئ بعض الناس‪ -‬أحياناً – في حقك‪ ..‬يوعد فيخلف‪ 1‬أو يتأخر أو يجرحك بلسانه فال بد لكسبه‬
‫من حلم وكظم‪ 1‬للغيظ ألنك صاحب هدف وغاية تريد أن تصل إليها ؛ ولذا البد من حسن‬
‫تصرفك‪ 1‬واهلل –عز و جل‪ -‬يمتدح هذا الصنف من الدعاة فيقول ‪( :‬والكاظمين الغيظ والعافين‬
‫عن الناس واهلل يحب المحسنين) آل عمران‪ ،‬اآلية‪ . 134 :‬وعن أنس – رضي اهلل عنه –قال ‪:‬‬
‫"كنت أمشي مع رسول اهلل وعليه برد غليظ الحاشية ‪ ،‬فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة حتى‬
‫أزالت الرداء إلى صفحة عاتق رسول (اهلل صلى اهلل عليه وسلم) وقد أثرت بها حاشية الرداء‬
‫من شدة جذبته ثم قال ‪ :‬يا محمد مر لي من مال اهلل الذي عندك ‪ ..‬فالتفت إليه رسول اهلل (صلى‬
‫اهلل عليه وسلم) وضحك ‪ ،‬وأمر له بعطاء"‪ .‬وهذا الموقف‪ 1‬من سيد الخلق –عليه أفضل الصالة‬
‫والسالم – ال يحتاج منا إلى تعليق سوى أن نقول ‪ :‬ما قاله الحق عز و جل في وصف‪1‬‬
‫نبيه(وإ نك لعلى خلق عظيم)القلم‪ ،‬اآلية‪.4 :‬‬
‫الوسيلة الثالثة‪ :‬السماحة في المعاملة‬

‫يوجز الرسول( صلى اهلل عليه وسلم)أصول المعاملة التي يدخل فيها المسلم إلى قلوب الناس‬
‫ويكسب ودهم وحبهم فيقول ‪" :‬رحم‪ 1‬اهلل رجالً سمحاً إذا باع وإ ذا اشترى‪ 1‬وإ ذا اقتضى"‪ 1‬وفي‬
‫رواية "وإ ذا قضى" ‪ .‬فالسماحة في البيع ‪ :‬أال يكون البائع شحيحاً بسلعته ‪ ،‬مغالياً في الربح ‪،‬‬
‫فظاً في معاملة الناس ‪.‬‬
‫والسماحة في الشراء أن يكون المشتري‪ 1‬سهال مع البائع فال يكثر من المساومة ؛ بل يكون كريم‬
‫النفس وباألخص إذا كان المشتري‪ 1‬غنيا والبائع فقيراً معدماً‪ .‬والسماحة في االقتضاء ‪ :‬أي عند‬
‫طلب الرجل حقه أو دينه فانه يطلبه برفق ولين‪ ..‬وربما‪ 1‬تجاوز عن المعسر أو أنظره كما في‬
‫حديث أبي هريرة مرفوعا‪ ": 1‬كان رجل يداين الناس فإذا رأى معسرا قال لفتيانه تجاوزوا‪ 1‬عنه‬
‫لعل اهلل أن يتجاوز عنا فتجاوز اهلل عنه" والسماحة في القضاء ‪ :‬هو الوفاء بكل ما عليه من دين‬
‫أو حقوق على أحسن وجه في الوقت الموعود وانظر‪ 1‬كيف دخل الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬
‫إلى قلب هذا الرجل الذي روى‪ 1‬قصته اإلمام البخاري‪ 1‬في صحيحه عن أبى هريرة قال‪ ( :‬أن‬
‫فهم به أصحابه فقال النبي صلى اهلل عليه‬
‫رجالً أتى النبي صلى اهلل عليه وسلم فتقاضاه فأغلظ ّ‬
‫مقاال ثم قال أعطوه سناً مثل سنه قالوا يا رسول اهلل ال نجد إال‬
‫ً‬ ‫وسلم دعوه فإن لصاحب الحق‬
‫أفضل من سنه فقال أعطوه فإن خيركم أحسنكم قضاء ) فقال الرجل ( أوفيتني أوفى‪ 1‬اهلل بك ) ‪.‬‬
‫ومن السماحة في المعاملة ‪ :‬عدم التشديد في محاسبة من قصر في حقك ‪ .‬فعن أنس قال (خدمت‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عشر سنين واهلل ما قال لي ‪ :‬أف قط وال قال لشيء فعلته لم‬
‫فعلت كذا وهال فعلت كذا )‬
‫الوسيلة الرابعة ‪ :‬المداراة‬

‫المداراة وليست المداهنة ‪ ..‬والمداراة هي لين الكالم والبشاشة وحسن العشرة ألناس عندهم‬
‫شيء من الفجور والفسق لمصلحة شرعية ‪ .‬روى البخاري‪ 1‬في صحيحه عن عائشة – رضي‪1‬‬
‫اهلل عنها ‪ (( :‬أن رجال استأذن على النبي صلى اهلل عليه وسلم فلما رآه قال بئس أخو العشيرة‬
‫‪ ..‬فلما جلس تطلق له وجه النبي صلى اهلل عليه وسلم وأنبسط إليه فلما انطلق الرجل قالت له‬
‫عائشة يا رسول اهلل رأيت الرجل قلت كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه فقال الرسول‬
‫صلى اهلل عليه وسلم يا عائشة متى عهدتني فاحشا‪ ، 1‬إن شر الناس عند اهلل منزلة يوم القيامة من‬
‫تركه الناس اتقاء فحشه ) ‪.‬‬
‫قال ابن حجر رحمه اهلل نقال عن القرطبي ( وفي‪ 1‬الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق أو الفحش‬
‫ونحو ذلك من الجور في الحكم والدعاء إلى البدعة مع جواز مداراتهم اتقاء شرهم ما لم يؤد‬
‫ذلك إلى المداهنة في دين اهلل تعالى ‪ ..‬ثم قال – ال زال الكالم للقرطبي تبعا لعياض ‪ :‬والفرق‬
‫بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصالح الدنيا أو الدين أو هما معا وهي مباحة‬
‫وربما استحبت والمداهنة ترك الدين لصالح الدنيا والعياذ باهلل إذن فنحن بحاجة إلى كسب قلوب‬
‫الفسقة أيضا بلين الكالم والقيام بحسن العشرة لهدايتهم إلى الصواب – أو على األقل – التقاء‬
‫شرهم )‪..‬‬
‫وبعض الفسقة اليوم أدوات بيد أهل العلمانية يجولون بهم ويصولون‪ 1‬بسبب بعد أهل الخير عنهم‬
‫أو عدم مداراتهم‪ 1‬كما فعل الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬
‫الوسيلة الخامسة ‪:‬إدخال السرور على اآلخرين‬

‫وهي من أهم الوسائل في تقوية الروابط‪ 1‬وامتزاج القلوب وائتالفها‪ .. 1‬كما إن إدخال السرور‪1‬‬
‫على المسلم يعد من أفضل القربات وأعظم الطاعات التي تقرب العبد إلى رب األرض‬
‫والسموات ‪ ..‬وإلدخال السرور‪ 1‬إلى القلوب المسلمة طرق‪ 1‬كثيرة و أبواب عديدة منها ما ورد في‬
‫حديث ابن عمر ‪:‬‬
‫( أحب الناس إلى اهلل أنفعهم وأحب األعمال إلى اهلل سرور‪ 1‬تدخله على مؤمن !! ولكن كيف‬
‫جوعا ‪ .‬ولئن أمشي مع أخي‬
‫ً‬ ‫تدخله؟! قال ‪ :‬تكشف عنه كرباً أو تقضي عنه ديناً أو تطرد‪ 1‬عنه‬
‫المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف شهراً في المسجد ومن كف غضبه ستر اهلل عورته‬
‫ومن كظم غيظه ولو شاء اهلل أن يمضيه أمضاه مأل اهلل في قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشى مع‬
‫أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له ثبت اهلل قدمه يوم تزل فيه األقدام‪ ) 1‬وإ ن سوء الخلق ليفسد‬
‫األعمال فال أقل من االبتسامة والبشاشة فابتسامتك بوجه من تلقاه من المسلمين لها أثر في كسب‬
‫قلوبهم ؛ولذلك قال عليه الصالة والسالم ( ال تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه‬
‫طلق ) والوجه الطلق هو الذي تظهر على محياه البشاشة والسرور‪ .. 1‬قال عبد اهلل بن الحارث‬
‫( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم) وقال جرير ( ما حجبني‬
‫رسول اهلل صلى اهلل صلى اهلل عليه وسلم منذ أسلمت وال رآني إال تبسم ) ‪.‬‬
‫كما كان صلى اهلل عليه وسلم ينبسط‪ 1‬مع الصغير والكبير‪ 1‬يالطفهم ويداعبهم وكان ال يقول إال‬
‫حقا وإ ليك هاتين الصورتين من صور‪ 1‬مداعبته صلى اهلل عليه وسلم وكسبه لقلوب صحابته ‪.‬‬
‫األولى – مع كبار السن ‪:‬‬
‫أخرج أحمد عن أنس – رضي اهلل عنه – ( أن رجالً من أهل البادية كان اسمه زاهراً وكان‬
‫رسول اهلل يحبه وكان دميماً (قبيحاً) فأتاه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وهو يبيع متاعه‬
‫فاحتضنه من خلفه وال يبصره الرجل فقال ‪ :‬أرسلني ‪ ..‬من هذا ؟ فالتفت فعرف النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم فجعل يلصق ظهره بصدر النبي صلى اهلل عليه وسلم حين عرفه وجعل النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم يقول (من يشتري العبد ؟) فقال ‪ :‬يا رسول اهلل – إذن – واهلل تجدني كاسدا فقال‬
‫رسول اهلل لكن عند اهلل لست بكاسد أو قال عند اهلل غال ‪.‬‬
‫أما الصورة الثانية ‪ :‬فهي مالطفته لألطفال وإ دخال السرور عليهم ‪ ..‬فعند البخاري من حديث‬
‫خلقا وكان لي أخ فطيم يسمى أبا عمير‬
‫أنس كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أحسن الناس ً‬
‫لديه عصفور مريض سمه النغير فكان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يالطف الطفل الصغير‪1‬‬
‫ويقول ( يا أبا عمير ما فعل النغير ) ‪.‬‬
‫وهكذا أخي الداعية ما ترك رسول اهلل (صلى اهلل عليه وسلم ) س‪11‬بيالً إلى قل‪11‬وب الن‪11‬اس إال وس‪11‬لكه‬
‫ما لم يكن حراماً ‪ ،‬فإذا كان كذلك كان أبعد الناس عنه(صلى اهلل عليه وسلم)‪.‬‬
‫الوسيلة السادسة‪:‬‬

‫احترام المسلمين وتقديرهم والت‪11‬أدب معهم وتبجيلهم وإ جاللهم‪ 1‬فقد ك‪11‬ان ص‪11‬لى اهلل عليه وس‪11‬لم يجل‬
‫من ي‪11‬دخل عليه ويكرمه وربما بسط له ثوبه وي‪11‬ؤثره بالوس‪11‬ادة ال‪11‬تي تحته ويع‪11‬زم‪ 1‬عليه في الجل‪11‬وس‬
‫عليها إن أبى وي ‪11 1 1‬نزل الن ‪11 1 1‬اس من ‪11 1 1‬ازلهم ويع ‪11 1 1‬رف فضل أولي الفضل وق ‪11 1 1‬ال عليه أفضل الص ‪11 1 1‬الة‬
‫(ليس منا‬ ‫والس‪11‬الم‪ 1‬ي‪11‬وم الفتح ( من دخل دار أبى س‪11‬فيان فهو آمن ) وق‪11‬ال ص‪11‬لى اهلل عليه وس‪11‬لم‬
‫من لم يجل كبيرنا وي‪11 1 1 1‬رحم‪ 1‬ص‪11 1 1 1‬غيرنا ويع‪11 1 1 1‬رف‪ 1‬لعالمنا حقه ) ومما ينبغي أن ن‪11 1 1 1‬ذكرك به – أخي‬
‫الداعية – في هذا المقام ‪:‬‬
‫اح‪11 1 1‬ترام من خالفك في ال‪11 1 1‬رأي مما فيه مج‪11 1 1‬ال لالختالف ومتسع للنظر ‪ ..‬وع‪11 1 1‬دم انتقاصه ورميه‬
‫بالجهل وقلة الفقه وسوء الظن به ما دام ظاهره السالمة ‪.‬‬
‫اح‪11‬ترام المتح‪11‬دث وع‪11‬دم مقاطعته ‪ .‬ق‪11‬ال ابن كث‪11‬ير رحمه اهلل وك‪11‬ان ص‪11‬لى اهلل عليه وس‪11‬لم إذا حدثه‬
‫أحد التفت إليه بوجهه وجس‪11‬مه وأص‪11‬غى إليه تم‪11‬ام اإلص‪11‬غاء وال يقطع الح‪11‬ديث ح‪11‬تى يك‪11‬ون المتكلم‬
‫هو الذي يقطعه ‪.‬‬
‫الوسيلة السابعة ‪ :‬حسن الكالم‬

‫لقد حث الن ‪11 1‬بي ص ‪11 1‬لى اهلل عليه وس ‪11 1‬لم على طيب الق ‪11 1‬ول وحسن الكالم ‪ ،‬كما في قوله ص ‪11 1‬لى اهلل‬
‫عليه وسلم (( الكلمة الطيبة صدقة )) لما لها من أثر في تأليف القلوب وتطييب‪ 1‬النف‪11‬وس إنه ليس‬
‫من المهم توصيل‪ 1‬الحقيقة إلى الن‪11‬اس فقط ولكن األهم هو الوع‪11‬اء ال‪11‬ذي س‪11‬يحمل تلك الحقيقة بها ‪..‬‬
‫فإذا كان الرسول صلى اهلل عليه وسلم يقول ((زينوا الق‪1‬رآن بأص‪1‬واتكم ف‪11‬إن الص‪11‬وت الحسن يزيد‬
‫الق ‪11‬رآن حس ‪11‬نا)) فمن ب ‪11‬اب أولى أن نق ‪11‬ول لل ‪11‬دعاة زين ‪11‬وا ال ‪11‬دعوة بحسن كالمكم ف ‪11‬ان الكالم الحسن‬
‫يزيد ال‪11 1 1‬دعوة حس ‪11 1 1‬نا وجاذبية ‪ ..‬وخاصة عند النصح ‪ ..‬أن النصح عالج مر فليص‪11 1 1‬حبه شئ من‬
‫حلو الكالم فكن من ال ‪11 1‬ذين يعمل‪11 1‬ون الحق ويرحم ‪11 1‬ون الخلق واس‪11 1‬مع إلى يح‪11 1‬يى بن مع ‪11 1‬اذ يق‪11 1‬ول ‪:‬‬
‫(( أحسن شئ كالم رقيق يس ‪11‬تخرج من بحر عميق على لس ‪11‬ان رجل رقيق‪ )) 1‬وكم من كلمة س ‪11‬وء‬
‫نابية ألقاها ص‪111‬احبها‪ 1‬ولم يب‪111‬ال بنتائجها وبتبعاتها ف‪111‬رقت بين القل ‪11‬وب وم ‪11‬زقت‪ 1‬الص ‪11‬فوف وزرعت‬
‫الحقد والبغض‪11‬اء‪ 1‬والكراهية والش‪11‬حناء في النف‪11‬وس ؛ ول‪11‬ذلك ثبت عنه ص‪11‬لى اهلل عليه وس‪1‬لم أنه ق‪11‬ال‬
‫( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب ) ‪.‬‬
‫أيها األخ الك‪11‬ريم ‪ ..‬وأختم ه‪11‬ذه الوس‪11‬يلة به‪11‬ذا الموقف‪ 1‬ال‪11‬تربوي ال‪11‬ذي دار فيه الح‪11‬وار بين الرس‪11‬ول‬
‫ص ‪11‬لى اهلل عليه وس ‪11‬لم وعائشة رضي‪ 1‬اهلل عنها ق ‪11‬الت عائشة رضي‪ 1‬اهلل عنها ‪ (( :‬دخل رهط من‬
‫اليه ‪11 1‬ود على رس ‪11 1‬ول اهلل ص ‪11 1‬لى اهلل عليه وس ‪11 1‬لم فق ‪11 1‬الوا الس ‪11 1‬ام عليكم ق ‪11 1‬الت عائشة ففهمتها فقلت‬
‫‪:‬عليكم الس‪11‬ام واللعنة ق‪11‬الت ‪ :‬فق‪11‬ال رس‪11‬ول اهلل ص‪11‬لى اهلل عليه وس‪11‬لم مهالً يا عائشة فقلت يا رس‪11‬ول‬
‫اهلل أو لم تس‪111‬مع ما ق‪111‬الوا ؟ ق‪111‬الت فق‪111‬ال رس‪111‬ول اهلل ص‪111‬لى اهلل عليه وس ‪11‬لم قد قلت وعليكم )) فكالم‬
‫الرس‪11‬ول ص‪11‬لى اهلل عليه وس‪11‬لم مع أهل الفج‪11‬ور والفس‪11‬وق‪ 1‬والكفر يحت‪11‬اج منا إلى دراسة متأنية ففيه‬
‫البصيرة النافذة والحكمة البالغة ‪.‬‬
‫الوسيلة الثامنة ‪ :‬التواضع ولين الجانب‬

‫لقد كسب رس‪11 1‬ول اهلل ص‪11 1‬لى اهلل عليه وس‪11 1‬لم بتواض‪11 1‬عه ولين جانبه قل‪11 1‬وب الن‪11 1‬اس من حوله ‪.‬ذكر‬
‫أنس رضي اهلل عنه ص‪11‬ورة من ص‪11‬ور‪ 1‬تواض‪11‬عه عليه الص‪11‬الة والس‪11‬الم فق‪11‬ال (( إن ام‪11‬رأة ك‪11‬ان في‬
‫عقلها شئ جاءته فق‪11 1 1 1‬الت إن لي إليك حاجة ق‪11 1 1 1‬ال اجلسي يا أم فالن في أي ط‪11 1 1 1‬رق‪ 1‬المدينة ش‪11 1 1 1‬ئت‬
‫أجلس إليك ح‪11‬تى أقضي حاجتك ق‪11‬ال فجلست فجلس الن‪11‬بي ص‪11‬لى اهلل عليه وس‪11‬لم إليها ح‪11‬تى ف‪11‬رغت‬
‫من حاجته ‪11‬ا)) وعند البخ ‪11‬اري‪ : 1‬إن ك ‪11‬انت األمة من إم ‪11‬اء أهل المدينة لتأخذ بيد رس ‪11‬ول اهلل ص ‪11‬لى‬
‫اهلل عليه وس‪11‬لم فتنطلق به حيث ش‪11‬اءت ح‪11‬تى يقضي حاجتها ودخل عليه رجل فأص‪11‬ابته من هيبته‬
‫رعدة فقال له رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬ه‪11‬ون عليك ف‪11‬إني لست بملك إنما أنا ابن ام‪11‬رأة‬
‫من ق‪11‬ريش ك‪11‬انت تأكل القديد )) وبه‪11‬ذا األس‪11‬لوب والتواضع‪ 1‬ولين الج‪11‬انب دخل الرس‪11‬ول ص‪11‬لى اهلل‬
‫عليه وسلم إلى شغاف قلوب الناس من حوله ‪.‬‬
‫أما الظهور‪ 1‬بمظهر األستاذية والنظر‪ 1‬إلى المس‪11‬لمين نظ‪11‬رة دونية فهي ص‪1‬فة ش‪11‬يطانية ال ت‪1‬ورث إال‬
‫البغض والقطيعة ‪(( .‬ق‪11‬ال أنا خ‪11‬ير منه خلقت‪11‬ني من ن‪11‬ار وخلقته من طين )) ص‪ ،‬اآلية ‪. 76:‬وقد‬
‫قال صلى اهلل عليه وسلم (( من كان هيناً ليناً سهالً حرمه اهلل على النار))‬
‫الوسيلة التاسعة ‪ :‬الجود والكرم‬

‫إليك – أخي الحبيب – هذا السخاء وذلك الجود يأسر القلوب ويطيب النفوس‪ ...‬فعن أنس رضي‬
‫اهلل عنه ق‪11‬ال‪ (( :‬إن رجال س‪11‬أل رس‪11‬ول اهلل ص‪11‬لى اهلل عليه وس‪11‬لم فأعط‪11‬اه غنم ‪1‬اً بين جبلين فرجع‬
‫إلى بل ‪11‬ده وق ‪11‬ال ‪:‬أس ‪11‬لموا ف ‪11‬إن محمداً يعطي عط ‪11‬اء من ال يخشى فاقة )) ف ‪11‬انظر‪ 1‬وفقك اهلل كيف أثر‬
‫هذا السخاء النبوي على قلب هذا الرجل وجعل منه – بإذن اهلل – بعد أن كان حرب‪1‬اً على اإلس‪11‬الم‬
‫أصبح داعية إليه ‪.‬‬
‫وعن ج ‪11‬ابر رضي‪ 1‬اهلل عنه ق ‪11‬ال (( ما س ‪11‬ئل الن ‪11‬بي ص ‪11‬لى اهلل عليه وس ‪11‬لم عن ش ‪1‬يء قط فق ‪11‬ال ال))‬
‫ومن الجود الهدية وقد‪ 1‬قال صلى اهلل عليه وسلم (( تهادوا تحابوا )) فالهدية باب من أبواب كسب‬
‫القلوب وتنمية التآلف بينها ‪.‬‬
‫الوسيلة العاشرة ‪ :‬الرفق‬

‫فعن عائشة – رضي‪ 1‬اهلل عنها – ق‪11 1 1‬الت ق‪11 1 1‬ال رس‪11 1 1‬ول اهلل ص‪11 1 1‬لى اهلل عليه وس‪11 1 1‬لم ‪ ((:‬إن اهلل رفيق‬
‫يحب الرفق في األمر كله )) بل الرفق مفضل على كث ‪11 1 1 1‬ير من األخالق؛ل ‪11 1 1 1‬ذا ك ‪11 1 1 1‬ان ما يعطيه اهلل‬
‫لص‪111‬احبه من الثن‪111‬اء الحسن في ال‪111‬دنيا واألجر‪ 1‬الجزيل في اآلخ ‪11‬رة أك ‪11‬ثر مما يعطيه على غ‪111‬يره ‪..‬‬
‫لقوله عليه أفضل الص‪11 1 1‬الة والس‪11 1 1‬الم((إن اهلل رفيق يحب الرفق‪ 1‬ويعطي ب ‪1 1 1‬الرفق‪ 1‬ما ال يعطي على‬
‫العنف وما ال يعطي على سواه )) ‪.‬‬
‫ومن الم ‪11‬واطن ال ‪11‬تي يتأكد فيها الرفق‪ 1‬عند تق ‪11‬ويم خطأ الجاه ‪11‬ل‪ .‬وانظر‪ 1‬الي ه ‪11‬ذه الص ‪11‬ورة المع ‪11‬برة‬
‫في تقويم األشخاص عند خطئهم‪ 1‬والتي يملؤها الرفق والرحمة ‪.‬‬
‫فعن معاوية بن الحكم السلمي – رضي‪ 1‬اهلل عنه‪ -‬قال ((بينما أنا ُأص‪1‬لي مع رس‪1‬ول اهلل ص‪1‬لى اهلل‬
‫عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك اهلل فرماني القوم بأبصارهم‪ 1‬فقلت واثكل أمي‪11‬اه‬
‫ما ش‪11 1‬أنكم تنظ‪11 1‬رون‪ 1‬إلي ؟ فجعل‪11 1‬وا‪ 1‬يض‪11 1‬ربون بأي‪11 1‬ديهم‪ 1‬على أفخ‪11 1‬اذهم فما رأيتهم‪ 1‬يص‪11 1‬متونني‪ 1‬لك‪11 1‬ني‬
‫معلما قبله وال بع ‪11‬ده‬
‫ً‬ ‫س ‪11‬كت فلما ص ‪11‬لى رس ‪11‬ول اهلل ص ‪11‬لى اهلل عليه وس ‪11‬لم فب‪11‬أبي هو وأمي ما رأيت‬
‫أحسن تعليماً منه فوا اهلل ما نهرني وال ضربني وال ش‪1‬تمني ق‪1‬ال (( إن ه‪1‬ذه الص‪1‬الة ال يص‪1‬لح فيها‬
‫شيء من كالم الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقر‪1‬اءة القران )) أو كما قال رسول اهلل ص‪11‬لى اهلل‬
‫عليه وسلم قلت يا رسول اهلل إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء اهلل باإلس‪1‬الم وإن منا رج‪1‬اال ي‪1‬أتون‬
‫الكهان ق‪1‬ال (( فال ت‪1‬أتهم ))قلت ومنا رج‪1‬ال يتط‪1‬يرون ق‪1‬ال (( ذلك ش‪1‬يء يجدونه في ص‪1‬دورهم فال‬
‫يصدنهم )) ‪.‬‬
‫واألمثلة على ذلك كثيرة كحديث األعرابي الذي بال في المسجد ومعاملة الرس‪11‬ول ص‪11‬لى اهلل عليه‬
‫وسلم للشاب الذي استأذنه بالزنا وحسن تصرفه عليه الصالة والسالم‪ 1‬معه ‪.‬‬
‫وفي الجملة ؛ ف‪111‬إن ال ‪111‬ذي ينظر إلى ه ‪111‬ذه الوس ‪111‬ائل يجد أنها ال تك‪11 1‬اد تخ‪11 1‬رج عن دائ‪11 1‬رة األخالق ‪،‬‬
‫فالتزامها‪ 1‬إنما هو ال‪111‬تزام ب‪111‬الخلق الحسن ال‪111‬ذي ق‪111‬ال عنه ص ‪11‬لى اهلل عليه وس ‪11‬لم (( أكمل المؤم‪111‬نين‬
‫إيماناً أحسنهم خلقا))‬
‫وقبل ه‪11 1‬ذا وكله و بع‪11 1‬ده ال بد أن ن‪11 1‬ذكرك بمالك ذلك كله وهو اإلقب‪11 1‬ال على اهلل اإلقب‪11 1‬ال على رب‬
‫القل ‪11‬وب ونيل محبته لح‪111‬ديث أبى هري ‪11‬رة – رضي اهلل عنه عن الن ‪11‬بي ص ‪11‬لى اهلل عليه وس ‪11‬لم ق‪111‬ال‬
‫( إذا أحب اهلل عبداً ن ‪11 1 1‬ادى جبريل إن اهلل يحب فالناً فأحبه فيحبه جبريل فين‪11 1 1‬ادي‪ 1‬جبريل في أهل‬
‫الس‪11 1 1 1‬ماء إن اهلل يحب فالنا ف ‪1 1 1 1‬أحبوه فيحبه أهل الس‪11 1 1 1‬ماء ثم يوضع له القب‪11 1 1 1‬ول في أهل األرض) )‬
‫وحس‪11 1 1 1‬بك‪ 1‬بداعية قد وضع اهلل له القب ‪11 1 1 1‬ول في أهل األرض ق‪11 1 1 1‬ال ابن حجر رحمه اهلل ((والم‪11 1 1 1‬راد‪1‬‬
‫بالقبول ‪ :‬قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه بالرضا عنه ))‬
‫وزاد اإلم‪11 1 1 1‬ام مس‪11 1 1 1‬لم رحمه اهلل (( وإ ذا أبغض عبداً دعا جبريل إني أبغض فالناً فأبغضه فيبغضه‬
‫جبريل فين‪11 1 1‬ادي جبريل في أهل الس‪11 1 1‬ماء ‪ :‬إن اهلل يبغض فالنا فأبغض‪11 1 1‬وه فيبغضه أهل الس‪11 1 1‬ماء ثم‬
‫توضع له البغضاء في األرض )) والعياذ‪ 1‬باهلل ‪.‬‬
‫المنفرات‬

‫عموما من أشد األم ‪11‬ور‪ 1‬تنف ‪11‬يراً للن ‪11‬اس عن الداعية ‪،‬إذا اتصف بش ‪11‬يء‬
‫ً‬ ‫ال شك أن مس ‪11‬اوئ األخالق‬
‫منها‪،‬بيد أننا سنخص بعض المنفرات لما لها من األثر الكبير في تنف‪1‬ير الن‪1‬اس وانفضاض‪1‬هم ‪،‬ومن‬
‫هذه المنفرات‪:‬‬
‫أوال ع ‪11‬دم مراع ‪11‬اة أح ‪11‬وال الن ‪11‬اس وظ ‪11‬روفهم‪ ..1‬وقد نبه الرس ‪11‬ول ص ‪11‬لى اهلل عليه وس ‪11‬لم إلى األمر‬
‫فق‪11‬ال لمعشر ال‪11‬دعاة (( إذا ص‪11‬لى أح‪11‬دكم بالن‪11‬اس فليخفف ف ‪1‬إن فيهم الض‪11‬عيف‪ 1‬والس‪11‬قيم والكب‪11‬ير وإ ذا‬
‫ص ‪11 1‬لى أح ‪11 1‬دكم لنفسه فليط ‪11 1‬ول‪ 1‬ما ش ‪11 1‬اء )) فهي وص ‪11 1‬ية من داعية ه ‪11 1‬ذه األمة عليه أفضل الص ‪11 1‬الة‬
‫والس ‪11‬الم لجميع ال ‪11‬دعاة بض ‪11‬رورة مراع ‪11‬اة أح ‪11‬وال الن ‪11‬اس في ركن من أهم أرك ‪11‬ان ه ‪11‬ذا ال ‪11‬دين ؛ل ‪11‬ذا‬
‫فمراعاة الناس فيما دون ذلك مرتبة من العبادات والمعامالت من باب أولى ‪.‬‬
‫وإليك ه‪111‬ذه الحادثة ال‪111‬تي ت‪111‬دل على أن إغف‪111‬ال ه‪111‬ذه الوص‪111‬ية ي ‪11‬ؤدي‪ 1‬إلى نفرة الن‪1 1‬اس وربما يس‪111‬بب‬
‫تركهم للعمل الصالح أو تأخرهم عنه ‪.‬‬
‫ك‪11‬ان مع‪11‬اذ يص‪11‬لي مع الن‪11‬بي ص‪11‬لى اهلل عليه وس‪11‬لم ثم ي‪11‬أتي في‪11‬ؤم قومه فص‪11‬لى ليل‪1‬ة مع الن‪11‬بي ص‪11‬لى‬
‫اهلل عليه وس ‪11‬لم العش ‪11‬اء ثم أتى قومه ف ‪11‬أمهم ف ‪11‬افتتح بس ‪11‬ورة البق ‪11‬رة ف ‪11‬انحرف رجل فس ‪11‬لم ثم ص ‪11‬لى‬
‫وح ‪11 1 1‬ده وانص ‪11 1 1‬رف فق‪11 1 1‬الوا له أن‪11 1 1‬افقت يا فالن ؟ ق ‪11 1 1‬ال ال واهلل وآلتين رس‪11 1 1‬ول اهلل ص‪11 1 1‬لى اهلل عليه‬
‫فألخبرنه ف‪11 1‬أتى رس‪11 1‬ول اهلل ص‪11 1‬لى اهلل عليه وس‪11 1‬لم فق‪11 1‬ال يا رس‪11 1‬ول اهلل إنا أص‪11 1‬حاب نواضح نعمل‬
‫بالنهار وأن معاذاً صلى معك العشاء ثم أتى فافت‪1‬تح بسورة البق‪11‬رة فأقبل رس‪11‬ول اهلل ص‪11‬لى اهلل عليه‬
‫وسلم على معاذ فقال ‪ (( :‬أفتان أنت ؟ اقرأ بكذا اقرأ بكذا ( وفي‪ 1‬رواية ‪ :‬أفتان أنت ثالثا ؟! اقرأ‬
‫الشمس وضحاها‪ 1‬وسبح اسم ربك األعلى ونحوهما ))‬
‫ثانياً التعلق بمت‪11 1‬اع ال‪11 1‬دنيا وزخرفها ‪ :‬وه‪11 1‬ذا المنفر أص‪11 1‬له ح‪11 1‬ديث الرس‪11 1‬ول ص‪11 1‬لى اهلل عليه وس‪11 1‬لم‬
‫(( ازهد في الدنيا يحبك اهلل وازهد فيما عند الناس يحبك الناس )) فالرسول ص‪11‬لى اهلل عليه وس‪11‬لم‬
‫يعلمنا كيف نكسب الن‪11‬اس ونن‪11‬ال محبتهم وذلك بالزهد فيما في أي‪11‬ديهم ألننا إذا تركنا لهم ما أحب‪11‬وه‬
‫أحبونا وقلوب أكثرهم مجبولة مطبوعة على حب الدنيا ومن نازع إنسانا في محبوبه كرهه وقاله‬
‫ومن لم يعارضه فيه أحبه واصطفاه قال الحسن البصري‪ 1‬ال ي‪1‬زال الرجل كريما على الن‪1‬اس ما لم‬
‫يطمع فيما بين أيديهم فحينئذ يستخفون به ويكرهون حديثه ويبغضونه ‪.‬‬
‫وق ‪11‬ال أع ‪11‬رابي ألهل البص ‪11‬رة من س ‪11‬يدكم ؟ ق ‪11‬الوا الحسن ق ‪11‬ال بم س ‪11‬ادكم‪ 1‬؟ ق ‪11‬الوا احت ‪11‬اج الن ‪11‬اس إلى‬
‫علمه واستغنى هو عن دنياهم ‪ ،‬فقال‪ :‬ما أحسن هذا‪.‬‬
‫ثالثاً الغلظة والفظاظة ‪ :‬وه‪11‬ذا المنفر أص‪11‬له ق‪11‬ول الحق عز وجل لس‪11‬يد ال‪11‬دعاة عليه أفضل الص‪11‬الة‬
‫والسالم ( فبما رحمة من اهلل لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب النفضوا من حولك ) آل عم‪1‬ران‬
‫اآلية ‪ .159‬وما من ش ‪1 1 1 1 1‬يء أشد تنف‪11 1 1 1 1‬يراً للن‪11 1 1 1 1‬اس عن الحق والخ‪11 1 1 1 1‬ير‪ 1‬مثل دع‪11 1 1 1 1‬وتهم إليه بالغلظة‬
‫والخشونة ‪.‬‬
‫ولقد انحسر أثر بعض ال‪11‬دعاة المخلص‪11‬ين في الن‪11‬اس ولم يوفق‪11‬وا‪ 1‬إلى إيص‪11‬ال ما ل‪11‬ديهم من حق إلى‬
‫عم‪11‬وم المس‪11‬لمين وغ‪11‬يرهم ألنهم أخط ‪1‬أوا األس‪11‬لوب ال‪11‬ذي يفتح‪11‬ون به قل‪11‬وب الن‪11‬اس وعق‪11‬ولهم فغلب‬
‫عليهم الجدل بالتي هي أخشن والمواجهة بالغلظة والحدة ‪.‬‬
‫رابعاً ‪ :‬مخالفة الق‪11‬ول العمل ‪ :‬ما أشد بغض الن‪11‬اس لداعية خ‪11‬الفت أفعاله أقواله وما أعظم نف‪11‬رتهم‬
‫؛ بل ما أك ‪11 1‬بر مقت اهلل عز وجل له ‪11 1‬ذه الص ‪11 1‬فة الخسيسة ‪ ،‬حيث يق ‪11 1‬ول عز وجل‪ ( :‬يا أيها ال ‪11 1‬ذين‬
‫أمنوا لم تقولون ما ال تفعلون كبر مقتا عند اهلل أن تقولوا ما ال تفعلون ) الصف اآليتان ‪3، 2 :‬‬
‫ولقد أنكر اهلل سبحانه على أقوام‪ 1‬يأمرون الن‪1‬اس ب‪1‬البر وي‪11‬دعون أنفس‪11‬هم في غيها ( أت‪1‬أمرون الن‪11‬اس‬
‫بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفال تعقلون ) البقرة اآلية ‪44 :‬‬
‫ول ‪11 1‬ذلك ق ‪11 1‬ال ش ‪11 1‬عيب لقومه ما أخبرنا اهلل به حيث يق ‪11 1‬ول اهلل تع ‪11 1‬الى على لس ‪11 1‬انه ‪ ( :‬و ما أريد أن‬
‫أخ ‪11‬الفكم إلى ما أنه ‪11‬اكم عنه إن أريد االّ اإلص ‪11‬الح ما اس ‪11‬تطعت ) ه ‪11‬ود اآلية ‪ 1 . 88‬ولكن البد من‬
‫اإلجابة على ش ‪11 1‬بهة يرددها بعض الن ‪11 1‬اس نعرض ‪11 1‬ها على ش ‪11 1‬كل س ‪11 1‬ؤال‪ ..‬وهو هل ي ‪11 1‬ترك الداعية‬
‫األمر بالمعروف‪ 1‬والنهي عن المنكر في حالة عدم تمكنه من فعله ؟‬
‫ق‪11‬ال ابن كث‪11‬ير رحمه اهلل ‪ :‬فكل من األمر ب‪11‬المعروف وفعله واجب ال يس‪11‬قط أح‪11‬دهما ب‪11‬ترك اآلخر‬
‫على أصح ق‪11‬ول العلم ‪11‬اء من الس ‪11‬لف والخلف ‪ .‬وذهب بعض ‪11‬هم إلى أن م ‪11‬رتكب المعاصي ال ينهى‬
‫غ‪11 1‬يره عنها ‪ ،‬وه‪11 1‬ذا ض‪11 1‬عيف‪ . 1‬والص‪11 1‬حيح أن الع‪11 1‬الم ي‪11 1‬أمر ب‪11 1‬المعروف‪ 1‬وإ ن لم يفعله ‪ ،‬وينهى‪ 1‬عن‬
‫المنكر وإ ن ارتكبه ‪ ،‬قال سعيد بن جبير ‪ :‬لو كان المرء ال يأمر ب‪11‬المعروف‪ 1‬وال ينهى عن المنكر‬
‫ح‪11 1‬تى ال يك‪11 1‬ون فيه ش‪11 1‬يء ما أمر أحد بمع‪11 1‬روف‪ 1‬وال نهى عن منكر ‪ .‬قلت القائل –ابن كث‪11 1‬ير ‪: -‬‬
‫لكنه والحالة هذه م‪11‬ذموم‪ 1‬على ت‪11‬رك الطاعة وفعله المعص‪11‬ية لعلمه بها ومخالفته على بص‪11‬يرة فانه‬
‫ليس من يعلم كمن ال يعلم " ‪.‬‬
‫خامس‪1 1 1‬اً ‪ :‬التعس‪11 1‬ير‪ 1‬والتعقيد ‪ :‬هن‪11 1‬اك فريق من الن ‪11 1‬اس يبحث ‪11 1‬ون عن كل ص‪11 1‬عب ومعسر ليق ‪11 1‬دموه‬
‫للناس على أنه اإلس‪11‬الم ‪ ،‬دون مراع‪11‬اة ليسر اإلس‪11‬الم ورفعه للح‪11‬رج عن الن‪11‬اس ‪ .‬وه‪11‬ذا خالف لما‬
‫ك ‪11‬ان عليه أفضل الص ‪11‬الة والس ‪11‬الم حيث ق ‪11‬الت عنه عائشة رضي اهلل عنها ‪ ":‬ما خ ‪11‬ير بين أم ‪11‬رين‬
‫إثما ؛ ف ‪11‬إن ك ‪11‬ان إثم‪11‬اً ك ‪11‬ان أبعد الن ‪11‬اس من ‪11‬ه" ولما للتيس ‪11‬ير‪ – 1‬في‬
‫قط إال اخت ‪11‬ار أيس ‪11‬رهما ما لم يكن ً‬
‫حدود الشرع – من أثر في تأليف القلوب وزيادة ربطها‪ 1‬به‪1‬ذا ال‪1‬دين ن‪1‬ادى الرس‪1‬ول ص‪1‬لى اهلل عليه‬
‫وسلم بالدعاة قائال ‪ " :‬يسروا وال تعس‪1‬روا‪ ، 1‬وبش‪1‬روا وال تنف‪1‬روا "‪ .‬ق‪1‬ال الن‪1‬ووي ‪ :‬لو اقتصر على‬
‫يس‪11 1‬روا‪ 1‬لص‪11 1‬دق على من يسر م ‪11 1‬رة وعسر كث‪11 1‬يراً فق‪11 1‬ال ‪":‬وال تعس ‪11 1‬روا " لنفي التعس ‪11 1‬ير في جميع‬
‫األحوال ‪ ،‬وكذلك في قوله ‪ ":‬وال تنفروا " والمراد‪ 1‬ت‪1‬أليف من ق‪11‬رب إس‪1‬المه ‪ ،‬وت‪1‬رك‪ 1‬التش‪1‬ديد عليه‬
‫في االبت ‪11 1 1‬داء‪ ،‬وك ‪11 1 1‬ذلك الزجر عن المعاصي ينبغي أن يك ‪11 1 1‬ون بتلطيف‪ 1‬ليقبل ‪ ،‬وك ‪11 1 1‬ذلك تعليم العلم‬
‫ينبغي أن يك ‪11 1‬ون بالت ‪11 1‬دريج ألن الشي إذا ك ‪11 1‬ان في ابتدائه س ‪11 1‬هال حبب إلى من ي ‪11 1‬دخل فيه ‪ ،‬وتلق ‪11 1‬اه‬
‫بانبساط ‪ ،‬وكانت عاقبته غالباً االزدياد بخالف ضده‪)).‬‬
‫الخاتمة‬

‫وبعد ‪:‬‬
‫ف ‪1‬إن كسب قل‪11‬وب الن ‪11‬اس مهمة ليست باليس‪11‬يرة إال لمن يس ‪11‬رها اهلل له ؛ ول ‪11‬ذا علينا أن نلح على اهلل‬
‫بال‪1‬دعاء ليفتح قلوبنا و قل‪1‬وبهم‪ 1‬للحق ويجعلنا‪ 1‬وإ ي‪1‬اهم أنص‪11‬اراً لدينه وحملة دعوته‪ .‬ومع ه‪1‬ذا ال‪1‬دعاء‬
‫البد من األخذ باألسباب التي توصلنا‪ 1‬بإذن اهلل إلى كسب القلوب الشاردة ؛ولعل العمل بما ذكرن‪11‬اه‬
‫من وس‪11‬ائل واجتن‪11‬اب ما استعرض‪11‬ناه من منف‪11‬رات يعين على رد تلك القل‪11‬وب الش‪11‬اردة ؛ إلى الهدى‬
‫رداً جميال ً‪.‬‬
‫ً‬
‫وأخيراً أس‪1‬أل اهلل عز وجل أن ينصر‪ 1‬دينه ويعلي كلمته وأن يجعلنا ه‪1‬داةً مهت‪1‬دين غ‪1‬ير ض‪1‬الين وال‬
‫مضلين وصلى‪ 1‬اهلل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬

You might also like